بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى(إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا)
(النبأ/40)
هذه الآية جاءت ردا على منكري البعث،وهي من أشد الآيات تخويفا وتحذيرا مما يقع في يوم القيامة فينبغي للمؤمن أن يتأملها ويتدبرها،وورد فيها عدة فوائد أذكر منها مايسر الله لي استنباطه أو نقله:
1_ تحققوقوع يوم القيامة ولذلك وصفه الله بأنه قريب فكل ماهو آت قريب.
2_وصف العذاب بأنه قريب مع أن المدة قد تطول يدل على قصر الدنيا بالنسبة للآخرة فمهما تأخر فيها العذاب فهو قريب.
3_ أن المراد بالعذاب في الآية هو مايكون يوم القيامة لأن الله قيده بظرف الزمان(يوم ينظر المرء ماقدمت يداه)وهذا لا يكون إلا يوم القيامة.
4_تدل الآية على إحصاء الملائكة أعمال بني آدم من خير وشر ،لأنه سوف يطلع عليها يوم القيامة حين يسلم صحيفته إما بيمينه وإما بشماله(ووجدوا ماعملوا حاضرا).
5_أنه قد يعبر عن الأعمال وإن لم تصدر عن الأيدي باجتراح الأيدي وتقديم الأيدي لما أن أكثر الأعمال تزاو بها كما ذكر ذلك الألوسي.
6_ تبين الآية عدل الله عزوجل وذلك اما ورد في الحديث الذي صححه الألباني ( يُحشرُ الخلائقُ كلُّهم يومَ القيامةِ والبهائمُ والدوابُّ والطيرُ وكلُّ شيءٍ فيبلغُ من عدلِ اللهِ أن يأخذَ للجمَّاءِ من القرْناءِ ثم يقول كوني ترابًا فذلك حين يقول الكافرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا)
7_شدة مايلاقيه الكافر من العذاب والأهوال يوم القيامة مما يجعله يتمنى أنه كان ترابا لم يخلق أو أن يعود ترابا مثل البهائم .
8_أن قول الكافر وتندمه يكون يوم القيامة حين لا ينفع الندم أما من تمنى ذلك في الدنيا خشية من الله عزوجل فهذا يثاب على خوفه كما تمنت مريم ذلك فقالت(ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا)،كما ذكر ذلك ابن تيمية.
نسأل الله أن يوففنا للمبادرة بالأعمال الصالحة والتوبة النصوح قبل ألا ينفع الندم.