مجلس المذاكرة الحادي عشر: مجلس مذاكرة دروس التفسير (السور: من الانشقاق إلى الغاشية)

[مريم محمد فاروق]

بسم الله الرحمن الرحيم..
مجلس مذاكرة تفسير السور من الانشقاق إلى الغاشية 🌹
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على نبينا محمد أشرف الخلق أجمعين..
بين يدي مجموعات وهداني الله للمجموعة الثامنة:
نسأله التوفيوق والسداد ، والإخلاص والقبول ..


س1: ورد في مواضع عدة من القرآن الكريم أن الفريق الخاسر يؤتى كتابَه بشماله، وورد في آيات من سورة الانشقاق أنه يؤتى كتابَه وراء ظهره، فكيف تجمع بين هذه النصوص؟
كلا النصوص متفقه على نفس المعنى ولا يوجد خلاف بينها ،
والجمع بينها هو أن الفريق الثاني الخاسر يؤتى كتابه وراء ظهره من خلفه بيده الشمال..
لأن يده اليمنى تكون مغلولة إلى عنقه ، ويده اليسرى تكون مثنية ورائه خلف ظهره ويعطى كتابه بهذه الطريقة ..


🌺---------------------------------------------------🌺

س2: قال تعالى: {وهو الغفور الودود}، اذكر الفائدة من قرن اسم الله الودود بالغفور.
أن العبد إذا أذنب ثم رجع وتاب ، غفرها له الغفور سبحانه وقبل توبته وفرح بيها وأحبه ، وهذا من كرمه علينا فالله له الكمال كله وله جميل الصفات ..
فهو الغفور يغفر ذنوبنا ويتوب علينا إن تبنا وأنبنا له ..
وهو الودود سبحانه الواد لأحبابه فيحب عبده الذي رجع إليه ..
وقرن الودود بالغفور ليدل ذلك على أن أهل الذنوب إذا تابوا وأنابوا غفر لهم وأحبهم وبالغ في حبهم ويرجع إليهم الود الرباني ..
🌺---------------------------------------------------🌺

س3: لم خصّت الإبل بالذكر في قوله تعالى: {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)}؟
لأن الإبل فيه من عجائب صنع الله -جل وعلا- وقدرته، شيء عظيم ..
مع عظم خلقها وكبرها وقوتها سخرها الله للعباد ليتفكروا فيها وينظرون إليها ليستدلوا على وحدانيته وقدرته سبحانه ولها منافع عظيمه للعباد ..
والإبل عند العرب كانت هي أغلب مواشيهم وأكبر ما يشاهدونه من المخلوقات ..
نبههم على ماهي عليه من الخلق البديع ، ومن عظيم جثتها ومزيد قوتها وبديع أوصافها ، قوية البنية فقد سخرها الله لذلك العبد الضعيف يحمل عليه الحمل الثقيل ومتاعه ..

🌺---------------------------------------------------🌺

س4: فسّر قوله تعالى: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)}، مع ذكر ثلاثة فوائد تستفيدها من هذه الآيات الكريمات.
1/ تفسير الآيات ..
- {فلينظر الإنسان مم خلق}: على العبد أن يتدبر ويتفكر في خلقته وكيف خلقه الله سبحانه وبدأه وينظروا إلى ماخلقوا منه ، ليعلموا قدرة الله على ماهو دون ذلك من البعث ..
- {خلق من ماء دافق}: فإن العبد مخلوق من ماء دافق وهذا الماء هو المني المصبوب في الرحم ، وهو ماء الرجل وماء المرأة ، ولإمتزاجهما جعلا ماء واحدا ، ولأن الإنسان مخلوق منهما..
- {يخرج من بين الصلب والترائب}:يخرج الماء من بين "صلب الرجل "وهو موضع العمود الفقري و "ترائب المرأة" وهو موضع القلادة من الصدر وهي ثدياها . والولد لا يكون إلا من الماءين ..
ويحتمل أن المراد بالماء الدافق هو مني الرجل لأن محله الذي يخرج منه مابين صلبه وترائبه وهو الأولى ..

2/الفوائد المستفادة من الآيات :
1/بيان قدرة الله سبحانه على الخلق والبعث ، وعلى العبد أن يتفكر في ذلك..
2/أن الله عز وجل خلق الإنسان من ماء وحسن خلقه واتقن في صنعه وهداه وهو سبحانه قادر على إعادته وبعثه من جديد ، فلا شيء يهون على الله عز وجل..
3/كمال تدبيره لخلقه ، ووحدانيته على الخلق سبحانه ..


🌺---------------------------------------------------🌺

س5: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى : { بل تؤثرون الحياة الدنيا . والآخرةُ خيرٌ وأبقى }
1/الأخرة خير من الدنيا لأن نعيمها دائم وحياتها خالده ..
2/الدنيا دار ممر وفانية فعلى العبد أن لا يغتر بها ولا بنعميها لو علم علم اليقين أن الآخرة خير ومافيها من النعيم الأبدي لسعى إليها بكل قوته وبكل استطاعته وعمل في الدنيا ما يوصله للنعيم الأخروي..
3/على العبد أن يؤثر الاخره على الدنيا ..
4/فالسعيد حقا من يفوز بالآخرة الباقية .. فعليه أن يسعى في الدنيا ليستحق الفوز بالآخره فهي الحياة الحقيقية والعيش الهنية ..
🌺---------------------------------------------------🌺

تم بحمد لله ..نسأله التوفيق..

[محمد أمين بن حميدة]

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

المجموعة الأولى :

س1: قال تعالى: {ذو العرش المجيد}، لم خصّه تعالى بالذكر؟
يقول تعالى ذو العرش المجيد أي رب العرش العظيم وصاحبه. والمجيد نعت لله تعالى يدل على سعة الأوصاف وعظمتها. وقد خص الله جل جلاله العرش بالذكر لقربه منه تعالى فهو أخص الخلق قربا منه. وقد ذكر كذلك لعظمته فهو كما في آية الكرسي وسع السماوات والأرض والكرسي وقد ورد في الحديث أنها بالنسبة للعرش كحلقة ملقاة بفلاة بالنسبة للأرض.
س2: من خلال دراستك لسورة الغاشية تكلم عن أوصاف الفريقين الشقي والسعيد، وما أعدّ لهما.
ذكر الله تعالى في سورة الغاشية ما يكون من أحوال العباد يوم القيامة حيث ينقسمون إلى فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير.
أما أصحاب النار فهم في تعب ونصب في جهنم يجرون على وجوههم. وجوههم يومئذ خاشعة من الذل والفضيحة. يعذبون بنار شديد حرها تحيط بهم من جميع الجهات. أما شرابهم فهو ماء بلغ المنتهى في الحرارة وأما طعامهم فليس لهم إلا الضريع وهو شوك في جهنم لا يسد جوعهم ولا يسمن آكله بل هو في غاية النتن والخسة.
أما أصحاب الجنة، جعلنا الله من أهلها، فقد أكرمهم الله تعالى بنضارة الوجه والبدن والسرور بما قدموا من أعمال صالحة. يسكنون جنة مشتملة على صنوف النعيم. ففيها المنازل العالية، غرف من فوقها غرف مبنية يطلون منها على ما أعده الله لهم من كرامة ونعيم. وفيها أنواع الثمار التي تجتنى دون مشقة ولا تعب بل هي مذللة لهم يقطفون منها ما شاؤوا كيفما شاؤوا. لا يسمع أهل الجنة لغوا من الكلام بل هو الكلام الحسن المشتمل على ذكر الله تعالى وذكر آلائه ونعمائه على عباده المؤمنين.
وفي الجنة يتنعم أهلها بالعيون الجارية التي يفجرونها كيف شاؤوا ذلك. ويتنعمون أيضا بالمجالس المرتفعة في ذاتها وبما عليها من فرش لينة. وتكون مجالسهم ممتلئة بالزرابي وهي البسط الحسان. فيها وسائد من حرير واستبرق يتكئون عليها وقد صفت دون مشقة منهم.
س3: قال تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى (6) إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8)}
بيّن ما تضمنته هذه الآيات من بشارات عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم.
تضمنت هذه الآيات بشارات عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم. فقد بشر الله تعالى نبيه بحفظ الوحي وأنه سيؤتيه علما لا ينساه إلا ما اقتضت الحكمة نسيانه كالمنسوخ تلاوته.
وقد بشره الله تعالى كذلك بتيسيره لليسرى وأن ييسر له جميع أموره ويجعل دينه وشريعته ميسرة لا حرج فيها ولا مشقة.
س4:: فسّر قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وأذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)}.
إذا انفطرت السماء وانتثرت كواكبها وإذا استمعت لخطاب الله لها وحق لها ذلك فإنها مربوبة بيد ملك قاهر. وإذا مدت الأرض فزالت معالمها وأخرجت ما فيها من عباد ومن كنوز وتبرأت منهم وأسلمتهم إلى الله تعالى ليمضي فيهم أمره، واستمعت لأمر الله لها وحق لها ذلك التخلي والاستماع.
س5: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى : { إن كل نفس لما عليها حافظ }
-دوام مراقبة الله تعالى في القول والعمل فكل عمل يقوم به العبد يدونه الملكان في صحيفة أعماله.
-محاسبة العبد لنفسه على ما صدر منه من أقوال أو أفعال، لم فعلته وكيف فعلته. فمن اشتد في حساب نفسه سهل عليه الحساب يوم القيامة. ومن تهاون في المحاسبة طال حسابه يوم العرض على الله تعالى.
-الحياء من الملكين الذين يلازمان العبد. فالملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم كما قال صلى الله عليه وسلم. فكلما هم العبد بمعصية تذكر جوار الملكين الكريمين وزجر نفسه عن ارتكاب ما يسوءه رؤيته في صحيفته يوم القيامة.

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

[ليلى باقيس]

بارك الله فيكم تم نشر الإجابات الجيدة في المشاركة الأولى، مع إضافة توضيحات لبعضها، وفقكم الله وسددكم.

[لؤي حسان]

لمجموعة الثانية :
س1: ما المراد بالطارق في قوله تعالى: {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ (1)}؟
ما وردَ في تفسير الشيخ السعدي رحمه الله , أن تفسير هذه الآية أتى من الآية التي تليها بقوله تعالى : (النجم الثاقب) أي : النجم المضيء الذي يثقب نوره فيخرق السماوات (فينفذ حتى يُرَى في الأرض , والصحيح أنه اسم جنس يشمل سائر النجوم الثواقب .
وقد قيل : إنه (زحل) الذي يخرق السماوات السبع وينفذ فيها , فيرى منها .
وسمي طارقا لأنه يطرق ليلا.

س2: ما معنى الاستثناء في قوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى (6) إلا ما شاء الله} ؟
ما اقتضت حكمته سبحانه أن ينسيكه لمصلحة بالغة , او ما شاء الله أن نسخ الله تلاوته من القرآن , كقوله تعالى : (ما ننسخ من آية أو نُنسها نأت بخير منها) , والإنساء نوع من النسخ .

س3: ما الأقوال الواردة في تفسير قوله تعالى: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3)}، مع الترجيح ؟
الأقوال الواردة : يُحتَمَل أنه تاعبة في العذاب في جهنم , ويُحتًمَل انهم من العاملين للدنيا الذين عملوا بها ونصبوا بها , ثم جائت اعمالهم بالدار الآخرة هباء منثورا .
والصحيح الواضح ان القول الراجح هو حول المصير الأخروي , لأن السورة كانت عن ذلك عموما .

س4: فسّر قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) }
قوله تعالى : (قٌتلَ أصحاب الأخدود) بمعنى لٌعنَ أصحاب الأخدود , أي كتبت عليهم اللعنة والعذاب من الله سبحانه وتعالى, وفي الآية إخبار من الله عز وجل عن النار أنها قتلتهم
(النار ذات الوقود) أي أحرقتهم النار التي بها وقود .
قيل : قعود على حافة النار ، كما نقول : قعود على النهر ، أو على البئر ، أو على حافته وحوله.
(وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود) : بمعنى حضورهم لذلك , وهذا من أعظم ما يكون من التجبر وقساوة القلب، لأنهم جمعوا بين الكفر بآيات الله ومعاندتها، ومحاربة أهلها وتعذيبهم بهذا العذاب ، الذي تنفطر منه القلوب، وحضورهم إياهم عند إلقائهم فيها، والحال أنهم ما نقموا من المؤمنين إلا خصلة يمدحون عليها، وبها سعادتهم، وهي أنهم كانوا يؤمنون بالله العزيز الحميد أي: الذي له العزة التي قهر بها كل شيء، وهو حميد في أقواله وأوصافه وأفعاله.

س5: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى : {يَاأَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ (6)}
أن الكل مجزي بما سيعمل , فهنا في الدنيا دار الاختبار , فعلى قدر عملك ستلقى الله سبحانه وتعالى .