دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > خطة التأسيس العلمي > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الأولى 1436هـ/19-02-2015م, 01:23 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي صفحة الطالبة/ إسراء خليفة للدراسة في برنامج الإعداد العلمي

على الله توكلنا

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 جمادى الأولى 1436هـ/24-02-2015م, 10:36 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي القسم الأول من معالم الدين

المجموعة الثانية



السؤال الأول: أجب عما يلي:
- شهادة أن محمدًا رسول الله تستلزم ثلاثة أمور عظيمة، اذكرها.
1-محبيته "صلى الله عليه وسلم" بل يجب تقديم محبته على محبة الأهل والنفس والولد.
والدليل ما رواه أنس بن مالك عن النبي"صلى الله عليه وسلم" أنه قال:"لا يؤمن أحدكم حتى اكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"متفق عليه.
2-تصديق ما أمر به من أمور الغيب وغيره، فكل ما صح عنه فهو غيب وصدق.
3-طاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

السؤال الثاني: أكمل بعبارة صحيحة:
- معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله
والدليل:"ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون"، "قل هو الله أحد" ، "الله لا إله إلا هو .."

-معنى طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: بامتثال الأمر واجتناب النهي
وحكمه: واجبة

السؤال الثالث: دللّ لما يأتي:
-
دين الإسلام كامل، وأحكام الشريعة شاملة لجميع شئوننا، وصالحة لكل زمان ومكان.
" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"


-
من أشرك مع الله أحدًا حبط عمله وكان من الخاسرين.
"ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون"

السؤال الرابع : ضع صح أما العبارة الصحيحة وخطأ للعبارة الخاطئة، مع تصحيح الخطأ إن وجد:
- أصل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء هي الدعوة إلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإحسان إلى الناس( )
العبارة خطأ
التوصيب: أصل دعوة النبي "صلى الله عليه وسلم "وجميع الأنبياء هي التوحيد.


- المؤمن الموحّد موعود بدخول الجنّة وإن ارتكب الكبائر كالزنا والسرقة والقتل. ( )
العبارة صحيحة.

السؤال الخامس:
- اشرح معنى قول العبد (أشهد أن محمدًا رسول الله) موضّحًا قولك بالأدلة.
شهادة أن محمد"صلى الله عليه وسلم " رسول الله تقتضي الإيمان بأن الله أرسله نبيه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسولا إلي الجن والإنس جميعا يأمرهم بعبادة الله وحده، واجتناب ما يُعبد من دون الله ويبين لهم شرائع الدين.
والدليل: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو .."
وتقتضي بأنه عبد الله ورسوله، ليس له حق في العبادة، ولا يجوز أن نغلو في مدحه، فنصفه بصفات هي من خصائص الله جل وعلا.
والدليل: ما رواه ابن عباس عن عمر بن الخطاب أنه قال وهو يوما على المنبر : سمعت النبي "صلى الله عليه وسلم " يقول: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريمن فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله" رواه البخاري
وهذه الشهادة ليس ت كلمة تقال فحسب، بل هي منهاج حياة المسلم وعليها مدار عمله وبتحقيقها تتحقق نجاته وسعادته.
والمتابعة هي مقتضى هذه الشهادة، فالعبد لا يكون متبعا للهدى حتى مخلصا لله تعالى متبعا سنة رسول الله"صلى الله عليه وسلم ".
وكل عمل ليس على سنة النبي "صلى الله عليه وسلم " فهو باطل مردود، لقول النبي"صلى الله عليه وسلم ": " من عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه مسلم من حديث عائشة.
وفي صحيح مسلم أيضا من حديث جابر بن عبد الله رضلي الله عنهما أن النبي"صلى الله عليه وسلم " كان يقول في خطبته: " أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثانها، وكل بدعة ضلالة".
والمبتدع عاص لرسول الله"صلى الله عليه وسلم ".

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 جمادى الأولى 1436هـ/24-02-2015م, 12:07 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية




السؤال الأول: أجب عما يلي:
- شهادة أن محمدًا رسول الله تستلزم ثلاثة أمور عظيمة، اذكرها.
1-محبيته "صلى الله عليه وسلم" بل يجب تقديم محبته على محبة الأهل والنفس والولد.
والدليل ما رواه أنس بن مالك عن النبي"صلى الله عليه وسلم" أنه قال:"لا يؤمن أحدكم حتى اكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"متفق عليه.
2-تصديق ما أمر به من أمور الغيب وغيره، فكل ما صح عنه فهو غيب وصدق.
3-طاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

السؤال الثاني: أكمل بعبارة صحيحة:
- معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله
والدليل:"ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون"، "قل هو الله أحد" ، "الله لا إله إلا هو .."

-معنى طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: بامتثال الأمر واجتناب النهي
وحكمه: واجبة
5
السؤال الثالث: دللّ لما يأتي:
- دين الإسلام كامل، وأحكام الشريعة شاملة لجميع شئوننا، وصالحة لكل زمان ومكان.
" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"

- من أشرك مع الله أحدًا حبط عمله وكان من الخاسرين.
"ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون"

السؤال الرابع : ضع صح أما العبارة الصحيحة وخطأ للعبارة الخاطئة، مع تصحيح الخطأ إن وجد:
- أصل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء هي الدعوة إلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإحسان إلى الناس( )
العبارة خطأ
التوصيب: أصل دعوة النبي "صلى الله عليه وسلم "وجميع الأنبياء هي التوحيد.

- المؤمن الموحّد موعود بدخول الجنّة وإن ارتكب الكبائر كالزنا والسرقة والقتل. ( )
العبارة صحيحة.

السؤال الخامس:
- اشرح معنى قول العبد (أشهد أن محمدًا رسول الله) موضّحًا قولك بالأدلة.
شهادة أن محمد"صلى الله عليه وسلم " رسول الله تقتضي الإيمان بأن الله أرسله نبيه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسولا إلي الجن والإنس جميعا يأمرهم بعبادة الله وحده، واجتناب ما يُعبد من دون الله ويبين لهم شرائع الدين.
والدليل: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو .."
وتقتضي بأنه عبد الله ورسوله، ليس له حق في العبادة، ولا يجوز أن نغلو في مدحه، فنصفه بصفات هي من خصائص الله جل وعلا.
والدليل: ما رواه ابن عباس عن عمر بن الخطاب أنه قال وهو يوما على المنبر : سمعت النبي "صلى الله عليه وسلم " يقول: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريمن فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله" رواه البخاري
وهذه الشهادة ليست كلمة تقال فحسب، بل هي منهاج حياة المسلم وعليها مدار عمله وبتحقيقها تتحقق نجاته وسعادته.
والمتابعة هي مقتضى هذه الشهادة، فالعبد لا يكون متبعا للهدى حتى يكون مخلصا لله تعالى متبعا سنة رسول الله"صلى الله عليه وسلم ".
وكل عمل ليس على سنة النبي "صلى الله عليه وسلم " فهو باطل مردود، لقول النبي"صلى الله عليه وسلم ": " من عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه مسلم من حديث عائشة.
وفي صحيح مسلم أيضا من حديث جابر بن عبد الله رضلي الله عنهما أن النبي"صلى الله عليه وسلم " كان يقول في خطبته: " أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثانها، وكل بدعة ضلالة".
والمبتدع عاص لرسول الله"صلى الله عليه وسلم ".
أحسنتِ تحرير الجواب، بارك الله فيكِ
5
الدرجة: 10 / 10
بارك الله فيكِ ونفع بكِ
الترتيب: الثالثة في أداء الواجب، ثبتك الله وزادك من فضله

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 جمادى الأولى 1436هـ/28-02-2015م, 01:56 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

السؤال الأول: اذكر خمسة من أوجه بيان فضل العلم.
1-العلم أصل معرفة الهدى، وبالهدى ينجو العبد من الضلال والشقاء في الدنيا والآخرة، قال تعالى:"فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى".
2-أصل كل عبادة فكل عبادة يؤديها العابد لا تقبل منه إلا إذا كانت خالصة لله صوابا على سنة رسول الله"صلى الله عليه وسلم".
3-العلم يعرف به العبد ما يدفع كيد الشيطان وكيد أعدائه.
4-الله يحب العلم والعلماء، وقد مدح العلماء وأثنى عليهم في كتابه.
5-بالعلم يعرف العبد ربه بأسمائه وصفاته وآثارها في الخلق والأمر.


السؤال الثاني: اذكر دليلاً من الكتاب ودليلاً من السنّة على فضل طلب العلم.
دليل الكتاب: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"
دليل السنة: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"


السؤال الثالث: اذكر ثلاثة من أهمّ الكتب المؤلفة في فضل طلب العلم.
1- بعض العلماء الذين لهم مؤلفات جامعة أفردوا أبوابا عن فضل العلم كما فعل الإمام البخارى ومسلم في صحيحيهما وغيرهما.
2- بعض العلماء صنف مؤلفات خاصة بالعلم وفضله ومنهم أبو نعيم الأصهاني وابن عبد البر وابن القيم الذي صنف مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة وهو من أجل المصنفات.
3- ابن رجب صنف كتابا اسمه "فضل علم السلف على علم الخلف"


السؤال الرابع: أهل العلم الذين يُسمّون في الشريعة علماء على صنفين اذكرهما مع التوضيح والاستدلال.
الصنف الأول: الفقهاء في الكتاب والسنة الذين تعلموا الأحكام والسنن وعلموها للناس الذين يُرحل إليهم في طلب العلم وفقه المسائل.
الصنف الثاني: أصحاب الخشية والخشوع على استقامة وسداد وإن كان منهم أميا لا يقرأ ولا يكتب
الدليل: "يخشع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"


السؤال الخامس: عدد بعض العلوم التي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
بعض العلوم التي لا تنفع: مثل السحر والعرافة والكهانة وعلم الكلام و الفلسفة
خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها: مخالفة مؤدها للكتاب والسنة، تصد عن طاعة الله وتزين معصية الله، وقد تحسن ما جاءت الشريعة بتقبيحه أو تقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينه.
وقد افتتن بعض المشتغلين بعلم الكلام بعدما كانوا بعافية منه.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 جمادى الأولى 1436هـ/1-03-2015م, 10:40 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
السؤال الأول: اذكر خمسة من أوجه بيان فضل العلم.
1-العلم أصل معرفة الهدى، وبالهدى ينجو العبد من الضلال والشقاء في الدنيا والآخرة، قال تعالى:"فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى".
2-أصل كل عبادة فكل عبادة يؤديها العابد لا تقبل منه إلا إذا كانت خالصة لله صوابا على سنة رسول الله"صلى الله عليه وسلم".
3-العلم يعرف به العبد ما يدفع كيد الشيطان وكيد أعدائه.
4-الله يحب العلم والعلماء، وقد مدح العلماء وأثنى عليهم في كتابه.
5-بالعلم يعرف العبد ربه بأسمائه وصفاته وآثارها في الخلق والأمر.


السؤال الثاني: اذكر دليلاً من الكتاب ودليلاً من السنّة على فضل طلب العلم.
دليل الكتاب: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"
.
دليل السنة: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"
. [ذكرت أغلب الأحاديث إن لم يكن جميعها في المحاضرة ومعها ذكر موردها من أي كتب السنن ، فلو تدربت على مراعاة ذلك أثناء النقل ، لتوفر لديك علما جيدا بعد فترة غير طويلة] .


السؤال الثالث: اذكر ثلاثة من أهمّ الكتب المؤلفة في فضل طلب العلم.
1- بعض العلماء الذين لهم مؤلفات جامعة أفردوا أبوابا عن فضل العلم كما فعل الإمام البخارى ومسلم في صحيحيهما وغيرهما.
2- بعض العلماء صنف مؤلفات خاصة بالعلم وفضله ومنهم أبو نعيم الأصهاني وابن عبد البر وابن القيم الذي صنف مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة وهو من أجل المصنفات.
3- ابن رجب صنف كتابا اسمه "فضل علم السلف على علم الخلف"
.


السؤال الرابع: أهل العلم الذين يُسمّون في الشريعة علماء على صنفين اذكرهما مع التوضيح والاستدلال.
الصنف الأول: الفقهاء في الكتاب والسنة الذين تعلموا الأحكام والسنن وعلموها للناس الذين يُرحل إليهم في طلب العلم وفقه المسائل.
الصنف الثاني: أصحاب الخشية والخشوع على استقامة وسداد وإن كان منهم أميا لا يقرأ ولا يكتب
الدليل: "يخشع {يرفع} الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"
.
الآية غير مكتوبة كتابة صحيحة .
ولو افترضنا صحة الكتابة ، فالأفضل ذكر وجه الاستدلال بها على المراد .


السؤال الخامس: عدد بعض العلوم التي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
بعض العلوم التي لا تنفع: مثل السحر والعرافة والكهانة وعلم الكلام و الفلسفة
خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها: مخالفة مؤدها للكتاب والسنة، تصد عن طاعة الله وتزين معصية الله، وقد تحسن ما جاءت الشريعة بتقبيحه أو تقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينه.
وقد افتتن بعض المشتغلين بعلم الكلام بعدما كانوا بعافية منه.
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .
إجابتك جيدة ، والملاحظات قليلة من باب الأجود والأكمل - إلا في خطأ كتابة الآية - ، ولو عنصرت الإجابة ، لكانت أجود وأفضل .
فنقول في السؤال الخامس مثلا :

العلم منه نافع وغير نافع :
والعلم الذي لا ينفع فسر بتفسيرين :
الأول : العلوم الضارة [السحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة وغيرها من العلوم التي تخالف هدى الشريعة ، وفيها انتهاك لحرمات الله ، وقول على الله بغير علم ، واعتداء على شرعه واعتداء على عباده] فكل ذلك من العلوم الضارة .
والثاني : عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها : بسبب أفضى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم .
والعلوم التي لا تنفع كثيرة ، ومن أبرز علاماتها : مخالفة مؤداها لهدي الكتاب والسنة ، فكل علم تجده يصد عن طاعة الله ، أو يزين معصية الله ، أو يؤول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه ، أو العكس فهو غير نافع وإن زخرفه أصحابه وادعوا فيه ما ادعوا .

خطر الانشغال بها وضرر تعلمها :
الفضول قد يدفع المتعلم إلى القراءة في ما لا ينفع ، فيعرض نفسه للافتتان وهو ضعيف الآلة في العلم ، وقد قال تعالى : {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} .

وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 جمادى الأولى 1436هـ/6-03-2015م, 06:00 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي إجابات أسئلة معالم الدين القسم الثاني

(المجموعة الأولى)

السؤال الأول: أجب عما يلي:
-
عرّف الإيمان عند أهل السنة والجماعة، مبيّنًا وجه زيادته ونقصانه.
الإيمان تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح يزيد وينقص
كلما كان العبد أعظم تصديقا وأحسن قولا وعملا كان أعظم إيمانا
وإذا فعل العبد المعصية نقص من إيمانه، فإذا تاب وأصلح تاب الله عليه.

السؤال الثاني: أكمل بعبارة صحيحة:
-
العبادة هي: كمال الخضوع والانقياد مع شدة المحبة و التعظيم وهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال والأحوال، ومحله الأقوال، الأحوال، الأعمال
-
الشيطان طاغوت حذّرنا الله تعالى من كيده وشرّه.
وتولّي الشيطان يكون بــــ:اتباع خطواته وتصديق وعوده واستشراف أمانيه، وفعل ما يزينه من المعاصى، والإعراض عن هدى الله تعالى.
وقد يتسلّط الشيطان في أحوال منها: الغضب الشديد، الفرح الشديد، الانكباب على الشهوات، والشذوذ عن الجماعة، والوحدة، ولاسيما في السفر، والخلوة بين الرجل والمرأة، نقل الحديث بين الناس.
وأمّا العصمة من كيده وشرّه يكون بـأمور منها: تكرار الاستعاذة، والإيمان بالله، والتوكل عليه، وكثرة ذكر الله.

السؤال الثالث: دللّ لما يأتي:
-
المؤمن يحبّ الله تعالى أعظم محبة ولا يشرك معه في هذه المحبة العظيمة أحدًا.
" والذين آمنوا أشد حبا لله"سورة البقرة
-
الشرك أعظم الظلم.
"إن الشرك لظلم عظيم" سورة لقمان

السؤال الرابع : ضع صح أما العبارة الصحيحة وخطأ للعبارة الخاطئة، مع تصحيح الخطأ إن وجد:
-
بعض المؤمنين أكثر إيمانًا من بعض( صح)
-
من الطواغيت من عُبد من دون الله وهو لا يرضى بذلك، ولكن عبده بعض المشركين ظلمًا وزورًا(خطأ )
التصويب: من عُبد من دون الله وهو لا يرضى بذلك لا يسمى طاغوتا

السؤال الخامس:
-
وضح معنى اتخاذ القبور مساجد.
أن يصلي إليها، أو يصلي عليها، أو يبني عليها مسجدا، فمن فعل واحدة من هذه الثلاث وقع في المحذور، فقد نهى النبي"صلى الله عليه وسلم " عن اتخذا القبور مساجد.

- (
الشرك الخفي لا يكاد يسلم منه أحد إلا من عصمه الله)، اشرح هذه العبارة مبيّنا التوجيه النبوي في السلامة منه، وذهاب أثره.
لأن الشرك الخفي منه أكبر ومنه أصغر الذي يكون فيه تقديم طاعة غير الله على طاعة الله من غير قصد عبادة غير الله أو تعلق القلب بغيره، وتقديم هوى النفس على طاعة الله، وطاعة بعض المخلوقين في معصية الخالق، وهذا أدق أنواع الشرك الخفي ولا يكاد يسلم منه أحد.
فعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: "انطلقت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أبا بكر، للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل".
فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلها آخر؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شئ إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره"
قال:" قل اللهم غني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم".
وهذا الدعاء النبوي سبب عظيم في البراءة منه، وذهاب أثره، ومغفرة الله لصاحبه.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 جمادى الأولى 1436هـ/6-03-2015م, 08:24 PM
هيئة التصحيح 1 هيئة التصحيح 1 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 831
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
(المجموعة الأولى)

السؤال الأول: أجب عما يلي:
-
عرّف الإيمان عند أهل السنة والجماعة، مبيّنًا وجه زيادته ونقصانه.
الإيمان تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح يزيد وينقص
كلما كان العبد أعظم تصديقا وأحسن قولا وعملا كان أعظم إيمانا
وإذا فعل العبد المعصية نقص من إيمانه، فإذا تاب وأصلح تاب الله عليه.

السؤال الثاني: أكمل بعبارة صحيحة:
-
العبادة هي: كمال الخضوع والانقياد مع شدة المحبة و التعظيم وهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال والأحوال، ومحله الأقوال، الأحوال، الأعمال [نقول: القلب، واللسان، والجوارح]
-
الشيطان طاغوت حذّرنا الله تعالى من كيده وشرّه.
وتولّي الشيطان يكون بــــ:اتباع خطواته وتصديق وعوده واستشراف أمانيه، وفعل ما يزينه من المعاصى، والإعراض عن هدى الله تعالى.
وقد يتسلّط الشيطان في أحوال منها: الغضب الشديد، الفرح الشديد، الانكباب على الشهوات، والشذوذ عن الجماعة، والوحدة، ولاسيما في السفر، والخلوة بين الرجل والمرأة، نقل الحديث بين الناس.
وأمّا العصمة من كيده وشرّه يكون بـأمور منها: تكرار الاستعاذة، والإيمان بالله، والتوكل عليه، وكثرة ذكر الله.

السؤال الثالث: دللّ لما يأتي:
-
المؤمن يحبّ الله تعالى أعظم محبة ولا يشرك معه في هذه المحبة العظيمة أحدًا.
" والذين آمنوا أشد حبا لله"سورة البقرة
-
الشرك أعظم الظلم.
"إن الشرك لظلم عظيم" سورة لقمان

السؤال الرابع : ضع صح أما العبارة الصحيحة وخطأ للعبارة الخاطئة، مع تصحيح الخطأ إن وجد:
-
بعض المؤمنين أكثر إيمانًا من بعض( صح)
-
من الطواغيت من عُبد من دون الله وهو لا يرضى بذلك، ولكن عبده بعض المشركين ظلمًا وزورًا(خطأ )
التصويب: من عُبد من دون الله وهو لا يرضى بذلك لا يسمى طاغوتا

السؤال الخامس:
-
وضح معنى اتخاذ القبور مساجد.
أن يصلي إليها، أو يصلي عليها، أو يبني عليها مسجدا، فمن فعل واحدة من هذه الثلاث وقع في المحذور، فقد نهى النبي"صلى الله عليه وسلم " عن اتخذا القبور مساجد.

- (
الشرك الخفي لا يكاد يسلم منه أحد إلا من عصمه الله)، اشرح هذه العبارة مبيّنا التوجيه النبوي في السلامة منه، وذهاب أثره.
لأن الشرك الخفي منه أكبر ومنه أصغر الذي يكون فيه تقديم طاعة غير الله على طاعة الله من غير قصد عبادة غير الله أو تعلق القلب بغيره، وتقديم هوى النفس على طاعة الله، وطاعة بعض المخلوقين في معصية الخالق، وهذا أدق أنواع الشرك الخفي ولا يكاد يسلم منه أحد.
فعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: "انطلقت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أبا بكر، للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل".
فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلها آخر؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شئ إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره"
قال:" قل اللهم غني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم".
وهذا الدعاء النبوي سبب عظيم في البراءة منه، وذهاب أثره، ومغفرة الله لصاحبه.
الدرجة: 10/10 بارك الله فيك ووفقك.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24 جمادى الأولى 1436هـ/14-03-2015م, 03:07 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

(المجموعة الثالثة)
السؤال الأول: أجب عما يلي:
-
من الأعمال ما ينجّي المسلم من خصال النفاق وأعمال المنافقين، اذكر خمسًا منها.
1- تَكْرَارُالتوبةِ والاستغفارِ.
2-رعايةُ حُدودِ اللهِ، وتعظيمُ أوامرِه.
3-البراءةُ من الشِّركِ وأهلِه.
4-إقامةُ الصلاةِ وإيتاءُ الزكاةِ.
5-النَّصِيحةُ للهِ ولرسولِه ولكتابِه ولأئِمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم.

-
وضّح المراد بالكفر الظاهر والكفر الباطن.
الكفر الظاهر:
هو ما يكون أعمال صاحبه كفرية بيّنة، فهذا يُعامل معاملة الكفار.
الكفر الباطن:
هو ما يكون بين العبد وبين الله، كأن يعتقد مثلا ناقض من نواقض الإسلام، وهو ما ذلك أعماله الظاهرة أعمال مسلمين، وهذا يُعامل معاملة المنافقين، فنعامله على ظاهره ونكل سريرته لله تعالى.


السؤال الثاني: أكمل بعبارة صحيحة:
- من أعمال المنافقين التي يكيدون بها للإسلام وأهله يَترَبَّصونَ بالمسلمين الدَّوائِرَ، ويَسْعَوْنَ للفِتْنةِ بينَهم وتَوْهينِهم، وتَهْويلِ شَأْنِ الكُفَّارِ وتَمْكينِهم؛ فلذلك يَبُثُّونَ الشائعاتِ والأكاذيبَ والأراجِيفَ، ويُثِيرونَ الشُّبُهاتِ، ويُزَيِّنونَ الشَّهواتِ، ويُشِيعونَ الفَوَاحِشَ، ويُؤْذُونَ المسلمين في أنفسِهم وأعراضِهم بطُرقٍ ماكرةٍ ومكائِدَ دَنِيئَةٍ، ويَسْعَوْنَ للتَّضْيِيقِ عليهم في أمورِدِينِهم ودُنْياهم بما يَسْتَطِيعونَ.

السؤال الثالث: دللّ لما يأتي:
- خوف السلف على أنفسهم من النفاق وأعماله.
ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي مُليكة قال:" أدركت ثلاثين من أصحاب النبي "صلى الله عليه وسلم" كلهم يخشى على نفسه النفاق"
وأيضا ما رُوي أن عمر بن الخطاب لما مرت جنازة ولم يصل عليها حذيفة بن اليمان،
فقال له عمر: أمن القوم هو؟
قال: نعم
قال عمر: باللهِ أمنهم أنا ؟
قال حذيفة : لا ولن أخبر به بعدك أحدا شيئا"

السؤال الرابع : ضع صح أما العبارة الصحيحة وخطأ للعبارة الخاطئة، مع تصحيح الخطأ إن وجد:
- بعض المنافقين أعظم نفاقًا وكفرًا من بعض. ( صح)
- الإيمان والنفاق الأكبر لا يجتمعان ( صح)
- ليس للمنافق توبة (خطأ )
الصواب:
التصويب: إذا كانت تُرجى توتبه فيُمهل ثلاثة أيام ويُعرض عليه الإسلام فإن تاب وإلا قُتل. وإن خُشي منه الفتنة وإضرار المسلمين والتجسس عليهم قتل دون استتابة.

- قد يحكم على بعض الأعمال بأنها كفريّة، ولكن لا نكفّر المعيّن ( صح)

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 جمادى الأولى 1436هـ/19-03-2015م, 01:24 PM
هيئة التصحيح 1 هيئة التصحيح 1 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 831
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
(المجموعة الثالثة)
السؤال الأول: أجب عما يلي:
-
من الأعمال ما ينجّي المسلم من خصال النفاق وأعمال المنافقين، اذكر خمسًا منها.
1- تَكْرَارُالتوبةِ والاستغفارِ.
2-رعايةُ حُدودِ اللهِ، وتعظيمُ أوامرِه.
3-البراءةُ من الشِّركِ وأهلِه.
4-إقامةُ الصلاةِ وإيتاءُ الزكاةِ.
5-النَّصِيحةُ للهِ ولرسولِه ولكتابِه ولأئِمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم.

-
وضّح المراد بالكفر الظاهر والكفر الباطن.
الكفر الظاهر:
هو ما يكون أعمال صاحبه كفرية بيّنة، فهذا يُعامل معاملة الكفار.
الكفر الباطن:
هو ما يكون بين العبد وبين الله، كأن يعتقد مثلا ناقض من نواقض الإسلام، وهو ما ذلك أعماله الظاهرة أعمال مسلمين، وهذا يُعامل معاملة المنافقين، فنعامله على ظاهره ونكل سريرته لله تعالى.


السؤال الثاني: أكمل بعبارة صحيحة:
- من أعمال المنافقين التي يكيدون بها للإسلام وأهله يَترَبَّصونَ بالمسلمين الدَّوائِرَ، ويَسْعَوْنَ للفِتْنةِ بينَهم وتَوْهينِهم، وتَهْويلِ شَأْنِ الكُفَّارِ وتَمْكينِهم؛ فلذلك يَبُثُّونَ الشائعاتِ والأكاذيبَ والأراجِيفَ، ويُثِيرونَ الشُّبُهاتِ، ويُزَيِّنونَ الشَّهواتِ، ويُشِيعونَ الفَوَاحِشَ، ويُؤْذُونَ المسلمين في أنفسِهم وأعراضِهم بطُرقٍ ماكرةٍ ومكائِدَ دَنِيئَةٍ، ويَسْعَوْنَ للتَّضْيِيقِ عليهم في أمورِدِينِهم ودُنْياهم بما يَسْتَطِيعونَ.

السؤال الثالث: دللّ لما يأتي:
- خوف السلف على أنفسهم من النفاق وأعماله.
ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي مُليكة قال:" أدركت ثلاثين من أصحاب النبي "صلى الله عليه وسلم" كلهم يخشى [يخاف النفاق على نفسه] على نفسه النفاق"
وأيضا ما رُوي أن عمر بن الخطاب لما مرت جنازة ولم يصل عليها حذيفة بن اليمان،
فقال له عمر: أمن القوم هو؟
قال: نعم
قال عمر: باللهِ [منهم] أمنهم أنا ؟
قال حذيفة : لا ولن أخبر به [أحدا بعدك] بعدك أحدا شيئا" أمل في الواجبات مراجعة النصوص قبل اعتمادها]

السؤال الرابع : ضع صح أما العبارة الصحيحة وخطأ للعبارة الخاطئة، مع تصحيح الخطأ إن وجد:
- بعض المنافقين أعظم نفاقًا وكفرًا من بعض. ( صح)
- الإيمان والنفاق الأكبر لا يجتمعان ( صح)
- ليس للمنافق توبة (خطأ )
الصواب:
التصويب: إذا كانت تُرجى توتبه فيُمهل ثلاثة أيام ويُعرض عليه الإسلام فإن تاب وإلا قُتل. وإن خُشي منه الفتنة وإضرار المسلمين والتجسس عليهم قتل دون استتابة.

- قد يحكم على بعض الأعمال بأنها كفريّة، ولكن لا نكفّر المعيّن ( صح)

الدرجة: 10/10 أحسنت، بارك الله فيك ووفقك.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 4 جمادى الآخرة 1436هـ/24-03-2015م, 07:36 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

(المجموعة الأولى)
السؤال الأول: أجب عما يلي:
1: ما سبب تأليف الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله لكتاب "حلية طالب العلم"؟

لأن المسلمين يعايشون نهضة علمية والشباب ينهالون على العلم ولديهم الطموح والرغبة في الغوص في مكنونات المسائل وهذا يحتاج إلى ضمانات وكوابح تضمن بقاء هذه النهضة وهذا الطموح حتى لا ينقلب الأمر إلى ضده إن زاد عن حده فشملت الرسالة الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي.

2: كيف يكون طالب العلم سلفيا على الجادة؟

أن يكون على طريق السلف الصالح في جميع أبواب الدين من التوحيد والعبادات والمعاملات وغيرها. وكذلك أيضا يترك الجدال والمراء لأن الجدال والمراء هو الباب الذي يقفل طريق الصواب؛ فإن الجدال والمراء يحمل المرء على أن يتكلم لينتصر لنفسه فقط، حتى لو بان له الحق تجده إما أن ينكره، وإما أن يؤوله على وجه مستكره انتصاراً لنفسه وإرغاماً لخصمه على الأخذ بقوله، وكذلك الخوض في علم الكلام، الخوض في علم الكلام أيضًا مضيعة للوقت لأنهم يتكلمون في أشياء من أوضح الأشياء.

3: اذكر بعض ما يفسد النية الصالحة في طلب العلم
حبُّ الظهورِ ، والتفوُّقُ على الأقرانِ ، وجَعْل العلم سُلَّمًا لأغراضٍ وأعراضٍ من جاهٍ أو مالٍ أو تعظيمٍ أو سُمْعَةٍ أو طَلَبِ مَحْمَدَةٍ أو صَرْفِ وُجوهِ الناسِ إليك ، فإنَّ هذه وأَمثالَها إذا شَابَت النِّيَّةَ أَفْسَدَتْها وذَهَبَتْ بَرَكَةُ العلْمِ.
.
4: ما موقف طالب العلم من المجلس الذي فيه منكر؟
أن يحاول إنكار المنكر بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فقلبه، وفي الحالة الأخيرة يتحتم عليه ترك ذلك المجلس.

5: قال الشيخ بكر أبو زيد لطالب العلم: "تحل بالثبات والتثبت ..." فما الفرق بينهما؟
الثبات والتثبيت شيئان متشابهان لفظا لكنهما مختلفان معنى.
فالثبات معناه الصبر والمصابرة وألا يمل ولا يضجر وألا يأخذ من كل كتاب نتفة أو من كل فن قطعة ثم يترك، لأن هذا هو الذي يضر الطالب يقطع عليه الأيام بلا فائدة.
والتثبت فيما ينقل عن الغير أمر مهم لأن الناقلين تارة تكون لهم إرادات سيئة ينقلون ما يشوه سمعة المنقول عنه قصدا وعمدا وتارة لا يكون عندهم إرادات سيئة لكنهم يفهمون الشيء على خلاف معناه الذي أريد به، ولهذا يجب التثبت.

السؤال الثاني: أكمل العبارات التالية بما يناسبها:
1: اللغو نوعان:
النوع الأول: لغو ليس فيه فائدة ولا مضرة، وهذا لا ينبغي للعاقل أن يُذهب وقته فيه لأنه خسارة
النوع الثاني
وهو اللغو الذي فيه مضرة ويحرم علي الإنسان أن يمضي وقته فيه لأنه منكر محرم:

2: من خصال الرجولة
الشجاعة وشدة البأس في الحق، مكارم الأخلاق، البذل في سبيل المعروف .

3:من آداب طالب العلم الإعراض عن الهيشات لأنها .تشتمل على لغط وسب وشتم

السؤال الثالث: عرف ما يلي:
- الكبر [كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم
]:
بطر الحق وغمط الناس

-المروءة
:
هي فعل ما يجمله ويزينه , واجتناب ما يدنسه ويشينه .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 4 جمادى الآخرة 1436هـ/24-03-2015م, 02:23 PM
هيئة التصحيح 1 هيئة التصحيح 1 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 831
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
(المجموعة الأولى)
السؤال الأول: أجب عما يلي:
1: ما سبب تأليف الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله لكتاب "حلية طالب العلم"؟

لأن المسلمين يعايشون نهضة علمية والشباب ينهالون على العلم ولديهم الطموح والرغبة في الغوص في مكنونات المسائل وهذا يحتاج إلى ضمانات وكوابح تضمن بقاء هذه النهضة وهذا الطموح حتى لا ينقلب الأمر إلى ضده إن زاد عن حده فشملت الرسالة الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي.

2: كيف يكون طالب العلم سلفيا على الجادة؟

أن يكون على طريق السلف الصالح في جميع أبواب الدين من التوحيد والعبادات والمعاملات وغيرها.[وبتوظيف السنن على نفسه] وكذلك أيضا يترك الجدال والمراء لأن الجدال والمراء هو الباب الذي يقفل طريق الصواب؛ فإن الجدال والمراء يحمل المرء على أن يتكلم لينتصر لنفسه فقط، حتى لو بان له الحق تجده إما أن ينكره، وإما أن يؤوله على وجه مستكره انتصاراً لنفسه وإرغاماً لخصمه على الأخذ بقوله، وكذلك الخوض في علم الكلام، الخوض في علم الكلام أيضًا مضيعة للوقت لأنهم يتكلمون في أشياء من أوضح الأشياء.

3: اذكر بعض ما يفسد النية الصالحة في طلب العلم
حبُّ الظهورِ ، والتفوُّقُ على الأقرانِ ، وجَعْل العلم سُلَّمًا لأغراضٍ وأعراضٍ من جاهٍ أو مالٍ أو تعظيمٍ أو سُمْعَةٍ أو طَلَبِ مَحْمَدَةٍ أو صَرْفِ وُجوهِ الناسِ إليك ، فإنَّ هذه وأَمثالَها إذا شَابَت النِّيَّةَ أَفْسَدَتْها وذَهَبَتْ بَرَكَةُ العلْمِ.
.
4: ما موقف طالب العلم من المجلس الذي فيه منكر؟
أن يحاول إنكار المنكر بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فقلبه، وفي الحالة الأخيرة يتحتم عليه ترك ذلك المجلس.

5: قال الشيخ بكر أبو زيد لطالب العلم: "تحل بالثبات والتثبت ..." فما الفرق بينهما؟
الثبات والتثبيت شيئان متشابهان لفظا لكنهما مختلفان معنى.
فالثبات معناه الصبر والمصابرة وألا يمل ولا يضجر وألا يأخذ من كل كتاب نتفة أو من كل فن قطعة ثم يترك،فيثبت بالنسبة للكتب التي يقرأ ويراجع، ويثبت بالنسبة للشيوخ الذين يتلقى منهم] لأن هذا هو الذي يضر الطالب يقطع عليه الأيام بلا فائدة.
والتثبت فيما ينقل عن الغير أمر مهم لأن الناقلين تارة تكون لهم إرادات سيئة ينقلون ما يشوه سمعة المنقول عنه قصدا وعمدا وتارة لا يكون عندهم إرادات سيئة لكنهم يفهمون الشيء على خلاف معناه الذي أريد به، ولهذا يجب التثبت. [وفيما يصدر منه من أحكام]

السؤال الثاني: أكمل العبارات التالية بما يناسبها:
1: اللغو نوعان:
النوع الأول: لغو ليس فيه فائدة ولا مضرة، وهذا لا ينبغي للعاقل أن يُذهب وقته فيه لأنه خسارة
النوع الثاني
وهو اللغو الذي فيه مضرة ويحرم علي الإنسان أن يمضي وقته فيه لأنه منكر محرم:

2: من خصال الرجولة
الشجاعة وشدة البأس في الحق، مكارم الأخلاق، البذل في سبيل المعروف .

3:من آداب طالب العلم الإعراض عن الهيشات لأنها .تشتمل على لغط وسب وشتم

السؤال الثالث: عرف ما يلي:
- الكبر [كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم
]:
بطر الحق وغمط الناس

-المروءة
:
هي فعل ما يجمله ويزينه , واجتناب ما يدنسه ويشينه .
الدرجة: 10/10 أحسنت، بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 10:44 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

اقتباس:
التطبيق الأول
الدروس من الأول إلى الرابع (الهمزات)


السؤال: استخرج الخطأ مما يأتي وقم بتصويبه:
- آستخرجت الشركة النفط؟ أستخرجت .. ؟
- دعاه الشيطان إلى الخطيأة. .. الخطيئة
- إياك والتلكُّوء. التلكُّؤ
- يخشى المبَرَّءُون تبوُّؤَ المناصب الحرجة. تبوُّء
- إدعى عدوُّه عليه التآمر. ادعى
- الناس يَأُمُّون المسجد الحرام من جميع الأنحاء. يئمون
- تاءمر الكفرة علينا واستضعفونا. تآمر
- قال:
نحن لا نأول المعنى، ولكن نثبته على ظاهره، ونفوّض الكيفية. نؤول

[وجه جائز،
والجادة أن تكتب على نبرة (نئول)، حتى لا يتوالى متشابهان]

- يَجْدُرُ بنا ألا نُأْذِيَه؛ لأنه إنسان عفيف. نؤذيه
- قال: إن ألحكمة ضالة المسلم. الحكمة
- أالله أمرك بهذا؟ آلله
- إئتم به؛ فهو إنسان صالح. أئتم
[الصواب: ائتم؛ لأنه أمر لفعل خماسي، فهمزته همزة وصل]
- هما لا يعبئان بمثل هذه الترهات. يعبآن
[جائز، والجادة إذا اتصل بالفعل ألف الاثنين التي تعرب فاعلا، أن ترسم الهمزة على ألف ثم تأتي بعدها ألف الاثنين (يعبأان)، مثل: يقرأان، يبدأان، وهذا استثناء من قاعدة منع توالي الأمثال]
- أهذا وضوؤُك؟! أحسِنْ وضوءك؟ الجملة صحيحة
[القاعدة: إذا كانت الهمزة مضمومة أو مفتوحة وسبقها واو ممدودة؛ نحو "وضوءُك، وضوءَك". فإن الهمزة ترسم على السطر، وما ذكرتيه يصح، ولكن الجادة القول الأول]
- هؤلاء البكاؤون. البكاءون
- تنآى البيت عن محل العمل. تنأى
[إذا كانت الهمزة مفتوحة وسبقها ألف مد؛ نحو: "يتساءَل"، فإنها ترسم على السطر، (تناءى)، بمعنى: تباعد]
- نُآزرهم في عملهم. نؤازرهم
- هذا إستثناء من القاعدة. استثناء
- هل اسأت إليه؟ أسأت

- تهيأوا للقاء. الجملة صحيحة
[القاعدة: إذا جاءت الهمزة مضمومة وبعدها واو مد أن تكتب مفردة؛ نحو: "مرءوس، حتى لا يتوالى متشابهان، فإن أمكن وصل ما قبلها بما بعدها رسمت على نبرة؛ نحو "مسئول"، ونحو الفعل الذي في المثال فتكتب: (تهيئوا)، ويجوز أن تكتب: تهيؤوا]

- أتئولونه، أم تُأمِنون به؟ أتؤلونه، أم تؤمنون به ؟ [أتئولونه صحيحة]
- إستعض عنه بغيره. استعض
- سائَنِي ما فعلوه. ساءني
- سأِمتُ المكان فهل سئِمتموه؟ سئمت
- عندما سُأِلوا قالوا: لا نعلم.سُئِلوا
- أخطأت إستك الحفرة.
استك


أحسنت، بارك الله فيك، ووفقك.

الإجابة على التطبيق الأول
- أستخرجت الشركة النفط؟
- دعاه الشيطان إلى الخطيئة.
- إياك والتلكُّؤ.
- يخشى المبَرَّءُون تبوُّءَ المناصب الحرجة.
- ادعى عدوُّه عليه التآمر.
- الناس يَؤُمُّون المسجد الحرام من جميع الأنحاء.
- تآمر الكفرة علينا واستضعفونا.
- قال: نحن لا نئول المعنى، ولكن نفوض.
- يَجْدُرُ بنا ألا نُؤْذِيَه؛ لأنه إنسان عفيف.
- قال: إن الحكمة ضالة المسلم.
- آلله أمرك بهذا؟
- ائتم به؛ فهو إنسان صالح.
- هما لا يعبآن بمثل هذه الترهات
- أهذا وضوءُك؟! أحسِنْ وضوءك؟
- هؤلاء البكاءون.
- تناءى البيت عن محل العمل.
- نُؤازرهم في عملهم.
- هذا استثناء من القاعدة.
- هل أسأت إليه؟
- تهيئوا للقاء.
- أتئولونه، أم تُؤمِنون به؟
- استعض عنه بغيره.
- ساءَنِي ما فعلوه.
- سئِمتُ المكان فهل سئِمتموه؟
- عندما سئُلوا قالوا: لا نعلم.
- أخطأت استك الحفرة.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 4 شعبان 1436هـ/22-05-2015م, 02:19 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
التطبيق الثاني
الدروس: الخامس والسادس والسابع


السؤال: استخرج الخطأ وقم بتصويبه .
- كان محمد صلى الله عليه وسلم يرعا الغنم بمكة. يرعى
- ارتضا خالد لنفسه أن يكون أميرًا. ارتضى
- استحيى القوم منه حياءً واستخفوا منه. استحيا
- أومأ إليه إيماءًا. إيماءً
- حدثنا عليُّ ابنُ المَدينيِّ. بن
- دعوت عمروًا إلى الحق. عمرًا
- فقال لهم: ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة. ادعوا
- نحن نرجوا ما عند الله من ثواب. نرجو
- أنَّا يكون له هذا؟ أنّى
- {ألئك على هدى من ربهم}. أولئك
- جاء مائة وذهب خمسمئة. خمسمائة
- هل دعى الناس ربهم؟ دعا
- ارتضا زيد لنفسه المروءة. ارتضى
- هو إنسان تاءِه، لا يعرف اتجاهه. تائه
- هل سألتكي عن هذا يا هند؟ سألتكِ
- بسمك اللهم وضعت جنبي. باسمك
- هؤلاء مسلموا العالم. مسلمو
-
نريد أن نسموا ونرتقي بديننا. نسمو

- كن متيقضا. متيقظا
- إزرت المؤمن إلى أنصاف ساقيه. إزرة
- قيمه كل امرء ما يحسنة. قيمة
[وأيضا:
-
امرئ؛ لأن الهمزة متطرفة، فينظر إلى حركة ما قبلها، وحيث أنها كسرة، تكتب الهمزة على الياء
- ما يحسنه، هو هاء ضمير، وليس تاء]


أحسنت، سددك الله.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 4 شعبان 1436هـ/22-05-2015م, 02:49 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

علاج الحُبّ الفاسد، وبيان عشر فوائد لغضّ البصر
معلوم أنه ((وما أنزل الله سبحانه من داءٍ إلا وأنزل له دواءً علمه من علمه وجهله ))، ودواء هذا الداء من طريقين:
أحدهما:حَسْمُ مادَّتهِ قبلَ حصولِها.
والثاني: قَلْعُها بعدَ نزولها.

أما الطريق الأول: هو غض البصر
وفي غض البصر عدة منافع:
أحدها: أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده.
الثاني:أنَّه يمنعُ من وُصولِ أثرِ السمّ المسموم الذي لعلَّ فيه هلاكُه إلى قلبه.
الثالث:أنه يورثُ القلبَ أُنساً بالله وجمعيَّة على الله.
الرابع:أنه يقوّي القلبَ ويفرِحُه كما أنَّ إطلاقَ البصرِ يُضْعِفُه ويحزنُه.
الخامس:أنه يكسب القلب نوراً كما أنَّ إطلاقه يكسبه ظلمة، ولهذا ذكر سبحانه آية النور عقيب الأمر بغضِّ البصر؛ فقال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}ثم قال إثر ذلك: {الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح}أي: مَثَلُ نورِهِ في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه.
السادس:أنه يورِثُ الفِرَاسة الصادقةَ التي يميّز بها بين المحقّ والمبطل، والصادق والكاذب، وكان شاه بن شجاع الكرماني يقول: (مَنْ عَمَرَ ظاهرَه باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغضَّ بصرَه عن المحارم، وكفَّ نفسَه عن الشهوات، واعتاد أكل الحلال: لم تخطئ له فراسة).وكان شجاعٌ هذا لا تخطئ له فراسة، والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله، ومن تركَ شيئا عوضه الله خيرا منه، فإذا غضَّ بصره عن محارم الله عوَّضه الله بأن يطلق نور بصيرته؛ فعوَّضَه عن حبسه بصرَه لله، وفتح له باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة المصيبة التي إنما تنالُ ببصيرة القلب.
السابع:أنه يورثُ القلبَ ثباتاً وشجاعةً وقوَّةً، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة، وسلطان القدرة والقوة؛ كما في الأثر: (الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله).
وقد جعل الله سبحانه العزَّ قرين طاعته، والذلَّ قرين معصيته؛ فقال تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}وقال تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين}.
والايمان قول وعمل، ظاهر وباطن، وقال تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}وفي دعاء القنوت: (( إنَّه لا يذلّ من واليت، ولا يعزّ من عاديت )).
الثامن: أنه يسدّ على الشيطان مدخلَهَ من القلب فإنّه يدخلُ مع النظرة وينفذ معها الى القلب.
التاسع:أنّه يفرِّغُ القلبَ للفِكْرَةِ في مصالحه والاشتغالِ بها، وإطلاقُ البَصَر يشتِّتُ عليه ذلك، ويحول عليه بينه وبينها؛ فتنفرِطُ عليه أمورُه، ويقعُ في اتِّبَاع هواه، وفي الغفلة عن ذكر ربِّه؛ قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} ، واطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه.
العاشر:أن بينَ العينِ والقلبِ منفذاً أو طريقاً يوجب اشتغالَ أحدِهما بالآخر، وأن يصلح بصلاحه، ويفسد بفساده؛ فإذا فسد القلبُ فسدَ النظر، وإذا فَسَدَ النظرُ فَسَدَ القلب، وكذلك في جانب الصلاح؛ فإذا خربت العين وفسدت : خرب القلب وفسد، وصار كالمزبلة التي هي محلُّ النجاساتِ والقاذوراتِ والأوساخِ؛ فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه والأنس به والسرور بقربه فيه، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك.


الطريق الثاني: اشتغال القلب بما يصدّه عن ذلك ويحول بينه وبين الوقوع فيه،وهو:
إما خوفٌ مُقْلِقٌ: فيخشى فوات ما فواته أعظم من حصول هذا المحبوب أو حصوله أضر عليه من فوات هذا المحبوب.
أو حُبٌّ مزعجٌ: فيحب ما فواته أضر عليه من حصول هذا المحبوب.
وهذا لا بد له من أمرين:
أحدهما:بصيرةٌ صحيحةٌ يفرِّقُ بها بينَ درجاتِ المحبوبِ والمكروه؛ فيؤثر أعلى المحبوبين على أدناهما، ويحتمل أدنى المكروهين ليتخلَّص من أعلاهما، وهذا خاصَّة العقل، ولا يُعَدُّ عاقلاً من كان بضدّ ذلك، بل قد تكون البهائم أحسن حالا منه.
الثاني: قوَّةُ عزم وصبر يتمكَّنُ بهما من هذا الفعل والترك؛ فكثيراً ما يعرف الرجل قَدْرَ التفاوُتِ، ولكن يأتي له ضعفُ نفسه وهمَّتِه وعزيمتِه على إيثارِ الأنفعِ من خِسَّتِه وحرْصِه ووضاعَةِ نفْسِه وخِسَّةِ هِمَّتِه، ومثل هذا لا ينتفع بنفسِهِ ولا ينتفع به غيرُه.
وهذان الأمران من حققهما كان من أئمة الدين، فقد منعَ اللهُ سبحانَه إمامةَ الدين إلا من أهل الصبرِ واليقين؛ فقال تعالى{وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}
وهذا هو الذي ينتفع بعلمه وينتفع به غيره من الناس، وضدّ ذلك لا ينتفع بعلمه، ولا ينتفع به غيره، ومن الناس من ينتفع بعلمه في نفسه ولا ينتفع به غيره:
-فالأوّل يمشي في نوره، ويمشي الناس في نوره.
- والثاني قد طَفِئ نورُه فهو يمشي في الظلمات ومن تَبِعَه.
-والثالث يمشي في نوره وحدَه).

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 10 شعبان 1436هـ/28-05-2015م, 05:13 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
(أ)
السؤال الأول : ضع علامات الترقيم المناسبة في النماذج التالية:
- قال حكيم: لا تمارِ سفيها؛ فإن السفيه يؤذيك، والحليم يقليك.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن".
السؤال الثاني: أعد كتابة الجمل التالية مع وضع علامات الترقيم المناسبة وحذف غير المناسبة:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحمو الموت".
- لا حول ولا قوة إلا بالله.
- سأل الشيخ التلميذ عما فعله ليلة أمس.
- ما أهم أعمالك اليومية؟
- نادى يوسف خالدا: يا خالد، اجتهد في المذاكرة، ولا تعجز.
ما شاء الله ، بارك الله فيكِ، وزادكِ علمًا وفهمًا.

إجابة التطبيق الأول في (دورة علامات الترقيم)

(ب)
السؤال الأول:
وروى الشافعي، وأحمد، والثلاثة، وصححه أحمد، وابن منيع، وابن حزم، والبغوي في شرح السنة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، وقاسم بن أصبغ في مصنفه، وصححه هو وابن القطان، وصححه في مواضع أخر وصوبه عن سهل القطب الخيضري، في جزء جمعه في بئر بضاعة، عن سهل بن سعد رضي الله عنهما، قالا: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه يستسقى لك من بئر بضاعة، ويلقى فيه لحوم الكلاب، وخرق الحائض، وعذر النساء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الماء طهور لا ينجسه شيء".
السؤال الثاني:
- جاء إبراهيم إلى المسجد. [نقطة مكان الفاصلة]
- قلت له: لِنْ في يد أخيك. [ استبدال الشرطة بفوقيتين، ونقطة آخر السطر ]
- ماذا قلت ؟ [ علامة استفهام مكان الفوقيتين ]
- كان خالد من أوائل من جاءوا؛ إذ كان الالتزام من شِيَمِه. [فاصلة منقوطة بدلا من الفوقيتين، ووضع نقطة آخر السطر]
- لا غنى عن التعليم للطفل؛ وذلك أن العلم هو وسيلة تكيفه مع المجتمع.[فاصلة منقوطة بدلًا من الفوقيتين، ووضع نقطة آخر السطر]

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 11 شعبان 1436هـ/29-05-2015م, 05:52 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
السؤال الأول : ضع علامات الترقيم المناسبة في النموذج التالي:
- حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:{ويؤت من لدنه أجرا عظيما}، قال: أجرا عظيما: الجنة.
يعني بذلك -جل ثناؤه- أن الله لا يظلم عباده مثقال ذرة، {فكيف بهم إذا جئنا من كل أمة بشهيد}، يعني: بمن يشهد عليها بأعمالها، وتصديقها رسلها، أو تكذيبها، {وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}، يقول: وجئنا بك يا محمد على هؤلاء -أي على أمتك - شهيدا، يقول: شاهدا. [التصويب: على هؤلاء؛ أي: على أمتك شهيدا، ... .]
أحسنتِ جدًا.

السؤال الثاني : اذكر الخطأ في علامات الترقيم في الأمثلة التالية إن وُجد:
- فقال له -وكان مجهدا- مخاطبا إياه: "لا تذهب بعيدا، عسى أن يأتي الفرج".[فاصلة منقوطة مكان الفاصلة، للارتباط بين الجملتين]


- يا لك من رجل؟! أتظن بأخيك كل هذا الظن، وهو من هو حبًّا لك؟! [ [ يا لك من رجل!] علامة التعجب بعد "رجل".
بارك الله فيكِ، ونفع بك.

إجابة التطبيق الثاني في (دورة علامات الترقيم)
(أ)
السؤال الأول:
- قال السمعاني -رحمنا الله تعالى وإياه- في كتابه القيم (الأنساب): "السَّلَمي: هذه النسبة -بفتح السين المهملة وفتح اللام- إلى بني سَلِمة؛ حي من الانصار، خرج منها جماعة، وهم سلميون، وهذه النسبة وردت على خلاف القياس؛ كما في سَفِرة: سَفَري، وكما في نَمِرة: نَمَري، وهذه النسبة عند النحويين، وأصحاب الحديث يكسرون اللام على غير قياس النحويين، وهو سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن سادرة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، ومنهم أبو قتادة الحارث بن ربعي السلمي". اهـ.
- أَبْهَا - بفتح الهمزة وتسكين الباء وفتح الهاء - بلد سعودي غاية في البهاء والحسن. أو: "أَبْهَا" بفتح الهمزة وتسكين الباء وفتح الهاء: بلد سعودي غاية في البهاء والحسن.
السؤال الثاني:
- فتعجب منه قائلا: أتقول بخلق القرآن؟! [حذف الفاصلة المنقوطة، وتقديم الفوقيتين قبل مقول القول، واستبدال النقطة بالاستفهام التعجبي]
- يا الله ! [علامة تعجب مكان الاستفهام.]

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 11 شعبان 1436هـ/29-05-2015م, 09:58 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي


قد جعل الله تعالى رفعة هذه الأمة، وعزتها، ونجاتها لا تحقق إلا بالعلم والإيمان؛ كما قال الله تعالى: {وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَإِنكُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، والشرط الموجِبُ يتخلّف الحكم بتخلفه، وكلما ازداد العبد إيمانًا؛ زاد نصيبه من العلو والعزة، وقال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَآمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواالْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، وهذا كما يتحقق في الفرد، فهو كذلك في الأمة بعمومها، فكلما كانت الأمة أكثر حظًا ونصيبًا من العلم والإيمان؛ كانت رفعتها وعزتها أظهر وأشهر، وكلما ضعف حظها منهما؛ كانت أكثر تخلفًا وانحطاطًا وذلًا، والتاريخ والواقع شاهدان على ذلك.
- فظهور الفرق الضالة، وظهور البدع والأهواء والخرافات التي ضل بسببها فئام من الناس، وقيام التيارات الفكرية المنحرفة التي رفعت راياتها، وتبوأت ما لم يكن لها أن تتبوأ، كل ذلك إنما سببه؛ ضعف العلم، وضعف القائمين به، وفشو الجهل؛ فحصل بقيام هذه الأمور ضلال كثير، وفساد كبير، وسبب ذلك؛ ضعف العلم، وضعف القائمين به، وفشو الجهل.
- وظهور المعاصي والمنكرات، واستحلال المحرمات، وخيانة الأمانات، والاستهانة بالفرائض والواجبات؛ كل ذلك سببه ضعف الإيمان، فبقدر ما يضعف العلم والإيمان؛ ينحط الفرد، وتنحط الأمة، وبقدر ما يزيد العلم والإيمان؛ يرتفع الفرد، وترتفع الأمة، فهذه المعادلة سنة كونية شرعية، دلائل إثباتها من الشريعة والتاريخ والواقع ظاهرة جليّة.
والدين لا يقوم إلا على أساس العلم والإيمان؛ فبالعلم يُعرف هدى الله جل جلاله، وبالإيمان يُتبع هذا الهدى؛ حتى تحصل العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، ومن قام بهذين الأمرين فقد أقام دينه، وكان له وعد من الله تعالى بالهداية والنصر، وإن خذله من خذله، وإن خالفه من خالفه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاَ يَزَالُ مِنْ أمتي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ))
-قال سفيان بن عيينة -رحمه الله- كما في صحيح البخاري: "ما في القرآن آية أشد عليّ من {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}"
- لأن العبد الذي لا يقيم ما أنزل الله عليه ليس على شئ، فلا ضمان له من الله، ولا عهد، ولا أمان له، ولا سبب له إلى النجاة؛ فهو هالك لا محالة إلا أن يتوب إلى الله، ويقوم بأمره.

س2: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما.
· النوع الأول: فتور تقتضيه طبيعة جسد الإنسان، وما جُبل عليه من الضعف والنقص؛ وهذا من طبائع النفوس، ولا يُلام عليه عليه الإنسان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ،وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ،فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَتِي فَقَدْ اهْتَدَى،وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ)).
.النوع الآخر من الفتور- وهوالفتور الذي يُلام عليه العبد-: هو الفتور الذي يكون سببه ضعف اليقين وضعف الصبر، وإذا ضعف اليقين والصبر؛ سلطت على الإنسان آفات من كيد الشيطان، وعلل النفس، وعواقب الذنوب.

( بخصوص مسألة الفتور الطبيعي ووقت الاستجمام الذي أشار إليه الشيخ؛ أعرف البعض لا يرتاحون؛ فمن طلب علم إلي طلب معاش أو دراسة نظامية وفي الأخيرتين يستغلون ما أمكن من وقت في طلب العلم إن أمكن، وربما لا يمر عليهم وقت راحة -بمعنى الراحة - إلا في شيئين: الأول منهم محادثة الأخوان والاطمئنان عليهم وهذا لا يخلو من تناصح ونحوه، والثاني في العيدين، أما غير ذلك فحتى لو جالس بين البعض على سبيل جبر الخاطر أو الاضطرار معه جواله يطالع بعض المواضيع المفيدة له من كتب ومقالات ونحوه، وإن لم يتمكن من فعل هذا أخذ يُسمِّع قرآنا لنفسه سرا، فما رأيكم في هذا ؟ وهو مع هذا كله لا تنقضي المهام الذي عليه ..)

س3: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفه إلى الدنيا وملذاتها.
أولا: فليعلم أنه انصرافه عن الطلب إلى الدنيا عنوان حرمان، ودليل خسران، وإن كان هذا الانصراف من الذنوب والغفلة؛ فإنما أصابه هذا أيضا بسبب ذنوب سالفة، قال تعالى:{إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا..}. وعلى هذا فيتحتم المبادرة بالتوبة والاستغفار ولا يسوّف ذلك؛ فإن العبد إن تاب من قريب تاب الله عليه، قال تعالى{إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما".
ثانيا: وليعلم أن ملذات الدنيا لا تنقضي كلما حصل واحدة نازعته نفسه إلى أخرى، وهكذا حتى ينقضي العمر وما من زاد ليوم المعاد، وإن حصل كل ما يريد فليس الصدر ينشرح إلا بوحي الله والاهتداء بهداه. وإذا تأمل العبد درجات الجنة العالية وتفكر فيما أعد الله للمقربين منهم وهو هم العلماء العالمين؛ إذ ليس في الدين منزلة تلي النبوة فضلا تنال بغير العلم، والعلماء ورثة الأنبياء، وتأمله هذا يورث في القلب النظر للدنيا بما تستحقه، ويكفي اسمها للمعرفة شأنها!
ثالثا: على طالب العلم أن يذكر سابق نعمة الله عليه، وجميل منته لديه، فأي نعمة هي طلب العلم؟! لا شئ يعدلها لمن صحت نيته، فكيف يقابل جزيل النعم بسوء إعراض؟! وكيف يقابل جليل المنن بجهل ونكران؟! ومن فعل ذلك وتأمل نعم الله وآلاءه فإنه قلبه يبوء منكسرا لله على ما أعطى، مستحييا من الإعراض والغفلة بعد العمل واليقظة، ويسعى حثيثا لشكر تلك النعم بالفرح بها، والجد في طلب المزيد منها {
وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}

س4: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب.
1-ضعف اليقين: وهذا يؤدي للفتور؛ لأن الإنسان لا يسعى لشيء إلا لعلمه بقدر هذا الشيء؛ فإن كان ليس له عنده قدرا وهن في طلبه وربما انقطع عنه.
2-ضعف الصبر: لأن ضعفه يهون العزم، ويثبط المرئ، وكثيرا ما يقع ضعيف الصبر في الشهوات، ولا يصبر على طلب معالي الأمور؛ لأنها لا تنال إلا بالجد والاجتهاد.
3-الذنوب: لأن الذنوب تحرم العبد من الطاعات وتثقله، قال تعالى:"إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا"
4-الغفلة: لأن الغافل لا يرى ما ينفعه في الآخرة، وإن علم لا يعمل. ( قد يدخل هذا السبب ضمن الأول )
5-حب الدنيا والافتتان بها: فمن أتبع نفسه ما تتمنى من الدنيا لا يشبع، وكلما حصّل مطلبا لاح له آخر؛ فلا يزال في سعي فيها معرضا عن آخرته.
6-صحبة دني الهمة أو صديق السوء: فالصاحب لا شك من الذين لهم أكبر الأثر في شخصية الفرد، وقد قال تعالى:" ..حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا" وهذا فيه إشارة لمكان الصاحب وتأثيره على صاحبه.
7-ضياع الأوقات فيما لا يفيد: فلا ينجز شيئا ثم يصيبه الإحباط ثم يفتر وينقطع.
8-التذبذب في مناهج الطلب: وهذا يسبب شتات قد يؤدي أحيانا إلى الفتور.
9-العجب وعلل النفس، وضعف الإخلاص والصدق.

س5: اذكر سبع وصايا لعلاج الفتور ، مع التوضيح الموجز لكل وصية.
1-أعظم ما يعالج به الفتور تحصيل اليقين: قال تعالى:"وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون". وروي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قام خطيبًا على المنبر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة فقال: "قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي هَذَا عَامَ الْأَوَّلِ ثم بَكَى أَبُو بَكْر،ٍ ثم قَالَ: سَلُوا اللَّهَ العَفوَ وًالْعَافِيَةَ فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا بَعْدَ الْيَقِينِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ، وعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ وَهُمَا فِي النَّارِ، وَلَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّهُ عزّ جل". وهذا الحديث يدل على أن أعظم نعمة هي اليقين.
2-الصبر: والصبر فينال بالتصبر، وفي الحديث: ((وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ))، وقال الله عز وجل لنبيه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} وهذا مما يعين على الصبر؛ اليقين بأن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ولايضيع أجر كل حسنة، وإن كانت مثقال ذرة، قال الله عز وجل: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}، ولذلك ينبغي لطالب العلم أنه إن وجد في نفسه ضعفًا فليصبر، وليكن على يقين أن الله عز وجل لا يضيع أجر مكثه في طلب العلم، ولا قراءته، ولا كتابته للعلم، ولا تفهمه له، ولو كانت كلمة واحدة؛ فينبغي لطالب العلم أن يستحضر ذلك، فمن يتصبر يصبره الله، وإنما ينال الصبر بالتصبر، ومطالعة الأجر، واليقين به يعين على الصبر.
3-الفرح بفضل الله وشكره؛ من أعظم أسباب تقدير الخير، الفرح بفضل الله، وشكر نعمة الله؛ هاتان الخصلتان إذا كانتا عند طالب العلم، ورسخت في قلبه، وانتهجها في عمله؛ فليبشر بخير عظيم، وبركات كثيرة؛ فإن الله عز وجل يحب من يفرح بفضله -الفرح المحمود- {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}، والله عز وجل ينظر إلى قلب العبد إذا آتاه الهدى؛ هل يفرح به أو لا يفرح به؟ هل يرفع به رأسه، أو لا يرفع به رأسه؟ هل يعرف له قدره، أو لا يعرف له قدره؟ فإذا كان طالب العلم يعرف لهدى الله عز وجل قدره، ويفرح به، يرفع به رأسه، ويدعو إليه، ويبينه للناس؛ فإن الله عز وجل يحب منه هذا العمل، وإذا أحبه الله عز وجل منه؛ توالت عليه زيادات هذا العمل، وكذلك إذا كان العبد يشكر الله عز وجل؛ الشكر بالثناء، الشكر بالعمل، الشكر بطلب المزيد؛ فإن الله عز وجل يعطيه، ويزيده، ولا حدود لعطاء الله عز وجل، كل ما يخطر في بالك، لا يمكن أن تحصر به فضل الله عز وجل.
4-
تذكير النفس بفضل العلم وشرفه؛ فمعاودة طالب العلم لتذكر فضائل طلب العلم، هذا مما يزيده يقينًا، ويزيل عنه حجاب الغفلة، وطول الأمد، وما يحصل له من نسيان بعض فضائل طلب العلم، فإنه بالتذكر يعالج كثيرًا من الآفات بإذن الله عز وجل.
5-
الإعراض عن اللغو؛ وهذا مهم جدا، ولا يستقيم لطالب العلم حصول طلب العلم على الوجه الصحيح المرضي، وهو لا يعرض عن اللغو، والإعراض عن اللغو من أعظم أسباب الفلاح، جعله الله عز وجل بعد الصلاة مباشرة في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِاللَّغْوِ مُعْرِضُون} بعد الصلاة مباشرةً {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِاللَّغْوِ مُعْرِضُون} فمن أعظم أسباب الفلاح؛ الإعراض عن اللغو، والجمع بين الصلاة والإعراض عن اللغو؛ هذا فيه تنبيه على أن النفس كالنبات، تحتاج إلى غذاءٍ يقويها، وإلى وقاية تحميها؛ فالصلاة غذاءٌ للروح، والإعراض عن اللغو حماية؛ بل هو أصل الحمايات؛ الإعراض عن اللغو، وكثير من الآفات إنما تتسلط على الإنسان بسبب عدم اعراضه عن اللغو؛ اتباعه لفضول الكلام، لفضول المخالطة، لفضول كذا، لفضول كذا، كثيرٌ من اللغو يجر إلى معاطب، فاجتنابه، وإعراضه عن اللغو من أوله؛ يسهّل له النجاة والسلامة من آفات كثيرة.
6-
معرفة قدر النفس، وعدم تحميلها ما لا تطيق؛ ينبغي لطالب العلم أن يعرف قدر نفسه، قدر ما تطيقه، فيأخذ من الأمور بما يطيق {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا}، ويحرص على أن يجتهد فيما يطيق، وفيما ييسره الله عز وجل، فإنه بعد ذلك تنفتح له أبواب العلم بإذن الله عز وجل، ويحصل منها على ما ييسره الله عز وجل له، وإذا كان سائرًا في طريقه طلب العلم على شكر نعمة الله عز وجل؛ فإن الله تعالى يزيده، كما قال الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
7-الحذر من علل النفس الخفية؛ التي قد يحرم بسببها من بركة العلم، ومن مواصلة طلب العلم؛ كالعجب، والغرور، والمراءاة، والتسميع، وحب الرياسة، والعلو في الأرض، والمراء، والتعالي، واستكثار العلم، والتفاخر، ونحو ذلك.
8- تنظيم الوقت؛ وتقسيم الأعمال إلى أقسام، حتى ينجز في كل وقت منها قدرًا ويحصل له بتجزئة الأعمال؛ إتمام أعمال كثيرة بإذن الله عز وجل؛ وشعور المرء بالإنجاز؛ يدفعه إلى المواصلة في طلب العلم، وإلى أيضًا علاج الفتور، لأنه يجد أن لعمله ثمره، وأنه قد حصّل شيئًا من ثمرة العمل، فيدفعه ذلك إلى الاستكثار من العمل.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 14 شعبان 1436هـ/1-06-2015م, 10:46 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة

الواجب:
استمع إلى المحاضرة ثم أجب على الأسئلة التالية:
س1: إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان. بيّن ذلك.
قد جعل الله تعالى رفعة هذه الأمة، وعزتها، ونجاتها لا تحقق إلا بالعلم والإيمان؛ كما قال الله تعالى: {وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَإِنكُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، والشرط الموجِبُ يتخلّف الحكم بتخلفه، وكلما ازداد العبد إيمانًا؛ زاد نصيبه من العلو والعزة، وقال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَآمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواالْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، وهذا كما يتحقق في الفرد، فهو كذلك في الأمة بعمومها، فكلما كانت الأمة أكثر حظًا ونصيبًا من العلم والإيمان؛ كانت رفعتها وعزتها أظهر وأشهر، وكلما ضعف حظها منهما؛ كانت أكثر تخلفًا وانحطاطًا وذلًا، والتاريخ والواقع شاهدان على ذلك.
- فظهور الفرق الضالة، وظهور البدع والأهواء والخرافات التي ضل بسببها فئام من الناس، وقيام التيارات الفكرية المنحرفة التي رفعت راياتها، وتبوأت ما لم يكن لها أن تتبوأ، كل ذلك إنما سببه؛ ضعف العلم، وضعف القائمين به، وفشو الجهل؛ فحصل بقيام هذه الأمور ضلال كثير، وفساد كبير، وسبب ذلك؛ ضعف العلم، وضعف القائمين به، وفشو الجهل.
- وظهور المعاصي والمنكرات، واستحلال المحرمات، وخيانة الأمانات، والاستهانة بالفرائض والواجبات؛ كل ذلك سببه ضعف الإيمان، فبقدر ما يضعف العلم والإيمان؛ ينحط الفرد، وتنحط الأمة، وبقدر ما يزيد العلم والإيمان؛ يرتفع الفرد، وترتفع الأمة، فهذه المعادلة سنة كونية شرعية، دلائل إثباتها من الشريعة والتاريخ والواقع ظاهرة جليّة.
والدين لا يقوم إلا على أساس العلم والإيمان؛ فبالعلم يُعرف هدى الله جل جلاله، وبالإيمان يُتبع هذا الهدى؛ حتى تحصل العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، ومن قام بهذين الأمرين فقد أقام دينه، وكان له وعد من الله تعالى بالهداية والنصر، وإن خذله من خذله، وإن خالفه من خالفه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاَ يَزَالُ مِنْ أمتي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ))
-قال سفيان بن عيينة -رحمه الله- كما في صحيح البخاري: "ما في القرآن آية أشد عليّ من {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}"
- لأن العبد الذي لا يقيم ما أنزل الله عليه ليس على شئ، فلا ضمان له من الله، ولا عهد، ولا أمان له، ولا سبب له إلى النجاة؛ فهو هالك لا محالة إلا أن يتوب إلى الله، ويقوم بأمره.

س2: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما.
· النوع الأول: فتور تقتضيه طبيعة جسد الإنسان، وما جُبل عليه من الضعف والنقص؛ وهذا من طبائع النفوس، ولا يُلام عليه عليه الإنسان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ،وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ،فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَتِي فَقَدْ اهْتَدَى،وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ)).
.النوع الآخر من الفتور- وهوالفتور الذي يُلام عليه العبد-: هو الفتور الذي يكون سببه ضعف اليقين وضعف الصبر، وإذا ضعف اليقين والصبر؛ سلطت على الإنسان آفات من كيد الشيطان، وعلل النفس، وعواقب الذنوب.

( بخصوص مسألة الفتور الطبيعي ووقت الاستجمام الذي أشار إليه الشيخ؛ أعرف البعض لا يرتاحون؛ فمن طلب علم إلي طلب معاش أو دراسة نظامية وفي الأخيرتين يستغلون ما أمكن من وقت في طلب العلم إن أمكن، وربما لا يمر عليهم وقت راحة -بمعنى الراحة - إلا في شيئين: الأول منهم محادثة الأخوان والاطمئنان عليهم وهذا لا يخلو من تناصح ونحوه، والثاني في العيدين، أما غير ذلك فحتى لو جالس بين البعض على سبيل جبر الخاطر أو الاضطرار معه جواله يطالع بعض المواضيع المفيدة له من كتب ومقالات ونحوه، وإن لم يتمكن من فعل هذا أخذ يُسمِّع قرآنا لنفسه سرا، فما رأيكم في هذا ؟ وهو مع هذا كله لا تنقضي المهام الذي عليه ..) بلَّغ الله كل مريدي الخير الساعين له مبتغاهم .

س3: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفه إلى الدنيا وملذاتها.
أولا: فليعلم أنه انصرافه عن الطلب إلى الدنيا عنوان حرمان، ودليل خسران، وإن كان هذا الانصراف من الذنوب والغفلة؛ فإنما أصابه هذا أيضا بسبب ذنوب سالفة، قال تعالى:{إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا..}. وعلى هذا فيتحتم المبادرة بالتوبة والاستغفار ولا يسوّف ذلك؛ فإن العبد إن تاب من قريب تاب الله عليه، قال تعالى{إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما".
ألا ترين أن هذه البداية قاسية بعض الشيء ، ولا تصلح للبدء بها ، مع التسليم بأنها ضرورية في بعض الحالات ، ولكن تساؤل !
ثانيا: وليعلم أن ملذات الدنيا لا تنقضي كلما حصل واحدة نازعته نفسه إلى أخرى، وهكذا حتى ينقضي العمر وما من زاد ليوم المعاد، وإن حصل كل ما يريد فليس الصدر ينشرح إلا بوحي الله والاهتداء بهداه. وإذا تأمل العبد درجات الجنة العالية وتفكر فيما أعد الله للمقربين منهم وهو هم العلماء العالمين؛ إذ ليس في الدين منزلة تلي النبوة فضلا تنال بغير العلم، والعلماء ورثة الأنبياء، وتأمله هذا يورث في القلب النظر للدنيا بما تستحقه، ويكفي اسمها للمعرفة شأنها!
ثالثا: على طالب العلم أن يذكر سابق نعمة الله عليه، وجميل منته لديه، فأي نعمة هي طلب العلم؟! لا شئ يعدلها لمن صحت نيته، فكيف يقابل جزيل النعم بسوء إعراض؟! وكيف يقابل جليل المنن بجهل ونكران؟! ومن فعل ذلك وتأمل نعم الله وآلاءه فإنه قلبه يبوء منكسرا لله على ما أعطى، مستحييا من الإعراض والغفلة بعد العمل واليقظة، ويسعى حثيثا لشكر تلك النعم بالفرح بها، والجد في طلب المزيد منها {
وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}

س4: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب.
1-ضعف اليقين: وهذا يؤدي للفتور؛ لأن الإنسان لا يسعى لشيء إلا لعلمه بقدر هذا الشيء؛ فإن كان ليس له عنده قدرا وهن في طلبه وربما انقطع عنه.
2-ضعف الصبر: لأن ضعفه يهون العزم، ويثبط المرئ، وكثيرا ما يقع ضعيف الصبر في الشهوات، ولا يصبر على طلب معالي الأمور؛ لأنها لا تنال إلا بالجد والاجتهاد.
3-الذنوب: لأن الذنوب تحرم العبد من الطاعات وتثقله، قال تعالى:"إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا"
4-الغفلة: لأن الغافل لا يرى ما ينفعه في الآخرة، وإن علم لا يعمل. ( قد يدخل هذا السبب ضمن الأول )
5-حب الدنيا والافتتان بها: فمن أتبع نفسه ما تتمنى من الدنيا لا يشبع، وكلما حصّل مطلبا لاح له آخر؛ فلا يزال في سعي فيها معرضا عن آخرته.
6-صحبة دني الهمة أو صديق السوء: فالصاحب لا شك من الذين لهم أكبر الأثر في شخصية الفرد، وقد قال تعالى:" ..حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا" وهذا فيه إشارة لمكان الصاحب وتأثيره على صاحبه.
7-ضياع الأوقات فيما لا يفيد: فلا ينجز شيئا ثم يصيبه الإحباط ثم يفتر وينقطع.
8-التذبذب في مناهج الطلب: وهذا يسبب شتات قد يؤدي أحيانا إلى الفتور.
9-العجب وعلل النفس، وضعف الإخلاص والصدق.

س5: اذكر سبع وصايا لعلاج الفتور ، مع التوضيح الموجز لكل وصية.
1-أعظم ما يعالج به الفتور تحصيل اليقين: قال تعالى:"وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون". وروي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قام خطيبًا على المنبر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة فقال: "قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي هَذَا عَامَ الْأَوَّلِ ثم بَكَى أَبُو بَكْر،ٍ ثم قَالَ: سَلُوا اللَّهَ العَفوَ وًالْعَافِيَةَ فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا بَعْدَ الْيَقِينِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ، وعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ وَهُمَا فِي النَّارِ، وَلَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّهُ عزّ جل". وهذا الحديث يدل على أن أعظم نعمة هي اليقين.
2-الصبر: والصبر فينال بالتصبر، وفي الحديث: ((وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ))، وقال الله عز وجل لنبيه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} وهذا مما يعين على الصبر؛ اليقين بأن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ولايضيع أجر كل حسنة، وإن كانت مثقال ذرة، قال الله عز وجل: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}، ولذلك ينبغي لطالب العلم أنه إن وجد في نفسه ضعفًا فليصبر، وليكن على يقين أن الله عز وجل لا يضيع أجر مكثه في طلب العلم، ولا قراءته، ولا كتابته للعلم، ولا تفهمه له، ولو كانت كلمة واحدة؛ فينبغي لطالب العلم أن يستحضر ذلك، فمن يتصبر يصبره الله، وإنما ينال الصبر بالتصبر، ومطالعة الأجر، واليقين به يعين على الصبر.
3-الفرح بفضل الله وشكره؛ من أعظم أسباب تقدير الخير، الفرح بفضل الله، وشكر نعمة الله؛ هاتان الخصلتان إذا كانتا عند طالب العلم، ورسخت في قلبه، وانتهجها في عمله؛ فليبشر بخير عظيم، وبركات كثيرة؛ فإن الله عز وجل يحب من يفرح بفضله -الفرح المحمود- {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}، والله عز وجل ينظر إلى قلب العبد إذا آتاه الهدى؛ هل يفرح به أو لا يفرح به؟ هل يرفع به رأسه، أو لا يرفع به رأسه؟ هل يعرف له قدره، أو لا يعرف له قدره؟ فإذا كان طالب العلم يعرف لهدى الله عز وجل قدره، ويفرح به، يرفع به رأسه، ويدعو إليه، ويبينه للناس؛ فإن الله عز وجل يحب منه هذا العمل، وإذا أحبه الله عز وجل منه؛ توالت عليه زيادات هذا العمل، وكذلك إذا كان العبد يشكر الله عز وجل؛ الشكر بالثناء، الشكر بالعمل، الشكر بطلب المزيد؛ فإن الله عز وجل يعطيه، ويزيده، ولا حدود لعطاء الله عز وجل، كل ما يخطر في بالك، لا يمكن أن تحصر به فضل الله عز وجل.
4-
تذكير النفس بفضل العلم وشرفه؛ فمعاودة طالب العلم لتذكر فضائل طلب العلم، هذا مما يزيده يقينًا، ويزيل عنه حجاب الغفلة، وطول الأمد، وما يحصل له من نسيان بعض فضائل طلب العلم، فإنه بالتذكر يعالج كثيرًا من الآفات بإذن الله عز وجل.
5-
الإعراض عن اللغو؛ وهذا مهم جدا، ولا يستقيم لطالب العلم حصول طلب العلم على الوجه الصحيح المرضي، وهو لا يعرض عن اللغو، والإعراض عن اللغو من أعظم أسباب الفلاح، جعله الله عز وجل بعد الصلاة مباشرة في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِاللَّغْوِ مُعْرِضُون} بعد الصلاة مباشرةً {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِاللَّغْوِ مُعْرِضُون} فمن أعظم أسباب الفلاح؛ الإعراض عن اللغو، والجمع بين الصلاة والإعراض عن اللغو؛ هذا فيه تنبيه على أن النفس كالنبات، تحتاج إلى غذاءٍ يقويها، وإلى وقاية تحميها؛ فالصلاة غذاءٌ للروح، والإعراض عن اللغو حماية؛ بل هو أصل الحمايات؛ الإعراض عن اللغو، وكثير من الآفات إنما تتسلط على الإنسان بسبب عدم اعراضه عن اللغو؛ اتباعه لفضول الكلام، لفضول المخالطة، لفضول كذا، لفضول كذا، كثيرٌ من اللغو يجر إلى معاطب، فاجتنابه، وإعراضه عن اللغو من أوله؛ يسهّل له النجاة والسلامة من آفات كثيرة.
6-
معرفة قدر النفس، وعدم تحميلها ما لا تطيق؛ ينبغي لطالب العلم أن يعرف قدر نفسه، قدر ما تطيقه، فيأخذ من الأمور بما يطيق {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا}، ويحرص على أن يجتهد فيما يطيق، وفيما ييسره الله عز وجل، فإنه بعد ذلك تنفتح له أبواب العلم بإذن الله عز وجل، ويحصل منها على ما ييسره الله عز وجل له، وإذا كان سائرًا في طريقه طلب العلم على شكر نعمة الله عز وجل؛ فإن الله تعالى يزيده، كما قال الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
7-الحذر من علل النفس الخفية؛ التي قد يحرم بسببها من بركة العلم، ومن مواصلة طلب العلم؛ كالعجب، والغرور، والمراءاة، والتسميع، وحب الرياسة، والعلو في الأرض، والمراء، والتعالي، واستكثار العلم، والتفاخر، ونحو ذلك.
8- تنظيم الوقت؛ وتقسيم الأعمال إلى أقسام، حتى ينجز في كل وقت منها قدرًا ويحصل له بتجزئة الأعمال؛ إتمام أعمال كثيرة بإذن الله عز وجل؛ وشعور المرء بالإنجاز؛ يدفعه إلى المواصلة في طلب العلم، وإلى أيضًا علاج الفتور، لأنه يجد أن لعمله ثمره، وأنه قد حصّل شيئًا من ثمرة العمل، فيدفعه ذلك إلى الاستكثار من العمل.
بارك الله فيكِ ، جواب جيد ، وهناك ملاحظات يسيرة ، فلو حررنا الإجابة في السؤال الأول ، وعنصرناها فقلنا :
  • - بيان ذلك من القرآن : .... .
  • - بيان ذلك من السنة : ..... .
  • - بيان ذلك من الواقع والتاريخ : ..... .
لكان أجود تحريرا وأتم إجابة .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 14 شعبان 1436هـ/1-06-2015م, 11:16 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

أولا: فليعلم أنه انصرافه عن الطلب إلى الدنيا عنوان حرمان، ودليل خسران، وإن كان هذا الانصراف من الذنوب والغفلة؛ فإنما أصابه هذا أيضا بسبب ذنوب سالفة، قال تعالى:{إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا..}. وعلى هذا فيتحتم المبادرة بالتوبة والاستغفار ولا يسوّف ذلك؛ فإن العبد إن تاب من قريب تاب الله عليه، قال تعالى{إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما".
ألا ترين أن هذه البداية قاسية بعض الشيء ، ولا تصلح للبدء بها ، مع التسليم بأنها ضرورية في بعض الحالات ، ولكن تساؤل !

ملحوظة كنت قرأت جملة لأحد الشيوخ مفادها أن المدبر نشد عليه بينما المقبل نلين معه؛ لأن الأول في تأخر بينما الثاني في تقدم، وصدقا أجدها نافعة جدا هذه الجملة، فما التوجيه ؟

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 15 شعبان 1436هـ/2-06-2015م, 02:53 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
أولا: فليعلم أنه انصرافه عن الطلب إلى الدنيا عنوان حرمان، ودليل خسران، وإن كان هذا الانصراف من الذنوب والغفلة؛ فإنما أصابه هذا أيضا بسبب ذنوب سالفة، قال تعالى:{إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا..}. وعلى هذا فيتحتم المبادرة بالتوبة والاستغفار ولا يسوّف ذلك؛ فإن العبد إن تاب من قريب تاب الله عليه، قال تعالى{إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما".
ألا ترين أن هذه البداية قاسية بعض الشيء ، ولا تصلح للبدء بها ، مع التسليم بأنها ضرورية في بعض الحالات ، ولكن تساؤل !

ملحوظة كنت قرأت جملة لأحد الشيوخ مفادها أن المدبر نشد عليه بينما المقبل نلين معه؛ لأن الأول في تأخر بينما الثاني في تقدم، وصدقا أجدها نافعة جدا هذه الجملة، فما التوجيه ؟
بارك الله فيكم ، وفيمن نقلتم عنهم .
أتفق معكم تماما من حيث الجملة ، ولكن لي تصور آخر عند الخوض في التفاصيل ، وقبل الخوض فيها - أي التفاصيل - أود أن نتفق على أن : النصح والرسالة - أيا كان أسلوبها - بمثابة دواء لداءٍ - أيا كان نوعه - ؛ ومن هنا :
أرى أن المدبر - حسب ما وصفت - وصف عام لأفراد متعددة ، فمنهم :
  • المدبر عن الالتزام وتعاليم الإسلام ، المجاهر بالمعاصي والمرتكب للمحرمات .
  • المدبر الذي حاله معنا - وهو محل السؤال - طالب علم غرته الدنيا أو انتكس أو .. أو .... .
  • وغيرهما وبين كلٍّ منهما من الحالات ما يصعب حصره .
فالمدبر بعد تحصيل علمٍ حالة .
والمدبر قبله حالة مغايرة .

يجمعهما : أنهما في حاجة إلى نصيحة ، وأنهما - فيما يظهر - على غير سداد واستقامة (كلاهما مدبر) .
ويفرقهما : ما حصَّله هذا الطالب للعلم - باعتبار ما كان - معرفيا من العلم .

والتساؤل : هل لهذا التحصيل المعرفي - ولو مع الانتكاس - أثر ؟
أكاد أجزم أن نعم ، فهذا الرجل لديه بعض المعارف من جهة ، وجلُّ ما يساق إليه من أقوال الوعيد والزجر و و و و ، هو يعرفه بل قد يتقن عرضه أكثر ممن ينصحه به ، فإذا كان بداية الخطاب وعيدا مع من هذا حاله ؛ فأحسب أنه سيعامل من ينصحه على كونه ندا وخصما ، فيسل سيفه من ذاكرته المعرفية - هذا إن سمح له أصلا أن يكمل كلامه - ليرد عليه ردودا في ظاهرها صواب من أمثلة :
  • ما تريد أن تقيم الحجة عليَّ به غير صحيح ، لأنه قيل في كذا وكذا وحالي ليس كحاله .
  • أنا لم انتكس ، وإنما جاءتني فرصة ( عمل أطول / سفر ) لأحسن دخلي ؛ لأتفرغ للعلم فيما بعد .
  • ويمكنه عد جوابات - هو المنتكس نفسه - يعلم زيفها ، ولكنه ليس ضعيفا ، وقد صنع الداعي منه خصما .
خلاصة ما قصدته بالتعليق :
اقتباس:
ألا ترين أن هذه البداية قاسية بعض الشيء ، ولا تصلح للبدء بها ، مع التسليم بأنها ضرورية في بعض الحالات ، ولكن تساؤل !
هو لفت النظر للتفكير ، ولم أقصد تخطئة [تساؤل !] ، فالأمر لا يعدو أن يكون وجهة نظر ، فالأنسب والأصلح لهذا ، وقد يكون هو الضرر بذاته لغيره .

بارك الله فيكم ، ونفع بكم ، ووفقكم وسددكم ، وأتم لكم من الخير ما يشرح صدوركم في عاجل وآجل أمركم .

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 15 شعبان 1436هـ/2-06-2015م, 05:46 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيئة التصحيح 7 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم ، وفيمن نقلتم عنهم .
أتفق معكم تماما من حيث الجملة ، ولكن لي تصور آخر عند الخوض في التفاصيل ، وقبل الخوض فيها - أي التفاصيل - أود أن نتفق على أن : النصح والرسالة - أيا كان أسلوبها - بمثابة دواء لداءٍ - أيا كان نوعه - ؛ ومن هنا :
أرى أن المدبر - حسب ما وصفت - وصف عام لأفراد متعددة ، فمنهم :
  • المدبر عن الالتزام وتعاليم الإسلام ، المجاهر بالمعاصي والمرتكب للمحرمات .
  • المدبر الذي حاله معنا - وهو محل السؤال - طالب علم غرته الدنيا أو انتكس أو .. أو .... .
  • وغيرهما وبين كلٍّ منهما من الحالات ما يصعب حصره .
فالمدبر بعد تحصيل علمٍ حالة .
والمدبر قبله حالة مغايرة .

يجمعهما : أنهما في حاجة إلى نصيحة ، وأنهما - فيما يظهر - على غير سداد واستقامة (كلاهما مدبر) .
ويفرقهما : ما حصَّله هذا الطالب للعلم - باعتبار ما كان - معرفيا من العلم .

والتساؤل : هل لهذا التحصيل المعرفي - ولو مع الانتكاس - أثر ؟
أكاد أجزم أن نعم ، فهذا الرجل لديه بعض المعارف من جهة ، وجلُّ ما يساق إليه من أقوال الوعيد والزجر و و و و ، هو يعرفه بل قد يتقن عرضه أكثر ممن ينصحه به ، فإذا كان بداية الخطاب وعيدا مع من هذا حاله ؛ فأحسب أنه سيعامل من ينصحه على كونه ندا وخصما ، فيسل سيفه من ذاكرته المعرفية - هذا إن سمح له أصلا أن يكمل كلامه - ليرد عليه ردودا في ظاهرها صواب من أمثلة :
  • ما تريد أن تقيم الحجة عليَّ به غير صحيح ، لأنه قيل في كذا وكذا وحالي ليس كحاله .
  • أنا لم انتكس ، وإنما جاءتني فرصة ( عمل أطول / سفر ) لأحسن دخلي ؛ لأتفرغ للعلم فيما بعد .
  • ويمكنه عد جوابات - هو المنتكس نفسه - يعلم زيفها ، ولكنه ليس ضعيفا ، وقد صنع الداعي منه خصما .
خلاصة ما قصدته بالتعليق :
هو لفت النظر للتفكير ، ولم أقصد تخطئة [تساؤل !] ، فالأمر لا يعدو أن يكون وجهة نظر ، فالأنسب والأصلح لهذا ، وقد يكون هو الضرر بذاته لغيره .

بارك الله فيكم ، ونفع بكم ، ووفقكم وسددكم ، وأتم لكم من الخير ما يشرح صدوركم في عاجل وآجل أمركم .
جزاكم الله عنّي خيرا
توضيح بخصوص كلمة مدبر؛ فأنا نقلت بالمعنى، وحتى أكون أكثر دقة؛ فقد كان مقصود صاحبها المدبر بعد علم وهو الثاني في ذكركم؛ لأنه كان يقصد أن المستقيم المدبر وإن كان حسناته أكثر، والعاصي المقبل وإن كان سيئاته أكثر؛ إلا أن الأول يشد معه لأنه في تأخر، والأخير يلان معه لأنه في تقدم.
وعلى كلٍ فقد وضح مقصودكم
، وعسى ربي أن يهديني سواء السبيل.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 15 ربيع الثاني 1437هـ/25-01-2016م, 09:35 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي مجلس مذاكرة محاضرة خطر التعالم

مجلس مذاكرة محاضرة خطر التعالم

س- بين دلالات الكتاب والسنة في التحذير من التعالم والمتعالمين.

ج: * من الآيات التي يستدل بها على النهي عن التعالم والمتعالمين:
- قوله تعالى" قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون".
- " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا".
- " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون".
- " .. فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه الآباء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله".
-" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى".

*من الأحاديث :
-" إن أخوف ما أخاف عليكم كل منافق عليك اللسان" رواه الإمام أحمد من حديث ابن عمر.
-"إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا بغير علم فضلوا وأضلوا". متفق عليه.
-"إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر" رواه الطبراني.
- " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم تلا هذه الآية "ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون" ).

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 23 ربيع الثاني 1437هـ/2-02-2016م, 08:40 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه -مرفوعاً-: (من رأى منكم منكراً فليغيره...)





* تخريج الحديث
خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ منْ روايَةِ قَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، عنْ طارقِ بنِ شهابٍ، عنْ أبي سعيدٍ. [ومن رواية إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري.]

* موضوع الحديث
وُجُوبُ تَغْيِيرِ المُنْكَرِ.

* قصة الحديث
أوَّلُ مَنْ خَطَبَ في العيدِ قبلَ الصلاةِ مَرْوَانُ بنُ الحَكَمِ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فِعْلَهُ فَأَبَى، فَقَالَ أبو سعيدٍ الخُدْرِيُّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ..... وَذَكَرَ الحديثَ.
وجاءت رواية أخرى تفيد أن أبا سعيد هو من أنكر على الخليفة.

* منزلة الحديث [اسم المسألة هنا يعبّر عن مكانة وفضل الحديث فيُقال: هو حديث عظيم الشأن؛ لأنه نصّ على وجوب إنكار المنكر.]
الحديث صحيح [بيان درجة الحديث يندرج في مسألة تخريجه.]

* المعنى الإجمالي للحديث
تغيير المنكرواجب على المسلمين، وهو على درجات إما باليد، فإن عجز فبلسانه، فإن عجز بقلبه. [تحرير المسألة هنا أقرب إلى بيان مقصد الحديث منه إلى بيان المعنى الإجمالي للحديث؛ فالمقصد يُراد به بيان الغرض من الحديث، وهذا قد لا يتّصل بالدلالة المباشرة للألفاظ، أما المعنى الإجمالي فيتعلّق بتلخيص معاني المفردات والتراكيب بعبارة وافية مختصرة؛ فيُقال المعنى الإجمالي للحديث: من رأى منكرًا بعينه أو سمعه سماعًا محققًا وجب عليه في حال القدرة والاستطاعة أن يغيّره بيده، فإن عجز فبلسانه، فإن عجز فبقلبه، وهذه أضعف درجة، لا تسقط عن أحد في حال من الأحوال.]


* ذكر بعض الأحاديث في معنى حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
[- عن ابنِ مسعودٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قالَ:]((مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي، إِلا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوارِيُّونَ وَأَصْحابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ، وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّها تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ)). [رواه مسلم.]
[- عن عَدِيِّ بنِ عَمِيرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقولُ]: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ حَتَّى يَرَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلا يُنْكِرُونَهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللَّهُ الْخَاصَّةَ وَالْعَامَّةَ)). [أخرجه أحمد بسند حسن.]

* سبب إيراد أبي سعيد رضي الله عنه للحديث [هذه المسألة وقصة الحديث في معنى واحد، فيمكن الجمع بينهما، وجعلهما مسألة واحدة.]
مَرْوَانُ بنُ الحَكَمِ خطب قبل الصلاة في العيد، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فِعْلَهُ فَأَبَى، فَقَالَ أبو سعيدٍ الخُدْرِيُّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ..... وَذَكَرَ الحديثَ.

* بيان معنى (المنكر)
ضِدُّ المعروفِ، فهوَ ما عُرِفَ قُبْحُهُ شَرْعاً وَعُرْفاً، وَيَشْمَلُ تَرْكَ الأوامرِ وَالوقوعَ في النواهيِ؛ لأنَّها مُنْكَرٌ بهذهِ الصورةِ. فَتَرْكُ الأوامرِ مِثْلُ تَرْكِ الصلاةِ في المسجدِ أَوْ تَرْكِهَا بالكُلِّيَّةِ، وَالوقوعُ في النواهيِ مِثْلُ شُرْبِ الخمرِ وَالزِّنَا وَغَيْرِهَا، وَسُمِّيَ مُنْكَراً؛ لأنَّ العقولَ وَالفِطَرَ تُنْكِرُهُ وَتَأْبَاهُ.

* بيان المراد بالرؤية في الحديث
ظاهر الحديث أنه رؤية العين لكن مادام اللفظ يحتمل معنى أعم فليحمل عليه. [في هذه المسألة قولان ينبغي استيعابهما بحججهما، مع إسناد كل قول لقائله.]

* إطلاقات الرؤية:
الإطلاق الأول: الرؤية البَصَرِيَّة
وَتَشْتَرِكُ فيها جَمِيعُ المخلوقاتِ، وَهيَ بالعَيْنَيْنِ.
الإطلاق الثاني: الرؤية العِلْميَّة
وَتُسَمَّى بَصِيرةً أَوْ رُؤْيَةً عِلْميَّةً يَقِينِيَّةً، وَهذهِ للمؤمنينَ الذينَ يُؤْمِنُونَ بالغيبِ، وَيَمْتَثِلُونَ أَوَامِرَ اللَّهِ وَيَعْمَلُونَ بها؛ وَلِذَا يَعْمَلُونَ للآخرةِ كَأَنَّمَا يَرَوْنَهَا. فتَكُونُ الرؤيَةُ بَصَرِيَّةً بالبَصَرِ، أَوْ عِلْمِيَّةً بالعلمِ اليَقِينِيِّ بإِخبارِ الثِّقَاتِ.
* هل الإنكار متعلق بالرؤية؟
نعم؛ لابد أن يكون قد أَبْصَرَ بِعَيْنَيْهِ وَشَاهَدَ بها هذا المنكرَ، وَهذا فيهِ زيادةُ تَأْكِيدٍ على التَّثَبُّتِ في هذهِ الأمورِ لِتُؤْتِيَ ثِمَارَهَا. [سبق لديكِ في مسألة: المراد بالرؤية، أنكِ ذكرتِ: (لكن مادام اللفظ يحتمل معنى أعم فليحمل عليه.)، فتحرير هذه المسألة متعلق بترجيح القول في المراد بالرؤية في الحديث، فأولًا: ينبغي التعرّف على أقوال العلماء في المراد بالرؤية، ومعرفة حجة كلّ قول، حتى لا يُخالف الكلام بعضه بعضًا، كما أنه أدعى لحسن فهم المسألة وضبط ما قيل فيها.]

* معنى قوله: (فليغيره)
((يُغَيِّرْهُ))؛ أيْ: يُحَوِّلْهُ وَيُبَدِّلْهُ مِنْ صُورَتِهِ التي هوَ عليها إِلى صورةٍ أُخْرَى حَسَنَةٍ، وَالقصدُ تَغْيِيرُ تَرْكِ الأمرِ إِلى فِعْلِهِ، وَفِعْلِ النهيِ إِلى تَرْكِهِ، وَهكذا. وَالتغييرُ إِصلاحٌ وَحِفْظٌ وَأَمْنٌ وَثوابٌ وَطاعةٌ.

* حكم إنكار المنكر
- فرضُ كفايَةٍ: [هاتان الحالتان متعلقتان بإنكار اليد واللسان، أما إنكار القلب فهو واجب على كل أحد مهما كانت الحال، فيحرر خلاصة القول في المسألة بما يدل على حسن فهمها وضبط ما جاء فيها من البيان والتوضيح بلا إسهاب ولا تقصير.]
قالَ تعالَى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
قالَ ابنُ كثيرٍ في تفسيرِ هذه الآيَةِ: (والمقصودُ مَن هذه الآيَةِ أن تكونَ فرقةٌ مَن الأمَّةِ متصدِّيَةً لهذا الشَّأنِ) اهـ.
وقالَ ابنُ العربيِّ في تفسيرِهِ لهذه الآيَةِ: (في هذه الآيَةِ والَّتي بعدَهَا - يعني {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ…} - دليلٌ علَى أنَّ الأمرَ بالمعروفِ والنَّهيَ عن المنكرِ فرضُ كفايَةٍ، ومن الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكرِ نصرةُ الدِّينِ بإقامةِ الحجَّةِ علَى المخالِفينَ) اهـ.
فيجبُ علَى إمامِ المسلمينَ أن يفرِّغَ مجموعةً مَن النَّاسِ، ممَّن لديهم الكفاءةُ والاستعدادُ لهذه المهمَّةِ، وذلك أنَّ هناك مَن المنكرِ ما لا يقوَى علَى تغييرهِ إلاَّ فئةٌ معيَّنةٌ مَن النَّاسِ لديها مِن العلمِ والفهمِ والحكمةِ في معالجتِهِ، مثلُ الردِّ علَى الفرقِ الباطنيَّةِ وفضحِهَا وإبطالِ معتقداتِهَا، كذلك بيانُ ما يستجدُّ مِن الأمورِ المحظورةِ وخاصَّةً في المعاملاتِ، فإذا قامتْ هذه الهيئةُ بواجبِهَا سقطَ عن الباقينَ.
2 - فرضُ عينٍ:
(2) قولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ))، دلَّ عمومُ هذا الحديثِ علَى وجوبِ إنكارِ المنكَرِ علَى كلِّ فردٍ مستطيعٍ علمَ بالمنكرِ أو رآهُ.
قالَ القاضي ابنُ العربيِّ: (وقد يكونُ فرضَ عينٍ إذا عرفَ المرءُ مَن نفسِهِ صلاحيَّةَ النَّظرِ والاستقلالِ بالجدالِ، أو عُرِفَ ذلك منه)اهـ.
وقالَ ابنُ كثيرٍ: وإن كانَ ذلك واجبًا علَى كلِّ فردٍ مِن الأمَّةِ بِحَسْبِهِ كما ثبَتَ في (صحيحِ مسلمٍ): عن أبي هُريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ…))، ثمَّ ساقَ الحديثَ.
وقالَ النَّوويُّ: ثمَّ إنَّهُ قد يَتعيَّنُ - يعني: الأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكَرِ - كما إذا كانَ في موضِعٍ لا يَعلمُ به إلاَّ هو، أو لا يتمكَّنُ مِن إزالتِهِ إلاَّ هو، وكمن يرَى زوجتَهُ أو ولدَهُ أو غلامَهُ علَى منكرٍ أو تقصيرٍ في معروفٍ. [فالمسألة ينقصها استيعاب حكم إنكار القلب.]
تَفاوتُ مسئوليَّةِ النَّاسِ في إنكارِ المنكَرِ: تَقدَّمَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أوجبَ علينا جميعًا الأمرَ بالمعروفِ والنَّهيَ عن المنكرِ حَسْبَ القدرةِ، ولكنْ ممَّا يَنْبَغِي التَّنبيهُ عليهِ أنَّ النَّاسَ يَتفاوتُونَ في هذا الواجبِ، فالمسلمُ العامِّيُّ عليهِ القيامُ بهذا الواجبِ حسبَ قدرتِهِ وطاقتِهِ، فيَأمرُ أهلَهُ وأبناءَهُ ما يعلمُ مَن أمورِ الدِّينِ الَّتي يَسْمَعُهَا علَى المنابرِ وفي دروسِ الوعظِ.
والعلماءُ عليهِمْ مَن الواجبِ ما ليسَ علَى غيرِهِم، وذلك أنَّهُمْ ورثةُ الأنبياءِ، فإذا تساهلُوا بهذهِ المهمَّةِ دخلَ النَّقصُ علَى الأمَّةِ، كما حدثَ لبني إسرائيلَ.
وأمَّا واجبُ الحكَّامِ في هذه المهمَّةِ فعظيمٌ؛ لأنَّ بيدِهِم الشَّوكةَ والسُّلطانَ الَّتي يرتدِعُ بها السَّوادُ الأعظمُ مَن النَّاسِ عن المنكرِ؛ لأنَّ الَّذينَ يتأثَّرونَ بالوعظِ قلَّةٌ.
وتقصيرُ الحكَّامِ بهذه المهمَّةِ طامَّةٌ كبرَى، حيثُ بسببِ ذلك يفشُو المنكَرُ، ويَجترِئُ أهلُ الباطلِ والفسوقِ بباطلِهِم علَى أهلِ الحقِّ والصَّلاحِ. [ما المسألة التي تضمنتها هذه الفقرة من الشرح؟]

* التحذير من التهاون في إنكار المنكر
إذا لم ينكر المنكر فشى المنكر واجترئ أهل الباطل والفسوق بباطلهم على أهل الحق والصلاح. [هذه من الأخطار المترتبة على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتلحق به.]

* شروط وجوب إنكار المنكر: [الأصوب أن يُقال: ما يشترط توافره في المُنكِر، أو الشروط الواجب توافرها في المُنكِر.]
الشرط الأول: الإِسلامُ
الشرط الثاني: التكليفُ، ويشمل: العقل والبلوغ
الشرط الثالث: الاستطاعة
إنكار المنكر مشروط بالاستطاعة، لقوله: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ)وهذه قاعدة عامة في الشريعة،قال الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)[التغابن: الآية16]وقال عزّ وجل: (لايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا)[البقرة: الآية286]وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا نَهَيتُكُم عَنهُ فَاجتَنِبوهُ،وَمَا أَمَرتُكُم بِهِ فَأتوا مِنهُ مَا استَطَعتُم"(2)وهذا داخل في الإطار العام أن الدين يسر.
الشرط الرابع: العلم بكونه منكراً
لابد أن يكون منكراً واضحاً يتفق عليه الجميع، أي المنكر والمنكر عليه، أو يكون مخالفة المنكر عليه مبينة على قول ضعيف لا وجه له.
أما إذا كان من مسائل الاجتهاد فإنه لا ينكره.
الشرط الخامس: رؤية المنكر

* آداب إنكار المنكر: [الأجود تأخيرها في الترتيب إلى الموضع الآخر الذي تكررت فيه.]
- أن يكون المنكِر مجتنباً للمنكَر [يستدلّ لهذه الآداب بما ورد فيها من النصوص والآثار.]
- أن ينصح للمنكَر عليه ويرفق به
- أن يراعي الحكمة في أسلوب الإنكار ووقته وطريقته
- أن يرشد المنكر عليه إلى البدائل الشرعية

* ضابط المنكر الذي يجب إنكاره:
هو المنكر المجمع عليه أو ما كان الخلاف فيه ضعيفاً وكانَ ذَرِيعَةً إلى مَحْظُورٍ مُتَّفَقٍ عليهِ؛ كَرِبَا النَّقْدِ، الخلافُ فيهِ ضَعِيفٌ، وهوَ ذَرِيعَةٌ إلى رِبَا النَّسَاءِ المُتَّفَقِ على تَحْرِيمِهِ.
وَكَنِكَاحِ المُتْعَةِ؛ فإنَّهُ ذَرِيعَةٌ إلى الزِّنَى. [يجمع الكلام المتصل بهذه المسألة من جميع الشروح في موضع واحد، ثم تذكر خلاصة القول فيه في نقاط شاملة محررة.]

* مسألة: حكم الإنكار في مسائل الخلاف
المسائل التي بها خلاف لا ينكر على صاحبها إلا إذا كان الخلاف ضعيفا ولا قيمة له. [هذه المسألة فيها أقوال ينبغي التعرّف عليه، واستيعابها عند تحرير خلاصة القول في المسألة.]

* حكم إنكار المنكر المستور
فلوْ كانَ مَسْتُورًا فَلَمْ يَرَهُ وَلَكِنْ عَلِمَ بهِ، فالمنصوصُ عنْ أحمدَ في أكثرِ الرواياتِ أنَّهُ لا يَعْرِضُ لهُ، وأنَّهُ لا يُفَتِّشُ على ما اسْتَرَابَ بهِ.
وعنْهُ رِوَايَةٌ أُخْرَى أنَّهُ يَكْشِفُ الْمُغَطَّى إذا تَحَقَّقَهُ، ولوْ سَمِعَ صَوْتَ غِنَاءٍ مُحَرَّمٍ أوْ آلاتِ الْمَلاهِي، وعَلِمَ المكانَ التي هيَ فيهِ، فإنَّهُ يُنْكِرُهَا؛ لأنَّهُ قدْ تَحَقَّقَ الْمُنْكَرَ، وَعَلِمَ مَوْضِعَهُ، فهوَ كما رَآهُ.
نَصَّ عليهِ أحمدُ وقالَ: إذا لمْ يَعْلَمْ مَكَانَهُ فلا شَيْءَ عليهِ.
وقالَ القاضِي أبو يَعْلَى في كتابِ (الأحكامِ السُّلْطَانِيَّةِ): إنْ كانَ في المُنْكَرِ الذي غَلَبَ على ظَنِّهِ الاسْتِسْرَارُ بهِ بإِخْبَارِ ثِقَةٍ عنهُ انْتِهَاكُ حُرْمَةٍ يَفُوتُ اسْتِدْرَاكُهَا كالزِّنَى والقَتْلِ، جَازَ التَّجَسُّسُ والإِقْدَامُ على الكَشْفِ والبَحْثِ؛ حَذَرًا منْ فواتِ ما لا يُسْتَدْرَكُ من انْتِهَاكِ المَحَارِمِ.
وإنْ كانَ دُونَ ذلكَ في الرُّتْبَةِ، لَمْ يَجُز التَّجَسُّسُ عليهِ، ولا الْكَشْفُ عَنْهُ. [إذا تعددت أقوال العلماء في مسألة ما، فيُنظر هل هي متفقة أم مختلفة، فإن كانت مختلفة، فينبغي معرفة عددها، وحجة كل قول، ومن قال به، ثم نحرر خلاصة المسألة باستيعاب هذه الأقوال، وتنظيمها وترقيمها في العرض، بما يساعد على حسن فهمها وضبطها؛ كالتالي:
فيه أقوال:
القول الأول: ... .
القول الثاني: .... .
وإن أمكن الترجيح فنرجّح.]


* حكم التجسس لاكتشاف المنكر
منهي عنه. [فيه أقوال ينبغي استيعابها، والتحرير الجيد هو ما كان جامعًا بين استيعاب المطلوب، وحسن الاختصار.]


* مراتب إنكار المنكر:
- المرتبة الأولى: الإنكار باليد
معنى الإنكار باليد
أن يغير المنكر بيديه وهذا التغيير يكون فرضًا عينيًّا أو فرضَ كفايَةٍ يكونُ علَى حسبِ القدرةِ والاستطاعةِ.
* شروط الإنكار باليد:
الشرط الأول: العلم بكونه منكراً
الشرط الثاني: أن يكون للمنكِر ولاية
الشرط الثالث: ألا يترتب على الإنكار منكر أعظم منه

- المرتبة الثانية: الإنكار باللسان
هذهِ الدرجةُ الثانيَةُ مِنْ دَرَجَاتِ تَغْيِيرِ المنكرِ، وَهوَ التغييرُ باللسانِ عندَ مَنْ لا يَمْلِكُ سُلْطَةً، وَهذا التغييرُ بالقولِ مِنْ تَذْكِيرٍ وَتَرْغِيبٍ وَتَرْهِيبٍ، وَهوَ في مَقْدُورِ أهلِ العلمِ الذينَ همْ أَئِمَّةُ العقولِ وَالأفكارِ، وَلا يُعْذَرُ عنهُ إِلاَّ مَنْ لا يَمْلِكُ القُدْرَةَ الكلاميَّةَ، أَوْ لا يَسْتَطِيعُ التَّغْيِيرَ لوجودِ موانعَ تَمْنَعُهُ. وهذا التغيير يكون فرضًا عينيًّا أو فرضَ كفايَةٍ يكونُ علَى حسبِ القدرةِ والاستطاعةِ.
* أهمية الإنكار باللسان
حاجَةُ الناسِ لِهَذِهِ المَرْتَبَةِ شَدِيدَةٌ جِدًّا؛ لكثرةِ الأخطاءِ، وَوُجُودِ الغَفْلَةِ وَقَسْوَةِ القُلُوبِ وَكَثْرَةِ الفِتَنِ وَانْغِمَاسِ الناسِ في الدنيا وَنِسْيَانِ الآخرةِ.

- المرتبة الثالثة: الإنكار بالقلب.
وهي أن الإنسان إذا لم يستطع أن يغير باليد ولا باللسان فليغير بالقلب، وذلك بكراهة المنكر وعزيمته على أنه متى قدر على إنكاره بلسانه أو يده فعل.
وإنكارُ المنكرِ بالقلبِ منَ الفروضِ العينيَّةِ الَّتي لا تسقطُ مهما كانتِ الحالُ، فالقلبُ الَّذي لا يعرفُ المعروفَ ولا يُنكِرُ المنكَرَ قلبٌ خرِبٌ خاوٍ مِن الإِيمانِ.

* ذكر ما يبعث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
1- رجاء ثواب فاعله [الدليل.]
2- خوف عقوبة تاركه
3- الغضب لله تعالى على انتهاك محارمه
4- النصيحة للمؤمنين، والرحمة لهم
5- إجلال الله تعالى وإعظامه ومحبته

* أحوال المنكَر عليهم مع المنكِر:
الحالة الأولى: أن ينتقلوا من هذا المنكر إلى ما هو أنكرُ منهُ
حكمها: الإنكار في هذه الحالة حرامٌ بالإجماع
الحالة الثانية:أن ينتقلوا إلى ما هو أخف منه أو يتركوا المنكر
حكمها: هنا يجب الإنكار
الحالة الثالثة: أن ينتقلوا منه إلى منكرٍ يساويه
حكمها:هذه الحالة محل اجتهاد
الحالة الرابعة: أن ينتقلوا منه إلى منكرٍ آخر لا يعلم قدره
حكمها: لا يجوز الإنكار


* مسألة: الإنكار على ولاة الأمر
* ضوابط الإنكار على ولاة الأمر:
- ينكر بيده ما أحدثوه من منكرات حسب الاستطاعة.
- إذا خشي على نفسه الضرر سقط عنه أمرهم ونهيهم. [وقيل: يكتفي بالإنكار بالقلب، وهو رواية عن أحمد]
- إذا خشي أذية أهله وجيرانه لم ينبغ له التعرض لهم. [ومن الضوابط: أنه ينكر عليهم إذا فعلوا المنكر بأنفسهم أمامهم؛ كحال الأمير الذي قدّم خُطبتي العيد على الصلاة.]
* التغيير باليد لا يستلزم القتال والخروج

* آداب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر:
1- يجِبُ علَى مَن يتصدَّى لهذهِ المهمَّةِ أن يلمَّ بصفاتٍ معيَّنَةٍ، كما قالَ سفيانُ الثَّوريُّ: (لا يأمرُ بالمعروفِ ولا ينهَى عن المنكرِ إلاَّ مَن كانَ فيهِ ثلاثُ خصالٍ: رَفِيقٌ بما يأمرُ رفيقٌ بما ينهَى، عدلٌ بما يأمرُ وعدلٌ بما يَنهَى، عالمٌ بما يأمرُ عالمٌ بما ينهَى.
وقالَ أحمدُ: (يأمرُ بالرِّفقِ والخضوعِ، فإن أسمعُوهُ ما يكرَهُ لا يغضَبُ، فيكونَ يريدُ أن ينتصرَ لنفسِهِ).
وقالَ أحمدُ كذلك: (النَّاسُ محتاجُونَ إلَى مداراةٍ ورفقٍ، والأمرُ بالمعروفِ بلا غلظةٍ، إلاَّ رجلٌ معلِنٌ بالفسقِ، فلا حرمةَ لهُ)
2- أن يكونَ الآمرُ قدوةً للآخرينَ: حتَّى يوفَّقَ الآمرُ في مهمَّتِهِ يجبُ عليهِ أن يكونَ قدوةً للآخرينَ، فإذا أمرَ بالمعروفِ كانَ أوَّلَ الممتثلِينَ له، وإذا نَهَى عن منكرٍ كانَ مِن أبعدِ النَّاسِ عنه؛ لأنَّ اللهَ يمقُتُ الآمرَ الَّذِي يقعُ في ما ينكِرُهُ علَى الآخرينَ، قالَ تعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ}.
ولكنَّ هذا لا يعني أنَّ مَنْ كانَ مقصِّرًا في امتثالِهِ لأوامرِ اللهِ أن يدعَ الأمرَ بالمعروفِ والنَّهيَ عن المنكرِ؛ لأنَّ اللهَ أنكرَ عليهِمْ مخالفةَ قولِهِم لفعلِهِمْ ولم ينكرْ عليهِمُ الأمرَ بالمعروفِ والنَّهيَ عن المنكَرِ، قالَ النَّوويُّ: قالَ العلماءُ: ولا يُشْتَرَطُ في الآمرِ والنَّاهِي أن يكونَ كاملَ الحالِ ممتثلا ما يأمرُ به، مجتنِبًا ما نهَى عنه، بل عليهِ الأمرُ وإن كان مخلاًّ بما يأمرُ بهِ، والنَّاهي وإن كان متلبِّسًا بما ينهَى عنه فإنَّهُ يجبُ عليهِ شيئانِ: أن يأمرَ نفسَهُ وينهاهَا، ويأمرَ غيرَهُ وينهَاهُ، فإذا أخلَّ بأحدِهِما كيفَ يُبَاحُ له الإخلالُ بالآخرِ؟!.
3- وممَّا يَنْبَغِي مراعاتُهُ أن يكونَ الأمرُ أو الإنكارُ بانفرادٍ وبالسِّرِّ؛ لأنَّ هذا يؤدِّي لقبولِ النَّصيحةِ.
قالَ الإمامُ الشَّافعيُّ: (مَنْ وعظَ أخاهُ سرًّا فقدْ نصحَهُ وزانَهُ، ومَن وعظَهُ علانيَةً فقدْ فضحَهُ وعابَهُ). [هذه المسألة قد تكررت، فيجمع الكلام ويلخص على هيئة نقاط شاملة محررة بأدلتها.]

*دوافعُ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهي عن المنكَرِ: [هذه المسألة كذلك مكررة، فيجمع الكلام ويلخص على هيئة نقاط شاملة محررة بأدلتها.]
للأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكَرِ دوافعُ كثيرةٌ منها:
1 - كسبُ الثَّوابِ والأجرُ، وذلك أنَّ مَن دلَّ النَّاسَ علَى المعروفِ وقامُوا به يكونُ له مثلُ أجورِهِم مِن غيرِ أن ينقصَ مِن أجورِهِم شيءٌ، قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ)).
2 - خشيَةُ عقابِ اللهِ، وذلك أنَّ المنكرَ إذا فشَا في أمَّةٍ تكونُ بذلك مهدَّدَةً بنزولِ عقابِ اللهِ عليها، قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ)).
3 - الغضبُ للهِ، مَن خصالِ الإيمانِ الواجبةِ، وسبقَ ذكرُ غضبِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للهِ أثناءَ شرحِ الحديثِ السَّادسَ عشرَ.
4 - النُّصحُ للمؤمنينَ والرَّحمةُ بهم رجاءَ إنقاذِهِم.
إذا وقعَ العبدُ في المنكرِ يكونُ بذلك عرَّضَ نفسَهُ لعقابِ اللهِ وغضبِهِ، لذلك وجبَ علَى المسلمِ أن ينقذَ أخاهُ مَن عقابِ اللهِ وغضبِهِ، وذلك بنهيِهِ عن المنكرِ الَّذِي وقعَ فيهِ، وهذا مِن أعظمِ الرَّحمةِ بهِ، قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ)).
5 - إجلالُ اللهِ وإعظامُهُ ومحبَّتُهُ.
اللهُ عزَّ وجلَّ أهلُ التَّقوَى وأهلٌ أنْ يُطَاعَ ويعظَّمَ، وذلك بإقامةِ أوامرِهِ بينَ العبادِ، والنَّهيِ مِن الوقوعِ في حدودِهِ؛ لأنَّ الواقعَ في المنكرِ مجترئٌ علَى ربِّهِ عزَّ وجلَّ، فيجبُ علَى المسلمينَ أن يفدُوا اللهَ بالغالي والنَّفيسِ لإقامةِ أمرِهِ في النَّاسِ، كما فعلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد أوذِيَ في سبيلِ اللهِ ولم يُؤْذَ أحدٌ مثلَ أذاهُ، وهكذا ضحَّى أنبياءُ اللهِ السَّابقينَ.

*خطرُ تركِ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهي عن المنكَرِ:
إذا قصَّرَ المسلمونَ حكَّامًا ومحكومين في هذه المهمَّةِ، شاعتِ الفاحشةُ، وعمَّتِ الرَّذيلةُ، وتسلَّطَ الفجَّارُ علَى الأخيارِ، ويصبحُ الحقُّ باطلاً والباطلُ حقًّا، وبهذا تُعَرِّضُ الأمَّةُ نفسَهَا إلَى:
1 - الطَّردِ مَن رحمةِ اللهِ كما طردَ اللهُ أهلَ الكتابِ مِن رحمتِهِ عندَما تَرَكُوا هذه المهمَّةَ، قالَ تَعالَى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}
2 - الهلاكِ في الدُّنيا، قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا)).
3 - عدمِ استجابةِ الدُّعاءِ، عن حذيفةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((وَالـَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْ عِنْدِهِ، ثُمَّ لَتَدْعُنَّهُ فَلاَ يَسْتَجِيبُ لكُمْ)).

* من فوائد حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
- وُجُوبُ تَغْيِيرِ المُنْكَرِ
- التَّثبت مِنْ وُجودِ المُنْكَرِ عندَ إِنكاره
- بيَاَنُ مَرَاتِبِ تَغْيِيرِ المُنْكَر
- زيادةُ الإِيمانِ وَنُقْصَانُهُ
- المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
- التقوى حسب الاستطاعة
- أن الإنكار بالقلب لا يعذر في تركه أحد
- من قدر على فعل الطاعة فهو خير ممن لم يفعلها وإن كان معذورا.
- يدلُّ الحديثُ أنَّ الأمرَ بالمعروفِ والنَّهيَ عن المنكرِ مِن خصالِ الإيمانِ، لذلك أخرجَ مسلمٌ هذا الحديثَ في كتابِ الإيمانِ، بابُ بيانِ كونِ النَّهي عن المنكرِ مِن الإيمانِ.
- مَن قدرَ علَى خصلةٍ مِن خصالِهِ وقامَ بها كانَ خيرًا ممَّنْ تركَهَا عجزًا وإن كانَ معذورًا في ذلك، فالمرأةُ مثلا معذورةٌ في تركِ الصَّلاةِ أثناءَ الحيضِ، ومعَ ذلك عَدَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذلك نقصانًا في دينِهَا.
- مَن خافَ علَى نفسِهِ الضَّربَ أو القتلَ، أو خافَ علَى مالِهِ الضَّياعَ، سقطَ عنهُ التَّغييرُ باليدِ واللسانِ.
- كما فيهِ أنَّ الصَّلاةَ قبلَ الخطبةِ يومَ العيدِ، وهذا ما عليهِ سلفُ الأمَّةِ.
- في الحديثِ دَلالةٌ علَى جهادِ الحكَّامِ باليدِ، مثلُ ما فعل أبو سعيدٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ، مثلُ أن يريقَ خمورَهُم، ويكسِّرَ آلاتِ اللهوِ الَّتي لهم، أمَّا الخروجُ عليهِمْ بالسَّيفِ فهذا لا يَجوزُ، لثبوتِ الأحاديثِ النَّاهيَةِ عن ذلِكَ
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 3 / 3
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا بما يعين على حسن الفهم وجودة التصوّر) : 3 / 3
ثالثاً: التحرير العلمي (ذكر خلاصة القول في كلّ مسألة بتفصيل وافٍ بالحاجة العلمية من غير تطويل واستيعاب الأقوال -إن وجدت- وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 6/ 8
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل فتؤدي الغرض بأسلوب مباشر وميسّر وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 2 / 3
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 3/ 3
مجموع الدرجات: 17 من 20
بارك الله فيكِ، ونفع بكِ.

يلاحظ على التلخيص ما يلي:
- استوفى التلخيص أكثر مسائل الدرس، ومن المسائل التي تطرّق لها شرّاح الحديث ولم تُذكر هنا: بيان المراد بالمشار في قوله: (وذلك أضعف الإيمان)، ومعنى كونه أضعف الإيمان، وفائدة تعليق الأمر بالتغيير بالمنكر دون فاعله، وهل التغيير بمعنى الإزالة، وهل وجوب الإنكار متعلّق بظن الانتفاع؟ وغير ذلك.
- ينقص التلخيص استيعاب ما في المسائل من الأقوال، وذكر حجّة كل قول، كما ينبغي عند استيعاب الأقوال في مسألة أن تلخّص، وترتّب، وتنظّم عند تحرير المسألة، ويُوصى بحسن الفهم والضبط للمسائل بحيث يُبنى بعضها على بعض دون تناقض واختلاف.
كما يُوصى لجودة التحرير جمع ما اتصل من الكلام بالمسألة في مكان واحد، وذكر خلاصة القول بتفصيل وافٍ بالحاجة العلمية دون تطويل ولا تقصير.
- من أخطاء صياغة الملخّص الاختصار المخلّ؛ كالاختصار الشديد في مسألة حكم التجسس، وحكم الإنكار في المسائل المختلف فيها، كما ينبغي عنونة المسائل بما يعبّر عن مضمونها.
كما يوصى بالتزام علامات الترقيم في جميع التلخيص؛ كوضع النقطة في نهاية الجمل.


- وتأمّل التلخيص التالي يظهر بعض ما فات من المسائل في التلخيص، مع مراجعة ما تم التنبيه عليه، وفقكِ الله وسددكِ.

اقتباس:
تلخيص شرح حديث أبي سعيد الخدري: (من رأى منكم منكراً فليغيّره...)



عناصر الدرس:

· موضوع الحديث.
· تخريج الحديث.
· قصة إيراد أبي سعيد الخدري الحديث.
· منزلة الحديث.
· المعنى الإجمالي للحديث.
· شرح قوله (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده)
- إعرابها.
- المخاطب في قوله: (من رأى منكم).
- المراد بالرؤية في قوله: (من رأى)
- فائدة التعبير بلفظ (رأى) دون لفظ (علم).
- المراد بالمنكر.
- فائدة تنكير لفظة المنكر في الحديث.
- معنى (فليغيّره بيده).
- معنى الأمر في قوله: (فليغيّره بيده).
- سبب تخصيص اليد في قوله: (فليغيّره بيده).
· شرح قوله (فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)
- كيف يكون تغيير المنكر باللسان ؟
- هل نقيس الكتابة على اللسان؟
- كيف يكون تغيير المنكر بالقلب؟
- المشار في قوله: (وذلك أضعف الإيمان).
- المراد بكون ذلك أضعف الإيمان.
· الحكمة من الابتداء بتغيير اليد قبل اللسان والقلب.
· هل تغيير المنكر بمعنى إزالته؟
· فائدة تعليق الأمر بالتغيير بالمنكر دون فاعله.
· حكم إنكار المنكر.
· تفاوت الناس في قيامهم بواجب إنكار المنكر.
· مراتب إنكار المنكر.
· ضابط المنكر الذي يجب إنكاره..
· حكم الإنكار في المسائل المختلف فيها.
· ما يشترط توافره في المُنكِر.
· آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
· أحوال تكتنف إنكار المنكر.
- الحالات التي يحرم فيها إنكار المنكر.
· حكم إنكار ما كان مستورًا عنه فلم يره، ولكن علم به.
· مسألة: هل وجوب الإنكار متعلّق بظن الانتفاع؟
· دوافع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
· شبهات وجوابها.
- الشبهة الأولى: قول القائل: أنا كاره بقلبي، مع جلوسه مع أهل المنكر.
- الشبهة الثانية: تعليل البعض تركهم واجب إنكار المنكر بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتهم}.
- الشبهة الثالثة: هل للعاصي أن يأمر وينهى؟
· خطر ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
· فوائد الحديث.
· خلاصة الدرس.

تلخيص الدرس:
· موضوع الحديث.
وجوب تغيير المنكر.
· تخريج الحديث.
رواه مسلم من طريقين:
قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي سعيد الخدري.
إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري.
· قصة إيراد أبي سعيد الخدري الحديث.
أن مروان بن الحكم أوّل من خطب في العيد قبل الصلاة، فأنكر عليه رجل فعله فأبى، فقال الصحابي أبو سعيد الخدري -وكان حاضرًا-: أما هذا فقد قضى ما عليه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده، ...)) فذكر الحديث.
· منزلة الحديث.
حديث عظيم الشأن؛ لأنه نصّ على وجوب إنكار المنكر.
· المعنى الإجمالي للحديث.
من رأى منكرًا بعينه أو سمعه سماعًا محققًا وجب عليه في حال القدرة والاستطاعة أن يغيّره بيده، فإن عجز فبلسانه، فإن عجز فبقلبه، وهذه أضعف درجة، لا تسقط عن أحد في حال من الأحوال.
· شرح قوله (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده)
- إعرابها.
من: اسم شرط جازم.
ورأى: فعل الشرط الذي تعلّق به الحكم؛ وهو وجوب الإنكار.
وجملة (فليغيّره بيده): جواب الشرط؛ وهو الأمر بالتغيير باليد.
- المخاطب في قوله: (من رأى منكم).
المكلّفون من أمّة الإجابة، الذين يطبّقون الأوامر، ويتركون النواهي.
- دلالة قوله: (من رأى منكم).
يدل على وجوب الأمر بالإنكار على جميع الأمة إذا رأت منكرًا أن تغيّره.
- المراد بالرؤية في قوله: (من رأى).
فيه قولان:
الأول: أنها رؤية العين؛ فرأى بمعنى أبصر بعينيه، وهذا ما رجّحه الشيخ صالح آل الشيخ وسعد الحجري.
وحجتهم:
1: أن (رأى) تعدّت إلى مفعول واحد، فتكون بصرية.
2: أن العلم بالمنكر لا يُكتفى به في وجوب الإنكار.
3: ولأن تقييد وجوب الإنكار برؤية العين يفيد زيادة تأكيد على التثبّت في هذه الأمور.
الثاني: المراد بها العلم، فتشمل من رأى بعينه ومن سمع بأذنه ومن بلغه خبر بيقين وما أشبه ذلك، وهذا ما رجّحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
وحجته:
1: أنه مادام أن اللفظ يحتمل هذا المعنى الأعمّ، فإنه يُحمل عليه، وإن كان ظاهر الحديث يدلّ على أنه رؤية العين.
- فائدة التعبير باللفظ (رأى) دون لفظ (علم).
فيه زيادة تأكيد على التثبّت في هذه الأمور لتؤتي ثمارها.
بتقييد وجوب الإنكار بمن رأى بعينه، أو سمعه سماعًا محققا بأذنه، أو بلغه خبر بيقين.
- المراد بالمنكر.
المنكر لغة: كل ما تنكره العقول والفطر وتأباه.
واصطلاحا: اسم جامع لكل ما قبحه الشرع ونهى عنه، ويشمل ترك الأوامر- كالإفطار في نهار رمضان -، والوقوع في النواهي -كشرب الخمر-، فالمنكر ما أنكره الشرع لا ما ينكره الذوق والرأي.
- فائدة تنكير لفظة المنكر في الحديث.
قوله: (منكرًا) نكرة في سياق الشرط فيعمّ كل منكر.
- معنى (فليغيّره بيده).
الفاء: واقعة في جواب الشرط، واللام: لام الأمر، وهاء الضمير عائد على المنكر؛ أي يغير هذا المنكر.
ويغيّر: أي يحوّله ويبدّله من صورته التي هو عليها إلى صورة أخرى حسنة.
- معنى الأمر في قوله: (فليغيّره بيده).
للوجوب، لعدم وجود صارف يصرفه عن الوجوب.
- سبب تخصيص اليد في قوله: (فليغيّره بيده).
لأنها قوّة الإنسان في الأخذ والعطاء والكفّ والمُدافعة.
وفيه بيان أنها آلة الفعل، فالغالب أن الأعمال باليد.
· شرح قوله (فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)
- كيف يكون تغيير المنكر باللسان ؟
بإنكاره بالتوبيخ والزجر ونحو ذلك، مع استعمال الحكمة.
- هل نقيس الكتابة على اللسان؟
الجواب: نعم، فيغيّر بالكتابة، بأن يكتب في الصحف أو يؤلف كتبًا في بيان المنكر.
- كيف يكون تغيير المنكر بالقلب؟
بإنكاره بقلبه، فيكرهه ويبغضه ويتمنى أن لم يكن، مع اعتقاد أنه محرم وأنه منكر.
- المشار في قوله: (وذلك أضعف الإيمان).
أي مرتبة الإنكار بالقلب.
وقيل: يعود للرجل الذي لا يقدر إلا على الإنكار بالقلب.
- المراد بكون ذلك أضعف الإيمان.
فيه أقوال:
الأول: أنه أقلّ درجات الإيمان الذي يجب على كلّ أحد، يدلّ على ذلك ما جاء من الزيادة في بعض الروايات: ((وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان)).
وجه ذلك: أن المنكر المجمع عليه إذا لم يعتقد حرمته ولم يبغضه فإنه على خطر عظيم في إيمانه.
الثاني: أنه أضعف مراتب الإيمان في باب تغيير المنكر.
وجه ذلك: أن كتم الإنكار وعدم إظهاره يدلّ على الضعف وعدم وجود الغيرة، وكراهية المنكر يدلّ على وجود الإيمان، وهو في أضعف مراتبه في هذا الباب.
كما أن إنكار المنكر بالقلب قليل الثمرة، بعس التغيير باليد أو اللسان فإنه عظيم الفائدة.
الثالث: أنه أضعف أهل الإيمان إيمانًا؛ لأنه لم يمكّن من وظائف أرباب الكمال.
وهذا على القول بأن اسم الإشارة (ذلك) يعود للرجل الذي لا يقدر إلا على الإنكار بالقلب.
· الحكمة من الابتداء بتغيير اليد قبل اللسان والقلب.
لأنه أقوى درجات الإنكار وأعظمها فائدة؛ لأن فيه إزالة للمنكر بالكلّيّة وزجر عنه.
· هل تغيير المنكر بمعنى إزالته؟
ليس هو بمعنى إزالته، ولكنه يشمله؛ لأن المنكر قد يزول بهذا التغيير، وقد لا يزول، لاختلاف مراتب إنكار المنكر، فيغيّر بيده، فإن عجز فبلسانه، فإن عجز فبقلبه.
فمثلًا: الإنكار باللسان من المعلوم أنه لا يزيل المنكر دائمًا؛ لأن فاعل المنكر قد ينتهي بإنكارك وزجرك وقد لا ينتهي، ولكنك بإخبارك له بأن هذا منكر وحرام فأنت قد غيّرت، وإن سكتّ فأنت لم تغيّر.
· فائدة تعليق الأمر بالتغيير بالمنكر دون فاعله.
يفيد أن الأمر بالتغيير باليد راجع إلى المنكر، لا إلى فاعله، فلا يدخل في هذا الحديث عقاب فاعل المنكر.
فمثلًا: من رأى مع شخص آلة لهو لا يحلّ استعمالها أبدًا فيكسرها في حال القدرة على التغيير باليد، أما تعنيف الفاعل لذلك وعقابه فهذا له حكم آخر يختلف باختلاف المقام؛ فمنهم من يكون الواجب معه الدعوة، ومنهم من يكون بالتنبيه، ومنهم من يُكتفى بزجره بكلام ونحوه، ومنهم من يكون بالتعزير، وغير ذلك.
· حكم إنكار المنكر.
- إنكار المنكر باليد واللسان له حالتان:
الأول: فرض كفاية: إذا قام به جماعة من المسلمين سقط عن الباقين.
قال تعالى: {ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}
قال ابن كثير في تفسيرها: المقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من الأمة متصدّية لهذا الشأن.
الثاني: فرض عين: فيجب على كلّ فرد مستطيع إنكار المنكر علم به أو رآه.
دلّ على ذلك عموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده، ...)) الحديث.
وإنكار المنكر باليد واللسان سواء كان فرضًا عينيًا أو فرض كفاية متعلّق بالقدرة والاستطاعة بالإجماع.
- وأما إنكار المنكر بالقلب: فهو من الفروض العينيّة التي لا تسقط عن أحد مهما كانت الحال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((وذلك أضعف الإيمان))، وفي بعض الروايات: ((وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان)).
· تفاوت الناس في قيامهم بواجب إنكار المنكر.
الناس يتفاتون في قيامهم بهذا الواجب حسب طاقتهم وقدرتهم:
فالمسلم العاميّ عليه القيام بهذا الواجب حسب قدرته وطاقته، فيأمر أهله وأبناءه بما يعلمه من أمور الدين.
والعلماء عليهم من الواجب في إنكار المنكر ما ليس على غيرهم؛ لأنهم ورثة الأنبياء، فإذا تساهلوا بهذه المهمّة دخل النقص على الأمّة.
والحكّام واجبهم عظيم في إنكار المنكرات؛ لأن بيدهم الشوكة والسلطان التي يرتدع بها السواد الأعظم من الناس عن المنكر، فإذا قصّروا بهذه المهمّة فشا المنكر، واجترأ أهل الباطل والفسوق بباطلهم على أهل الحقّ والصلاح.
· مراتب إنكار المنكر.
على ثلاث مراتب:
الدرجة الأولى: تغييره باليد؛ وهو واجب مع الاستطاعة والقدرة، فإن لم تغيّر بيدك فإنك تأثم.
ويجب على: ولي الأمر في الولاية العامة والخاصة.
- كولي الأمر صاحب السلطة لقوّته وهيبته.
- والأب على أولاده.
- والسيد على عبده.
- أو في مكان أنت مسئول عنه وأنت الوليّ عليه.
أهميته: هو أقوى درجات الإنكار؛ لأنه إزالة للمنكر بالكليّة وزجر عنه.
متى يُعذر المسلم بترك هذا الواجب:
1: إذا كان المنكر في ولاية غيرك، فهنا لا توجد القدرة عليه؛ لأن المقتدر هو من له الولاية، فيكون هنا باب النصيحة لمن هذا تحت ولايته ليغيّره.
2: إذا ترتّب على الإنكار مفاسد أعظم من ترك واجب الإنكار، فيُنكر منكرًا فيقع فيما هو أنكر، وليس ذلك من الحكمة.
الدرجة الثانية: الإنكار باللسان عند من لا يملك سلطة؛ وهو واجب على من كان قادرًا على التغيير والإنكار باللسان.
ويجب على: أهل العلم.
وكل من كان يملك القدرة الكلاميّة، وليس لديه مانع يمنعه من الإنكار.
أهميته: حاجة الناس لهذه المرتبة شديدة جدًا؛ لكثرة الأخطاء، ووجود الغفلة، وقسوة القلوب، وكثرة الفتن، وانغماس الناس في الدنيا ونسيان الآخرة.
متى يُعذر المسلم بترك هذا الواجب:
1: عند انعدام القدرة الكلامية.
2: أو كان لا يستطيع التغيير لوجود مانع.
الدرجة الثالثة: الإنكار بالقلب؛ وهو فرض واجب على الجميع، لا يسقط عن أحدٍ في حالٍ من الأحوال؛ لأنه تغيير داخلي لا يتعدّى صاحبه.
أهميته: أضعف درجات الإيمان؛ إذ ليس بعدها شيء من الإيمان، فمن لم يُنكر قلبه المنكر دلّ على ذهاب الإيمان من قلبه.
· ضابط المنكر الذي يجب إنكاره.
يدلّ الحديث أن المنكر الذي أُمرنا بإنكاره يشترط فيه أمور:
الأول: أن يكون المنكر ظاهرًا معلومًا؛ لقوله: (من رأى)، فليس للآمر البحث والتفتيش والتجسّس بحجّة البحث عن المنكر.
الثاني: أن يكون المنكر مجمع عليه بين المسلمين أنه منكر؛ مثل الربا، والزنا، والتبرّج وغيرها.
الثالث: أن يتيقّن أنه منكر في حقّ الفاعل؛ إذ قد يكون منكرًا في حدّ ذاته، وليس منكرًا بالنسبة للفاعل؛ كالأكل والشرب في رمضان في حقّ المريض الذي يحلّ له الفطر.
· حكم الإنكار في المسائل المختلف فيها.
فيه أقوال:
الأول: قالوا: الأمور التي اختلف فيها العلماء في حرمتها أو وجوبها على نوعين:
ما كان الخلاف فيها ضعيفًا، والحجّة لمن قال بالحرمة، فمثل هذا ينكر على فاعله.
وأما ما كان الخلاف فيها قويّا، والترجيح صعبًا، فمثل هذا –والله أعلم- لا يُنكر على فاعله.
وهذا القول رجحه كثير من أهل العلم كابن عثيمين.
الثاني: قالوا: المختلف فيه من المسائل لا يجب إنكاره على من فعله مجتهدًا فيه، أو مقلّدًا.
واستثنى القاضي أبي يعلى ما ضعُف فيه الخلاف، وكان ذريعة إلى محظور متفق عليه، وهو القول الثالث في هذه المسألة.
· ما يشترط توافره في المُنكِر.
يشترط في المُنكِرِ أمور هي:
- الإسلام
- التكليف
- الاستطاعة
- العدالة
- وجود المنكر ظاهرًا.
- العلم بما يُنكر وبما يأمر.
· آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الأول: الرفق واللين في الإنكار، والأمر بالمعروف بلا غلظة؛ إلا في حالات يتعيّن فيها الغلظة والقسوة.
قال الإمام أحمد: (الناس محتاجون إلى مداراة ورفق، والأمر بالمعروف بلا غلظة، إلا رجل معلن بالفسق، فلا حرمة).
الثاني: أن يكون الأمر أو الإنكار بانفراد وبالسرّ، فذلك أرجى لقبول النصيحة.
قال الشافعي: (من وعظه سرّا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وعابه).
الثالث: أن يكون الآمر قدوة للآخرين، وقد قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}
· أحوال تكتنف إنكار المنكر.
الأولى: أن ينتقل إلى ما هو خير ودين، وهذا الذي يجب معه الإنكار.
الثانية: أن ينتقل منه إلى منكرٍ يساويه، وهذا محل اجتهاد.
الثالثة: أن ينتقل منه إلى منكر آخر.
الرابعة: أن ينتقل منه إلى ما هو أنكر منه، وهذا حرام بالإجماع.
فالحالات التي يحرم فيه الإنكار: الحالة الثالثة والرابعة وهما: أن ينتقل إلى منكر آخر، لا تدري أنه مساوٍ له، وإلى منكر أشد منه بيقينك.
· مسألة: حكم إنكار ما كان مستورًا عنه فلم يره، ولكن علم به.
فيه أقوال:
الأول: لا يعرض له، فلا يفتّش على ما استراب به، وهذا القول هو المنصوص عن الإمام أحمد في أكثر الروايات، وهو قول الأئمة مثل سفيان الثوري وغيره.
وحجّتهم: أنه داخل في التجسّس المنهي عنه.
الثاني: يكشف المغطّى إذا تحقّقه؛ كأن يسمع صوت غناء محرّم، وعلم المكان، فإنه ينكره، وهو رواية أخرى عن الإمام أحمد، نصّ عليها وقال: إذا لم يعلم مكانه فلا شيء عليه.
وحجّتهم: أنه قد تحقق من المنكر، وعلم موضعه، فهو كما رآه.
الثالث: إذا كان في المنكر الذي غلب على ظنّه الاستسرار به بإخبار ثقة عنه، انتهاك حرمة يفوت استدراكها كالزنى والقتل، جاز التجسس والإقدام على الكشف والبحث، وإن كان دون ذلك في الرتبة لم يجز التجسّس عليه، قال بذلك القاضي أبو يعلى.
· مسألة: هل وجوب الإنكار متعلّق بظن الانتفاع؟
فيه قولان:
الأول: يجب الإنكار مطلقًا، سواء غلب على الظنّ أم لم يغلب على الظنّ، وهذا قول الجمهور وأكثر العلماء ومنهم الإمام أحمد.
وحجتهم:
1: أن إيجاب الإنكار لحقّ الله جلّ وعلا، وهذا لا يدخل فيه غلبة الظنّ.
2: يكون لك معذرة، كما أخبر الله عن الذين أنكروا على المعتدين في السبت أنهم قالوا لمن قال لهم: {لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذّبهم عذابًا شديدًا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلّهم يتّقون}.
الثاني: أنه يجب مع غلبة الظنّ؛ أي عند عدم القبول والانتفاع به يسقط وجوب الأمر والنهي ويبقى الاستحباب، وهذا ذهب إليه جماعة من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وهو رواية عن الإمام أحمد وقال به الأوزاعي.
وحجّتهم:
1: قوله تعالى: {فذكّر إن نفعت الذكرى} فأوجب تعالى التذكير بشرط الانتفاع.
2: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله تعالى: {عليكم أنفسكم}، فقال: ((ائتمروا بالمعروف، وانتهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحّا مطاعًا، وهوًى متّبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك، ودع عنك أمر العوام)) رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي.
ورُوي هذا التأويل عن عدد من الصحابة كابن مسعود وابن عمر وغيرهما.
3: كما دلّ عليه عمل عدد من الصحابة كابن عمر وابن عباس وغيرهما لمّا دخلوا بيوت بعض الولاة ورأوا عندهم بعض المنكرات فلم ينكروها لغلبة الظنّ أنهم لا ينتفعون بذلك.
4: هذا القول أوجه من جهة نصوص الشريعة؛ لأن أعمال المكلفين مبنية على ما يغلب على ظنّهم، وفي الحديث: ((فإن لم يستطع فبلسانه)) وعدم الاستطاعة يشمل عدة أحوال ويدخل فيها غلبة الظن ألا ينتفع الخصم.
· دوافع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دوافع كثيرة منها:
1: كسب الثواب والأجر، فمن دلّ الناس على معروف كان له من الأجر مثل أجورهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، قال صلى الله عليه وسلم: ((من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله)).
2: خشية عقاب الله؛ وذلك أن المنكر إذا فشا في أمّة كانت مهدّدة بنزول العقاب عليها، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنّ الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه)).
3: الغضب لله تعالى أن تنتهك محارمه، وذلك من خصال الإيمان الواجبة.
4: النصح للمؤمنين والرحمة بهم رجاء إنقاذهم؛ فالذي يقع في المنكر عرّض نفسه لعقاب الله وغضبه، وفي نهيه عن ذلك أعظم الرحمة به.
5: إجلال الله وإعظامه ومحبته، فهو تعالى أهل أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُشكر فلا يُكفر، وأن يُعظّم بإقامة أوامره والانتهاء عن حدوده، وقد قال بعض السلف: وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله، وإن ّ لحمي قُرض بالمقاريض.
· شبهات وجوابها.
- الشبهة الأولى: قد يقول قائل: أنا كاره بقلبي، مع جلوسه مع أهل المنكر.
الجواب: لا يكفي في إنكار القلب أن يجلس الإنسان إلى أهل المنكر ويقول: أنا كاره بقلبي، لأنه لو صدق أنه كاره بقلبه ما بقي معهم إلا إذا أكرهوه، فحينئذ يكون معذورًا.
قال تعالى: {فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} فمن جلس في مكان يستهزأ فيه بآيات الله، وهو جالس لا يُفارق ذلك المكان، فهو في حكم الفاعل من جهة رضاه بذلك؛ لأن الراضي بالذنب كفاعله كما قال العلماء.
- الشبهة الثانية: يعلل البعض تركهم واجب إنكار المنكر بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتهم}
الجواب: في تفسير هذه الآية قولان:
الأول: أن معناها: إنكم إذا فعلتم ما كلّفتم به فلا يضرّكم تقصير غيركم، وهذا هو المذهب الصحيح عند المحققين في تفسير هذه الآية، ذكره النووي، ثم قال: وإذا كان كذلك فمما كلّفنا به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومما يدلّ لصحة هذا المعنى قول الصديق رضي الله عنه: يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها، وإنا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه)).
الثاني: أن تأويل هذه الآية لم يأتِ بعد، وإن تأويلها في آخر الزمان، وهذا القول مرويّ عن طائفة من الصحابة.
فعن ابن مسعود قال: إذا اختلفت القلوب والأهواء، وألبستم شيعًا، وذاق بعضكم بأس بعض، فيأمر الإنسان حينئذ نفسه، حينئذ تأويل هذه الآية.
وعن ابن عمر: هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا، إن قالوا لم يقبل منهم.
وهذا قد يُحمل على أنّ من عجز عن الأمر بالمعروف، أو خاف الضرر، سقط عنه.
- الشبهة الثالثة: قد يقول قائل: هل للعاصي أن يأمر وينهى؟
الجواب: قال العلماء: لا يشترط في الآمر والناهي أن يكون كامل الحال، ممتثلًا ما يأمر به، مجتنبًا ما نهى عنه، بل عليه الأمر وإن كان مخلّا بما يأمر به، فإنه وإن كان متلبّسًا بما ينهى عنه، فإنه يجب عليه شيئان: أن يأمر نفسه وينهاها، ويأمر غيره وينهاه.
فإذا أخلّ بأحدهما كيف يُباح له الإخلال بالآخر؟ ذكره النووي.
· خطر ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
1: فساد المجتمع بشيوع المنكرات والفواحش، وتسلّط الفجار على الأخيار.
2: اعتياد الناس على الباطل، ودثور الحقّ ونسيانه، حتى يصبح الحقّ باطلًا والباطلُ حقّا.
3: الطرد من رحمة الله كما طرد الله اهل الكتاب من رحمته لمّا تركوا هذا الوجب، قل تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}.
4: الهلاك في الدنيا، ففي الحديث: أن مثل القائمين على حدود الله والواقعين فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فأراد الذين في أسفلها أن يخرقوا في نصيبهم خرقًا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا.
وفي حديث أبي بكر مرفوعًا: ((ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على أن يغيّروا فلا يغيّروا، إلا يوشك أن يعمّهم الله بعقاب)) رواه أبو داود.
5: عدم استجابة الدعاء، فعن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهونّ عن المنكر، أو ليوشك الله أن يبعث عليكم عقابًا من عنده، ثم لتدعنّه فلا يستجيب لكم)).
· فوائد الحديث.
1: أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2: وجوب تغيير المنكر.
3: أنه ليس في الدين من حرج، وأن الوجوب مشروط بالاستطاعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فإن لم يستطع فبلسانه)).
4: من لم يستطع التغيير باليد ولا باللسان فليغيّر بالقلب بكراهة المنكر وعزيمته على أنه من قدر على إنكاره بلسانه أو يده فعل.
5: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال الإيمان.
7: أن للقلب عملًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فإن لم يستطع فبقلبه)) عطفًا على قوله: ((فليغيّره بيده)).
8: أن الإيمان عمل ونيّة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذه المراتب من الإيمان.
9: زيادة الإيمان ونقصانه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((وذلك أضعف الإيمان)).
· خلاصة الدرس.
فيتحصّل مما سبق: وجوب إنكار المنكر، وأن إنكاره باليد واللسان متعلّق بالقدرة والاستطاعة بالإجماع.
وأما إنكار القلب فمن الفروض العينيّة التي لا تسقط عن أحدٍ مهما كانت الحال.
ومن لم يُنكر قلبه المنكر دلّ ذلك على ذهاب الإيمان من قلبه.
كما دلّ الحديث بظاهره على تعليق وجوب التغيير باليد بالرؤية، وما يقوم مقامه، وبالمنكر نفسه دون فاعله.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 23 ربيع الثاني 1437هـ/2-02-2016م, 08:44 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

مثال تطبيقي في تلخيص شرح حديث أبي سعيد الخدري: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ...)



الأول: استخلاص العناصر وأسماء المسائل.
بقراءة الدرس، وكلما مرّت به مسألة دوّنها -ولا بأس أن يبدأ بالتدوين في ورقة-، مع الإشارة للشرح الذي تضمّن تلك المسألة، مادام أنه يلخّص من عدة شروح، ويمكن أن يرمز للشراح برموز لتسهيل العملية؛ فمثلًا يرمز للشيخ ابن عثيمين (ع)، وللشيخ محمد حياة السندي (ح)، ونحو ذلك.
مثاله: في شرح ابن عثيمين:

اقتباس:
الشرح
"مَنْ" اسم شرط جازم،و: "رأى" فعل الشرط،وجملة "فَليُغَيرْه بَيَدِه" جواب الشرط.[إعرابها]
وقوله: "مَنْ رَأَى" هل المراد من علم وإن لم يرَ بعينه فيشمل من رأى بعينه ومن سمع بأذنه ومن بلغه خبر بيقين وما أشبه ذلك، أو نقول: الرؤيا هنا رؤية العين، أيهما أشمل؟ [المراد بالرؤية]
الجواب :الأول، فيحمل عليه، وإن كان الظاهر الحديث أنه رؤية العين لكن مادام اللفظ يحتمل معنى أعم فليحمل عليه.
وقوله: "مُنْكَراً" المنكر:هو ما نهى الله عنه ورسوله، لأنه ينكر على فاعله أن يفعله.[المراد بالمنكر]
فيدوّن:
شرح قوله: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده)
- إعرابها. ع
- المراد بالرؤية. ع س ص [أي ابن عثيمين وسعد الحجري وصالح آل الشيخ]
- المراد بالمنكر. ع ح س ج [ابن عثيمين ومحمد حياة وسعد الحجري وابن رجب]

ثانيا: بعد استخلاص العناصر وأسماء المسائل نرتبها.
والغالب أن الشرح الواحد تكون مسائله متناولة من الشارح بترتيب معتبر، أما عند التلخيص من عدة شروح فنحتاج للنظر إلى أوجه التناسب بين المسائل.
ففي المثال السابق: ترتيب العناصر والمسائل المستخلصة:
* شرح قوله: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده)
- إعرابها. ع
- المراد بالرؤية. ع س ص
- المراد بالمنكر. ع ح س ج


ثالثا: التحرير العلمي.
بعد استخلاص المسائل نجمع ما يتصل من الكلام بكل مسألة من جميع أجزاء الدرس، ومن جميع الشروح إذا كان التلخيص منها جميعًا، فهذا يساعد على تحقيق جودة التحرير بذكر خلاصة القول فيه واستيعاب جميع الأقوال، وإتمام ذلك في أقلّ مدة بإذن الله.
ومما يساعد على ذلك وجود الرموز التي تدلنا على مواضع ورود المسألة.
مثال ذلك: تحرير القول في مسألة المراد بالرؤية، وقد وردت في ثلاثة شروح، ونلاحظ أن لأهل العلم فيها قولان:
اقتباس:
* المراد بالرؤية في قوله: (رأى)
[ابن عثيمين] وقوله:"مَنْ رَأَى"هل المراد من علم وإن لم يرَ بعينه فيشمل من رأى بعينه ومن سمع بأذنه ومن بلغه خبر بيقين وماأشبه ذلك، أو نقول: الرؤيا هنا رؤية العين، أيهما أشمل؟
الجواب :الأول،فيحمل عليه، وإن كان الظاهر الحديث أنه رؤية العين لكن مادام اللفظ يحتمل معنى أعم فليحمل عليه.
[سعد الحجري]((رَأَى))؛ أيْ: أَبْصَرَ بِعَيْنَيْهِ وَشَاهَدَ بها هذا المنكرَ، وَهذا فيهِ زيادةُ تَأْكِيدٍ على التَّثَبُّتِ في هذهِ الأمورِ لِتُؤْتِيَ ثِمَارَهَا
[صالح آل الشيخ]والفعل (رأى) هو الذي تعلق به الحكم، وهو وجوب الإنكار، و(رأى) هنا بصرية لأنها تعدت إلى مفعول واحد، فحصل لنا بذلك: أن معنى الحديث:
من رأى منكم منكراً بعينه فليغيرهُ بيده، وهذا تقييد لوجوب الإنكار بماإذا رُئى بالعين، وأما العلم بالمنكر فلا يُكتفى به في وجوب الإنكار، كما دل عليه ظاهرُ هذا الحديث.
قال العلماء: ظاهرُ الحديث على أنهُ لا يجب حتى يرى بالعين، ويُنزَّل السمع المحقق منزلة الرأي بالعين، فإذا سمع منكراً سَماعاً محققاً، سمع صوت رجلوامرأة في خلوة محرمة سَماعاً محققاً، يعرف بيقين أن هذا محرم، وأنه كلامه إنما هومع أجنبية وأشباه ذلك؛ فإنه يجب عليه الإنكار لتنزيل السماع المحقق منزلة النظر،كذلك إذا سمع أصوات معازف أو أصوات ملاهي أو أشباه ذلك، بسماع محقق؛ فإنه يجب عليه هنا الإنكار، وأمّا غير ذلك فلا يدخل في الحديث.
فإذا علم بمنكر فإنه هنالا يدخل في الإنكار، وإنما يدخُل في النصيحة؛ لأنَّ الإنكار عُلِّق بالرؤية في هذاالحديث، وينزّل -كما قال العلماء- السماع المحقق فقط منزلةالرؤية.>> وتوجد هنا مسألة أخرى وهي: فائدة تعليق حكم الإنكار بالفعل (رأى) دون الفعل (علم)
فيكون التحرير كالتالي:
- المراد بالرؤية في قوله: (من رأى).
لأهل العلم قولان في المراد بالرؤية في الحديث:
الأول: العلم، فتشمل من رأى بعينه ومن سمع بأذنه ومن بلغه خبر بيقين وما أشبه ذلك، وهذا ما رجّحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
وحجته: أنه مادام أن اللفظ يحتمل هذا المعنى الأعمّ، فإنه يُحمل عليه، وإن كان ظاهر الحديث يدلّ على أنه رؤية العين.
الثاني: أنها رؤية العين؛ فرأى بمعنى أبصر بعينيه، وإنما يُنزَّل السمع المحقق منزلة الرأي بالعين، وهذا ما رجّحه الشيخ صالح آل الشيخ.
وحجته: أن (رأى) تعدّت إلى مفعول واحد، فتكون بصرية.
ولأن العلم بالمنكر لا يُكتفى به في وجوب الإنكار.
ولأن تقييد وجوب الإنكار برؤية العين يفيد زيادة تأكيد على التثبّت في هذه الأمور.

رابعا: حسن الصياغة.
ومما يساعد على حسن صياغة الملخّص الاستعانة بكلام أهل العلم وعباراتهم الواردة في الشروح.

خامسًا:حسن العرض.
وفيه تراعى المعايير الواردة في دروس الدورة.
ومن ذلك: البدء بذكر العناصر مجرّدة، وتمييز العناصر وأسماء المسائل بلون مختلف.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة or, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir