مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير

[هيئة التصحيح 11]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حليمة السلمي

خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:
1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).
التخريج: رواه ابن جرير من طريق معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس.
التوجيه: مراد ابن عباس من قوله ليس كمثله شيء: الصفة، له الصفة العليا في السماوات الأرض، كل صفة كاملة فلله سبحانه وتعالى أكملها، وكل صفة نقص فإنه مُنَزَّهٌ عنها.
ولهذا القول مستند في اللغة فورد المثل بمعنى الصفة، قال الخليل: المثل الصفة، أي وله الوصف الأعلى "في السماوات والأرض".
وسياق الآية يظهر وصفه الأعلى سبحانه الذي ليس لغيره مثله قد عرف به، فهو القادر الذي لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة وغيرهما من المقدورات، ويدل عليه قوله تعالى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ أي القاهر لكل مقدور، الحكيم الذي يجرى كل فعل على قضايا حكمته وعلمه.

2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمة} قال: بعد نسيان.
التخريج: رواه ابن جرير من طريق عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: "بَعْدَ أمَةً" ويفسّرها، بعد نسيان.
التوجيه: تفسير ابن عباس لأمَةً: نسيان، على القراءة بفتح الألف، وتخفيف الميم وفتحها وهو موافق لمعنى أمَة في العربية، فالعرب تقول من ذلك:"أمِهَ الرجل يأمَهُ أمَهًا"، إذا نسي.

3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
التخريج: رواه ابن جريرعن علي بن معبد،عن عتاب بن بشير مولى قريش، عن سالم الأفطس.
التوجيه: هذا التأويل له وجه في لغة العرب حيث حذف حرف الجر وأحد المفعولين ووصل الفعل إلى الاسم فنصب. كما قال تعالى في سورة الكهف : ﴿لينذر بأسا شديدا﴾ أي لينذركم ببأس شديد، أي يخوف المؤمن بالكافر، وأنشد سيبويه فيما حذفت منه الباء:
أَمَرْتُكَ الخَيْرَ فَافْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ * فَقَدْ تَركْتُكَ ذَا مَالٍ وَذَا نَشَبِ
وقد ورد ذلك في قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه "يُخَوِّفُكم بِأولِيائِهِ".

4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
التخريج: رواه ابن جرير من طريق جرير عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير.
التوجيه: المراد من قول سعيد بن جبير أن حفظهم إياه من أمر الله أي مما أمرهم به سبحانه.
والمعنى مرتبط بإعراب " من أمر الله" :
ـ فيكون ﴿من أمر الله﴾) صفة (﴿معقبات﴾، أي جماعات من جند الله وأمره، كقوله تعالى (﴿قل الروح من أمر ربي﴾ [الإسراء: ٨٥]) وقوله (﴿وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا﴾ [الشورى: ٥٢]) يعني القرآن.
ـ ويجوز أن يكون من أمر الله يراد به يحفظون من هو مستخف بالليل وسارب بالنهار، أي يقونه أضرار الليل من اللصوص وذوات السموم، وأضرار النهار نحو الزحام والقتال، فيكون (﴿من أمر الله﴾) جارا ومجرورا لغوا متعلقا بـ (﴿يحفظونه﴾، أي يقونه من مخلوقات الله. وهذا منة على العباد بلطف الله بهم وإلا لكان أدنى شيء يضر بهم. قال تعالى ﴿الله لطيف بعباده﴾ [الشورى: ١٩] .
[هذا قول ثانٍ في تفسير الآية وليس هو المراد بقول سعيد بن جبير]
5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
التخريج: رواه ابن جرير من طرق عدة عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس رضي الله عنه.
[هذا الأثر له مصادر عدة غير تفسير ابن جرير فينبغي تخريجه من هذه المصادر أيضًا]
التوجيه:
معنى الكوثر في اللغة: الخير الكثير، وصف جاء على وزن فوعل بناء مبالغة من الكثرة.
قال الزجاج: "وقال أهل اللغة: الكوثر ”فوعل“، من ”الكثرة“، ومعناه: ”الخير الكثير“، وجميع ما جاء في تفسير هذا قد أعطيه النبي - عليه السلام -، قد أعطي الإسلام، والنبوة، وإظهار الدين الذي أتى به على كل دين، والنصر على عدوه، والشفاعة، وما لا يحصى مما أعطيه، وقد أعطي من الجنة على قدر فضله على أهل الجنة." معاني القرآن وإعرابه
وقال ابن قتيبة: "قال ابن عيينة: "قال عبد الكريم أبو أمية: قالت عجوز: قدم فلان بكوثر كثير". وأحسبه "فوعلا" من الكثرة. وكذلك يقال للغبار- إذا ارتفع وكثر-: كوثر؛ قال الهذلي يذكر الحمار:
يحامي الحقيق إذا ما احتدمـ ... ـن حمحمفي كوثر كالجلال
أي في غبار كثير كأنه جلال [السفينة أو الدواب] ." تفسير غريب القرآن.
والله أعلم.

تم الجواب وبالله التوفيق.

بارك الله فيكِ أختي الفاضلة، أرجو أن تعتني بهذه الملحوظات:
1. التخريج: اجتهدي في البحث عن الأسانيد في مصادر عدة من المصادر الأصيلة ولا تعتمدي فقط على تفسير ابن جرير الطبري.
2. إذا لم يتوفر لكِ سوى إسناد واحد، فمخرج الأثر ليس بالضرورة هو الاسم الذي قبل منتهى الأثر باسم أو اسمين، وفي هذه الحالة نكتب كامل الإسناد.
3. بالنسبة للتوجيه فقد أحسنتِ في معظمه وأرجو أن تقرأي توجيه الشيخ لقول سالم الأفطس أعلاه.
- بالنسبة لتوجيه قول ابن عباس في معنى الكوثر، سيؤخذ عليه ورود حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن المراد بالكوثر نهر في الجنة فستحتاجين الجمع بينهما.
التقويم: د+
خُصمت نصف درجة للتأخير.