دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 محرم 1442هـ/25-08-2020م, 10:14 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من سير أعلام المفسرين

مجلس القسم الثاني من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 محرم 1442هـ/26-08-2020م, 05:26 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

اختار الكتابة في سيرة الصديقة عائشة رضي الله عنها

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 محرم 1442هـ/27-08-2020م, 05:35 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

اختار سيرة ز يد بن ثابت بن الضحاك

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 محرم 1442هـ/27-08-2020م, 06:08 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخترت القيام بسيرة أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي (ت:59هـ) رضي الله عنه

جزاكم الله خير

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 محرم 1442هـ/27-08-2020م, 07:35 PM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخترت الكتابة عن الصحابي الجليل عبدالله بن الزبير

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 محرم 1442هـ/27-08-2020م, 08:08 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

نسبه وسيرته:
زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد ابن عوف بن غنم بن مالك بن النجار أبو خارجة وأبو سعيد الأنصاري الخزرجي المقري الفرضي رضي الله عنه كاتب النبي صلى الله عليه وسلم وأمينه على الوحي وأحد الذين جمعوا القرآن على عهده صلى الله عليه وسلم من الأنصار وهو الذي كتبه في المصحف لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم لعثمان حين جهزها إلى الأمصار وكان أسن من أنس بسنة، عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأه عليه من الصحابة أبو هريرة وابن عباس ومن التابعين أبو عبد الرحمن السلمي وأبو العالية الرياحي قيل وأبو جعفر.
وقد وُلِدَ له: خارجة، وسليمان، ويحيى، وغيرهم.

فضله:

مما عرف في تعظيمه ما روي عن أبي سلمة رضي الله عنه: أن ابن عباس رضي الله عنهما قام إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه، فأخذ له بركابه، فقال زيد رضي الله عنه: "تَنَحَّ يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"، فقال ابن عباس رضي الله عنه: "إنا هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا"، وذلك توقيرًا منه لسيدنا زيد بن ثابت وعلمه وفضله.
روى الترمذي بسند صحيح عن زيد بن ثابت قال: «أمرني رسول الله أن أتعلّم له كتاب يهود قال والله إني ما آمن يهود على كتاب. قال فما مرّ بي شهر حتى تعلمته له. فلمّا تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم»
عن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال: "كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة، وعرق عرقاً شديداً مثل الجمان ثم سرى عنه. وكنت أكتب وهو يملى على، فما أفرغ حتى تكاد رجلى تنكسر من ثقل الوحي، حتى أقول: لا أمشى على رجلى أبداً". كانت رايةُ بني مالك بن النَّجَّارِ يوم "تبوك" مع عُمارةَ بن حزم رضي الله عنه، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودفعها إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه، فقال عمارة: يا رسول الله، بَلَغَكَ عنِّي شيء؟ قال: «لَا، وَلَكِنَّ الْقُرْآنَ يُقَدَّمُ، وَكَانَ زَيْدٌ أَكْثَرَ أَخْذًا مِنْكَ لِلْقُرْآنِ».
رواياته التفسيرية :
عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يُعَظِّمُ سَابِعَ عَشْرَةَ وَيَقُولُ: هِيَ وَقْعَةُ بَدْرٍ "
أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أبي الزناد عن أبيه عن خارجة ابن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَقُولُ: الْمَسْجِدُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ {أسس على التقوى من أول يومٍ}، هُوَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ.
عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ قَالَ: سَأَلَ رجلٌ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ:
{الَّذِينَ يجتنبون كبآئر الإثم والفواحش إلا اللمم}، قال زَيْدٌ: حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) (فِئَتَيْنِ) أَيْ فِرْقَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ. رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى أُحُدٍ فَرَجَعَ نَاسٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ، فَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَقْتُلُهُمْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا، فَنَزَلَتْ (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ).
وفاته:
توفي سنة خمس وأربعين وقيل سنة ثمان وأربعين وابعد من قال سنة خمس وخمسين أو سنة ست وخمسين بل مات عن ست وخمسين سنة.
ولما توفي رثاه حسان بن ثابت، وقال أبو هريرة: اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا. له في كتب الحديث 92 حديثا .
الفوائد:
- علو الهمة التي يتمتع بها زيد بن ثابت فكل حياته تعلم وتعليم وتقديم خدمات للقرآن وللدين , اللهم ارزقنا همة لا تفتر في فعل الخير.
- معرفة الفضل لأهله كما يفعل الصحابة رضوان الله عليهم.
- معرفة أصحاب القدرات والمواهب المميزة وتوظيفها فيما يخدم الأمة ويعزها .
- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 محرم 1442هـ/29-08-2020م, 10:36 AM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
افتراضي

السلام عليكم

أكتب بإذن الله في سيرة جابر بن عبدالله رضي الله عنه

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 محرم 1442هـ/30-08-2020م, 12:50 AM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من هدي الصحابي الجليل :
جابر بن عبد الله – رضي الله عنه
من نعيم الدنيا المعجل أن تقرأ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم ..
تأمل معي الحديث التالي في صحيح مسلم الذي يفيض من حلو المعاني والعبر يروي فيه الصحابي الجليل جابر بن عبدالله موقفا له مع النبي صلى الله عليه وسلم ،وما أكثرها تلك المواقف الجليلة الجميلة التي رواها معه ...
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ هَلَكَ ، وَتَرَكَ تِسْعَ بَنَاتٍ - أَوْ قَالَ سَبْعَ - فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً ثَيِّبًا ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا جَابِرُ ، تَزَوَّجْتَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَبِكْرٌ ، أَمْ ثَيِّبٌ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلْ ثَيِّبٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ ، أَوْ قَالَ : تُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ هَلَكَ ، وَتَرَكَ تِسْعَ بَنَاتٍ - أَوْ سَبْعَ - ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ آتِيَهُنَّ أَوْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَجِيءَ بِامْرَأَةٍ تَقُومُ عَلَيْهِنَّ ، وَتُصْلِحُهُنَّ ، قَالَ : فَبَارَكَ اللَّهُ لَكَ أَوْ قَالَ لِي خَيْرًا ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الرَّبِيعِ : تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ ، وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ ، وَحَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ نَكَحْتَ يَا جَابِرُ ؟ وَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى قَوْلِهِ : امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ وَتَمْشُطُهُنَّ ، قَالَ : أَصَبْتَ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ
هذا الحديث يرويه جابر بن عبد الله رضي الله عنه صحابينا لهذا اليوم :
واسمه :جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الخزرجي الأنصاري
من أجلاء الصحابة وعلمائهم ولد قبل الهجرة ببضع عشرة سنة
حديثه هذا رسالة جليلة النفع إلى كل من ولاه الله مسئولية القيام على أخوات له أو بنات
رجل تحمل المسئولية صغيرا فكان ذراع والده في غيابه حيا وميتا والسند لأخواته من بعده .
تخلف عن غزوة بدر وأحد لمنع والده له ليقوم على البنات
وخذ هنا درسا في البر والسمع والطاعة وحسن القيام بالمسئولية والأمانة
وهو الذي حضر العقبة والرضوان صغيرا مع أبيه وخاله فورث رجاحة العقل والرزانة التي مدحها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له : أصبت . وكان من أقواله الحكيمة :
(تعلموا الصمت، ثم تعلموا الحلم، ثم تعلموا العمل بالعلم، ثم انشروا)
رجل قدم العقل والمصلحة على شهوة نفسه ووازن بين حاجاته وحاجات أخواته : فكان من قوله :
( وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ آتِيَهُنَّ أَوْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَجِيءَ بِامْرَأَةٍ تَقُومُ عَلَيْهِنَّ وَتُصْلِحُهُنَّ)
وفي رواية :امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ وَتَمْشُطُهُنَّ .
فلله در هؤلاء الرجال الأكارم ورضي الله عنهم وأرضاهم الذين رباهم النبي صلى الله عليه وسلم فعرفوا للمرأة حقوقها وراعوا لها احتياجاتها وقاموا على شؤونها خير قيام .

يتوفى والده فيجد نفسه مسئولا لا عن البنات فحسب يعولهن وينفق عليهن، بل عن دين والده الذي تركه والغرماء المطالبين فيجلس في المسجد فيقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا :
يا جابرُ ما لي أراكَ منكسِرًا ؟ قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ استُشْهِدَ أبي قُتِلَ يومَ أُحُدٍ ، وترَكَ عيالًا ودَينًا ، قالَ : ( أفلَا أبشِّرُكَ بما لقيَ اللَّهُ بِهِ أباكَ ؟ ) قلتُ : بلَى يا رسولَ اللَّهِ قالَ : ما كلَّمَ اللَّهُ أحدًا قطُّ إلَّا من وراءِ حجابِه وأحيى أباكَ فَكَلَّمَهُ كِفاحًا فقالَ : يا عَبدي تَمنَّ عليَّ أُعْطِكَ قالَ : يا ربِّ تُحييني فأقتلَ فيكَ ثانيةً قالَ الرَّبُّ تبارك وتعالَى : إنَّهُ قد سبقَ منِّي أنَّهم إليها لَا يُرجَعونَ قالَ : وأُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ : (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا) الآيةَ .
رواه الترمذي وابن ماجة وحسنه الألباني
من هذا الحديث تعرف من هو هذا الأب المربي الذي ورث عنه جابر الفضل والمكانة الذي شهد العقبة وبدرا وأحد واستشهد فيها .
ومن هذا الحديث وماقبله ومابعده ترى النبي صلى الله عليه وسلم مراعيا صحابته الكرام مناديا لهم بأسمائهم (ياجابر) وفيها من اللطف به مافيها
سائلا عن أخبارهم : (هل تزوجت ) ،(مالي أراك منكسرا )
متابعا لها جابرا لخواطرهم ( أفلَا أبشِّرُكَ بما لقيَ اللَّهُ بِهِ أباكَ ؟)
ساعيا في حل ما يصعب عليهم :
فهاهو- نفسي له الفداء- صلوات الله وسلامه عليه يقف معه أمام الغرماء ومنهم يهودي فيفاوضهم ثم يدعو له بالبركة حتى يوفي جابر دين والده ويبقى مثل ما أعطاهم من بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .

عن جابر بن عبد الله، قال: كان ليهوديّ على أبي تمر، فقتل يوم أحد، وترك حديقتين، وتمر اليهودي يستوعب ما في الحديقتين؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « هل لك أن تأخذ العام بعضه وتؤخر بعضه؟» فأبى اليهودي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « يا جابر إذا حضر الجداد، فآذني فآذنته، فجاء هو وأبو بكر، فجعل يجدّ ويكال من أسفل النخل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بالبركة، حتى وفينا جميع حقه من أصغر الحديقتين - فيما يحسب عمار- ثم أتيتهم برطب وماء، فأكلوا وشربوا، ثم قال: «هذا من النعيم الذي تسألون عنه» رواه النسائي وأبو يعلى والبيهقي في شعب الإيمان.
وعن عامر الشعبي قال: حدثني جابر بن عبد الله أن أباه توفي وعليه دين. قال فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن أبي ترك عليه دينا وليس عندنا إلا ما يخرج نخله فلا يبلغ ما يخرج نخله سنتين ما عليه فانطلق معي لكيلا يفحش علي الغرماء. قال فمشى حول بيدر من بيادر التمر ودعا ثم جلس عليه وقال: أين غرماؤه؟ فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل الذي أعطاهم). رواه ابن سعد.
وحكاية جمل جابر الشهيرة ، وبرمته التي دعا النبي إليها فتباركت كأن لم تمس كما روى البخاري ومسلم
وغيرها كثيرمن مواقفه مع الحبيب المصطفى وشهوده من دلائل نبوته مايدل على فضله ، ولاغرو أن كان له هذه المكانة وهو الذي استغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين مرة ليلة البعير.
ومازال جابررضي الله عنه يجمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويقتفي أثره وينشر هديه حتى ليرحل مسيرة شهر في طلب حديث واحد
قال البخاري في صحيحه في كتاب العلم: (باب الخروج في طلب العلم، ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد).
ويستمر جابر في طلب العلم وبذله فيجلس للفتيا ويحتاج إلى علمه إلى أن كف بصره وتوفي بالمدينة وهو ابن أربع وتسعين سنة 78 ه على الراجح وهو من أواخر الصحابة موتا .

جمعنا الله به وبالنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه، والصحابة الأجلاء رضي الله عنهم وأرضاهم في دار كرامته ورزقنا حسن السير على نهجهم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 محرم 1442هـ/1-09-2020م, 02:24 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من سير أعلام المفسرين

هذا القسم يضم عدد كبير من صغار الصحابة رضوان الله عليهم، وقد كان لهم دورٌ كبير في نشر الإسلام وتعليم القرآن للتابعين، إذ عمروا حتى استقرت أحوال الدولة الإسلامية، فمن المهم أن نشير لهذا الدور عند عرض سيرهم.


سارة عبد الله: ب
راجعي الملحوظات على رسالة القسم الأول
وزيد بن ثابت له دور كبير جدًا في حفظ القرآن، لا يحسن بنا أن نمر على سيرته باختصار دون إبراز دوره في جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه، ثم جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه
وقول أبي بكر رضي الله عنه: (إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم, فتتبع القرآن فاجمعه) رواه البخاري.
فيمكنكِ الانطلاق من هذه الصفات وبيان العوامل المؤثرة في سيرة زيد بن ثابت رضي الله عنه ليصل لهذه المكانة.

شادن كردي: أ
أحسنت، بارك الله فيك
وحبذا لو فصلت قليلا في المحور الأخير من رسالتك، عند الحديث عن طلب جابر رضي الله عنه للعلم وتعليمه له.

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 25 محرم 1442هـ/12-09-2020م, 09:11 AM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اختار الكتلبة في سيرة الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

جزاكم الله خير

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 25 محرم 1442هـ/12-09-2020م, 06:35 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الحادي عشر : القسم الثاني من دورة "سير أعلام المفسرين"

اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته

رسالة تعريفية في سيرة الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

«ما رأيت ألزم للأمر الأول من عبد الله بن عمر»

إن المتأمل في سيرة الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليقف متعجبا من كثرة الدروس والعبر في سيرته فمن العبادة والزهد الى الشجاعة والقوة ومن العلم والإفتاء الى الحكمة والبعد عن الفتن ومن التواضع الى محبة الناس ولكن ما يظهر جليا في سيرته هو مقدار حبه للنبي صلى الله عليه وسلم وشدة تمسكه بسنته وما أدل على ذلك من شهادة السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها «ما رأيت ألزم للأمر الأول من عبد الله بن عمر».

وعبدالله بن عمر هو عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي ابن أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد اسلم مع ابيه بمكة وهاجر معه الى المدينة وهو صغير وقد عرضه ابوه على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه ثم عرضه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه وشهد الخندق وما بعدها وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليه يوم فتح مكة.

و كان عبد الله رضي الله عنه محبا للنبي صلى الله عليه وسلم يبكى كلما ذكره ومتمسكابسنته ومن ذلك مارواه الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا رأى رؤيا قصَّها على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وكنت غلاما شابا عزبا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، قال فلقيهما مَلَك فقال لي: لم تُرَع، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل». قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا. متفق عليه. وكان عبدالله حريصا على اتباع سنن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك أنه كان يغدو كل سبت الى قباء ماشيا فيصلي فيه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. قال أيوب السختياني عن محمد بن سيرين قال: نُبئت أن ابن عمر كان يقول: (إني لقيت أصحابي على أمر، وإني أخاف إن خالفتهم خشية ألا ألحق بهم). رواه ابن سعد و قال عمر بن حمزة: أخبرني الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب ، قال : قالت عائشة : (ما أعلم رجلا سلَّمه الله من أمور الناس، واستقام على طريقة مَن كان قبله استقامةَ عبد الله بن عمر). رواه ابن أبي شيبة.

ومن المعالم الرئيسة في سيرة هذا الصحابي الجليل اعتزاله للفتنة التي وقعت بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه فكان على بصيرة مما يجب عليه فعله ولم يتردد في اجتنابها
ومما يدل على فقهه أنه لما عرضت عليه الخلافة أبى ان يقبلها الا باتفاق من المسلمين ويروى عنه انه قال ما يسرني أن لي الدنيا وما فيها وأن يُقتل بسببي رجل واحد، أو كلاماً هذا معناه.

وكان عبدالله رضي الله عنه من أكثر الصحابة صلاة وصيام وتلاوة للقرآن قال حبيب بن الشهيد: قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: (لا تطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما). رواه ابن سعد.

وكان عبدالله من أهل الفتوى والتحديث حتى عد من القلة المكثرين من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع ذلك كان حريصا في التثبت في الفتيا واداء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سمعه ولا يجد غضاضة اذا سُئل عما لا يعلم ان يقول لا أعلم. روى هشام بن عروة عن أبيه قال: سئل ابن عمر عن شيء فقال: (لا علم لي به) فلما أدبر الرجل قال لنفسه: (سُئل ابن عمر عما لا علم له به؛ فقال لا علم لي به). رواه ابن سعد، وروى نحوه ابن عساكر من طريق الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر.

وكان عبدالله كثير الإنفاق في سبيل الله، حتى ربما ذهل عن حاجة نفسه، وروي أنه أعتق أنفساً كثيرة، وأنه إذا أعجبه شيء من ماله قرّبه لله. وكان جوادا متواضعا حريصا على الالفة بين المسلمين وإفشاء السلام وكان محبوبا من الناس، مشهودا له بذلك.

حدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أكابر أصحابه فأكثر وأطاب، وأفتى ونصح وجاهد، واجتهد في فعل الخيرات، والتعبد بأنواع العبادات، وعمّر حتى أدرك مقتل ابن الزبير ، وحجّ في تلك السنة، وكان الحجاج قد غلب على مكّة، ونشر عسكره في المشاعر بأسلحتهم، وحجّ ابن عمر في تلك السنة؛ فأصابه رمح في رجله وهو يرمي الجمرات من الزحام؛ فكان ذلك سبب موته وكان موته رضي الله عنه سنة 74هـ وله أربعة وثمانون عاماً.

ومما يستفاد من دراسة سيرة هذا الصحابي الجليل:
١- أهمية العمل بعد العلم فسيرة عبد الله بن عمر مليئة بالمواقف التي تدل على أنه يعمل بما يعلم ويتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا يخالفها.
٢- أهمية الحكمة وبعد النظر ويتجلى هذا في اجتناب عبدالله بن عمر الفتنة وعدم الحوض فيها.
٣- أهمية الجمع بين العبادات المختلفة فهذا عبدالله كثير الإنفاق في سبيل الله وهو مع ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا.
٤- أهمية الحرص في الفتوى والتثبت في نقل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٥- أهمية الحرص على الألفة بين المسلمين وإفشاء السلام بينهم.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 محرم 1442هـ/16-09-2020م, 11:50 AM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

حبر الأمة وترجمان القرآن

لقب تشرئب له النفوس لأنها تزكية سببها دعوة من لا ترد دعوته ، دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن طريق سليمان الأحول، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، أنه سكب للنبي صَلَّى الله عليه وسلم وضوءًا عند خالته ميمونة، فلما فرغ قال: "مَنْ وَضَعَ هَذَا؟" فَقَالَتْ: ابن عباس. فقال: "اللهُمّ فَقِّهه فِي الدِّينِ وعَلِّمه التأويِلَ" رواه البخاري دون لفظ ( وعلمه التأويل ) كما رواه أحمد والحاكم .
ودعا له بأن يعلمه الكتاب كما رواه البخاري قال حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الكِتَابَ .
ويقول ابن عباس عن نفسه فيما رواه عكرمة في صحيح الترمذي: (دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤتيني الحكمة مرتين) .
هذا اللقب فاز به عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم .
كما أنه فاز ببركة النبي منذ ولادته ، فأول ما دخل جوفه عند ولادته ريق النبي صلى الله عليه وسلم عندما أتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الشعب بمكة فحنّكه بريقه المبارك صلى الله عليه وسلم .
فبارك الله في علم ابن عباس وحكمته ، بعد أن ألهمه حب العلم والتواضع له فقد أقبل على العلم منذ صغره فجمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم بملازمته له ، ومن الصحابة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، فقد أخبر يزيد بن هارون قال: أخبرنا جرير بن حازم عن يَعْلَى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: لمّا قُبض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قلتُ لرجل من الأنصار هَلُمّ فَلْنَسْأل أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فإنّهم اليومَ كثيرٌ، قال فقال: واعجبا لك يا بن عبّاس! أتَرَى النّاس يفتقرون إليك وفي النّاس من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مَنْ فيهم؟ قال: فتركتُ ذلك وأقبلتُ أسأل أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عن الحديث فإنْ كان لَيَبْلغني الحديثُ عن الرجل فآتِي بابَه وهو قائل فأتوسّد رِدائى على بابه تَسفي الريحُ عليّ الترابَ فيخرج فيراني فيقول لي: يابن عمّ رسول الله ما جاء بك؟ ألا أرسلتَ إليّ فَآتيكَ؟ فأقول:لا، أنا أحقّ أن آتيك! فأسأله عن الحديث، فعاش ذلك الرجل الأنصاريّ حتى رأني وقد اجتمع الناسُ حولي ليسألوني فيقول: هذا الفتى كان أعقل مني! .
وبسبب هذه الهمة العالية وهذا التواضع للعلم بعد توفيق الله ثم بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم نال ابن عباس مرتبة عالية في العلم ، فقد تواردت الأخبار عن سعة علمه وإقبال الناس عليه للنيل من علمه الغزير . روى أبو أسامة حمّاد بن أسامة قال الأعمش حُدّثنا عن مجاهد قال: كان ابن عبّاس يسمّى البَحْر من كثرة عِلْمِه. وروى ابن جُريج عن عطاء قال: كان ابن عبّاس يقال له البحر: قال: وكان عطاء يقول قال البحرُ وفعل البحرُ! ، وروى محمد بن عبد الله الأسديّ، أخبرنا سفيان عن ليث عن طاوس وأخبرنا قَبيصة بن عُقبة عن سفيان عن ابن جُريج عن طاوس قال: ما رأيتُ رجلًا أعلم من ابن عبّاس. وروى إسماعيل بن أبي مسعود عن عبد الله بن إدريس عن ليث بن أبي سُليم قال: قلتُ لطاوس لزمتَ هذا الغلامَ، يعني ابن عبّاس، وتركتَ الأكابرَ من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: إني رأيتُ سبعين من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إذا تدارءُوا في شئٍ صاروا إلى قول ابن عبّاس. أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا حمّاد بن زيد، أخبرنا عليّ بن زيد، حدّثني سعيد بن جُبير ويوسف بن مِهْران: أنّ ابن عبّاس كان يُسأل عن القرآن كثيرًا فيقول هو كذا وكذا، أمَا سمعتم الشاعر يقول كذا وكذا؟ أخبرناعارم بن الفضل، أخبرنا حمّاد بن زيد عن الزبير عن عِكْرِمة قال: كان ابن عبّاس أعلمهما بالقرآن وكان عليّ أعلمهما بالمُبْهَمَات. وروى رَوْح بن عبادة أو ثَبْتٌ عنه عن ابن جُريج قال: قال عطاء: كان ناسٌ يأتون ابنَ عبّاس للشعر وناسٌ للأنساب وناسٌ لأيام العرب ووقائِعها، فما منهم مِنْ صِنْفٍ إلاّ يُقْبِلُ عليه بما شاء. وروى عبد الله بن جعفر الرقّيّ، أخبرنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن الحسن قال: أوّل من عرّف بالبصرة عبدُ الله بن عبّاس، قال وكان مِثَجّةً كثير العلم، قال فقرأ سورة البقرة ففسّرها آيةً آية، وروى يزيد بن هارون قال: أخبرنا جُوَيْبر عن الضّحّاك عن ابن عبّاس في قوله تعالى: {مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ} : قال: أنا من أولئك القليلِ وهم سبعةٌ.
وقال محمّد بن عمر، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبْة قال: كان ابن عبّاس قد فات الناسَ بخصال: بعِلْم ماسبقَه وفقهٍ فيما احتيجَ إليه من رأيه، وحِلْم وَنَسَب، ونائلٍ، ومارأيتُ أحدًا كان أعلمَ بما سَبقه من حديث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، منه ولا أعلمَ بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان مِنْه، ولا أَفْقَه في رأيٍ منه، ولا أعلَمَ بِشِعْرٍ ولا عربيّة ولا بتفسير القرآن ولا بحسابٍ ولا بفريضةٍ مِنْه، ولا أعلمَ بما مضَى وََلا أَثْقَب رأيًا فيما احتيج إليه منه، ولقَدْ كانَ يجلسُ يومًا ما يذكر فيه إلّا الفقهَ ويومًا التأويلَ ويومًا المغازي ويومًا الشعر ويومًا أيّام العرب، ومارأيتُ عالمًا قطّ جَلَسَ إليه إلّا خَضَعَ له وما رأيت سائلًا قطّ سأله إلّا وجد عنده عِلْمًا. أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني داود بن جُبير قال: سمعتُ ابنَ المسيّب يقول: ابنُ عبّاس أعلمُ النّاسِ!
ومع هذا العلم الغزير إلا أنه كان لا يعارض قول كبار الصحابة إجلالا وتواضعا، روى سفيان بن عُيينة عن عُبيد الله بن أبي يزيد قال: كان ابن عبّاس إذا سُئلَ عن الأمر فإن كان في القرآن أخبر به وإن لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أخبر به، فإن لم يكن في القرآن ولا عن رسول الله وكان عن أبي بكر وعمر أخبر به، فإن لم يكن في شئٍ من ذلك اجتهدَ رَأيَه.
وقد بقي هذا البحر ينهل الطالبون من علمه حتى توفاه الله سنة ثمان وستين في الطائف وقد بلغ إحدى وسبعين سنة رضي الله عنه ، وقد أخرج يعقوب بن سفيان، من طريق عبد الله بن يامين: أخبرني أني أنه لما مرّ بجنازة عبد الله بن عباس جاء طائر أبيض يقال له الغرْنُوق، فدخل في النعش فلم يُرَ بعد. وَأخْرَجُ ابْنُ سَعْدٍ من طريق يَعْلَى بن عطاء عن بجير بن عبد الله، قال: لما خرج نَعْشُ ابن عباس جاء طائر أبيض عظيم من قبل وَجّ حتى خالط أكفانَه فلم يَدْر أين ذهب؛ فكانوا يرون أنه علمه. وروينا في جزء الحسن بن عرفة: حدثنا مروان بن شجاع، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جُبَير، قال: مات ابْنُ عباس بالطائف، فشهدت جنازته، فجاء طائر أبيض لم يُرَ على خلقته، فدخل في نعشه ولم يُرَ خارجًا منه؛ فلما دفن تليت هذه الآية: {يَا أيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ...} إلى آخر السورة .
وهذه الرسالة إطلالة موجزة على جانب من جوانب سيرة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس جانب الإشادة بعلمه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولعل من فوائد ما ذكر من سيرة ابن عباس رضي الله عنه :
1- بركة النبي تنال من عاش معه صلى الله عليه وسلم ، كما أنها تنال من عاش مع سنته وداوم النظر فيها .
2- أن العلم لا يُنال إلا بالمصابرة كما صابر ابن عباس رضي الله عنه .
3- أن العلم لا يُنال إلى بالتواضع ، كما تواضع ابن عباس رضي الله عنه مع مكانته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجلال الصحابة له .
4- أن العلم لا يُبارك فيه إلا إذا اعترف صاحبه بفضل من سبقه ، كما كان ابن عباس رضي الله عنه يقف عند أقوال أبي بكر وعمر .
5- الحرص على طلب العلم في الصغر يمكّن المرء من التبحر فيه ، كما طلبه ابن عباس رضي الله عنه في صغره .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 5 صفر 1442هـ/22-09-2020م, 02:53 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العبد اللطيف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الحادي عشر : القسم الثاني من دورة "سير أعلام المفسرين"

اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته

رسالة تعريفية في سيرة الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

«ما رأيت ألزم للأمر الأول من عبد الله بن عمر»

إن المتأمل في سيرة الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليقف متعجبا من كثرة الدروس والعبر في سيرته فمن العبادة والزهد الى الشجاعة والقوة ومن العلم والإفتاء الى الحكمة والبعد عن الفتن ومن التواضع الى محبة الناس ولكن ما يظهر جليا في سيرته هو مقدار حبه للنبي صلى الله عليه وسلم وشدة تمسكه بسنته وما أدل على ذلك من شهادة السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها «ما رأيت ألزم للأمر الأول من عبد الله بن عمر».

وعبدالله بن عمر هو عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي ابن أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد اسلم مع ابيه بمكة وهاجر معه الى المدينة وهو صغير وقد عرضه ابوه على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه ثم عرضه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه وشهد الخندق وما بعدها وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليه يوم فتح مكة.

و كان عبد الله رضي الله عنه محبا للنبي صلى الله عليه وسلم يبكى كلما ذكره ومتمسكابسنته ومن ذلك مارواه الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا رأى رؤيا قصَّها على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وكنت غلاما شابا عزبا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، قال فلقيهما مَلَك فقال لي: لم تُرَع، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل». قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا. متفق عليه. وكان عبدالله حريصا على اتباع سنن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك أنه كان يغدو كل سبت الى قباء ماشيا فيصلي فيه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. قال أيوب السختياني عن محمد بن سيرين قال: نُبئت أن ابن عمر كان يقول: (إني لقيت أصحابي على أمر، وإني أخاف إن خالفتهم خشية ألا ألحق بهم). رواه ابن سعد و قال عمر بن حمزة: أخبرني الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب ، قال : قالت عائشة : (ما أعلم رجلا سلَّمه الله من أمور الناس، واستقام على طريقة مَن كان قبله استقامةَ عبد الله بن عمر). رواه ابن أبي شيبة.

ومن المعالم الرئيسة في سيرة هذا الصحابي الجليل اعتزاله للفتنة التي وقعت بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه فكان على بصيرة مما يجب عليه فعله ولم يتردد في اجتنابها
ومما يدل على فقهه أنه لما عرضت عليه الخلافة أبى ان يقبلها الا باتفاق من المسلمين ويروى عنه انه قال ما يسرني أن لي الدنيا وما فيها وأن يُقتل بسببي رجل واحد، أو كلاماً هذا معناه.

وكان عبدالله رضي الله عنه من أكثر الصحابة صلاة وصيام وتلاوة للقرآن قال حبيب بن الشهيد: قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: (لا تطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما). رواه ابن سعد.

وكان عبدالله من أهل الفتوى والتحديث حتى عد من القلة المكثرين من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع ذلك كان حريصا في التثبت في الفتيا واداء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سمعه ولا يجد غضاضة اذا سُئل عما لا يعلم ان يقول لا أعلم. روى هشام بن عروة عن أبيه قال: سئل ابن عمر عن شيء فقال: (لا علم لي به) فلما أدبر الرجل قال لنفسه: (سُئل ابن عمر عما لا علم له به؛ فقال لا علم لي به). رواه ابن سعد، وروى نحوه ابن عساكر من طريق الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر.

وكان عبدالله كثير الإنفاق في سبيل الله، حتى ربما ذهل عن حاجة نفسه، وروي أنه أعتق أنفساً كثيرة، وأنه إذا أعجبه شيء من ماله قرّبه لله. وكان جوادا متواضعا حريصا على الالفة بين المسلمين وإفشاء السلام وكان محبوبا من الناس، مشهودا له بذلك.

حدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أكابر أصحابه فأكثر وأطاب، وأفتى ونصح وجاهد، واجتهد في فعل الخيرات، والتعبد بأنواع العبادات، وعمّر حتى أدرك مقتل ابن الزبير ، وحجّ في تلك السنة، وكان الحجاج قد غلب على مكّة، ونشر عسكره في المشاعر بأسلحتهم، وحجّ ابن عمر في تلك السنة؛ فأصابه رمح في رجله وهو يرمي الجمرات من الزحام؛ فكان ذلك سبب موته وكان موته رضي الله عنه سنة 74هـ وله أربعة وثمانون عاماً.

ومما يستفاد من دراسة سيرة هذا الصحابي الجليل:
١- أهمية العمل بعد العلم فسيرة عبد الله بن عمر مليئة بالمواقف التي تدل على أنه يعمل بما يعلم ويتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا يخالفها.
٢- أهمية الحكمة وبعد النظر ويتجلى هذا في اجتناب عبدالله بن عمر الفتنة وعدم الحوض فيها.
٣- أهمية الجمع بين العبادات المختلفة فهذا عبدالله كثير الإنفاق في سبيل الله وهو مع ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا.
٤- أهمية الحرص في الفتوى والتثبت في نقل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٥- أهمية الحرص على الألفة بين المسلمين وإفشاء السلام بينهم.

التقويم: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 5 صفر 1442هـ/22-09-2020م, 03:08 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
حبر الأمة وترجمان القرآن

لقب تشرئب له النفوس لأنها تزكية سببها دعوة من لا ترد دعوته ، دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن طريق سليمان الأحول، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، أنه سكب للنبي صَلَّى الله عليه وسلم وضوءًا عند خالته ميمونة، فلما فرغ قال: "مَنْ وَضَعَ هَذَا؟" فَقَالَتْ: ابن عباس. فقال: "اللهُمّ فَقِّهه فِي الدِّينِ وعَلِّمه التأويِلَ" رواه البخاري دون لفظ ( وعلمه التأويل ) كما رواه أحمد والحاكم .
ودعا له بأن يعلمه الكتاب كما رواه البخاري قال حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الكِتَابَ .
ويقول ابن عباس عن نفسه فيما رواه عكرمة في صحيح الترمذي: (دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤتيني الحكمة مرتين) .
هذا اللقب فاز به عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم .
كما أنه فاز ببركة النبي منذ ولادته ، فأول ما دخل جوفه عند ولادته ريق النبي صلى الله عليه وسلم عندما أتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الشعب بمكة فحنّكه بريقه المبارك صلى الله عليه وسلم .
فبارك الله في علم ابن عباس وحكمته ، بعد أن ألهمه حب العلم والتواضع له فقد أقبل على العلم منذ صغره فجمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم بملازمته له ، ومن الصحابة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، فقد أخبر يزيد بن هارون قال: أخبرنا جرير بن حازم عن يَعْلَى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: لمّا قُبض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قلتُ لرجل من الأنصار هَلُمّ فَلْنَسْأل أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فإنّهم اليومَ كثيرٌ، قال فقال: واعجبا لك يا بن عبّاس! أتَرَى النّاس يفتقرون إليك وفي النّاس من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مَنْ فيهم؟ قال: فتركتُ ذلك وأقبلتُ أسأل أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عن الحديث فإنْ كان لَيَبْلغني الحديثُ عن الرجل فآتِي بابَه وهو قائل فأتوسّد رِدائى على بابه تَسفي الريحُ عليّ الترابَ فيخرج فيراني فيقول لي: يابن عمّ رسول الله ما جاء بك؟ ألا أرسلتَ إليّ فَآتيكَ؟ فأقول:لا، أنا أحقّ أن آتيك! فأسأله عن الحديث، فعاش ذلك الرجل الأنصاريّ حتى رأني وقد اجتمع الناسُ حولي ليسألوني فيقول: هذا الفتى كان أعقل مني! .
وبسبب هذه الهمة العالية وهذا التواضع للعلم بعد توفيق الله ثم بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم نال ابن عباس مرتبة عالية في العلم ، فقد تواردت الأخبار عن سعة علمه وإقبال الناس عليه للنيل من علمه الغزير . روى أبو أسامة حمّاد بن أسامة قال الأعمش حُدّثنا عن مجاهد قال: كان ابن عبّاس يسمّى البَحْر من كثرة عِلْمِه. وروى ابن جُريج عن عطاء قال: كان ابن عبّاس يقال له البحر: قال: وكان عطاء يقول قال البحرُ وفعل البحرُ! ، وروى محمد بن عبد الله الأسديّ، أخبرنا سفيان عن ليث عن طاوس وأخبرنا قَبيصة بن عُقبة عن سفيان عن ابن جُريج عن طاوس قال: ما رأيتُ رجلًا أعلم من ابن عبّاس. وروى إسماعيل بن أبي مسعود عن عبد الله بن إدريس عن ليث بن أبي سُليم قال: قلتُ لطاوس لزمتَ هذا الغلامَ، يعني ابن عبّاس، وتركتَ الأكابرَ من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: إني رأيتُ سبعين من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إذا تدارءُوا في شئٍ صاروا إلى قول ابن عبّاس. أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا حمّاد بن زيد، أخبرنا عليّ بن زيد، حدّثني سعيد بن جُبير ويوسف بن مِهْران: أنّ ابن عبّاس كان يُسأل عن القرآن كثيرًا فيقول هو كذا وكذا، أمَا سمعتم الشاعر يقول كذا وكذا؟ أخبرناعارم بن الفضل، أخبرنا حمّاد بن زيد عن الزبير عن عِكْرِمة قال: كان ابن عبّاس أعلمهما بالقرآن وكان عليّ أعلمهما بالمُبْهَمَات. وروى رَوْح بن عبادة أو ثَبْتٌ عنه عن ابن جُريج قال: قال عطاء: كان ناسٌ يأتون ابنَ عبّاس للشعر وناسٌ للأنساب وناسٌ لأيام العرب ووقائِعها، فما منهم مِنْ صِنْفٍ إلاّ يُقْبِلُ عليه بما شاء. وروى عبد الله بن جعفر الرقّيّ، أخبرنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن الحسن قال: أوّل من عرّف بالبصرة عبدُ الله بن عبّاس، قال وكان مِثَجّةً كثير العلم، قال فقرأ سورة البقرة ففسّرها آيةً آية، وروى يزيد بن هارون قال: أخبرنا جُوَيْبر عن الضّحّاك عن ابن عبّاس في قوله تعالى: {مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ} : قال: أنا من أولئك القليلِ وهم سبعةٌ.
وقال محمّد بن عمر، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبْة قال: كان ابن عبّاس قد فات الناسَ بخصال: بعِلْم ماسبقَه وفقهٍ فيما احتيجَ إليه من رأيه، وحِلْم وَنَسَب، ونائلٍ، ومارأيتُ أحدًا كان أعلمَ بما سَبقه من حديث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، منه ولا أعلمَ بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان مِنْه، ولا أَفْقَه في رأيٍ منه، ولا أعلَمَ بِشِعْرٍ ولا عربيّة ولا بتفسير القرآن ولا بحسابٍ ولا بفريضةٍ مِنْه، ولا أعلمَ بما مضَى وََلا أَثْقَب رأيًا فيما احتيج إليه منه، ولقَدْ كانَ يجلسُ يومًا ما يذكر فيه إلّا الفقهَ ويومًا التأويلَ ويومًا المغازي ويومًا الشعر ويومًا أيّام العرب، ومارأيتُ عالمًا قطّ جَلَسَ إليه إلّا خَضَعَ له وما رأيت سائلًا قطّ سأله إلّا وجد عنده عِلْمًا. أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني داود بن جُبير قال: سمعتُ ابنَ المسيّب يقول: ابنُ عبّاس أعلمُ النّاسِ!
ومع هذا العلم الغزير إلا أنه كان لا يعارض قول كبار الصحابة إجلالا وتواضعا، روى سفيان بن عُيينة عن عُبيد الله بن أبي يزيد قال: كان ابن عبّاس إذا سُئلَ عن الأمر فإن كان في القرآن أخبر به وإن لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أخبر به، فإن لم يكن في القرآن ولا عن رسول الله وكان عن أبي بكر وعمر أخبر به، فإن لم يكن في شئٍ من ذلك اجتهدَ رَأيَه.
وقد بقي هذا البحر ينهل الطالبون من علمه حتى توفاه الله سنة ثمان وستين في الطائف وقد بلغ إحدى وسبعين سنة رضي الله عنه ، وقد أخرج يعقوب بن سفيان، من طريق عبد الله بن يامين: أخبرني أني أنه لما مرّ بجنازة عبد الله بن عباس جاء طائر أبيض يقال له الغرْنُوق، فدخل في النعش فلم يُرَ بعد. وَأخْرَجُ ابْنُ سَعْدٍ من طريق يَعْلَى بن عطاء عن بجير بن عبد الله، قال: لما خرج نَعْشُ ابن عباس جاء طائر أبيض عظيم من قبل وَجّ حتى خالط أكفانَه فلم يَدْر أين ذهب؛ فكانوا يرون أنه علمه. وروينا في جزء الحسن بن عرفة: حدثنا مروان بن شجاع، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جُبَير، قال: مات ابْنُ عباس بالطائف، فشهدت جنازته، فجاء طائر أبيض لم يُرَ على خلقته، فدخل في نعشه ولم يُرَ خارجًا منه؛ فلما دفن تليت هذه الآية: {يَا أيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ...} إلى آخر السورة .
وهذه الرسالة إطلالة موجزة على جانب من جوانب سيرة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس جانب الإشادة بعلمه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولعل من فوائد ما ذكر من سيرة ابن عباس رضي الله عنه :
1- بركة النبي تنال من عاش معه صلى الله عليه وسلم ، كما أنها تنال من عاش مع سنته وداوم النظر فيها .
2- أن العلم لا يُنال إلا بالمصابرة كما صابر ابن عباس رضي الله عنه .
3- أن العلم لا يُنال إلى بالتواضع ، كما تواضع ابن عباس رضي الله عنه مع مكانته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجلال الصحابة له .
4- أن العلم لا يُبارك فيه إلا إذا اعترف صاحبه بفضل من سبقه ، كما كان ابن عباس رضي الله عنه يقف عند أقوال أبي بكر وعمر .
5- الحرص على طلب العلم في الصغر يمكّن المرء من التبحر فيه ، كما طلبه ابن عباس رضي الله عنه في صغره .

بارك الله فيك ونفع بك
لا يلزم هنا ذكر الإسناد وإنما يكفي عزو الآثار، فالمقام وعظي أكثر منه تحرير علمي
فيكفي أن تقول - مثلا - رواه البخاري، دون أن تذكر إسناد البخاري وذلك حتى لا تطيل على القارئ والغالب أنه من العامة، ويحتاج التعرف على سيرة الصحابي ولا يفهم معنى الإسناد، فيكتفى بالعزو لنعلم القارئ أيضًا ضرورة معرفة عزو الأقوال والا يقبل أي مقولة منسوبة لصحابي منتشرة على صفحات الانترنت دون تثبت.
التقويم: أ
وفقك الله وسددك.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 9 صفر 1442هـ/26-09-2020م, 04:02 AM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي


الصديقة بنت الصديق
منذ حداثة سنّها عاشت مع الوحي والرّسالة جنباً الى جنب، واطلعت على كثير من أحواله عن قُرب، لقد عاشت في بيت النبوة، ونالت من قبسه ونوره، ذلك لأنها ارتبطت مبكراً بصاحب الرسالة زوجاً وحبيباً وصاحباً ورفيقا، وتلميذةً شغوفة كذلك، تشهد تفاصيل الوحي وملابساته وتعي تلاوته وتأويله، فأورثها ذلك علماً وفقهاً غزيراً، فكان لها السبق في كثير من المسائل لاسيما في التفسير وعلومه، تلك هي عائشة رضي الله عنها الصدِّيقة بنت
الصدّيق، والتي كان لها الشرف بأن أنزل الله تعالى في شأنها آياتِ شهادةً منه تعالى على نُبلها وطُهرها تتلى إلى يوم القيامة.

هذا عدا عن فضلها ومكانتِها كأمًّ للمؤمنين، وكزوجةَ لأفضل الخلقِ، وابنةٍ لأفضل الأمّةِ بعد نبيًّها،
وكانت رضي الله عنها من أحب نسائه بل حظيت بكونها أحب الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه، وكلهم يطمع بأن يكون هو ومن لايطمع؟، فكان جوابه صلى الله عليه وسلم: "عائشة" " الترمذي"
عرفته في غضبه ورضاه، وصحته وسقمه، وحضره وسفره، فكانت بمعيته في حياته حتى موته، ففهمت عنه ووعت
فكانت العالمة الفقيهة، والخطيبة البليغة، المحدِّثة المفسِّرة، ولذا جاء كلامها موجًزاّ بليغاً حيث قالت عن خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم، " كان خُلُقه القرآن" رواه أحمد، فكشفت لنا طريقةً من طرق تفسير القرآن وفهمه، وبينت سنة للنبي صلى الله عليه وسلم في خُلُقه،
كيف لا تكون كذلك وهي التي كانت تتلقى الوحي بعقلٍ سؤول، وكثيراً ما كان ينزل القرآن فيَعنُّ لها سؤالاً أو إشكالاً فتبادر النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال ويجيبها، وربما راجعته حتى تفهم عنه، فكانت كما قال ابن أبي مليكة "لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه" رواه البخاري، ومن ذلك أنها سألته عن الحساب اليسير في آية ( فسوف يحاسب حساباً يسيراً)، فبيّن لها أنه العرض، - رواه البخاري-، ومن ذلك سؤالها عن قوله تعالى:{يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} فيجيبها أن الناس يكونون على الصراط، رواه ابن حبان في صحيحه،
وغيرها من الآيات كذلك، فتتعلم منه وتعلِّم، حتى كانت من جملة المفسرين والمحدثين، ولذا كان كبار الصحابة يسألونها فتجيبهم، وتعلِّمهم، وتناقشهم المسائل وتراجعهم فيه مع العلماء والفقهاء منهم، فتتلمذ على يدها أجلاء من الصحابة والتابعين وروى، وتعلّم منها أكابِرهم ووعى، كأبي موسى الأشعري، وابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وغيرهم، ومن التابعين كمسروق، وأبي العالية، وعطاء، ولم تزل كذلك حتى وفاتها رضي الله عنها، فعاشت وهي قدوة وماتت كقدوة، فتركت للأمة من الروايات الكثير، ومن مدرسة النبوة الجم الغفير، حتى نقلت عنه أحواله صلى الله عليه وسلم وسنته في آخر حياته عند مرضه ووفاته حتى قالت مفتخرة وحقّ لها، وحزينة وحقّ لها: " توفي بين سحري ونحري" رواه البخاري.
فمن مثلها؟

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 17 صفر 1442هـ/4-10-2020م, 06:24 AM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

عبد الله بن الزبير رضي الله عنه– حمام المسجد –
أول مولد ولد بعد الهجرة بالمدينة المنورة ،
و أول ما دخل في جوفه ريق رسول الله
عن هشام عن أبيه عن أسماء أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت فخرجت و أنا متم فأتيت المدينة فنزلنا بقباء فولدته ثم أتيت به رسول الله ﷺ فوضعته في حجره ، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول ما دخل في جوفه ريق رسول الله ﷺ قال:ثم حنكه بتمرة ثم دعا له و برّك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام قال الشيخ:إنما يعني أول مولود ولد بالمدينة بعد الهجرة ( صفوة الصفوة 1/303،الجوزي ت597هـ)
عبدالله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسيد بن عبدالعز بن قصي بن كلاب بن مرة أمير المؤمنين أبو بكر و أبو خبيب القرشي الأسدي المالكي ثم المدني، أحد الأعلام ولد الحواري الإمام أبي عبد الله ابن عمة رسول الله ﷺ و حواريه ( سير أعلام النبلاء الذهبي ت748هـ ، ط الحديث 4/397)
لقد أستهل المسلمون واستبشروا بأول مولود ولد في الإسلام فكان فرحة لهم و من فرحة أمه به أخذته من لحظة ولادته الى رسول الله ﷺ فأخذ النبي ﷺ تمرة و مزجها بريقه عليه الصلاة و السلام ثم حنك الصبي به فكان أول ما دخل في جوفه رضي الله عنه ريق رسول الله ﷺ وكان له بركة وهو رضي الله عنه حفيد صاحب رسول الله ﷺ ابن أسماء بنت أبو بكر الصديق وجده لآبيه حواري رسول الله ﷺ وقد أذن في اذنه حين ولادته جده لأمه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، كان رضي الله عنه عظيماً في العلم و الشرف و العبادة فارساً شجاعاً مقداماً صواماً قواماً محباً للعبادة و كان له صحبة ورواية للحديث مع أنه يعد من صغار الصحابة لمولده بعد الهجرة وقد قال عنه مجاهد بن جبير :ما كان باباً من العبادة يعجز عنه الناس إلا تكلفه عبد الله بن الزبير ولقد جاء سيل طبق البيت فجعل ابن الزبير يطوف سباحة ( صفة الصفوة 1/302) ولا نكاد بل لم نسمع أحداً طاف حول البيت سبحانة الا هذا الصحابي رضي الله عنه لحرصه على العبادة فو من الرعيل الذين عملوا بالقران الكريم حيث يقول الله عز وجل " انهم كانوا يسارعون في الخحيرات و يدعوننا رغبة ورهبة و كانوا لنا خاشعين " (الأنبياء 90) وقال عنه مجاهد :كان ابن الزبير اذا قام للصلاة كأنه عود من الخشوع "و يروى عنه رضي الله عنه أنه كان يحي الليل ليلة قائما حتى يصبح و ليلة راكعا حتى يصبح و ليلة ساجدا حتى يصبح ( صفوة الصفوة 1/302) فهو يتمثل قول الله عز وجل " محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلاً من الله ورضواناً.."الفتح 29 و عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال : شهدت خطبة ابن الزبير بالموسم ، فخرج علينا قبل يوم التروية بيوم وهو محرم ،فلبى بأحسن تلبية سمعتها قط ثم حمد الله و أثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإنكم جئتم من آفاق شتى وفودا الى الله عز وجل حق على الله أن يكرم وفده، فمن جاء يطلب ما عند الله فإن طالب الله لا يخيب ‘ فصدقوا قولكم بفعل فان ملاك القول الفعل ، و النية النية ، القلوب القلوب القلوب ، الله الله في أيامكم هذه فانها أيام تغفر فيها فيها الذنوب
شهد صاحبنا الفارس الشجاع اليرموك و فتح المغرب و غزو القسطنطينية و يوم الجمل مع خالته رضي الله عنها، وبويع بالخلافة عند موت يزيد سنة أربعة وستين و حكم الحجاز و اليمن و مصر و العراق و خرسان و بعض الشام
وقد روى نحو من ثلاثة و ثلاثون حديثاً مسندة اتفقا له على حديث واحد انفرد البخاري بستة أحاديث ومسلم بحديثين ( سير أعلام النبلاء 4/397 الذهبي ت 748)
وروى y أبيه عن جده لأمه الصديق و أمه أسماء و خالته عائشة و عن عمر و عثمان رضي الله عنهم أجمعين و روى عن غيرهم ( سير أعلام النبلاء 4/397 الذهبي ت 748 )
حدث عنه أخوه عروة الفقيه و أبناءه عامر و عباد ، وابن أخيه محمد بن عروة و عبيد الله السليماني و طاوس و عطاء وابن أبي مليكة و عمرو بن دينار و ثابت البناني و أبو الزبير المكي و أبو إسحاق السبيعي ووهب بن كيسان وسعيد بن ميناء و حفيداه مصعب بن ثابت بن عبدالله و يحيى بن عباد بن عبدالله و هشام بن عروة و فاطمة بنت المنذر بن الزبير و اخرون ( سير اعلام النبلاء 4/397 الذهبي ت 748)
هذا وقد افتتن الصحابي الجليل عبدالله بن الزبير رضي الله عنه فتنة صماء كان نتيجتها مقتله رضي الله عنه و ذلك في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي حيث خرج عبدالله رضي الله عنه على الحجاج و معه نحو عشرة آلاف مقاتل و عندما التقى الجيشان أخذ أصحاب عبد الله رضي الله عنه يتسللون الى الحجاج و الحجاج ينادي بهم أيها الناس علام تقاتلون أنفسكم ؟ من خرج إلينا فهو آمن لكم عهد الله و ميثاقه ورب هذه البنية لا أغدر بكم ، ولا حاجة في دماءكم فتسلل إليه نحو من عشرة آلاف رجلا ولم يبقى مع ابن الزبير أحد وقد خذله كل من كان معه خذلانا شديداً
ذكر مقتل ابن الزبير رضي الله عنه
عن عروة قال: لما كانت الغداة التي قُتل فيها ابن الزبير دخل على أمّه أسماء بنت أبي بكر وهي يومئذ ابنة مائة سنة لم يسقط لها سن. فقالت: يا عبد الله ما بلغت في حربك؟ قال: بلغوا مكان كذا وكذا، وضحك وقال: إن في الموت لراحَةً. فقالت أسماء: يا بنيَّ لعلك تتمناه لي، ما أحب أن أموت حتى أتي على أحد طرفَيك إما أن تملك فتَقرَّ بذلك عيني، وإما أن تقتل فأحتسبك.
ثم ودَّعها، فقالت (له) : يا بنيَّ إياك أن تعطي خصلةً من دينك مخافة القتل. وخرج عنها وأنشأ يقول:
ولستُ بمبتاعِ الحياة بسُبَّةٍ ... ولا مُرتَقٍ من خشيةِ المَوتِ سُلَّما
وقال: والله ما لقيت زحفاً قط إلا في الرعيل الأول وما ألمتُ جرحاً قطّ إلا أن آلم الدواء.
ثم حمل عليهم فأصابته آجرَّة في مَفرقه حتى فلقت رأسه، فوقف قائماً وهو يقول:
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدمنا تقطر الدِما (أخرجه ابو نعيم في حلية الأولياء 1171- 1172- 1170.)
وعن عروة قال: أتيت عبد الله بن الزبير حين دنا الحجاج منه فقلت: قد لحق فلان بالحجّاج ولحق فلان بالحجاج، فقال:
فرت سلامانُ وفرَّتِ النمِر ... وقد نُلاقي معهم فلا نَفِر
فقلت له: لقد أُخذت دار فلان ودار فلان. فقال:
اصبر عصامُ إنَّه شرٌّ باق ... قد سَكَّ أصحابك ضرب الأَعناق
وقامت الحربُ بنا على ساق
قال: فعرفت أنه لا يُسلم نفسه. قال: فغاظَني، فقلت: إنهم والله إن يَأخذوك يقطِّعوك إرباً إِرباً. فقال:
ولست أبالي حين أُقتل مُسلماً ... على أيِّ جَنبٍ كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وَإِن يَشأ ... يبارِك على أَوصالِ شِلوٍ ممزّعِ
قال: فعرفت أنه لا يمكِّن من نفسه.
وعن مجاهد قال: كنت مع ابن عمر، فمرَّ على ابن الزبير فوقف عليه فقال: يرحمك الله فإنك كنتَ، ما علمت، صوّاماً قوّاماً وصولاً للرحم، وإِني لأرجو أَلّا يعذِّبك الله عزَّ وجل.
وقال الواقدي، عن أشياخ له، قالوا: حصر ابن الزبير ليلة هلال ذي القعدة سنة ثنتين وسبعين وستة أشهر وسبع عشرة ليلة، ونصب الحجاج المنجنيق يرمي به أحثَّ الرمي، وألحّ عليهم بالقتال من كل وجهٍ وحبس عنهم الميرة، وحصرهم أشدَّ الحصار. فقامت أسماء يوماً فصلّت ودعت فقالت: اللهم لا تخيِّب عبد الله ابن الزبير، اللهم ارحم ذلك السجود والنَحيب والظمأ في تلك الهواجر.
وقُتل يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جُمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.(سير أعلام النبلاء 4/459.الذهبي ت 748 وحلية الأولياء 1/405.الأصفهاني ت430هـ، وتهذيب الكمال 14/508 للصفهاني 742هـ )

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 20 صفر 1442هـ/7-10-2020م, 07:46 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

وقفات مع سيرة صحابي جليل
كان من أسعد الناس حظا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعظمهم بركة بتلك الصحبة؛ وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة؛ فبورك له في عمره وولده وماله وعلمه بركة عظيمة هي من دلائل النبوة.
أنه الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ويكنى بأبو حمزة الأنصاري الخزرجي
الوقفة الأولى : سمي بخادم رسول الله
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنس ابن عشر سنين؛ فجاءت به أمه أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخدمه؛ فواظب على خدمته عشر سنين، فكان من أعرف الناس بشؤون النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى من دلائل النبوة شيئاً كثيراً ، وروى من ذلك ما دون في الصحاح والمسانيد والسنن منه شيء كثير.
فكان يتسمى بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفتخر بذلك فلزم النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات، ثم أحسن صحبة أبي بكر وعمر وكانا يثنيان عليه، ثم شهد بعض الفتوح مع المسلمين، ثم سكن البصرة، وكان له بها أرض وزرع ومال، وطال عمره حتى حدث عنه خلق كثير من التابعين.
- قال: المثنى بن سعيد الذارع: سمعت أنس بن مالك يقول: (قلَّ ليلةٌ تأتي علي إلا وأنا أرى فيها خليلي صلى الله عليه وسلم
قال المثنى: وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه. رواه الإمام أحمد وهذا يدل على كثرة ملازمته للنبي عليه الصلاة والسلام
الوقفة الثانية : أثر الرسول في تربية أنس بن مالك .
فقد تربى أنس بن مالك رضي الله عنه على يد الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم تربية خاصة، فمنذ بلغ العاشرة من عمره أتت به أمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ليخدمه ويتربى على يديه، فقالت له: "هذا أنس غلامٌ يخدمك"، فقَبِله.
وروى الترمذي بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أفٍّ قَطُّ، وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته لِمَ تركته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقًا، ولا مسست خزًّا قطُّ ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكًا قطُّ ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم".
- وقال سعيد من منصور: حدثني حماد بن زيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي: أفا قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟). رواه مسلم.
الوقفة الثالثة : شدة محبته للرسول عليه الصلاة والسلام واتباع هديه
كان شديد المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على اتباع هديه، وكان من شدة محبته للنبي صلى الله عليه وسلم يحبّ ما يرى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم يحبّه من الطعام.
- الإمام مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: إنَّ خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا ومرقاً فيه دُبَّاء وقديد، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم «يتتبع الدباء من حوالي القصعة»، قال: «فلم أزل أحب الدباء من يومئذ» رواه البخاري.
وقال علي بن الجعد عن شعبة عن ثابت قال أبو هريرة ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من بن أم سليم يعني أنس رضي الله عنه .
فكان لأنس بن مالك رضي الله عنه الأثر الكبير على غيره من الناس، ذلك أنه كان رضي الله عنه يحمل الكثير من كنوز السنة النبوية العطرة، بفضل هذه الصحبة الطويلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
الوقفة الرابعة بركة دعوة النبي
قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: حدثنا أنس، قال: جاءت بي أمي أم أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أزَّرتني بنصف خمارها، وردَّتني بنصفه، فقالت: يا رسول الله! هذا أنيس ابني، أتيتك به يخدمك فادع الله له، فقال: «اللهم أكثر ماله وولده».

قال أنس: فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادّون على نحو المائة، اليوم). رواه مسلم.
فيه قال أنس فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين وأن ارضي لتثمر في السنة مرتين . رواه الطبراني

الوقفة الخامسة عبادته:-
قال انس ابن سيرين كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر . قال عفان بن مسلم: أخبرنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: (ما بقي أحد صلى القبلتين كلتيهما غيري). رواه ابن سعد.
وروى الأنصاري عن أبيه ، عن ثمامة، قال : كان أنس يصلي حتى تفطر قدماه دما ، مما يطيل القيام - رضي الله عنه
كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا . وهذا في غير الصلاة
-روى معاذ بن معاذ، حدثنا عمران، عن أيوب، قال : ضعف أنس عن الصوم ، فصنع جفنة من ثريد ، ودعا ثلاثين مسكينا ، فأطعمهم
-قال همام بن يحيى: حدثني من صحب أنس بن مالك قال : لما أحرم أنس، لم أقدر أن أكلمه حتى حل من شدة إبقائه على إحرامه .
- ابن عون عن عطاء الواسطي عن أنس بن مالك قال: (لا يتقي الله عبد حتى يخزن من لسانه). رواه ابن وهب وابن أبي شيبة
الوقفة السادسة علمه:
كان من ملامح شخصية أنس بن مالك كثرة علمه ودوام صحبته للرسول عليه الصلاة والسلام .
فعندما أتت به أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه، أخبرته صلى الله عليه وسلم أنه كاتب، وهذه الميزة العظيمة لم تكن متوفرة إلا في النفر القليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مما يدل على فطنة أنس رضي الله عنه وذكائه منذ الصغر، فقد كان حينها لم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد كان هذا الذكاء وهذه الفطنة سبب في حفظ رضي الله عنه وفقه وتعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قيل إنه في المرتبة الثالثة بعد ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما في كثرة الأحاديث التي رواها وحفظها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسنده ألفان ومائتان وستة وثمانون حديثًا، اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديثًا، ومسلم بتسعين حديثًا.
وكان بعض كبار الصحابة يسألونه عن بعض ما يعلم من شؤون النبي صلى الله عليه وسلم حتى حدث عنه خلق كثير من التابعين ، وكان يحب طلابه ويقريهم وربما فضلهم بالحديث عن أولاده لما يرى من حرصهم على العلم.
وعن أنس بن مالك أنه قال لبنيه: (يا بني قيدوا العلم بالكتاب). رواه ابن سعد. لأنتم أحب إلي من عِدَّتكم من ولد أنس إلا أن يكونوا في الخير مثلكم). رواه ابن سعد.
- قال محمد بن سيرين: كان أنس إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه ابن سعد.
- وقال البخاري فِي التاريخ الكبير: قال لي نصر بْن علي، أخبرنا نوح بْن قيس، عن خَالِد بْن قيس، عن قتادة: 2 لما مات أَنَس بْن مالك، قال مورق: ذهب اليوم نصف العلم، قيل: كيف ذاك يَا أبا المعتمر ؟ قال: كَانَ الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا فِي الْحَدِيث، قلنا: تعال إِلَى من سمعه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
ولهذا لم يكن رضي الله عنه ليحتفظ بهذا العلم لنفسه أو يكتمه عن غيره ممن لاقاهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أن بارك الله له في عمره ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فاستفادت منه أجيال التابعين، ورووا عنه وحفظوا ما رواه هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى عنه ما يزيد على مائتين وخمسة وثمانين من الصحابة والتابعين، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد على 2200 من الأحاديث؛ مما يدل على عظيم أثره، وعلوّ همته في تبليغ العلم الذي حصّله من الرسول صلى الله عليه وسلم.

الوقفة السابعة غزواته:
شهد المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى روي أنه خرجه معه إلى بدر يخدمه ولم يقاتل. وإنما لم يذكروه في البدريين لأنه لم يكن في سن من يقاتل ، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ثماني غزوات .
قال عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال : شهدت مع رسول الله الحديبية وعمرته والحج والفتح وحنينا والطائف وخيبر ]
كما شهد الفتوح بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
الوقفة الثامنة مما روي عنه في التفسير:
أ: عن أنس رضي الله عنه، قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال: «يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع»، فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون، قال: «اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، - يعني المشركين - ثم تقدم»، فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: «يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد»، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح، أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه قال أنس: " كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}). متفق عليه وهذا لفظ البخاري، وقد روى هذا الحديث عن أنس: ثابت وحميد الطويل، وقال البخاري: {نحبه} عهده.
ب: هشيم، عن حميد، عن أنس، قال: قال عمر رضي الله عنه: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: {"عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن"} «فنزلت هذه الآية» رواه البخاري.
ج: ثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس في هذه الآية {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} قال: الحديبية). رواه البخاري وابن جرير.
الوقفة التاسعة وفاته:
تُوُفِّي رضي الله عنه - بالبصرة، قيل: سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين من الهجرة النبوية، وقيل: سنة تسعين.
ما يستفاد من سيرته :
1- شدة محبته للرسول عليه الصلاة والسلام وتأثره بأخلاقه حتى أنه احب ما يحبه النبي من الطعام .
2- توظيفه رضي الله عنه لذكائه وحفظه لحفظ سنة النبي عليه الصلاة والسلام ونقلها لأمته
3- حبه الشديد للعلم وحرصه على تلاميذه لمعرفته باهتمامهم بنقل العلم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام
4- بركة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام له فكانت سبب في كثرة ماله وولده وطول عمره
5- فضل الدعاء بالبركة في كل ما يخص المسلم
6- حرص الصحابة رضوان الله عليهم على جميع الاعمال الصالحة من طلب للعلم والصدقة وطول القيام ونفع الناس والجهاد في سبيله
7- وصيته لتلاميذه رضي الله عنه بأهمية تقيد العلم بالكتابة
8- شدة اقتدائه بالنبي عليه الصلاة والسلام فكانت صلاته كصلاة النبي عليه الصلاة والسلام

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 24 صفر 1442هـ/11-10-2020م, 01:11 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آسية أحمد مشاهدة المشاركة

الصديقة بنت الصديق
منذ حداثة سنّها عاشت مع الوحي والرّسالة جنباً الى جنب، واطلعت على كثير من أحواله عن قُرب، لقد عاشت في بيت النبوة، ونالت من قبسه ونوره، ذلك لأنها ارتبطت مبكراً بصاحب الرسالة زوجاً وحبيباً وصاحباً ورفيقا، وتلميذةً شغوفة كذلك، تشهد تفاصيل الوحي وملابساته وتعي تلاوته وتأويله، فأورثها ذلك علماً وفقهاً غزيراً، فكان لها السبق في كثير من المسائل لاسيما في التفسير وعلومه، تلك هي عائشة رضي الله عنها الصدِّيقة بنت
الصدّيق، والتي كان لها الشرف بأن أنزل الله تعالى في شأنها آياتِ شهادةً منه تعالى على نُبلها وطُهرها تتلى إلى يوم القيامة.

هذا عدا عن فضلها ومكانتِها كأمًّ للمؤمنين، وكزوجةَ لأفضل الخلقِ، وابنةٍ لأفضل الأمّةِ بعد نبيًّها،
وكانت رضي الله عنها من أحب نسائه بل حظيت بكونها أحب الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه، وكلهم يطمع بأن يكون هو ومن لايطمع؟، فكان جوابه صلى الله عليه وسلم: "عائشة" " الترمذي"
عرفته في غضبه ورضاه، وصحته وسقمه، وحضره وسفره، فكانت بمعيته في حياته حتى موته، ففهمت عنه ووعت
فكانت العالمة الفقيهة، والخطيبة البليغة، المحدِّثة المفسِّرة، ولذا جاء كلامها موجًزاّ بليغاً حيث قالت عن خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم، " كان خُلُقه القرآن" رواه أحمد، فكشفت لنا طريقةً من طرق تفسير القرآن وفهمه، وبينت سنة للنبي صلى الله عليه وسلم في خُلُقه،
كيف لا تكون كذلك وهي التي كانت تتلقى الوحي بعقلٍ سؤول، وكثيراً ما كان ينزل القرآن فيَعنُّ لها سؤالاً أو إشكالاً فتبادر النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال ويجيبها، وربما راجعته حتى تفهم عنه، فكانت كما قال ابن أبي مليكة "لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه" رواه البخاري، ومن ذلك أنها سألته عن الحساب اليسير في آية ( فسوف يحاسب حساباً يسيراً)، فبيّن لها أنه العرض، - رواه البخاري-، ومن ذلك سؤالها عن قوله تعالى:{يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} فيجيبها أن الناس يكونون على الصراط، رواه ابن حبان في صحيحه،
وغيرها من الآيات كذلك، فتتعلم منه وتعلِّم، حتى كانت من جملة المفسرين والمحدثين، ولذا كان كبار الصحابة يسألونها فتجيبهم، وتعلِّمهم، وتناقشهم المسائل وتراجعهم فيه مع العلماء والفقهاء منهم، فتتلمذ على يدها أجلاء من الصحابة والتابعين وروى، وتعلّم منها أكابِرهم ووعى، كأبي موسى الأشعري، وابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وغيرهم، ومن التابعين كمسروق، وأبي العالية، وعطاء، ولم تزل كذلك حتى وفاتها رضي الله عنها، فعاشت وهي قدوة وماتت كقدوة، فتركت للأمة من الروايات الكثير، ومن مدرسة النبوة الجم الغفير، حتى نقلت عنه أحواله صلى الله عليه وسلم وسنته في آخر حياته عند مرضه ووفاته حتى قالت مفتخرة وحقّ لها، وحزينة وحقّ لها: " توفي بين سحري ونحري" رواه البخاري.
فمن مثلها؟



آسية أحمد: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ.
واصلي كتابة السير واستفيدي من حسن أسلوبك في كتابتها في الدعوة، والتعريف بالمفسرين.


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 24 صفر 1442هـ/11-10-2020م, 01:18 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمونة التيجاني مشاهدة المشاركة
عبد الله بن الزبير رضي الله عنه– حمام المسجد –
أول مولد ولد بعد الهجرة بالمدينة المنورة ،
و أول ما دخل في جوفه ريق رسول الله
عن هشام عن أبيه عن أسماء أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت فخرجت و أنا متم فأتيت المدينة فنزلنا بقباء فولدته ثم أتيت به رسول الله ﷺ فوضعته في حجره ، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول ما دخل في جوفه ريق رسول الله ﷺ قال:ثم حنكه بتمرة ثم دعا له و برّك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام قال الشيخ:إنما يعني أول مولود ولد بالمدينة بعد الهجرة ( صفوة الصفوة 1/303،الجوزي ت597هـ)
عبدالله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسيد بن عبدالعز بن قصي بن كلاب بن مرة أمير المؤمنين أبو بكر و أبو خبيب القرشي الأسدي المالكي ثم المدني، أحد الأعلام ولد الحواري الإمام أبي عبد الله ابن عمة رسول الله ﷺ و حواريه ( سير أعلام النبلاء الذهبي ت748هـ ، ط الحديث 4/397)
لقد أستهل المسلمون واستبشروا بأول مولود ولد في الإسلام فكان فرحة لهم و من فرحة أمه به أخذته من لحظة ولادته الى رسول الله ﷺ فأخذ النبي ﷺ تمرة و مزجها بريقه عليه الصلاة و السلام ثم حنك الصبي به فكان أول ما دخل في جوفه رضي الله عنه ريق رسول الله ﷺ وكان له بركة وهو رضي الله عنه حفيد صاحب رسول الله ﷺ ابن أسماء بنت أبو بكر الصديق وجده لآبيه حواري رسول الله ﷺ وقد أذن في اذنه حين ولادته جده لأمه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، كان رضي الله عنه عظيماً في العلم و الشرف و العبادة فارساً شجاعاً مقداماً صواماً قواماً محباً للعبادة و كان له صحبة ورواية للحديث مع أنه يعد من صغار الصحابة لمولده بعد الهجرة وقد قال عنه مجاهد بن جبير :ما كان باباً من العبادة يعجز عنه الناس إلا تكلفه عبد الله بن الزبير ولقد جاء سيل طبق البيت فجعل ابن الزبير يطوف سباحة ( صفة الصفوة 1/302) ولا نكاد بل لم نسمع أحداً طاف حول البيت سبحانة الا هذا الصحابي رضي الله عنه لحرصه على العبادة فو من الرعيل الذين عملوا بالقران الكريم حيث يقول الله عز وجل " انهم كانوا يسارعون في الخحيرات و يدعوننا رغبة ورهبة و كانوا لنا خاشعين " (الأنبياء 90) وقال عنه مجاهد :كان ابن الزبير اذا قام للصلاة كأنه عود من الخشوع "و يروى عنه رضي الله عنه أنه كان يحي الليل ليلة قائما حتى يصبح و ليلة راكعا حتى يصبح و ليلة ساجدا حتى يصبح ( صفوة الصفوة 1/302) فهو يتمثل قول الله عز وجل " محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلاً من الله ورضواناً.."الفتح 29 و عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال : شهدت خطبة ابن الزبير بالموسم ، فخرج علينا قبل يوم التروية بيوم وهو محرم ،فلبى بأحسن تلبية سمعتها قط ثم حمد الله و أثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإنكم جئتم من آفاق شتى وفودا الى الله عز وجل حق على الله أن يكرم وفده، فمن جاء يطلب ما عند الله فإن طالب الله لا يخيب ‘ فصدقوا قولكم بفعل فان ملاك القول الفعل ، و النية النية ، القلوب القلوب القلوب ، الله الله في أيامكم هذه فانها أيام تغفر فيها فيها الذنوب
شهد صاحبنا الفارس الشجاع اليرموك و فتح المغرب و غزو القسطنطينية و يوم الجمل مع خالته رضي الله عنها، وبويع بالخلافة عند موت يزيد سنة أربعة وستين و حكم الحجاز و اليمن و مصر و العراق و خرسان و بعض الشام
وقد روى نحو من ثلاثة و ثلاثون حديثاً مسندة اتفقا له على حديث واحد انفرد البخاري بستة أحاديث ومسلم بحديثين ( سير أعلام النبلاء 4/397 الذهبي ت 748)
وروى y أبيه عن جده لأمه الصديق و أمه أسماء و خالته عائشة و عن عمر و عثمان رضي الله عنهم أجمعين و روى عن غيرهم ( سير أعلام النبلاء 4/397 الذهبي ت 748 )
حدث عنه أخوه عروة الفقيه و أبناءه عامر و عباد ، وابن أخيه محمد بن عروة و عبيد الله السليماني و طاوس و عطاء وابن أبي مليكة و عمرو بن دينار و ثابت البناني و أبو الزبير المكي و أبو إسحاق السبيعي ووهب بن كيسان وسعيد بن ميناء و حفيداه مصعب بن ثابت بن عبدالله و يحيى بن عباد بن عبدالله و هشام بن عروة و فاطمة بنت المنذر بن الزبير و اخرون ( سير اعلام النبلاء 4/397 الذهبي ت 748)
هذا وقد افتتن الصحابي الجليل عبدالله بن الزبير رضي الله عنه فتنة صماء كان نتيجتها مقتله رضي الله عنه و ذلك في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي حيث خرج عبدالله رضي الله عنه على الحجاج و معه نحو عشرة آلاف مقاتل و عندما التقى الجيشان أخذ أصحاب عبد الله رضي الله عنه يتسللون الى الحجاج و الحجاج ينادي بهم أيها الناس علام تقاتلون أنفسكم ؟ من خرج إلينا فهو آمن لكم عهد الله و ميثاقه ورب هذه البنية لا أغدر بكم ، ولا حاجة في دماءكم فتسلل إليه نحو من عشرة آلاف رجلا ولم يبقى مع ابن الزبير أحد وقد خذله كل من كان معه خذلانا شديداً
ذكر مقتل ابن الزبير رضي الله عنه
عن عروة قال: لما كانت الغداة التي قُتل فيها ابن الزبير دخل على أمّه أسماء بنت أبي بكر وهي يومئذ ابنة مائة سنة لم يسقط لها سن. فقالت: يا عبد الله ما بلغت في حربك؟ قال: بلغوا مكان كذا وكذا، وضحك وقال: إن في الموت لراحَةً. فقالت أسماء: يا بنيَّ لعلك تتمناه لي، ما أحب أن أموت حتى أتي على أحد طرفَيك إما أن تملك فتَقرَّ بذلك عيني، وإما أن تقتل فأحتسبك.
ثم ودَّعها، فقالت (له) : يا بنيَّ إياك أن تعطي خصلةً من دينك مخافة القتل. وخرج عنها وأنشأ يقول:
ولستُ بمبتاعِ الحياة بسُبَّةٍ ... ولا مُرتَقٍ من خشيةِ المَوتِ سُلَّما
وقال: والله ما لقيت زحفاً قط إلا في الرعيل الأول وما ألمتُ جرحاً قطّ إلا أن آلم الدواء.
ثم حمل عليهم فأصابته آجرَّة في مَفرقه حتى فلقت رأسه، فوقف قائماً وهو يقول:
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدمنا تقطر الدِما (أخرجه ابو نعيم في حلية الأولياء 1171- 1172- 1170.)
وعن عروة قال: أتيت عبد الله بن الزبير حين دنا الحجاج منه فقلت: قد لحق فلان بالحجّاج ولحق فلان بالحجاج، فقال:
فرت سلامانُ وفرَّتِ النمِر ... وقد نُلاقي معهم فلا نَفِر
فقلت له: لقد أُخذت دار فلان ودار فلان. فقال:
اصبر عصامُ إنَّه شرٌّ باق ... قد سَكَّ أصحابك ضرب الأَعناق
وقامت الحربُ بنا على ساق
قال: فعرفت أنه لا يُسلم نفسه. قال: فغاظَني، فقلت: إنهم والله إن يَأخذوك يقطِّعوك إرباً إِرباً. فقال:
ولست أبالي حين أُقتل مُسلماً ... على أيِّ جَنبٍ كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وَإِن يَشأ ... يبارِك على أَوصالِ شِلوٍ ممزّعِ
قال: فعرفت أنه لا يمكِّن من نفسه.
وعن مجاهد قال: كنت مع ابن عمر، فمرَّ على ابن الزبير فوقف عليه فقال: يرحمك الله فإنك كنتَ، ما علمت، صوّاماً قوّاماً وصولاً للرحم، وإِني لأرجو أَلّا يعذِّبك الله عزَّ وجل.
وقال الواقدي، عن أشياخ له، قالوا: حصر ابن الزبير ليلة هلال ذي القعدة سنة ثنتين وسبعين وستة أشهر وسبع عشرة ليلة، ونصب الحجاج المنجنيق يرمي به أحثَّ الرمي، وألحّ عليهم بالقتال من كل وجهٍ وحبس عنهم الميرة، وحصرهم أشدَّ الحصار. فقامت أسماء يوماً فصلّت ودعت فقالت: اللهم لا تخيِّب عبد الله ابن الزبير، اللهم ارحم ذلك السجود والنَحيب والظمأ في تلك الهواجر.
وقُتل يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جُمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.(سير أعلام النبلاء 4/459.الذهبي ت 748 وحلية الأولياء 1/405.الأصفهاني ت430هـ، وتهذيب الكمال 14/508 للصفهاني 742هـ )
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة
أثني على حرصكِ على العزو لكن إذا أردت ذكر اسم كتاب مع رقم الجزء والصفحة، فمن حسن العرض أن تجعلي ذلك في حاشية أسفل مقالتك.
الفقرات الأخيرة في مقتل ابن الزبير - رضي الله عنه -
لم أجدها في حلية الأولياء ولا سير أعلام النبلاء
اللهم إلا قول ابن عمر وجدته فيهما
وأما تهذيب الكمال فهو لأبي الحجاج المزي
والفقرات كاملة منسوخة من موضوع على الإنترنت فآمل أنكِ لم تعتمدي عليه !
التقويم: ج
وفقكِ الله وسدد خطاكِ.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 24 صفر 1442هـ/11-10-2020م, 01:21 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبد العزيز مشاهدة المشاركة
وقفات مع سيرة صحابي جليل
كان من أسعد الناس حظا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعظمهم بركة بتلك الصحبة؛ وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة؛ فبورك له في عمره وولده وماله وعلمه بركة عظيمة هي من دلائل النبوة.
أنه الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ويكنى بأبو حمزة الأنصاري الخزرجي
الوقفة الأولى : سمي بخادم رسول الله
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنس ابن عشر سنين؛ فجاءت به أمه أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخدمه؛ فواظب على خدمته عشر سنين، فكان من أعرف الناس بشؤون النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى من دلائل النبوة شيئاً كثيراً ، وروى من ذلك ما دون [يفضل تشكيل حروف هذه الكلمة (دُوِّن) حتى لا تُقرأ (دُونَ)] في الصحاح والمسانيد والسنن منه شيء كثير.
فكان يتسمى بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفتخر بذلك فلزم النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات، ثم أحسن صحبة أبي بكر وعمر وكانا يثنيان عليه، ثم شهد بعض الفتوح مع المسلمين، ثم سكن البصرة، وكان له بها أرض وزرع ومال، وطال عمره حتى حدث عنه خلق كثير من التابعين.
- قال: المثنى بن سعيد الذارع: سمعت أنس بن مالك يقول: (قلَّ ليلةٌ تأتي علي إلا وأنا أرى فيها خليلي صلى الله عليه وسلم
قال المثنى: وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه. رواه الإمام أحمد وهذا يدل على كثرة ملازمته للنبي عليه الصلاة والسلام [العزو؟]
الوقفة الثانية : أثر الرسول في تربية أنس بن مالك .
فقد تربى أنس بن مالك رضي الله عنه على يد الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم تربية خاصة، فمنذ بلغ العاشرة من عمره أتت به أمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ليخدمه ويتربى على يديه، فقالت له: "هذا أنس غلامٌ يخدمك"، فقَبِله.
وروى الترمذي بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أفٍّ قَطُّ، وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته لِمَ تركته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقًا، ولا مسست خزًّا قطُّ ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكًا قطُّ ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم".
- وقال سعيد من منصور: حدثني حماد بن زيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي: أفا قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟). رواه مسلم.
الوقفة الثالثة : شدة محبته للرسول عليه الصلاة والسلام واتباع هديه
كان شديد المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على اتباع هديه، وكان من شدة محبته للنبي صلى الله عليه وسلم يحبّ ما يرى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم يحبّه من الطعام.
- الإمام مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: إنَّ خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا ومرقاً فيه دُبَّاء وقديد، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم «يتتبع الدباء من حوالي القصعة»، قال: «فلم أزل أحب الدباء من يومئذ» رواه البخاري.
وقال علي بن الجعد عن شعبة عن ثابت قال أبو هريرة ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من بن أم سليم يعني أنس رضي الله عنه .
فكان لأنس بن مالك رضي الله عنه الأثر الكبير على غيره من الناس، ذلك أنه كان رضي الله عنه يحمل الكثير من كنوز السنة النبوية العطرة، بفضل هذه الصحبة الطويلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
الوقفة الرابعة بركة دعوة النبي
قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: حدثنا أنس، قال: جاءت بي أمي أم أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أزَّرتني بنصف خمارها، وردَّتني بنصفه، فقالت: يا رسول الله! هذا أنيس ابني، أتيتك به يخدمك فادع الله له، فقال: «اللهم أكثر ماله وولده».

قال أنس: فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادّون على نحو المائة، اليوم). رواه مسلم.
فيه قال أنس فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين وأن ارضي لتثمر في السنة مرتين . رواه الطبراني

الوقفة الخامسة عبادته:-
قال انس ابن سيرين كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر . قال عفان بن مسلم: أخبرنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: (ما بقي أحد صلى القبلتين كلتيهما غيري). رواه ابن سعد.
وروى الأنصاري عن أبيه ، عن ثمامة، قال : كان أنس يصلي حتى تفطر قدماه دما ، مما يطيل القيام - رضي الله عنه
كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا . وهذا في غير الصلاة
-روى معاذ بن معاذ، حدثنا عمران، عن أيوب، قال : ضعف أنس عن الصوم ، فصنع جفنة من ثريد ، ودعا ثلاثين مسكينا ، فأطعمهم
-قال همام بن يحيى: حدثني من صحب أنس بن مالك قال : لما أحرم أنس، لم أقدر أن أكلمه حتى حل من شدة إبقائه على إحرامه .
- ابن عون عن عطاء الواسطي عن أنس بن مالك قال: (لا يتقي الله عبد حتى يخزن من لسانه). رواه ابن وهب وابن أبي شيبة
الوقفة السادسة علمه:
كان من ملامح شخصية أنس بن مالك كثرة علمه ودوام صحبته للرسول عليه الصلاة والسلام .
فعندما أتت به أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه، أخبرته صلى الله عليه وسلم أنه كاتب، وهذه الميزة العظيمة لم تكن متوفرة إلا في النفر القليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مما يدل على فطنة أنس رضي الله عنه وذكائه منذ الصغر، فقد كان حينها لم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد كان هذا الذكاء وهذه الفطنة سبب في حفظ رضي الله عنه وفقه وتعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قيل إنه في المرتبة الثالثة بعد ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما في كثرة الأحاديث التي رواها وحفظها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسنده ألفان ومائتان وستة وثمانون حديثًا، اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديثًا، ومسلم بتسعين حديثًا.
وكان بعض كبار الصحابة يسألونه عن بعض ما يعلم من شؤون النبي صلى الله عليه وسلم حتى حدث عنه خلق كثير من التابعين ، وكان يحب طلابه ويقريهم وربما فضلهم بالحديث عن أولاده لما يرى من حرصهم على العلم.
وعن أنس بن مالك أنه قال لبنيه: (يا بني قيدوا العلم بالكتاب). رواه ابن سعد. لأنتم أحب إلي من عِدَّتكم من ولد أنس إلا أن يكونوا في الخير مثلكم). رواه ابن سعد.
- قال محمد بن سيرين: كان أنس إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه ابن سعد.
- وقال البخاري فِي التاريخ الكبير: قال لي نصر بْن علي، أخبرنا نوح بْن قيس، عن خَالِد بْن قيس، عن قتادة: 2 لما مات أَنَس بْن مالك، قال مورق: ذهب اليوم نصف العلم، قيل: كيف ذاك يَا أبا المعتمر ؟ قال: كَانَ الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا فِي الْحَدِيث، قلنا: تعال إِلَى من سمعه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
ولهذا لم يكن رضي الله عنه ليحتفظ بهذا العلم لنفسه أو يكتمه عن غيره ممن لاقاهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أن بارك الله له في عمره ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فاستفادت منه أجيال التابعين، ورووا عنه وحفظوا ما رواه هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى عنه ما يزيد على مائتين وخمسة وثمانين من الصحابة والتابعين، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد على 2200 من الأحاديث؛ مما يدل على عظيم أثره، وعلوّ همته في تبليغ العلم الذي حصّله من الرسول صلى الله عليه وسلم.

الوقفة السابعة غزواته:
شهد المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى روي أنه خرجه معه إلى بدر يخدمه ولم يقاتل. وإنما لم يذكروه في البدريين لأنه لم يكن في سن من يقاتل ، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ثماني غزوات .
قال عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال : شهدت مع رسول الله الحديبية وعمرته والحج والفتح وحنينا والطائف وخيبر ] [العزو؟]
كما شهد الفتوح بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
الوقفة الثامنة مما روي عنه في التفسير:
أ: عن أنس رضي الله عنه، قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال: «يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع»، فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون، قال: «اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، - يعني المشركين - ثم تقدم»، فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: «يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد»، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح، أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه قال أنس: " كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}). متفق عليه وهذا لفظ البخاري، وقد روى هذا الحديث عن أنس: ثابت وحميد الطويل، وقال البخاري: {نحبه} عهده.
ب: هشيم، عن حميد، عن أنس، قال: قال عمر رضي الله عنه: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: {"عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن"} «فنزلت هذه الآية» رواه البخاري.
ج: ثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس في هذه الآية {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} قال: الحديبية). رواه البخاري وابن جرير.
الوقفة التاسعة وفاته:
تُوُفِّي رضي الله عنه - بالبصرة، قيل: سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين من الهجرة النبوية، وقيل: سنة تسعين.
ما يستفاد من سيرته :
1- شدة محبته للرسول عليه الصلاة والسلام وتأثره بأخلاقه حتى أنه احب ما يحبه النبي من الطعام .
2- توظيفه رضي الله عنه لذكائه وحفظه لحفظ سنة النبي عليه الصلاة والسلام ونقلها لأمته
3- حبه الشديد للعلم وحرصه على تلاميذه لمعرفته باهتمامهم بنقل العلم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام
4- بركة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام له فكانت سبب في كثرة ماله وولده وطول عمره
5- فضل الدعاء بالبركة في كل ما يخص المسلم
6- حرص الصحابة رضوان الله عليهم على جميع الاعمال الصالحة من طلب للعلم والصدقة وطول القيام ونفع الناس والجهاد في سبيله
7- وصيته لتلاميذه رضي الله عنه بأهمية تقيد العلم بالكتابة
8- شدة اقتدائه بالنبي عليه الصلاة والسلام فكانت صلاته كصلاة النبي عليه الصلاة والسلام


التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 16 ربيع الأول 1442هـ/1-11-2020م, 08:36 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم حبب عُبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين» فما خلقٌ مؤمنٌ يسمع بي ولا يراني إلا أحبني.
هذا هو أبو هريرة الفقيه، المجتهد، الحافظ، المقرئ ، المجاهد، العابد، الزاهد، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولازمه منذ أن أسلم.
وقد اختلف في اسمه بين العلماء ، وذكر البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس قال كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس وفي الإسلام عبد الله.
وفي حديث يعرفنا أبو هريرة رضي الله عنه بنفسه وسبب كنيته: قال ابن إسحاق: حدثني بعض أصحابنا عن أبي هريرة قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس فسميت في الإسلام عبد الرحمن، وإنما كنيت بأبي هريرة، لأني وجدت هرة فجعلتها في كمي، فقيل لي: ما هذه؟ قلت: هرة. قيل: فأنت أبو هريرة.وفي رواية عن أبي هريرة قال: كنت أرعى غنماً لأهلي، فكانت لي هُريرة ألعب بها، فكنَّوني بها. قال ابن عبد البر: غلبت عليه كنيته، فهو كمن لا اسم له غيرها.
ودعا الرسول صل الله عليه وسلم له بهداية أمه، حيث جاء في الحديث قصة إسلام أم أبي هريرة فأخرجها أحمد في مسنده، عن عبد الرحمن هو ابن مهدي، عن عكرمة بن عمار، حدثني أبو كثير، حدثني أبو هريرة. قال: ما خلق الله مؤمنًا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني؛ قال: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال: إن أمي كانت مشركة، وإني كنْتُ أدعوها إلى الإسلام، فتأبى عليّ فدعوتها يومًا ح؛ وأخرج مسلم، من طريق يونس بن محمد، عن عكرمة بن عمار، عن أبي كثير يزيد بن عبد الرحمن، حدثني أبو هريرة قال: كنْتُ أدعو أمِّي إلى الإسلام وهي مشركةٌ فدعوتُها يومًا، فأسمعتني في رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله، إني كنتُ أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ، وإني دعوتُها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادعُ الله أن يهدي أمَّ أبي هريرة. فقال: "اللَّهُمَّ اهْدِ أمَّ أبِي هُرَيْرَةَ". فخرجتُ مستبشرًا بدعوة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ فلما جئتُ قصدتُ إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعَت أمِّي حس قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة؛ وسمعتُ حَصْحصة الماء؛ قال: ولبست درعها وأعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، وقالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. قال: فرجعت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأخبرته، فحمد الله، وقال خيرًا.
طلبه للعلم ومصاحبته للرسول صلى الله عليه وسلم:
أسلم أبوهريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم راضياً بشبع بطنه فكانت يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدور معه حيث دار وكان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحضر مالاً يحضر سائر المهاجرين والأنصار، وذلك لاشتغال المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائجهم وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه حريص على العلم والحديث.
وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللهُ الْمَوْعِدُ إِنِّي كُنْتُ امْرَءًا مِسْكِينًا، أَلْزَمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي وَكَانَ الْمُهَاجِرونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ وَكَانَتِ الأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ فَشَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَالَ‏:‏ مَنْ يَبْسُطْ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي، ثُمَّ يَقْبِضْهُ فَلَنْ يَنْسى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي فَبَسَطْتُ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيَّ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ‏.‏ ‏[‏أخرجه البخاري في‏:‏ 96 كتاب الاعتصام‏:‏ 22 باب الحجة على من قال إن أحكام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت ظاهرة‏]‏
وأخرجه الترمذي من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إني أسمع منك أشياء لا أحفظها قال ابسط رداءك فبسطته فحدث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به وسنده صحيح وأصله عند البخاري بلفظ فما نسيت شيئا سمعته بعد.
وقد شهد له الجميع بقوة الحفظ والتثبيت، ومن أمثلة ذلك :
- جاء رجلٌ إلى ابن عباس رضي الله عنه في مسألة، فقال ابن عباس لأبي هريرة رضي الله عنه: أفته يا أبا هريرة فقد جاءتك معضلة. (وأخرجه أيضاً الإمام مالك في الموطأ كتاب الطلاق، باب طلاق البكر 2/447 رقم39).
- قال الشافعي: أبو هريرة رضي الله عنه أَحْفَظُ مَنْ رَوَى الْحَدِيثَ فِي دَهْرِهِ. (الرسالة للشافعي ص 281).
- عن أبى صالح السمان قال: "كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن بأفضلهم. (البداية والنهاية 8/109، 110).
- وقال البخاري : روى عنه نحو ثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظ من روى الحديث في عصره. (الذهبي. التذكرة: 1/ 33).
- وجاء عن أبي هريرة في الحديث الآتي:
عن سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيْهِ هَمَّامٍ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ:مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ أَكْثَرَ حَدِيْثاً مِنِّي عَنْهُ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وَكُنْتُ لاَ أَكْتُبُ .(سير أعلام النبلاء).
ومشهور عنه أنه رضي الله عنه روى خمسة آلاف حديث، ولكن قد تتبع جماعة من الباحثين المعاصرين أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه في الكتب التسعة التي هي أمهات كتب الحديث: صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجه ومسند أحمد وموطأ مالك وسنن الدارمي؛ فوجدوا أن أحاديث أبي هريرة بعد حذف المكرر 1475حديثاً فقط، وفي هذا العدد الأحاديث الصحيحة الثابتة عن أبي هريرة رضي الله عنه والأحاديث غير الصحيحة التي لم تثبت عنه.

ومن فقهه رضي الله عنه في تفسير القرآن:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان، فيستهل صارخًا من نخسة الشيطان، إلا ابن مريم وأمه))؛ ثم قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 36]؛ متفق عليه.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزِنُ عند الله جَناح بعوضة، اقرؤوا: ﴿ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾ [الكهف: 105]))؛ متفق عليه.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النارَ، ورِث أهلُ الجنة منزله، فذلك قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ﴾ [المؤمنون: 10]))؛ أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النارَ، ورِث أهلُ الجنة منزله، فذلك قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ﴾ [المؤمنون: 10]))؛ أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، قال: مجَّدني عبدي - وقال مرة: فوَّض إلي عبدي - فإذا قال: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل))؛ أخرجه مسلم.

وفاته رضي الله عنه
عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: "لَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلَا تَتْبَعُونِي بِمِجْمَرٍ، وَأَسْرِعُوا بِي"، وقد تُوفِّي أبو هريرة سنة سبع وخمسين من الهجرة وهو الأرجح، وقيل: سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة تسع وخمسين، وقيل غير ذلك. وقد تُوفِّي وله من العمر وله ثمانٍ وسبعون.
المصادر:
- "سير أعلام النبلاء" - للحافظ الذهبي.
- "الإصابة في تمييز الصحابة" - للحافظ ابن حجر.
- "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" - لحافظ المغرب ابن عبد البر الأندلسي.
- "فضائل الصحابة" - لأحمد بن حنبل.
- "الطبقات " - لأبن سعد.
- أبوهريرة ومروياته في تفسيري الطبري وابن أبي حاتم- محمد ياسين توكي ماجى - الناشر: جامعة أم القرى.

- كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان.
- موقع الألوكة.
جزاكم الله خير
أعتذر عن التأخير وعن أي تقصير

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 17 ربيع الأول 1442هـ/2-11-2020م, 12:35 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حامد مشاهدة المشاركة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم حبب عُبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين» فما خلقٌ مؤمنٌ يسمع بي ولا يراني إلا أحبني.
هذا هو أبو هريرة الفقيه، المجتهد، الحافظ، المقرئ ، المجاهد، العابد، الزاهد، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولازمه منذ أن أسلم.
وقد اختلف في اسمه بين العلماء ، وذكر البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس قال كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس وفي الإسلام عبد الله.
وفي حديث يعرفنا أبو هريرة رضي الله عنه بنفسه وسبب كنيته: قال ابن إسحاق: حدثني بعض أصحابنا عن أبي هريرة قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس فسميت في الإسلام عبد الرحمن، وإنما كنيت بأبي هريرة، لأني وجدت هرة فجعلتها في كمي، فقيل لي: ما هذه؟ قلت: هرة. قيل: فأنت أبو هريرة.وفي رواية عن أبي هريرة قال: كنت أرعى غنماً لأهلي، فكانت لي هُريرة ألعب بها، فكنَّوني بها. قال ابن عبد البر: غلبت عليه كنيته، فهو كمن لا اسم له غيرها.
ودعا الرسول صل الله عليه وسلم له بهداية أمه، حيث جاء في الحديث قصة إسلام أم أبي هريرة فأخرجها أحمد في مسنده، عن عبد الرحمن هو ابن مهدي، عن عكرمة بن عمار، حدثني أبو كثير، حدثني أبو هريرة. قال: ما خلق الله مؤمنًا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني؛ قال: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال: إن أمي كانت مشركة، وإني كنْتُ أدعوها إلى الإسلام، فتأبى عليّ فدعوتها يومًا ح؛ وأخرج مسلم، من طريق يونس بن محمد، عن عكرمة بن عمار، عن أبي كثير يزيد بن عبد الرحمن، حدثني أبو هريرة قال: كنْتُ أدعو أمِّي إلى الإسلام وهي مشركةٌ فدعوتُها يومًا، فأسمعتني في رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله، إني كنتُ أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ، وإني دعوتُها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادعُ الله أن يهدي أمَّ أبي هريرة. فقال: "اللَّهُمَّ اهْدِ أمَّ أبِي هُرَيْرَةَ". فخرجتُ مستبشرًا بدعوة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ فلما جئتُ قصدتُ إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعَت أمِّي حس قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة؛ وسمعتُ حَصْحصة الماء؛ قال: ولبست درعها وأعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، وقالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. قال: فرجعت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأخبرته، فحمد الله، وقال خيرًا.
طلبه للعلم ومصاحبته للرسول صلى الله عليه وسلم:
أسلم أبوهريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم راضياً بشبع بطنه فكانت يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدور معه حيث دار وكان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحضر مالاً [ما لا ] يحضر سائر المهاجرين والأنصار، وذلك لاشتغال المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائجهم وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه حريص على العلم والحديث.
وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللهُ الْمَوْعِدُ إِنِّي كُنْتُ امْرَءًا مِسْكِينًا، أَلْزَمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي وَكَانَ الْمُهَاجِرونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ وَكَانَتِ الأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ فَشَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَالَ‏:‏ مَنْ يَبْسُطْ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي، ثُمَّ يَقْبِضْهُ فَلَنْ يَنْسى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي فَبَسَطْتُ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيَّ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ‏.‏ ‏[‏أخرجه البخاري في‏:‏ 96 كتاب الاعتصام‏:‏ 22 باب الحجة على من قال إن أحكام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت ظاهرة‏]‏
وأخرجه الترمذي من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إني أسمع منك أشياء لا أحفظها قال ابسط رداءك فبسطته فحدث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به وسنده صحيح وأصله عند البخاري بلفظ فما نسيت شيئا سمعته بعد.
وقد شهد له الجميع بقوة الحفظ والتثبيت، ومن أمثلة ذلك :
- جاء رجلٌ إلى ابن عباس رضي الله عنه في مسألة، فقال ابن عباس لأبي هريرة رضي الله عنه: أفته يا أبا هريرة فقد جاءتك معضلة. (وأخرجه أيضاً الإمام مالك في الموطأ كتاب الطلاق، باب طلاق البكر 2/447 رقم39).
- قال الشافعي: أبو هريرة رضي الله عنه أَحْفَظُ مَنْ رَوَى الْحَدِيثَ فِي دَهْرِهِ. (الرسالة للشافعي ص 281).
- عن أبى صالح السمان قال: "كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن بأفضلهم. (البداية والنهاية 8/109، 110).
- وقال البخاري : روى عنه نحو ثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظ من روى الحديث في عصره. (الذهبي. التذكرة: 1/ 33).
- وجاء عن أبي هريرة في الحديث الآتي:
عن سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيْهِ هَمَّامٍ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ:مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ أَكْثَرَ حَدِيْثاً مِنِّي عَنْهُ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وَكُنْتُ لاَ أَكْتُبُ .(سير أعلام النبلاء).
ومشهور عنه أنه رضي الله عنه روى خمسة آلاف حديث، ولكن قد تتبع جماعة من الباحثين المعاصرين أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه في الكتب التسعة التي هي أمهات كتب الحديث: صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجه ومسند أحمد وموطأ مالك وسنن الدارمي؛ فوجدوا أن أحاديث أبي هريرة بعد حذف المكرر 1475حديثاً فقط، وفي هذا العدد الأحاديث الصحيحة الثابتة عن أبي هريرة رضي الله عنه والأحاديث غير الصحيحة التي لم تثبت عنه.

ومن فقهه رضي الله عنه في تفسير القرآن:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان، فيستهل صارخًا من نخسة الشيطان، إلا ابن مريم وأمه))؛ ثم قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 36]؛ متفق عليه.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزِنُ عند الله جَناح بعوضة، اقرؤوا: ﴿ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾ [الكهف: 105]))؛ متفق عليه.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النارَ، ورِث أهلُ الجنة منزله، فذلك قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ﴾ [المؤمنون: 10]))؛ أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النارَ، ورِث أهلُ الجنة منزله، فذلك قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ﴾ [المؤمنون: 10]))؛ أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، قال: مجَّدني عبدي - وقال مرة: فوَّض إلي عبدي - فإذا قال: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل))؛ أخرجه مسلم.

وفاته رضي الله عنه
عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: "لَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلَا تَتْبَعُونِي بِمِجْمَرٍ، وَأَسْرِعُوا بِي"، وقد تُوفِّي أبو هريرة سنة سبع وخمسين من الهجرة وهو الأرجح، وقيل: سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة تسع وخمسين، وقيل غير ذلك. وقد تُوفِّي وله من العمر وله ثمانٍ وسبعون.
المصادر:
- "سير أعلام النبلاء" - للحافظ الذهبي.
- "الإصابة في تمييز الصحابة" - للحافظ ابن حجر.
- "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" - لحافظ المغرب ابن عبد البر الأندلسي.
- "فضائل الصحابة" - لأحمد بن حنبل.
- "الطبقات " - لأبن سعد.
- أبوهريرة ومروياته في تفسيري الطبري وابن أبي حاتم- محمد ياسين توكي ماجى - الناشر: جامعة أم القرى.

- كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان.
- موقع الألوكة.
جزاكم الله خير
أعتذر عن التأخير وعن أي تقصير

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وشكر لكِ جهدكِ
بعض الملحوظات اليسيرة بإذن الله - قد تساعدكِ في تحسين عرض الرسالة
ومنها:
1. عمل حاشية في نهاية الرسالة لعزو الآثار، كما هو حال الكتب المطبوعة، ترقمين الآثار، ثم في الحاشية تقومين بالعزو.
2. يظهر لي أن محور حديثكِ عن أبي هريرة رضي الله عنه هو حرصه على تلقي العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وحفظه للحديث وتأديته له، فحبذا لو أظهرتِ الترابط بين هذه العناصر الثلاثة بمزيد من البيان بأسلوبك
حتى تظهر شخصيتكِ في الرسالة، فلا يكن عمادُها فقط النقول.
التقويم: أ
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir