دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 21 محرم 1432هـ/27-12-2010م, 11:38 PM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

الأصل الثاني: معرفةدين الإسلام بالأدلة
الأسئلة
س1: اذكر تعريف المؤلف للإسلام، معالتوضيح.
الاسْتِسْلامُ لِلّهِ بِالتَّوْحِيدِ، والانقيادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُوالخُلُوصُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ
الاستسلامُ للهِ بالتوحيدِالخضوعِوالذلِّ لهُ سُبحانَهُ وإفرِادَهُ برُبوبيَّتِهِ وأُلوهيَّتِهِ
والْمُسْلِمُ سُمِّيَ بذلكَ لخضوعِ جوارحِهِ لطاعةِربِّهِ.
والانقيادُ لهُ بالطاعةِ الطاعةُ في المأمورِ بالفِعْلِ، والطاعةُ فيالمحظورِ بالتَّرْكِ.
البَرَاءَةُوالْخُلوصُ مِن الشرْكِ فلايَتِمُّ دِينُ الإنسانِ إلاَّ إذا تَبَرَّأَ مِن المشرِكينَ ومِنالشرْكِ ولا يَتَشَبَّهُ بهم مِنْ عاداتِهم أوْ مِنْتقالِيدِهم
س2: ما الفرق بين الاستسلام الشرعي والاستسلام القدري ؟
الاسْتِسْلاَم الشَرْعِيّ: بِتَوْحِيدِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وإفرادِهِ بالعبادةِ.
وهذا الإسلامُ هوَ الَّذِي ويُثَابُ عليهِ العَبْدُ.
الاستسلامُ القَدَرِيُّ: قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًاوَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}. فلا ثوابَ فيهِ؛لأنَّهُ لا حِيلَةَ للإنسانِ فيهِ،
س3: عددمراتب الدين
ثَلاثُ مَرَاتبَ: الإسْلاَمُ، وَالايمَانُ، وَالإحْسَانُ.
س4: عدد أركان الإسلام مع الاستدلال لكل ركن.
أَركانُ الإسلامِ خَمسةٌ: شَهادةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رسولُاللهِ، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاةِ، وصَوْمُ رَمضانَ، وحَجُّ بيتِ اللهِالحرامِ
ودليلُهذه الأركانِ الخمسةِ: حديثُ ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِصَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِرَمَضَانَ)).
س5: بين معنىشهادة (أن لا إله إلا الله
لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إلاَّ اللَّهُ،
س6: أعرب كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).
لا : نافيَةٌ للجِنْسِ
إلهَ:اسمُ (لا) والخبَرُ مَحذوفٌ
إلاَّ:حَصْرٌ،
ولفظُ الجلالةِ بَدَلٌ مِن الضميرِ الْمُسْتَتِرِ في الْخَبَرِ
س7: ما معنى شهادة أن محمداً رسول الله؟ مع التوضيح.
طَاعَتُهُ فِيمَاأَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ،وَأنْ لاَ يُعْبَدَ اللَّهُ إِلاَّ بِمَاشَرَعَ.
الإقرارُ باللسانِ، والإيمانُ بالقلبِ، بأنَّ محمد بنَ عبدِ اللَّهِ القُرَشِيَّالهاشِمِيَّ رَسُولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إلى جميعِ الخلقِ من الجنِّ والإنسِ ولا عبادةَ لِلَّهِ تَعَالَى إلاَّ عنْ طريقِالوَحْيِ الَّذِي جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
س8: ما معنى المرتبة ؟
هيَ الْمَنْزلةُ، والْمَكانةُ، ورَتَّبَ الشيءَ أَثْبَتَهُ وجَعَلَهُ فيمَرتبتِهِ،
س9: ما هي شروط لا إله إلا الله ؟
شُرُوطُها ثَمَانِيَةٌ:
أَحَدُها: العِلْمُ، المُنَافِيللجَهْلِ.
الثَّانِي: اليَقِينُ، المُنَافِيللشَّكِّ.
الثَّالِثُ: القَبُولُ، المُنَافِيللرَّدِّ.
الرَّابِعُ: الانْقِيادُ، المُنَافِي للتَّرْكِ،
الخَامِسُ: الإِخْلاَصُ، المُنَافِي للشِّرْكِ.
السَّادِسُ: الصِّدْقُ، المنافيللكَذِبِ.
السَّابِعُ: المَحَبَّةُ، المُنافِيَةُلضِدِّهَا.
الثَّامِنُ: الكُفْرُ بِمَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى
س10: استدل من النقل والعقل على أن محمداً صلىالله عليه وسلم رسولُ الله.
النقل: قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْأَنْفُسِكُمْ(29) عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ(30) حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ(31)بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ(32)
العقل: أَعْظَمُ الآياتِ العَقْلِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، الذي تَحَدَّاهُماللَّهُ بِحَدِيثٍ، أو عَشْرِ سُوَرٍ، أو سُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، مَعَ عَدَاوَةِعُلَمَائِهِم وفُصَحَائِهِم، لَمْيَتَعَرَّضُوا لذلك، مَعَ شِدَّةِ حِرْصِهِم عَلَى تَكْذِيبِه

  #52  
قديم 21 محرم 1432هـ/27-12-2010م, 11:38 PM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

الأصل الثاني: معرفةدين الإسلام بالأدلة
الأسئلة
س1: اذكر تعريف المؤلف للإسلام، معالتوضيح.
الاسْتِسْلامُ لِلّهِ بِالتَّوْحِيدِ، والانقيادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُوالخُلُوصُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ
الاستسلامُ للهِ بالتوحيدِالخضوعِوالذلِّ لهُ سُبحانَهُ وإفرِادَهُ برُبوبيَّتِهِ وأُلوهيَّتِهِ
والْمُسْلِمُ سُمِّيَ بذلكَ لخضوعِ جوارحِهِ لطاعةِربِّهِ.
والانقيادُ لهُ بالطاعةِ الطاعةُ في المأمورِ بالفِعْلِ، والطاعةُ فيالمحظورِ بالتَّرْكِ.
البَرَاءَةُوالْخُلوصُ مِن الشرْكِ فلايَتِمُّ دِينُ الإنسانِ إلاَّ إذا تَبَرَّأَ مِن المشرِكينَ ومِنالشرْكِ ولا يَتَشَبَّهُ بهم مِنْ عاداتِهم أوْ مِنْتقالِيدِهم
س2: ما الفرق بين الاستسلام الشرعي والاستسلام القدري ؟
الاسْتِسْلاَم الشَرْعِيّ: بِتَوْحِيدِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وإفرادِهِ بالعبادةِ.
وهذا الإسلامُ هوَ الَّذِي ويُثَابُ عليهِ العَبْدُ.
الاستسلامُ القَدَرِيُّ: قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًاوَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}. فلا ثوابَ فيهِ؛لأنَّهُ لا حِيلَةَ للإنسانِ فيهِ،
س3: عددمراتب الدين
ثَلاثُ مَرَاتبَ: الإسْلاَمُ، وَالايمَانُ، وَالإحْسَانُ.
س4: عدد أركان الإسلام مع الاستدلال لكل ركن.
أَركانُ الإسلامِ خَمسةٌ: شَهادةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رسولُاللهِ، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاةِ، وصَوْمُ رَمضانَ، وحَجُّ بيتِ اللهِالحرامِ
ودليلُهذه الأركانِ الخمسةِ: حديثُ ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِصَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِرَمَضَانَ)).
س5: بين معنىشهادة (أن لا إله إلا الله
لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إلاَّ اللَّهُ،
س6: أعرب كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).
لا : نافيَةٌ للجِنْسِ
إلهَ:اسمُ (لا) والخبَرُ مَحذوفٌ
إلاَّ:حَصْرٌ،
ولفظُ الجلالةِ بَدَلٌ مِن الضميرِ الْمُسْتَتِرِ في الْخَبَرِ
س7: ما معنى شهادة أن محمداً رسول الله؟ مع التوضيح.
طَاعَتُهُ فِيمَاأَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ،وَأنْ لاَ يُعْبَدَ اللَّهُ إِلاَّ بِمَاشَرَعَ.
الإقرارُ باللسانِ، والإيمانُ بالقلبِ، بأنَّ محمد بنَ عبدِ اللَّهِ القُرَشِيَّالهاشِمِيَّ رَسُولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إلى جميعِ الخلقِ من الجنِّ والإنسِ ولا عبادةَ لِلَّهِ تَعَالَى إلاَّ عنْ طريقِالوَحْيِ الَّذِي جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
س8: ما معنى المرتبة ؟
هيَ الْمَنْزلةُ، والْمَكانةُ، ورَتَّبَ الشيءَ أَثْبَتَهُ وجَعَلَهُ فيمَرتبتِهِ،
س9: ما هي شروط لا إله إلا الله ؟
شُرُوطُها ثَمَانِيَةٌ:
أَحَدُها: العِلْمُ، المُنَافِيللجَهْلِ.
الثَّانِي: اليَقِينُ، المُنَافِيللشَّكِّ.
الثَّالِثُ: القَبُولُ، المُنَافِيللرَّدِّ.
الرَّابِعُ: الانْقِيادُ، المُنَافِي للتَّرْكِ،
الخَامِسُ: الإِخْلاَصُ، المُنَافِي للشِّرْكِ.
السَّادِسُ: الصِّدْقُ، المنافيللكَذِبِ.
السَّابِعُ: المَحَبَّةُ، المُنافِيَةُلضِدِّهَا.
الثَّامِنُ: الكُفْرُ بِمَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى
س10: استدل من النقل والعقل على أن محمداً صلىالله عليه وسلم رسولُ الله.
النقل: قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْأَنْفُسِكُمْ(29) عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ(30) حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ(31)بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ(32)
العقل: أَعْظَمُ الآياتِ العَقْلِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، الذي تَحَدَّاهُماللَّهُ بِحَدِيثٍ، أو عَشْرِ سُوَرٍ، أو سُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، مَعَ عَدَاوَةِعُلَمَائِهِم وفُصَحَائِهِم، لَمْيَتَعَرَّضُوا لذلك، مَعَ شِدَّةِ حِرْصِهِم عَلَى تَكْذِيبِه

  #53  
قديم 21 محرم 1432هـ/27-12-2010م, 11:39 PM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

الأصل الثاني: معرفةدين الإسلام بالأدلة
الأسئلة
س1: اذكر تعريف المؤلف للإسلام، معالتوضيح.
الاسْتِسْلامُ لِلّهِ بِالتَّوْحِيدِ، والانقيادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُوالخُلُوصُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ
الاستسلامُ للهِ بالتوحيدِالخضوعِوالذلِّ لهُ سُبحانَهُ وإفرِادَهُ برُبوبيَّتِهِ وأُلوهيَّتِهِ
والْمُسْلِمُ سُمِّيَ بذلكَ لخضوعِ جوارحِهِ لطاعةِربِّهِ.
والانقيادُ لهُ بالطاعةِ الطاعةُ في المأمورِ بالفِعْلِ، والطاعةُ فيالمحظورِ بالتَّرْكِ.
البَرَاءَةُوالْخُلوصُ مِن الشرْكِ فلايَتِمُّ دِينُ الإنسانِ إلاَّ إذا تَبَرَّأَ مِن المشرِكينَ ومِنالشرْكِ ولا يَتَشَبَّهُ بهم مِنْ عاداتِهم أوْ مِنْتقالِيدِهم
س2: ما الفرق بين الاستسلام الشرعي والاستسلام القدري ؟
الاسْتِسْلاَم الشَرْعِيّ: بِتَوْحِيدِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وإفرادِهِ بالعبادةِ.
وهذا الإسلامُ هوَ الَّذِي ويُثَابُ عليهِ العَبْدُ.
الاستسلامُ القَدَرِيُّ: قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًاوَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}. فلا ثوابَ فيهِ؛لأنَّهُ لا حِيلَةَ للإنسانِ فيهِ،
س3: عددمراتب الدين
ثَلاثُ مَرَاتبَ: الإسْلاَمُ، وَالايمَانُ، وَالإحْسَانُ.
س4: عدد أركان الإسلام مع الاستدلال لكل ركن.
أَركانُ الإسلامِ خَمسةٌ: شَهادةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رسولُاللهِ، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاةِ، وصَوْمُ رَمضانَ، وحَجُّ بيتِ اللهِالحرامِ
ودليلُهذه الأركانِ الخمسةِ: حديثُ ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِصَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِرَمَضَانَ)).
س5: بين معنىشهادة (أن لا إله إلا الله
لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إلاَّ اللَّهُ،
س6: أعرب كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).
لا : نافيَةٌ للجِنْسِ
إلهَ:اسمُ (لا) والخبَرُ مَحذوفٌ
إلاَّ:حَصْرٌ،
ولفظُ الجلالةِ بَدَلٌ مِن الضميرِ الْمُسْتَتِرِ في الْخَبَرِ
س7: ما معنى شهادة أن محمداً رسول الله؟ مع التوضيح.
طَاعَتُهُ فِيمَاأَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ،وَأنْ لاَ يُعْبَدَ اللَّهُ إِلاَّ بِمَاشَرَعَ.
الإقرارُ باللسانِ، والإيمانُ بالقلبِ، بأنَّ محمد بنَ عبدِ اللَّهِ القُرَشِيَّالهاشِمِيَّ رَسُولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إلى جميعِ الخلقِ من الجنِّ والإنسِ ولا عبادةَ لِلَّهِ تَعَالَى إلاَّ عنْ طريقِالوَحْيِ الَّذِي جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
س8: ما معنى المرتبة ؟
هيَ الْمَنْزلةُ، والْمَكانةُ، ورَتَّبَ الشيءَ أَثْبَتَهُ وجَعَلَهُ فيمَرتبتِهِ،
س9: ما هي شروط لا إله إلا الله ؟
شُرُوطُها ثَمَانِيَةٌ:
أَحَدُها: العِلْمُ، المُنَافِيللجَهْلِ.
الثَّانِي: اليَقِينُ، المُنَافِيللشَّكِّ.
الثَّالِثُ: القَبُولُ، المُنَافِيللرَّدِّ.
الرَّابِعُ: الانْقِيادُ، المُنَافِي للتَّرْكِ،
الخَامِسُ: الإِخْلاَصُ، المُنَافِي للشِّرْكِ.
السَّادِسُ: الصِّدْقُ، المنافيللكَذِبِ.
السَّابِعُ: المَحَبَّةُ، المُنافِيَةُلضِدِّهَا.
الثَّامِنُ: الكُفْرُ بِمَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى
س10: استدل من النقل والعقل على أن محمداً صلىالله عليه وسلم رسولُ الله.
النقل: قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْأَنْفُسِكُمْ(29) عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ(30) حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ(31)بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ(32)
العقل: أَعْظَمُ الآياتِ العَقْلِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، الذي تَحَدَّاهُماللَّهُ بِحَدِيثٍ، أو عَشْرِ سُوَرٍ، أو سُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، مَعَ عَدَاوَةِعُلَمَائِهِم وفُصَحَائِهِم، لَمْيَتَعَرَّضُوا لذلك، مَعَ شِدَّةِ حِرْصِهِم عَلَى تَكْذِيبِه

  #54  
قديم 21 محرم 1432هـ/27-12-2010م, 11:39 PM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

الأصل الثاني: معرفةدين الإسلام بالأدلة
الأسئلة
س1: اذكر تعريف المؤلف للإسلام، معالتوضيح.
الاسْتِسْلامُ لِلّهِ بِالتَّوْحِيدِ، والانقيادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُوالخُلُوصُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ
الاستسلامُ للهِ بالتوحيدِالخضوعِوالذلِّ لهُ سُبحانَهُ وإفرِادَهُ برُبوبيَّتِهِ وأُلوهيَّتِهِ
والْمُسْلِمُ سُمِّيَ بذلكَ لخضوعِ جوارحِهِ لطاعةِربِّهِ.
والانقيادُ لهُ بالطاعةِ الطاعةُ في المأمورِ بالفِعْلِ، والطاعةُ فيالمحظورِ بالتَّرْكِ.
البَرَاءَةُوالْخُلوصُ مِن الشرْكِ فلايَتِمُّ دِينُ الإنسانِ إلاَّ إذا تَبَرَّأَ مِن المشرِكينَ ومِنالشرْكِ ولا يَتَشَبَّهُ بهم مِنْ عاداتِهم أوْ مِنْتقالِيدِهم
س2: ما الفرق بين الاستسلام الشرعي والاستسلام القدري ؟
الاسْتِسْلاَم الشَرْعِيّ: بِتَوْحِيدِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وإفرادِهِ بالعبادةِ.
وهذا الإسلامُ هوَ الَّذِي ويُثَابُ عليهِ العَبْدُ.
الاستسلامُ القَدَرِيُّ: قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًاوَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}. فلا ثوابَ فيهِ؛لأنَّهُ لا حِيلَةَ للإنسانِ فيهِ،
س3: عددمراتب الدين
ثَلاثُ مَرَاتبَ: الإسْلاَمُ، وَالايمَانُ، وَالإحْسَانُ.
س4: عدد أركان الإسلام مع الاستدلال لكل ركن.
أَركانُ الإسلامِ خَمسةٌ: شَهادةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رسولُاللهِ، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاةِ، وصَوْمُ رَمضانَ، وحَجُّ بيتِ اللهِالحرامِ
ودليلُهذه الأركانِ الخمسةِ: حديثُ ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِصَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِرَمَضَانَ)).
س5: بين معنىشهادة (أن لا إله إلا الله
لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إلاَّ اللَّهُ،
س6: أعرب كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).
لا : نافيَةٌ للجِنْسِ
إلهَ:اسمُ (لا) والخبَرُ مَحذوفٌ
إلاَّ:حَصْرٌ،
ولفظُ الجلالةِ بَدَلٌ مِن الضميرِ الْمُسْتَتِرِ في الْخَبَرِ
س7: ما معنى شهادة أن محمداً رسول الله؟ مع التوضيح.
طَاعَتُهُ فِيمَاأَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ،وَأنْ لاَ يُعْبَدَ اللَّهُ إِلاَّ بِمَاشَرَعَ.
الإقرارُ باللسانِ، والإيمانُ بالقلبِ، بأنَّ محمد بنَ عبدِ اللَّهِ القُرَشِيَّالهاشِمِيَّ رَسُولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إلى جميعِ الخلقِ من الجنِّ والإنسِ ولا عبادةَ لِلَّهِ تَعَالَى إلاَّ عنْ طريقِالوَحْيِ الَّذِي جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
س8: ما معنى المرتبة ؟
هيَ الْمَنْزلةُ، والْمَكانةُ، ورَتَّبَ الشيءَ أَثْبَتَهُ وجَعَلَهُ فيمَرتبتِهِ،
س9: ما هي شروط لا إله إلا الله ؟
شُرُوطُها ثَمَانِيَةٌ:
أَحَدُها: العِلْمُ، المُنَافِيللجَهْلِ.
الثَّانِي: اليَقِينُ، المُنَافِيللشَّكِّ.
الثَّالِثُ: القَبُولُ، المُنَافِيللرَّدِّ.
الرَّابِعُ: الانْقِيادُ، المُنَافِي للتَّرْكِ،
الخَامِسُ: الإِخْلاَصُ، المُنَافِي للشِّرْكِ.
السَّادِسُ: الصِّدْقُ، المنافيللكَذِبِ.
السَّابِعُ: المَحَبَّةُ، المُنافِيَةُلضِدِّهَا.
الثَّامِنُ: الكُفْرُ بِمَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى
س10: استدل من النقل والعقل على أن محمداً صلىالله عليه وسلم رسولُ الله.
النقل: قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْأَنْفُسِكُمْ(29) عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ(30) حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ(31)بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ(32)
العقل: أَعْظَمُ الآياتِ العَقْلِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، الذي تَحَدَّاهُماللَّهُ بِحَدِيثٍ، أو عَشْرِ سُوَرٍ، أو سُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، مَعَ عَدَاوَةِعُلَمَائِهِم وفُصَحَائِهِم، لَمْيَتَعَرَّضُوا لذلك، مَعَ شِدَّةِ حِرْصِهِم عَلَى تَكْذِيبِه

  #55  
قديم 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م, 12:50 AM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلهوصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كلدرس
الأصل الثاني: معرفةدين الإسلامبالأدلة
الأسئلة
س1: ما معنى إقامة الصلاة ؟
إقامةُ الصلاةِهوَ التَّعَبُّدُ للهِ تعالَى بفِعْلِها علَى وجهِالاستقامةِ والتمامِ في أوقاتِها وهيئاتِها، وافيَةَ الأركانِوالواجباتِ والسُنَنِ القوليَّةِ والفعليَّةِ
س2: عرف الصيام لغةوشرعاً.
والصِّيامُ لُّغَةِ:الإِمْسَاكُ.
وشرْعِا:هو الإمْسَاكُ عن الأَكْلِ، والشُّرْبِ، والجِمَاعِ، مَعَالنِّيَّةِ، في وقتٍ مَخْصُوصٍ، مِن شَخْصٍ مَخْصُوصٍ
س3: عرف الحج لغة وشرعاً.
الحَجُّ لُغَةً:قَصْدُ الشَّيْءِوإِتْيانُه.
وشَرْعًا:قَصْدُ مَكَّةَ،لأِعمَالٍ مَخْصُوصٍ، في زَمَنٍ مَخْصُوصٍ
س4: فسر باختصار الآيات التالية :-
أ. {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماًبالقسط}.
شهادةُ اللَّهِ لنفسِهِ حَكَمَ وأَعْلَمَ وأَخْبَرَ؛بأنَّهُ لا إلهَ إلاَّ هوَ،أعظَمُ شَهادةٍ التوحيدِ، مِنْ أَجَلِّ شَاهِدٍ وهوَ: {اللهُ} سُبحانَهُوتعالَى، ثمَّ{وَالملائكةُ} وشهادةُأهلِ العلمِ بذلكَ، والمرادُ بهم أُولُو العلمِبشريعتِهِ أُولِو الْعِلْمِ: الأنبياءُ والْعُلَمَاءُ. وأنَّهُ تَعَالَى قائمٌ بالقسطِ؛ أي: العدلِ وفي هذهِ الآيَةِ مَنْقَبَةٌ عَظِيمَةٌ لأهلِ العلمِ؛ حيثُأَخْبَرَ أنَّهُم شُهَدَاءُ مَعَهُ ومعَ الملائكةِ، وهذهِالشهادةُ أعظمُ شهادةٍ؛ لعِظَمِ الشاهدِ والمشهودِ بهِ، فالشاهدُ هوَ اللَّهُوملائكتُهُ وَأُولُو العلمِ، والمشهودُ بهِ توحيدُ اللَّهِ في أُلُوهِيَّتِهِ،
ب. {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براءمما تعبدون ...}الآيات.
يَتَبَرَّأُ خليلُ الرحمَنِ مِن الآلِهَةِ التي عليها قومُهُ، فتَبَرَّأَ مِن الشرْكِوأهلِهِ، معَ أنَّهُم أَقْرَبُ الناسِ إليهِ: أبوهُ، وقومُهُ يُقابِلُ قولَهُ: (لا إلهَ) فمعنَى: (لا إلهَ) هوَ معنَى{إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ}وهذانَفْيٌ إلا الذي بَرَأَنِيوابتدَأَ خَلْقِي، وهذا فيهِ معنَى (إلاَّ اللهُ).
ثمَّ قالَ مُؤَكِّدًا هذه العقيدةَالسليمةَ أنهيُرشِدُني ويُوَفِّقُني إلَى سلوكِ الصراطِالمستقيمِ.
فهذه الكلمةُ العظيمةُ - وهيَ كلمةُ التوحيدِ - جَعَلَهاإبراهيمُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ باقيَةً في عَقِبِهِ.
لعلَّهُم يَرْجِعون مِن الشرْكِ إلَىتحقيقِ هذه الكلمةِ
ج. {قل يا أهل الكتاب تعالواإلى كلمة سواء بيننا وبينكم …} الآية
هَلُمُّوا وأَقْبِلُوا
إلى الكلمةُ العادِلةُ، نحنُ وأنتمْ سواءٌ فيها بالتخَلِّي عن الشرْكِ؛ ولا يَتَّخِذَ بعضُنا البعضَ الآخَرَ ربًّا مُطَاعًا مِنْ دونِ اللهِفيَفْرِضَ طاعتَهُ علَى غيرِهِ، فلاَّيُتَّخَذَ ربًّا ومُشَرِّعًا إلاَّ اللهُ سُبحانَهُ وتعالَى، لأنَّ مِنْ مُستلْزَماتِ الشهادةِ أنْنُفْرِدَ اللهَ تعالَى بالتشريعِ، فلا حُكْمَ إلاَّ ما شَرَعَ اللهُ تعالَى فإن امْتَنَعوا وأَبَوْا أنْ يَنقادوا لهذه الكلمةِ العظيمةِ فصَرِّحوالهم بأنكم مسلمون، وأنكم بَرِيئونَ مِنهم وما هم عليهِ.
د. {لقد جاءكمرسول من أنفسكم …}الآية .
وَصف للرسولَ بأنَّهُميَعْرِفونَ صِدْقَهُ ونَسَبَهُ، ويُمْكِنُهُم الجلوسُ معه، وسماعُ خِطابِهِوكلامِهِ؛ لأنَّهُ ليسَ بغريبٍ عليهم.
شديدٌ عليهِ كلُّ ما فيهِ مَشَقَّةٌ عليكم مِنْ آصارٍوأغلالٍ؛ لأنَّهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بُعِثَ بالحنيفيَّةِالسَّمْحةِ.
حريص علَى هِدايتِكم وإنقاذِكم مِن النارِ يرأف ويرحم المؤمِنينَ.
هـ. {وما أمروا إلا ليعبدواالله مخلصين له الدين …}الآية
وما أُمِرَ الَّذِينَ كَفَرُوا، إلاَّ ليُوَحِّدُوا اللَّهَ، ويُفْرِدُوهبالعِبَادَةِ، مائِلِينَ عن الأدْيانِ كلِّها، إلى دِينِ الإِسْلاَم ِو يُقِيمُوا الصَّلاَةَ المَكْتُوبَةَ، بأَرْكَانِهَا، وواجِبَاتِهَافي أَوْقَاتِهَا، ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ عندَ مَحَلِّها، فالذي أُمِرُوا به في هذه الآيةِ الكَرِيمَةِ، هو المِلَّةُ والشَّرِيعَةُالمُسْتَقِيمَةُ
و. {يا أيها الذينآمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم …} الآية
أَمَرَ تَعَالَى عِبَادَه المُؤْمِنينَ، مِن هذه الأُمَّةِ بالصِّيامِ، فَرَضَه وأَوْجَبَهُ عَلَيْهِم، كَمَا أَوْجَبَه عَلَى مَنكَانَ قَبْلَهم فالصَّوْمِ التَّقْوَى، لِمَافيه مِن قَهْرِ النَّفْسِ، وكَسْرِ الشَّهَواتِ ولِمَا فيهمِن زَكَاةِ النُّفُوسِ وتَطْهِيرِها، وتَنْقِيَتِها مِن الأَخْلاَطِ الرَّدِيئَةِ،والأَخْلاَقِ الرَّذِيلَةِ،.
ز. {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا …}الآية
وللَّهِ فَرْضٌ واجِبٌ عَلَى النَّاسِ أَِدَاءِ النُّسُكِ، في الحج وذلك عَلَى المُسْتَطِيعِ مِن النَّاسِ، أنْ يَحُجَّالبَيْتَ.
أي القُدْرَةُ بِنَفْسِه عَلَى الذَّهابِ،ووُجُودُ الزَّادِ والرَّاحِلَةِ، بعدَ قَضَاءِ الوَاجِبَاتِ عَلَيْهِ، وغَيرُ ذلكمِمَّا هو مَعْلُوم ٌفمَن وَجَدَ مَا يَحُجُّ به، ولَمْ يَحُجَّحتَّى مَاتَ، فهو كُفْرٌ بِهِ، وقَدْ سَمَّى تَعَالَى تَارِكَ الحَجِّ كَافِرًا،وذلكلآكِدِيَّةِ رُكْنِيَّتِه،

  #56  
قديم 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م, 10:39 AM
سليمان العماني سليمان العماني غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 76
افتراضي

تلخيص الفصل الأول : المسائل الأربع:


س1: ما الحكمة من ابتداء الشيخ بالبسملة ؟
تأسيا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يبدأ كتابة رسائلة بالبسملة فقدْ وَرَدَ في
(صحيحِ البخاريِّ) في كتابِ: بدءِ الوَحْيِ: ((بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ...)).
أمَّا الأحاديثُ القَوْلِيَّةُ في مَسألةِ البَسملةِ، كحديثِ: ((كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِبِسْمِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ)).

س2: ما الدليل على مشروعية البدء بالبسملة ؟
الأوَّلُ:كتابُ اللهِ تعالَى حيث بُدِئَ بالبَسْمَلَةِ.
والثاني: ماكانَ يَصْنَعُهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في كِتاباتِهِ إلَى الْمُلوكِ.

س3: اشرح البسملة ؟
* بسم الله : أي أبتدء وأتبرك باسم الله تبارك اوتعالى .
*ولفظُ الْجَلالةِ (اللهُ)اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ تعالَى الخاصَّةِ بهِ، ومعناهُ: الْمَأْلُوهُ حُبًّا وتَعظيمًا.
*وقولُهُ: (الرحمنِ) هذا اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ الخاصَّةِ بهِ، ومعناهُ ذو الرحمةِ الواسعةِ.
*وقولُهُ: (الرحيمِ) هذا اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ، ومعناهُ: مُوصِلُ رحمتِهِ إلَى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ.
** فائدة :
قالَ ابنُ القَيِّمِ رحمَهُ اللهُ: (الرحمنُ دالٌّ علَى الصفةِ القائمةِ بهِ سُبحانَهُ، والرحيمُ دالٌّ علَى تَعَلُّقِها بالمرحومِ، فكان الأَوَّلُ للوَصْفِ، والثاني للفِعْلِ، فالأوَّلُ دالٌّ علَى أنَّ الرحمةَ صِفَتُهُ، والثاني دالٌّ علَى أنَّهُ يَرْحَمُ خَلْقَهُ برحمتِهِ، وإذا أَرَدْتَ فَهْمَ هذا فتَأَمَّلْ قولَهُ: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}، {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ولم يَجِئْ قطُّ: رحمنٌ بِهِم.
فعُلِمَ أنَّ (رحمن) هوَ الموصوفُ بالرحمةِ، و (رحيم) هوَ الراحمُ برَحمتِهِ).


س4: ما الفوائد المنتقاة من قول المؤلف ( اعلم رحمك الله ) ؟
* هذا دعاءٌ مِن الْمُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ لكَ أيُّها القارئُ يَدُلُّ علَى مَحَبَّتِهِ لكَ، وشَفَقَتِهِ عليكَ، وأنَّهُ راغبٌ في حُصولِ الخيرِ لكَ.
* كلمةُ (اعْلَمْ)يُؤْتَى بها مِنْ بابِ التنبيهِ وحَثِّ السامعِ علَى أن يُصْغِيَ لِمَا سَيقالُ، فهيَ أمْرٌ بتحصيلِ العِلْمِ، والتَّهَيُّؤِ لِمَا سيُلْقَى إليكَ مِن العُلومِ.
* " رحمك الله " : جملة الْمُرادَ بها الدعاءُ للمتعَلِّمِ بالرحمةِ؛ أيْ: غَفَرَ اللهُ لكَ ما مَضَى مِنْ ذُنوبِكَ، ووَفَّقَكَ وعَصَمَكَ فيما يُسْتَقْبَلُ.

س5: ما الفرق بين الدعاء بـ ( المغفرة ) و ( الرحمة ) ؟
* المغفرة : الدعاء بمغفرة ما سبق من الذنوب والآثام .
* الرحمة : الدعاء لِمَا يُسْتَقْبَلُ بالتوفيقِ للخيرِ والسلامةِ مِن الذنوبِ.

** فائدة / المسائل الأربع التي ينبغي على المسلم معرفتها ؟- العلم .
- العمل به .
- الدعوة اليه .
- الصبر عليه .


س6: ما الذي نفهمه من قول المؤلف : ( يجب ) ؟
هذا ما نسميه الوجوبُ العَيْنِيُّ، وهوَ ما يَجِبُ أداؤُهُ علَى كلِّ مُكَلَّفٍ بعينِهِ.

س7: ما الفرق بين التعلم والعلم ؟
* التعلم هو : تحصيل العلم .
* العلم : مَعرِفَةُ الْهُدَى بدليلِهِ.

س8: ما المقصود بـ ( العلم ) في نظر المؤلف ؟
الْعِلْمُ الشرعيُّ، والمقصودُ بهِ ما كانَ تَعَلُّمُهُ فرضَ عَيْنٍ؛ وهوَ كلُّ عِلْمٍ يَحتاجُ إليهِ الْمُكَلَّفُ في أَمْرِ دِينِهِ، كأصولِ الإيمانِ، وشرائعِ الإسلامِ، وما يَجِبُ اجتنابُهُ مِن الْمُحَرَّمَاتِ، وما يَحتاجُ إليهِ في الْمُعاملاتِ، ونحوِ ذلكَ ممَّا لا يَتِمُّ الواجِبُ إلاَّ بهِ فهوَ واجبٌ عليهِ الْعِلْمُ بهِ.

س9: ما الدليل على أن العلم واجب ؟
حَديثُ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)).

س10: لماذا خص المؤلف رحمه الله هذه الثلاثة أصول بالذكر ؟
لأنَّها هيَ أُصولُ الإسلامِ التي لا يَقومُ إلاَّ عليها، وهيَ التي يُسْأَلُ عنها العَبْدُ في قَبْرِهِ.


س11: كيف نستدل على معرفة الله تعالى ؟
بالنظَرِ في الآياتِ الشرعيَّةِ مِن الكتابِ والسُّنَّةِ، والنظَرِ في الآياتِ الكَوْنِيَّةِ التي هيَ المخلوقاتُ، وهذه المَعْرِفَةُ تَستلزِمُ قَبولَ ما شَرَعَهُ اللهُ تعالَى والانقيادَ لهُ.


س12: ما الحكمة من ضرورة التعرف على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
لأنَّهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ هوَ المبلِّغُ عن اللهِ تعالَى، وهذه المَعْرِفَةُ تَستلزِمُ قَبولَ ما جاءَ بهِ مِنْ عندِ اللهِ تعالَى مِن الْهُدَى ودِينِ الحقِّ.

س13: للاسلام معنيان . معنى عام ، ومعنى خاص . اشرحهما ؟
* المعنى العام : ووَرَدَتْ أدِلَّةٌ تَدُلُّ علَى أنَّ الإسلامَ مَوجودٌ في الشرائعِ السابقةِ والدليل :
-قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عن التوراةِ وأنبياءِ بني إسرائيلَ: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا}، فوَصْفُ اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى أنبياءَ بني إسرائيلَ بالإسلامِ؛ ممَّا يَدُلُّ علَى أنَّ الإسلامَ ليسَ خاصًّا بهذه الأُمَّةِ بلْ هوَ عامٌّ.
-وذَكَرَ اللهُ تعالَى عنْ موسَى عليهِ السلامُ أنَّهُ قالَ لقومِهِ: {إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ}.
-وعنْ أبناءِ يَعقوبَ عليهِ السلامُ: {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبـَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.

* المعنى الخاص :الإسلامُ بالمعنَى الخاصِّ فيُرادُ بهِ: الدِّينُ الذي بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا بهِ، وجَعَلَهُ خاتِمَةَ الأديانِ، لا يُقبَلُ مِنْ أَحدٍ دِينٌ سواهُ والدليل :
- قالَ تعالَى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
-وقالَ تعالَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.فهذه الآيَةُ تُفيدُ أنَّ اللهَ تعالَى ارْتَضَى لهذه الأُمَّةِ الإسلامَ دِينًا، فيُفَسَّرُ بالمعنَى الخاصِّ.

س14: ما الفرق بين الدليل العقلي ، والدليل السمعي ؟
* الدليل العقلي : هوَ ما ثَبَتَ بالنظَرِ والتأَمُّلِ.
* الدليل السمعي :هوَ ما ثَبَتَ بالوحيِ مِنْ كتابٍ أوْ سُنَّةٍ.

س15: ما معنى : ( العلم بالعلم ) ؟
أن يَتَحَوَّلَ الْعِلْمُ إلَى سُلوكٍ واقعيٍّ يَظهرُ علَى فِكْرِ الإنسانِ وتَصَرُّفِهِ.

** فائدة : الفُضَيْلِ بنِ عِياضٍ رَحِمَهُ اللهُ: (لا يَزالُ العالِمُ جاهلاً حتَّى يَعْمَلَ بعِلْمِهِ فإذا عَمِلَ بهِ صارَ عالمًا)، وهذا كلامٌ دقيقٌ؛ لأنَّهُ إذا كانَ عندَهُ عِلْمٌ ولكنه لا يَعملُ بهذا الْعِلْمِ فهوَ جاهلٌ؛ لأنَّهُ ليسَ بينَهُ وبينَ الجاهلِ فَرْقٌ إذا كانَ عندَهُ علْمٌ ولكنه لا يَعْمَلُ بهِ، فلا يكونُ العالِمُ عالِمًا حقًّا إلاَّ إذا عَمِلَ بما عَلِمَ.

س16: ما عقوبة من لا يعمل بعلمه ؟
الإنسانَ الذي لا يَعْمَلُ بعِلْمِهِ سيكونُ عِلْمُهُ حُجَّةً عليهِ، كما وَرَدَ في حديثِ أبي بَرْزَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ، ومنها: وعنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ)).

س16: ما المقصود بهذه العبارة ( والدعوة اليه ) ؟ وما الدليل ؟
الدعوةُ إلَى توحيدِ اللهِ وطَاعتِهِ، وهذه وَظيفةُ الرُّسُلِ وأَتْبَاعِهم، قالَ تعالَى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} .

س17: على الداعي أن يكون مُتَّصِفًا بما يكونُ سَببًا لقَبولِ دَعوتِهِ وظُهورِ أَثَرِها. عدد بعض الأمثلة ؟* التقوى .
* الاخلاص .
* العلم .
*الحِلْمُ وضَبْطُ النفْسِ عندَ الغَضَبِ.
* أنْ يَبْدَأَ بالأَهَمِّ فالأَهَمِّ علَى حَسَبِ البيئةِ التي يَدْعُو فيها،فمَسائِلُ العَقيدةِ وأصولِ الدِّينِ تأتي في الْمَقامِ الأَوَّلِ، وقدْ دلَّ علَى ذلكَ قولُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لِمُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: ((فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ...)) الحديثَ.
* أنْ يَسْلُكَ في دعوتِهِ الْمَنْهَجَ الذي نَصَّ اللهُ عليهِ في كِتابِهِ الكريمِ،يقولُ سُبحانَهُ: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، والْحِكمةُ مَعْرِفَةُ الحقِّ والعملُ بهِ، والإصابةُ في القولِ والعملِ، وهذا لا يكونُ إلاَّ بفَهْمِ القرآنِ، والفقهِ في شرائعِ الإسلامِ وحقائقِ الإيمانِ، {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}: الأمْرُ والنهيُ المقرونُ بالترغيبِ والترهيبِ، وإِلاَنَةِ القولِ وتَنشيطِ الْمَوعوظِ.{وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فيَسْلُكُ كلَّ طريقٍ يَكونُ أَدْعَى للاستجابةِ: مِن الالتزامِ بالموضوعِ، والبُعْدِ عن الانفعالِ، والترَفُّعِ عن المسائلِ الصغيرةِ في مُقابِلِ القضايا الكُبرَى؛ حِفْظًا للوَقْتِ، وعِزَّةً للنفْسِ، وكمالاً للمُروءةِ.


س18: ما المقصود بهذه العبارة ( الصبر على الأذي ) ؟ وما الدليل ؟
الصبرُ علَى الأَذَى في الدعوةِ إلَى اللهِ تعالَى، بأنْ يكونَ الداعيَةُ صابرًا علَى ما يَنالُهُ مِنْ أَذِيَّةِ الناسِ؛ لأنَّ أَذِيَّةَ الدُّعاةِ مِنْ طبيعةِ البَشَرِ إلاَّ مَنْ هَدَى اللهُ، كما قالَ تعالَى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا}.

س19: ما المراد بالعصر ؟
والعصْرُ الْمُرَادُ بهِ: الزمَنُ الذي تَقَعُ فيهِ الأحداثُ مِنْ خيرٍ أوْ شَرٍّ، أَقْسَمَ اللهُ بهِ؛ لأنَّ أفعالَ الناسِ وتَصَرُّفَاتِهم كُلَّها تَقَعُ في هذا الزمَنِ، فهوَ ظَرْفٌ يُودِعُهُ العِبادُ أعمالَهم؛ إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشَرٌّ، فهوَ جَديرٌ أن يُقْسِمَ بهِ.

س20: اشرح قوله تعالى : ( ان الانسان لفي خسر ) ؟
أقسم اللهُ تعالَى بالعصْرِ علَى أنَّ الإنسانَ في خُسْرٍ، والألِفُ واللامُ للاستغراقِ والشمولِ بدليلِ الاستثناءِ بعدَهُ؛ أيْ: كلُّ إنسانٍ في خُسْرٍ، كقولِهِ تعالَى: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا}.
والْخُسْرُ: هوَ النُّقصانُ والْهَلَكَةُ؛لأنَّ حياةَ الإنسانِ هيَ رأسُ مالِهِ، فإذا ماتَ ولم يُؤْمِنْ ولم يَعملْ صالحًا خَسِرَ كلَّ الْخُسرانِ.
ولم يُبَيَّنْ هنا نوعُ الْخُسرانِ في أيِّ شيءٍ بلْ أُطْلِقَ لِيَعُمَّ، فقدْ يكونُ مُطْلَقًا كحالِ مَنْ خَسِرَ الدنيا والآخِرةَ وفَاتَهُ النعيمُ، واسْتَحَقَّ الجحيمَ، وقدْ يكونُ خاسرًا مِنْ بعضِ الوُجوهِ دونَ بعضٍ.
والذي يُستفادُ مِنْ مَفهومِ الآيَةِ: أنَّ الْخُسرانَ قدْ يكونُ بالكُفْرِ - والعِياذُ باللهِ:

- قالَ تعالَى:{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
-وقالَ تعالَى:{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ}.

وقدْ يكونُ بتَرْكِ العمَلِ:

-قالَ تعالَى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}
-وقالَ تعالَى: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}.
-وقالَ تعالَى: {أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
وقدْ يكونُ الْخُسرانُ بتَرْكِ التَّوَاصِي بالْحَقِّ كُلِّيَّةً، أو التواصِي بالباطلِ، وليسَ بعدَ الحقِّ إلاَّ الضَّلالُ. وقدْ يكونُ بتَركِ التواصِي بالصبْرِ كُلِّيَّةً، أوْ بالوُقوعِ في الْهَلَعِ والْجَزَعِ، قالَ تعالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.

س21: ما هي أوصاف من سلم من الخسران كما ذكرت سورة العصر ؟

* {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا} هذا هوَ الوَصْفُ الأَوَّلُ لِمَنْ يَسْلَمُ مِن الْخَسارِ وهوَ وَصْفُ الإيمانِ، والمعنَى: إلاَّ الذينَ آمَنُوا بما أَمَرَ اللهُ تعالَى مِن الإيمانِ بهِ، وهوَ الإيمانُ باللهِ والملائكةِ والكتابِ والنَّبِيِّينَ، وكلِّ ما يُقَرِّبُ إلَى اللهِ تعالَى مِن اعتقادٍ صحيحٍ، وعِلْمٍ نافعٍ.
*{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الْمُرَادُ بالعمَلِ الصالحِ: أفعالُ الخيرِ كلُّها، سواءٌ كانتْ ظاهِرةً أوْ باطِنةً، وسواءٌ كانت مُتَعَلِّقَةً بحقوقِ اللهِ تعالَى أوْ مُتَعَلِّقَةً بحقوقِ العِبادِ، وسواءٌ كانتْ مِنْ قَبيلِ الواجِبِ أوْ كانتْ مِنْ قَبيلِ الْمُسْتَحَبِّ، إذا كانت خالِصَةً صَوابًا.
*{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} الْمُرَادُ بالحقِّ في هذه الآيَةِ - واللهُ أَعْلَمُ - هوَ ما تَقَدَّم مِن الإيمانِ باللهِ والعملِ الصالحِ .
*{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}،جميعُ أنواعِ الصبْرِ: الصبرُ علَى طاعةِ اللهِ وأداءِ فَرائضِهِ، والقيامِ بحقوقِهِ وحقوقِ عِبادِهِ، فهذا يَحتاجُ إلَى صَبْرٍ، والصبرُ عنْ مَعصيَةِ اللهِ؛ لأنَّ النفْسَ أَمَّارَةٌ بالسُّوءِ فلا بُدَّ للإنسانِ أن يَصْبِرَ؛ لئلاَّ يَقَعَ في الْمَعْصِيَةِ.


س22: اشرح معنى كلام الشافعي ؟

معنَى قولِ الشافعيِّ:لوْ أنَّ اللهَ جَلَّ وعَلاَ ما أَرْسَلَ للبَشريَّةِ طريقًا ومِنهاجًا إلاَّ هذه السورةَ القصيرةَ ذاتَ الثلاثِ الآياتِ لكانتْ كافيَةً؛ لأنَّ هذه السورةَ رَسَمَت الْمَنهجَ الذي شَرَعَهُ اللهُ تعالَى طريقًا للنَّجاةِ، وهوَ:الإيمانُ، والعمَلُ الصالحُ، والتواصي بالحقِّ، والتواصي بالصبْرِ.
فهذه الأمورُ الأربعةُ هيَ التي تَحْصُلُ بها النَّجاةُ، فلوْ أنَّ اللهَ تعالَى ما أَنْزَلَ إلاَّ هذه السورةَ لكان مَنْ أَرادَ اللهُ هِدايَتَهُ يَعْرِفُ أنَّهُ لا نَجاةَ لهُ إلاَّ بالإيمانِ، والعَمَلِ الصالحِ، والتواصِي بالحقِّ، والتواصي بالصبْرِ.

س23: ما الذي أفاده قول البخاري : ( العلم قبل القول والعمل ) ؟
أَفادَتْ هذه التَّرجمةُ أنَّ قولَ الإنسانِ وعملَهُ لا اعتبارَ لهُ في مِيزانِ الشرْعِ إلاَّ إذا كانَ قائمًا علَى الْعِلْمِ، فالْعِلْمُ شَرْطٌ لصِحَّةِ القولِ والعملِ.

س24: اشرح الآية الكريمة : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك} ؟
* {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ} الْخِطابُ للرسولِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وهوَ يَشمَلُ الأُمَّةَ، وهذا هوَ الْعِلْمُ.
* {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}هذا هوَ العَمَلُ.

س25: ما الذي نستفيده من الآية الكريمة السابقة ؟
أولاً:علَى فَضْلِ الْعِلْمِ.
ثانيًا:علَى أنَّ الْعِلْمَ مُقَدَّمٌ علَى العَمَلِ.

  #57  
قديم 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م, 10:41 AM
سليمان العماني سليمان العماني غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 76
افتراضي

تلخيص الفصل الأول : المسائل الأربع:


س1: ما الحكمة من ابتداء الشيخ بالبسملة ؟
تأسيا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يبدأ كتابة رسائلة بالبسملة فقدْ وَرَدَ في
(صحيحِ البخاريِّ) في كتابِ: بدءِ الوَحْيِ: ((بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ...)).
أمَّا الأحاديثُ القَوْلِيَّةُ في مَسألةِ البَسملةِ، كحديثِ: ((كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِبِسْمِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ)).

س2: ما الدليل على مشروعية البدء بالبسملة ؟
الأوَّلُ:كتابُ اللهِ تعالَى حيث بُدِئَ بالبَسْمَلَةِ.
والثاني: ماكانَ يَصْنَعُهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في كِتاباتِهِ إلَى الْمُلوكِ.

س3: اشرح البسملة ؟
* بسم الله : أي أبتدء وأتبرك باسم الله تبارك اوتعالى .
*ولفظُ الْجَلالةِ (اللهُ)اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ تعالَى الخاصَّةِ بهِ، ومعناهُ: الْمَأْلُوهُ حُبًّا وتَعظيمًا.
*وقولُهُ: (الرحمنِ) هذا اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ الخاصَّةِ بهِ، ومعناهُ ذو الرحمةِ الواسعةِ.
*وقولُهُ: (الرحيمِ) هذا اسمٌ مِنْ أسماءِ اللهِ، ومعناهُ: مُوصِلُ رحمتِهِ إلَى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ.
** فائدة :
قالَ ابنُ القَيِّمِ رحمَهُ اللهُ: (الرحمنُ دالٌّ علَى الصفةِ القائمةِ بهِ سُبحانَهُ، والرحيمُ دالٌّ علَى تَعَلُّقِها بالمرحومِ، فكان الأَوَّلُ للوَصْفِ، والثاني للفِعْلِ، فالأوَّلُ دالٌّ علَى أنَّ الرحمةَ صِفَتُهُ، والثاني دالٌّ علَى أنَّهُ يَرْحَمُ خَلْقَهُ برحمتِهِ، وإذا أَرَدْتَ فَهْمَ هذا فتَأَمَّلْ قولَهُ: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}، {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ولم يَجِئْ قطُّ: رحمنٌ بِهِم.
فعُلِمَ أنَّ (رحمن) هوَ الموصوفُ بالرحمةِ، و (رحيم) هوَ الراحمُ برَحمتِهِ).


س4: ما الفوائد المنتقاة من قول المؤلف ( اعلم رحمك الله ) ؟
* هذا دعاءٌ مِن الْمُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ لكَ أيُّها القارئُ يَدُلُّ علَى مَحَبَّتِهِ لكَ، وشَفَقَتِهِ عليكَ، وأنَّهُ راغبٌ في حُصولِ الخيرِ لكَ.
* كلمةُ (اعْلَمْ)يُؤْتَى بها مِنْ بابِ التنبيهِ وحَثِّ السامعِ علَى أن يُصْغِيَ لِمَا سَيقالُ، فهيَ أمْرٌ بتحصيلِ العِلْمِ، والتَّهَيُّؤِ لِمَا سيُلْقَى إليكَ مِن العُلومِ.
* " رحمك الله " : جملة الْمُرادَ بها الدعاءُ للمتعَلِّمِ بالرحمةِ؛ أيْ: غَفَرَ اللهُ لكَ ما مَضَى مِنْ ذُنوبِكَ، ووَفَّقَكَ وعَصَمَكَ فيما يُسْتَقْبَلُ.

س5: ما الفرق بين الدعاء بـ ( المغفرة ) و ( الرحمة ) ؟
* المغفرة : الدعاء بمغفرة ما سبق من الذنوب والآثام .
* الرحمة : الدعاء لِمَا يُسْتَقْبَلُ بالتوفيقِ للخيرِ والسلامةِ مِن الذنوبِ.

** فائدة / المسائل الأربع التي ينبغي على المسلم معرفتها ؟- العلم .
- العمل به .
- الدعوة اليه .
- الصبر عليه .


س6: ما الذي نفهمه من قول المؤلف : ( يجب ) ؟
هذا ما نسميه الوجوبُ العَيْنِيُّ، وهوَ ما يَجِبُ أداؤُهُ علَى كلِّ مُكَلَّفٍ بعينِهِ.

س7: ما الفرق بين التعلم والعلم ؟
* التعلم هو : تحصيل العلم .
* العلم : مَعرِفَةُ الْهُدَى بدليلِهِ.

س8: ما المقصود بـ ( العلم ) في نظر المؤلف ؟
الْعِلْمُ الشرعيُّ، والمقصودُ بهِ ما كانَ تَعَلُّمُهُ فرضَ عَيْنٍ؛ وهوَ كلُّ عِلْمٍ يَحتاجُ إليهِ الْمُكَلَّفُ في أَمْرِ دِينِهِ، كأصولِ الإيمانِ، وشرائعِ الإسلامِ، وما يَجِبُ اجتنابُهُ مِن الْمُحَرَّمَاتِ، وما يَحتاجُ إليهِ في الْمُعاملاتِ، ونحوِ ذلكَ ممَّا لا يَتِمُّ الواجِبُ إلاَّ بهِ فهوَ واجبٌ عليهِ الْعِلْمُ بهِ.

س9: ما الدليل على أن العلم واجب ؟
حَديثُ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)).

س10: لماذا خص المؤلف رحمه الله هذه الثلاثة أصول بالذكر ؟
لأنَّها هيَ أُصولُ الإسلامِ التي لا يَقومُ إلاَّ عليها، وهيَ التي يُسْأَلُ عنها العَبْدُ في قَبْرِهِ.


س11: كيف نستدل على معرفة الله تعالى ؟
بالنظَرِ في الآياتِ الشرعيَّةِ مِن الكتابِ والسُّنَّةِ، والنظَرِ في الآياتِ الكَوْنِيَّةِ التي هيَ المخلوقاتُ، وهذه المَعْرِفَةُ تَستلزِمُ قَبولَ ما شَرَعَهُ اللهُ تعالَى والانقيادَ لهُ.


س12: ما الحكمة من ضرورة التعرف على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
لأنَّهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ هوَ المبلِّغُ عن اللهِ تعالَى، وهذه المَعْرِفَةُ تَستلزِمُ قَبولَ ما جاءَ بهِ مِنْ عندِ اللهِ تعالَى مِن الْهُدَى ودِينِ الحقِّ.

س13: للاسلام معنيان . معنى عام ، ومعنى خاص . اشرحهما ؟
* المعنى العام : ووَرَدَتْ أدِلَّةٌ تَدُلُّ علَى أنَّ الإسلامَ مَوجودٌ في الشرائعِ السابقةِ والدليل :
-قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عن التوراةِ وأنبياءِ بني إسرائيلَ: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا}، فوَصْفُ اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى أنبياءَ بني إسرائيلَ بالإسلامِ؛ ممَّا يَدُلُّ علَى أنَّ الإسلامَ ليسَ خاصًّا بهذه الأُمَّةِ بلْ هوَ عامٌّ.
-وذَكَرَ اللهُ تعالَى عنْ موسَى عليهِ السلامُ أنَّهُ قالَ لقومِهِ: {إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ}.
-وعنْ أبناءِ يَعقوبَ عليهِ السلامُ: {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبـَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.

* المعنى الخاص :الإسلامُ بالمعنَى الخاصِّ فيُرادُ بهِ: الدِّينُ الذي بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا بهِ، وجَعَلَهُ خاتِمَةَ الأديانِ، لا يُقبَلُ مِنْ أَحدٍ دِينٌ سواهُ والدليل :
- قالَ تعالَى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
-وقالَ تعالَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.فهذه الآيَةُ تُفيدُ أنَّ اللهَ تعالَى ارْتَضَى لهذه الأُمَّةِ الإسلامَ دِينًا، فيُفَسَّرُ بالمعنَى الخاصِّ.

س14: ما الفرق بين الدليل العقلي ، والدليل السمعي ؟
* الدليل العقلي : هوَ ما ثَبَتَ بالنظَرِ والتأَمُّلِ.
* الدليل السمعي :هوَ ما ثَبَتَ بالوحيِ مِنْ كتابٍ أوْ سُنَّةٍ.

س15: ما معنى : ( العلم بالعلم ) ؟
أن يَتَحَوَّلَ الْعِلْمُ إلَى سُلوكٍ واقعيٍّ يَظهرُ علَى فِكْرِ الإنسانِ وتَصَرُّفِهِ.

** فائدة : الفُضَيْلِ بنِ عِياضٍ رَحِمَهُ اللهُ: (لا يَزالُ العالِمُ جاهلاً حتَّى يَعْمَلَ بعِلْمِهِ فإذا عَمِلَ بهِ صارَ عالمًا)، وهذا كلامٌ دقيقٌ؛ لأنَّهُ إذا كانَ عندَهُ عِلْمٌ ولكنه لا يَعملُ بهذا الْعِلْمِ فهوَ جاهلٌ؛ لأنَّهُ ليسَ بينَهُ وبينَ الجاهلِ فَرْقٌ إذا كانَ عندَهُ علْمٌ ولكنه لا يَعْمَلُ بهِ، فلا يكونُ العالِمُ عالِمًا حقًّا إلاَّ إذا عَمِلَ بما عَلِمَ.

س16: ما عقوبة من لا يعمل بعلمه ؟
الإنسانَ الذي لا يَعْمَلُ بعِلْمِهِ سيكونُ عِلْمُهُ حُجَّةً عليهِ، كما وَرَدَ في حديثِ أبي بَرْزَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ، ومنها: وعنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ)).

س16: ما المقصود بهذه العبارة ( والدعوة اليه ) ؟ وما الدليل ؟
الدعوةُ إلَى توحيدِ اللهِ وطَاعتِهِ، وهذه وَظيفةُ الرُّسُلِ وأَتْبَاعِهم، قالَ تعالَى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} .

س17: على الداعي أن يكون مُتَّصِفًا بما يكونُ سَببًا لقَبولِ دَعوتِهِ وظُهورِ أَثَرِها. عدد بعض الأمثلة ؟* التقوى .
* الاخلاص .
* العلم .
*الحِلْمُ وضَبْطُ النفْسِ عندَ الغَضَبِ.
* أنْ يَبْدَأَ بالأَهَمِّ فالأَهَمِّ علَى حَسَبِ البيئةِ التي يَدْعُو فيها،فمَسائِلُ العَقيدةِ وأصولِ الدِّينِ تأتي في الْمَقامِ الأَوَّلِ، وقدْ دلَّ علَى ذلكَ قولُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لِمُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: ((فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ...)) الحديثَ.
* أنْ يَسْلُكَ في دعوتِهِ الْمَنْهَجَ الذي نَصَّ اللهُ عليهِ في كِتابِهِ الكريمِ،يقولُ سُبحانَهُ: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، والْحِكمةُ مَعْرِفَةُ الحقِّ والعملُ بهِ، والإصابةُ في القولِ والعملِ، وهذا لا يكونُ إلاَّ بفَهْمِ القرآنِ، والفقهِ في شرائعِ الإسلامِ وحقائقِ الإيمانِ، {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}: الأمْرُ والنهيُ المقرونُ بالترغيبِ والترهيبِ، وإِلاَنَةِ القولِ وتَنشيطِ الْمَوعوظِ.{وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فيَسْلُكُ كلَّ طريقٍ يَكونُ أَدْعَى للاستجابةِ: مِن الالتزامِ بالموضوعِ، والبُعْدِ عن الانفعالِ، والترَفُّعِ عن المسائلِ الصغيرةِ في مُقابِلِ القضايا الكُبرَى؛ حِفْظًا للوَقْتِ، وعِزَّةً للنفْسِ، وكمالاً للمُروءةِ.


س18: ما المقصود بهذه العبارة ( الصبر على الأذي ) ؟ وما الدليل ؟
الصبرُ علَى الأَذَى في الدعوةِ إلَى اللهِ تعالَى، بأنْ يكونَ الداعيَةُ صابرًا علَى ما يَنالُهُ مِنْ أَذِيَّةِ الناسِ؛ لأنَّ أَذِيَّةَ الدُّعاةِ مِنْ طبيعةِ البَشَرِ إلاَّ مَنْ هَدَى اللهُ، كما قالَ تعالَى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا}.

س19: ما المراد بالعصر ؟
والعصْرُ الْمُرَادُ بهِ: الزمَنُ الذي تَقَعُ فيهِ الأحداثُ مِنْ خيرٍ أوْ شَرٍّ، أَقْسَمَ اللهُ بهِ؛ لأنَّ أفعالَ الناسِ وتَصَرُّفَاتِهم كُلَّها تَقَعُ في هذا الزمَنِ، فهوَ ظَرْفٌ يُودِعُهُ العِبادُ أعمالَهم؛ إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشَرٌّ، فهوَ جَديرٌ أن يُقْسِمَ بهِ.

س20: اشرح قوله تعالى : ( ان الانسان لفي خسر ) ؟
أقسم اللهُ تعالَى بالعصْرِ علَى أنَّ الإنسانَ في خُسْرٍ، والألِفُ واللامُ للاستغراقِ والشمولِ بدليلِ الاستثناءِ بعدَهُ؛ أيْ: كلُّ إنسانٍ في خُسْرٍ، كقولِهِ تعالَى: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا}.
والْخُسْرُ: هوَ النُّقصانُ والْهَلَكَةُ؛لأنَّ حياةَ الإنسانِ هيَ رأسُ مالِهِ، فإذا ماتَ ولم يُؤْمِنْ ولم يَعملْ صالحًا خَسِرَ كلَّ الْخُسرانِ.
ولم يُبَيَّنْ هنا نوعُ الْخُسرانِ في أيِّ شيءٍ بلْ أُطْلِقَ لِيَعُمَّ، فقدْ يكونُ مُطْلَقًا كحالِ مَنْ خَسِرَ الدنيا والآخِرةَ وفَاتَهُ النعيمُ، واسْتَحَقَّ الجحيمَ، وقدْ يكونُ خاسرًا مِنْ بعضِ الوُجوهِ دونَ بعضٍ.
والذي يُستفادُ مِنْ مَفهومِ الآيَةِ: أنَّ الْخُسرانَ قدْ يكونُ بالكُفْرِ - والعِياذُ باللهِ:

- قالَ تعالَى:{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
-وقالَ تعالَى:{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ}.

وقدْ يكونُ بتَرْكِ العمَلِ:

-قالَ تعالَى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}
-وقالَ تعالَى: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}.
-وقالَ تعالَى: {أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
وقدْ يكونُ الْخُسرانُ بتَرْكِ التَّوَاصِي بالْحَقِّ كُلِّيَّةً، أو التواصِي بالباطلِ، وليسَ بعدَ الحقِّ إلاَّ الضَّلالُ. وقدْ يكونُ بتَركِ التواصِي بالصبْرِ كُلِّيَّةً، أوْ بالوُقوعِ في الْهَلَعِ والْجَزَعِ، قالَ تعالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.

س21: ما هي أوصاف من سلم من الخسران كما ذكرت سورة العصر ؟

* {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا} هذا هوَ الوَصْفُ الأَوَّلُ لِمَنْ يَسْلَمُ مِن الْخَسارِ وهوَ وَصْفُ الإيمانِ، والمعنَى: إلاَّ الذينَ آمَنُوا بما أَمَرَ اللهُ تعالَى مِن الإيمانِ بهِ، وهوَ الإيمانُ باللهِ والملائكةِ والكتابِ والنَّبِيِّينَ، وكلِّ ما يُقَرِّبُ إلَى اللهِ تعالَى مِن اعتقادٍ صحيحٍ، وعِلْمٍ نافعٍ.
*{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الْمُرَادُ بالعمَلِ الصالحِ: أفعالُ الخيرِ كلُّها، سواءٌ كانتْ ظاهِرةً أوْ باطِنةً، وسواءٌ كانت مُتَعَلِّقَةً بحقوقِ اللهِ تعالَى أوْ مُتَعَلِّقَةً بحقوقِ العِبادِ، وسواءٌ كانتْ مِنْ قَبيلِ الواجِبِ أوْ كانتْ مِنْ قَبيلِ الْمُسْتَحَبِّ، إذا كانت خالِصَةً صَوابًا.
*{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} الْمُرَادُ بالحقِّ في هذه الآيَةِ - واللهُ أَعْلَمُ - هوَ ما تَقَدَّم مِن الإيمانِ باللهِ والعملِ الصالحِ .
*{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}،جميعُ أنواعِ الصبْرِ: الصبرُ علَى طاعةِ اللهِ وأداءِ فَرائضِهِ، والقيامِ بحقوقِهِ وحقوقِ عِبادِهِ، فهذا يَحتاجُ إلَى صَبْرٍ، والصبرُ عنْ مَعصيَةِ اللهِ؛ لأنَّ النفْسَ أَمَّارَةٌ بالسُّوءِ فلا بُدَّ للإنسانِ أن يَصْبِرَ؛ لئلاَّ يَقَعَ في الْمَعْصِيَةِ.


س22: اشرح معنى كلام الشافعي ؟

معنَى قولِ الشافعيِّ:لوْ أنَّ اللهَ جَلَّ وعَلاَ ما أَرْسَلَ للبَشريَّةِ طريقًا ومِنهاجًا إلاَّ هذه السورةَ القصيرةَ ذاتَ الثلاثِ الآياتِ لكانتْ كافيَةً؛ لأنَّ هذه السورةَ رَسَمَت الْمَنهجَ الذي شَرَعَهُ اللهُ تعالَى طريقًا للنَّجاةِ، وهوَ:الإيمانُ، والعمَلُ الصالحُ، والتواصي بالحقِّ، والتواصي بالصبْرِ.
فهذه الأمورُ الأربعةُ هيَ التي تَحْصُلُ بها النَّجاةُ، فلوْ أنَّ اللهَ تعالَى ما أَنْزَلَ إلاَّ هذه السورةَ لكان مَنْ أَرادَ اللهُ هِدايَتَهُ يَعْرِفُ أنَّهُ لا نَجاةَ لهُ إلاَّ بالإيمانِ، والعَمَلِ الصالحِ، والتواصِي بالحقِّ، والتواصي بالصبْرِ.

س23: ما الذي أفاده قول البخاري : ( العلم قبل القول والعمل ) ؟
أَفادَتْ هذه التَّرجمةُ أنَّ قولَ الإنسانِ وعملَهُ لا اعتبارَ لهُ في مِيزانِ الشرْعِ إلاَّ إذا كانَ قائمًا علَى الْعِلْمِ، فالْعِلْمُ شَرْطٌ لصِحَّةِ القولِ والعملِ.

س24: اشرح الآية الكريمة : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك} ؟
* {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ} الْخِطابُ للرسولِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وهوَ يَشمَلُ الأُمَّةَ، وهذا هوَ الْعِلْمُ.
* {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}هذا هوَ العَمَلُ.

س25: ما الذي نستفيده من الآية الكريمة السابقة ؟
أولاً:علَى فَضْلِ الْعِلْمِ.
ثانيًا:علَى أنَّ الْعِلْمَ مُقَدَّمٌ علَى العَمَلِ.

  #58  
قديم 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م, 12:48 PM
سليمان العماني سليمان العماني غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 76
Arrow

الفصل الثاني / المسائل الثلاث :


** فائدة : هذه الْمَسائلُ الثلاثُ مُجْمَلُها:
الأولَى: في توحيدِ الرُّبوبيَّةِ.
والثانيَةُ: في توحيدِ الأُلوهِيَّةِ.
والثالثةُ: في الوَلاءِ والْبَرَاءِ.

س1: ما أهمية تعلم هذه المسائل الثلاث ؟
هذه الْمَسائلُ الثلاثُ مَسائلُ عَظيمةٌ لا بُدَّ مِنْ تَعَلُّمِها والعمَلِ بها؛ لأنَّها قاعدةُ الدِّينِ وأساسُ العَقيدةِ.


س1: ما الدليل على أن الله هو الذي خلقنا ؟
هناك دليلين على أن الله هو الذي خلقنا :
* السمع / كقولِهِ تعالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}، وقولِهِ تعالَى: {اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}.
* العقل / دَلَّ عليهِ قولُ اللهِ تعالَى في سورةِ الطُّورِ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}، ففي هذه الآيَةِ دليلٌ عقليٌّ علَى أنَّهُ لا بُدَّ مِنْ خالِقٍ، وأنَّهُ لم يُوجَدْ هذا الكونُ صُدْفَةً.

س2: القِسْمَةَ العقليَّةَ تَقتضِي ثلاثةَ أُمورٍ . عددها ؟
- إمَّا أننا خُلِقْنَا بدونِ خالقٍ، وهذا لا يُمْكِنُ؛ لأنَّ الْخَلْقَ لا بُدَّ أن يَتَعَلَّقَ بخالِقٍ كالتحريكِ يَتَعَلَّقُ بِمُحَرِّكٍ، فلا يُمكِنُ للشيءِ أن يَتَحَرَّكَ مِنْ مَكانِهِ إلاَّ بوُجودِ مُحَرِّكٍ لهُ، وهذا أَمْرٌ ضَروريٌّ يَعرِفُهُ العُقلاءُ.
- أننا خَلَقْنَا أنْفُسَنا، وهذا أَشَدُّ فَسادًا ممَّا قَبْلَهُ؛ لأننا مَعدومونَ، والْمَعدومُ لا يُمْكِنُ أنْ يكونَ قادرًا علَى إيجادِ نفسِهِ؛ لأنَّ العَدَمَ نقْصٌ، والخَلْقَ كمالٌ، فكيفَ يكونُ الناقصُ كاملاً،
- أنَّهُ لا بدَّ لنا مِنْ خالقٍ وهوَ الربُّ القادِرُ. ولهذا قالَ تعالَى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} يعنِي: هلْ هم خُلِقوا هكذا دونَ خالقٍ؟ هذا الأمرُ الأوَّلُ، أمْ هم الخالقونَ؟ يعني: لأنفسِهم، هذا الأمرُ الثاني، والأمرُ الثالثُ لم تَذْكُرْهُ الآيَةُ؛ لأنَّهُ إذا امْتَنَعَ الأمرُ الأوَّلُ والثاني يَتعيَّنُ الأمرُ الثالثُ.

** فائدة : رزق الله لعباده يتعلق بتوحيد الربوبية .

س3: ما الدليل على أن الله هو الرازق ؟
- كقولِ اللهِ تعالَى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}.
- وقولِهِ تعالَى: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}.
- وقولِهِ تعالَى: {إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

س4: ما معنى الرزق ؟
والرِّزْقُ: اسمٌ لما يَسُوقُهُ اللهُ إلَى الحيوانِ فيَأْكُلُهُ، قالَ في (القاموسِ): الرِّزْقُ - بالكسْرِ -: ما يَنْتَفِعُ بهِ كلُّ مُرتَزِقٍ.

س5: الرِّزْقُ نوعانِ. عددهما ؟
- خاصٌّ: وهوَ الرزْقُ الحلالُ للمؤمِنينَ، وهذا هوَ الرزْقُ النافعُ الذي لا تَبِعَةَ فيهِ إذا كانَ عَوْنًا علَى طاعةِ اللهِ تعالَى، قالَ تعالَى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
- عامٌّ: وهوَ ما بهِ قِوامُ البَدَنِ، سواءٌ كانَ حلالاً أوْ حَرامًا، وسواءٌ كانَ الْمَرزوقُ مُسلِمًا أوْ كافرًا، قالَ تعالَى: {وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا}.

س6: ما المقصود ب( الهَمَل ) ؟
الهمَلُ بالتحريكِ: هوَ السُّدَى المتروكُ ليلاً ونهارًا، ولم يَرِد اللفظُ هذا في القرآنِ الكريمِ، إنَّمَا الذي وَرَدَ في القرآنِ الكريمِ: {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى}، ووَرَدَ في القرآنِ الكريمِ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ}.فالهَمَلُ، والسُّدَى، والعبَثُ، بمعنًى واحدٍ، وهوَ المتروكُ الذي لا يُؤْمَرُ ولا يُنْهَى.

س7: ما الدليل على أن الله لم يتركنا هَمَلا ؟
* السمع : كقولِهِ تعالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ.
* العقل : فإنَّ اللهَ جلَّ وعلا حكيمٌ، فقدْ خَلَقَنَا ورَزَقَنا، وأَرْسَلَ إلينا الرُّسُلَ، وأَنزلَ عليهم الكُتبَ، وأَوْجَبَ علينا طاعتَهم، وأَمَرَنا بقِتالِ المعانِدينَ، فلوْ لم يكنْ هناكَ حسابٌ ولا عِقابٌ، ولا ثَوابٌ ولا جَزاءٌ؛ لكان هذا مِن العبَثِ الذي يُنَزَّهُ اللهُ تعالَى عنه.
فاللهُ تعالَى شَرَعَ هذه الأمورَ لِمَعادٍ يُحاسَبُ عليهِ الإنسانُ، المحسِنُ بإحسانِهِ، والْمُسيءُ بإساءتِهِ، فهذا الدليلُ العقليُّ يَدُلُّ علَى أنَّ اللهَ تعالَى لم يَتْرُكْنا هَمَلاً، وأنَّ الجزاءَ الأُخْرَوِيَّ تَعْقُبُهُ الحياةُ الأَبَدِيَّةُ، وهيَ الحياةُ الحقيقيَّةُ كما في قولِهِ تعالَى: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} سَمَّاها حياةً معَ أنَّ الدنيا حياةٌ، لكنَّها حياةٌ إلَى زوالٍ وانقضاءٍ.
وأمَّا حياةُ البقاءِ والخلودِ فهيَ الحياةُ في الدارِ الآخِرَةِ، إمَّا في عذابٍ سَرْمَدِيٍّ، وإمَّا في نَعيمٍ دائمٍ، نَسألُ اللهَ الكريمَ مِنْ فَضْلِهِ.

س8: ما المقصود بالرسول ؟
هو النبي صلى الله عليه وسلم .

س9: ما هي الغايَةَ مِنْ بَعثةِ الرسولِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ؟
طاعته ، والدليل / قالَ تعالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ}.

س10: ما الحكمة من ارسال الرسل؟
الحكمةُ مِنْ إرسالِ الرسُلِ فهيَ هِدايَةُ البَشَرِيَّةِ إلَى الصراطِ المستقيمِ، وبيانُ عِبادةِ اللهِ تعالَى علَى الوجهِ الْمَرضيِّ.

س11: دلل / على أن من أطاع الرسول دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار ؟
دَلَّ عليهِ القرآنُ الكريمُ في آياتٍ كثيرةٍ، قالَ تعالَى: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّين وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، وفي الجانبِ الآخَرِ: {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا}.
وعنْ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ أَبَى)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: ((مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى)).

س12: اشرح الآية الكريمة ( {إنَّا أَرْسَلْنَا إلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيكُم كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَونُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً}[المزمل:14-15]. )؟
- قولِهِ تعالَى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ}، يعني: لكُفَّارِ قُريشٍ، والْمُرَادُ: سائرُ الناسِ.
- {رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ}، يعني: شاهدًا علَى أعمالِكم، كما في قولِهِ تعالَى: {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}.
- قولِهِ تعالَى: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً} هوَ موسَى عليهِ الصلاةُ والسلامُ، وعَدَمُ تَعيينِهِ؛ لعَدَمِ دخلهِ في التشبيهِ، أوْ لأنَّهُ معلومٌ غَنِيٌّ عن البيانِ.

س13: ما المقصود من هذه الأية ؟
والمقصودُ مِنْ هذه الآيَةِ - واللهُ أَعْلَمُ - تَذكيرُ هذه الأُمَّةِ بهذه النِّعمةِ العظيمةِ، وهيَ إرسالُ هذا النبيِّ الكريمِ، وتَحذيرُها أن تَفعلَ مِثلَ ما فَعَلَ قومُ فِرعونَ فيُصيبَهم ما أصابَهم.
والمعنَى: أنَّ اللهَ جلَّ وعَلاَ أَرْسَلَ إليكم رَسولاً كما أَرسلَ إلَى فِرعونَ رَسولاً، فانْظُرُوا ماذا كانَ مَوقفُ فِرعونَ وقومِهِ مِن الرسولِ؛ لأنَّ سُنَّةَ اللهِ واحدةٌ لا تَتغيَّرُ ولا تَتَبَدَّلُ.

** فائدة /
قالَ تعالَى: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلاً}، وأَصْلُ الوَبيلِ في اللغةِ بمعنَى: الثقيلِ الشديدِ، كما وَرَدَ عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما.
تقولُ العَرَبُ: كَلأٌَ وَبيلٌ، وطَعامٌ وَبيلٌ؛ أيْ: ثقيلٌ رَديءُ العُقْبَى، والطعامُ الذي يُسْتَمْرَأُ تَهْضِمُهُ الْمَعِدَةُ بِراحةٍ وفي وقتٍ قصيرٍ، أمَّا إذا كانَ الطعامُ لا يُسْتَمْرَأُ فإنَّ الْمَعِدةَ لا تَهْضِمُهُ بسُهولةٍ، وتَحتاجُ إلَى وقتٍ أطولَ، وقدْ يكونُ لهُ عَواقبُ وَخيمةٌ.
وقدْ قالَ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: (الحقُّ ثَقيلٌ مَرِيٌّ، والباطلُ خَفيفٌ وَبِيٌّ)، يعني: عاقِبتُهُ وَخيمةٌ.
أمَّا الحقُّ فإنَّهُ - وإنْ كانَ الإنسانُ يَحْسَبُ أنَّهُ ثَقيلٌ عليهِ - فهوَ مَرِيٌّ خَفيفٌ، عاقِبتُهُ حَميدةٌ.
فاللهُ تعالَى أَخَذَ فِرعونَ أَخْذًا شَديدًا مُهْلِكًا؛ وذلكَ بإغراقِهِ وجُنودِهِ في البحرِ فلم يُفْلِتْ مِنهم أَحَدٌ، ثمَّ بعدَ ذلكَ في عذابِ الْبَرْزَخِ إلَى يومِ القيامةِ، ثمَّ عَذابِ النارِ، قالَ تعالَى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}.

** فائدة : هذه المسألة ( الثَّانِيَةُ:أَنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحـدٌ فِي عِبَادَتِهِ، لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا غَيرُهُمَا، ) في توحيد الألوهية .

س14: ما معنى العبارة السابقة ( أَنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحـدٌ فِي عِبَادَتِهِ،لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا غَيرُهُمَا، ) ؟
أنَّ اللهَ جلَّ وعلا يُوجِبُ علَى الْمُكَلَّفِينَ إفرادَهُ بالعِبادةِ؛ لأنَّهُ هوَ الْمُسْتَحِقُّ للعِبادةِ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ؛ لأنَّهُ سُبحانَهُ وتعالَى هوَ الخالقُ الرازقُ، لهُ الْمُلْكُ والأَمْرُ، فلا يَرْضَى سُبحانَهُ وتعالَى أنْ يُشْرَكَ معه أحدٌ مهما بلَغَ هذا الشخصُ مِن الطَّهارةِ والعُلُوِّ والرِّفعةِ، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ.
وإذا كانَ اللهُ تعالَى لا يَرْضَى أن يُشْرَكَ معه لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وهم مُقرَّبونَ إلَى اللهِ تعالَى، ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وقد اصطفاهم اللهُ سُبحانَهُ وتعالَى، فإنَّ غيرَهم مِن الْخَليقةِ مِنْ بابِ أَوْلَى؛ لأنَّ العِبادةَ لا تَصْلُحُ إلاَّ للهِ تعالَى، وصَرْفَها لغيرِ اللهِ ظُلْمٌ، قالَ تعالَى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
واللهُ جلَّ وعلا لا يَرْضَى لعِبادِهِ الكُفْرَ، وإنَّمَا يَرْضَى لهم الإسلامَ، كما قالَ تعالَى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.

س15: ما المقصود بـ ( المساجد ) في قَولُهُ تَعَالى: {وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}؟
هوَ كلُّ مَوْضِعٍ بُنِيَ للصلاةِ والعِبادةِ وذِكْرِ اللهِ تعالَى.

س16: اشرح الآية الكريمة ( قَولُهُ تَعَالى: {وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}؟
إنكم إذا دَخَلْتُم المساجِدَ للعِبادةِ فلا تَدْعُوا فيها معَ اللهِ أحدًا؛ لأنَّها بُيوتُ اللهِ، فكيفَ تَدْخُلُ بيتَهُ وتَدْعو معه غيرَهُ.
وقولُهُ تعالَى: {فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا}
{أَحَدًا} نَكِرَةٌ، والنكِرَةُ في سِياقِ النهيِ تُفيدُ العُمومَ؛ أيْ: فلا تَدْعُوا معَ اللهِ أحدًا كائنًا مَنْ كانَ، لا مَلَكًا مُقَرَّبًا، ولا نَبِيًّا مُرْسلاً، وما دونَ ذلكَ مِنْ بابِ أَوْلَى، كما تَقَدَّمَ.

** فائدة : هذه المسألة ( أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لاَ يَجُوزُ لَهُ مُوَالاَةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ) في الولاء والبراء .

س17: ماذا تفهم من الآية السابقة ( لا تجد قوما يؤمنون بالله ... ) ؟
أنَّ مَنْ أطاعَ الرسولَ فيما أَمَرَ، واجْتَنَبَ ما عنه نَهَى وزَجَرَ، ووَحَّدَ اللهَ سُبحانَهُ، فهذه هيَ العَقيدةُ الإسلاميَّةُ، ومِنْ أصولِ هذه العقيدةِ: أن يُوَالِيَ أَهْلَها، ويُبْغِضَ أهلَ الشرْكِ ويُعادِيَهم، قالَ تعالَى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ} الآيَةَ.
وعن ابنِ عباس رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ: الْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ)).
فالحُبُّ في اللهِ، والْمُوالاةُ في اللهِ، والْمُعاداةُ في اللهِ: مِنْ مُقْتَضَيَاتِ مِلَّةِ إبراهيمَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، ومِنْ لَوازِمِ دِينِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ.






س18: اشرح العبارة ( وَلَو كَانَ أَقْرَبَ قَرِيبٍ ) ؟
أي: الولدِ والوالدِ؛ لأنهما أَقرَبُ قَريبٍ للإنسانِ، إمَّا الأصلُ وإمَّا الفَرْعُ، ثمَّ يأتي بعدَ هذا الإخوانُ وهم الأَعوانُ، ثمَّ بعدَ هذا تأتي بَقِيَّةُ القَرابةِ.
لكن في بابِ الْمُوالاةِ وفي بابِ المعاداةِ لا قِيمةَ للنَّسَبِ، فأَخوكَ في العقيدةِ هوَ أخوكَ الحقيقيُّ، وعَدُوُّكَ الحقيقيُّ هوَ عَدُوُّكَ في العَقيدةِ.
فأَخوكَ الحقُّ هوَ أخوكَ في العقيدةِ ولوْ كانَ في أَقْصَى الدنيا.
وعدُوُّكَ الحقُّ هوَ عَدُوُّكَ في العَقيدةِ ولوْ كانَ أَقربَ قَريبٍ؛ إذ ليسَ هناكَ اعتبارٌ للأنسابِ في مِيزانِ الإسلامِ، إنَّمَا الاعتبارُ بهذه العَقيدةِ؛ ولهذا أَكَّدَ اللهُ تعالَى هذا المعنَى وضَرَبَ الأمثلةَ ببَعْضِ القَرابةِ.

س19: ما معنى قولِ المؤلِّفِ رَحِمَهُ اللهُ: (ولا يَجوزُ لهُ مُوالاةُ مَنْ حادَّ اللهَ ورسولَهُ) ؟
أيْ: عادَى اللهَ ورسولَهُ هذا معنَى الْمُحَادَّةِ، وأَصْلُ الْمُحَادَّةِ في اللغةِ: أنْ تكونَ في جانِبٍ، والشخصُ الذي تُعانِدُهُ في جانِبٍ آخَرَ، ولا رَيْبَ أن مَنْ لم يُطِع اللهَ ورسولَهُ فإنَّهُ يَصْدُقُ عليهِ أنَّهُ مُحَادٌّ للهِ ورسولِهِ، كأنَّهُ بتَصَرُّفِهِ هذا في جانبٍ، واللهُ سُبحانَهُ ورسولُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في جانبٍ آخَرَ.
والْمُوالاةُ معناها: الْمُصادَقَةُ والْمُوَادَّةُ والْمَحَبَّةُ، وهيَ تُشْعِرُ بالقُرْبِ والدُّنُوِّ مِن الشيءِ.

س20: اشرح الآية ( {لاَ تَجِدُ قَوماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ... ) ؟
- قالَ تعالَى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا}، والفعلُ {لا تَجِدُ} بضمِّ الدالِ، وإذا كانتْ مَضمومةً فهذا نَفْيٌ، ويقولُ علماءُ البلاغةِ: إنَّ النفيَ أَبْلَغُ مِن النهيِ؛ لأنَّ النهيَ مُتَعَلِّقٌ بالْمُسْتَقْبَلِ، والنفيَ مُتَعَلِّقٌ بالماضي والْمُستقبَلِ، فيكونُ المعنَى: لا تَجِدُ في أيِّ وقتٍ مِن الأوقاتِ قومًا يؤمِنون باللهِ واليومِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حادَّ اللهَ ورسولَهُ.
- معنَى {يُؤْمِنونَ بِاللهِ} أيْ: يؤمِنون الإيمانَ الصحيحَ الذي يَتَوَافَقُ فيهِ الظاهِرُ معَ الباطِنِ.

** فائدة /
الْمِعيارَ الصحيحَ لِمُعَادَاةِ الكُفَّارِ هوَ الإيمانُ باللهِ واليومِ الآخِرِ، وهذا يُوجِبُ علَى الإنسانِ أن يَتَفَقَّدَ إيمانَهُ، فإن حَصَلَ عندَهُ مَيْلٌ أوْ رُكونٌ لِمَنْ يُحَادُّ اللهَ ورسولَهُ؛ فعليهِ أنْ يُرَاجِعَ نفسَهُ ويَتَأَمَّلَ في إيمانِهِ؛ لأنَّ مُوالاتَهم قدْ تكونُ دليلاً علَى فَقْدِ الإيمانِ بالكُلِّيَّةِ، أوْ علَى ضَعْفِهِ علَى حَسَبِ ما يَقومُ بالقَلْبِ.
- قولُهُ تعالَى: {وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} أيْ: لا يُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللهَ ورسولَهُ ولوْ كانوا الأقربينَ.وقولُهُ: {أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}، قالَ الراغبُ: (العشيرةُ: اسمٌ لكلِّ جماعةٍ مِنْ أقاربِ الرجُلِ الذينَ يَتَكَثَّرُ بهم) ا. هـ.
- ثم ذَكَرَ سُبحانَهُ أنَّهُ جازاهم بخمسةِ أشياءَ، وبَدَأَ تعالَى بأَلْطَافِهِ الدنيويَّةِ فقالَ جلَّ وعلا: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ} أيْ: جَمَعَهُ في قلوبِهم وثَبَّتَهُ وأَرساهُ، فهيَ قلوبٌ مؤمِنةٌ مُخْلِصَةٌ لا تُؤَثِّرُ فيها الشُّبَهُ ولا الشُّكوكُ.(18) {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} أيْ: قَوَّاهُم {بِرُوحٍ مِنْهُ} أيْ: بنورٍ وهُدًى ومَدَدٍ إلهيٍّ، وإحسانٍ رَبَّانِيٍّ، وسَمَّاهُ اللهُ رُوحًا؛ لأنَّهُ سببٌ للحياةِ الطَّيِّبَةِ.
- ثمَّ ذَكَرَ آثارَ رَحمتِهِ الأُخْرَوِيَّةِ فقالَ سُبحانَهُ: {وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} وهيَ دارُ كَرامتِهِ، فيها ما لا عينٌ رأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قلبِ بَشَرٍ.
- {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ}المعنَى: أنَّ اللهَ يُحِلُّ عليهم رِضوانَهُ بطَاعَتِهم إياهُ في الدنيا.
- {وَرَضُوا عَنْهُ} في الآخِرةِ بإدخالِهِ إيَّاهم الجنَّةَ وما فيها مِن الكَراماتِ، وهذا أعلَى مَراتبِ النَّعِيمِ.

** فائدة / قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: (وفيهِ سِرٌّ بَديعٌ وهوَ أنَّهُم لَمَّا أَسْخَطُوا الأقاربَ والعشائرَ في اللهِ عَوَّضَهم اللهُ بالرِّضا عنهم، وأَرضاهُم عنه بما أعطاهُم مِن النعيمِ الْمُقيمِ، والفَوْزِ العظيمِ، والفَضْلِ العميمِ).
- قولُهُ تعالَى: {أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ} إضافةُ تَشريفٍ ببيانِ اختصاصِهم بهِ تعالَى.
- {أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفلاحُ: هوَ الفَوْزُ والظَّفَرُ بسعادةِ الدنيا ونعيمِ الآخِرةِ، وذُكِرَتْ كلمةُ {حِزْبُ اللهِ} في الأَوَّلِ لبيانِ اختصاصِهم بهِ تعالَى كما مَرَّ، والثانيَةِ لبيانِ اختصاصِهم بسعادةِ الدارَيْنِ.

س21 : عدد مظاهر موالاة الكفار ؟
أوَّلاً: الرضا بكُفْرِ الكافرينَ وعَدَمُ تَكفيرِهم، أو الشكُّ في كُفْرِهم، أوْ تَصحيحُ أيِّ مَذْهَبٍ مِنْ مَذاهبِهم الكافِرَةِ.
ثانيًا: التَّشَبُّهُ بهم بعَادَاتِهم وأَخلاقِهم وتقالِيدِهم؛ لأنَّهُ ما تَشَبَّهَ بهم إلاَّ لأنَّهُ مُعْجَبٌ، والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقولُ: ((مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)).
ثالثًا: الاستعانةُ بهم، والثِّقَةُ بهم، واتخاذُهم أعوانًا وأنصارًا.
رابعًا: مُعاونتُهم ومُناصرَتُهم.
خامسًا: مُشارَكَتُهم في أعيادِهم بإعانتِهم، إما بالحضورِ أوْ بالتهنئةِ.
سادسًا: التَّسَمِّي بأسمائِهم.
سابعًا: السفَرُ إلَى بلادِهم لغيرِ ضَرورةٍ، بلْ للنُّزْهَةِ ومُتْعَةِ النفسِ.
ثامِنًا: الاستغفارُ لهم والترَحُّمُ عليهم إذا ماتَ مِنهم مَيِّتٌ.
تاسعًا: مُجامَلَتُهم ومُدَاهَنَتُهُم في الدِّينِ.
عاشرًا: استعارةُ قَوانِينِهم ومَناهِجِهم في حُكْمِ الأُمَّةِ وتَربيَةِ أبنائِها.

  #59  
قديم 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م, 01:20 PM
سليمان العماني سليمان العماني غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 76
افتراضي

الفصل الثالث / معنى الحنيفية :

س1: ما الأسلوب الموجود في قول المؤلف ( أعلم أرشدك الله ) ؟ وما معناه ؟
أسلوب دعاء . ومعنى أرشدك الله أي : أيْ: دلَّكَ وهداكَ إلَى الرُّشْدِ.

س1: ما المقصود بالمصطلحات التالية :
- الرشد : هوَ الاستقامةُ علَى طريقِ الحقِّ، وهوَ ضِدُّ الْغَيِّ؛ لأنَّ الْغَيَّ هوَ الضلالُ الذي يُفْضِي بصاحبِهِ - والعِياذُ باللهِ - إلَى الْخُسرانِ.
- الطاعةُ: هيَ مُوافَقَةُ أَمْرِ الشرْعِ بفِعْلِ المأمورِ واجتنابِ الْمَحْظُورِ.
- الْحَنِيفِيَّةُ: هيَ مِلَّةُ إبراهيمَ ، وأَصْلُ الحنيفيَّةِ مَأخوذةٌ مِن الْحَنْفِ، والحَنْفُ معناهُ: الْمَيْلُ، فالحنيفُ: هوَ المائلُ عن الشرْكِ قَصْدًا وإخلاصًا إلَى التوحيدِ، والْحَنيفُ هوَ الْمُقْبِلُ علَى اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى، الْمُعْرِضُ عنْ كلِّ ما سواهُ، قالَ تعالَى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا} ، والقانِتُ: هوَ الخاشِعُ الْمُطِيعُ.
- الْمِلَّةُ: هيَ بمعنَى الدِّينِ، وهيَ اسمٌ لكلِّ ما شَرَعَهُ اللهُ سُبحانَهُ وتعالَى لعِبادِهِ علَى أَلْسِنَةِ أنبيائِهِ.
- العِبادةُ: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحِبُّهُ اللهُ ويَرضاهُ مِن الأقوالِ والأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ) مِن: الصلاةِ، والزكاةِ، والصيامِ، والحجِّ، والْمَحَبَّةِ، والخوفِ، والرجاءِ، والتوَكُّلِ، والاستعانةِ، والاستغاثةِ، ونحوِ ذلكَ.
- الإخلاصُ: هوَ أنْ يَقْصِدَ العبدُ بعَمَلِهِ رِضَا ربِّهِ وثَوابَهُ، لا غَرَضًا آخَرَ مِنْ: رِئاسةٍ، أوْ جَاهٍ، أوْ شيءٍ مِنْ حُطَامِ الدنيا.

س2 : عدد ثمرات الاخلاص ؟
1- أنَّهُ بتحقيقِ الإنسانِ لتوحيدِ رَبِّهِ وإخلاصِهِ العُبوديَّةَ لهُ تَكْمُلُ لهُ الطاعةُ، ويَخرُجُ مِنْ قَلْبِهِ تَأَلُّهُ ما يَهواهُ.
2 - مَنْ أَخْلَصَ في عِبادةِ ربِّهِ صُرِفَتْ عنه المعاصي والذنوبُ، كما قالَ تعالَى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}، فعَلَّلَ صَرْفَ السوءِ والفحشاءِ عنه بأنَّهُ مِنْ عِبادِهِ الْمُخْلَصينَ لهُ في عِباداتِهم، الذينَ أَخْلَصَهم اللهُ واختارَهم واخْتَصَّهُم لنفسِهِ.
3 - مَنْ أَخْلَصَ في عِبادةِ رَبِّهِ فهوَ في حِرْزٍ مِن الشيطانِ، قالَ تعالَى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}، وقالَ الشيطانُ: {فَبِعِزَّتِكَ لأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}.

س3: ما الدليل على أن الله أمر جميع الناس باخلاص العباده له سبحانه ؟
قولِهِ تعالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} .

س4: ما الدليل على أن الله خلق الناس لعبادته ؟
قالَ اللهُ تعالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}

س5: ما الفرق بين الانس والجن ؟
والجِنُّ: عالَمٌ غَيْبِيٌّ قائمٌ بِذَاتِهِ، يَخْتَلِفُ عن الإنْسِ؛ لأنَّهُ مخلوقٌ مِنْ نارٍ والإنسُ مِنْ طينٍ.
قالَ تعالَى: {خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} .
سُمُّوا جِنًّا لاجتنانِهم؛ أي: استتارِهم عن العيونِ، واجتماعُ الجيمِ معَ حَرْفِ النونِ في لُغةِ العَرَبِ يَدُلُّ علَى السِّتْرِ، قالَ تعالَى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ}.
والإنسُ : البشَرُ، الواحدُ: (إِنْسِيٌّ) سُمُّوا بذلكَ؛ لأنَّ بعضَهم يَأْنَسُ ببَعْضٍ، والأَنَسُ الطُّمأنينةُ.

س6: ما معنى ( يعبدون ) في قوله تعالى : ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) ؟
أيْ: يُفْرِدُونَنِي بالعِبادةِ، والإفرادُ بالعِبادةِ معناهُ: التوحيدُ.
وقدْ وَرَدَ قي الحديثِ القُدسيِّ عنْ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأَْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأَْتُ صَدْرَكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ)) .
فهذا الحديثُ يَدُلُّ علَى أنَّ الوَظيفةَ التي أُنِيطَتْ بهذا الْمُكَلَّفِ: هيَ عِبادةُ اللهِ والتفرُّغُ لِمَا خُلِقَ لأَجْلِهِ.

س7: ما معنى التوحيد :
- في اللغة : أيْ: يُفْرِدُونَنِي بالعِبادةِ، والإفرادُ بالعِبادةِ معناهُ: التوحيدُ.
وقدْ وَرَدَ قي الحديثِ القُدسيِّ عنْ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأَْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأَْتُ صَدْرَكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ)) .
فهذا الحديثُ يَدُلُّ علَى أنَّ الوَظيفةَ التي أُنِيطَتْ بهذا الْمُكَلَّفِ: هيَ عِبادةُ اللهِ والتفرُّغُ لِمَا خُلِقَ لأَجْلِهِ.
- المعنى العام للتوحيد : إفرادُ اللهِ بالرُّبوبيَّةِ، والأُلوهيَّةِ، والأسماءِ والصفاتِ.

س8: كيف يكون افراد الله بالعبادة ؟
(إفرادِ اللهِ بالعِبادةِ) أيْ: قولاً، وقَصْدًا، وفِعلاً، فيُفْرَدُ اللهُ بالأقوالِ، والأفعالِ، والْمَقاصِدِ.
والْمُرَادُ بالعِبادةِ هنا في كلامِ الْمُصَنِّفِ: العِبادةُ الشرعيَّةُ، وهيَ الخضوعُ لأمْرِ اللهِ الشرعيِّ، وأمْرُ اللهِ الشرعيُّ هوَ القِيامُ بالتكاليفِ.
أمَّا العِبادةُ الكَوْنِيَّةُ: فهيَ الْخُضوعُ لأَمْرِ اللهِ الكونيِّ، والعِبادةُ الكونيَّةُ عامَّةٌ لكلِّ مَخلوقٍ، فالذي يَنقادُ لأَقدارِ اللهِ تعالَى داخِلٌ في المعنَى الثاني للعِبادةِ، وهيَ العِبادةُ الكونِيَّةُ.

س9: مالفَرْقُ بَيْنَ أمْرِ اللهِ الكونيِّ وأَمْرِ اللهِ الشرعيِّ؟
أَمْرَ اللهِ الشرعيَّ: ما شَرَعَهُ اللهُ لعِبادِهِ مِن التكاليفِ، وأَمْرَ اللهِ الكونيَّ: ما يَقضيهِ اللهُ سُبحانَهُ وتعالَى ويُقَدِّرُهُ علَى عِبادِهِ: مُؤمِنِهم وكافِرِهم، بَرِّهِم وفاجِرِهم، مِنْ مَرَضٍ، أوْ فَقْرٍ، أوْ فَقْدِ محبوبٍ، ونحوِ ذلكَ.
والدليلُ علَى أنَّ العِبادةَ تَكونُ كَوْنِيَّةً قولُ اللهِ تعالَى: {إِنْ كُلْ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} ، فهذه هيَ العُبوديَّةُ الكونيَّةُ التي لا تَخُصُّ المؤمِنَ، بلْ هيَ عامَّةٌ لكلِّ مَخلوقٍ، فالعِبادةُ الْمَقصودةُ في هذا البابِ - التي هيَ معنَى التوحيدِ -: هيَ العِبادةُ الشرعيَّةُ التي لا يَنقادُ لها إلاَّ المؤمِنُ الْبَرُّ.

س10: ما المقصود بـ ( الشرك ) في الأصل ؟
النصيب . فإذا أَشْرَكَ معَ اللهِ غيرَهُ؛ أيْ: جَعَلَ لغيرِهِ نَصيبًا.

س11: لماذا نهى الله عن الشرك ؟ وما الدليل ؟
لأنَّه أَعْظَمَ الحقوقِ حقُّ اللهِ تعالَى، وحقُّ اللهِ تعالَى إفرادُهُ بالعُبوديَّةِ، فإذا أَشْرَكَ معَ اللهِ غيرَهُ ضَيَّعَ أَعْظَمَ الحقوقِ.
ورَدَ عن ابنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: سألتُ - أو: سُئِلَ - رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: (أيُّ الذنْبِ عندَ اللهِ أَعْظَمُ؟ - وفي لفظٍ: أَكْبَرُ - قالَ ((أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ..)). وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لِمُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: ((أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى عَبَادِهِ؟)) قالَ: اللهُ ورسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا...))

س12: بم عرف المؤلف الشرك ؟
هوَ أنْ يَجْعَلَ معَ اللهِ إلهًا آخَرَ، مَلَكًا، أوْ رسولاً، أوْ وَلِيًّا، أوْ حَجَرًا، أوْ بَشَرًا، يَعبُدُهُ كما يَعْبُدُ اللهَ، وذلكَ بدُعائِهِ، والاستعانةِ بهِ، والذبْحِ لهُ، والنَّذْرِ لهُ، وغيرِ ذلكَ مِنْ أنواعِ العِبادةِ.( الشرك الأكبر ) .

س13: عدد أنواع الشرك الأكبر ؟1
- شِرْكُ الدعاءِ: وهوَ أن يَضْرَعَ إلَى غيرِ اللهِ تعالَى، مِنْ نَبِيٍّ، أوْ مَلَكٍ، أوْ وَلِيٍّ، بقُرْبِةٍ مِن الْقُرَبِ - صلاةٍ، أو استغاثةٍ، أو استعانةٍ - أوْ يَدْعُوَ مَيِّتًا، أوْ غَائِبًا، أوْ نحوَ ذلكَ مِمَّا هوَ مِن اختصاصِ اللهِ تعالَى، والدليلُ قولُهُ تعالَى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}.
2 - شِرْكُ النِّيَّةِ والإرادةِ والقَصْدِ: بأن يأتيَ بأَصْلِ العِبادةِ رِيَاءً، أوْ لأَجْلِ الدنيا وتَحصيلِ أَغراضِها، والدليلُ قولُهُ تعالَى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: (أَمَّا الشِّرْكُ فِي الإِرَادَاتِ وَالنِّيَّاتِ فَذَلِكَ الْبَحْرُ الَّذِي لاَ سَاحِلَ لَهُ، وَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ، فَمَنْ أَرَادَ بِعَمَلِهِ غَيْرَ وَجْهِ اللهِ، وَنَوَى شَيْئًا غَيْرَ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ وَطَلَبِ الجزاءِ مِنه، فقدْ أَشْرَكَ في نِيَّتِهِ وَإِرَادَتِهِ...).
واعتبارُ شِرْكِ النِّيَّةِ والقَصْدِ مِن الشرْكِ الأكبَرِ محمولٌ علَى ما ذَكَرْنَا، وهوَ أن يَأْتِيَ بأَصْلِ العملِ رِياءً أوْ لأَجْلِ الدنيا، ولم يكنْ مُرِيدًا وَجْهَ اللهِ تعالَى والدارَ الآخِرةَ، وهذا العَمَلُ علَى هذا الوَصْفِ لا يَصْدُرُ مِنْ مُؤمِنٍ، فإنَّ المؤمِنَ - وإنْ كانَ ضَعيفَ الإيمانِ - لا بُدَّ أن يُريدَ اللهَ والدارَ الآخِرةَ، لكن إن تَسَاوَى القَصدانِ أوْ تَقَارَبا فهذا نَقْصٌ في الإيمانِ والتوحيدِ، وعَمَلُهُ ناقصٌ لفَقْدِهِ كَمالَ الإخلاصِ.
وإن عَمِلَ للهِ وَحدَهُ وأَخْلَصَ في عمَلِهِ إخلاصًا تامًّا، وأَخَذَ عليهِ جُعلاً معلومًا يَستعينُ بهِ علَى العَمَلِ والدينِ، فهذا لا يَضُرُّ؛ لأنَّ اللهَ تعالَى جَعَلَ في الأموالِ الشرعيَّةِ، كالزَّكَواتِ، وأموالِ الفَيْءِ وغيرِها، جُزءًا كبيرًا يُصْرَفُ في مَصالِحِ المسلمينَ.
3 - شِرْكُ الطاعةِ: وهوَ أن يَتَّخِذَ لهُ مُشَرِّعًا سوَى اللهِ تعالَى، أوْ يَتَّخِذَ شَريكًا للهِ في التشريعِ فيَرْضَى بِحُكْمِهِ ويَدينَ بهِ في التحليلِ والتحريمِ، عِبادةً وتَقَرُّبًا وقَضاءً وفَصْلاً في الْخُصوماتِ، والدليلُ قولُهُ تعالَى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
ولمَّا سَمِعَ عديُّ بنُ حاتمٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقرأُ هذه الآيَةَ، قالَ: (إنَّا لسنا نَعْبُدُهم، قالَ: ((أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونَهُ، وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتُحِلُّونَهُ؟)) قالَ: بلَى، قالَ: ((فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ)).
4 - شِرْكُ الْمَحَبَّةِ: وهوَ اتِّخاذُ الأندادِ مِن الْخَلْقِ يُحِبُّهُم كحُبِّ اللهِ تعالَى، فيُقَدِّمُ طَاعتَهم علَى طاعتِهِ، ويَلْهَجُ بذِكْرِهم ودُعائِهم، والدليلُ قولُهُ تعالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ}.

س14: عدد أنواع المحبة كما ذكرها ابن القيم رحمه الله ؟
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: (وها هنا أربعةُ أنواعٍ مِن الْمَحبَّةِ يَجِبُ التفريقُ بينَها، وإنَّمَا ضَلَّ مَنْ ضَلَّ بعَدَمِ التمييزِ بينَها:
أحدُها: مَحَبَّةُ اللهِ، ولا تَكْفِي وَحْدَها في النجاةِ مِنْ عذابِ اللهِ والفوزِ بثَوابِهِ، فإنَّ المشركينَ وعُبَّادَ الصليبِ واليهودَ وغيرَهم يُحِبُّونَ اللهَ.
الثاني: مَحَبَّةُ ما يُحِبُّهُ اللهُ، وهذه هيَ التي تُدْخِلُهُ في الإسلامِ وتُخْرِجُهُ مِن الكُفْرِ، وأَحَبُّ الناسِ إلَى اللهِ أَقْوَمُهم بهذه الْمَحَبَّةِ وأَشْهَدُهم فيها.
الثالثُ: الحبُّ للهِ وفيهِ، وهيَ مِنْ لَوازِمِ مَحَبَّةِ ما يُحِبُّهُ اللهُ، ولا يَستقيمُ مَحَبَّةُ ما يُحِبُّهُ اللهُ إلاَّ بالحبِّ فيهِ ولهُ.
الرابعُ: الْمَحَبَّةُ معَ اللهِ، وهيَ الْمَحَبَّةُ الشِّركيَّةُ، وكلُّ مَنْ أَحَبَّ شيئًا معَ اللهِ، لا للهِ، ولا مِنْ أَجْلِهِ، ولا فيهِ، فقد اتَّخَذَهُ نِدًّا مِنْ دونِ اللهِ، وهذه مَحَبَّةُ الْمُشرِكينَ).

س14: ما المقصود بالشرك الأصغر ؟ وعدد أمثلة عليه ؟
الشرْكُ الأصغَرُ فهوَ: كلُّ ما نَهَى عنه الشرْعُ مِمَّا هوَ ذَريعةٌ إلَى الشِّرْكِ الأَكْبَرِ، ووسيلةٌ للوُقوعِ فيهِ، وجاءَ في النصوصِ تَسميتُهُ شِرْكًا، كالْحَلِفِ بغيرِ اللهِ تعالَى، والرياءِ اليسيرِ في أفعالِ العِباداتِ وأقوالِها، وبعضِ العباراتِ مثلِ: (مَا شاءَ اللهُ وشِئْتَ)، ونحوِها ممَّا فيهِ تَشريكٌ بينَ اللهِ وخَلْقِهِ مِثلِ: (لولا اللهُ وفلانٌ)، و(ما لي إلاَّ اللهُ وأنتَ)، (وأنا مُتَوَكِّلٌ علَى اللهِ وعليكَ)، (ولولا أنتَ لم يكنْ كذا)..

س15: اشرح قوله تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) ؟
هذه الآيَةُ جَمَعَتْ بينَ الأمرينِ: الأمْرِ بالعبادةِ، والنهيِ عن الشرْكِ، مِمَّا يَدُلُّ علَى أنَّ العِبادةَ لا تَتِمُّ إلاَّ باجتنابِ الشرْكِ قَليلِهِ وكثيرِهِ؛ لأنَّ {شيئًا} نَكِرةٌ في سِياقِ النهيِ فتُفيدُ العُمومَ؛ أيْ: لا شِركًا أصغرَ ولا أكبرَ، لا مَلَكًا ولا نَبِيًّا ولا وَلِيًّا ولا غيرَهم مِن المخلوقينَ، كما أنَّهُ تعالَى لم يَخُصَّ نوعًا مِنْ أنواعِ العِبادةِ، لا دُعاءً، ولا صَلاةً، ولا تَوَكُّلاً، ولا غيرَها ليَعُمَّ جميعَ أنواعِ العِبادةِ.

س16: ما حكم كل من الشرك الأكبر ؟ والشرك أصغر ؟
حُكْمُ الشرْكِ: فالأكبرُ مُخْرِجٌ مِن الْمِلَّةِ، وقدْ حَرَّمَ اللهُ الْجَنَّةَ علَى صاحبِهِ؛ إذْ ليسَ معه شيءٌ مِن التوحيدِ، قالَ تعالَى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
وأمَّا الأصغَرُ: فلا يُخْرِجُ مِن الْمِلَّةِ، لكنه وَسيلةٌ إلَى الأَكْبَرِ، وصاحبُهُ علَى خَطَرٍ عظيمٍ، فعلَى العَبْدِ أن يَحْذَرَ الشرْكَ مُطْلَقًا، فإنَّ بعضَ الْعُلَمَاءِ يَرَى أنَّ الآيَةَ الْمَذكورةَ عامَّةٌ في الشرْكِ الأصغرِ والأكبرِ، وأنَّ قولَهُ: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} أيْ: ما هوَ أَقَلُّ مِن الشرْكِ، واللهُ أَعْلَمُ.

  #60  
قديم 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م, 04:03 PM
سليمان العماني سليمان العماني غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 76
افتراضي

الفصل الرابع : الأصول الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها :


س1: ما هي الأصول الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها ؟
معرفة العبد لربه ودينه ونبيه .

س2: ما الحكمة من استخدام المؤلف لصيغة السؤال والجواب في الجملة السابقة ؟
لأنها طريقة نافعةٌ في تقريرِ المعلوماتِ وسُرْعَةِ فَهْمِها، والطالِبُ يُدْرِكُ المعانِيَ ويَفْهَمُها إذا أُلْقِيَتْ عليهِ بطريقةِ السؤالِ والجوابِ؛ لأنَّ المخاطَبَ إذا طُرِحَ عليهِ السؤالُ اسْتَعَدَّ وتَهَيَّأَ لفَهْمِ الجوابِ.( وتسمى طريقة التدريس الحوارية ).
** فائدة / ذكر الشيخ الأصول الثلاثة مجملا ثم ذكرها تفصيلا وهذه أيضًا مِن الطُّرُقِ الْعِلْمِيَّةِ الْجَيِّدَةِ؛ لأنَّ النُّفوسَ إذا عَرَفَت الشيءَ إجمالاً تَطَلَّعَتْ إلَى مَعْرِفَتِهِ تَفصيلاً، والتفصيلُ بعدَ الإجمالِ مِنْ مَقاصِدِ البُلغاءِ كما في عِلْمِ المعاني...

س3: ما معنى الرب ؟
الرب في الأصل هو : المربي ومِنْ هذه الكلمةِ تَشَعَّبَتْ مَعانٍ أخرَى لكلمةِ الربِّ مِن: الْمَالِكِ، والْمُدَبِّرِ، والْمُتَصَرِّفِ، والْمُتَعَهِّدِ.
والْمُصَنِّفُ يُريدُ المعنَى الأَوَّلَ؛ لأنَّهُ قالَ: (الذي رَبَّانِي)، فانْتَقَلَ إلَى المعنَى الأساسيِّ للكلمةِ الذي هوَ التربيَةُ.

س4: ما معنى قول المؤلف : ( رباني ) ؟
أي خَلَقَني وأَوْجَدَني، ثمَّ رَبَّانِي بنِعَمِهِ الظاهرةِ والباطنةِ.

س5: كيف يربي الله تعالى الانسان بنعمته سبحانه ؟
يُنْعِمُ علَى هذا العبدِ مُنذُ أن يَخْلُقَهُ، الإنعامَ الذي يَصِلُ إليهِ في بَطْنِ أُمِّهِ بدُونِ حَوْلٍ مِنه ولا قُوَّةٍ، والإنعامُ الذي يَحْصُلُ لهُ بعدَ خُروجِهِ إلَى الدنيا، عندَما يَكْبُرُ ويَكْدَحُ ويَعيشُ، فيُجْرِي اللهُ سُبحانَهُ وتعالَى لهُ مِن الأرزاقِ بالأسبابِ ما قضاهُ وقَدَّرَهُ لهُ.

س6: علل / لا يستحق العبادة الا الله تعالى ؟
لأن مَنْ لا يَقْدِرْ علَى الْخَلْقِ لا يَسْتَحِقَّ أنْ يكونَ مَعبودًا.

** فائدة :
ذَكَرَ اللهُ تعالَى أَوصافَ الآلِهَةِ التي لا تَصْلُحُ للعِبادةِ في سُورةِ الفُرقانِ في قولِهِ تعالَى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُورًا} .فذَكَرَ اللهُ سُبحانَهُ سَبعةَ أوصافٍ كلُّها أوصافُ نَقْصٍ تَدُلُّ علَى أنَّ هذه الأوصافَ التي وُجِدَتْ في الآلِهَةِ لا تَصْلُحُ أنْ تكونَ الآلِهَةُ معها مَعبودةً؛ لأنَّ المعبودَ هوَ الذي يَخْلُقُ ويَرزُقُ، ويُحْيِي ويُميتُ، ولهذا قالَ تعالَى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ}.

س7: اشرح الآية الكريمة {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} ؟
- الحمدُ: هوَ الاعترافُ للمحمودِ بصفاتِ الكمالِ معَ مَحَبَّتِهِ وتَعظيمِهِ، وهذا قَيْدٌ أساسيٌّ، فلو اعْتَرَفَ بالْمَحامِدِ والأوصافِ وذَكَرَها، ولكن بدونِ مَحَبَّةٍ ولا تعظيمٍ فإنَّهُ لا يُسَمَّى حامدًا.
- قولُهُ: {للهِ} اللامُ هذه تُسَمَّى لامَ الاستحقاقِ.
- قولُهُ: {ربِّ العالمينَ} مَرَّ أنَّ المعنَى: خالِقُهم ومُدَبِّرُ شُؤونِهم، الْمُتَصَرِّفُ بأحوالِهم وأرزاقِهم، قالَ تعالَى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} .

** فائدة / يُقالُ: عالَمُ الإنسانِ، وعالَمُ الحيوانِ، وعالَمُ النباتِ، وسُمِّيَ العالَمُ عالَمًا؛ لأنَّهُ علامةٌ علَى خالِقِهِ ومُوجِدِهِ ومَالِكِهِ..

  #61  
قديم 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م, 05:14 PM
سليمان العماني سليمان العماني غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 76
افتراضي

الفصل الخامس : بم يعرف ربه :

** فائدة / يقصد المؤلف بالسؤال السابق : أي بم عرفت الله تعالى ، ما الذي دلك عليه ؟

س1: ما المقصود بالآية في اللغة ؟
الدليل والبرهان.

س2: الآية في اللغة نوعان . عددهما ، واشرح الفرق بينهما ؟
- آياتٌ شَرعيَّةٌ: ويُرادُ بها: الوحيُ الذي جاءَتْ بهِ الرُّسُلُ، فهوَ آيَةٌ مِنْ آياتِ اللهِ، قالَ تعالَى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَّاتٍ بَيِّنَاتٍ} .
2 - آياتٌ كَونيَّةٌ: والآياتُ الكَونِيَّةُ هيَ المخلوقاتُ، مِثلُ: السماواتِ، والأرضِ، والإنسانِ، والحيوانِ، والنباتِ، وغيرِ ذلكَ.

س3: كيفَ كانَ الوحيُ دليلاً وبُرهانًا علَى اللهِ تعالَى؟
- أوَّلاً: أنَّ هذا الوحيَ الذي جاءتْ بهِ الرُّسُلُ جاءَ وَحْيًا مُتَكَامِلاً مُنْتَظِمًا لا تَناقُضَ فيهِ ولا اضطرابَ، قالَ تعالَى عن القرآنِ: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}.
- ثانيًا: أنَّ هذه الآياتِ الشَّرعيَّةَ قامَتْ بِمَصالِحِ العِبادِ، وهيَ كَفيلةٌ بسَعادَتِهم في دينِهم ودُنياهم.

** فائدة / الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ يقولُ: (فقلْ: بآياتِهِ ومَخلوقاتِهِ)
فإذا فَسَّرْنَا الآياتِ : بالآياتِ الشَّرعيَّةِ والكَونيَّةِ؛ فإنَّهُ يَدْخُلُ قولُهُ (ومخلوقاتِهِ) تحتَ قولِهِ: (بآياتِهِ)؛ لأنَّ المخلوقاتِ هيَ الآياتُ الكَونيَّةُ، فيكونُ كلامُ الْمُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ بابِ عَطْفِ الخاصِّ علَى العامِّ، علَى سبيلِ الاهتمامِ بالخاصِّ، فإنَّهُ المخلوقاتِ معَ أنَّها دَاخلةٌ في الآياتِ للاهتمامِ بها؛ لأنَّها مَرْئِيَّةٌ يُدْرِكُها العالِمُ وغيرُ العالِمِ.

س4: الليل والنهار آيتان من آيات الله . عدد وجوه ذلك ؟
- أَوَّلاً: تَعاقُبُهما، فهذا يَذْهَبُ، وهذا يأتي بعدَهُ بانتظامٍ كاملٍ وتَناسُقٍ بَديعٍ.
- ثانيًا: اختلافُهما بالطُّولِ والقِصَرِ؛ فإنَّ هذا مِنْ آياتِ اللهِ، ولوْ فُرِضَ أنَّ الليلَ ما يَزيدُ أبدًا، والنهارَ ما يَزيدُ أبدًا، لكان هذا مِنْ آياتِ اللهِ أيضًا، ولكنَّ كونَ الليلِ يَزيدُ في الشتاءِ ويَقْصُرُ النهارُ، والنهارَ يَزيدُ في الصيفِ ويَقْصُرُ الليلُ، هذا أيضًا مِنْ آياتِ اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى.

س5: الشمس والقمر آيتين من آية الله . عدد وجوه ذلك ؟
- أولاً: جَريانُهما باستمرارٍ مُنذُ أنْ خَلَقَ تعالَى الشمسَ والقمَرَ إلَى أن يَأْذَنَ اللهُ تعالَى بخَرابِ هذا الكونِ، والشمسُ والقمرُ يَجريانِ باستمرارٍ كما في قولِهِ تعالَى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}.
- ثانيًا: الانتظامُ البديعُ، فالشمسُ تَسيرُ في فلَكِها في مُدَّةِ سَنَةٍ، وهيَ في كلِّ يومٍ تَطْلُعُ وتَغرُبُ بسيرٍ سَخَّرَها لهُ خالِقُها لا تَتَعَدَّاهُ ولا تَقْصُرُ عنه. والقمرُ يُبديهِ اللهُ كالخيطِ ثمَّ يَتزايدُ نُورُهُ ويَتكامَلُ حتَّى يَنتهيَ إلَى إبدارِهِ وكَمالِهِ، ثمَّ يَأْخُذُ في النُّقصانِ حتَّى يَعودَ إلَى حالتِهِ الأُولَى.
قالَ تعالَى: {لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} أيْ: لا يُمْكِنُ أن تُوجَدَ الشمسُ في الليلِ فتُدْرِكَ القمَرَ، ولا الليلُ سابقُ النهارِ فيَدْخُلَ عليهِ قبلَ انقضاءِ سُلطانِهِ.
{وَكُلٌّ} مِن الشمسِ والقمرِ والنجومِ {فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} أيْ: يَتَرَدَّدونَ علَى الدوامِ، فهذا دَليلٌ علَى عَظمةِ الخالقِ وقُدرتِهِ وحِكمتِهِ.
- ثالثًا: ما فيهما مِن الْمَنافِعِ العظيمةِ، قالَ تعالَى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابِ}.
وفي الشمسِ مَنافِعُ عظيمةٌ للعُلْوِيَّاتِ؛ فإنَّ القمرَ يَسْتَمِدُّ نورَهُ مِن الشمسِ، وللسُّفْلِيَّاتِ: مِن الإنسانِ، والحيوانِ، والنباتِ، والبحارِ، وغيرِ ذلكَ، ولولا طلوعُ الشمسِ وغروبُها لَمَا عُرِفَ الليلُ والنهارُ، ولأَطْبَقَ الظلامُ علَى العالَمِ أو الضياءُ.
وفي سَيْرِ القمَرِ تَظْهَرُ مَواقيتُ العِبادِ في مَعاشِهم وعِبادتهِم ومَنَاسِكهم، فتَمَيَّزَتْ بهِ الأشهُرُ والسُّنونُ، وقامَ حِسابُ العالَمِ معَ ما في ذلكَ مِن الْحِكَمِ والآياتِ التي لا يُحصِيها إلاَّ اللهُ تعالَى.

س7: اشرح قوله تعالى : ( ومن آياته الليل والنهار ... ) ؟
يعني: وإنْ كانَ الشمسُ والقمرُ مِن المخلوقاتِ العظيمةِ فإنَّ هذا لا يَقتضِي أن يُسْجَدَ لهما؛ لأنَّهما مخلوقانِ مُدَبَّرَانِ مُسَخَّرَانِ.
{وَاسْجُدُوا للهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ} أي: اعْبُدُوهُ وَحْدَهُ؛ لأنَّهُ الخالقُ العظيمُ، ودَعُوا عِبادةَ ما سواهُ مِن المخلوقاتِ وإنْ كَبُرَ جِرْمُها، وكَثُرَتْ مَصالِحُها، فإنَّ ذلكَ ليسَ مِنها وإنَّمَا هوَ مِنْ خالقِها تَبارَكَ وتعالَى.
{إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} فخُصُّوهُ بالعِبادةِ وإخلاصِ الدِّينِ لهُ.

س8: كم استغرق خلق السماوات ؟ وخلق الأرض ؟ والدليل والشرح ؟
اللهِ تعالَى بأنَّهُ خَلَقَ هذا العالَمَ سَماواتِهِ وأَرْضَهُ وما بينَ ذلكَ في سِتَّةِ أيَّامٍ، أوَّلُها: الأَحَدُ، وآخِرُها الْجُمُعَةُ، مِنها أربعةُ أيَّامٍ للأرضِ ويَومان للسماءِ،كما قالَ تعالَى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}.
ويكونُ معنَى قولِهِ سُبحانَهُ: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} أيْ: في تَتِمَّةِ أربعةِ أيَّامٍ لا أنَّها أربعةُ أيَّامٍ مُسْتَقِلَّةٌ عن اليومينِ الأَوَّلَيْنِ، وإلاَّ لكانت الأَيَّامُ ثمانيَةً.
والظاهِرُ أنَّ هذه الأيَّامَ كأيَّامِنا التي نَعْرِفُ؛ لأنَّ اللهَ تعالَى ذَكَرَها مُنَكَّرَةً، فتُحْمَلُ علَى ما كانَ مَعروفًا، ولوْ شاءَ اللهُ تعالَى لَخَلَقَها في لَحْظَةٍ، ولكنه رَبَطَ الْمُسَبَّباتِ بأسبابِها كما تَقتضيهِ حِكمتُهُ سُبحانَهُ وتعالَى.

س9: ما معنى ( استوى على العرش ) ؟وما هو العرش ؟ وماذا تفهم من الآية ؟
أيْ: علا وارْتَفَعَ.
والعرْشُ: هوَ ذلكَ السقْفُ الْمُحيطُ بالمخلوقاتِ.
وفي الآيَةِ إثباتُ استواءِ اللهِ علَى عَرْشِهِ علَى ما يَليقُ بجَلالِهِ وعَظمتِهِ، وأَدِلَّةُ عُلُوِّ اللهِ علَى خَلْقِهِ واستوائِهِ علَى عَرْشِهِ أكثرُ مِنْ أنْ تُحْصَرَ، وأَجمعَ المسلمونَ علَى ذلكَ.

** فائدة / قولُهُ تعالَى: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} أيْ: يُغَطِّي كلُّ واحدٍ مِنهما الآخَرَ فيَذْهَبُ ظَلامُ هذا بضِياءِ هذا، وضِياءُ هذا بظَلامِ هذا.
وكُلٌّ مِنهما يَطْلُبُ الآخَرَ طَلَبًا {حَثِيثًا} أيْ: سريعًا لا يَتَأَخَّرُ عنه، بلْ إذا ذَهَبَ هذا جاءَ هذا، وإذا جاءَ هذا ذَهَبَ هذا.

س10: ما المقصود بـ ( المعبود ) ؟
هو الْمُسْتَحِقُّ لأَِنْ يُعْبَدَ دُونَ سِواهُ.
** فائدة / ليسَ الْمُرَادُ أنَّ مِنْ معاني الربِّ: المعبودَ، وإلاَّ لَزِمَ مِنه أنَّ كلَّ ما عُبِدَ مِنْ دونِ اللهِ فهوَ رَبٌّ، وهذا ليسَ بصحيحٍ.
والْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ لم يَقْصِدْ أنَّ مِنْ معاني (الربِّ): المعبودَ، وإنَّمَا قَصَدَ أنَّ الربَّ هوَ الْمُسْتَحِقُّ لأَِنْ يُعْبَدَ؛ لأنَّهُ بعدَ أن ساقَ الآيَةَ مِنْ سورةِ البقرةِ ذَكَرَ كلامًا لابنِ كثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ، وهوَ قولُهُ: (الخالِقُ لهذه الأشياءِ هوَ الْمُسْتَحِقُّ للعبادةِ).
س11:اشرح الآية الكريمة ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم ... ) ؟
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ} هذا خِطابٌ لجميعِ الْخَلْقِ مؤمِنِهم وكافرِهم.
وقولُهُ: {اعْبُدُوا رَبَّكُمْ} أيْ: أَطيعُوا رَبَّكُمْ بالإيمانِ والامتثالِ للأوامِرِ والنواهي، معَ الْمَحَبَّةِ والتعظيمِ.
وقولُهُ تعالَى: {الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} أيْ: أَوْجَدَكم مِنَ العَدَمِ بتقديرٍ عظيمٍ وصُنْعٍ بَديعٍ، ورَبَّاكُمْ بأصنافِ النِّعَمِ، وَخَلَقَ الذينَ مِنْ قَبْلِكم.
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أيْ: مِنْ أَجْلِ أن تَحْصُلوا علَى التَّقْوَى، والتَّقْوَى: اتِّخَاذُ وِقايَةٍ تَحْفَظُكم مِنْ عذابِ اللهِ باتِّباعِ الأوامِرِ واجتبابِ النواهِي.
وقولُهُ تعالَى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا} أيْ: بِساطًا مُهَيَّئًا تَسْتَقِرُّون عليها وتَنتفِعُون بالأَبْنِيَةِ، والزراعةِ، والسلوكِ مِنْ مَكانٍ إلَى مَكانٍ، وغيرِ ذلكَ مِنْ وُجوهِ الانتفاعِ.
وقولُهُ تعالَى: {وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} أيْ: وَجَعَلَ السماءَ بِناءً لِمَسْكَنِكم، وأَوْدَعَ فيها مِن الْمَنافِعِ ما هوَ مِنْ ضَروراتِكُم وحاجاتِكم كالشمْسِ والقمَرِ والنجومِ.
وقولُهُ تعالَى: {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} الْمُرَادُ بالسماءِ: السَّحابُ، كما ذَكَرَهُ الْمُفَسِّرُونَ، وأَطْلَقَ عليهِ سَماءً؛ لأنَّهُ فَوقُ؛ وكلُّ ما علا وارْتَفَعَ فهوَ سَماءٌ، والماءُ: هوَ الْمَطَرُ.
والماءُ النازلُ مِن السماءِ هوَ مَادَّةُ الحياةِ للأحياءِ في الأرضِ جَميعًا، سواءٌ أَنْبَتَ الزرْعَ مُباشَرَةً أوْ كوَّنَ الأنهارَ والبُحيراتِ العَذْبَةَ، أو انساحَ في طَبقاتِ الأرضِ فتَتَأَلَّفُ مِنه المياهُ الْجَوْفِيَّةُ، قالَ تعالَى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}، وقالَ تعالَى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ}.
وقولُهُ تعالَى: {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ} جَمْعُ: ثَمَرَةٍ، والثمَرَةُ: هوَ ما تُخْرِجُهُ الأرضُ مِنْ حبوبٍ وخَضارٍ، وما تُخْرِجُهُ الأشجارُ مِنْ فواكهَ.
{فَلاَ تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا} أيْ: أَشباهًا ونُظراءَ تَصْرِفُونَ لهم العِبادةَ أوْ شيئًا مِنها.
{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أيْ: تَعلمونَ أنَّ هذه الأندادَ ليستْ مُمَاثِلَةً للهِ تعالَى، وتَعلمونَ أيضًا أنَّ اللهَ سُبحانَهُ وتعالَى هوَ الْمُسْتَحِقُّ للعِبادةِ.
فجَمَعَتْ هذه الآيَةُ بينَ الأمرِ بعِبادةِ اللهِ وَحدَهُ والنهيِ عنْ عِبادةِ ما سِواهُ.

س12:عدد أمثلة على الشرك الخفي ؟
هوَ أنْ يقولَ: (واللهِ وحَيَاتِكِ يا فُلانَةُ، وحَياتِي)، ويقولُ: (لولا كَلْبَةُ هذا لأَتَانَا اللصوصُ، ولولا البَطُّ في الدارِ لأتَى اللصوصُ)، وقولُ الرجلِ لصاحبِهِ: (ما شاءَ اللهُ وشِئْتَ)، وقولُ الرجلِ: (لولا اللهُ وفلانٌ)، لا تَجْعَلْ فيها (فُلان) فإنَّ هذا كلَّهُ بهِ شِرْكٌ.

س13: كيف يتجنب المسلم الشرك ؟
لَمَّا قالَ الصحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهُم للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: كيفَ نَتَّقِيهِ؟ قالَ: قولوا: ((اللهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ نَعْلَمُهُ)) .

س14: ذكرت الآية السابقة بُرهانَيْنِ عقْلِيَّيْنِ علَى إبطالِ الشرْكِ والتنديدِ بالمشرِكينَ الذينَ عَبَدُوا معَ اللهِ غيرَهُ. ما هما ؟
- البُرهانُ الأوَّلُ: إذا كنتم تُقِرُّونَ بأنَّ اللهَ هوَ الخالِقُ الرازِقُ الْمُحْيِي الْمُميتُ الْمُدَبِّرُ لهذا الكونِ فيَلْزَمُكم أن تَعْتَرِفوا بوحَدْانِيَّتِهِ، فإنَّ مَنْ كانتْ هذه صِفَتَهُ فهوَ الإلهُ الْمُسْتَحِقُّ للعبادةِ، وما عَداهُ فهوَ مَربوبٌ مَأْلُوهٌ لا يَمْلِكُ لنفسِهِ ولا لغيرِهِ نَفْعًا ولا ضَرًّا، قالَ تعالَى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} .
- البُرهانُ الثاني: أنَّ هذه الآلهةَ المعبودةَ مِنْ دُونِ اللهِ تعالَى ليسَ لها ما يُخَوِّلُها لأَِنْ تُعْبَدَ، فإنَّها كما قالَ اللهُ تعالَى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُورًا}

س15: اشرح قول ابن كثير (الْخَالِقُ لِهذِهِ الأَشْيَاءِ، هُوَ المُسْتَحِقُّ لِلْعبَادَةِ). ؟
أنَّ الذي خَلَقَ هذه الأشياءَ، وأَوْجَدَها مِن العَدَمِ علَى غيرِ مِثالٍ سابِقٍ هوَ الذي يَسْتَحِقُّ أن يُعْبَدَ وَحدَهُ، ولا يُشْرَكَ بهِ غيرُهُ؛ لأنَّ كلَّ مَنْ سِواهُ تعالَى وتَقَدَّسَ مخلوقٌ، مَربوبٌ، مُتَصَرَّفٌ فيهِ.

  #62  
قديم 28 محرم 1432هـ/3-01-2011م, 08:02 AM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

مرتبة الإيمان
الأسئلة
س1: ما معنى الإيمان لغة وشرعاً ؟
الإيمانُ فياللغةِ:التصديقُ.
وفي الشرعِ:اعتقادٌ بالقلبِ، وقولٌ باللسانِ، وعملٌبالجوارحِ،وهُوَ بِضْعٌ وسبعونَشُعْبَةً.
س2: عدد أركان الإيمان،مع الاستدلال
أركانُهُ سِتَّةٌ حِينَمَا سَُأَلَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإيمانِ، فقالَ: ((الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَبِاللَّهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ،وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ))، مُتَّفَقٌ عليهِ
الدليلُ علَى هذه الأركانِ السِّتَّةِ قولُهُ تعالَى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّواوُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَبِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِوَالنَّبِيِّينَ}
س3: ما الفرق بين الإيمان والإسلام؟
الإسلامُ:هوَ الانقيادُ الظاهرُ بطاعةِ اللَّهِ وتركِمعصيتهِ.
والإيمانُ يشملُ الأعمالَ الباطنةَ ممَّا يتعلَّقُبالقلوبِ وتصديقِها، ويُطْلَقُ الإسلامُ على الإيمانِ ويُطْلَقُ الإيمانُ علىالإسلامِ.
فإذا قيلَ: الإيمانُ، عَمَّ الجميعَ، وإذا قيلَ: الإسلامُ، عَمَّ الجميعَ،
س4: ما معنى الكلمات التالية :
بضع: من الثلاثةِ إلى التسعةِ.
شعبة : الجزءُ من الشيءِ.
إماطة الأذى: إزالةُالأَذَى: وهُوَ ما يُؤْذِي المَارَّةَ منْ أحجارٍ، وأشْوَاكٍ
الملائكة: عالَمٌ غَيْبِيٌّ، مَخْلُوقُونَ، عَابِدُونَ للَّهِ تَعَالَى،
س5: ما الفرق بين شعب الإيمان وأركانه ؟
الإيمانَ إذا كانَ بمعنَى الاعتقادِ فهوَ الأركانُ السِّتَّةُ؛ لأنَّ كلَّالأركانِ الستَّةِ اعتقادٌ.

وأمَّا الإيمانَ ومايَشتمِلُعلَيه من الأعمالِ وأنواعِها وأَجناسِها فهوَ شعب الإيمان.
س6: يتضمن الإيمان باللهتعالى أربعة أمور، اذكرها.
الأول: الإيمانُ بوُجودِ اللهِ تعالَى.
الثاني: الإيمانُ برُبوبيَّتِهِ.
الثالث: الإيمانُ بأُلوهيَّتِهِ.
الرابعُ: الإيمانُ بأسمائِهِ وصِفاتِهِ،مِنْ غيرِ تَحريفٍ ولا تَعطيلٍ، ولا تَكييفٍ ولا تَمثيلٍ، قالَ تعالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَالسَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
س7: اذكر دلالة الشرعوالعقل والحس والفطرة على وجود الله تعالى.
دلالة الشرع: الكُتُبَ السماويَّةَ كُلَّها تَنْطِقُ بذلكَ، وما جَاءَتْ بهِ من الأحكامِالمُتَضَمِّنَةِ لمصالحِ الخلقِ دليلٌ على أنَّها منْ رَبٍّ حكيمٍ عليمٍ بمصالحِخَلْقِهِ
دلالة العقل: لا يُمْكِنْ أنْ تُوجِدَ ِالمخلوقاتُ نَفْسَهَا بِنَفْسِهَا، ولا أنْ تُوجَدَ صُدْفَةً، لابدأنْ يكونَلها مُوجِدٌ، وهُوَ اللَّهُ ربُّ العالمينَ.
وقدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى هذا الدليلَ العقليَّ،والبرهانَ القطعيَّ في سورةِ الطُّورِ، حيثُ قالَ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْهُمُ الْخَالِقُونَ}
دلالة الحس:
أَحَدُهُمَا:أنَّنَا نَسْمَعُ وَنُشَاهِدُ منْإجابةِ الدَّاعِينَ، وغَوْثِ المَكْرُوبِينَ، ما يَدُلُّ دلالةً قاطعةً على وجودِهِتَعَالَى وما زَالَتْإجابةُ الداعِينَ أَمْرًا مَشْهُودًا إلى يَوْمِنَا هذا، لِمَنْ صَدَقَ اللُّجُوءَإلى اللَّهِ تَعَالَى وَأَتَى بشرائطِ الإجابةِ.
الوجهُ الثاني: أنَّ آياتِالأنبياءِ التي تُسَمَّى المُعْجِزَاتِ، وَيُشَاهِدُهَا النَّاسُ أوْ يَسْمَعُونَبها، بُرْهَانٌ قاطعٌ على وجودِ مُرْسِلِهِم،
دلالة الفطرة: كلَّ مخلوقٍ قدْ فُطِرَ على الإيمانِ بخالقِهِ منْ غيرِ سبقِ تفكيرٍ أوْ تعليمٍلقولِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا مِنْ مَوْلُودٍ إلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُيُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ))
س8: ما الفرق بينالربوبية والألوهية ؟
الربُّ لا شَرِيكَ لهُ ولا مُعِينَ.
والرَّبُّ:مَنْ لهُالخَلْقُ والمُلْكُ والأمرُ، فلا خَالِقَ إلاَّ اللَّهُ
الإلهُ الحقُّ لا شَرِيكَ لهُ، و(الإلهُ) بمعنى (المَأْلُوهِ) أي: (المعبودِ) حُبًّا وتَعْظِيمًا:
س9: استدل على بطلانعبادة غير الله تعالى من النقل والعقل.
أَبْطَلَ اللَّهُ تَعَالَى اتِّخَاذَ المشركينَ هذهِ الآلهةَ بِبُرْهَانَيْنِعَقْلِيَّيْنِ:
الأَوَّلُ:أنَّهُ ليسَ فيهذهِ الآلهةِ التي اتَّخَذُوهَا شيءٌ منْ خصائصِ الألوهيَّةِ،فهيَ مخلوقةٌ لا تَخْلُقُ، ولاتَجْلُبُ نَفْعًا لِعَابِدِيهَا، ولا تَدْفَعُ عنهم ضَرَرًا، ولا تَمْلِكُ لهمحَيَاةً ولا مَوْتًا، قالَاللَّهُ تَعَالَى: {وَاتَّخَذُوامِنْ دُونِهِ آلِهَةً لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَيَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلاَحَيَاةً وَلاَ نُشُورًا}.
وإذا كانتْ هذهِحالَ تلكَ الآلهةِ؛ فإنَّ اتِّخَاذَهَا آلهةً منْ أَسْفَهِ السَّفَهِ، وأَبْطَلِالباطلِ.
الثَّانِي: أنَّ هؤلاءِ المشركينَ كَانُوايُقِرُّونَ بأنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَحْدَهُ الربُّ الخالقُ،الَّذِيبِيَدِهِ مَلَكُوتُكلِّ شيءٍ، وهُوَ يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليهِ
مما يَسْتَلْزِمُأنْ يُوَحِّدُوهُ بالألوهيَّةِ كما وَحَّدُوهُ بالربوبيَّة
س10: ما معنى الإيمانبأسماء الله وصفاته ؟
اِثْبَاتُ مَا أَثْبَتَهُ اللَّهُ لِنَفْسِهِ في كتابِهِ، أوْ سُنَّةِ رَسُولِهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأسماءِ والصفاتِ، على الوجهِ اللائقِ بهِمنْ غيرِ تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ولا تكييفٍ ولا تمثيلٍ

  #63  
قديم 28 محرم 1432هـ/3-01-2011م, 08:09 AM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

تابع مرتبة الإيمان
س11: ضل في باب الأسماءوالصفات طائفتان. اذكرهما، وبين بطلان قولهماباختصار.
ضَلَّ في باب الأسماءوالصفات طَائِفَتَانِ:
إحدَاهُمَا: المُعَطِّلَةُأَنْكَرُواالأسماءَوالصفاتِ أوْ بَعْضَهَازَاعِمِينَ أنَّه تَشْبِيهَاللَّهِ تَعَالَى بِخَلْقِهِ. وهذا الزعمُ باطلٌ لوجوهٍ؛ منها:
الأَوَّلُ:أنَّهُ يَسْتَلْزِمُ تَّنَاقُضِ في كلامِ اللَّهِ سبحانَهُ؛فقد أَثْبَتَ الله لنفسِهِ الأسماءَ والصفاتِ، وَنَفَى أنْ يكونَكَمِثْلِهِ شَيْءٌ فبذلك ليس هناك تشبيه
الثانِي:أنَّهُ لا يَلْزَمُ من اتِّفَاقِ الشيئَيْنِ في اسمٍ أوْ صفةٍ أنْيَكُونَا مُتَمَاثِلَيْنِ فإذا ظَهَرَ التَّبَايُنُ بينَ المخلوقاتِفيما تَتَّفِقُ فيهِ منْ أسماءٍ أوْ صفاتٍ، فالتَّبَايُنُ بينَ الخالقِ والمخلوقِأَبْيَنُ وَأَعْظَمُ.
الطائفةُ الثانيَةُ: المُشَبِّهَةُ أَثْبَتُوا الأسماءَ أو الصفاتِ معَ تَشْبِيهِاللَّهِ تَعَالَى بِخَلْقِهِ وهذا الزعمُ باطلٌ لوجوهٍ؛منها:
الأَوَّلُ:أنَّ مُشَابَهَةَ اللَّهِ تَعَالَىلِخَلْقِهِ أَمْرٌ باطلٌ يُبْطِلُهُ العقلُ والشرعُ
الثاني:أنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَاطَبَ العِبَادَ بما يَفْهَمُونَ منْحيثُ أصلُ المعنَى،أمَّا الكُنْهُ الَّذِي عليهِ ذلكَ المعنَىفهوَمِمَّا يَتَعَلَّقُ بذاتِهِوصفاتِهِ فإذا ظَهَرَ التَّبَايُنُ بينَ المخلوقاتِفيما تَتَّفِقُ فيهِ منْ أسماءٍ أوْ صفاتٍفالتَّبَايُنُفيها بينَ الخالقِ والمخلوقِ أَبْيَنُ وأعظمُ.
س12: اذكر بعض ثمرات الإيمان باللهتعالى
الأُولَى: تَحْقِيقُ توحيدِ اللَّهِ تَعَالَىبحيثُ لا يَتَعَلَّقُ بغيرِهِ رَجَاءً ولا خَوْفًا، ولايَعْبُدُ غيرَهُ. الثَّانِيَةُ:كمالُ مَحَبَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَعْظِيمِهِبِمُقْتَضَى أسمائِهِ الحُسْنَى وصفاتِهِ العُلْيَا. الثالثةُ:تَحْقِيقُعبادتِهِ بِفِعْلِ ماأَمَرَ بهِ،وَاجْتِنَابِما نَهَى عنهُ.
س13: اذكر ما يتضمنه الإيمانبالملائكة.
الأوَّلُ:الإيمانُبوجودِهِم.
الثاني:الإيمانُ بِمَنْ عَلِمْنَا اسمَهُ منهم بِاسْمِهِ، (كِجِبْريلَ) ومَنْ لم نَعْلَم اسمَهُ نُؤْمِنُ بهم إِجْمَالاً.
الثالثُ:الإيمانُ بما عَلِمْنَا منْ صفاتِهِم،كصِفَةِ جبريلَ؛فَقَدْ أَخْبَرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ رَآهُ علىصِفَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عليها، ولهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ، قدْ سَدَّ الأُفُقَ
الرابعُ: الإيمانُ بما عَلِمْنَا منْ أعمالِهِمالتي يَقُومُونَ بها بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى،كَتَسْبِيحِهِ والتَّعَبُّدِ لهُليلاً ونهارًا بدونِ مَلَلٍ ولا فُتُورٍ.
س14: اذكر بعض ثمرات الإيمانبالملائكة.
الأُولَى:العلمُبِعَظَمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَقُوَّتِهِ وسُلْطَانِهِ؛فإنَّ عَظَمَةَ المخلوقِ منْ عظمةِ الخالقِ. الثَّانيَةُ:شُكْرُ اللَّهِ تَعَالَى علىعِنَايَتِهِ بِبَنِي آدمَ،حيثُوَكَّلَ منْ هؤلاءِ الملائكةِ مَنْ يَقُومُ بِحِفْظِهِم،وكتابةِ أعمالِهِم، وغيرِ ذلكَ منْ مصالِحِهِم.
الثَّالثةُ:مَحَبَّةُ الملائكةِ على ما قَامُوابهِ منْ عبادةِ اللَّهِ تَعَالَى
س15: اذكر ما يتضمنه الإيمانبالكتب.
الأوَّلُ:الإيمانُ بأنَّنُزُولَهَا منْ عندِ اللَّهِ حَقٌّ.
الثَّاني:الإيمانُ بما عَلِمْنَا اسمَهُ منها باسمِهِ،كالقرآنِ الَّذِي نَزَلَ علىمُحَمَّدٍصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ، والتوراةِ التي أُنْزِلَتْ على موسَىصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والإنجيلِ الَّذِيأُنْزِلَ على عيسىصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ، والزَّبُورِ الَّذِي أُوتِيَهُ دَاوُدُصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأمَّا ما لمْنَعْلَم اسمَهُ فَنُؤْمِنُ بهِ إِجْمَالاً.
الثَّالثُ:تَصْدِيقُ ما صَحَّ منْ أخبارِهَا،كأخبارِ القرآنِ، وَأَخْبَارِ ما لمْ يُبَدَّلْ أوْيُحَرَّفْ من الكُتُبِ السابقةِ.
الرَّابعُ:العملُ بأحكامِ ما لمْ يُنْسَخْ منها،والرِّضَاوالتسليمُ بهِ، سواءٌ فَهِمْنَا حِكْمَتَهُ أمْ لم نَفْهَمْهَا. وجميعُ الكُتُبِالسابقةِ مَنْسُوخَةٌ بالقرآنِ العظيمِ،
س16: اذكر بعض ثمرات الإيمانبالكتب.
الأُولَى:العلمُ بعنايَةِ اللَّهِ تَعَالَىبعبادِهِ؛حيثُأَنْزَلَلكلِّ قومٍ كتابًا يَهْدِيهِم بهِ.
الثَّانِيَةُ:العلمُ بِحِكْمَةِ اللَّهِ تَعَالَىفي شَرْعِهِ،حيثُشَرَعَ لكلِّ قومٍ ما يُنَاسِبُ أحوالَهُم

  #64  
قديم 28 محرم 1432هـ/3-01-2011م, 08:14 AM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

تابع مرتبة الإيمان
س17: اذكر ما يتضمنه الإيمانبالرسل.
الأَوَّلُ: الإيمانُ بأنَّ رِسَالَتَهُم حَقٌّمن اللَّهِ تَعَالَى،فَمَنْ كَفَرَبِرِسَالَةِ واحدٍ منهم فقدْ كَفَرَ بالجميعِ، كَمَا قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍالْمُرْسَلِينَ}.
الثَّاني:الإيمانُ بِمَنْ عَلِمْنَا اسمَهُمنهم بِاسْمِهِ،مثلُمُحَمَّدٍ وإبراهيمَ وموسى وعيسى ونوحٍعليهم الصلاةُ والسلامُ. وَهَؤُلاءِ الخمسةُ هم أُولُوالعَزْمِ من الرُّسُلِ، وقدْ ذَكَرَهُم اللَّهُ تَعَالَى في مَوْضِعَيْنِ منالقرآنِ:
في سورةِ الأحزابِفي قولِهِ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَالنَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىوَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}.وفي سورةِالشُّورَى في قولِهِ: {شَرَعَلَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَاوَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَاوَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَتَتَفَرَّقُوا فِيهِ}. وأمَّا مَنْ لمْنَعْلَم اسْمَهُ منهم فَنُؤْمِنُ بهِ إجمالاً،
الثَّالِثُ:تَصْدِيقُ مَا صَحَّ عنهم منْأخبارِهِم.
الرَّابِعُ:العَمَلُ بشريعةِ مَنْ أُرْسِلَإلينا منْهُم،وهُوَ خَاتَمُهُممُحَمَّدٌصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُرْسَلُ إلى جميعِ النَّاسِ
س18: اذكر بعض ثمرات الإيمانبالرسل.
الأُولَى:العلمُ بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَىوَعِنَايَتِهِ بعبادِهِ،حيثُأَرْسَلَ إليهم الرُّسُلَ؛ لِيَهْدُوهُم وَيُبَيِّنُوالهمْ كَيْفَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ؛ لأنَّ العقلَ البَشَرِيَّ لا يَسْتَقِلُّ بمعرفةِذلكَ.
الثَّانيَةُ:شُكْرُهُ تَعَالَى على هذهِ النعمةِ الكُبْرَى.
الثَّالثةُ:مَحَبَّةُ الرُّسُلِ عليهم الصلاةُوالسلامُ وَتَعْظِيمُهُم،والثناءُعليهم بِمَا يَلِيقُ بهم؛ لأنَّهُم رُسُلُ اللَّهِ تَعَالَى، ولأنَّهُم قامُوابعبادتِهِ، وَتَبْلِيغِ رِسَالَتِهِ، وَالنُّصْحِ لعبادِهِ.
س19: اذكر ما يتضمنه الإيمان باليومالآخر.
الأَوَّلُ:الإيمانُ بالبعثِ؛وهُوَ إحياءُ المَوْتَى حينَ يُنْفَخُ في الصُّورِالنفخةُ الثانيَةُ،
والْبَعْثُ حَقٌّثابتٌ دلَّ عليهِ الكتابُ والسُّنَّةُ وإجماعُ المسلمينَ.
قالَ اللَّهُتَعَالَى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}.
وقالَ النبيُّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةًغُرْلاًمُتَّفَقٌ عليهِ.
الثاني:الإيمانُ بالحسابِوالجزاءِ،يُحَاسَبُ العبدُ علىعَمَلِهِ ويُجَازَى عليهِ، وقدْ دَلَّ على ذلكَ الكتابُ والسُّنَّةُ وإجماعُالمسلمينَ:
قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّإِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}.
فلوْ لم يَكُنْ حِسَابٌ ولا جزاءٌ لكانَ هذا من العَبَثِالَّذِي يُنَزَّهُ الرَّبُّ الحكيمُ عنهُ، وقدْ أَشَارَ اللَّهُ تَعَالَى إلى ذلكَبقولِهِ: {فَلَنَسْأَلَنَّالَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّعَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ}.
الثالثُ:الإيمانُ بِالْجَنَّةِ والنارِ،وَأَنَّهُمَا المَآلُ الأَبَدِيُّللخلقِ؛ فالجنَّةُ دارُ النعيمِ التي أَعَدَّهَا اللَّهُ تَعَالَى للمؤمنينَالمُتَّقِينَ،
وأمَّاالنَّارُ؛فَهِيَدارُ العذابِ التي أَعَدَّهَا اللَّهُ تَعَالَى للكافرينَ الظالمينَ، الذينَكَفَرُوا بهِ وَعَصَوْا رُسُلَهُ، فيها منْ أنواعِ العذابِ والنَّكَالِ مَا لايَخْطُرُ على البالِ
وَيَلْتَحِقُ بالإيمانِ باليومِ الآخرِ
الإيمانُ بكلِّ ما يكونُ بعدَ الموتِ،مثلِ:
أ- فِتْنَةِ القبرِ:
وهيَ سؤالُ المَيِّتِ بعدَ دَفْنِهِ عنْ رَبِّهِوَدِينِهِ ونَبِيِّهِ، فَيُثَبِّتُ اللَّهُ الذينَ آمَنُوا بالقولِ الثابتِ،فيقولُ: (رَبِّيَ اللَّهُ، ودِينِيَ الإسلامُ، وَنَبِيِّيمُحَمَّدٌصَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
وَيُضِلُّ اللَّهُالظالمِينَ، فيقولُ الكافرُ: (هَاهْ هَاهْ، لا أَدْرِي).
وَيَقُولُالمُنَافِقُ أو المُرْتَابُ: (لا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يقولونَ شَيْئًافَقُلْتُهُ).
ب- عَذَابِ القبرِونعيمِهِ:
فيكونُ العذابُللظالمينَ من المنافقينَ والكافرينَ
وأمَّا نَعِيمُالقبرِ فللمؤمنينَ الصادقِينَ:
س20: اذكر بعض ثمرات الإيمان باليومالآخر.
الأُولَى:الرغبةُ في فعلِ الطاعةِ،والحرصُ عليها؛ رجاءً لثوابِ ذلكَ اليومِ.
الثانيَةُ:الرَّهْبَةُ عندَ فِعْلِ المعصيَةِ،والرِّضَى بها؛ خَوْفًا منْ عقابِ ذلكَ اليومِ.
الثالثةُ:تَسْلِيَةُ المؤمنِ عَمَّا يَفُوتُهُ من الدنيا بِمَا يَرْجُوهُ منْ نعيمِالآخرةِ وَثَوَابِهَا.

  #65  
قديم 28 محرم 1432هـ/3-01-2011م, 08:31 AM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

تابع مرتبة الإيمان
س21: بيِّن دلالة الشرع والعقل والحس على ثبوتالبعث.
أمَّا مِن الشرعِ قالَ اللَّهُتَعَالَى: {زَعَمَ الَّذِينَكَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّلَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.
وقد اتَّفَقَتْجميعُ الكُتُبِ السماويَّةِ عليهِ.
وأمَّا الحِسُّ؛فقدْ أَرَى اللَّهُعِبَادَهُ إحياءَ الموتَى في هذهِ الدنيا، مثالُ في قِصَّةِ الْقَتِيلِ الَّذِياخْتَصَمَ فيهِ بَنُوإسرائيلَ،فَأَمَرَهُم اللَّهُ تَعَالَى أنْ يَذْبَحُوا بقرةًفَيَضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا؛ لِيُخْبِرَهُم بمَنْ قَتَلَهُ.
مثال آخر: قِصَّةِإبراهيمَالخليلِحينَ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أنْ يُرِيَهُ كيفَ يُحْيِي الموتَى، فَأَمَرَهُاللَّهُ تَعَالَى أنْ يَذْبَحَ أَرْبَعَةً من الطيرِ وَيُفَرِّقَهُنَّ أَجْزَاءًعلى الجبالِ التي حَوْلَهُ، ثُمَّ يُنَادِيَهُنَّ فَتَلْتَئِمُ الأجزاءُ بَعْضُهَاإلى بَعْضٍ، وَيَأْتِينَ إلىإبراهيمَسَعْيًافهذهِ أمثلةٌحسِّيَّةٌ واقعيَّةٌ تَدُلُّ على إمكانيَّةِ إحياءِ الموتَى وأمَّا دَلاَلَةُ العقلِ فَمِنْ وَجْهَيْنِ:
أحدُهُمَـاأنَّ اللَّهَتَعَالَى فاطرُ السمواتِ والأَرْضِ وما فيهما، خالِقُهُمَا ابتداءً، والقادرُ علىابتداءِ الخَلْقِ، لا يَعْجَزُ عنْ إعادتِهِ:قالَاللَّهُ تَعَالَى:{وَهُوَ الَّذِييَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}.
الثَّاني أنَّ الأَرْضَ تكونُ مَيْتَةًهامدةً،ليسَ فيها شَجَرَةٌ خضراءُ،فَيَنْزِلُ عليها المطرُ، فَتَهْتَزُّ خضراءَ حَيَّةً، فيها منْ كلِّ زوجٍ بهيجٍ
س22: بيِّن دلالة الشرع والعقل والحس على ثبوت عذاب القبرونعيمه
أمَّا الشرعُ::خَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منْ بَعْضِحِيطَانِ المَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِيقُبُورِهِمَا... )وَذَكَرَالحديثَ، وفيهِ: ((أَنَّأَحَدَهُمَا كَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِن البَوْلِ))وفي روايَةٍ: ((مِنْ بَوْلِهِ))((وأنَّ الآخَرَ كانَ يَمْشِيبالنَّمِيمَةِ)).

وأمَّا الحِسُّ فالنائِمَيَرَى في مَنَامِهِ أنَّهُ كانَ في مكانٍ فسيحٍ بَهِيجٍ يَتَنَعَّمُ فيهِ، أوْأنَّهُ كانَ في مكانٍ ضَيِّقٍ مُوحِشٍ يَتَأَلَّمُ منهُ، وَرُبَّمَا يَسْتَيْقِظُأَحْيَانًا مِمَّا رَأَى، ومعَ ذلكَ فهوَ على فِرَاشِهِ في حُجْرَتِهِ على ما هوَعليهِ. والنومُ أَخُوالموتِ؛ ولهذا سَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى وَفَاةً،
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَمَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىعَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}.
وأمَّا العقلُ:فإنَّ النَّائمَ فيمَنَامِهِ يَرَى الرُّؤْيَا الحقَّ المطابقةَ للواقعِ، وَرُبَّمَا رَأَى النبيَّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صِفَتِهِ، ومَنْ رَآهُ على صِفَتِهِ فقدْرَآهُ حَقًّا، ومعَ ذلكَ فالنَّائِمُ في حُجْرَتِهِ على فراشِهِ بعيدٌ عَمَّارَأَى، فإذا كانَ هذا مُمْكِنًا في أحوالِ الدنيا، أَفَلاَ يَكُونُ مُمْكِنًا فيأحوالِ الآخرةِ؟!
وأمَّااعْتِمَادُهُم فيما زَعَمُوهُ على أنَّهُ لوْ كُشِفَ عن المَيِّتِ في قبرِهِلَوُجِدَ كما كانَ عليهِ، والقبرُ لم يَتَغَيَّرْ بِسَعَةٍ ولا ضيقٍ، فَجَوَابُهُمنْ وجوهٍ؛ منها:
الأَوَّلُ:أنَّهُ لا تَجُوزُ مُعَارَضَةُ ما جاءَ بهِ الشرعُبمثلِ هذهِ الشُّبُهَاتِالدَّاحِضَةِ، التي لوْ تَأَمَّلَ المُعَارِضُ بها ما جاءَ بهِ الشرعُ حَقَّالتَّأَمُّلِ لَعَلِمَ بُطْلاَنَ هذهِ الشُّبُهَاتِ
الثاني:أنَّ أحوالَ البَرْزَخِ منْ أُمُورِ الغَيْبِ التي لا يُدْرِكُهَاالحِسُّ،ولوْ كانتْ تُدْرَكُبالحسِّ لَفَاتَتْ فائدةُ الإيمانِ بالغيبِ، ولَتَسَاوَى المؤمنونَ بالغَيْبِوالجاحدونَ في التصديقِ بها.
الثالثُ:أنَّ العذابَ والنعيمَ وَسَعَةَ القبرِ وَضِيقَهُ، إنَّمايُدْرِكُهَا المَيِّتُ دُونَ غَيْرِهِ،وهذا كما يَرَى النائمُ في منامِهِ أنَّهُ في مكانٍضَيِّقٍ مُوحِشٍ، أوْ في مكانٍ واسعٍ بَهِيجٍ، وهُوَ بالنسبةِ لغيرِهِ لمْيَتَغَيَّرْ مَنَامُهُ هوَ في حُجْرَتِهِ وَبَيْنَ فِرَاشِهِوغطائِهِ.
الرابعُ:أنَّ إِدْرَاكَ الخَلْقِ محدودٌ بما مَكَّنَهُم اللَّهُ تَعَالَى منْإِدْرَاكِهِ،ولا يُمْكِنُ أنْيُدْرِكُوا كلَّ موجودٍ، فالسَّمَاواتُ السبعُ والأَرْضُ ومَنْ فِيهِنَّ، وَكُلُّشيءٍ يُسَبِّحُ بحمدِ اللَّهِ تَسْبِيحًا حَقِيقِيًّا، يُسْمِعُهُ اللَّهُ تَعَالَىمَنْ شاءَ منْ خَلْقِهِ أَحْيَانًا، ومعَ ذلكَ هوَ مَحْجُوبٌعنَّا.وهكذا الشياطينُوالجِنُّ يَسْعَوْنَ في الأَرْضِ ذهَابًا وإِيَابًا، وقدْ حَضَرَت الجنُّ إلى رسولِاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واسْتَمَعُوا لقراءتِهِ وَأَنْصَتُوا،وَوَلَّوْا إلى قَوْمِهِم مُنْذِرِينَ، ومعَ هذا فهم مَحْجُوبُونَ عَنَّا
وإذا كانَ الخلقُلا يُدْرِكُونَ كلَّ موجودٍ، فإنَّهُ لا يَجُوزُ أنْ يُنْكِرُوا ما ثَبَتَ منْأُمُورِ الْغَيْبِ ولم يُدْرِكُوهُ.
س27: فسر باختصارالآيتين التاليتين:-
أ. {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرقوالمغرب} الآية
ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ أنَّ اليهودَ يَتَّجِهونَ إلَى الْمَغرِبِ، والنصارَىيَتَّجِهُون إلَى الْمَشْرِقِ، واللهَ نَفَى أنْ يكونَ هذا هوَ الْبِرَّ؛لأنَّهُم لم يُحَقِّقُوا الإيمانَ باللهِ والملائكةِ والكتابِ والنبِيِّينَ… هذه أنواعُ الْبِرِّ كُلُّها فالبِرَّ الحقيقيَّ في الإيمانِ وتَوابعِ الإيمانِ مِن الأعمالِالصالحةِ قالَابنُكثير ٍمَن اتَّصَفَ بهذه الآيَةِ فقدْ دَخَلَ في عُرَى الإسلامِ كلِّها وأَخَذَبِمَجامِعِ الخيرِ كُلِّهِ
ب. {إنَّا كل شيء خلقناه بقدر} .
كلَّ شيءٍ مِن المخلوقاتِ العُلويَّةِ والسُّفليَّةِ بتقديرٍ سابِقٍ لِخَلْقِ اللهُ، وذلكَ بكتابتِهِ في اللوحِ المحفوظِ، فهوَ يَقَعُ كما كُتِبَ بوقتِهِوقَدْرِهِ، وجميعِ ما اشْتَمَلَ عليهِ مِن الصفاتِ،

  #66  
قديم 28 محرم 1432هـ/3-01-2011م, 09:22 AM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

تابع مرتبة الإيمان
س23: اذكر ما يتضمنه الإيمانبالقدر.
الأوَّلُ: الإيمانُ بعِلْمِ اللهِ تعالَى،
وأنَّهُ عالِمٌ بما كانَ، وما يكونُ، وكيفَيكونُ.
الثاني: الإيمانُ بالكتابةِ،
وأنَّ اللهَ كَتَبَ ما عَلِمَ أنَّهُ كائنٌإلَى يومِ القِيامةِ.
والثالثُ: الإيمانُ بأنَّهُ لا يَحْصُلُ في هذا الكونِ إلاَّ ما شاءَ اللهُ.
والرابعُ: الإيمانُ بأنَّ اللهَ جَلَّ وعلا خَلَقَ الْخَلْقَ وأعمالَهموأفعالَهم.

س24: الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية باطل. بيِّنذلك.
والإيمانُ بالقَدَرِ لا يَمْنَحُ العبدَ حُجَّةً على ما تَرَكَ من الواجباتِ، أوْ فَعَلَ منالمعاصِي
وهذا باطلٌ منْ وجوهٍ:
الأَوَّلُ:قولُهُ تَعَالَى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوالَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍكَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْعِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّوَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ}.
ولوْ كانَ لهمحُجَّةٌ بالقَدَرِ ما أَذَاقَهُم اللَّهُ بَأْسَهُ.
الثاني:قولُهُ تَعَالَى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَوَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ للنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِوَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}. ولوْ كانَ القَدَرُحُجَّةً للمخالفينَ لم تَنْتَفِ بإرسالِ الرُّسُلِ
الثالثُ:النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ قَدْكُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِأَوْ مِنَ الْجَنَّةِ))، فَقَالَ رَجُلٌمِن القَوْمِ: أَلاَ نَتَّكِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((لاَ، اعْمَلُوا فَكُلٌّمُيَسَّرٌ))، ثُمَّ قَرَأَ{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}الآيَةَ. وفي لفظٍ: ((فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَلَهُ)). فَأَمَرَ النبيُّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعملِ، وَنَهَى عن الاتِّكَالِ على القَدَرِ.
الرابعُإنَّ اللَّهَ تَعَالَىأَمَرَ العبدَ وَنَهَاهُ، ولم يُكَلِّفْهُ إلاَّ مايَسْتَطِيعُ،قالَ اللَّهُتَعَالَى: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}. ولوْ كانَ العبدُمُجْبَرًا على المعصية لكانَ مُكَلَّفًا بما لا يَسْتَطِيعُ الخلاصَ منهُ، وهذاباطلٌ، ولذلكَ إذا وَقَعَتْ منهُ المعصيَةُ بِجَهْلٍ أوْ نسيانٍ أوْ إكراهٍ فلاإِثْمَ عليهِ؛ لأنَّهُ مَعْذُورٌ.
الخامسُ لا حُجَّةَ للمرءِ فيما لا يَعْلَمُهُ:وقَدَرَ اللَّهِ تَعَالَى سِرٌّ مَكْتُومٌ، لا يُعْلَمُ بهِإلاَّ بعدَ وقوعِ المَقْدُورِ،وإرادةُ العبدِ لِمَا يَفْعَلُهُ سابقةٌ على فِعْلِهِ، فتكونُ إرادتُهُ الفعلَ غيرَمَبْنِيَّةٍ على عِلْمٍ منهُ بِقَدَرِ اللَّهِ
السادسُ:أنَّنَا نَرَى الإنسانَ يَحْرِصُعلى ما يُلاَئِمُهُ منْ أمورِ دُنْيَاهُ حتَّى يُدْرِكَهُ،ولا يَعْدِلُ عنهُ إلى ما لا يُلاَئِمُهُ،، فلماذا يَسْلُكُ في أمرِ الآخرةِ طريقَ النَّارِ دونَ الجنَّةِوَيَحْتَجُّ بالقدرِ
السابعُ:أنَّ الْمُحْتَجَّ بالقدرِ على ماتَرَكَهُ من الواجباتِ أوْ فَعَلَهُ من المعاصِي،لو اعْتَدَى عليهِ شخصٌ فَأَخَذَ مالَهُ أو انْتَهَكَحُرْمَتَهُ ثُمَّ احْتَجَّ بالقدرِ لم يَقْبَلْ حُجَّتَهُ، فكيفَ لا يَقْبَلُ الاحتجاجَ بالقَدَرِفي اعتداءِ غيرِهِ عليهِ، وَيَحْتَجُّ بهِ لنفسِهِ
وَيُذْكَرُ أنَّأميرَ المؤمنينَعمرَ بنَ الخَطَّابِرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رُفِعَ إليهِ سارقٌ اسْتَحَقَّالقَطْعَ، فَأَمَرَ بقَطْعِ يَدِهِ، فقالَ: مَهْلاً يا أميرَ المؤمنينَ، فإنَّماسَرَقْتُ بِقَدَرِ اللَّهِ، فَقَالَعُمَرُ: (ونحنُ إنَّما نَقْطَعُ بِقَدَرِاللَّهِ).
س25: اذكر بعض ثمرات الإيمان بالقدر.
الأُولَى:الاعتمادُ على اللَّهِ تَعَالَى عندَ فِعْلِ الأسبابِ،بحيثُ لا يَعْتَمِدُ على السببِنَفْسِهِ؛
الثانيَةُ:أنْ لا يُعْجَبَ المرءُ بِنَفْسِهِ عندَ حُصُولِمُرَادِهِ؛لأنَّهُ نعمةٌ مناللَّهِ تَعَالَى، بما قَدَّرَهُ منْ أسبابِ الخيرِ والنجاحِ،
الثالثةُ:الطُّمَأْنِينَةُ والراحةُ النفسيَّةُ بما يُجْرَى عليهِ فلا يَقْلَقُبِفَوَاتِ محبوبٍ، أوْ حُصُولِ مَكْرُوهٍ؛ لأنَّ ذلكَ بِقَدَرِ اللَّهِ وهُوَ كائنٌ لا محالةَ.
س26: ضلَّ في باب القدرطائفتان. اذكرهما، وبيِّن بطلان مذهبهما باختصار.
إِحْدَاهُمَا:الجَبْرِيَّةُ
قالُوا: إنَّ العبدَ مُجْبَرٌ على عملِهِ، وليسَ لهُ فيهِ إرادةٌ ولا قُدْرَةٌ.
هذا باطل حيث
1)إنَّ اللَّهَتَعَالَى أَثْبَتَ للعبدِ إرادةً ومشيئةً، وَأَضَافَ العملَإليهِ:
قالَ اللَّهُتَعَالَى: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُالدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ}.
2)إنَّ كلَّ إنسانٍيَعْلَمُ الفرقَ بينَ أفعالِهِ الاختياريَّةِ بإرادتِهِ؛كالأَكْلِ والشُّرْبِ وَبَيْنَ ما يَقَعُ عليهِ بغيرِ إرادتِهِ؛كالارْتِعَاشِ من الحُمَّى فهوَ في الأَوَّلِ فاعلٌ مُخْتَارٌبإرادتِهِ منْ غيرِ جبرٍ، وفي الثاني غيرُ مُخْتَارٍ ولا مُرِيدٍ لِمَا وَقَعَعليهِ.
الثانيَةُ:القَدَرِيَّةُ
قالوا: إنَّ العبدَ مُسْتَقِلٌّ بعملِهِ في الإرادةِ والقدرةِ، وليسَ لمشيئةِاللَّهِ تَعَالَى وَقُدْرَتِهِ فيهِ أَثَرٌ
هذا باطل حيث
1)إنَّ اللَّهَتَعَالَى خالِقُ كلِّ شيءٍ، وكلُّ شيءٍ كَائِنٌ بِمَشِيئَتِهِ.قالَ تَعَالَى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّنَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأََمْلأََنَّ جَهَنَّمَ مِنَالْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}.
2)إنَّ الكَوْنَ كُلَّهُ مَمْلُوكٌ للَّهِ تَعَالَى، والإنسانُ مَمْلُوكٌ للَّهِ تَعَالَى، ولايَتَصَرَّفَ فيمِلْكِ المَالِكِ إلاَّ بِإِذْنِهِ وَمَشِيئَتِهِ

  #67  
قديم 28 محرم 1432هـ/3-01-2011م, 10:08 AM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

مرتبةالإحسان

س1: عرف الإحسان لغةً وشرعاً.
الإحسانُ ضِدُّالإساءةِ، وهُوَ: أنْ يَبْذُلَ الإنسانُ المعروفَ، وَيَكُفَّ الأَذَى،
الإحسانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُفَإِنَّهُ يَرَاكَ
س2: اذكر أقسامالإحسان.
الإحسانُ في الأَصْلِنَوعانِ:
-1
إحسانٌ في عِبادةِ الخالِقِ وهوَ الْمُرَادُ
-2 إحسانٌ في حُقوقِ الخلْقِ،وهوَ نَوعان:
النوع الأول:إحسانٌ واجبٌ، َبِرِّ الوالدينِ، وصِلَةِالأرحامِ، والإنصافِ في جميعِ الْمُعاملاتِ
النوعُالثاني:الإحسانُ المستحَبُّ، وهوَ ما زادَ علَى الواجِبِ مِنْ: بَذْلِنَفْعٍ بَدَنِيٍّ، أوْ مالٍ، أوْ عِلْمِيٍّ
وأَجَلُّ أنواعِ الإحسانِ:الإحسانُ إلَى مَنْ أساءَ إليكَ،
س3: اذكر مراتب الإحسان، معالتوضيح
قالَ ابنُ القَيِّمِرَحِمَهُ اللَّهُ:
فالعبادةُ مَبْنِيَّةٌ على هذَيْنِالأمرَيْنِ:غايَةُ الحبِّ، وغايَةُالذُّلّ، فَفِي الحُبِّ الطلبُ، وفي الذُّلِّ الخوفُ والهربُ
مراتب الإحسان :
1)عبادةُ الإنسانِ رَبَّهُ كأنَّهُ يَرَاهُ - عِبَادَةُ طَلَبٍ وشَوْقٍ، يَجِدُ الإنسانُ مِنْ نفسِهِ حَاثًّا عليها؛ هذاالَّذِي يُحِبُّهُ فَيَقْصِدُهُ وَيُنِيبُ إليهِويَتَقَرَّبُ إليهِ سبحانَهُ وتَعَالَى،
2) عبادةُ الإنسانِ رَبَّهُ لأنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يرَاهُ وهذهِ عبادةُ الهَرَبِوالخوفِ؛ ولهذا كانتْ هذهِ المرتبةُ ثانيَةً في الإحسانِ فَتَعْبُدُهُ عبادةَ خائفٍ منهُ،هاربٍ منْ عذابِهِ وعقابِهِ. وهذهِ الدرجةُ عندَ أَرْبَابِ السلوكِ أَدْنَى منالدرجةِ الأُولَى.
س4: ما معنى الإحسان إلىالخلق؟
أنْ يَبْذُلَ الإنسانُ المعروفَ، وَيَكُفَّ الأَذَى، فَيَبْذُلَ المعروفَ لعبادِاللَّهِ في
1)مالِهِ يُنْفِقَ وَيَتَصَدَّقَ وَيُزَكِّيوَأَفْضَلُ أنواعِ الإحسانِ بالمالِالزكاةُ؛لأَِنَّ الزكاةَ أحدُ أركانِ الإسلامِ وَيَلِي ذلكَمَا يَجِبُ على الإنسانِمنْ نَفَقَةٍ لزوجتِهِ، وأُمِّهِ، وَأَبِيهِ، وَذُرِّيَّتِهِ ثُمَّ الصدقةُ علىالمساكينِ
2) جَاهِهِ ؛ النَّاسَ مراتبُ، مِنْهُممَنْ لهُ جاهٌ يَشْفَعُ للمحتاجُ إمَّا بِدَفْعِضَرَرٍ أوْ بِجَلْبِ خيرٍ
3) ِعِلْمِهِ؛ تَعْلِيمًا فيالحَلَقاتِ والمجالسِ العامَّةِ والخاصَّةِ، حتَّى لوْ كُنْتَ في مجلسِ قَهْوَةٍ،فإنَّ من الخيرِ والإحسانِ أنْ تُعَلِّمَ النَّاسَ، ولكن اسْتَعْمِل الحكمةَ فلاتُثْقِلْ على النَّاسِ، النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَيَتَخَوَّلُهُم بالموعظةِ ولا يُكْثِرُ
4)أمَّا الإحسانُ إلى النَّاسِبالبَدَنِ
تُعِينُ رجلٌ تَحْمِلُ متاعَهُ معهُ، أوْ تَدُلُّهُ على طريقٍ

تابع
مرتبةالإحسان

س1: عرف الإحسان لغةً وشرعاً.
الإحسانُ ضِدُّالإساءةِ، وهُوَ: أنْ يَبْذُلَ الإنسانُ المعروفَ، وَيَكُفَّ الأَذَى،
الإحسانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُفَإِنَّهُ يَرَاكَ
س2: اذكر أقسامالإحسان.
الإحسانُ في الأَصْلِنَوعانِ:
-1
إحسانٌ في عِبادةِ الخالِقِ وهوَ الْمُرَادُ
-2 إحسانٌ في حُقوقِ الخلْقِ،وهوَ نَوعان:
النوع الأول:إحسانٌ واجبٌ، َبِرِّ الوالدينِ، وصِلَةِالأرحامِ، والإنصافِ في جميعِ الْمُعاملاتِ
النوعُالثاني:الإحسانُ المستحَبُّ، وهوَ ما زادَ علَى الواجِبِ مِنْ: بَذْلِنَفْعٍ بَدَنِيٍّ، أوْ مالٍ، أوْ عِلْمِيٍّ
وأَجَلُّ أنواعِ الإحسانِ:الإحسانُ إلَى مَنْ أساءَ إليكَ،
س3: اذكر مراتب الإحسان، معالتوضيح
قالَ ابنُ القَيِّمِرَحِمَهُ اللَّهُ:
فالعبادةُ مَبْنِيَّةٌ على هذَيْنِالأمرَيْنِ:غايَةُ الحبِّ، وغايَةُالذُّلّ، فَفِي الحُبِّ الطلبُ، وفي الذُّلِّ الخوفُ والهربُ
مراتب الإحسان :
1)عبادةُ الإنسانِ رَبَّهُ كأنَّهُ يَرَاهُ - عِبَادَةُ طَلَبٍ وشَوْقٍ، يَجِدُ الإنسانُ مِنْ نفسِهِ حَاثًّا عليها؛ هذاالَّذِي يُحِبُّهُ فَيَقْصِدُهُ وَيُنِيبُ إليهِويَتَقَرَّبُ إليهِ سبحانَهُ وتَعَالَى،
2) عبادةُ الإنسانِ رَبَّهُ لأنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يرَاهُ وهذهِ عبادةُ الهَرَبِوالخوفِ؛ ولهذا كانتْ هذهِ المرتبةُ ثانيَةً في الإحسانِ فَتَعْبُدُهُ عبادةَ خائفٍ منهُ،هاربٍ منْ عذابِهِ وعقابِهِ. وهذهِ الدرجةُ عندَ أَرْبَابِ السلوكِ أَدْنَى منالدرجةِ الأُولَى.
س4: ما معنى الإحسان إلىالخلق؟
أنْ يَبْذُلَ الإنسانُ المعروفَ، وَيَكُفَّ الأَذَى، فَيَبْذُلَ المعروفَ لعبادِاللَّهِ في
1)مالِهِ يُنْفِقَ وَيَتَصَدَّقَ وَيُزَكِّيوَأَفْضَلُ أنواعِ الإحسانِ بالمالِالزكاةُ؛لأَِنَّ الزكاةَ أحدُ أركانِ الإسلامِ وَيَلِي ذلكَمَا يَجِبُ على الإنسانِمنْ نَفَقَةٍ لزوجتِهِ، وأُمِّهِ، وَأَبِيهِ، وَذُرِّيَّتِهِ ثُمَّ الصدقةُ علىالمساكينِ
2) جَاهِهِ ؛ النَّاسَ مراتبُ، مِنْهُممَنْ لهُ جاهٌ يَشْفَعُ للمحتاجُ إمَّا بِدَفْعِضَرَرٍ أوْ بِجَلْبِ خيرٍ
3) ِعِلْمِهِ؛ تَعْلِيمًا فيالحَلَقاتِ والمجالسِ العامَّةِ والخاصَّةِ، حتَّى لوْ كُنْتَ في مجلسِ قَهْوَةٍ،فإنَّ من الخيرِ والإحسانِ أنْ تُعَلِّمَ النَّاسَ، ولكن اسْتَعْمِل الحكمةَ فلاتُثْقِلْ على النَّاسِ، النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَيَتَخَوَّلُهُم بالموعظةِ ولا يُكْثِرُ
4)أمَّا الإحسانُ إلى النَّاسِبالبَدَنِ
تُعِينُ رجلٌ تَحْمِلُ متاعَهُ معهُ، أوْ تَدُلُّهُ على طريقٍ


  #68  
قديم 9 صفر 1432هـ/14-01-2011م, 02:42 PM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

دليل مراتب الدين (حديث جبريل الطويل)
س5:مامعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل))؟
إِنَّها مِمَّا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بعِلْمِهِ
تَعْرِيضًا للسَّامِعِينَ: أنَّ كلَّ مَسْؤُولٍ، وسَائِلٍ عنها، فهو كذلك، وكَفُّالسَّامِعِينَ عَنِ السُّؤَالِ عن وَقْتِها
س6: ما معنى قوله: ((أن تلد الأمةربتها))؟
اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ علَى أقوالٍ مِنها:
- أنَّ هذا إخبارٌ بأنَّ السَّرَارِيَّ تَكْثُرُ وَلَدُها مِنْ سَيِّدِها بِمَنْزِلَةِ سَيِّدِها، لا سيَّما إذاكَثُرَت الأموالُ، وبَدَأَ الولَدُ يَتَصَرَّفُ في المالِ فيكونُ هوَ السَّيِّدَالْمُطاعَ
-وقيلَ: إنَّ الحديثَ دَليلٌ علَى أنَّ الإماءَ يَلِدْنَالْمُلوكَ أمُّ الْمَلِكِ أَمَةً، إنَّهُ سيكونُ سَيِّدًا لأُمِّهِ ولغيرِ أُمِّهِ مِنْأفرادِ الرَّعِيَّةِ، واللهُ أَعْلَمُ.
س7: ما معنىالأمارات؟
العَلاَمَات وأماراتُها وأَشراطُها بمعنًى واحدٍ.
والْمُرَادُ بهُا الأَماراتُ التيتَتَقَدَّمُ الساعةَ بأزمانٍ مُتطاوِلَةٍ، وهيَ الأشراطُ الصغرَى، وليسَ الأشراطُ الكُبْرَى: كطُلوعِ الشمسِمِنْ مَغْرِبِها، وظهورِ الدَّجَّالِ، ونُزولِ عيسَى عليهِ السلامُ
س8: ما الذي ينبغي أن يقوله مَن سُئل عما لايعلم؟
أن يَكِلَ الْعِلْمَ إلَى عالِمِهِ ولا يَتَكَلَّفَ في الجوابِ، بلْ يقولُ: اللهُأَعْلَمُ.
أمَّا في حياتِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فإنَّ الْعِلْمَيُمْكِنُ أن يُؤْخَذَ مِنه فيقولَ المسؤولُ: اللهُ ورسولُهُ أَعْلَمُ، لكنْ بعدَوَفاتِهِ يقولُ: اللهُ أَعْلَمُ. قيلَ في (اللَّهُ أَعْلَمُ): نِصْفُ العِلْمِ، يَعْنِي: أنَّ العِلْمَ يَنْقَسِمُإلى قِسْمَيْنِ: فَوَظِيفَةُ مَا تَعْلَمُ، أنْ تُجِيبَ عنه بِمَا تَعْلَمُه، ومَالاَ تَعْلَمُه، تَقُولُ فيه: اللَّهُ أَعْلَمُ.
س9: أيهما أفضل: إظهار العبادة أوإسرارها؟
كل بحسبه أَعْمَالِ الجَوَارِحِ الظَّاهِرَةِ، أركان الإِسْلاَمُ تُظهر أما أعمال القلوب والتطوع فإسرارها أفضل والله أعلم
س10: تحدث باختصار عن أهمية حديث جبريل عليهالسلام.
حديثٌ عظيمٌ قد اشْتَمَلَ علَى جميعِ وَظائفِ الأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ، وعلومُالشريعةِ كلُّها راجعةٌ إليهِ، ومُتَشَعِّبَةٌ مِنه، لِمَا تَضَمَّنَهُ مِنْجَمْعِهِ علمَ السنَّةِ،
ما ذُكِرَ في هذا الحديثِ هوَ الدِّينُ؛ لأنَّهُ اشْتَمَلَ علَى أُصولِ الدِّينِوعقائدِهِ مِن الإسلامِ والإيمانِ والإحسانِ ويبين عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ وشَرَفُه وجَلاَلَتُه: أَمْرٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ.، واللهُأَعْلَمُ
س11: ما سبب اختيار المؤلف لرواية مسلم لحديث عمر دونسائر الروايات؟
لِمَا فيه مِن زَوائِدِ الفَوَائِدِ، .
س13: بين ما يدل عليهقوله عليه الصلاة والسلام: ((هذا جبريل أتاكم يعلمكمأمر دينكم
دَليلٌ علَى أنَّ ما ذُكِرَ في هذا الحديثِ هوَ الدِّينُ؛ لأنَّهُ اشْتَمَلَ علَىأُصولِ الدِّينِ وعقائدِهِ مِن الإسلامِ والإيمانِ والإحسانِ،
سؤال العالم ينبه لمسائل مهمة تغيب عن الكثيرواللهُأَعْلَمُ.

الأصل الثالث: معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم

الأسئلة
س1: تكلم باختصار عن أهمية الأصلالثالث.
فحقيقة هذا الأصل العلم ببعض سيرةالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا العلم متعين لتكون الشهادة بأن محمداً رسول الله عنعلم ومعرفة، لو قيل له: من محمد هذا ؟ فلميعرفه، كانت شهادته مدخولة،
أن يَعْبُدَ اللهَ تعالَى علَى عِلْمٍ وبَصيرةٍ وتكونَ عِبادتُهُ صحيحةًمَقبولةً عنْ طريقِ التَّلَقِّي مِن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ.
س2: اذكر بعض ما يتضمنه معرفة النبي صلى الله عليهوسلم.
معرفةُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَضَمَّنُخمسةَ أمورٍ:
الأَوَّلُ:معرفتُهُ نَسَبًا أَشْرَفُ النَّاسِ نَسَبًاهاشِمِيٌّ قُرَشِيٌّ عَرَبِيٌّ
الثاني:مَعْرِفَةُ سِنِّهِ، وَمَكَانِ وِلادَتِهِ،وَمُهَاجَرِهِ.
فقَدْوُلِدَ بِمَكَّةَ، وَبَقِيَ فيها ثلاثًا وخمسينَ سَنَةً، ثُمَّ هَاجَرَ إلىالمدينةِ فَبَقِيَ فيها عَشْرَ سِنِينَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ فيها في ربيعٍ الأَوَّلِسنةَ إِحْدَى عَشْرَةَ بعدَ الهجرةِ.
الثالثُ:معرفةُ حياتِهِ النبويَّةِ،وهيَ ثلاثٌ وعشرونَ سنةً،فقدْ أُوحِيَ إليهِ ولهُ أربعونَ سنةً،
الرابعُ:بِمَاذَا كانَ نَبِيًّا وَرَسُولاً؟ فقدْ كانَ نَبِيًّاحينَ نَزَلَ عليهِ قولُ اللَّهِ تَعَالَى: {اقْرَأْ بِاسْمِرَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَالأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْيَعْلَمْ}.
ُثمَّ كانَ رَسُولاً حينَ نَزَلَ عليهِ قولُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَفَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلاَ تَمْنُنْتَسْتَكْثِرُ (5) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}. النبيَّ هوَ مَنْ أُوحِيَ إليهِ بِشَرْعٍ ولم يُؤْمَرْ بِتَبْلِيغِهِ، والرسولَمَنْ أَوْحَى اللَّهُ إليهِ بِشَرْعٍ وَأُمِرَ بِتَبْلِيغِهِ والعملِ بهِ، فَكُلُّرسولٍ نبيٌّ، وليسَ كلُّ نَبِيٍّ رسولاً.
الخامسُ:بِمَاذَا أُرْسِلَ، ولماذا؟ فقدْ أُرْسِلَ بتوحيدِاللَّهِ تَعَالَى وشريعتِهِ المُتَضَمِّنَةِ لفعلِ المأمورِ وَتَرْكِ المحظورِ،وَأُرْسِلَ رَحْمَةً للعالمينَ حتَّى يَنَالُوا بذلكَ مَغْفِرَةَاللَّهِ ورِضْوَانَهُ، وَيَنْجُوا منْ عقابِهِ وسَخَطِهِ.

  #69  
قديم 9 صفر 1432هـ/14-01-2011م, 02:45 PM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس

تابع الأصل الثالث: معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
س3: اذكر نسب النبي صلى الله عليه وسلم.
وَهُوَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ بْنِ عَبْدِالمُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ وَهَاشمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشٌ مِنَ العَرَبِ،وَالعَرَبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِإِبْرَاهِيمَ الخَلِيلِ،
عَبْدِالمُطَّلِبِ اسْمُه: شَيْبَةُ، ويُقَالُ له: شَيْبَةُ الحَمْدِ، لِجُودِهِ، وجِمَاعُ أَمْرِقُرَيْشٍ إليه
هَاشِمٍ اسْمُهُ عَمْرٌو:أَوَّلُ مَنْ هَشَمَالثَّرِيدَ معَ اللَّحْمِ لقومِهِ في مَكَّةَ في سِنِي الْمَحْلِ،
قُرَيْشٍ واسمُهُ فِهْرُ بنُ مالكٍ، وقيلَ: قريشٌ هوَ النَّضْرُ بنُ كِنانةَ جدُّ فِهْرِ بنِمالكٍ،
س4: كم له من العمر؟ومتى نبئ ؟
وَلَهُ مِنَالعُمْرِ ثَلاَثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، مِنْهَا أَرْبَعُونَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ،وَثَلاَثٌ وَعِشْرُونَ نَبِياًّ رَسُولاً
س5: بم نبئ؟ وبم أرسل ؟
نُبِّئَبِإقْرَا، وَأُرْسِلَ بِالمُدَّثِّرِ،
س6: في أي بلد نشأ؟ وإلىأي بلد هاجر؟
بلَدُهُ مَكَّةُ، وَهَاجَرَ إلى المدينةِ
س7: بم بعثه الله عز وجل؟ معالدليل.
بَعَثَهُ اللهُبِالنِّذَارَةِ عَنِ الشِّرْكِ، وَيَدْعُو إِلى التَّوْحِيدِ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:{يا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَفَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلاَ تَمْنُنْتَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}.
س8: كم له من العمر حين هاجر إلى المدينة؟
هَاجَرَ إلى المدينةِ كان عمره ثلاثًا وخمسينَ سَنَةً،
س9: متى عرج به إلى السماء ؟
َبَعْدَ عَشْرَ سِنِينَ من الدعوة عُرِجَ بِهِ إِلىالسَّمَاءِ
س10: متى فرضت الصلاة؟
بعدعَشْرَ سِنِينَ، فَرض الصَّلاَةِ التي هي عِمَادُ الدِّينِ في ليلةٍ الإسراءَ والْمِعراجَ
س11: فسر باختصار صدر سورة المدثر
:{يا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ. ، المُتَدَثِّرُ ، المُتَغَشِّي بثِيابِهِ مِن الرُّعْبِ، الذي حَصَلَ له مِنرُؤْيَةِ المَلَكِ، عندَ نُزُولِ الوَحْيِ.
{قمْ فَأَنْذِرْ} انْهَضْ فخَوِّفِ المشرِكينَ وحَذِّرْهُمُ العذابَ يُنْذِرُ عَنِالشِّرْكِ، وَيَدْعُو إِلى التَّوْحِيدِ فصارَ رسولاً بأمرِهبالنذارةِ..
{وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} أَيْ: عَظِّمْهُ بِالتَّوْحِيدِ.
{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}أَيْ: طَهِّرْأَعْمَالَكَ عَنِ الشِّرْكِ. ونَفْسَكَ من الذُّنُوبِ
{وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}الرُّجْزُ: الأَصْنَامُ، وَهَجْرُهَا: تَرْكُهَا وَأَهْلِهَا، وَالبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلِهَاس12: لم هاجر النبي صلىالله عليه وسلم من مكة ؟
ِمُفَارَقَةِ المُشْرِكِينَ وأَوْطَانِهِم، ليظْهَرِدِينِه، والدَّعْوةِ إلى اللَّهِ فذلك واجِبٌ وفَرْضٌ،ومَا لاَ يَتِمُّ الوَاجِبُ إلاَّ به، فهو وَاجِبٌ، ولاَ يَتِمُّ الفَرْضُوالوَاجِبُ، إلاَّ مَعَ مُفَارَقَةِ المُشْرِكِينَ عن الأَوْطَانِ،
س13: مَن صاحبه حين هاجرإلى المدينة ؟
أبو بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
س14: اذكر باختصار قصة هجرته إلىالمدينة.
كانَ أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قدْ تَجَهَّزَ مِنْ قَبْلُ للهجرةِ إلىالمدينةِ، فَقَالَ لهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَى رِسْلِكَ؛ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي))،فَتَأَخَّرَ أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَصْحَبَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّم
اجْتَمَعَ كُبَرَاء قريش في دارِ النَّدْوَةِ،وَتَشَاوَرُوا لقَتْلِ النبيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛جميعا فَيَتَفَرَّقُ دَمُهُ في القبائلِ،
فَأَعْلَمَاللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا أَرَادَ المشركونَ،وَأَذِنَ لهُ بالهجرةِ، خَرَجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَبُو بكرٍ فَأَقَامَا فيغارِ جَبَلِ ثَوْرٍ ثلاثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُما عبدُ اللَّهِ بنُ أبي بكرٍ،َيَنْطَلِقُ في آخِرِ الليلِ إلىمَكَّةَ، فَيُصْبِحُ في قُرَيْشٍ؛ فلا يَسْمَعُ بِخَبَرٍ حولَ النبيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبِهِ إلاَّ وَعَاهُ، حتَّى يَأْتِيَ بِهِ إليْهِمَاحينَ يَخْتَلِطُ الظلامُ،وقدحْفَظُهُمَا اللَّهُ بِعِنَايَتِهِ حتَّى إنَّقُرَيْشًا لَيَقِفُونَ على بابِ الغارِ فلا يَرَوْنَهُمَا
ولَمَّا سَمِعَأهلُ المدينةِ من المهاجرينَ والأنصارِ بخروجِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهم، كَانُوا يَخْرُجُونَ صباحَ كُلِّ يَوْمٍ إلى الْحَرَّةِ،يَنْتَظِرُونَ قُدُومَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبِهِ،اليومُ الَّذِي قَدِمَ فيهِ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَبَّ المسلمونَ للقاءِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معهمالسلاحُ؛ تَعْظِيمًا وإجلالاً لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،وَإِيذَانًا باستعدادِهِم للجهادِ والدفاعِ دونَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم،نَزَلَ في بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ في قُبَاءَ، وَأَقَامَ فِيهم بِضْعَ لَيَالٍ،وأسَّسَ المسجدَ.
ثُمَّ ارْتَحَلَ إلى المدينةِ والناسُ معَهُ وآخَرُونَيَتَلَقَّوْنَهُ في الطُّرُقَاتِ.
س15: ما معنى اسم (محمد) ؟
الذي يُحْمَدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُحْمَدُ غيرُه، وهو عَلَمٌ مُشْتَقٌّ مِنالتَّحْمِيدِ، ولِمَا فيه مِن الخِصَالِ الحَمِيدَةِ،
س16: ما معنى النبوة؟
مِن النَّبَأِ؛ وهو الخَبَرُ؛ لأَِنَّهُ يُخْبِرُ عن اللَّهِ ومِن الارْتِفَاعُ، لاِرْتِفَاعِ رُتْبَتِه، ارْتَفَعَ عَلَى غيرِه وهي جُزْءٌ مِن الرِّسَالَةِ؛ إذ الرِّسَالَةُ تَتَنَاوَلُ النُّبُوَّةَ وغيرَها، وكلُّرَسُولٍ نَبِيٌّ، وليس كُلُّ نَبِيٍّ رَسُولاً.
س17: ما الفرق بين النبي والرسول ؟
النبي:إِنْسَانٌ ذَكَرٌ، أُوحِيَ إليه بِشَرْعٍ، ولَمْ يُؤْمَرْ بِتَبْلِيغِه
الرَسُول: إِنْسَانٌ ذَكَرٌ، أُوحِيَ إليه بِشَرْعٍ وأُمِرَ بِتَبْلِيغِه
فالرِّسَالَةُ أَعَمُّ مِن جِهَةِ نَفْسِهَا، وأَخَصُّ مِن جِهَةِأَصْحَابِهَا؛ والنُّبُوَّةُ أَخَصُّ مِن جِهَةِ نَفْسِهَا وأَعَمُّ مِن جِهَةِأَصْحَابِهَا.
وكلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ، وليس كُلُّ نَبِيٍّرَسُولاً.
س18: من حضن النبي صلىالله عليه وسلم بعد وفاة أمه ؟
جَدِّه، ثُمَّ عَمِّهأَبِي طَالِبٍ.
س19: ما معنى هجر الرجز؟
تَرْكُ الأصنامِوالأوثانِ والإعراضُ عنها، والبَراءةُ مِنْ أَهْلِها،
س20: لماذا سمي عبد المطلب بهذا الاسم ؟
اسْمُه: شَيْبَةُيُقَالُ له: شَيْبَةُ الحَمْدِ، لِجُودِهِ، وجِمَاعُ أَمْرِقُرَيْشٍ إليه.سُمِّيَبعَبْدِ المُطَّلِبِ؛لأَِنَّ عَمَّه المُطَّلِبَ قَدِمَ بِهِ مَكَّةَ، وهو رَدِيفُه، وقَدْ تَغَيَّرَلَوْنُه بالسَّفَرِ، فحَسِبُوه عَبْدًا لَهُ، فَقَالُوا: هذا عبدُ المُطَّلِبِ،فَعَلِقَ بِهِ هذَا الاسْمُ
س21: ما الفرق بين الوثن والصنم؟
الوثن : ليس على هيئة صورة و يُعبد من دون الله
الصنم: يكون على هيئة صورة: كوكب، جني، شجرة، آدمي......
شيء مصنوع على هيئة صورة، ممايعبد من دون الله صار صنماً.

  #70  
قديم 13 صفر 1432هـ/18-01-2011م, 01:57 AM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس
معنى الهجرة وحكمها

الأسئلة
س1: ما معنى الهجرة لغةً وشرعاً ؟
معنى الهجرة لغةً : الترْكُ والخروجُ مِنْ بَلَدٍ أوْ أَرْضٍ إلَى أُخْرَى
معنى الهجرة شرعاً: الانتقالُ مِنْ بَلَدِ الشرْكِ إلَى بَلَدِ الإسلامِ وهي مِنْ أَبْرَزِ تَكاليفِ الولاءِ والبَرَاءِ
س2: ما حكم الهجرة؟ معالدليل
الهجرةُ فَريضةٌ علَى هذه الأُمَّةِ مِنْ بَلَدِ الشرْكِ إلَى بَلَدِ الإسلامِ
الدليلُ قولُهُ تعالَى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُالْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّامُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةًفَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَيَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللهُأَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُورًا}
س3: متى تنقطع الهجرة؟ مع ذكرالدليل
باقية إلى أن تقوم الساعة تنقطع الهجرة عند عَدَمُ قَبُولِ التوبةُ، وذلك إذا طَلَعَتالشمسُ مِنْ مَغْرِبِها؛
الدليل مِن السُّنَّةِ قولُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ:((لاَتَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلاَ تَنْقَطِعُالتَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا))
س5: ما حكم السفر إلى بلاد الكفار؟
الأَصْلَ تحريمُ السفَرِ إلَى بلادِ الكُفْرِفالإنسانُ مأمورًا بالهجرةِ مِنْ بلادِالكُفْرِ،
لا يَجوزُ السفَرُ لبلادِ الكُفْرِ إلاَّ بثلاثةِ شُروطٍ:
الشرْطُ الأَوَّلُ:أنْ يكونَ عندَهُ عِلْمٌ يَمْنَعُهُ مِمَّا يَرِدُ عليهِ مِنالشُّبُهاتِ والإشكالاتِ. الشرْطُ الثاني:أنْ يكونَ عندَهُ دِينٌيَمْنَعُهُ مَمَّا يَرِدُ عليهِ مِن الشَّهَواتِ؛ والتَفريقٍبينَ ما أَحَلَّ اللهُ وما حَرَّمَ اللهُ ومِنْ وَسائلِ السلامة
-أنْ يكونَ المسافِرُمُتَزَوِّجًا.
-وأنْ تكونَ زَوجتُهُ معه ليُعِفَّ نفسَهُ ويَتَحَصَّنَمِن الحرامِ، إذا كانَ يُريدُ الإقامةَ للدعوةِ أوْ للدراسةِ مَثَلاً.
الشرْطُ الثالثُ:أن يَتَمَكَّنَ مِنْإظهارِ دينِهِ والقيامِ بعِبادةِ رَبِّهِ، كما أَمَرَ اللهُ جَلَّ وعلا، ويَحْذَرَ مِنْ مُوالاةِ المشرِكينَ؛ لأنَّ مُوالاتَهم تُنَافِي الإيمانَ.
س6: ما حكم الإقامة في بلاد الكفار ؟
الإقامةُ في بلادِ الكُفَّارِ؛فإنَّ خَطَرَهَا عظيمٌ على دينِ المسلمِ وأخلاقِهِوسلوكِهِ وآدابِهِ،
يَنْبَغِي بلْ يَتَعَيَّنُ التَّحَفُّظُ منْ ذلكَ، وَوَضْعُ الشروطِ فالإقامةُ في بلادِ الكُفْرِ لا بُدَّ فيها منْ شَرْطَيْنِأَسَاسِيَّيْنِ:
الشرطُالأَوَّلُ:أَمْنُ المُقِيمِ على دِينِهِ، بالعلمِوالإيمانِ مُضْمِرًا لعداوةِ الكافرينَ وبُغْضِهِم،مُبْتَعِدًا عنْ مُوَالاَتِهِم وَمَحَبَّتِهِم؛ فإنَّ مُوَالاَتَهُم وَمَحَبَّتَهُممِمَّا يُنَافِي الإيمانَ باللَّهِ لأنَّ مَحَبَّتَهُم تَسْتَلْزِمُ مُوَافَقَتَهُم واتِّبَاعَهُم، أوْعلى الأَقَلِّ عَدَمَ الإنكارِ عليهم
الشرطُ الثاني:أنْ يَتَمَكَّنَمنْ إظهارِ دينِهِ؛ بحيثُ يقومُ بشعائرِ الإسلامِ بدونِ مُمَانِعٍ، فلا يُمْنَعُمنْ إقامةِ الصلاةِ والجُمُعَةِ والجماعاتِ ولا يُمْنَعُ من الزكاةِ والصيامِ والحَجِّ وغيرِهَا منْشعائرِ الدينِ، فإنْ كانَ لا يَتَمَكَّنُ منْ ذلكَ لم تَجُز الإقامةُ لوُجُوبِالهجرةِ حينئذٍ

  #71  
قديم 13 صفر 1432هـ/18-01-2011م, 02:01 AM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس
تابع معنى الهجرة وحكمها

الأسئلة

س7: اذكر دوافع الناسإلى الإقامة في بلاد الكفر إجمالاً، مع بيان حكم كلدافع.
تَنْقَسِمُ الإقامةُ في دارِ الكفرِ إلىأقسامٍ:
1:أنْ يُقِيمَللدَّعْوَةِ إلى الإسلامِ والترغيبِ فيهِ، فهذا نوعٌ من الجهادِ، فَرْضُكِفَايَةٍ على مَنْ قَدَرَ عليها، بشرطِ أنْ تَتَحَقَّقَ الدعوةُ، وأنْ لا يُوجَدَمَنْ يَمْنَعُ منها فالدعوةَ إلى الإسلامِ منْواجباتِ الدينِ
2:أنْ يُقِيمَلدراسةِ أحوالِ الكافرينَ والتَّعَرُّفِ على ما هُمْ عليهِ منْ فسادِ العقيدةِ،وانحلالِ الأخلاقِ لِيُحَذِّرَ النَّاسَ من الاغترارِ بهم، وَيُبَيِّنَ لِلْمُعْجَبِينَ بهم حقيقةَحَالِهِم،
وهذهِ من الجهادِ أيضًا؛ لِمَا يَتَرَتَّبُ عليها منالتحذيرِ من الكفرِ وَأَهْلِهِ لكنْ لا بُدَّ منْ شَرْطٍ:أنْ يَتَحَقَّقَ مُرَادُهُبدونِ مَفْسَدَةٍ أعظمَ منهُ فإنْ تَحَقَّقَمُرَادُهُ معَ مَفْسَدَةٍ أَعْظَمَ مثلِ: أنْ يُقَابِلُوا فِعْلَهُ بِسَبِّالإسلامِ ورسولِ الإسلامِ وَأَئِمَّةِ الإسلامِ وَجَبَ الكَفُّ؛ ويُشْبِهُ هذا أنْيُقِيمَ في بلادِ الكفرِ ليكونَ عَيْنًا للمسلمينَ؛ لِيَعْرِفَ ما يُدَبِّرُوهُللمسلمينَ من المكايدِ، فَيَحْذَرَهُم المسلمونَ، كَمَا أَرْسَلَ النبيُّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُذَيْفَةَ بنَ اليَمَانِ إلى المُشْرِكِينَ فيغَزْوَةِ الخَنْدَقِ لِيَعْرِفَ خَبَرَهُم.
3:أنْ يُقِيمَ لحاجةِ الدولةِ المسلمةِ وَتَنْظِيمِ عَلاقاتِهَا معَدُوَلِ الكُفْرِ؛ كَمُوَظَّفِي السفاراتِ.
فَحُكْمُهَا حُكْمُ ماأَقَامَ منْ أجلِهِ، فالمُلْحَقُ الثقافيُّ مَثَلاً، يُقِيمُ لِيَرْعَى شُئُونَالطَّلَبَةِ، وَيُرَاقِبَهُم، وَيَحْمِلَهُم على التزامِ دينِ الإسلامِ وأخلاقِهِوآدابِهِ، فَيَحْصُلُ بِإِقَامَتِهِ مصلحةٌ كبيرةٌ، وَيَنْدَرِئُ بِهَا شَرٌّكبيرٌ.
4:أنْ يُقِيمَلِحَاجَةٍ خَاصَّةٍ مُبَاحَةٍ؛ كالتجارةِ والعلاجِ، فَتُبَاحُ الإقامةُ بِقَدْرِالحاجةِ. وقدْ نَصَّ أهلُ العلمِ رَحِمَهُم اللَّهُ على جَوَازِ دُخولِ بلادِالكُفَّارِ للتجارةِ، وَأَثَرُوا ذلكَ عنْ بعضِ الصحابةِ رَضِيَ اللَّهُعَنْهُم.
5:أنْ يُقِيمَللدراسةِ، وهيَ منْ جِنْسِ ما قَبْلَهَا إقامةٌ لحاجةٍ، لكنَّها أَخْطَرُ منهاوَأَشَدُّ فَتْكًا بِدِينِ المُقِيمِ وأخلاقِهِ؛ فإنَّ الطالبَ يَشْعُرُ بِدُنُوِّمَرْتَبَتِهِ، وَعُلُوِّ مَرْتَبَةِ مُعَلِّمِيهِ، فَيَحْصُلُ منْ ذلكَتَعْظِيمُهُم والاقتناعُ بآرائِهِم وأفكارِهِم وسُلُوكِهِم، فَيُقَلِّدُهُم إلاَّمَنْ شاءَ اللَّهُ عِصْمَتَهُ، وهُمْ قليلٌ.
ثُمَّ إنَّ الطالبَيَشْعُرُ بحاجتِهِ إلى مُعَلِّمِهِ، والتَّوَدُّدِ إليهِوَمُدَاهَنَتِهِ فيما هوَ عليهِ من الانحرافِ والضلالِ.
والطالبُ في مَقَرِّ تَعَلُّمِهِ لهُ زملاءُ، يَتَّخِذُ منهم أصدقاءَ،يُحِبُّهُم وَيَتَوَلاَّهُم وَيَكْتَسِبُ منهم.
لذا وَجَبَ التَّحَفُّظُ فيهِ أَكْثَرَ مِمَّا قَبْلَهُ بشُرُوطٌ:
أولا: النُّضُوجِ العقليِّالَّذِي يُمَيِّزُ بهِ بينَ النافعِ والضارِّ، وَيَنْظُرُ بهِ إلى المستقبلِ البعيدِ.
ثانيا: عِلْمِ بالشريعةِ ما يَتَمَكَّنُ بهِ منالتمييزِ بينَ الحقِّ والباطلِ، لِئَلاَّ يَنْخَدِعَ بماهُمْ عليهِ من الباطلِ فَيَظُنَّهُ حَقًّا
ثالثا:أنْ يكونَ عندَالطالبِ دينٌ يَحْمِيهِ، وَيَتَحَصَّنُ بهِ من الكفرِوالفسوقِ.
فأسبابُ الكفرِوالفسوقِ هناكَ قَوِيَّةٌ وكثيرةٌ متنوِّعَةٌ، فإذا صَادَفَتْ مَحَلاًّ ضعيفَالمقاومةِ عَمِلَتْ عَمَلَهَا.
رابعا:أنْ تَدْعُوَ الحاجةُ إلى العلمِ الَّذِي أَقَامَ منْ أَجْلِهِ،بأنْ لا يُوجَدُ لهُ نظيرٌ في المدارسِ فيبلادِهِم، فإنْ كانَ منْ فُضُولِ العلمِ الَّذِي لا مَصْلَحَةَ فيهِ للمسلمينَ، أوْكانَ في البلادِ الإسلاميَّةِ من المدارسِ نظيرُهُ، لم يَجُزْ أنْ يُقِيمَ في بلادِالكفرِ منْ أجلِهِ؛
:6أنْ يُقِيمَ للسَّكَنِ، وهذا أَخْطَرُ مِمَّا قَبْلَهُ، وَأَعْظَمُ فشُعُورِهِ بأنَّهُ مُوَاطِنٌ مُلْتَزِمٌ بما تَقْتَضِيهِ الوطنيَّةُ منْمَوَدَّةٍ ومُوَالاةٍ وَيَتَرَبَّى أهلُهُ بينَ أهلِالكفرِ، فَيَأْخُذُونَ منْ أخلاقِهِم وَعَادَاتِهِم، وربَّمَا قَلَّدُوهُم فيالعقيدةِ والتَّعَبُّدِ؛ فإنَّ المُسَاكَنَةَ تَدْعُو إلىالمُشَاكَلَةِ.
وكيفَ تَطِيبُ نفسُ مُؤْمِنٍ أنْ يَسْكُنَ في بلادِ كُفَّارٍ تُعْلَنُفيها شَعَائِرُ الكفرِ، ويكونُ الحُكْمُ فيها لغيرِ اللَّهِ ورسولِهِ، في ذلكَ خطرِ عظيمِعليهِ، وعلى أهلِهِ وأولادِهِ، في دينِهِم وأخلاقِهِم.
س17: كيف تجمع بين حديث: ((لا تنقطِع الهِجْرة حتىتنقطع التوبةُ))وحديث: ((لا هجرةَ بعد الفتحِ ولكنجهادٌ ونية))؟
الهجرةَباقيَةٌ إلَى يومِ القِيامةِ باتِّفاقِ أهلِالْعِلْمِ أحوالُ البلادِكأحوالِ العِبادِ، فهِجرةُ الإنسانِ مِنْمكانِ الكفْرِ والمعاصي إلَى مكانِ الإيمانِ والطاعةِ كتَوبتِهِ مِن الكُفْرِوالمعصيَةِ إلَى الإيمانِ والطاعةِ، وهذا أَمْرٌ مِن اللهِ لعِبادِهِ المؤمِنينَ بالهجرةِ مِن البلَدِ الذي لا يَقْدِرونَفيهِ علَى إقامةِ الدِّينِ، وأنَّهُ لا عُذْرَ لأَحَدٍ في تَرْكِ عِبادةِ اللهِوتوحيدِهِ فيها؛ لأنَّهُ إن مُنِعَ مِنها في بَلَدٍ وَجَبَ عليهِ أن يُهاجِرَ إلَىبَلَدٍ آخَرَ.
لاَ هِجْرَةَ بَعْدَالْفَتْح.المقصودُبهِ: لا هِجرةَ مِنْ مَكَّةَ بعدَ فَتْحِها؛ لأنَّها صارَتْ دارَ إسلامٍ،وكلُّ بلدٍ يُفْتَحُ ويكونُ بلَدَ إسلامٍ فإنَّ الهجرةَ لا تَجِبُ مِنه

  #72  
قديم 13 صفر 1432هـ/18-01-2011م, 02:04 AM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس
كمال دين الإسلام

الأسئلة
س4: متى أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببقية شرائعالإسلام ؟
بعدَ استقرارِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بالمدينةِ، فالأمْرُبالشرائعِ جاءَ بعدَ بِناءِ العَقيدةِ؛ لأنَّ التوحيدَ أساسُ الأعمالِ؛ ولهذااسْتَمَرَّت الدعوةُ في مَكَّةَ في موضوعِ بِناءِ العَقيدةِ، ولم تَأْتِ الشرائعُبالتكاليفِ إلاَّ بعدَ الهجرةِ إلَى المدينةِلَمَّا قامَتِ الدولةُ شُرِّعَتِ الشرائعُ
س8: متى توفي النبي صلى الله عليه وسلم؟
توفي النبي صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يومَ الاثنينِ، والمشهورُ أنَّهُ فيالثانِيَ عَشَرَ مِنْ ربيعٍ الأَوَّلِ
س9: اذكر باختصار قصة وفاته صلى الله عليهوسلم.
ابْتَدَأَ بهِ المَرَضُ صلواتُ اللَّهِ وسلامُهُ عليهِ في آخرِ شهرِ صَفَرٍوأَوَّلِ شهرِ ربيعٍ الأَوَّلِ، فَخَرَجَ إلى الناسِ عَاصِبًا رأسَهُ، فَصَعِدَالمِنْبَرَ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: ((إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَالدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَاللَّهِ)).
فَفَهِمَهَا أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَكَىوقالَ: بأَبِي وأُمِّي، نَفْدِيكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَبْنَائِنَاوأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالِنَا.
فقالَ النبيُّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَابَكْرٍ))، ثُمَّ قالَ: ((إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّفِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً غَيْرَرَبِّي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ خُلَّةُ الإِسْلاَمِوَمَوَدَّتُهُ)).
وَأَمَرَ أبا بكرٍ أنْيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ولمَّا كانَ يومُ الاثنَيْنِ الثانيَ عَشَرَ - أو الثالثَعَشَرَ - منْ شهرِ ربيعٍ الأوَّلِ من السنةِ الحاديَةَ عَشْرَةَ من الهجرةِ،اخْتَارَهُ اللَّهُ لجِوارِهِ.
فَلَمَّا نَزَلَ بهِجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَهُ في ماءٍ عِنْدَهُ، وَيَمْسَحُ وجهَهُ ويقولُ: ((لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ لَسَكَرَاتٍ)).
ثُمَّ شَخَصَ بَصَرَهُ نحوَ السماءِ وقالَ: ((اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى)).
فَتُوُفِّيَ ذلكَ اليومَ، فاضْطَرَبَ الناسُ لذلكَ،وَحُقَّ لهم أنْ يَضْطَرِبُوا، حتَّى جاءَ أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَصَعِدَالمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليهِ، ثُمَّ قالَ: (أمَّا بَعْدُ، فإنَّمَنْ كانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فإنَّ مُحَمَّدًا قدْ ماتَ، ومَنْ كانَ يَعْبُدُاللَّهَ فإنَّ اللَّهَ حيٌّ لا يموتُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَامُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْقُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}،{إِنَّكَمَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}).
فَاشْتَدَّ بُكَاءُ الناسِ، وَعَرَفُوا أنَّهُ قدْ ماتَ.
س10: فيم كُفِّن النبي صلى الله عليه وسلم؟
كُفِّنَ بثلاثةِ أثوابٍ - أيْ: لَفَائِفَ - بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ، ليسَ فيها قميصٌولا عِمَامَةٌ،
س11: متى دفن النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف صلى الناس عليه؟
صَلَّى الناسُ عليهِ أَرْسَالاً بدُونِ إمامٍ.
ثُمَّ دُفِنَ ليلةَالأربِعاءِ بعدَ أنْ تَمَّتْ مُبَايَعَةُ الخليفةِ مِنْ بَعْدِهِ، فعليهِ مِنْرَبِّهِ أفضلُ الصلاةِ وأَتَمُّ التسليمِ.
س12: ما هو الخير الذي دل الأمة عليه؟ وما هو الشر الذي حذرها منه صلىالله عليه وسلم ؟
كل مايُقرب إلى الله ويكون محبوباً إلى الله إلا بينه عليه الصلاة والسلام لهذه الأمة،وأعلى ذلك التوحيد فقد بينه بياناً شافياً مفصلاً، ويتبع ذلك جميع الأمور من الفرائض والواجبات والمستحبات، و المسنونات إلى أقل الأمور
الشر الذيحذرها منه
كان، أو سيكون في هذه الأمة إلاوحذرها منه، فحذر - عليه الصلاة والسلام - أمته من الشرك بالله بأنواعه، ومن أنواع المعاصي، وأنواع الأثام، وأنواع المعاملات الباطلة،وما سيحدث في المستقبل فحذرها من تقليد فارس والروم واليهود والنصارى، ومن الفتن كفتنة الخوارج والبدع بأنواعها حذر أمته وشدد التحذير في أمر المسيح الدجال،
س13:فسر باختصار الآيات التالية، مع بيان ما تدل عليه:
‌أ. {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكمجميعا} .
مِن شَرَفِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه خَاتَمُ النَّبِيِّينَ،وأَنَّه مَبْعُوثٌ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، إلىالثَّقَلَيْنِ كُلِّهِم، وأَنَّ طَاعَتَه فَرْضٌ عَلَيْهِم كُلِّهم، وهو مُقْتَضَىرِسَالَتِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لاَ يَمْتَرِي في ذلك إلاَّمُكَابِرٌ مُعَانِدٌ.
وتدل على عُمُومِ بَعْثِه إلى النَّاسِ جَمِيعًا، عَرَبِهِم وعَجَمِهِم،و إلى النَّاسِ كَافَّةً
ب. {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلامدينا}.
بهذا الدِّينِ، وبهذا الْمَنْهَجِ الشاملِ الكاملِ تَمَّتْ نِعمةُ اللهِ سُبحانَهُوتعالَى علَى هذه الأُمَّةِ.لابدللأُمَّةِ أن تُدْرِكَ قِيمةَ هذا الدِّينِ، ثمَّ تَحْرِصَعلَى الاستقامةِ عليهِ.
فمَنْ لا يَرْتَضِي هذاالدِّينَ مَنْهَجًا يَسيرُ عليهِ في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، فإنَّهُ يَرْفُضُ مااختارَهُ اللهُ تعالَى، وهذه الآيَةُ دَليلٌواضِحٌ علَى رِعايَةِ اللهِ وعِنايتِهِ بهذه الأُمَّةِ،حيثُ اختارَ لها دِينَهاوارْتَضَاهُ وأَحَبَّهُ سُبحانَهُ وتعالَى
‌ج. {إنك ميت وإنهمميتون}.
إنكَ يا مُحَمَّدُ ستَموتُ وتُنْقَلُ مِنْ هذه الدارِ لا مَحالةَوالجميع سيَموتونَ، ويُنْقَلونَ مِنْ هذهالدارِ لا مَحالةَ، في ساحةِفَصْلِ القضاءِ تَختصمون إلَى اللهِ تعالَى، وتَحتكمونَ إليهِ فيما تَنازَعْتُمْفيهِ؛ فيَفْصِلُ بينَكم بحُكْمِهِ العادِلِ.

  #73  
قديم 13 صفر 1432هـ/18-01-2011م, 02:06 AM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس
البعث بعد الموت
الأسئلة
‌ س13:فسر باختصار الآيات التالية، مع بيان ما تدل عليه:
د. {ليجزي الذين أساؤوا بما عملواويجزي الذين أحسنوا بالحسنى}.
أنَّ اللهَ تعالَى لا يَظْلِمُ أحدًا، فيَجْزِي الذينَ أساءُوا بإِساءَتِهم، وأمَّاالذينَ عَمِلُوا الْحُسْنَى فهؤلاءِ جَزاؤُهم الجنة، فلَمَّا أَحْسَنُواالعمَلَ أَحْسَنَ اللهُ مَثوبتَهم وجَزَاءَهم.
فهذه الآيَةُ مِنالآياتِ الدالَّةِ علَى ثُبوتِ الحسابِ،
هـ. {زَعَمَ الذين كَفَرُوا أن لن يبعثوا قل بلى وربيلتبعثن}.
زَعَمُوا أنَّهُم لن يُبْعَثُوا؛ وهم يَزعمون أنَّ اللهَ تعالَى لا يَقْدِرُ علَى بَعْثِهم بعدَ الموت
أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّه: أَنْ يُقْسِمَ بِرَبِّهِ عَزَّوجَلَّ: عَلَى وُقُوعِ المَعَادِ، ووُجُودِه.
قُلْ يَا مُحَمَّدُ: بَلَى ورَبِّي، جَوابُ تَحْقِيقٍ، وقَسَمٌ باللَّهِ العَظِيمِ لتبعثن يومَ القِيَامَةِ لتُخْبَرُنَّ بِجَمِيعِ أَعْمَالِكُم؛ جَلِيلِهَا وحَقِيرِهَا، صَغِيرِهَاوكَبِيرِهَا،
س14: اذكر دليلاً علىالبعث والجزاء.
{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِليَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوابِالحُسْنَى}.
س15: ما حكم من كذَّب بالبعث؟ معالدليل.
مَنْ كَذَّبَ بالبعثِ فهوَ كافر والدليل. {زَعَمَ الذين كَفَرُوا أن لن يبعثوا قل بلى وربيلتبعثن}.وَجْهُ الدَّلالةِ: أنَّ اللهَ تعالَى كَفَّرَهم بإنكارِهم البَعْثَ، وسَمَّىمَقالَتَهم زَعْمًا؛ فدَلَّ ذلكَ علَى أنَّ مَنْ أَنْكَرَهُ فهوَكافرٌ.
س16: كيف ترد على من أنكر البعث؟
أَوَّلاً:إنَّ أَمْرَ البعثِتَوَاتَرَ بهِ النقلُ عن الأنبياءِ والمرسَلِينَ وَتَلَقَّتْهُ أُمَمُهُم بالقَبُولِ،
ثانيًا:إنَّ أمْرَ البعثِ قدْشَهِدَ العقلُ بإمكانِهِ؛وذلكَ منْ وجوهٍ:
1- كلُّ أَحدٍ لا يُنْكِرُ أنه مَخْلُوقًا بعدَالعدمِ، وأنَّهُ حادثٌ بعدَ أنْ لمْ يَكُنْ، فالذي خَلَقَهُ وَأَحْدَثَهُ قادرٌ على إعادتِهِ بالأَوْلَى،
2 - كُلُّ أَحَدٍ لا يُنْكِرُ عظمةَ خَلْقِ السماواتِوالأرضِ؛لِكِبَرِهِمَا وَبَدِيعِ صَنْعَتِهِمَا، فَالَّذِي خَلَقَهُمَا قادرٌ علىخلقِ الناسِ وَإِعَادَتِهِم بالأَوْلَى:
3 - كُلُّ يُشَاهِدُ الأرضَ مُجْدِبَةً مَيِّتَةَالنباتِ، فإذا نَزَلَ المطرُ عليها أَخْصَبَتْ، وَحَيِيَ نَبَاتُهَا بعدَ الموتِ. والقادرُ على إحياءِ الأرضِ بعدَ مَوْتِهَا قادرٌ على إحياءِ الموتَى وَبَعْثِهِم،ثالثًا:إنَّ أَمْرَ البعثِ قدْ شَهِدَ الحِسُّ والواقعُبإمكانِهِ فيما أَخْبَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى بهِ منْ وَقَائِعِ إحياءِ الموتَى
رابعًا:إنَّ الحكمةَ تَقْتَضِي البعثَ بعدَ الموتِ؛ لِتُجَازَىكلُّ نفسٍ بما كَسَبَتْ، وَلَوْلاَ ذلكَ لَكَانَ خَلْقُ الناسِ عَبَثًا لا قيمةَلهُ، ولا حِكْمَةَ منهُ، ولم يَكُنْ بينَ الإنسانِ وبينَ البهائمِ فَرْقٌ في هذهِالحياةِ

  #74  
قديم 15 صفر 1432هـ/20-01-2011م, 12:20 PM
توكل توكل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 211
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الأصول الثلاثة عن طريق حل الأسئلة نهاية كل درس
الحكمة من إرسال الرسل

الأسئلة
س1: لِمَ أرسل الله الرسل؟ مع ذكرالدليل.
وَأَرْسَلَ اللهُ الرُّسُلِ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَوالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
{رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَىاللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} .
س2: من أول الرسل؟ ومن هو خاتمهم؟ مع ذكرالدليل.
أول الرسل: نُوحٌ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، الدليل قولِهِ تَعَالَى:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍوَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}
خاتم الرسل: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ الدليل قَوْلِهِ تَعَالَى:
{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَاللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.
س3: ما الدليل على أن الله بعث في كل أمة رسولاً؟
قالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاًأَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
س9: فسر باختصار الآيات التالية، مع بيان وجه استدلالالمؤلف بها:
‌أ) قوله تعالى: {رسلاً مبشرينومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعدالرسل}.
وَظيفةٍ الرُّسُلِ، يُبَشِّرُونَ مَنْ أطاعَ اللهَواتَّبَعَ رِضوانَهُ بالخيراتِ، ويُنذِرُون مَنْ خالَفَ أَمْرَهُ وكَذَّبَ رُسُلَهُبالعِقابِ والعذابِ فلم يَبْقَ للخَلْقِ علَى اللهِ حُجَّةٌ بعدَ الرُّسُلِ؛
لأنَّهُم بَيَّنُوا للناسِ أَمْرَ دِينِهم، ومَرَاضِيَ رَبِّهمومَسَاخِطَهُ، وطُرُقَ الجنَّةِ وطُرُقَ النارِ، فلم يَبْقَ لِمُعْتَذِرٍ عُذْرٌ
ب) قوله تعالى: {إنا أوحينا إليككما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}.
أوحى الله إلى نوحٌ عليهِ الصلاةُ والسلامُ،وحي خاص، وحي رسالة فإنَّ رسالتَهُ كانتْ إلَى أهلِ الأرضِ أوَّلُ الرُّسُلِ،، المرسلون من بعده ولوْ كانَ هناكَ رَسولٌ قَبلَ نُوحٍ لذُكِرَ
‌ج) قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبواالطاغوت}.
أَرْسَلْنا رسولٍ في كلِّطائفةٍ وقَرْنٍ وجِيلٍ مِن الناسِ يَدْعُو أمَّتَهُ أَطِيعُوا الله ووحِّدُوهُ واسْتَقِيمُوا على دينِهِ ، واجْتَنِبُوا الطَّاغوتَ أي اجْتَنِبُواالشركِ بِهِ ومعصيتهِ


معنى الكفر بالطاغوت
س4: عرف الطاغوت لغةً وشرعاً، معالتوضيح.
الطاغوت لغةً: مُشْتَقٌّ من الطُّغْيَانِ، والطُّغْيَانُ مُجَاوَزَةُ الحدِّ،
الطاغوت شرعاً: كُلُّ مَا تَجَاوَزَ بهِ العبدُ حَدَّهُ مِنْ معبودٍ أوْ مَتْبُوعٍ أوْ مُطَاعٍ
س5: عدد رؤوس الطواغيت.
- إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ.
-
وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ.
-
وَمَنِ ادَّعَىشَيْئاً مِنْ عِلْمِ الغَيْبِ.
-
وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلى عِبَادَةِنَفْسِهِ.
-
وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ.
س6: ما حكم التحاكم إلىالطاغوت ؟
من أَرَادَ أنْ يَكُونَ التَّحَاكُمُ إلى غيرِ اللَّهِ ورسولِهِ، وَرَدَتْ فيهِ آياتٌبِنَفْيِ الإيمانِ عنهُ، وآياتٌ بِكُفْرِهِ وَظُلْمِهِ وَفِسْقِهِ.
س7: ما حكم من حكم بغير ما أنزل الله؟
- فإذا حَكَمَ بغيرِ ما أَنْزَلَ اللهُ مُعْتَقِدًا أنَّ حُكْمَهُ أَصْلَحُ، أوْأنَّهُ مِثلُ حُكْمِ اللهِ تعالَى، فهذا كافِرٌ كُفْرًا يُخْرِجُ مِن الْمِلَّةِ.
-
أمَّا إذا لم يَحْكُمْ بما أَنْزَلَ اللهُ، ولم يَسْتَخِفَّ بهِ، ولميَعتَقِدْ أنَّ غيرَ حُكْمِ اللهِ أَحْسَنُ، فهذا يكونُ ظالِمًا.
-
أمَّا إذاحَكَمَ بغيرِ ما أَنْزَلَ اللهُ، وهوَ يَعتقدُ أنَّ حُكمَ اللهِ أَنْفَعُوأَصْلَحُ، وأنَّ غيرَهُ لا خَيرَ فيهِ، ولكنه حَكَمَ مِنْ أجْلِ مُجاراةٍ للمحكومِلهُ، أوْ مِنْ أجْلِ رِشوةٍ، أوْ نحوِ ذلكَ، فهذا يكونُ فاسِقًا.
فعلَى هذاالقولِ تُنَزَّلُ الأوصافُ علَى حَسَبِ الحامِلِ لهذا الحاكِمِ
س8: بين دلالة قول الله تعالى : {فمن يكفربالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}على معنى لا إله إلاالله ؟
هذه الآيَةَ متَضَمِّنَةٌ للنفيِ والإثباتِ وهو معنى لا إله إلاالله
يكفر بالطَّاغُوتِ تَنْفِي جميعَ أنواعِ العِبادةِ عنْ غيرِ اللهِ تعالَى، (لا إله)
ويؤمن باللَّهِ: تُثْبِتُ جميعَ أنواعِ العِبادةِ للهِ (إلاالله)

رأس الأمر وعموده وذروة سنامه
س10: اشرح حديث:((رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيلالله))باختصار.
رأسُ الدينِ هوَ الإسلامُ، يعني: شهادةَأنْ (لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ) وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، فمَنْ التزمَ بها دَخَلَالإسلامَ.الركنُ الثاني الصلاة هيَأعظمُ الأركانِ بعدَ الشهادتَيْنِ،بهاقِوامُ الدِّينِ الذي لا يَقومُ الدِّينُ إلاَّ بهِ ثمَّ يَلِي ذلكَ الزكاةُ والصيامُ والحجُّوبقيةُ أوامرِ اللَّهِ.صيانَةَ الدينِ وحمايتَهُ،بالجهاد وبِهِ دعوةُ النَّاسِ إلىدينِ اللَّهِ وإِلْزَامُهُم بالحَقِّ. وهو أَعْلاَهُ وأَرْفَعُه،، منْ جهةِ ماتَضَمَّنَهُ منْ حمايةِ الدينِ، والدعوةِ إلى الحقِّ .. واللَّهُ أعلمُ.
س11: ترجم بإيجاز لابنالقيم رحمه الله تعالى.
هو: الإِمَامُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرِ بنِ أَبِي أيُّوبَ الزَّرْعِيُّ،الدِّمَشْقِيُّ المَعْرُوفُ: بابْنِ قيِّمِ الجَوْزِيَّةِ، صَاحِبُ التَّصَانِيفِالمَقْبُولَةِ، المُتَوَفَّى سَنَةَ سَبْعِمِائَةٍ وإِحْدَى وخَمْسِينَ.
س12: ختم المؤلف رحمهالله تعالى ورفع درجته رسالته القيمة بقوله: (والله أعلم وصلى الله على محمد وآلهوصحبه وسلَّم)، اذكر الفوائد العلمية لهذه الخاتمة.
خَتَمَ الشيخُ رَحِمَهُ اللهُ بِرَدِّ الْعِلْمِإلَى اللهِ تعالَى المحيطِ بكلِّ شيءٍ عِلْمًا.
والصلاةُ علَى مُحَمَّدٍ مِن اللهِ تعالَى أيثَناؤُهُ عليهِ في الْمَلأَِ الأَعْلَى؛ يُريدُ بذلك الدعاءَ،بمعنَى: اللَّهمَّ صَلِّ... (وآلِهِ) الْمُرَادُ: جَمِيعُ أَتباعِهِ علَى دِينِهِ (وصَحْبِهِ) وهم كلُّ مَن اجْتَمَعَبالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مؤمِنًا وماتَ علَى ذلكَ.
(وسَلَّمَ) أي: اللَّهمَّسَلِّمْهُ: مِن النقائصِ والرذائلِ والآفاتِ، وفي الجمْعِ بينَهما سِرٌّبَديعٌ، ففي الصلاةِ حُصولُ المطلوبِ وهوَ الثناءُ عليهِ، وفي السلامِ زَوالُالمرهوبِ.

  #75  
قديم 21 صفر 1432هـ/26-01-2011م, 10:15 AM
سليمان العماني سليمان العماني غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 76
Arrow

أنواع العبادات التي أمر الله بها :

س: ماهي أعظم ثلاثة أنواع من العبادة /
1. الاسلام .
2. الايمان .
3. الاحسان .

س: ما الفرق بين الشرك والكفر ؟
1. الشرك : أن يشرك العبد مع الله أحدا .
2. الكفر : أن يجحد العبد حقا من حقوق الله فيصرفه الى غيره .

س: ما الفرق بين البرهان والدليل ؟
البرهان : هو الدليل الذي لا يترك في الحق لبسا ، ويكون قطعيا ، أما الدليل فهو أضعف من البرهان وقد يكون ظنيا .

س: يحتمل الدعاء في القرآن الكريم الى معنيين اثنين . عددهما ؟
1. المعنى الأول : دعاء العبادة / وهو امتثالا لأمر الله تعالى ( أدعوني أستجب لكم ) .
2. المعنى الثاني : دعاء المسألة / وهو أن يسأل الله أن يجلب له نفعا أو يدفع عنه ضرا .

يتبع ...

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, المذاكرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجلس مذاكرة (متن الآجرومية) ساجدة فاروق منتدى الإعداد العلمي 89 15 جمادى الأولى 1436هـ/5-03-2015م 07:14 AM
مجلس مذاكرة (كشف الشبهات) مسلمة 12 منتدى الإعداد العلمي 8 26 جمادى الأولى 1435هـ/27-03-2014م 07:25 PM
مجلس مذاكرة (الرحبية) ساجدة فاروق منتدى الإعداد العلمي 1 25 جمادى الأولى 1433هـ/16-04-2012م 09:56 AM


الساعة الآن 02:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir