دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 ربيع الأول 1439هـ/13-12-2017م, 03:20 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي مراجعة تطبيقية لدورة المهارات المتقدّمة في التفسير- المرحلة الثانية

مراجعة تطبيقية على دروس مهارات التفسير المتقدّمة.
- المرحلة الثانية -




موضوع البحث:
تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم (75)} الواقعة.



المطلوب:

3: استخلاص الأقوال الواردة في المسألة وتصنيفها.
4: تخريج الأقوال.




إرشادات:
- يوصى الطالب بمراجعة الفقرة الخاصّة باستخلاص الأقوال وتصنيفها من الدرس التاسع.
- مراجعة الدرس الثامن والتعرّف على مصادر تخريج أقوال المفسّرين ومراتب التخريج.
- يجب تخريج القول من أكثر من مصدر، وعدم الاكتفاء بمصدر واحد، مع العناية بالفقرة الخاصّة بمخرج الحديث ومخرج الأثر.
- سيتمّ وضع تعليق عامّ على كل تطبيق في موعده -بإذن الله- حتى يستدرك الطالب ما فاته في المرحلة التالية.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح
وجعلكم للمتّقين إماما

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 03:02 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

موضوع البحث:
تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم (75)} الواقعة.
المطلوب:
3: استخلاص الأقوال الواردة في المسألة وتصنيفها.
4: تخريج الأقوال.

وقد قمت باستخلاص الأقوال الواردة في المسألة وتخريجها وتصنيفها مع جمع أقوال أهل العلم فيها وحججهم واعتراضاتهم وتوجيه أقوالهم ودراستها وترجيحها وتحريرها تحريرا نهائيا دون أن أشعر بنفسي,
فأنا أعتذر لكوني استبقت الخطوات المطلوبة, ولكن الاستمتاع بذلك واعتيادي على الجمع بين الأقوال وتحريرها وتوجيهها والقيام بذلك في الغالب في جلسة واحدة قد استحوذ علي, فلا أجد صعوبة في الجمع بينها بدل تخصيص كل منها بيوم, بل أجد أن حبل الأفكار سيقطع إن جعلت كل خطوة منها على حدة, فأرجو أن أكون قد وفقت وأن لا يكون استباقي عن خطأ وسوء دراسة, بل أقوى وأوضح في التحرير والتوضيح.


اختلف العلماء في المراد بمواقع النجوم على أقوال:
القول لأول: أنها منازل القرآن, وذلك أنه نزل على رسول الله نجوما متفرقة.
ومبنى القول وتفسير منشئه ذكره ابن عاشور فقال: ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَواقِعِ جَمْعُ مَوْقِعٍ المَصْدَرُ المِيمِيُّ لِلْوُقُوعِ.
ومِنَ المُفَسِّرِينَ مَن تَأوَّلَ النُّجُومَ أنَّها جَمْعُ نَجْمٍ وهو القِسْطُ الشَّيْءُ مِن مالٍ وغَيْرِهِ كَما يُقالُ: نُجُومُ الدِّياتِ والغَراماتِ وجَعَلُوا النُّجُومَ، أيِ: الطَّوائِفَ مِنَ الآياتِ الَّتِي تَنْزِلُ مِنَ القُرْآنِ.
وهو قول ابن عباس, وله قول آخر يصب في نفس المعنى وهو أن المراد: مستقر الكتاب أوله وآخره.
وقال بذلك أيضا عكرمة, وقد فسر عكرمة كونه منجما بعدة تفسيرات: الأول: أنه نزل على ثلاث وأربع وخمس آيات متفرقات, فالنجوم هنا نزول الآيات متفرقات, والثاني: أن القرآن نزل جميعا فوضع بمواقع النجوم, فجعل جبريل يأتي بالسورة.
وقال بذلك السدي كذلك.
وقال به ابن مسعود, ومجاهد إلا أنهما خصصا القول بأنه محكم القرآن, ولم أجد لتخصيصه تفسيرا أبدا.
وقد قال به الثعلبي في تفسيره.
وإن مما يقوي هذا القول ما حكاه ابن عطية وأشار إلى مثله الفراء فقال: وذَلِكَ أنَّهُ رُوِيَ أنَّ القُرْآنَ نَزَلَ مِن عِنْدِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ في لَيْلَةِ القَدْرِ إلى السَماءِ الدُنْيا- وقِيلَ: إلى البَيْتِ المَعْمُورِ - جُمْلَةً واحِدَةً، ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ نُجُومًا مُقَطَّعَةً في مُدَّةٍ مِن عِشْرِينَ سَنَةً، ويُؤَيِّدُ هَذا القَوْلَ عَوْدُ الضَمِيرِ عَلى القُرْآنِ في قَوْلِهِ سُبْحانَهُ: ﴿إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾، وذَلِكَ أنَّ ذِكْرَهُ لَمْ يَتَقَدَّمْ إلّا عَلى هَذا التَأْوِيلِ.
وقد برر ابن عطية لمن لا يقول بهذا القول تبريرا آخر فقال: ومَن لا يَتَأوَّلُ هَذا التَأْوِيلَ يَقُولُ: إنَّ الضَمِيرَ يَعُودُ عَلى القُرْآنِ وإنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ ذِكْرٌ لِشُهْرَةِ الأمْرِ ووُضُوحِ المَعْنى، كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿حَتّى تَوارَتْ بِالحِجابِ﴾ [ص: ٣٢]، و﴿كُلُّ مَن عَلَيْها فانٍ﴾ [الرحمن: ٢٦]، وغَيْرِ ذَلِكَ.
وقد رجح محمد المختار الأمين الشنقيطي هذا القول لأمرين :
أحدهما : أن الذي أقسم الله عليه بالنجم إذا هوى الذي هو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - على حق وأنه ما ضل وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى - موافق في المعنى لما أقسم عليه بمواقع النجوم، وهو قوله : إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون إلى قوله : تنزيل من رب العالمين.
والإقسام بالقرآن على صحة رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى صدق القرآن العظيم وأنه منزل من الله جاء موضحا في آيات من كتاب الله كقوله تعالى : يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم. وقوله تعالى: حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم. ، وخير ما يفسر به القرآن القرآن .
والثاني : أن كون المقسم به المعبر بالنجوم هو القرآن العظيم - أنسب لقوله بعده : وإنه لقسم لو تعلمون عظيم، لأن هذا التعظيم من الله يدل على أن هذا المقسم به في غاية العظمة .
ولا شك أن القرآن الذي هو كلام الله أنسب لذلك من نجوم السماء ونجم الأرض . والعلم عند الله تعالى .
وَفِي جَعْلِ الْمُقْسَمِ بِهِ وجواب القسم هو القرآن تنويه ذكره ابن عاشور فقال: وَهَذَا ضَرْبٌ عَزِيزٌ بديع لِأَنَّهُ يومىء إِلَى أَنَّ الْمُقْسَمَ عَلَى شَأْنِهِ بَلَغَ غَايَةَ الشَّرَفِ فَإِذَا أَرَادَ الْمُقْسِمُ أَنْ يُقْسِمَ عَلَى ثُبُوتِ شَرَفٍ لَهُ لَمْ يَجِدْ مَا هُوَ أَوْلَى بِالْقَسَمِ بِهِ لِلتَّنَاسُبِ بَيْنَ الْقَسَمِ وَالْمُقْسَمِ عَلَيْهِ.
التخريج:
- أما قول ابن عباس فقد رواه النسائي في سننه, وابن جرير في تفسيره, والبغوي في الجعديات, والحاكم في مستدركه بألفاظ متقاربة, عن سعيد بن جبير ، عنه.
- وقوله الآخر رواه ابن جرير قال: حدثني محمد بن سعيد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عنه.
- وأما قول عكرمة الأول فرواه ابن جرير في تفسيره قال: حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن يزيد، عنه.
- والثاني رواه ابن جرير في تفسيره قال: وقال: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، عنه.
- وأما قول السدي فذكره الماوردي في النكت والعيون, وابن كثير في تفسيره دون إسناد, وقد حاولت العثور على إسناده في الكتب والشبكة العنكبوتية فلم أستطع.
- وأما قول ابن مسعود فقد رواه الفراء في معاني القرآن, وذكر السيوطي أن الفريابي أخرجه بسند صحيح عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ورَفَعَهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فيما أعلم -شك الفراء-, .
- وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير في تفسيره, وابن الضريس في فضائل القرآن عن الأعمش، عنه.

القول الثاني: أن المراد بالنجوم نجوم السماء لا القرآن, وقد خصصها الضحاك بأنها الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا قالوا: مطرنا بنوء كذا وكذا.
وتخريج قوله:
- ذكره الماوردي في النكت والعيون, والقرطبي في أحكام القرآن, وابن كثير في تفسيره دون إسناد, وقد حاولت العثور على إسناد له في الكتب والشبكة العنكبوتية فلم أستطع.
وقد ذكر ابن عطية أن القول بأن المراد بالنجوم هو الكواكب المعروفة هو: "قول جمهور كثير من المفسرين ", وقال ابن الجوزي: "قاله الأكثرون" لكن اختلف في المراد بمواقعها على أقوال:
الأول: أنها منازل النجوم. وهو قول قتادة, وعطاء بن أبي رباح.
وقد ذكر ابن عاشور في تفسير ذلك القول ومعرفة مبناه وأصله تفسيرا حسنا فقال: ويُطْلَقُ الوُقُوعُ عَلى الحُلُولِ في المَكانِ، يُقالُ: وقَعَتِ الإبِلُ، إذا بَرَكَتْ، ووَقَعَتِ الغَنَمُ في مَرابِضِها، فالمَواقِعُ مَحالُّ وُقُوعِها وخُطُوطُ سَيْرِها فَيَكُونُ قَرِيبًا مِن قَوْلِهِ ﴿والسَّماءِ ذاتِ البُرُوجِ﴾ [البروج: ١] . والمَواقِعُ هي: أفْلاكُ النُّجُومِ المَضْبُوطَةِ السَّيْرِ في أُفُقِ السَّماءِ، وكَذَلِكَ بُرُوجُها ومَنازِلُها.
التخريج:
-أما قول قتادة فقد رواه عبدالرزاق في تفسيره, وابن جرير في تفسيره, عن طريق معمر عنه.
- وأما قول عطاء فذكره البغوي في معالم التنزيل, والقرطبي في أحكام القرآن دون إسناد, وقد حاولت العثور على إسناد له في الكتب والشبكة العنكبوتية فلم أستطع.

الثاني: أنها مساقط النجوم ومغايبها, وهو قول مجاهد, وقتادة, والحسن, وأبو عبيدة في مجاز القرآن, وهو ما رجحه ابن جرير, فقال: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النجوم ومغايبها في السماء، وذلك أن المواقع جمع موقع، والموقع المفعل، من وقع يقع موقعًا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به.
وقد ذكر ابن عاشور في ذلك كلاما حسنا فقال: ومَواقِعِ النُّجُومِ جَمْعُ مَوْقِعٍ يَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَكانَ الوُقُوعِ، أيْ: مَحالُّ وُقُوعِها مِن ثَوابِتَ وسَيّارَةٍ. والوُقُوعُ يُطْلَقُ عَلى السُّقُوطِ، أيِ الهَوى، فَمَواقِعُ النُّجُومِ مَواضِعُ غُرُوبِها فَيَكُونُ في مَعْنى قَوْلِهِ تَعالى ﴿والنَّجْمِ إذا هَوى﴾ [النجم: ١] والقَسَمُ بِذَلِكَ مِمّا شَمِلَهُ قَوْلُهُ تَعالى ﴿فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ المَشارِقِ والمَغارِبِ﴾ [المعارج: ٤٠] . وجَعَلَ مَواقِعِ النُّجُومِ بِهَذا المَعْنى مُقْسَمًا بِهِ لِأنَّ تِلْكَ المَساقِطَ في حالِ سُقُوطِ النُّجُومِ عِنْدَها تُذَكِّرُ بِالنِّظامِ البَدِيعِ المَجْعُولِ لِسَيْرِ الكَواكِبِ كُلَّ لَيْلَةٍ لا يَخْتَلُّ ولا يَتَخَلَّفُ، وتُذَكِّرُ بِعَظَمَةِ الكَواكِبِ وبِتَداوُلِها خِلْفَةً بَعْدَ أُخْرى، وذَلِكَ أمْرٌ عَظِيمٌ يَحِقُّ القَسَمُ بِهِ الرّاجِعُ إلى القَسَمِ بِمُبْدِعِهِ.
التخريج:
- أما قول مجاهد فرواه ابن جرير في تفسيره قال: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيح، عنه, وذكر السيوطي أن عبد بن حميد وابن المنذر أخرجاه كذلك, ولكني لم أستطع العثور على ما يؤكد ذلك, وقد بحثت في الكتب والشبكة العنكبوتية فلم أستطع العثور على شيء.
- وأما قول قتادة فرواه ابن جرير في تفسيره قال: حدثني بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عنه, وقد ذكر السيوطي أن عبد بن حميد أخرجه كذلك ولكني لم أستطع العثور على مرويات له في ذلك.
-أما قول الحسن فذكره مكي بن أبي طالب في الهداية, وابن كثير في تفسيره دون إسناد, وذكر السيوطي في الدر المنثور أن عبد بن حميد قد أخرجه ولكني لم أستطع العثور على مروياته.

الثالث: وهو قول محدد في أن المراد بذلك انتثار النجوم عند قيام الساعة, وهو قول الحسن.
التخريج:
- قول الحسن رواه ابن جرير في تفسيره قال: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عنه.

الرابع: وهو قول محدد كذلك, وهو أن المراد مواقعها عند الانقضاض إثر العفاريت. ذكره ابن عطية في تفسيره.

القول الثالث: أن المراد بمواقع النجوم السماء, وهو قول ابن جريج.
التخريج:
- أما قول ابن جريج فقد أورده الماوردي في النكت والعيون, ولكني استقصيت قوله في كتاب جمع أقواله للمؤلف علي حسن عبدالغني وذلك بالرجوع للكثير من المصادر إلا أني لم أجده.

الخلاصة:
فإنه مما سبق يتبين لنا أن القول الثالث أضعف الأقوال سندا ومعنى, وذلك لعدم العثور على سند له, وكذلك المعنى غريب شاذ, إلا إن كان المراد به النجوم فأطلقت كلمة السماء مجازا, أو أن المراد به السماء حقيقة وذلك لكون النجوم تقع فيها, فكان مبنى اختيار هذا المعنى هو أن مواقع النجوم في السماء, فكان القسم إذن بالسماء, وفي كل الأحوال القول شاذ والقول الثاني أوضح منه وأكثر جماهيرية بين أهل التفسير, وأكثر دقة.
نجيء الآن للقول الأول والثاني, وهما الأقوى والأكثر ترجيحا, وفي الحقيقة يصعب الترجيح بينهما, لكن قبل الترجيح بينهما فإن القول الثاني تندرج تحته أقوال تستحق التصفية واختيار القول الأرجح بينها لمقارنته مع القول الأول, وتحريرها فيما يلي:
أما القول الثالث والرابع المندرجان تحت القول الثاني فمستبعدات وذلك لضعف قائليهما فالأول لم يرو إلا عن الحسن ولم يوافقه أحد, والثاني نقله ابن عطية ولم يذكر قائله, أما الضعف في المقولين فآت من كونهما مخصصين دون قرينة تبين سبب التخصيص, فلا السياق سياق حديث عن يوم القيامة, ولا هو كذلك سياق حديث عن رجم الشياطين, وأظن أن منشأ القولين آت من قياس القائلين على آيات أخر ورد فيها ذكر أهوال القيامة كقوله :"وإذا النجوم انكدرت", ورجم الشياطين كقوله :"ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين", والحديث في كلا الآيتين عن النجوم, ولكن السياق كما ذكرنا مختلف هنا فالأولى عدم صحة هذين القولين, لعدم وجود قرينة تدل على التخصيص في السياق.
أما القول الأول والثاني الواردين تحت القول الثاني فأجدهما قويين, وقد أوضحت فيما نقلت عن ابن عاشور منشأ الخلاف بينهما, وذلك لاختلاف القائلين بهما في تناول مفردة (مواقع) من حيث مبنى الكلمة, وكونها تصح أن تطلق على المنازل والمساقط, وإن كان لا بد من الترجيح فلعل القول الثاني هو الأرجح لكثرة القائلين به, وترجيح ابن جرير له, وحسن توضيح ابن عاشور للفائدة من القسم بالمساقط, وما يحمله سقوط النجم من معان بديعة تُذَكِّرُ بِالنِّظامِ البَدِيعِ المَجْعُولِ لِسَيْرِ الكَواكِبِ كُلَّ لَيْلَةٍ لا يَخْتَلُّ ولا يَتَخَلَّفُ، وتُذَكِّرُ بِعَظَمَةِ الكَواكِبِ وبِتَداوُلِها خِلْفَةً بَعْدَ أُخْرى، وذَلِكَ أمْرٌ عَظِيمٌ يَحِقُّ القَسَمُ بِهِ الرّاجِعُ إلى القَسَمِ بِمُبْدِعِهِ.
نجيء الآن للترجيح بين القول الثاني المندرج تحت القول الثاني والقول الأول, والذي وضحنا منشأه ومبناه في نقلنا لكلام ابن عاشور مسبقا, فنقول: أن الترجيح بينهما صعب جدا ولا أجد ميلا لأحدهما دون الآخر, فالقول الأول يدعمه الكثير من القرائن التي ذكرناها وأعيد ذكرها باختصار هنا وهي: أن القسم بالقرآن قسم عظيم بل هو أعظم من القسم بأي مخلوق بلا شك, ومجيء آية :"وإنه لقسم لو تعلمون عظيم" بعد آية :"فلا أقسم يمواقع النجوم" تدعم اختيار هذا القول, كما أن القرآن كما نعلم متشابه في منهجه وأساليبه, وقد اعتدنا منه القسم بالقرآن في مواطن كثيرة كقوله :"والقرآن المجيد", مما يدعم القول بأن القسم هنا كذلك بالقرآن, كما أن كون المقسم عليه هو القرآن فيه دلالة على أن الله أقسم بأكرم أمر على كرم هذا الأمر, ففيه نوع من البلاغة والتفخيم كما أشار إلى ذلك ابن عاشور, فكل ذلك مما يدعم هذا القول, ناهيك عما ورد من أقوال للسلف كثيرة تختار هذا القول, وكذلك ذكر حديث أن القرآن نزل منجما في عشرين سنة, وكون الضمير كما أشار إلى ذلك ابن عطية يرجع للقرآن في قوله :"إنه لقرآن كريم"-وإن كان هذا التأويل كما ذكر ابن عطية قد يرد عليه بأن الضمير قد لا يعود على متقدم لوضوح الأمر وشهرته (أي: القرآن)-, فكل ما ذكرنا من القرائن ترجح كفة هذا القول, ولكن كذلك إذا أتينا للقول الثاني فإننا سنجد نقل أكثر من مفسر القول بأنه قول جمهور التفسير, كما أن هذا القول من الأقوال التي فسرت الآية تفسيرا مباشرا, وقد يكون سبب القسم بالنجوم ومساقطها لما في ذلك المشهد من عظمة, وقد ثبت في غير موضع من القرآن إقسام الله بمخلوقاته, بل وبالنجم إذا هوى تحديدا كما في قوله :"والنجم إذا هوى", بل وفي هذه السورة أقسم الله بالنجم على هذا الوحي, مما يجعل سياق الآيات متشابها, مما لا يجعلنا نستبعد هذا القول, ويكون مقصد القسم لفت النظر إلى هذه المشاهد الرهيبة التي تستحق التأمل, والتي تزيد من إيمانك بعظمة الله ودقة صنعه وخلقه, وربما مشابهة الآي بالنجم في نوره وهدايته للسائلين, فإذن بالنسبة لي لا أميل إلى ترجيح قول دون قول, فكلا القولين أجدهما متساويين في القوة, ولكن من أراد أن يعرف ما رجحه المفسرون, فإن ابن جرير رجح القول الثاني, والشنقيطي رجح القول الأول, فقد يكون في ترجيحهما لمن يميل إلى أحدهما وضوح في اختيار ما يكون أقرب للصواب.
والحمدلله رب العالمين..

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 01:07 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

نورة الأمير
أعلى الله همّتك ورفع قدرك، وأسأل الله أن يزيدك فرحا وسرورا بما أنعمّ عليك وتفضّل.
وتقسيم التحرير على مراحل يفيد في النظر الدقيق لأمور خفيّة قد تتوه وسط الخطوات الكبيرة، غير أنه إذا لم توجد الحاجة إليه عند البعض فغيرهم يحتاجه، ولا بأس إن كنتِ حرّرتِ المسألة كاملة وجمعتِ بين مراحل كثيرة في وقت واحد أن تضعي مما أتممتيه ما يتعلّق بالمطلوب فقط في كل يوم، حتى يسهل التعليق وتسهل استفادة الزملاء، وحتى لا نجد الكلام مكرّرا في الموضوعات الثلاثة المتبقية.
بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 ربيع الأول 1439هـ/15-12-2017م, 03:05 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

تعيين المراد بمواقع النجوم في قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم (75)} الواقعة.
المطلوب:
3: استخلاص الأقوال الواردة في المسألة وتصنيفها.
4: تخريج الأقوال.


في "النجوم" قولان .
القول الأول : نجوم السماء، قاله أكثر المفسرين ، وهو قول مجاهد وقتادة والحسن .
وعلى هذا في مواقعها أربعة أقوال .
أحدها : انكدارها وانتثارها يوم القيامة، قاله الحسن .
التخريج : رواه ابن جرير من طريق سعيد عن قتادة عنه .
قال ابن جرير : - حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
والثاني: هي مواضعها في السماء في بروجها ومنازلها . قاله قتادة .
التخريج :
- أما قول قتادة فرواه عبدالرزاق وابن جرير عن معمر عنه .
قال عبدالرزاق : عن معمر عن قتادة في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال منازل النجوم .
قال ابن جرير : - حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: بمنازل النّجوم.
والثالث: المشارق والمغارب أو مغيبها في المغرب وحده ، ، فإن عندها سقوط النجوم . وهو قول مجاهد ، و قتادة ، والحسن ، وقاله أبو عبيدة ، واليزيدي ، والزجاج ، ومكي بن أبي طالب . وهو اختيار ابن جرير ، وذكره ابن عطية وابن الجوزي والرازي
التخريج :
- أما قول مجاهد فرواه ابن جرير وعبدالرحمن بن الحسن الهمذاني من طريق ابن أبي نجيحٍ، عنه .
- وأما قول قتادة فرواه ابن جرير من طريق سعيد ، عنه ، ورواه عبد بن حميد عنه كما في الدر المنثور .
- وأما قول الحسن فرواه عبدبن حميد عنه ، كما في الدر المنثور .
قال ابن جرير : - حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بمواقع النّجوم}. قال في السّماء ويقال مطالعها ومساقطها.
- حدّثني بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. أي مساقطها.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ : (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها) .
قال أبو السعادات المبارك بن محمد ابن الأثير الجزري : ( (م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: أصبح من الناس شاكرٌ، ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فنزلت: هذه الآية: {فلا أقسم بمواقع النّجوم (75) وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ (76) إنّه لقرآنٌ كريمٌ (77) في كتابٍ مكنونٍ (78) لا يمسّه إلّا المطهّرون (79) تنزيلٌ من ربّ العالمين (80) أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (81) وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون} [الواقعة: 75 -82] أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
(بمواقع): مواقع النجوم: مساقطها ومغاربها، وقيل: منازلها ومسايرها).
قال السيوطي : - (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمساقطها قال: وقال الحسن رضي الله عنه: مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يوم القيامة).
-(وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمغايبها).
والرابع : مواقعها عند الانقضاض على مسترقي السمع من الشياطين ، ذكره ابن عطية والرازي والألوسي ، ولم أجد له أصلاً عند المتقدمين .

القول الثاني: أنها نجوم القرآن، وهو قول ابن عباس وابن مسعود ومجاهد وعكرمة . فعلى هذا سميت نجوما لنزولها متفرقة .


ومواقعها: قيل : 1- منازل القرآن ( نزوله )أنزل نجوما متفرقة ، وهو قول ابن عباس وعكرمة ، وقاله ابن قتيبة ، و ذكره ابن الجوزي .
التخريج :
- أما قول ابن عباس فرواه النّسائيّ والحاكم من طريق حصينٍ عن سعيد بن جبير عنه ، ورواه ابن جرير وعبدالرحمن بن الحسن الهمذاني من طريق حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عنه ، وقال الهيثمي رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهو متروكٌ) ، وأخرجه ابن مردويه عنه كما في الدر المنثور .
وقال القرطبي : (وقال أبو بكر الأنباري: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ) .

-قال النسائي : أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " نزل القرآن جميعًا في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا، ثمّ فصّل فنزل في السّنين، فذلك قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75]).
قال ابن جرير : - حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين بعد قال: وتلا ابن عبّاسٍ هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ : (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بمواقع النجوم نجوم القرآن وذلك أنه نزل القرآن إلى السماء الدنيا جميعه جملة واحدة ثم نجم على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما فرقا قطعا الآية والآيتان وأكثر).
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ: (أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، ثنا عمرو بن عونٍ الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، أنبأ حصين بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرق في السّنين قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: «نزل متفرّقًا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه ").
قال الهيثمي : - عن ابن عبّاسٍ قال: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: نزل القرآن جملةً [واحدةً] إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل نجومًا بعد إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهو متروكٌ).
قال السيوطي : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} بألف قال: نجوم القرآن حين ينزل).
- وأما قول عكرمة فرواه ابن جرير من طريق يزيد، عنه ، ومن طريق المعتمر عن أبيه عنه .
قال ابن جرير : - حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: أنزل اللّه القرآن نجومًا ثلاث آياتٍ وأربع آياتٍ وخمس آياتٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّ القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزل جميعًا في ليلة القدر.

2- وقيل : محكم القرآن (وعبر بعضهم بقولهم أحكامه ومعانيه ) ، وهو قول ابن مسعود ومجاهد ، و هو قول البخاري .

التخريج :
- أما قول ابن مسعود فقد رواه الفراء قال حدثني الفضيل بن عياض, عن منصور, عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله فيما أعلم ، شك الفراء ، وأخرجه الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو عنه ، ذكر ذلك السيوطي .
قال الفراء : - حدثني الفضيل بن عياض, عن منصور, عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله فيما أعلم شك الفراء قال: { فلا أقسم بموقع النجوم}, قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى الله عليه نجوما).
قال السيوطي : (وأخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال: قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن فكان ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم نجوما)
- أما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق الأعمش، عنه ، وأخرجه ابن نصر وابن الضريس كما في الدر المنثور .
قال ابن جرير : - حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: هو محكم القرآن.
قال السيوطي : (وأخرج ابن نصر، وابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن).

3- وقيل : قلوب عباده وملائكته ورسله وصالحي المؤمنين ، ذكره الرازي ، ولم أجد أحداً قاله سواه .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 ربيع الأول 1439هـ/16-12-2017م, 12:31 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المرحلة الثانية: استخراج الأقوال في الآية وتخريجها.

قيل في المراد بقول الله تعالى "(فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75" أقوال:
القول الأول: المراد القرآن نزل منجماً أي مفرقا في عشرين سنة تنزل منه الآية أو الآيتين أو أكثر.
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ جُمْلَةً وَاحِدَةً مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَجُعِلَ عِنْدَ مَوَاقِعِ النُّجُومِ: فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ إِلَى قَوْلِهِ: الْمُطَهَّرُونَ «5» الْمَلائِكَةُ، وَيَنْزِل ُبِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ كُلَّمَا أُتِيَ بِمَثَلٍ يَلْتَمِسُ عَيْبَهُ نَزَل َبِهِ كِتَابُ اللَّهِ نَاطِقً فَقَالَتِ الْيَهُودُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ: لَوْلا أُنْزِلَ هَذَا الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَى مُوسَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ: كَذَلِكَ لِنُثَبِّت َبِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا وَقَرَأَ: وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ [تفسير ابن أبي حاتم]
القائلون به:
- قال به: ابن مسعود، ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد
ونقله عبد الرزاق تفسيره عن الكلبي، وذكره البخاري في صحيحه، والزجاج في تفسيره، والحاكم في المستدرك، وذكره عنه ابن كثير،
-وقال به الخليل بن أحمد في العين،
تخريج الأقوال:
-أما قول ابن مسعود:
فذكره الفراء عن النهال ابن عمرو عنه،
وذكره السيوطي في الدر المنثور عن الفريابي عن المنهال عنه،
-وأما قول ابن عباس:
فأخرجه النسائي في السنن الكبرى من حديث سعيد بن جبير عنه،
وأخرجه الحاكم في مستدركه من حديث سعيد بن جبير أيضا عنه أيضا،
والطبري في تفسيره من حديث سعيد ابن جبير عنه،
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره من حديث سعيد ابن جبير وغيره عن ابن عباس.
وعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ في تفسير مجاهد من حديث سعيد ابن جبير عنه،
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان وابن مردويه كما نقله السيوطي في الدر المنثور.
-وأما قول عكرمة:
فأخرجه الطبري في تفسيره من حديث يزيد عنه،
-وأما قول مجاهد:
فأخرجه الطبري في تفسيره من حديث الأعمش عنه،
وذكره السيوطي في الدر المنثور وقال أخرجه: ابن نصر وابن الضريس عن مجاهد،


القول الثاني: النجوم في السماء، ومواقعها هي مساقطها إذا سقطت -وهي التي يقال لها مغاربها-، وقيل مطالعها.
قال الطاهر ابن عاشور:
وَجعل بِمَواقِعِ النُّجُومِ بِهَذَا الْمَعْنَى مُقْسَمًا بِهِ لِأَنَّ تِلْكَ الْمَسَاقِطَ فِي حَالِ سُقُوطِ النُّجُومِ عِنْدَهَا تُذَكِّرُ بِالنِّظَامِ الْبَدِيعِ الْمَجْعُولِ لِسَيْرِ الْكَوَاكِبِ كُلَّ لَيْلَةٍ لَا يَخْتَلُّ وَلَا يَتَخَلَّفُ، وَتُذَكِّرُ بِعَظَمَةِ الْكَوَاكِبِ وَبِتَدَاوُلِهَا خِلْفَةً بَعْدَ أُخْرَى، وَذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ يَحِقُّ الْقَسَمُ بِهِ الرَّاجِعُ إِلَى الْقَسَمِ بِمُبْدِعِهِ.

القائلون به:
قال به: مجاهد، قتادة،
وذكره البخاري في صحيحه، والفراء في معاني القرآن، والزجاج في تفسيره، والبغوي في تفسيره أيضاً.
تخريج الأقوال:
-أما قول مجاهد:
فأخرجه الطبري في تفسيره من حديث ابن أبي نجيحٍ عنه،
وعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ في تفسير مجاهد من حديث سعيد ابن جبير عنه،
-وأما قول قتادة:
فأخرجه الطبري في تفسيره من حديث سعيد عنه،

القول الثالث: منازل النجوم.
قال ابن عاشور:
وَيُطْلَقُ الْوُقُوعُ عَلَى الْحُلُولِ فِي الْمَكَانِ، يُقَالُ: وَقَعَتِ الْإِبِلُ، إِذَا بَرَكَتْ، وَوَقَعَتِ الْغَنَمُ فِي مَرَابِضِهَا، وَمِنْهُ جَاءَ اسْمُ الْوَاقِعَةِ لِلْحَادِثَةِ كَمَا تَقَدَّمَ، فَالْمَوَاقِعُ: مَحَالُّ وُقُوعِهَا وَخُطُوطُ سَيْرِهَا فَيَكُونُ قَرِيبًا مِنْ قَوْلِهِ: وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ [الْبُرُوجِ: 1] .
القائلون به:
-قال به قتادة، وعطاء.
تخريج الأقوال:
-أما قول قتادة:
فأخرجه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عنه،
وأخرجه الطبري في تفسيره من حديث سعيد عنه، وذكره ابن كثير في تفسيره.
-وأما قول عطاء:
فذكره البغوي في تفسيره عنه بغير إسناد. وكذا ذكره عنه العيني في عمدة القاري.

القول الرابع: بانتثار النّجوم عند قيام السّاعة.
القائلون به:
-قال به الحسن
تخريج الأقوال:
-أما قول الحسن:
فأخرجه الطبري في تفسيره من حديث سعيد عن قتادة عنه، وذكره البغوي في تفسيره، وذكره أيضا ابن كثير في تفسيره.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 04:09 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

نورة الأمير
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
والتعليق في هذا التطبيق سيتناول استخلاص الأقوال وتصنيفها وتخريجها فقط، ثم نتابع التعليقات على بقية المراحل في التطبيقات القادمة بإذن الله.
- الصحيح أن تصنّف الأقوال ابتداء على قولين رئيسين بحسب اختلافهم في المراد بالنجوم، ثم يتفرّع عن كل قول ما يتّصل به.
- ذكرتِ لفظ التخصيص أكثر من مرة، عند تفسير ابن مسعود ومجاهد بمحكم القرآن، وعند تفسير الضحّاك بالأنواء، وليس في كلامهم ما يدلّ على التخصيص، فانتبهي لهذا اللفظ لأنه حكم.
- أقوال السدّي يرجع إليها في تفسيره، وتفسيره مفقود، فالمصدر التفاسير البديلة التي نقلت عنه، وكذلك تفاسير عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه كلها مفقودة فسبل الوصول إليها هي التفاسير البديلة فقط.

سارة المشري
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- إيراد نصوص الأقوال لا يحتاج إليه إلا فيما يفيد فيه ذكر الأثر بنصّه، لأن هذا يطيل التحرير دون فائدة، فانتبهي لهذه الملاحظة جيدا، واستدركيها في التحرير النهائي، وليكن انتقاؤك للنصوص بحسب ما يحتاجه المقام فقط.
- افصلي بين قول "المغارب" وبين قول "المشارق والمغارب" حتى يتميّز من قال بالأول ومن جمع.
- قول ابن مسعود: "محكم القرآن" لا يعارض قول ابن عباس بأنه أنزل نجوما، وإنما هذا وصف للقرآن.
- البخاري ذكر القولين: محكم القرآن، ومسقط النجوم إذا سقطن، فلا ننسب القول الأول وحده للبخاري.
- يوجد قول أخير في المسألة فلو تيسّرت إضافته.

علاء عبد الفتاح
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

- الصحيح أن تصنّف الأقوال ابتداء على قولين رئيسين بحسب اختلافهم في المراد بالنجوم، ثم يتفرّع عن كل قول ما يتّصل به.
- راجع تخريج قول ابن عباس في القول الأول (أي نجوم القرآن) تجد أن هناك أصلا مشتركا في أسانيد جميع الروايات وهو سعيد بن جبير، فنقول رواه فلان وفلان وفلان من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس، وهكذا في تخريج جميع المرويات التي تشترك في أصل واحد في الإسناد، وتراجع فقرة مخرج الحديث ومخرج الأثر من درس تخريج أقوال المفسّرين للفائدة.
وينتبه إلى ضرورة العناية بتعقيبات أهل العلم على المرويات تصحيحا أو تضعيفا.
- في القول الثالث "منازل النجوم" قلتَ: "هو قول قتادة وعطاء".
فننبّه إلى أنه إذا وجد القول مسندا إلى الصحابي أو التابعي كما في هذا المثال فنقول: "هو قول قتادة"، أو "روي عن قتادة"، أما إذا نسب القول لأحد ولم نعثر على إسناده فلا نقول "هو قول عطاء"، بل نقول نسبه البغويّ إلى عطاء ولم أقف عليه مسندا.
- وبقي قولان في المسألة أرجو أن تتيسّر إضافتهما والتعليق عليهما.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 06:23 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

جزاك الله خيرا وزادك من فضله .
التحرير كتبته من غير أقوال وقبل إرساله أعدت قراءة الدرس وكان فيه الإلزام بنقل الأقوال من أجل تسهيل التصحيح ، فأعدته مرة أخرى .
وللأسف لم أطّلع على هذا التصحيح إلا بعد انتهائي من العرض النهائي للمسألة ، وحذف كلّ المراجع والمسودات .
لعلّي أحاول الاستدراك إن استطعت .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 07:05 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

عذرا ولكن بخصوص قول مجاهد وابن مسعود بأنه محكم القرآن أليس هذا تخصيصا؟ حيث أن القرآن محكم ومتشابه؟ فإذن هما خصصا القول بأنه المحكم منه فقط لا القرآن عامة كما ذكر غيرهما؟
بخصوص التفاسير البديلة للسدي وغيره ممن ورد أسماءهما ما هي؟ وكيف يتم التخريج لهما؟

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 ربيع الثاني 1439هـ/19-12-2017م, 04:15 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورة الأمير مشاهدة المشاركة
عذرا ولكن بخصوص قول مجاهد وابن مسعود بأنه محكم القرآن أليس هذا تخصيصا؟ حيث أن القرآن محكم ومتشابه؟ فإذن هما خصصا القول بأنه المحكم منه فقط لا القرآن عامة كما ذكر غيرهما؟
بخصوص التفاسير البديلة للسدي وغيره ممن ورد أسماءهما ما هي؟ وكيف يتم التخريج لهما؟
حياك الله..
كان كلامي ذاهبا إلى قول الضحّاك خاصّة، وهو أنه فسّر بالأنواء، والقول بأنه خصّص أي أنه قصد أنه لا يخرج عن هذا القول، هذا هو مفهوم التخصيص.
وقد يكون ما قاله مجرّد مثال مما تشمله الآية وليس قصد التخصيص فمن هنا علّقت على قول التخصيص، ولو قلنا فسّرت بنجوم خاصّة لكان أنسب.
الأمر الآخر هو أننا لا نقول فسّرها الضحّاك بكذا، لأن هذا القول لم نستطع إثباته عن الضحّاك.
بالنسبة للتفاسير الأصلية المفقودة فإن أوفر مصادرها البديلة هو الدرّ المنثور للسيوطي، كما ينقل ابن كثير منها أحيانا في تفسيره.
والغرض من الرجوع إلى التفاسير البديلة مع وجود القول مسندا عن بعض السلف، أن ثبوت نسبته إلى آخرين مما يقوّي القول، وقد نجد فيها روايات بألفاظ مختلفة تفيد في مرحلة الترجيح.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 ربيع الثاني 1439هـ/21-12-2017م, 06:21 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال البخاري : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن )
قوله ويُقال : ألا يدل على حكاية القول ، لا القول به .
لأنني أتعامل مع هذه الصيغة بهذه الطريقة عند جميع المفسرين فأنسب القول الصريح لهم ، أما نقلهم لبقية الأقوال بصيغة يقال فلا أنسبه لهم .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 ربيع الثاني 1439هـ/5-01-2018م, 02:37 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

ترجع الأقوال في معنى مواقع النجوم إلى قولين:
القول الأول:
أن النجوم هنا هي نجوم السماء المعروفة وقد فسر أصحاب هذا القول مواقع النجوم بثلاث تفسيرات مختلفة
1. أنها منازلها ومسايرها ومواضعها ، وهو قول قتادة وعطاء بن رباح
2. أنه انكدارها وانتثارها وانتشارها يوم القيامة، وهو قول الحسن ورواية عن قتادة
3. أنها مغاربها ومشارقها أو أحدهما، وهو قول مجاهد والحسن ورواية عن قتادة
وأضاف ابن عطية قولا رابعا هو أنه انقضاضها إثر العفاريت ولم ينسبه لأحد
أضاف ابن كثير قولا للضحاك أنها الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا يقولون مطرنا بنوء كذا.

القول الثاني:
أن المراد القرآن وقيل في معنى مواقع قولان:
1. أنها منازله، وكان ينزل نجوما، أي متفرقا، وهو قول ابن عباس وعبدالله بن مسعود وعكرمة ومجاهد
2. أنه كان نزل فوضع بمواقع النجوم ثم نزل متفرقا وهو قول عكرمة

التخريج
أولا / تخريج أقوال من قال بأنها نجوم السماء وأن المراد بمواقعها منازلها:
- أما قول قتادة: فقد رواه عبد الرزاق وابن جرير في تفسيرهما كلاهما عن معمر عن قتادة، وذكره السيوطي في الدر المنثور، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير
- وأما قول عطاء بن أبي رباح: فقد ذكره العيني في عمدة القاري، كما ذكره البغوي، ومكي بن أبي طالب ، وابن الجوزي

ثانيا / تخريج أقوال من قال بأن المراد نجوم السماء ومواقعها بمعنى انتثارها يوم القيامة
- أما قول الحسن: فقد ذكره العيني في عمدة القاري، وذكره السيوطي في الدر المنثور، كما ذكره البغوي، ومكي بن أبي طالب، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير ، والماوردي
- وأما قول قتادة: فقد رواه ابن جرير في تفسيره قال " حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة".

ثالثا/ تخريج أقوال من قال بأن المراد نجوم السماء ومواقعها بمعنى مشارقها ومغاربها أو أحدهما
- أما قول مجاهد: فقد رواه ابن جرير والهمذاني كلاهما من طريق ابن أبي نجيح، وذكره مكي بن أبي طالب ، وابن عطية، وابن كثير، والماوردي، وذكر السيوطي أنه فسرها بنجوم السماء دون إشارة إلى معنى مواقعها.
- وأما قول قتادة فقد رواه ابن جرير في تفسيره عن بشر عن يزيد عن سعيد عن قتادة، وذكره السيوطي في الدر المنثور وذكره مكي بن أبي طالب، وابن كثير.
- وأما قول الحسن فقد ذكره مكي بن أبي طالب، وابن كثير، والسيوطي

لم أجد من قال بقول ابن عطية أنه انقضاضها على العفاريت

رابعا / تخريج قول من قال بأن الآيات نزلت بسبب قولهم مطرنا بنوء كذا
- أما قول ابن عباس أن الآيات نزلت بسبب قولهم مطرنا بنوء كذا فقد رواه مسلم وفي شرح النووي مزيد بيان أفصله بإذن الله في مرحلة التحرير، وذكر ابن كثير والماوردي قولا للضحاك أن المعنى الأنواء.

خامسا/ تخريج قول من قال بأن المقصود القرآن ومواقع النجوم منازل القرآن حيث كان ينزل متفرقا
- أما قول ابن عباس : فقد رواه النسائي في السنن، كما رواه ابن جرير في تفسيره، ورواه الهمذاني في تفسير مجاهد، والحاكم في المستدرك، كلهم من طريق ابن أبي نجيح، كما ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره والهيثمي في مجمع الزوائد، وذكره السيوطي في الدر المنثور عن عدد من الرواة، كما ذكره البغوي، ومكي بن أبي طالب، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير، والماوردي ، والقرطبي.
- وأما قول عبد الله بن مسعود فقد ذكره السيوطي في الدر المنثور، والماوردي، والقرطبي
- وأما قول عكرمة: فقد رواه ابن جرير في تفسيره عن ابن حميد، عن يحيى بن واضح، عن الحسين، عن يزيد، عن عكرمة ، وذكره مكي بن أبي طالب، وابن عطية، وابن كثير
وأما قول مجاهد: فقد رواه ابن جرير في تفسيره عن يحيى بن إبراهيم المسعوديّ عن أبيه عن أبيه عن جده عن الأعمش عن مجاهد.وذكره السيوطي في الدر المنثور، وابن عطية ، وابن كثير

سادسا / تخريج قول من قال بأن المقصود القرآن ومواقع النجوم هو محل نزول القرآن

وهو قول عكرمة: وقد رواه ابن جرير في تفسيره "قال حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّ القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزل جميعًا في ليلة القدر." وذكره مكي بن أبي طالب.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 28 ربيع الثاني 1439هـ/15-01-2018م, 09:49 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المشري مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال البخاري : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن )
قوله ويُقال : ألا يدل على حكاية القول ، لا القول به .
لأنني أتعامل مع هذه الصيغة بهذه الطريقة عند جميع المفسرين فأنسب القول الصريح لهم ، أما نقلهم لبقية الأقوال بصيغة يقال فلا أنسبه لهم .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نعم، ولكن الظاهر أن الكلام كلام الفرّاء ينقله البخاريّ، فراجعيه فضلا.


ضحى الحقيل
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- في المراد بالمواقع على القول الثاني "نجوم القرآن" قولان:
الأول: منازل القرآن، وهو قول ابن عباس وعكرمة.
الثاني: محكم القرآن، وهو قول ابن مسعود ومجاهد.
وما ذكرتيه عن عكرمة أنه وضع بمواقع النجوم يرجع إلى القول الأول، إذ القول الأول يشمل النزول وأزمنة النزول وأماكن النزول في السماء والأرض، وراجعي التعليق على المرحلة الثالثة فضلا.
- لا نكتفي بقول "ذكره السيوطي في الدر المنثور" بل يجب بيان المصدر الذي نقل السيوطي منه هذا القول.
- إذا لم نجد القول في أي من التفاسير الأصلية أو البدلية فينسب إلى أقدم تفسير ناقل ذكره، لأن من بعده في الغالب ينقلون عنه.
- لا نقول "مواقع السماء مطالعها ومغاربها أو أحدهما" لأنه لم يقل بالمطالع وحدها أحد، فالأمر ليس على سبيل الاختيار، والثابت أنه نقل عن مجاهد القول بأنها المطالع والمساقط، ونقل عن غيره المساقط وحدها وهو الأشهر والألصق بلفظ المواقع.
- قول ابن مسعود رواه الفراء بسنده في كتابه معاني القرآن فراجعيه، ورواه الفريابي كما في الدر المنثور وقد إن سنده صحيح.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مراجعة, تطبيقية

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir