دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ذو القعدة 1436هـ/10-09-2015م, 03:52 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي مجلس المذاكرة الخامس: مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن

مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن

أولاً: فهرس مسائل درس من دروس مسائل الإيمان بالقرآن. (إلزامي لجميع الطلاب)

ثانياً: اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟


المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟


المجموعة الثالثة:
س1: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
س2: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
س4: ما حكم من وقف في القرآن؟
س5: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.


المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.


المجموعة الخامسة:
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن
س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
س3: بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.


- دروس دورة مسائل الإيمان بالقرآن : هنا.
تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.

- يوصى بأن لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع جوابه.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة ولصقها، ولا تقبل المشاركة.
- سيُغلق هذا المجلس صباح ( الأحد ) عند الساعة السادسة صباحاً بتوقيت مكة - بإذن الله-.
- ستنشر أفضل الإجابات في المشاركة الأولى من هذا الموضوع يوم ( الأحد ) - بإذن الله تعالى -.


  #2  
قديم 27 ذو القعدة 1436هـ/10-09-2015م, 07:05 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

المجموعة الثانية :
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
الايمان بالقرآن اعتقاد وقول وعمل :فمن امتثل بها كان بإذن الله من أهل هذه الآية الكريمة : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا )
فالاعتقاد : أن يصدق أنه كلام الله تعالى تكلم به حقيقة وبلغه أمين السماء إلى أمين الأرض ، وأنه محفوظ من الزيادة والنقصان ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لو اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، وأنه جعله كتاب نور وهداية ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، فيصدق بأخباره ويعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه ، ويعمل بأمره ويجتنب نهيه ، ويعتبر بقصصه ، ويتفكر بأمثاله ، ويتدبر آياته ، وهو كلام الله لا يخلق ولا يبلى ، يعلو ولا يعلى عليه.
القول : أن يقر بلسانه على إيمانه به ويدعو له ويتلوه تعبدا وتصديقا
العمل : اتباع هديه وامتثال امره واجتناب نهيه
س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن
للايمان بالقرآن فضائل عظيمة لها أثر كبير على سلوكه ونفسه ومنها :
1-أن يعرف المسلم ربه ويقدره حق قدره ، ويعرف شرعه وأمره ونهيه ، وكيف يصل إلى رضى ربه ، وكيف يجتب سخطه وغضبه
2-القرآن نزل لهداية الناس وتقويم سلوكهم للتي هي أقوم وهذه الغاية العظمى من نزوله ، قال تعالى : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) وقال تعالى : ( وإنه لهدى ورحمة للمؤمين ) وقال جل في علاه : ( تلك آيات القرآن وكتاب مبين ، هدى وبشرى للمؤمنين)
3-وهو كتاب بركة فكلما أعطاه الانسان من وقته كلما فاض عليه من بركاته فأقبل عليه بشوق وحب يتلو كلام ربه فيزداد إيمانا وتثبيتا . ولا ينتفع به إلا من آمن به وصدق وعد ربه وسعى للهداية والتوفيق ، وعلى قدر هذا الايمان يكون التوفيق والفلاح والهداية ، قال تعالى : ( وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه ، قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ، أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى للمؤمنين ) فهو المعجزة الخالدة التي لا تقف أمامها أيا معجزة ، ولذلك صرف الله تعالى الجاحدين المعاندين السائلين للمعجزات المختلفة ، صرفهم إلى القرآن وهداياته ، فلا معجزة أبين ولا أعظم ولا أقوم منه . قال تعالى : ( ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون )
3-إذا أقبل المؤمن على القرآن مصدقا به معتقدا فيه فتح له أبواب اليقين والخير والبركة والبصائر والبينات وأعطاه من كنوزه ، وفاض عليه من بركاته ، فورث الاستقامة والتقوى والهداية والتوفيق وصلاح الباطن والظاهر ، وكان له سعادة الدارين بإذن الله .
س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن
المعتزلة لا يثبتون لله شيئا من الصفات ، فهم يرون أن الله تعالى لا يتكلم حقيقة بل إذا أراد أن يتكلم خلق كلاما في بعض الأجسام يسمعه من شاء ، فهذا يعني في معتقدهم أن القرآن مخلوق ، منفصل عن الله تعالى- تعالى الله تعالى عما يقولون علوا كبيرا-
الأشاعرة : قالوا في تأويل صفة الكلام أنه المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا ، وأنه قديم بقدمه ، وأنه ليس بحرف ولا صوت ، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة ، ولا ينجزأ ولا يتبعض ولا يتفاضل . فهو حكاية عن الله وجبريل يحكي المعنى النفسي عن الله ويبلغه للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن هذا إفك وضلال
أرادوا أن يردوا على المعتزلة فأساؤوا من حيث لا يعلموا
ومنهم من يطلق القول بأن القرآن كلام الله تعالى ولكن على سبيل المجاز لا الحقيقة ، فهو عبارة عن كلام الله وليس كلام الله حقيقة .
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية
لقد كانت فتنة اللفظية فتنة عظيمة ، فلذلك اشتد تحذير العلماء من هذه الفتنة
فتنة اللفظية من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القال ، ودخول التأويل فيها ، لأن كلام الله تعالى غير مخلوق ، وأفعال العباد مخلوقة كما ذواتهم ، ولهذا جاءت مسألة اللفظ للتلبيس بين الأمرين ، لأنها كلمة مجملة حمالة لوجوه ، والناس بحاجة للبيان والتوضيح ، ولهذا عد الامام أحمد من قال ( لفظي في القرآن مخلوق ) من فرق الجهمية ، وهم ( اللفظية ) وهم يستترون باللفظ وهم أصلهم يقولون بخلق القرآن .
قال عبد الله بن الامام أحمد : سمعت أبي يقول : كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق ، فهو جهمي )
وقال أيضا : سألت أبي فقلت : إن قوما يقولون ألفاظنا بالقرآن مخلوقة؟
قال : هم جهمية وهم شر ممن يقف.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه ؟
أبو الحسن الأشعري تابع قول أن القرآن الكريم هو حكاية عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى .
أبو الحسن الأشعري تأثر بزوج والدته على الجبائي المعتزلي ، وعنه أخذ علم الكلام ، حتى صار إماما عندهم .
وحاكت في نفسه مسائل لا يعلم لها جوابا ، فسأل الجبائي عنها وناظره فيها فانقطع جوابه ، فتبين له فساد قول المعتزلة ، فأصابته حيرة شديدة واحتبس في منزله خمسة عشر يوما ، ثم دخل جامع البصرة يوم الجمعة واعتلى المنبر ، واعلن توبته من الاعتزال والتزامه بمذهب أهل السنة، ثم خاض في الرد على مذهب المعتزلة انتصارا لأهل السنة وكان يظن أنه على الصواب ، ولكنه كان قليل البضاعة في علوم السنة ، متأثرا بعلم الكلام متبحرا فيه ، تأثر بطريقة ابن كلاب لأنها أقرب إلى فهمه وفكره ، فانتهج طريقته واستدرك عليه ، واجتهد في الرد على المعتزلة ، فاشتهرت أخبار مناظراته وردوده بالطرق العقلية والمنطقية ،-فخالف أهل السنة في طريقتهم ، وأحدث أقوالا وأصولا في الدين لم تكن تعرف من قبله - حتى كان المعتزلة يتجنبون مجالسته ، فعظموه الناس وعدوه منافحا عن السنة .
ثم إنه في آخر عمره ألف كتابه ( الابانة ) الذي رجع فيه عن طريقة أهل الكلام والتزم أهل الحديث ، وكان مما قال فيه : قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب الله ربنا عز وجل ، وبسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وما روي عن السادة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ، ونحن بذلك معتصمون ، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل – نضر الله وجهه ، ورفع درجته ، وأجزل مثوبته قائلون ، ولما خالف قوله مخالفون ، لأنه الامام الفاضل ، والرئيس الكامل ، الذي أبان الله به الحق ، ودفع به الضلال ، وأوضح به المنهاج ، وقمع به بدع المبتدعين ، وزيغ الزائغين ، وشك الشاكين ، فرحمة الله عليه من إمام مقدم ، وجليل معظم ، وكبير مفهم ... ) إلى آخر ما قال
فهذا رجوع عام مجمل إلى قول أهل السنة ، وقد حكى في الابانة من عقيدته ما خالف عقيدة ابن كلاب في مسائل الصفات والكلام والقرآن وغيرها ، وأخطأ في مسائل ظن أنه وافق فيها أهل السنة وهو مخالف لهم فيها .
ولذلك اختلف في شأنه أهل العلم ، فمنهم من قال إنه رجع رجوعا صحيحا إلى مذهب أهل السنة ، ومنهم من قال أن رجوعه كان رجوعا مجملا لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد .وعلى كل حال فأتباعه بقوا على طريقته الأولى وهم في ازدياد
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا المعتزلة ما يوجد في كلام ابن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقه ، ويوجد في كلاب ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة ، وإذا كان الغلط شبرا صار في الأتباع ذراعا ثم باعا حتى آل هذا المآل ، فالسعيد من لزم السنة ).
قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير)


  #3  
قديم 27 ذو القعدة 1436هـ/10-09-2015م, 08:03 PM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن (إجابة أسئلة المجموعة الأولى)

إجابة أسئلة المجموعة الأولى
أسئلة المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
ج1: أنواع مسائل الإيمان بالقرآن هى:-
1- النوع الأول : مسائل اعتقادية، وهى المسائل التي تُبحث في كتب العقيدة ، وتعنى بما يجب إعتقاده في القرآن ، وتنقسم إلى قسمين:
ا: أحكام ، أي الأحكام العقدية.
ب: آداب ، أي التي تشمل مسائل الإعتقاد المتعلقة بالقرآن.
2- النوع الثاني : المسائل السلوكية ، وهي المسائل المتعلقة بالإيمان بالقرآن ، وتعنى بلإنتفاع بمواعظ القرآن ، والإستجابة لأوامره ونواهيه ، وينبني على أصلين مهميين:
ا: الأصل الأول: البصائر والبينات.
ب: الأصل الثاني : إتباع الهُدى.
**********************************************
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
ج2: عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله سبحانه وتعالى هى أن الكلام صفة من صفات الله سبحانه وتعالى ، لم يزل متكلماً ، وقت ما شاء ، كيف ما شاء ، وكلامه لا يُشبه كلام المخلوقين ، وكلماته لاتُعد ولا تنفد ولا تنقضي ، قال تعالى {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } الكهف - الآية 109 ، وهى صفة ذاتية باعتبار نوعها ، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جل وعلا، وهى صفة غير مخلوقة.

**********************************************
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
ج3: نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون :
لقد تولى كبر هذه البدعة وأحدث تلك الفتنة ثلاثةُ نفر قبل عهد المأمون ، الجعد بن درهم وهو صاحب البدعة في الأصل ، عامله الله بما هو يستحق ، ثم الجهم بن صفوان ، وهو المفتون ، ثم المريسي صاحب الخطب والحيل ، وأول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم ، وقد أراح الله العباد منه يوم أن قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ، يوم الأضحى.
ثم تلقفها منه ، ونقلها عنه الجهم بن صفوان ( كما ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" عن قتيبة بن سعيد أنه قال:**بلغني أن جهما كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم**) ، واشتهرت عنه مع أنه لم يكن من أهل العلم وليس له أتباع ، ولكنه كان صاحب لسان وذكاء وصاحب جدل ومراء ، قال أبو معاذ البلخي: (كان جهمٌ على معبَر ترمذٍ، وكان رجلًا كوفيَّ الأصل،ِ فصيح اللّسان، لم يكن له علمٌ، ولا مجالسةٌ لأهل العلم، كان تكلّم كلام المتكلّمين) ، و قد كفّره العلماء في عصره؛ وقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128هـ ، (وقد ذكر ابن بطّة عن يوسف القطّان أنّ الجعد بن درهم جدّ الجهم بن صفوان.(
ثم جاء بعدهما بشر المريسي وكان في أول أمره مشتغلاً بالفقه حتى عُد من كبار الفقهاء ، أخذ عن كبار العلماء في عصره ، ولكنه كان سيء الأدب كثير المشاغبة ، فابتلاه الله بالانشغال بعلم الكلام حتى افتتن به قال عنه الذهبي: (نظر في الكلام فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتّقوى، وجرّد القول بخلق القرآن، ودعا إليه، حتّى كان عين الجهميّة في عصره وعالمهم، فمقته أهل العلم، وكفّره عدّةٌ، ولم يدرك جهمَ بن صفوان، بل تلقّف مقالاته من أتباعه).، ولكنه كان خطيباً مفوَّها، ومجادلاً مشاغباً قال عنه الإمام أحمد: (ما كان صاحب حججٍ، بل صاحب خطبٍ) ، وكان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ ، قال الذهبي: (روى أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن محمد بن نوح، أن هارون الرشيد قال: بلغني أن بشر بن غياث يقول: "القرآن مخلوق" لله علي إن أظفرني به لأقتلنه) ، وقد كفره علماء عصره ، وحذروا منه قال علي ابن المديني:(إنما كانت غايته أن يدخل الناس في كفره) ، وورى عن أحمد بن خالد الخلال: أنه قال: سمعت يزيد بن هارون وذَكَر أبا بكر الأصم، والمريسي فقال:(هما والله زنديقان كافران بالرحمن، حلال الدم) .
وكل هؤلاء قد علم العلماء في عصرهم خبث أقوالهم ، وردوا بدعهم ، وحذروا منهم ن إلا أنهم كانوا أصحاب خطابات وكانت لهم صلة وعلاقة بالحكام والولاة، وهى المشكلة التي نعاني منها حتى يومنا هذا ، ثم جاء المأمون بمحنه وامتحاناته.
**********************************************
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
ج4: مسألة اللفظ هى مسألة مجملة حمّالة لوجوه متعددة ، كانت مدخلاً لقول الجهمية بأن القرآن مخلوق ، مع أنه ليس كل من قال باللفظ جهمي ، ولكنها أقرب إلى قبول العامّة من التصريح ، ذاع سيطها وانتشرت في عهد الإمام أحمد وبعده بقرون ، وقد اختلفت إلى عدة مواقف:-
1- الموقف الأول : موقف الجهمية المتسترة باللفظ ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن ويتسترون باللفظ ، وهم أكثر من أشاعوا مسألة اللفظ ، وقد حذر منهم الإمام أحمد في روايات كثيرة عنه وسماهم جهمية ، منها:
أ: قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول:(كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي) ، وقال: سمعت أبي يقول:(من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر).
ب: ذكر الخلال عن الإمام أحمد أنه قال: (القرآن حيث تصرف كلام الله، واللفظية جهمية.
قلنا: هل علمتَ أن أحداً من الجهمية كان يقوله؟ قال: بلغني أنّ المريسي كان يقوله).
2- الموقف الثاني : موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام ، وتأثر بقول بعض الجهمية ، وعلى رأسهم الشَّراك وهو رجل من أهل الشام ، وهو ابن اخت عبدك الصوفي كما ذكر الإمام أحمد ( ذكره ابن بطه في الإبانة)، وقد حذر منه الإمام أحمد حينما سُئل عنه ، وقال فيه : (قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه) وقال (أخزاه اللّه ) ، وقدذكر أبو القاسم اللالكائي عن محمّد بن أسلم الطّوسيّ أنه قال: (إنّ من قال: إنّ القرآن يكون مخلوقًا بالألفاظ، فقد زعم أنّ القرآن مخلوقٌ).
3- الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم ، كان معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر ، وهو من أصحاب حسين الكرابيسي ، أحدث قولاً جديداً لم يسبقه إليه أحد قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق) ،
قال الذهبي: (هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت).أشتهر عنه القول بأن القرآن محدث ، وهى كلمة تعني الخلق عند المعتزلة ، تكلّم باللفظ لكنّه تأوّله على مذهبه في القرآن.
فهجره الإمام أحمد، وأمر بهجره.
4- الموقف الرابع:موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة ، منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكنهم أشتدوا على اللفظية ، قال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غير مخلوق).
5- الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وهؤلاء قد لُبس عليهم الأمر وأخطأوا ، ومنهم من نسب القول إلى الإمام أحمد ، ومنهم محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
وقد ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
6- الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى ، وهؤلاء فهموا من اللفظ معنى آخر ، وتأولوا قول الإمام أحمد ، قال ابن تيمية: (والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك).
7- الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران ، وقد اختلفوا فيما بنهم بأقوال ذكرها عنهم ابن تيمية ثم قال : )وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا، ولكن ألجأ أصحابها إليها اشتراك في الألفاظ واشتباه في المعاني، فإنه إذا قيل: سمعت زيدا وقيل: هذا كلام زيد، فإن هذا يقال على كلامه الذي - تكلم هو به بلفظه ومعناه، سواء كان مسموعا منه أو من المبلغ عنه مع العلم بالفرق بين الحالين، وأنه إذا سمع منه سمع بصوته، وإذا سمع من غيره سمع من ذلك المبلغ لا بصوت المتكلم، وإن كان اللفظ لفظ المتكلم، وقد يقال مع القرينة هذا كلام فلان، وإن ترجم عنه بلفظ آخر، كما حكى الله كلام من يحكي قوله من الأمم باللسان العربي، وإن كانوا إنما قالوا بلفظ [عبري] أو سرياني أو قبطي أو غير ذلك).
وقال أيضا: (فمن قال إن لفظه بالقرآن غير مخلوق أو صوته أو فعله أو شيئا من ذلك فهو مبتدع.

**********************************************
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟.
ج5: سبب ظهور بدعة ابن كلاب ، أنه لم يسمع كلام ونصائح أهل العلم ، وغروره بما انتصر به علي المعتزلة ، وقلة علمه بالسنة ، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة ، وأكبر سبب أنّه التزم أصلهم الذي أصّلوه وهو باطل ، وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا.
وموقف أهل السنة منه أنهم أنكروا عليه ‘ وحذروا منه ، قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).

  #4  
قديم 28 ذو القعدة 1436هـ/11-09-2015م, 09:07 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقران؟
يكون بتصدق أخباره وامتثال أوامره واجتناب نواهيه و عقل أمثاله .
س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
السبب هو ما وقع فيه الناس من الفتنة بسبب مسألة خلق القران ففتن بذلك بعض القضاة
والولاة فوجب التصريح بذلك.
س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القران.
1-لانه رحمه الله كان قدوة للناس
2-حديث-خبّاب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه).
3-لانه كان رأس الحديث وكل العامة ينتظرون موقفه.
س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
معناه: القول بأن القران كلام الله والوقوف عند هذا القول، فلا يقال: مخلوق ولا غير مخلوق.
وسبب وقوف بعض أهل الحديث هو:
أنهم اعتبروا هذا الامر محدث ولم يقل به احد من السلف قبل القول بخلق القران ،واكتفوا بالقول بأن القران كلام الله ثم سكتوا .
س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
السبب هو أن بعض مشايخ نيسابور حسد الامام البخاري لما رأى اجتماع الناس عليه عندما قدم نيسابور،فبعثوا إليه رجلا ليسأله عن مسألة خلق القران ليمتحن الامام البخاري رحمه الله فجاءه الرجل وسأله فلم يجبه ،ثم سأله الثانية فلم يجبه ،ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس عنه وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله.
ونقلت مقالته على غير وجهها إلى قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي؛ فقال في مجلسه فيما قال: (من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه).
أما موقفه رحمه الله من هذه المسألة فهو:
الصبر والاحتساب والثبات على قول الحق؛ واجتنابه للألفاظ الملتبسة.
ودليله على فعل ذلك حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوما يتدارءون فقال: «إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تضربوا بعضه بعضا، ما علمتم منه فقولوا، وما لا، فكلوه إلى عالمه» قال أبو عبد الله: «وكل من اشتبه عليه شيء فأولى أن يكله إلى عالمه »
كما قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه »).

  #5  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 06:10 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

فهرسة درس : مسائل الإيمان بالقرآن:
مسائل الإيمان بالقرآن نوعين كبيرين :
1-المسائل العقدية.
تنقسم إلى قسمين:
أ- آداب. تشمل آداب بحث مسائل الاعتقاد المتعلقة بالقرآن.
ب-أحكام. وتشمل الأحكام العقدية.
وطلاب العلم يحتاجون في مسائل الاعتقاد إلى معرفة 3 أمور :
1/ معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد بالقرآن مع أدلتها من الكتاب والسنة وأقوال السلف.
2/ تقرير الاستدلال لهذه المسائل ومعرفة أدلتها ومآخذ الاستدلال ، وما تحسن به معرفته من الأدلة والآثار.
3/ معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن ، ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفاتهم وأصول شبهاتهم ومعرفة حجج أهل السنة في الرد عليهم ومنهجهم الوسطي في معاملتهم.
2-المسائل السلوكية.
وعلم السلوك يعنى بأصلين مهمين:
أ- البصائر والبينات : وهو ما يتعلق بالجانب النظري.
ب- اتباع الهدى : ويعنى بالجانب العملي.
-وجوب الإيمان بالقرآن:
(فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير).
-بم يتحقق الإيمان بالقرآن:
والإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل
-الاهتداء بالقرآن:
يكون :
1-بتصديق أخباره.
ويؤدي ذلك إلى الإحسان :
1)لأن الله سمى من صدق أخباره محسنًا.
2) أن الله يكفر عنه سيئاته.
2- وعقل أمثاله : وقد قسم العلماء الأمثال إلى :
أمثال ظاهرة : وهي ما يكون فيها لفظ المثل.
أمثال باطنة : مثل كافة القصص في القرآن التي لم يذكر فيها لفظ المثل .
3-وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
-فضائل الإيمان بالقرآن:
* أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربه ، يهدي إلى صراط مستقيم.
* يهدي المؤمن للتي هي أقوم في جميع شؤونه.
* يحمل المؤمن على تلاوة القرآن وصلاح قلبه.

المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
بأن يؤمن بالقرآن معتقدًا صدق كل ما فيه ، وبأنه منزل من عند الله أنزله على رسوله ﷺ بالحق يهدي إلى صراط مستقيم لا عوج فيه ولا اختلاف ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، ويعتقد بأنه محفوظ بأمر الله لا يخلق ولا يبلى ، ولا يستطيع أحد أن يأتي ولو بسورة مثله ، ويجب على من آمن به الخضوع لكل ما فيه من الأوامر والنواهي والالتزام بها.
ويتحقق الإيمان القولي بالقرآن بأن يقول ما يدل على إيمانه وتصديقه ، وأن يكون ممن يتلوه ويتعبد لله بتلاوته.
والإيمان العملي يكون باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه.
وقد قال تعالى في مثل هذا : (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ) وقال سبحانه : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا كبيرًا).


س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
للإيمان بالقرآن فضائل عظيمة منها :
أن الإيمان به سبب للانتفاع بتلاوته و صلاح القلب وطمأنينته ، يهدي المؤمن للتي هي أقوم ويبشره بما فيه خيري الدنيا والآخرة فقد قال تعالى : (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين ) وقال سبحانه : (تلك آيات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين).


س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
ولذلك قال الإمام أحمد: (افترقت الجهمية على ثلاث فرق:
فرقة قالوا: القرآن مخلوق.
وفرقة قالوا :كلام الله، وتسكت.
وفرقة قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق).
فالفرقة الأولى هم جمهور المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن، وأظهروا هذا القول وأشهروه ودعوا إليه.
والفرقة الثانية هم الذين سُمّوا بالواقفة.
والفرقة الثالثة هم اللفظية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كان الناس قبل أبي محمد ابن كلاب صنفين:
- فأهل السنة والجماعة يثبتون ما يقوم بالله تعالى من الصفات والأفعال التي يشاؤها ويقدر عليها.
- والجهمية من المعتزلة وغيرهم تنكر هذا وهذا.
أما الأشاعرة فمذهبهم :
نفي الصفات الخبرية جملة فلا يثبتون منها إلا ما دلّ على العقل، وجرّدوا القول بتقديم العقل على النقل.

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
فتنة اللفظية من الفتن الخطرة العظيمة على هذه الأمة وذلك لأن القول بها يلبس بين أمرين وهما :
أن من قال لفظي بالقرآن مخلوق إما أنه يقصد :
أن كلام وأفعال العباد مخلوقة وهذا صحيح
او يقصد بأن القرآن مخلوق لكنه يتستر بهذا القول.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرته هو توبته من مذهب المعتزلة ورده عليهم ودفع حججهم بحجج أخرى ، وقد اشتهرت مناظراته بينهم ، لكنه لم يكن لديه علم في الحديث وكان ممن يقرأ في الكلام فتخبط في كلامه حتى أصبح كالأشاع رة ، ثم قيل في آخر حياته تاب وعاد إلى مذهب أهل السنة ، لكن اختلف في أقواله لأنه ذكر أقوالا كثيرة في بعض المسائل العقدية مما يخالف أهل السنة.

  #6  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 10:10 AM
حنان عبدالله حنان عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 319
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
الجواب / يتحقق الإيمان بالقرآن بثلاثة أمور ، اعتقادا وقولا وعملا .
- الإيمان بالقرآن الاعتقادي يصدق بأنه كلام الله ،أنزله على رسوله بالحق ،ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأن ما فيه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ، قيم لاعوج فيه ، تكفل الله بحفظه ، لا أحد يستطيع أن يأتي بمثله ، ويجب الاعتقاد بأن ما أوجبه الله فيه فهو واجب ، وما حرمه الله فهو محرم ، ولاطاعه لمن خالفه .
- والإيمان القولي: أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.
- والإيمان العملي: هو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه الكريم.
فمن تحققت فيه هذه الأمور الثلاثة فقد وعده الله الأجر العظيم والفضل الكبير قال تعالى ({وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)}.
وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}
وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)}
س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
من فضائل القرآن:
1- أنه هاد للإنسان في جميع شؤونه الدينية والدنيوية،فهو الذي يبين له الطريق الذي يقربه إلى الله عزوجل ،ويبعده عن سخطه وعقابه .
قال الله تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وقال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
2- أن بتلاوة القرآن يحصل العبد من أجر تلاوة فيكون ذاكرا لله عزوجل ويزادد إيمانا ويقينا بالتفكر والتأمل في آياته .
فيفتح الله للعبد من أبواب البقين والمعارف والبصائر والبينات شيئاً عظيماً ،ويهديه ظاهرا وباطنا فسعادة المؤمن على قدر إيمانه وتبصره واتباعه لهداه.
وشرط الإنتفاع هو الإيمان به قال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}
وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
وقال تعالى: {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}.
س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
الفرق بين المعتزلة والأشاعرة:
أن المعتزلة يقولون: إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق متى شاء أن يتكلم خلقه
والأشاعرة يقولون: إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.
وكلا القولين باطل وضلال مبين، بل القرآن العربي تكلّم الله به، بكلام سمعه جبريل من الله تعالى؛ فبلغه بحروفه للنبي صلى الله عليه وسلم.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
- لأن عبارة لفظنا بالقرآن مخلوق هي كلمة مجملة حمّالة لوجوه، ولا نفع في إيرادها، والناس أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق.
- لأن الفرق أخذت تتحايل على العامه وتلبس عليهم ، ولا تبين لهم الحق .
- أدت إلى تفرّق الفرق وظهور النحل المخالفة لأهل السنة

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب الشهرة أعلن للناس في الجامع الكبير توبته من الاعتزال، والتزامه قول أهل السنة؛ وعزمه على الانتصار لها، والردّ على المعتزلة، ومناظرتهم
فاشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
موقف أهل السنه منهم من رأى أنه رجع رجوعا صحيحا إلى مذهب أهل السنة
ومنهم من رأى أنه رجع رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.
وعلى كلّ حال فإنّ أتباعه بقوا على طريقته الأولى، بل زادوا في ذلك .

  #7  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 11:39 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي


المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

الإهتداء بالقرآن يكون بثلاثة أمور :
1-التصديق بأخباره
2-عقل امثاله
3-امتثال اوامره واجتناب نواهيه
أولا تصديق أخباره:وذلك أن التصديق الحسن التام بأخبار القرآن يورث العبد اليقين ويحدث له من البصائر والبينات الشىء العظيم فتعظم رغبته ورهبته بناء على يقينه فيجد ويجتهد فى اتباع الهدى وسلوك الطريق المستقيم فيحصل له كمال الإهتداء بالقرآن
وقد قال الله عزو جل :"والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذى عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذى كانوا يعملون"
فدلت الآيات على وصف المحسنين :الذى جاء بالصدق وصدق فإن الله سماه محسنا كما أنه كفر عنه سيئاته فلم يبق له إلا الحسنات فكان من المحسنين
فكلما كان العبد أحسن تصديقا كلما كان أحسن اهتداء وتوفيقا
وإن نعمة اليقين هى أعظم وأجل النعم التى يهبها الله لعباده كما قال أبو بكر رضى الله عنه "سلوا الله العفو والعافية فإن الناس لم يعطوا شيئا بعد اليقين خيرا من العافية
فقدم اليقين على العافية
ثانيا:عقل الأمثال:وذلك بأن يتعلم ما فيها من المعانى ويفقه مقاصدها وماأرشدت إليه ويتبع الهدى الذى دلت عليه فإن الله تعالى ضرب فى القرآن من كل مثل لينتفع الناس ويتذكرون، وضرب المثل يكون بتقريب الصورة المعنوية بصورة حسية تبرز المعنى وتوضحه وتقربه للذهن فيكون له أثر فى الفهم والعقل والاتباع وبهذا يكون عقل الامثال فليس كل من تعلم الامثال وعرف معانيها يكون قد عقلها بل لابد أن يعلم مقاصدها ويتبع الهدى الذى أرشدت إليه (( فيعمل بما دلت عليه ))فيكون قد عقلها
ويدل على ذلك ما قاله تعالى :"واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الارض واتبع هواه "
فدل ذلك أن العلم وحده ولا ينفع صاحبه من دون فقه وعمل بما فهم وفقه
ثالثا:امتثال الأمر واجتناب النهى:فإن الله تعالى لا يأمر إلا بكل ما فيه خير ورحمة وحكمة ومصلحة ولا ينهى إلا عن كل ما فيه شر وفساد لحكمة ومصلحة لذا وجب اتباع الأمر واجتناب النهى لتحصل الهداية وكما قال تعالى "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجرى من تحتهم الأنهار فى جنات النعيم"
وقوله تعالى"والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم"
وقوله تعالى "ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما"
فكون العبد يفعل ما أمر به امتثالا وطاعة فهو من أشد أسباب التثبيت والهداية ولزوم الصراط المستقيم

س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
الأصل عند السلف وعند العلماء قبل فتنة خلق القرآن قولهم أن القرآن كلام الله ولم يكن أحد منهم يقول بأنه مخلوق ولا غير ذلك حتى ظهرت فتنة القول بخلق القرآن فكان واجبا على العلماء من أهل السنة الرد على هذه البدعة والفتنة العظيمة وتبيين الحق وهو أن القرآن هو كلام الله على الحقيقة وكلام الله صفة من صفاته سبحانه وصفات الله غير مخلوقة لذا وجب القول والتصريح بأن القرآن هو كلام الله غير مخلوق ردا على هذه البدعة المنكرة
وقد سئل الإمام أحمد عن هذه المسألة وهو : هل يصرح الرجل بالقول بان القرآن غير مخلوق ام يكتفى بقوله القرآن كلام الله ؟ وكان رد الإمام احمد :ولم يسكت ؟وقد تكلموا فى ما تكلموا وفتنوا العامة وبعض الولاة والقضاة فوجب التصريح بذلك
وقال بن تيمية رحمه الله انه قد تواترت الآثار عن السلف بأن القرآن كلام الله تعالى ولم يقل منهم أحد بأن القرآن مخلوق فلما ظهر من يقول بذلك صرحوا بالقول بان القرىن كلام الله غير مخلوق ردا على ذلك

س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن
أصر الإمام احمد رحمه الله على عدم الترخص بعذر الإكراه فى محنة القول بخلق القرآن لسببين:
1- الأول:أنه رحمه الله رأى أنه لابد من تبيين الحق من قبل أهل العلم للناس وأنه إذا ترخص العالم واعتذر لنفسه بالإكراه وكتم الحق فمن الذى سيبينه إذن لمن يجهله فسيترتب على ذلك فساد كبير وربما ضاعت أمور كثيرة من الدين بسبب ذلك وإنما أهلك الأمم السابقة من أهل الكتاب كتمانهم الحق وعدم تبيينه للناس كما قال تعالى :"وإخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا"
ولهذا لما بدأت المحنة وامتحان العلماء بالقول بخلق القرآن وترخصت الطليعة الأولى من أهل العلم خوفا من بطش المأمون قال الإمام أحمد :لو كانوا صبروا وقاموا لله عزّ وجلّ لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل - يعني المأمون - ولكن لمّا أجابوا وهم عينُ البلد اجترأ على غيرهم
وكان إذا ذكرهم اغتمّ وقال:همّ أوّل من ثلم هذه الثلمة، وأفسد هذا الأمر
2- الثانى :أن الإمام رحمه الله لم يكن يرى فى التخويف بالقتل او التعذيب عذرا بالترخص حيث أنه لما أحضر للرقة وحبس فى انتظار أن يعرض على المأمون ودخل عليه بعض حفاظ أهل الحديث وذكروه بأحديث التقية وبمن ترخص قبله من العلماء وأنه قد أعذر قال ::كيف تصنعون بحديث خبّاب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه
ورغم ذلك كله إلا أنه كان يلتمس العذر لمن أجاب من العلماء وقال أنه أعذر بالإكراه لكنه عامل نفسه معاملة الحزم وحمل على عاتقه مسئولية بيان الحق والجهر به خاصة فى هذه المسألة العظيمة التى تتعلق بصفات الله تعالى وأنه لو سكت وأقر كما فعل غيره لحصل فساد فى الدين لا يعلمه إلا الله فلولا أن ثبته الله على الحق وعصم به الدين لكان فى الأمور أمور أخرى

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف فى القرآن :أن يقول القائل :القرآن كلام الله ويسكت فلا يقول مخلوق ولا غير مخلوق وهم على ثلاثة اصناف:
1-الصنف الأول:هم الجهمية الذين يعتقدون أن القرآن مخلوق ويتسترون عن إظهار هذا القول بالوقف ويقولون هو محدث وهم بذلك يريدون أن يلبسوا على العامة فيشككونهم ويدسون بدعتهم فى الناس من حيث لا يشعرون
2- الصنف الثانى :هم المشككة:الذين يتوقفون عن القول بأن القرآن مخلوق ولا غير مخلوق شكا منهم فى ذلك فلم يؤمنوا على الحقيقة بأن القرآن كلام الله لذا يشكون ويتوقفون والشاك كافر إلا من جهل فإنه يعلَم
3-الصنف الثالث:وهم طائفة من أهل الحديث والسبب أنهم : كانوا يقولون بأن القرآن كلام الله ويعتقدون أنه غير مخلوق ولكنهم:
توقفوا اجتهادا منهم بأنه لا ينبغى الخوض فى هذه المسألة وأنه ينبغى اقتفاء أثر السلف فى ذلك والتوقف عن الخوض فى هذه المسألة وقد أخطأ هؤلاء من حيث لا يشعرون حيث ان التصريح بأن القرآن غير مخلوق واجب على العلماء لتبيين الحق وأنه ليس من الخوض المنهى عنه وأن توقفهم هذا كان فيه تأييد لقول الجهمية الذين اتخذوا الوقف فى القرآن ذريعة للترويج إلى بدعتهم

س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ
سبب المحنة :
-لما رأى البخارى رحمه الله كثرة المخالفين له فى بلده بخارى عزم على الإقامة فى نيسابور وكان قد جعل على نفسه ألا يتكلم فى مسالة اللفظ لما رأى ما نال الإمام احمد بسبب ذلك وأنها مسألة مشؤمة
-بلغ أهل نيسابور ذلك فاحتفوا به أيما احتفاء وخرجوا لإستقباله خاصة قاضى نيسابور محمد بن يحيى الذهلى
-قال الإمام مسلم رحمه الله وكان من تلاميذ البخارى رحمه الله :ازدحم الناس على محمد بن اسماعيل حتى امتلأ السطح والدار فلما كان اليوم الثانى أو الثالث قام إليه رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن فقال أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من افعالنا
وقيل أن بعض مشايخ نيسابور حسدوه واتفقوا على أن يمتحنوه فى مسألة اللفظ فأجاب رحمه الله:
القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعالنا مخلوقة والامتحان بدعة
فاتهم البخارى بأنه قال لفظى بالقرآن مخلوق وزعموا أنه يقول ليس فى المصاحف قرآن ولا فى صدور الناس وأوذى كثيرا حتى كفَره بعضهم كل ذلك وهو صابر محتسب ثابت على قول الحق
ومسألة اللفظ بالقرآن كانت فتنة عظيمة والسبب فى ذلك أن هذه الجملة تحتمل وجوها وتفاسير عديدة أثارت الشبه أكثر من الشبهة الأولى وذلك لأن قولهم لفظى بالقرآن :لفظى تحتمل أن تكون اسم بمعنى مفعول أى ملفوظ وهو القرآن نفسه وحينئذ يكون معنى قولهم لفظى بالقرآن مخلوق يعنى القرآن مخلوق وهو كفر
ويحمل معنى لفظى أيضا على أنه مصدر بمعنى التلفظ:وهو من أفعال العباد فإن قيل غير مخلوق على هذا المعنى تكون بدعة كسابقتها أيضا .
لهذا نهى أهل العلم عن التكلم فى هذه المسألة لأن فيها تلبيسا عظيما وفتنة كبيرة فلا ينبغى الخوض فيها فقط يكتفى بالتصريح بأن القرآن غير مخلوق وأن أفعال العباد مخلوقة
موقف البخارى من هذه المسألة:
بيَن البخارى الحق فى كتابه "خلق أفعال العباد" قال :من قال كلام العباد ليس بمخلوق فهو كافر
وقال أيضا فيه:حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}
وكما قال الإمام أحمد :القرآن كيفما تصرف فهو كلام الله غير مخلوق أى سواء كان مقروءا أو مكتوبا او مسموعا فإنه كلام الله والكلام ينسب إلى قائله والمتكلم به ابتداء على الحقيقة ولا ينسب لمن نقله وحدث به
وأما الكتابة والقراءة والأصوات والحروف فهى من أفعال العباد وأفعال العباد مخلوقة لا شك فى ذلك
وهذا هو ما حاول الإمام البخارى والإمام أحمد رحمهما الله تعالى بيانه وتوضيحه للناس والتفرقة بين الأمرين ونهى الناس عن الخوض فى هذه المسألة الشائكة


  #8  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 12:50 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

الموضوع : عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن
عناصرالدرس:
1- المقدمة:
- العلاقة بين مسائل الإيمان بالقرآن ( الاعتقادية والسلوكية) .
2- مسائل الدرس:
- إثبات صفة الكلام لله هي أصل مسائل الإعتقاد المتعلقة بالايمان بالقرآن.
- الأدلة من الكتاب على تكلم الله تعالى.
- *الأدلة من السنة على تكلم الله تعالى.
- *أقوال أهل السنة والجماعة في قرون متفرقة على أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق.
- سبب تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق.وموقفهم ممن لا يصرح بذلك بل يتوقف.
- الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن
* الرافضة:
- أقوالهم ومن قال بها.
- الحكم على أقوالهم
* الجهمية الأوائل:
- من هم ؟
- قولهم.
- سبب ذلك .
- الحكم عليهم*
* المعتزلة
- قولهم .
- ما نتج عن هذا القول.
- السبب الذي دعاهم لهذا القول.
* الكلابية والماتريدية والأشاعرة:
- قولهم.
- أول من أحدث هذا القول.
- متى كان ذلك.؟.
**-الفرق بين الكلابية والأشاعرة .
- قول ابن كلاب في القرآن.
- مراده من هذا القول.
*- سبب انحرافه عن سبيل أهل السنة.
- ابو الحسن الاشعري وطريقته
- أقوال الأشاعرة في القرآن.
- الحكم على قولهم.
* الفرق بين المعتزلة والأشاعرة.
- الحكم على قول كلاً منهما.
- قول ابن تيمية في ذلك.

مسألة استطرادية
- ما ينبغي لطالب العلم وخاصة طالب علم التفسير أن يعرفه في مسألة الكلام والقرآن ،وسبب ذلك.

* * * * * * * * ******************
المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
ج1: يكون الاهتداء بالقرآن بأربعة أصول :
الأول :تصديق أخباره :
ثمرته: يورث في قلب العبد يقيناً يزداد به علماً وهدى ،*
وكاما كان العبد أحسن تصديقاً كان اهتداؤه بالقرآن أرجى وأحسن .
الدليل :
قال تعالى: ( والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون* لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ( * ليكفر عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون )*
- دلالة الآية:
أ- أن تصديقه كان حسناً بدليل أنه وصف جزاؤه بأنه جزاء المحسنين .
معنى التصديق الحسن:
*هو الذي لا يكون معه شك ولا تردد.
ب - *أن التصديق الحسن له ثمرات
1- يبلغ بصاحبه درجة الاحسان وذلك من وجهين :
- أن الله سماه محسناً ،(*ذلك جزاء المحسنين )
- أن الله يكفر عنه سيئاته ، ومن يكفر عنه سيئاته يكون من أهل الإحسان .
وجاء في تفسير مجاهد رحمه الله لقوله :( والذي جاء بالصدق ) قال : هم أهل القرآن يجيئون يوم القيامة يقولون: هذا الذي اعطيتمونا فاتبعنا ما فيه ) رواه ابن جرير*
2- أن الله يكفي عبده ، فقال بعد هاتين الآيتين :( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فماله من هاد * ومن يهد الله فماله من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام) فمن حصلت له من الله الكفاية فقد هدي وكفي وكان ممن كتب له الأمن وهم مهتدون ،*
فالتصديق الحسن *يثمر في قلب صاحبه اليقين وصدق الرغبة والرهبة.
- ويحصل به من البصائر والبينات ما ترتفع به درجته ويزداد علمه واتباع الهدى بسبب صدق الرغبة والرهبة .وبذلك يصلح القلب ، واذا صلح القلب صلح الجسد.
الأمر الثاني: عقل الأمثال
معنى عقل الأمثال :
الله تعالى ضرب في هذا القرآن للناس من كل مثل ليعقلوها وذلك يكون بأمور:
- وعي الأمثال.
- وفقه مقاصدها.
- ومعرفة مايراد منها .
- والاعتبار بها*
- وفعل ما أرشدت إليه.
فمن عقلها واهتدى بها حسنت عاقبته.*
وليس المقصود من عقل الأمثال مجرد فهمها وليس مجرد معرفتها .قال ابن القيم رحمه الله ( وقد أخبر الله سبحانه أن ضرب الأمثال لعباده في غير موضع من كتابه ، وأمر باستماع أمثاله ، ودعا عباده إلى تعقلها والتفكر فيها، والاعتبار بها، وهذا هو المقصود بها)

الأصل الثالث والرابع : فعل الأوامر واجتناب النواهي ،فالله أمر بكل خير ونهى عن كل شر فمن أطاع الله بفعل الأوامر وترك النواهي فإنه يهدى بطاعته ولا يزال يزداد من الهداية كلما زاد طاعة ،حتى يكتب من المهتدين ،قال تعالى :( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم ) وكثيرا مايقرن الله تعالى الإيمان بالعمل الصالح ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فعمل الصالحات ،يشمل فعل الأوامر ، واجتناب النواهي ، وهذا من أعظم أسباب وقاية العذاب ،والسلامة من الضلال.

س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟*
ج2: السبب فتنة القول بخلق القرآن فقد كان العلماء قبلها يقولون :( القرآن كلام الله ) لكن بعد أن ظهرت هذه الفتنة وتكلم بها أهل الأهواء وقالوا :( القرآن مخلوق) وفتنوا العامة بذلك وبعض الولاة ، والقضاة ،وجب التصريح بأن كلام الله غير مخلوق. قال أبو داود السجستاني : سمعت أحمد يسأل ؛ هل لهم رخصة أن يقول الرجل : القرآن كلام الله ، ثم يسكت ؟ فقال : ولم يسكت ؟ لولا ما وقع فيه الناس كانريسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا ، لأي شيء لا يتكلموا؟*
وقال ابن تيمية : ( لم يقل أحد من السلف : إن القرآن مخلوق أو قديم بل الآثار متواترة عنهم بأنهم يقولون : القرآن كلام الله ،ولما ظهر من قال : أنه مخلوق، قالوا رداً لكلامه :إنه غير مخلوق)

س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
ج3: لأنه لو كلاً ترخص بالإكراه فكيف يتبين الحق ، وبهذا ينتشر الباطل .
فقد قال لعمه إسحاق بن حنبل لما زاره وهو في السجن وقال له:( يا أبا عبدالله قد أجاب أصحابك،وقد أعذرت فيما بينك وبين الله،وقد أجاب أصحابك والقوم ، وبقيت أنت في الحبس والضيق )فقال :( يا عمّ إذا أجاب العالِم تقيّة والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق؟ فأمسك عنه. *

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟*
ج4: معنى الوقف في القرآن : أن يقول : القرآن كلام الله ويقف ، فلا يقول مخلوق ولا غير مخلوق.
وسبب وقف أهل الحديث ،قالوا: نبقى على ما كان عليه السلف قبل احداث القول بخلق القرآن فنقول القرآن كلام الله ونسكت *،فلا نقول مخلوق ، ولا غير مخلوق .
وظن بعضهم أن الكلام في هذه المسألة كله من الخوض المنهي .

س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
ج5: سبب محنة الإمام البخاري مسألة اللفظية وهي ( قول أن لفظ القرآن مخلوق). فقد رأى رحمه الله كيف أوذي الإمام أحمد في هذه المسألة فجعل ينأى عن الحديث عنها لالتباسها ودقة أفهام كثير من الناس عنها ولأن الأذى *فيها كثير .
موقفه رحمه الله من هذه المسألة:
موقفه في هذه المسألة كموقف جمهور أهل العلم كالإمام أحمد وإسحاق بن راهوية وأبي ثور وجماعة ، فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه ، وبدعوا الفريقين ، من قال: لفظي بالقرآن مخلوق ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق، واشتدوا على من قال : لفظي بالقرآن مخلوق، خشية التذرع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن ، وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة.

  #9  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 01:01 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي فهرسة درس اعتقاد أهل السنة والجماعة في الايمان بالقرآن

اعتقاد أهل السنة والجماعة في الايمان بالقرآن


1-أصل مسائل الاعتقاد المتعلقة بالايمان بالقرآن:
أصل هذه المسائل هو إثبات صفة الكلام لله تعالى؛ لأن القرآن كلام الله، وينبغي لطالب العلم أن يفقه اعتقاد أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى وتقرير ذلك بأدلته من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح.

2-أهمية معرفة القول الحق في مسألة الكلام والقرآن:
ينبغي لطالب العلم معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد،المتعلقة بالايمان بالقرآن،وذلك بضبط أقوال أهل السنة والجماعة،والأدلة والبراهين التي أفحموا بها المخالفين،وبينوا بها بطلان قولهم.كما أن على طالب العلم معرفة أصول اعتقاد المخالفين،ليحذرهم،ولا يغتر بزخرفتهم وتزيينهم للقول الباطل.

3-خلاصة قول أهل السنة والجماعة في القرآن؟
-أن القرآن كلام الله تعالى حقيقة لا كلام غيره.
- منه بدأ وإليه يعود، ومعنى قولهم: ( منه بدأ ) أي نزل من الله، ومعنى قولهم: (وإليه يعود) إشارة إلى رفعه في آخر الزمان؛ كما صحّ ذلك في الحديث.
-وأنّ القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى.
-وأن القرآن ليس بمخلوق؛ لأنه كلام الله.
-وأن من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر.
-وأنّ جبريل سمع القرآن من الله تعالى، وأن النبي صلّى الله عليه وسلم سمعه من جبريل، والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ثم نقل إلينا متواتراً.
-وأنّ هذا الذي بين الدفتين –في المصاحف- هو القرآن محفوظ في السطور وفي الصدور.
-وأنّ كل حرف منه قد تكلّم الله به حقيقة.
-وأنه بلسان عربي مبين، تكلم الله به باللسان العربي.
- وأنّ من ادّعى وجود قرآن غيره فهو كافر بالله تعالى.

3-1أدلة ذلك من القرآن:
قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}، وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}، وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}، وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}، وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}، وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.

3-2أدلة ذلك من السنة:
وفي السنة أدلّة كثيرة على تكلم الله تعالى:
منها: حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
ومنها: قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
ومنها: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} » وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم بإسناد صحيح.
- ومنها: حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين} ؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟
قال: (لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه). رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد.


3-3 الأدلة على ذلك من أقوال السلف:
-قال سفيان بن عيينة: سمعت عمرو بن دينارٍ يقول: (أدركت مشايخنا والنّاس منذ سبعين سنةً يقولون: القرآن كلام اللّه، منه بدأ وإليه يعود). رواه أبو القاسم اللالكائي.
-وفي رواية أخرى عن عمرو بن دينار أنّه قال: (أدركْتُ أصحابَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فمَنْ دونَهم منذُ سَبعينَ سنةً، يقولونَ: الله الخالقُ، وما سواهُ مَخْلوقٌ، والقُرآنُ كلامُ الله منهُ خرجَ وإليه يعودُ).
- وقال أبو بكر بن عياش: (القرآنُ كلامُ الله، ألقاه إلى جبرائيلَ، وألقاهُ جِبرائيلُ إلى محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، منه بدَأ، وإليه يعودُ).
- وقال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: (قال الله عز وجل في كتابه: {فأجره حتّى يسمع كلام الله} فجبريل سمعه من الله، وسمعه النّبي صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السّلام، وسمعه أصحاب النّبي صلى الله عليه وسلم من النّبي؛ فالقرآن كلام الله غير مخلوق).
-وقال ابن تيمية في الواسطية: (ومن الإيمان به –أي بالله تعالى- وبكتبه: الإيمان بأن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأن الله تعالى تكلم به حقيقة، وأن هذا القرآن الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة، لا كلام غيره).
ذكر هذه الأقوال شيخنا عبد العزيز الداخل حفظه الله،ثم قال وهذا فيه حكاية لإجماع السلف الصالح على أن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود.

4- صفات كلام الله عز وجل:
من صفات كلام الله تعالى:أنه لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته بحرف وصوت متى شاء، وكيف يشاء،وهو تعالى المتكلم بالتوراة والإنجيل والقرآن،قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء) انتهى كلامه رحمه الله.
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من ولا تنفد ولا تنقضي قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)}
وصفة الكلام –لله تعالى- صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جلّ وعلا.

4-1معنى صفة الكلام –لله تعالى- صفة ذاتية:
هذا باعتبار أصل الكلام ونوعه،فالله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء،أي لم يزل متصفا بصفة الكلام.

4-2معنى صفة الكلام –لله تعالى-صفة فعلية:
هذا باعتبار آحاد الكلام،يتكلم متى شاء وكيف يشاء، فإذا تكلم فهذه صفة فعلية.

5- سبب تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق:
سبب ذلك تصريح أهل الأهواء وقولهم بخلق القرآن،وافتتان العامة وبعض الولاة والقضاة بقولهم،وقد كان أهل العلم قبل حدوث هذه الفتنة لا يصرحون بذلك.
قال ابن تيمية رحمه الله: (لم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون: القرآنُ كلامُ اللَّهِ، ولمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٍ)ا.هـ.


6- ثبات السلف في محنة القول بخلق القرآن:
قال أبو نعيم الفضل بن دُكين لمّا امتُحن في مسألة خلق القرآن: (أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله)، وأبى أن يجيبهم إلى القول بخلق القرآن، وقطع زرّا من قميصه وقال: عنقي أهون عليَّ من زرّي هذا.

7- أشهر الفرق المخالفة لأهل السنة في مسألة الكلام والقرآن:

7-1 الرافضة:هم طوائف كثيرة،من أشهرهم الاثني عشرية (الإمامية)،ولطوائف الرافضة أقوال كفرية في القرآن،كقولهم بتحريف القرآن،ونقصه،واسقاط الآيات الدالة على إمامة علي،وكون القرآن له ظاهر وباطن لا يعلمه إلا أئمتهم ومعظميهم.

7-2 الجهمية:وهم أتباع جهم بن صفوان فإنهم قالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله جلّ وعلا، وقد أجمع السلف على تكفيرهم.

7-3 المعتزلة:زعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يسمعه من يشاء، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القول بأنّ القرآن مخلوق.

7-3-1 سبب مقولة المعتزلة:
السبب الذي دعاهم إلى هذا القول: أنهم لا يثبتون لله تعالى شيئاً من الصفات: لا حياة ولا علم، ولا قدرة، ولا كلام، ولا غير ذلك.

7-4 الكلابية:حاصل قولهم هم والماتريدية والأشاعرة أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل.

7-4-1 أول من أحدث قول الكلابية وسبب ذلك:
أول من أحدث هذا القول هو:عبد الله بن سعيد بن كُلاب البصري (ت: بعد 240هـ)، وتبعه عليه الماتريدية والأشاعرة.
وسبب ذلك أن ابن كلاب،أراد بيان بطلان قول المعتزلة،فناظرهم بأدواتهم البدعية،من علم الكلام وترك محكم القرآن والسنة في ذلك،فحاد عن الصواب،ووقع في المحظور،وأتى بكلام باطل لا هو بكلام المعتزلة،ولا هو بكلام أهل السنة،مفاده أن الحروف التي تُتلى –الحروف التي يتلوها القراء من القرآن- هي حكاية عن كلام الله وليست من كلام الله؛ لأن الكلام لا بد أن يقوم بالمتكلم، والله يمتنع أن يقوم به حروف وأصوات.

7-5 الأشاعرة:وافق زعيمهم أبو الحسن الأشعري ابن كلاب في قوله،واستدرك عليه استدراكا يسيرا حيث قال:الحكاية تقتضي مماثلة المحكي، وليست الحروف مثل المعنى، بل هي عبارة عن المعنى ودالة عليه؛ فلذلك ذهب إلى أنّ القرآن هو عبارة عن كلام الله.
ومن الأشاعرة من يطلق القول بأن القرآن كلام الله لكن يقول: إن هذا على المجاز وليس على الحقيقة.

7-6 الماتريدية:هم يوافقون الكلابية في قولهم الباطل.

7-7 الفرق بين الكلابية والأشاعرة:الأشاعرة يقولون أن القرآن عبارة عن كلام الله، والحكاية-التي قالها الكلابية- غير العبارة؛ لأن الحكاية فيها مماثلة للمحكي، والعبارة هو تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف.

7-8 الفرق بين المعتزلة والأشاعرة:
أن المعتزلة يقولون: إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق.
والأشاعرة يقولون: إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.
وهناك فرق أخرى مخالفة لأهل السنة في الاعتقاد في القرآن كالكرامية،والصوفية،والزيدية وغيرهم.

8- حكم من قال بخلق القرآن:
أجمع أهل العلم على أن من قال بخلق القرآن فهو كافر.
أملى سفيان الثوري عقيدته على تلميذه شعيب بن حرب فكان أوّل ما بدأ به أن قال: اكتب: (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم . القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، منه بدأ وإليه يعود، من قال غير هذا فهو كافرٌ…).

9- حكم من توقّف في القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق:
ومن توقّف في القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق؟ سموه واقفيّا شاكّاً في حقيقة القرآن، وهو في حقيقة الأمر لم يصدق أن القرآن كلام الله؛ لأنه يجب الاعتقاد أن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته وصفات الله لا تكون مخلوقة.
قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟
فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!، أي: حيث تكلم أهل الأهواء وقالوا: إن القرآن مخلوق وفتنوا العامة بذلك وفتنوا بعض الولاة والقضاة بذلك فوجب التصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.

  #10  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 01:11 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

أولا : فهرسة الدرس الأول : أنواع مسائل الإيمان بالقرآن
أنواع مسائل الإيمان بالقرآن :
1- مسائل اعتقادية
- تعريف المسائل الاعتقادية
- أنواع المسائل الاعتقادية
- المقصود بالأحكام الاعتقادية
- ما تشتمل عليه مسائل الآداب
- ما يحتاجه طلاب العلم وطلاب التفسير في مسائل الاعتقاد

2- مسائل سلوكية
- تعريف المسائل السلوكية
- الأصول التي يُعنى بها علم السلوك
أ- أصل البصائر والبينات
- الأدلة على أصل البصائر والبينات
- ما يقوم عليه هذا الأصل وثمراته .
ب - أصل اتباع الهدى
- الأدلة على هذا الأصل
- ما يقوم عليه هذا الأصل وثمراته .
- أهمية الجمع بين هذين الأصليين .

بيان وجوب الإيمان بالقرآن
- الأدلة على وجوب الإيمان بالقرآن
الأدلة من القرآن
الأدلة من السنة (حديث جبريل عليه السلام)
- حكم من لم يؤمن بالقرآن الكريم

الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل
- تعريف الإيمان الاعتقادي
- تعريف الإيمان القولي
- تعريف الإيمان العملي
- فضل من جمع هذه الأصول الثلاثة
الأدلة على ذلك

الاهتداء بالقرآن
- أصول الاهتداء بالقرآن
1 - تصديق الأخبار
- أهمية تصديق الأخبار
- تعريف التصديق الحسن
- ثمرات التصديق الحسن
وجوه نيل مرتبة الإحسان
- أهم أسباب صلاح النفس وتزكيتها
2- عقل الأمثال
- تعريف عقل الأمثال
- أنواع الأمثال في القرآن
تعريف الأمثال الصريحة
تعريف الأمثال الكامنة
- أهمية معرفة الأمثال وعقلها .
3- فعل الأوامر واجتناب النواهي
الأدلة على هذين الأصليين
- فضل من قام بهذين الأصليين

فضائل الإيمان بالقرآن
الأدلة على ذلك

شرط الانتفاع بالقرآن

السؤال الثاني

المجموعة الأولى
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
أنواع مسائل الإيمان بالقرآن :
1- مسائل اعتقادية : وهي التي تعني بما يجب اعتقاده في القرآن والإيمان به ، بما أخبر الله سبحانه به عن القرآن ، وما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي تنقسم لقسمين : أحكام وآداب .
2- مسائل سلوكية : وهي التي يُعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن ، والتفكر والتدبر وما أرشد الله إليه فيه .
وهذه المسائل السلوكية تعني بأصلين مهمين هما : البصائر والبينات ، واتباع الهدى .

س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى
عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة كلام الله تعالى : أنه سبحانه يتكلم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء ، وكلام الله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها فهو سبحانه لم يزل متكلما إذا شاء ، كما أنها صفة فعلية فهو سبحانه يتكلم متى شاء وكيف شاء .
كما أن كلامه سبحانه لا يشبه كلام المخلوقين ، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه ، ولا تنفد ولا تنقضي ، كما قال سبحانه : (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات الله) .
والأدلة على صفة كلام الله تعالى في الكتاب والسنة ومن كلام السلف كثيرة ، منها :
قول الله تعالى : (وكلم الله موسى تكليما) ، وقوله تعالى : (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) .
ومنها حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان" متفق عليه .
وقول عائشة رضي الله عنه في حادثة الإفك : "ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيّ بأمر يتلى" متفق عليه .

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون
نشأ القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون على يد عدد من الضالين المضلين ، وهم :
1- الجعد بن درهم :
هو من أحدث هذه الفتنه ، وقد زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ، ولم يكلم موسى تكليما ، فضحى به خالد بن عبدالله القسري عام 124هـ يوم الأضحى ، كما روى البخاري والدارمي .
وقال أبو القاسم اللالكائي : لا خلاف بين الأمة أن أول من قال : القرآن مخلوق ، هو الجعد بن درهم .
2- الجهم بن صفوان :
أخذ الجهم هذه المقالة عن الجعد ، كما أنكر الأسماء والصفات ، وعلو الله سبحانه ، والجبر والإرجاء ، وتلقتها عنه طائفة من أهل الكلام ففتحوا على الأمة أبوابا من الفتن ، وقد كفره العلماء في عصره ، فقتله سلم بن الأحوز 128هـ .
3- بشر بن غيات المريسي :
أقبل بشر على علم الكلام وافتتن به ، فدعا للقول بخلق القرآن ، وقد كفره عدة من أهل العلم ، وكان متخفيا في زمن هارون الرشيد الذي كان قد توعده بالقتل ، ثم لما آلت الخلافة للمأمون -الذي افتتن بعلم الكلام- أظهر بشر مقالته ودعا إلى ضلالته .

س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ .
اختلفت المواقف في مسألة اللفظ حسب اختلاف الأقوال والأهواء والتأويل إلى عدة مواقف :
1- منع الكلام في اللفظ مطلقا للتباسه ، وتبديع من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق .
وهذا موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد ، والبخاري ، وأبي ثور ، وإسحاق بن راهويه .
وقد اشتدوا على الفريق الأول خشية التذرع بهذا التلبيس على إرادة القول بخلق القرآن ، وبينوا أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأن أفعال العباد مخلوقة .
قال إسحاق بن حنبل : " من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو جهمي ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق فقد ابتدع ، فقد نهى أبو عبدالله عن هذا وغضب منه .
2- القول بخلق القرأن والتستر باللفظ :
وكان أول من أشعل فتنة اللفظية حسين بن على الكرابيسي مماحكة للإمام أحمد ومشاغبة له ، وردا عليه عندما أنكر عليه بعض كتبه ، وهذا موقف الجهمية المتسترة باللفظ ، وقد حذر الإمام أحمد منهم فقال : "كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق فهو جهمي" .
3- القول بأن القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا .
وهو موقف الشرّاك ومن تبعه من أهل الكلام ، وإن كان كلامهم غير جار على أصول الجهمية ، ولكن عند التحقيق نجد أن هذا الكلام يعود إلى صريح قول الجهمية .
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقة ، قال : "قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه" .
4- القول بأن الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق ، وأما الذي بين الناس فمخلوق .
وهو موقف أبي داود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري .
قال محمد بن الحسين بن صبيح : سمعت داود الأصبهاني يقول : "القرآن مُحدَث ولفظي بالقرآن مخلوق " رواه الخلال .
وقد هجره الإمام أحمد وأمر بهجره .
5- القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق
وهو موقف طائفة من أهل الحديث تريد أن القرآن غير مخلوق ، لكنهم أخطؤوا في استعمال العبارة .
ومنهم محمد بن يحي الذهلي ، وأبو حاتم الرازي ، والمصيصي ، وابن منده وغيرهم .
وقد ظنوا أنهم بقولهم هذا يقطعون الطريق على الجهمية ، لكن وقع من أتباعهم إدخال صوت العبد أو فعله في هذا القول فتكون غير مخلوقة ، لذا رد عليهم بعض الأئمة بأن أفعال العباد مخلوقة كالبخاري والمروزي .
6- القول بأن سبب كراهة كون القرآن لا يلفظ ، أن اللفظ بمعنى الطرح والرمي .
وهو موقف أبي الحسن الأشعري ، والباقلاني والقاضي أبي يعلى .
ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بصوت ، ومنهم من يقر بذلك .
7- القول بأن ألفاظ القراءة بالقرآن غير مخلوقة ، وأن سماع قراءة القارئ هي سماع مباشر من الله .
وقد اختلفت هذه الطائفة في تفاصيل ذلك على أقوال :
منها : إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وقد أنكرها كلها أهل السنة كابن تيمية الذي قال : وهذه الأقوال كلها مبتدعة لم يقل بها أحد من السلف .

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب ظهور بدعة ابن كلاب :
أراد بن كلاب الرد على المعتزلة ، لكنه لم يستخدم طريقة أهل السنة في الرد عليهم وهي الرد بالكتاب والسنة ، وإنما استخدم الحجج المنطقية والطرق الكلامية ، فأحدث بذلك أقوالا مخالفة لأهل السنة والجماعة ، بسبب تقصيره في معرفة السنة .
وقد وافق المعتزلة على مبدأ امتناع حلول الحوادث بالله سبحانه وتعالى ، وهذا يقتضي نفي كلام الله وجميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة .
فخرج من ذلك بالقول بأن القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى ، وأنه ليس بحرف ولا صوت ولا يتجزأ ولا يتباعض ولا يتفاضل .
وقد وافقه على طريقته من ظن أنه انتصر لأهل السنة لمّا بين بعض باطل المعتزلة كالحارث بن أسد المحاسبي ، وأبي العباس القلانسي ، ثم أبي الحسن الأشعري وغيرهم .
موقف أهل السنة والجماعة :
أنكر أئمة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة ، وما أحدث من أقوال ، وحذروا منه .
قال ابن خزيمة : كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبدالله بن سعيد بن كلاب وعلى أصحابه .
كما كان ابن خزيمة من أشد الناس على الكلابية ، والتحذيرمنهم والرد عليهم .

  #11  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 01:59 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

فهرسة مسائل الإعتقاد فى القرآن :
-مقدمة للكلام عن مسائل الإعتقاد:
-الأدلة على ثبوت صفة الكلام لله تعالى
-النصوص الواردة فى إثبات صفة الكلام لله تعالى دلت على أمور منها:
-صفة الكلام لله تعالى ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار آخر
-ملخص قول أهل السنة فى القرآن
-سبب تصريح أهل السنة بأن القرآن مخلوق
-من هو الواقفى؟وما حكم الوقف؟
-أهمية معرفة الأقوال المخالفة لعقيدة أهل السنة فى القرىن النسبة لطالب العلم
-بعض الأقوال المخالفة لعقيدة أهل السنة وتحتها مسائل:
&أول من أحدث القول بأن كلام الله هو المعنى النفسى القائم بالله:
&سبب هذه المقالة منه
&حكم هذا القول
&قول ابى الحسن الأشعرى واستدراكه على بن كلاب
&الفرق بين الأشاعرة والكلابيين(الفرق بين العبارة والحكاية)
&الفرق بين المعتزلة والأشاعرة
&تعقيب شيخ الإسلام على الاقوال المخالفة


تلخيص المسائل:
-مقدمة للكلام عن مسائل الإعتقاد
الإعتقاد الصحيح يبنى عليه السلوك الصحيح بشقيه المعرفى والعملى وإلا وقعت بدع كثيرة وهذا يبين أهمية الإعتقاد الصحيح عموما وبمسألة الإيمان بالقرآن خصوصا
-أصل مسائل الإعتقاد المتعلقة بالقرآن إثبات صفة الكلام لله تعالى لأن القرآن كلام الله تعالى وصفة من صفاته ويجب تعلم الإعتقاد الصحيح فى ذلك وتقريره بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف:
-الأدلة على ثبوت صفة الكلام لله تعالى
أولا :أدلة من القرآن :

قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}، وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}، وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}، وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}، وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}، وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}، وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}، وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ
ومن السنة:
- حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه

- ومنها: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} » وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم بإسناد صحيح. ».
- ومنها: قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
- ومنها: حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين} ؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟
قال: (لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه). رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد

-النصوص الواردة فى إثبات صفة الكلام لله تعالى دلت على أمور منها:
-أن الله تعالى يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء
-انه تعالى المتكلم بالتوراة والغنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه سبحانه وتعالى
-وأن كلامه تعالى صفة من صفاته لم يزل متكلما ،يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء وكيف شاء
-وأن كلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي ؛كما قال الله تعالى: { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا
وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ


-صفة الكلام لله تعالى ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار آخر
أصل الكلام : صفة ذاتية باعتبار نوعها أى أن الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء أى لم يزل متصفا بها لم تنفك عنه وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه سبحانه يتكلم متى شاء وكيف شاء

-ملخص قول أهل السنة فى القرآن
=القرآن كلام الله تعالى على الحقيقة لا كلام غيره
- وقال ابن تيمية في الواسطية: (ومن الإيمان به –أي بالله تعالى- وبكتبه: الإيمان بأن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأن الله تعالى تكلم به حقيقة، وأن هذا القرآن الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة، لا كلام غيره).
=منه بدأ وإليه يعود أى نزل من الله ويرفع آخر الزمان كما صح فى الحديث
قال سفيان بن عيينة :سمعت عمرو بن دينار يقول:أدركت مشايخنا والناس منذ سبعين سنة يقولون القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود،رواه أبو القاسم اللالكائى
وعمرو بن دينار من التابعين وفى كلامه ما يدل على نسبة القول إلى الصحابة والتابعين
وفى رواية أخرى عنه قال :أدركت أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فمن دونهم منذ سبعين سنة يقولون :الله خالق وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله منه خرج وإليه يعود

=القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى
=أن القرآن ليس بمخلوق لأنه كلام الله تعالى وأن جبريل سمع القرآن من الله تعالى وأن النبى سمعه من جبريل والصحابة سمعوه من رسول الله ثم نقل إلينا متواترا
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:قال الله عزوجل فى كتابه "فأجره حتى يسمع كلام الله "فجبريل سمعه من الله تعالى وسمعه النبى صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام وسمعه أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم منه ،فالقرآن كلام الله غير مخلوق
=من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر
أملى سفيان الثورى عقيدته على تلميذه شعيب بن حرب فكان أول ما بدأ به أن قال :بسم الله الرحمن الرحيم القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ومن قال غير هذا فهو كافر
=وأن هذا الذى بين الدفتين فى المصاحف هو القرآن محفوظ فى السطور وفى الصدور
=وان كل حرف منه تكلم الله به على الحقيقة
=وانه بلسان عربى مبين
=ومن ادعى وجود قرآن غيره فهو كافر بالله تعالى
فهذه عقيدة متلقاة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين علمهم رسول الله الإعتقاد الصحيح ولم يكونوا يختلفون فى أصول مسائل الإعتقاد


-سبب تصريح أهل السنة بأن القرآن مخلوق

الأصل عند السلف وعند العلماء قبل فتنة خلق القرآن قولهم أن القرآن كلام الله ولم يكن أحد منهم يقول بأنه مخلوق ولا غير ذلك حتى ظهرت فتنة القول بخلق القرآن فكان واجبا على العلماء من أهل السنة الرد على هذه البدعة والفتنة العظيمة وتبيين الحق وهو أن القرآن هو كلام الله على الحقيقة وكلام الله صفة من صفاته سبحانه وصفات الله غير مخلوقة لذا وجب القول والتصريح بأن القرآن هو كلام الله غير مخلوق ردا على هذه البدعة المنكرة
وقد سئل الإمام أحمد عن هذه المسألة وهو : هل يصرح الرجل بالقول بان القرآن غير مخلوق ام يكتفى بقوله القرآن كلام الله ؟ وكان رد الإمام احمد :ولم يسكت ؟وقد تكلموا فى ما تكلموا وفتنوا العامة وبعض الولاة والقضاة فوجب التصريح بذلك
وقال بن تيمية رحمه الله انه قد تواترت الآثار عن السلف بأن القرآن كلام الله تعالى ولم يقل منهم أحد بأن القرآن مخلوق فلما ظهر من يقول بذلك صرحوا بالقول بان القرىن كلام الله غير مخلوق ردا على ذلك

-من هو الواقفى؟وما حكم الوقف؟
من توقف فى القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق ؟سموه واقفى شاكا فى حقيقة القرآن وأنه لم يصدق أن القرآن كلام الله على الحقيقة وأنه صفة من صفاته وأن صفاته تعالى لا تكون مخلوقة
ويجب التصريح بالقول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ردا على أهل البدع وإبطالا لمقالتهم المنكرة
قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟
فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!، أي: حيث تكلم أهل الأهواء وقالوا: إن القرآن مخلوق وفتنوا العامة بذلك وفتنوا بعض الولاة والقضاة بذلك فوجب التصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
وقال ابن تيمية رحمه الله: (لم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون: القرآنُ كلامُ اللَّهِ، ولمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٍ)ا.هـ.
-أهمية معرفة الأقوال المخالفة لعقيدة أهل السنة فى القرىن النسبة لطالب العلم
=لئلا يغتر بأقوال المخالفين وما يزينون به باطلهم من زخرف القول ما يكون سببا لفتنة غيرهم ممن لم يعرف الإعتقاد الصحيح
=أنه ينبغى لطالب العلم أن يتسلح باليقين والأدلة الصحيحة ويعرف حجج أهل السنة فى تقرير مسائل الإعتقاد ويعرف أصول أقوال المخالفين وحجج أهل السنة فى الرد عليهم ليكون على بينة من أمره ويقين
-بعض الفرق المخالفة لعقيدة أهل السنة وتحتها مسائل:

فأمّا الرافضة :فهم على طوائف كثيرة، فمنهم من يقول بتحريف القرآن، وهذا مستفيض عن الاثني عشرية (الإمامية)، ومنهم من يزعم أنّه ناقص، قد أسقط منه ما يدلّ على فضائل علي وإمامته، وأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد انفرد بجمع القرآن، وأن ما لدى الناس منه قليل بالنسبة لما جمعه عليّ، وأنّ للقرآن ظاهراً يعلمه الناس، وباطناً لا يعلمه إلا أئمتهم وبعض معظّميهم.

وأمّا الجهمية الأوائل: –وهم أتباع جهم بن صفوان- ؛ فإنهم قالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله جلّ وعلا، وقد أجمع السلف على تكفيرهم.
وأمّا المعتزلة : فزعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يسمعه من يشاء، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القول بأنّ القرآن مخلوق.
والسبب الذي دعاهم إلى هذا القول: أنهم لا يثبتون لله تعالى شيئاً من الصفات: لا حياة ولا علم، ولا قدرة، ولا كلام، ولا غير ذلك.
وأما الكلابية والماتريدية والأشاعرة :فزعموا أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل.
&أول من أحدث القول بأن كلام الله هو المعنى النفسى القائم بالله
هو عبد الله بن سعيد بن كلاب البصرى وكان فى عصر الإمام احمد وتبعه عليه آخرون على اختلاف التفاصيل فقد قال:
أن الحروف التى يتلوها القراء من القرىن هى حكاية عن كلام الله وليست من كلام الله تعالى لأن الكلام لابد أن يقوم بالمتكلم والله يمتنع أن يقوم به حروف وأصوات
&سبب هذا القول منه
أراد أن يرد على المعتزلة وينتصر لأهل السنة على طريقة المتكلمين فقاده ذلك إلى الخروج بقول باطل ليس بقول المعتزلة ولا قول اهل السنة بل هو قول باطل مخلوط

&قول ابى الحسن الأشعرى واستدراكه على بن كلاب
سلك طريقة بن كلاب فى الرد على المعتزلة وأعجبته طريقته لكنه استدرك على بن كلاب فقال :الحكاية تقتضى المماثلة وليست الحروف مثل المعنى بل هى عبارة عن المعنى ودالة عليه فلذلك ذهب إلى أن القرآن عبارة عن كلام الله

&الفرق بين الأشاعرة والكلابيين(الفرق بين العبارة والحكاية)
العبارة:الأشاعرة يقولون القرآن ليس كلام الله لكنه عبارة عن كلام الله عبر به جبريل عن المعنى النفسى القائم بالله جل وعلا فالعبارة هى تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف
ومن الأشاعرة من يطلق القول بان القرىن كلام الله لكن يقول على المجاز لا حقيقة إنما هو عبارة عن كلام الله تعالى
الحكاية:اى أن الحروف التى يتلوها القارىء هى حكاية عن كلام الله وليست من كلام الله تعالى لأن الله يمتنع من أن يقوم به حرف او صوت فالحكاية فيها مماثلة للمحكى

&الفرق بين المعتزلة والأشاعرة
أن المعتزلة يقولون: إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق.
والأشاعرة يقولون: إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى
.
&تعقيب شيخ الإسلام على الاقوال المخالفة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولا يجوز إطلاق القول: بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة عنه.
بل إذا قرأه الناس أو كتبوه في المصاحف؛ لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله حقيقة؛ فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئاً، لا إلى من قاله مبلغا مؤديا.
وهو كلام الله؛ حروفه ومعانيه؛ ليس كلام الله الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف

  #12  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 04:53 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

فهرسة مسائل الإيمان بالقرآن :
v أنواع مسائل بالقرآن :
n مسائل اعتقادية
· معنى الاعتقاد
· أقسام مسائل الاعتقاد :أحكام وآداب
· مايحتاجه طالب العلم في معرفة مسائل الاعتقاد في القرآن ثلاث أمور:
- معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن
- بأن يعرف أدلتها ومآخذ الاستدلال، ويعرف ما تحسن به معرفته من الأدلة والآثار
- معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن،
n مسائل سلوكية:
· معنى المسائل السلوكية
· أصول علم السلوك :
- الأصل الأول :هو البصائر والبينات قائمة على العلم، وتثمر اليقين.
- الأصل الثاني وهو اتباع الهدى قائم على الإرادة والعزيمة ومثمر للاستقامة والتقوى.
v بيان وتقرير وجوب الإيمان بالقرآن
· الأدلة على وجوب الإيمان بالقرآن و كفر من لم يؤمن به
v الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل
· تعريف الإيمان بالاعتقاد
· تعريف الإيمان بالقول
· تعريف الإيمان بالعمل
v يكون الاهتداء بالقرآن بأربع أصول:
n تصديق الأخبار
- تعريف تصديق الحسن
- تصديق الحسن مثمر لليقين
n عقل الأمثال:
- تعريف عقل الأمثال
- أنواع الأمثال: صريحة وكامنة
- أهمية عقل الأمثال
n فعل الأوامر
n اجتناب النواهي
v فضائل الإيمان بالقرآن:
- أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا، يرشده إلى سبيله ويهديه للتي هي أقوم
- تلاوة المؤمن القرآن ذكرٌ لله عز وجل، وعبادة يثاب عليها؛ تزيده إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة
- يورث المؤمن الاستقامة والتقوى وصدق الرغبة والرهبة وصلاح الباطن والظاهر
- سعادة المؤمن على قدر إيمانه بالقرآن وتبصره به واتباعه لهداه.

المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل ، فمن جمع هذه الثلاث فهو مؤمن بالقرآن؛ قد وعده الله فضلاً كبيراً ، وأجراً عظيماً
- فالإيمان بالقرآن بالاعتقاد: أن يصدّق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم، وأنه قيّم لا عوج له، ولا اختلاف فيه، وأنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله، لا يخلق ولا يبلى، ولا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، ولا بسورة من مثله.وأن يؤمن بما أخبر الله به عن القرآن، ويحلّ حلاله ويحرّم حرامه ويعمل بمحكمه ويردّ متشابهه إلى محكمه.
- والإيمان القولي: أن يقول ما يدلّ على إيمانه وتصديقه بالقرآن، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.
- والإيمان العملي: هو اتّباع هديه؛ بامتثال أمره واجتناب نهيه.
س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
والإيمان بالقرآن له فضائل عظيمة،منها:
n في الجانب العلمي:
1- القرآن أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا، يرشده إلى سبيله، ويعرّفه بأسمائه وصفاته، وآثارها في أوامره ومخلوقاته، ويعرّفه بوعد الله ووعيده، وحكمته في خلقه وتشريعه، ويبيّن له طريق الحق الذي يصل به إلى رضوان الله وجنته ، ويبعده عن سخط الله وناره.
2- نزل لهداية الناس في جميع شؤونهم وأمورهم في الحياة الدنيا والآخرة .
3- الأجر الذي يثاب عليه المؤمن من تلاوته فهو ذكرٌ لله عز وجل، وعبادة يثاب عليها؛ تزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً ويقيناً، وسكينة وطمأنينة، وبتلاوة القرآن يكون له خلاصاً من كيد عدوه الأبدي الشيطان وحبائله،
4- ولا ينتفع تالي القرآن بقراءته إلا إذا كان مؤمناً بالقرآن فهو شرط للانتفاع به.
فكلّ تلك الفضائل لا ينالها إلا من آمن بالقرآن، وعلى قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه من فضائله.
الخلاصة : أن الإيمان بالقرآن يفتح للمؤمن من أبواب اليقين والعلوم والمعارف والبصائر والبينات شيئاً عظيماً ،
n في الجانب العملي:
- يهدي للتي هي أقوم،
- ويورث الاستقامة والتقوى وصدق الرغبة والرهبة وصلاح الباطن والظاهر بإذن الله تعالى
- سعادة المؤمن على قدر إيمانه بالقرآن وتبصره به واتباعه لهداه.

س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
المعتزلة يقولون: إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق.
والأشاعرة يقولون: إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.
وكلا القولين باطل وضلال مبين، بل القرآن العربي تكلّم الله به، بكلام سمعه جبريل من الله تعالى؛ فبلغه بحروفه للنبي صلى الله عليه وسلم.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
مسألة اللفظ عملت على التلبيس بين أمرين؛ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة.
فقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق؛ قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفّظ به فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن.
وقد يريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن؛ لأنَّ اللفظ في اللغة يأتي اسماً ومصدراً؛ فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ، والمصدر هو التلفظ.
فاللفظ هي كلمة مجملة حمّالة لوجوه، ولا نفع في إيرادها، والناس كانوا أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق.وأصبحت كل فرقة تتأوَّلها على ما تريد
وقد اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل ،وكانت أقرب إلى قبول العامّة من التصريح بقول الجهمية: إن القرآن مخلوق.



س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرته : أنه أعلن للناس في جامع البصرة توبته من الاعتزال، والتزامه قول أهل السنة؛ وعزمه على الانتصار لها، والردّ على المعتزلة .
اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة
موقف أهل السنة منه:
-كان متبحّراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ بصيراً بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم وتهافت أقوالهم، وأعجبته طريقة ابن كلاب؛ لقربها من فهمه وإدراكه؛ وكان يرى أنّ ابن كلاب متكلّم أهل السنّة، والمحاجّ عنهم؛ فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها، وزاد فيها، وخاض في معامع الردود مدّة من عمره على هذه الطريقة، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.
ثم إنّه في آخر حياته ألّف كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث،فكان رجوع عامٌّ مجمل إلى قول أهل السنة، إلا أنه أخطأ في مسائل ظنّ أنه وافق فيها أهل السنة، وهو مخالف لهم؛ ولذلك اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.

  #13  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 05:36 PM
حياة بنت أحمد حياة بنت أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 222
افتراضي

أولا: فهرسة أنواع مسائل الإيمان بالقرآن

- مقدمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن.
- مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين كبيرين:

1.. مسائل اعتقادية.
• المراد به.
• أقسامه: أحكام وآداب.
أ) الأحكام العقدية.
ب) آداب بحث مسائل الاعتقاد المتعلقة بالقرآن.
• ما يحتاجه طلاب علم التفسير على وجه الخصوص حال بحثهم في مسائل الاعتقاد في القرآن.
2.. المسائل السلوكية.
• المراد به.
• وعلم السلوك يُعنى بأصلين مهمين:
أ‌) البصائر والبينات :
* ما يعنى به.
* المراد به.
* دليله.
* ثمرته.
ب‌) اتباع الهدى :
* ما يعنى به.
* المراد به.
* دليله.
* ثمرته.
• الآية التي جمعت أصلي علم السلوك.
• علاقة الأصل الأول بالثاني.
- الأدلة الدالة على وجوب الإيمان بالقرآن.
- الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل.

• المراد بالإيمان الاعتقادي بالقرآن.
• المراد بالإيمان القولي بالقرآن.
• المراد بالإيمان العملي بالقرآن.
• أجر من حقق الإيمان بهذه الأمور.
- الاهتداء بالقرآن:
• المراد بالاهتداء بالقرآن:
‌ أ) تصديق أخباره.
* المراد بذلك.
* من الأدلة على ذلك.
* من ثمرات التصديق الحسن.
‌ ب) عقل أمثاله.
* الحكمة من ضرب الأمثال.
* الفرق بين فهم المثل وعقله.
* قسّم أهل العلم أمثال القرآن إلى قسمين:
‌ أ. أمثال صريحة.
- المراد بالأمثال الصريحة.
- مثالها.
‌ ب. أمثال كامنة.
- المراد بالأمثال الكامنة.
- مثالها.
- أنواعها.
* الفائدة من الأمثال.
‌ ج) امتثال أوامره، واجتناب نواهيه.
* الله تعالى قد أمر بما فيه الخير والصلاح ، ونهى عمّا فيه الشرّ والفساد.
* كثيراً ما يقرن الله تعالى الإيمان بعمل الصالحات.
* الأدلة على ذلك.
- الإيمان بالقرآن له فضائل عظيمة.
.................................

ثانيًا: الإجابة على أسئلة المجموعة الثانية:

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل.
يتحقق الإيمان بالقرآن بالاعتقاد والقول والعمل:
1. الإيمان الاعتقادي بالقرآن: أن يصدّق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويصدّق بخبر الله تعالى، ويعمل بأومره.
2. الإيمان القولي: أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.
3. الإيمان العملي: هو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه الكريم.
س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
من فضائل الإيمان بالقرآن:
1. أنه أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا.
2. أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع أموره.
3. أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن، فتزيده إيمانًا ويقينًا وتثبيتًا،
4. يفتح للمؤمن من أبواب اليقين والعلوم والمعارف والبصائر والبينات شيئاً عظيماً.
س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
الفرق بين المعتزلة والأشاعرة:
قول المعتزلة: القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق.
قول الأشاعرة: القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.
وكلا القولين باطل، بل القرآن تكلّم الله به، بكلام سمعه جبريل من الله تعالى؛ فبلغه بحروفه للنبي صلى الله عليه وسلم.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
- فتح الطريق للجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن.
- يحصل بسبب ذلك كثرة الخوض في ألفاظ مشتركة، فيحصل بسبب ذلك نوع من الفرقة والفتنة.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرة أبي الحسن الأشعري : أنه كان معتزلا في بداية حياته، ثم آخذ منهج ابن الكلاب ثم عاد إلى معتقد أهل السنة .
موقف أهل السنة منه اختلفوا في شأنه؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.

  #14  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 05:53 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

-فهرسة مسائل درس فتنة القول بخلق القرآن:

&كيفية نشأة هذا القول
1-أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم،
-مقتل الجعد بن درهم :
قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ، يوم الأضحى.
2-الجهم بن صفوان سار على هذه المقالة بعد الجعد
-قلة اتباع هذا القول قبل أن يتلقفها أهل الكلام
-نبذة عن حياة الجهم بن صفوان:
-هو كوفي الأصل وهو حفيد الجعد بن درهم أخذ عنه الكلام ولم يكن من أهل العلم والحديث واشتهر بالذكاء والبراعة في الجدال
- إنكر الأسماء والصفات، وعلوّ الله، والقول بخلق القرآن، والجبر، والإرجاء الغاليان،
-كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128
3- بسر بن غياث المريسي
-نبذة عن حياته:
-كان من كبار الفقهاء.
-أقبل على علم الكلام، ولم يكن صاحب حجج بل كان صاحب خطب كما قال عنه الإمام أحمد.
-كان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله.
-أظهر مقالته بخلق القرآن ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.

&القول بخلق القرآن في عهد المأمون:
-سبب اتخاذ المأمون هذا القول هو حب المأمون للفلسفة وعلم الكلام ويظهر هذا من خلال مجالسته للمعتزلة وتقريبهم منه وأمره باستخراج كتب الفلاسفة اليونانيين من جزيرة قبرص وتعريبها مما زاد من فتنة أهل الكلام

&أعلام المعتزلة في عهد المأمون:
1-بشر بن غياث المريسي(ت:218هـ)، وثمامة بن أشرس النميري (ت:213هـ) ، وأبو الهذيل محمد بن الهذيل العلاف (ت:235هـ) ،وأحمد بن أبي دؤاد الإيادي (ت:240هـ).

&سبب عدم اظهار المأمون القول بخلق القرآن في بداية الأمر:
هو خوفه إن أظهره أن يردّ عليه يزيد بن هارون فيختلف الناس فتكون فتنة .

&بدء الدعوة بهذا القول وامتحان العلماء به :
-بدأت الفتنة سنة 212هـ، بدعوة المأمون إليه، وتقريب من يقول به، وإقصاء من يأباه؛ حتى كثر المعتزلة في زمانه وكان منهم القضاة والكتّاب وجلساء الخليفة والأمراء.
- بداية المحنة سنة 218هـ عند عزم المأمون على امتحان العلماء في القول بخلق القرآن؛ فكتب إلى الولاة بامتحانهم، وكانوا يعزلون من لا يجيب عن وظائفه ، وإن كان له رزق على بيت المال قطع ، وإن كان مفتيا منع من الإفتاء ، وإن كان شيخ حديث ردع عن الإسماع والأداء ، كما ذكر ابن كثير
-ممن استجاب من العلماء لامتحان المأمون تقية واضطراراً :
-جماعة من أهل الحديث منهم: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستلمي، وابن أبي مسعود. امتحنهم عنده في الرقة .
&قول الإمام أحمد في أول مجموعة استجابت اضطراراً :
قال الإمام أحمد: (لو كانوا صبروا وقاموا لله عزّ وجلّ لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل - يعني المأمون - ولكن لمّا أجابوا وهم عينُ البلد اجترأ على غيرهم).
وكان إذا ذكرهم اغتمّ وقال: (همّ أوّل من ثلم هذه الثلمة، وأفسد هذا الأمر).
- علماء دمشق:هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري،امتحنهم إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق.
-أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد؛
وكان موصوفا بالعلم والفقه؛امتحنه المأمون عنده فتركه من القتل لأنه استجاب مضطراً
وأمر بحبسه في بغداد حتى مات فيه في غرة رجب سنة ثماني عشرة ومائتين؛
&من العلماء الذين لم يستجيبوا لمقولة خلق القرآن
1-عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد،
وكان أوّلَ من امتحن من العلماء وقد قطع عنه الذي يجري عليه من بيت المال .
2-أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد.
من علماء دمشق ؛تم سجنه في دار الحجارة.
-رفض الإمام أحمد لطلب عمه بأن يتوارى .
3-امتحان الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث.
-شجاعة الإمام في اثباته الصفات{وهو السميع البصير}أمام المعتزلة
-عدم استجابة الإمام أحمد ومحمد بن نوح العجلي، واستجابة عبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة،مكرهين بسبب الحبس والقيد .
-إعذار هم من قبل الإمام أحمد.
-رفض الإمام الإستجابة مستدلاً بحديث خباب "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه "
-خوف الإمام من فتنة السوط والتسرية عنه .
-شجاعة الإمام أمام الأمير رجاء الحضاري.
-تلقي الإمام الخبر بنية المأمون لقتله ودعاءه على المأمون واستجابة الله له بموت المأمون .

&المحنة في زمن المعتصم بن هارون الرشيد
من أعلام المعتزلة في عهد المعتصم:
- أحمد بن أبي دؤواد ولاه المعتصم منصب قاضي القضاة؛ فكان من أشدّ المعتزلة أذيّة لأهل السنة في القول بالخلق القرآن والامتحان به .
-استمرار امتحان جماعة من العلماء؛ فمنهم من أجاب ترخّصاً بعذر الإكراه، ومنهم من حُبس، ومنهم من عُزل، ومنهم ضُرب، ومنهم أوذي؛ وكانت أعناق العامّة ممتدّة إلى أحمد بن حنبل لأنه كان رأس أهل الحديث في زمانه.
- استمرار فتنة الإمام أحمد:
أمرَ أبي داؤود بنقل الإمام أحمد ومحمّد بن نوح مقيّدين إلى بغداد؛ ليحبسا فيها حتى ينظر في أمرهما.
-مرض الإمام أحمد ومحمد بن نوح في طريق عودتهما إلى بغداد؛ وموت محمد بن نوح لاشتداد المرض به.
-تزكية الإمام لمحمد بن نوح وتعجبه من تقويته ومن موعظته اياه .
-نقّل الإمام أحمد في محابس متعددة إلى أن استقرّ حبسه في محبس العامّة في بغداد؛

&المناظرة الكبرى في خلق القرآن
-سبب المناظرة:طلب إسحاق بن حنبل عم الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشفاعة لابن أخيه وايجاد مخرج بمناظرته العلماء والفقهاء فمن أفلحت حجّته كان أغلب،
-محاولة عمه اقناعه بالاستجابة فكان رد الإمام بأنه إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟ وتمت مناظرة الإمام في العشر الأواخر من رمضان سنة 219هـ:
&اليوم الأول للمناظرة
-ناظره أبو شعيب الحجام ومحمد بن رباح.
- من أسئلة المناظرة :هل القرآن مخلوق ؟
ورد الإمام عليهما بسؤال عن علم الله هل هو مخلوق ؟أحرجهما بذلك.فلم تقم لهما حجّة عليه، فكانا إذا ناظراه بعلم الكلام لم يجبهما، وإذا استدلا عليه بشيء من الكتاب والسنّة ردّ عليهما خطأهما في الاستدلال.

&اليوم الثاني للمناظرة :
-حضور الإمام إلى مجلس الخليفة بعد أن زيدت عليه القيود وبياته في غرفة مظلمة في دار الخليفة.
-انكار الخليفة على المعتزلة تحقيرهم من شأن الإمام أحمد بن حنبل وزعمهم أنّه شابّ حديث السنّ جاهل مبتدع يحبّ التصدّر والرياسة. وكان الإمام أحمد قد بلغ الخامسة والخمسين من عمره.
-محاولة الإمام كسب عطف الخليفة بتذكيره بما جاء به الرسول صلى الله عليه من أحكام قتل المسلم
-مهابة المعتصم للإمام .
-مناظرة الإمام من قبل عبد الرحمان القزاز
-سؤال المناظرة : ما تقول في القرآن؟وتكرار الإجابة لهم بأن القرآن من علم الله، ومن زعم أنّ علم الله مخلوق فقد كفر بالله، وكان يستدلّ على ذلك بقول الله تعالى: {ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم}.
-انقطاع حجة المعتزلة وتحريض الخليفة على قتله
-استنكارهم عليه رفضه لكل ما عدا الكتاب والسنة ورده الإستنكاري أن الإسلام لا يقوم إلا بهما .
-تكشف ضعف ابن أبي دؤاد للإمام و أنه لم يكن صاحب علم ولا حجّة ولا قدرة على المناظرة، إنما كان يستعين بجماعته .وبيان مدى كفرهم وذلك لاحتجاجهم بشيء ما يقوى قلبه ولا ينطلق لسانه أن يحكيه،
-محاولة المعتصم إرهاب الإمام طمعاً في إجابته له لأنه كان رأس أهل الحديث فإذا أجاب طمع أن يجيبه الناس.

&اليوم الثالث من مناظرته :
-كان صبيحة خمس وعشرين من رمضان.
-محاولة ابن داؤود إرهابه طمعاً في أن يجيبهم ليتّبعهم العامّة على هذا القول.
-مما احتجّ به عليهم الإمام أحمد أن احتجّ بقول الله تعالى: {ألا له الخلق والأمر} ففرّق بين الخلق والأمر، والقرآن من أمر الله تعالى كما قال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا}.كما احتج بالحديث : (المراء في القرآن كفر) وبين انه ليس صاحب كلام إنما يتبع ما جاء في الكتاب السنة وأن ما يدعوه اليه مجرد تأويل تأولوه .
- تحريض المعتزلة الخليفة على قتل الإمام خاصة بعد أن لان للإمام لمّا سمع كلامه ومحاورته .
-استجابة الخليفة لتحريضهم وتكفيرهم للإمام وعزمه على ضربه بالسوط
-وعظ الإمام للخليفة وتذكيره بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
: (لا يحلّ دم امرئ مسلم يشهد أن لا إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث...)
وحديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله؛ فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم)، وتذكيره بوقوفه بين يدي الله .
-متابعة المعتزلة تحريضهم للإمام خوفاً من أن يخلي سبيله
-تعذيب الإمام بشدة وقسوة حتى أنه أغمي عليه ثلاث مرات أثناء ضربه
-أرادة الخليفة أن يطلق سراح الإمام بعد الضرب ،وطلب ابن أبي دؤاد من الخليفة حبسه بحجة تكفيره وخوفاً من أن يفتتن به الناس وعدم التفات الخليفة اليه حيث أخذه الندم والارتباك.
-موقف الخليفة من الإمام بعد سماع قوله
: (لي ولهم موقف بين يدي الله عزّ وجل).بإطلاق سراحه وانتهاء محنة الإمام فلم يعرض له المعتصم بقيّة حياته حتى مات سنة 226هـ ؛حيث شغلته الحروب والاضطرابات التي جرت في خلافته كثيراً ؛ منها فتنة بابك الخرّمي، واستبداد الأفشين، وخيانات بعض العسكر، وحروب بينه وبين الروم؛ فأمكنه الله من قتل بابك الخرّمي وقتل الأفشين وأصحابه، وردّ عدوان الرّوم وفتح عمّورية.
-متابعة الإمام علاج جروحه الواغرة
وحضوره - بعدَ أن برئ من الضرب -الجمعة والجماعة، وتابع تحديثه وإفتاءه حتى مات المعتصم.
-ما رواه الإمام الخطيب من تزكية عليّ بن المديني للإمام بأنّ الله عزّ وجلّ أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة.
-عفو الإمام أحمد عن المعتصم، وعن كلّ من آذاه في تلك المحنة إلا من كان صاحب بدعة.


&محنة أهل السنة في مدّة حبس الإمام أحمد
-في الكوفة: امتحن أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخاً كبيراً قد قارب التسعين؛ فامتحنه الوالي فلم يجبه واحتج بإجماع الصحابة أن القرآن كلام الله .وقد طُعن في عنقه وأصابه (وَرَشْكين) وهو كسر في الصدر، ومات بعد يوم من جراحته في يوم الشكّ من رمضان سنة 219هـ؛ قبل خروج الإمام أحمد بنحو شهر.
-وفي البصرة: أُخذ العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني؛ فامتحنا فلم يجيبا في أول الأمر؛ فأما العباس فأقيم فضرب بالسوط حتى أجاب، وعلي بن المديني ينظر إليه؛ فلما رأى ما نزل بعباس العنبري وأنّه قد أجاب أجاب مثله، ولم يُنل بمكروه ولا ضرب؛
-موقف الإمام أحمدمنهماأنه أعذر العباس ولم يعذر عليّا لذلك.


&المحنة في عهد الواثق بن المعتصم
-موقف الإمام من الجمعة والجماعة :أنه كان يشهد الجمعة، ويعيد الصلاة إذا رجع، ويقول: تؤتى الجمعة لفضلها، والصلاة تعاد خلف من قال بهذه المقالة.
-امتحان أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها، وتلميذ الشافعي وأعلم أصحابه، وخليفته في مجلسه بعد موته.ورفضه أن يستجيب مستشهداً بأن الله خلق الخلق بـ"كن"، فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقا خلق بمخلوق، ورفض أن يأخذ بحكم الإستجابة مكرهاً خوفاً من أن يقتدى به مائة ألف ، ولا يدرون المعنى والسبب.وقُيّد بقيود وزنهاأربعين رطلاً ومات في قيوده رحمه الله.
-امتحان الحافظ المحدّث محمود بن غيلان المروزي نزيل بغداد من شيوخ البخاري ومسلم، وقد أكثر الترمذي من الرواية عنه.
سئل عنه الإمام أحمد فقال: (ثقة، أعرفه بالحديث، صاحب سنة، قد حبس بسبب القرآن).
-فتنة الخروج على إمارة ابن داؤد ونهي الإمام للمحدثين عما أرادوه وأمرهم بالصبر
فلم يقبلوا منه، فلم ينالوا ما أرادوا،اختفوا من السلطان وهربوا، وأُخد بعضهم فحبس، ومات في الحبس
-حبس الإمام ومنعه من التحديث ومجالسة الناس.
&أشد سنوات المحنة سنة 231هـ
-ففيها: فادى الخليفة الواثق من طاغية الروم أربعة آلاف وستمائة أسير من المسلمين؛ فتفضَّل أحمدُ بن أبي دؤاد بوضع شرط لمن يفادَون؛ فقال: (من قال من الأسارى: القرآن مخلوق، خلّصوه وأعطوه دينارين، ومن امتنع دعوه في الأسر!!).
-وفيهاورد كتاب الخليفة الواثق إلى أمير البصرة يأمره أن يمتحن الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن؛ فسجن جماعة منهم.
-وفيها أُحضر أحمد بن نصر الخزاعي إلى مجلس الواثق؛ وكان شيخا أبيض الرأس واللحية، فأُوقف على النطع مقيّداَ؛ وامتحنه الواثق بنفسه، وعندما أبى وأثبت رؤية الله قتله الواثق بالصمصامة في بطنه فسقط على النطع صريعاثم عُلّق رأسه رحمه الله في بغداد، وربطوا في أذنه ورقة كتبوا فيها: (هذا رأس أحمدَ بنِ نصر بن مالك، دعاه عبد الله الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه، فأبى إلا المعاندة، فعجله الله إلى ناره). وصُلب جسده في سامرا، وبقي مصلوباً ستّ سنين ؛ ثمّ جمع رأسه وجسده ودفع إلى أهله فدفنوه، واجتمع لتشييعه ودفنه ما لا يحصى من العامّة.رحمه الله وتقبّله في الشهداء.
-كرامة لأحمد بن نصر رواها جعفر بن محمد الصائغ أنه رأى أحمد بن نصر حيث ضربت عنقه قال رأسه: لا إله إلا الله.
-رؤيا رواها السرّاج عن إبراهيم بن الحسن أنه قال: رأى بعض أصحابنا أحمد بن نصر في النوم فقال: ما فعل بك ربك؟ قال: ما كانت إلا غفوةٌ حتى لقيتُ الله، فضحك إلي.
-وزكاه الإمام أحمد فقال: (رحمه الله ما كان أسخاه، لقد جاد بنفسه).
وقال أيضا: (ما دخل على الخليفة أحد يصدقه سواه).
-وممن أوذي في هذه المحنة من المحدّثين: فضل بن نوح الأنماطي؛ فإنّه ضُرب، ثمّ فرّقوا بينه وبين امرأته.

&نهاية المحنة في آخر زمن الواثق بمناظرة شيخ من أهل الشام من بلدة يقال لها "أذنه" الواثق؛ حيث ناظره على أن مقالته غير واجبة وأن الدين كامل وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدعي الى مقالته فحاجه بذلك فأمر الواثق بقطع قيود الشيخ، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد، ولم يمتحن بعدها أحداً.
ورجع الواثق عن القول بخلق القرآن منذ ذلك اليوم،وتوفّي الواثق لستّ بقين من ذي الحجّة سنة 232هـ ، وبويع بعده أخوه جعفر المتوكّل، وكان شابّا في السادسة والعشرين من عمره لمّا تولّى الخلافة، وكان كارهاً لأمر المحنة.

  #15  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 06:00 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

فهرسة موضوع:
فتنة الوقف في القرآن
العناصر:
1-مقدّمة في آثار فتنة القول بخلق القران
بداية الفتنة ونهايتها
خطر تولية ابن ابي دَاؤد وابنه
عاقبة ابن أبي داؤد وابنه
خطر الجهمية
كراهية الامام احمد لتولي الجهمية لمناصب الدولة
طريقة رد أهل السنة على الاشاعرة
أسباب سلامة أهل السنة من الفتن
أثر الرد على المعتزلة وغيرهم بالكلام والمنطق
2-فتنة الوقف في القرآن
معنى
الواقفة
أصناف الواقفة
حقيقة الصنف الاول
أثرالواقفة على الأمة
3-حكم من وقف في القران
4-سبب وقوف بعض أهل الحديث
موقف الامام احمد من المحدثين الذين يقولون بالوقف
من نسب إليه القول بالوقف من أهل الحديث

  #16  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 06:07 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

-فهرسة مسائل درس فتنة القول بخلق القرآن:

&كيفية نشأة هذا القول
1-أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم،
-مقتل الجعد بن درهم :
قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ، يوم الأضحى.
2-الجهم بن صفوان سار على هذه المقالة بعد الجعد
-قلة اتباع هذا القول قبل أن يتلقفها أهل الكلام
-نبذة عن حياة الجهم بن صفوان:
-هو كوفي الأصل وهو حفيد الجعد بن درهم أخذ عنه الكلام ولم يكن من أهل العلم والحديث واشتهر بالذكاء والبراعة في الجدال
- إنكر الأسماء والصفات، وعلوّ الله، والقول بخلق القرآن، والجبر، والإرجاء الغاليان،
-كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128
3- بسر بن غياث المريسي
-نبذة عن حياته:
-كان من كبار الفقهاء.
-أقبل على علم الكلام، ولم يكن صاحب حجج بل كان صاحب خطب كما قال عنه الإمام أحمد.
-كان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله.
-أظهر مقالته بخلق القرآن ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.

&القول بخلق القرآن في عهد المأمون:
-سبب اتخاذ المأمون هذا القول هو حب المأمون للفلسفة وعلم الكلام ويظهر هذا من خلال مجالسته للمعتزلة وتقريبهم منه وأمره باستخراج كتب الفلاسفة اليونانيين من جزيرة قبرص وتعريبها مما زاد من فتنة أهل الكلام

&أعلام المعتزلة في عهد المأمون:
1-بشر بن غياث المريسي(ت:218هـ)، وثمامة بن أشرس النميري (ت:213هـ) ، وأبو الهذيل محمد بن الهذيل العلاف (ت:235هـ) ،وأحمد بن أبي دؤاد الإيادي (ت:240هـ).

&سبب عدم اظهار المأمون القول بخلق القرآن في بداية الأمر:
هو خوفه إن أظهره أن يردّ عليه يزيد بن هارون فيختلف الناس فتكون فتنة .

&بدء الدعوة بهذا القول وامتحان العلماء به :
-بدأت الفتنة سنة 212هـ، بدعوة المأمون إليه، وتقريب من يقول به، وإقصاء من يأباه؛ حتى كثر المعتزلة في زمانه وكان منهم القضاة والكتّاب وجلساء الخليفة والأمراء.
- بداية المحنة سنة 218هـ عند عزم المأمون على امتحان العلماء في القول بخلق القرآن؛ فكتب إلى الولاة بامتحانهم، وكانوا يعزلون من لا يجيب عن وظائفه ، وإن كان له رزق على بيت المال قطع ، وإن كان مفتيا منع من الإفتاء ، وإن كان شيخ حديث ردع عن الإسماع والأداء ، كما ذكر ابن كثير
-ممن استجاب من العلماء لامتحان المأمون تقية واضطراراً :
-جماعة من أهل الحديث منهم: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستلمي، وابن أبي مسعود. امتحنهم عنده في الرقة .
&قول الإمام أحمد في أول مجموعة استجابت اضطراراً :
قال الإمام أحمد: (لو كانوا صبروا وقاموا لله عزّ وجلّ لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل - يعني المأمون - ولكن لمّا أجابوا وهم عينُ البلد اجترأ على غيرهم).
وكان إذا ذكرهم اغتمّ وقال: (همّ أوّل من ثلم هذه الثلمة، وأفسد هذا الأمر).
- علماء دمشق:هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري،امتحنهم إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق.
-أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد؛
وكان موصوفا بالعلم والفقه؛امتحنه المأمون عنده فتركه من القتل لأنه استجاب مضطراً
وأمر بحبسه في بغداد حتى مات فيه في غرة رجب سنة ثماني عشرة ومائتين؛
&من العلماء الذين لم يستجيبوا لمقولة خلق القرآن
1-عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد،
وكان أوّلَ من امتحن من العلماء وقد قطع عنه الذي يجري عليه من بيت المال .
2-أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد.
من علماء دمشق ؛تم سجنه في دار الحجارة.
-رفض الإمام أحمد لطلب عمه بأن يتوارى .
3-امتحان الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث.
-شجاعة الإمام في اثباته الصفات{وهو السميع البصير}أمام المعتزلة
-عدم استجابة الإمام أحمد ومحمد بن نوح العجلي، واستجابة عبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة،مكرهين بسبب الحبس والقيد .
-إعذار هم من قبل الإمام أحمد.
-رفض الإمام الإستجابة مستدلاً بحديث خباب "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه "
-خوف الإمام من فتنة السوط والتسرية عنه .
-شجاعة الإمام أمام الأمير رجاء الحضاري.
-تلقي الإمام الخبر بنية المأمون لقتله ودعاءه على المأمون واستجابة الله له بموت المأمون .

&المحنة في زمن المعتصم بن هارون الرشيد
من أعلام المعتزلة في عهد المعتصم:
- أحمد بن أبي دؤواد ولاه المعتصم منصب قاضي القضاة؛ فكان من أشدّ المعتزلة أذيّة لأهل السنة في القول بالخلق القرآن والامتحان به .
-استمرار امتحان جماعة من العلماء؛ فمنهم من أجاب ترخّصاً بعذر الإكراه، ومنهم من حُبس، ومنهم من عُزل، ومنهم ضُرب، ومنهم أوذي؛ وكانت أعناق العامّة ممتدّة إلى أحمد بن حنبل لأنه كان رأس أهل الحديث في زمانه.
- استمرار فتنة الإمام أحمد:
أمرَ أبي داؤود بنقل الإمام أحمد ومحمّد بن نوح مقيّدين إلى بغداد؛ ليحبسا فيها حتى ينظر في أمرهما.
-مرض الإمام أحمد ومحمد بن نوح في طريق عودتهما إلى بغداد؛ وموت محمد بن نوح لاشتداد المرض به.
-تزكية الإمام لمحمد بن نوح وتعجبه من تقويته ومن موعظته اياه .
-نقّل الإمام أحمد في محابس متعددة إلى أن استقرّ حبسه في محبس العامّة في بغداد؛

&المناظرة الكبرى في خلق القرآن
-سبب المناظرة:طلب إسحاق بن حنبل عم الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشفاعة لابن أخيه وايجاد مخرج بمناظرته العلماء والفقهاء فمن أفلحت حجّته كان أغلب،
-محاولة عمه اقناعه بالاستجابة فكان رد الإمام بأنه إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟ وتمت مناظرة الإمام في العشر الأواخر من رمضان سنة 219هـ:
&اليوم الأول للمناظرة
-ناظره أبو شعيب الحجام ومحمد بن رباح.
- من أسئلة المناظرة :هل القرآن مخلوق ؟
ورد الإمام عليهما بسؤال عن علم الله هل هو مخلوق ؟أحرجهما بذلك.فلم تقم لهما حجّة عليه، فكانا إذا ناظراه بعلم الكلام لم يجبهما، وإذا استدلا عليه بشيء من الكتاب والسنّة ردّ عليهما خطأهما في الاستدلال.

&اليوم الثاني للمناظرة :
-حضور الإمام إلى مجلس الخليفة بعد أن زيدت عليه القيود وبياته في غرفة مظلمة في دار الخليفة.
-انكار الخليفة على المعتزلة تحقيرهم من شأن الإمام أحمد بن حنبل وزعمهم أنّه شابّ حديث السنّ جاهل مبتدع يحبّ التصدّر والرياسة. وكان الإمام أحمد قد بلغ الخامسة والخمسين من عمره.
-محاولة الإمام كسب عطف الخليفة بتذكيره بما جاء به الرسول صلى الله عليه من أحكام قتل المسلم
-مهابة المعتصم للإمام .
-مناظرة الإمام من قبل عبد الرحمان القزاز
-سؤال المناظرة : ما تقول في القرآن؟وتكرار الإجابة لهم بأن القرآن من علم الله، ومن زعم أنّ علم الله مخلوق فقد كفر بالله، وكان يستدلّ على ذلك بقول الله تعالى: {ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم}.
-انقطاع حجة المعتزلة وتحريض الخليفة على قتله
-استنكارهم عليه رفضه لكل ما عدا الكتاب والسنة ورده الإستنكاري أن الإسلام لا يقوم إلا بهما .
-تكشف ضعف ابن أبي دؤاد للإمام و أنه لم يكن صاحب علم ولا حجّة ولا قدرة على المناظرة، إنما كان يستعين بجماعته .وبيان مدى كفرهم وذلك لاحتجاجهم بشيء ما يقوى قلبه ولا ينطلق لسانه أن يحكيه،
-محاولة المعتصم إرهاب الإمام طمعاً في إجابته له لأنه كان رأس أهل الحديث فإذا أجاب طمع أن يجيبه الناس.

&اليوم الثالث من مناظرته :
-كان صبيحة خمس وعشرين من رمضان.
-محاولة ابن داؤود إرهابه طمعاً في أن يجيبهم ليتّبعهم العامّة على هذا القول.
-مما احتجّ به عليهم الإمام أحمد أن احتجّ بقول الله تعالى: {ألا له الخلق والأمر} ففرّق بين الخلق والأمر، والقرآن من أمر الله تعالى كما قال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا}.كما احتج بالحديث : (المراء في القرآن كفر) وبين انه ليس صاحب كلام إنما يتبع ما جاء في الكتاب السنة وأن ما يدعوه اليه مجرد تأويل تأولوه .
- تحريض المعتزلة الخليفة على قتل الإمام خاصة بعد أن لان للإمام لمّا سمع كلامه ومحاورته .
-استجابة الخليفة لتحريضهم وتكفيرهم للإمام وعزمه على ضربه بالسوط
-وعظ الإمام للخليفة وتذكيره بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
: (لا يحلّ دم امرئ مسلم يشهد أن لا إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث...)
وحديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله؛ فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم)، وتذكيره بوقوفه بين يدي الله .
-متابعة المعتزلة تحريضهم للإمام خوفاً من أن يخلي سبيله
-تعذيب الإمام بشدة وقسوة حتى أنه أغمي عليه ثلاث مرات أثناء ضربه
-أرادة الخليفة أن يطلق سراح الإمام بعد الضرب ،وطلب ابن أبي دؤاد من الخليفة حبسه بحجة تكفيره وخوفاً من أن يفتتن به الناس وعدم التفات الخليفة اليه حيث أخذه الندم والارتباك.
-موقف الخليفة من الإمام بعد سماع قوله
: (لي ولهم موقف بين يدي الله عزّ وجل).بإطلاق سراحه وانتهاء محنة الإمام فلم يعرض له المعتصم بقيّة حياته حتى مات سنة 226هـ ؛حيث شغلته الحروب والاضطرابات التي جرت في خلافته كثيراً ؛ منها فتنة بابك الخرّمي، واستبداد الأفشين، وخيانات بعض العسكر، وحروب بينه وبين الروم؛ فأمكنه الله من قتل بابك الخرّمي وقتل الأفشين وأصحابه، وردّ عدوان الرّوم وفتح عمّورية.
-متابعة الإمام علاج جروحه الواغرة
وحضوره - بعدَ أن برئ من الضرب -الجمعة والجماعة، وتابع تحديثه وإفتاءه حتى مات المعتصم.
-ما رواه الإمام الخطيب من تزكية عليّ بن المديني للإمام بأنّ الله عزّ وجلّ أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة.
-عفو الإمام أحمد عن المعتصم، وعن كلّ من آذاه في تلك المحنة إلا من كان صاحب بدعة.


&محنة أهل السنة في مدّة حبس الإمام أحمد
-في الكوفة: امتحن أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخاً كبيراً قد قارب التسعين؛ فامتحنه الوالي فلم يجبه واحتج بإجماع الصحابة أن القرآن كلام الله .وقد طُعن في عنقه وأصابه (وَرَشْكين) وهو كسر في الصدر، ومات بعد يوم من جراحته في يوم الشكّ من رمضان سنة 219هـ؛ قبل خروج الإمام أحمد بنحو شهر.
-وفي البصرة: أُخذ العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني؛ فامتحنا فلم يجيبا في أول الأمر؛ فأما العباس فأقيم فضرب بالسوط حتى أجاب، وعلي بن المديني ينظر إليه؛ فلما رأى ما نزل بعباس العنبري وأنّه قد أجاب أجاب مثله، ولم يُنل بمكروه ولا ضرب؛
-موقف الإمام أحمدمنهماأنه أعذر العباس ولم يعذر عليّا لذلك.


&المحنة في عهد الواثق بن المعتصم
-موقف الإمام من الجمعة والجماعة :أنه كان يشهد الجمعة، ويعيد الصلاة إذا رجع، ويقول: تؤتى الجمعة لفضلها، والصلاة تعاد خلف من قال بهذه المقالة.
-امتحان أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها، وتلميذ الشافعي وأعلم أصحابه، وخليفته في مجلسه بعد موته.ورفضه أن يستجيب مستشهداً بأن الله خلق الخلق بـ"كن"، فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقا خلق بمخلوق، ورفض أن يأخذ بحكم الإستجابة مكرهاً خوفاً من أن يقتدى به مائة ألف ، ولا يدرون المعنى والسبب.وقُيّد بقيود وزنهاأربعين رطلاً ومات في قيوده رحمه الله.
-امتحان الحافظ المحدّث محمود بن غيلان المروزي نزيل بغداد من شيوخ البخاري ومسلم، وقد أكثر الترمذي من الرواية عنه.
سئل عنه الإمام أحمد فقال: (ثقة، أعرفه بالحديث، صاحب سنة، قد حبس بسبب القرآن).
-فتنة الخروج على إمارة ابن داؤد ونهي الإمام للمحدثين عما أرادوه وأمرهم بالصبر
فلم يقبلوا منه، فلم ينالوا ما أرادوا،اختفوا من السلطان وهربوا، وأُخد بعضهم فحبس، ومات في الحبس
-حبس الإمام ومنعه من التحديث ومجالسة الناس.
&أشد سنوات المحنة سنة 231هـ
-ففيها: فادى الخليفة الواثق من طاغية الروم أربعة آلاف وستمائة أسير من المسلمين؛ فتفضَّل أحمدُ بن أبي دؤاد بوضع شرط لمن يفادَون؛ فقال: (من قال من الأسارى: القرآن مخلوق، خلّصوه وأعطوه دينارين، ومن امتنع دعوه في الأسر!!).
-وفيهاورد كتاب الخليفة الواثق إلى أمير البصرة يأمره أن يمتحن الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن؛ فسجن جماعة منهم.
-وفيها أُحضر أحمد بن نصر الخزاعي إلى مجلس الواثق؛ وكان شيخا أبيض الرأس واللحية، فأُوقف على النطع مقيّداَ؛ وامتحنه الواثق بنفسه، وعندما أبى وأثبت رؤية الله قتله الواثق بالصمصامة في بطنه فسقط على النطع صريعاثم عُلّق رأسه رحمه الله في بغداد، وربطوا في أذنه ورقة كتبوا فيها: (هذا رأس أحمدَ بنِ نصر بن مالك، دعاه عبد الله الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه، فأبى إلا المعاندة، فعجله الله إلى ناره). وصُلب جسده في سامرا، وبقي مصلوباً ستّ سنين ؛ ثمّ جمع رأسه وجسده ودفع إلى أهله فدفنوه، واجتمع لتشييعه ودفنه ما لا يحصى من العامّة.رحمه الله وتقبّله في الشهداء.
-كرامة لأحمد بن نصر رواها جعفر بن محمد الصائغ أنه رأى أحمد بن نصر حيث ضربت عنقه قال رأسه: لا إله إلا الله.
-رؤيا رواها السرّاج عن إبراهيم بن الحسن أنه قال: رأى بعض أصحابنا أحمد بن نصر في النوم فقال: ما فعل بك ربك؟ قال: ما كانت إلا غفوةٌ حتى لقيتُ الله، فضحك إلي.
-وزكاه الإمام أحمد فقال: (رحمه الله ما كان أسخاه، لقد جاد بنفسه).
وقال أيضا: (ما دخل على الخليفة أحد يصدقه سواه).
-وممن أوذي في هذه المحنة من المحدّثين: فضل بن نوح الأنماطي؛ فإنّه ضُرب، ثمّ فرّقوا بينه وبين امرأته.

&نهاية المحنة في آخر زمن الواثق بمناظرة شيخ من أهل الشام من بلدة يقال لها "أذنه" الواثق؛ حيث ناظره على أن مقالته غير واجبة وأن الدين كامل وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدعي الى مقالته فحاجه بذلك فأمر الواثق بقطع قيود الشيخ، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد، ولم يمتحن بعدها أحداً.
ورجع الواثق عن القول بخلق القرآن منذ ذلك اليوم،وتوفّي الواثق لستّ بقين من ذي الحجّة سنة 232هـ ، وبويع بعده أخوه جعفر المتوكّل، وكان شابّا في السادسة والعشرين من عمره لمّا تولّى الخلافة، وكان كارهاً لأمر المحنة.

  #17  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 06:14 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي المجموعة الرابعة

المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
يكون الاهتداء بالقرآن بأمور:
1-تصديق خبره : وهذا يزيد إيمان العبد ويقينه.ويرفعه إلى مرتبة المحسنين ، والدليل قوله تعالى{والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون.لهم مايشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين}.
2-أن يعقل الأمثال وليس مجرد الفهم؛إنما المراد العقل وهو الاعتبار بها والعمل بموجبها وماتقتضيه.
3-امتثال الأوامر.
4-اجتناب النواهي.


س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
كان العلماء يقولون : إن القرآن كلام الله ، ولايزيدون على ذلك ، فلما ظهر ماظهر من البدع؛احتاج العلماء أن يزيدوا أنه غير مخلوق.

س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
سبب إصراره أنه كان قدوة للأمة، وهم جميعا ينتظرون مايقول.
كما أن العالم إذا سكت والناس يجهلون فمتى يُعلم الحق.


س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
لماظهر القول بخلق القرآن ، ثم أذن الله برفع الامتحان عليه ، توسطت طائفة من الناس فقالوا: نتوقف؛لانقول مخلوق ، ولا نقول غير مخلوق.
فالوقف يعني : ألا يتكلم في المسألة بنفي ولا إثبات.
ومن قال بالوقف أقسام : 1-جهمية تستروا بهذا القول ، وهؤلاء شدد فيهم الإمام أحمد ووصفهم بالبدعة.
2-قوم توقفوا شكا وترددا.
وهؤلاء يعلمون الحق ، فإن اصروا على الشك فيكفرون ، لأن الإيمان لابد فيه من اليقين.
3-قوم وقفوا من أهل الحديث والصلاح والتقوى . فهؤلاء توقفوا وأخطئوا في ذلك ، لأن الناس يحتاجون إلى بيان لا إلى مايزيد تحيرهم وفتنتهم في المسألة.
ولذلك كان الإمام أحمد ينهى من توقف عن هذا ويأمر أن نبين أن القرآن غير مخلوق.
ومن هؤلاء من أهل الحديث: مصعب بن عبد الله الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي، وبشر بن الوليد الكندي، وعلي بن الجعد الجوهري، ويعقوب بن شيبة السدوسي.


س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.

سبب محنة الإمام البخاري كانت بسبب مسألة اللفظ.
ومسألة اللفظ هذه من المسائل المشكلة التي اختلف بسببها أهل السنة.
فإنه لما ظهرت فتنة خلق القرآن ، بعض الناس سكت وهؤلاء نهاهم الإمام أحمد عن السكوت وسموا الواقفة كما سبق.
ثم ظهرت فتنة اللفظية على يد الكرابيسي الذي قال لفظي بالقرآن مخلوق.
وهذه كلمة مشتركة تحتاج إلى بيان : فإن كان المراد الملفوظ فهو كلام الله غير مخلوق.
وإن كان المراد مايتلفظ به ؛ أي العضو ، فالعضو مخلوق .
ثم إن أعمال العباد مخلوقة ، وبسبب عدم تحرير المراد بدقة وقع الخلاف بين أهل السنة بسبب هذا.
فكان هذا سبب محنة الإمام البخاري.
وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي.
وهم يقولون أن أفعال العباد مخلوقة ، لكن أخطئوا بقولهم أن اللفظ بالقرآن غير مخلوق. وومن عارضهم؛ الإمام البخاري ومسلم وغيرهما،وهو معنى كلام أحمد.
فلماقدم الإمام على نيسابور بلد الإمام الذهلي ، ونقل إليه كلام الإمام البخاري على غير وجهه،فأخرجوه من نيسابور، وكذلك لما عاد إلى بخارى كذلك أخرجوه منها.
وضاقت عليه الأرض بمارحبت ، حتى دعا الله فقبض من شهره رحمه الله.

وتحقيق قوله : أن القرآن غير مخلوق ، وأفعال العباد مخلوقة ، وهذا هو الصواب الذي لم يفهم على وجهه.
والله المستعان.

  #18  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 07:03 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي الفهرسة

1-مسائل الاعتقاد المتعلقة بالإيمان بالقرآن:

أولا:إثبات صفة الكلام لله تعالى:
-الأدلة من القرآن.
-الأدلة من السنة.
ثانيا:الكلام صفة ذاتية من وجه ، فعلية من وجه.

ثالثا:تلخيص كلام أهل السنة في القرآن:
1-القرآن كلام الله.
2-منه بدأ وإليه يعود.
3-أنه من عند الله حروف ومعاني.
4-أنه غير مخلوق.
5-من قال هو مخلوق كفر.
6-القرآن سمعه جبريل من الله تعالى، وسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام،وسمعه المسلمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7-القرآن مكتوب في المصاحف ، محفوظ في الصدور.
8-أن الله تكلم به حقيقة.
9-أنه بلسان عربي.
10-من ادعى وجود قرآن غيره كفر.

رابعا:الآثار عن السلف في الإيمان بالقرآن.

خامسا:سبب تصريح الأئمة أن القرآن غير مخلوق.

سادسا:أقوال الفرق المخالفة في القرآن:
-الروافض.
الجهمية.
-المعتزلة.
-الكلابية والماتريدية والأشاعرة: أ-أصل بدعتهم وسببها.
ب-الفرق بينهم وبين غيرهم.
والله أعلم.

  #19  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 07:17 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي فهرسة مسائل الإيمان بالقرآن

بسم الله الرحمن الرحيم


فهرس مسائل الإيمان بالقرآن


مسائل الإيمان بالقرآن
تنقسم الى قسمين :
1/ مسائل اعتقادية : ما يجب اعتقاده في القرآن ،وينقسم إلى :
أ-أحكام :يتعلق بحكم القول ،هل هو واجب الاعتقاد أم بدعة.
ب- آداب :تتحدث عن آداب بحث مسائل الاعتقاد في القرآن .

طالب العلم يحتاج إلى ثلاثة أمور في دراسته هذه :
1-معرفة منهج أهل السنة والجماعة في مسائل الاعتقاد .
2-معرفة الأدلة واستيعابها .
3-معرفة أقوال المخالفين ودرجة اختلافهم ،ورد أهل السنة عليهم .

2/ مسائل سلوكية :الاهتداء بالقرآن وتدبره والامتثال لأوامره والانتهاء عن زواجره .
وهي تنقسم إلى قسمين :
أ-بصائر وبينات : قائمة على العلم وتهدي لليقين .
ب-اتباع الهدى : تعنى بالجانب العملي من اتباع الأوامر .
الدليل : قال تعالى :((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)) 159 البقرة .

أدلة وجوب الإيمان بالقرآن :
أ ~من القرآن :
1-قال تعالى :(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ )) النساء
2- قال تعالى :(( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا )) 8 التغابن
3- قال تعالى :(( وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ )) الشورى .
4-قال تعالى :(( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا )) والآية التي تليها ، ((فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ))البقرة .
5-قال تعالى :((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌ آٓمٓنٓ بِالّلّهِ وٓ مٓلائِكٓتِهِ وٓ كُتُبِهِ وٓ رُسِلِه)) البقرة
ب~من السنة :
1- حديث جبريل عليه السلام الطويل حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فأجابه :(أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ).
أدلة الوعيد لمن لم يؤمن بالقرآن :
1- قال تعالى :((بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ )) 49 العنكبوت .
2-قال تعالى :(( وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ)) 99 البقرة.
3- وعيد لليهود والنصارى ، قال تعالى :((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ )) 47 النساء .
4-سمّى المكذبين بالكفار وتوعدهم ، قال تعالى :((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ، فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)) 26.27 فصلت .

الإيمان بالقرآن قول وعمل :
الإيمان بالقرآن على ثلاثة أقسام :
1- ايمان اعتقادي :يؤمن بأنه كلام الله نزله بالحق .
2- إيمان قولي :أن يقر بالإيمان بالقرآن قولاً ومنه تلاوة القرآن .
3- إيمان عملي : اتباع ما أمر به وترك مانهى عنه القرآن .
4- الأدلة من القرآن على ذلك .

الاهتداء بالقرآن
وهو الإيمان العملي ويندرج تحته عدة أمور ،منها :
(1)- تصديق أخباره ، وان كان مصدقاً كان محسناً والإحسان هنا يعني :
أ~ أن الله سماه محسناً
ب~ أن الله يكفر سيئاته .
ج~ أن الله يكفي عبده .
ج~ الدليل ،قوله تعالى :(( وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى،الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ )) 23،22 النجم.
د~ الحديث المروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه :( سلوا الله العفو والعافية فإن الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خير من العافية .
- التصديق الحسن :
1-هو الذي لا شك فيه .
2- يورث اليقين .
3- تحصل به الهداية .
4-يرفع درجة صاحبه .
5- تلاوة القرآن تعين عليه .

(2)- عقل الأمثال :
المطلوب من المؤمن :
1- فهم المثل .
2-فهم المقصد .
3-العمل بدلالتها .
4- قول ابن القيم .
5- تنقسم الأمثال إلى قسمين :
أ~ أمثال صريحة .
ب~ أمثال كامنة .
6- الحكمة من ضرب الأمثال :
1- تعريف المؤمن بالأحوال والمعارف .
2-التنبيه على العلل والنظائر .
3-الإرشاد الى أحسن الأساليب .
4-تقريب المعاني .
5- تزيد الإيمان .
مثال :
قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ). 73الحج .
- الفرق بين فهم المثل وعقله والانتفاع به .

(4،3) اتباع الأوامر واجتناب النواهي
1- طاعة الله تزيد الهداية في قلب المؤمن .
2- اقتران الإيمان بالعمل الصالح .
3- اتباع الأوامر واجتناب النواهي هما قوام الموعظة في القرآن .
4- الدليل ، قوله تعالى :(( وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا))
5- طاعة الله فيما أمر ونهى تنجي العبد من الضلال والعذاب يوم القيامة .
6- بعض الأدلة من القرآن .

آثار الإيمان بالقرآن :
1- يهدي المؤمن للتعرف على خالقه عز وجل بأسمائه وصفاته .
2-يهدي المؤمن للهدى والحق .
3-فيه بشارة ورحمة للمؤمن .
4- يحثه على تلاوة القرآن وتحصيل الأجور المضاعفة .
5- الإيمان بالقرآن شرط للانتفاع به .
- الدليل ، قوله تعالى :((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)) 82 الإسراء.

الخلاصة :
1-الإيمان بالقرآن يفتح أبواب العلم والمعرفة للمؤمن (الجانب العلمي )
2-الإيمان بالقرآن يهدي ويدل المؤمن على سلوك طريق النجاة (الجانب العملي )
3- كلما زاد الإيمان بالقرآن زادت سعادة المؤمن .

استغفر الله وأتوب إليه

  #20  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 09:02 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
تنقسم مسائل الإيمان بالقرآن لقسمين:
أ- مسائل اعتقادية :
وأشهر أصول هذه المسائل التي تتضمنها كتب الاعتقاد تتضمن الآتي:
* وجوب الإيمان بالقرأن وأنه كلام الله حقيقة منزل غير مخلوق.
* وجوب الإيمان بأن القرآن منزل على محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
* وجوب الإيمان بأن القرآن مهيمن على الكتب السماوية وناسخ لها.
* وجوب الإيمان بأن القرآن من الله بدأ وإليه يعود.
* وجوب الإيمان بما أخبر الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عن القرآن.
* وجوب الإيمان بحلاله وحرامه ،والعمل بمحكمه ورد متشابهه إلى محكمه.
* وجوب رد ما لا يعلمه لعالمه.

وتنقسم المسائل الموجودة في كتب الاعتقاد إلى قسمين:
*قسم يتعلق بالأحكام العقدية :كالواجب والبدعة بأنواعها.
*قسم يتعلق بالآداب المتعلقة ببحث مسائل الإيمان بالقرآن وفق طرق الاستدلال المعتمدة على الكتاب والسنة والأثر عن السلف الصالح ،وطريقة دراستها وفق ضوابط أهل السنة .

ب- مسائل سلوكية :سواء كانت على الجانب المعرفي،أو الجانب العملي الذي ينتفع به العبد ،وهذه المسائل على أصلين:
1- بصائر وبينات :وهي الجانب المعرفي والحقائق التي تعمل على زيادة الإيمان،تقوم على العلم وتثمر اليقين، قال تعالى في سورة القصص:"هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون" ،وقال تعالى :"أفمن كان على بينة من أمره كمن زين له سوء عمله فرآه حسنا واتبعوا أهوائهم"[محمد14]
2- اتباع الهدى :وهو الجانب العملي المتمثل باتباع الأوامر واجتناب النواهي، ويقوم على الإرادة والعزيمة ،ويثمر التقوى والاستقامة.
قال تعالى :"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم الاعنون"[البقرة]

والجمع بينهما وفق معتقد صحيح أمر لازم لكمال الإيمان بالقرآن.

#&#&#&#&#&#&#&

س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى؟
"صفة الكلام صفة ثابتة لله عزوجل ؛كلاما على الحقيقة ؛ يتكلم بحرف وصوت ؛ بمشيئته وقدرته ؛ بما يليق بجلاله وعظمته ؛لا يشبه كلام المخلوقين ؛ ولا يحيط بها أحد من خلقه ؛ لا تنفد ولا تنقضي ؛ قال تعالى :"قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا" [الكهف/109]؛ولايزال متكلما كيف شاء ومتى شاء ؛ ويسمعه من يشاء؛ أثبتها تعالى لنفسه في كتابه ؛كما أثبتها له نبيه صلى الله عليه وسلم .

وهذه الصفة : ذاتية من حيث أنه جل وعلا لا يزال متكلما إذا شاء ؛وفيها رد على أهل البدع.
وأيضا صفة فعلية ؛ وهذا في آحاد فعله ،كونه جل وعلا يتكلم كيف شاء ومتى شاء.

ومن الأدلة على ثبوتها من الكتاب :
- قوله تعالى :" وكلّم الله موسى تكليما "
- وقوله تعالى:" تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله "
- وقوله تعالى :"ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه"

ومن الأدلة على ثبوتها من السنة :
- قول عائشة رضي الله عنها في حديث قصة الإفك " ...ولَشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلَّم الله فيَّ بأمرٍ يتلى ...". متفق عليه
- وحديث عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم:" ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله ،ليس بينه وبينه ترجمان..."

#&#&#&#&#&#&#&

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون؟
ابتدأ سُلَّم فتنة القول بخلق القرآن من (الجعد بن درهم ،ثم الجهم بن صفوان ،ثم بشر بن غياث المريسي ،..):

أول من أسس لهذه الفتنة الجعد بن درهم ؛معتزلي المذهب ، المنكر لصفات الله تعالى ، و أول من قال بخلق القرآن ،ذكر أبو القاسم الالكائي أنه :"لا خلاف بين الأمة أن أول من قال :القرآن مخلوق جعد بن درهم" ، فقد وضع جعد العتبة الأولى على سٌلّم الفتنة ، وبعد مقتله على يد أمير العراق خالد بن عبدالله القسري يوم الأضحى سنة 124ه .

تلقّف هذه المقولة تلميذه الجهم بن صفوان وقال ابن بطة عن يوسف ابن قطان أن جعد بن درهم هو جد الجهم .
لم يكن الجهم من أهل العلم ولا ممن له علم بالآثار ،وإنما تميَّز ببراعة وجدال في الكلام، وقد ذكر البخاري قول قتيبة بن سعيد (بلغني أن جهما كان يأخذ الكلام من جعد)، حتى انتشرت مقالاته الفاسدة في إنكار الأسماء والصفات وعلو الله تعالى ،والقول بخلق القرآن ،فعاث فسادا وإضلالا بكلامه، فحكم عليه علماء عصره بالكفر وقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني 128ه ،وقد روى اللالكائي قولا لبكير بن معروف حين قتل سلم الجهم أنه اسود وجهه.

بعد مدة من الزمن عادت الفتنة على يد بشر بن غياث المريسي ؛ وبشر كان قد عُدّ من كبار الفقهاء ،أخذ علمه عن القاضي أبي يوسف وروى عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينه، وقد أخذ مقالات الجهم من صفوان ولم يدركه إلا أن إقباله على علم الكلام وافتنانه به وسوء أدبه ومجادلته وخطابته ،أدى ذلك لمقت أهل العلم له، وتكفيرهم إياه، و تحذير أئمة السنة لطلاب العلم منه ،وقد ذكر الذهبي أن هارون الرشيد قد توَّعده فبقي متخفيا، ومع كل ذلك فقد تسلل خطر بشر وأصحابه ببراعتهم في الكتابة إلى الحكام والولاة .

#&#&#&#&#&#&#&

س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول:
*أصحابه:الجهمية المتسترون باللفظ.
*بيان موقفهم: فرحوا بالقول أن اللفظ بالقرآن مخلوق ،لأنها تستر مرادهم بخلق القرآن الذي أثار غضب العامة .
*الحكم عليه: جهمي كافر، وتحذير العلماء منهم.
*الأدلة عليه:ما روي عن عبدالله بن الإمام أحمد أنه سمع أبيه يقول:" من قال لفطي بالقرآن مخلوق،يريد به القرآن فهو كافر"
وقال الإمام أحمد أيضا عندما سُئل عن أقواما يقولون :"ألفاظنا بالقرآن مخلوقة؟ فأجاب:هم جهمية وهم شر ممن يقف."
وفيما رواه البغدادي عندما سأل رجل من أهل الموصل الإمام أحمد عن مسألة الكرابيسي نطقي بالقرآن مخلوق ،وقد غلب على أهل بلده الجهمية ،فحذره الإمام أحمد بقوله:"إياك إياك وهذا الكرابيسي،لا تكلمه ولا تكلم من يكلمه"أربع مرات أو خمس مرات.

الموقف الثاني:
*أصحابه : الذين خاضوا في علم الكلام ،وتأثروا ببعض أقوال الجهمية لم يجروها على أصولهم .
*أشهرهم: الشَّراك، رجل من أهل الشام.
*بيان قولهم :أن القرآن كلام الله،إذا تلفظنا به صار مخلوقا.
*الحكم عليه:إن لم يترك الأمر فهو كالجهمي.
*الأدلة :قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أن الشّراك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقة.
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهم بعينه» قال: قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: «هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقد جاء بالأمر كلّه»
قلت: (الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ: {الم غلبت الرّوم} فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا، ولكنّه كلام اللّه)؟
قال: «نعم، هذا وغيره، إنّما هو كلام اللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك» .

-ما رواه اللالكائي عن محمد بن أسلم الطّوسي أنه قال: (إن من قال: إن القرآن يكون مخلوقا بالألفاظ، فقد زعم أن القرآن مخلوق).

الموقف الثالث:
*أصحابه:داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري رأس أهل الظاهر وإمامهم،وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن.
*قوله:
-قال الأصبهاني: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
-وقال الأصبهاني: (القرآن مُحدَث، ولفظي بالقرآن مخلوق) رواه الخلال عن محمد بن الحسين بن صبيح.
*الحكم عليه: أنكر عليه إسحق بن راهويه، وأمر قاضي نيسابور الإمام أحمد بهجره ومجانبته.


الموقف الرابع:
*أصحابه: جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
*دورهم في مسألة اللفظ:
1-منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه .
2-بدّعوا الفريقين: الفريق الأول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق، والفريق الثاني القائل : لفظي بالقرآن غير مخلوق.
3-اشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن.
4-بيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
*الحكم عليه:
من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؛فهو جهمي.
ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع.
وكره الإمام أحمد بأن يقال في اللفظ شيء.
*الأدلة عليه:
-قال إسحاق بن حنبلٍ: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ، ومن زعم أنّ لفظه بالقرآن غير مخلوقٍ، فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد اللّه عن هذا، وغضب منه، وقال: (ما سمعت عالمًا قال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيمٍ، وأبي بكر بن عيّاشٍ، وسفيان بن عيينة، فما سمعتهم قالوا هذا).
-قال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غير مخلوق).


الموقف الخامس:
*أصحابه:هم طائفة من أهل الحديث ،منهم محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري، وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
*قولهم:صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق للالتباس الأمر عليهم،ظانين بقولهم رد الجهمية ،وافترقوا لفريقين ذكره ابن تيمية :
الأول : قالوا :لفظنا بالقرآن غير مخلوق ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مراده صوت العبد، كما ورد عن أبي حاتم الرازي، وغيره.
الثاني: ردوا على من قبلهم بأن أدخلوا صوت العبد أو فعله في ذلك أو يقفون فيه، ففهم ذلك بعض الأئمة، فصار يقول: أفعال العباد وأصواتهم مخلوقة.
*الحكم :أخطأوا ،فتفرق أهل السنة واختلفوا .

الموقف السادس:
*أصحابه: أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
*قولهم: فهموا من كراهية الإمام أحمد للَّفظ ؛أنه بمعنى الطرح والرمي.
*الحكم :لا يليق قوله في حق القرآن.
*الدليل:قول ابن تيمية: (والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى *من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك).

الموقف السابع:
*أصحابه:طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، كما سمعه موسى بن عمران.
*أقوالهم:
منهم من قال: حلَّ صوت الربّ في العبد.
ومنهم قال: ظهر فيه ولم يحلّ فيه .
ونفى آخرون القول بالظهور والحلول.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
*السبب في تعدد الأقوال:ا اشتراك في الألفاظ واشتباه في المعاني
*الحكم : "كلها أقوال باطلة في الشرع والعقل " ذكر ذلك ابن تيمية .

#&#&#&#&#&#&#&#&

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
كان السبب في ظهور بدعة ابن كلاب هو الرغبة في الانتصار للسنة والرد على المعتزلة ؛بالحجج والدلائل المنطقية والطرق الكلامية ؛التي حذّر العلماء من قبل من خطرها وأنها ستكون باب للبدع ، وبالفعل قد وقع في شراكها ابن كلاب ، فأدى ذلك للتسليم ببعض أصولهم الفاسدة، غير أنه تمكن من رد بعض أقوالهم ببيان فسادها وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك،وغرّ أيضا بعض الجهلة ظنا منهم أنه انتصر للسنة .

أما موقف أهل السنة منه ؛ فقد أنكروا عليه طريقته وحذروا منه ومن سلوك كنهجه الذي أدى إلى إحداث الأقوال والوقوع في الفتن،فقد كان لخزيمة قولا عن الإمام أحمد حيث قال: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).
وألف منهم بعض المؤلفات في الرد عليه كالإمام الحافظ أبو نصر السجزي (ت:444هـ) ، حيث ردّ فيها على ابن كلاب والأشعري والقلانسي رسالته في الحرف والصوت، وكتاب الإبانة.

-والله أعلى وأعلم-

  #21  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 09:45 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

فهرسة مسائل ( عقيدة أهل السنة والجماعة )
عناصر الدرس :
مسائل الايمان بالقرآن :
- مسائل سلوكية :
سلوك متبع على اعتقاد صحيح
-مسائل عقدية :
*اثبات صفة الكلام لله تعالى وهي أصل الإيمان والاعتقاد
-أدلة اثبات صفة الكلام من القرآن
-أدلة اثبات صفة الكلام من السنة
-أدلة اثبات صفة الكلام من آثار السلف
-كلام الله تعالى حقيقة غير مخلوق ، نزل بلسان عربي مبين ، ومن زعم أنه مخلوق ، أو وجود غبره ، أو سكت فيه وتوقف فهو كافر بإجماع السلف
-أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة :
1-الرافضة :
-طوائفهم وأقوالهم
-أقوالهم وأدلتهم والرد عليهم
2-الجهمية الأوائل :
-مؤسسهم
-قولهم بخلق القرآن وأدلتهم
3-الكلابية والماتريدية والأشاعرة
-قولهم وأدلتهم
-مؤسسهم في قولهم الباطل
-تعارض أقوالهم وسببه
-ابن كلاب وقوله ومعارضته للمعتزلة
-سبب فساد قول ابن كلاب
-أبو الحسن الأشعري وموافقته لابن كلاب والرد على المعتزلة
-الفرق بين الأشاعرة والمعتزلة
-أهمية معرفة العقيدة الصحيحة وأقوال الفرق الضالة

  #22  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 09:49 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي إجابة أسئلة المذاكرة

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.

ج1/
الاهتداء بالقرآن يكون ب:
(1)- تصديق أخباره ، كلما كان التصديق بالقرآن أكثر كلما زاد الإيمان ، وزاد اليقين بما أخبر الله حتى يصل الى درجة الإحسان . قال تعالى :(( وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ))،22 النجم. فالمحسنين يزيدهم الله هداية وتوفيقاً .
واليقين من أعظم ما يرجوه المؤمن وقد ورد في الأثر المروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه :( سلوا الله العفو والعافية فإن الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خير من العافية) .وللتصديق ثمرات منها:
1- أن الله يكفي عبده ويتولاه ( والله ولي المؤمنين )
2- انه سبب لمغفرة الله عزوجل
(2) عقل الأمثال ، وذلك بفهمها ومعرفة مقصودها ثم الاعتبار بهذه الأمثال والعمل على الحذر مما حذرت منه أو إتيان ما حثت عليه .ومن أتم هذه الأمور حصل له الانتفاع بهذه الايات المباركة وفتحت له ابواب الهداية والبصيرة .
(3) الامتثال لأوامر الله.
(4) الانتهاء عما نهى الله .
وهذان الأمران يدلان على طاعة العبد لربه . وطاعة الله تورث الهداية واليقين وترفع العبد منازل عالية من العبودية لم يكن ليبلغها لولا طاعته واستجابته لخالقه .قال تعالى :( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم ) .

ج2/
سبب تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق هو الفتنة العظيمة التي حصلت بالقول بخلق القرآن من قبل البعض فكانوا سبباً في إضلال كثير من العامة والأمراء والوزراء حتى افتتن الناس في دينهم .ولو أن علماء السنة اكتفوا بالقول بأن القرآن كلام الله ، لحصل اللبس في أفهام الناس . لذا أظهر الله الحق على لسان علماء السنة وعلى رأسهم الإمام أحمد رحمه الله .

ج3/
سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخص بعذر الإكراه في محنة خلق القرآن ، لما تسببت به هذه الفتنة من إلإخلال في عقيدة المسلمين . وكان يرى الإمام أحمد رحمه الله أن العلماء الذي سكتوا مكرهين قد ثلموا ثلمة في الإسلام ولو أنهم صدعوا بالحق لانطفأت الفتنة وما تجرأ أحد على القول بها .

ج4/
الوقف في محنة الخلق بالقرآن هو السكوت عن البيان ، فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق ويكتفون بالقول أن القرآن كلام الله كما كان السلف رحمهم الله ، وسبب وقوف بعض أهل الحديث هو عدم وجود اللفظ ( غير مخلوق) عند السلف الصالح فلذا تحرجوا من الإتيان بلفظ جديد .

ج5/
سبب محنة الإمام البخاري هو غيرة بعض مشايخ نيسابور لما رأوا التفاف الناس حول الإمام ، والبعض قال أن والي المدينة طلب من الإمام أن يقرأ الصحيح على أولاده خاصة فرفض الإمام ذاك فكان ذلك سبباً في نقمة الوالي على الإمام البخاري رحمه الله .
الإمام البخاري حاول أن ينأى بنفسه عن فتنة الخلق القرآن لما رأى من الفتن والشدة في ذلك الأمر ، والأمر دقيق يحتاج إلى دقة في الفهم فلذا آثر الإمام السكوت إلى أن شاء الله أن يمتحن فسأله أحد الحضور في مجلس كبير عن رأيه ،فأعرض عنه وألحّ السائل فأجاب بأن( القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة ) فحُملت كلمة الإمام على غير وجهها وحرفت .
استغفر الله وأتوب إليه

  #23  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 11:03 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي فهرسة مسائل ** اختلاف الفرق في القرآن **

فهرسة مسائل ** اختلاف الفرق في القرآن **
## بيان منهج أهل السنة والجماعة في الرد على المعتزلة.
## بيان سبب نشأة الفِرَق في القرآن.
## بدعة ابن كلاب.

-حال الناس قبل فتنة ابن كلاب.
-بيان نشأة هذه البدعة .
-اغترار ابن كلاب في رده على المعتزلة وتصنيفه للكتب.
-بيان ما وقع فيه ابن كلاب مما حذر منه أهل العلم.
- سلوك الجاهلين منهج ابن كلاب.

## فتنة الحارث المحاسبي.
-حاله قبل الفتنة .
- تأثره بابن كلاب.
-موقف الإمام أحمد وأهل الحديث منه.

## أبو الحسن الأشعري:
-نشأته ومذهبه .
- بيان سبب تركه للمعتزلة.
-اغتراره بابن كلاب وسلوك منهجه.
- رجوعه عن منهج المتكلمين وتأليفه لكتابه " الإبانة ".
-موقف البربهاري من أبي الحسن الشعري في رده على المعتزلة.
-اختلاف أهل العلم حول صفة رجوعه لأهل السنة.
-بيان حال أتباعه اليوم من الضلال.

*إدخال التصوف بالكلام على منهج الأشاعرة المتأخرين وأثر ذلك.
## موقف أئمة أهل السنة من هؤلاء وأقوالهم.
-المؤلفات في الرد عليهم:

والله أعلم

  #24  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 11:15 PM
حنان عبدالله حنان عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 319
افتراضي

فهرسة مسائل عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن
عناصر الدرس
- أدلة إثبات صفة الكلام لله عزوجل من الكتاب والسنة
- مذهب أهل السنة في إثبات صفة الكلام لله عزوجل
- صفة الكلام لله صفة ذاتية وفعلية
- سبب تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق
- سبب معرفة طالب العلم لأقوال المخالفين
- قول أهل السنة والجماعة في القرآن
- أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن
الرافضة ،الجهمية ،المعتزلة، الكلابية والماتريدية والأشاعرة.
- أول من أحدث طريقة الرد على المعتزلة بطريقة علم الكلام











  #25  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 11:25 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

المجموعة الثانية :
ج1: أن يكون بالإعتقاد والقول والعمل :-
أ‌- الإعتقادي : أن يعتقد أن القرآن كلام الله أنزله على رسوله بالحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور , ويهديهم إلى صراط مستقيم , وأن كل ما أنزله
وأن هذا القرآن محفوظ بأمر الله إلى أن يرفع في آخر الزمان والتصديق بما أخبر , وأن يحلل حلاله , ويحرم حرامه .
ب‌- الإيمان القولي : تلاوته تصديقا وتعبدا .
ت‌- الإيمان العملي : الإمتثال لأوامره وإجتناب نواهيه . قال تعالى : (( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين )) .
ج2: 1- مصدر الهداية لله تعالى يعرف منه أسماء الله وصفاته وآثارها في خلقه وأمره , ويعرف وعده ووعيده , وحكمته من تشريعاته , وكيف يتعبد الله تعالى بما يحب ويرضى .
2- هداية المؤمن للتي هي أقوم وأحسن فكل شأن من شؤون المؤمن إلا ولله تعالى فيها هداية , وكلما زادت هدايته بالقرآن زاد نصيبه من الرحمة والبشرى قال تعالى : ((وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين )).
3- تلاوة القرآن من أفضل أنواع الذكر , وزيادة لإيمانه , وتثبيتا وطمأنينة لقلبه , وحصنا من الشيطان ومكائده .
ويشترط للحصول على تلك الفضائل أن يكون قارئ القرآن مؤمنا بالقرآن .
ج3:
- المعتزلة : زعموا أن كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه وأنه إذا شاء أن يتكلم خلق كلاما في بعض الأجسام يسمعه من يشاء .
- الأشاعرة : زعموا أن كلام الله هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا وأنه قديم بقدمه وأنه ليس بحرف ولا صوت ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتفاضل .
ج4: يكمن خطر اللفظية في أنها جاءت للتلبيس بين الأمرين فقول القائل لفظي بالقرآن مخلوق وقد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفظ به فيكون موافقا للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن , وقد يريد به فعل العبد الذي هو القراءة بالقرآن وهذا هو كلام أهل السنة , وإختلف الناس في تأويل قول القائل لفظي بالقرآن مخلوق إلى أقوال , لأنها كلمة مجملة تحتمل عدة وجوه والناس تحتاج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق , لا أن تلقى إليهم كلمة مجملة فيها تلبيس تتأولها كل فرقة على ما تريد وهذا مما فرحت به الجهمية .
ج5: اشتهر أبو الحسن الأشعري لاجتهاده في الرد على المعتزلة ومناظرته لهم حتى أفحم عدد من رؤسائهم وإشتهرت هذه المناظرات حتى صار بعضهم يتجنب مجالس أبو الحسن الأشعري فعظمه الناس لأنهم كانوا يظنون أنه كان ينافح عن السنة مبطلا لأقوال المعتزلة .
موقف أهل السنة منه : إختلفوا فيه , فمنهم من قال أنه رجع رجوعا صحيحا إلى مذهب أهل السنة والجماعة , ومنهم من قال أن رجوعه كان مجملا لم يخل من أخطاء في مسائل الإعتقاد .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, المذاكرة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir