دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ذو القعدة 1436هـ/10-09-2015م, 03:56 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي مجلس المذاكرة الخامس: مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن

مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن


اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

أجاب عن هذه الأسئلة بإجابات سديدة تامّة؛ إجابة:
- سها بارك الله فيك ونفع بك.
- رزان المحمدي بارك الله فيك ونفع بك.



المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
نشكر الجميع على حسن أدائهم، ونختار من الإجابات الجيدة؛ إجابة:
- منيرة خليفة أبوعنقة بارك الله فيك ونفع بك: [السؤال الرابع والخامس: لمزيد من التفصيل تُراجع إجابة مروة محمد عبد الحفيظ.]
- مروة محمد عبد الحفيظ بارك الله فيك ونفع بك: [السؤال الثاني والثالث: يُراجع التوضيح. ]
- بتول ابوبكر بارك الله فيك ونفع بك: [السؤال الثاني والثالث: يُراجع التوضيح.]
توضيح:
- السؤال الثاني: فضائل القرآن تشمل الجانبين العلمي والعملي، والجانب العملي: أنه يهديه للتي هي أقوم، ويورثه الاستقامة والتقوى
- السؤال الثالث: المعتزلة لا يثبتون لله تعالى شيئا من الصفات: لا حياة ولا علم ولا كلام، فهم ينفون جميع الصفات، ويقولون القرآن كلام الله مجازًا، أما الأشاعرة وإن كانوا يثبتون صفة الكلام لله تعالى، فهم يقولون: كلام الله هو المعنى القائم بذاته.


المجموعة الثالثة:
س1: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
س2: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
س4: ما حكم من وقف في القرآن؟
س5: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
أجاب عن هذه الأسئلة بإجابات جيدة:
ماهر القسي بارك الله فيكم ونفع بكم: [والسؤال الأول: لاستيفاء المطلوب من السؤال يُضاف لذلك إجابة إحسان التايه.]
والسؤال الخامس للتوضيح: الذي يُمنع في كتابة الواجب هو اتباع طريقة النسخ واللصق، أما النقل من الدرس عن طريق الكتابة (أي الطباعة) فلا يُمنع في تحرير الجواب.



المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
نشكر الجميع على حسن أدائهم، ونختار من الإجابات الجيدة؛ إجابة:
- أم البراء الخطيب بارك الله فيك ونفع بك: [السؤال الثالث والخامس: يُراجع التوضيح]
- نفيسة خان بارك الله فيك ونفع بك: [السؤال الثالث: يُراجع التوضيح.]
توضيح:
- تراجع إجابة الأخت لطيفة المنصوري.
- السؤال الثالث: كذلك مما كان يمنع الإمام أحمد من الترخّص بعذر الإكراه ما جاء في حديث خباب: (إن من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثم لا يصدّه ذلك عن دينه).
- السؤال الخامس: في مسألة اللفظ؛ ردّ البخاري على الطائفتين من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.


المجموعة الخامسة:
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن
س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
س3: بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
نشكر الجميع على حسن أدائهم، ونختار من الإجابات السديدة الوافية؛ إجابة:
- ضحى الحقيل بارك الله فيك ونفع بك.
توضيح:
- وصف الأقوال بأنها كفرية إنما وصفت بذلك الأقوال المنسوبة للرافضة، وقول الجهمية، فيقتصر على ذلك.
- لا تقل: لولا ثبات الإمام أحمد لفتنت كل الأمة، ولكن قل: لولا ما هيّأ الله لهذه الأمة من ثبات علمائها كالإمام أحمد لفتن كثير من الناس.
وذلك لوجوه:
لأن الكمال في التوحيد أن تقول: لولا الله لحصل كذا، فتنسب إلى الله وحده، والدرجة الثانية: أن تقول: (لولا الله ثم فلان)، وهذا جائز، وهو توحيد ولكنه ليس هو الكمال.
كذلك مما يقدح في التحرير: التوسع في إطلاق بعض الكلام، كقول: لفتنت كل الأمة، وقد جاء في الحديث عند مسلم: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك.).



المجموعة السادسة:
- فهرس مسائل دروس الإيمان بالقرآن.

فهرسة مسائل الدرس الأول وتلخيصه: الباب الأول: الإيمان بالقرآن | أنواع مسائل الإيمان بالقرآن
استخلاص مسائل الدرس الثاني: عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن
فهرسة مسائل الدرس الثالث وتلخيصه: فتنة القول بخلق القرآن
فهرسة مسائل الدرس الرابع وتلخيصه: فتنة الوقف في القرآن



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- يوصى بأن لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع جوابه.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة ولصقها، ولا تقبل المشاركة.
- سيُغلق هذا المجلس صباح ( الأحد ) عند الساعة السادسة صباحاً بتوقيت مكة - بإذن الله-.
- ستنشر أفضل الإجابات في المشاركة الأولى من هذا الموضوع يوم ( الأحد ) - بإذن الله تعالى -.


[وفقكم الله وسددكم]
ونشكر جميع من اعتنوا بحسن العرض والتنظيم في أداء الواجب


  #2  
قديم 27 ذو القعدة 1436هـ/10-09-2015م, 06:20 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة الرابعة:

1- يكون الاهتداء بالقرآن عن طريق تصديق أخباره وفهم أمثاله وامتثال أوامرة واجتناب نواهيه .
2- لظهور من يقول بأن القرآن مخلوق مما دعاهم إلى القول بأن القرآن غير مخلوق صراحة لئلا يلتبس على العامة ذلك .
3- لأنه يرى أن الثلة الأولى التي أكرهت على القول بذلك لو صبروا لما تجرأ المأمون على غيرهم ولسدوا ثلمة عظيمة لا زلنا نتجرع من سمها حتى الآن.
4- الوقف هو أن يقول المرء القرآن كلام الله ويسكت فلا يقول مخلوق أو غير مخلوق ، وسبب وقوف بعض أهل الحديث هو أنهم يرون جملة (القران كلام الله غير مخلوق) محدثة ويرون أن الأصل السير على نهج السلف فقد كانوا يقولون القرآن كلام الله ويسكتون فلا داعي لإحداث هذه البدعة.
5- محنة الإمام البخاري وحمه الله أنه لما دخل بخارى ورحب الناس به وأقبلوا على مجلسه أرسل إليه أميرها وكان خليفة للطاهرية أن يخص أبناءه بدروس فرفض البخاري معتلا بأن العلم يؤتى ولا يأتي كما أنه إن خص أبناءه فقد كتم العلم عن بقية الناس مما جعل في نفس الأمير منه شيء حتى استعان برجال ليذموا مذهبه ويؤلبوا الناس عليه ويفتنوه ثم قام بنفيه بعد ذلك عن البلد ، فخرج منها وقد دعا عليهم فأراه الله إجابة دعوته ، أما موقفه من مسألة اللفظ فكان يقول بأن القرآن غير مخلوق وأن ما في صدور الناس قرآن وما في المصاحف أيضا قرآن واستدل بقوله تعالى:(والطور*وكتاب مسطور) ومن قال غير ذلك فيستتاب وإلا فسبيله سبيل الكفر ، وكان يكره رحمه الله الخوض والتنقيب في الأشياء الغامضة ويدعو إلى تجنب الخوض في علم الكلام مستدلا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تضربوا بعضه بعضا، ما علمتم منه فقولوا، وما لا، فكلوه إلى عالمه .

  #3  
قديم 27 ذو القعدة 1436هـ/10-09-2015م, 02:56 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي إجابة عن أسئلة المجموعة الثالثة

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
س2: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
س4: ما حكم من وقف في القرآن؟
س5: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.


الأجوبة
س1: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
إن فقه ومعرفة مسائل الإيمان بالقرآن من أهم ما ينبغي أن يعتني به طالب علم التفسير؛ حتى يتبيّن مايلي :
1- يعرف ما يتحقق به الإيمان بالقرآن، وما يقدح في ذلك .
2- يعرف ما هي المسائل التي يبحثها العلماء في الإيمان بالقرآن .
3- يعرف مراتب المخالفة في ذلك .
4- يعرف أحكام المخالفين ودرجاتهم.

س2: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
أصل عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن هو إثبات صفة الكلام لله تعالى , لأن القرآن كلام الله , فالله لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء) انتهى كلامه رحمه الله.
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي ؛كما قال الله تعالى: { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)} .
وصفة الكلام –لله تعالى- صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جلّ وعلا.
ما معنى صفة ذاتية باعتبار نوعها؟ معنى ذلك أن الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء وهذا رد على بعض أهل البدع، أي لم يزل متصفاً بها. وصفة فعلية، هذا في آحاد كلامه، يتكلم متى شاء وكيف يشاء، فإذا تكلم فهذه صفة فعلية، وأصل الكلام ونوعه صفة ذاتية.

الأدلة على أن الكلام صفة قديمة لله تعالى :
أولاً : القرآن الكريم :
- قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}،
- وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}،
- وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
ثانياً : الأحاديث النبوية :
- منها: حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
- ومنها: قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
ثالثاً : أقوال العلماء والتابعين :
- قال سفيان بن عيينة: سمعت عمرو بن دينارٍ يقول: (أدركت مشايخنا والنّاس منذ سبعين سنةً يقولون: القرآن كلام اللّه، منه بدأ وإليه يعود). رواه أبو القاسم اللالكائي.

خلاصة قول أهل السنة والجماعة في القرآن :
1. أن القرآن كلام الله تعالى حقيقة لا كلام غيره.
2. منه بدأ وإليه يعود، ومعنى قولهم: ( منه بدأ ) أي نزل من الله، ومعنى قولهم: (وإليه يعود) .
3. وأنّ القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى.
4. وأن القرآن ليس بمخلوق؛ لأنه كلام الله.
5. وأن من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر.
6. وأنّ جبريل سمع القرآن من الله تعالى، وأن النبي صلّى الله عليه وسلم سمعه من جبريل، والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ثم نقل إلينا متواتراً.
7. وأنّ هذا الذي بين الدفتين –في المصاحف- هو القرآن محفوظ في السطور وفي الصدور.
8. وأنّ كل حرف منه قد تكلّم الله به حقيقة.
9. وأنه بلسان عربي مبين، تكلم الله به باللسان العربي.
10. وأنّ من ادّعى وجود قرآن غيره فهو كافر بالله تعالى.

الأدلة على أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق :
- قال أحمد بن حنبل: (لقيت الرجال والعلماء والفقهاء بمكة والمدينة والكوفة والبصرة والشام والثغور وخراسان فرأيتهم على السنة والجماعة، وسألت عنها الفقهاء؛ فكلٌّ يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود). ذكره الحافظ ضياء الدين المقدسي في كتابه اختصاص القرآن عن المرّوذي عن الإمام أحمد، وهذا فيه حكاية لإجماع السلف الصالح على أن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود.
- وقال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: (قال الله عز وجل في كتابه: {فأجره حتّى يسمع كلام الله} فجبريل سمعه من الله، وسمعه النّبي صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السّلام، وسمعه أصحاب النّبي صلى الله عليه وسلم من النّبي؛ فالقرآن كلام الله غير مخلوق).
- وقال ابن تيمية في الواسطية: (ومن الإيمان به –أي بالله تعالى- وبكتبه: الإيمان بأن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأن الله تعالى تكلم به حقيقة، وأن هذا القرآن الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة، لا كلام غيره)ا.هـ.

س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
الأول : عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخاً كبيراً في الرابعة والثمانين من عمره لمّا امتحن، وكان رجلاً فقيراً .
امتحن بقطع رزقه من بيت المال فلم يرده ذلك وصبر
الثاني : جماعة من أهل الحديث منهم: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستلمي، وابن أبي مسعود.
أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقّة ؛ ولم يُمتحنوا في بلدانهم؛ وإنما أحضروا إليه؛ فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته؛ فأجابوا وأطلقوا.
وكان الإمام أحمد إذا ذكرهم اغتمّ وقال: (همّ أوّل من ثلم هذه الثلمة، وأفسد هذا الأمر).
الثالث : جماعة من أهل الحديث في الشام منهم : هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري .
فامتحنوا فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد ثم أجاب بعد ذلك .
الرابع : أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد؛ وكان موصوفا بالعلم والفقه؛ وكان عظيم القدر عند أهل الشام.
امتحنه المأمون فأبى ثم دعا بالسيف فترخص وأجاب ولكن المأمون رفض فأمر بأن يرحل إلى بغداد فمات بها
الخامس : الإمام أحمد ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث.
ثمّ امتحن القوم عند امير بغداد فأجابوا جميعاً مصانعة وترخّصاً بالإكراه غير هؤلاء الأربعة.
قال ابن كثير: (كان من الحاضرين من أجاب إلى القول بخلق القرآن مصانعة مكرها ؛ لأنهم كانوا يعزلون من لا يجيب عن وظائفه ، وإن كان له رزق على بيت المال قطع ، وإن كان مفتيا منع من الإفتاء ، وإن كان شيخ حديث ردع عن الإسماع والأداء ، ووقعت فتنة صماء، ومحنة شنعاء، وداهية دهياء).
ثم أجاب القواريري وسجادة بعد الحبس والقيد فعذرهما الإمام احمد , وبقي محمد بن نوح والإمام أحمد , ثم مات محمد بن نوح في السجن والقيد في خلافة المعتصم وبقي الإمام .
وأما الإمام أحمد فقد تحمل أقسى أنواع التعذيب والاضطهاد والضرب والقيد ومجادلة المعتزلة بعد أن يتجمعوا عليه , فصبر رحمه الله و جادلهم حتى قطع حجتهم , وواجه من العلماء والأقرباء من دعوه للتقية والقول بما يريدون فلم يقبل وكان يقول لعمه : (يا عمّ! إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟!!). حتى أخرجه المعتصم من السجن , وأوقفت محنته رحمه الله , وفي عهد الواثق أمر بالاختفاء عن الناس وعم التحديث لهم .
السادس : أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخاً كبيراً قد قارب التسعين؛ فأدخل على الوالي مع جماعة من أهل الحديث منهم أحمد بن يونس وابن أبي حنيفة؛ فامتحنه الوالي: فقال أبو نعيم: (أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله).
ثمّ قطع زرّا من قميصه وقال: عنقي أهون علي من زري هذا, ثمّ إنّه طُعن في عنقه ومات بعد يوم من جراحته في يوم الشكّ من رمضان سنة 219هـ .
السابع : العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني؛ فامتحنا فلم يجيبا في أول الأمر؛ فأما العباس فأقيم فضرب بالسوط حتى أجاب، وعلي بن المديني أجاب بدون أن يضرب , فكان الإمام أحمد يعذر العباس ولا يعذر عليّا لذلك.
الثامن : أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها، فاستدعاه والي مصر؛ فامتحنه فأبى أن يجيب، وقد أُمر به أن يحوّل إلى بغداد بقيود وزنها 15 كيلو وترك في السجن إلى أن مات في قيوده سنة 231هـ.
التاسع : محمود بن غيلان المروزي حبس ولم يجب .
العاشر : أحمد بن نصر الخزاعي , لم يجب فقتله الواثق بيده .
الحادي عشر : أبو عبد الرّحمن عبد الله بن محمّد بن إسحاق الأذرميّ الملقب بأذنة , ناظر ابن أبي دؤاد و أفحمه وقطع حجته حتى أثرت في الواثق وابنه ولم يمتحن الواثق بعده أحداً .
الثاني عشر : الحارث بن مسكين المصري , حبس حتى خلافة المتوكل فأطلق سراحه .

س4: ما حكم من وقف في القرآن؟
من وقف في القرآن ثلاثة أصناف كل صنف له حكمه الخاص به :
الصنف الأول : طائفة من الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، لكنّهم في ظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به، وينكرون على من يقول: القرآن غير مخلوق
وحكمهم أنهم كفرة زنادقة مثل الجهمية بل يزيدون عليهم بالتستر بالوقف وحقيقتهم أنهم جهمية
الأدلة :
- قال يعقوب الدّورقيّ: سألت أحمد بن محمّد بن حنبلٍ، قلت: فهؤلاء الّذين يقولون: نقف ونقول كما في القرآن: كلام اللّه، ونسكت؟ قال : « هؤلاء شرٌّ من الجهميّة، إنّما يريدون رأي جهمٍ ».
- وقال ابن تيمية: (وكانت الواقفة الذين يعتقدون أن القرآن مخلوق ويظهرون الوقف، فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق، ويقولون: إنه محدث، ومقصودهم مقصود الذين قالوا هو مخلوق فيوافقونهم في المعنى ويستترون بهذا اللفظ؛ فيمتنعون عن نفي الخلق عنه، وكان إمام الواقفة في زمن أحمد: محمد بن شجاع الثلجي يفعل ذلك، وهو تلميذ بشر المريسي وكانوا يسمونه "ترس الجهمية")ا.هـ.

الصنف الثاني : الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك.
فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك منافٍ للتصديق الواجب؛ وهؤلاء صنفان :
العالم : قال عنهم الإمام أحمد قال: عندما سئل عن اللفظية والواقفة فقال: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي).
والجاهل : يُعذر لجهله، ومن عرضت له شُبهة قد يُعذر بسبب شبهته حتى تقوم عليه الحجة.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سُئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة؛ فقال: (من كان منهم جاهلا ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلم).
فالعامّيّ الذين لم يدخل في علم الكلام ولم يجادلْ جدال أصحاب الأهواء؛ يبيّن له الحقّ ويعلَّم , فإن قبل واتّبع الحقّ قُبل منه، وإن أبى واستكبر أو بقي شاكّاً مرتاباً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه؛ حُكم بكفره.

الصنف الثالث : طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق.
لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
قال أبو داوود: سمعتُ أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟
فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟ ).
وحكمهم أنهم يهجرون كما أمر الإمام أحمد لانهم وقفوا وسكتوا في مكان ينبغي فيه التكلم

س5: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
مسألة اللفظ من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل، ودخول التأول فيها.
قال ابن تيمية: (الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيه من لبس الحق بالباطل، مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بينت معانيها، فإن ما كان مأثوراً حصلت له الألفة، وما كان معروفا حصلت به المعرفة ).
وسبب ذلك أن لفظ: التلاوة، والقراءة، واللفظ مجمل مشترك: يراد به المصدر، ويراد به المفعول.
فمن قال: اللفظ ليس هو الملفوظ، والقول ليس هو المقول وأراد باللفظ والقول المصدر، كان معنى كلامه أن الحركة ليست هي الكلام المسموع، وهذا صحيح.
ومن قال اللفظ هو الملفوظ، والقول هو نفسه المقول وأراد باللفظ والقول مسمى المصدر، صار حقيقة مراده أن اللفظ والقول المراد به الكلام المقول الملفوظ هو الكلام المقول الملفوظ، وهذا صحيح.
فمن قال: اللفظ بالقرآن، أو القراءة، أو التلاوة، مخلوقة أو لفظي بالقرآن، أو تلاوتي دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو، وذلك هو كلام الله تعالى.
وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعني صحيحاً، لكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره)ا.هـ.
وقال ابن تيمية أيضاً: (الذين قالوا التلاوة هي المتلو من أهل العلم والسنة قصدوا أن التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة، وهي الكلام المتلو.
وآخرون قالوا: بل التلاوة غير المتلو، والقراءة غير المقروء، والذين قالوا ذلك من أهل السنة والحديث أرادوا بذلك أن أفعال العباد ليس هي كلام الله، ولا أصوات العباد هي صوت الله، وهذا الذي قصده البخاري، وهو مقصود صحيح.
ملاحظة ( أرجو المسامحة عن النسخ واللصق في هذا السؤال لانه بصراحة كلام مختصر غاية الاختصار , رأيت أن تدخلي في صياغته سوف يجرح جماله وروعة بيانه )

  #4  
قديم 28 ذو القعدة 1436هـ/11-09-2015م, 09:01 PM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟

يتحقق الايمان بالقران
باعتقاد /بالايمان بانه كلام الله غير مخلوق انزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم للهداية وانه ناسخ لما قبلهه وانه من عند الله ويعود الى الله
بالسلوك والعمل /بالانتفاع به وبمواعظه وحسن الاستجابة لاوامر الله واجتناب نواهيه وتدبر اياته
بالقول / قول ما يدل على الايمان به وتصديق ما اخبر به وتدبره واستنباط منه واسشتهاد به
س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.

تحصيل الهداية وتحقيق السداد والاستقامة في الدين والدنيا والعلم بالله والتقرب منه سبحانة واسكمال الخُلق والايمان
س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.

المعتزلة قالو ان كلام الله مخلوق من منفصل عنه يلقيه الله على لسان من خلقه
الاشاعرة ان كلام الله معنى نفسي قائم بالله قديم بقده ليس بحرف ولا صوت ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتفاضل
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
القول بان القران لفظي غير مخلوق هو من مُحدث قصد به الفتنه والتلبيس على الناس والتحايل عليهم والانتقام على ناقديه فلاشك ان خطر اتباع هذه الاقوال في خلق القران خطر على العقيدة والمسلمين وعلى العلماء رد هذه الشبهات والدعوة للجزم بحقائق القران فكلام الله غير مخلوق وهو صفة من صفاته سبحانه

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

لانه كان يرد على المعتزلة بعد اعلان توبته منها ولكنه امتلى من علم الكلام الذي اخذه عن الجبائي زوج والدته
واختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.

  #5  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 10:36 AM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

أنواع مسائل الإيمان بالقرآن

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
1 – مسائل عقدية
وهي المسائل التي تعني بما يجب اعتقاده في القرآن ، منها :
- الإيمان بأن القرآن كلام الله أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم مهيمنا على ما قبله من الكتب ليخرج الناس من الظلمات الى النور
- الايمان بما أخبر الله عز وجل ورسوله عن القرآن
- اعتقاد وجوب الإيمان بالقرآن
- أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويعمل بمحكمه ويرد متشابهه إلى محكمه ويكل ما لا يعلمهإلى عالمه
وما يذكر من المسائل في أبواب الإيمان بالقرآن في كتب الاعتقاد ينقسم إلى قسمين:
1- أحكام وهي الأحكام العقدية
2- آداب بحث مسائل الاعتقاد المتعلقة بالقرآن ومنها:
- أن يقول بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وما أثر عن السلف الصالح
- وأن يدرس تلك المسائل على منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال
- وأن يحذر من طرق أهل البدع في دراستها وتقريرها
- وأن يكف عن المراء في القرآن والتنازع فيه وضرب بعضه ببعض
- وأن لا يتكلف ما لا يحسن ولا يقول بما ليس له به علم

2- مسائل سلوكية
وهي المسائل التي يعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله تعالى والاهتداء بهديه وعقل أمثاله والتبصر بهاوالتذكر والتفكر فيها والتدبر وفعل ما أرشد الله إليه واجتناب من نهى الله عنه.
ويعنى علم السلوك بأصلين مهمين:
الأصل الأول:قائم على العلم ومثمر لليقين وهو البصائر والبينات
قال الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)}
وقال تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14)}
والأصل الثاني: قائم على الإرادة والعزيمة ومثمر للاستقامة والتقوى وهو الطاعة والامتثال فيأتي ما يؤمر به ويجتنب ماينهى عنه ويفعل ما يوعظ به
وقد جمع الله أصلي علم السلوك في قولهتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَابَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ )


س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
عقيدة أهل السنة والجماعة هي إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته وأن الله تعالى يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء وهو تعالى المتكلم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى
وكلام الله تعالى صفة من صفاته لم يزل الله متكلما إذا شاء يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء وكيف يشاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء)
وصفة الكلام صفة ذاتية باعتبار نوعها وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جل وعلا
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه ولا تنفد ولا تنقضي كما قال الله تعالى: ( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا )
وقال تعالى: ( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )


والأدلة على ذلك من القرآن :
قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُم ْعَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}،
وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}،
وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}
وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}
وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}
وقال تعالى: { وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.

والأدلة من السنة :
- حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم منأحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ....» متفق عليه
- ومنها: قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
- ومنها: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذاتكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان....)} » علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد


س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.

أول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم
وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ يوم الأضحى.
ثم أخذ هذه المقالة: الجهم بن صفوان واشتهرت عنه ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه وإنما بقيت مقالاته حتى تلقفها بعض أهل الكلام فطاروا بها
ولم يكن الجهم من أهل العلم وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاء ولساناً بارعاً وجدلاً ومراءً وكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره فانتشرت مقالاته
كان من أعظم ما أدخله على الأمة إنكار الأسماء والصفات وإنكار علو الله والقول بخلق القرآن والجبر والإرجاء الغاليان وقد كفره العلماء في عصره فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128هـ

ثم ظهر بعدهما بمدة بشر بن غياث المريسي وكان في أول أمرهم شتغلا بالفقه أخذ عن جمع من العلماء لكنه كان يسيء الأدب ويشغب وأقبل على علم الكلام وافتتن به
وقال الذهبي: نظر في الكلام فغلب عليه وانسلخ من الورع والتقوى وجرد القول بخلق القرآن ودعا إليه حتى كان عين الجهمية في عصره وعالمهم فمقته أهل العلم وكفروه ولم يدرك جهم بن صفوان بل تلقف مقالاته من أتباعه
قال الذهبي: أن هارون الرشيد قال: بلغني أن بشر بن غياث يقول: القرآن مخلوق لله علي إن أظفرني به لأقتلنه.
قال الدورقي: وكان بشر متواريا أيام الرشيد فلما مات ظهر بشر ودعى إلى الضلالة.
وقد حذر أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأتباعه حتى حذرهم طلاب العلم.
لكنهم تسللوا إلى الحكام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب والتفنن في صياغة المكاتبات.
ثم آلت الخلافة إلى المأمون سنة 198هـ .



س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

اختلفت مواقف الناس في اللفظ اختلافاً كثيراً كل يفهمها بفهم ويتأولها بتأول ويبني موقفه على ما فهم وتأول

الموقف الأول: موقف الجهمية الذين تستروا باللفظ
وهم الذين يقولون بخلق القرآن ويتسترون باللفظ
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة وكانوا من أكثر من أشاعها لأنها أخف شناعة عند العامة وأقرب إلى قبول الناس لها فإذا قبلوها قبلوا بعد ذلك التصريح بخلق القرآن.
وقد كثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وسماهم بالجهمية
قال عبدالله بن الإمام أحمد: سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة، فقال: ( من كان منهم يحسن الكلام، فهو جهميٌّ )

الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غير جار على أصول الجهمية
وعلى رأس هؤلاء رجل من الشام يقال له: الشرّاك قال: إن القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
ذكر أبو القاسم اللالكائي عن محمد بن أسلم الطوسي أنه قال: (إن من قال: إن القرآن يكون مخلوقًا بالألفاظ فقد زعم أن القرآن مخلوق)

الموقف الثالث: موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ)
وهو رأس أهل الظاهر أوتي ذكاءً حاد وقوة في الاستدلال وعلما لكنه أنكر القياس واستغنى عنه بالظاهر.
- من أصحاب حسين الكرابيسي وعنه أخذ مقالته في اللفظ وتأولها على مذهبه في القرآن
- له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق وأما الذي هو بين الناس فمخلوق).
- قال الذهبي: (هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت).
- واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عندالمعتزلة تعني الخلق لأن المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن.
- وهجره الإمام أحمد وأمر بهجره.

الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه وبدعوا الفريقين: من قال لفظي بالقرآن مخلوق ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق.
وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة.
قال إسحاق بن حنبل: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن زعم أن لفظه بالقرآن غير مخلوق فقد ابتدع)

الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم حتى إن منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد
وممن نسب إليه التصريح بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه وأبو حاتم الرازي ومحمدبن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن وابن منده وأبو نصر السجزي وأبو إسماعيل الأنصاري وأبو العلاء الهمذاني.
وهم يقولون إن القرآن غير مخلوق وإن أفعال العباد مخلوقة لكنهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وظنوا أنهم بهذا يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيل.

الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر.
قال ابن تيمية: (والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك).

الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال حكاها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ثم قال: (وهذه الأقوال كلها مبتدعة لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا)
وقال أيضا: (فمن قال إن لفظه بالقرآن غير مخلوق أو صوته أو فعله أو شيئا من ذلك فهو مبتدع.)
وقريب من هؤلاء طائفة زعمت أن كلام الله بعينه في المصحف
وقد رد عليهم البخاري في كتابه خلق أفعال

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وماموقف أئمة أهل السنة منه؟
- أراد ابن كلاب الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية فأدي ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة وتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم فغره ذلك وصنف الكتب في الرد على المعتزلة واجتهد في ذلك
- وظن بذلك أنه نصر السنة وذاع صيته وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها
- وبسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها وسلوكه طريقة المتكلمين فإنه وافقهم على أصلهم الذي أصلوه وهو ((مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا)) وتفسيرهم لهم يقتضي نفي كلام الله تعالى بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة
- فلذلك خرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن هو ((أنه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى وأنه ليس بحرف ولا صوت ولا يتجزأ ولا يتباعض ولا يتفاضل...))
- ولابن كلاب أقوال أخرى محدثة في الصفات والإيمان والقدر

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه
وقال أيضا: (فأحدث ابن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لم يكن يتصوره عاقل، ولا خطر ببال الجمهور، حتى أحدث القول به ابن كلاب

وقد أنكر أئمة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة وما أحدث من الأقوال وحذروا منه ومن طريقته
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد لناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره

وكذلك كان إمام ابن خزيمة (ت:311هـ) من أشد العلماء على الكلابية وأكثرهم تحذيراً منهم

وفي القرن الخامس ألف الإمام الحافظ أبو نصر السجزي (ت:444هـ) في الرد على ابن كلاب والأشعري والقلانسي رسالته في الحرف والصوت وكتاب الإبانة

  #6  
قديم 30 ذو القعدة 1436هـ/13-09-2015م, 12:05 AM
رزان المحمدي رزان المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 255
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
هي على نوعين:
1- اعتقادية:
وهي التي تعني بما يجب اعتقاده في القرآن.
2- سلوكية:
هي المسائل التي يعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن والاهتداء به وعقل أمثاله والتبصر به والتفكر والتدبر .

••••••••••••••••••••••••••••••

س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
أنهم يثبتون صفة الكلام لله تعالى لأن القرآن كلام الله وإنها صفة من صفاته وأنه لم يزل متكلما إذا شاء ويتكلم بمشيئته وقدرته متى وكيف شاء.

- قال ابن تيمية:( قال أئمة السنة : لم يزل الله متكلما كيف شاء وبما شاء ولا يشبه كلام المخلوقين، وصفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها وفعلية باعتبار آحاد كلامه جل وعلا ).

- قال تعالى:(( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ))

- حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله .... )) إلى آخر الحديث .

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
أول من قال بخلق القرآن هو الجعد بن درهم.
وقد قتله أمير العراق خالد القسري ضحى به يوم العيد (124ه)
- قال أبو القاسم اللالكائي:( لا خلاف بين الأمة أن أول من قال: القرآن مخلوق جعد بن درهم ))

بعد ذلك أتى الجهم بن صفوان ، واشتهرت عنه وأنكر الأسماء والصفات وعلو الله والقول بخلق القرآن وكفره العلماء في عصره ، وقتله الأمير المازني سنة (128)ه
- قال بكير بن معروف:(( رأيت سلم بن الأحوز المازني حين ضرب عنق الجهم فاسود وجهه )) رواه اللالكائي.

بعد ذلك أتى بشر بن غياث المريسي.
أخذ عن العلماء الكبار وروى عنهم كحماد بن سلمة وسفيان بن عيينة، وكان مقبلا على علم الكلام فافتتن به وكان خطيبا مفوها مجادلا مشاغبا.
وكان متخفيا عن الرشيد لتهديده بالقتل ثم أظهر مقالته بعد موت الرشيد سنة 193 ه
- قال الذهبي:(( نظر في الكلام فغلب عليه وانسلخ من الورع والتقوى ، وجرد القول بخلق القرآن ودعا إليه حتى كان عين الجهمية في عصره وعالمهم ، فمقته أهل العلم ، وكفره عدة ، ولم يدرك جهم بن صفوان ، بل تلقف مقالاته من أتباعه )

•••••••••••••••√√•••••••••
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
1- موقف الجهمية المتسترة باللفظ.
2- طائفة خاضت في علم الكلام وتأثرت ببعض أقوال الجهمية . وممن قال به الشراك.
3- موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري 4- موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد بن حنبل ووابن راهويه و.... الخ : منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه.
5- موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق وهم مخطؤون في هذه العبارة.
6- موقف أبو الحسن الأشعري وبعض أتباعه : قالوا أن الإمام أحمد بن حنبل كره الكلام في اللفظ لأن معنى اللفظ: الطرح والرمي.
7- طوائف زعمت أن ألفاظ القراءة بالقرآن غير مخلوقة.


س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب ظهورها هو أنه سلك طريقة المتكلمين ولم يكن عالما بمعرفة السنة وعلوم أهلها

وأما أهل السنة فقد أنكروا على ابن كلاب بدعته وحذروا منه وكان أحمد بن حنبل وابن خزيمة من أشد الناس على ابن كلااب وأصحابه ، وكان الإمام أحمد قد هجر الحارث وحذر منه لأن الحارث تبع ابن كلاب في ردوده على المعتزلة فهجره أهل الحديث.

  #7  
قديم 30 ذو القعدة 1436هـ/13-09-2015م, 12:46 AM
مروة محمد عبد الحفيظ مروة محمد عبد الحفيظ غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 215
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
يتحقق الإيمان بالقرآن بالاعتقاد والقول والعمل:
أولا: الإيمان الاعتقادي بالقرآن:
§ أن يصدّق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور .
§ وأنّ كل ما أنزل الله فيه فهو حقّ.
§ وأنه قيّم لا عوج له، ولا اختلاف فيه.
§ وأنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله.
§ و أن يصدّق بكلّ ما أخبر الله به في كتابه الكريم
§ وأن يخضع لما أمر الله به، فيعتقد وجوب ما أوجب الله فيه، ويعتقد تحريم ما حرّم الله فيه، وأنّه لا طاعة لما خالفه.
ثانيا: الإيمان القولي:
أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.
ثالثا: الإيمان العملي:
هو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه الكريم.


س2: بيّن فضلالإيمان بالقرآن.
3- أن الإيمان بالقرآن شرط للانتفاع بتلاوة القرآن.
قال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}
وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}.

س3: بيّن الفرق بينقول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.

الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن:
كلا الفرقتين المعتزلة والجهمية ينفون صفة الكلام عن الله سبحانه وتعالى, لكن الفرق بينهما:
§ أن المعتزلة يقولون أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يسمعه من يشاء، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القول بأنّ القرآن مخلوق.
§ أما الأشاعرة فقولون: إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
· اللفظ في اللغة يأتياسماً ومصدراً:
- فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ.
- والمصدر هو التلفظ.
· فكلمة "لفظي" في قول القائل : "لفظي بالقرآن مخلوق" يحتمل معنيين:
المعنى الأول: الملفوظ وهو كلام الله الذي تلفّظ به, فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلقالقرآن.
المعنى الثاني: التلفظ أي فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن.
فكلمة " لفظي بالقرآن مخلوق" كلمة ملبسة, مجملة حمّالة لوجوه.
ومن هنا يتضح خطر فتنة اللفظية :
أولا: أن فتنة اللفظية جائت بعد فتنة القول بخلق القرآن, والناس في ذلك الوقت أحوج ما يكون إلى البيانوالتوضيح والتصريح بأنَّ القرآن كلام الله غيرمخلوق لاأن تلقى إليهم كلمة مجملة فيها تلبيس.
ثانيا: أنها تعطي فرضة لكل فرقة لكي تتأوَّلها على ما تريد, وهو ما حدث معطائفة من الجهمية الذين قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، ومنهم من قال: القرآن بألفاظنا مخلوق يتسترون بها على قولهم
إن القرآن مخلوق؛ لأن القول باللفظ أخفّوطأة وأقرب إلى قبول العامّة من التصريح بقولهم: إن القرآن مخلوق, فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
- سبب شهرة أبي الحسن الأشعري
سبب شهرة أبي الحسن الأشعري هو مناظراته وردوده على المعتزلة وإفحامه لعدد منأكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية.
فاشتهر ذلك بين الناس, فعظمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة،مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
- موقف أهل السنة منه:
اختلف أهل السنة فيه:
§ فمنهم منقال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة.
§ ومنهم من قال أنّ رجوعه كانرجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.

  #8  
قديم 30 ذو القعدة 1436هـ/13-09-2015م, 12:54 AM
بتول ابوبكر بتول ابوبكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 333
افتراضي

المجموعة الثانية :
س1: بم يتحقق الايمان بالقرآن ؟
يتحقق الايمان بالقرآن بان يكون على بينة وان يكون متبع للهدى فإذا علم القرآن وفقهه وعلم لما انزل الله في القرآن وصدق الأخبار الواردة فيه وفهم الأمثال الواردة وتفكر فيها ثم اكتمل هذا العلم بسلوكه كان قد حقق الإيمان بالقرآن ,اذا يتحقق الإيمان بالقرآن ان يصدق انه كلام الله أنزله على رسوله بالحق ليخرج الناس من الظلمات الى النور وأن كل ما فيه حق وانه قيم لاعوج فيه ولا اختلاف وأنه محفوظ لا يخلق ولا يبلى ويصدق بكل ما أخبر الله به فيه ويخضع له ويعتقد بحلاله وحرامه ولا يطيع ما يخالف ما أنزل به القرآن ..وان تكون أقواله تدل على إيمانه ومن ذلك تلاوته تصديقا وتعبدا ويتبع ما امره الله وينتهي عما نهاه به في القرآن

س2:بين فضل الإيمان بالقرآن؟
1-أنه أعظم هاد ومرشد الى الله وإلى سبيله وإلى معرفة أسمائه وصفاته ويعرف اثر الأسماء والصفات في كل ما يأمر به وآثارها في مخلوقاته
2-ومن فضائله ان القرآن يعرف العبد بوعيد الله وبوعده والحكمة في خلقه وتشريعه وكما يبين للعبد كيف يتقرب إلى الله وكيف ينجوا من عذاب الله وسخطه وكيف يفوز بال محبه والثواب من الله
3-ومنها أن يرزق المؤمن الهدى إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه كما ان هدايات القرآن مقترنة با لرحمه والبشرى
4-كما انه يحمل المؤمن على التلاوة والتلاوة هي ذكر لله وهي من اجل العبادات تزيده إيمانا وسكينة وهدوء في نفسه وتثبيتا على الإيمان فيزداد بالتفكير فيه يقينا بما أنزل الله
5-كما أنه من فضائله أنه يخلصه من مكائد الشيطان ويذكره ويزكي نفسه إلى التي هي أقوم ويهديه إلى الله
6-ومن فضائله أن يشترط الإنتفاع بتلاوة القرآن أن يكون مؤمنا به

س3:بين الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن ؟
قول المعتزلة: يقرون أن القرآن كلام الله تعالى لكنهم يقولون أنه مخلوق
أما الأشاعرة: لا يؤمنون أصلا انه كلام الله حقيقة وانه غير مخلوق وإنما هو عبارة عبر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى

س4:بين خطر فتنة اللفظية؟
فتنة اللفظية من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل ودخول التأويل فيها .وهذه المسألة هي للتلبيس بين من قال لفظي بالقرآن مخلوق قد يريد به ملفوظة وهو كلام الله الذي تلفظ به فيكون موافقا للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن ..وقد يريد به فعل العبد الذي هو القراءة والتلفظ بالقرآن لأن اللفظ في اللغة يأتي اسما ويكون بمعنى المفعول أي الملفوظ ويأتي مصدرا وهو التلفظ ,فيتفرع على هذه الاحتمالات الأخرى ولذلك اختلف الناس فهي كلمة مجملة حمالة وجوه ولا تنفع في إيرادها

س5:ماسبب شهرة ابي الحسن الأشعري وما موقف أهل السنة منه؟
لأنه اجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم و إفحامه لعدد من اكابرهم بالطرق الكلامية والمنطق حتى اخرجهم ,
ومن ما ذكره أهل السنه والجماعة من موقفهم منه منهم من قال أنه رجع الى مذهب أهل السنه والجماعة ومنهم من قال بأن رجوعه كان مجملا لم يخل من أخطاء في مسائل الاعتقاد
ومن ما ذكره ابن تيمية عنه (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)

  #9  
قديم 30 ذو القعدة 1436هـ/13-09-2015م, 01:01 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن
المجموعة الخامسة:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن
يجب الإيمان بالقرآن، قولا وعملا واعتقادا، كما يجب الإيمان بكل ما جاء به، وبأنه كلام الله ، منزل غير مخلوق
وقد دلت آيات كثيرة على وجوب الإيمان بالقرآن منها:
قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل }
وقوله: { فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير}
قال ابن جرير الطبري: ( يقول { وآمنوا بالنور الذي أنزلنا } ويدخل في ذلك الإيمان بالقرآن دخولا أوليا)
وقوله: { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}
والإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان لا يصح الإيمان إلا به:
كما في حديث جبريل الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: (( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)) رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ومن لم يؤمن بالقرآن كافر، عدو لله، متوعد بالعذاب الشديد وقد دل على ذلك آيات كثيرة منها:
قوله تعالى: { وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون} ، وقال: { وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون}
كما توعد سبحانه اليهود والنصارى بالوعيد الشديد إذا لم يؤمنوا بالقرآن بعد معرفتهم بما أنزل الله من قبل :
قال تعالى: { يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا} [ 47،
والشاك في القرآن غير مؤمن به، وهو أيضا متوعد بالعذاب.

س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
خالف أهل السنة في الاعتقاد في القرآن طوائف من أهل البدع منهم:
• الرافضة
وهم على طوائف كثيرة ولكثير منهم أقوال كفرية باطلة منها:
- القول بتحريف القرآن
- القول بأن القرآن ناقص
- أن للقرآن ظاهر يعلمه الناس وباطن لا يعلمه إلا أئمتهم وبعض معظميهم
• الجهمية
قالوا أن القرآن مخلوق
وذلك بسبب إنكارهم صفة الكلام لله جل وعلا
وقد أجمع السلف على تكفيرهم
• المعتزلة:
قالوا أيضا بأن القرآن مخلوق
لأنهم لا يثبتون لله شيئا من الصفات
• الكلابية والماتريدية والأشاعرة
اختلفوا في تفاصيل قولهم في القرآن وحاصل قولهم زعمهم بأن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا وأنه قديم بقدمه تعالى وأنه ليس بحرف ولا صوت ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتفاضل
وبعضهم إنما وقع في الأقوال الضالة نتيجة محاولته للانتصار لأهل السنة بطريقة أهل الكلام لا بالآثار الصحيحة وقول الله ورسوله
وقولهم باطل وضلال مبين

س3: بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
1. الصبر على القول بالحق
2. التضحية بالنفس لتجنيب الأهل والأصحاب المشقة ( لما رفض الإمام التواري حين طلبه الخليفة)
3. المحاجة بالكتاب والسنة والإعراض عما سواهما
4. البناء العلمي القوي الذي يمكن صاحبه من الدفاع عن الدين ونفع الأمة
5. حتى يعذر العالم بالإكراه على قول الباطل لابد وأن يتعرض لشيء من المحنة ولا يقول بالباطل بمجرد مخافة الأذى قبل وقوعه
6. يقع على أهل العلم مسؤولية أكثر من من دونهم وعليهم أن يصبروا مهما تكالب عليهم أهل الباطل
7. حاجة المبتلى إلى من يسري عنه ويهون عليه ( لما خاف الإمام من السوط فهون عليه بعض أهل الحبس )
8. البلاء يدفع بالدعاء
9. على أهل الرأي والعلم أن يحذروا من تزلف أهل الباطل إلى الحكام وتزيينهم الباطل لهم
10. على الحكام والمسؤولين أن يحذروا من الانخداع بكلام أهل الباطل ويتخذوا التدابير الواقية من ذلك
11. أهمية التواصي بالثبات ووصية من له مكانة في العلم بذلك ( حين أوصى محمد بن نوح الإمام بالصبر وعرفه بمكانته )
12. أهمية السعي وبذل السبب لتخليص أهل الفضل من المحنة ( سعي عم الإمام لتخليصه إلى أن وصل إلى المناظرة)
13. حاجة الأمة للراسخين في العلم
14. على أهل العلم أن يتحلوا بالثبات ولا ينساقوا إلى الترخص بأحاديث التقية لاقتداء العامة بهم
15. أهمية العبادة في التقوي على مخاصمة المخالفين والرد عليهم
16. التمسك بالقول الباطل يجر صاحبه إلى المزيد من الضلال والتخبط
17. حاجة الخلفاء للوعظ واستجابة بعضهم للحق
18. الإعراض عن ذكر بعض فحش أهل الزيغ والضلال في القول واحتجاجهم بالباطل تورعا
19. ورع الإمام أحمد
20. الإمام أحمد قدوة في العفو عن أهل الظلم
21. اعتذار الرجل الذي سكت عن الدفاع عن الإمام رغم عدم مشاركته تعطي درسا في خطورة السكوت عن الظلم
22. حفظ الله هذا الدين برجال صدقٍ ثبتوا في هذه المحنة فثبت بثباتهم خلق من العامة
23. شدة حاجة الناس إلى بيان الحق بياناً لا لبس فيه ماسة.
القصة مليئة بالمواعظ والفوائد، وهذا ما استطعت كتابته منها، أسأل الله أن يعين طلبة العلم على الانتفاع بهذه المواقف المشرفة

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
كان الكرابيسي قد أوتي سعة في العلم، ولكنه يأتي ما يدل على ضعفه في إدراك المقاصد الشرعية، فنقلت بعض مقالاته للإمام أحمد فحذّر منه، ونهى عن الأخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق. وهذه الكلمة التي فاه بها الكرابيسي أثارت فتنة عظيمة
ونحن نعلم أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة.
فجاءت مسألة اللفظ للتلبيس بين الأمرين، فهي كلمة مجملة حمّالة لوجوه، ولا نفع في إيرادها
ولذلك فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة ، وهم يريدون أنَّ القرآن مخلوق؛ لكن القول باللفظ أخفّ وطأة وأقرب إلى قبول العامّة من التصريح بقولهم: إن القرآن مخلوق، فتستّروا باللفظ؛ كما تستّرت طائفة منهم بالوقف.
وقد اشتدّ إنكار الإمام أحمد على من قال باللفظ إثباتاً أو نفياً لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبيّن لهم حقاً ولا يهديهم سبيلاً.

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
كان الإمام أحمد يقول :
"القرآن كيف تصرّف في أقواله وأفعاله، فغير مخلوقٍ؛ فأمّا أفعالنا فمخلوقةٌ".
وقد أجاب مرة بأن اللفظية ليسوا من الجهمية، ومرة بأنهم منهم وهو محمول على من قال بخلق القرآن وتستَّر باللفظ

وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد:
(حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).

وقال البخاري أيضاً:
(جميع القرآن هو قوله [تعالى]، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله: {فاقرءوا ما تيسر منه} والقراءة فعل الخلق).

قال الذهبي: (فلقد أحسن الإمام أبو عبد الله حيث منع من الخوض في المسألة من الطّرفين، إذ كلّ واحدٍ من إطلاق الخلقيّة وعدمها على اللّفظ موهمٌ، ولم يأت به كتابٌ ولا سنّةٌ، بل الّذي لا نرتاب فيه أنّ القرآن كلام الله منزلٌ غير مخلوقٍ - والله أعلم ).

  #10  
قديم 30 ذو القعدة 1436هـ/13-09-2015م, 01:04 AM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
الجواب :
الاهتداء بالقرآن يكون بتصديق أخباره وعقل أمثاله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه :
لأن القرآن أخبار وأحكام : والأخبار إما تكون عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله، أو عن أنبيائه وأهل طاعته وما ابتلوا به، وما أعده لهم في دار كرامته ،أو عن أهل العصيان وما فعل بهم وما أعد لهم من جزاء، ويدخل فيه القصص والأمثال .. والأحكام أمر ونهي، فالاهتداء بالأخبار بتصديقها بلا شك، وبالأمثال بعقلها ،وليس مجرد الفهم بل بوعيها وفهم مقاصدها والاعتبار منها، والعمل على مقتضى مراد ما ضربت لأجله، وأما الاهتداء بالأمر والنهي فبالامتثال والاجتناب محبة وتعظيما.


س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
الجواب :
سبب تصريحهم بذلك هو ما أحدثه أهل البدع من القول بخلق القرآن أو الوقف، فاضطروا لإضافة عبارة "غير مخلوق "لبيان مذهب أهل السنة في المسألة بأوضح عبارة وأصرحها حتى لايلتبس الأمر على أحد، وحتى يغلقوا الباب على أهل البدع.

س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن؟
الجواب :
يظهر الجواب جليا في قوله رحمه الله تعالى : إذا أجاب العالم تقية والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق؟ فقد خشي رحمه الله تعالى إن ترخص في ذلك أن يلتبس الأمر على الناس والعامة، لأنه كان إمام أهل الحديث وكان علماً يقتدى به حقا وكان الناس جميعا ينتظرون قوله فلله دره رحمه الله وجزاه عنا كل خير.

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الجواب :
-في مباحث العقيدة الوقف في القرآن : هو أن يقول القائل القرآن كلام الله ويسكت فلا يقول لامخلوق ولا غير مخلوق.
-أما عن سبب قول طائفة من أهل الحديث به فلأنهم قالوا أننا نبقى على ما كان عليه السلف فلا نقول مخلوق، ولكن لانقول غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف فنقول كلام الله ونقف.
ولكن الإمام أحمد رحمه الله كان يشتد في أمرهم رغم ما عرف عنه من الرفق، وقال : بأنه كان يسع السكوت قبل إحداث القول بخلق القرآن أما وقد زاد أهل البدع ما زادوا فالسكوت يوطئ الطريق لهم ويشكك العامة.

س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ؟
الجواب :
-لما قدم الامام البخاري إلى مدينة نيسابور احتفى الناس بمقدمه احتفاء كبيرا جدا حتى قال الإمام مسلم انه لم ير واليا ولا عالما فعل به أهل نيسابور مثل ذلك. فلأجل هذا حسده بعضهم لِما رأى من إقبال عليه فرماه بالقول بخلق القرآن وأغرى بهم ليمتحنوه وكان رحمه الله لايحب الكلام في هذه المسألة لصعوبة الخوض فيها وتفاوت عقول الناس واستعابهم ولكن قدر الله وما شاء فعل فقد سأل رحمه الله وألحوا عليه بالسؤال في المجلس، فلما أجاب بما يراه حقا حرفت مقالته ونقلت على غير وجهها للذهلي فاتهمه بأنه يرى رأي الجهمية وحرض الناس على هجره..وكذب بعضهم عليه وأذي رحمه الله جدا وقولوه أقولا شنيعة لم يقل بها وأكثروا التأليب عليه فصبر واحتسب فرحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا خير الجزاء.
-أما موقفه رحمه الله : فكان يقول القرآن كلام الله غير مخلوق و أفعال العباد مخلوقة والامتحان بهذا بدعة .
ورد رحمه الله تعالى على من قال بخلق القرآن ومن قال بأن لفظه بالقرآن مخلوق جميعا، وكان يقول في ادعاء كل فريق نسبة قوله للإمام أحمد :أنهم ما فهموا دقة كلام الإمام أحمد رحمه الله ،وأن كثيرا مما ينسب له رحمه الله لم تصح نسبته، والمعروف عن الإمام أحمد قوله أن القرآن كلام الله غير مخلوق وما سواه مخلوق، وأنه كان يتجنب الخوض والتنازع ولا يقول إلا بنص.
واستدل بحديث " إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تضربوا بعضه بعضا، ما علمتم منه فقولوا، وما لا، فكلوه إلى عالمه" فكان يقول : وكل من اشتبه عليه شيء فأولى أن يكله إلى عالمه.

  #11  
قديم 30 ذو القعدة 1436هـ/13-09-2015م, 01:53 AM
سرور صالحي سرور صالحي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مجموعة المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 335
افتراضي

المجموعة الخامسة:

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان ، كما قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا}فلا يصح إيمان عبد حتى يؤمن بأن القرآن كلام الله حقيقة منزل من عنده عز و جل و منه بدأ و إليه يعود، كما ورد عن النبي عليه الصلاة و السلام حين سأل عن الإيمان فقال "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله" و هذا الإيمان موجب لدخول الجنة و من لم يؤمن بالقرآن فهو كافر متوعد بدخول النار و الخلود فيها.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
- الرافضة: انقسموا إلى عدة طوائف منهم من يقول بتحريف القرآن وهم الاثنى عشرية و منهم من يزعم بنقص القرآن و بعضهم يعتقد أن للقرآن ظاهرا يعلمه عامة الناس و باطنا لا يعلمه إلا الأئمة منهم.
- الجهمية : قالوا بخلق القرآن لأنهم ينكرون صفة الكلام لله عز و جل .
- المعتزلة : قالوا أن القرآن مخلوق فإذا أراد الله أن يتكلم خلق كلاما.
- الكلابية و الماتريدية و الأشاعرة : قالوا أن الله تكلم بكلام نفسي والقرآن عبارة عبر بها جبريل، و من الأشاعرة من يقول أن القرآن كلام الله مجازا لا حقيقة.
و كل هذه الأقوال باطلة و كفرية.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س3: بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
- قوة علم الإمام أحمد.
- صبره و ثباته على محنته.
- ثبات الإمام أحمد من ثبات الأمة من بعده فلولا ثباته لفتنت كل الأمة.
- ضرورة الصبر على الأذى و المحن فكل ذلك إلى زوال.
- صبر العالم ليس كصبر العامي فالعالم إذا افتتن فتنت كل الأمة من بعده.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
- ضعف إدراك المقاصد الشرعية.
- ضعف السعي لتحقيق جلب المصالح و درء المفاسد.
- العلم من دون فهم و لا رشد.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بيان الإمام أحمد: من قال لفظي بالقرآن مخلوق و أراد بذلك ملفوظه لا فعله فهو جهمي يقول بخلق القرآن و يتستر باللفظ وبذلك هو كافر مرتد.
بيان الإمام البخاري : القرآن المكتوب في المصاحف المتلو بالألسن كلام الله ليس بمخلوق و القراءة و الكتابة و الحفظ فعل الخلق.

  #12  
قديم 30 ذو القعدة 1436هـ/13-09-2015م, 03:24 AM
فاطمة موسى فاطمة موسى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 470
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

سؤال1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
يتحقق الإيمان بالقرآن بعدة أمور
1) الاعتقاد بوجوب الإيمان به
2) معرفة أنه كلام الله منزل غير مخلوق أنزله على رسوله الكريم .
3) أنه مهيم على ما قبله من الكتب وتاسخ لها .
4) أنه بدأ من الله ويعود إليه.
5) الإيمان بما أخبر الله فيه ورسوله صلى الله عليه وسلم .
6) تحليل ما حلال الله فيه وتحريم ما حرم فيه .
7) العمل بمحكمه ومتشابه.


سؤال2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
للإيمان بالقران فضائل كثيرة هي
1) أنه أعظم هداية للمؤمنين والمرشد لهم إلى طريق الهداية والطريق المستقيم ومعرفة الله بأسمائه وصفاته ومعرفه أوامره ونواهيه ووعده ووعيده.
2) أنه يهدي المؤمنين للتي هي أقوم في جميع شؤونهم وسبب لنيل البركة والهداية والرحمة قال تعالى ( وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين )
3) حمل المؤمن على قراءة وتلاوة القران مما يزيد في إيمانه ثبات وقوة وسكينة وطمأنينة وخلاص من الشيطان وكيده ومكره .

سؤال3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
المعتزلة قالوا إن القران كلام الله عزوجل لكنه مخلوق .
أما الأشاعرة [COLOR="Navy"]قالوا إن القران كلام الله غيرمخلوق وليس كلامه حقيقة وإنما عبارة المعنى التفسي القائم بالله. وهذه الأقوال كلها باطلة ولا صحة لها بل هو كلام الله تلاقه جبريل منه وبلغه لرسوله صلى الله عليه وسلم . قال ابن تيمية رحمه الله ( ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة عنه .
سؤال4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
فتنة اللفظة تسببت في فتن عظيمة منها قتل العلماء من أهل السنة وفتن الكثير والتلبيس على فهم الكثير مما سبب محن لأهل السنة .
سؤال5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرة أبي الحسن الأشعري نشأته في بيت زواج أمه أبي علي الجبائي وكان من رؤوس المعتزلة في زمانه فأخذ عنه الأشعري علم الكلام وبرع فيه وذاع صيه .
موقف أهل السنه منه على قولين
اختلف في شأنه أهل العلم منهم من قال رجع رجوعا صحيحا إلى مذهب أهل السنة
ومنهم من قال إن رجوعه كان رجوع مجمل لم يخل من أخطاء في مسائل الاغتقاد .

  #13  
قديم 30 ذو القعدة 1436هـ/13-09-2015م, 05:20 AM
نفيسة خان نفيسة خان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


المجموعة الرابعة:


س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
الاهتداء بالقراآن ينبني على أربعة أصول:
الأصل الأول:تصديق أخباره.
ووجه الاهتداء به أنه يورث في القلب اليقين الذي يزداد به علما وهدى والدليل على ذلك:وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}
الأصل الثاني:عقل أمثاله.
وعقلها أي: فقهٌ لمقاصدها واتباع الهدى الذي أرشد الله عز وجل به.
الأصل الثالث والرابع: امتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ويتمثل الهدى فيه لأن الله تعالى قد أمر بما فيه كل خير ونهى عما فيه كل شر.
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}



س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
القرآن كلام الله وكلام الله صفة من صفاته, ومنهج أهل السنة إثبات صفات الله تعالى, وأنه يجب الإيمان بها وأنها ليست مخلوقة.
وسبب تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق, أنه لما حصلت فتنة خلق القرأن وجب على العلماء بيان منهجهم الحق والتصريح بأنه غير مخلوق ولا يسعهم السكوت, إذ أنه من توقف فيه هل هو مخلوق أو غير مخلوق؟ سُمي واقفيا شاكّاً في حقيقة القرآن.
قال ابن تيمية رحمه الله: (لم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون: القرآنُ كلامُ اللَّهِ، ولمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٌ) ا.هـ.


س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
كان إصرار الإمام أحمد على عدم الترخص بعذر الإكراه في تلك المِحنة بأمرين:
١- إنكاره على عدد من العلماء الذين قالوا بخلق القرآن بعذر الإكراه، وذلك لأنهم كانوا عين البلد وأنه كان إفساد الأمر وشدة المحنة بسببهم ولو أنهم ثبتوا لله لانقطع، ولم يُتجرأ على غيرهم.
٢- صبره على الأذى وعدم الترخص بعذر الإكراه في نفسه وذلك لأنه كان أمام أهل الحديث في عصره ورجلٌ يُقتدى به، وكان الخلق قد مدوا أعناقهم إليه لما يكون منه.
قال عليّ بن المديني: (إنّ الله عزّ وجلّ أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة). رواه الخطيب البغدادي وعبد الغني المقدسي.


س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن هو قول الواقفة الذين يقولون : القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق.
والواقفة على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: الجهمية الذين يتستّرون بالوقف، وهم في الحقيقة يقولون بخلق القرآن.
الصنف الثاني: الذين يقفون شكّاً وتردداً، فليسوا بمؤمنين بكلام الله حقيقة لأن الإيمان يقتضي التصديق والشك ينافي التصديق.
الصنف الثالث: أهل الحديث الذين يقولون بالوقف ولا يعتقدون بأن كلام الله مخلوق.
وسبب وقوفهم أنهم رأوا بأن القول بخلق القرآن قول محدث، فهم لا يقولونه ويبقون على ما كان عليه السلف قبل ذلك؛ وهم في ذلك مخطؤون لأنه يجب تبيين الحق عند ظهور الفتنة.


س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
وقعت المحنة للإمام البخاري مرتين، مرة بنيسابور وأخرى ببخارى وكان لتلك المِحنة أسباب عدة:
-فأما نيسابور: فإنه لما أقام فيها الإمام البخاري حسده بعض من كان يتصدر للعلم فيه لما رأوا الناس احتفوا به.
قال مسلم ابن الحجاج: لما قدم محمد بن إسماعيل نيسابور ما رأيت واليا ولا عالما فَعل به أهل نيسابور ما فعلوا به استقبلوه مرحلتين وثلاثة.
وحسده بذلك نَفَر من أهل العلم فقال : اختبروه في اللفظ بالقرآن فإنه يقول بذلك، فامتحنه رجل وكان رحمه الله لا يحب الحديث في هذه المسألة لما فيها من الغموض والصعوبة، فلما أصروا عليه أجابهم، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة.
ونُقلت مقالته هذه على غير وجهها لقاضي نيسابور فحملها على ظاهرها ونشرها عنه بأنه يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، ومنع الناس من مجالسة الإمام البخاري وبدّعه، وطلب أن لا يحضر مجلسه من يحضر للإمام البخاري، واضطر الإمام البخاري لأن يخرج من نيسابور كي يريح الناس من الحديث فيه حسدا وبغضا.
- وأما بخارى: فحينما رجع إليها وهي بلده، احتفل به عامة أهل البلد ونثروا عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير، ولكن لم تمض أيام إلا وكتب محمد ابن يحيى إلى أمير بخارى كتابا يتهمه في قوله باللفظ بالقرآن فجمع الأمير الناس وقرأ عليهم الكتاب، وطلب منهم أن يتركوا مجالسته فرفضوا، وكان من قبل قد وقعت الوحشة بينهما إذ طلبه الأمير أن بحمل كتابه الجامع إليه حتى يسمع منه فرفض الطلب إكرامًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفض الناس أن لا يجالسوه طلبه أن يخرج من بخارى، واتجه لخرنتك وبقي فيها حتى توفاه الله. رحمه الله.
-وأما موقفه من مسألة اللفظ فكان لا يحب الحديث فيها ويرى أنها مسألة مشؤومة لما أوذي فيها الإمام أحمد ابن حَنْبَل وغيره من كبار العلماء،
وكانوا إذا ألحوا عليه فيها قال : القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة.
وقال أيضا: من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله.
ولقد أشكل على الناس مذهب الإمام أحمد فكان الذين يقولون بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، والذين يقابلونهم في هذا الأمر، كلا الفريقين ينسبون أقوالهم إليه،
فرد عليهم الإمام البخاري وبين مذهبه في كتابه ، "خلق أفعال العباد" فقال: (فأما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدعيه كل لنفسه، فليس بثابت كثير من أخبارهم، وربما لم يفهموا دقة مذهبه، بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " ا. هـ.

  #14  
قديم 30 ذو القعدة 1436هـ/13-09-2015م, 05:53 AM
سعاد ذياب سعاد ذياب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 158
افتراضي

إجابة السؤال الأول:
يتحقق الإيمان بالقرآن بالإعتقاد والقول والفعل
فالإعتقاد : بأن يصدق أنه كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بالحق وأنه لا إختلاف فيه وأنه محفوظ بأمر الله يهدي للحق فيخضع له ويصدق بكل ما أخبر به.
القول : أن تكون أقواله دالة على إيمانه بالقرآن وتصديقه له ومن ذلك تلاوة القرآن تعبدا وتصديقا.
الفعل : وهو الإهتداء والعمل بما أمر الله بالقرآن واجتناب ما نهى عنه وزجر.

إجابة السؤال الثاني:
من فضائل الإيمان بالقرآن:
- أن القرآن أعظم هاد للمؤمن إلى ربه عزوجل فيتعرف على أسمائه وصفانه وآثارها في الخلق والأمر ويعرف وعد الله ووعيده وحكمته.
- يهدي المؤمن للتي هي أقوم في جميع شؤونه وكلما إزداد هداية إزداد نصيبه من رحمة الله وبشارته قال تعالى( تلك آيات الكتاب الحكيم (1) هدى وبشرى للمؤمنين)
- أن من آمن بالقرآن أكثر من تلاوته فيزداد غيمانا وثباتا وطمئنينة وثوابا وعبادة.
- الإيمان بالقرآن شرط للإنتفاع به فكلما زاد الإيمان زاد الإنتفاع قال تعالى( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى )44
- يفتح للمؤمن أبواب اليقين والعلوم والمعارف ويورثه الإستقامه والتقوى .
إجابة السؤال الثالث:
الفرق بين قول المعتزلة والأشاعرة
أن الأشاعرة يقولون أن القرآن غير مخلوق وهو عبارة عن كلام الله وليس كلام الله حقيقة وإنما هو عبارة عبر بها جبريل عن المعنى القائم في نفس الله عز وجل .
وأما المعتزلة فيقولون أن القرآن كلام الله وهو مخلوق .

. إجابة السؤال الرابع:
خطر اللفظيه لأن قولهم ( لفظي بالقرآن مخلوق ) كلمة مجملة لها وجوه زلما وقعت فتنة القول بخلق القرآن كانت فتنة عظيمه فالناس بحاجة إلى التوظيح والبيان بأن القرآن غير مخلوق لا مزيد من اللبس والتأويل فقولهم لفظي بالقرآن تحتمل أكثر من معنى فقد يريد به فعل العبد الذي هو القرآءة لأن اللفظ باللغه يأتي اسما ومصدرا وقد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفظ به فيكون موافق لمن يقول بخلق القرآن والعلماء تكلموا عن خطر اللفظية وشددوا خشية التدرج بهذا والتلبيس الى إرادة القول بخلق القرآن فكانوا شديدين الحذر من حيل الجهمية لأنه قد جرت فتنه في هذا .

  #15  
قديم 30 ذو القعدة 1436هـ/13-09-2015م, 05:56 AM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بم يتحققالإيمان بالقرآن؟
الايمان بالقرآن يتحقق بالاعتقاد والقول والعمل.
1- الاعتقاد: بأن يصدّق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ،وأنه قيّم لا عوج له، ولا اختلاف فيه، وأنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله، ولا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، ولا بسورة من مثله.,والتصديق بكلّ ما أخبر الله به في كتابه العظيم، والخضوع لما أمر الله به، واعتقاد وجوب ما أوجب الله فيه، وتحريم ما حرّم الله فيه، وأنّه لا طاعة لما خالفه.
2- القول: أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.
3-العمل: اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه .
س2: بيّن فضلالإيمان بالقرآن.
-أنه أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا، يرشده إلى سبيله، ويعرّفه بأسمائه وصفاته، وآثارها في أوامره ومخلوقاته، ويعرّفه بوعد الله ووعيده، وحكمته في خلقه وتشريعه، ويبيّن له كيف يتقرّب إليه، وكيف ينجو من سخطه وعقابه، وكيف يفوز بمحبّته وثوابه.
-أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه.
-أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن فتكون تلاوته ذكرٌ لله عز وجل، وعبادة يثاب عليها.

  #16  
قديم 4 ذو الحجة 1436هـ/17-09-2015م, 08:04 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بارك الله فيكم تم نشر الإجابات الجيدة في المشاركة الأولى، مع إضافة بعض التوضيحات، وفقكم الله وسددكم.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, المذاكرة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir