7 - المشي
وأما قوله: المشي على كذا وجه، فالمشي على وجهين:
(أ) مشي هو نهوض القلب ونيته وقصده إلى الله في الأعمال يبتغى مرضاته، ومنه سميت النية، يقال: ناء ينوء، أي نهض ينهض، فالنية،
[تحصيل نظائر القرآن: 32]
نهوض القلب إلى الله بعقله، فشعاع العقل مع شعاع نور الإيمان: امتزجا وصارا إلى الله، فتلك النية، وينسب ذلك الفعل إلى القلب، لأنهما منه خرجا، وهو مصدرهما، فالمشي: مضي القلب إلى الله.
(ب) ومشي على القدمين.
فأما الذي ذكره في الكتاب من قوله:
{كلما أضاء لهم مشوا فيه}.
فهذا بالقلب: يمشى وذلك قوله تعالى.
{وجعلنا له نورا يمشى به في الناس}.
فإذا مشي القلب فبالنور الذي أعطيه، وهو سراج القلب.
والمشي الآخر قوله تعالى:
{ويمشى في الأسواق}
فهذا بالقدم.