دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ربيع الأول 1439هـ/12-12-2017م, 06:25 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي مراجعة تطبيقية لدورة المهارات المتقدّمة في التفسير- المرحلة الأولى

مراجعة تطبيقية على دروس مهارات التفسير المتقدّمة.
- المرحلة الأولى -




موضوع البحث:
تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم (75)} الواقعة.



المطلوب:

1: تصنيف المسألة وترشيح المراجع الأولية للبحث.
2: جمع كلام أهل العلم وترتيبه.



إرشادات:
- هذا التطبيق مراجعة على دروس دورة مهارات التفسير المتقدّمة.
- سيتمّ أداء هذا التطبيق على خمس مراحل قصيرة؛ ليوقف الطالب على الملاحظات أولا بأول وصولا إلى التحرير النهائي للمسألة.
- يرجى تقديم كل مرحلة في موعدها حتى لا يبدأ الطالب في المرحلة اللاحقة إلا بعد تقويم الأولى.
- في المطلوب الثاني يقتصر الطالب على وضع تقرير حول ما اجتمع لديه من النقول في المسألة، ولا يطلب منه وضع النقول بنصّها.
- لا يشترط في هذا التطبيق تقصّي جميع المصادر، لكن لا يقبل فوات المراجع المهمّة.
- سيتمّ وضع تعليق عامّ على كل تطبيق في موعده -بإذن الله- حتى يستدرك الطالب ما فاته في المرحلة التالية.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح
وجعلكم للمتّقين إماما

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الأول 1439هـ/13-12-2017م, 07:17 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

المطلوب:
1: تصنيف المسألة وترشيح المراجع الأولية للبحث
المراد بمواقع النجوم

تصنيف المسالة : تفسيرية
المراجع الأولية : تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.
2: جمع كلام أهل العلم وترتيبه.
اختلف العلماء على المراد بمواقع النجوم على أقوال :
القول الأول :منازل القرآن
هذا القول قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة وابن مسعود ورواه ابن جريروذكره الزجاج والماوردي وابن عطية والقرطبي وابن الجوزي والسيوطي
التخريج :
أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير من طريق حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير ، ورواه الحاكم في مستدركه والبيهقي من طريق منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قال ابن جرير : حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا هشيم قال : أخبرنا حصين ، عن حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : نزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ، ثم فرق في السنين بعد . قال : وتلا ابن عباس هذه الآية ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) قال : نزل متفرقا .
وأما قول عكرمة فرواه ابن جرير من طريق الحسين عن يزيد .ومن طريق المعتمر عن أبيه عن عكرمة ،
وقال ابن جرير :حدثنا ابن حميد قال : ثنا يحيى بن واضح قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة في قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) قال : أنزل الله القرآن نجوما ثلاث آيات وأربع آيات وخمس آيات .

وقال ابن جرير أيضا : حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن عكرمة : إن القرآن نزل جميعا ، فوضع بمواقع النجوم ، فجعل جبريل يأتي بالسورة ، وإنما نزل جميعا في ليلة القدر .
وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق الأعمش ، وأخرجه ابن نصر من طريق ابن الضريس عن مجاهد .

وقال ابن جرير أيضا : حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي قال : ثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الأعمش ، عن مجاهد ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) قال : هو محكم القرآن .

وقال السيوطي ايضا :
وأخرج ابن نصر، وابن الضريس ، عن مجاهد : فلا أقسم بمواقع النجوم قال : هو محكم القرآن.
وأما قول ابن مسعود فأخرجه الفرياني من طريق المنهال بن عمرو بسند صحيح .
قال السيوطي : وأخرج الفريابي ، بسند صحيح، عن المنهال بن عمرو قال : قرأ عبد الله بن مسعود : فلا أقسم بمواقع النجوم قال : بمحكم القرآن، فكان ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم – نجوما

القول الثاني : مساقطها ومغاربها
هذا القول قاله مجاهد وقتادة والحسن و رواه ابن جريروذكره الزجاج والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والبغوي وابن كثير و السيوطي .

التخريج :
وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد .
قال ابن جرير :حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( بمواقع النجوم ) قال في السماء . ويقال : مطالعها ومساقطها .

وأما قول قتادة فرواه ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن قتادة ، وأخرجه السيوطي .
قال ابن جرير : حدثني بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) أي مساقطها .
قال السيوطي : وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة : فلا أقسم بمواقع النجوم قال : بمساقطها.
وأما قول الحسن فذكره السيوطي مخرجا .
قال السيوطي : وأخرج عبد بن حميد ، عن الحسن : فلا أقسم بمواقع النجوم قال : بمغايبها .

القول الثالث :منازل النجوم
قاله قتادة ورواه ابن جرير وذكره الماوردي وابن الجوزي والبغوي ورواه السيوطي
التخريج :
أما قول قتادة فرواه ابن جرير من طريق معمر عن قتادة ، ورواه عبد الرزاق أيضا وقد ذكره السيوطي .
قال ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) قال : بمنازل النجوم .
قال السيوطي : وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، عن قتادة في قوله : فلا أقسم بمواقع النجوم قال : بمنازل النجوم .

القول الرابع : بانتثار النجوم عند قيام الساعة
قاله قتادة ورواه ابن جرير وذكره الماوردي وابن عطية والبغوي والقرطبي .
التخريج :
وأما قول قتادة فرواه ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن قتادة .
قال ابن جرير : حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة في قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) قال : قال الحسن انكدارها وانتثارها يوم القيامة .
القول الخامس : عند الانقضاض إثر العفاريت.
هذا القول ذكره ابن عطية بصيغة التضعيف .

الراجح :
الراجح عند ابن جرير هو القول الثاني :
فقال ابن جرير : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : معنى ذلك : فلا أقسم بمساقط النجوم ومغايبها في السماء ، وذلك أن المواقع جمع موقع ، والموقع المفعل من وقع يقع موقعا ، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك ، ولذلك قلنا : هو أولى معانيه به .
وأما ابن عطية فرجح القول الأول :
قال ابن عطية : ويؤيد هذا القول عود الضمير على القرآن في قوله سبحانه: إنه لقرآن كريم ، وذلك أن ذكره لم يتقدم إلا على هذا التأويل، ومن لا يتأول هذا التأويل يقول: إن الضمير يعود على القرآن وإن لم يتقدم ذكر لشهرة الأمر ووضوح المعنى، كقوله تعالى: حتى توارت بالحجاب ، و كل من عليها فان ، وغير ذلك.
وكلا القولين لا تنافي بينهما فمنازل القرآن كان على مساقطها ، أما بقية الأقوال فلا تحتمله السياق لأن السياق عن القرآن .
قال أبو شامة قوله رسلا أي رفقا وعلى مواقع النجوم أي على مثل مساقطها يريد أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ثم أنزل على ما وقع مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق ،وذكر هذا القول السيوطي في الاتقان.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 ربيع الأول 1439هـ/13-12-2017م, 09:28 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

هيا أبو داهوم
بارك الله فيك وسدّدك وأعلى همّتك.
لكن ما وضعتيه ليس هو المطلوب في المرحلة الأولى، إنما المطلوب جمع المادة العلمية للبحث وهي الأحاديث والآثار وأقوال السلف وأهل العلم في المسألة، وهو موضوع الدرس السادس من دروس الدورة، أما ما وضعتيه من استخلاص للأقوال وتخريجها فهو مطلوب المرحلة الثانية، وأرجو عدم التسرّع في إدراج مراحل البحث -مع ثنائي على جدّك واجتهادك- لأن غرضنا من تقسيم المراحل استدراك بعض المراحل التي قد تفوت الطالب أثناء البحث والتنبيه إلى أهميتها، والتنبيه إلى أهمّ ما ينبغي مراعاته في كل مرحلة، وأوصيك بمراجعة خطة الدراسة الأسبوعية للتعرّف على تقسيم المراحل.
وأنتظر إضافة المطلوب في المرحلة الأولى وهو وضع خلاصة ما تحصّل للباحث من النقول التي جمعها مما له تعلّق بالمسألة موضوع البحث.
بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 ربيع الأول 1439هـ/13-12-2017م, 05:04 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا
قرأت السؤال لكن سبحان الله نسيت نفسي ولم أنتبه أني وضعت كل شيء دفعة واحدة فعذرا
----------------

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 ربيع الأول 1439هـ/13-12-2017م, 06:01 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

1: تصنيف المسألة وترشيح المراجع الأولية للبحث
المراد بمواقع النجوم
تصنيف المسالة : تفسيرية
المراجع الأولية : تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.
2: جمع كلام أهل العلم وترتيبه.
المراد بمواقع النجوم :
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم...}.
وحدثني أبو ليلى السجستاني , عن أبي جرير قاضي سجستان قال: قرأ عبد الله بن مسعود: {فلا أقسم بموقع النّجوم}, والقراء جميعاً على: مواقع.
- حدثني الفضيل بن عياض, عن منصور, عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله فيما أعلم شك الفراء قال: { فلا أقسم بموقع النجوم}, قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى الله عليه نجوما). [معاني القرآن: 3/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم }: فأقسم بمواقع النجوم , ومواقعها مساقطها , ومغايبها). [مجاز القرآن: 2/252]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال منازل النجوم
قال معمر وقال الكلبي هو القرآن كان ينزل نجوما). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ "). [صحيح البخاري: 6/146]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: أراد: نجوم القرآن إذا نزل.
وقال أبو عبيدة: «أراد مساقط النجوم في المغرب»). [تفسير غريب القرآن: 451]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}
- أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " نزل القرآن جميعًا في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا، ثمّ فصّل فنزل في السّنين، فذلك قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/287]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} فقال بعضهم: عني بقوله: {فلا أقسم}. أقسم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {فلا أقسم}. قال: أقسم.
وقال بعض أهل العربيّة: معنى قوله: {فلا} فليس الأمر كما تقولون ثمّ استأنف القسم بعد فقيل أقسم.
وقوله: {بمواقع النّجوم}. اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فلا أقسم بمنازل القرآن، وقالوا: أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا متفرّقةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين بعد قال: وتلا ابن عبّاسٍ هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: أنزل اللّه القرآن نجومًا ثلاث آياتٍ وأربع آياتٍ وخمس آياتٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّ القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزل جميعًا في ليلة القدر.
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: هو محكم القرآن.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ}. قال: مستقرّ الكتاب أوّله وآخره.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بمواقع النّجوم}. قال في السّماء ويقال مطالعها ومساقطها.
- حدّثني بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. أي مساقطها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بمنازل النّجوم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: بمنازل النّجوم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بانتثار النّجوم عند قيام السّاعة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم ومغايبها في السّماء، وذلك أنّ المواقع جمع موقعٍ، والموقع المفعل من وقع يقع موقعًا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الكوفة (بموقع) على التّوحيد، وقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين {بمواقع}: على الجماع.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 22/358-362]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: معناه أقسم، ودخلت (لا) توكيدا كما قال عزّ وجل:
{لئلّا يعلم أهل الكتاب}: معناه لأن يعلم أهل الكتاب.
ومواقع النجوم مساقطها، كما قال عزّ وجلّ : {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب}
وقيل إن مواقع النجوم يعنى به نجوم القرآن، لأنه كان ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - نجوما شيئا بعد شيء , ودليل هذا القول : {وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم * إنّه لقرآن كريم}). [معاني القرآن: 5/115]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بمواقع النجوم نجوم القرآن وذلك أنه نزل القرآن إلى السماء الدنيا جميعه جملة واحدة ثم نجم على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما فرقا قطعا الآية والآيتان وأكثر). [تفسير مجاهد: 2/651]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها). [تفسير مجاهد: 2/652]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، ثنا عمرو بن عونٍ الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، أنبأ حصين بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرق في السّنين قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: «نزل متفرّقًا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/519]
قال أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي(ت:427هـ): ثم استأنف القسم فقال: أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ يعني نجوم القرآن التي كانت تنزل على «2» انكدارها وانتشارها يوم القيامة.
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمَوَاقِعِ}: حيث تغيب). [العمدة في غريب القرآن: 299]
قال أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي(ت:450هـ): ثم استأنف كلامه فقال أقسم بمواقع النجوم وفيها ستة أقاويل:

أحدها: أنها مطالعها ومساقطها، قاله مجاهد
الثاني: انتشارها يوم القيامة وانكدارها ، قاله الحسن .

الثالث: أن مواقع النجوم السماء ، قاله ابن جريج .

الرابع: أن مواقع النجوم الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا قالوا: مطرنا بنوء كذا ، قاله الضحاك ، ويكون قوله: فلا أقسم مستعملا على حقيقته في نفي القسم بها.

الخامس: أنها نجوم القرآن أنزلها الله من اللوح المحفوظ من السماء العليا إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمه السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم عشرين سنة ، فهو ينزله على الأحداث في أمته ، قاله ابن عباس والسدي . السادس: أن مواقع النجوم هو محكم القرآن ، حكاه الفراء عن ابن مسعود.
قال أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي(ت:516هـ): قوله - عز وجل - : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) ، قال أكثر المفسرين : معناه : أقسم و " لا " صلة ، وكان عيسى بن عمر يقرأ : فلأقسم على التحقيق . وقيل : قوله " فلا " رد لما قاله الكفار في القرآن إنه سحر وشعر وكهانة ، معناه : ليس الأمر كما يقولون ، ثم استأنف القسم ، فقال : ( أقسم بمواقع النجوم ) قرأ حمزة والكسائي : " بموقع " على التوحيد . وقرأ الآخرون " بمواقع " على الجمع . قال ابن عباس : أراد نجوم القرآن ، فإنه كان ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متفرقا نجوما . وقال جماعة من المفسرين : أراد مغارب النجوم ومساقطها . وقال عطاء بن أبي رباح : أراد منازلها . وقال الحسن : أراد انكدارها وانتثارها يوم القيامة .
قال أبو محمد عبد الحق بن غالب ابن عطية الأندلسي(ت:542هـ) : واختلف الناس في "النجوم" هنا- فقال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، وغيرهم: هي نجوم القرآن التي نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه روي أن القرآن نزل من عند الله عز وجل في ليلة القدر إلى السماء الدنيا- وقيل: إلى البيت المعمور - جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك على محمد صلى الله عليه وسلم نجوما مقطعة في مدة من عشرين سنة، ويؤيد هذا القول عود الضمير على القرآن في قوله سبحانه: إنه لقرآن كريم ، وذلك أن ذكره لم يتقدم إلا على هذا التأويل، ومن لا يتأول هذا التأويل يقول: إن الضمير يعود على القرآن وإن لم يتقدم ذكر لشهرة الأمر ووضوح المعنى، كقوله تعالى: حتى توارت بالحجاب ، و كل من عليها فان ، وغير ذلك. وقال جمهور كثير من المفسرين: النجوم هنا [ ص: 210 ] الكواكب المعروفة، واختلف في موقعها، فقال مجاهد وأبو عبيدة : هي مواقعها عند غروبها وطلوعها، وقال قتادة : مواقعها هي مواضعها من السماء، وقيل: مواقعها عند الانقضاض إثر العفاريت، وقال الحسن: مواقعها عند انكدار النجوم.

قال أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي(ت:468هـ): فلا أقسم لا زائدة، والمعنى: فأقسم، ويجوز أن تكون ردًا لما يقوله الكفار في القرآن، من أنه سحر، وشعر، وكهانة، ثم استأنف القسم على أنه قرآن كريم، وقوله: بمواقع النجوم قال ابن عباس: أقسم بنزول القرآن، نزل متفرقًا قطعًا نجومًا.
وقال جماعة من المفسرين: يريد: مغارب النجوم ومساقطها.
وقرئ بموقع النجوم على واحد، وقال المبرد: موقع ههنا مصدر، فهو يصلح للواحد والجمع.
ثم أخبر عن عظم هذا القسم، فقال: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الواقعة: 76] قال الفراء، والزجاج: هذا يدل على أن المراد بمواقع النجوم نزول القرآن.
والضمير في: إنه يعود على القسم، ودل عليه أقسم، والمعنى: وإن القسم بمواقع النجوم لقسم عظيم لو تعلمون.
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ) : قوله تعالى: بمواقع وقرأ حمزة، والكسائي: "بموقع" على التوحيد . قال أبو علي: مواقعها مساقطها . ومن أفرد، فلأنه اسم جنس . ومن جمع، فلاختلاف ذلك . وفي "النجوم" قولان .

أحدهما: نجوم السماء، قاله الأكثرون . فعلى هذا في مواقعها ثلاثة أقوال .

أحدها: انكدارها وانتثارها يوم القيامة، قاله الحسن .

والثاني: منازلها، قاله عطاء، وقتادة .

والثالث: مغيبها في المغرب، قاله أبو عبيدة .

والثاني: أنها نجوم القرآن، رواه ابن جبير عن ابن عباس . فعلى هذا سميت نجوما لنزولها متفرقة، ومواقعها: نزولها "وإنه لقسم" الهاء كناية عن القسم .
قال أبو عبد الله محمد بن أحمد الخزرجي القرطبي(ت:671هـ): قوله تعالى : بمواقع النجوم مواقع النجوم : مساقطها ومغاربها في قول قتادة وغيره . عطاء بن أبي رباح : منازلها . الحسن : انكدارها وانتثارها يوم القيامة . الضحاك : هي الأنواء التي كان أهل الجاهلية يقولون إذا مطروا قالوا : مطرنا بنوء كذا . الماوردي : ويكون قوله تعالى : فلا أقسم مستعملا على حقيقته من نفي القسم . القشيري : هو قسم ، ولله تعالى أن يقسم بما يريد ، وليس لنا أن نقسم بغير الله تعالى وصفاته القديمة .

قلت : يدل على هذا قراءة الحسن " فلأقسم " وما أقسم به سبحانه من مخلوقاته في غير موضع من كتابه . وقال ابن عباس : المراد بمواقع النجوم نزول القرآن نجوما ، أنزله الله تعالى من اللوح المحفوظ من السماء العليا إلى السفرة الكاتبين ، فنجمه السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام عشرين سنة ، فهو ينزله على الأحداث من أمته ؛ حكاه الماوردي عن ابن عباس والسدي . وقال أبو بكر الأنباري : حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزل القرآن إلى سماء الدنيا جملة واحدة ، ثم نزل إلى الأرض نجوما ، وفرق بعد ذلك خمس آيات خمس آيات وأقل وأكثر ، فذلك قول الله تعالى : فلا أقسم بمواقع النجوم
قال إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي الدمشقي(ت:774هـ): قال جويبر ، عن الضحاك : إن الله لا يقسم بشيء من خلقه ، ولكنه استفتاح يستفتح به كلامه .
وهذا القول ضعيف . والذي عليه الجمهور أنه قسم من الله عز وجل ، يقسم بما شاء من خلقه ، وهو دليل على عظمته . ثم قال بعض المفسرين : " لا " هاهنا زائدة ، وتقديره : أقسم بمواقع النجوم . ورواه ابن جرير ، عن سعيد بن جبير . ويكون جوابه : ( إنه لقرآن كريم ) .
وقال آخرون : ليست " لا " زائدة لا معنى لها ، بل يؤتى بها في أول القسم إذا كان مقسما به على منفي ، كقول عائشة رضي الله عنها : " لا والله ما مست يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يد امرأة قط " وهكذا هاهنا تقدير الكلام : " لا أقسم بمواقع النجوم ليس الأمر كما زعمتم في القرآن أنه سحر أو كهانة ، بل هو قرآن كريم " .
وقال ابن جرير : وقال بعض أهل العربية : معنى قوله : ( فلا أقسم ) فليس الأمر كما تقولون ، ثم استأنف القسم بعد : فقيل : أقسم .
واختلفوا في معنى قوله : ( بمواقع النجوم ) ، فقال حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس يعني : نجوم القرآن ; فإنه نزل جملة ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا ، ثم نزل مفرقا في السنين بعد . ثم قرأ ابن عباس هذه الآية .
وقال الضحاك عن ابن عباس : نزل القرآن جملة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على محمد - صلى الله عليه وسلم - عشرين سنة ، فهو قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) نجوم القرآن .
وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والسدي ، وأبو حزرة .
وقال مجاهد أيضا : ( بمواقع النجوم ) في السماء ، ويقال : مطالعها ومشارقها . وكذا قال الحسن ، وقتادة ، وهو اختيار ابن جرير . وعن قتادة : مواقعها : منازلها . وعن الحسن أيضا : أن المراد بذلك انتثارها يوم القيامة . وقال الضحاك : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) يعني بذلك : الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا ، قالوا : مطرنا بنوء كذا وكذا .
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75].
- عن ابن عبّاسٍ قال: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: نزل القرآن جملةً [واحدةً] إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل نجومًا بعد إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/120]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بمواقع النّجوم: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ.
أشار به إلى قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} (الواقعة: 75) وفسره بشيئين أحدهما قوله: (بمحكم القرآن) وقال الفراء: حدثنا فضيل ابن عبّاس عن منصور عن المنهال بن عمرو. وقال: قرأ عبد الله (فلا أقسم بمواقع النّجوم) قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النّبي صلى الله عليه وسلم نجوما وبقراءته قرأ حمزة والكسائيّ، وخلف، والآخر بقوله: (ومسقط النّجوم إذا سقطن) ومساقط النّجوم مغربها، وعن الحسن: انكدارها وانتشارها يوم القيامة، وعن عطاء بن أبي رباح: منازلها. قوله: (فلا أقسم) ، قال أكثر المفسّرين معناه: أقسم، ولا نسلة وقال بعض أهل العربيّة، معناه فليس الأمر كما تقولون: ثمّ استأنف القسم. فقال: أقسم قوله: (ومواقع وموقع واحد) ليس قوله: (واحد) بالنّظر إلى اللّفظ ولا بالنّظر إلى المعنى، ولكن باعتبار أن ما يستفاد منهما واحد، لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامان بلا تفاوت على الصّحيح، قال الكرماني: إضافته إلى الجمع تستلزم تعدده. كما يقال: قلب القوم والمراد قلوبهم). [عمدة القاري: 19/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 75 - 85
أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {فلا أقسم} ممدودة مرفوعة الألف {بمواقع النجوم} على الجماع). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} على الجماع). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: نجوم السماء). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمساقطها قال: وقال الحسن رضي الله عنه: مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمغايبها). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمنازل النجوم). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: القرآن {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي، وابن جرير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين وفي لفظ: ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوما ثم قرأ {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/218-219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} بألف قال: نجوم القرآن حين ينزل). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر الأنباري في كتاب المصاحف، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الأرض نجوما ثلاثا آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فقال: {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال: قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن فكان ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم نجوما). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر، وابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن). [الدر المنثور: 14/219-220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: مستقر الكتاب أوله وآخره). [الدر المنثور: 14/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
قال أبو شامة : قوله ( رسلا ) : أي : رفقا ، ( وعلى مواقع النجوم ) أي : على مثل [ مواقع النجوم ، ومواقعها ] : مساقطها ، يريد أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ، ثم أنزل على ما وقع مفرقا يتلو بعضه بعضا ، على تؤدة ورفق . [الاتقان في علوم القرآن]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بمواقع النجوم}) أي (بمحكم القرآن) ويؤيده وإنه لقسم وإنه لقرآن كريم. (ويقال بمسقط النجوم إذا سقطن) بكسر قاف بمسقط أي بمغارب النجوم السمائية إذا غربن. قال في الأنوار: وتخصيص المغارب لما في غروبها من زوال أثرها والدلالة على وجود مؤثر لا يزول تأثيره (ومواقع وموقع) الجمع والمفرد (واحد) فيما يستفاد منها لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامّان بلا تفاوت على الصحيح وبالإفراد قرأ حمزة والكسائي). [إرشاد الساري: 7/373]
================
التعليق :
بدأت بالنقول التي وجدتها في جمهرة التفاسير وهي النقول التي لوّنت أسماء قائليها بالأزرق، ثمّ أضفت إليها نقولاً أخرى لوّنت أسماء قائليها بالأحمر.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 ربيع الأول 1439هـ/13-12-2017م, 06:43 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تعديل :
1: تصنيف المسألة وترشيح المراجع الأولية للبحث
المراد بمواقع النجوم
تصنيف المسالة : تفسيرية
المراجع الأولية : تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.
2: جمع كلام أهل العلم وترتيبه.
المراد بمواقع النجوم :
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم...}.
وحدثني أبو ليلى السجستاني , عن أبي جرير قاضي سجستان قال: قرأ عبد الله بن مسعود: {فلا أقسم بموقع النّجوم}, والقراء جميعاً على: مواقع.
- حدثني الفضيل بن عياض, عن منصور, عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله فيما أعلم شك الفراء قال: { فلا أقسم بموقع النجوم}, قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى الله عليه نجوما). [معاني القرآن: 3/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم }: فأقسم بمواقع النجوم , ومواقعها مساقطها , ومغايبها). [مجاز القرآن: 2/252]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال منازل النجوم
قال معمر وقال الكلبي هو القرآن كان ينزل نجوما). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ "). [صحيح البخاري: 6/146]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: أراد: نجوم القرآن إذا نزل.
وقال أبو عبيدة: «أراد مساقط النجوم في المغرب»). [تفسير غريب القرآن: 451]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}
- أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " نزل القرآن جميعًا في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا، ثمّ فصّل فنزل في السّنين، فذلك قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/287]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} فقال بعضهم: عني بقوله: {فلا أقسم}. أقسم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {فلا أقسم}. قال: أقسم.
وقال بعض أهل العربيّة: معنى قوله: {فلا} فليس الأمر كما تقولون ثمّ استأنف القسم بعد فقيل أقسم.
وقوله: {بمواقع النّجوم}. اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فلا أقسم بمنازل القرآن، وقالوا: أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا متفرّقةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين بعد قال: وتلا ابن عبّاسٍ هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: أنزل اللّه القرآن نجومًا ثلاث آياتٍ وأربع آياتٍ وخمس آياتٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّ القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزل جميعًا في ليلة القدر.
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: هو محكم القرآن.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ}. قال: مستقرّ الكتاب أوّله وآخره.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بمواقع النّجوم}. قال في السّماء ويقال مطالعها ومساقطها.
- حدّثني بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. أي مساقطها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بمنازل النّجوم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: بمنازل النّجوم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بانتثار النّجوم عند قيام السّاعة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم ومغايبها في السّماء، وذلك أنّ المواقع جمع موقعٍ، والموقع المفعل من وقع يقع موقعًا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الكوفة (بموقع) على التّوحيد، وقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين {بمواقع}: على الجماع.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 22/358-362]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: معناه أقسم، ودخلت (لا) توكيدا كما قال عزّ وجل:
{لئلّا يعلم أهل الكتاب}: معناه لأن يعلم أهل الكتاب.
ومواقع النجوم مساقطها، كما قال عزّ وجلّ : {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب}
وقيل إن مواقع النجوم يعنى به نجوم القرآن، لأنه كان ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - نجوما شيئا بعد شيء , ودليل هذا القول : {وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم * إنّه لقرآن كريم}). [معاني القرآن: 5/115]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بمواقع النجوم نجوم القرآن وذلك أنه نزل القرآن إلى السماء الدنيا جميعه جملة واحدة ثم نجم على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما فرقا قطعا الآية والآيتان وأكثر). [تفسير مجاهد: 2/651]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها). [تفسير مجاهد: 2/652]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، ثنا عمرو بن عونٍ الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، أنبأ حصين بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرق في السّنين قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: «نزل متفرّقًا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/519]
قال أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي(ت:427هـ): ثم استأنف القسم فقال: أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ يعني نجوم القرآن التي كانت تنزل على «2» انكدارها وانتشارها يوم القيامة.[الكشف والبيان ]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمَوَاقِعِ}: حيث تغيب). [العمدة في غريب القرآن: 299]
قال أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي(ت:450هـ): ثم استأنف كلامه فقال أقسم بمواقع النجوم وفيها ستة أقاويل:

أحدها: أنها مطالعها ومساقطها، قاله مجاهد
الثاني: انتشارها يوم القيامة وانكدارها ، قاله الحسن .

الثالث: أن مواقع النجوم السماء ، قاله ابن جريج .

الرابع: أن مواقع النجوم الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا قالوا: مطرنا بنوء كذا ، قاله الضحاك ، ويكون قوله: فلا أقسم مستعملا على حقيقته في نفي القسم بها.

الخامس: أنها نجوم القرآن أنزلها الله من اللوح المحفوظ من السماء العليا إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمه السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم عشرين سنة ، فهو ينزله على الأحداث في أمته ، قاله ابن عباس والسدي . السادس: أن مواقع النجوم هو محكم القرآن ، حكاه الفراء عن ابن مسعود.[النكت والعيون ]
قال أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي(ت:516هـ): قوله - عز وجل - : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) ، قال أكثر المفسرين : معناه : أقسم و " لا " صلة ، وكان عيسى بن عمر يقرأ : فلأقسم على التحقيق . وقيل : قوله " فلا " رد لما قاله الكفار في القرآن إنه سحر وشعر وكهانة ، معناه : ليس الأمر كما يقولون ، ثم استأنف القسم ، فقال : ( أقسم بمواقع النجوم ) قرأ حمزة والكسائي : " بموقع " على التوحيد . وقرأ الآخرون " بمواقع " على الجمع . قال ابن عباس : أراد نجوم القرآن ، فإنه كان ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متفرقا نجوما . وقال جماعة من المفسرين : أراد مغارب النجوم ومساقطها . وقال عطاء بن أبي رباح : أراد منازلها . وقال الحسن : أراد انكدارها وانتثارها يوم القيامة .[معالم التنزيل ]
قال أبو محمد عبد الحق بن غالب ابن عطية الأندلسي(ت:542هـ) : واختلف الناس في "النجوم" هنا- فقال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، وغيرهم: هي نجوم القرآن التي نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه روي أن القرآن نزل من عند الله عز وجل في ليلة القدر إلى السماء الدنيا- وقيل: إلى البيت المعمور - جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك على محمد صلى الله عليه وسلم نجوما مقطعة في مدة من عشرين سنة، ويؤيد هذا القول عود الضمير على القرآن في قوله سبحانه: إنه لقرآن كريم ، وذلك أن ذكره لم يتقدم إلا على هذا التأويل، ومن لا يتأول هذا التأويل يقول: إن الضمير يعود على القرآن وإن لم يتقدم ذكر لشهرة الأمر ووضوح المعنى، كقوله تعالى: حتى توارت بالحجاب ، و كل من عليها فان ، وغير ذلك. وقال جمهور كثير من المفسرين: النجوم هنا [ ص: 210 ] الكواكب المعروفة، واختلف في موقعها، فقال مجاهد وأبو عبيدة : هي مواقعها عند غروبها وطلوعها، وقال قتادة : مواقعها هي مواضعها من السماء، وقيل: مواقعها عند الانقضاض إثر العفاريت، وقال الحسن: مواقعها عند انكدار النجوم.[المحرر الوجيز]

قال أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي(ت:468هـ): فلا أقسم لا زائدة، والمعنى: فأقسم، ويجوز أن تكون ردًا لما يقوله الكفار في القرآن، من أنه سحر، وشعر، وكهانة، ثم استأنف القسم على أنه قرآن كريم، وقوله: بمواقع النجوم قال ابن عباس: أقسم بنزول القرآن، نزل متفرقًا قطعًا نجومًا.
وقال جماعة من المفسرين: يريد: مغارب النجوم ومساقطها.
وقرئ بموقع النجوم على واحد، وقال المبرد: موقع ههنا مصدر، فهو يصلح للواحد والجمع.
ثم أخبر عن عظم هذا القسم، فقال: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الواقعة: 76] قال الفراء، والزجاج: هذا يدل على أن المراد بمواقع النجوم نزول القرآن.
والضمير في: إنه يعود على القسم، ودل عليه أقسم، والمعنى: وإن القسم بمواقع النجوم لقسم عظيم لو تعلمون.[ البسيط ]
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ) : قوله تعالى: بمواقع وقرأ حمزة، والكسائي: "بموقع" على التوحيد . قال أبو علي: مواقعها مساقطها . ومن أفرد، فلأنه اسم جنس . ومن جمع، فلاختلاف ذلك . وفي "النجوم" قولان .

أحدهما: نجوم السماء، قاله الأكثرون . فعلى هذا في مواقعها ثلاثة أقوال .

أحدها: انكدارها وانتثارها يوم القيامة، قاله الحسن .

والثاني: منازلها، قاله عطاء، وقتادة .

والثالث: مغيبها في المغرب، قاله أبو عبيدة .

والثاني: أنها نجوم القرآن، رواه ابن جبير عن ابن عباس . فعلى هذا سميت نجوما لنزولها متفرقة، ومواقعها: نزولها "وإنه لقسم" الهاء كناية عن القسم .[زاد المسير]
قال أبو عبد الله محمد بن أحمد الخزرجي القرطبي(ت:671هـ): قوله تعالى : بمواقع النجوم مواقع النجوم : مساقطها ومغاربها في قول قتادة وغيره . عطاء بن أبي رباح : منازلها . الحسن : انكدارها وانتثارها يوم القيامة . الضحاك : هي الأنواء التي كان أهل الجاهلية يقولون إذا مطروا قالوا : مطرنا بنوء كذا . الماوردي : ويكون قوله تعالى : فلا أقسم مستعملا على حقيقته من نفي القسم . القشيري : هو قسم ، ولله تعالى أن يقسم بما يريد ، وليس لنا أن نقسم بغير الله تعالى وصفاته القديمة .

قلت : يدل على هذا قراءة الحسن " فلأقسم " وما أقسم به سبحانه من مخلوقاته في غير موضع من كتابه . وقال ابن عباس : المراد بمواقع النجوم نزول القرآن نجوما ، أنزله الله تعالى من اللوح المحفوظ من السماء العليا إلى السفرة الكاتبين ، فنجمه السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام عشرين سنة ، فهو ينزله على الأحداث من أمته ؛ حكاه الماوردي عن ابن عباس والسدي . وقال أبو بكر الأنباري : حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزل القرآن إلى سماء الدنيا جملة واحدة ، ثم نزل إلى الأرض نجوما ، وفرق بعد ذلك خمس آيات خمس آيات وأقل وأكثر ، فذلك قول الله تعالى : فلا أقسم بمواقع النجوم. [ الجامع لأحكام القرآن ]
قال إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي الدمشقي(ت:774هـ): قال جويبر ، عن الضحاك : إن الله لا يقسم بشيء من خلقه ، ولكنه استفتاح يستفتح به كلامه .
وهذا القول ضعيف . والذي عليه الجمهور أنه قسم من الله عز وجل ، يقسم بما شاء من خلقه ، وهو دليل على عظمته . ثم قال بعض المفسرين : " لا " هاهنا زائدة ، وتقديره : أقسم بمواقع النجوم . ورواه ابن جرير ، عن سعيد بن جبير . ويكون جوابه : ( إنه لقرآن كريم ) .
وقال آخرون : ليست " لا " زائدة لا معنى لها ، بل يؤتى بها في أول القسم إذا كان مقسما به على منفي ، كقول عائشة رضي الله عنها : " لا والله ما مست يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يد امرأة قط " وهكذا هاهنا تقدير الكلام : " لا أقسم بمواقع النجوم ليس الأمر كما زعمتم في القرآن أنه سحر أو كهانة ، بل هو قرآن كريم " .
وقال ابن جرير : وقال بعض أهل العربية : معنى قوله : ( فلا أقسم ) فليس الأمر كما تقولون ، ثم استأنف القسم بعد : فقيل : أقسم .
واختلفوا في معنى قوله : ( بمواقع النجوم ) ، فقال حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس يعني : نجوم القرآن ; فإنه نزل جملة ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا ، ثم نزل مفرقا في السنين بعد . ثم قرأ ابن عباس هذه الآية .
وقال الضحاك عن ابن عباس : نزل القرآن جملة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على محمد - صلى الله عليه وسلم - عشرين سنة ، فهو قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) نجوم القرآن .
وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والسدي ، وأبو حزرة .
وقال مجاهد أيضا : ( بمواقع النجوم ) في السماء ، ويقال : مطالعها ومشارقها . وكذا قال الحسن ، وقتادة ، وهو اختيار ابن جرير . وعن قتادة : مواقعها : منازلها . وعن الحسن أيضا : أن المراد بذلك انتثارها يوم القيامة . وقال الضحاك : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) يعني بذلك : الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا ، قالوا : مطرنا بنوء كذا وكذا .[ تفسير القرآن العظيم ]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75].
- عن ابن عبّاسٍ قال: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: نزل القرآن جملةً [واحدةً] إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل نجومًا بعد إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/120]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بمواقع النّجوم: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ.
أشار به إلى قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} (الواقعة: 75) وفسره بشيئين أحدهما قوله: (بمحكم القرآن) وقال الفراء: حدثنا فضيل ابن عبّاس عن منصور عن المنهال بن عمرو. وقال: قرأ عبد الله (فلا أقسم بمواقع النّجوم) قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النّبي صلى الله عليه وسلم نجوما وبقراءته قرأ حمزة والكسائيّ، وخلف، والآخر بقوله: (ومسقط النّجوم إذا سقطن) ومساقط النّجوم مغربها، وعن الحسن: انكدارها وانتشارها يوم القيامة، وعن عطاء بن أبي رباح: منازلها. قوله: (فلا أقسم) ، قال أكثر المفسّرين معناه: أقسم، ولا نسلة وقال بعض أهل العربيّة، معناه فليس الأمر كما تقولون: ثمّ استأنف القسم. فقال: أقسم قوله: (ومواقع وموقع واحد) ليس قوله: (واحد) بالنّظر إلى اللّفظ ولا بالنّظر إلى المعنى، ولكن باعتبار أن ما يستفاد منهما واحد، لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامان بلا تفاوت على الصّحيح، قال الكرماني: إضافته إلى الجمع تستلزم تعدده. كما يقال: قلب القوم والمراد قلوبهم). [عمدة القاري: 19/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 75 - 85
أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {فلا أقسم} ممدودة مرفوعة الألف {بمواقع النجوم} على الجماع). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} على الجماع). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: نجوم السماء). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمساقطها قال: وقال الحسن رضي الله عنه: مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمغايبها). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمنازل النجوم). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: القرآن {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي، وابن جرير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين وفي لفظ: ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوما ثم قرأ {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/218-219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} بألف قال: نجوم القرآن حين ينزل). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر الأنباري في كتاب المصاحف، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الأرض نجوما ثلاثا آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فقال: {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال: قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن فكان ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم نجوما). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر، وابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن). [الدر المنثور: 14/219-220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: مستقر الكتاب أوله وآخره). [الدر المنثور: 14/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
قال أبو شامة : قوله ( رسلا ) : أي : رفقا ، ( وعلى مواقع النجوم ) أي : على مثل [ مواقع النجوم ، ومواقعها ] : مساقطها ، يريد أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ، ثم أنزل على ما وقع مفرقا يتلو بعضه بعضا ، على تؤدة ورفق . [الاتقان في علوم القرآن]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بمواقع النجوم}) أي (بمحكم القرآن) ويؤيده وإنه لقسم وإنه لقرآن كريم. (ويقال بمسقط النجوم إذا سقطن) بكسر قاف بمسقط أي بمغارب النجوم السمائية إذا غربن. قال في الأنوار: وتخصيص المغارب لما في غروبها من زوال أثرها والدلالة على وجود مؤثر لا يزول تأثيره (ومواقع وموقع) الجمع والمفرد (واحد) فيما يستفاد منها لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامّان بلا تفاوت على الصحيح وبالإفراد قرأ حمزة والكسائي). [إرشاد الساري: 7/373]
================
التعليق :
بدأت بالنقول التي وجدتها في جمهرة التفاسير وهي النقول التي لوّنت أسماء قائليها بالأزرق، ثمّ أضفت إليها نقولاً أخرى لوّنت أسماء قائليها بالأحمر.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 ربيع الأول 1439هـ/13-12-2017م, 10:09 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

موضوع البحث:
تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم (75)} الواقعة.
نوع المسألة:

مسألة تفسيرية
الكتب المرشحة:
تفسير عبدالرزاق الصنعاني وتفسير مجاهد وتفسير مقاتل وتفسير ابن جرير ، والماورديوابن الجوزي ، وابن عطية ومكي بن أبي طالب وابن كثير، والسيوطي

التقرير:
بعد دراسة أقوال المفسرين لهذه الآية تبين أربعة أقوال بالمراد بمواقع النجوم:
1-نجوم القرآن ( أي نزوله نجوما مفرقا) رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس وقال به عكرمه والكلبي والسدي وأبو حرزه ومكي بن أبي طالب وذكره الزجاج.ورجحه ابن عطية
معنى مواقعه ورد فيه عدة أقوال
-مستقر الكتاب أوله وآخره روي عن ابن عباس
-مساقط النجوم من القرآن قاله مقاتل
-محكم القرآن رواه الفراء عن ابن مسعود قاله به مجاهد
2-نجوم السماء ، قاله مجاهد وقتادة والزجاج ورجحه ابن جرير
وذكروا عدة أقوال بمعنى مواقعها:
-انكدارها وانتثارها يوم القيامة قاله الحسن
-منازلها قاله عطاء وقتادة
-مغيبها في المغرب قاله أبو عبيدة والحسن وقتادة
-مطالعها ومساقطها، قاله مجاهد وأبو عبيدة والحسن وعكرمه وذكره الزجاج
-مساقطها قاله ابن عباس وقتادة
-مواضعها عند الانقضاض إثر العفاريت، ذكره ابن عطية

3-الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا قاله الضحاك
4-الجماع ، روي عن مجاهد ذكره السيوطي

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 01:31 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

هيا أبو داهوم
أحسنت بارك الله فيك.

مضاوي الهطلاني
المطلوب في المرحلة الأولى بعد تصنيف المسألة وضع تقرير عما تحصّل للباحث من النقول، وليس تلخيص الأقوال في المسألة.
بارك الله فيك واحسن إليك.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 04:14 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

موضوع البحث:
تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم (75)} الواقعة.
المطلوب:
1: تصنيف المسألة وترشيح المراجع الأولية للبحث.
2: جمع كلام أهل العلم وترتيبه.
تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍالصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فلا أقسمبمواقع النجوم قال منازل النجوم
قال معمر وقال الكلبي هو القرآن كان ينزلنجوما). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجومإذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ "). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍالعَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بمواقع النّجوم بمحكم القرآن قال الفرّاءحدّثنا فضيل بن عياضٍ عن منصورٍ عن المنهال بن عمرٍو قال قرأ عبد اللّه فلا أقسمبمواقع النّجوم قال بمحكم القرآن وكان ينزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّمنجومًا وعند عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله بمواقع النّجوم قال بمنازلالنّجوم قال وقال الكلبيّ هو القرآن أنزل نجومًا انتهى ويؤيّده ما أخرج النّسائيّوالحاكم من طريق حصينٍ عن سعيد بن جبير عن بن عبّاسٍ قال نزل القرآن جميعًا ليلةالقدر إلى السّماء ثمّ فصّل فنزل في السّنين وذلك قوله فلا أقسم بمواقع النّجومقوله ويقال بمسقط النّجوم إذا سقطن ....وقال أبوعبيدة مواقع النّجوم مساقطها حيث تغيب). [فتح الباري: 8/626-627]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسىالعَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بمواقع النّجوم: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقطالنّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ.
أشار به إلى قوله تعالى: {فلا أقسمبمواقع النّجوم} (الواقعة: 75) وفسره بشيئين أحدهما قوله: (بمحكم القرآن) وقالالفراء: حدثنا فضيل ابن عبّاس عن منصور عن المنهال بن عمرو. وقال: قرأ عبد الله (فلا أقسم بمواقع النّجوم) قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النّبي صلى الله عليهوسلم نجوما وبقراءته قرأ حمزة والكسائيّ، وخلف، والآخر بقوله: (ومسقط النّجوم إذاسقطن) ومساقط النّجوم مغربها، وعن الحسن: انكدارها وانتشارها يوم القيامة، وعن عطاءبن أبي رباح: منازلها....). [عمدة القاري: 19/220]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍالقَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بمواقع النجوم}) أي (بمحكم القرآن) ويؤيده وإنه لقسم وإنه لقرآن كريم. (ويقال بمسقط النجوم إذا سقطن) بكسر قاف بمسقطأي بمغارب النجوم السمائية إذا غربن. قال في الأنوار: وتخصيص المغارب لما في غروبهامن زوال أثرها والدلالة على وجود مؤثر لا يزول تأثيره ...(). [إرشاد الساري: 7/373]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (بمواقع النجوم بمحكم القرآن) مبني على تشبيه معاني القرآنبالنجوم الساطعة، والأنوار اللامعة، ومحل تلك المعاني هي محكم القرآن، فصار مواقعالنجوم). [حاشية السندي على البخاري: 3/72]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قولهتعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}
-
أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدّثناالمعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " نزل القرآن جميعًا في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا، ثمّ فصّل فنزل في السّنين،فذلك قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75]). [السننالكبرى للنسائي: 10/287]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُجَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} وقوله: {بمواقع النّجوم}. اختلف أهل التّأويل فيمعنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فلا أقسم بمنازل القرآن، وقالوا: أنزل القرآن علىرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا متفرّقةً.
ذكر من قال ذلك:
-
حدّثنييعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيدبن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلىالسّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين بعد قال: وتلا ابن عبّاسٍ هذهالآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا.
-
حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {فلا أقسمبمواقع النّجوم}. قال: أنزل اللّه القرآن نجومًا ثلاث آياتٍ وأربع آياتٍ وخمسآياتٍ.
-
حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّالقرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزلجميعًا في ليلة القدر.
-
حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عنأبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: هو محكمالقرآن.
-
حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عنأبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم وإنّه لقسمٌ لو تعلمونعظيمٌ}. قال: مستقرّ الكتاب أوّله وآخره.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا أقسمبمساقط النّجوم.
ذكر من قال ذلك:
-
حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبوعاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء،جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بمواقع النّجوم}. قال في السّماءويقال مطالعها ومساقطها.
-
حدّثني بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عنقتادة، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. أي مساقطها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بمنازل النّجوم
ذكر من قال ذلك:
-
حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابنثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: بمنازل النّجوم.
وقالآخرون: بل معنى ذلك: بانتثار النّجوم عند قيام السّاعة.
ذكر من قال ذلك:
-
حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسمبمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
وأولى الأقوالفي ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم ومغايبها فيالسّماء، وذلك أنّ المواقع جمع موقعٍ، والموقع المفعل من وقع يقع موقعًا، فالأغلبمن معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيهبه.). [جامع البيان: 22/358-362]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِالهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بنجبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بمواقع النجوم نجوم القرآن وذلك أنه نزل القرآنإلى السماء الدنيا جميعه جملة واحدة ثم نجم على النبي صلى الله عليه وسلم نجومافرقا قطعا الآية والآيتان وأكثر). [تفسير مجاهد: 2/651]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِالهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبينجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها). [تفسير مجاهد: 2/652]
قال محمدُبنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ محمّدبن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، ثنا عمرو بن عونٍ الواسطيّ، ثناهشيمٌ، أنبأ حصين بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّهعنهما، قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنياجملةً واحدةً، ثمّ فرق في السّنين قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: «نزل متفرّقًا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/519]
قال أبوالسعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: مطر الناس على عهدرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: أصبح من الناسشاكرٌ، ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا،فنزلت: هذه الآية: {فلا أقسم بمواقع النّجوم (75) وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ (76) إنّه لقرآنٌ كريمٌ (77) في كتابٍ مكنونٍ (78) لا يمسّه إلّا المطهّرون (79) تنزيلٌمن ربّ العالمين (80) أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (81) وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون} [الواقعة: 75 -82] أخرجه مسلم.
[
شرح الغريب]
(
بمواقع): مواقع النجوم: مساقطهاومغاربها، وقيل: منازلها ومسايرها). [جامع الأصول: 2/374-375]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَانالهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75].
-
عن ابن عبّاسٍ قال: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: نزل القرآن جملةً [واحدةً] إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل نجومًا بعد إلىالنّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهومتروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍالسُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عنمجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: نجوم السماء). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُالدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمساقطها قال: وقال الحسن رضي الله عنه: مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يومالقيامة). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍالسُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فلاأقسم بمواقع النجوم} قال: بمغايبها). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُأَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عنقتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمنازل النجوم). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُالدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتموالطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا أقسم بمواقعالنجوم} قال: القرآن {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُالدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي، وابن جرير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعبالإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن في ليلة القدر من السماءالعليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين وفي لفظ: ثم نزل من السماءالدنيا إلى الأرض نجوما ثم قرأ {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدرالمنثور: 14/218-219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابنمردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} بألف قال: نجوم القرآنحين ينزل). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍالسُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر الأنباري في كتاب المصاحف،وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملةواحدة ثم أنزل إلى الأرض نجوما ثلاثا آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فقال: {فلا أقسمبمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍالسُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرورضي الله عنه قال: قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن فكان ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم نجوما). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُالدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر، وابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن). [الدر المنثور: 14/219-220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍالسُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: مستقر الكتاب أوله وآخره). [الدرالمنثور: 14/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابنمردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بنيزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالكأو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{
........ {فلا أقسم بمواقعالنجوم} قال: أتى ابن عباس علبة بن الأسود أو نافع بن الحكم فقال له: يا ابن عباسإني أقرأ آيات من كتاب الله أخشى أن يكون قد دخلني منها شيء، قال ابن عباس: ولم ذلكقال: لأني أسمع الله يقول: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (سورة القدر الآية 2) ويقول: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) (سورة الدخان الآية 3) ويقولفي آية أخرى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (سورة البقرة الآية 185) وقد نزل فيالشهور كلها شوال وغيره، قال ابن عباس: ويلك إن جملة القرآن أنزل من السماء في ليلةالقدر إلى موقع النجوم يقول: إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه وهي ليلةالقدر المباركة وفي رمضان ثم نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنةالآية والآيتين والأكثر، فذلك قوله: {لا أقسم} يقول: أقسم {بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/247-252] (م)


قالَ يَحْيَى بْنُزِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا أقسمبمواقع النّجوم...}.
وحدثني أبو ليلى السجستاني , عن أبي جريرقاضي سجستان قال: قرأ عبد الله بن مسعود: {فلا أقسم بموقعالنّجوم}, والقراء جميعاً على: مواقع.
-
حدثني الفضيل بن عياض, عن منصور, عنالمنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله فيما أعلم شك الفراء قال: {فلا أقسم بموقع النجوم}, قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى اللهعليه نجوما). [معاني القرآن: 3/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّىالتَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: فأقسم بمواقع النجوم , ومواقعها مساقطها , ومغايبها). [مجاز القرآن: 2/252]
قَالَعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {فلا أقسم}: المعنى فأقسم.
{بمواقعالنجوم}: مساقطها حيث تغيب). [غريب القرآن وتفسيره: 368-369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: أراد: نجوم القرآن إذانزل.
وقال أبو عبيدة: «أراد مساقط النجوم فيالمغرب»).[تفسير غريب القرآن: 451]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: معناه أقسم، ودخلت (لا) توكيدا كما قال عزّ وجل:
{
لئلّا يعلم أهل الكتاب}: معناه لأن يعلم أهلالكتاب.
ومواقعالنجوم مساقطها،كماقال عزّ وجلّ : {فلا أقسم بربّ المشارقوالمغارب}
وقيل إن مواقع النجوم يعنى به نجوم القرآن، لأنه كان ينزل على النبي - صلىالله عليه وسلم - نجوما شيئا بعد شيء , ودليل هذا القول : {وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم* إنّه لقرآنكريم}). [معاني القرآن: 5/115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمَوَاقِعِ}: حيث تغيب). [العمدة في غريب القرآن: 299]
............
مقاتل
فلا أقسم بمواقع النجوم- ٧٥- يعني بمساقط «النجوم من القرآن» «٢» كله أوله وآخره في ليلة القدر نزل من اللوح المحفوظ من السماء السابعة [١٨٢ ب] إلى السماء الدنيا إلى السفرة، وهم الكتبة من الملائكة نظيرها في «عبس وتولى» «٣» :
«بأيدي سفرة، كرام بررة «٤» » ثم عظم «٥» القسم فقال: «وإنه «٦» » لقسم لو تعلمون عظيم- ٧٦-
ابن عطية
واختلف الناس في: النجوم هنا، فقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد وغيرهم: هي نجوم القرآن التي نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه روي أن القرآن نزل من عند الله في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، وقيل إلى البيت المعمور جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك على محمد نجوما مقطعة في مدة من عشرين سنة.
قال القاضي أبو محمد: ويؤيد هذا القول عود الضمير على القرآن في قوله: إنه لقرآن كريم، وذلك أن ذكره لم يتقدم إلا على هذا التأويل، ومن لا يتأول بهذا التأويل يقول: إن الضمير يعود على القرآن وإن لم يتقدم ذكر لشهرة الأمر ووضوح المعنى كقوله تعالى: حتى توارت بالحجاب [ص: ٣٢] ، وكل من عليها فان [الرحمن: ٢٦] وغير ذلك. وقال جمهور كثير من المفسرين: النجوم هنا: الكواكب المعروفة. واختلف في موقعها، فقال مجاهد وأبو عبيدة هي: مواقعها عند غروبها وطلوعها، وقال قتادة:
مواقعها مواضعها من السماء، وقيل: مواقعها عند الانقضاض إثر العفاريت، وقال الحسن: مواقعها عند الانكدار يوم القيامة.
ابن الجوزي
مواقعها: مساقطها. ومن أفرد، فلأنه اسم جنس. ومن جمع فلاختلاف ذلك. وفي «النجوم» قولان:
أحدهما: نجوم السماء، قاله الأكثرون. فعلى هذا في مواقعها ثلاثة أقوال: أحدها: انكدارها وانتثارها يوم القيامة، قاله الحسن. والثاني: منازلها، قاله عطاء، وقتادة. والثالث: مغيبها في المغرب، قاله أبو عبيدة. والثاني: أنها نجوم القرآن، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس. فعلى هذا سميت نجوما لنزولها متفرقة، ومواقعها: نزولها. قوله: وإنه لقسم الهاء كناية عن القسم. وفي الكلام تقديم وتأخير، تقديره: وإنه لقسم عظيم لو تعلمون عظمه. ثم ذكر المقسم عليه فقال تعالى:
إنه لقرآن كريم والكريم: اسم جامع لما يحمد، وذلك أن فيه البيان والهدى والحكمة، وهو معظم عند الله عز وجل.
ابن كثير
واختلفوا في معنى قوله : ( بمواقع النجوم ) ، فقال حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس يعني : نجوم القرآن ; فإنه نزل جملة ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا ، ثم نزل مفرقا في السنين بعد . ثم قرأ ابن عباس هذه الآية .
وقال الضحاك عن ابن عباس : نزل القرآن جملة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على محمد - صلى الله عليه وسلم - عشرين سنة ، فهو قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) نجوم القرآن .
وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والسدي ، وأبو حزرة .
وقال مجاهد أيضا : ( بمواقع النجوم )في السماء ، ويقال : مطالعها ومشارقها . وكذا قال الحسن ، وقتادة ، وهو اختيار ابن جرير . وعن قتادة : مواقعها : منازلها . وعن الحسن أيضا : أن المراد بذلك انتثارها يوم القيامة . وقال الضحاك : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) يعني بذلك : الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا ، قالوا : مطرنا بنوء كذا وكذا .
_____________
جمعت النقول أولا من الجمهرة وهي المدونة بالأزرق وأضفنت لها ما دون بالأحمر


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 04:45 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

التطبيق الأول
تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى : ( فلا أقسم بمواقع النجوم)
1- تصنيف المسألة : تفسيرية
2- المراجع الأولية للبحث : تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم والبغوي والنكت والعيون للماوردي ، وتفسير ابن عطية والزجاج والقرطبي وابن كثير وابن عاشور .
3- كلام أهل العلم وترتيبه :

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال منازل النجوم قال معمر وقال الكلبي هو القرآن كان ينزل نجوما). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ "). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بمواقع النّجوم بمحكم القرآن قال الفرّاء حدّثنا فضيل بن عياضٍ عن منصورٍ عن المنهال بن عمرٍو قال قرأ عبد اللّه فلا أقسم بمواقع النّجوم قال بمحكم القرآن وكان ينزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا وعند عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله بمواقع النّجوم قال بمنازل النّجوم قال وقال الكلبيّ هو القرآن أنزل نجومًا انتهى ويؤيّده ما أخرج النّسائيّ والحاكم من طريق حصينٍ عن سعيد بن جبير عن بن عبّاسٍ قال نزل القرآن جميعًا ليلة القدر إلى السّماء ثمّ فصّل فنزل في السّنين وذلك قوله فلا أقسم بمواقع النّجوم قوله ويقال بمسقط النّجوم إذا سقطن ومواقع وموقعٌ واحدٌ هو كلام الفرّاء أيضًا بلفظه ومراده أنّ مفادهما واحدٌ وإن كان أحدهما جمعًا والآخر مفردًا لكن المفرد المضاف كالجمع في إفادة التّعدّد وقرأها بلفظ الواحد حمزة والكسائيّ وخلفٌ وقال أبو عبيدة مواقع النّجوم مساقطها حيث تغيب). [فتح الباري: 8/626-627]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بمواقع النّجوم: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ.
أشار به إلى قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} (الواقعة: 75) وفسره بشيئين أحدهما قوله: (بمحكم القرآن) وقال الفراء: حدثنا فضيل ابن عبّاس عن منصور عن المنهال بن عمرو. وقال: قرأ عبد الله (فلا أقسم بمواقع النّجوم) قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النّبي صلى الله عليه وسلم نجوما وبقراءته قرأ حمزة والكسائيّ، وخلف، والآخر بقوله: (ومسقط النّجوم إذا سقطن) ومساقط النّجوم مغربها، وعن الحسن: انكدارها وانتشارها يوم القيامة، وعن عطاء بن أبي رباح: منازلها. قوله: (فلا أقسم) ، قال أكثر المفسّرين معناه: أقسم، ولا نسلة وقال بعض أهل العربيّة، معناه فليس الأمر كما تقولون: ثمّ استأنف القسم. فقال: أقسم قوله: (ومواقع وموقع واحد) ليس قوله: (واحد) بالنّظر إلى اللّفظ ولا بالنّظر إلى المعنى، ولكن باعتبار أن ما يستفاد منهما واحد، لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامان بلا تفاوت على الصّحيح، قال الكرماني: إضافته إلى الجمع تستلزم تعدده. كما يقال: قلب القوم والمراد قلوبهم). [عمدة القاري: 19/220]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بمواقع النجوم}) أي (بمحكم القرآن) ويؤيده وإنه لقسم وإنه لقرآن كريم. (ويقال بمسقط النجوم إذا سقطن) بكسر قاف بمسقط أي بمغارب النجوم السمائية إذا غربن. قال في الأنوار: وتخصيص المغارب لما في غروبها من زوال أثرها والدلالة على وجود مؤثر لا يزول تأثيره (ومواقع وموقع) الجمع والمفرد (واحد) فيما يستفاد منها لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامّان بلا تفاوت على الصحيح وبالإفراد قرأ حمزة والكسائي). [إرشاد الساري: 7/373]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (بمواقع النجوم بمحكم القرآن) مبني على تشبيه معاني القرآن بالنجوم الساطعة، والأنوار اللامعة، ومحل تلك المعاني هي محكم القرآن، فصار مواقع النجوم). [حاشية السندي على البخاري: 3/72]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}
- أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " نزل القرآن جميعًا في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا، ثمّ فصّل فنزل في السّنين، فذلك قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/287]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}.
وقوله: {بمواقع النّجوم}. اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فلا أقسم بمنازل القرآن، وقالوا: أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا متفرّقةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين بعد قال: وتلا ابن عبّاسٍ هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: أنزل اللّه القرآن نجومًا ثلاث آياتٍ وأربع آياتٍ وخمس آياتٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّ القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزل جميعًا في ليلة القدر.
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: هو محكم القرآن.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ}. قال: مستقرّ الكتاب أوّله وآخره.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بمواقع النّجوم}. قال في السّماء ويقال مطالعها ومساقطها.
- حدّثني بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. أي مساقطها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بمنازل النّجوم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: بمنازل النّجوم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بانتثار النّجوم عند قيام السّاعة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم ومغايبها في السّماء، وذلك أنّ المواقع جمع موقعٍ، والموقع المفعل من وقع يقع موقعًا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الكوفة (بموقع) على التّوحيد، وقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين {بمواقع}: على الجماع.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 22/358-362]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بمواقع النجوم نجوم القرآن وذلك أنه نزل القرآن إلى السماء الدنيا جميعه جملة واحدة ثم نجم على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما فرقا قطعا الآية والآيتان وأكثر). [تفسير مجاهد: 2/651]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها). [تفسير مجاهد: 2/652]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، ثنا عمرو بن عونٍ الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، أنبأ حصين بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرق في السّنين قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: «نزل متفرّقًا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/519]
قال أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي (ت 427ه) : ثم استأنف القسم فقال: " * (أقسم بمواقع النجوم) *) يعني نجوم القرآن التي كانت تنزل على انكدارها وانتشارها يوم القيامة.[الكشف والبيان للثعلبي ]
قال الماوردي (450ه) : (أقسم بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ‏}‏‏.‏
وفيها ستة أقاويل‏:‏
أحدها‏:‏ أنها مطالعها ومساقطها، قاله مجاهد‏.‏
الثاني‏:‏ إنتشارها يوم القيامة وإنكدارها، قاله الحسن‏.‏
الثالث‏:‏ أن مواقع النجوم السماء، قاله ابن جريج‏.‏
الرابع‏:‏ أن مواقع النجوم الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا قالوا‏:‏ مطرنا بنوء كذا، قاله الضحاك، ويكون قوله‏:‏ ‏{‏فلا أقسم‏}‏ مستعملاً على حقيقته في نفي القسم بها‏.‏
الخامس‏:‏ أنها نجوم القرآن أنزلها الله من اللوح المحفوظ من السماء العليا إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمه السفرة على جبريل عشرين ليلة، ونجمه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فهو ينزله على الأحداث في أمته، قاله ابن عباس والسدي‏.‏
السادس‏:‏ أن مواقع النجوم هو محكم القرآن، حكاه الفراء عن ابن مسعود‏.‏[النكت والعيون]
قال أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (516ه) : ثم استأنف القسم ، فقال : ( أقسم بمواقع النجوم ) قرأ حمزة والكسائي : " بموقع " على التوحيد . وقرأ الآخرون " بمواقع " على الجمع . قال ابن عباس : أراد نجوم القرآن ، فإنه كان ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متفرقا نجوما . وقال جماعة من المفسرين : أراد مغارب النجوم ومساقطها . وقال عطاء بن أبي رباح : أراد منازلها . وقال الحسن : أراد انكدارها وانتثارها يوم القيامة .[معالم التنزيل ]
قال ابن عطية (542ه) : واختلف الناس في: {النجوم} هنا، فقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد وغيرهم: هي نجوم القرآن التي نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه روي أن القرآن نزل من عند الله في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، وقيل إلى البيت المعمور جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك على محمد نجوماً مقطعة في مدة من عشرين سنة.
قال القاضي أبو محمد: ويؤيد هذا القول عود الضمير على القرآن في قوله: {إنه لقرآن كريم}، وذلك أن ذكره لم يتقدم إلا على هذا التأويل، ومن لا يتأول بهذا التأويل يقول: إن الضمير يعود على القرآن وإن لم يتقدم ذكر لشهرة الأمر ووضوح المعنى كقوله تعالى: {حتى توارت بالحجاب} [ص: 32]، و{كل من عليها فان} [الرحمن: 26] وغير ذلك. وقال جمهور كثير من المفسرين: {النجوم} هنا: الكواكب المعروفة. واختلف في موقعها، فقال مجاهد وأبو عبيدة هي: مواقعها عند غروبها وطلوعها، وقال قتادة: مواقعها مواضعها من السماء، وقيل: مواقعها عند الانقضاض إثر العفاريت، وقال الحسن: مواقعها عند الانكدار يوم القيامة [المحرر الوجيز]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: أصبح من الناس شاكرٌ، ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فنزلت: هذه الآية: {فلا أقسم بمواقع النّجوم (75) وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ (76) إنّه لقرآنٌ كريمٌ (77) في كتابٍ مكنونٍ (78) لا يمسّه إلّا المطهّرون (79) تنزيلٌ من ربّ العالمين (80) أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (81) وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون} [الواقعة: 75 -82] أخرجه مسلم.[شرح الغريب] (بمواقع): مواقع النجوم: مساقطها ومغاربها، وقيل: منازلها ومسايرها). [جامع الأصول: 2/374-375]
قال القرطبي (671ه) : وقال ابن عباس: المراد بمواقع النجوم نزول القرآن نجوما، أنزله الله تعالى من اللوح المحفوظ من السماء العليا إلى السفرة الكاتبين، فنجمه السفرة على جبريل عشرين ليلة، ونجمه جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام عشرين سنة، فهو ينزله على الأحداث من أمته، حكاه الماوردي عن ابن عباس والسدي.
وقال أبو بكر الأنباري: حدثنا إسماعيل ابن إسحاق القاضي حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن إلى سماء الدنيا جملة واحدة، ثم نزل إلى الأرضي نجوما، وفرق بعد ذلك خمس آيات خمس آيات وأقل وأكثر، فذلك قول الله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ}.
وحكى الفراء عن ابن مسعود أن مواقع النجوم هو محكم القرآن. وقرأ حمزة والكسائي {بموقع} على التوحيد، وهي قراءة عبد الله بن مسعود والنخعي والأعمش وابن محيصن ورويس عن يعقوب. الباقون على الجمع، فمن أفرد فلانه اسم جنس يؤدي الواحد فيه عن الجمع، ومن جمع فلاختلاف أنواعه.[الجامع لأحكام القرآن ]
قال ابن كثير (774ه) : واختلفوا في معنى قوله: {بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}، فقال حكيم بن جُبَيْر، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس يعني: نجوم القرآن؛ فإنه نزل جملة ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا، ثم نزل مُفَرَّقًا في السنين بعد. ثم قرأ ابن عباس هذه الآية.
وقال الضحاك عن ابن عباس: نزل القرآن جملة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السَّفَرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجَّمَته السَّفرة على جبريل عشرين ليلة، ونجمه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فهو قوله: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} نجوم القرآن.
وكذا قال عِكْرِمَة، ومجاهد، والسُّدِّيّ، وأبو حَزْرَة.
وقال مجاهد أيضًا: {بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} في السماء، ويقال: مطالعها ومشارقها.
وكذا قال الحسن، وقتادة، وهو اختيار ابن جرير.
وعن قتادة: مواقعها: منازلها.
وعن الحسن أيضًا: أن المراد بذلك انتثارها يوم القيامة.
وقال الضحاك: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} يعني بذلك: الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مُطِروا، قالوا: مطرنا بنوء كذا وكذا. [تفسير القرآن العظيم]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75].
- عن ابن عبّاسٍ قال: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: نزل القرآن جملةً [واحدةً] إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل نجومًا بعد إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {فلا أقسم} ممدودة مرفوعة الألف {بمواقع النجوم} على الجماع). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} على الجماع). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: نجوم السماء). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمساقطها قال: وقال الحسن رضي الله عنه: مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمغايبها). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمنازل النجوم). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: القرآن {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي، وابن جرير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين وفي لفظ: ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوما ثم قرأ {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/218-219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} بألف قال: نجوم القرآن حين ينزل). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر الأنباري في كتاب المصاحف، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الأرض نجوما ثلاثا آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فقال: {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال: قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن فكان ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم نجوما).[الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر، وابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن). [الدر المنثور: 14/219-220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: مستقر الكتاب أوله وآخره). [الدر المنثور: 14/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: أتى ابن عباس علبة بن الأسود أو نافع بن الحكم فقال له: يا ابن عباس إني أقرأ آيات من كتاب الله أخشى أن يكون قد دخلني منها شيء، قال ابن عباس: ولم ذلك قال: لأني أسمع الله يقول: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (سورة القدر الآية 2) ويقول: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) (سورة الدخان الآية 3) ويقول في آية أخرى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (سورة البقرة الآية 185) وقد نزل في الشهور كلها شوال وغيره، قال ابن عباس: ويلك إن جملة القرآن أنزل من السماء في ليلة القدر إلى موقع النجوم يقول: إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه وهي ليلة القدر المباركة وفي رمضان ثم نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة الآية والآيتين والأكثر، فذلك قوله: {لا أقسم} يقول: أقسم {بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/247-252] (م)

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 06:26 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

موضوع البحث:
تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم (75)} الواقعة.
المطلوب:
1: تصنيف المسألة وترشيح المراجع الأولية للبحث.
المسألة تفسيرية
المراجع المرشحة :
تفسير عبد الرزاق وصحيح البخاري وتفسير مجاهد و الطبري والماوردي والبغوي وابن عطية وابن كثير ومجمع الزوائد وفتح الباري وعمدة القاري وإرشاد الساري و الدر المنثور وابن عاشور .
2: جمع كلام أهل العلم وترتيبه.
تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال منازل النجوم
قال معمر وقال الكلبي هو القرآن كان ينزل نجوما). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ "). [صحيح البخاري: 6/146]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} فقال بعضهم: عني بقوله: {فلا أقسم}. أقسم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {فلا أقسم}. قال: أقسم.
وقال بعض أهل العربيّة: معنى قوله: {فلا} فليس الأمر كما تقولون ثمّ استأنف القسم بعد فقيل أقسم.
وقوله: {بمواقع النّجوم}. اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فلا أقسم بمنازل القرآن، وقالوا: أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا متفرّقةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين بعد قال: وتلا ابن عبّاسٍ هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: أنزل اللّه القرآن نجومًا ثلاث آياتٍ وأربع آياتٍ وخمس آياتٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّ القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزل جميعًا في ليلة القدر.
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: هو محكم القرآن.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ}. قال: مستقرّ الكتاب أوّله وآخره.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بمواقع النّجوم}. قال في السّماء ويقال مطالعها ومساقطها.
- حدّثني بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. أي مساقطها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بمنازل النّجوم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: بمنازل النّجوم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بانتثار النّجوم عند قيام السّاعة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم ومغايبها في السّماء، وذلك أنّ المواقع جمع موقعٍ، والموقع المفعل من وقع يقع موقعًا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الكوفة (بموقع) على التّوحيد، وقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين {بمواقع}: على الجماع.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 22/358-362)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها). [تفسير مجاهد: 2/652]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها). [تفسير مجاهد: 2/652]
قال المارودي (ت: 450هـ) أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ وفِيها سِتَّةُ أقاوِيلَ:
أحَدُها: أنَّها مَطالِعُها ومَساقِطُها، قالَهُ مُجاهِدٌ.
الثّانِي: انْتِشارُها يَوْمَ القِيامَةِ وانْكِدارُها، قالَهُ الحَسَنُ.
الثّالِثُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ السَّماءُ، قالَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ.
الرّابِعُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ الأنْواءُ الَّتِي كانَ أهْلُ الجاهِلِيَّةِ إذا مُطِرُوا قالُوا: مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذا، قالَهُ الضَّحّاكُ، ويَكُونُ قَوْلُهُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ مُسْتَعْمَلًا عَلى حَقِيقَتِهِ في نَفْيِ القَسَمِ بِها.
الخامِسُ: أنَّها نَجُومُ القُرْآنِ أنْزَلَها اللَّهُ مِنَ اللَّوْحِ المَحْفُوظِ مِنَ السَّماءِ العُلْيا إلى السَّفَرَةِ الكِرامِ الكاتِبِينَ في السَّماءِ الدُّنْيا، فَنَجَّمَهُ السَّفَرَةُ عَلى جِبْرِيلَ عِشْرِينَ لَيْلَةً، ونَجَّمَهُ جِبْرِيلُ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ عِشْرِينَ سَنَةً، فَهو يُنْزِلُهُ عَلى الأحْداثِ في أُمَّتِهِ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ والسُّدِّيُّ.
السّادِسُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ هو مُحْكَمُ القُرْآنِ، حَكاهُ الفَرّاءُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
( النكت والعيون للمارودي )
قال البغوي (ت:516هـ)فَقَالَ:قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَرَادَ نُجُومَ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُتَفَرِّقًا نُجُومًا. وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: أَرَادَ مَغَارِبَ النُّجُومِ وَمَسَاقِطَهَا. وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: أَرَادَ مَنَازِلَهَا. وَقَالَ الْحَسَنُ: أَرَادَ انْكِدَارَهَا وَانْتِثَارَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قال ابن عطية(ت:546هـ)واخْتَلَفَ الناسُ في "النُجُومِ" هُنا- فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ، وعِكْرِمَةُ، ومُجاهِدٌ، وغَيْرُهُمْ: هي نُجُومُ القُرْآنِ الَّتِي نَزَلَتْ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ، وذَلِكَ أنَّهُ رُوِيَ أنَّ القُرْآنَ نَزَلَ مِن عِنْدِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ في لَيْلَةِ القَدْرِ إلى السَماءِ الدُنْيا- وقِيلَ: إلى البَيْتِ المَعْمُورِ - جُمْلَةً واحِدَةً، ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ نُجُومًا مُقَطَّعَةً في مُدَّةٍ مِن عِشْرِينَ سَنَةً، ويُؤَيِّدُ هَذا القَوْلَ عَوْدُ الضَمِيرِ عَلى القُرْآنِ في قَوْلِهِ سُبْحانَهُ: ﴿إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾، وذَلِكَ أنَّ ذِكْرَهُ لَمْ يَتَقَدَّمْ إلّا عَلى هَذا التَأْوِيلِ، ومَن لا يَتَأوَّلُ هَذا التَأْوِيلَ يَقُولُ: إنَّ الضَمِيرَ يَعُودُ عَلى القُرْآنِ وإنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ ذِكْرٌ لِشُهْرَةِ الأمْرِ ووُضُوحِ المَعْنى، كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿حَتّى تَوارَتْ بِالحِجابِ﴾ [ص: 32]، و﴿كُلُّ مَن عَلَيْها فانٍ﴾ [الرحمن: 26]، وغَيْرِ ذَلِكَ. وقالَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ: النُجُومُ هُنا الكَواكِبُ المَعْرُوفَةُ، واخْتُلِفَ في مَوْقِعِها، فَقالَ مُجاهِدٌ وأبُو عُبَيْدَةَ: هي مَواقِعُها عِنْدَ غُرُوبِها وطُلُوعُها، وقالَ قَتادَةُ: مَواقِعُها هي مَواضِعُها مِنَ السَماءِ، وقِيلَ: مَواقِعُها عِنْدَ الِانْقِضاضِ إثْرَ العَفارِيتِ، وقالَ الحَسَنُ: مَواقِعُها عِنْدَ انْكِدارِ النُجُومِ.
( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ).

قال ابن كثير (ت: 774هـ): فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ نُجُومِ الْقُرْآنِ.
وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة، وَمُجَاهِدٌ، والسُّدِّيّ، وَأَبُو حَزْرَة.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ أَيْضًا: ﴿بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ فِي السَّمَاءِ، وَيُقَالُ: مَطَالِعُهَا وَمَشَارِقُهَا. وَكَذَا قَالَ الْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ، وَهُوَ اخْتِيَارُ ابْنِ جَرِيرٍ. وَعَنْ قَتَادَةَ: مَوَاقِعُهَا: مَنَازِلُهَا. وَعَنِ الْحَسَنِ أَيْضًا: أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ انْتِثَارُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ يَعْنِي بِذَلِكَ: الْأَنْوَاءَ الَّتِي كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا مُطِروا، قَالُوا: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا.
تفسير القرآن العظيم .
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75].
- عن ابن عبّاسٍ قال: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: نزل القرآن جملةً [واحدةً] إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل نجومًا بعد إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/120]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بمواقع النّجوم بمحكم القرآن قال الفرّاء حدّثنا فضيل بن عياضٍ عن منصورٍ عن المنهال بن عمرٍو قال قرأ عبد اللّه فلا أقسم بمواقع النّجوم قال بمحكم القرآن وكان ينزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا وعند عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله بمواقع النّجوم قال بمنازل النّجوم قال وقال الكلبيّ هو القرآن أنزل نجومًا انتهى ويؤيّده ما أخرج النّسائيّ والحاكم من طريق حصينٍ عن سعيد بن جبير عن بن عبّاسٍ قال نزل القرآن جميعًا ليلة القدر إلى السّماء ثمّ فصّل فنزل في السّنين وذلك قوله فلا أقسم بمواقع النّجوم قوله ويقال بمسقط النّجوم إذا سقطن ومواقع وموقعٌ واحدٌ هو كلام الفرّاء أيضًا بلفظه ومراده أنّ مفادهما واحدٌ وإن كان أحدهما جمعًا والآخر مفردًا لكن المفرد المضاف كالجمع في إفادة التّعدّد وقرأها بلفظ الواحد حمزة والكسائيّ وخلفٌ وقال أبو عبيدة مواقع النّجوم مساقطها حيث تغيب). [فتح الباري: 8/626-627]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بمواقع النّجوم: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ.
أشار به إلى قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} (الواقعة: 75) وفسره بشيئين أحدهما قوله: (بمحكم القرآن) وقال الفراء: حدثنا فضيل ابن عبّاس عن منصور عن المنهال بن عمرو. وقال: قرأ عبد الله (فلا أقسم بمواقع النّجوم) قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النّبي صلى الله عليه وسلم نجوما وبقراءته قرأ حمزة والكسائيّ، وخلف، والآخر بقوله: (ومسقط النّجوم إذا سقطن) ومساقط النّجوم مغربها، وعن الحسن: انكدارها وانتشارها يوم القيامة، وعن عطاء بن أبي رباح: منازلها. قوله: (فلا أقسم) ، قال أكثر المفسّرين معناه: أقسم، ولا نسلة وقال بعض أهل العربيّة، معناه فليس الأمر كما تقولون: ثمّ استأنف القسم. فقال: أقسم قوله: (ومواقع وموقع واحد) ليس قوله: (واحد) بالنّظر إلى اللّفظ ولا بالنّظر إلى المعنى، ولكن باعتبار أن ما يستفاد منهما واحد، لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامان بلا تفاوت على الصّحيح، قال الكرماني: إضافته إلى الجمع تستلزم تعدده. كما يقال: قلب القوم والمراد قلوبهم). [عمدة القاري: 19/220]

قال السيوطي ( ت : 911هـ)أخرج عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ قالَ: بِمَساقِطِها، قالَ: وقالَ الحَسَنُ: مَواقِعُ النُّجُومِ انْكِدارُها وانْتِثارُها يَوْمَ القِيامَةِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ قالَ: بِمَغايِبِها.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ قالَ: بِمَنازِلِ النُّجُومِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، ومُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ قالَ: القُرْآنُ، ﴿وإنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ قالَ: القُرْآنُ.
وأخْرَجَ النَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، ومُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في «شُعَبِ الإيمانِ» عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أُنْزِلَ القُرْآنُ في لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ السَّماءِ العُلْيا إلى السَّماءِ الدُّنْيا جُمْلَةً واحِدَةً، ثُمَّ فُرِّقَ في السِّنِينَ، وفي لَفْظٍ: ثُمَّ نَزَلَ مِنَ السَّماءِ الدُّنْيا إلى الأرْضِ نُجُومًا، ثُمَّ قَرَأ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ بِألِفٍ، قالَ: نُجُومُ القُرْآنِ حِينَ يَنْزِلُ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ الأنْبارِيِّ في كِتابِ «المَصاحِفِ»، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أُنْزِلَ القُرْآنُ إلى السَّماءِ الدُّنْيا جُمْلَةً واحِدَةً، ثُمَّ أُنْزِلَ إلى الأرْضِ نُجُومًا، ثَلاثَ آياتٍ، وخَمْسَ آياتٍ، وأقَلَّ، وأكْثَرَ، فَقالَ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ .
وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، عَنِ المِنهالِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: «قَرَأ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ قالَ: بِمُحْكَمِ القُرْآنِ، فَكانَ يَنْزِلُ عَلى النَّبِيِّ ﷺ نُجُومًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ نَصْرٍ، وابْنُ الضُّرَيْسِ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ قالَ: هو مُحْكَمُ القُرْآنِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ قالَ: مُسْتَقَرِّ الكِتابِ، أوَّلِهِ وآخِرِهِ.
( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ).


- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بمواقع النجوم}) أي (بمحكم القرآن) ويؤيده وإنه لقسم وإنه لقرآن كريم. (ويقال بمسقط النجوم إذا سقطن) بكسر قاف بمسقط أي بمغارب النجوم السمائية إذا غربن. قال في الأنوار: وتخصيص المغارب لما في غروبها من زوال أثرها والدلالة على وجود مؤثر لا يزول تأثيره (ومواقع وموقع) الجمع والمفرد (واحد) فيما يستفاد منها لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامّان بلا تفاوت على الصحيح وبالإفراد قرأ حمزة والكسائي). [إرشاد الساري: 7/373]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (بمواقع النجوم بمحكم القرآن) مبني على تشبيه معاني القرآن بالنجوم الساطعة، والأنوار اللامعة، ومحل تلك المعاني هي محكم القرآن، فصار مواقع النجوم). [حاشية السندي على البخاري: 3/72]
قال ابن عاشور (ت: 1393هـ)
والمَواقِعُ هي: أفْلاكُ النُّجُومِ المَضْبُوطَةِ السَّيْرِ في أُفُقِ السَّماءِ، وكَذَلِكَ بُرُوجُها ومَنازِلُها.
وذِكْرُ مَواقِعِ النُّجُومِ عَلى كِلا المَعْنَيَيْنِ تَنْوِيهٌ بِها وتَعْظِيمٌ لِأمْرِها لِدَلالَةِ أحْوالِها عَلى دَقائِقَ حِكْمَةِ اللَّهِ تَعالى في نِظامِ سَيْرِها وبَدائِعِ قُدْرَتِهِ عَلى تَسْخِيرِها.
ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَواقِعِ جَمْعُ مَوْقِعٍ المَصْدَرُ المِيمِيُّ لِلْوُقُوعِ.
ومِنَ المُفَسِّرِينَ مَن تَأوَّلَ النُّجُومَ أنَّها جَمْعُ نَجْمٍ وهو القِسْطُ الشَّيْءُ مِن مالٍ وغَيْرِهِ كَما يُقالُ: نُجُومُ الدِّياتِ والغَراماتِ وجَعَلُوا النُّجُومَ، أيِ: الطَّوائِفَ مِنَ الآياتِ الَّتِي تَنْزِلُ مِنَ القُرْآنِ وهو عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وعِكْرِمَةَ فَيُؤَوَّلُ إلى القَسَمِ بِالقُرْآنِ عَلى حَقِيقَتِهِ عَلى نَحْوِ ما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿والكِتابِ المُبِينِ﴾ [الزخرف: 2] ﴿إنّا جَعَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ [الزخرف: 3]
( التحرير والتنوير )

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 11:25 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم (75)} الواقعة.
المطلوب:
1: تصنيف المسألة وترشيح المراجع الأولية للبحث.
تصنيف المسألة: تفسيرية
المراجع الأولية:
جامع البيان لابن جرير، والكشف والبيان للثعلبي، والهداية لمكي بن أبي طالب، والنكت والعيون للماوردي، والمحرر الوجيز لابن عطية، وزاد المسير لابن الجوزي، وأحكام القرآن للقرطبي، وتفسير ابن كثير، والدرّ المنثور للسيوطي.
2: جمع كلام أهل العلم وترتيبه.
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم...}.
وحدثني أبو ليلى السجستاني , عن أبي جرير قاضي سجستان قال: قرأ عبد الله بن مسعود: {فلا أقسم بموقع النّجوم}, والقراء جميعاً على: مواقع.
- حدثني الفضيل بن عياض, عن منصور, عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله فيما أعلم شك الفراء قال: { فلا أقسم بموقع النجوم}, قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى الله عليه نجوما). [معاني القرآن: 3/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم }: فأقسم بمواقع النجوم , ومواقعها مساقطها , ومغايبها). [مجاز القرآن: 2/252]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال منازل النجوم
قال معمر وقال الكلبي هو القرآن كان ينزل نجوما). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {فلا أقسم}: المعنى فأقسم.
{بمواقع النجوم}: مساقطها حيث تغيب). [غريب القرآن وتفسيره: 368-369]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ "). [صحيح البخاري: 6/146]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: أراد: نجوم القرآن إذا نزل.
وقال أبو عبيدة: «أراد مساقط النجوم في المغرب»). [تفسير غريب القرآن: 451]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}
- أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " نزل القرآن جميعًا في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا، ثمّ فصّل فنزل في السّنين، فذلك قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/287]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} فقال بعضهم: عني بقوله: {فلا أقسم}. أقسم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {فلا أقسم}. قال: أقسم.
وقال بعض أهل العربيّة: معنى قوله: {فلا} فليس الأمر كما تقولون ثمّ استأنف القسم بعد فقيل أقسم.
وقوله: {بمواقع النّجوم}. اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فلا أقسم بمنازل القرآن، وقالوا: أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا متفرّقةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين بعد قال: وتلا ابن عبّاسٍ هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: أنزل اللّه القرآن نجومًا ثلاث آياتٍ وأربع آياتٍ وخمس آياتٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّ القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزل جميعًا في ليلة القدر.
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: هو محكم القرآن.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ}. قال: مستقرّ الكتاب أوّله وآخره.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بمواقع النّجوم}. قال في السّماء ويقال مطالعها ومساقطها.
- حدّثني بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. أي مساقطها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بمنازل النّجوم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: بمنازل النّجوم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بانتثار النّجوم عند قيام السّاعة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم ومغايبها في السّماء، وذلك أنّ المواقع جمع موقعٍ، والموقع المفعل من وقع يقع موقعًا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الكوفة (بموقع) على التّوحيد، وقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين {بمواقع}: على الجماع.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 22/358-362]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: معناه أقسم، ودخلت (لا) توكيدا كما قال عزّ وجل:
{لئلّا يعلم أهل الكتاب}: معناه لأن يعلم أهل الكتاب.
ومواقع النجوم مساقطها، كما قال عزّ وجلّ : {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب}
وقيل إن مواقع النجوم يعنى به نجوم القرآن، لأنه كان ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - نجوما شيئا بعد شيء , ودليل هذا القول : {وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم * إنّه لقرآن كريم}). [معاني القرآن: 5/115]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بمواقع النجوم نجوم القرآن وذلك أنه نزل القرآن إلى السماء الدنيا جميعه جملة واحدة ثم نجم على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما فرقا قطعا الآية والآيتان وأكثر). [تفسير مجاهد: 2/651]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها). [تفسير مجاهد: 2/652]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، ثنا عمرو بن عونٍ الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، أنبأ حصين بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرق في السّنين قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: «نزل متفرّقًا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/519]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمَوَاقِعِ}: حيث تغيب). [العمدة في غريب القرآن: 299]
ا🔺الماوردي ت: (450هـ):﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ فِيهِ وجْهانِ:
أحَدُهُما: أنَّهُ إنْكارٌ أنْ يُقْسِمَ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِن مَخْلُوقاتِهِ، قالَ الضَّحّاكُ: إنَّ اللَّهَ لا يُقْسِمُ بِشَيْءٍ مِن خَلْقِهِ ولَكِنَّهُ اسْتِفْتاحٌ يَفْتَتِحُ بِهِ كَلامَهُ.
الثّانِي: أنَّهُ يَجُوزُ أنْ يُقْسِمَ الخالِقُ بِالمَخْلُوقاتِ تَعْظِيمًا مِنَ الخالِقِ لِما أقْسَمَ بِهِ مِن مَخْلُوقاتِهِ.
فَعَلى هَذا في قَوْلِهِ: ﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ وجْهانِ:
أحَدُهُما: أنَّ (لا) صِلَةٌ زائِدَةٌ، ومَعْناهُ أُقْسِمُ.
الثّانِي: أنَّ قَوْلَهُ ﴿فَلا﴾ راجِعٌ إلى ما تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، ومَعْناهُ فَلا تُكَذِّبُوا ولا تَجْحَدُوا ما ذَكَرْتُهُ مِن نِعْمَةٍ وأظْهَرْتُهُ مِن حُجَّةٍ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ كَلامَهُ فَقالَ ﴿أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ وفِيها سِتَّةُ أقاوِيلَ:
أحَدُها: أنَّها مَطالِعُها ومَساقِطُها، قالَهُ مُجاهِدٌ.
الثّانِي: انْتِشارُها يَوْمَ القِيامَةِ وانْكِدارُها، قالَهُ الحَسَنُ.
الثّالِثُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ السَّماءُ، قالَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ.
الرّابِعُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ الأنْواءُ الَّتِي كانَ أهْلُ الجاهِلِيَّةِ إذا مُطِرُوا قالُوا: مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذا، قالَهُ الضَّحّاكُ، ويَكُونُ قَوْلُهُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ مُسْتَعْمَلًا عَلى حَقِيقَتِهِ في نَفْيِ القَسَمِ بِها.
الخامِسُ: أنَّها نَجُومُ القُرْآنِ أنْزَلَها اللَّهُ مِنَ اللَّوْحِ المَحْفُوظِ مِنَ السَّماءِ العُلْيا إلى السَّفَرَةِ الكِرامِ الكاتِبِينَ في السَّماءِ الدُّنْيا، فَنَجَّمَهُ السَّفَرَةُ عَلى جِبْرِيلَ عِشْرِينَ لَيْلَةً، ونَجَّمَهُ جِبْرِيلُ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ عِشْرِينَ سَنَةً، فَهو يُنْزِلُهُ عَلى الأحْداثِ في أُمَّتِهِ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ والسُّدِّيُّ.
السّادِسُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ هو مُحْكَمُ القُرْآنِ، حَكاهُ الفَرّاءُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
ا🔺ابن عطية ت:(542):وقَرَأ الجُمْهُورُ مِنَ القُرّاءِ: "بِمَواقِعَ" عَلى الجَمْعِ، وقَرَأ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ، وابْنُ مَسْعُودٍ، وابْنُ عَبّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عنهُمْ- وأهْلُ الكُوفَةِ: حَمْزَةُ، والكِسائِيُّ "بِمَوْقِعٍ" عَلى الإفْرادِ، وهو مُرادٌ بِهِ الجَمْعُ، ونَظِيرُ هَذا كَثِيرٌ، ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ أنْكَرَ الأصْواتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ﴾ [لقمان: 19]، جَمْعٌ مِن حَيْثُ لِكُلِّ حِمارٍ صَوْتٌ مُخْتَصٌّ، وأفْرَدَ مِن حَيْثُ الأصْواتُ كُلُّها نَوْعٌ.
واخْتَلَفَ الناسُ في "النُجُومِ" هُنا- فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ، وعِكْرِمَةُ، ومُجاهِدٌ، وغَيْرُهُمْ: هي نُجُومُ القُرْآنِ الَّتِي نَزَلَتْ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ، وذَلِكَ أنَّهُ رُوِيَ أنَّ القُرْآنَ نَزَلَ مِن عِنْدِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ في لَيْلَةِ القَدْرِ إلى السَماءِ الدُنْيا- وقِيلَ: إلى البَيْتِ المَعْمُورِ - جُمْلَةً واحِدَةً، ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ نُجُومًا مُقَطَّعَةً في مُدَّةٍ مِن عِشْرِينَ سَنَةً، ويُؤَيِّدُ هَذا القَوْلَ عَوْدُ الضَمِيرِ عَلى القُرْآنِ في قَوْلِهِ سُبْحانَهُ: ﴿إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾، وذَلِكَ أنَّ ذِكْرَهُ لَمْ يَتَقَدَّمْ إلّا عَلى هَذا التَأْوِيلِ، ومَن لا يَتَأوَّلُ هَذا التَأْوِيلَ يَقُولُ: إنَّ الضَمِيرَ يَعُودُ عَلى القُرْآنِ وإنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ ذِكْرٌ لِشُهْرَةِ الأمْرِ ووُضُوحِ المَعْنى، كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿حَتّى تَوارَتْ بِالحِجابِ﴾ [ص: 32]، و﴿كُلُّ مَن عَلَيْها فانٍ﴾ [الرحمن: 26]، وغَيْرِ ذَلِكَ. وقالَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ: النُجُومُ هُنا الكَواكِبُ المَعْرُوفَةُ، واخْتُلِفَ في مَوْقِعِها، فَقالَ مُجاهِدٌ وأبُو عُبَيْدَةَ: هي مَواقِعُها عِنْدَ غُرُوبِها وطُلُوعُها، وقالَ قَتادَةُ: مَواقِعُها هي مَواضِعُها مِنَ السَماءِ، وقِيلَ: مَواقِعُها عِنْدَ الِانْقِضاضِ إثْرَ العَفارِيتِ، وقالَ الحَسَنُ: مَواقِعُها عِنْدَ انْكِدارِ النُجُومِ.
ا🔺ابن الجوزي ت:(597) :قَوْلُهُ تَعالى: ﴿بِمَواقِعِ﴾ وقَرَأ حَمْزَةُ، والكِسائِيُّ: "بِمَوْقِعِ" عَلى التَّوْحِيدِ. قالَ أبُو عَلِيٍّ: مَواقِعُها مَساقِطُها. ومَن أفْرَدَ، فَلِأنَّهُ اسْمُ جِنْسٍ. ومَن جَمَعَ، فَلِاخْتِلافِ ذَلِكَ. وفي "النُّجُومِ" قَوْلانِ.
أحَدُهُما: نُجُومُ السَّماءِ، قالَهُ الأكْثَرُونَ. فَعَلى هَذا في مَواقِعِها ثَلاثَةُ أقْوالٍ.
أحَدُها: انْكِدارُها وانْتِثارُها يَوْمَ القِيامَةِ، قالَهُ الحَسَنُ.
والثّانِي: مَنازِلُها، قالَهُ عَطاءٌ، وقَتادَةُ.
والثّالِثُ: مَغِيبُها في المَغْرِبِ، قالَهُ أبُو عُبَيْدَةَ.
والثّانِي: أنَّها نُجُومُ القُرْآنِ، رَواهُ ابْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ. فَعَلى هَذا سُمِّيَتْ نُجُومًا لِنُزُولِها مُتَفَرِّقَةً، ومَواقِعُها: نُزُولُها "وَإنَّهُ لَقَسَمٌ" الهاءُ كِنايَةٌ عَنِ القَسَمِ
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: أصبح من الناس شاكرٌ، ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فنزلت: هذه الآية: {فلا أقسم بمواقع النّجوم (75) وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ (76) إنّه لقرآنٌ كريمٌ (77) في كتابٍ مكنونٍ (78) لا يمسّه إلّا المطهّرون (79) تنزيلٌ من ربّ العالمين (80) أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (81) وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون} [الواقعة: 75 -82] أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
(بمواقع): مواقع النجوم: مساقطها ومغاربها، وقيل: منازلها ومسايرها). [جامع الأصول: 2/374-375]
ق🔺قال ابن كثير (ت: 774هـ): وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ ، فَقَالَ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي: نُجُومَ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّهُ نَزَلَ جُمْلَةً لَيْلَةَ الْقَدْرِ مِنَ السَّمَاءِ الْعُلْيَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ نَزَلَ مُفَرَّقًا(1) فِي السِّنِينَ بَعْدُ. ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الْآيَةَ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى السَّفَرة الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فنجَّمَته السَّفرة عَلَى جِبْرِيلَ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَنَجَّمَهُ جِبْرِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ عِشْرِينَ سَنَةً، فَهُوَ قَوْلُهُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ نُجُومِ الْقُرْآنِ.
وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة، وَمُجَاهِدٌ، والسُّدِّيّ، وَأَبُو حَزْرَة.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ أَيْضًا: ﴿بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ فِي السَّمَاءِ، وَيُقَالُ: مَطَالِعُهَا وَمَشَارِقُهَا. وَكَذَا قَالَ الْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ، وَهُوَ اخْتِيَارُ ابْنِ جَرِيرٍ. وَعَنْ قَتَادَةَ: مَوَاقِعُهَا: مَنَازِلُهَا. وَعَنِ الْحَسَنِ أَيْضًا: أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ انْتِثَارُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ يَعْنِي بِذَلِكَ: الْأَنْوَاءَ الَّتِي كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا مُطِروا، قَالُوا: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا.
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75].
- عن ابن عبّاسٍ قال: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: نزل القرآن جملةً [واحدةً] إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل نجومًا بعد إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/120]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بمواقع النّجوم بمحكم القرآن قال الفرّاء حدّثنا فضيل بن عياضٍ عن منصورٍ عن المنهال بن عمرٍو قال قرأ عبد اللّه فلا أقسم بمواقع النّجوم قال بمحكم القرآن وكان ينزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا وعند عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله بمواقع النّجوم قال بمنازل النّجوم قال وقال الكلبيّ هو القرآن أنزل نجومًا انتهى ويؤيّده ما أخرج النّسائيّ والحاكم من طريق حصينٍ عن سعيد بن جبير عن بن عبّاسٍ قال نزل القرآن جميعًا ليلة القدر إلى السّماء ثمّ فصّل فنزل في السّنين وذلك قوله فلا أقسم بمواقع النّجوم قوله ويقال بمسقط النّجوم إذا سقطن ومواقع وموقعٌ واحدٌ هو كلام الفرّاء أيضًا بلفظه ومراده أنّ مفادهما واحدٌ وإن كان أحدهما جمعًا والآخر مفردًا لكن المفرد المضاف كالجمع في إفادة التّعدّد وقرأها بلفظ الواحد حمزة والكسائيّ وخلفٌ وقال أبو عبيدة مواقع النّجوم مساقطها حيث تغيب). [فتح الباري: 8/626-627]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بمواقع النّجوم: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ.
أشار به إلى قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} (الواقعة: 75) وفسره بشيئين أحدهما قوله: (بمحكم القرآن) وقال الفراء: حدثنا فضيل ابن عبّاس عن منصور عن المنهال بن عمرو. وقال: قرأ عبد الله (فلا أقسم بمواقع النّجوم) قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النّبي صلى الله عليه وسلم نجوما وبقراءته قرأ حمزة والكسائيّ، وخلف، والآخر بقوله: (ومسقط النّجوم إذا سقطن) ومساقط النّجوم مغربها، وعن الحسن: انكدارها وانتشارها يوم القيامة، وعن عطاء بن أبي رباح: منازلها. قوله: (فلا أقسم) ، قال أكثر المفسّرين معناه: أقسم، ولا نسلة وقال بعض أهل العربيّة، معناه فليس الأمر كما تقولون: ثمّ استأنف القسم. فقال: أقسم قوله: (ومواقع وموقع واحد) ليس قوله: (واحد) بالنّظر إلى اللّفظ ولا بالنّظر إلى المعنى، ولكن باعتبار أن ما يستفاد منهما واحد، لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامان بلا تفاوت على الصّحيح، قال الكرماني: إضافته إلى الجمع تستلزم تعدده. كما يقال: قلب القوم والمراد قلوبهم). [عمدة القاري: 19/220]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} على الجماع). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: نجوم السماء). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمساقطها قال: وقال الحسن رضي الله عنه: مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمغايبها). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمنازل النجوم). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: القرآن {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج النسائي، وابن جرير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين وفي لفظ: ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوما ثم قرأ {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/218-219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} بألف قال: نجوم القرآن حين ينزل). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج ابن المنذر الأنباري في كتاب المصاحف، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الأرض نجوما ثلاثا آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فقال: {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال: قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن فكان ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم نجوما). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج ابن نصر، وابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن). [الدر المنثور: 14/219-220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: مستقر الكتاب أوله وآخره). [الدر المنثور: 14/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول: بعضها فوق بعض ثم قال: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول: خلقهم خلقا {فجعلناهن أبكارا} يقول: عذارى {عربا أترابا} والعرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن { لأصحاب اليمين (38) ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين } يقول: طائفة من الأولين وطائفة من الآخرين {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} ما لهم وما أعد لهم {في سموم} قال: فيح نار جهنم {وحميم} الماء: الجار الذي قد انتهى حره فليس فوقه حر {وظل من يحموم} قال: من دخان جهنم {لا بارد ولا كريم} إنهم كانوا قبل ذلك مترفين قال: مشركين جبارين {وكانوا يصرون} يقيمون {على الحنث العظيم} قال: على الإثم العظيم قال: هو الشرك {وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما} إلى قوله: {أو آباؤنا الأولون} قال: قل يا محمد إن الأولين والآخرين لمجموعون {إلى ميقات يوم معلوم} قال: يوم القيامة {ثم إنكم أيها الضالون} قال: المشركون المكذبون {لآكلون من شجر من زقوم} قال: والزقوم إذا أكلوا منه خصبوا والزقوم شجرة {فمالئون منها البطون} قال: يملؤون من الزقوم بطونهم {فشاربون عليه من الحميم} يقول: على الزقوم الحميم {فشاربون شرب الهيم} هي الرمال لو مطرت عليها السماء أبدا لم ير فيها مستنقع {هذا نزلهم يوم الدين} كرامة يوم الحساب {نحن خلقناكم فلولا تصدقون} يقول: أفلا تصدقون {أفرأيتم ما تمنون} يقول: هذا ماء الرجل {أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} {نحن قدرنا بينكم الموت} في المتعجل والمتأخر {وما نحن بمسبوقين (60) على أن نبدل أمثالكم} فيقول: نذهب بكم ونجيء بغيركم {وننشئكم في ما لا تعلمون} يقول: نخلقكم فيها لا تعلمون إن نشأ خلقناكم قردة وإن نشأ خلقناكم خنازير {ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون} يقول: فهلا تذكرون ثم قال: {أفرأيتم ما تحرثون} يقول: ما تزرعون {أم نحن الزارعون} يقول: أليس نحن الذي ننبته أم أنتم المنبتون {لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون} يقول: تندمون {إنا لمغرمون} يقول: إنا للمواريه {بل نحن محرومون (67) أفرأيتم الماء الذي تشربون (68) أأنتم أنزلتموه من المزن} يقول: من السحاب {أم نحن المنزلون (69) لو نشاء جعلناه أجاجا} يقول: مرا {فلولا تشكرون} يقول: فهلا تشكرون {أفرأيتم النار التي تورون} يقول: تقدحون {أأنتم أنشأتم} يقول: خلقتم {شجرتها أم نحن المنشئون} قال: وهي من كل شجرة إلا في العناب وتكون في الحجارة {نحن جعلناها تذكرة} يقول: يتذكر بها نار الآخرة العليا {ومتاعا للمقوين} قال: والمقوي هو الذي لا يجد نارا فيخرج زنده فيستنور ناره فهي متاع له {فسبح باسم ربك العظيم} يقول: فصل لربك العظيم {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: أتى ابن عباس علبة بن الأسود أو نافع بن الحكم فقال له: يا ابن عباس إني أقرأ آيات من كتاب الله أخشى أن يكون قد دخلني منها شيء، قال ابن عباس: ولم ذلك قال: لأني أسمع الله يقول: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (سورة القدر الآية 2) ويقول: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) (سورة الدخان الآية 3) ويقول في آية أخرى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (سورة البقرة الآية 185) وقد نزل في الشهور كلها شوال وغيره، قال ابن عباس: ويلك إن جملة القرآن أنزل من السماء في ليلة القدر إلى موقع النجوم يقول: إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه وهي ليلة القدر المباركة وفي رمضان ثم نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة الآية والآيتين والأكثر، فذلك قوله: {لا أقسم} يقول: أقسم {بمواقع النجوم}). [الدر
المنثور: 14/247-252] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بمواقع النجوم}) أي (بمحكم القرآن) ويؤيده وإنه لقسم وإنه لقرآن كريم. (ويقال بمسقط النجوم إذا سقطن) بكسر قاف بمسقط أي بمغارب النجوم السمائية إذا غربن. قال في الأنوار: وتخصيص المغارب لما في غروبها من زوال أثرها والدلالة على وجود مؤثر لا يزول تأثيره (ومواقع وموقع) الجمع والمفرد (واحد) فيما يستفاد منها لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامّان بلا تفاوت على الصحيح وبالإفراد قرأ حمزة والكسائي). [إرشاد الساري: 7/373]
قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (بمواقع النجوم بمحكم القرآن) مبني على تشبيه معاني القرآن بالنجوم الساطعة، والأنوار اللامعة، ومحل تلك المعاني هي محكم القرآن، فصار مواقع النجوم). [حاشية السندي على البخاري: 3/72]
ا🔺ابن عاشور ت:(1394هـ) ومَواقِعِ النُّجُومِ جَمْعُ مَوْقِعٍ يَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَكانَ الوُقُوعِ، أيْ: مَحالُّ وُقُوعِها مِن ثَوابِتَ وسَيّارَةٍ. والوُقُوعُ يُطْلَقُ عَلى السُّقُوطِ، أيِ الهَوى، فَمَواقِعُ النُّجُومِ مَواضِعُ غُرُوبِها فَيَكُونُ في مَعْنى قَوْلِهِ تَعالى ﴿والنَّجْمِ إذا هَوى﴾ [النجم: 1] والقَسَمُ بِذَلِكَ مِمّا شَمِلَهُ قَوْلُهُ تَعالى ﴿فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ المَشارِقِ والمَغارِبِ﴾ [المعارج: 40] . وجَعَلَ مَواقِعِ النُّجُومِ بِهَذا المَعْنى مُقْسَمًا بِهِ لِأنَّ تِلْكَ المَساقِطَ في حالِ سُقُوطِ النُّجُومِ عِنْدَها تُذَكِّرُ بِالنِّظامِ البَدِيعِ المَجْعُولِ لِسَيْرِ الكَواكِبِ كُلَّ لَيْلَةٍ لا يَخْتَلُّ ولا يَتَخَلَّفُ، وتُذَكِّرُ بِعَظَمَةِ الكَواكِبِ وبِتَداوُلِها خِلْفَةً بَعْدَ أُخْرى، وذَلِكَ أمْرٌ عَظِيمٌ يَحِقُّ القَسَمُ بِهِ الرّاجِعُ إلى القَسَمِ بِمُبْدِعِهِ.
ويُطْلَقُ الوُقُوعُ عَلى الحُلُولِ في المَكانِ، يُقالُ: وقَعَتِ الإبِلُ، إذا بَرَكَتْ، ووَقَعَتِ الغَنَمُ في مَرابِضِها، ومِنهُ جاءَ اسْمُ الواقِعَةِ لِلْحادِثَةِ كَما تَقَدَّمَ، فالمَواقِعُ مَحالُّ وُقُوعِها وخُطُوطُ سَيْرِها فَيَكُونُ قَرِيبًا مِن قَوْلِهِ ﴿والسَّماءِ ذاتِ البُرُوجِ﴾ [البروج: 1] .
والمَواقِعُ هي: أفْلاكُ النُّجُومِ المَضْبُوطَةِ السَّيْرِ في أُفُقِ السَّماءِ، وكَذَلِكَ بُرُوجُها ومَنازِلُها.
وذِكْرُ مَواقِعِ النُّجُومِ عَلى كِلا المَعْنَيَيْنِ تَنْوِيهٌ بِها وتَعْظِيمٌ لِأمْرِها لِدَلالَةِ أحْوالِها عَلى دَقائِقَ حِكْمَةِ اللَّهِ تَعالى في نِظامِ سَيْرِها وبَدائِعِ قُدْرَتِهِ عَلى تَسْخِيرِها.
ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَواقِعِ جَمْعُ مَوْقِعٍ المَصْدَرُ المِيمِيُّ لِلْوُقُوعِ.
ومِنَ المُفَسِّرِينَ مَن تَأوَّلَ النُّجُومَ أنَّها جَمْعُ نَجْمٍ وهو القِسْطُ الشَّيْءُ مِن مالٍ وغَيْرِهِ كَما يُقالُ: نُجُومُ الدِّياتِ والغَراماتِ وجَعَلُوا النُّجُومَ، أيِ: الطَّوائِفَ مِنَ الآياتِ الَّتِي تَنْزِلُ مِنَ القُرْآنِ وهو عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وعِكْرِمَةَ فَيُؤَوَّلُ إلى القَسَمِ بِالقُرْآنِ عَلى حَقِيقَتِهِ عَلى نَحْوِ ما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى
التعليق:
تمت النقول من الحمهرة وإضافة تفاسير أخرى غير موجودة فيها أشير لها باللون الأحمر

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 27 ربيع الأول 1439هـ/15-12-2017م, 01:41 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

مضاوي الهطلاني
هناء هلال
فاطمة الزهراء أحمد
ميسر ياسين

أحسنتم، بارك الله فيكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27 ربيع الأول 1439هـ/15-12-2017م, 07:32 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم (75)} الواقعة.
المطلوب:
1: تصنيف المسألة وترشيح المراجع الأولية للبحث
المسألة تفسيرية ..

المراجع الأولية : تفسير ابن جرير الطبري ، وابن عطية ، والبغوي ، وابن كثير ، والجوزي ، والفراء ، والسيوطي وغيرهم
2: جمع كلام أهل العلم وترتيبه.
المراد بمواقع النجوم :

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم...}.
وحدثني أبو ليلى السجستاني , عن أبي جرير قاضي سجستان قال: قرأ عبد الله بن مسعود: {فلا أقسم بموقع النّجوم}, والقراء جميعاً على: مواقع.
- حدثني الفضيل بن عياض, عن منصور, عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله فيما أعلم شك الفراء قال: { فلا أقسم بموقع النجوم}, قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى الله عليه نجوما). [معاني القرآن: 3/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم }: فأقسم بمواقع النجوم , ومواقعها مساقطها , ومغايبها). [مجاز القرآن: 2/252]
قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال منازل النجوم
قال معمر وقال الكلبي هو القرآن كان ينزل نجوما). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {فلا أقسم}: المعنى فأقسم.{بمواقع النجوم}: مساقطها حيث تغيب). [غريب القرآن وتفسيره: 368-369]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ "). [صحيح البخاري: 6/146]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: أراد: نجوم القرآن إذا نزل.
وقال أبو عبيدة: «أراد مساقط النجوم في المغرب»). [تفسير غريب القرآن: 451]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} فقال بعضهم: عني بقوله: {فلا أقسم}. أقسم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {فلا أقسم}. قال: أقسم.
وقال بعض أهل العربيّة: معنى قوله: {فلا} فليس الأمر كما تقولون ثمّ استأنف القسم بعد فقيل أقسم.
وقوله: {بمواقع النّجوم}. اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فلا أقسم بمنازل القرآن، وقالوا: أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا متفرّقةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين بعد قال: وتلا ابن عبّاسٍ هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: أنزل اللّه القرآن نجومًا ثلاث آياتٍ وأربع آياتٍ وخمس آياتٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّ القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزل جميعًا في ليلة القدر.
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: هو محكم القرآن.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ}. قال: مستقرّ الكتاب أوّله وآخره.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بمواقع النّجوم}. قال في السّماء ويقال مطالعها ومساقطها.
- حدّثني بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. أي مساقطها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بمنازل النّجوم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: بمنازل النّجوم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بانتثار النّجوم عند قيام السّاعة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم ومغايبها في السّماء، وذلك أنّ المواقع جمع موقعٍ، والموقع المفعل من وقع يقع موقعًا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الكوفة (بموقع) على التّوحيد، وقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين {بمواقع}: على الجماع.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: معناه أقسم، ودخلت (لا) توكيدا كما قال عزّ وجل:{لئلّا يعلم أهل الكتاب}: معناه لأن يعلم أهل الكتاب.
ومواقع النجوم مساقطها، كما قال عزّ وجلّ : {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب}
وقيل إن مواقع النجوم يعنى به نجوم القرآن، لأنه كان ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - نجوما شيئا بعد شيء , ودليل هذا القول : {وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم * إنّه لقرآن كريم}). [معاني القرآن: 5/115]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بمواقع النجوم نجوم القرآن وذلك أنه نزل القرآن إلى السماء الدنيا جميعه جملة واحدة ثم نجم على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما فرقا قطعا الآية والآيتان وأكثر). [تفسير مجاهد: 2/651]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها). [تفسير مجاهد: 2/652]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، ثنا عمرو بن عونٍ الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، أنبأ حصين بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرق في السّنين قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: «نزل متفرّقًا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/519]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمَوَاقِعِ}: حيث تغيب). [العمدة في غريب
قال أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي(ت:450هـ):
وفِيها سِتَّةُ أقاوِيلَ:
أحَدُها: أنَّها مَطالِعُها ومَساقِطُها، قالَهُ مُجاهِدٌ.
الثّانِي: انْتِشارُها يَوْمَ القِيامَةِ وانْكِدارُها، قالَهُ الحَسَنُ.
الثّالِثُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ السَّماءُ، قالَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ.
الرّابِعُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ الأنْواءُ الَّتِي كانَ أهْلُ الجاهِلِيَّةِ إذا مُطِرُوا قالُوا: مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذا، قالَهُ الضَّحّاكُ، ويَكُونُ قَوْلُهُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ مُسْتَعْمَلًا عَلى حَقِيقَتِهِ في نَفْيِ القَسَمِ بِها.
الخامِسُ: أنَّها نَجُومُ القُرْآنِ أنْزَلَها اللَّهُ مِنَ اللَّوْحِ المَحْفُوظِ مِنَ السَّماءِ العُلْيا إلى السَّفَرَةِ الكِرامِ الكاتِبِينَ في السَّماءِ الدُّنْيا، فَنَجَّمَهُ السَّفَرَةُ عَلى جِبْرِيلَ عِشْرِينَ لَيْلَةً، ونَجَّمَهُ جِبْرِيلُ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ عِشْرِينَ سَنَةً، فَهو يُنْزِلُهُ عَلى الأحْداثِ في أُمَّتِهِ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ والسُّدِّيُّ.
السّادِسُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ هو مُحْكَمُ القُرْآنِ، حَكاهُ الفَرّاءُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
قال أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي(ت:516هـ):
فَقَالَ: ﴿أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ قَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ: "بِمَوْقِعِ" عَلَى التَّوْحِيدِ. وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِمَوَاقِعِ عَلَى الْجَمْعِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَرَادَ نُجُومَ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُتَفَرِّقًا نُجُومًا. وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: أَرَادَ مَغَارِبَ النُّجُومِ وَمَسَاقِطَهَا. وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: أَرَادَ مَنَازِلَهَا. وَقَالَ الْحَسَنُ: أَرَادَ انْكِدَارَهَا وَانْتِثَارَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

قال أبو محمد عبد الحق بن غالب ابن عطية الأندلسي(ت:542هـ) :
وقالَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ: النُجُومُ هُنا الكَواكِبُ المَعْرُوفَةُ، واخْتُلِفَ في مَوْقِعِها، فَقالَ مُجاهِدٌ وأبُو عُبَيْدَةَ: هي مَواقِعُها عِنْدَ غُرُوبِها وطُلُوعُها، وقالَ قَتادَةُ: مَواقِعُها هي مَواضِعُها مِنَ السَماءِ، وقِيلَ: مَواقِعُها عِنْدَ الِانْقِضاضِ إثْرَ العَفارِيتِ، وقالَ الحَسَنُ: مَواقِعُها عِنْدَ انْكِدارِ النُجُومِ.
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ) :
قالَ أبُو عَلِيٍّ: مَواقِعُها مَساقِطُها. ومَن أفْرَدَ، فَلِأنَّهُ اسْمُ جِنْسٍ. ومَن جَمَعَ، فَلِاخْتِلافِ ذَلِكَ. وفي "النُّجُومِ" قَوْلانِ.
أحَدُهُما: نُجُومُ السَّماءِ، قالَهُ الأكْثَرُونَ. فَعَلى هَذا في مَواقِعِها ثَلاثَةُ أقْوالٍ.
أحَدُها: انْكِدارُها وانْتِثارُها يَوْمَ القِيامَةِ، قالَهُ الحَسَنُ.
والثّانِي: مَنازِلُها، قالَهُ عَطاءٌ، وقَتادَةُ.
والثّالِثُ: مَغِيبُها في المَغْرِبِ، قالَهُ أبُو عُبَيْدَةَ.
والثّانِي: أنَّها نُجُومُ القُرْآنِ، رَواهُ ابْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ. فَعَلى هَذا سُمِّيَتْ نُجُومًا لِنُزُولِها مُتَفَرِّقَةً، ومَواقِعُها: نُزُولُها "وَإنَّهُ لَقَسَمٌ" الهاءُ كِنايَةٌ عَنِ القَسَمِ.ب
قال فخر الدين الرازي (606هـ).
مَواقِعُ النُّجُومِ ما هي ؟ فَنَقُولُ: فِيهِ وُجُوهٌ:
الأوَّلُ: المَشارِقُ والمَغارِبُ أوِ المَغارِبُ وحْدَها، فَإنَّ عِنْدَها سُقُوطَ النُّجُومِ.

الثّانِي: هي مَواضِعُها في السَّماءِ في بُرُوجِها ومَنازِلِها.

الثّالِثُ: مَواقِعُها في اتِّباعِ الشَّياطِينِ عِنْدَ المُزاحَمَةِ.

الرّابِعُ: مَواقِعُها يَوْمَ القِيامَةِ حِينَ تَنْتَثِرُ النُّجُومُ، وأمّا مَواقِعُ نُجُومِ القُرْآنِ فَهي قُلُوبُ عِبادِهِ ومَلائِكَتِهِ ورُسُلِهِ وصالِحِي المُؤْمِنِينَ، أوْ مَعانِيها وأحْكامُها الَّتِي ورَدَتْ فِيها.
قال أبو عبد الله محمد بن أحمد الخزرجي القرطبي(ت:671هـ)
مَوَاقِعُ النُّجُومِ مَسَاقِطُهَا وَمَغَارِبُهَا فِي قَوْلِ قَتَادَةَ وَغَيْرِهِ. عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: مَنَازِلُهَا. الْحَسَنُ: انْكِدَارُهَا وَانْتِثَارُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الضَّحَّاكُ: هِيَ الْأَنْوَاءُ الَّتِي كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ إِذَا مُطِرُوا قَالُوا مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا.
قال إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي الدمشقي(ت:774هـ):
وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ ، فَقَالَ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي: نُجُومَ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّهُ نَزَلَ جُمْلَةً لَيْلَةَ الْقَدْرِ مِنَ السَّمَاءِ الْعُلْيَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ نَزَلَ مُفَرَّقًا(١) فِي السِّنِينَ بَعْدُ. ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الْآيَةَ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى السَّفَرة الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فنجَّمَته السَّفرة عَلَى جِبْرِيلَ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَنَجَّمَهُ جِبْرِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ عِشْرِينَ سَنَةً، فَهُوَ قَوْلُهُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ نُجُومِ الْقُرْآنِ.
وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة، وَمُجَاهِدٌ، والسُّدِّيّ، وَأَبُو حَزْرَة.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ أَيْضًا: ﴿بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ فِي السَّمَاءِ، وَيُقَالُ: مَطَالِعُهَا وَمَشَارِقُهَا. وَكَذَا قَالَ الْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ، وَهُوَ اخْتِيَارُ ابْنِ جَرِيرٍ. وَعَنْ قَتَادَةَ: مَوَاقِعُهَا: مَنَازِلُهَا. وَعَنِ الْحَسَنِ أَيْضًا: أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ انْتِثَارُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ يَعْنِي بِذَلِكَ: الْأَنْوَاءَ الَّتِي كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا مُطِروا، قَالُوا: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا.
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75].
- عن ابن عبّاسٍ قال: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: نزل القرآن جملةً [واحدةً] إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل نجومًا بعد إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {فلا أقسم} ممدودة مرفوعة الألف {بمواقع النجوم} على الجماع). [الدر المنثور: 14/217]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: نجوم السماء). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمساقطها قال: وقال الحسن رضي الله عنه: مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمغايبها). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمنازل النجوم). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: القرآن {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/218]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي بسند وصحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال: قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن فكان ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم نجوما). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر، وابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن). [الدر المنثور: 14/219-220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: مستقر الكتاب أوله وآخره). [الدر المنثور: 14/220]
قال محمد بن علي الشوكاني( ت1250ه)
مَساقِطِها، وهي مَغارِبُها كَذا قالَ قَتادَةُ وغَيْرُهُ.
وقالَ عَطاءُ بْنُ أبِي رَباحٍ: مَنازِلُها.
وقالَ الحَسَنُ: انْكِدارُها وانْتِثارُها يَوْمَ القِيامَةِ، وقالَ الضَّحّاكُ: هي الأنْواءُ الَّتِي كانَ أهْلُ الجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذا.
وقِيلَ المُرادُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ نُزُولُ القُرْآنِ نُجُومًا مِنَ اللَّوْحِ المَحْفُوظِ، وبِهِ قالَ السُّدِّيُّ وغَيْرُهُ، وحَكى الفَرّاءُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ هو مُحْكَمُ القُرْآنِ.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 ربيع الأول 1439هـ/15-12-2017م, 11:43 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم (75)} الواقعة.
تصنيف المسألة:
مسألة تفسيرية لها تعلق ببعض مسائل علوم القرآن:
مظان البحث:
-كتب التفسير المسندة : كتفسير عبد الرزاق، وتفسير ابن جرير، وتفسير ابن أبي حاتم الرازي، وتفاسير الثعلبي والواحدي والبغوي
- كتب التفسير في دواوين السنّة، ومنها: كتاب التفسير في صحيح البخاري وصحيح مسلم وأبواب التفسير من جامع الترمذي وكتاب تفسير القرآن من جامع ابن وهب ومن سنن سعيد بن منصور الخراساني والسنن الكبرى للنسائي ومستدرك الحاكم وغيرها.
- كتب التفسير في جوامع الأحاديث والزوائد، كجامع الأصول لابن الأثير، ومجمع الزوائد للهيثمي، والمطالب العالية لابن حجر، وإتحاف الخيرة المهرة للبوصيري، والفتح الرباني بترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني للساعاتي
و-أما مايتعلق بعلوم القرآن :
ماروى في أسباب النزول:الواحدى والمحرر في أسباب النزول
ما جاء في قراءة {مواقع}:كتب التفسير المعنية بتوجيه القراءات كابن جرير وبن عطية وغيرها من كتب توجيه القراءات

2- ما تحصل لى من النقول في هذه المسألة:
-أولا :كتب التفسير المسندة: كتفسير عبد الرزاق،تفسير مجاهد، وتفسير ابن جرير، وتفسير ابن أبي حاتم الرازي، وتفاسير الثعلبي والبغوي
-ثانيا:كتب التفسير في دواوين السنة:صحيح البخارى ،فتح البارى ،العينى،عمدة القارى وإرشاد الساري وحاشية السندى والسنن الكبرى للنسائي ومستدرك الحاكم
ثالثا:كتب التفسير في جوامع الأحاديث والزوائد:جامع الأصول ومجمع الزوائد للهيثمي
-رابعا:كتب التفسير التى تعنى بجمع أقوال السلف والمفسرين : بن جرير والماوردى وزاد المسير وبن عطية والثعلبي والقرطبي ومكي بن أبي طالب وبن كثير والسيوطى
-خامسا:كتب في معانى القرآن وغريبه :معانى القرآن للفراء ومجاز القرآن لأبي عبيدة ومعاني القرآن للزجاج والنحاس وبن أبي زمنين العمدة في غريب القرآن لمكي بن أبي طالب
-كتب التفسير المعتنية بتحرير أقوال السلف:بن جرير ،بن عطية ،بن عاشور ولم أجد عند بن القيم كلاما فيها

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 28 ربيع الأول 1439هـ/16-12-2017م, 09:24 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

بدرية صالح
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

أمل بوسف
أحسنت وأجدت بارك الله فيك وزادك تسديدا.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 02:37 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) )
المسألة تفسيرية، المراجع الأولية:
-كتب التفسير : تفسير عبدالرزاق ، الطبري، تفسير مجاهد من طريق الهمذاني ، تفسير السيوطي ، العقل السليم لأبي السعود، الماوردي في النكت والعيون ،البغوي، تفسير ابن كثير.

-كتب التفسير من كتب السنة:
صحيح البخاري وشرحه للعسقلاني والعيني والقسطلاني والسندي.
سنن النسائي ، الحاكم في المستدرك ، ابن الأثير ، الهيثمي .
-كتب التفسير اللغوية:
معاني القرآن للفراء ، مجاز القرآن لأبي عبيدة ، اليزيدي، الزجاج.



النقولات:

📘قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال منازل النجوم
قال معمر وقال الكلبي هو القرآن كان ينزل نجوما). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
📘قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ "). [صحيح البخاري: 6/146]
📘- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بمواقع النّجوم بمحكم القرآن قال الفرّاء حدّثنا فضيل بن عياضٍ عن منصورٍ عن المنهال بن عمرٍو قال قرأ عبد اللّه فلا أقسم بمواقع النّجوم قال بمحكم القرآن وكان ينزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا وعند عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله بمواقع النّجوم قال بمنازل النّجوم قال وقال الكلبيّ هو القرآن أنزل نجومًا انتهى ويؤيّده ما أخرج النّسائيّ والحاكم من طريق حصينٍ عن سعيد بن جبير عن بن عبّاسٍ قال نزل القرآن جميعًا ليلة القدر إلى السّماء ثمّ فصّل فنزل في السّنين وذلك قوله فلا أقسم بمواقع النّجوم قوله ويقال بمسقط النّجوم إذا سقطن ومواقع وموقعٌ واحدٌ هو كلام الفرّاء أيضًا بلفظه ومراده أنّ مفادهما واحدٌ وإن كان أحدهما جمعًا والآخر مفردًا لكن المفرد المضاف كالجمع في إفادة التّعدّد وقرأها بلفظ الواحد حمزة والكسائيّ وخلفٌ وقال أبو عبيدة مواقع النّجوم مساقطها حيث تغيب). [فتح الباري: 8/626-627]
📘- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بمواقع النّجوم: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ.
أشار به إلى قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} (الواقعة: 75) وفسره بشيئين أحدهما قوله: (بمحكم القرآن) وقال الفراء: حدثنا فضيل ابن عبّاس عن منصور عن المنهال بن عمرو. وقال: قرأ عبد الله (فلا أقسم بمواقع النّجوم) قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النّبي صلى الله عليه وسلم نجوما وبقراءته قرأ حمزة والكسائيّ، وخلف، والآخر بقوله: (ومسقط النّجوم إذا سقطن) ومساقط النّجوم مغربها، وعن الحسن: انكدارها وانتشارها يوم القيامة، وعن عطاء بن أبي رباح: منازلها. قوله: (فلا أقسم) ، قال أكثر المفسّرين معناه: أقسم، ولا نسلة وقال بعض أهل العربيّة، معناه فليس الأمر كما تقولون: ثمّ استأنف القسم. فقال: أقسم قوله: (ومواقع وموقع واحد) ليس قوله: (واحد) بالنّظر إلى اللّفظ ولا بالنّظر إلى المعنى، ولكن باعتبار أن ما يستفاد منهما واحد، لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامان بلا تفاوت على الصّحيح، قال الكرماني: إضافته إلى الجمع تستلزم تعدده. كما يقال: قلب القوم والمراد قلوبهم). [عمدة القاري: 19/220]
📘- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بمواقع النجوم}) أي (بمحكم القرآن) ويؤيده وإنه لقسم وإنه لقرآن كريم. (ويقال بمسقط النجوم إذا سقطن) بكسر قاف بمسقط أي بمغارب النجوم السمائية إذا غربن. قال في الأنوار: وتخصيص المغارب لما في غروبها من زوال أثرها والدلالة على وجود مؤثر لا يزول تأثيره (ومواقع وموقع) الجمع والمفرد (واحد) فيما يستفاد منها لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامّان بلا تفاوت على الصحيح وبالإفراد قرأ حمزة والكسائي). [إرشاد الساري: 7/373]
📘- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (بمواقع النجوم بمحكم القرآن) مبني على تشبيه معاني القرآن بالنجوم الساطعة، والأنوار اللامعة، ومحل تلك المعاني هي محكم القرآن، فصار مواقع النجوم). [حاشية السندي على البخاري: 3/72]
📘قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}
- أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " نزل القرآن جميعًا في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا، ثمّ فصّل فنزل في السّنين، فذلك قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/287]
📘قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} فقال بعضهم: عني بقوله: {فلا أقسم}. أقسم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {فلا أقسم}. قال: أقسم.
وقال بعض أهل العربيّة: معنى قوله: {فلا} فليس الأمر كما تقولون ثمّ استأنف القسم بعد فقيل أقسم.
وقوله: {بمواقع النّجوم}. اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فلا أقسم بمنازل القرآن، وقالوا: أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا متفرّقةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين بعد قال: وتلا ابن عبّاسٍ هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: أنزل اللّه القرآن نجومًا ثلاث آياتٍ وأربع آياتٍ وخمس آياتٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّ القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزل جميعًا في ليلة القدر.
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: هو محكم القرآن.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ}. قال: مستقرّ الكتاب أوّله وآخره.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بمواقع النّجوم}. قال في السّماء ويقال مطالعها ومساقطها.
- حدّثني بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. أي مساقطها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بمنازل النّجوم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: بمنازل النّجوم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بانتثار النّجوم عند قيام السّاعة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم ومغايبها في السّماء، وذلك أنّ المواقع جمع موقعٍ، والموقع المفعل من وقع يقع موقعًا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الكوفة (بموقع) على التّوحيد، وقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين {بمواقع}: على الجماع.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 22/358-362]
📘قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بمواقع النجوم نجوم القرآن وذلك أنه نزل القرآن إلى السماء الدنيا جميعه جملة واحدة ثم نجم على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما فرقا قطعا الآية والآيتان وأكثر). [تفسير مجاهد: 2/651]
📘قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها). [تفسير مجاهد: 2/652]
📘قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، ثنا عمرو بن عونٍ الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، أنبأ حصين بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرق في السّنين قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: «نزل متفرّقًا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/519]
📘قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: أصبح من الناس شاكرٌ، ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فنزلت: هذه الآية: {فلا أقسم بمواقع النّجوم (75) وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ (76) إنّه لقرآنٌ كريمٌ (77) في كتابٍ مكنونٍ (78) لا يمسّه إلّا المطهّرون (79) تنزيلٌ من ربّ العالمين (80) أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (81) وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون} [الواقعة: 75 -82] أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
(بمواقع): مواقع النجوم: مساقطها ومغاربها، وقيل: منازلها ومسايرها). [جامع الأصول: 2/374-375]
📘قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75].
- عن ابن عبّاسٍ قال: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: نزل القرآن جملةً [واحدةً] إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل نجومًا بعد إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/120]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(الآية 75 - 85
أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {فلا أقسم} ممدودة مرفوعة الألف {بمواقع النجوم} على الجماع). [الدر المنثور: 14/217]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} على الجماع). [الدر المنثور: 14/217]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: نجوم السماء). [الدر المنثور: 14/218]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمساقطها قال: وقال الحسن رضي الله عنه: مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/218]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمغايبها). [الدر المنثور: 14/218]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمنازل النجوم). [الدر المنثور: 14/218]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: القرآن {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/218]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج النسائي، وابن جرير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين وفي لفظ: ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوما ثم قرأ {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/218-219]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} بألف قال: نجوم القرآن حين ينزل). [الدر المنثور: 14/219]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج ابن المنذر الأنباري في كتاب المصاحف، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الأرض نجوما ثلاثا آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فقال: {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/219]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال: قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن فكان ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم نجوما). [الدر المنثور: 14/219]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج ابن نصر، وابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن). [الدر المنثور: 14/219-220]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: مستقر الكتاب أوله وآخره). [الدر المنثور: 14/220]
📘قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول: بعضها فوق بعض ثم قال: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول: خلقهم خلقا {فجعلناهن أبكارا} يقول: عذارى {عربا أترابا} والعرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن { لأصحاب اليمين (38) ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين } يقول: طائفة من الأولين وطائفة من الآخرين {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} ما لهم وما أعد لهم {في سموم} قال: فيح نار جهنم {وحميم} الماء: الجار الذي قد انتهى حره فليس فوقه حر {وظل من يحموم} قال: من دخان جهنم {لا بارد ولا كريم} إنهم كانوا قبل ذلك مترفين قال: مشركين جبارين {وكانوا يصرون} يقيمون {على الحنث العظيم} قال: على الإثم العظيم قال: هو الشرك {وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما} إلى قوله: {أو آباؤنا الأولون} قال: قل يا محمد إن الأولين والآخرين لمجموعون {إلى ميقات يوم معلوم} قال: يوم القيامة {ثم إنكم أيها الضالون} قال: المشركون المكذبون {لآكلون من شجر من زقوم} قال: والزقوم إذا أكلوا منه خصبوا والزقوم شجرة {فمالئون منها البطون} قال: يملؤون من الزقوم بطونهم {فشاربون عليه من الحميم} يقول: على الزقوم الحميم {فشاربون شرب الهيم} هي الرمال لو مطرت عليها السماء أبدا لم ير فيها مستنقع {هذا نزلهم يوم الدين} كرامة يوم الحساب {نحن خلقناكم فلولا تصدقون} يقول: أفلا تصدقون {أفرأيتم ما تمنون} يقول: هذا ماء الرجل {أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} {نحن قدرنا بينكم الموت} في المتعجل والمتأخر {وما نحن بمسبوقين (60) على أن نبدل أمثالكم} فيقول: نذهب بكم ونجيء بغيركم {وننشئكم في ما لا تعلمون} يقول: نخلقكم فيها لا تعلمون إن نشأ خلقناكم قردة وإن نشأ خلقناكم خنازير {ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون} يقول: فهلا تذكرون ثم قال: {أفرأيتم ما تحرثون} يقول: ما تزرعون {أم نحن الزارعون} يقول: أليس نحن الذي ننبته أم أنتم المنبتون {لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون} يقول: تندمون {إنا لمغرمون} يقول: إنا للمواريه {بل نحن محرومون (67) أفرأيتم الماء الذي تشربون (68) أأنتم أنزلتموه من المزن} يقول: من السحاب {أم نحن المنزلون (69) لو نشاء جعلناه أجاجا} يقول: مرا {فلولا تشكرون} يقول: فهلا تشكرون {أفرأيتم النار التي تورون} يقول: تقدحون {أأنتم أنشأتم} يقول: خلقتم {شجرتها أم نحن المنشئون} قال: وهي من كل شجرة إلا في العناب وتكون في الحجارة {نحن جعلناها تذكرة} يقول: يتذكر بها نار الآخرة العليا {ومتاعا للمقوين} قال: والمقوي هو الذي لا يجد نارا فيخرج زنده فيستنور ناره فهي متاع له {فسبح باسم ربك العظيم} يقول: فصل لربك العظيم {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: أتى ابن عباس علبة بن الأسود أو نافع بن الحكم فقال له: يا ابن عباس إني أقرأ آيات من كتاب الله أخشى أن يكون قد دخلني منها شيء، قال ابن عباس: ولم ذلك قال: لأني أسمع الله يقول: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (سورة القدر الآية 2) ويقول: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) (سورة الدخان الآية 3) ويقول في آية أخرى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (سورة البقرة الآية 185) وقد نزل في الشهور كلها شوال وغيره، قال ابن عباس: ويلك إن جملة القرآن أنزل من السماء في ليلة القدر إلى موقع النجوم يقول: إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه وهي ليلة القدر المباركة وفي رمضان ثم نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة الآية والآيتين والأكثر، فذلك قوله: {لا أقسم} يقول: أقسم {بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/247-252]
📗قال أبو السعود أفندي: ﴿بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ أيْ: بِمَساقِطِها وهي مَغارِبُها وتَخْصِيصُها بِالقَسَمِ لِما في غُرُوبِها مِن زَوالِ أثَرِها، والدَّلالَةِ عَلى وُجُودِ مُؤَثِّرٍ دائِمٍ لا يَتَغَيَّرُ أوْ لِأنَّ ذَلِكَ وقْتُ قِيامِ المُتَهَجِّدِينَ والمُبْتَهِلِينَ إلَيْهِ تَعالى وأوانُ نُزُولِ الرَّحْمَةِ والرِّضْوانِ عَلَيْهِمْ أوْ بِمَنازِلِها ومَجارِيها فَإنَّ لَهُ تَعالى في ذَلِكَ مِنَ الدَّلِيلِ عَلى عِظَمِ قدرته وكَمالِ حِكْمَتِهِ ما لا يُحِيطُ بِهِ البَيانُ، وقِيلَ: النُّجُومُ: نُجُومُ القرآن ومَواقِعُها أوْقاتُ نُزُولِها. {إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم}.
📗قال أبو الحسن علي الماوردي: الثّانِي: أنَّ قَوْلَهُ ﴿فَلا﴾ راجِعٌ إلى ما تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، ومَعْناهُ فَلا تُكَذِّبُوا ولا تَجْحَدُوا ما ذَكَرْتُهُ مِن نِعْمَةٍ وأظْهَرْتُهُ مِن حُجَّةٍ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ كَلامَهُ فَقالَ ﴿أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ وفِيها سِتَّةُ أقاوِيلَ:
أحَدُها: أنَّها مَطالِعُها ومَساقِطُها، قالَهُ مُجاهِدٌ.
الثّانِي: انْتِشارُها يَوْمَ القِيامَةِ وانْكِدارُها، قالَهُ الحَسَنُ.
الثّالِثُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ السَّماءُ، قالَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ.
الرّابِعُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ الأنْواءُ الَّتِي كانَ أهْلُ الجاهِلِيَّةِ إذا مُطِرُوا قالُوا: مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذا، قالَهُ الضَّحّاكُ، ويَكُونُ قَوْلُهُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ مُسْتَعْمَلًا عَلى حَقِيقَتِهِ في نَفْيِ القَسَمِ بِها.
الخامِسُ: أنَّها نَجُومُ القُرْآنِ أنْزَلَها اللَّهُ مِنَ اللَّوْحِ المَحْفُوظِ مِنَ السَّماءِ العُلْيا إلى السَّفَرَةِ الكِرامِ الكاتِبِينَ في السَّماءِ الدُّنْيا، فَنَجَّمَهُ السَّفَرَةُ عَلى جِبْرِيلَ عِشْرِينَ لَيْلَةً، ونَجَّمَهُ جِبْرِيلُ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ عِشْرِينَ سَنَةً، فَهو يُنْزِلُهُ عَلى الأحْداثِ في أُمَّتِهِ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ والسُّدِّيُّ.
السّادِسُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ هو مُحْكَمُ القُرْآنِ، حَكاهُ الفَرّاءُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.{النكت والعيون}

📗 قال البغوي:
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ ، قَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ: مَعْنَاهُ: أُقْسِمُ وَ"لَا" صِلَةٌ، وَكَانَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ يَقْرَأُ: فَلَأُقْسِمُ عَلَى التَّحْقِيقِ. وَقِيلَ: قَوْلُهُ "فَلَا " رَدٌّ لِمَا قَالَهُ الْكُفَّارُ فِي الْقُرْآنِ إِنَّهُ سِحْرٌ وَشِعْرٌ وَكَهَانَةٌ، مَعْنَاهُ: لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا يَقُولُونَ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ الْقَسَمَ، فَقَالَ: ﴿أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ قَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ: "بِمَوْقِعِ" عَلَى التَّوْحِيدِ. وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِمَوَاقِعِ عَلَى الْجَمْعِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَرَادَ نُجُومَ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُتَفَرِّقًا نُجُومًا. وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: أَرَادَ مَغَارِبَ النُّجُومِ وَمَسَاقِطَهَا. وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: أَرَادَ مَنَازِلَهَا. وَقَالَ الْحَسَنُ: أَرَادَ انْكِدَارَهَا وَانْتِثَارَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(معالم التنزيل)

📗 قال ابن كثير رحمه الله وغفر له :
وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ ، فَقَالَ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي: نُجُومَ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّهُ نَزَلَ جُمْلَةً لَيْلَةَ الْقَدْرِ مِنَ السَّمَاءِ الْعُلْيَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ نَزَلَ مُفَرَّقًا(1) فِي السِّنِينَ بَعْدُ. ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الْآيَةَ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى السَّفَرة الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فنجَّمَته السَّفرة عَلَى جِبْرِيلَ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَنَجَّمَهُ جِبْرِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ عِشْرِينَ سَنَةً، فَهُوَ قَوْلُهُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ نُجُومِ الْقُرْآنِ.
وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة، وَمُجَاهِدٌ، والسُّدِّيّ، وَأَبُو حَزْرَة.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ أَيْضًا: ﴿بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ فِي السَّمَاءِ، وَيُقَالُ: مَطَالِعُهَا وَمَشَارِقُهَا. وَكَذَا قَالَ الْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ، وَهُوَ اخْتِيَارُ ابْنِ جَرِيرٍ. وَعَنْ قَتَادَةَ: مَوَاقِعُهَا: مَنَازِلُهَا. وَعَنِ الْحَسَنِ أَيْضًا: أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ انْتِثَارُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ يَعْنِي بِذَلِكَ: الْأَنْوَاءَ الَّتِي كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا مُطِروا، قَالُوا: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا.
* * *، والسُّدِّيّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَغَيْرُهُمْ.
# التفسير اللغوي:
📘قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم...}.
وحدثني أبو ليلى السجستاني , عن أبي جرير قاضي سجستان قال: قرأ عبد الله بن مسعود: {فلا أقسم بموقع النّجوم}, والقراء جميعاً على: مواقع.
- حدثني الفضيل بن عياض, عن منصور, عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله فيما أعلم شك الفراء قال: { فلا أقسم بموقع النجوم}, قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى الله عليه نجوما). [معاني القرآن: 3/129]
📘قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم }: فأقسم بمواقع النجوم , ومواقعها مساقطها , ومغايبها). [مجاز القرآن: 2/252]
📘قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {فلا أقسم}: المعنى فأقسم.
{بمواقع النجوم}: مساقطها حيث تغيب). [غريب القرآن وتفسيره: 368-369]
📘قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: أراد: نجوم القرآن إذا نزل.
وقال أبو عبيدة: «أراد مساقط النجوم في المغرب»). [تفسير غريب القرآن: 451]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: معناه أقسم، ودخلت (لا) توكيدا كما قال عزّ وجل:
{لئلّا يعلم أهل الكتاب}: معناه لأن يعلم أهل الكتاب.
ومواقع النجوم مساقطها، كما قال عزّ وجلّ : {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب}
وقيل إن مواقع النجوم يعنى به نجوم القرآن، لأنه كان ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - نجوما شيئا بعد شيء , ودليل هذا القول : {وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم * إنّه لقرآن كريم}). [معاني القرآن: 5/115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمَوَاقِعِ}: حيث تغيب). [العمدة في غريب القرآن: 299]

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 04:36 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تماضر
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وهناك تفاسير أخرى مهمّة، فأرجو استدراكها.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 1 ربيع الثاني 1439هـ/19-12-2017م, 11:31 PM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

المرحلة الأولة
المراد ب"مواقع النجوم." في قوله تعالى "فلا أقسم بمواقع النجوم".

نوع المسألة تفسيرية
المراجع
تفسير ابن كثير
تفسير ابن جرير الطبري.
الهداية الى بلوغ النهاية
المحرر الوجيز ابن عطية الأندلسي
معاني القرآن للزجاج
تفسير عبد الرزاق بن همام

قال عبد الرزاق بن همام ت211 ه.
عن معمر عن قتادة في قوله "فلا أقسم بمواقع النجوم." قال منازل النجوم.

قال معمر قال الكلبي هو القرآن وكان ينزل نجوما


قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري
وقوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) فقال بعضهم : عني بقوله : ( فلا أقسم ) : أقسم .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن [ ص: 147 ] الحسن بن مسلم عن سعيد بن جبير ( فلا أقسم ) قال : أقسم .

وقال بعض أهل العربية : معنى قوله : ( فلا ) فليس الأمر كما تقولون ثم استأنف القسم بعد فقيل أقسم وقوله : ( بمواقع النجوم ) اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : معناه : فلا أقسم بمنازل القرآن ، وقالوا : أنزل القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نجوما متفرقة .

ذكر من قال ذلك :

حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا هشيم قال : أخبرنا حصين ، عن حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : نزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ، ثم فرق في السنين بعد . قال : وتلا ابن عباس هذه الآية ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) قال : نزل متفرقا .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا يحيى بن واضح قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة في قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) قال : أنزل الله القرآن نجوما ثلاث آيات وأربع آيات وخمس آيات .

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن عكرمة : إن القرآن نزل جميعا ، فوضع بمواقع النجوم ، فجعل جبريل يأتي بالسورة ، وإنما نزل جميعا في ليلة القدر .

حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي قال : ثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الأعمش ، عن مجاهد ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) قال : هو محكم القرآن .

حدثني محمد بن سعيد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) قال : مستقر الكتاب أوله وآخره . [ ص: 148 ]

وقال آخرون : بل معنى ذلك : فلا أقسم بمساقط النجوم .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهدقوله : ( بمواقع النجوم ) قال في السماء . ويقال : مطالعها ومساقطها .

حدثني بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) أي مساقطها .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : بمنازل النجوم .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) قال : بمنازل النجوم .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : بانتثار النجوم عند قيام الساعة .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة في قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) قال : قال الحسن انكدارها وانتثارها يوم القيامة .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : معنى ذلك : فلا أقسم بمساقط النجوم ومغايبها في السماء ، وذلك أن المواقع جمع موقع ، والموقع المفعل من وقع يقع موقعا ، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك ، ولذلك قلنا : هو أولى معانيه به .

قال أبو اسحاق الزجاج ت311 ه.

"ومواقع النجوم مساقطها.
كما قال تعالى "فلا أقسم برب المشارق والمغارب."
وقيل أن مواقع النجوم يعنى بها نجوم القرآن لأنه كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما شيئا بعد شيء. ودليل هذا القول "وانه لقسم لو تعلمون عظيم أنه لقرآن كريم."


قال مكي بن ابي طالب ت437 ه.
ومعنى مواقع النجوم منازل القرآن لأن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما متفرقة.
قال ابن عباس نزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا الى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين بعد ثم تلا ابن عباس "فلا اقسم بمواقع النجوم."
قال نزل متفرقا.
وقال عكرمة "فلا أقسم بمواقع النجوم." قال أنزل الله القرآن ثلاث آيات وأربع آيات وخمسآيات. وقال أيضا نزل جميعا فوضع بمواقعالنجوم فجعل جبريل يأتي بالسورة بعد السورة وأنما نزل جميعا في ليلة القدر.
وقال مجاهد بمواقع النجوم بمحكم القرآن.
وقال الحسن بمواقع النجوم بمغاربها. وقاله قتادة.
وعن الحسن "بمواقع النجوم." بانكدارها وانتشارها يوم القيامة.
وعن مجاهد أيضا "مواقع النجوم" مطالعها ومساقطها.
قال عبد الحق بن غالب ابن عطية الأندلسي ت542 ه.
اختلف الناس في "واقع النجوم."
قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد وغيرهم هي نجوم القرآن التي نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم وذلك أنه روي أنه نزل من عند الله في ليلة القدر الى السماء الدنيا وقيل الى البيت المعمور جملة واحدة
ثم نزل بعد ذلك على محمد نجوما مقطعة في مدة من عشرين سنة
قال القاضي أبو محمد ويؤيد هذا القول عود الضمير على القرآن في قوله "أنه لقرآن كريم."
وذلك أن ذكره لم يتقدم الا على هذا التأويل ومن لم يتأول بهذا التأويل يقول أن الضمير يعود على القرآن وان لم يتقدم ذكره لشهرة الأمر ووضوح المعنى كقوله "حتى توارت بالحجاب."
وقال كثير من المفسرين النجوم هنا الكواكب المعروفة واختلف في مواقعها فقال مجاهد وابو عبيد مواقعها عند غروبها وطلوعها.
وقال قتادة مواقعها مواضعها من السماء وقيل مواقعها عند الانقضاض أثر العفاريت
وقال الحسن مواقعها عند الانكدار يوم القيامة.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 2 ربيع الثاني 1439هـ/20-12-2017م, 02:31 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

شيماء طه
بارك الله فيك وأحسن إليك.
ويلاحظ أن المراجع قليلة، فأرجو الاستزادة عند إنجاز المراحل التالية، وفقك الله.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 2 ربيع الثاني 1439هـ/20-12-2017م, 07:53 PM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) الواقعة
: تصنيف المسألة وترشيح المراجع الأولية للبحث
تصنيف المسألة
تفسيرية
المراجع المرشحة
تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.
جمع كلام أهل العلم وترتيبه

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال منازل النجوم
قال معمر وقال الكلبي هو القرآن كان ينزل نجوما). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ "). [صحيح البخاري: 6/146]

قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}
-
أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " نزل القرآن جميعًا في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا، ثمّ فصّل فنزل في السّنين، فذلك قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/287]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} فقال بعضهم: عني بقوله: {فلا أقسم}. أقسم.
ذكر من قال ذلك:
-
حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {فلا أقسم}. قال: أقسم.
وقال بعض أهل العربيّة: معنى قوله: {فلا} فليس الأمر كما تقولون ثمّ استأنف القسم بعد فقيل أقسم.
وقوله: {بمواقع النّجوم}. اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فلا أقسم بمنازل القرآن، وقالوا: أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا متفرّقةً.
ذكر من قال ذلك:
-
حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين بعد قال: وتلا ابن عبّاسٍ هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا.
-
حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: أنزل اللّه القرآن نجومًا ثلاث آياتٍ وأربع آياتٍ وخمس آياتٍ.
-
حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّ القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزل جميعًا في ليلة القدر.
-
حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: هو محكم القرآن.
-
حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ}. قال: مستقرّ الكتاب أوّله وآخره.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم.
ذكر من قال ذلك:
-
حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بمواقع النّجوم}. قال في السّماء ويقال مطالعها ومساقطها.
-
حدّثني بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. أي مساقطها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بمنازل النّجوم
ذكر من قال ذلك:
-
حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: بمنازل النّجوم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بانتثار النّجوم عند قيام السّاعة.
ذكر من قال ذلك:
-
حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم ومغايبها في السّماء، وذلك أنّ المواقع جمع موقعٍ، والموقع المفعل من وقع يقع موقعًا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الكوفة (بموقع) على التّوحيد، وقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين {بمواقع}: على الجماعة.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 22/358-362]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بمواقع النجوم نجوم القرآن وذلك أنه نزل القرآن إلى السماء الدنيا جميعه جملة واحدة ثم نجم على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما فرقا قطعا الآية والآيتان وأكثر). [تفسير مجاهد: 2/651]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها). [تفسير مجاهد: 2/652]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، ثنا عمرو بن عونٍ الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، أنبأ حصين بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرق في السّنين قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: «نزل متفرّقًا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/
قال أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي (ت 427ه(
وقوله سبحانه : { فَلاَ أُقْسِمُ بمواقع النجوم } الآية : قال بعض النحاة : «لا» زائدة ، والمعنى : فأقسم ، وزيادتها في بعض المواضع معروفة ، وقرأ الحسن وغيره : «فَلأُقْسِمُ» من غير ألف ، وقال بعضهم : «لا» نافية كأَنَّهُ قال : فلا صِحَّةَ لما يقوله الكفار ، ثم ابتدأ : أقسم بمواقع النجوم ، والنجوم : هنا قال ابن عباس وغيره : هي نجوم القرآن؛ وذلك أَنَّهُ روي أَنَّ القرآن نزل في ليلة القدر إلى سماء الدنيا ، وقيل : إلى البيت المعمور جملة واحدة ، ثم نزل بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم نُجُوماً مُقَطَّعَةً مدة من عشرين سنةً ، قال * ع* : ويؤيده عودُ الضمير على القرآن في قوله : { إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ } وقال كثير من المفسرين : بلِ النجوم هنا هي الكواكب المعروفة ، ثم اختلف هؤلاء في مواقعها ، فقيل : غروبها وطلوعها ، وقيل : مواقعها عند انقضاضها إثْرَ العفاريت .
قال أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (516ه) :ثم
وله - عز وجل - : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) ، قال أكثر المفسرين : معناه : أقسم و " لا " صلة ، وكان عيسى بن عمر يقرأ : فلأقسم على التحقيق . وقيل : قوله " فلا " رد لما قاله الكفار في القرآن إنه سحر وشعر وكهانة ، معناه : ليس الأمر كما يقولون ، ثم استأنف القسم ، فقال : ( أقسم بمواقع النجوم ) قرأ حمزة والكسائي : " بموقع " على التوحيد . وقرأ الآخرون " بمواقع " على الجمع . قال ابن عباس : أراد نجوم القرآن ، فإنه كان ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متفرقا نجوما . وقال جماعة من المفسرين : أراد مغارب النجوم ومساقطها . وقال عطاء بن أبي رباح : أراد منازلها . وقال الحسن : أراد انكدارها وانتثارها يوم القيامة .

قال الماوردى الماوردي.(ت : 450 ).
فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ الْنُّجُومِ } فيه وجهان :
أحدهما : أنه إنكار أن يقسم الله بشيء من مخلوقاته ، قال الضحاك : إن الله لا يقسم بشىء من خلقه ولكنه استفتاح يفتتح به كلامه .
الثاني : أنه يجوز أن يقسم الخالق بالمخلوقات تعظيماً من الخالق لما أقسم به من مخلوقاته .
فعلى هذا في قوله : { فَلاَ أُقْسِمُ } وجهان :
أحدهما : أن « لا » صلة زائدة ، ومعناه أقسم .
الثاني : أن قوله : { فَلاَ } راجع إلى ما تقدم ذكره ، ومعناه فلا تكذبوا ولا تجحدوا ما ذكرته من نعمة وأظهرته من حجة ، ثم استأنف كلامه فقال : { أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } .
وفيها ستة أقاويل :
أحدها : أنها مطالعها ومساقطها ، قاله مجاهد .
الثاني : إنتشارها يوم القيامة وإنكدارها ، قاله الحسن .
الثالث : أن مواقع النجوم السماء ، قاله ابن جريج .
الرابع : أن مواقع النجوم الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا قالوا : مطرنا بنوء كذا ، قاله الضحاك ، ويكون قوله : { فلا أقسم } مستعملاً على حقيقته في نفي القسم بها .
الخامس : أنها نجوم القرآن أنزلها الله من اللوح المحفوظ من السماء العليا إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمه السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم عشرين سنة ، فهو ينزله على الأحداث في أمته ، قاله ابن عباس والسدي .
السادس : أن مواقع النجوم هو محكم القرآن ، حكاه الفراء عن ابن مسعود
قال أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ البغوي (ت: 510هـ(
قوله : { فَلاَ أُقْسِمُ } ذهب جمهور المفسرين إلى أن « لا » مزيدة للتوكيد ، والمعنى : فأقسم ، ويؤيد هذا قوله بعد : { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ } وقال جماعة من المفسرين : إنها للنفي ، وإن المنفيّ بها محذوف ، وهو كلام الكفار الجاحدين . قال الفراء : هي نفي ، والمعنى : ليس الأمر كما تقولون . ثم استأنف ، فقال : أقسم ، وضعف هذا بأن حذف اسم لا وخبرها غير جائز ، كما قال أبو حيان ، وغيره . وقيل : إنها لام الابتداء ، والأصل : فلا أقسم ، فأشبعت الفتحة ، فتولد منها ألف ، كقول الشاعر :
أعوذ بالله من العقراب . ... وقد قرأ هكذا : ( فلأقسم ) بدون ألف الحسن ، وحميد ، وعيسى بن عمر ، وعلى هذا القول ، وهذه القراءة يقدّر مبتدأ محذوف ، والتقدير : فلأنا أقسم بذلك . وقيل : إن لا هنا بمعنى ألا التي للتنبيه ، وهو بعيد . وقيل : لا هنا على ظاهرها ، وإنها لنفي القسم ، أي : فلا أقسم على هذا؛ لأن الأمر أوضح من ذلك ، وهذا مدفوع بقوله : { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } مع تعيين المقسم به ، والمقسم عليه ، ومعنى قوله : { بمواقع النجوم } مساقطها ، وهي مغاربها كذا قال قتادة ، وغيره . وقال عطاء بن أبي رباح : منازلها . وقال الحسن : انكدارها وانتثارها يوم القيامة ، وقال الضحاك : هي الأنواء التي كان أهل الجاهلية يقولون مطرنا بنوء كذا . وقيل : المراد بمواقع النجوم : نزول القرآن نجوماً من اللوح المحفوظ ، وبه قال السديّ ، وغيره ، وحكى الفراء عن ابن مسعود أن مواقع النجوم هو محكم القرآن . قرأ الجمهور : { مواقع } على الجمع ، وقرأ ابن مسعود ، والنخعي ، وحمزة ، والكسائي ، وابن محيصن وورش عن يعقوب « بموقع » على الإفراد . قال المبرد : موقع هاهنا مصدر ، فهو يصلح للواحد والجمع .
قال أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ) ا

{ فَلاَ أُقْسِمُ } معناه فأقسم . ولا مزيدة مؤكدة مثلها في قوله : { لّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكتاب } [ الحديد : 29 ] وقرأ الحسن : «فلأقسم» . ومعناه : فلأنا أقسم : اللام لام الابتداء دخلت على جملة من مبتدأ وخبر ، وهي : أنا أقسم ، كقولك : «لزيد منطلق» ثم حذف المبتدأ ، ولا يصح أن تكون اللام لام القسم لأمرين ، أحدهما : أن حقها أن يقرن بها النون المؤكدة ، والإخلال بها ضعيف قبيح . والثاني : أن «لأفعلن» في جواب القسم للاستقبال ، وفعل القسم يجب أن يكون للحال { بمواقع النجوم } بمساقطها ومغاربها ، لعل لله تعالى في آخر الليل إذا انحطت النجوم إلى المغرب أفعالاً مخصوصة عظيمة ، أو للملائكة عبادات موصوفة ، أو لأنه وقت قيام المتهجدين والمبتهلين إليه من عباده الصالحين ، ونزول الرحمة والرضوان عليهم؛ فلذلك أقسم بمواقعها ،
قال أبو محمد عبد الحق بن غالب ابن عطية الأندلسي(ت:542هـ)
اختلف الناس في : « لا » ، من قوله : { فلا أقسم بمواقع النجوم } فقال بعض النحويين : هي زائدة والمعنى فأقسم ، وزيادتها في بعض المواضع معروف كقوله تعالى : { لئلا يعلم أهل الكتاب } [ الحديد : 29 ] وغير ذلك ، وقال سعيد بن جبير وبعض النحويين : هي نافية ، كأنه قال : { فلا } صحة لما يقوله الكفار ، ثم ابتدأ { أقسم بمواقع النجوم } . وقال بعض المتأولين هي مؤكدة تعطي في القسم مبالغة ما ، وهي كاستفتاح كلام مشبه في القسم ألا في شائع الكلام القسم وغيره ، ومن هذا قول الشاعر : [ الطويل ]
« فلا وأبي أعدائها لا أخونها » ... والمعنى : فوأبي اعدائها ، ولهذا نظائر .
وقرأ الحسن والثقفي : « فلأقسم » بغير ألف ، قال أبو الفتح ، التقدير : فلأنا أقسم .
وقرأ الجمهور من القراء « بمواقع » على الجمع ، وقرأ عمر بن الخطاب وابن عباس وابن مسعود وأهل الكوفة وحمزة والكسائي : « بموقع » على الإفراد ، وهو مراد به الجمع ، ونظير هذا كثير ، ومنه قوله تعالى : { إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } [ لقمان : 19 ] جمع من حيث لكل حمار صوت مختص وأفرد من حيث الأصوات كلها نوع .
واختلف الناس في : { النجوم } هنا ، فقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد وغيرهم : هي نجوم القرآن التي نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنه روي أن القرآن نزل من عند الله في ليلة القدر إلى السماء الدنيا ، وقيل إلى البيت المعمور جملة واحدة ، ثم نزل بعد ذلك على محمد نجوماً مقطعة في مدة من عشرين سنة .
قال القاضي أبو محمد : ويؤيد هذا القول عود الضمير على القرآن في قوله : { إنه لقرآن كريم } ، وذلك أن ذكره لم يتقدم إلا على هذا التأويل ، ومن لا يتأول بهذا التأويل يقول : إن الضمير يعود على القرآن وإن لم يتقدم ذكر لشهرة الأمر ووضوح المعنى كقوله تعالى : { حتى توارت بالحجاب } [ ص : 32 ] ، و { كل من عليها فان } [ الرحمن : 26 ] وغير ذلك . وقال جمهور كثير من المفسرين : { النجوم } هنا : الكواكب المعروفة . واختلف في موقعها ، فقال مجاهد وأبو عبيدة هي : مواقعها عند غروبها وطلوعها ، وقال قتادة : مواقعها مواضعها من السماء ، وقيل : مواقعها عند الانقضاض إثر العفاريت ، وقال الحسن : مواقعها عند الانكدار يوم القيامة
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ) :
أقسم، ومثله لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ «1» ، قاله الزجاج، وهو مذهب سعيد بن جبير. والثاني: أنها على أصلها. ثم في معناها قولان: أحدهما: أنها ترجع إلى ما تقدّم، ومعناه: النهي، تقدير الكلام: فلا تكذبوا، ولا تجحدوا ما ذكرته من النعم والحجج، قاله الماوردي. والثاني: أنّ «لا» ردّا لما تقوله الكفار في القرآن: إنه سحر، وشعر، وكهانة، ثم استأنف القسم على أنه قرآن كريم، قاله علي بن أحمد النيسابوري. وقرأ الحسن: فلأقسم بغير ألف بين اللام والهمزة.
قوله عزّ وجلّ: بِمَواقِعِ وقرأ حمزة، والكسائي: «بموقع» على التوحيد. قال أبو علي:
مواقعها: مساقطها. ومَنْ أَفْرَدَ، فلأنه اسم جنس. ومَنْ جَمَعَ فلاختلاف ذلك. وفي «النجوم» قولان:
أحدهما: نجوم السماء، قاله الأكثرون. فعلى هذا في مواقعها ثلاثة أقوال: أحدها: انكدارها وانتثارها يوم القيامة، قاله الحسن. والثاني: منازلها، قاله عطاء، وقتادة. والثالث: مغيبها فيالمغرب، قاله أبو عبيدة. والثاني: أنها نجوم القرآن، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس. فعلى هذا سميت نجوماً لنزولها متفرقة، ومواقعها: نزولها. قوله: وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ الهاء كناية عن القسم. وفي الكلام تقديم وتأخير، تقديره: وإنه لقسم عظيم لو تعلمون عِظَمَهُ.

] قال فخر الدين الرازي (606هـ).

لمسألة الرابعة : مواقع النجوم ما هي؟ فنقول : فيه وجوه الأول : المشارق والمغارب أو المغارب وحدها ، فإن عندها سقوط النجوم الثاني : هي مواضعها في السماء في بروجها ومنازلها الثالث : مواقعها في اتباع الشياطين عند المزاحمة الرابع : مواقعها يوم القيامة حين تنتثر النجوم ، وأما مواقع نجوم القرآن ، فهي قلوب عباده وملائكته ورسله وصالحي المؤمنين ، أو معانيها وأحكامها التي وردت فيها .
المسألة الخامسة : هل في اختصاص مواقع النجوم للقسم بها فائدة؟ قلنا : نعم فائدة جليلة ، وبيانها أنا قد ذكرنا أن القسم بمواقعها كما هي قسم كذلك هي من الدلائل ، وقد بيناه في الذاريات ، وفي الطور ، وفي النجم ، وغيرها ، فنقول : هي هنا أيضاً كذلك ، وذلك من حيث إن الله تعالى لما ذكر خلق الآدمي من المني وموته ، بين بإشارته إلى إيجاد الضدين في الأنفس قدرته واختياره ، ثم لما ذكر دليلاً من دلائل الأنفس ذكر من دلائل الآفاق أيضاً قدرته واختياره ، فقال : { أَفَرَءيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ } [ الواقعة : 63 ] { أَفَرَءيْتُمُ الماء } [ الواقعة : 68 ] إلى غير ذلك ، وذكر قدرته على زرعه وجعله حطاماً ، وخلقه الماء فراتاً عذباً ، وجعله أجاجاً ، إشارة إلى أن القادر على الضدين مختار ، ولم يكن ذكر من الدلائل السماوية شيئاً ، فذكر الدليل السماوي في معرض القسم ، وقال : مواقع النجوم ، فإنها أيضاً دليل الاختيار ، لأن كون كل واحد في موضع من السماء دون غيره من المواضع مع استواء المواضع في الحقيقة دليل فاعل مختار ، فقال : { بمواقع النجوم } ليس إلى البراهين النفسية والآفاقية بالذكر كما قال تعالى :
سَنُرِيهِمْ ءاياتنا فِي الآفاق وَفِي أَنفُسِهِمْ } [ فصلت : 53 ] وهذا كقوله تعالى : { وَفِي الأرض ءايات لّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } [ الذاريات : 20 ، 21 ] { وَفِي السماء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } [ الذاريات : 22 ] حيث ذكر الأنواع الثلاثة كذلك هنا ،

قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: أصبح من الناس شاكرٌ، ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فنزلت: هذه الآية: {فلا أقسم بمواقع النّجوم (75) وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ (76) إنّه لقرآنٌ كريمٌ (77) في كتابٍ مكنونٍ (78) لا يمسّه إلّا المطهّرون (79) تنزيلٌ من ربّ العالمين (80) أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (81) وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون} [الواقعة: 75 -82] أخرجه مسلم.
[
شرح الغريب]
(
بمواقع): مواقع النجوم: مساقطها ومغاربها، وقيل: منازلها ومسايرها). [جامع الأصول: 2/374-375]
قال أبو عبد الله محمد بن أحمد الخزرجي القرطبي(ت:671هـ)

قوله تعالى : بمواقع النجوم مواقع النجوم : مساقطها ومغاربها في قول قتادة وغيره . عطاء بن أبي رباح : منازلها . الحسن : انكدارها وانتثارها يوم القيامة . الضحاك : هي الأنواء التي كان أهل الجاهلية يقولون إذا مطروا قالوا : مطرنا بنوء كذا . الماوردي : ويكون قوله تعالى : فلا أقسم مستعملا على حقيقته من نفي القسم . القشيري : هو قسم ، ولله تعالى أن يقسم بما يريد ، وليس لنا أن نقسم بغير الله تعالى وصفاته القديمة .
قلت : يدل على هذا قراءة الحسن " فلأقسم " وما أقسم به سبحانه من مخلوقاته في غير موضع من كتابه . وقال ابن عباس : المراد بمواقع النجوم نزول القرآن نجوما ، أنزله الله تعالى من اللوح المحفوظ من السماء العليا إلى السفرة الكاتبين ، فنجمه السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام عشرين سنة ، فهو ينزله على الأحداث من أمته ؛ حكاه الماوردي عن ابن عباس والسدي . وقال أبو بكر الأنباري : حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزل القرآن إلى سماء الدنيا جملة واحدة ، ثم نزل إلى الأرض نجوما ، وفرق بعد ذلك خمس آيات خمس آيات وأقل وأكثر ، فذلك قول الله تعالى : فلا أقسم بمواقع النجوم .

قال إسماعيل بن عمر بن كثير (المتوفى: 774هـ)
وقال ابن جرير: وقال بعض أهل العربية: معنى قوله: { فَلا أُقْسِمُ } فليس الأمر كما تقولون، ثم استأنف القسم بعد فقيل: أقسم.
واختلفوا في معنى قوله: { بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } ، فقال حكيم بن جُبَيْر، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس يعني: نجوم القرآن؛ فإنه نزل جملة ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا، ثم نزل مُفَرَّقًا (1) في السنين بعد. ثم قرأ ابن عباس هذه الآية.
وقال الضحاك عن ابن عباس: نزل القرآن جملة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السَّفَرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجَّمَته السَّفرة على جبريل عشرين ليلة، ونجمه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فهو قوله: { فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } نجوم القرآن.
وكذا قال عِكْرِمَة، ومجاهد، والسُّدِّيّ، وأبو حَزْرَة.
وقال مجاهد أيضًا: { بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } في السماء، ويقال: مطالعها ومشارقها. وكذا قال الحسن، وقتادة، وهو اختيار ابن جرير. وعن قتادة: مواقعها: منازلها. وعن الحسن أيضًا: أن المراد بذلك انتثارها يوم القيامة. وقال الضحاك: { فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } يعني بذلك: الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مُطِروا، قالوا: مطرنا بنوء كذا وكذا
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75].
-
عن ابن عبّاسٍ قال: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: نزل القرآن جملةً [واحدةً] إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل نجومًا بعد إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/120]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بمواقع النّجوم بمحكم القرآن قال الفرّاء حدّثنا فضيل بن عياضٍ عن منصورٍ عن المنهال بن عمرٍو قال قرأ عبد اللّه فلا أقسم بمواقع النّجوم قال بمحكم القرآن وكان ينزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا وعند عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله بمواقع النّجوم قال بمنازل النّجوم قال وقال الكلبيّ هو القرآن أنزل نجومًا انتهى ويؤيّده ما أخرج النّسائيّ والحاكم من طريق حصينٍ عن سعيد بن جبير عن بن عبّاسٍ قال نزل القرآن جميعًا ليلة القدر إلى السّماء ثمّ فصّل فنزل في السّنين وذلك قوله فلا أقسم بمواقع النّجوم قوله ويقال بمسقط النّجوم إذا سقطن ومواقع وموقعٌ واحدٌ هو كلام الفرّاء أيضًا بلفظه ومراده أنّ مفادهما واحدٌ وإن كان أحدهما جمعًا والآخر مفردًا لكن المفرد المضاف كالجمع في إفادة التّعدّد وقرأها بلفظ الواحد حمزة والكسائيّ وخلفٌ وقال أبو عبيدة مواقع النّجوم مساقطها حيث تغيب). [فتح الباري: 8/626-627]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بمواقع النّجوم: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ.
أشار به إلى قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} (الواقعة: 75) وفسره بشيئين أحدهما قوله: (بمحكم القرآن) وقال الفراء: حدثنا فضيل ابن عبّاس عن منصور عن المنهال بن عمرو. وقال: قرأ عبد الله (فلا أقسم بمواقع النّجوم) قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النّبي صلى الله عليه وسلم نجوما وبقراءته قرأ حمزة والكسائيّ، وخلف، والآخر بقوله: (ومسقط النّجوم إذا سقطن) ومساقط النّجوم مغربها، وعن الحسن: انكدارها وانتشارها يوم القيامة، وعن عطاء بن أبي رباح: منازلها. قوله: (فلا أقسم) ، قال أكثر المفسّرين معناه: أقسم، ولا نسلة وقال بعض أهل العربيّة، معناه فليس الأمر كما تقولون: ثمّ استأنف القسم. فقال: أقسم قوله: (ومواقع وموقع واحد) ليس قوله: (واحد) بالنّظر إلى اللّفظ ولا بالنّظر إلى المعنى، ولكن باعتبار أن ما يستفاد منهما واحد، لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامان بلا تفاوت على الصّحيح، قال الكرماني: إضافته إلى الجمع تستلزم تعدده. كما يقال: قلب القوم والمراد قلوبهم). [عمدة القاري: 19/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 75 - 85
أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {فلا أقسم} ممدودة مرفوعة الألف {بمواقع النجوم} على الجماعة). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} على الجماعة). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: نجوم السماء). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمساقطها قال: وقال الحسن رضي الله عنه: مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمغايبها). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمنازل النجوم). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: القرآن {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي، وابن جرير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين وفي لفظ: ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوما ثم قرأ {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/218-219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} بألف قال: نجوم القرآن حين ينزل). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر الأنباري في كتاب المصاحف، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الأرض نجوما ثلاثا آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فقال: {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال: قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن فكان ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم نجوما). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر، وابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن). [الدر المنثور: 14/219-220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: مستقر الكتاب أوله وآخره). [الدر المنثور: 14/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{
ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول: بعضها فوق بعض ثم قال: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول: خلقهم خلقا {فجعلناهن أبكارا} يقول: عذارى {عربا أترابا} والعرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن { لأصحاب اليمين (38) ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين } يقول: طائفة من الأولين وطائفة من الآخرين {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} ما لهم وما أعد لهم {في سموم} قال: فيح نار جهنم {وحميم} الماء: الجار الذي قد انتهى حره فليس فوقه حر {وظل من يحموم} قال: من دخان جهنم {لا بارد ولا كريم} إنهم كانوا قبل ذلك مترفين قال: مشركين جبارين {وكانوا يصرون} يقيمون {على الحنث العظيم} قال: على الإثم العظيم قال: هو الشرك {وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما} إلى قوله: {أو آباؤنا الأولون} قال: قل يا محمد إن الأولين والآخرين لمجموعون {إلى ميقات يوم معلوم} قال: يوم القيامة {ثم إنكم أيها الضالون} قال: المشركون المكذبون {لآكلون من شجر من زقوم} قال: والزقوم إذا أكلوا منه خصبوا والزقوم شجرة {فمالئون منها البطون} قال: يملؤون من الزقوم بطونهم {فشاربون عليه من الحميم} يقول: على الزقوم الحميم {فشاربون شرب الهيم} هي الرمال لو مطرت عليها السماء أبدا لم ير فيها مستنقع {هذا نزلهم يوم الدين} كرامة يوم الحساب {نحن خلقناكم فلولا تصدقون} يقول: أفلا تصدقون {أفرأيتم ما تمنون} يقول: هذا ماء الرجل {أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} {نحن قدرنا بينكم الموت} في المتعجل والمتأخر {وما نحن بمسبوقين (60) على أن نبدل أمثالكم} فيقول: نذهب بكم ونجيء بغيركم {وننشئكم في ما لا تعلمون} يقول: نخلقكم فيها لا تعلمون إن نشأ خلقناكم قردة وإن نشأ خلقناكم خنازير {ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون} يقول: فهلا تذكرون ثم قال: {أفرأيتم ما تحرثون} يقول: ما تزرعون {أم نحن الزارعون} يقول: أليس نحن الذي ننبته أم أنتم المنبتون {لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون} يقول: تندمون {إنا لمغرمون} يقول: إنا للمواريه {بل نحن محرومون (67) أفرأيتم الماء الذي تشربون (68) أأنتم أنزلتموه من المزن} يقول: من السحاب {أم نحن المنزلون (69) لو نشاء جعلناه أجاجا} يقول: مرا {فلولا تشكرون} يقول: فهلا تشكرون {أفرأيتم النار التي تورون} يقول: تقدحون {أأنتم أنشأتم} يقول: خلقتم {شجرتها أم نحن المنشئون} قال: وهي من كل شجرة إلا في العناب وتكون في الحجارة {نحن جعلناها تذكرة} يقول: يتذكر بها نار الآخرة العليا {ومتاعا للمقوين} قال: والمقوي هو الذي لا يجد نارا فيخرج زنده فيستنور ناره فهي متاع له {فسبح باسم ربك العظيم} يقول: فصل لربك العظيم {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: أتى ابن عباس علبة بن الأسود أو نافع بن الحكم فقال له: يا ابن عباس إني أقرأ آيات من كتاب الله أخشى أن يكون قد دخلني منها شيء، قال ابن عباس: ولم ذلك قال: لأني أسمع الله يقول: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (سورة القدر الآية 2) ويقول: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) (سورة الدخان الآية 3) ويقول في آية أخرى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (سورة البقرة الآية 185) وقد نزل في الشهور كلها شوال وغيره، قال ابن عباس: ويلك إن جملة القرآن أنزل من السماء في ليلة القدر إلى موقع النجوم يقول: إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه وهي ليلة القدر المباركة وفي رمضان ثم نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة الآية والآيتين والأكثر، فذلك قوله: {لا أقسم} يقول: أقسم {بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/247-252] (م)
.
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بمواقع النجوم}) أي (بمحكم القرآن) ويؤيده وإنه لقسم وإنه لقرآن كريم. (ويقال بمسقط النجوم إذا سقطن) بكسر قاف بمسقط أي بمغارب النجوم السمائية إذا غربن. قال في الأنوار: وتخصيص المغارب لما في غروبها من زوال أثرها والدلالة على وجود مؤثر لا يزول تأثيره (ومواقع وموقع) الجمع والمفرد (واحد) فيما يستفاد منها لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامّان بلا تفاوت على الصحيح وبالإفراد قرأ حمزة والكسائي). [إرشاد الساري: 7/373]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (بمواقع النجوم بمحكم القرآن) مبني على تشبيه معاني القرآن بالنجوم الساطعة، والأنوار اللامعة، ومحل تلك المعاني هي محكم القرآن، فصار مواقع النجوم). [حاشية السندي على البخاري: 3/72]



قال محمد بن علي الشوكاني( ت1250ه)
ه ، ومعنى قوله : { بمواقع النجوم } مساقطها ، وهي مغاربها كذا قال قتادة ، وغيره . وقال عطاء بن أبي رباح : منازلها . وقال الحسن : انكدارها وانتثارها يوم القيامة ، وقال الضحاك : هي الأنواء التي كان أهل الجاهلية يقولون مطرنا بنوء كذا . وقيل : المراد بمواقع النجوم : نزول القرآن نجوماً من اللوح المحفوظ ، وبه قال السديّ ، وغيره ، وحكى الفراء عن ابن مسعود أن مواقع النجوم هو محكم القرآن . قرأ الجمهور : { مواقع } على الجمع ، وقرأ ابن مسعود ، والنخعي ، وحمزة ، والكسائي ، وابن محيصن وورش عن يعقوب « بموقع » على الإفراد . قال المبرد : موقع هاهنا مصدر ، فهو يصلح للواحد والجمع . ثم أخبر سبحانه عن تعظيم هذا القسم وتفخيمه


قال محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى: 1393هـ)
و { لا أقسم } بمعنى : أقسم ، و ( لا ) مزيدة للتوكيد ، وأصلها نافية تدل على أن القائل لا يقدم على القسم بما أقسم به خشية سوء عاقبة الكذب في القسم .
وبمعنى أنه غير محتاج إلى القسم لأن الأمر واضح الثبوت ، ثم كثر هذا الاستعمال فصار مراداً تأكيد الخبر فساوى القسم بدليل قوله عقبه : { وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } ، وهذا الوجه الثاني هو الأنسب بما وقع من مثله في القرآن .

وعلى الوجهين فهو إدماج للتنويه بشأن ما لو كان مُقسِماً لأقسم به . وعلى الوجه الثاني يكون قوله : { وإنه لقسم } بمعنى : وإن المذكور لشيء عظيم يُقسم به المقسمون ، فإطلاق قسم عليه من إطلاق المصدر وإرادة المفعول كالخلق بمعنى المخلوق .
وعن سعيد بن جبير وبعض المفسرين : أنهم جعلوا ( لا ) حرفاً مستقلاً عن فعل { أقسم } واقعاً جواباً لكلام مقدر يدل عليه بعده من قوله : { إنه لقرآن كريم } ردّاً على أقوالهم في القرآن أنه شعر ، أو سحر ، أو أساطير الأولين ، أو قول كاهن ، وجعلوا قوله : { أقسم } استئنافاً .
وعليه بمعنى الكلام مع فاء التفريع أنه تفرع على ما سَطع من أدلة إمكان البعث ما يبطل قولكم في القرآن فهو ليس كما تزعمون بل هو قرآن كريم الخ .
و { مواقع النجوم } جمع موقع يجوز أن يكون مكان الوقوع ، أي محالُّ وقوعها من ثوابت وسيارة . والوقوع يطلق على السقوط ، أي الهوى ، فمواقع النجوم مواضع غُروبها فيكون في معنى قوله تعالى : { والنجم إذا هوى } [ النجم : 1 ] والقسم بذلك مما شمله قوله تعالى : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب } [ المعارج : 40 ] . وجعل { مواقع النجوم } بهذا المعنى مقسماً به لأن تلك المساقط في حال سقوط النجوم عندها تذكِّر بالنظام البديع المجعول لسير الكواكب كلَّ ليلة لا يختل ولا يتخلف ، وتذكِّر بعظمة الكواكب وبتداولها خِلفة بعد أخرى ، وذلك أمر عظيم يحق القسم به الراجع إلى القسم بمُبدعه .
ويطلق الوقوع على الحلول في المكان ، يقال : وقعت الإِبل ، إذا بركت ، ووقعت الغنم في مرابضها ، ومنه جاء اسم الواقعة للحادثة كما تقدم ، فالمواقع : محالُّ وقوعها وخطوط سيرها فيكون قريباً من قوله : { والسماء ذات البروج } [ البروج : 1 ] .
والمواقع هي : أفلاك النجوم المضبوطة السير في أفق السماء ، وكذلك بروجها ومنازلها .
وذكر ( مواقع النجوم ) على كلا المعنيين تنويه بها وتعظيم لأمرها لدلالة أحوالها على دقائق حكمة الله تعالى في نظام سيرها وبدائع قدرته على تسخيرها .
ويجوز أن يكون ( مواقع ) جمع موقع المصدر الميمي للوقوع .
ومن المفسرين من تأول النجوم أنها جمع نجم وهو القِسط الشيء من مال وغيره كما يقال : نجومُ الديات والغرامات وجعلوا النجوم ، أي الطوائف من الآيات التي تنزل من القرآن وهو عن ابن عباس وعكرمة فيؤول إلى القسم بالقرآن على حقيقته على نحو ما تقدم في قوله تعالى : { والكتاب المبين إنا جعلناه قرآناً عربياً } [ الزخرف : 2 ، 3

قالمحمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي. ت: 1393.
علم أولاً أن الوقل بأنه الثريا وأن المراد بالنجم خصوصها ، وإن اختاره ابن جرير وروي عن ابن عباس وغير واحدن ليس بوجيه عندي .
والأظهر أن النجم يراد به النجوم . وإن قال ابن جرير بأنه لا يصح ، والدليل على ذلك جمعه تعالى للنجوم في القسم في قوله تعالى : { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النجوم } [ الواقعة : 75 ] ، لأن الظاهر أن المراد بالنجم إذا هوى هنا ، كالمراد بمواقع النجوم في الواقعة .
وقد اختلف العلماء أيضاً في المراد بمواقع النجوم فقال بعضهم : هي مساقطها إذا غابت . وقال بعضهم انتثارها يوم القيامة . وقال بعضهم : منازلها في السماء ، لأن النازل في محل واقع فيه . وقال بعضهم : هي مواقع نجوم القرآن النازل بها الملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له : أظهر الأقوال عندي وأقربها للصواب في نظري ، أن المراد بالنجم إذا هوى هنا في هذه السورة ، وبمواقع النجوم في الواقعة هو نجوم القرآن التي نزل بها الملك نجماً فنجماً ، وذلك لأمرين أحدهما أن هذا الذي أقسم الله عليه بالنجم إذا هوى الذي هو أن النبي صلى الله عليه وسلم على حق وأنه ما ضل وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى موافق في المعنى لما أقسم عليه بمواقع النجوم ، وهو قوله
{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ } [ الواقعة : 77 - 78 ] - إلى قوله - { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العالمين } [ الواقعة : 80 ] .
والإقسام بالقرآن على صحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صدق القرآن العظيم وأنه منزل من الله جاء موضحاً في آيات من كتاب الله كقوله تعالى : { يس والقرآن الحكيم إِنَّكَ لَمِنَ المرسلين على صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ تَنزِيلَ العزيز الرحيم } [ يس : 1 - 5 ] وقوله تعالى : { حموالكتاب المبين إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ في أُمِّ الكتاب لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } [ الزخرف : 1 - 4 ] وخير ما يفسر به القرآن القرآن .
والثاني : أن كون المقسم به المعبر عنه النجوم ، هوالقرآن العظيم أنسب لقوله بعده : { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } [ الواقعة : 76 ] ، لأن هذا التعظيم من الله يدل على أن هذا المقسم به في غاية العظمة .
ولا شك أن القرآن الذي هو كلام الله أنسب لذلك من نجوم السماء ونجم الأرض . والعلم عند الله تعالى .


ملاحظة
ماذكره الشيخ الشنقيطى مذكور فى تفسيره لأول سورة النجم ووجدت فيه تعليلاً للترجيح فذكرته لأستفادة منه

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 2 ربيع الثاني 1439هـ/20-12-2017م, 09:19 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

التطبيق الأول
موضوع البحث:
تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم (75)} الواقعة
المطلوب:
1: تصنيف المسألة وترشيح المراجع الأولية للبحث.
2: جمع كلام أهل العلم وترتيبه.
أولاً تصنيف المسألة:
مسألة تفسيرية ،ولها صلة ببعض علوم القرآن ( علم القراءات ،وتوجيهها)
المراجع الأولية:
- من كتب التفسيرالمسندة: تفسير عبد الرزاق،و ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، الثعلبي،و الواحدي ،و البغوي .
- من كتب التفسير من دواوين السنة: كتاب التفسير في صحيح البخاري، السنن الكبرى للنسائي ،ومستدرك الحاكم النيسانوري وصحيح مسلم وأبواب التفسير من جامع الترمذي وكتاب تفسير القرآن من جامع ابن وهب ومن سنن سعيد بن منصور الخراساني وغيرها.
- من تفسير بعض الآيات من كتب التفسير في جوامع الأحاديث والزوائد، كجامع الأصول لابن الأثير، ومجمع الزوائد للهيثمي، والمطالب العالية لابن حجر، وإتحاف الخيرة المهرة للبوصيري، والفتح الرباني بترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني للساعاتي وغيرهم.
- من التفاسير اللغوية: معاني القرآن للفراء، ومجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى ،ومعاني القرآن للأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة البلخي ،ومعاني القرآن وإعرابه لأبي إسحاق الزجاج.
- من التفاسير التي تعني بالقراءات وتوجيهها: ابن جرير ،وابن عطية ،والزجاج،والفراء ،ولأبي عبيدة.وغيرهم.
ثانياً جمع كلام أهل العلم وترتيبه:

وقد تحصل في هذه المسألة عدة نقول وهو ما كتب في :
1-كتب التفسير المسندة:تفسير مجاهد للحسن الهمداني،تفسير عبد الرزاق ، و جامع البيان لابن جرير، وتفسير ابن أبي حاتم الرازي، الثعلبي،والواحدي ، والبغوي.
2-كتب التفسير في دواوين السنة:صحيح البخارى ،فتح البارى لآبن حجر ،وعمدة القارى للعيني ،وإرشاد الساري لأبي بكر القسطلاني، وحاشية السندى لعبد لهادي السندي ،والسنن الكبرى للنسائي، ومستدرك الحاكم
3-كتب التفسير في جوامع الأحاديث والزوائد:جامع الأصول لابن الأثير ، ومجمع الزوائد للهيثمي.
4-كتب التفسير التى تعنى بجمع أقوال السلف والمفسرين : بن جرير الطبري، والماوردى ،وزاد المسيرلابن الجوزي،والكشف والبيان للثعلبي ،وابن عطية،والقرطبي ،ومكي بن أبي طالب، و تفسير القرآن العظيم لابن كثير والدر المنثور للسيوطى.
5-كتب في معانى القرآن وغريبه :معانى القرآن للفراء ،ومجاز القرآن لأبي عبيدة، و غريب القرآن وتفسيره لليزيدي،تفسير غريب القرآن لابن قتيبة معاني القرآن للزجاج ،والعمدة في غريب القرآن لمكي بن أبي طالب
6-كتب التفسير المعتنية بتحرير أقوال السلف وبذكر القراءات وتوجيهها :ابن جريرالطبري ،وابن عطية ،وابن عاشور،والبقاعي ، الماوردي ، الثعلبي،القرطبي ،والهداية لمكي بن أبي طالب ،الشوكاني .

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 3 ربيع الثاني 1439هـ/21-12-2017م, 12:30 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

عائشة أبو العينين
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

مها شتا
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ولا يفوتك أضواء البيان وما كتبه ابن تيمية وابن القيّم في المسألة، إن وجد.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 3 ربيع الثاني 1439هـ/21-12-2017م, 11:05 AM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}
تصنيف المسألة:
مسألة تفسيرية متعلقة ببعض مسائل علوم القرآن .
المراجع الأولية :
_ كتب التفسير المسندة : تفسير عبد الرزاق، وتفسير ابن جرير، تفسير ابن أبي حاتم الرازي، تفسير الثعلبي، تفسير البغوي .
2 كتب التفسير في دوواين السنة، وجوامع الأحاديث : ماجمع في جمهرة العلوم ، كاكتاب صحيح البخاري، وفتح الباري، وعمدة القارئ للعييني، وإرشاد الساري للقسطلاني، وحاشية السندي على البخاري، والسنن الكبرى للنسائي .
3 ماورد في اسباب النزول: كاكتاب اسباب النزول للواحدي، ولباب النقول للسيوطي،
والصحيح المسند في أسباب النزول للوادعي ، وكذلك علل الوقوف للسَّجَاوَنْدِيُّ ،وما ورد عن الأَشْمُونِيُّ .
4 كتب في معاني القرآن وغريبه: معاني القرآن للفراء، ومجاز القرآن للتيمي ، غريب القرآن وتفسيره لليزيدي ،وغريب القرآن وتفسيره لابْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ ،ومعاني القرآن للزجاج،والعمدة في غريب القرآن للمكي ،
5 الكتب التي تعتني بنقل أقوال السلف: الكشف والبيان للثعلبي، والهداية إلى بلوغ النهاية للمكي، والنكت والعيون للمارودوي، والمحرر الوجيز لابن عطية، وزاد المسير للجوزي، وأحكام القرآن للقرطبي، وتفسير ابن كثير .
6 كتب تعتني بالمسائل اللغوية : البحر المحيط لأبي حيان، وتفسير ابن القيم ،والألوسي ،والتحرير والتنوير لأبن عاشور،.
ملاحظة : مالون بالأزرق من جمهرة العلوم وما لون بالأحمر نقل خارجي

- تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم...}.
وحدثني أبو ليلى السجستاني , عن أبي جرير قاضي سجستان قال: قرأ عبد الله بن مسعود: {فلا أقسم بموقع النّجوم}, والقراء جميعاً على: مواقع.
- حدثني الفضيل بن عياض, عن منصور, عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله فيما أعلم شك الفراء قال: { فلا أقسم بموقع النجوم}, قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى الله عليه نجوما). [معاني القرآن: 3/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم }: فأقسم بمواقع النجوم , ومواقعها مساقطها , ومغايبها). [مجاز القرآن: 2/252]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بمواقع النجوم نجوم القرآن وذلك أنه نزل القرآن إلى السماء الدنيا جميعه جملة واحدة ثم نجم على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما فرقا قطعا الآية والآيتان وأكثر). [تفسير مجاهد: 2/651]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها). [تفسير مجاهد: 2/652]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، ثنا عمرو بن عونٍ الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، أنبأ حصين بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرق في السّنين قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: «نزل متفرّقًا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/519]
نزول قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) )قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَتَجعَلونَ رِزقَكُم أَنَّكُم تُكَذِّبونَ}.
أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا حمدان السلمي قال: حدثنا النضر بن محمد قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثنا أبو زميل قال: حدثني ابن عباس قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر قالوا: هذه رحمة وضعها الله تعالى وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا)) فنزلت هذه الآيات: {فَلا أُقسِمُ بِمَواقِعِ النُجومِ}حتى بلغ: {وَتَجعَلونَ رِزقَكُم أَنَّكُم تُكَذِّبونَ} رواه مسلم عن عباس بن عبد العظيم عن النضر بن محمد.
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في سفر فنزلوا منزلا فأصابهم العطش وليس معهم ماء فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أرأيتم إن دعوت لكم فسقيتم فلعلكم تقولون: سقينا هذا المطر بنوء كذا)) فقالوا: يا رسول الله ما هذا بحين الأنواء قال: فصلى ركعتين ودعا الله تبارك وتعالى فهاجت ريح ثم هاجت سحابة فمطروا حتى سالت الأودية وملأوا الأسقية ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يغترف بقدح له وهو يقول: سقينا بنوء كذا ولم يقل:
[أسباب النزول: 429] ذا من رزق الله سبحانه فأنزل الله سبحانه {وَتَجعَلونَ رِزقَكُم أَنَّكُم تُكَذِّبونَ}.
أخبرنا أبو بكر بن محمد بن عمر الزاهد قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد الجيزي قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا حرملة بن يحيى وعمرو بن سواد السرحي قال: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألم تروا إلى ما قال ربكم؟ قال: ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق بها كافرين يقولون: الكواكب وبالكواكب)) رواه مسلم عن حرملة وعمرو بن سواد). [أسباب النزول: 430]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)
وأخرج مسلم عن ابن عباس قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر))قالوا: هذه رحمة وضعها الله. وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا، فنزلت هذه الآيات:{فلا أقسم بمواقع النجوم} حتى بلغ: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حزرة قال: نزلت هذه الآيات في رجل من الأنصار في غزوة تبوك، نزلوا الحجر، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يحلوا من مائها شيئا، ثم ارتحل ونزل منزلا آخر وليس معهم ماء، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقام فصلى ركعتين ثم دعا فأرسل الله سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها، فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق: ويحك أما ترى ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم، فأمطر الله علينا السماء، فقال: إنما مطرنا بنوء كذا وكذا). [لباب النقول: 252]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الآية: 82].
[مسلم :2/61] حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة وهو ابن عمار، حدثنا أبو زميل، قال: حدثني ابن عباس، قال: مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر))،قالوا: هذه رحمة. وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا فنزلت هذه الآية: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}حتى بلغ {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}.
قال النووي رحمه الله قال الشيخ أبو عمرو رحمه الله يعني ابن الصلاح ليس مراده أن جميع هذا نزل في قوله في الأنواء فإن الأمر في ذلك وتفسيره يأبى ذلك، وإنما النازل في ذلك قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} والباقي نزل في غير ذلك ولكن اجتمعا في وقت النزول فذكر الجميع من أجل ذلك، قال الشيخ أبو عمرو رحمه الله: ومما يدل على هذا أن في بعض الروايات عن ابن عباس رضي الله عنهما في ذلك الاقتصار على هذا القدر اليسير فحسب. هذا آخر كلام الشيخ رحمه الله). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 234]

قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({النجوم- 75- لا} عظيم- 76- لا} كذلك، لأن الجملة: {إنه لقرآن} جواب: {فلا أقسم}.
{كريم- 77- لا} لتعلق الجار. {مكنون- 78- لا} لأن الجملة بعده صفة أيضًا.
{المطهرون- 79- ط} أي: هو تنزيل.)[علل الوقوف: 3/995]

قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (النجوم ليس بوقف ومثله لو تعلمون عظيم لأنَّ جواب القسم لم يأت وهو قوله أنه لقرآن ومثله في عدم الوقف كريم لتعلق حرف الجر ومثله في عدم الوقف أيضًا مكنون لأنَّ الجملة بعده صفة لقرآن أو لكتاب.
--------
تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال منازل النجوم
قال معمر وقال الكلبي هو القرآن كان ينزل نجوما). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ "). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ):
(قوله بمواقع النّجوم بمحكم القرآن قال الفرّاء حدّثنا فضيل بن عياضٍ عن منصورٍ عن المنهال بن عمرٍو قال قرأ عبد اللّه فلا أقسم بمواقع النّجوم قال بمحكم القرآن وكان ينزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا وعند عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله بمواقع النّجوم قال بمنازل النّجوم قال وقال الكلبيّ هو القرآن أنزل نجومًا انتهى ويؤيّده ما أخرج النّسائيّ والحاكم من طريق حصينٍ عن سعيد بن جبير عن بن عبّاسٍ قال نزل القرآن جميعًا ليلة القدر إلى السّماء ثمّ فصّل فنزل في السّنين وذلك قوله فلا أقسم بمواقع النّجوم قوله ويقال بمسقط النّجوم إذا سقطن ومواقع وموقعٌ واحدٌ هو كلام الفرّاء أيضًا بلفظه ومراده أنّ مفادهما واحدٌ وإن كان أحدهما جمعًا والآخر مفردًا لكن المفرد المضاف كالجمع في إفادة التّعدّد وقرأها بلفظ الواحد حمزة والكسائيّ وخلفٌ وقال أبو عبيدة مواقع النّجوم مساقطها حيث تغيب). [فتح الباري: 8/626-627]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بمواقع النّجوم: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ.
أشار به إلى قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} (الواقعة: 75) وفسره بشيئين أحدهما قوله: (بمحكم القرآن) وقال الفراء: حدثنا فضيل ابن عبّاس عن منصور عن المنهال بن عمرو. وقال: قرأ عبد الله (فلا أقسم بمواقع النّجوم) قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النّبي صلى الله عليه وسلم نجوما وبقراءته قرأ حمزة والكسائيّ، وخلف، والآخر بقوله: (ومسقط النّجوم إذا سقطن) ومساقط النّجوم مغربها، وعن الحسن: انكدارها وانتشارها يوم القيامة، وعن عطاء بن أبي رباح: منازلها. ) عمدة القاري: 19/220]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بمواقع النجوم}) أي (بمحكم القرآن) ويؤيده وإنه لقسم وإنه لقرآن كريم. (ويقال بمسقط النجوم إذا سقطن) بكسر قاف بمسقط أي بمغارب النجوم السمائية إذا غربن. ). [إرشاد الساري: 7/373]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (بمواقع النجوم بمحكم القرآن) مبني على تشبيه معاني القرآن بالنجوم الساطعة، والأنوار اللامعة، ومحل تلك المعاني هي محكم القرآن، فصار مواقع النجوم). [حاشية السندي على البخاري: 3/72]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}
- أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " نزل القرآن جميعًا في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا، ثمّ فصّل فنزل في السّنين، فذلك قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/287]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
وقوله: {بمواقع النّجوم}. اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فلا أقسم بمنازل القرآن، وقالوا: أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا متفرّقةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين بعد قال: وتلا ابن عبّاسٍ هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: أنزل اللّه القرآن نجومًا ثلاث آياتٍ وأربع آياتٍ وخمس آياتٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّ القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزل جميعًا في ليلة القدر.
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: هو محكم القرآن.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ}. قال: مستقرّ الكتاب أوّله وآخره.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بمواقع النّجوم}. قال في السّماء ويقال مطالعها ومساقطها.
- حدّثني بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. أي مساقطها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بمنازل النّجوم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: بمنازل النّجوم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بانتثار النّجوم عند قيام السّاعة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم ومغايبها في السّماء، [جامع البيان: 22/358-362]

قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: أصبح من الناس شاكرٌ، ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فنزلت: هذه الآية: {فلا أقسم بمواقع النّجوم (75) وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ (76) إنّه لقرآنٌ كريمٌ (77) في كتابٍ مكنونٍ (78) لا يمسّه إلّا المطهّرون (79) تنزيلٌ من ربّ العالمين (80) أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (81) وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون} [الواقعة: 75 -82] أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
(بمواقع): مواقع النجوم: مساقطها ومغاربها، وقيل: منازلها ومسايرها). [جامع الأصول: 2/374-375]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75].
- عن ابن عبّاسٍ قال: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: نزل القرآن جملةً [واحدةً] إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل نجومًا بعد إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 75 - 85
أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {فلا أقسم} ممدودة مرفوعة الألف {بمواقع النجوم} على الجماعة). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} على الجماعة). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: نجوم السماء). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمساقطها قال: وقال الحسن رضي الله عنه: مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمغايبها). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمنازل النجوم). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: القرآن {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي، وابن جرير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين وفي لفظ: ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوما ثم قرأ {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/218-219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} بألف قال: نجوم القرآن حين ينزل). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر الأنباري في كتاب المصاحف، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الأرض نجوما ثلاثا آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فقال: {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال: قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن فكان ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم نجوما). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر، وابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن). [الدر المنثور: 14/219-220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: مستقر الكتاب أوله وآخره). [الدر المنثور: 14/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: أتى ابن عباس علبة بن الأسود أو نافع بن الحكم فقال له: يا ابن عباس إني أقرأ آيات من كتاب الله أخشى أن يكون قد دخلني منها شيء، قال ابن عباس: ولم ذلك قال: لأني أسمع الله يقول: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (سورة القدر الآية 2) ويقول: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) (سورة الدخان الآية 3) ويقول في آية أخرى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (سورة البقرة الآية 185) وقد نزل في الشهور كلها شوال وغيره، قال ابن عباس: ويلك إن جملة القرآن أنزل من السماء في ليلة القدر إلى موقع النجوم يقول: إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه وهي ليلة القدر المباركة وفي رمضان ثم نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة الآية والآيتين والأكثر، فذلك قوله: {لا أقسم} يقول: أقسم {بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/247-252]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ(ت: 237هـ): ( {فلا أقسم}: المعنى فأقسم.
{بمواقع النجوم}: مساقطها حيث تغيب). [غريب القرآن وتفسيره: 368-369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: أراد: نجوم القرآن إذا نزل.
وقال أبو عبيدة: «أراد مساقط النجوم في المغرب»). [تفسير غريب القرآن: 451]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: معناه أقسم، ودخلت (لا) توكيدا كما قال عزّ وجل:
{لئلّا يعلم أهل الكتاب}: معناه لأن يعلم أهل الكتاب.
ومواقع النجوم مساقطها، كما قال عزّ وجلّ : {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب}
وقيل إن مواقع النجوم يعنى به نجوم القرآن، لأنه كان ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - نجوما شيئا بعد شيء , ودليل هذا القول : {وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم * إنّه لقرآن كريم}). [معاني القرآن: 5/115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمَوَاقِعِ}: حيث تغيب). [العمدة في غريب القرآن: 299]
وقال الثعلبي في الكشف والبيان : ( 000استأنف القسم فقال: أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ يعني نجوم القرآن التي كانت تنزل على(٢٣) انكدارها وانتشارها يوم القيامة. )
وقال المارودي في النكت والعيون : ( ثُمَّ اسْتَأْنَفَ كَلامَهُ فَقالَ ﴿أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ وفِيها سِتَّةُ أقاوِيلَ:
أحَدُها: أنَّها مَطالِعُها ومَساقِطُها، قالَهُ مُجاهِدٌ.
الثّانِي: انْتِشارُها يَوْمَ القِيامَةِ وانْكِدارُها، قالَهُ الحَسَنُ.
الثّالِثُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ السَّماءُ، قالَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ.
الرّابِعُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ الأنْواءُ الَّتِي كانَ أهْلُ الجاهِلِيَّةِ إذا مُطِرُوا قالُوا: مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذا، قالَهُ الضَّحّاكُ، ويَكُونُ قَوْلُهُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ مُسْتَعْمَلًا عَلى حَقِيقَتِهِ في نَفْيِ القَسَمِ بِها.
الخامِسُ: أنَّها نَجُومُ القُرْآنِ أنْزَلَها اللَّهُ مِنَ اللَّوْحِ المَحْفُوظِ مِنَ السَّماءِ العُلْيا إلى السَّفَرَةِ الكِرامِ الكاتِبِينَ في السَّماءِ الدُّنْيا، فَنَجَّمَهُ السَّفَرَةُ عَلى جِبْرِيلَ عِشْرِينَ لَيْلَةً، ونَجَّمَهُ جِبْرِيلُ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ عِشْرِينَ سَنَةً، فَهو يُنْزِلُهُ عَلى الأحْداثِ في أُمَّتِهِ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ والسُّدِّيُّ.
السّادِسُ: أنَّ مَواقِعَ النُّجُومِ هو مُحْكَمُ القُرْآنِ، حَكاهُ الفَرّاءُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
وقال البغوي في معالم التنزيل : ( ثم اسْتَأْنَفَ الْقَسَمَ، فَقَالَ: ﴿أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ قَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ: "بِمَوْقِعِ" عَلَى التَّوْحِيدِ. وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِمَوَاقِعِ عَلَى الْجَمْعِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَرَادَ نُجُومَ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُتَفَرِّقًا نُجُومًا. وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: أَرَادَ مَغَارِبَ النُّجُومِ وَمَسَاقِطَهَا. وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: أَرَادَ مَنَازِلَهَا. وَقَالَ الْحَسَنُ: أَرَادَ انْكِدَارَهَا وَانْتِثَارَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.)
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : ( واخْتُلِفَ في مَوْقِعِها، فَقالَ مُجاهِدٌ وأبُو عُبَيْدَةَ: هي مَواقِعُها عِنْدَ غُرُوبِها وطُلُوعُها، وقالَ قَتادَةُ: مَواقِعُها هي مَواضِعُها مِنَ السَماءِ، وقِيلَ: مَواقِعُها عِنْدَ الِانْقِضاضِ إثْرَ العَفارِيتِ، وقالَ الحَسَنُ: مَواقِعُها عِنْدَ انْكِدارِ النُجُومِ.)
وقال ابن الجوزي في زاد المسير:﴿بِمَواقِعِ﴾ وقَرَأ حَمْزَةُ، والكِسائِيُّ: "بِمَوْقِعِ" عَلى التَّوْحِيدِ. قالَ أبُو عَلِيٍّ: مَواقِعُها مَساقِطُها. ومَن أفْرَدَ، فَلِأنَّهُ اسْمُ جِنْسٍ. ومَن جَمَعَ، فَلِاخْتِلافِ ذَلِكَ. وفي "النُّجُومِ" قَوْلانِ.
أحَدُهُما: نُجُومُ السَّماءِ، قالَهُ الأكْثَرُونَ. فَعَلى هَذا في مَواقِعِها ثَلاثَةُ أقْوالٍ.
أحَدُها: انْكِدارُها وانْتِثارُها يَوْمَ القِيامَةِ، قالَهُ الحَسَنُ.
والثّانِي: مَنازِلُها، قالَهُ عَطاءٌ، وقَتادَةُ.
والثّالِثُ: مَغِيبُها في المَغْرِبِ، قالَهُ أبُو عُبَيْدَةَ.
والثّانِي: أنَّها نُجُومُ القُرْآنِ، رَواهُ ابْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ. فَعَلى هَذا سُمِّيَتْ نُجُومًا لِنُزُولِها مُتَفَرِّقَةً، ومَواقِعُها: نُزُولُها "وَإنَّهُ لَقَسَمٌ" الهاءُ كِنايَةٌ عَنِ القَسَمِ.)
وقال ابن حيان في البحر المحيط : (قَرَأ الجُمْهُورُ: ﴿بِمَواقِعِ﴾ جَمْعًا؛ وعُمَرُ وعَبْدُ اللَّهِ وابْنُ عَبّاسٍ وأهْلُ المَدِينَةِ وحَمْزَةُ والكِسائِيُّ: بِمَوْقِعِ مُفْرَدًا، مُرادًا بِهِ الجَمْعُ. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ وعِكْرِمَةُ ومُجاهِدٌ وغَيْرُهم: هي نُجُومُ القُرْآنِ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، ﷺ، ويُؤَيِّدُ هَذا القَوْلَ قَوْلُهُ: ﴿إنَّهُ لَقُرْآنٌ﴾، فَعادَ الضَّمِيرُ عَلى ما يُفْهَمُ مِن قَوْلِهِ: ﴿بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾، أيْ نُجُومِ القُرْآنِ. وقِيلَ: النُّجُومُ: الكَواكِبُ ومَواقِعُها. قالَ مُجاهِدٌ وأبُو عُبَيْدَةَ: عِنْدَ طُلُوعِها وغُرُوبِها. وقالَ قَتادَةُ: مَواقِعُها: مَواضِعُها مِنَ السَّماءِ. وقالَ الحَسَنُ: مَواقِعُها عِنْدَ الِانْكِدارِ يَوْمَ القِيامَةِ. وقِيلَ: عِنْدَ الِانْفِضاضِ إثْر العُفارِي، ومَن تَأوَّلَ النُّجُومَ عَلى أنَّها الكَواكِبُ، جَعَلَ الضَّمِيرَ في إنَّهُ يُفَسِّرُهُ سِياقُ الكَلامِ، كَقَوْلِهِ: ﴿حَتّى تَوارَتْ بِالحِجابِ﴾ [ص: ٣٢] .
وقال ابن القيم :( وقد اختلف في النجوم التي أقسم بمواقعها فقيل هي آيات القرآن ومواقعها نزولها شيئًا بعد شيء.
وهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما في رواية عطاء وقول سعيد بن جبير والكلبي ومقاتل وقتادة.
وقيل النجوم هي الكواكب ومواقعها مساقطها عند غروبها.
هذا قول أبي عبيدة وغيره.
وقيل مواقعها انتشارها وانكدارها يوم القيامة.
وهذا قول الحسن.)
وقال الألوسي في روح المعاني : (﴿بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ أيْ بِمَساقِطِ كَواكِبِ السَّماءِ ومَغارِبِها كَما جاءَ في رِوايَةٍ عَنْ قَتادَةَ والحَسَنِ عَلى أنَّ الوُقُوعَ بِمَعْنى السُّقُوطِ والغُرُوبِ وتَخْصِيصُها بِالقَسَمِ لِما في غُرُوبِها مِن زَوالِ أثَرِها، والدَّلالَةِ عَلى وُجُودِ مُؤَثِّرٍ دائِمٍ لا يَتَغَيَّرُ، ولِذا اسْتَدَلَّ الخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالأُفُولِ عَلى وُجُودِ الصّانِعِ جَلَّ وعَلا، أوْ لِأنَّ ذَلِكَ وقْتُ قِيامِ المُتَهَجِّدِينَ والمُبْتَهِلِينَ إلَيْهِ تَعالى وأوانُ نُزُولِ الرَّحْمَةِ والرِّضْوانِ عَلَيْهِمْ.
وقَدْ أخْرَجَ البُخارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا ««يَنْزِلُ رَبُّنا كُلَّ لَيْلَةٍ إلى سَماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَيَقُولُ مَن يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ مَن يَسْألُنِي فَأُعْطِيَهُ مَن يَسْتَغْفِرُنِي فَأغْفِرَ لَهُ»» وعَنِ الحَسَنِ أيْضًا المُرادُ مَواقِعُها عِنْدَ الِانْكِدارِ يَوْمَ القِيامَةِ قِيلَ: ومَوْقِعٌ عَلَيْهِ مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ أوِ اسْمُ زَمانٍ ولَعَلَّ وُقُوعَها ذَلِكَ اليَوْمَ لَيْسَ دُفْعَةً واحِدَةً والتَّخْصِيصُ لِما في ذَلِكَ مِن ظُهُورِ عَظَمَتِهِ عَزَّ وجَلَّ وتَحَقُّقِ ما يُنْكِرُهُ الكُفّارُ مِنَ البَعْثِ، وعَنْ أبِي جَعْفَرٍ وأبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلى آبائِهِما وعَلَيْهِما السَّلامُ المُرادُ مَواقِعُها عِنْدَ الِانْقِضاضِ إثْرَ المُسْتَرِقِينَ السَّمْعَ مِنَ الشَّياطِينِ، وقَدْ مَرَّ لَكَ تَحْقِيقُ أمْرِ هَذا الِانْقِضاضِ فَلا تَغْفُلْ، وقِيلَ: مَواقِعُ النُّجُومِ هي الأنْواءُ الَّتِي يَزْعُمُ الجاهِلِيَّةُ أنَّهم يُمْطَرُونَ بِها، ولَعَلَّهُ مَأْخُوذٌ مِن بَعْضِ الآثارِ الوارِدَةِ في سَبَبِ النُّزُولِ وسَنَذْكُرُهُ إنْ شاءَ اللَّهُ تَعالى ولَيْسَ نَصًّا في إرادَةِ الأنْواءِ بَلْ يَجُوزُ عَلَيْهِ أنْ يُرادَ المَغارِبُ مُطْلَقًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ أنَّها مَنازِلُها ومَجارِيها عَلى أنَّ الوُقُوعَ النُّزُولُ كَما يُقالُ: عَلى الخَبِيرِ سَقَطْتَ وهو شائِعٌ والتَّخْصِيصُ لِأنَّ لَهُ تَعالى في ذَلِكَ مِنَ الدَّلِيلِ عَلى عَظِيمِ قُدْرَتِهِ وكَمالِ حِكْمَتِهِ ما لا يُحِيطُ بِهِ نِطاقُ البَيانِ، وقالَ جَماعَةٌ مِنهُمُ ابْنُ عَبّاسٍ: النُّجُومُ نُجُومُ القُرْآنِ ومَواقِعُها أوْقاتُ نُزُولِها.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 5 ربيع الثاني 1439هـ/23-12-2017م, 07:34 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

منيرة محمد
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مراجعة, تطبيقية

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir