دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى السابع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 جمادى الآخرة 1439هـ/1-03-2018م, 03:24 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية‎.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال‏‎.‎
معنى النذر: إلزام المكلف نفسه بعبادة لله عز وجل، ومن العلماء من علق النذر على شرط، ومنهم ‏من لم يعلقه، ومتى صرفت هذه العبادة لغير الله كانت شركا.
وقد امتدح الله عباده الذين يوفون بالنذور، فقال الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوا كان شره ‏مستطيرا).
وأما أقسام النذر: فهو مطلق ومقيد، أما المطلق: كأن يلزم المكلف نفسه بعبادة لله دون اشتراط أو ‏ربطها بحدوث شيء معين، كأن يقول: ( نذرت لله أن أصوم كذا أو أتصدق بكذا )،
فلم يعلق نذره ‏على شيء، وهذا لا تدخله الكراهة).
وأما المقيد: فهو ما كان معلقا على أمر آخر، كأن يقول: ( إن حصل كذا وكذا فسأقوم بفعل كذا)‏
وهذا النذر فيه سوء أدب مع الله، حيث تتوقف الطاعة المنذورة على حدوث أمر، والله سبحانه ‏وتعالى يُتقرب إليه بالطاعات في كل حال، وهذا القسم من النذر- أي النذر المقيد- هو المقصود
من ‏قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما يُتسخرج به من البخيل).‏
حكم الوفاء بالنذر:
ماكان نذرا لله فهو طاعة له، وواجب على الناذر أن يوف بنذره، وإن كان قد نذر بمعصية الله ‏فالواجب عليه ألا يوف بنذره،
وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن ‏نذر أن يعصي الله فلا يعصه).‏

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟‏
يثبت بأن النذر عبادة بما دل عليه عام النصوص من كون كل ما يتقرب به لله فهو عبادة، وكل ما ‏يُفرد به فهو عبادة، فلا يجوز أن تصرف هذه العبادات لغيره وإلا صارت شركا.‏
فمثلا: معلوم أن الذبح لله عبادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم‎:‎‏ ( لعن الله من ذبح لغير الله)، فدل هذا على أن ‏الذبح لله عبادة، لا يصح أن تصرف إلا له وحده، فمن ذبح لغير الله فقد أشرك بالله.
فيؤخذ من هذا الدليل على أن كل ما دل عليه الشرع كونه عبادة، فلا يصح صرفه لغير الله.

وقد جاءت أدلة مخصوصة على كون النذر عبادة، وبالتالي فلا يجوز صرفه لغير الله،
ومن هذه النصوص: قول الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)، فقد امتدح الله ‏تعالى عباده الذين يوفون بنذورهم، ولا يمتدح الله عبدا على فعل إلا كان هذا الفعل
محبوبا إليه ‏مشروعا القيام به، وقول النبي صلى الله عليه وسلم‎ ‎‏: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا ‏يعصه).‏


س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هى الالتجاء والاعتصام، والاستعاذة عبادة لا تصرف إلا لله، وهى الالتجاء إليه وحده ‏اعتصاما به مما يخافه العبد،
وتكون بشدة تعلق القلب بالله، بحيث يكون المفزع إليه، لأنه لا منجي ‏إلا إياه، ولا يقدر على الحماية والعصمة من الشرور وآذاها إلا هو سبحانه.
ولما كانت الاستعاذة بالله كما ذكرنا، فلا شك أن الاستعاذة بغيره من الشرك به، وقد جاءت ‏النصوص وفيها الأمر بالاستعاذة بالله تعالى، فيستدل بها على كونها عبادة لله،
كما في قول الله ‏تعالى:( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، وقوله الله تعالى: ( قل ‏أعوذ برب الفلق)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أعوذ بكلمات الله التامات ...).‏
وجاء في النصوص كذلك أن الاستعاذة تقع من الإنس في حق الجن، وهذا شرك بالله، فقال تعالى :( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)
فالجن إما زادوا الإنس رهقا أي: إرهابا وذعرا وخوفا، أو أن الإنس قد زادوا الجن رهقا أي: عدوا وكبرا وتعاظما إذ تعوذوا بهم.



س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟‏
كما تقدم أن الاستعاذة عبادة لا تُصرف إلا لله وحده، وما كان منها لغيره فهو شرك، ومن ذلك الاستعاذة ‏بالأولياء، وهذا مما انتشر بين المسلمين في بلدانهم، بحيث يدعون أن الأولياء لهم تصرفات بحياتهم ‏وبعد مماتهم،
وأنهم يستعاذ بهم ليدفعوا الشرور، فعقلا عُلم أن الأموات لا يستطيعون بعد موتهم نفع ‏أنفسهم، فكيف ينفعون غيرهم، فأين ذهبت عقول هؤلاء الذين يستعيذون بموتى لا يملكون ‏لأنفسهم ضرا ولا نفعا؟!
وإن كان الحي الحاضر لا يقدر على إعاذة المخلوق مثله إلا فيما أقدره ‏الله عليه، فكيف بميت لا يملك لنفسه شيئا؟!‏
وشرعا فسبق تعريف الاستعاذة وذكر الأدلة على كونها عبادة لا تصرف لغير الله.
ونقول لهؤلاء الذين انحرفت عقولهم ومالت قلوبهم عن الحق،" أله مع الله" تدعونه ليستجيب لكم،
و أنه أخبر سبحانه في كتابه بأنه الخالق المدبر والمصرف لشؤون خلقه "ألا له الخلق والأمر"
فكيف ينصرف الناس للاستعاذة بمخلوق يماثلهم في النقص والضعف والجهل، فضلا عن كونه ‏ميت.



س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما ‏تقول‎. ‎
الاستغاثة: طلب الغوث، وهو إزالة الشدة.، وهى عبادة مشروعة بحق الله تعالى.
حكم الاستغاثة بغير الله:في الأمر تفصيل فمنهاالجائز المشروع، ومنها المحرم.
فالمشروع منها :
‏1. الاستغاثة بالمخلوق فيما أقدره الله عليه، ( كالذي يغرق فيصيح بالناس: أغيثوني!)
وهنا لابد وأن يكون قلبه متعلق بالله وحده، وما استغاثته بالناس إلا سبب في حصول النجاة.

أما المحرم:
‏1. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله. ( كطلب الشفاء والرزق)
‏2. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه مخلوق. ( كالاستغاثة بالحي الغائب أو الميت )

وقد دلت النصوص الشرعية على أنه لا يملك جلب المنافع أو دفع المضار إلا الله وحده،
كما في قوله تعالى: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ‏يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم"،
فهل يصح التوجه لغير الله للطلب والقصد؟!
والاستغاثة أخص من الدعاء، فلما كانت الاستغاثة لا تكون إلا من مكروب، يطلب إزالة الشدة، ‏وكان الدعاء شاملا لذلك وفيه طلب الخير والنفع، فكان متضمنا لمعنى الاستغاثة، ‏
فمتى توجه المخلوق لمخلوق مثله معتقدا مقدرته فيما اختص به الخالق، فذلك شرك.‏


س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} ‏وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم‎. ‎
لما شج النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، أخذ يدعو على مشركي قومه، فنزلت هذه الآية، ولما كانت العواقب ‏بيد الله وحده، كما أنه يعلم الغيب وحده،
فإنه لم يستجب لرسوله حين دعا عليهم، بل تاب عليهم ‏وأسلموا بعد ذلك.
فإن الرسول خوطب في هذه الآية بأنه لا يملك من الأمر شيء، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، ‏فإنه صلى الله عليه وسلم، لا يملك أن يهلكهم أو يهديهم
أو أي شيء أدنى من ذلك أو أكبر، وهنا دليل على كمال ‏ربوبية الله وكمال ألوهيته وأنه وحده الذي بيده كل شيء.

فكيف يتوجه الناس للاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد علموا أن الذي بيده ملكوت السموات والأرض هو ‏الله وحده،
وأنه لا مخلوق سواء نبي مرسل أو ملك مقرب، يملك شيئا لنفسه فضلا عن غيره.


س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا ‏أنفسهم ينصرون‎}‎
من محاسن الإسلام أن جعل الأدلة على التوحيد عقلية شرعية، وذلك أن قضية التوحيد هى ما بعث الله من أجله الرسل، فكان لها النصيب الأوفر من الأدلة فضلا عن تنوع هذه الأدلة بين عقلية وفطرية وشرعية،
وبهذا يخاطب الذين ينكرون الديانات، ‏والذين أشركوا واتخذوا آلهة باطلة تُعبد من دون الله، وتقوم عليهم الحجة.
فالله سبحانه وتعالى يخبر ‏في هذه الآية عن المشركين، الذين توجهوا لمخلوق صرفوا له العبادة، وقد عُدم خصائص الربوبية ‏وكمالات الألوهية، بل هو مخلوق مثلهم لا يملك شيء، ولا يستحق شيء مما صُرف له.‏
فكيف لهؤلاء أن يتخذوا مخلوق للعبادة ويتركوا الخالق، وذلك المخلوق هو نفسه لم يخلق نفسه ، بل خُلق مثل المخلوقين الذين يعبدونه، بلا ‏يملك أن ينصر نفسه في مقامات تتطلب ذلك، فضلا أن ينصر الذين يطلبوا منه النصر.‏


الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1439هـ/8-03-2018م, 11:32 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم


أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية‎.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال‏‎.‎
معنى النذر: إلزام المكلف نفسه بعبادة لله عز وجل، ومن العلماء من علق النذر على شرط، ومنهم ‏من لم يعلقه، ومتى صرفت هذه العبادة لغير الله كانت شركا.
وقد امتدح الله عباده الذين يوفون بالنذور، فقال الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوا[يوما] كان شره ‏مستطيرا).
وأما أقسام النذر: فهو مطلق ومقيد، أما المطلق: كأن يلزم المكلف نفسه بعبادة لله دون اشتراط أو ‏ربطها بحدوث شيء معين، كأن يقول: ( نذرت لله أن أصوم كذا أو أتصدق بكذا )،
فلم يعلق نذره ‏على شيء، وهذا لا تدخله الكراهة).
وأما المقيد: فهو ما كان معلقا على أمر آخر، كأن يقول: ( إن حصل كذا وكذا فسأقوم بفعل كذا)‏
وهذا النذر فيه سوء أدب مع الله، حيث تتوقف الطاعة المنذورة على حدوث أمر، والله سبحانه ‏وتعالى يُتقرب إليه بالطاعات في كل حال، وهذا القسم من النذر- أي النذر المقيد- هو المقصود
من ‏قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما يُتسخرج به من البخيل).‏
حكم الوفاء بالنذر:
ماكان نذرا لله فهو طاعة له، وواجب على الناذر أن يوف بنذره، وإن كان قد نذر بمعصية الله ‏فالواجب عليه ألا يوف بنذره،
وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن ‏نذر أن يعصي الله فلا يعصه).‏
[والنذر لغير الله عز وجل شرك أكبر، كما كان يحسن بكِ ذكر أحكام كل من النذر في المباح، ونذر اللجاج والغضب.]
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟‏
يثبت بأن النذر عبادة بما دل عليه عام النصوص من كون كل ما يتقرب به لله فهو عبادة، وكل ما ‏يُفرد به فهو عبادة، فلا يجوز أن تصرف هذه العبادات لغيره وإلا صارت شركا.‏
فمثلا: معلوم أن الذبح لله عبادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم‎:‎‏ ( لعن الله من ذبح لغير الله)، فدل هذا على أن ‏الذبح لله عبادة، لا يصح أن تصرف إلا له وحده، فمن ذبح لغير الله فقد أشرك بالله.
فيؤخذ من هذا الدليل على أن كل ما دل عليه الشرع كونه عبادة، فلا يصح صرفه لغير الله. [إذن نستدل عليه بالأدلة العامة كقوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} وقوله: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} وغيرها من أدلة إفراد الله بالعبادة.]

وقد جاءت أدلة مخصوصة على كون النذر عبادة، وبالتالي فلا يجوز صرفه لغير الله،
ومن هذه النصوص: قول الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)، فقد امتدح الله ‏تعالى عباده الذين يوفون بنذورهم، ولا يمتدح الله عبدا على فعل إلا كان هذا الفعل
محبوبا إليه ‏مشروعا القيام به، وقول النبي صلى الله عليه وسلم‎ ‎‏: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا ‏يعصه).‏


س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هى الالتجاء والاعتصام، والاستعاذة عبادة لا تصرف إلا لله، وهى الالتجاء إليه وحده ‏اعتصاما به مما يخافه العبد،
وتكون بشدة تعلق القلب بالله، بحيث يكون المفزع إليه، لأنه لا منجي ‏إلا إياه، ولا يقدر على الحماية والعصمة من الشرور وآذاها إلا هو سبحانه.
ولما كانت الاستعاذة بالله كما ذكرنا، فلا شك أن الاستعاذة بغيره من الشرك به، وقد جاءت ‏النصوص وفيها الأمر بالاستعاذة بالله تعالى، فيستدل بها على كونها عبادة لله،
كما في قول الله ‏تعالى:( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، وقوله الله تعالى: ( قل ‏أعوذ برب الفلق)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أعوذ بكلمات الله التامات ...).‏
وجاء في النصوص كذلك أن الاستعاذة تقع من الإنس في حق الجن، وهذا شرك بالله، فقال تعالى :( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)
فالجن إما زادوا الإنس رهقا أي: إرهابا وذعرا وخوفا، أو أن الإنس قد زادوا الجن رهقا أي: عدوا وكبرا وتعاظما إذ تعوذوا بهم.
[ويستدل على كون الاستعاذة عبادة أيضا بالأدلة العامة كما سبق، وبأدلة الدعاء؛ لأن كل مستعيذ فهو يطلب من الله أن يعصمه ويحميه من كل شر.]


س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟‏
كما تقدم أن الاستعاذة عبادة لا تُصرف إلا لله وحده، وما كان منها لغيره فهو شرك، ومن ذلك الاستعاذة ‏بالأولياء، وهذا مما انتشر بين المسلمين في بلدانهم، بحيث يدعون أن الأولياء لهم تصرفات بحياتهم ‏وبعد مماتهم،
وأنهم يستعاذ بهم ليدفعوا الشرور، فعقلا عُلم أن الأموات لا يستطيعون بعد موتهم نفع ‏أنفسهم، فكيف ينفعون غيرهم، فأين ذهبت عقول هؤلاء الذين يستعيذون بموتى لا يملكون ‏لأنفسهم ضرا ولا نفعا؟!
وإن كان الحي الحاضر لا يقدر على إعاذة المخلوق مثله إلا فيما أقدره ‏الله عليه، فكيف بميت لا يملك لنفسه شيئا؟!‏
وشرعا فسبق تعريف الاستعاذة وذكر الأدلة على كونها عبادة لا تصرف لغير الله.
ونقول لهؤلاء الذين انحرفت عقولهم ومالت قلوبهم عن الحق،" أله مع الله" تدعونه ليستجيب لكم،
و أنه أخبر سبحانه في كتابه بأنه الخالق المدبر والمصرف لشؤون خلقه "ألا له الخلق والأمر"
فكيف ينصرف الناس للاستعاذة بمخلوق يماثلهم في النقص والضعف والجهل، فضلا عن كونه ‏ميت.
[لو عضدتِ إجابتك بالأدلة لكانت أتم.]


س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما ‏تقول‎. ‎
الاستغاثة: طلب الغوث، وهو إزالة الشدة.، وهى عبادة مشروعة بحق الله تعالى.
حكم الاستغاثة بغير الله:في الأمر تفصيل فمنهاالجائز المشروع، ومنها المحرم.
فالمشروع منها :
‏1. الاستغاثة بالمخلوق فيما أقدره الله عليه، ( كالذي يغرق فيصيح بالناس: أغيثوني!) [وكما استغاث بموسى الذي هو من شيعته.]
وهنا لابد وأن يكون قلبه متعلق بالله وحده، وما استغاثته بالناس إلا سبب في حصول النجاة.

أما المحرم:
‏1. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله. ( كطلب الشفاء والرزق)
‏2. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه مخلوق. ( كالاستغاثة بالحي الغائب أو الميت )
[وكلا الأمرين شرك أكبر، فهما استغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، وهذا هو الضابط الصحيح كما ذكر الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله. وأما الضابط الثاني ــ الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه مخلوق ــ فإنه غير منضبط؛ لأنه قد يستغيث الغريق بمن لا يحسن السباحة، ظنا منه أنه يحسن السباحة؛ فيكون قد استغاث بمخلوق فيما لا يقدر عليه، وهنا لا يكون هذا من الشرك الأكبر؛ لأن إغاثة الغريق عادة هو مما يقدر عليه المخلوق.]
وقد دلت النصوص الشرعية على أنه لا يملك جلب المنافع أو دفع المضار إلا الله وحده،
كما في قوله تعالى: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ‏يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم"،
فهل يصح التوجه لغير الله للطلب والقصد؟!
والاستغاثة أخص من الدعاء، فلما كانت الاستغاثة لا تكون إلا من مكروب، يطلب إزالة الشدة، ‏وكان الدعاء شاملا لذلك وفيه طلب الخير والنفع، فكان متضمنا لمعنى الاستغاثة، ‏
فمتى توجه المخلوق لمخلوق مثله معتقدا مقدرته فيما اختص به الخالق، فذلك شرك.‏


س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} ‏وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم‎. ‎
لما شج النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، أخذ يدعو على مشركي قومه، فنزلت هذه الآية، ولما كانت العواقب ‏بيد الله وحده، كما أنه يعلم الغيب وحده،
فإنه لم يستجب لرسوله حين دعا عليهم، بل تاب عليهم ‏وأسلموا بعد ذلك.
فإن الرسول خوطب في هذه الآية بأنه لا يملك من الأمر شيء، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، ‏فإنه صلى الله عليه وسلم، لا يملك أن يهلكهم أو يهديهم
أو أي شيء أدنى من ذلك أو أكبر، وهنا دليل على كمال ‏ربوبية الله وكمال ألوهيته وأنه وحده الذي بيده كل شيء.

فكيف يتوجه الناس للاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد علموا أن الذي بيده ملكوت السموات والأرض هو ‏الله وحده،
وأنه لا مخلوق سواء نبي مرسل أو ملك مقرب، يملك شيئا لنفسه فضلا عن غيره.[قد اختصرتِ في الرد من خلال هذه الآية على من غلا في رسول الله صلى الله عليه وسلم.]


س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا ‏أنفسهم ينصرون‎}‎
من محاسن الإسلام أن جعل الأدلة على التوحيد عقلية شرعية، وذلك أن قضية التوحيد هى ما بعث الله من أجله الرسل، فكان لها النصيب الأوفر من الأدلة فضلا عن تنوع هذه الأدلة بين عقلية وفطرية وشرعية،
وبهذا يخاطب الذين ينكرون الديانات، ‏والذين أشركوا واتخذوا آلهة باطلة تُعبد من دون الله، وتقوم عليهم الحجة.
فالله سبحانه وتعالى يخبر ‏في هذه الآية عن المشركين، الذين توجهوا لمخلوق صرفوا له العبادة، وقد عُدم خصائص الربوبية ‏وكمالات الألوهية، بل هو مخلوق مثلهم لا يملك شيء، ولا يستحق شيء مما صُرف له.‏
فكيف لهؤلاء أن يتخذوا مخلوق للعبادة ويتركوا الخالق، وذلك المخلوق هو نفسه لم يخلق نفسه ، بل خُلق مثل المخلوقين الذين يعبدونه، بلا ‏يملك أن ينصر نفسه في مقامات تتطلب ذلك، فضلا أن ينصر الذين يطلبوا منه النصر.‏


الحمد لله رب العالمين
الدرجة: أ+
أحسنتِ بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir