دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 صفر 1433هـ/21-01-2012م, 06:30 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي صفحة المذاكرة بطريقة (التلخيص) القسم الثاني (من د5 إلى د8 ) (معالم الدين)

بسم الله الرحمن الرحيم
طلاب وطالبات العلم, هذه الصفحة مخصصة, للمذاكرة بطريقة التلخيص,
لدروس الاختبار الثاني في دورة معالم الدين (من الدرس الخامس إلى الثامن)


  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1433هـ/4-04-2012م, 10:12 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
Arrow

تلخيص الدرسُ الخامسُ: بيانُ معنَى دينِ الإسلامِ

قال تعالى:﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾(آل عمران: ٨٥.)

والإسلامُ معناه:
إخلاصُ الدينِ للهِ عز وجل والانقيادُ لأوامرِه وأحكامِه.

فلا يكونُ العبدُ مُسلمًا حتى يَجْمَعَ أمرين:


الأمر الأول:
إخلاص الدينِ للهِ عز وجل؛ فيُوَحِّدُ اللهَ ويَجْتَنِبُ الشِّركَ. ويسمى هذا بالعقيدة ومبناها على العلم الصحيح.

الأمر الثاني:
الانقياد للهِ تعالى، بامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نَواهيهِ. ويسمى هذا بالشريعة وهي أحكام يجب على العبد امتثالها .

وبهذا تَعْرِفُ أن المُشْرِكَ غيرُ مسلمٍ؛ لأنه لم يُخْلِصِ الدينَ للهِ عز وجل.والمُسْتكبِرُ عن عبادةِ اللهِ غيرُ مُسلمٍ؛ لأنه مُمْتنِعٌ غيرُ مُنقادٍ لأوامرِ اللهِ جل وعلا.
قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾(البينة: ٥).

مراتبِ الدين الثلاثةِ: والمسلمون يتفاضلون في حسن إسلامِهم بتفاضُلِهم في الإخلاصِ، وحُسنِ الانقيادِ، فهُم على مراتبِ الدين الثلاثةِ التي بَيَّنَها النبيُّ صلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كَمَا فِي حديثِ جبريلَ الطويلِ، وهي:1:مَرْتبةُ الإسلامِ.2: مَرْتبةُ الإيمانِ.3: مَرْتبةُ الإحسانِ.

وأفضلُ هذه المَراتبِ مَرْتبةُ الإحسانِ، ثم مَرْتبةُ الإيمانِ، ثم مَرْتبةُ الإسلامِ.فكلُّ مُؤمِنٍ مُسلمٌ، وليسَ كلُّ مسلمٍ مُؤمِنًا.

1: مَرْتبةُ الإسلامِ :
وأركانُ الإسلامِ خمسةٌ كما في الصحيحين من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَر رضِي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ.)) .

2: مَرْتبةُ الإيمانِ
: 1- الإيمانَ تصديقٌ بالقَلْبِ، وقولٌ باللسانِ، وعَمَلٌ بالجوارحِ، يَزِيدُ ويَنْقُصُ .

ويتفاضل المؤمنون في إيمانِهم فبعضُهم أكثرُ إيمانًا من بَعْضٍ ويتفاضلون في إيمانهم بحسب :

قوة التصديق .

حسن القول والعمل.

كثرة الأخذ بخصال وشعب الإيمان .

2- استكمالُ الإيمانِ وَصَفَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه:((مَن أحَبَّ للهِ، وأبْغَضَ للهِ، وأعْطَى للهِ، ومَنَعَ للهِ، فقَدِ اسْتَكْمَلَ الإيمانَ. ))رواه أبو دَاوُدَ وغيرُه من حديثِ أبي أُمامة البَاهِلِيِّ رضِي الله عنه.

فمَن كان حُبُّه للهِ، وبُغْضُه للهِ، وعطاؤُه للهِ، ومَنْعُه للهِ، فهو مُؤْمِنٌ مُستكمِلُ الإيمانِ؛ نسألُ اللهَ تعالى من فِضْلِه.

3- أُصولُ الإيمانِ سِتَّةٌ، بَيَّنَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه :((الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللهِ وملائكتِه وكُتُبِه ورُسلِه واليَوْمِ الآخِرِ وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِه وشَرِّهِ.))

وهذه الأصولُ يَجِبُ على كلِّ مسلمٍ الإيمانُ بها، ومَن كَفَر بأصْلٍ منها فهو كافرٌ غيرُ مُسلمٍ.

4- الإيمانُ له شُعَبٌ تَتَفَرَّعُ عن هذه الأصولِ كما تَتَفَرَّعُ الأغصانُ من الشَّجَرة،فعن أبي هُريرةَ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال :(( الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمَانِ)) رواه مسلم.

فشُعَبُ الإيمانِ هي خِصالُه وأجزاؤُه، ومنها ما يكون بالقلب كالحياءُ عَمَلٌ قَلْبِيٌّ ،وقول باللسان كقولُ (لا إلهَ إلا اللهُ) ،وعمل كإماطةُ الأذى عن الطريق.

وقد يَجْمَعُ العَبْدُ شُعَبًا من الإيمانِ وشُعَبًا من النِّفاقِ فيَكونُ فيه بَعْضُ خِصالِ النِّفاقِ حتى يَدَعَها، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : ((أرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خَالِصًا، ومَن كانتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كانت فيه خَصْلَةٌ من النِّفاقِ حتى يَدَعَها؛ إذا اؤتُمِنَ خانَ، وإذا حدَّث كَذَب، وإذا عاهَدَ غَدَر، وإذا خاصَمَ فَجَرَ)) متفق عليه.
3: مَرْتبةُ الإحسان
: 1- الإحسانُ بيَّنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((الإحسانُ أن تَعْبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ.))

وقد خَلَقَنَا اللهُ تعالى ليَبْلُوَنا أيُّنَا أحْسَنُ عَمَلاً؛ كما قال تعالى:﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك: ٢].

والعَمَلُ لا يَكونُ حَسَنًا حتى يَكُونَ خَالِصًا للهِ تعالى، وصَوَابًا على سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.قال فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ :﴿أَحْسَنُ عَمَلاً أي أخلصه وأصوبه واتِّباعُ هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَعْصِمُ العَبْدَ من الغُلُوِّ والتفريطِ. وبهذا تَعْلَمُ أنَّ من نواقضِ الإحسانِ: الشِّرْكَ والبِدْعَةَ والغُلُوَّ والتفريطَ.

2- والإحسانُ على دَرَجتينِ:

الإحسانُ الوَاجِبُ:
وهو أداءُ العِباداتِ الوَاجِبَةِ بإخلاصٍ ومتابعةٍ بلا غُلُوٍّ ولا تَفْريطٍ.

والإحسانُ المُسْتَحَبُّ:
وهو التَّقَرُّبُ إلى اللهِ تعالى بالنَّوافِلِ، وتَكْمِيلُ مستحَبَّاتِ العباداتِ وآدابِها، والتَّوَرُّعُ عن المُشْتَبِهاتِ والمَكْرُوهاتِ.

3- الإحسانُ مكتوبٌ على كلِّ شيءٍ ،ففي صَحيحِ مُسلمٍ من حديثِ شَدَّادِ بنِ أَوْسِ بنِ ثابتٍ رضِي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:((إنَّ اللهَ كتَبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ؛ فإذا قَتَلْتُم فأحسِنوا القِتْلةَ، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنوا الذِّبْحةَ، وَلْيُحِدَّ أحدُكُم شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبيحَتَهُ.)).

4- يَكونُ الإحسانُ في كلِّ عِبادةٍ بحَسَبِها، ويَجْمَعُ ذلك: قُوَّةُ الإخلاصِ وَحُسْنُ اتِّباعِ هَدْيِ النبيِّ صلَّى الله عَليهِ وَسَلَّمَ فِي تلكَ العِبَادةِ:

فإِحسانُ الوُضوءِ يَكونُ بإِسباغِه وتكميلِ فروضِه وآدابِه وعدمِ مُجاوَزَةِ الحَدِّ المَشْروعِ من الغَسَلاتِ.

وإحسانُ الصلاةِ يكونُ بإقامتِها وأدائِها في أوَّلِ وَقْتِها بخُشوعٍ وطُمأنينةٍ وحُضورِ قَلْبٍ، ويُصَلِّيها صَلاةَ مُوَدِّعٍ، فيُكَمِّلُ فُروضَها وسُنَنَها كأنه يَرَى اللهَ عز وجل.

وإحسانُ الزَّكَاةِ والصَّدقةِ أنْ يُؤدِّيَ ما يَتصدَّقُ به إخلاصا لله، لا يُريدُ مِمَّن أحْسَنَ إليه جَزاءً ولا شُكورًا، ولا يُتْبِعُهامَنًّا ولا أَذًى، ويَتحرَّى إخراجَ الطَّيِّبِ من المالِ، فلا يُخرِجُ رديئَهُ ، ولا يَمْطُلُ بصدقتِه ولا يُعَسِّرُ على المُحتاجِ في أَخْذِها، ولا يَتعالَى عليه.

و الإحسانَ في الذَّبْحِ بأن يكون مُخْلِصًا لله فِي ذَبْحِه وعدم مخالفة هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فِيه فمن لم يُحِدَّ السِّكِّينَ ولم يُرِحْ ذَبِيحَتَهُ فليسَ بمُحْسِنٍ في ذَبْحِه.

وأبوابُ الإحسانِ كثيرةٌ، ويكون في سائرِ العباداتِ والمُعاملاتِ؛ فَيَنْبغِي للعبدِ أن يَتحرَّى الإحسانَ فيها ما استطاعَ ويَتَّبِعَ هَدْيَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في ذلك. وهذا مِمَّا يُبيِّنُ أهَمِّيَّةَ الفِقْهِ في الدينِ، فبه يَعْرِفُ طالبُ الإحسانِ هَدْيَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في العِباداتِ والمُعاملاتِ؛ فيَعْرِفُ هَدْيَهُ في الوُضوءِ والصَّلاةِ والصدقةِ والصيامِ والحجِّ والجهادِ والبُيوعِ والطَّعامِ والشَّرابِ والنَّوْمِ والنِّكَاحِ والمُعاشَرَةِ والبِرِّ والصِّلَةِ ومُعاملةِ الناسِ على اختلافِ أصنافِهم، وهكذا في سائرِ الأمورِ.

5- يُوَفَّقَ العبد للإحسانِ بتَحرَّى الإحسانَ والحِرْصِ عليه ، قال أبو الدَّرْداءِ رضِي اللهُ عنه : ( إِنَّمَا العِلْمُ بالتَّعلُّمِ والحِلْمُ بالتَّحلُّمِ، ومَن يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَه، ومَن يَتَوقَّ الشَّرَّ يُوقَه.)، وكذلك بسُؤالَ اللهِ تعالى التوفيق و الإعانةَ عليه ، ولذلك شُرِعَ للعبدِ أن يَدْعُوَ دُبُرَ كلِّ صَلاةٍ :(( اللهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عِبادتِكَ.)).

  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1433هـ/7-04-2012م, 01:39 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي

تلخيص الدرس السادس: بَيانُ معنَى العِبادةِ

1- قد بَيَّن اللهُ تعالى لنا في كتابِه الكريمِ أنه خَلَقَنا لغَايةٍ عظيمةٍ، وهي عبادتُه وحدَه لا شَرِيكَ له،قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات: ٥٦].

وقال تعالى:﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾[البينة: ٥.]

2- العِبادةُ في اللغةِ هي:
التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ.

العبادةَ الشَّرْعِيَّةَ هي : اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبُّه اللهُ ويَرْضاهُ من الأقوالِ والأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ.

3- والله لا يَقْبَلُ عبادةً من أحدٍ إلا بتَحْقيقِ هَذَينِ الشَّرْطينِ: الإخلاصِ والمُتابعةِ، وكذلك العبد لا تكون عبادته صحيحة ولا يكون مسلما إلا بِإخْلاَص الدِّينَ للهِ تعالى، واتَّباَعِ سُنَّةِ الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم .

وقد أمَرَ اللهُ تعالى بإخلاصِ العبادةِ له وَحْدَه لا شَريكَ له؛
قال اللهُ تعالى
: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾[غافر: ٦٥.]

وأمَرَ اللهُ باتِّباعِ رسولِه صلى الله عليه وسلم وأداءِ العبادةِ على الهَدْيِ الذي بَيَّنَهُ لنا، قال اللهُ تعالى:﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾[
النحل: ٤٤]

4- فمَن اجْتَنَبَ الشِّرْكَ وأخْلَصَ العِبادةَ للهِ تعالى واتَّبَعَ الرَّسولَ فهو مُسلمٌ مَوعودٌ بدُخولِ الجَنَّةِ والنَّجاةِ من النارِ.

ومَن أدَّى العباداتِ الواجبةَ؛ فامتثَلَ ما أوْجَبَه اللهُ، واجتَنَبَ ما حَرَّمَه اللهُ؛ فهو من عِبادِ اللهِ المُتَّقينَ المُؤمِنينَ الذين كتَبَ اللهُ لهم الأمنَ من العذابِ، ووَعَدَهم الفَضْلَ العظيمَ في الدنيا والآخرةِ
.

ومَن كمَّل العباداتِ الواجبةَ والمُستحبَّةَ واجتنَبَ المُحرَّماتِ والمَكْروهاتِ؛ فعَبَدَ اللهَ كأنَّه يَرَاهُ؛ فهو من عِبَادِ اللهِ المُحْسِنينَ الذين وعَدَهم اللهُ الدَّرَجاتِ العُلَى من الجَنَّةِ.

5-وبهذا تَعْلَمُ أن ما يَقْدَحُ في عُبودِيَّةِ العبدِ لرَبِّه عز وجل على ثَلاثِ دَرَجاتٍ:

الأُولَى:

الشِّرْكُ الأكبرُ
وهو عِبادةُ غيرِ اللهِ عز وجل؛ فمَن صَرَفَ عبادةً من العباداتِ لغَيْرِ اللهِ عز وجل؛ فهو مُشرِكٌ كافرٌ خارج عن دين الإسلام، لا يَقْبَلُ اللهُ منه صَرْفًا ولا عَدْلاً، كالذين يَدْعُونَ الأصنامَ والأولياءَ والأشجارَ والأَحْجَارَ، ويَذْبَحُونَ لها ويَسْألُونَها قَضاءَ الحَوائجِ ودَفْعَ البَلاءِ ، و مَن ماتَ منهم ولم يَتُبْ فهو خَالِدٌ مُخلَّدٌ في نارِ جَهَنَّم والعياذُ باللهِ.

الدرجةُ الثانيةُ:

الشِّرْكُ الأَصْغَرُ
ومنه :

أ- الرِّياءُ والسُّمْعةُ، فيُزَيِّنُ العبدُ عبادتَه من صلاةٍ وصدقةٍ وغيرِها لأجلِ أنْ يَمْدَحَهُ الناسُ بذلك، فمَن فعَلَ ذلك فهو غيرُ مُخْلِصٍ للهِ تعالى الذي يَنْجُو به من العذابِ، فهو وإنْ لم يَعْبُدْ غيرَ اللهِ حقيقةً إلا أنه بطَلَبِه ثَناءَ الناسِ ومَدْحَهم وإعجابَهم قد ابْتَغَى ثَوابَ العِبادةِ من غيرِ اللهِ عز وجل، وهو مُشرِكٌ شِرْكًا أصْغَرَ يُحْبِطُ تلك العبادةَ، وقد
قال النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم فيما يَرْويِه عن رَبِّه جل وعلا أنه قالَ :((أنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عن الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلاً أشْرَكَ معي فيه غيري تَرَكْتُه وشِرْكَه)) رواه مسلمٌ من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي الله عنه.

ب- تعَلَّقَ قَلْبُ العَبْدِ بالدنيا حتى تكونَ أكْبَرَ هَمِّه ويُضَيِّعَ بسَبَبِها الواجباتِ ويَرْتَكِبَ المُحرَّماتِ؛ فيَكونَ في قَلْبِه عُبودِيَّةٌ للدنيا، وقد قال النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم:((تعِسَ عَبدُ الدِّينارِ وعَبْدُ الدِّرْهمِ وعبدُ الخَمِيصةِ إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وإنْ لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانتكَسَ وإذا شِيكَ فلا انْتَقَشَ.))رواه البخاريُّ من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي اللهُ عنه.ففي هذا الحديث أمران:

- أنّ رِضَاهُ لغَيْرِ اللهِ وسَخَطُه لغيرِ اللهِ فلم يَكُنْ قَلْبُه سليمًا للهِ جل وعلا، وقد بَيَّن
النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلكَ فقالَ:(( إِذَا أُعْطِيَ منها رَضِيَ وإن لم يُعْطَ سَخِطَ.))
وهذا حَالُ المُنافِقِينَ، كما قال اللهُ تعالى فيهم:﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾[التوبة: ٥٨.].

- دعاءٌ عليه من النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالتَّعاسةِ والانتكاسةِ، فإذا أُصِيبَ ببلاءٍ لم يَهْتَدِ للخُروجِ منه.

الدرجةُ الثالثةُ:

فِعْلُ المعاصي
: كلما عَصَى العبدُ رَبَّه كان ذلك نَقْصًا في تَحْقيقِه العبوديةَ للهِ تعالى. وأكملُ العبادِ عُبوديَّةً للهِ تعالى أحسنُهم استقامةً على أمرِ اللهِ عز وجل، قال اللهُ تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)[الأحقاف: ١٣–١٤ .]

6- ومدارُ عُبودِيَّةِ القَلْبِ على ثلاثةِ أمورٍ عظيمةٍ هي:

المَحَبَّةُ، والخَوْفُ، والرَّجاءُ
. ويَجِبُ على العَبْدِ أن يُخْلِصَ هذه العباداتِ العظيمةَ للهِ تعالى :

محبة الله تعالى أعظمَ مَحَبَّةٍ، كما قال اللهُ تعالى : ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾[البقرة: ١٦٥].،ومَحبَّةُ العبدِ لربِّه تعالى تَدْفَعُه إلى التقرُّبِ إليه، والشَّوقِ إلى لقائِه، والأُنسِ بذِكْرِه، وتحقِيق عُبوديَّةَ الولاءِ والبَرَاءِ .

والخَوفُ من اللهِ يَزْجُرُ العبد عن ارتكابِ المُحرَّماتِ وتركِ الواجباتِ؛ويجتنبِ أسبابِ سَخَطِ الله وعِقابِه. فيكونُ من عبادِ اللهِ المُتَّقينَ.

والرجاء يُحَفِزُ العبد على فِعْلِ الطاعاتِ لما يَرْجُو من عَظيمِ ثَوابِها وبَرَكةِ رِضْوانِ اللهِ عز وجل على أهلِ طَاعَتِه عبادة.

- العبد إذا جمع بين المحبة والرجاء والخوف فإنه لا يَيْأسُ من رَوْحِ اللهِ، ولا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ، فيكون ممتثلا أمْـرَ
اللهِ تعالى القائل: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: ٥٦.]

  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1433هـ/7-04-2012م, 02:57 PM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي

تلخيص الدرس السابع: بيانُ معنَى الكُفْرِ بالطاغوتِ

1- الكفربالطاغوتِ وإخلاصُ العبادةِ للهِ تعالى وَحْدَه لا شَرِيكَ له هو مَعْنَى التوحيدِ. فلا يَكونُ المَرْءُ مُسلِمًا مُوَحِّدًا حتى يَكْفُرَ بالطَّاغُوتِ .

قال اللهُ تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[البقرة: ٢٥٦].

2- الطاغوتُ هو كلُّ ما يُعْبَدُ من دُونِ اللهِ تعالى، وعبادته تكون :

أ- بدعائهِ، والاستعانِة به، والتَّوكُّلِ عليه، والذَّبْحِ له، والنَّذْرِ له.

ب- اتِّباعِه في تحليلِ الحرامِ وتحريمِ الحلالِ.

ج- التَّحاكُمِ إليه والرِّضا بحُكْمِه.

فالطاغوتُ هو:الذي بَلَغ في الطُّغْيانِ مَبْلَغًا عظيمًا فصَدَّ عن سبيلِ اللهِ كثيرًا وأضَلَّ إضلالاً كبيرًا.


3- والطواغيتُ التي تُعْبَدُ من دُونِ اللهِ تعالى كثيرةٌ، وأشْهَرُ أصْنَافِ الطَّواغيتِ وأَكْثَرُها طُغْيانًا وصَدًّا عن سَبيلِ اللهِ ثلاثةٌ: الشيطانُ الرَّجيمُ، والأوثانُ التي تُعْبَدُ من دونِ اللهِ، ومَن يَحْكُمُ بغيرِ ما أنْزَلَ اللهُ .

الصِّنْفُ الأولُ :الشَّيْطانُ الرَّجيمُ


وهو أصْلُ كلِّ شِرْكٍ وطُغْيانٍ، بل كلُّ عِبادةٍ لغيرِ اللهِ تعالى فهي في حَقيقةِ الأمرِ عِبادةٌ للشَّيْطانِ؛ لأنه سَبَبُها والداعِي لها.

قال اللهُ تعالى : ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾[يس: ٦٠–٦١].

أ- مداخل الشيطان للتسلطِ على الإنسان :

ضَعْفُ الإيمانِ وضَعْفُ التوكلِ والإخلاصِ، والغَفْلةُ عن ذِكْرِ اللهِ تعالى، والتَّفْرِيطُ في التعويذاتِ الشَّرْعِيَّةِ، الغَضَبِ الشديدِ، والفَرَحِ الشَّديدِ، والانْكِبابِ على الشَّهواتِ، والشُّذُوذِ عن الجماعةِ، والوَحْدةِ، ولا سِيَّما في السَّفَرِ، ونَقْلِ الحديثِ بينَ الناسِ، وخَلْوةِ الرجُلِ بالمرأةِ، والظنِّ السَّيِّئِ، وغِشْيانِ مَواضِعِ الرِّيَبِ
. وتَوَلِّي الشَّيْطانِ يَكونُ باتِّباعِ خُطُواتِه وتَصْديقِ وُعُودِه واستشرافِ أَمَانِيِّه وفِعْلِ ما يُزَيِّنُه من المعاصي، والإعراضِ عن هُدَى اللهِ تعالى؛ فمَن فعَلَ ذلك فقد تَولَّى الشيطانَ.

ب-أسباب الحفظ من شَرِّ الشَّيْطانِ وكيده:

عَدَمُ اتباعِ خُطُواتِه، و
التعويذات الشرعيةومن ذلك تَكْرَارُالاستعاذةِ باللهِ تعالى منه ، والإيمانُ باللهِ والتَّوكُّلُ عليه، والإخلاصُ، وكثرةُ ذِكْرِ اللهِ و من ذلك التسميةُ في كلِّ شأنٍ من شُئونِ الإنسانِ .

ومَن اتَّبَعَ ما أَرْشَدَ اللهُ إليه من الهُدَى كان في حِصْنٍ وأمانٍ من كَيْدِ الشيطانِ، ومَن قَصَّرَ وفَرَّط، لم يَأْمَن أن يَنْالَه شيءٌ من كيدِ الشيطانِ وإيذائِه وإغوائِه بسَبَبِ تَفْريطِه.
الصِّنْفُ الثاني:الأوثانُ التي تُعْبَدُ من دونِ اللهِ عز وجل

وهذه الطواغيتُ أنواعٌ :

أ- الأصنامُ والتماثيلُ التي تُنْحَتُ على شَكْلِ صُوَرٍ؛ إما صُوَرِ رِجَالٍ أو حَيواناتٍ أو غيرِ ذلك؛ فمِن المُشْركِينَ مَن يَزْعُم أنها تَنْفَعُ وتَضُرُّ، ومنهم مَن يَزْعُم أنها تَشْفَعُ لمَن يَدْعُوها ويَتَقرَّبُ إليها بالذَّبْحِ والنَّذْرِ وسؤالِ الحَاجاتِ.

قال اللهُ تعالى : ﴿ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾[الصافات: ٩٥–٩٦].

ب- بعضُ الأشجارِ والأحجارِ المُعظَّمة التي يَعْتَقِدُ فيها بعضُ المُشْركينَ اعتقاداتٍ كُفْريَّةً، فيَعْتَقِدُونَ فيها النَّفْعَ والضُّرَّ وأنَّها تَشْفَعُ عندَ اللهِ عز وجل لمَن يَدْعُوها ويَتقَرَّبُ إليها.

وقد كانتِ الأصنامُ والأشجارُ والأحجارُ التي تُعْبَدُ في الجاهليَّةِ كثيرةً جِدًّا، حتى كانَ حَوْلَ الكعبةِ وَحْدَها ثلاثُمائةٍ وسِتُّونَ صَنَمًا، وقد حَطَّمَها النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم لمَّا فَتَحَ مَكَّةَ.

ج-القُبورُ والمَشاهِدُ والأَضْرِحَةُ والمَقاماتُ التي تُعْبَدُ من دونِ اللهِ عز وجل، فيُطافُ حولَها تقرُّبًا لها، ويُذْبَحُ لها، وتُقَدَّمُ لها النُّذورُ والأموالُ، ويكونُ لبعضِها سَدَنَةٌ وخُدَّامٌ يأكلون أموالَ الناسِ بالباطلِ، ويَصُدُّونَ عن سبيلِ اللهِ، ويُزَيِّنُونَ لهم الشِّرْكَ باللهِ عزَّ وجلَّ، وسُؤالَ المَوْتَى، وقَضَاءَ الحاجاتِ ودَفْعَ البَلاءِ.
وقد قال النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم:((اللهُمَّ لا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ))رواه مَالِكٌ.

بل نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن اتِّخاذِ القبورِ مَساجِدَ لئلا تَجُرَّ إلى عبادةِ المَقْبورينَ فيها، فعن جُنْدَبِ بنِ عبدِ اللهِ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : ((إنَّ مَنْ كان قبلَكم كانوا يَتَّخِذُونَ قُبورَ أنبيائِهم وصَالحِيهم مَساجِدَ، ألا فلا تَتَّخِذوا القُبورَ مَسَاجِدَ، فإنِّي أنْهَاكُم عن ذلكَ)). رواه مُسلمٌ

واتخاذ القبور مساجد هو أنْ يُصَلَّى عَليها، أَو يُصَلَّى إِلَيهَا، أو يُبْنَى عَليهَا مَسجداً ؛ فَمَن فَعَل واحدةً من هذِهِ الثَّلاثِ فقد وَقَع في المحذورِ.

د-ما يَرْمُزُ للشركِ وعبادةِ غَيْرِ اللهِ عز وجل من الشِّعَاراتِ والتعاليقِ، ففي سُننِ التِّرْمذيِّ أن النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم رَأَى في عُنقِ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ صَلِيبًا من ذَهَبٍ فقال له : ((يا عَدِيُّ، اطْرَحْ عنكَ هذا الوَثَنَ. ))
الصِّنْفُ الثَّالِثُ:مَن يَحْكُمُ بغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ

كلُّ مَن كانَ له سُلْطانٌ على الناسِ في بَلَدٍ من البُلْدانِ فأعْرَضَ عن تَحْكيمِ شَرْعِ اللهِ عزَّ وجلَّ فيهم، ووضَعَ لهم أحْكامًا يَحْكُم بها عليهم من تلقاءِ نفسِه؛ فيُحِلُّ لهم ما حَرَّم اللهُ، ويُحَرِّمُ عليهم ما أحلَّ اللهُ؛ وعبادتُه طاعتُه في تحليلِ الحرامِ وتحريمِ الحلالِ.

ودليلُ ذلك ما صَحَّ عن عَدِيِّ بن حاتمٍ الطائِيِّ رضِي الله عنه أنه سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ قولَ اللهِ تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [التوبة: ٣١].
قال: فقلتُ: إنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهم.
قال:((أليسَ يُحَرِّمونَ ما أحَلَّ اللهُ فتُحَرِّمُونَه، ويُحِلُّونَ ما حَرَّمَ اللهُ فتَسْتَحِلُّونَه ؟))
قلتُ: بَلَى
قال:((فتلكَ عِبادتُهم)) .رواه البخاريُّ في التاريخِ الكبيرِ، والتِّرمذِيُّ والطَّبَرانِيُّ، واللفْظُ له.

والإِعْرَاضُ عن حُكْمِ اللهِ والتَّحَاكُمِ إلى شَرْعِه، وطَلَبُ حُكْمِ الطَّواغيتِ هو من أعمالِ المُنافقين الذين ذَمَّهم اللهُ في كتابِه الكريمِ؛قال اللهُ تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا[النساء: ٦٠].

ومن الطواغيتِ:الكُهَّانُ والعَرَّافونُ والسَّحَرةُ الذين يَدَّعُون عِلْمَ الغَيْبِ ويَتحَاكَمُ إليهم الجَهَلةُ الضُّلالُ.

ونهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن إتيانِ الكَهَنةِ والعَرَّافينَ والسَّحَرةِ، فعن أبي هُريرةَ رضِي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:((مَن أتَى كاهنًا أو عَرَّافًا فصَدَّقَهُ بما يقولُ، فقد كَفَرَ بما أُنْزِلَ على مُحمَّدٍ.))رواه الإمامُ أحمدُ من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي الله عنه

4- مَن رضِي أن يُعْبَدَ من دونِ اللهِ تعالى أو دَعَا إلى عبادةِ نَفْسِه، فلا شَكَّ أنه من الطواغيتِ، كما قال فِرْعونُ لقومِه: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ [القصص: ٣٨].

فعن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه أن النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قال :((يَجمعُ اللهُ الناسَ يومَ القيامةِ، فيقولُ: مَن كانَ يَعْبُدُ شيئًا فلْيَتبعه؛ فيَتبعُ مَن كانَ يَعبدُ الشَّمسَ الشَّمسَ، ويَتبعُ مَن كان يَعْبُدُ القَمَرَ القَمَرَ، ويَتبعُ مَن كانَ يَعْبُدُ الطَّواغِيتَ الطَّوَاغيتَ))مُتَّفق عليه.

وهذا الاتباعُ يَكونُ إلى نارِ جَهَنَّم والعياذُ باللهِ، كما قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾[الأنبياء: ٩٨–١٠٠.]

وأمَّا مَن عُبِد من دونِ اللهِ وهو لا يَرْضَى بذلك، كالأولياءِ الصالحينَ الذين عَبَدَهم بعضُ المُشْركينَ ظُلْمًا وزُورًا بَرِيئونَ من هذا الشِّرْكِ فليسَوا بطواغيت.

قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)[الأنبياء: ١٠١– ١٠٣]

فصل:


مَن كَفَر بالطاغوتِ وآمَن باللهِ واتَّبَعَ هُداه فإنَّ اللهَ تعالى يُخرِجُه من الظُّلماتِ إلى النورِ، ويهديهِ سُبلَ السلامِ، ويُدْخِلُه في رحمتِه وفَضْلِه، وأما مَن اتَّبَعَ الطاغوتَ فإنما يَزِيدُه اتِّباعُه له ضَلالاً وخَسارًا وظُلْمةً
، فهؤلاء الطواغيتُ يُلْقونَ بأوليائِهم في ظُلماتِ الشِّرْكِ والجَهْلِ والضَّلالِ وحَيْرةِ الشَّكِّ، والعِيشةِ الضَّنْكِ، وسُوءِ الحالِ والمآلِ.

قال الله تعالى : ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[البقرة: ٢٥٧]. نسألُ اللهَ السلامةَ والعافيةَ.


  #5  
قديم 17 جمادى الأولى 1433هـ/8-04-2012م, 12:12 AM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
Lightbulb

الدرس الثامن: التحذيرُ من الشِّركِ وبَيانُ أنواعِه

1- الشِّرْكُ هو:عبادةُ غيرِ اللهِ تعالى، فمَن دعا معَ اللهِ أحَدًا – دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَ عبادةٍفهو مُشركٌ كافرٌ؛ قد جَعَلَ للهِ شَرِيكًا ونِدًّا في عبادتِه؛ واللهُ تعالى لا يَرْضَى أن يُشْرَكَ معَه أحَدٌ في عبادتِه، لا نَبِيٌّ مُرسَلٌ، ولا مَلَكٌ مُقرَّبٌ، ولا غيرُهما؛ فالعبادةُ حَقٌّ للهِ وحدَه، قال اللهُ تعالى:﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [يوسف: ٤٠]

2- الشِّرْكُ هو أعْظَمُ ذَنبٍ عُصِيَ اللهُ به، وهو أعْظَمُ ما نَهَى اللهُ عنه، وهو أكبرُ الكبائرِ، وأعظمُ الظُّلمِ، وهو نَقْضٌ لعهدِ اللهِ وميثاقِه، وخيانةٌ لأعظمِ الأماناتِ وأكبرِ الحُقوقِ، وهو حقُّ اللهِ عز وجل فيما خَلَقَ الخَلْقَ لأجلِه، وهو عبادتُه وَحْدَه لا شريكَ له ،قال تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان:١٣]

وعن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِي الله عنه قال:سألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ؟
قال: ((أنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ))متفق عليه.

3-
فلا جَرَمَ كان عِقابُه أعظمَ العِقابِ في الدنيا والآخرةِ
:


فأما في الدنيا فمَقْتُ اللهِ وسَخَطُه كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ﴾[غافر:١٠]
معَ ما يُصِيبُهم في الدنيا من عُقوباتِ ما كَسَبتْ أيدِيهم بسَبَبِ إعراضِهم عن هُدَى اللهِ ، وإنْ مُتِّعوا في الدنيا مَتاعًا قليلاً إلى أجلٍ فهو عليهم عذابٌ ووَبَالٌ، قال اللهُ تعالى: ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ[آل عمران: ١٩٦–١٩٧]

وأما في الآخرةِ فإنهم من حِينِ قَبْضِ أرواحِهم وهم في عَذابٍ شَديدٍ مُتتابِعٍ بسببِ لَعْنةِ اللهِ لهم؛ يُعذَّبون عند الموت بِنَزْعِ أرواحِهم نَزْعًا شديدًا ، ويُعذَّبُونَ في قُبورِهم ، و إذا بُعِثوا بأهوالِ يومِ القيامةِ ، و في العَرَصاتِ ثم يَكُونُ مَصِيرُهم إلى نارِ جَهَنَّم خَالِدِينَ فيها أبَدًا، لا يُخَفَّفُ عنهم من عَذَابِها، وما هم منها بمُخْرَجِين.
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)[فاطر: ٣٦–٣٧]

ومِمَّا يدُلُّ على عَظيمِ خَطَرِ الشِّرْكِ ووُجوبِ الحَذَرِ منه، أنَّ مَن أشْرَكَ باللهِ من بعدِ إسلامِه حَبِطَ عَمَلُه وكانَ من الكافرين الخاسرين، كأنه لم يَعْمَلْ من قبلُ شيئًا، فاللهُ لا يَقْبَلُ من مُشركٍ عملاً
.

قال تعالى
بعدَ ما ذكَرَ الأنبياءَ في سُورةِ الأنعامِ وأثْنَى عليهم
: ﴿وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) [الأنعام: ٨٧–٨٨]

فالأنبياءُ – على صَلاحِهم وشَرَفِهم وقُرْبِهم من اللهِ تعالى وعظيمِ مَحَبَّتِه لهم لا يُغْفَرُ لهم الشركُ باللهِ جل وعلا لو وقَعَ منهم، وقد عَلِمْنا أنَّ اللهَ تعالى قد عَصَمَهم من الشركِ، فغيرُ الأنبياءِ أَوْلَى بهذا الحُكْم، وقد أبْقَى اللهُ لنا هذا الخِطابَ يُتْلَى علينا لِنَتَدَبَّرَهُ ونَتأمَّلَهُ، ونَفْهَم منه عَظِيمَ جُرْمِ الشِّركِ.

4-والشِّرْكُ على قِسْمَينِ:

أحَدُهما:الشِّرْكُ الأَكْبَرُ: ويَكونُ في الرُّبوبِيَّةِ والأُلوهيَّةِ:

أما الشِّرْكُ الأكْبَرُ في الرُّبوبيَّةِ فهو: اعْتقادُ شَرِيكٍ للهِ تعالى في أفعالِه من الخَلْقِ والرَّزقِ والمُلْكِ والتَّدْبيرِ.

وأمَّا الشِّرْكُ الأَكْبَرُ في الألوهيَّةِ فهو: دُعاءُ غيرِ اللهِ تعالى دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَ عِبادَةٍ

حكمه :
الشِّرْكُ الأكبرُ مُخْرِجٌ عن مِلَّةِ الإسلامِ، ومَن ماتَ ولم يَتُبْ منه لم يَغْفِرِ اللهُ له، بل هو مُوجِبٌ لسَخَطِ اللهِ ومَقْتِه والخُلودِ في نارِ جَهنَّم، والعياذُ باللهِ.

ويكونُ الشركُ الأكبرُ بالقلبِ والقولِ والعملِ.

فمِثالُ الشركِ الأكبرِ القَلْبِيِّ:اعتقادُ أنَّ للأوثانِ تَصَرُّفًا في الكَوْنِ، وأنها تَعْلَمُ الغَيْبَ، وتَنْفَعُ وتَضُرُّ، ومَحَبَّةُ الأوثانِ والتَّوكُّلُ عليها والاستعانةُ بها ، فمَن صَرَفَ هَذِهِ العِبَادَاتِ القَلْبِيَة لغيرِ اللهِ تعالى فهو مُشركٌ كَافِرٌ .

ومثالُ الشِّرْكِ بالقَوْلِ:دُعاءُ الأوثانِ من دُونِ اللهِ، والأقوالُ الكُفْريَّةُ التي يَكونُ فيها تَعْظيمٌ للأوثانِ ومَدْحٌ لها، وافتراءُ الكَذِبِ على اللهِ.

ومِثالُ الشركِ بعَمَلِ الجَوَارحِ:الذَّبْحُ لغَيْرِ اللهِ، والنَّذْرُ له، والسُّجودُ له.

والقِسْمُ الآخَرُ:الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، وهو ما كانَ وَسِيلةً للشِّرْكِ الأَكْبَرِ وسُمِّيَ في النُّصوصِ شِرْكًا من غيرِ أن يَتَضَمَّنَ صَرْفًا للعِبَادَةِ لغَيْرِ اللهِ عز وجل.


حكمه :
الشِّرْكُ الأَصْغَرُ لا يُخْرِجُ من المِلَّةِ ولا يُوجِبُ الخُلودَ في النارِ، ولكنَّه ذَنْبٌ عظيمٌ يَجِبُ على مَن وَقَعَ فيه أن يَتُوبَ منه، فإنْ لم يَتُبْ فقد عَرَّض نَفْسَه لسَخَطِ اللهِ وأليمِ عِقابِه.

ويَكُونُ بالقَلْبِ والقَوْلِ والعَمَلِ:

فمِثالُ الشِّرْكِ الأَصْغَرِ القَلْبِيِّ:اعتقادُ السَّبَبِيَّةِ فيما لم يَجْعَلْهُ اللهُ سَبَبًا شَرْعًا ولا قَدَرًا، كاعتقادِ نَفْعِ التمائمِ ، والطِّيَرةِ.

ومثالُ الشِّرْكِ الأصغرِ العَمَلِيِّ:يَكُونُ بِعَدَم إِخْلاَصِ القَصْدِ للهِ جل وعلا في العمل كالرِّياءُ بتَحْسِينِ أداءِ الصلاةِ لطَلَبِ مَدْحِ الناسِ وإعجابِهم على عِبادتِه للهِ جل وعلا.

ومثالُ الشِّرْكِ الأَصْغَرِ القَوْلِيِّ:قولُ ما شاءَ اللهُ وشِئْتَ، و مُطِرْنَا بنَوْءِ كذا وكذا ، والحَلِفُ بغَيرِ اللهِ.

5- فصل:والشِّرْكُ منه جَلِيٌّ وخَفِيٌّ

فالشِّرْكُ الجَلِيُّ هو:سَائِرُ أفعالِ الشِّرْكِ البيِّنُ وأقوالِه الظَّاهرةِ كدُعاءِ غَيْرِ اللهِ تعالى، والذَّبح للأوثانِ.

والشِّرْكُ الخَفِيُّ منه أكبر وأصغر :

فالشرك الخفي الأكبر هو أعمال الشرك الأكبر الخفية ؛ كتعلق القلب بغير الله تعلقاً أكبر، منه ما يكونُ بتَقْديمِ طَاعةِ غيرِ اللهِ على طاعةِ اللهِ من غيرِ قَصْدِ عِبادةِ غيرِ اللهِ ،وطاعة بَعْضِ المَخْلوقينَ في مَعْصِيَةِ الخَالِقِ ، ولا يكادُ يَسْلَمُ من هذا الشرك أحَدٌ إلا مَن عَصَمَهُ اللهُ.

عن مَعْقِلِ بن يَسَارٍ رضِي الله عنه قال: انْطَلَقْتُ مع أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضِي الله عنه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال:((يا أبا بكرٍ، لَلشِّرْكُ فيكم أخْفَى من دَبِيبِ النَّمْلِ.))
فقال أبو بَكْرٍ: وهل الشِّركُ إلا مَن جعَلَ معَ اللهِ إلهًا آخَرَ؟
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيدِه، للشِّرْكُ أخْفَى من دَبيبِ النَّمْلِ، ألا أَدُلُّكَ على شيءٍ إذا قُلْتَه ذهَبَ عنكَ قَلِيلُه وكَثِيرُه))
قال: ((قُلِ اللهُمَّ إني أَعوذُ بكَ أن أُشْرِكَ بكَ وأنا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أعْلَمُ.))رواه البخاريُّ في الأدبِ المُفْرَدِ

وهذا الدعاءُ النَّبويُّ سَبَبٌ عظيمٌ في البراءةِ منه، وذَهَابِ أثرِه، ومَغْفِرَةِ اللهِ لصاحبِه.





  #6  
قديم 17 جمادى الأولى 1433هـ/8-04-2012م, 12:16 AM
الحارث الحارث غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
Lightbulb

تلخيص الدرس الثامن: التحذيرُ من الشِّركِ وبَيانُ أنواعِه

1- الشِّرْكُ هو:عبادةُ غيرِ اللهِ تعالى، فمَن دعا معَ اللهِ أحَدًا – دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَ عبادةٍفهو مُشركٌ كافرٌ؛ قد جَعَلَ للهِ شَرِيكًا ونِدًّا في عبادتِه؛ واللهُ تعالى لا يَرْضَى أن يُشْرَكَ معَه أحَدٌ في عبادتِه، لا نَبِيٌّ مُرسَلٌ، ولا مَلَكٌ مُقرَّبٌ، ولا غيرُهما؛ فالعبادةُ حَقٌّ للهِ وحدَه، قال اللهُ تعالى:﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [يوسف: ٤٠]

2- الشِّرْكُ هو أعْظَمُ ذَنبٍ عُصِيَ اللهُ به، وهو أعْظَمُ ما نَهَى اللهُ عنه، وهو أكبرُ الكبائرِ، وأعظمُ الظُّلمِ، وهو نَقْضٌ لعهدِ اللهِ وميثاقِه، وخيانةٌ لأعظمِ الأماناتِ وأكبرِ الحُقوقِ، وهو حقُّ اللهِ عز وجل فيما خَلَقَ الخَلْقَ لأجلِه، وهو عبادتُه وَحْدَه لا شريكَ له ،قال تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان:١٣]

وعن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِي الله عنه قال:سألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ؟
قال: ((أنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ))متفق عليه.

3-
فلا جَرَمَ كان عِقابُه أعظمَ العِقابِ في الدنيا والآخرةِ
:


فأما في الدنيا فمَقْتُ اللهِ وسَخَطُه كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ﴾[غافر:١٠]
معَ ما يُصِيبُهم في الدنيا من عُقوباتِ ما كَسَبتْ أيدِيهم بسَبَبِ إعراضِهم عن هُدَى اللهِ ، وإنْ مُتِّعوا في الدنيا مَتاعًا قليلاً إلى أجلٍ فهو عليهم عذابٌ ووَبَالٌ، قال اللهُ تعالى: ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ[آل عمران: ١٩٦–١٩٧]

وأما في الآخرةِ فإنهم من حِينِ قَبْضِ أرواحِهم وهم في عَذابٍ شَديدٍ مُتتابِعٍ بسببِ لَعْنةِ اللهِ لهم؛ يُعذَّبون عند الموت بِنَزْعِ أرواحِهم نَزْعًا شديدًا ، ويُعذَّبُونَ في قُبورِهم ، و إذا بُعِثوا بأهوالِ يومِ القيامةِ ، و في العَرَصاتِ ثم يَكُونُ مَصِيرُهم إلى نارِ جَهَنَّم خَالِدِينَ فيها أبَدًا، لا يُخَفَّفُ عنهم من عَذَابِها، وما هم منها بمُخْرَجِين.
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)[فاطر: ٣٦–٣٧]

ومِمَّا يدُلُّ على عَظيمِ خَطَرِ الشِّرْكِ ووُجوبِ الحَذَرِ منه، أنَّ مَن أشْرَكَ باللهِ من بعدِ إسلامِه حَبِطَ عَمَلُه وكانَ من الكافرين الخاسرين، كأنه لم يَعْمَلْ من قبلُ شيئًا، فاللهُ لا يَقْبَلُ من مُشركٍ عملاً
.

قال تعالى
بعدَ ما ذكَرَ الأنبياءَ في سُورةِ الأنعامِ وأثْنَى عليهم
: ﴿وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) [الأنعام: ٨٧–٨٨]

فالأنبياءُ – على صَلاحِهم وشَرَفِهم وقُرْبِهم من اللهِ تعالى وعظيمِ مَحَبَّتِه لهم لا يُغْفَرُ لهم الشركُ باللهِ جل وعلا لو وقَعَ منهم، وقد عَلِمْنا أنَّ اللهَ تعالى قد عَصَمَهم من الشركِ، فغيرُ الأنبياءِ أَوْلَى بهذا الحُكْم، وقد أبْقَى اللهُ لنا هذا الخِطابَ يُتْلَى علينا لِنَتَدَبَّرَهُ ونَتأمَّلَهُ، ونَفْهَم منه عَظِيمَ جُرْمِ الشِّركِ.

4-والشِّرْكُ على قِسْمَينِ:

أحَدُهما:الشِّرْكُ الأَكْبَرُ: ويَكونُ في الرُّبوبِيَّةِ والأُلوهيَّةِ:

أما الشِّرْكُ الأكْبَرُ في الرُّبوبيَّةِ فهو: اعْتقادُ شَرِيكٍ للهِ تعالى في أفعالِه من الخَلْقِ والرَّزقِ والمُلْكِ والتَّدْبيرِ.

وأمَّا الشِّرْكُ الأَكْبَرُ في الألوهيَّةِ فهو: دُعاءُ غيرِ اللهِ تعالى دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَ عِبادَةٍ

حكمه :
الشِّرْكُ الأكبرُ مُخْرِجٌ عن مِلَّةِ الإسلامِ، ومَن ماتَ ولم يَتُبْ منه لم يَغْفِرِ اللهُ له، بل هو مُوجِبٌ لسَخَطِ اللهِ ومَقْتِه والخُلودِ في نارِ جَهنَّم، والعياذُ باللهِ.

ويكونُ الشركُ الأكبرُ بالقلبِ والقولِ والعملِ.

فمِثالُ الشركِ الأكبرِ القَلْبِيِّ:اعتقادُ أنَّ للأوثانِ تَصَرُّفًا في الكَوْنِ، وأنها تَعْلَمُ الغَيْبَ، وتَنْفَعُ وتَضُرُّ، ومَحَبَّةُ الأوثانِ والتَّوكُّلُ عليها والاستعانةُ بها ، فمَن صَرَفَ هَذِهِ العِبَادَاتِ القَلْبِيَة لغيرِ اللهِ تعالى فهو مُشركٌ كَافِرٌ .

ومثالُ الشِّرْكِ بالقَوْلِ:دُعاءُ الأوثانِ من دُونِ اللهِ، والأقوالُ الكُفْريَّةُ التي يَكونُ فيها تَعْظيمٌ للأوثانِ ومَدْحٌ لها، وافتراءُ الكَذِبِ على اللهِ.

ومِثالُ الشركِ بعَمَلِ الجَوَارحِ:الذَّبْحُ لغَيْرِ اللهِ، والنَّذْرُ له، والسُّجودُ له.

والقِسْمُ الآخَرُ:الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، وهو ما كانَ وَسِيلةً للشِّرْكِ الأَكْبَرِ وسُمِّيَ في النُّصوصِ شِرْكًا من غيرِ أن يَتَضَمَّنَ صَرْفًا للعِبَادَةِ لغَيْرِ اللهِ عز وجل.


حكمه :
الشِّرْكُ الأَصْغَرُ لا يُخْرِجُ من المِلَّةِ ولا يُوجِبُ الخُلودَ في النارِ، ولكنَّه ذَنْبٌ عظيمٌ يَجِبُ على مَن وَقَعَ فيه أن يَتُوبَ منه، فإنْ لم يَتُبْ فقد عَرَّض نَفْسَه لسَخَطِ اللهِ وأليمِ عِقابِه.

ويَكُونُ بالقَلْبِ والقَوْلِ والعَمَلِ:

فمِثالُ الشِّرْكِ الأَصْغَرِ القَلْبِيِّ:اعتقادُ السَّبَبِيَّةِ فيما لم يَجْعَلْهُ اللهُ سَبَبًا شَرْعًا ولا قَدَرًا، كاعتقادِ نَفْعِ التمائمِ ، والطِّيَرةِ.

ومثالُ الشِّرْكِ الأصغرِ العَمَلِيِّ:يَكُونُ بِعَدَم إِخْلاَصِ القَصْدِ للهِ جل وعلا في العمل كالرِّياءُ بتَحْسِينِ أداءِ الصلاةِ لطَلَبِ مَدْحِ الناسِ وإعجابِهم على عِبادتِه للهِ جل وعلا.

ومثالُ الشِّرْكِ الأَصْغَرِ القَوْلِيِّ:قولُ ما شاءَ اللهُ وشِئْتَ، و مُطِرْنَا بنَوْءِ كذا وكذا ، والحَلِفُ بغَيرِ اللهِ.

5- فصل:والشِّرْكُ منه جَلِيٌّ وخَفِيٌّ

فالشِّرْكُ الجَلِيُّ هو:سَائِرُ أفعالِ الشِّرْكِ البيِّنُ وأقوالِه الظَّاهرةِ كدُعاءِ غَيْرِ اللهِ تعالى، والذَّبح للأوثانِ.

والشِّرْكُ الخَفِيُّ منه أكبر وأصغر :

فالشرك الخفي الأكبر هو أعمال الشرك الأكبر الخفية ؛ كتعلق القلب بغير الله تعلقاً أكبر، منه ما يكونُ بتَقْديمِ طَاعةِ غيرِ اللهِ على طاعةِ اللهِ من غيرِ قَصْدِ عِبادةِ غيرِ اللهِ ،وطاعة بَعْضِ المَخْلوقينَ في مَعْصِيَةِ الخَالِقِ ، ولا يكادُ يَسْلَمُ من هذا الشرك أحَدٌ إلا مَن عَصَمَهُ اللهُ.

عن مَعْقِلِ بن يَسَارٍ رضِي الله عنه قال: انْطَلَقْتُ مع أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضِي الله عنه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال:((يا أبا بكرٍ، لَلشِّرْكُ فيكم أخْفَى من دَبِيبِ النَّمْلِ.))
فقال أبو بَكْرٍ: وهل الشِّركُ إلا مَن جعَلَ معَ اللهِ إلهًا آخَرَ؟
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيدِه، للشِّرْكُ أخْفَى من دَبيبِ النَّمْلِ، ألا أَدُلُّكَ على شيءٍ إذا قُلْتَه ذهَبَ عنكَ قَلِيلُه وكَثِيرُه))
قال: ((قُلِ اللهُمَّ إني أَعوذُ بكَ أن أُشْرِكَ بكَ وأنا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أعْلَمُ.))رواه البخاريُّ في الأدبِ المُفْرَدِ

وهذا الدعاءُ النَّبويُّ سَبَبٌ عظيمٌ في البراءةِ منه، وذَهَابِ أثرِه، ومَغْفِرَةِ اللهِ لصاحبِه.





  #7  
قديم 9 شعبان 1433هـ/28-06-2012م, 01:42 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

فائدة-5-

ـ بما يكون العبد مسلما؟

الجواب/ لا يكونُ العبدُ مُسلمًا حتى يَجْمَعَ أمرين:
الأمر الأول:إخلاص الدينِ للهِ عز وجل؛ فيُوَحِّدُ اللهَ ويَجْتَنِبُ الشِّركَ.
الأمر الثاني:الانقياد للهِ تعالى، بامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نَواهيهِ.

  #8  
قديم 9 شعبان 1433هـ/28-06-2012م, 01:44 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

فائدة-6-
العِبادةُ في اللغةِ هي:التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ.
وكلُّ عَمَلٍ يُتقرَّبُ به إلى المَعْبودِ فهو عِبادةٌ.

ولذلك فإنَّ العبادةَ الشَّرْعِيَّةَ: هي اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبُّه اللهُ ويَرْضاهُ من الأقوالِ والأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ.
والعبادةُ تكونُ بالقلبِ واللسانِ والجوارحِ.

  #9  
قديم 9 شعبان 1433هـ/28-06-2012م, 01:48 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

فائدة -7-
ـ ما يَقْدَحُ في عُبودِيَّةِ العبدِ لرَبِّه -عز وجل- على ثَلاثِ دَرَجاتٍ:

الأُولَى:الشِّرْكُ الأكبرُ، وهو عِبادةُ غيرِ اللهِ عز وجل؛ فمَن صَرَفَ عبادةً من العباداتِ لغَيْرِ اللهِ عز وجل؛ فهو مُشرِكٌ كافرٌ، لا يَقْبَلُ اللهُ منه صَرْفًا ولا عَدْلاً، كالذين يَدْعُونَ الأصنامَ والأولياءَ والأشجارَ والأَحْجَارَ، ويَذْبَحُونَ لها ويَسْألُونَها قَضاءَ الحَوائجِ ودَفْعَ البَلاءِ.


الدرجةُ الثانيةُ:الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، ومنه الرِّياءُ والسُّمْعةُ، فيُزَيِّنُ العبدُ عبادتَه من صلاةٍ وصدقةٍ وغيرِها لأجلِ أنْ يَمْدَحَهُ الناسُ بذلك، فمَن فعَلَ ذلك فهو غيرُ مُخْلِصٍ للهِ تعالى الإخلاصَ الذي يَنْجُو به من العذابِ، قال النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم فيما يَرْويِه عن رَبِّه جل وعلا أنه قالَ: [أنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عن الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلاً أشْرَكَ معي فيه غيري تَرَكْتُه وشِرْكَه]رواه مسلمٌ من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي الله عنه.

الدرجةُ الثالثةُ:فِعْلُ المعاصي، وذلك بارتكابِ بعضِ المُحرَّماتِ أو التفريطِ في بعضِ الواجباتِ، وكلما عَصَى العبدُ رَبَّه كان ذلك نَقْصًا في تَحْقيقِه العبوديةَ للهِ تعالى.
وأكملُ العبادِ عُبوديَّةً للهِ تعالى أحسنُهم استقامةً على أمرِ اللهِ عز وجل، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)[فصلت: ٣٠–٣٣].


ـ ومدارُ عُبودِيَّةِ القَلْبِ على ثلاثةِ أمورٍ عظيمةٍ هي:
المَحَبَّةُ، والخَوْفُ، والرَّجاءُ.

  #10  
قديم 9 شعبان 1433هـ/28-06-2012م, 01:50 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

فائدة-8-

الطاغوتُ هو كلُّ ما يُعْبَدُ من دُونِ اللهِ تعالى، سَواءٌ أكانتْ عبادتُه بدعائهِ، والاستعانِة به، والتَّوكُّلِ عليه، والذَّبْحِ له، والنَّذْرِ له، أم باتِّباعِه في تحليلِ الحرامِ وتحريمِ الحلالِ، أم بالتَّحاكُمِ إليه والرِّضا بحُكْمِه.
قال ابنُ جَريرٍ رحِمه اللهُ: (والصَّوابُ من القولِ عندِي في "الطَّاغُوتَ" أنه كُلُّ ذِي طُغْيانٍ على اللهِ، فعُبِدَ من دونِه، إما بقَهْرٍ منه لمَن عَبَدَه، وإما بطَاعةٍ مِمَّن عبده له، وإنسانًا كان ذلك المَعْبودُ، أو شَيْطانًا، أو وَثَنًا، أو صَنَمًا، أو كائِنًا ما كانَ من شيءٍ).

فالطاغوتُ هو:الذي بَلَغ في الطُّغْيانِ مَبْلَغًا عظيمًا فصَدَّ عن سبيلِ اللهِ كثيرًا وأضَلَّ إضلالاً كبيرًا.

والطواغيتُ التي تُعْبَدُ من دُونِ اللهِ تعالى كثيرةٌ، وأشْهَرُ أصْنَافِ الطَّواغيتِ وأَكْثَرُها طُغْيانًا وصَدًّا عن سَبيلِ اللهِ ثلاثةٌ:
-الشيطانُ الرَّجيمُ.
-والأوثانُ التي تُعْبَدُ من دونِ اللهِ.
- ومَن يَحْكُمُ بغيرِ ما أنْزَلَ اللهُ.
.

  #11  
قديم 9 شعبان 1433هـ/28-06-2012م, 01:53 PM
الصورة الرمزية محمد بدر الدين سيفي
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 1,159
افتراضي

فائدة-9-

الشِّرْكُ هو:عبادةُ غيرِ اللهِ تعالى، فمَن دعا معَ اللهِ أحَدًا – دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَ عبادةٍفهو مُشركٌ كافرٌ؛ قد جَعَلَ للهِ شَرِيكًا ونِدًّا في عبادتِه؛ واللهُ تعالى لا يَرْضَى أن يُشْرَكَ معَه أحَدٌ في عبادتِه، لا نَبِيٌّ مُرسَلٌ، ولا مَلَكٌ مُقرَّبٌ، ولا غيرُهما؛ فالعبادةُ حَقٌّ للهِ وحدَه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾[المؤمنون: ١١٧].
فمَن دعا من دُونِ اللهِ نِدًّا فهو مُشرِكٌ.

والشِّرْكُ على قِسْمَينِ:
أحَدُهما:الشِّرْكُ الأَكْبَرُ: ويَكونُ في الرُّبوبِيَّةِ والأُلوهيَّةِ:
أما الشِّرْكُ الأكْبَرُ في الرُّبوبيَّةِ فهو: اعْتقادُ شَرِيكٍ للهِ تعالى في أفعالِه من الخَلْقِ والرَّزقِ والمُلْكِ والتَّدْبيرِ.
وأمَّا الشِّرْكُ الأَكْبَرُ في الألوهيَّةِ فهو: دُعاءُ غيرِ اللهِ تعالى دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَ عِبادَةٍ
ويكونُ الشركُ الأكبرُ بالقلبِ والقولِ والعملِ.

  #12  
قديم 11 ذو القعدة 1433هـ/26-09-2012م, 05:15 PM
سامية السلفية سامية السلفية غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 2,007
Lightbulb

الدرسُ الخامسُ: بيانُ معنَى دينِ الإسلامِ


قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ[آل عمران: ١٩].
وقال تعالى:﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) [آل عمران: ٨٥].
والإسلامُ معناه: إخلاصُ الدينِ للهِ عز وجل والانقيادُ لأوامرِه وأحكامِه.
وهو عقيدةٌ (
العلمِ الصحيحِ) وشَريعةٌ (أحكامٌ).
قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة: ٥].
فلا يكونُ العبدُ مُسلمًا حتى يَجْمَعَ أمرين:
الأمر الأول: إخلاص الدينِ للهِ عز وجل؛ فيُوَحِّدُ اللهَ ويَجْتَنِبُ الشِّركَ.
الأمر الثاني: الانقياد للهِ تعالى، بامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نَواهيهِ.
فيخرج: المُشْرِكَ ؛ لأنه لم يُخْلِصِ الدينَ للهِ عز وجل.
ويخرج : المُسْتكبِرُ عن عبادةِ اللهِ؛ لأنه مُمْتنِعٌ غيرُ مُنقادٍ لأوامرِ اللهِ جل وعلا.
قال اللهُ تعالى: ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173)[النساء: ١٧٢–١٧٣].
فصل: والمسلمون يتفاضلون في حسن إسلامِهم ، مراتبِ الدين الثلاثةِ -حديثِ جبريلَ الطويلِ- وهي:
1: مَرْتبةُ الإسلامِ.
2: مَرْتبةُ الإيمانِ.
3: مَرْتبةُ الإحسانِ. [
أفضلُ المَراتبِ]
وأركانُ الإسلامِ ،حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَر رضِي الله عنهما ((بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)).
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعَمُودُهُ الصلاةُ، وذِرْوةُ سَنامِه الجِهادُ في سبيلِ اللهِ)) حديث مُعاذِ بن جَبَلٍ رضِي الله عنه.

والمؤمنون يَتفاضلون في إيمانِهم ؛ لأنَّ الإيمانَ تصديقٌ بالقَلْبِ، وقولٌ باللسانِ، وعَمَلٌ بالجوارحِ، يَزِيدُ ويَنْقُصُ.
واستكمالُ الإيمانِ وَصَفَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم:((مَن أحَبَّ للهِ، وأبْغَضَ للهِ، وأعْطَى للهِ، ومَنَعَ للهِ، فقَدِ اسْتَكْمَلَ الإيمانَ)). حديثِ أبي أُمامة البَاهِلِيِّ رضِي الله عنه.
والحُبُّ للهِ أعمُّ من الحُبِّ في اللهِ، فهو يَشْمَلُ مَحَبَّةَ كلِّ ما يُحَبُّ لله جل وعلا . وكذلك العطاءُ للهِ أعمُّ من أن يكونَ المرادُ به عطاءَ المالِ، بل هو شامِلٌ لكلِّ ما يُعْطَى.
وأُصولُ الإيمانِ ((الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللهِ وملائكتِه وكُتُبِه ورُسلِه واليَوْمِ الآخِرِ وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِه وشَرِّهِ)). واجب على كلِّ مسلمٍ ومَن كَفَر بأصْلٍ منها فهو كافرٌ.
وهذا الإيمان (أصوله) له شُعَبٌ تَتَفَرَّعُ عنه هي: خِصالُه وأجزاؤُه
.
حديث أبي هُريرةَ رضِي الله عنه ((الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمَانِ)) رواه مسلم.
ومنها قلبيٌّ وقوليٌّ وعمليٌّ: فقولُ (لا إلهَ إلا اللهُ) قولٌ باللسانِ، وإماطةُ الأذى عَمَلٌ، والحياءُ عَمَلٌ قَلْبِيٌّ.
وقد يَجْمَعُ العَبْدُ شُعَبًا من الإيمانِ وشُعَبًا من النِّفاقِ((أرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خَالِصًا، ومَن كانتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كانت فيه خَصْلَةٌ من النِّفاقِ حتى يَدَعَها؛ إذا اؤتُمِنَ خانَ، وإذا حدَّث كَذَب، وإذا عاهَدَ غَدَر، وإذا خاصَمَ فَجَرَ)). متفق عليه.

والإحسانُ ((الإحسانُ أن تَعْبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)).
وقال تعالى:﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ[الملك: ٢]، قال فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: (﴿أَحْسَنُ عَمَلاً أي أخلصه وأصوبه).
خَالِصًا للهِ تعالى، وصَوَابًا على سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ لأن اتِّباعُ هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَعْصِمُ العَبْدَ من الغُلُوِّ والتفريطِ.
من نواقضِ الإحسانِ: الشِّرْكَ والبِدْعَةَ والغُلُوَّ والتفريطَ.

والإحسانُ على دَرَجتينِ:
الإحسانُ الوَاجِبُ: وهو أداءُ العِباداتِ الوَاجِبَةِ بإخلاصٍ ومتابعةٍ بلا غُلُوٍّ ولا تَفْريطٍ.
والإحسانُ المُسْتَحَبُّ: وهو
يَجْتَهِدُ في أداءِ العباداتِ على أحسنِ وُجوهِها بما يَتَيَسَّرُ له ويتَّقَرُّبُ إلى اللهِ تعالى بالنَّوافِلِ، وتَكْمِيلُ مستحَبَّاتِ العباداتِ وآدابِها، والتَّوَرُّعُ عن المُشْتَبِهاتِ والمَكْرُوهاتِ؛ ولا يُفَرِّطُ بتَرْكِ ما يَتَيَسَّرُ له من العباداتِ التي تُقَرِّبُه إلى اللهِ تعالى.
والإحسانُ يَكونُ في كلِّ عِبادةٍ بحَسَبِها، مع قُوَّةُ الإخلاصِ وَحُسْنُ اتِّباعِ هَدْيِ النبيِّ صلَّى الله عَليهِ وَسَلَّمَ فِي تلكَ العِبَادةِ:
فإِحسانُ الوُضوءِ يَكونُ بإِسباغِه وتكميلِ فروضِه، وإحسانُ الصلاةِ يكونُ بإقامتِها وأدائِها في أوَّلِ وَقْتِها بخُشوعٍ وطُمأنينةٍ وحُضورِ قَلْبٍ، ويُصَلِّيها صَلاةَ مُوَدِّعٍ.
وإحسانُ الزَّكَاةِ والصَّدقةِ أنْ يُؤدِّيَ ما يَتصدَّقُ به مُتقرِّبًا إلى اللهِ عز وجل يرجو رَحْمتَه ويَخْشَى عذابَه، ويَتحرَّى إخراجَ الطَّيِّبِ من المالِ، ولا يَمْطُلُ ولا يُعَسِّرُ ولا يَتعالَى ولا يُسَمِّعُ.
ومَن تَحرَّى الإحسانَ وحَرَصَ عليه وسَأَلَ اللهَ تعالى الإعانةَ عليه رُجِيَ له أن يُوَفَّقَ للإحسانِ، قال أبو الدَّرْداءِ رضِي اللهُ عنه: (إِنَّمَا العِلْمُ بالتَّعلُّمِ والحِلْمُ بالتَّحلُّمِ، ومَن يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَه، ومَن يَتَوقَّ الشَّرَّ يُوقَه).
وأبوابُه : حديث شَدَّادِ بنِ أَوْسِ بنِ ثابتٍ رضِي الله عنهما ((إنَّ اللهَ كتَبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ؛ فإذا قَتَلْتُم فأحسِنوا القِتْلةَ، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنوا الذِّبْحةَ، وَلْيُحِدَّ أحدُكُم شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبيحَتَهُ)).
وهذا مِمَّا يُبيِّنُ أهَمِّيَّةَ الفِقْهِ في الدينِ، فبه يَعْرِفُ طالبُ الإحسانِ هَدْيَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في العِباداتِ والمُعاملاتِ؛وهكذا في سائرِ الأمورِ.
ولا يُدرِكُ العبدُ مَرْتبةَ الإحسانِ إلا بإعانةِ اللهِ وتَوْفيقِه، ولذلك شُرِعَ للعبدِ أن يَدْعُوَ دُبُرَ كلِّ صَلاةٍ: ((اللهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عِبادتِكَ)).
فحاجةُ العبدِ إلى إعانةِ اللهِ تعالى له على الإحسانِ دائمةٌ مُتكرِّرةٌ.

  #13  
قديم 26 محرم 1434هـ/9-12-2012م, 07:52 AM
سليمان العماني سليمان العماني غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 76
افتراضي

- الإسلام هو : إخلاص الدين لله عز وجل والانقياد لأوامره وأحكامه .

- لا يكون العبد مسلما حتى يجمع بين أمرين :
• إخلاص الدين لله عز وجل .
• الانقياد لله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه .

- مراتب الدين :
• الإسلام . ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ) .
• الإيمان . ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته و ... )
• الإحسان . ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ... ) .

- درجات الإحسان :
• الإحسان الواجب : أداء العبادة الواجبة بإخلاص ومتابعة بلا غلو ولا تفريط .
• الإحسان المستحب : التقرب إلى الله تعالى بالنوافل وتكميل مستحبات العبادة وآدابها والتورع عن المشتبهات والمكروهات .

- العبادة لغة : التذلل والخضوع والانقياد .
- شرعا : اسم لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .

- شروط قبول العبادة : الإخلاص والمتابعة .

- هناك ثلاث درجات تقدح في عبودية العبد لربه عز وجل :
• الشرك الأكبر : عبادة غير الله تعالى .
• الشرك الأصغر : الرياء والسمعة .
• فعل المعاصي : ارتكاب بعض المحرمات أو التفريط في بعض الواجبات .

- مدار عبودية القلب على ثلاثة أمور عظيمة:

• المحبة : يحب الله عز وجل أعظم محبة ولا يشرك معه أحدا في هذه المحبة أحدا من خلقه .
• الخوف : يخاف من سخط الله وعقابه .
• الرجاء : يرجو رحمة الله ومغفرته وإحسانه .
- الطاغوت : كل ما يعبد من دون الله تعالى .

- أمثلة على الطواغيت : الشيطان الرجيم ، الأوثان ، كل من يحكم بغير حكم الله .

- طرق الاستعاذة من شر الشيطان:
• تكرار الاستعاذة بالله منه .
• التوكل على الله .
• الإخلاص .
• كثرة ذكر الله .
• الإيمان بالله .
• التعويذات الشرعية .

- أسباب تسلط الشيطان على الإنسان:
• ضعف الإيمان.
• ضعف التوكل .
• الغفلة عن ذكر الله.
• التفريط في التعويذات الشرعية.
• الغضب الشديد .
• الفرح الشديد.
• الشذوذ عن الجماعة.
• الوحدة .
• الانكباب على الشهوات .
• خلوة الرجل بالمرأة .
• الظن السيئ .
- الأحاديث الواردة في التثاؤب:
• روى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع فان الشيطان يدخل في فيه).

- أمثلة على الأوثان:
• الأصنام والتماثيل التي تنحت على شكل صور .
• الأشجار والحجارة المعظمة التي يعتقد أنها تنفع وتضر.
• القبور والمشاهد والأضرحة التي يطاف عليها ويتقرب إليها من دون الله .
• ما يرمز للشرك وعبادة غير الله من الشعارات والتعاليق.

- أقسام الشرك:
1. الشرك الأكبر : ويكون في :
• الربوبية: اعتقاد أن هناك شريك لله تعالى في أفعاله كالخلق والرزق والتدبير .
• الألوهية: دعاء غير الله تعالى دعاء مسألة أو دعاء عبادة .

- والشرك الأكبر يكون في :

• القلب : اعتقاد أن للأوثان تصرفا في الكون وأنها تعلم الغيب وتنفع وتضر ومحبتها والتوكل عليها والاستعانة بها .
• القول : دعاء الأوثان من دون الله ، والعبارات الكفرية التي فيها مدح للأوثان وافتراء الكذب على الله .
• الجوارح : الذبح لغير الله ، والنذر والسجود للأوثان.

- الشرك الأكبر مخرج من الملة فمن مات عليه فهو كافر خالد مخلد في نار جهنم .

2. الشرك الأصغر : وهو الشرك الموصل إلى الشرك الأكبر وهو غير مخرج من الملة ويكون في :

• القلب : اعتقاد السببية في أمر لم يجعله الله سببا ولا شرعا كاعتقاد نفع التمائم المعلقة في دفع البلاء والطيرة .
• القول : قول ما شاء الله وشئت والحلف بغير الله وقول ( مطرنا بنوء كذا ).
• الجوارح: الرياء بتحسين الصلاة رجاء مدح الناس له.

- الشرك الأصغر لا يخرج من الملة ولا يوجب خلود صاحبه في جهنم لكنه ذنب عظيم وجب على صاحبه التوبة وإلا عرض نفسه لسخط الله وعقابه .

- الشرك نوعان:
• الشرك الجلي: الشرك البين الظاهر كدعاء غير الله تعالى والذبح للأوثان وسائر أفعال الشرك وأقواله الظاهرة.
• الشرك الخفي: تعلق القلب تعلقا أكبر بغير الله تعالى.

- كيفية التخلص من الشرك الخفي:
دعاء : ( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا اعلم وأستغفرك لما لا اعلم.

  #14  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 03:21 PM
إيمان إيمان غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 20
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الدرس الخامس:
· والإسلام معناه: إخلاص الدين لله عزوجل والانقياد لأوامره وأحكامه.
· الإسلام عقيدة وشريعة، فالعقيدة مبناهاعلى العلم الصحيح، والشريعة أحكام يجب على العبد امتثالها.
· فلا يكون العبد مسلما حتى يجمع أمرين وهما إخلاص الدين لله عز وجل؛فيوحد الله ويجتنب الشرك، والانقياد لله تعالى، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
· والمسلمون يتفاضلون في حسن إسلامهم بتفاضلهم في الإخلاص، وحسنالانقياد، فهم علىمراتب الدين الثلاثةالتيبينها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث جبريل الطويل،وهي: مرتبة الإسلام، مرتبةالإيمان، مرتبة الإحسان.
· والمؤمنون يتفاضلون في إيمانهم فبعضهمأكثر إيمانا من بعض؛ لأن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، يزيد وينقص. وكلما كان العبد أعظم تصديقاوأحسن قولا وعملا كان إيمانه أعظم. وإذا فعل العبد المعصية نقص منإيمانه؛ فإذا تاب وأصلح تاب الله عليه.
أصول الإيمان ستة،بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:"الإيمان أن تؤمن بالله وملائكتهوكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيرهوشره".
· الإيمان لهشعب تتفرع عن هذه الأصول كما تتفرع الأغصان من الشجرة، وكلماكان العبد أكثر أخذا بخصال الإيمان وأعماله كان أكثر إيمانا.
· الإحسان أنتعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنهيراك.
· الإحسان على درجتين: الإحسانالواجب: وهو أداء العبادات الواجبة بإخلاص ومتابعة بلاغلو ولا تفريط. والإحسان المستحب: وهو التقربإلى الله تعالى بالنوافل، وتكميل مستحبات العبادات وآدابها،والتورع عن المشتبهات والمكروهات؛ فيعبد الله كأنه يراه؛فيجتهد في أداء العبادات على أحسن وجوهها بما يتيسر له؛ فلايكلف نفسه ما لا يطيق، ولا يفرط بترك ما يتيسر له منالعبادات التي تقربه إلى الله تعالى.
الدرس السادس:
· العبادة فياللغة هي: التذلل والخضوع والانقياد. وكل عمل يتقرب به إلى المعبودفهو عبادة.
· العبادة الشرعية هي اسم جامع لكل ما يحبه اللهويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
· العبادة تكون بالقلب واللسانوالجوارح، وقد أمر الله تعالى بإخلاص العبادة له وحده لا شريك له.
· ما يقدح في عبودية العبد لربه عز وجل على ثلاثدرجات: الأولى: الشرك الأكبر، وهو عبادة غير الله عز وجل؛ فمنصرف عبادة من العبادات لغير الله عز وجل؛ فهو مشرك كافر، لا يقبلالله منه صرفا ولا عدلا، الدرجة الثانية: الشركالأصغر، ومنه الرياء والسمعة، فيزين العبد عبادته منصلاة وصدقة وغيرها لأجل أن يمدحه الناس بذلك، فمن فعل ذلك فهو غيرمخلص لله تعالى الإخلاص الذي ينجو به من العذاب، الدرجة الثالثة: فعل المعاصي، وذلك بارتكاب بعض المحرمات أوالتفريط في بعض الواجبات، وكلما عصى العبد ربه كان ذلك نقصا فيتحقيقه العبودية لله تعالى.
· مدار عبودية القلب على ثلاثة أمورعظيمة هي: المحبة، والخوف، والرجاء.
الدرس السابع:
· الطاغوت هو كل ما يعبد من دونالله تعالى، سواء أكانت عبادته بدعائه، والاستعانة به، والتوكل عليه،والذبح له، والنذر له، أم باتباعه في تحليل الحرام وتحريم الحلال،أم بالتحاكم إليه والرضا بحكمه.
· الطاغوتهو: الذي بلغ في الطغيان مبلغا عظيما فصد عن سبيل اللهكثيرا وأضل إضلالا كبيرا.
· والطواغيت التي تعبد من دون اللهتعالى كثيرة، وأشهر أصناف الطواغيتوأكثرهاطغيانا وصدا عن سبيل الله ثلاثة: الشيطان الرجيم،والأوثان التي تعبد من دون الله، ومن يحكم بغير ما أنزل الله.
· تولي الشيطان يكون باتباعخطواته وتصديق وعوده واستشراف أمانيه وفعل ما يزينه منالمعاصي، والإعراض عن هدى الله تعالى؛ فمن فعل ذلك فقد تولىالشيطان.
· تحقيق الاستعاذة من الشيطان يكون بصدق الالتجاء إلى اللهتعالى، واتباع هدى الله العاصم من شر الشيطانوشركه.
· الأوثان: الأصنام والتماثيل التي تنحت على شكل صور؛إما صور رجال أو حيوانات أو غير ذلك؛ بعض الأشجار والأحجار المعظمة التي يعتقد فيهابعض المشركين اعتقادات كفرية، فيعتقدون فيها النفع والضروأنها تشفع عند الله عز وجل لمن يدعوها ويتقرب إليها؛ القبور والمشاهد والأضرحة والمقامات التيتعبد من دون الله عز وجل؛ ما يرمز للشرك وعبادة غير الله عز وجل منالشعارات والتعاليق.
· كل من اتبع الطاغوتفإنما يزيده اتباعه له ضلالا وخسارا وظلمة، وأما من كفر بالطاغوتوآمن بالله واتبع هداه فإن الله تعالى يخرجه من الظلمات إلىالنور، ويهديه سبل السلام، ويدخله في رحمته وفضله.
الدرس الثامن:
· والشرك هو: عبادة غير الله تعالى، فمن دعا مع اللهأحدا – دعاء مسألة أو دعاء عبادةفهو مشرككافر؛ قد جعل لله شريكا وندا في عبادته؛ والله تعالى لا يرضى أنيشرك معه أحد في عبادته، لا نبي مرسل، ولا ملك مقرب، ولاغيرهما.
· الشرك هو أعظم ذنب عصي اللهبه، وهو أعظم ما نهى الله عنه، وهو أكبر الكبائر، وأعظم الظلم، وهونقض لعهد الله وميثاقه، وخيانة لأعظم الأمانات وأكبر الحقوق، وهو حقالله عز وجل فيما خلق الخلق لأجله، وهو عبادته وحده لا شريكله.
· الشرك علىقسمين: أحدهما: الشرك الأكبر: ويكون فيالربوبية والألوهية، والقسمالآخر: الشرك الأصغر، وهو ما كان وسيلة للشرك الأكبروسمي في النصوص شركا من غير أن يتضمن صرفا للعبادة لغيرالله عز وجل.
· الشرك منه جلي وخفي،فالشرك الجليهو الشرك البين الظاهر كدعاءغير الله تعالى، والذبح للأوثان، وسائر أفعال الشرك وأقوالهالظاهرة. والشرك الخفيمنه أكبر وأصغر ؛فالشرك الخفي الأكبر هو أعمال الشرك الأكبر الخفية ؛ كتعلق القلب بغير الله تعلقاأكبر.
· تحقيقالتوحيد يكون بإسلام القلب والوجه لله تعالى فتكون طاعته لله،ومحبته لله، وبغضه لله، وعطاؤه لله، ومنعه لله، وبذلك يكونالمرء مؤمنا مستكمل الإيمان، نسأل الله منفضله.





  #15  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 07:56 PM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد امريكي
ابو البراء محمد امريكي ابو البراء محمد امريكي غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: usa
المشاركات: 88
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

معالم الدين
تأليف عبد العزيز بن داخل المطيري
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
المختصر و المذاكرة من ابي البراء محمد عبد الله بن الايل بن الايل آل ألِسْتِر
من الدرس الخمس الى الدرس الثامن















الدرس الخامس: بيان معنى الإسلام

الإسلام معناه: إخلاص الدين لله عز و جل و الأنقياد لأوامره و احكامه. و هو عقيدة و شريعة, فالعقيدة مبناها على العلم الصحيح و الشريعة احكام يجب على العبد امتثالها.
• الاية: و ما أمروأ إلا ليعبدوأ اللهّ مخلصين له الدين حنفاء و يقيمو الصلاة و الزكاة و ذلك دين القيمة. البينة 5


لا يكون العبد مسلمًا حتى يجمع امرين:
1. اخلاص الدين لله عز و جل فيوحد الله و يجتنب الشرك.
2. الإنقياد للهِ تعالى بامتثال أوامره و اجتناب نواهيه.


مراتب الدين الثلاثة:
1. مرتبة الإسلام
2. مرتبة الإيمان
3. مرتبة الإحسان

و أفضل هذه المراتب مرتبة الإحسان ثم مرتبة الإيمان ثم مرتبة الإسلام. فكل مؤمن مسلم و ليس كل مسلمٍ مؤمنًا.

الحديثان:
• بني الإسلام على خمسٍ . البخاري و المسليم
• راسُ الأمر الإسلام و عموده الصلاة و ذروة سنامه الجهاد في سبيل لله. – رواه أحمد

الإيمان: المؤمن يتفضل في إيمانه فبعضه اكثر ايمانًا من بعضٍ لأن الإيمان تصديق :
1. القلب
2. قول باللسان
3. و عمل بالجوارح
يزيد و ينقص.
المهم وإذا فعل العبد المعصية نقص من إيمانه فإذا تاب أصلح تاب الله عليه.


مستكمل و صف الإيمان:
• حبه لله
• بغضه لله
• عطاؤه للهِ
• منعه لِله
الحديث:
" من أحبّ للهِ و أبغض لله و أعطى لله و منع للهِ فقد استكملَ الأيمانَ" رواه ابو داود و غيره من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.

الاصول الإيمان ستة:
1. الإيمان بالله
2. ملائكته
3. كتبه
4. رسله
5. اليوم الآخر
6. الأيمان بالقدر خيره و شره



لا خلط الإيمان بالنفاق حتى تركُه النفاق فقال النبي صلى الله عليه و سلم: أربع من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا و من كانت في خصلة منهن كانت في خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان و إذا حدث كذب و إذا عاهد غدر و إذا خاصم فجر. – متفق عليه. قد يجمع العبد شعبًا من الإيمان و شعبًا من النفاق فيكون فيه بعض خصال النفاق حتى يدعها و صدق رسول الله الحقَ.


الإحسان:
بينه النبي الصلاة و السلام معنا الإحسان فقال: الإحسان أن تعبدَ اللهَ كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.- الحديث الجبريل عليه السلام.

خلق الله تعالى ليبلونا اينا احسن عملاً.
قال الله تعالى: و هو الذي خلق السماواتِ و الأرض في ستة أيامٍ و كان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملاً. هود 8.

المهم اتباع هدي النبي صلى الله عليه و سلم يعصم العبد من الغلو و التفريط و بهذا تعلم أنّ من نواقض الإحسان:
• الشرك
• البدعة
• الغلو
• التفريط
المشرك مسيء غير محسن و كذلك المبتدع و الغالي و المفرط.








الإحسان على درجتين:

1. الإحسان الواجب: و هو أداء العبادات الواجبة بأخلاصٍ و متابعةٍ بلا غلو و لا تفريطٍ.
2. الإسان المستحب: و هو التقرب إلى الله تعالى بالنوفل و تكميل مستحباتٍ العبادات و آدابها و التورع عن المشتبهات و المكروهات فيعبه الله كأنه يراه فيحتهد في أداء العبادات على احسن وجوهها بما يتيسر له فلا يكلف نفسه ما لا يطيق و لا يفرّط بترك ما يتيسر له من العبادات التي تقربه إلا الله تعالى. و الحسان يكون في كلّ عبادة يحسبها و يجمع ذلك فوّةث الإخلاص و حسن اتباع هدي النبي صلى الله عليه و سلم في تلك العبادة:
• احسان الوضوء
• احسان الصلاة
• احسان الزكاة
• احسان الصدقة
هكذا في سائر العبادات ينبغي للعبد أن يتحري الإحسان فيها ما استطاع و يتبع هدي النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك. و من تحرّرى الإحسان و حرص عليه.

• ابواب الإحسان كثيرة ففي صحيح مسلم من حديث شدّاد بن أوس بن ثابت عن النبي صلى الله عليه و سلم قال " انّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء فإذا فتلتم فأحسو القتلة و إذا ذبحتم فأحسنو الذبحة و ليحد أحدكم شفرته و ليرح ذبيحته."
• الإحسان مكتوب على كلّ شيء و إحسان كل شيء بحسبه.
• و هذا مما يبين اهمية الفقة في الدين فبه يعرف طال الإحسان هدي النبي





• صلى الله عليه و سلم في :
o العبادات
o المعاملات
 يعرف هيه في:
o الوضوء
o الصلاة
o الصدق
o الصيام
o الحج
o الجهاد
o البيوع
o الطعام
o الشراب
o و النوم
o النكاح
o و المعاشرة
o و البرّ
o الصلة












الدرس السادس: بيان معنى العبادة
العبادة في اللغة هي: التذلل والخضوع و الانقياد مع شدة المحبة و التعظيم
وكلّ عملٍ يتقرب به إلى المعبودِ فهو عبادة. ولذلك فإن العبادة الرعية هي اسم جامع لكل ما يحبه اللهُ و يرضاه من الأقوال و الإعمال الظاهرة و الباطنة.

العبادة فكون بما:
• القلب
• اللسان
• الجوارح

امر الله تعالى بإخلاص العبادة له وحده لا شريك له:
الأدلة:
"هو الحي لآ إله الاّ هو فادعُوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين." غافر 65.
خلقنا الله لغاية عظيمة و هي عبادته وحده لا شريك ل" و ما خلقْتُ الجن و الإنس إلاّ لِيعبدونِ". الذاريات 156.
و الله تعالى لا يقبل عبادة من أحدٍ إلا بحقيق هذين الشرطين: الإخصلا و المتابعة.


• من اجتنب الشرك و اخلص العبادة لِلهِ تعالى و اتّبعَ الرسولَ فهو مسلم موعود بدخول الجنّة و النجاة من النار.
• من أدّى العبادات الواجبة فامتثل ما أوجبه الله واجتنب ما حرمه الله فهو من عبادِ الله المتقين المؤمني الذين كتب الله لهم الأمن من العذاب و وعدهم الفضل العظيم في الدنيا و الآخرة.
• من كمّل العباداتِ الواجابة و المستحبة و اجتنب المحرّمات و المكروهات فعبدّ الله كأنه يراه فهو من عِبادِ اللهش المحسنين الذين و عدهم الله الدرجات العلى من الجنّة.
ما يقدَح في عبودية العبد لربّه عز و جل على ثلاث درحاتٍ:

الأولى: الشرك الأكبر- و هي عبادة غير الله عز و جل فمن صرف عبادة من العبادات لغير اللهش عز و جل فهو مشرك كافر لا يقبل الل من صرفًا و لا عدلاً.
• و العقب له: من خارج عن دين الله يعني الإسلام من مات و هو لا يتب فهو خالد مخلد في نار جهنم. معنا هو كافر مشرك. و العياذ بالله.

الدرجة الثانية: الشرك الأصغر- و منه الرياء و السمعة فيزيّن العبد عبادته من صلاة و صدقة و غيرها أجلِ أن يمدحه الناس بذلك فمن فعل ذلك فهو غير مخلص. من مدح للناس و قد ابتغى ثواب العبادة من غير اللِ عز و جل و هو مشرِكُ شركًا.

• و العقب له: الشرك الأصغر يحبط تلك العبادة فقد قال النبي صلى الله و عليه و سلم فيما يرويه عن ربّه جل و علا انه قال: " أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملاً اشرك معي في غيري تركته و شركه رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
• و النتيجة له: من الشرك الأصغر أن يتعلّق قلب العبد بالدنيا حتى تكون أكبرَ همّه و يضيّعَ بسببها الواجبات و يرتكِبَ المحرّماتِ فيكونّ في قلبِهِ عبوديّة للدنيا و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : تعِس عبد الدينار و عبد الدرهم و عبد الخميصة ان أعطِيَ رضي و ان لم يعط سخط تَعِسَ و انتكس و إذا شيكَ فلا انتقش." – رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. معنى الخميصة: الأعلام.

كانت همة العبد للدنيا إن أعطي منها رضي و إن لم يعط ظلَّ ساخطًا على قضاء اللهِ و قدره متبرمًا منه لم يكن قلبه سليمًا لله جل و علا و هذا من شأنِ المنافقين كما قاا الله تعالى فيهم:" و منهم من يلمزك في الصدقات فإنْ أعطيواْ مها رضواْ و إن لم يعطواْ منهآ إذا هم يسخلون." – التوبة.

الدرجة الثالثة: فعل المعاصي و ذلك بارتكابِ بعضِ المحرمات أو التفريط في بعض الواجباتِ و كلما عصى العبد ربه كان ذلك تقصًا في تحقيقِه العبودية لله تعالى. و اكمل العباد عبودية للهِ تعالى احسنهم استقامة على أمر لله عز و جل.


مدار عبوبية القلب على ثلاثة أمور عظيمة هي:
1. المحبة
2. الخوف
3. الرجاء

• يجب اللهَ تعالى أعم محبة
• يخاف من سخطِ الله و عقابه
• يرجو رحمة الله مغفرتة و فضله و إحسانه.
 و محبة العبد لربه تعالى تدفعه إلى التقرب إليه, و الشوق إلى لقائه و الأنس بذكره و تحمله على محبة ما يحبه اللهُ و و بغضِ ما يبغض اللهُ فيحقق عبودية الولاء والباء بسبب صدقِ محبته اللهِ تعالى.
 و خوفه من اللهش يزجره عن ارتكاب المحرمات و ترك الواجبات فيكون من عباد الله المتقين الذين حملتهم خشية اللهِ تعالى على اجتناب أسباب سخطه و عِقابه.
 و رجاؤه لله يحفزه على فعلِ الطاعات لما يرجو من عظيم ثوابها و بركة رِضوانِ اللهِ عز و جل على أهل طاعته. معنى حفز أي حرّك.







الدرس السابع: معنى الكفر بالطاغوت

الطاغوت هو: الذي بلغ في الطغيانِ مبلَغًا عظيمًا فصد عن سبيل اللهِ كثيرًا و أضلّ إضلالاً كبيرًا.
فالطاغوت هو كل ما يعبدُ من دونِ اللهِ تعالى سواءٌ أكانت عبادته بدعائه, و لااستعانة به و التوكل عليه و الذبح له و النذر له أم باتّباعِه في تحليل الحرام و تحريم الحلال أم بالتحاكم إليه و الرضا بحكمه.

الأدلة النقلية:
• "لا إكره في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى"
• ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 256]
• ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36]
• ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى﴾ [الزمر: 17]
الأدلة العقليّة:
قال ابن جرير رحمه الله:" و الصواب من القول عندي في الطاغوت انه كلَّ ذي طُغيانٍ على اللهِ, فعُبدَ من دونهِ إما بقهرٍ منه لمن عبدَهُ و إما بطاعةٍ ممّن عبده له و إنسانً كان ذلك المعبود,
• او شيطانًا
• او وثنًا
• او صنمًا
• او كائنًا ما كان من شيءٍ."


و أشهر أصنافِ الطواغيت وأكثرها طغيانًا و صدًّا عن سبيل اللهِ ثلاثةُ:
1. الشيطان الرجيم
2. الأوثان: التي تعبد من دون الله
3. يحكم بغير أنزل اللهُ

الصنف الأول: الشيطان الرجيم:
و هوأصلُ كلِ شرْكٍ و طغيانٍ بل كل عبادةٍ لغير الله تعالى فهي في حقيقة الأمر عبادة للشيطان لأنه سببها و الداعي لها.
و اجتناب هذا الطاغوت يكون بالأستعاذة بالله منه : "
• والحذر من كيده
• و عدم اتاع خطواته فهو عدو مضل مبين.

الأدلة النقلية:
• ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ [يس: 60–61].
• ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا(121)﴾ [النساء: 116–121]
• وقد جعَلَ اللهُ تعالى من عُقوبةِ المُعْرِضينَ عن ذِكْرِه تَسْلِيطَ الشَّياطِينِ عليهم، قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ﴾ [الزخرف: 36–39].
• ﴿كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ [الحج: 4].
• إن النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قال: ((إذا تَثَاءَبَ أحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ ما اسْتَطَاعَ؛ فإنَّ الشَّيْطانَ يَدْخُلُ في فِيهِ)).
الأدلة العقلية:
• تولى الشيطان يكون باتباع خطواته و تصديق و عوده و استشراب أمانيّه و فَعْل ما يزيّنه من المعاصي و الإعراض عن هدى اللهِ تعالى فمَن فعل ذلك فقد تولّى الشيطان.
• الشيطان يحضر أبن أدم عندَ كلِّ شيءٍ من شأنِهِ كما صحّ ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم في صحيح مسلم و غيره من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما.
• تحقيق الاستعاذة من الشيطان يكون بصدق الالتجاءِ إلى اللهِ تعالى, و اتباع هدى اللهِ العاصم من شر الشيطان و شرْكه.
• مِمّا هدانا اللهُ تعالى إلى ليعصمنا من شرِّ الشيطان: تكرار الاستعاذة بالله تعالى منه:
 الإيمان بالله
 التولك عليه
 الإخلاص
 كثرة ذِكْر اللهِ
 التعويذات الشرعية.




وكذلك ما يجد به الشيطان على الإنسان مدخلاً للتسلط عليه مثل:
• الغضب
• الشديد
• الفرح الشديد
• الانكباب على الشوات اي انصارف على الشهوات
• الشذوذ عن الجماعة
• الوحدة
• لا سيما في السفر
• نقل الحديث بين الناس
• خلوة الرجل بالمراة
• الظن السيي
• غشيان مواضع الريِّب












و شُرعت التسمية في كل شأنْ من شؤن الإنسان لحصول البركة و الحفظ من كيدِ الشيطان فيسمي العبد مثل:
• اكل
• شرب
• دخل المنزل
• خرج منه
• اصبح
• امسى
• ركب
• جامع
• خلاء
• اراد النوم

انتهي المصنف حفظه الله هذا الصنف الأول بقول: من اتبع ما ارشد اللهُ إليه من الهدى كان في حِصنٍ و أمان من كيد الشيطان و مَن قصّر و فرّط لم يأمن أن يناله شيءٌ من كيد الشيطان و إيذائه و إغوائه بسبب تفريطه.




الصنف الثاني: الأوثان التي تعبد من دون اللهِ عز و جل
وهذه الطواغيت انواع:
فمن الأوثان:
• الأصنام
• التماثيل
التي تنحت على شكل صور إما صور رجال أو حيوانات أو غير ذلك فمن المشركين من يزعم أنها تنفع و تضر و منهم من يزعم إنها تشفع لمن يدعوها و تقرب إليها مع:
• الذبح
• النذر
• سؤال الحاجات.
الأدلة النقلية:
• ﴿أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: 95–96].
• : ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ(77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)﴾ [الشعراء: 69–82]
• ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ(53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)﴾ [الأنبياء: 51–57].

الأدلة العقلية:
من الأوثان: بعضُ الأشجار و الأحجار المعظمة التي يعتقدً فيها بعض المشركينَ اعتقادات كفرية فيعتقدون فيها النفع و الضر و أنها تشفع عند الله عز و جل لمن يدعوها و يتقرب إليها. و قد كانت الأصنام و الأشجار و الأحجار التي تعبد في الجاهلية كثيرة جدًا حتى كان حول الكعبة و وحدها تلاثمائة و ستون صنمًا و قد حطَّمها يعني خسّر النبي صلى الله عليه و سلم فتح مكة.
من الوثان:
• القبور
• المشاهد
• الأضرحة
• المقامات
و بعض الناس يعبد من دون الله عز و جل فيطاف حولها تقربًا لها و يذبح لها و تقدّم لها النذور و الأموال و يكون لبعضها سدنة و خدام يصدون عن سبيل الله و يأكلون أموال الناس بالباطل و يزينون لهم سؤال الموتى قضاء الحجات و دفع البلاء.
الإنتباه و التحذير من نبينا صلى الله عليه و سلم شديدًا:
إن نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن اتّخاذ القبور مساجد لئلا تجر إلى عبادة القبورين فيها الاحاديث:
• قال النبي صلى الله عليه و سلم" اللهم لا تجعلْ قبري وثنا يعبد."- رواه مالك.
• قال النبي صلى الله عليه و سلم "إنّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم و صالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أني انهاكم عن ذلك."-رواه مسلم.
• قال أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه: كان آخر ما تكلم به نبي الله صلى الله عليه و سلم أن أخرجوا يهود الحجاز من جزيرة العرب و اعلموا أن شِرار الناس الذين يتخذون القبور مساجد. – رواه الإمام احمد.
• " يا عدي اطرحْ عنك هذا وثن." – سنن الترمذي. معنى اطرح : رمى علي.
• قال النبي صلى الله عليه و سلم: يجمع اللهُ الناس يومَ القيامة فيقول: من كان يعبد شيئًا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمسَ الشمسَ و يتبع من كان يعبد القمر و يتبع من كان يعبدُ الطواغيت الطواغيت." متّفق عليه.
الأدلة العقلية:
واتخاذ القبور مساجد هو أن يصلي عليها أو يصلي إليها أو يبنى عليها مسجدُ فمن فعل واحدة هذه الثلاث فقد وقع في المحذور.
و من الأوثان: ما يرمزُ للشرك و عبادة غير الله عز و جل من الشعارات و التعاليق ففي سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى في عنق عدي بن حاتم صليبًا من ذهب فقال له " يا عدي اطرحْ عنك هذا وثن." و المقصد أن كل يا يعبد من دونِ اللهِ عز و جل فهو طاغوت, سواء أكان صنمًا أم شجرا أم حجر أم قبرًا أم غيره.
الأدلة النقلية:
من اتبتع الطاواغيت سيكون إلى نار جهنم. وما يدل على هذا:
• ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾ [الأنبياء: 98–100].
• ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 31].
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)﴾ [الأنبياء: 101– 103].
• ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ [القصص: 38








المصنّف الثالث من يحكم بغير ما انزل الله:
كل من كان له سُلطان على الناس في بلدٍ من البلدان لأعرض عن تحكيم شَرع اللهش عزّ و جلّ فيهم و وضع لهم احكامًا يحكم بها عليهم من تلقاءِ نفسِهِ فيحِلّ لهم ما حرّم الله يحرِّم عليهم ما أحلّ ا لله فهو طاغوت يريد أن يعبدَ من دون الله عز و جل و عبادته طاعته في تحليل الحرام و تحريم الحلال.

الأدلة النقلية:
ما صحّ عن عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ قول الله تعالى:
 ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾[التوبة: 31].
 قال: فقلت: إنّا لسنا نعبدهم.
 قال: " أليس يحرمون ما أحلّ الله فتحرمونه و يحلون ما حرم الله فتتحليوه؟"
 قلتُ: بلى
 قال: "فتلك عبادته". رواه البخاري في التاريخ الكبير و الترمذي و الطبراني و اللفظ له.
و قال حذيفة بن اليمان " أما إنّهم لم يضلوا لهم و لكنّهم كانوا ما أحلوا لهم من حرام استحلّوه ما حرّموا عليهم من الحلال حرّموه فتلك ربوبيّتهم". رواه سعيد بن منصور.




من الطواغيت:
• الكهّان
• العرافون
• السحرة
الذين يدعون عِلمَ الغيب و تحاكم إليهم الجهل الضلال. و نهي النبي صلى الله عليه عن إتيان الكهنة و العرّافين و السحرة. والإراضُ عن التحاكم إلى شرع الله و طلب حُكمِ الطواغيت هو من اع اعمال المنافقين الذين ذمّهم الله في كتابه.
الأدلة النقلية:
• ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: 60].
• عن أبي هُريرةَ رضِي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن أتَى كاهنًا أو عَرَّافًا فصَدَّقَهُ بما يقولُ، فقد كَفَرَ بما أُنْزِلَ على مُحمَّدٍ)). رواه الإمامُ أحمدُ من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي الله عنه.
• وقال ابنُ مسعودٍ رضِي الله عنه: ((مَن أتى كاهِنًا أو سَاحِرًا فصَدَّقه بما يقولُ فقد كَفَرَ بما أُنْزِلَ على مُحَمَّدٍ)). رواه البَزَّارُ
• ﴿وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)﴾ [النور: 47–52]
كل من اتبع الطاغوت فإنما يزيده اتّباعه إياه ضلالاً و خسارًا و ظلمةً و أما من كفر بالطاغوت و آمن باللهش و اتّبع هداه فإنّ اللهَ تعالى يخرجه من الظلمات إلى النور و يهديه سُبل السلام و يدخله في رحمته و فضله. فالطواغيت يلقون بأويائهم في ظلمات الشرك و الجهل و الضلال و حيرةِ الشك و العيشة الضنك و سوء الحال و المآل.
قال الله عز و جل :
﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 257].











الدرس الثامن: التحذير من الشرك وبيان أنواعه
الشرك هو: عبادة غير الله تعالى فمن دعا مع اللهِ أحدًا دعاءَ مسألة أو دعاءَ عبادة فهو مشرك كافر. قد جعل الله شريكًا ندًا في عبادته و الله تعالى لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادةه لا نبي مرسل و لا ملك مقرب و لا غيرهما فالعبادة حق الله وحده.
الأدلة النقلية:
• ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: 36].
• ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: 13].
• ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ [المائدة: 72].
• ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: 116]
• عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِي الله عنه قال: سألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ؟
قال: ((أنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ)). متفق عليه.
• ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [يوسف: 40].
• ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ﴾ [فاطر: 40]
• ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [المؤمنون: 117]


الأدلة العقلية:
~ من دعا من دونِ اللهِ ندًا فهو مشرك. و الشرك هو أعظم دنب عُصي اللهُ به, و هو أعظم ما نهي اللهً عنه و هو أكبرالكبائر و أعظم الظلم و هو نقض لعهدِ اللهِ و ميثاقِهِ و خيانةٌ لأعظم الأماناتِ و أكبر الحقوق و هو حق اللهِ عز و جل فيما خلق الخلق لأجله و هو عبادته وحده لا شريك له. و لا جرم كان عقابه أعظم العقاب في الدنيا و الآخرة.
ما يصيبهم في الدنيا من عقوبات ما كسبت أيديهم بسبب إعراضهم عن هدى الله من:
• الضلال
• الشعاء
• الخوف
• الحزن
• الحيرة
• الشك
• الاضطراب
• المعشية الضنك
و إن متعوا في الدنيا متاعًا قليلاً إلى أجل فهو عليهم عذاب و وبال.
الأدلة النقلية:
• ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ﴾[غافر: 10].
• ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾[آل عمران: 196–197].
• ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾ [لقمان: 23–24].
• ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)﴾ [البقرة: 126].

كيف العقاب لهم في نار جهنم
ما اعقب عذابهم و ما في الآخرة فإنهم من حين قبض أرواحهم و هم في عذاب شديد متتابع بسبب اعنة الله لهم اذ تنزع ارواحهم نزعًا شديدًا يعذبون به و يعذبون بالفزع من هول المطلع و ورؤية ملائكة العذابو يعذبون في قبورهم عذابًا شديدًا و يعذبون إذا بعثوا بأهوال يوم القيامة و بالفزع الأكبر و يعذبون بطول الموقف و دنو الشمس منهم في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة و يعذبون في العرصات ثم يكون مصيرهم إلى نار جهنم خالدين فيها أبدًا لا يخفف عنهم من عذابها و ما هم منها بمخرجين.

• ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ(162)﴾ [البقرة: 161–162].
• ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)﴾ [فاطر: 36–37].
• ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)﴾ [الأحزاب: 64–68]
• ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85].
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)﴾ [الزمر: 65–
• ﴿وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)﴾ [الأنعام: 87–88].
الأدلة العقلية:
• مما يدل على عظيم خطر الشرك و وجوب الحذر منه أشرك بالله من بعد الامه حبط عمله و كان من الكفرين الخاسرين كأنه لم يعملْ من قبل شيئًا فالله لا يقبل من مشرك عملاً.
• الأنبياء على صلاحهم و شرفهم و قربيهم من الله تعالى و عظيم محبةه لهم لا يغفر لهم الشرك بالله جل و علا لو وقع منهم و قد علمنا أن الله تعالى قد عصمهم من الشرك فغير الأنبياء أولى بهذا الحكم و قد أبقى الله لنا هذا الخطاب يتلى علينا لنتدبره و نتأمله و نفهم منه عظيم جرم الشرك.

الشرك على قسمين:
• الشرك الأكبر: و يكون في الربوبية و الأُلوهية:
 الشرك الأكبر في الربوبية فهو: أعتقاد شريكٍ الله تعالى في أفعاله من الخلق و الرزق و الملك و التدبير.
 الشرك الأكبر في الألوهية فهو: دعاء غير الله تعالى دعاء مسألة او دعاء عبادةٍ و يكون الشرك الأكبر مع"
o القلب
o القول
o العمل
 الشرك الأكبر القلبيّ: اعتقاد أن لأوثان تصرفًا في الكون و أنها تعلم الغيب و تنفع و تضر و محبة الأوثان و التوكل عليها و الأتعانة بها كل ذلك من العبادات القلبيّة التي لا يجوز صرفها لغير الله عز و جل فمن صرفها لغير اللهِ تعالى فهو مشرك كافر.
 الشرك بالقول: دعاء الأوثان من دون الله و الأقوال الكفرية التي يكون فيها تعظيم للأوثان و مدح لها و افتراء الكذب على اللهِ.
 الشرك بعمل الجوارح: الذبح لغير الله و النذر له و السجود له و الشرك الأكبر مخرجٌ عن ملة الإسلام و من مات و لم يتب منه لم يغفر اللهُ له بل هو موجب لسخط للهِ و مقته و الخلود في نار جهنم و العياذ بالله.



• الشرك الأصغر: و هو ما كان وسيلة للشرك الأكبر و سمّي في النصوص شركًا من غير أن يتضمّنَ صرفًا للعبادة لغير الله عز و جل. و يكون مع:
o القلب
o القول
o العمل
 الشرك الأصغر القلبيّ: اعتقاد السببة فيما لم يجعله اللهُ سببًا شرعًا و لا قدرًا كاعتقاد نفع التمائم المعلّقة في دفع البلاء و الطيرة.
 الشرك الأصغر العمليّ: الرياء بتحسين أداءِ الصلاة لطلب مدح الناس و إعجابهم على عبادته اللهِ جل و على.
 الشرك الأصغر القوليّ: قول ما شاء اللهً و شئتَ و الحلف بغير اللهِ و قول: مطِرْنا بنوْءِ كذا و كذا.
o و الشرك الأصغر لا يخرج من الملة و لا يُوجب الخلود في النار و لكنه ذنب عظيم يجب على من وقع فيه أن يتوب منه فإن لم يتب فقد عرّض نفسه لسخط اللهِ و أليم عِقابه.

• الشرك منه جليّ وخفيّ.
الشرك الجلي: هو الشرك البين الظاهر مثل:
o دعاء غير الله تعالى
o الذبح للأوثان
o سائر أفعال الشرك
o اقواله الظاهرة

• الشرك الخفيّ: منه أكبر و اصغر فالشرك الخفي الأكبر هو اعمال الشرك الأكبر الخفي مثل:
o تعلّق القلب بغير الله تعلقًا أكبر بالالتجاء إلى غير الله
o التوكل عليه
o اعتقاد النفع
o الضر فيه
• الشرك الخفي الأصغر مثله ما يكون في القلب من نيوع تعلق بالدنيا حتى يؤثرها على بعض الأعمال الواجبة أو يرتكب لأجلها بعض المحرمات.
الأدلة من الأحاديث:
• قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم )) فسمَّى التعلق بالمال عبادة له.
• عن مَعْقِلِ بن يَسَارٍ رضِي الله عنه قال: انْطَلَقْتُ مع أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضِي الله عنه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أبا بكرٍ، لَلشِّرْكُ فيكم أخْفَى من دَبِيبِ النَّمْلِ)).
فقال أبو بَكْرٍ: وهل الشِّركُ إلا مَن جعَلَ معَ اللهِ إلهًا آخَرَ؟
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيدِه، للشِّرْكُ أخْفَى من دَبيبِ النَّمْلِ، ألا أَدُلُّكَ على شيءٍ إذا قُلْتَه ذهَبَ عنكَ قَلِيلُه وكَثِيرُه))
قال: ((قُلِ اللهُمَّ إني أَعوذُ بكَ أن أُشْرِكَ بكَ وأنا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أعْلَمُ)). رواه البخاريُّ في الأدبِ المُفْرَدِ

  #16  
قديم 23 رجب 1434هـ/1-06-2013م, 12:44 PM
نجاح نجاح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 163
افتراضي

تلخيص درس العباده الدرس السادس

العباده هي التذلل والخضوع والانقياد مع شده المحبه والتعظيم

اما العباده الشرعيه فهي : اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهره والباطنه بالقلب واللسان والجوارح
قال تعالى : ( هو الحي لااله الا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمدلله رب العالمين )
شروط العباده: الاخلاص والمتابعه


الغايه التي خلقنا الله لاجلها هي العباده ( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون )
اقسام الناس في العباده :
1- المسلم هو الذي اجتنب الشرك اخلص العباده لله وامتثل للنبي صلى الله عليه وسلم انه موعود بدخول الجنه والنجاه من النار

2- المؤمن المتقي لله الذي ادى الواجبات واجتنب المحرمات موعود بالامن من العذاب والاجر العظيم في الدنيا والاخره

3- المحسن الذي عبد الله كانه يراه الذي ادى العبادات المستحبه والواجبه واجتنب المحرمات والمكروهات له الدرجات العلى من الجنه

مايقدح في عبوديه المرء لربه على ثلاث درجات
الدرجه الاولى : الشرك الاكبر
الدرجه الثانيه : الشرك الاصغر
الدرجه الثالثه : فعل المعاصي

مدار عبوديه القلب على ثلاثه امور
المحبه
الخوف
الرجا
اثار من اخلص العبوديه لله في الخوف والرجا والمحبه انه :
لايامن مكر الله ولايياس من روح الله
يجمع بين الرجا والخوف
ام من حقق محبه الله يحقق عبوديه الولا ء والبراء
ومن حقق خشيه الله فهو من عبا الله المتقين الذين حملتهم خشيه الله على اجتناب اساب سخطه

  #17  
قديم 28 ذو القعدة 1434هـ/2-10-2013م, 05:06 PM
إيمان عبد الباسط إيمان عبد الباسط غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 94
افتراضي

الإسلامُ هو : إخلاصُ الدينِ للهِ عز وجل والانقيادُ لأوامرِه وأحكامِه.
و لا يكونُ العبدُ مُسلمًا حتى يَجْمَعَ أمرين:
1 - إخلاص الدينِ للهِ عز وجل؛ فيُوَحِّدُ اللهَ ويَجْتَنِبُ الشِّركَ.
2 - الانقياد للهِ تعالى، بامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نَواهيهِ.

العِبادةُ هي: التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ مع شدَّةِ المحبَّةِ والتعظيمِ.
و العبادةَ الشَّرْعِيَّةَ هي اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبُّه اللهُ ويَرْضاهُ من الأقوالِ والأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ.
واللهُ تعالى لا يَقْبَلُ عبادةً من أحدٍ إلا بتَحْقيقِ شَّرْطينِ وهما : الإخلاصِ والمُتابعةِ.

ما يَقْدَحُ في عُبودِيَّةِ العبدِ لرَبِّه عز وجل على ثَلاثِ دَرَجاتٍ:
1 - الشِّرْكُ الأكبرُ، وهو عِبادةُ غيرِ اللهِ عز وجل
2 - الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، ومنه الرِّياءُ والسُّمْعةُ
3 - فِعْلُ المعاصي، وذلك بارتكابِ بعضِ المُحرَّماتِ أو التفريطِ في بعضِ الواجباتِ

الطاغوتُ هو كلُّ ما يُعْبَدُ من دُونِ اللهِ تعالى
أشْهَرُ أصْنَافِ الطَّواغيتِ وأَكْثَرُها طُغْيانًا وصَدًّا عن سَبيلِ اللهِ ثلاثةٌ: الشيطانُ الرَّجيمُ، والأوثانُ التي تُعْبَدُ من دونِ اللهِ، ومَن يَحْكُمُ بغيرِ ما أنْزَلَ اللهُ.

الشِّرْكُ هو: عبادةُ غيرِ اللهِ تعالى
والشِّرْكُ على قِسْمَينِ:
1 - الشِّرْكُ الأَكْبَرُ: ويَكونُ في الرُّبوبِيَّةِ والأُلوهيَّةِ
الشِّرْكُ الأكْبَرُ في الرُّبوبيَّةِ فهو: اعْتقادُ شَرِيكٍ للهِ تعالى في أفعالِه من الخَلْقِ والرَّزقِ والمُلْكِ والتَّدْبيرِ.
وأمَّا الشِّرْكُ الأَكْبَرُ في الألوهيَّةِ فهو: دُعاءُ غيرِ اللهِ تعالى دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَ عِبادَةٍ
2 - الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، وهو ما كانَ وَسِيلةً للشِّرْكِ الأَكْبَرِ وسُمِّيَ في النُّصوصِ شِرْكًا من غيرِ أن يَتَضَمَّنَ صَرْفًا للعِبَادَةِ لغَيْرِ اللهِ عز وجل.

  #18  
قديم 17 ذو الحجة 1434هـ/21-10-2013م, 06:02 PM
ابو عبد الباري ابو عبد الباري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 145
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الخامس : بيان معنى دين الاسلام
الاسلام : اخلاص الدين لله عز وجل والانقياد لاوامره واحكامه وهو عقيدة وشريعة
فالعقيدة مبناها على العلم الصحيح
والشريعة احكام يجب على العبد امتثالها
.لايكون العبد مسلما حتى يجمع بين امرين :
_ اخلاص الدين لله فيوحد الله ويجتنب الشرك
_ الانقياد لله بامتثال اوامره واجتناب نواهييه
.الايمان : تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح يزيد وينقص
. اصول الايمان ستة من كفر باصل منها فهو كافر
من نواقض الاحسان :_ الشرك _ البدعة _ الغلو _ التفريط
الاحسان على درجتين :
الاحسان الواجب : اداء العبادات الواجبة باخلاص ومتابعة بلا غلو ولا تفريط
الاحسان المستحب : هو التقرب الى الله تعالى بالنوافل وتكميل مستحبات العبادات وادابها والتورع عن الشبهات والمكروهات
الدرس السادس : بيان معنى العبادة
العبادة : التذلل والخضوع والانقياد مع شدة المحبة والتعظيم
العبادة الشرعية اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة
ما يقدح في عبودية العبد لربه عز وجل على ثلاث درجات
.1_ الشرك الاكبر : عبادة غير الله عز وجل
.2_ الشرك الاصغر : منه الرياء والسمعة
.3_ فعل المعاصي : وذلك بارتكاب بعض المحرمات او التفريط في بعض الواجبات
مدار عبودية القلب على ثلاث امور عظمة هي : المحبة والخوف والرجاء
الدرس السابع : بيان معنى الكفر بالطاغوت
_ اجتناب الطاغوت واخلاص العبادة لله هو معنى التوحيد
_ الطاغوت كل ما يعبد من دون الله تعالى
اشهر انواع الطواغيت ثلاثة : الشيطان الرجيم _ الاوثان التي تعبد من دون الله _ من يحكم غير ما انزل الله
الشيطان الرجيم : اصل كل شرك وطغيان
الاوثان التي تعبد من دون الله : مثالها الاصنام والتماثيل وبعض الاشجار والاحجار المعظمة والقبور والاضرحة والشعارات
من يحكم بغير ماانزل الله : طاغوت يريد ان يعبد من دون الله عز وجل
الدرس الثامن : التحذير من الشرك وبيان انواعه
الشرك : عبادة غير الله تعالى وهو اعظمذنب عصي الله به واعظم ما نهى الله عنه واعظم الظلم واكبر الكبائر
الشرك قسمان :
1.الشرك الاكبر : يكون في الربوبية والالوهية
في الربوبية: اعتقاد شريك لله تعالى في الخلق والرزق والملك والتدبير
في الالوهية: دعاء غير الله دعاء مسالة او عبادة
ويكون الشرك الاكبر بالقلب والقول والعمل
2.الشرك الاصغر:ما كان وسيلة للشرك الاكبر وسمي في النصوص شركا من غير ان يتضمن صرفا للعبادة لغير الله عز وجل
ويكون بالقلب والقول والعمل
والشرك منه الخفي والجلي :
1.الجلي : الشرك البين الظاهر كدعاء غير الله تعالى
2. الخفي : منه اكبر واصغر
ا) الاكبر : اعمال الشرك الاكبر الخفية
ب) الاصغر : مثاله ما يكون في القلب من نوع تعلق بالدنيا
ومن الشرك الخفي تقديم طاعة غير الله على طاعة الله من غير قصد عبادة غير الله او تعلق القلب بغيره وهذا ادق انواع الشرك الخفي ولا يكاد يسلم منه احد.

  #19  
قديم 29 محرم 1435هـ/2-12-2013م, 01:57 AM
وسن وسن غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 36
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

تلخيص متن ( معالم الدين )
الجزء الثاني من الدرس الخامس حتى الثامن
5- بيان معنى دين الإسلام
قال تعالى : إن الدين عند الله الإسلام
والإسلام هو إخلاص الدين لله عز وجل والانقياد لأوامره وأحكامه
مراتب الدين ثلاثة :
الاسلام
الإيمان
الإحسان
والمسلمون يتفاضلون في حسن إسلامهم بتفاضلهم في الإخلاص وحسن الانقياد.
وكذلك المؤمنون يتفاضلون في إيمانهم فبعضهم أكثر إيمانا من بعض .والإحسان على درجتين : إحسان واجب ، وإحسان مستحب
6- بيان معنى العبادة
العبادة : هي التذلل والخضوع والانقيادة مع شدة المحبة والتعظيم .قال تعالى : ( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين )
والغاية التي من أجلها خلق الله الخلق هي عبادته وحده سبحانه وتعالى : (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون )
ويقدح في عبودية العبد لربه عز وجل :
الشرك الأكبر ، والشرك الأصغر ، والمعاصي .
- ومدار عبودية القلب على ثلاثة أمور عظيمة وهي : المحبة والخوف والرجاء.
7- بيان معنى الكفر بالطاغوت
قال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )
والطاغوت : هو الذي بلغ الطغيان مبلغا عظيما ،فصد عن سبيل الله كثيرا وأضل إضلالا كبيرا .
والطواغيت كثيرة ، واشهرها ثلاثة : الشيطان ، والأوثان ، ومن يحكم بغير ما أنزل الله
والأوثان على أربعة أنواع ، منها الأصنام والتماثيل ، ومنها ما كان من الأشجار والأحجار ، ومنها القبور والأضرحة والمشاهد ، ومنها ما يرمز للشرك كالصليب وغيره .

8- التحذير من الشرك وبيان نوعه
قال تعالى :( إن الشرك لظلم عظيم )
والشرك هو عبادة غير الله تعالى ، فمن دعا مع الله أحد سواء دعاء عبادة أو دعاء مسألة ، فقد أشرك مع الله إله أخر .
والشرك أعظم ذنب عصي به الله ، وأكبر الكبائر .
وهو على نوعين : شرك أكبر ، وشرك أصغر .
ويكون الشرك في الأقوال والأفعال والاعتقاد .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المذاكرة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir