دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 جمادى الأولى 1431هـ/3-05-2010م, 01:04 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب تعبير الرؤيا

ََ

الكتاب الخامس: في تعبير الرؤيا
الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها
989 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا اقترب الزّمان، لم تكد رؤيا المؤمن تكذب - ومنهم من قال: لم تكذب رؤيا المؤمن - ورؤيا المؤمن جزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءا من النّبوّة».
وزاد بعضهم: وما كان من النّبوّة فإنّه لا يكذب.
قال محمد بن سيرين: وأنا أقول هذه، قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاثةٌ: حديث النفس، وتخويف الشّيطان، وبشرى من الله، فمن رأى منكم شيئا يكرهه، فلا يقصّه على أحدٍ، وليقم فليصلّ، قال: وكان يكره الغلّ في النوم، وكان يعجبهم القيد، ويقال: القيد ثباتٌ في الدّين.
قال البخاري: رواه قتادة،ويونس، وهشيم، وأبو هلال،عن ابن سرين،عن أبي هريرة.
وقال يونس: لا أحسبه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم في القيد.
وفي رواية لمسلم قال: إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا: أصدقكم حديثا، ورؤيا المسلم جزء من خمسٍ وأربعين جزءا من النّبوّة، والرؤيا ثلاثٌ فالرؤيا الصالحة: بشرى من الله، ورؤيا تحزينٌ من الشيطان، ورؤيا: مما يحدّث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصلّ، ولا يحدّث بها الناس، قال: «وأحبّ القيد، وأكره الغلّ، والقيد ثبات في الدين» فلا أدري: هو في الحديث، أو قاله ابن سيرين؟
وفي رواية نحوه، وفيه قال أبو هريرة، فيعجبنى القيد، وأكره الغلّ، والقيد: ثباتٌ في الدّين.
وفي أخرى: إذا اقترب الزمان - وساق الحديث - ولم يذكر فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وفي أخرى نحوه: وأدرج في الحديث قوله: «وأكره الغلّ» إلى تمام الكلام، ولم يذكر: «رؤيا المؤمن جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءا من النّبوة».
وفي أخرى: مختصرا، قال: «رؤيا المؤمن جزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءا من النّبوّة». وفي أخرى «رؤيا الرجل الصالح».
وفي رواية الترمذي مثل رواية مسلم المفردة بطولها، إلى قوله: «ثباتٌ في الدّين» وقال بدل «فليصلّ»: «فليتفل» ولم يذكر قوله: «فلا أدري أهو في الحديث،أو قاله ابن سيرين؟».
وفي أخرى له، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الرؤيا ثلاثٌ: فرؤيا حق، ورؤيا يحدّث بها الرّجل نفسه، ورؤيا تحزينٌ من الشّيطان، فمن رأى ما يكره فليقم، فليصلّ»، وكان يقول: «يعجبني القيد، وأكره الغلّ، القيد: ثباتٌ في الدين»، وكان يقول: «من رآني فإنّي أنا هو، فإنّه ليس للشيطان أن يتمثّل بي»، وكان يقول: «لا تقصّ الرّؤيا إلا على عالمٍ أو ناصح».
وفي رواية أبي داود مثل رواية مسلم أيضا، إلا أنّه أسقط منها قوله: «جزءا من ستّةٍ وأربعين جزءا من النبوة»، وقال فيها «وأحبّ القيد وأكره الغلّ، القيد: ثباتٌ في الدّين».

[شرح الغريب]
(اقتراب الزمان): هو عند اعتدال الليل والنهار في فصلي الربيع والخريف، وقيل: أراد باقتراب الزمان: قرب الساعة، ودنو القيامة في آخرالزمان.
(جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة): كان عمررسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثرالروايات الصحيحة ثلاثا وستين سنة، وكانت مدة نبوته منها ثلاثا وعشرين سنة،لأنه بعث عنداستيفائه أربعين سنة، وكان صلى الله عليه وسلم في أول أمره يرى الوحي في المنام، ودام كذلك نصف سنة، ثم رأى الملك في اليقظة، فإذا نسبت المدة التي أوحي إليه فيها في النوم - وهي نصف سنة - إلى مدة نبوته، وهي ثلاث وعشرون سنة - كانت نصف جزء من ثلاثة وعشرين جزءا، وذلك جزء من ستة وأربعين جزءا، وقد تعاضدت الروايات في أحاديث الرؤيا أنها جزء من ستة وأربعين جزءا.
فأما من رواه: «خمسة وأربعين جزءا» فهو قليل، على أن للخمسة والأربعين وجه مناسبة، من أن يكون عمره لم يكمل ثلاثا وستين سنة، ومات صلى الله عليه وسلم في أثناء السنة الثالثة والستين، ونسبة نصف السنة إلى اثنتين وعشرين سنة وبعض الأخرى: نسبة جزء من خمسة وأربعين جزءا.
فأما من رواه: «من أربعين جزءا» فيكون محمولا على من روى: أن عمر النبي صلى الله عليه وسلم كان ستين سنة، فيكون نسبة نصف سنة إلى عشرين سنة نسبة جزء إلى أربعين جزءا.
وأما من روى: «من سبعين جزءا» فما أعلم له وجها، ولا يحضرني الآن له وجه. والله أعلم.

990 - (خ م ط ت د) أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري - رضي الله عنه-: وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرسانه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الرؤيا من الله،والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم، الحلم يكرهه: فليبصق عن يساره،وليستعذ بالله منه، فلن يضرّه».
وفي رواية: قال أبو سلمة: إن كنت لأرى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الرؤيا الصّالحة من الله،والرؤيا السوء من الشّيطان، فإذا رأى أحدكم ما يحبّ، فلا يحدّث بها إلا من يحب، وإذا رأي ما يكره، فليتفل عن يساره ثلاثا، وليتعوّذ بالله من شرّ الشّيطان وشرّها، ولا يحدّث بها أحدا فإنها لن تضرّه».
هذه رواية البخاري ومسلم، وأخرجه الموطأ، وزاد بعد قوله: لن تضرّه: إن شاء الله.
قال أبو سلمة: إن كنت لأرى الرّؤيا، هي أثقل عليّ من الجبل، فلما سمعت هذا الحديث، فما كنت أباليها.
وأخرجه الترمذي مثل الرواية الأولى.
وأخرجه أبو داود من الرواية الثانية: المسند منها فقط،ولم يذكر: إن شاء الله.
وفي أخرى لمسلم عن أبي سلمة، قال: كنت أرى الرؤيا أعرى منها، غير أني لا أزمّل، حتى لقيت أبا قتادة، فذكرت ذلك له... الحديث.

[شرح الغريب]
أعرى العرواء: مثال الغلواء، قرة الحمى ومسها في أول ما تأخذه الرعدة، وقد عرى الرجل، على ما لم يسم فاعله، والعراة أيضا: شدة البرد.
لا أزمل التزميل: التدثير والتغطية من البرد، قال: «كان يعرض لي من رؤيتها البرد والرعدة،إلا أني ما كنت أتدثر وأتغطى».

991 - (خ ت) أبو سعيد الخدريّ - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأي أحدكم الرؤيا يحبّها، فإنها من الله، فليحمد الله عليها، وليحدّث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنمّا هي من الشيطان، فليستعذ بالله من شرّها، ولا يذكرها لأحدٍ، فإنّها لن تضرّه». أخرجه البخاري، والترمذي.
992 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثا، وليتحوّل عن جنبه الذي كان عليه».أخرجه مسلم، وأبو داود.
993 - (ت د) أبو رزين العقيليّ لقيط بن عامر بن صبرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رؤيا المؤمن جزءٌ من أربعين جزءا من النبوة، وهي على رجل طائر، ما لم يتحدّث بها، فإذا تحدّث بها سقطت قال: وأحسبه قال: ولا يحدّث بها إلا لبيبا أو حبيبا».
وفي رواية قال: «رؤيا المؤمن جزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءا من النبوة، وهي على رجل طائرٍ ما لم يحدّث بها، فإذا حدّث بها وقعت»، ولم يزد. هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود: مثلها، إلا أنه أسقط قوله: «جزءٌ من أربعين جزءا من النبوة».

[شرح الغريب]
رجل طائر كل حركة من كلمة أو شيء يجري لك. فهو طائر، يقال: اقتسموا دارا، فطار سهم فلان في ناحيتها، أي: خرج وجرى، والمراد في الرؤيا: أنها على قدر جار، وقضاء ماض من خير أو شر، وهي لأول عابر يحسن عبارتها.

994 - (خ م ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح، جزءٌ من ستة وأربعين جزءا من النبوة». أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ.
وللبخاري أيضا: زيادةٌ في روايةٍ قال: إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من رآنى في المنام فقد رآني، فإنّ الشّيطان لا يتمثّل بي، ورؤيا المؤمن جزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءا من النّبوّة».

995 - (خ م ت د) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رؤيا المؤمن جزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءا من النبوة». أخرجه البخاري، ومسلم،والترمذي، وأبو داود.
996 - (خ ط) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «رؤيا المؤمن جزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءا من النبوة».أخرجه البخاري، والموطأ.
997 - (م) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الرؤيا الصالحة جزءٌ من سبعين جزءا من النبوة». أخرجه مسلم.
998 - (ط) عطاء بن يسار -رحمه الله -: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «لم يبق بعدي من النبوة إلا المبشّرات، قالوا: وما المبشّرات؟ قال: الرؤيا الصالحة، يراها الرجل المسلم، أو ترى له: جزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءا من النبوة».أخرجه الموطأ.
999 - (خ ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «لم يبق بعدي إلا المبشّرات، قالوا: وما المبشّرات؟ قال: الرّؤيا الصالحة».هذه رواية البخاري.
وفي رواية الموطأ، وأبي داود قال: كان النّبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاة الغداة يقول: «هل رأى أحدٌ منكم الليلة رؤيا؟» ويقول: «ليس يبقى بعدي من النبوّة إلا الرؤيا الصالحة».

1000 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي، ولانبيّ»، قال: فشقّ ذلك على الناس، فقال: «لكن المبشّرات»، فقالوا: يا رسول الله، وما المبشّرات؟ قال: «رؤيا المسلم، وهي جزءٌ من أجزاء النبوة». أخرجه الترمذي.
1001 - (ط) عروة بن الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: في قوله تعالى {لهم البشرى في الحياة الدنيا} (يونس: آية 64) قال: هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له. أخرجه الموطأ.
1002 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال: «أصدق الرؤيا بالأسحار»،أخرجه الترمذي.
1003 - (خ ت د) ابن عباس وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تحلّم بحلم لم يره، كلّف أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل...» الحديث.
ويأتي ذكره في لواحق آفات النفس في آخر الكتاب، إن شاء الله.
أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود، عن ابن عباس، والبخاري وحده، عن أبي هريرة.

1004 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من كذب في حلمه، كلّف يوم القيامة عقد شعيرةٍ». أخرجه الترمذي.
1005 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «من أفرى الفرى: أن يري الرّجل عينيه ما لم تريا». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
(أفرى الفرى) أكذب الكذبات، والفرية: الكذب، والجمع: الفرى.

1006 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «من رآنى في المنام فسيراني في اليقظة، أو لكأنّما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي».
زاد في رواية قال: وقال أبو سلمة: قال أبو قتادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني، فقد رأى الحقّ».
هذه رواية البخاري،وأبي داود، ومسلم.
ولمسلم أيضا: «من رآني في المنام فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي».
وأخرج الترمذي هذا المعنى في جملة حديث طويل، قد ذكر في أول هذا الفصل.

1007 - (ت) ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من رآني في المنام فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي».أخرجه الترمذي.
1008 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «من رآني في النوم فقد رآني، فإنّه لا ينبغي للشيطان أن يتمثّل في صورتي»، وقال: «إذا حلم أحدكم فلا يخبر أحدا بتلعّب الشيطان به في المنام».
وفي رواية: «أن يتشبّه بي». أخرجه مسلم.

1009 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رآني، فقد رأي الحقّ، فإنّ الشّيطان لا يتكوّنني».أخرجه البخاري.
1010 - (خ م) أبو قتادة - رضي الله عنه -: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني، فقد رأى الحقّ».
وفي رواية: «فإنّ الشيطان لا يتراءى بي». أخرجه البخاري،ومسلم.

الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم
1011 - (خ م ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ممّا يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحدٌ منكم من رؤيا؟ فيقصّ عليه ما شاء الله أن يقصّ، وإنه قال لنا ذات غداةٍ: إنه أتاني اللّيلة آتيان،وإنّهما ابتعثاني، وإنّهما قالا لي: انطلق، وإنّي انطلقت معهما، وإنّا أتينا على رجلٍ مضطّجعٍ، وإذا آخر قائمٌ عليه بصخرةٍ،وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه، فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر ها هنا، فيتبع الحجر فيأخذه، فلا يرجع إليه حتّى يصحّ رأسه كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى،قال: قلت لهما: سبحان الله ! ما هذا؟ قال: قالا لي: انطلق،انطلق، فأتينا على رجلٍ مستلقٍ لقفاه، وإذا آخر قائمٌ عليه بكلّوبٍ من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقّي وجهه، فيشرشر شدقه إلي قفاه، ومنخره إلى قفاه،وعيّنه إلى قفاه قال: وربّما قال أبو رجاءٍ: فيشقّ - قال: ثم يتحوّل إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، قال: فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصحّ ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل مثل ما فعل المرّة الأولى، «قال: قلت: سبحان الله !! ما هذا؟»قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على مثل التّنّور، قال: فأحسب أنه كان يقول: فإذا فيه لغطٌ وأصواتٌ، قال: فاطّلعنا فيه، فإذا فيه رجالٌ ونساءٌ عراةٌ، وإذا هم يأتيهم لهبٌ من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللّهب ضوضوا، قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟ قال: قالا لي انطلق، انطلق، قال: فانطلقنا، فأتينا على نهرٍ حسبت أنّه كان يقول: أحمر مثل الدّم وإذا في النّهر رجلٌ سابحٌ يسبح، وإذا على شط النهر رجلٌ قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما سبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة، فيفغر فاه، فيلقمه حجرا، فينطلق فيسبح، ثم يرجع إليه، كلّما رجع إليه فغر فاه، فألقمه حجرا، قال: قلت لهما: ما هذا؟ قال: «قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة، أو كأكره ما أنت راءٍ رجلا مرأى،وإذا عنده نارٌ يحشّها ويسعى حولها، قال: قلت لهما: ما هذا؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على روضةٍ معتّمةٍ معشبةٍ، فيها من كل نور الرّبيع، وإذا بين ظهري الرّوضة رجلٌ طويلٌ، لا أكاد أرى رأسه طولا في السّماء، وإذا حول الرّجل من أكثر ولدانٍ رأيتهم قطّ قال: قلت لهما: ما هذا؟ ما هؤلاء؟قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على دوحةٍ عظيمة، لم أر دوحة قطّ أعظم منها ولا أحسن، قال: قالا لي: ارق فيها، قال: فارتقينا فيها إلى مدينةٍ مبنيّة بلبنٍ ذهبٍ ولبنٍ فضّةٍ، قال: فأتينا باب المدينة، فاستفتحنا، ففتح لنا، فدخلناها، فتلقّانا رجالٌ شطرٌ من خلقهم كأحسن ما أنت راءٍ، وشطر منهم كأقبح ما أنت راءٍ، قال: قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، قال: وإذا نهرٌ معترضٌ يجري كأنّ ماءه المحض في البياض، فذهبوا، فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورةٍ، قال: قالا لي: هذه جنّة عدنٍ، وهذاك منزلك، قال: فسما بصري صعدا، فإذا قصرٌ مثل الرّبابة البيضاء، قال: قالا لي: هذاك منزلك، قال: قلت لهما: بارك اللّه فيكما، فذراني فأدخله، قال: أما الآن فلا، وأنت داخله، قال: قلت لهما: فإني رأيت منذ الليلة عجبا، فما هذا الذي رأيت؟ قال: قالا لي: أما إنّا سنخبرك، أمّا الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنّه الرجل يأخذ القرآن، فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة، وأنّ الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرّجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التّنّور، فإنهم الزّناة والزّواني، وأما الرّجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر، ويلقم الحجارة، فإنه آكل الرّبا، وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشّها ويسعى حولها، فإنه مالكٌ خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذين حوله، فكل مولود مات على الفطرة، قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله: وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولاد المشركين، وأما القوم الذين كانوا شطرٌ منهم حسنٌ، وشطر منهم قبيحٌ، فإنهم قومٌ خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا،تجاوز اللّه عنهم».
وفي رواية نحو منه، وفيه «رأيت اللّيلة رجلين أتياني، فأخرجاني إلى أرضٍ مقدّسةٍ».
وفيه: «فانطلقنا إلى ثقبٍ مثل التّنّور، أعلاه ضيّق، وأسفله واسعٌ تتوقّد تحته نارٌ، فإذا ارتقت ارتفعوا، حتى كادوا أن يخرجوا، وإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجالٌ ونساءٌ عراةٌ».
وفيه: «حتى أتينا على نهرٍ من دمٍ -ولم يشكّ -فيه رجلٌ قائم على وسط النهر، وعلى شاطئ النهر رجلٌ، وبين يديه حجارةٌ، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج رمي الرجل بحجرٍ في فيه، فردّه حين كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر، فيرجع كما كان».
وفيه: «فصعدا بي الشّجرة، فأدخلاني دارا،لم أر قطّ أحسن منها، فيها رجالٌ شيوخٌ وشبابٌ».
وفيه: «الذي رأيته يشقّ شدقه، فكذّابٌ يحدّث بالكذبة، فتحمل عنه، حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة، والذي رأيته يشدخ رأسه، فرجلٌ علّمه اللّه القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار، يفعل به إلى يوم القيامة، والدّار الأولى التي دخلت، دار عامة المؤمنين، وأمّا هذه الدّار، فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل، فارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا فوقي مثل السحاب، قالا: ذاك منزلك، قلت: دعاني أدخل، قالا: إنّه بقي لك عمرٌ لم تستكمله، فلوا استكملته أتيت منزلك». هذه رواية البخاري.
وأخرج مسلم من أوله طرفا يسيرا، قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه، فقال: «هل رأى أحدٌ منكم البارحة رؤيا؟». هذا القدر أخرجه منه، ولذلك لم نثبت عليه علامته.
وأخرج الترمذي هذا الفصل أيضا مثل مسلم.
وأخرجه أيضا من رواية أخرى عن سمرة، وقال: وفيه قصة طويلة، ولم يذكرها يعني بها هذا الحديث بطوله.

[شرح الغريب]
ابتعثاني: الابتعاث: افتعال من البعث، وهو الإنباه والإثارة من النوم.
يهوي: الهوي: الوقوع من العلو إلى السفل.
فيثلغ: الثلغ: الشدخ، وقيل: هو أن يضرب الشيء اللين بالشيء الصلب حتى ينشدخ.
فيتدهده: التدهده: التدحرج، ويروى: «يتدهدى» بياء، وهو مثله.
بكلوب: الكلوب: حديدة معوجة الرأس.
فيشرشر: يشرشر: يقطع ويشق.
لغط: اللغط: الضجة والجلبة.
ضوضوا: الضوضاة [والضوضاء]: أصوات الناس وغلبتهم، يقال منه: ضوضوا بلا همز.
فغر فاه: إذا فتحه. كريه المرآة فلان كريه المرآة، أي: قبيح المنظر، يقال: امرأة حسنة المرآة والمرأى، أي: حسنة المنظر، وفلان حسن في مرآة العين، أي: في المنظر، ووزنها في الأصل: مفعلة.
يحشها حش النار يحشها: إذا أوقدها.
معتمة أي: طويلة النبات، يقال: اعتم النبت: إذا طال.
نور النور بفتح النون: الزهر.
ظهري يقال: قعدت بين ظهري القوم وظهرا نيهم، أي: بينهم، وقد تقدم شرح ذلك مستقصى في حرف الهمزة.
دوحة الدوح: الشجر العظام.
المحض من كل شيء: الخالص منه، وهو اللبن الخالص، كأنه سمي بالصفة، ثم استعمل في الصفاء، فقيل: عربي محض، أي: خالص، ونحو ذلك.
جنة عدن عدن بالمكان: إذا أقام به وثبت، يعني: جنة إقامة
صعدا يقال: نما النبت صعدا: أي: ازداد طولا، يريد: ارتفع بصره إلى فوق.
الربابة السحابة، وجمعها: رباب، وتكون بيضاء وسوداء، والمراد بها في الحديث: البيضاء.

1012 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «نحن الآخرون السابقون، وبينا أنا نائم، إذ أوتيت خزائن الأرض فوضع في يديّ سواران من ذهبٍ، فكبرا عليّ، وأهمّاني، فأوحي إليّ: أن انفخهما، فنفختهما فطارا، فأوّلتهما: الكذّابين اللّذين أنا بينهما: صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة». هذه رواية البخاري.
ولمسلم مثله، بإسقاط قوله، «نحن الآخرون السابقون».
وللترمذي قال: «رأيت في المنام كأنّ في يديّ سوارين، فأوّلتهما: كذّابين يخرجان من بعدي، يقال لأحدهما: مسيلمة صاحب اليمامة، والعنسيّ: صاحب صنعاء».

[شرح الغريب]
(أن انفخهما) [يقال]: نفحت الشيء: إذا رميته، وهو من نفحت الدابة برجلها: أي رمحت ورفست، وإن كانت بالخاء المعجمة. فيريد: أنه رماهما، وهو قريب من الأول.

1013 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت في المنام أنّي أهاجر من مكة إلى أرضٍ بها نخلٌ، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة، أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه: أنّي هززت سيفا، فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب به المؤمنون يوم أحدٍ، ثمّ هززته أخرى، فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضا بقرا، واللّه خيرٌ، فإذا هم النّفر من المؤمنين يوم أحدٍ، وإذا الخير ما جاء اللّه به من الخير بعد، وثواب الصّدق الذي آتانا اللّه بعد يوم بدرٍ» أخرجه البخاري، ومسلم.
إلاّ أنّ عند البخاري عن أبي موسى: أرى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم -بالشك.
وعند مسلم: عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «بغير شك».

[شرح الغريب]
أهاجر: الهجرة عند العرب: خروج البدوي من البادية إلى المدن، ليقيم بها. يقال: هاجرت إلى مدينة كذا: أي قصدتها للإقامة فيها.
وهلي يقال: وهل إلى الشيء بالفتح، يهل [ويوهل]: بالكسر، وهلا بالسكون: إذا ذهب وهمه إليه.

1014 - (م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رأيت اللّيلة - وفي رواية: رأيت ذات ليلةٍ- فيما يرى النّائم، كأنّا في دار عقبة بن رافعٍ، وأتينا برطبٍ من رطب ابن طابٍ، فأوّلت: أنّ الرّفعة لنا في الدّنيا، والعاقبة في الآخرة، وأنّ ديننا قد طاب». أخرجه مسلم، وأبو داود.
[شرح الغريب]
رطب ابن طاب تمر معروف بالمدينة، ويقال لها أيضا: عذق ابن طاب.

1015 - (خ ت) ابن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت امرأة سوداء ثائرة الرّأس، خرجت من المدينة، حتّى نزلت بمهيعةٍ، وهي الجحفة، فأوّلت: أنّ وباء المدينة نقل إليها». أخرجه البخاري،والترمذي.
[شرح الغريب]
ثائرة الرأس أي: شعثة الشعر، بعيدة العهد بالسريح والغسل.

1016 - (خ م) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: كان الرّجل في حياة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصّها على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فتمنّيت أن أرى رؤيا أقصّها على النبي صلى الله عليه وسلم، وكنت غلاما شابا عزبا أنام في المسجد على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فرأيت في المنام كأنّ ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النّار، فإذا هي مطوّيةٌ كطيّ البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها أناسٌ قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار.
ولمسلم في أخرى: أعوذ باللّه من النار، أعوذ باللّه من النار،أعوذ باللّه من النار،ثلاث مرّاتٍ، فلقيهما ملكٌ آخر، فقال لي: لم ترع، فقصصتها على حفصة،فقصّتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم الرجل عبد الله،لو كان يصلّى من اللّيل» قال سالم: فكان عبد الله لا ينام من اللّيل إلا قليلا. هذه رواية البخاري، ومسلم.
وللبخاري أيضا: أنّ ابن عمر قال: رأيت في النّوم: كأنّ في كفّي سرقة من حريرٍ، لا أهوى بها إلى مكانٍ في الجنة إلا طارت بي إليه فقصصتها على حفصة، فقصّتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنّ أخاك رجلٌ صالحٌ»، أو قال: «إنّ عبد اللّه رجلٌ صالحٌ.
وفي أخرى له قال: إنّ رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقصّونها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء اللّه وأنا غلامٌ حديث السنّ، بيتي المسجد قبل أن أنكح، فقلت في نفسي: لو كان فيك خيرٌ، لرأيت ما يرى هؤلاء، فلمّا اضطجعت ليلة قلت: اللّهمّ إن كنت تعلم فيّ خيرا، فأرني رؤيا، فبينا أنا كذلك إذ جاءني ملكان، في يد كل واحدٍ منهما مقمعة حديدٍ، فحملاني إلى جهنم، وأنا بينهما أدعو الله: اللهم إنّي أعوذ بك من جهنّم، ثم أراني لقيني ملكٌ في يده مقمعةٌ من حديدٍ، فقال: لم ترع، نعم الرجل أنت، لو تكثر الصّلاة، فانطلقوا بي، حتى وقفوا بي على شفير جهنم، فإذا هي مطويّةٌ كطيّ البئر، لها قرونٌ كقرون البئر، بين كلّ قرنين ملكٌ بيده مقمعةٌ من حديدٍ، وأرى فيها رجالا معلّقين بالسّلاسل، رءوسهم أسفلهم، عرفت فيها رجالا من قريشٍ، فانصرفوا بي عن ذات اليمين، فقصصتها على حفصة،فقصّتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ عبد اللّه رجلٌ صالحٌ»، قال نافعٌ: فلم يزل بعد ذلك يكثر الصّلاة.
وفي رواية لمسلم: رأيت في المنام كأنّ في يدي قطعة إستبرقٍ، وليس مكانٌ من الجنّة أريد إلا طارت بي إليه، فقصصته على حفصة،فقصّته حفصة على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أرى عبد اللّه رجلا صالحا».
وفي أخرى قال: رأيت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأنّ بيدي قطعة إستبرقٍ، فكأنّي لا أريد مكانا من الجنّة إلا طارت بي إليه، ورأيت كأنّ اثنين أتياني أرادا أن يذهبا بي إلى النّار، فتلقّاهما ملكٌ فقال: لم ترع، خلّيا عنه، فقصّت حفصة إحدى رؤيتيّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «نعم الرّجل عبد الله، لو كان يصلّي باللّيل»، فكان عبد اللّه يصلّي من الليل، وكانوا لا يزالون يقصّون على النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا: أنها في الليلة السابعة من العشر الأواخر يعني ليلة القدر فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر، فمن كان متحرّيا، فليتحرّها في العشر الأواخر».
هكذا أخرج الحميدي هذا الحديث في مسند حفصة، وجعله حديثا واحدا كما سردناه، وكأنّه حديثان؛ لأن المنامين في معنيين.
أحدهما: ذكر الملكين، والنار،والآخر: ذكر السّرقة الحرير والجنة. إلا أن يكون حيث اشتملت هذه الرواية الأخيرة على المعنيين جعله حديثا واحدا، فنعم، ولذلك اقتدينا به، فذكرناه حديثا واحدا كما ذكر.

[شرح الغريب]
سرقة السرقة بفتحتين: الحرير، وجمعها: سرق.
لم ترع: أي لم تفزع.
أهوى: بيده إلى الشيء: مدها إليه ليأخذه.
مقمعة المقمعة: واحدة المقامع، وهي سياط تعمل من حديد رؤوسها معوجة.
شفير جهنم شفير الوادي: جانبه وحرفه.
إستبرق الإستبرق: ما غلظ من الديباج.
تواطأت المواطأة: الموافقة، كأن كلا منهما وطىء ما وطئه الآخر
متحريا التحري: القصد وطلب الشيء بجد واجتهاد.

1017 - (خ م ت د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: إنّ رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني رأيت الليلة في المنام: كأنّ ظلّة تنطف السّمن والعسل، وأرى النّاس يتكفّفون منها بأيديهم، فالمستكثر، المستقلّ، وإذا بسببٍ واصلٍ من الأرض إلى السماء، فأراك أخذت به فعلوت، ثمّ أخذ به رجلٌ آخر فعلا به، ثمّ أخذ به رجل آخر، فانقطع به، ثمّ وصل له فعلا، فقال أبو بكر: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي أنت، واللّه لتدعنّي فأعبرها، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «اعبرها»، قال أبو بكرٍ: أمّا الظّلّة، فظلّة الإسلام، وأمّا الذي ينطف من العسل والسّمن، فالقرآن: حلاوته ولينه. وأمّا ما يتكفّف النّاس من ذلك، فالمستكثر من القرآن، والمستقل، وأما السّبب الواصل من السماء إلى الأرض، فالحقّ الذي أنت عليه، تأخذ به فيعليك اللّه به،ثمّ يأخذ به رجلٌ من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجلٌ آخر فيعلو به، ثم يأخذ به رجلٌ آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله، بأبي أنت، أصبت، أم أخطأت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أصبت بعضا، وأخطأت بعضا»، قال: فواللّه لتحدّثنّي بالذي أخطأت، قال: «لا تقسم».
وفي رواية قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم منصرفه من أحدٍ، فقال: يا رسول الله، إنّي رأيت اللّيلة... وذكر الحديث بمعناه.
وفي رواية عن ابن عباس أو أبي هريرة وكان معمرٌ يقول أحيانا: عن ابن عباسٍ، وأحيانا: عن أبي هريرة.
وفي رواية: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ممّا يقول لأصحابه: من رأى منكم رؤيا فليقصّها أعبرها، قال: فجاء رجلٌ، فقال: يا رسول اللّه، رأيت ظلّة - وذكر نحوه. أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرج الترمذي،وأبو داود الرواية الأولى،وجعلاه عن ابن عباسٍ،عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو داود أيضا في رواية أخرى عن ابن عباسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد في آخره: فأبى أن يخبره.

[شرح الغريب]
ظلة الظلة: كالسحابة، تظل من تحتها.
تنظف أي: تقطر.
يتكففون التكفف: مد الأيدي للأخذ، أي: يأخذون بأكفهم.
السبب: الحبل، وكل ما يتوصل به إلى ما يتعذر الوصول إليه، فهو سبب.
فأعبرها عبرت الرؤيا وعبرتها مخففا ومثقلا - أعبرها [وأعبرها] عبرا وتعبيرا: إذا أخبرت بما يؤول إليه أمرها.

1018 - (ط) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: رأيت ثلاثة أقمارٍٍ سقطن في حجرتي، فقصصت رؤياي على أبي بكرٍ فسكت، فلّما توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفن في بيتي، قال أبو بكرٍ: هذا أحد أقمارك، هو خيرها. أخرجه الموطأ.
1019 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة؟ فقالت له خديجة: إنه كان قد صدّقك وإنه مات قبل أن تظهر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أريته في المنام وعليه ثياب بياضٍ،ولو كان من أهل النّار لكان عليه لباسٌ غير ذلك». أخرجه الترمذي.
1020 - (م)جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال لأعرابيٍّ جاءه فقال: إنى حلمت أنّ رأسي قطع، فأنا أتبعه، فزجره النبيّ، وقال: «لا تخبر بتلعّب الشّيطان بك في المنام».
وفي رواية: أنّ أعرابيّا قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيت في المنام كأنّ رأسي ضرب فتدحرج، فاشتددت في أثره، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «لا تحدّث الناس بتلعّب الشّيطان بك في منامك»، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يخطب، فقال: «لا يحدّثنّ أحدكم بتلعّب الشيطان به في منامه».
زاد في رواية: فضحك النبيّ صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم.

[شرح الغريب]
فاشتددت عدوت من الشد: وهو العدو.

1021 - (خ) أم العلاء الأنصارية - رضي الله عنها -: قالت: لمّا قدم المهاجرون، طار لنا عثمان بن مظعون في السّكني، فاشتكى، فمرّضناه حتى توفّي، ثم جعلناه في أثوابه- وذكرت الحديث- قالت: فنمتٌ فرأيت لعثمان عينا تجري، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال: «ذلك عمله يجري له». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
(طار لنا) كذا: أي حصل لنا، وجرى سهمنا، وقد تقدم ذكرها آنفا.
(فمرضناه) تمريض العليل: معالجته وتدبيره في مرضه


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تعبير, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسائل في تعبير الرؤى وتفسير الأحلام عبد العزيز الداخل مجلس عبد العزيز الداخل 21 7 شوال 1433هـ/24-08-2012م 09:46 AM


الساعة الآن 10:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir