المجموعة الأولى)
السؤال الأول: أجب عما يلي:
- عرّف الإيمان عند أهل السنة والجماعة، مبيّنًا وجه زيادته ونقصانه.
الإيمان هو تصديق بالقلب, وقول باللسان, وعمل القلب والجوارح, يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
وزيادته ونقصانه تكون بحسب قوة التصديق, وصلاح عمل القلب والجوارح, فإن عمل العبد الطاعات وجاء بشروط قبول العمل, زاد الإيمان عنده, وإن ارتكب شيئا مما نهى الله عنه, نقص إيمانه بقدر ما اجترح من السيئات, وإن تاب واستغفر واصلح تاب الله عليه وزاد الإيمان عنده, وقد قال تعالى:" هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم", وقال أيضا سبحانه:" وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا", وجاء في الحديث:" لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن", فدل على أن الإيمان يتأثر بأعمال العبد, فيزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي, ونتيجة لهذا يتفاضل الناس فيه, فمن كان أكثر يقينا وتصديقا وأحسن عملا, كان أعظم إيمانا, ولايزال الإيمان عنده في إزدياد, ومن يعصي ويغفل ويهمل الطاعات, تراجع مقدار الإيمان في قلبه ونقص حتى لا يبقى منه شيئ, كما قال بعض السلف.
السؤال الثاني: أكمل بعبارة صحيحة:
- العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة,وأركانها: الذل مع المحبة والتعظيم، ومحلها: القلب ، اللسان ، الجوارح.
- الشيطان طاغوت حذّرنا الله تعالى من كيده وشرّه.
وتولّي الشيطان يكون بــــ: تصديق وعود الشيطان واتباع خطواته واستشراف أمانيه ، الوقوع فيما زينه الشيطان من معاصي،و الإعراض عن هدى الله تعالى.
وقد يتسلّط الشيطان في أحوال منها: الإعراض أو الغفلة عن ذكر الله، ضعف الإيمان في القلب وضعف التوكل ، التفريط في التعويذات الشرعية، وفي حالات الغضب أو الفرح الشديدين ، والشذوذ عن الجماعة.
وأمّا العصمة من كيده وشرّه يكون بـأمور منها: اللجوء إلى الله والإعتصام به بتكرار الإستعاذة بالله منه،كثرة ذكر الله , الإيمان بالله والتوكل عليه ، تحصين النفس بالتعويذات الشرعية.
السؤال الثالث: دللّ لما يأتي:
- المؤمن يحبّ الله تعالى أعظم محبة ولا يشرك معه في هذه المحبة العظيمة أحدًا.
قال تعالى:"والذين آمنوا أشد حبا لله".
دلت الآية دلالة واضحة بمنطوقها على أن المؤمنين يحبون ربهم أشد الحب, ويخلصون له في هذا الحب, لأن مدار العيودية في القلب يقوم على الإخلاص في جميع أعماله.
- الشرك أعظم الظلم.
قال تعالى في قول لقمان لابنه:"يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم".
دل منطوق الآية صراحة على إن الشرك ظلم وهو أعظمه, فالمشرك وضع حق الله, وهو إفراده سبحانه بالعبودية, في غير مكانه, وخان العهد والميثاق الذي بينه وبين ربه, وخان الأمانة وهدرها, وظلم نفسه بأن حرمها المغفرة, قال تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ" وحرمها الجنة بشركه, كما قال تعالى:"إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ", بل وعذابه يكون فيها اشد العذاب, فلا هو يموت فيرتاح, ولا يخفف عنه شيئ من العذاب, كما قال تعالى:"وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ".
السؤال الرابع : ضع صح أما العبارة الصحيحة وخطأ للعبارة الخاطئة، مع تصحيح الخطأ إن وجد:
- بعض المؤمنين أكثر إيمانًا من بعض ( صح)
- من الطواغيت من عُبد من دون الله وهو لا يرضى بذلك، ولكن عبده بعض المشركين ظلمًا وزورًا ( خطأ)
الطاغوت هو الذي بلغ في الطغيان مبلغا عظيما, وصد عن سبيل الله وأضل ضلالا كبيرا.
ومن عبد من دون الله وهو غير راض, لا يدخل في معنى الطاغوت لأنه لم يرض بهذا الشرك, ولم يدعو الناس لعبادته من دون الله, فهو بريئ من الشرك وأهله, ولا يستوي هو مع من دعا الناس لعبادته, مثل فرعون لما قال:"أنا ربكم الأعلى", أو من حكم بغير ما أنزل الله, مثل الأحيار والرهبان الذين أحلوا للناس ما حرم الله وحرموا ما أحل الله, فأطاعهم الناس واتبعوهم على هذا وهم راضون منتفعون, فليسوا سواء, بل إن هؤلاء كانوا أناسا صالحين عابدين لله داعيين الناس لعبادته.
السؤال الخامس:
- وضح معنى اتخاذ القبور مساجد.
اتخاذ القبور مساجد يكون على ثلاث صور:
أولا: أن يصلي على القبر, فيقيم صلاته عليه, ويركع ويسجد عليه, من حبه وذله وخوفه وتعظيمه للمقبور, بالإضافة إلى ما قد يقوم به من عبادات أخرى على القبر, مثل الطواف بالقبر, والذبح والنذر والإستغاثة بصاحبه, فيصرف له عبادات لا يصلح صرفها إلا لله جل وعلا, وقد قال عليه الصلاة والسلام:" اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد", فقبور غيره من باب أولى.
ثانيا: الصلاة إلى القبر, بأن يستقبل القبر ويتخذه قبلة يصلي إليها, لما في ذلك من تعظيم للقبر وصاحبه, وكأنه وضعه في رتبة المعبود فصلى إليه.
ثالثا: بناء المساجد على القبور, والصلاة فيها, فيكون قد صلى على القبر وإليه, ويكون قد ذخل المسجد ليصلي للمقبور لا لله, والعياذ بالله, وتكون كل أعمال قلبه وتعلقاته مصروفة للمقبور لا لله تعالى, وقد بالغ عليه الصلاة والسلام في التحذير من اتخاذ القبور مساجد, وكانت من آخر الأمور التي حذر منها ولعن فاعلها, قبل موته عليه الصلاة والسلام, ومن هذا قوله:" لعن الله اليهود والنصارى, اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
- (الشرك الخفي لا يكاد يسلم منه أحد إلا من عصمه الله)، اشرح هذه العبارة مبيّنا التوجيه النبوي في السلامة منه، وذهاب أثره.
وصف الرسول عليه الصلا والسلام, الشرك الخفي بأنه:"اخفى من دبيب النملة", فهو مستور غير ظاهر لا ينتبه له غالبا, ولا يميزه إلا من رحم ربي, وأغلب الناس تقرر عندها ربط الشرك بعبادة الصنم غالبا, أو ما يكون من الإعمال الشركية الظاهرة البينة, لذلك بعدت أذهانهم عن تصور أنواع الشرك الأخرى, خاصة الخفي.
ومما يساعد في ركون النفس إليه وتسميته بغير اسمه, كون النفس لها حظوظ منه ويميل مع هواها, كحب مدح وسماع ثناء, فيحسن المرء عبادته من أجل نظر الناس, أو يطيل فيها, فمع كون العبادة لله, إلا إنه توجه بها لنظر الناس, وقد تكون أيضا مما يفعله الناس من تقديم طاعة محبوب على طاعة الله, أو مجاراته في ارتكاب ما لا يرضي الله, فجميعها من صور الشرك الخفي, ولا يكاد يسلم منها أحد.
ولما علم عليه الصلاة والسلام خطره في سلب الإخلاص ورد العمل, أرشدنا عليه الصلاة والسلام لما يذهبه ويذهب أثره قليله وكثيره, كما قال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر عندما سأله عنه, فقال له:" قلكاللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم, وأستغفرك لما لا أعلم", فالتزام هذا الدعاء كفيل بعلاجه, وإن كان عليه الصلاة والسلام علمه لصديق هذه الأمة, المبشر بالجنة, فنحن في أشد الحاجة إليه مع ما يصيبنا من قصور وغفلة.