دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات التفسير وعلوم القرآن الكريم > دورة مهارات التفسير

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1435هـ/19-08-2014م, 07:45 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي الدرس الأول: استخلاص مسائل التفسير من كلام المفسرين

الدرس الأول: استخلاص مسائل التفسير من كلام المفسرين



هذا الدرس الأول من دروس مهارات التفسير، أسأل الله تعالى أن يعين على حسن عرضها وإتمامها، وأن يبارك فيها وينفع بها إنه حميد مجيد.
وهذا الدرس أصل لما بعده من الدروس، بل هو معقد من معاقد إحسان التعلّم، مَن رزق فيه ملَكة حسنة رأى من نفعها وبركتها شيئاً كثيراً بإذن الله تعالى.

وبيان ذلك أنّ المسائلَ لَبنات العلوم، فكل علم من العلوم له أقسامه وأبوابه ولكل باب مسائله التي هي عماده؛ فمن أحسن معرفة المسائل وترتيبها وبناءها على أصولها حَسُن بنيانه العلمي وتمّ له، ومن أضاع بعضها كان كمن أضاع بعض لبنات بنيانه، فيكون في تحصيله العلمي من الخلل والنقص بقدر ما فرّط فيه من المسائل المهمّة.

وعناية طالب علم التفسير باستخلاص المسائل من كلام المفسّرين وتصنيفها وترتيبها، وتمييز مراتبها ومداومته على ذلك تفيده فوائد جليلة:
منها: أنها تعرّفه بما ينبغي له أن يدرسه من مسائل الآية، ومواصلته الدراسة بهذه الطريقة تنمّي لديه ملكة التصوّر الأوّلي الشامل لمسائل الآيات.
ومنها: أنها تنظّم دراسته وتضبطها بمسائل معدودة إذا درسها فقد أتى على المطلوب منه في ذلك الدرس، فلا يكون كالذي يقرأ ولا يدري نسبة ما حصّله وما بقي عليه.
فمن المفسّرين من يسهب في بعض المسائل إسهابا يستغرق نظر القارئ الذي يقرأ كلامه بتركيز عالٍ في أوّل الأمر؛ فيؤدي به ذلك إلى الغفلة عن بعض المسائل المهمّة التي قد تكون هي عماد تفسير الآية، ويضعف لديه التصور الشامل لمسائل الآية.
ولذلك يوصى الطالب قبل القراءة المفصّلة لكلام المفسر أن ينظر إليه نظراً سريعاً يرصد به أسماء المسائل رصداً كتابياً أو ذهنياً، ثمّ ينظر هل ينتج له من مجموع هذه المسائل ما يفي بتفسير الآية؟
ثم يعود إلى كلام المفسّر في كلّ مسألة فيقرأه قراءة فاحصة يركّز فيها على تلك المسألة، والرصد الكتابي أفضل وأثبت وأحسن عائدة من الرصد الذهني.

مثال ذلك: أسهب ابن كثير رحمه الله في أوّل تفسيره لآية الكرسي في ذكر الأحاديث الواردة في فضل آية الكرسي في نحو ثمان صفحات في طبعة أولاد الشيخ، ثمّ تكلّم في تفسيرها في نحو ستّ صفحات وتخلل كلامه في التفسير استطراد في مسائل متنوّعة.
فإذا قرأ الطالب تفسيره لهذه الآية من أوّله بتركيز ذهني عالٍ وهو يحسب أنه يقرأ تفسير الآية كَلَّ ذهنُه قبل أن يصل إلى صلب تفسيرها.
لكنّه إذا بدأ برصد أسماء المسائل ؛ ومرّ على أوّل تفسيره لآية الكرسي مروراً سريعاً يقيّد فيه أسماء الأحاديث دون الدخول في قراءتها بإجهاد ذهنه، ثم مرّ على المسائل التفسيرية فدوّنها، وميّز المسائل الاستطرادية؛ فهذه القراءة السريعة التي يدوّن فيها رؤوس المسائل قد تستغرق منه دقائق معدودة لأنّه لا يقرأ النص قراءة كاملة، وإنما قراءة الذي يستكشف المحتوى أولاً، ثمّ يبدأ بالمسائل التفسيرية فيدرسها، ويتأمّل كلامه فيها وما أورده من أقوال، ثمّ يقرأ بعد ذلك ما هو خارج عن حدّ التفسير من الكلام في علوم الآية والمسائل الاستطرادية، وإن قسّم هذه المسائل إلى أنواع أفاده ذلك في حسن تصوّر ما أورده الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية.

فيختصر الطالب بذلك كثيراً من الجهد والوقت، ويكون إقبال ذهنه على المسائل المهمّة في أوّل دراسته لتفسير الآية ونشاط ذهنه، فيكون ذلك أدعى لحسن الفهم وجودة التحصيل العلمي.

ومن فوائد هذه المهارة: أنها من أحسن العلاج لضعف التركيز وتشتت الذهن وشروده عند القراءة، وهذه آفة تعرض لبعض القرّاء.
فإذا قسّم الطّالب دراستَه لتفسير الآية إلى مراحل:
- يبدأ فيها بمرحلة رصد أسماء المسائل.
- ثم يثنّي بمرحلة جمع أقوال المفسّرين في كلّ مسألة.
- ثم يثلّث بمرحلة تأمّل أقوال المفسّرين التي جمعها في كلّ مسألة، ويلخّصها.
فإنّه يكون بذلك قد أحسن دراسة تفسير الآية، وأشغل ذهنه في كلّ مرحلة بعمل محدد يمكنه قياس مدى تقدّمه فيه، وتقويم إتمامه وجودة تحصيله فيه تقويما ذهنيّا سريعاً.

ومن فوائد هذه المهارة أيضاً: أنها تبصّر الطالبَ بأنواع المسائل ومراتبها وأساليب التعبير عنها وتفاوت المفسّرين في تناولها، وكثرة تمرّنه على الدراسة بهذه الطريقة تفيده اكتساب مهارة استنتاج مسائل التفسير من قبل أن يَقرأ كلام المفسّرين.
ومن فوائدها: أنها توسّع مدارك الطالب وتنمّي ملكته العلمية وقدرته على التحليل والموازنة والمفاضلة بين التفاسير؛ فيعرف بذلك التفاسير التي تمتاز بوفرة المسائل التفسيرية وجودتها، ويتبيّن مراتب التفاسير ومراتب العلماء في عنصر مهم من عناصر المفاضلة.

ومن أراد أن يجرّب ذلك فليجمع كلام عدد من المفسّرين في تفسير آية أو سورة من قصار السور، ثم ليرصد أسماء المسائل التي ذكرها كلّ مفسّر منهم وليوازن بينها ليتبيّن له تفاوت التفاسير في عدد المسائل ونوعها.
وهذا يفيده كثيراً في المفاضلة بين التفاسير ، وتبقى عناصر أخرى مهمة للمفاضلة يدرسها الطالب لاحقاً إن شاء الله.
وليست العبرة بمجرّد عدد المسائل؛ فكثرة المسائل الاستطرادية والتقصير في المسائل التفسيرية التي هي عماد تفسير الآية مما يؤخذ على بعض التفاسير.
وكذلك التكلّف في ذكر بعض المسائل والغفلة عن مسائل مهمّة من التقصير في التفسير ولو أطال المفسّر في حديثه عن تلك الآيات.
وقد تعرض للمفسّر وطالب علم التفسير مسألة فيها إشكال فيقرأ في نحو مائة تفسير ليجد جواب مسألته ؛ فلا يجد لها ذكراً إلا في تفسيرين أو ثلاثة، وهذا مجرّب معروف.

فإذا عرف الطالب مراتبَ التفاسير في تناول المسائل التفسيرية ومجالات عناية المفسّرين بتلك المسائل أعانه ذلك على اختصار بعض الجهد والوقت، وأفاده فوائد كثيرة.

والمقصود أن رصد أسماء المسائل وتمييز أنواعها ومراتبها وصلتها بتفسير الآية من المهارات المهمّة للمفسّر.

والمسائل التي يذكرها المفسّرون على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: مسائل تفسيرية تتعلّق بمعاني بعض المفردات والأساليب.
النوع الثاني: مسائل متعلّقة بعلوم الآية؛ كمقصد الآية ومناسبتها لما قبلها، ونحو ذلك.
النوع الثالث: مسائل يذكرها المفسّر استطراداً، وليست من صلب مسائل التفسير؛ فلو ألغيت لما كان لها أثر على فهم المعنى المباشر للآية.

وليس المراد باستخلاص المسائل مجرّد وضع العناوين على بعض الفقرات، وإنما المراد المهم هو التعرف على المسائل التي تضمّنها كلام المفسّر، وقد يتضمّن السطر الواحد مسائل عدة.
مثال ذلك:
قول الإيجي في تفسير قول الله تعالى: {عمّ يتساءلون} : (كان أهل مكة يتساءلون فيما بينهم عن القيامة استهزاء ومعنى هذا الاستفهام التفخيم والتعظيم).
فقط تضمّن كلامه رحمه الله جملة من المسائل منها:
- مرجع الضمير في قوله تعالى: {يتساءلون}.
- بيان ما يتساءلون عنه.
- بيان غرض التساؤل.
- معنى الاستفهام في الآية.

فلو وضع الطالب عنواناً عاماً لهذا السطر: تفسير قول الله تعالى: {عمّ يتساءلون} ؛ لفاته معرفة المسائل التفسيرية التي تضمّنها كلام المفسّر، والمقصود من هذا الدرس أن يتفطّن طالب علم التفسير للمسائل التفسيرية ، ويعرف طرق المفسّرين في حكايتها وإجمالها، وتفنّن بعضهم في جمع عدد من المسائل في جملة واحدة أو جمل يسيرة.

طرق استخلاص المسائل:
المسائل التي يذكرها المفسرون في تفاسيرهم على درجات:
1: فمنها مسائل نصية ينصون على أسمائها أو يبرزونها بسؤال أو جملة موضّحة.
2: ومنها مسائل خفيّة تُستخرج بالنظر والتأمّل وإيراد الأسئلة على كلام المفسّر وإعمال طرد القضيّة وعكسها والتفكّر في اللوازم والآثار وغير ذلك من الأدوات التي تستنبط بها بعض المعاني والمسائل.
3: ومنها مسائل لا تتبيّن له إلا بالموازنة بين عِدَّةٍ من التفاسير؛ فربّما قرأ الطالب تفسيراً وظنّ أنه استخرج جميع مسائله ثم يقرأ تفسيراً آخر فتظهر له مسألة لم يكن قد وجدها قبلُ في التفسير الأول، فإذا عاد إليه بنظر فاحص ربما وجد لتلك المسألة ذكراً على سبيل الإشارة أو التنبيه الخفي أو عرف من لازم كلام المفسّر ما يتبيّن به قوله في تلك المسألة.

فهذه ثلاث مراتب لاستخلاص المسائل من كلام المفسّرين؛ فأمّا المرتبة الأولى فتقصير الطالب فيها دليلٌ على ضعف مَلَكَتِه في التفسير، فيحتاج إلى تدرّب كثيرٍ على رصد المسائل النصيّة أولاً تحت إشراف علمي مباشر حتى تنمو لديه ملكة التعرّف على المسائل، ثمّ يزاول استخراج مسائل المرتبتين الأخريين بعد أن يتمهّر في استخراج مسائل المرتبة الأولى وما قاربها.

وأما من يجيد التعرف على المسائل النصية بلا مشقة ولا تردد فلديه ملكة تمكّنه بإذن الله من الإتيان ببعض مسائل المرتبتين الأخريين، وبمداومة التمرّن يكتسب مهارة التعرف على المسائل ورصدها حتى يتقنها بإذن الله تعالى، ثمّ يكتسب مهارة استنتاجها قبل قراءة التفاسير.

تنبيهات:
1: فوات بعض المسائل الخفيّة على الطالب في أوّل الأمر لا يقدح في ملَكته وقدرته الذهنية.
2: التعبير عن المسألة وصياغة اسمها قضيّة اجتهادية ويمكن أن يعبر عن المسألة الواحدة بأكثر من طريقة؛ ومحاكاة الطالب لأساليب المفسّرين تعينه على اكتساب لغتهم في التعبير عن مسائل التفسير.
3: ينبغي للطالب أن يتجنّب المبالغة في تشقيق المسائل والتكلّف في استخراج مسائل ضعيفة بعيدة الاحتمال؛ فالدراسة الصحيحة النافعة مرتبة وسط بين التكلّف والتقصير.
4: مَن يستعمل هذا المعيار للمفاضلة بين التفاسير فليحذر من الإزراء ببعضها، وليحرص على حفظ لسانه فربّ كلمة صرفت طالب علم عن كتاب لو قدّر له أن يقرأه لانتفع به، وليس هذا المعيار هو المعيار الوحيد للمفاضلة بين التفاسير فقد يكون لدى بعض المفسّرين تقصير في بعض المسائل التفسيرية لكن لديهم جوانب أحسنوا فيها إحساناً بالغاًكتب الله لهم به القبول، وكذلك فإن من المفسّرين من يختصر جداً في تفسير بعض الآيات لأسباب متعددة ويحسن التفصيل في تفسير آيات أخر.

والمقصود من هذا الدرس أن يتعلّم الطالب المهارة التي يتمكّن بها من الاسترشاد لما ينفعه من كلام أهل العلم في تفسير الآيات حتى في غير التفاسير المصنّفة، ويعرف لهؤلاء الأئمة قدرهم، فقد يكون لبعض أهل العلم كلام في تفسير بعض الآيات في كتاب ألّفه لغرض آخر غير التفسير لا تكاد تجد مثله ولا ما يقاربه في مائة تفسير؛ فعِلْم التفسير علم واسع لا تحيط به التفاسير المصنفة على كثرتها وتنوعها.



الأمثلة والتطبيقات
سأذكر ثلاثة أمثلة لاستخلاص مسائل التفسير من تفسير واحدلكلّ مثال، ثمّ أذكر تطبيقات تؤدّونها في صفحاتكم، ثمّ بعد ذلك أضيف أمثلة أخرى للآيات المذكورة أو غيرها إن اقتضت الحاجة ليتبيّن الطالب أثر تعدد التفاسير في الازدياد من المسائل والتنبّه لبعض ما كان قد فاته من مسائل لم يجدها في التفسير المفرد.


المثال الأول: تفسير قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :
(وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي: نخصُّكَ وحدكَ بالعبادةِ والاستعانةِ؛ لأنَّ تقديمَ المعمولِ يفيدُ الحصرَ، وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ، فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، ونستعينُ بكَ، ولا نستعينُ بغيركَ.

وتقديم العبادةِ على الاستعانةِمنْ بابِ تقديمِ العامِّ على الخاصِّ، واهتماماً بتقديمِ حقِّهِ تعالى على حقِّ عبدِهِ.
و(العبادة): اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ.
و(الاستعانة): هيَ الاعتمادُ على اللهِ تعالىَ في جلبِ المنافعِ ودفعِ المضارِّ، معَ الثِّقةِ بهِ في تحصيلِ ذلكَ.
والقيامُ بعبادةِ اللهِ والاستعانةِ بهِ هوَ الوسيلةُ للسعادةِ الأبديةِ، والنجاةِ منْ جميعِ الشرورِ، فلا سبيلَ إلى النجاةِ إلاَّ بالقيامِ بهمَا، وإنَّما تكونُ العبادةُ عبادةً إذا كانَتْ مأخوذةً عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مقصوداً بها وجهُ اللهِ، فبهذينِ الأمرينِ تكونُ عبادةً.
وذكرُ (الاستعانة) بعدَ (العبادةِ) معَ دخولِهَا فيهَا، لاحتياجِ العبدِ في جميعِ عباداتهِ إلى الاستعانةِ باللهِ تعالى، فإنَّهُ إنْ لم يعنهُ اللهُ لم يحصلْ لهُ ما يريدهُ منْ فعلِ الأوامرِ واجتنابِ النواهي).[تيسير الكريم الرحمن: 1/39]

المسائل:
· معنى الآية إجمالاً
· فائدة تقديم المعمول في الآية.
· سبب تقديم العبادة على الاستعانة
· معنى العبادة
· معنى الاستعانة
· شروط صحّة العبادة
· سبب ذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها



المثال الثاني: تفسير قول الله تعالى: {عمّ يتساءلون . عن النبأ العظيم}

قال عبد الحقّ بن غالب بن عطيّة الأندلسي (ت:546هـ):
(أصل عَمَّ «عن ما» ، ثم أدغمت النون بعد قلبها فبقي «عما» في الخبر والاستفهام، ثم حذفوا الألف في الاستفهام فرقا بينه وبين الخبر، ثم من العرب من يخفف الميم تخفيفا فيقول: «عم» ، وهذا الاستفهام ب عَمَّ هو استفهام توقيف وتعجب منهم، وقرأ أبيّ بن كعب وابن مسعود وعكرمة وعيسى: «عما» بالألف، وقرأ الضحاك: «عمه» بهاء، وهذا إنما يكون عند الوقف. والنَّبَإِ الْعَظِيمِ قال ابن عباس وقتادة هو الشرع الذي جاء به محمد، وقال مجاهد وقتادة: هو القرآن خاصة، وقال قتادة أيضا: هو البعث من القبور، ويحتمل الضمير في يَتَساءَلُونَ أن يريد جميع العالم فيكون الاختلاف حينئذ يراد به تصديق المؤمنين وتكذيب الكافرين ونزغات الملحدين. ويحتمل أن يراد بالضمير الكفار من قريش، فيكون الاختلاف شك بعض وتكذيب بعض. وقولهم سحر وكهانة وشعر وجنون وغير ذلك. وقال أكثر النحاة قوله: عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ، متعلق ب يَتَساءَلُونَ الظاهر كأنه قال: لم يتساءلون عن هذا النبأ، وقال الزجاج: الكلام تام في قوله: عَمَّ يَتَساءَلُونَ ثم كان مقتضى القول أن يجيب مجيب فيقول: يتساءلون عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ، فاقتضى إيجاز القرآن وبلاغته أن يبادر المحتج بالجواب الذي تقتضيه الحال والمجاورة اقتضابا للحجة وإسراعا إلى موضع قطعهم، وهذا نحو قوله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ} [الأنعام: 19] وأمثلة كثيرة، وقد وقع التنبيه عليها في مواضعها).


المسائل:
· أصل (عمَّ) : عن ما
· اللغات في (عمّ)
· القراءات في (عمّ)
· معنى الاستفهام في قوله تعالى: {عمّ يتساءلون}
· المراد بالنبأ العظيم
· مرجع الضمير في (يتساءلون).
· معنى الاختلاف في قوله تعالى : {الذي هم فيه مختلفون} بناء على مرجع الضمير في {يتساءلون}
· الخلاف في متعلّق الجار والمجرور في قوله تعالى: {عن النبأ العظيم}



المثال الثالث: تفسير قول الله تعالى: {الرحمن . علّم القرآن}

قال محمد الأمين الجكني الشنقيطي (ت: 1394هـ):
(قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ} .

قال بعض أهل العلم: نزلت هذه الآية لما تجاهل الكفار الرحمن جل وعلا، كما ذكره الله عنهم في قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ}, كما تقدم في الفرقان.
وقد قدمنا معنى الرحمن وأدلته من الآيات في أول سورة الفاتحة.
قوله تعالى: {عَلَّمَ الْقُرْآنَ} . أي علم نبيه صلى الله عليه وسلم القرآن فتلقته أمته عنه.
وهذه الآية الكريمة تتضمن رد الله على الكفار في قولهم إنه تعلم هذا القرآن من بشر كما تقدم في قوله: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ}، وقوله تعالى: {فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ} أي يرويه محمد عن غيره.
وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً, وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}.
فقوله تعالى هنا: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ} أي ليس الأمر كما ذكرتم من أنه تعلم القرآن من بشر، بل الرحمن جل وعلا هو الذي علمه إياه، والآيات الدالة على هذا كثيرة جدا:
- كقوله تعالى: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
- وقوله تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}.
- وقوله تعالى: {حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ, بَشِيراً وَنَذِيراً}.
- وقوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.
- وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً}.
- وقوله تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}.
- وقوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ, ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}.
- وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}.
- وقوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}.
- وقوله تعالى: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} ومن أعظم ذلك هذا القرآن العظيم.
- وقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.
وتعليمه جل وعلا هذا القرآن العظيم، قد بين في مواضع أخر أنه من أعظم نعمه كما قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} إلى قوله تعالى: {ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}.
وقد علم الله تعالى الناس أن يحمدوه على هذه النعمة العظمى التي هي إنزال القرآن، وذلك في قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا}.
وبيّن أن إنزاله رحمة منه لخلقه جل وعلا في آيات من كتابه كقوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} ، وقوله: {إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ, رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ}, وقد بينا الآيات الموضحة لذلك في الكهف والزخرف.
{عَلَّمَ الْقُرْآنَ} حذف في أحد المفعولين، والتحقيق أن المحذوف هو الأول لا الثاني، كما ظنه الفخر الرازي، وقد رده عليه أبو حيان، والصواب هو ما ذكره، من أن المحذوف الأول، وتقديره: علم النبي صلى الله عليه وسلم وقيل جبريل، وقيل الإنسان).

المسائل:
· سبب نزول هذه السورة مصدّرة باسم "الرحمن"
· معنى "الرحمن"
· من المعلَّم؟
· تضمّن هذه الآية الردّ على الكفّار في قولهم : "إنما يعلّمه بشر"
· بيان مقصد الآيتين.
· الآيات الدالة على أنّ الله تعالى هو الذي علم نبيّه صلى الله عليه وسلم القرآن.
· تعليم القرآن نعمة عظمى تستوجب حمد الله تعالى.
· إنزال القرآن وتعليمه من آثار رحمة الله.
· الخلاف في أيّ المفعولين المحذوف في قوله تعالى: {علّم القرآن}






  #2  
قديم 23 شوال 1435هـ/19-08-2014م, 07:46 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

التطبيقات

استخرج المسائل التي ذكرها المفسّرون في الأمثلة التالية:

1: تفسير قول الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}
قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (1376هـ): (أمرهم الله أن يستعينوا في أمورهم كلها بالصبر بجميع أنواعه، وهو الصبر على طاعة الله حتى يؤديها، والصبر عن معصية الله حتى يتركها، والصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها، فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله بالصبر عليه معونة عظيمة على كل أمر من الأمور، ومن يتصبر يصبره الله، وكذلك الصلاة التي هي ميزان الإيمان، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، يستعان بها على كل أمر من الأمور {وَإِنَّهَا} أي: الصلاة {لَكَبِيرَةٌ} أي: شاقة {إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ} فإنها سهلة عليهم خفيفة؛ لأن الخشوع، وخشية الله، ورجاء ما عنده يوجب له فعلها، منشرحا صدره لترقبه للثواب، وخشيته من العقاب، بخلاف من لم يكن كذلك، فإنه لا داعي له يدعوه إليها، وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء عليه.
والخشوع هو: خضوع القلب وطمأنينته، وسكونه لله تعالى، وانكساره بين يديه، ذلا وافتقارا، وإيمانا به وبلقائه.
ولهذا قال: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ} أي: يستيقنون {أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ} فيجازيهم بأعمالهم {وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} فهذا الذي خفف عليهم العبادات وأوجب لهم التسلي في المصيبات، ونفس عنهم الكربات، وزجرهم عن فعل السيئات، فهؤلاء لهم النعيم المقيم في الغرفات العاليات، وأما من لم يؤمن بلقاء ربه، كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه).

2: تفسير قول الله تعالى: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين}
قال محمّد بن أبي بكر الزُّرعي المعروف بابن القيم (ت:751هـ): (قال الله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} افتتح سبحانه القصة بصيغة موضوعة للاستفهام، وليس المراد بها حقيقة الاستفهام، ولهذا قال بعض الناس: إن (هل) في مثل هذا الموضع بمعنى (قد) التي تقتضي التحقيق.
ولكن في ورود الكلام في مثل هذا بصيغة الاستفهام سر لطيف ومعنى بديع؛ فإن المتكلم إذا أراد أن يخبر المخاطب بأمر عجيب ينبغي الاعتناء به وإحضار الذهن له: صدَّر له الكلام بأداة الاستفهام لتنبيه سمعه وذهنه للمخبر به؛ فتارة يصدّره بألا، وتارة يصدّره بهل.
فقول: هل علمت ما كان من كيت وكيت؟ إما مذكرا به، وإما واعظاً له مخوفا، وإما منبها على عِظَم ما يخبر به، وإما مقرراً له.
فقوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} و {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} متضمن لتعظيم هذه القصص والتنبيه على تدبرها ومعرفتها ما تضمنته.
ففيه أمر آخر. وهو التنبيه على أن إتيان هذا إليك علم من أعلام النبوة فإنه من الغيب الذي لا تعمله أنت ولا قومك؛ فهل أتاك من غير إعلامنا وإرسالنا وتعريفنا؟ أم لم يأتك إلا من قِبَلنا؟
فانظر ظهور هذا الكلام بصيغة الاستفهام، وتأمل عظم موقعه في جميع موارده يشهد أنه من الفصاحة في ذروتها العليا.
وقوله: {ضيف إبراهيم المكرمين} متضمن لثنائه على خليله إبراهيم فإنَّ في المكرمين قولين:
- أحدهما: إكرام إبراهيم لهم ففيه مدح إبراهيم بإكرام الضيف.
- والثاني: أنهم مكرمون عند الله كقوله تعالى: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} وهو متضمن أيضاً لتعظيم خليله ومدحه، إذ جعل ملائكته المكرمين أضيافاً له، فعلى كلا التقديرين فيه مدح لإبراهيم). [الرسالة التبوكية]





  #3  
قديم 23 شوال 1435هـ/19-08-2014م, 08:02 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي


3: تفسير قول الله تعالى: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين}

قال أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية (ت:728هـ): (وقوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}
قال أكثر المفسرين: لا تفسدوا فيها بالمعاصي، والداعي إلى غير طاعة الله بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل وبيان الشريعة والدعاء إلى طاعة الله مفسدٌ؛ فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره والشرك به هو أعظم الفساد في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو الشرك بالله ومخالفة أمره، قال الله تعالى : {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}
قال ابن عطية في الآية: ولا تعصوا في الأرض فيمسك الله المطر ويهلك الحرث بمعاصيكم.
وقال غير واحدٍ من السلف: إذا قحط المطر فالدواب تلعن عصاة بني آدم فتقول: اللهم العنهم فبسببهم أجدبت الأرض وقحط المطر.
وبالجملة فالشرك والدعوة إلى غير الله وإقامة معبودٍ غيره أو مطاعٍ متبعٍ غير الرسول صلى الله عليه وسلم هو أعظم الفساد في الأرض ولا صلاح لها ولأهلها إلا أن يكون الله وحده هو المعبود والدعوة له لا لغيره والطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره إنما تجب طاعته إذا أمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن أمر بمعصيته فلا سمع ولا طاعة : فإن الله أصلح الأرض برسوله صلى الله عليه وسلم ودينه وبالأمر بالتوحيد ونهى عن فسادها بالشرك به ومخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم .
ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاحٍ في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكل شر في العالم وفتنةٍ وبلاءٍ وقحطٍ وتسليط عدو وغير ذلك؛ فسببه مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى غير الله.
ومن تدبر هذا حق التدبر وجد هذا الأمر كذلك في خاصة نفسه وفي غيره عمومًا وخصوصًا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقوله تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} إنما ذكر الأمر بالدعاء لما ذكره معه من الخوف والطمع فأمر أولًا بدعائه تضرعًا وخفيةً ثم أمر أيضًا أن يكون الدعاء خوفًا وطمعًا . وفصل الجملتين بجملتين :
إحداهما : خبريةٌ ومتضمنةٌ للنهي وهي قوله : {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} .
و الثانية : طلبيةٌ، وهي قوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} والجملتان مقررتان للجملة الأولى مؤكدتان لمضمونها . ثم لما تم تقريره وبيان ما يضاده أمر بدعائه خوفًا وطمعًا ؛ لتعلق قوله: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} بقوله تعالى : {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}.
ولما كان قوله : {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} مشتملًا على جميع مقامات الإيمان والإحسان وهي الحب والخوف والرجاء عقبها بقوله: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} أي : إنما تنال من دعاه خوفًا وطمعًا فهو المحسن والرحمة قريبٌ منه ؛ لأن مدار الإحسان على هذه الأصول الثلاثة.
ولما كان دعاء التضرع والخفية يقابل الاعتداء بعدم التضرع والخفية عقب ذلك بقوله تعالى : {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} . وانتصاب قوله : {تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} {خَوْفًا وَطَمَعًا} على الحال أي ادعوه متضرعين إليه مختفين خائفين مطيعين .
وقوله : {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} فيه تنبيهٌ ظاهرٌ على أن فعل هذا المأمور هو الإحسان المطلوب منكم ومطلوبكم أنتم من الله رحمته ورحمته قريبٌ من المحسنين الذين فعلوا ما أمروا به من دعائه تضرعًا وخفيةً وخوفًا وطمعًا .
فقرب مطلوبكم منه وهو الرحمة بحسب أدائكم لمطلوبه وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم . وقوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} له دلالةٌ بمنطوقه ودلالةٌ بإيمائه وتعليله بمفهومه:
- فدلالته بمنطوقه على قرب الرحمة من أهل الإحسان.
- ودلالته بإيمائه وتعليله على أن هذا القرب مستحق بالإحسان وهو السبب في قرب الرحمة منهم.
- ودلالته بمفهومه على بعده من غير المحسنين.
فهذه ثلاث دلالات لهذه الجملة ؛ وإنما اختص أهل الإحسان بقرب الرحمة لأنها إحسانٌ من الله عز وجل أرحم الراحمين، وإحسانه تبارك وتعالى إنما يكون لأهل الإحسان ؛ لأن الجزاء من جنس العمل، وكلما أحسنوا بأعمالهم أحسن إليهم برحمته، وأما من لم يكن من أهل الإحسان؛ فإنه لما بعد عن الإحسان بعدت عنه الرحمة، بُعْدٌ ببعد، وقربٌ بقرب؛ فمن تقرب إليه بالإحسان تقرب الله إليه برحمته، ومن تباعد عن الإحسان تباعد الله عنه برحمته.
والله سبحانه يحب المحسنين، ويبغض من ليس من المحسنين، ومن أحبه الله فرحمته أقرب شيءٍ منه، ومن أبغضه الله فرحمته أبعد شيءٍ منه.

والإحسان هاهنا هو فعل المأمور به سواءٌ كان إحسانًا إلى الناس أو إلى نفسه فأعظم الإحسان الإيمان والتوحيد والإنابة إلى الله تعالى والإقبال إليه والتوكل عليه وأن يعبد الله كأنه يراه إجلالًا ومهابةً وحياءً ومحبةً وخشيةً؛ فهذا هو مقام الإحسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سأله جبريل عليه السلام عن الإحسان؛ فقال : ((أن تعبد الله كأنك تراه)).
فإذا كان هذا هو الإحسان فرحمته قريبٌ من صاحبه ؛ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان يعني هل جزاء من أحسن عبادة ربه إلا أن يحسن ربه إليه قال ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - هل جزاء من قال لا إله إلا الله وعمل بما جاء به محمدٌ صلى الله عليه وسلم إلا الجنة ؟.
وقد ذكر ابن أبي شيبة وغيره من حديث الزبير بن عدي عن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - قال : (قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} ثم قال : ((هل تدرون ما قال ربكم؟))
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال : ((هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة)) ).





تفسير قوله تعالى: {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ (17)}
قال محمّد الطّاهر بن عاشورٍ (ت: 1393هـ): ({ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ (17)}
لمّا كانت هذه النّذارة بلغت بالقرآن والمشركون معرضون عن استماعه حارمين أنفسهم من فوائده ذيّل خبرها بتنويه شأن القرآن بأنّه من عند اللّه وأنّ اللّه يسّره وسهّله لتذكّر الخلق بما يحتاجونه من التّذكير ممّا هو هدًى وإرشادٌ. وهذا التّيسير ينبئ بعناية اللّه به مثل قوله: {إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون} [الحجر: 9] تبصرةً للمسلمين ليزدادوا إقبالًا على مدارسته وتعريضًا بالمشركين عسى أن يرعووا عن صدودهم عنه كما أنبأ عنه قوله: فهل من مدّكرٍ.
وتأكيد الخبر باللّام وحرف التّحقيق مراعًى فيه حال المشركين الشّاكّين في أنّه من عند اللّه.
والتّيسير: إيجاد اليسر في شيءٍ، من فعلٍ كقوله: {يريد اللّه بكم اليسر} [البقرة: 185]
أو قولٍ كقوله تعالى: {فإنّما يسّرناه بلسانك لعلّهم يتذكّرون} [الدّخان: 58].
واليسر: السّهولة، وعدم الكلفة في تحصيل المطلوب من شيءٍ. وإذ كان القرآن كلامًا فمعنى تيسيره يرجع إلى تيسير ما يراد من الكلام وهو فهم السّامع المعاني الّتي عناها المتكلّم به بدون كلفةٍ على السّامع ولا إغلاقٍ كما يقولون: يدخل للأذن بلا إذنٍ.
وهذا اليسر يحصل من جانب الألفاظ وجانب المعاني فأمّا من جانب الألفاظ فلذلك بكونها في أعلى درجات فصاحة الكلمات وفصاحة التّراكيب، أي فصاحة الكلام، وانتظام مجموعها، بحيث يخفّ حفظها على الألسنة.
وأمّا من جانب المعاني، فبوضوح انتزاعها من التّراكيب ووفرة ما تحتوي عليه التّراكيب منها من مغازي الغرض المسوقة هي له. وبتولّد معانٍ من معانٍ أخر كلّما كرّر المتدبّر تدبّره في فهمها.
ووسائل ذلك لا يحيط بها الوصف وقد تقدّم بسطها في المقدّمة العاشرة من مقدّمات هذا التّفسير ومن أهمّها إيجاز اللّفظ ليسرع تعلّقه بالحفظ، وإجمال المدلولات لتذهب نفوس السّامعين في انتزاع المعاني منها كلّ مذهبٍ يسمح به اللّفظ والغرض والمقام، ومنها الإطناب بالبيان إذا كان في المعاني بعض الدّقّة والخفاء.
ويتأتّى ذلك بتأليف نظم القرآن بلغةٍ هي أفصح لغات البشر وأسمح ألفاظًا وتراكيب بوفرة المعاني، وبكون تراكيبه أقصى ما تسمح به تلك اللّغة، فهو خيارٌ من خيارٍ من خيارٍ. قال تعالى: {بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ} [الشّعراء: 195].
ثمّ يكون المتلقين له أمّةً هي أذكى الأمم عقولًا وأسرعها أفهامًا وأشدّها وعيًا لما تسمعه، وأطولها تذكّرًا له دون نسيانٍ، وهي على تفاوتهم في هذه الخلال تفاوتًا اقتضته سنّة الكون لا يناكد حالهم في هذا التّفاوت ما أراده اللّه من تيسيره للذّكر، لأنّ الذّكر جنسٌ من الأجناس المقول عليها بالتّشكيك إلّا أنّه إذا اجتمع أصحاب الأفهام على مدارسته وتدبره بدت لجموعهم معانٍ لا يحصيها الواحد منهم وحده.
وقد فرض اللّه على علماء القرآن تبيينه تصريحًا كقوله:
{لتبيّن للنّاس ما نزّل إليهم} [النّحل: 44]، وتعريضًا كقوله: {وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس} [آل عمران: 187] فإنّ هذه الأمّة أجدر بهذا الميثاق.
وفي الحديث: «ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت اللّه يتلون كتاب اللّه ويتدارسونه بينهم إلّا نزلت عليهم السّكينة وغشيتهم الرّحمة وذكرهم اللّه فيمن عنده». واللّام في قوله: للذّكر متعلقة ب يسّرنا وهي ظرفٌ لغوٌ غير مستقرٍّ، وهي لامٌ تدلّ على أن الفعل الّذي تعلّقت به فعل لانتفاع مدخول هذه اللّام به فمدخولها لا يراد منه مجرّد تعليل فعل الفاعل كما هو معنى التّعليل المجرّد ومعنى المفعول لأجله المنتصب بإضمار لام التّعليل البسيطة، ولكن يراد أنّ مدخول هذه اللّام علّةٌ خاصّةٌ مراعاةٌ في تحصيل فعل الفاعل لفائدته، فلا يصحّ أن يقع مدخول هذه اللّام مفعولًا لأنّ المفعول لأجله علّةٌ بالمعنى الأعمّ ومدخول هذه اللّام علّةٌ خاصّةٌ فالمفعول لأجله بمنزلة سبب الفعل وهو كمدخول باء السّببيّة في نحو: {فكلًّا أخذنا بذنبه} [العنكبوت: 40]، ومجرور هذه اللّام بمنزلة مجرور باء الملابسة في نحو {تنبت بالدّهن} [المؤمنون: 20]، وهو أيضًا شديد الشّبه بالمفعول الأوّل في باب كسا وأعطى، فهذه اللّام من القسم الّذي سمّاه ابن هشامٍ في «مغني اللّبيب»: شبه التّمليك. وتبع في ذلك ابن مالكٍ في «شرح التّسهيل».
وأحسن من ذلك تسمية ابن مالكٍ إيّاه في «شرح كافيته» وفي «الخلاصة» معنى التّعدية. ولقد أجاد في ذلك لأن مدخول هذه اللّام قد تعدّى إليه الفعل الّذي تعلّقت به اللّام تعديةً مثل تعدية الفعل المتعدّي إلى المفعول، وغفل ابن هشامٍ عن هذا التّدقيق، وهو المعنى الخامس من معاني اللّام الجارّة في «مغنى اللّبيب» وقد مثّله بقوله تعالى: {جعل لكم من أنفسكم أزواجاً} [الشورى: 11]، ومثّل له ابن مالكٍ في «شرح التّسهيل» بقوله تعالى: {فهب لي من لدنك وليًّا}[مريم: 5]، ومن الأمثلة الّتي تصلح له قوله تعالى: {وذلّلناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون}[يس: 72] وقوله تعالى: {ونيسّرك لليسرى} [الأعلى: 8] وقوله: {فسنيسّره لليسرى} [اللّيل: 7] وقوله: {فسنيسّره للعسرى} [اللّيل: 10]، ألا ترى أنّ مدخول اللّام في هذه الأمثلة دالٌّ على المتنفّعين بمفاعيل أفعالها فهم مثل أوّل المفعولين من باب كسا.
وإنّما بسطنا القول في هذه اللّام لدقّة معناها وليتّضح معنى قوله تعالى: ولقد يسّرنا القرآن للذّكر.
وأصل معاني لام الجرّ هو التّعليل وتنشأ من استعمال اللّام في التّعليل المجازيّ معانٍ شاعت فساوت الحقيقة فجعلها النّحويّون معاني مستقلّةً لقصد الإيضاح.
والذّكر: مصدر ذكر الّذي هو التّذكّر العقليّ لا اللّسانيّ، والّذي يرادفه الذّكر بضمّ الذّال اسمًا للمصدر، فالذّكر هو تذكّر ما في تذكّره نفعٌ ودفع ضرٍّ، وهو الاتّعاظ والاعتبار.
فصار معنى يسّرنا القرآن للذّكر أنّ القرآن سهّلت دلالته لأجل انتفاع الذّكر بذلك التّيسير، فجعلت سرعة ترتّب التّذكّر على سماع القرآن بمنزلة منفعةٍ للذّكر لأنّه يشيع ويروج بها كما ينتفع طالب شيءٍ إذا يسّرت له وسائل تحصيله، وقرّبت له أباعدها. ففي قوله:
يسّرنا القرآن للذّكر استعارةٌ مكنيّةٌ ولفظ يسّرنا تخييلٌ. ويؤوّل المعنى إلى: يسّرنا القرآن للمتذكّرين.
وفرّع على هذا المعنى قوله: فهل من مدّكرٍ. والقول فيه كالقول في نظيره المتقدّم آنفًا، إلّا أنّ بين الادّكارين فرقًا دقيقًا، فالادّكار السّالف ادّكار اعتبارٍ عن مشاهدة آثار الأمّة البائدة، والادّكار المذكور هنا ادّكارٌ عن سماع مواعظ القرآن البالغة وفهم معانيه والاهتداء به). [التحرير والتنوير: 27 / 190 -187]



  #4  
قديم 23 شوال 1435هـ/19-08-2014م, 08:09 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي

أسماء الطلاب الذين أدّوا تطبيقات الدرس الأول:
1: أمل عبد الرحمن.
2: أم عبد الله العلي.
3: إسراء خليفة.
4: إشراق المطيري.
5: ريم الحربي.
6: أمل يوسف.
7: فاطمة الزهراء احمد.
8: سارة حسن.
9: سرور صالحي.
10: هنية كيرة.
11: فرح بركة.
12: ليلى باقيس.
13: بشرى
الزومان.

14: لطيفة المنصوري.
15: عبير ماجد.

16: أم الفضل.

17: أم إسماعيل.
18: أم عبد الله آل عثمان.
19: عائشه محمد ابو العينين.
20: مها الحربي.
21: أبو هاجر.
22: أنجى بنت الشيمي.

23: سهى بسيوني.

24: أم القاسم.

25: أروى.
26: تماضر.
27: مروة محمود.
28: بنت عبد العزيز
29: عواطف
30: نوف
31: محمد بدر الدين سيفي
32: يزيد
33: منى المنصوري
34: مها شتا
35: أم الخطاب
36: لمياء
37: ام بيسان
38: دعاء بنت كامل
39: منيرة
40: كوثر التايه
41: إيمان الشاطري
42: زهرة سالم
43: عزة لطفي
44: أم صهيب بنت محمد
45: أمنية نور الدين
46: نبيلة الصفدي
47: شيماء محمد
48: حمده اليامي
49: إحسان التايه
50: أفنان زياد
51: حنان علي محمود
52: الريم
53: إيمان بنت عبد الرحمن
54: عفاف الشمري
55: بشرى طريخم السبيعي
56: أم حفص عمر
57: أمل بامرحول في صفحة دراسة التفسير بمجموعتها
58: مريم عبد المالك
59: صابرة الشهال
60: فاطمة أيوب
61: هبة الديب
تم تعديل الرابط
62:
شيماء حمدين
63: عمر عبد العالي
64: راقية
65: فايزة الباشا
66: خضراء عيضة الزهراني
67: ميسر ياسين محمد محمود لا يوجد لديها صفحة والرابط الموضوع خطأ
68: أم البراء الخطيب
69: أم اليمان
70: حافظ الشريف
71: هالة إبراهيم
72: بدرية صالح
73: سارة الأحمدي
74: أم ترتيل
75: محمد فتوح
76: أم البراء آدم
77: مريم الصالح
78: وردة ماجد الجابري
79: مريم أحمد أحمد حجازي
80: أمجاد الراضي
81: نسرين محمد
82: عيسى حسان
83: أم أسامة بنت يوسف
84: أمل الصيرفي
85: مريم العبدلي
86: سنا مصطفى
87: المعز
88: ياسمينة فروخي


  #5  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 02:08 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أحسن إليكم
هنا التطبيقات الأربعة
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...619#post133619
بارك الله فيكم جزاكم الله عنا خيرا


  #6  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 04:48 AM
ام عبدالله العلي ام عبدالله العلي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 277
افتراضي

تم التطبيق حفظكم الباري

http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=24467

  #7  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 08:19 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...d=1#post133847

  #8  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 10:39 AM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي

تمّ بحمد الله أداء التطبيقات الأربعة
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...d=1#post133905


  #9  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 02:04 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

تمت بحمد الله التطبيقات الأربع
http://afaqattaiseer.net/vb/showthre...606#post135606


  #10  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 05:39 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=24568

  #11  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 08:28 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

الحمد لله أديت هذا التطبيق بفضل الله

  #12  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 08:32 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

الحمد لله أديت التطبيق الاول والثاني بفضل الله


http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...8#.U_TbL2IgGK0

  #13  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 10:34 PM
سارة حسن سارة حسن غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 32
افتراضي

بارك الله فيكم.
الحمد لله، تمّ أداء التطبيقين الأول والثاني بفضل الله وتوفيقه.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...057#post134057

  #14  
قديم 25 شوال 1435هـ/21-08-2014م, 01:28 AM
سرور صالحي سرور صالحي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مجموعة المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 335
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا بفضل الله التطبيق الأول و الثاني
http://afaqattaiseer.net/vb/showthre...136#post134136

  #15  
قديم 25 شوال 1435هـ/21-08-2014م, 01:28 AM
هنية كيرة هنية كيرة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 164
افتراضي

بفضل الله تم حل التطبيق الأول والثاني وهذا رابط الحل
http://www.afaqattaiseer.net/vb/newr...treply&t=24581

  #16  
قديم 25 شوال 1435هـ/21-08-2014م, 01:45 AM
فرح بركة فرح بركة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 126
افتراضي

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...148#post134148
التطبيق الأول والثاني

وضعتها في صفحة دراسة التفسير
ام نفتح لتطبيقات صفحة مستقلة؟

  #17  
قديم 25 شوال 1435هـ/21-08-2014م, 06:23 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

التطبيق الأول والثاني: http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...83&postcount=2
التطبيق الثالث والرابع: http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...96&postcount=3

  #18  
قديم 26 شوال 1435هـ/22-08-2014م, 01:04 PM
بشرى عبدالرحمن بشرى عبدالرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 148
افتراضي

التطبيق الأول والثاني
http://afaqattaiseer.net/vb/showthre...579#post134579

  #19  
قديم 26 شوال 1435هـ/22-08-2014م, 01:49 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

جزاكم الله خيرا.
رابط التطبيقات

  #20  
قديم 26 شوال 1435هـ/22-08-2014م, 06:05 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله
جزاكم الله كل خير على نفعتمونا به

وهذا رابط حل التطبيقات الاربعة http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...5#.U_dbk7x_vyg

  #21  
قديم 26 شوال 1435هـ/22-08-2014م, 07:46 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

تم التطبيق بفضل الله ومنته

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...645#post134645

  #22  
قديم 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م, 02:38 PM
هنية كيرة هنية كيرة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 164
افتراضي

السلام عليكم
هذا تعديل رابط حل التطبيق الأول والثاني
وجزاكم الله خيرا

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...916#post134916

  #23  
قديم 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م, 03:34 PM
أم إسماعيل هاجر بنت محمد أم إسماعيل هاجر بنت محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 700
افتراضي

http://afaqattaiseer.net/vb/showpost...31&postcount=2

  #24  
قديم 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م, 06:29 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله آل عثمان
أم عبد الله آل عثمان أم عبد الله آل عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 424
افتراضي

جزاكم الله خيرًا
رابط التطبيقين الأول والثاني
أُتبع البقية لاحقًا إن شاء الله

  #25  
قديم 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م, 06:52 PM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

تم عمل التطبيق الاول والثانى وجزاكم الله خيرا
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...970#post134970

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir