دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 شعبان 1442هـ/17-03-2021م, 07:46 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
2: سورة البقرة.
3. خواتيم سورة البقرة.
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
2: سورة النساء
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
2: سورة آل عمران.
3: سورة النساء
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
2: سورة البقرة
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 شعبان 1442هـ/19-03-2021م, 10:24 AM
محمد حجار محمد حجار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 350
افتراضي

مجلس مذاكرة دورة فضائل القرآن القسم الثاني


س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
أردُّ بما ورد من نصوص صحيحة صريحة في كتاب الله سبحانه وبحمده و سنة رسوله صلى الله عليه و سلَّم و أقوال السلف رضي الله عنهم و من ذلك
1 - قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
2 – وما رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سورة الإخلاص : «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن».
3 - و ما رواه مسلم من طريق أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ. أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلَّم « يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ » قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: « يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ » قال: قلت: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }. قال: فضرب في صدري، وقال: « والله ليهنك العلم، أبا المنذر»
4 – و ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية: «والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة».
فهذه الأدلة الصحيحة و الصريحة و غيرها تدلّ دلالة بيّنة على أنّ بعض السور والآيات أفضل وأحبّ إلى الله من بعض ، على أنَّ كلام الله كله فاضلٌ و منزهٌ عن النقص و العيب و الضعف و لكن ثبت أنَّ الله سبحانه و تعالى اختص بعض سور القرأن و أياته بمزيد فضل كالشفاء و البركة و العصمة من الدجال و زيادة الأجر و الثواب و التحصين من الشياطين و وساوسهم و ما إلى ذلك من الفضائل التي اختص بها اللهُ بعض سور القرأن و أياته
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.

ورد في شأن سورة الفاتحة أحاديث كثيرة دلَّت على أنها أعظم سورة في القرأن و أنَّ الله سبحانه و تعالى اختصها بمزيد فضل و مجموعة خصائص تميزها عن غيرها من سور القرأن و من ذلك
1 – أنها أعظم سورة في القرأن : لقول النبي صلى الله عليه و سلَّم لأبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». رواه البخاري
2 – و أنها أم القرأن و أصله و جامعةُ معانيه : لقوله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري من حديث أبي هريرة.
3 – و أنها لم ينزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها : لقوله صلى الله عليه و سلَّم لأبي بن كعب « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ » ... ثمَّ أقرأه سورة الفاتحة و قال صلى الله عليه و سلَّم « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ». رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
4 – و أنها أفضل القرأن : لقوله صلى الله عليه و سلَّم لرجل نزل بجانبه «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم
5 – و أنها خير سورة في القرأن لقوله صلى الله عليه و سلَّم لعبد الله بن جابر (ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟). قلت: بلى يا رسول الله. قال: (اقرأ "الحمد لله رب العالمين" حتى تختمها). رواه الإمام أحمد
6 – و أنَّ نفعها عظيم و ثوابها كبير : لحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم و قد فسَّر العلماء الحرف بأنَّ كلّ جملة طلبية عطاؤها الإجابة، وكلّ جملة خبرية عطاؤها ذكر الله وإثابته.
7 – و أنها رقية : لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب فرقوا سيدههم اللديغ بفاتحة الكتاب فقام كأنما نشط من عقال و أخذوا على ذلك جعلا فقال بعضهم اقسموا فقال الراقي لا حتى نأتي رسول الله فنذكر له ما حصل ، فلما أتوه و قصو عليه الخبر قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). متفق عليه
8 – و أنَّ الصلاة لا تصح إلا بها : لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه
2: سورة البقرة.
دلّت الأحاديث الصحيحة على أنّ سورة البقرة تقدم سورَ القرآن يوم القيامة، وأنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه، وأنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، وأنّ تلاوتها تنفّر الشياطين. و تضمّنت سورة البقرة أعظم آية في القرآن، وهي آية الكرسي و من ذلك
1 - حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة). رواه مسلم
2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» رواه مسلم
3 - قال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) يعني عَظُم. رواه أحمد وأصله في الصحيحين.
3. خواتيم سورة البقرة.
لسورة البقرة عموماً فضل عظيم كما تقدم و لكنَّ الله سبحانه اختص بعض أياتها بمزيد فضل منها الأيتين في خاتمتها فقد ورد في فضل خواتيم سورة البقرة جملة من الأثار الصحيحة منها
1 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم في صحيحه
2 - وحديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه» وفي لفظ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» متفق عليه
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران

1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة». رواه العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه. و سبب ضعفه حكم البخاري على أحد رواته و هو ( مظاهر ) بأنه منكر الحديث.
2 – حديث يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن ، و سبب ضعفه أنَّ في سنده انقطاع لأن سعيد بن جبير لم يدرك عمر
3 – حديث عبد الله بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سورة البقرة وآل عمران جعل الله له جناحين منظومين بالدر والياقوت» رواه الثعلبي في تفسيره والمستغفري في فضائل القرآن، وسبب ضعفه أنَّ عبد الله بن زياد منكر الحديث
2: سورة النساء
1 – حديث يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن ، و سبب ضعفه أنَّ في سنده انقطاع لأن سعيد بن جبير لم يدرك عمر
2 - حديث أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وسبب ضعفه أنَّ عبد الله بن قيس مجهول الحال.
3 – حديث سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع . و سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
اعتنى العلماء بجمع الضعيف من المرويات لثلاث فوائد:
الأولى: التنبيه على ضعفها، وبيان سببه و درجة ضعفها ، لئلا يُغترّ بها ، و لِيُتعامل معها حسب درجتها من الضعف
والثانية : جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد
والثالثة : رصد ما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع، وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره، ليستفيد منه أهل العلم باستخراج علل الحديث ؛ بالدراسة والتمحيص
و الفائدة الأولى هي الأصل و الأخريان معينتان عليها
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف المتن مطلقاً ؛ فقد يروى بإسناد آخر صحيح، ولذلك أمثلة منها:
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا. ثم قال بعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.
أ: فأمّا شرحبيل بن مسلم فروى عنه هذا الأثر حَريزُ بن عثمان الرَّحبي وهو ثقة ثبت، ورواه عن حريز ثلاثة هم: يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة، والحكم بن نافع عند الدارمي، وحجّاج بن محمد عند ابن بطة العكبري.
ب: وأما سليم بن عامر الخبائري فروى هذا الأثر عنه معاوية بن صالح، ورواه عن معاوية عبد الله بن صالح كاتب الليث، ورواه عن عبد الله بن صالح: البخاري في "خلق أفعال العباد" والدارمي في سننه.
ج: وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز، ورواه عن حريز شبابة بن سوّار عند ابن أبي شيبة.
وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدّم، وتفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله: «ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة». ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّم فلا تعتبر مخالفته.
والخلاصة
أنه بمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
الضعف في المرويات يكون إما في السند ( و هو نسبة القول إلى قائله ) و إما في المتن ( و هو نص القول و مضمونه ) و إما في كليهما و الأسباب التي تؤدي إلى ضعف المرويات كثيرة و لها اعتبارات مختلفة و قد نتج عن هذا أنواع متعددة من المرويات الضعيفة منها
1 – المراسيل : و هي المرويات التي يرويها التابعون عن النبي صلى الله عليه و سلَّم مباشرة بدون ذكر الصحابي و هذا نوع من انقطاع السند
2 – المرويات المقطوعة : و هي المرويات التي في سندها انقطاع في أي موضع من السند و هي أعم من المراسيل إذ المراسيل نوع من المرويات المقطوعة و لكن الإنقطاع في أخر السند
3 – المرويات بالمعنى المغيّر للفظ : و هي أن يروي الراوي الحديث الذي سمعه بألفاظٍ من عنده معبراً عن المعنى الذي فهمه
4 – المرويات التي فيها خطأ في سندها : و هو الخطأ في تسمية أحد رجال السند
5 - المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال : و مجهول العين هو الذي لم يسمى و مجهول الحال هو الذي ليس فيه جرح و لا تعديل
6 – المرويات التي ضعفها بسبب نقص في عدالة أو ضبط الراوي : و هذا النقص له درجات و مراتب منها أن يوصف الراوي بأنه متروك الحديث
7 – المرويات المنكرة المتن : و هي ما خالفت أصول صحيحة ثابتة ، ونكارة المتن غالباً ما يكون معها علة ظاهرة في الإسناد ، لكن ربما روي حديث أو أثر بإسناد ظاهره الصحّة، ومتنه منكر؛ ففي هذه الحالة:
- إما أن يُجاب عن الإشكال بما يزيل النكارة بحيث يكون للمتن معنى مقبول غير منكر يصحّ أن يُحمل عليه بلا تكلّف.
- وإمّا أن يُتعرّف على علة الإسناد التي أدّت إلى رواية هذا المتن المنكر.
8 – المرويات التي لا أصل لها : و هي التي لا يُعرف لها إسناد ولا مخرج.
9 – المرويات الموضوعة : وهي شرّ هذه الأنواع، وهي ما كان من رواية الكذّابين.
ومن المرويات ما يجتمع فيها أكثر من علّة، فيكون فيها انقطاع في الإسناد، وضعف في بعض رجال السند، ونكارة في المتن، وكلما زادت العلل اشتدّ الضعف.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
خواص القرأن تسمية اصطلاحية معاصرة استعملها العلماء لمعاني متعددة :
- منها أثربعض السور والآيات في أحوال مخصوصة كالاستشفاء بها و دفع الخوف و القلق و الاضطراب و حصول البركة و دفع كيد الشيطان و غيرها من المنافع التي اختص اللهُ بها بعض سور و أيات القرأن الكريم
- ومنها ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
- ومنها التأثير الإعجازي للقرآن، وهذا المعنى يذكره بعض من يكتب في إعجاز القرآن، ويغلب عليهم العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه.
و المعنى الأول هو المقصود في دراستنا
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
الحكم هو الجواز و الإباحة إذا لم يؤدي الفعل إلى شركٍ أو محظور أو محذور و لم يكن في الباب ما يدفعه و من الأدلة على ذلك
1 – دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة ومن ذلك قوله تعالى: {وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد } فقولها مع الإيمان بالله والتوكّل عليه وبذل ما يستطاع من الأسباب له أثر عظيم في دفع كيد الأعداء، لقول الله تعالى بعدها: {فوقاه الله سيئات ما مكروا}.
و قد ورد الإذن العام في الرّقى ما لم يكن فيها شرك كما دلّ عليه : ما ورد ففي الصحيحين من حديث الأسود بن يزيد النخعي قال: سألتُ عائشة عن الرقية من الحُمَة؛ فقالت:«رخّص النبي صلى الله عليه وسلم لأهل بيت من الأنصار في الرُّقية من كل ذي حُمَة».
2 – و ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم من تجارب مبنية على خواص القرأن منها ما روي عن ابن عباس، قال: إذا عسر على المرأة ولدها، فيكتب هاتين الآيتين والكلمات في صحفة ثم تغسل فتسقى منها: «بسم الله لا إله إلا هو الحليم الكريم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم» {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها}، {كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}).
وابن أبي ليلى يُضعّف في الحديث لسوء حفظه . لكن هذا الأثر عمل به بعض الأئمة، بناء على أصل الإذن في الرقية، ولظهور المناسبة بين الحالة والرقية، ولكون الضعف في الإسناد غير شديد، ولوجود الحاجة وهي تعسّر الولادة.
والآثار التي تصحّ عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب محمولة على أحد أمرين:
الأول: أن تكون مما تعلّموه من النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أن تكون مما فعلوه اجتهاداً بناء على أصل الإذن الشرعي.
3 - ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم. ومن ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها). والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
4 - الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة. ومن ذلك أن يرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك : ومن أمثلته:
ما ذكره ابن القيّم رحمه الله في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر} . قال: وسمعته يقول: (كتبتها لغير واحد فبرأ) وقال: (لا يجوز كتابتها بدم الراعف، كما يفعله الجهال، فإن الدم نجس، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى).
والخلاصة في هذا الباب
أن يقرأ صاحب كلّ بلاء ما يناسب بلاءه من السور والآيات؛ فيجد فيما يقرأ ما يشفي صدره، ويطمئن قلبه، ويتبصّر به سبيل الهدى فيما هو فيه، ويتوسّل إلى الله تعالى بآياته الباهرة، وقدرته الظاهرة، وعزّته القاهرة، ورحمته وإحسانه على أن يذهب عنه ما يجد ويحاذر، وأن يحفظه ويلطف به.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 شعبان 1442هـ/20-03-2021م, 12:26 PM
شريفة المطيري شريفة المطيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 190
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟

• قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
• وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
• وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
• وعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
• وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين». رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس.
• وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم من طريق أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ.
• وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل» رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم بن عمران التجيبي عن عقبة.

فهذه الأدلة تدلّ على أنّ بعض السور والآيات أفضل وأحبّ إلى الله من بعض، وهي وإن كانت كلّها في الذروة العليا من حسن البيان والإحكام، مكرَّمة عن كلّ وصف نقص وضعف واختلاف؛ إلا أنها ليست على درجة واحدة في الفضل؛ فبعضها أعظم من بعض، وبعضها أحبّ إلى الله من بعض، وتلاوة بعضها أعظم أجراً من بعض

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
1-أعظم آية في القرآن: روى أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم في صحيحه
2- المؤمن يحفظ بها من كيد الشيطان: أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان» رواه البخاري في صحيحه
3- من قرأها دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة الا الموت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»رواه النسائي

2: سورة آل عمران.
1-تقدم سورَ القرآن يوم القيامة وتحاج عن صاحبها: حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما ) رواه مسلم
2. تسمى الزهراوين مع سورة البقرة وتظلل صاحبها يوم القيامة : جديث (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف)
3- بها الاسم الأعظم : أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه» رواه ابن ماجه والطحاوي
4. غنى صاحبها: وقال عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
5- عظم من حفظها في أعين الصحابة: وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)
7. تشفع لصاحبها:أنها وقال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل).

3: سورة النساء
1- هي من السبع المثاني الطوال: وهي المذكورة في قوله الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}،عن ابن عباس: (هي السبع الطوال) على أحد قولين في تفسير الآية
2. من أخذها مع السبع الطوال فهو حبر: عن عائشة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر»
3. أمر عمر رضي الله عنه بتعلمها لاشتمالها على اكثر فرائض الدين وأحكامه: وقال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور)وقال:(تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض)
4-أنها زينة وجمال لصاحبها: قال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
5-أن فيها خمس آيات قال عنها عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها)
6- أن فيها آية ما أذنب عبد ثم تلاها واستغفر إلا غفر له :عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله: (إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له)؛ فسألوه عنهما، فلم يخبرهم؛ فقال علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا) البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدِ الله غفوراً رحيما} ، فقالا: هذه واحدة.
ثم تصفَّحا آل عمران، حتى انتهينا إلى قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} فقالا: هذه أخرى، ثم أطبقا المصحف، ثم أتيا عبد الله، فقالا: هما هاتان الآيتان؟
فقال عبد الله: نعم).

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
1 . حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.

2. وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،
ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.

3. حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن»رواه عبد بن حميد مرفوعاً، ورواه الفريابي في تفسيره كما في الدر المنثور، وابن مروان الدينوري في المجالسة كلاهما موقوفاً على ابن عباس بلفظ: «فاتحة الكتاب ثلثا القرآن».
واختُلف في أبان هذا من هو؛ فذهب البوصيري إلى أنه أبان بن صمعة، وهو ثقة لكنّه اختلط بعدما أسنّ.
وذهب الألباني إلى أنه أبان ابن أبي عياش البصري، وهو متروك الحديث، وقال ابن حجر في المطالب العالية: (أبان هو الرقاشي: متروك)، ولعله أراد أبان ابن أبي عياش، فسبق ذهنه إلى يزيد بن أبان الرقاشي، وكلاهما متروكان.
وقد حسّن البوصيري إسناد الحديث، وضعّفه ابن حجر لأجل اختلافهما في تعيين أبان.
وأما الألباني فضعّفه جداً؛ لضعف أبان، وضعف شهر بن حوشب.
2: سورة البقرة

1- حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.
وقد تقدّم ذكره.
2- وحديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وأبو داوود في المراسيل عن جبير بن نفير مرسلاً، ورواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان من طري الفضل الشعراني عن عبد الله بن صالح به إلى جبير بن نفير عن أبي ذر مرفوعاً.
وأبو عبيد رواه عن عبد الله بن صالح به مرسلاً موافقاً رواية ابن وهب عن معاوية عند أبي داوود في المراسيل، وهو الصواب.
والحديث ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.
3- وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
وحكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه»

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
الحديث لا يُحكم بصحته إلا إذا صَحَّ إسنادُه ومتنُه.
وصحة الإسناد لا تتحقّق إلا بثلاثة أمور:
1- أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى: الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق في الجملة فهؤلاء لا يُطّرح حديثهم جُملة، ولا يقبلون مطلقاً، بل يُعتبر حديثهم فإذا ورد من طريق أخرى أو كان له شواهد فيُحكم بصحّته لانتفاء علّة ضعف الضبط.
والدرجة الثانية: الذين لا تُقبل مرويّاتهم مطلقاً، ولا يعتبر بها، وهم متروكو الحديث، من الكذّابين، والمتّهمين بالكذب، والذين بلغوا من كثرة الخطأ والتساهل في الرواية عن الواهين من غير تبيين مبلغاً استحقّوا به ترك حديثهم؛ فهؤلاء لا يُجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم.

2- أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع؛ فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث.
3- انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
فالمخالفة أن يخالف الرواي من هو أوثق منه فيَصِل إسناداً منقطعاً، أو يُغفل ذِكْرَ راوٍ ضعيف.
والتدليس أن يسقط راوياً ضعيفاً من الإسناد ويروي عن شيخه بصيغة "عن" أو "أنّ"، ومن عُرف بالتدليس فلا يُقبل حديثه إلا أن يصرّح بالسمّاع.
والاضطراب أن يختلف الرواة في الإسناد اختلافاً شديداً فلا يُوقف على صحّته، والاضطراب موجب للضعف.

وصحة المتن لا تتحقّق إلا بأمرين:
1- صحّة الإسناد إليه.
2- انتفاء العلّة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.


س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
على خمس درجات:
الدرجة الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن...(يحتج بها)
والدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة...(يحتج بها)
والدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت...( من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار، ومنهم من يستأنس بها ولا يحتجّ بها، ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسناً جامعاً، أو لينبّه على ضعفه مع شهرته)
والدرجة الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية...( لا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها)
والدرجة الخامسة: المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة...( لا تحلّ روايتها إلا على التبيين)

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
موضوع من رواية الكذابين:
ورواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
- ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليمٍ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم .. به مفرّقاً على السور.
- ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم «يا أبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر...» فذكر فضل سورة سورة إلى آخر القرآن انتهى بحروفه.
قال ابن الجوزي: (وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثّعلبيّ في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنّهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الّذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشّأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شرَه جمهور المحدثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنّه قد صحّ عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
قال: (وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بن زيد ليس بشيء وأيضًا فنفس الحديث.
يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول).
ثمّ روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه
فقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
قال الحافظ العراقي: (كلّ من أودع حديث أبيّ - المذكور - تفسيره، كالواحدي، والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك؛ لكن من أبرز إسناده منهم، كالثعلبي، والواحدي فهو أبسط لعذره، إذ أحالَ ناظرَه على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري).
قلت: وقد أورده البيضاوي أيضاً في تفسيره مفرقاً على السور من غير إسناد ولا تنبيه.

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
 الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة:
- فمن ذلك: قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}، وقال تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
فتبيّن بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغمّ والكرب، ودلّ قوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} على أنّ هذا الأمر لا يختصّ بيونس عليه السلام، بل هو عامّ للمؤمنين إذا دعوا واستغاثوا بالله وسبّحوه معترفين ذنوبهم.
ومما يدلّ على صحّة استنباط هذا المعنى ما رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه وغيرهما من طريق إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له».
 الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم:
وقد روي عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب آثار كثيرة، وما يصحّ منها قليل.
فمن ذلك: ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

 الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم:
- ومن ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
 الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة:
بأن يقرأ صاحب كلّ بلاء ما يناسب بلاءه من السور والآيات؛ فيجد فيما يقرأ ما يشفي صدره، ويطمئن قلبه، ويتبصّر به سبيل الهدى فيما هو فيه، ويتوسّل إلى الله تعالى بآياته الباهرة، وقدرته الظاهرة، وعزّته القاهرة، ورحمته وإحسانه على أن يذهب عنه ما يجد ويحاذر، وأن يحفظه ويلطف به.
فيرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك:
ومن أمثلته:
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
يؤدي إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين،
ومن ذلك ما ابتدعه بعض الصوفية الغلاة في خواصّ القرآن من دعاوى وضلالات، واستعمال أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال، وجداول تبيّن للمحققين أنها من طلاسم السحر، لكنّهم موّهوا بها على أتباعهم، وسموّا الأمور بغير أسمائها، فسمّوا الشياطين الذين يتقرّبون إليهم خُدّام الآيات، وسمّوا الاستغاثات الشركية عزائم، وسمّوا غرائب أسماء الشياطين أسراراً، وقد اعترف بذلك بعضُ مَنْ مَنَّ الله عليه بالتوبة من السِّحْر من أصحاب تلك الطرق، وذكر أنه كان يعتقد أنه يكلّم الملائكة ويخاطبهم، وأنّ ما هو فيه إنما هو من الكرامات التي يُؤتاها الأولياء والأقطاب عندهم، فإذا بهم شياطين.
والمقصود أن غلاة الصوفية قد أدخلوا على الأمّة من هذا الباب شرّا عظيماً، وبلاء وفتنة ضلّ بها طوائف من أتباع الطُّرُق والعامّة المخدوعين بضلالاتهم؛ فلبسوا الحق بالباطل، وموّهوا على الجهّال والعامّة، وروّجوا أباطيلهم وأسحارهم باسم خواصّ القرآن، وكان منهم من يكتب الحُجب والتمائم ويبيعها، ويزعم أنّ فيها من الخواصّ ما يدفع البلاء، ويجلب السعد، ويحفظ من العين والعدوّ، وأكلوا أموال الناس بالباطل والتمويه والتضليل.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 7 شعبان 1442هـ/20-03-2021م, 11:40 PM
جيهان محمود جيهان محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 126
افتراضي المجموعة الأولى

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
فيما يلي بعض الأدلة على تفاوت فضل بعض السور والآيات عن بعض، إذ أن ليس كل سور القرآن متساوية في الفضل، بل إن هناك سور وآيات أفضل وأحب لله عز وجل:

من الكتاب:

قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.

في فضل سورة الفاتحة:

من السنة:
عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.

في فضل آية الكرسي:

من السنة:
وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم من طريق أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ.

في فضل سورة الفلق:

من السنة:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل» رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم بن عمران التجيبي عن عقبة.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
وردت أحاديث كثيرة تدل على فضل آية الكرسي، فهي أعظم آية في الكتاب، فعن
أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم في صحيحه من طريق سعيد الجريري عن أبي السَّليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ بن كعب.

وحديث واثلة بن الأسقع البكري رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم جَاءهم في صُفَّةِ المهاجرين؛ فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم}). رواه أبو داوود في سننه والطبراني في الكبير من طريق عن ابن جريج، قال: أخبرني عمر بن عطاء، أن مولى لابن الأسقع، رجل صدق أخبره عن ابن الأسقع به. وهو ضعيف لجهالة مولى ابن الأسقع، لكن صحّ في معناه حديث أبيّ بن كعب.

كما أنها حافظة للانسان إذا قرأها قبل النوم،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان» رواه البخاري في صحيحه من طريق عوف بن أبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.

ويستحب قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة،
فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»
رواه النسائي في السنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة له، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والطبراني في الدعاء والكبير، وابن حبان في صحيحه من طرق عن محمد بن حمير عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة مرفوعاً.


ومحمد بن حمير السليحي مختلف فيه، فمنهم من قال أنه ثقة ومنهم من رأى أن في حديثه شيء من ضعف، لكن الأظهر أنه إسناد حسن لا بأس به.

2: سورة آل عمران.

ورد في فضل سورة آل عمران أحاديث عدة، نذكر منها:

عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...»

وقال عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن سليم بن حنظلة البكري عن ابن مسعود.

وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)

واختصت خواتيم السورة بفضائل خاصة:

1.عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها - وهي خالته - قال: فاضطجعت على عرض الوسادة، «واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل - أو قبله بقليل، أو بعده بقليل - ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي» رواه البخاري في صحيحه من طريق مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عبّاس.
2. وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض ... }» الآية كلها
رواه ابن حبان في صحيحه من طريق يحيى بن زكريا بن إبراهيم النخعي، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة في قصّة ذكرها.

3: سورة النساء

وحديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر» رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وابن الضريس، ومحمد بن نصر في قيام الليل، والطحاوي في مشكل الآثار، والحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد كلهم من طريق عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن حبيب بن هند الأسلمي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة.

ولفظ إسحاق وأحمد: «من أخذ السبع الأول فهو حبر». ورأى البعض ضعفا في الحديث لكن الأرجح أن هذا الحديث حسن إن شاء الله.

قال إسحاق بن راهويه: (يعني البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس). و
الخلاف في تعيين السبع الطوال قديم لكن لا خلاف في دخول سورة النساء فيها.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة

- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
قال ابن عدي: (هو رجل قاص حسن الصوت، وعامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتى من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي أنه مع هذا لا يتعمد الكذب، بل يغلط [فيها]).

-
حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال؟ ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليًّا.

-
وحديث أحمد بن الحارث الغساني، قال: حدثتني ساكنة بنت الجعد، قالت: سمعت رجاء الغنوي، وكان أصيبت يده يوم الجمل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه، وبما مدح الله به نفسه» ، قلنا: وما ذاك بأبي وأمي يا رسول الله؟ قال: «الحمد لله وقل هو الله أحد، فإنه من لم يشفه القرآن فلا شفاه الله » رواه أبو محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص، وابن قانع في معجم الصحابة، وابن أبي نعيم في معرفة الصحابة، والثعلبي والواحدي في تفسيريهما.
والحديث ضعيف جداً؛ أحمد بن الحارث الغساني متروك الحديث.
قال الألباني: (وهذا الحديث يوحي بترك المعالجة بالأدوية المادية والاعتماد فيها على تلاوة القرآن وهذا شيء لا يتفق في قليل ولا كثير مع سنته صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية، فقد تعالج صلى الله عليه وسلم بالأدوية المادية مرارا، وأمر بذلك فقال: يا عباد الله تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء "، أخرجه الحاكم بسند صحيح، وهو مخرج في " غاية المرام " (292) عن جمع من الصحابة نحوه).ا.هـ.


2: سورة البقرة

-
حديث خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام» رواه أبو يعلى في مسنده والعقيلي في الضعفاء، وابن حبان والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
قال العقيلي:
«خالد بن سعيد المديني عن أبي حازم، ولا يتابع على حديثه».


-
حديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم». رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والروياني والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في العظمة.
قال أبو الشيخ: الرجل هو أبو عثمان وليس النهدي.
وهكذا رواه الإمام أحمد وأبو داوود من طريق عبد اللّه بن المبارك، عن سليمان التّيميّ عن أبي عثمان -وليس بالنّهدي-، عن أبيه، عن معقل بن يسار به مختصراً.
وهذا الحديث ضعيف جداً لجهالة أبي عثمان، وجهالة أبيه.
وقد رواه النسائي في الكبرى وابن حبان من غير تنبيه على أنّ أبا عثمان ليس النهدي، وبحذف أبيه من الإسناد.
ورواه المستغفري في فضائل القرآن من طريق أبي مقاتل، عن سليمان التيمي، عَن أبي عثمان النهدي عن معقل بن يسار .. وذكر الحديث.
وأبو مقاتل هو حفص بن سلم السمرقندي متروك الحديث.
ولذلك فلا يغترّ بتصحيح السيوطي لإسناد هذا الحديث في الدر المنثور، ولا بمن تابعه على ذلك.

-
حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران» رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
وليث ضعيف الحديث.

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟


يمكن الحكم بصحة حديث ما إذا صَحَّ إسنادُه ومتنُه.
فأما صحة الإسناد فتكون بتحقق ثلاثة أمور:

الأمر الأول: أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع؛ فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث.

والأمر الثاني: انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
فالمخالفة أن يخالف الرواي من هو أوثق منه فيَصِل إسناداً منقطعاً، أو يُغفل ذِكْرَ راوٍ ضعيف.
والتدليس أن يسقط راوياً ضعيفاً من الإسناد ويروي عن شيخه بصيغة "عن" أو "أنّ"، ومن عُرف بالتدليس فلا يُقبل حديثه إلا أن يصرّح بالسمّاع.
والاضطراب أن يختلف الرواة في الإسناد اختلافاً شديداً فلا يُوقف على صحّته، والاضطراب موجب للضعف.

والأمر الثالث:
أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين:

الدرجة الأولى: الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق في الجملة فهؤلاء لا يُطّرح حديثهم جُملة، ولا يقبلون مطلقاً، بل يُعتبر حديثهم فإذا ورد من طريق أخرى أو كان له شواهد فيُحكم بصحّته لانتفاء علّة ضعف الضبط.
والدرجة الثانية: الذين لا تُقبل مرويّاتهم مطلقاً، ولا يعتبر بها، وهم متروكو الحديث، من الكذّابين، والمتّهمين بالكذب، والذين بلغوا من كثرة الخطأ والتساهل في الرواية عن الواهين من غير تبيين مبلغاً استحقّوا به ترك حديثهم؛ فهؤلاء لا يُجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم.

يقول البيقوني رحمه الله في منظومته:

أولها الصحيح وهو ما تصل ********** إسناده ولم يَشِذَّ أو يُعَلْ
يرويه عدل ضابط عن مثله *********** معتمد في ضبطه ونقله

وصحة المتن لا تتحقّق إلا بأمرين:
الأمر الأول: صحّة الإسناد إليه.
والأمر الثاني: انتفاء العلّة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المقصود بالمرويات هو ما يروى بالأسانيد من الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمرسلة عنه، والآثار التي تُروى عن الصحابة والتابعين.
وهي على خمس درجات:

الدرجة الأولى:
المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.

والدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.
والدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت.
والدرجة الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
والدرجة الخامسة: المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.

يعتبر الحديث الطويل المكذوب
على أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل القرآن سورة سورة من أشهر الأحاديث الموضوعة في بيان فضائل سور القرآن.
وقد رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" له كما في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه قال: «أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا.. » إلخ.
- ورواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
- ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليمٍ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم .. به مفرّقاً على السور.
- ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم «يا أبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر...» فذكر فضل سورة سورة إلى آخر القرآن انتهى بحروفه.
قال ابن الجوزي: (وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثّعلبيّ في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنّهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الّذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشّأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شرَه جمهور المحدثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنّه قد صحّ عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
قال: (وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.

لمعرفة خواص القرآن، أربع دلالات:

الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة

مثل:
قوله تعالى: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)}.
فقول هذه الكلمة بإيمانٍ عند الخبر المفزِع والخوف له أثر في دفع البلاء والسلامة منه.


الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
وقد روي عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب آثار كثيرة، وما يصحّ منها قليل.
والآثار التي تصحّ عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب محمولة على أحد أمرين:

الأول: أن تكون مما تعلّموه من النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أن تكون مما فعلوه اجتهاداً بناء على أصل الإذن الشرعي.

ومثال ذلك:
ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.


الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
ومن ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.

الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومن ذلك أن يرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك:
ومن أمثلته:
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

وجب على المسلم الحذر
من الغلوّ في باب خواصِّ القرآن؛ لأن في ذلك خطر جسيم يؤدي إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين، والعياذ بالله. ومن ذلك غلاة الصوفية الذين موهوا أتباعهم وأضلوهم وسموا الأسماء بغير مسمياتها، فسمّوا الشياطين الذين يتقرّبون إليهم خُدّام الآيات، وسمّوا الاستغاثات الشركية عزائم، وسمّوا غرائب أسماء الشياطين أسراراً.
والمقصود أن غلاة الصوفية قد أدخلوا على الأمّة من هذا الباب شرّا عظيماً، وبلاء وفتنة ضلّ بها طوائف من أتباع الطُّرُق والعامّة المخدوعين بضلالاتهم؛ فلبسوا الحق بالباطل، وموّهوا على الجهّال والعامّة، وروّجوا أباطيلهم وأسحارهم باسم خواصّ القرآن، وكان منهم من يكتب الحُجب والتمائم ويبيعها، ويزعم أنّ فيها من الخواصّ ما يدفع البلاء، ويجلب السعد، ويحفظ من العين والعدوّ، وأكلوا أموال الناس بالباطل والتمويه والتضليل. ولهم كتب كثيرة في هذا الباب.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 شعبان 1442هـ/21-03-2021م, 01:18 AM
دانة عادل دانة عادل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 173
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
1- عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
فدل الحديث على كون سورة الفاتحة أفضل السور مما يثبت تفاضل السور.

2- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل».
دل الحديث على فضل سورة الفلق.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي

1- أنها أعظم آية في القرآن لحديث: أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» 
قال: قلت: الله ورسوله أعلم. 
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» 
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».

2- قراءتها عند النوم تحفظ من الشباطين، لحديث: أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان».

3- قراءتها بعد الصلاة المكتوبة تدخل الجنة، لحديث: أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت».

2: سورة آل عمران.
1- تظل صاحبها يوم القيامة، لحديث: أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..)، وحديث: بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...).

2- قال عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة».

3: سورة النساء

1- قال عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة»

2- وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة

1- حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها»

ضُعّف الحديث لأن فيه الحسن بن دينار فهو متروك الحديث.

2-وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات».

ضُعّف الحديث لأن فيه يوسف بن عطية وهو كثير الوهم متروك الحديث، قال البخاري فيه: منكر الحديث، وقال به النسائي: متروك الحديث وليس بثقة.

3- وحديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال؟ ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش).

ضعيف؛ لأن في سنده انقطاع فالفضيل لم يلق عليًا.

2: سورة البقرة
1- وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي».
ضعيف؛ لأن فيه حكيم بن جبير وهو متروك الحديث لكونه سيء الحفظ ولغلوه في التشيع.

2- وحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران» رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
وليث ضعيف الحديث.

3- حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
لا يصح إلا بصحة سنده ومتنه ويكون بشروط:
ما يتعلق بالسند:
1- أن يكون الرواة ممن تقبل روايتهم.
2- اتصال الإسناد، فانقطاع السند موجب لضعف الحديث.
3- انتفاء السند من العلة القادحة فيه كالتدليس والاضطراب وغيرها.

ما يتعلق بالمتن:
1- صحة الإسناد إليه.
2- انتفاء العلة القادحة في المتن كالنكارة وغيرها.

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
الدرجة الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن، وهي حجة.

والدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة، وهي حجة.

والدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت، من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار، ومنهم من يستأنس بها ولا يحتجّ بها، ومنهم من يذكرها لفائدة.

والدرجة الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية، لا يحتج بها ولا يجوز ذكرها إلا لبيان ضعفها.

والدرجة الخامسة: المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة، لا يحتج بها ولا يحل روايتها إلا للتبيين.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.

حديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »
قلت: بلى.
قال: « فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!
قال: « فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ». رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
ورواه أبو عبيد وأحمد من طريق إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقرأ عليه أبيّ بن كعب أمَّ القرآن- فقال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني».
قال البيهقي: (فيشبه أن يكون هذا القولُ صدرَ من جهةِ صاحبِ الشرعِ صلى الله عليه وسلم لأبيّ، ولأبي سعيد بن المعلَّى كليهما).



س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.

الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة، يمثل لها: بقوله تعالى: {وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد } فقولها مع الإيمان بالله والتوكّل عليه وبذل ما يستطاع من الأسباب له أثر عظيم في دفع كيد الأعداء، لقول الله تعالى بعدها: {فوقاه الله سيئات ما مكروا}.

الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم، يمثل لها بأثر: عن ابن عباس، قال: إذا عسر على المرأة ولدها، فيكتب هاتين الآيتين والكلمات في صحفة ثم تغسل فتسقى منها: «بسم الله لا إله إلا هو الحليم الكريم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم» {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها}، {كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}).

الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
- ومن ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.

الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة، ومن ذلك: وذكر ابن القيّم رحمه الله في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر}.
قال: وسمعته يقول: (كتبتها لغير واحد فبرأ).

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
على الإنسان أن يلتزم بما ورد في النصوص الصحيحة وألا يفتح الباب بمصراعيه ويلج فيه فإنه سيقوم لخطر جسيم وانحلال عظيم وفساد مبين ومن ذلك ما جرى على بعض الصوفية فغلول في هذا الباب حتى بلغوا مرحلة السحر نعوذ بالله يظنون أنهم يخاطبون الملائكة وإذا هم الشياطين، هذا ما وصل بهم الحال إليه فقط لغلوهم في خواص القرآن وانحرافهم عن النصوص الصريحة فهذا شر وبدعة ابتدعته الصوفية على الأمة فليحذر منه وليلتزم بالكتاب والسنة فإنه لا عصمة وأمان إلا بهما.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 شعبان 1442هـ/21-03-2021م, 01:21 AM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
دلّ على تفاضل سور القرآن آيات من القرآن الكريم و أحاديث من السنة الشريفة ،
فمن أدلة القران الكريم :
قوله تعالى :" ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها".
وقوله تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات".
وقوله تعالى :"ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم".
و من أدلة السنة الشريفة :
حديث أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم-: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه ؛ فالتفتَ إليه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: " ألا أخبرك بأفضل القرآن" ، قال: " فتلا عليه الحمد لله رب العالمين".

وحديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- ، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة ".

وعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: " يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل" .

فهذه الأدلة من الكتاب والسنة دالة على أن سور القرآن الكريم تتفاضل ، و كل سور القرآن في غاية الكمال و الجلال ، لكن بعض سورِه تكون أحب إلى الله ، وتلاوتها أعظم أجراً من غيرها ، و اختص -سبحانه- بعض السور بخواص مثل المعوذتين – الفلق و الناس - كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهما: " ما تعوّذ الناس بأفضل منهما" .


س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
آية الكرسي آية عظيمة و هي واردة في سورة عظيمة أيضاً وهي سورة البقرة ، و دلت أحاديث من السنة على فضلها ، ومنها :
حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ "
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: " يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ "
قال: قلت: " الله لا إله إلا هو الحي القيوم ".
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».
وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- ، قال: وكَّلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "صدقك وهو كذوب ذاك شيطان" .
و هذا يدل أيضاً أن قراءة آية الكرسي قبل النوم مهم لحفظ الإنسان و حمايته .

2: سورة آل عمران.
سورة آل عمران من السور العظيمة التي من مقاصدها الثبات على الإسلام بعد كماله و بيانه ، و ردّ شبهات أهل الكتاب و خاصة النصارى ، ودلّ على فضلها عدة أحاديث من السنة الشريفة و منها :
حديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- ، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة ".

وحديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- مرفوعاً: " اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه" .

و من آثار الصحابة -رضي الله عنهم- :
قول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: " من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة".
قال أبو محمد الدارمي: (محبرة: مزينة).

و قول أنس بن مالك -رضي الله عنه- : (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)
و معنى (جدّ فينا) أي : عظُم .

3: سورة النساء
وردت آثار عن الصحابة -رضي الله عنهم- تبين فضل سورة النساء ، ومنها :
قول حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).

وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ، يقول: " تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض" .

وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- : " من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.

وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- : (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله تعالى : " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ".
- وقوله تعالى : " إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ".
- وقوله تعالى : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " .
- وقوله تعالى : " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ".
- وقوله تعالى : " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ".


س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
اشتهر في فضل سورة الفاتحة أحاديث ضعيفة لا تصح ، ومنها :
١-حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: " أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض"
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
-و سبب الحكم عليه بالضعف :
قول الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
والسبب في أن محمد بن خلاد مختلف فيه؛ أنه احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.

٢-حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:"فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات" .
-سبب الحكم عليه بالضعف :
أن يوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.

٣-حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن "
- سبب الحكم عليه بالضعف :
أن سليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.

2: سورة البقرة
وردت عدة أحاديث في فضل سورة البقرة لا تصح ، ومنها :
١-حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. " الحديث ، وفيه: " ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة "
- سبب الحكم عليه بالضعف :
أن عبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.

٢-حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي".
- سبب الحكم عليه بالضعف :
أن حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث ؛ لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
٣-حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- مرفوعاً: "ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران". رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
- سبب الحكم عليه بالضعف :
أن ليث ضعيف الحديث.

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
إن الحكم بصحة الحديث لا يكون إلا بصحة ركنين مهمين في الحديث وهما إسنادُه ومتنُه، و علماء الحديث وضعوا شروطاً لصحة الإسناد و صحة المتن ،
# فشروط صحة الإسناد هي :
١-شرط متعلق بالراوي وهو : عدالة وضبط الراوي .
*عدالة الراوي مدارها الصدق و السلامة في الدين .
و دليل إمكانها الشرعي ،قوله تعالى :"و اشهدوا ذوي عدل منكم " .
و اشترطت العدالة ؛ لمنع الكذب .
* ضبط الراوي و اشترطوه ؛ لمنع الخطأ .
و كان المحدثون يعرفون ضبط الراوي عن طريق الاختبار المباشر (التلقين) ، و بمقارنة المرويات ، ومخالفة الأصول .

٢-اتصال الإسناد ، و السند الصحيح هو ما سلم إسناده من الانقطاع فيتحمل كل راوٍ من رواته عمن فوقه إلى أن يصل إلى منتهاه . و السماع من الشيخ أعلى درجات الاتصال .
٣-السلامة من العلة القادحة في صحّة الإسناد ، و العلة هي : أمر خفي قادح في صحة الحديث يعرف بمخالفة الثقة للثقات ، و العلة تكون في السند والمتن لكن في الغالب تكون في الإسناد ؛ كالمخالفة وهي أن يخالف الرواي من هو أوثق منه فيَصِل إسناداً منقطعاً، أو يُغفل ذِكْرَ راوٍ ضعيف.
والتدليس وهو أن يسقط راوياً ضعيفاً من الإسناد ويروي عن شيخه بصيغة "عن" أو "أنّ"، ومن عُرف بالتدليس فلا يُقبل حديثه إلا أن يصرّح بالسمّاع.
والاضطراب وهو أن يختلف الرواة في الإسناد اختلافاً شديداً فلا يُوقف على صحّته، والاضطراب موجب للضعف.

# وشروط صحة المتن :
١- صحّة الإسناد إليه.
٢- انتفاء العلّة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.

لكن يتنبه إلى أمر وهو أن ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف الحديث مطلقاً ؛ لأنه قد يصحّ من طريق آخر، وأنّ الموقوف قد يأخذ حكم المرفوع إذا صحّ عن الصحابي وكان مما لا مدخل للاجتهاد فيه، ولم تعرف له علّة أخرى توجب منع القول بالرفع.

ولذلك أمثلة منها: حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».
وقد صدق رحمه الله وأعلى منزلته في حكمه على هذا الإسناد؛ فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.
أ: فأمّا شرحبيل بن مسلم فروى عنه هذا الأثر حَريزُ بن عثمان الرَّحبي وهو ثقة ثبت، ورواه عن حريز ثلاثة هم: يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة، والحكم بن نافع عند الدارمي، وحجّاج بن محمد عند ابن بطة العكبري.
ب: وأما سليم بن عامر الخبائري فروى هذا الأثر عنه معاوية بن صالح، ورواه عن معاوية عبد الله بن صالح كاتب الليث، ورواه عن عبد الله بن صالح: البخاري في "خلق أفعال العباد" والدارمي في سننه.
ج: وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز، ورواه عن حريز شبابة بن سوّار عند ابن أبي شيبة.
وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدّم، وتفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله: «ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة».
ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّم فلا تعتبر مخالفته.
وبمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.


س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويّات تعمّ كل ما يُروى بالأسانيد من الأحاديث المرفوعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- والمرسلة عنه ، والآثار التي تُروى عن الصحابة والتابعين.

# و هناك خمس درجات في المرويات في فضائل القرآن:
الدرجة الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها، فهي ثابتة بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
الدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، ويكون المتن فيها سالماً من العلّة القادحة في صحته ، و يكون في الإسناد بعض الضعف الذي يمكن جبره بالشواهد وتعدد الطرق .
الدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابل للتقوية لو وجدت.
الدرجة الرابعة: المرويات الواهية، إسنادها فيه ضعف شديد، أو يكون المتن منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
الدرجة الخامسة: المرويات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنها مكذوبة مختلقة.

ولكل درجة من درجات فضائل القرآن له حكم :
* مرويات الدرجتين الأولى والثانية ( الصحيحة لذاتها و الصحيحة لغيرها ) : يحتجّ بهما.
* مرويات الدرجة الثالثة ( الضعيفة ضعفاً محتملاً )، على ثلاثة أقوال :
١-من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار.
٢-ومنهم من يستأنس بها ولا يحتجّ بها .
٣-ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسناً جامعاً، أو لينبّه على ضعفه مع شهرته.
* مرويات الدرجة الرابعة ( الواهية ) : لا يجوز أن تذكر إلا لأسباب مثل بيان ضعفها والتنبيه على عللها، وقد يرويها بعض المحدّثين لفوائد عارضة أو لغرض جمع الطرق ويعدّون ذكر الإسناد تبيينا لحالها، ثم يتساهل في نقلها بعض المفسّرين والفقهاء وشرّاح الأحاديث من غير معرفة بحال رواتها، وقد يحذفون الأسانيد اختصاراً.
* مرويات الدرجة الخامسة ( الموضوعة ) :لا تحلّ روايتها إلا على التبيين، فما هي إلا أحاديث موضوعة فيها كذب على الرسول – صلى الله عليه و سلم - ، و ورد التحذير و الوعيد الشديد في هذا ، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه و سلم – أنه قال :" من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " .

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
إنالحديث الطويل المرويّ عن أبي بن كعب -رضي الله عنه - في فضائل سور القرآن حديث ضعيف سببه ضعفه ( الوضع) وهو من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن ، وهو شر نوع من أنواع المرويات الضعيفة فهو من رواية الكذابين .
* ونص الحديث :
" أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا.. " إلخ.

*و ممن روى هذا الحديث :
-رواه أبو بكر بن أبي داوود السجستاني في (فضائل القرآن ).
-وفي ( الموضوعات ) لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب .
- ورواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب. و قال ابن حبان في طريق مخلد : منكر الحديث جداً .
- ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليمٍ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم .. به مفرّقاً على السور.
- ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: " يا أبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر..." فذكر فضل سورة سورة إلى آخر القرآن انتهى بحروفه.
-وقد أورده البيضاوي أيضاً في تفسيره مفرقاً على السور من غير إسناد ولا تنبيه.

و لم يعجب ابن الجوزي من صنيع الثعلبي و الواحدي ؛ لأنهما ليسا من أصحاب الحديث . لكن عجب من أبي بكر بن أبي داوود السجستاني كيف فرقه على كتابه الذي صنفه في فضائل القرآن ؛ لأنه من أهل الحديث و يعلم أنه حديث محال . لكن ابن الجوزي عزا فعله لشره جمهور المحدثين و أن من عاداتهم تنفيق حديثهم و لو بالباطل .

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.


دلائل معرفة خواصّ القرآن أربع :
١-دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
# فمن نصوص الكتاب :
قوله تعالى: "وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا" .
فيه دلالة على أن من أسباب حفظ الإنسان و وقايته من كل سوء ، صدق التوكل علي الله -تعالى- و تفويض الأمور إليه – سبحانه ـ .
# و من نصوص السنة الصحيحة :
قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : " إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ". ففي هذا الحديث دلالة على أن من خواصّ سورة البقرة نفور الشياطين من البيت الذي تُقرأ فيه .


٢-ما ثبت عن الصحابة -رضي الله عنهم-.
ومثاله : ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك" الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم").
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
و لكن يتنبّه إلى المرويات عن الصحابة في هذا الباب فهي كثيرة ، و ما يصح منها قليل .

٣-ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
مثل : ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود -رضي الله عنه- ، والإسناد إليه صحيح.

٤-الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
مثل أن يرقي الراقي كل حالة بما يناسبها من الآيات .
ومثاله : أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، " قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين" ، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.

و في هذا الباب يظهر الافتقار إلى الله -تعالى- و التوسل إليه بآياته و ما دلت عليه من صفاته الجليلة ، فكل صاحب بلاء يقرأ من السور و الآيات ما يناسب بلاءه حسيّاً كان أو معنوياً ؛ فيجد فيما يقرأ ما يعافيه و يشفيه ، وهذا من رحمة الله -تعالى- بعباده و فضله عليهم أن أنزل عليهم القرآن ، قال تعالى :" يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم و شفاء لما في الصدور و هدى و رحمة للمؤمنين " [ يونس : ٥٧ ] ، و قال تعالى :" و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين " [ الإسراء : ٨٢ ] .

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
إن الغلو في باب خواص القرآن خطره عظيم و يؤدي إلى فساد و ضلال مبين ، وقد يقود إلى انحلال من الدين – و العياذ بالله - . و ممن وقع في هذا الوبال بعض الصوفية الغلاة فابتدعوا دعاوى و ضلالات واستعمالٍ لأشياء غير معقولة المعنى من رسوم و جداول تبين أنها من طلاسم السحر ، لكنهم ألبسوا الحق بالباطل و موّهوا على العامة و الجهال ، و روجوا لأباطيلهم تحت اسم خواص القرآن فنشروا هذا الخطر الجليل بين الناس ، وسلّم الله من سلم من ضلالهم و فتنتهم .
فينبغي على كل مسلم أن يتفقه في الدين على يد شيخ ثقة عالم بأحكام الكتاب و السنة ، سائراً على منهج النبي -صلى الله عليه و سلم - ؛ فيتعلم منه أحكام القرآن على الوجه الصحيح بلا إفراط و لا تفريط .


- و صلّ اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين - .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 شعبان 1442هـ/21-03-2021م, 01:44 AM
هند محمد المصرية هند محمد المصرية غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 203
افتراضي

س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟

الإجابة:-

💥فأما بعض السور تتفاضل عن بعض، وبعض الآيات تتفاضل عن بعض والدليل ما ورد في السنة النبوية عن تفاضل بعض السور والآيات منها:-
فعن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال:كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه فقلت يا رسول كنت أصلي فقال : ألم يقل الله « استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما ييحيكم» ثم قال لي : « لأعلمنك سورة هي أعظم سور القرآن قبل أن تخرج من المسجد » فأخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سور القرآن ، قال : « الحمد لله رب العالمين» هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته»

وكذلك ما ورد عن فضل سورة الإخلاص فكما جاء في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « والذي نفسي ببده إنها لتعدل ثلث القرآن»


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:

1: آية الكرسي
حديث أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله أعظم » قال : قلت الله ورسوله أعلم
قال : « يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ »
قال: فقلت : « الله لا إله إلا هو الحي القيوم»
قال: فضرب في صدري وقال: « والله ليهنك العلم أبا المنذر»

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

2: سورة آل عمران.

وقد ورد فيها حديثا موضوعا كاذبا لا يصح وهو حديث مكذوب على أبي بن كعب وقد رواه أبي داود في فضاءل القرآن قال: « ومن قرأ آل عمران فله بكل آية منها آمانا على جسر جهنم»



3: سورة النساء

ورد فيها حديث ضعيف برواية عن عبدالله بن قيس وهو مجهول الحال فقد جاء فيما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه من طريق أبي إسحق السبيعي عن عبد الله بن قيس عن ابن عباس قال : « من قرأ سورة النساء فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم بللفرائض» وهذا حديث ضعيف لأن عبدالله بن قيس مجهول الرواية.


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما
اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:

1: سورة الفاتحة
حديث عبادة بن الصامت مرفوعا « أم الكتاب عوض عن غيرها وليس غيرها منها بعوض» فقد رواه الدراقطني والحاكم عن طريق محمد بن خلاد الاسكندراني وقد تفرد به وكان محمد بن خلاد قد احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه فعرف عنه أنه قد يحدث بالمعنى فيقع في حديثه ما ينكر عليه وقد روى البخاري ومسلم حديث عبادة بن الصامت « لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» فقد يكون رواه محمد بن خلاد بالمعنى
وهو من الضعيف بسبب المخالفة بالراوية للمعنى المغير للفظ




🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

2: سورة البقرة:-

حديث « البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا واستخرجت « الله لا إله إلا هو» من تحت العرش فوصلت بها»

وقد رواه أحمد وغيره معتمر ابن سليمان التيمي عن ابيه وسليمان اليمي مجهول الحديث لم يسم، وكذلك أبوه
وهو حديث ضعيف لجهالة عين أحد رواته
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
الإجابة :-

👈لا يصح الحديث إلا إذا صح سنده ومتنه ولا يتحقق صحة الإسناد إلا بشروط:-
*أن يكون رجاله مما تقبل روايتهم
*أن يكون الإسناد متصل غير منقطع
* إنتفاء العلة القادحة في صحة الاسناد كالتدليس والمخالفة والاضطراب
وصحة المتن لا تتحقق إلا بشرطين :
*صحة الاسناد إليه
*إنتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والنكارة والإضطراب.


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.

هي على خمس درجات

1/ المرويات الصحيحة لذاتها والتي تثبت باسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة في الاسناد والمتن

2/المرويات الصحيحة لغيرها الذي يكون في إسنادها ضعف ولكن يجبر بالشواهد وبعض الطرق
3/المرويات الصعيفة ضعفا محتملا وهي التي يكون في إسنادها ضعف قابل للتقوية، والمتن غير منكر من دهة المعنى
4/المرويات الواهية وهي التي يكون في متنها معنى فيه مخالفة شرعية وفي سندها ضعف شديد
5/المرويات الموضوعة وهي المكذوبة والمختلقة.

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.

هو حديث موضوع مكذوب مختلق،.

💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.

الدلالة الأولى :- دلالة النصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض الآيات والسور في أحوال مخصوصة ومثال ذلك ما ورد في القرآن في شأن يونس عليه السلام « فلولا أن كان من المسبحين* للبث في بطنه إلى يوم يبعثون»
فبين ذلك على دلالة على أهمية التسبيح في تفريج الكربات والغم.

الدلالة الثانية:- ما ثبت عن الصحابة

مثال ذلك ما ورد في الآداب الشرعية لابن مفلح : قال أحمد : يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولدها في جام أبيض أو شئ نظيف « بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم والحمج لله رب العالمين» ثم قال تسقى منه وتنضح الباقي على صدرها.

الدلالة الثالثة:-
ما صح عن التابعين وتابعيهم
ومثال ذلك ّ- ما رواه سعيد بن الدرامي من طريق أبي الأحوص عن الن سنان الشيباني عن المغيرة عن سبيع العجلي قال: من يقرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن أربع آيات من « وإلهاكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم » وآية الكرسي وآخر ثلاث آيات منهم»

الدلالة الرابعة :-
الاجتهاد في الإدراك في التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة
ومثال ذلك أن يرقي الراقي كل حالة بما يناسبها من آيات
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

خطر الغلو في باب خواص القرآن
*لقد قاد هذا الباب الغلاة إلى فساد وضلال كبير وانحلال من الدين والعياذ بالله
*فقد قاد هذا الباب الصوفية إلى الغلو والابتداع واستعمال أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال وجداول تببن لمحققين أنها من طلاسم السحر وقد اعترف بذلك من تاب منهم من السحر

*فقد أدخل الصوفية على الأمة باب عظيما من الشر وقع فيها الجهال والعامة وزعموا باطلا أن هناك آيات خاصة يدفع بها البلاء وأخرى يجلب بها السعادة وأخرى للرزق وأخرى تحفظ من العين

وقد أكلوا أموال الناس بالباطل وألبسوا على الناس دينهم.

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 شعبان 1442هـ/21-03-2021م, 02:39 AM
عزيزة أحمد عزيزة أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 174
افتراضي

المجموعة الأولى:
إجابة السؤال الأول: كيف ترد على من أنكر تفاضل الآيات والسور:
أرد على من أنكر تفاضل الآيات والسور من خلال أمرين:
1- ما ثبت بالسنة الصحيحة في تفاضل بعض السور والآيات، كفضل الفاتحة وأنها السبع المثاني والقرآن العظيم كما ثبت في الحديث وأنه لا يصح الصلاة إلا بها
وفضل آية الكرسي وأنها أعظم آية في كتاب الله
وفضل آخر آيتين من سورة البقرة وأنهما من كنز تحت العرش
وفضل المعوذتين وأنه ما تعوذ الناس بأفضل منها
وفضل سورة الإخلاص، وأنها تعدل ثلث القرآن
وكل ما سبق ثابت بالسنة الصحيحة.
2- ما ثبت عن العلماء والسلف الصالح بتفاضل الآيات والسور، قال شيخ الإسلام ابن تيمية "والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم".
وهو قول القاضي عياض، وإسسحاق بن راهويه وغيره من العلماء وهو الصحيح.


إجابة السؤال الثاني: بين بإيجاز فضائل:
1- سورة الفاتحة: ورد في فضلها أنها أعظم سور القرآن وأفضل القرآن وخير سورة منه وأنها أم القرآن (أصله لأنها تجمع معانيه) ولم يرد في الزبور ولا التوراة ولا الإنجيل ولا القرآن مثلها وأنها نور لم يؤته نبي قبل نبينا صلى الله عليه وسلم ولا يقرأ بحرف منها إلا أعطيه وهي رقية نافعة ولا تتم الصلاة إلا بها.
ورد في فضلها أكثر من أحد عشر حديث صحيح منها قول النبي عنها أنها: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم"
قال عليه السلام عن سورة الفاتحة: وخواتيم سورة البقرة "لن تقرأ بحرف منها إلا أوتيته" وغيرها من الأحاديث الصحيحة الثابتة.

2- سورة البقرة:
مقدمة في المصحف بعد الفاتحة مباشرة لتقديم النبي لها في القيام وذلك لشرفها وقدرها، ومن فضلها أنها تظل صاحبها يوم القيامة وتحاج عنه وأن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة (السحرة) وأن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة وهي أكبر سور القرآن وأكثرها عدد آيات واشتملت على أحكام الدين في العقيدة والمعاملات والعبادات.
وفيها أعظم آية في كتاب الله وهي آية الكرسي وخواتيمها ورد فيها أحاديث كثيرة في فضلها ومن الأحاديث في فضلها قوله عليه السلام: " اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة" أي السحرة.

3- خواتيم سورة البقرة:
ورد في فضلها أحاديث كثيرة منها قول النبي: "الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه" وورد في حديث آخر أنه نزل بهما ملك يبشر النبي بخواتيم سورة البقرة وفاتحة الكتاب وأنه لا يقرأ بحرف منهما إلا أوتيته
وقال النبي: "أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش ولم يعطهن نبي قبلي" وغيرها من الأحاديث

إجابة السؤال الثالث: ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع سبب الحكم بضعفها:
1- سورة آل عمران:
أ‌- حديث أبي هريرة أن النبي "كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة".
سبب تضعيفه: قال البخاري عن مظاهر بن أسلم المخزومي أحد رواة سلسلة السند بأنه منكر الحديث.

ب‌- حديث "من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة"
سبب الضعف: رواه ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث.

ت‌- حديث "من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كتب من القانتين" سبب الضعف: إسناد منقطع، فسعيد بن جبير لم يدرك عمر بن الخطاب.

2- سورة النساء:
أ‌- حديث "من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كتب من القانتين"
سبب الضعف: إسناد منقطع، فسعيد بن جبير لم يدرك عمر بن الخطاب.

ب‌- حديث " من قرأ سورة النساء، فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض"
سبب الضعف: في سنده عبد الله بن قيس وهو مجهول الحال.

ت‌- حديث "من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا..." فيه سلام وقال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

إجابة السؤال الرابع: أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة لثلاث فوائد:
1- للتنبيه على ضعفها وتوضيح سبب الضعف
2- جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق
3- رصد ما روي في الباب وحفظه من الضياع وجمعه في موضع واحد مه عزوه لمصدره ليسهل الوصول إليه والاستفادة منه.


إجابة السؤال الخامس:
لا. لا يقتضي ضعف الانسان المعين ضعف المتن مطلقا، فقد يروي بإسناد آخر صحيح
مثال: حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً "اقرءوا القرآن فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن"، فهو ضعيف مرفوعاً ولكنه روي من عدة طرق تدل على صحته موقوفاً على أبي أمامة


إجابة السؤال السادس: أنواع المرويات الضعيفة في فضائل القرآن:
على خمس درجات:
1- المرويات الصحيحة لذاتها وهو ما ثبت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة
2- المرويات الصحيحة لغيرها وهي التي تتقوى بطرق أخرى
3- المرويات الضعيفة ضعفا محتملا
4- المرويات الواهية، شديدة الضعف أو منكرة
5- المرويات الموضوعة المكذوبة
فالأولى والثانية يحتج بها، والثالثة يحتج بها في الفضائل والرقاق والأخبار
والرابعة تذكر لبيان ضعفها، والخامسة لا يحل روايتها حتى للتبين


إجابة السؤال السابع: المراد بخواص القرآن، يطلقه المتأخرون على معانٍ متعددة:-
1- منها تأثير بعض الآيات والسور في أحوال مخصصة في الرقى والكرب وغيرها
2- ما يختص به القرآن من خصائص وأحكام يتميز بها عن غيره
3- التأثير الإعجازي للقرآن
ولكن المقصود هنا المعنى الأول

إجابة السؤال الثامن: حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواص القرآن:
الصحيح أنه يؤخذ بما ثبت عن النبي والصحابة بطريق صحيح، وغير ذلك ففيه الواهي والضعيف والموضوع المكذوب، كما يروى عن كثير من الصوفية مما لا يصح بدعوى التجربة عنهم، وعليه فيجب الأخذ بما ثبت عن النبي والصحابة في خواص القرآن.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 شعبان 1442هـ/21-03-2021م, 03:44 AM
دينا المناديلي دينا المناديلي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 231
افتراضي

المجموعة الثانية :
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟

الأدلة على تفاضل سور القرآن من الكتاب :
قال تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.

الأدلة على تفاضل سور القرآن من السنة:

• في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلّى أنه قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج،
قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».

• وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت:{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».

• وفي الحديث الذي رواه الحاكم وابن حبان عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم:
في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين»

فهذه أدلة صريحة صحيحة في بيان تفاضل سور القرآن ، وهذا التفاضل يدل على سعة فضل الله سبحانه وتعالى وبديع حكمته وعظيم إحسانه .

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:

1: آية الكرسي
هي أعظم آية في كتاب الله وقد دل على ذلك الحديث الذي رواه أبي بن كعب رضي الله عنه.
• في الحديث الذي رواه مسلم عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت:{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».

• وفي الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛
فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي،
لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»
• في الحديث الذي رواه ابن حبان والنسائي أن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»
علّق عليه الشيخ عبد العزيز المطيري قائلا: الأظهر أن اسناده حسن .

وقال الشيخ: إنّ قراءة آية الكرسي بإيمان دبر كلّ صلاة يلزم منها ثلاثة أمور:
1- محافظة صاحبها على الصلوات كلها، ومن حافظ عليها كانت له نجاة ونورا يوم القيامة
2- صحة إيمانه باعتقاده ما دلت عليه هذه الآية العظيمة التي هي أعظم آية في القرآن .
3- كثرة الذكر؛ بتكرار هذه الآية بإيمان ويقين في مواقيت الصلوات صباحاً ومساءً.
ومن صحّت له هذه المقامات الثلاث: المحافظة على الصلوات، وصحّة الإيمان، وكثرة الذكر كان من خيار عباد الله المؤمنين.




2: سورة آل عمران.
وردت أحاديث في فضائل سورة آل عمران منها ما يلي:

• حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران).
• وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً:( اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..)
• قال أنس بن مالك رضي الله عنه : (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا).


3: سورة النساء
• قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
فعلى القول بأنها السبع الطوال فتدخل فيها سورة النساء وهذا القول صح أنه ذُكر عن ابن عباس وكما هو معروف هناك القول الآخر
وهو مشهور أيضا أن المراد بالسبع المثاني فاتحة الكتاب
• وفي الحديث الذي رواه الحاكم والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«من أخذ السبع فهو حبر» وذكر الشيخ عبد العزيز بن داخل المطيري أن خلاصة الحكم في الحديث أنه حسن .
• قال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور)
• عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله: إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له؛ فسألوه عنهما، فلم يخبرهم؛
فقال علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا) البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية:
{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدِ الله غفوراً رحيما} ، فقالا: هذه واحدة.
ثم تصفَّحا آل عمران، حتى انتهينا إلى قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم
ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}
فقالا: هذه أخرى، ثم أطبقا المصحف، ثم أتيا عبد الله، فقالا: هما هاتان الآيتان؟
فقال عبد الله: نعم). وعلّق الشيخ عبد العزيز المطيري عليه قائلا: فهو أثر صحيح الإسناد إلى ابن مسعود وترتب الوعد بالمغفرة على تلاوتهما يأخذ حكم الرفع لأنه مما لا يُقال بالرأي.


س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
• حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم
وأحد رواته وهو محمد بن خلاد مختلف فيه ، فقد احترقت كتبه فأصبح يحدث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في حديثه ما
ينكره المحدثون عليه. ولعله قد رواه بالمعنى فهناك الحديث الصحيح : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) فلعله قصد المعنى الذي في الحديث الصحيح ورواه بالمعنى

• وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن،
ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات»
يوسف بن عطية كثير الوهم والخطأ متروك الحديث، فقال البخاري >> منكر الحديث . وقال النسائي متروك الحديث وليس بثقة.

• حديث أبي الأحوص الكوفي، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: «رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة».
رواه الطبراني . ومع أن رجاله ثقال إلا أن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة.

.

2: سورة البقرة
• حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة.
رواه المروزي والحاكم والبيهقي.
وهذا الحديث فيه عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك الحديث.
• وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه الحاكم والبيهقي.
وحكيم بن جبير متروك الحديث لسوء حفظه وغلوه في التشيع .
• وحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»
رواه الطبراني وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم .
وليث ضعيف الحديث.




س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
يُحَكم على الحديث بصحته إذا صحّ إسناده ومتنه
وفيما يتعلق بالإسناد لا بد أن تتحقق فيه أمور :
الأول: أن يكون رجال الحديث ممن تقبل روايتهم، ومن لا تقبل روايتهم على درجتين :
- الدرجة الأولى : لا تُقبل روايته لجرحه أي ضعيف الضبط مع أنه من أهل الصدق في المجمل،
فلا تقبل أحاديث بشكل مطلق ولا تطرح أحاديثهم جملة ، فإذا ورد الحديث من طريق آخر حُكم له بالصحة لانتفاء علة ضعف الضبط.

- الدرجة الثانية : لا تقبل روايتهم بشكل مطلق ، مثل الكذابين والمتهمين بالكذب والذين بلغوا
من تساهلهم في الرواية عن الواهين من غير تبيين مبلغا استحقوا به أن تترك أحاديثهم، ولا جبر لضعف حديثهم بمتابعة غيرهم .


الثاني : اتصال السند من غير انقطاع، ومن موجبات ضعف الحديث انقطاع السند .
الثالث: انتفاء كل علة قادحة في صحة الإسناد ومن العلل المخالفة والتدليس والاضطراب وبيان معاني هذه العلل كالآتي:
• المخالفة : مخالفة الراوي لمن هو أوثق منه فيحصل منه وصل لإسناد منقطع، أو غفلة عن ذكر راو ضعيف.
• التدليس : أن يسقط راوي ضعيف من الإسناد ويروي عن شيخه بصيغة أن و عن ، ومن هذا حاله لا تقبل أحاديثه إلا أن يصرح بالسماع .
• الاضطراب :أن يختلف الرواة في الإسناد اختلافا شديدا فلا تُعرف صحة الحديث، وهو من موجبات ضعف الحديث.

أما صحة المتن تتحقق بأمور :
الأول: صحة الإسناد إليه .
الثاني: انتفاء كل علة قادحة في المتن ، كالاضطراب والمخالفة والتدليس والنكارة والرواية بالمعنى المخل والتصحيف والتحريف.







س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويات في فضائل القرآن الكريم تشمل المرويات التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء كانت مرفوعة أو مرسلة والاثار المروية عن الصحابة والتابعين .
وهي على درجات خمس:
الدرجة الأولى : ما روي صحيحا لذاته، وسنده صحيح ولا علل في الإسناد ولا في المتن. وهذا يُحتج به.
الدرجة الثانية: ما روي صحيحا لغيره، فيكون المتن لا علة فيه وفي الإسناد بعض الضعف لكن يجبره شواهد وطرق .وهذا يُحتج به
الدرجة الثالثة: ما روي ضعيفا ضعفا محتملا، فلا نكارة في متنها فيما يتعلق بالمعنى والإسناد فيه ضعف قابل للتقوية لو كان بالإمكان. وأهل العلم لهم مواقف من هذا الحديث:
- من أهل العلم من يحتج به في الفضائل والرقاق والأخبار
- ومنهم من يستأنس بها ولا يحتج بها
- ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسنا جامعا
- ومنهم من يذكره لينبه على ضعفه مع شهرته.
الدرجة الرابعة : ما روي واهيا ، فالأسانيد عندها تكون ضعيفة جدا أو في المتن نكارة لمخالفتها النصوص الصحيحة والقواعد الشرعية ،
وهذا لا يجوز ذكره إلا لبيان أنه ضعيف وتوضيح علته وقد يرويها البعض لفوائد عارضه أو لغرض .
الدرجة الخامسة: ما روي موضوعا ، وهذا يكون مكذوبا اخترعه صاحبه. لا تحل روايتها إلا على التبيين ، ومن روى ما هو مكذب على النبي فهو متوعد توعدا شديدا.


س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أنّ أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».
وهذا الحديث صحيح.
وفي رواية في غير صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده إنَّ لها للساناً وشفتين تقدّسَان للملك عند ساق العرش»
والزيادة المذكورة في رواية غير صحيح مسلم فلها طرق ذكرها كثير من أهل الحديث.


س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.

دلائل معرفة خواصّ القرآن
الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة.
ومثال على ذلك قول الله تعالى:{فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}.
وقال تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}وهو يدل على أن التسبيح والتوحيد لهما أثر في النجاة من الغم والكرب .
ومثال يدل على نفس الأمر الحديث الذي رواه أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له».

• الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
ومثال على ذلك ما صححه الألباني أن أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي:
أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك}الآية ،
قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}.

• الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
مثال على ذلك ما رواه الدارمي عن المغيرة العجلي أنه قال: ( من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن:
أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).

• الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومثاله : عمل بعض الرقاة فيقرأون ما يناسب حال من أمامهم وعلى هذا عمل بعض السلف فقد ورد أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛
فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}،
اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).






س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
الغلو في باب خواص القرآن قد قاد البعض للسحر واختلاق خواص لا تدل عليها الآيات وهذا فيه ضلال بين وإفساد وفساد ، ومن الذين يظهر خطرهم على الناس الصوفية الذين اخترعوا ضلالات تبين لمن تتبعهم
أنهم يعملون طلاسم قد سموها بغير مسمياتها ، فمنهم من يعمل سحرا وهو حقيقة يتقرب به إلى الشياطين ويلبس على العوام بعزائمه واستغاثاته، ومنهم من يدعي دعوى كاذبة ويدلس على الصالحين
وينسب لهم ما لم يقولوا به .وقد اعترف أحد من تاب من الصوفية بأنه كان يقرأ قول الله تعالى: قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40)
قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (42)}
ثم قال ما معناه: كانت هذه حالنا، كنا نظنّ أننا نخاطب الملائكة ونتقرب إليهم ويخدموننا؛ فإذا بهم شياطين.فأي ضلال بعد هذا الضلال الذي يظنه البعض من أنه يكلم الملائمة ويتقرب لهم عافانا الله من ذلك.
والمشكلة في الصوفية ليس ضلالهم فقط بل تلبيسهم على الجهال تلبيسا يفسد به دين العوام . ولعل العامي ذا الفطرة السليمة الذي يعبد الله بغير فساد لفطرته بأكاذيب الصوفية وضلالاتهم التي قد يكفرون بها لأفضل من الصوفية حالا والله المستعان .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 8 شعبان 1442هـ/21-03-2021م, 01:18 PM
هيئة التصحيح 6 هيئة التصحيح 6 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 1,539
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تقويم مجلس مذاكرة دورة فضائل القرآن القسم الثاني

بارك الله فيكم وأحسن إليكم.

تعليق عام على أداء المجلس:
المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
- يمكن أن نُقدم بالحديث عن وقوع التفاضل وهو سنة كونية، وأن الله عز وجل قد فضل بعض الآيات والسور، وقد فضل بعض أسمائه، وفضل بعض رسله على بعض، ثم نأتي بالأدلة على من الكتاب والسنة، والاستشهاد بما ذكره الأئمة.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
- جواز الأخذ بالرقى بما ثبت من صحيح السنة وما ورد من آثار على السلف بما ناسب الحال، مع تمام التوكل على الله، لا اعتقاد أنها نافعة بمجرد الأخذ بها خاصة مما جُرب من الأئمة والعلماء، فالعبرة بحال القلوب وقتها وقوة الاستعانة بالله، وينبغي اجتناب الأخذ بما لم يصح أو انتشر عند المبتدعة وغيرهم.

تقويم المجموعة الأولى:

1.محمد حجار: أ+
بارك الله فيك، وأحسن إليك.

س6: المرويات مقطوعة الإسناد أفضل من: (المقطوعة).

2. عزيزة أحمد: ب
بارك الله فيك، وسددك.

س1: يحسن بك ذكر بعض الأدلة بنصها، ولا يكتفى بالإشارة إليها، والأولى تقديم أدلة الكتاب على السنة، ولم تذكريها.

- غلب عليك الاختصار في السؤالين الرابع والخامس.
س6: عليك مراجعة مطلوب السؤال، فالمطلوب ذكر أناع المرويات الضعيفة لا درجات المرويات.


يتبع بإذن الله تعالى

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 8 شعبان 1442هـ/21-03-2021م, 03:56 PM
هيئة التصحيح 6 هيئة التصحيح 6 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 1,539
افتراضي


تعليق عام على أداء المجلس:

- نأمل من جميع الطلاب الاهتمام بدراسة المادة وعدم الاكتفاء بحل المجلس، وهذا ظهر جليا في عدم تمكن بعضكم من إجابة بعض الأسئلة.

- في سؤال ذكر المرويات الضعيفة في فضال الآيات والسور، يحسن أن تطبقوا ما درستوه من أسباب الضعف التي وردت في الدرس، عوضا عن النقل من الدرس مباشرة، ولا بأس بنقل العبارة الواردة لكن بعد توضيحها والاستغناء عما لا يلزم ذكره في الإجابة.

مثال: مما ورد في المرويات الضعيفة في سورة الفاتحة:
- حديث أبي الأحوص الكوفي، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال
: «رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة». رواه الطبراني في الأوسط وابن الأعرابي في معجمه.
- الأثر المروي: ضعيف.
- سببه ضعفه : انقطاع السند.
- ورغم أن رجال الحديث ثقات، إلا أن مجاهد بم يسمع من أبي هريرة.


تقويم المجموعة الثانية:

3. شريفة المطيري: ب+
بارك الله فيك.
- نوصيك بالاعتماد على أسلوبك في الإجابات.
س2: انتبهي لبعض التعبيرات، فمثلا قولك: (من أخذها
مع السبع الطوال فهو حبر)، والذي ورد عن عائشة رضي الله عنها من حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (من أخذ السبع فهو حبر)، وسورة النساء من السبع الطوال، فقولك (مع) يدل على أنها ليست منها.
- اجتهدي في نسبة القول لقائله، (وقال تعلموا سورة البقرة وسورة النساء...) ينسب لعمر سمعه منه المسور بن مخرمة.


4. جيهان محمود: أ
بارك الله فيك وسددك.
س2: 3. فضائل سورة النساء: لا يصح أن نذكر أن الحديث به ضعف ثم نقول الأرجح أنه حسن دون أن نذكر المرجحات التي أدت إلى ترجيح وإلا كان كلاما مرسلا.

س5:الأكمل ذكر حكم تلك المرويات.
س7: في الدلالة الأولى يحسن الإتيان بدليل من الكتاب والسنة، وقد اقتصرت على الدليل من الأول.


5. دانة عادل: ب
بارك الله فيك.
س4: الصحيح: انتفاء العلة القادحة من السند وليس العكس.
س6: بارك الله فيك، نوصيك بمراجعة مطلوب السؤال.


6. جوري المؤذن: أ+
بارك الله فيك، أحسنتِ.
س5: أحسنتِ والأكمل ذكر حكم ما يختص بكل درجة معها.
في حكم الدرجة الثالثة نقول: والعلماء في مرويات تلك الدرجة على أحوال أو أصناف فمنهم ...

7. هند محمد: ج+
بارك الله فيك.
س1: يحسن تقديم الأدلة من الكتاب ثم الأدلة من السنة، ولم تذكري الأولى في إجابتك.
س2: المطلوب ذكر فضائل السور: آل عمران، والنساء، فلم ذكرتِ الضعيف ؟؟
س3: المطلوب ذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في كل سورة، وقد اقتصرت على حديث واحد في كل منها.
س6: المطلوب بيان حاله، وهو مذكور في المرويات الضعيفة، فيرجى مراجعته.


8.دينا المناديلي: ب+
بارك الله فيك.
س6: راجعي إجابة الطالبة جوري المؤذن.

تم ولله الحمد
سددكم الله وزادكم علما

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24 ذو القعدة 1442هـ/3-07-2021م, 08:02 AM
آمنة عيسى آمنة عيسى غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 105
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟

ورد في بيان تفاضل سور القرآن وآياته جملةٌ من الآيات والأحاديث النبوية الصحيحة
فمن الأدلة على ذلك من كتاب الله عزوجل :
- قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )
- وقوله تعالى : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات )
- وقوله تعالى : ( ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم )

وأما الأدلة من السنة فكثيرة منها :
- حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه في صحيح البخاري وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن ) وذكر سورة الفاتحة
- وحديث أبي بن كعب رضي الله عنه عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( يا أبا المنذر أتدري أي آية معك من كتاب الله أعظم ) قال - أي أبيًا - : قلت ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) قال : فضرب في صدري وقال : ( والله ليهنك العلم أبا المنذر )
- وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ) يعني سورة الإخلاص
- وحديث عبدالله بن خبيب رضي الله عنه عند النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المعوذتين : ( ما تعوذ الناس بأفضل منهما )

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
ورد عدد من الأحاديث الصحيحة تبين فضل آية الكرسي :
- أنها أفضل آية في كتاب الله عزوجل كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال:*«يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت:*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال:*«والله ليهنك العلم، أبا المنذر».*رواه مسلم في صحيحه

- وأن قرائتها عند النوم تحفظ العبد من الشياطين كما ورد ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه *قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم*«صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»*رواه البخاري في صحيحه

- وأن العبد إذا قرأها دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت كما في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال:*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*« من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت» رواه النسائي في السنن الكبرى وهو حديث حسن .

2: سورة آل عمران.
مما ورد من الأحاديث الصحيحة في فضل سورة آل عمران : حديث النواس بن سمعان الكلابي،*قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:*«يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال:*«كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما»*رواه أحمد ومسلم والترمذي* وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً:*«اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه»*رواه ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير وحسنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة .

3: سورة النساء
عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:*«من أخذ السبع فهو حبر»*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وابن الضريس، ومحمد بن نصر في قيام الليل، والطحاوي في مشكل الآثار، والحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان وترجح عند الشيخ عبدالعزيز الداخل تحسين هذا الحديث .

وقال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ*(تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن

وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول:*«تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض»*رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان بإسناد صحيح

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
رويت عدة أحاديث في فضل سورة الفاتحة لا تصح منها :
- حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً:*«أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل : ( ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ:*«لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه. )
فضعف هذا الحديث من محمد بن خلاد الإسكندراني .

- حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» رواه الديلمي*في مسند الفردوس،
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل : ( ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث. ) ضعفه أئمة الحديث البخاري والنسائي .

- حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن»*رواه الطبراني في الأوسط.
ورواه ابن الشجري في أماليه
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل : ( وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث. )

2: سورة البقرة
مما ورد في فضل سورة البقرة مما لا يصح من الأحاديث :
- حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. »*الحديث ، وفيه:*« ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة»*رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل : ( وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث )

- وحديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:*«البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}*من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم».*رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والروياني والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في العظمة.
قال أبو الشيخ: الرجل هو أبو عثمان وليس النهدي.
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل : ( وهذا الحديث ضعيف جدا لجهالة أبي عثمان وجهالة أبيه )

- وحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً:*«ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»*رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم وهو ضعيف الحديث .

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟

لا يحكم على حديث بالصحة حتى يصح إسناده ومتنه

وصحة الإسناد مشروطةٌ بثلاثة أمور :
- أن يكون الرواة ممن تقبل روايتهم وأما الذين لا تقبل روايتهم بقسمان :
أحدهما : رواة ضعف ضبطهم مع صدقهم وعدالتهم فهؤلاء تقبل روايتهم إن وجد طريقٌ عاضد أو شاهد يزيل عنهم تهمة ضعف الضبط في ذلك الحديث المروي .
والآخر : من لا تقبل روايتهم مطلقًا لعدم عدالتهم وانتفاء صدقهم كالكذابين ومن غلب عليهم الخطأ والوهم والتساهل في الرواية عن الواهيين
- أن يكون الإسناد متصلًا غير منقطع من أوله إلى منتهاه
- انتفاء العلة القادحة في الإسناد كالمخالفة والتدليس والاضطراب
فالمخالفة هي مخالفة الراوي لمن هو أوثق منه في الرواية فيصل إسنادًا منقطعًا أو يُغفل ذكر راوه ضعيف
والتدليس هو أن يسقط راويًا ضعيفًا أو أن يروي عن شيخه ب عن أو أن
والاضطراب هو اختلاف الرواة الشديد في ضبط الإسناد

وأما صحة المتن فمشروطةٌ بشرطين اثنين :
- أولهما : صحة الإسناد إليه
- وثانيهما : انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والاضطراب والنكارة والتصحيف والتحريق والرواية بالمعنى المخل وغيرها .

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.

المرويات في فضائل القرآن من حيث صحتها على خمس درجات :

- المرويات الصحيحة لذاتها وهي التي توفرت فيها شروط الحديث الصحيح
- المرويات الصحيحة لغيرها وهي ما كان في إسنادها ضعف يجبر بالشواهد وتعدد الطرق
- المرويات الضعيفة ضعفًا محتملًا وهي مرويات ضعيفة الإسناد إلا أنها قابلةٌ للتقوية إن وجدت ولا يكون في متنها نكارة
- المرويات الواهية وهي التي في إسنادها ضعفٌ شديد أو في متنها نكارة ومخالفةٌ للنصوص الصحيحة أو القواعد الشرعية
- المرويات الموضوعة وهي المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.

الحديث الطويل الذي يروى عن أبي بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن سورة سورة هو من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن وقد رواه أبو بكر بن أبي داود في فضائل القرآن وابن مردويه ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم

قال ابن الجوزي رحمه الله : ( وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك .... وأيضًا فنفس الحديث يدل على أنه مصنوع فإنه قد استنفذ السور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرسول )

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.

خواص القرآن هي الآيات والسور التي لها تأثير في أحوال مخصوصة في الكرب والرقى .

وتعرف خواص القرآن بعدد* من الدلائل :
أولها : دلالة القرآن والأحاديث الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة

فمن القرآن ما أخبر به الله عزوجل عن يونس عليه السلام وهو بطن الحوت فقال : ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )

فقول " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " مما له تأثير في حال الكرب بإذن الله
ودليل ذلك قوله تعالى : ( وكذلك ننجي المؤمنين )
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه أحمد والنسائي أنه قال : ( دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له )

ومن السنة رقية اللديغ بسورة الفاتحة كما ثبت في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

وثانيها : ما ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم
وما روي عنهن في هذا الباب كثير ولا يصح منه إلا القليل

فمن ذلك:*ما رواه أبو داود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة عن أبي زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل:*{فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك}*الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل:*{هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}). وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

وثالثها : ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم :
ومن ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال:*(من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من*{وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها). والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح

وآخرها : الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة

ومن ذلك ما ذكره ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد من أن ابن تيمية رحمه الله كان يكتب على جبهة الراعف ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر )
وذلك للتناسب بين حال الراعف الذي ينزف الدم من أنفه فحاجته أن يمسك دمه عن النزف وبين الآية التي فيها أمر الله عزوجل للأرض أن تبلع الماء الذي كان في الطوفان الذي أرسله الله على أهل الأرض زمن نوح عليه السلام فالله عزوجل الذي يأمر الأرض أن تبلع ماءها هو القادر على أن يأمر جسد الراعف أن يمسك الدم عن النزف .

وفي الجملة فإن باب الاجتهاد واسع يجتهد فيه الراقي في أن ينتزع من القرآن ما يناسب حال المكروب والمريض وغيرهما .

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

ينبغي على المسلم أن يحذر من الغلو في كل شيء ومن ذلك الغلو في باب خواص القرآن فإن أقوامًا من الصوفية الغلاة أدخلوا على المسلمين من هذا الباب طلاسم ورسومًا وجداول هي من السحر يلبسون على المسلمين دينهم وقد ضل بذلك بعض العوام والجهال ومن ليس عندهم علم فكانوا يظنون أنهم إنما يتكلمون مع الملائكة وأن ذلك من الكرامات التي يؤتاها الأولياء وكذلك ما يُسمى بالحجب والتمائم التي يزعم أنها تجلب السعد وتحفظ من العين وتدفع البلاء هي سحرٌ قد غطاه أصحابه بدعوى أن ما فيها من خواص القرآن .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24 ذو القعدة 1442هـ/3-07-2021م, 11:47 PM
هاجر محمد أحمد هاجر محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 199
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم

فهذه الأدلة على أن بعض السور أفضل من بعض ، فبعضها أفضل من بعض وبعضها أبح الي الله من بعض ولبعض خصائص اختصها الله بها
فسورة الفاتحة جعلها الله عزوجل ركن من أركان الصلاة
والمعوذتين جعلت حصن وحفظ من الشرور ومن الأذكار التي يقولها المسلم في الصباح والمساء

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة»

وقد احتج من يقول بهذا القول - عدم تفاضل سور القرآن- بأنها من كلام الله وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل، كما أنّ أسماءه لا تتفاضل

فالتفاضل في صفاته الأدلة السابقة بينت أن بعض السور والآيات أفضل من بعض
أما التفاضل في أسمائه عزوجل فقد جعل الله بعض الأسماء مزيد فضل
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي".

قال ابن تيمية:
(ثبت عنه في الصحيحين من غيره وجه أن: {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن.
وذلك أن القرآن: إما خبر، وإما إنشاء، والخبر: إما خبر عن الخالق، وإما عن المخلوق؛ فثلثه قصص، وثلثه أمر، وثلثه توحيد، فهي تعدل ثلث القرآن بهذا الاعتبار.
وأيضاً فالكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به في أنه تكلَّم بالجميع؛ فقد تفاضل من جهة المتكلَّم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.
وأيضاً فإذا كان بعض الكلام خيراً للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه، وإلا فالشيئان المتساويان من كل وجه، لا يكون ثواب أحدهما أكثر، ولا نفعه أعظم)ا.هـ.
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين)
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم

2: سورة البقرة.
. حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه أحمد ومسلم
حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة). رواه مسلم
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» رواه مسلم

3. خواتيم سورة البقرة.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
رواه مسلم
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها »
قال: « {إذ يغشى السدرة ما يغشى}: قال: فَرَاشٌ من ذهب».
قال: « فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات »
رواه مسلم
حديث النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان» رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
1. عن جابر الجعفي، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله قال: قرأ رجل عند عبد الله البقرة وآل عمران فقال: «قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى». رواه الدارمي، وجابر الجعفي متروك الحديث، وقد روي في معناه عن أبي أمامة وأسماء بنت يزيد، وحديث أبي أمامة أجود إسناداً.

2. وحديث أبيّ بن كعب مرفوعاً: «من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم». رواه ابن مردويه في تفسيره كما في الإسعاف، وابن الجوزي في الموضوعات،
من طرق عن أبيّ بن كعب، وهو جزء من الحديث الموضوع.
ورواه الواحدي في الوسيط من وجه آخر من حديث أبي أمامة.

3. عبد الله بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سورة البقرة وآل عمران جعل الله له جناحين منظومين بالدر والياقوت» رواه الثعلبي في تفسيره والمستغفري في فضائل القرآن، وعبد الله بن زياد منكر الحديث.
2: سورة النساء
1. يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.
2. عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
1- التنبيه على ضعفها
2- للإستعانة بها على تقوية الأحاديث التي تقبل التقوية بالطرق والشواهد
3- جمعها وحفظها من الضياع ليتمكن علماء الحديث من دراستها وتمحيصها
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا ، ضعف الإسناد لايعني ضعف المتن
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».
وقد صدق رحمه الله وأعلى منزلته في حكمه على هذا الإسناد؛ فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
1- المرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإرسال انقطاع في الإسناد، فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات.
2-المنقطع وهو أعم من المرسل ويعرف بعدة أمور
- منها: معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه.
- ومنها: تصريح الراوي بأنّه لم يسمع ممن روى عنه، كما صرّح الضحّاك بن مزاحم أنّه لم يسمع من ابن عباس.
- ومنها : أن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه، فيكون ما رُوي عنه مما سواه منقطعاً، كما ذكر الشعبي أنّه لم يسمع من ابن عمر سوى حديثين، وقد صحبه ثمانية أشهر.
- ومنها: نصّ الأئمّة النقّاد على أنّ ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أو حصروا ما سمعه منه.
3- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
4- الخطأ في الإسناد
5- المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
6-الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
7-منكر المتن
فضعف الاسناد يدل على نكارة المتن
8- الضعيف الذي لا أصل له.
وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج.
9- الموضوع
وهو ما كان من رواية الكذّابين

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
هي من المصطلحات المتأخرة ولم تكن معروفة عند السلف وتطلق على ما عرف من الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة،
ويستعملها العلماء لعدة معان:
تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.
ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
التأثير الإعجازي للقرآن،
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن
أن يأخذ ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ويحذر من الغلو الذي وقع فيه بعض المبتدعة كالصوفية
وكل صاحب بلاء يقرأ مايناسب بلاءه ويتوسل الى الله تعالى بقدرته وعزته ورحمته واحسانه أن يرفع عنه البلاء ويذهب عنه مايجد

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 05:37 AM
هيئة التصحيح 6 هيئة التصحيح 6 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 1,539
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمنة عيسى مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟

ورد في بيان تفاضل سور القرآن وآياته جملةٌ من الآيات والأحاديث النبوية الصحيحة
فمن الأدلة على ذلك من كتاب الله عزوجل :
- قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )
- وقوله تعالى : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات )
- وقوله تعالى : ( ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم )

وأما الأدلة من السنة فكثيرة منها :
- حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه في صحيح البخاري وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن ) وذكر سورة الفاتحة
- وحديث أبي بن كعب رضي الله عنه عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( يا أبا المنذر أتدري أي آية معك من كتاب الله أعظم ) قال - أي أبيًا - : قلت ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) قال : فضرب في صدري وقال : ( والله ليهنك العلم أبا المنذر )
- وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ) يعني سورة الإخلاص
- وحديث عبدالله بن خبيب رضي الله عنه عند النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المعوذتين : ( ما تعوذ الناس بأفضل منهما )

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
ورد عدد من الأحاديث الصحيحة تبين فضل آية الكرسي :
- أنها أفضل آية في كتاب الله عزوجل كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال:*«يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت:*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال:*«والله ليهنك العلم، أبا المنذر».*رواه مسلم في صحيحه

- وأن قرائتها عند النوم تحفظ العبد من الشياطين كما ورد ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه *قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم*«صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»*رواه البخاري في صحيحه

- وأن العبد إذا قرأها دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت كما في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال:*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*« من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت» رواه النسائي في السنن الكبرى وهو حديث حسن .

2: سورة آل عمران.
مما ورد من الأحاديث الصحيحة في فضل سورة آل عمران : حديث النواس بن سمعان الكلابي،*قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:*«يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال:*«كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما»*رواه أحمد ومسلم والترمذي* وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً:*«اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه»*رواه ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير وحسنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة .

3: سورة النساء
عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:*«من أخذ السبع فهو حبر»*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وابن الضريس، ومحمد بن نصر في قيام الليل، والطحاوي في مشكل الآثار، والحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان وترجح عند الشيخ عبدالعزيز الداخل تحسين هذا الحديث .

وقال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ*(تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن

وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول:*«تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض»*رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان بإسناد صحيح

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
رويت عدة أحاديث في فضل سورة الفاتحة لا تصح منها :
- حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً:*«أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل : ( ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ:*«لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه. )
فضعف هذا الحديث من محمد بن خلاد الإسكندراني .

- حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» رواه الديلمي*في مسند الفردوس،
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل : ( ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث. ) ضعفه أئمة الحديث البخاري والنسائي .

- حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن»*رواه الطبراني في الأوسط.
ورواه ابن الشجري في أماليه
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل : ( وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث. )

2: سورة البقرة
مما ورد في فضل سورة البقرة مما لا يصح من الأحاديث :
- حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. »*الحديث ، وفيه:*« ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة»*رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل : ( وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث )

- وحديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:*«البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}*من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم».*رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والروياني والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في العظمة.
قال أبو الشيخ: الرجل هو أبو عثمان وليس النهدي.
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل : ( وهذا الحديث ضعيف جدا لجهالة أبي عثمان وجهالة أبيه )

- وحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً:*«ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»*رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم وهو ضعيف الحديث .

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟

لا يحكم على حديث بالصحة حتى يصح إسناده ومتنه

وصحة الإسناد مشروطةٌ بثلاثة أمور :
- أن يكون الرواة ممن تقبل روايتهم وأما الذين لا تقبل روايتهم بقسمان :
أحدهما : رواة ضعف ضبطهم مع صدقهم وعدالتهم فهؤلاء تقبل روايتهم إن وجد طريقٌ عاضد أو شاهد يزيل عنهم تهمة ضعف الضبط في ذلك الحديث المروي .
والآخر : من لا تقبل روايتهم مطلقًا لعدم عدالتهم وانتفاء صدقهم كالكذابين ومن غلب عليهم الخطأ والوهم والتساهل في الرواية عن الواهيين
- أن يكون الإسناد متصلًا غير منقطع من أوله إلى منتهاه
- انتفاء العلة القادحة في الإسناد كالمخالفة والتدليس والاضطراب
فالمخالفة هي مخالفة الراوي لمن هو أوثق منه في الرواية فيصل إسنادًا منقطعًا أو يُغفل ذكر راوه ضعيف
والتدليس هو أن يسقط راويًا ضعيفًا أو أن يروي عن شيخه ب عن أو أن
والاضطراب هو اختلاف الرواة الشديد في ضبط الإسناد

وأما صحة المتن فمشروطةٌ بشرطين اثنين :
- أولهما : صحة الإسناد إليه
- وثانيهما : انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والاضطراب والنكارة والتصحيف والتحريق والرواية بالمعنى المخل وغيرها .

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.

المرويات في فضائل القرآن من حيث صحتها على خمس درجات :

- المرويات الصحيحة لذاتها وهي التي توفرت فيها شروط الحديث الصحيح
- المرويات الصحيحة لغيرها وهي ما كان في إسنادها ضعف يجبر بالشواهد وتعدد الطرق
- المرويات الضعيفة ضعفًا محتملًا وهي مرويات ضعيفة الإسناد إلا أنها قابلةٌ للتقوية إن وجدت ولا يكون في متنها نكارة
- المرويات الواهية وهي التي في إسنادها ضعفٌ شديد أو في متنها نكارة ومخالفةٌ للنصوص الصحيحة أو القواعد الشرعية
- المرويات الموضوعة وهي المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم
@@
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.

الحديث الطويل الذي يروى عن أبي بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن سورة سورة هو من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن وقد رواه أبو بكر بن أبي داود في فضائل القرآن وابن مردويه ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم

قال ابن الجوزي رحمه الله : ( وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك .... وأيضًا فنفس الحديث يدل على أنه مصنوع فإنه قد استنفذ السور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرسول )

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.

خواص القرآن هي الآيات والسور التي لها تأثير في أحوال مخصوصة في الكرب والرقى .

وتعرف خواص القرآن بعدد* من الدلائل :
أولها : دلالة القرآن والأحاديث الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة

فمن القرآن ما أخبر به الله عزوجل عن يونس عليه السلام وهو بطن الحوت فقال : ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )

فقول " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " مما له تأثير في حال الكرب بإذن الله
ودليل ذلك قوله تعالى : ( وكذلك ننجي المؤمنين )
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه أحمد والنسائي أنه قال : ( دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له )

ومن السنة رقية اللديغ بسورة الفاتحة كما ثبت في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

وثانيها : ما ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم
وما روي عنهن في هذا الباب كثير ولا يصح منه إلا القليل

فمن ذلك:*ما رواه أبو داود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة عن أبي زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل:*{فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك}*الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل:*{هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}). وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

وثالثها : ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم :
ومن ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال:*(من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من*{وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها). والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح

وآخرها : الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة

ومن ذلك ما ذكره ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد من أن ابن تيمية رحمه الله كان يكتب على جبهة الراعف ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر )
وذلك للتناسب بين حال الراعف الذي ينزف الدم من أنفه فحاجته أن يمسك دمه عن النزف وبين الآية التي فيها أمر الله عزوجل للأرض أن تبلع الماء الذي كان في الطوفان الذي أرسله الله على أهل الأرض زمن نوح عليه السلام فالله عزوجل الذي يأمر الأرض أن تبلع ماءها هو القادر على أن يأمر جسد الراعف أن يمسك الدم عن النزف .

وفي الجملة فإن باب الاجتهاد واسع يجتهد فيه الراقي في أن ينتزع من القرآن ما يناسب حال المكروب والمريض وغيرهما .

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

ينبغي على المسلم أن يحذر من الغلو في كل شيء ومن ذلك الغلو في باب خواص القرآن فإن أقوامًا من الصوفية الغلاة أدخلوا على المسلمين من هذا الباب طلاسم ورسومًا وجداول هي من السحر يلبسون على المسلمين دينهم وقد ضل بذلك بعض العوام والجهال ومن ليس عندهم علم فكانوا يظنون أنهم إنما يتكلمون مع الملائكة وأن ذلك من الكرامات التي يؤتاها الأولياء وكذلك ما يُسمى بالحجب والتمائم التي يزعم أنها تجلب السعد وتحفظ من العين وتدفع البلاء هي سحرٌ قد غطاه أصحابه بدعوى أن ما فيها من خواص القرآن .
وفقك الله وسددك
التقويم: أ


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 05:43 AM
هيئة التصحيح 6 هيئة التصحيح 6 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 1,539
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاجر محمد أحمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم

فهذه الأدلة على أن بعض السور أفضل من بعض ، فبعضها أفضل من بعض وبعضها أبح الي الله من بعض ولبعض خصائص اختصها الله بها
فسورة الفاتحة جعلها الله عزوجل ركن من أركان الصلاة
والمعوذتين جعلت حصن وحفظ من الشرور ومن الأذكار التي يقولها المسلم في الصباح والمساء

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة»

وقد احتج من يقول بهذا القول - عدم تفاضل سور القرآن- بأنها من كلام الله وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل، كما أنّ أسماءه لا تتفاضل

فالتفاضل في صفاته الأدلة السابقة بينت أن بعض السور والآيات أفضل من بعض
أما التفاضل في أسمائه عزوجل فقد جعل الله بعض الأسماء مزيد فضل
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي".

قال ابن تيمية:
(ثبت عنه في الصحيحين من غيره وجه أن: {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن.
وذلك أن القرآن: إما خبر، وإما إنشاء، والخبر: إما خبر عن الخالق، وإما عن المخلوق؛ فثلثه قصص، وثلثه أمر، وثلثه توحيد، فهي تعدل ثلث القرآن بهذا الاعتبار.
وأيضاً فالكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به في أنه تكلَّم بالجميع؛ فقد تفاضل من جهة المتكلَّم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.
وأيضاً فإذا كان بعض الكلام خيراً للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه، وإلا فالشيئان المتساويان من كل وجه، لا يكون ثواب أحدهما أكثر، ولا نفعه أعظم)ا.هـ.
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين)
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم

2: سورة البقرة.
. حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه أحمد ومسلم
حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة). رواه مسلم
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» رواه مسلم

3. خواتيم سورة البقرة.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
رواه مسلم
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها »
قال: « {إذ يغشى السدرة ما يغشى}: قال: فَرَاشٌ من ذهب».
قال: « فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات »
رواه مسلم
حديث النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان» رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
1. عن جابر الجعفي، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله قال: قرأ رجل عند عبد الله البقرة وآل عمران فقال: «قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى». رواه الدارمي، وجابر الجعفي متروك الحديث، وقد روي في معناه عن أبي أمامة وأسماء بنت يزيد، وحديث أبي أمامة أجود إسناداً.

2. وحديث أبيّ بن كعب مرفوعاً: «من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم». رواه ابن مردويه في تفسيره كما في الإسعاف، وابن الجوزي في الموضوعات،
من طرق عن أبيّ بن كعب، وهو جزء من الحديث الموضوع.
ورواه الواحدي في الوسيط من وجه آخر من حديث أبي أمامة.

3. عبد الله بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سورة البقرة وآل عمران جعل الله له جناحين منظومين بالدر والياقوت» رواه الثعلبي في تفسيره والمستغفري في فضائل القرآن، وعبد الله بن زياد منكر الحديث.
2: سورة النساء
1. يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.
2. عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
1- التنبيه على ضعفها
2- للإستعانة بها على تقوية الأحاديث التي تقبل التقوية بالطرق والشواهد
3- جمعها وحفظها من الضياع ليتمكن علماء الحديث من دراستها وتمحيصها
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا ، ضعف الإسناد لايعني ضعف المتن
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».
وقد صدق رحمه الله وأعلى منزلته في حكمه على هذا الإسناد؛ فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.
لو أكملتِ الإجابة لكان أجود.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
1- المرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإرسال انقطاع في الإسناد، فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات.
2-المنقطع وهو أعم من المرسل ويعرف بعدة أمور
- منها: معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه.
- ومنها: تصريح الراوي بأنّه لم يسمع ممن روى عنه، كما صرّح الضحّاك بن مزاحم أنّه لم يسمع من ابن عباس.
- ومنها : أن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه، فيكون ما رُوي عنه مما سواه منقطعاً، كما ذكر الشعبي أنّه لم يسمع من ابن عمر سوى حديثين، وقد صحبه ثمانية أشهر.
- ومنها: نصّ الأئمّة النقّاد على أنّ ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أو حصروا ما سمعه منه.
3- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
4- الخطأ في الإسناد
5- المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
6-الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
7-منكر المتن
فضعف الاسناد يدل على نكارة المتن
8- الضعيف الذي لا أصل له.
وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج.
9- الموضوع
وهو ما كان من رواية الكذّابين

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
هي من المصطلحات المتأخرة ولم تكن معروفة عند السلف وتطلق على ما عرف من الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة،
ويستعملها العلماء لعدة معان:
تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.
ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
التأثير الإعجازي للقرآن،

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن
أن يأخذ ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ويحذر من الغلو الذي وقع فيه بعض المبتدعة كالصوفية
وكل صاحب بلاء يقرأ مايناسب بلاءه ويتوسل الى الله تعالى بقدرته وعزته ورحمته واحسانه أن يرفع عنه البلاء ويذهب عنه مايجد
هناك تجارب للصالحين وهى المعنية هنا، ومبناها على الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات وحال الشخص.
وفقك الله
التقويم: ب+

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 5 ذو الحجة 1442هـ/14-07-2021م, 09:43 PM
أسماء العوضي أسماء العوضي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 170
افتراضي

المجموعة الأولى
س1: كيف ترد على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
ج1: الله سبحانه يفضّل ما يشاء وكيف يشاء، وقد فضّل سبحانه بعضًا من السور والآيات على بعضها الآخر، فبعضها أعظم من بعض، وبعضها أحبّ إلى الله من بعض، وبعضها تلاوتها أعظم أجرًا من بعض، وبعضها لها خواص تخصّها كـ(وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة، وأن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن..وغيرها)، وهذا لا يعارض أن جميع الآيات متشابهة في الإحكام والإتقان وأنها مكرمة عن النقص والاختلاف والضعف.
- وهذا أمر ثابت بأدلة من القرآن والسنة:
فمن أدلة القرآن: قوله تعالى {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم}.
ومن أدلة السنة: ما رواه البخاري عن أبي سعيد بن أبي المعلى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن) ثم أخبره أنها {الحمد لله رب العالمين} وقال: (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته).
وما رواه مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله: (أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) فقال: الله ورسوله أعلم، فكرر رسول الله عليه السؤال، فأجاب أبي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدره وقال: (والله ليهنك العلم، أبا المنذر).
وغيرها كثير.
- وهو المأثور أيضًا عن أئمة السلف وأئمة الفقهاء من المذاهب الأربعة.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1- سورة الفاتحة.
وردت في سورة الفاتحة فضائل كثيرة أذكر خمسة منها:
الأول: ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم)، فدل الحديث على أن سورة الفاتحة هي أم القرآن أي أصله وجامعة معانيه.
الثاني: ما رواه النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل بجانبه؛ فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا أخبرك بأفضل القرآن؟) قال: فتلا عليه الحمد لله رب العالمين، فدل الحديث أن الفاتحة أفضل القرآن.
الثالث: ما رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه فرفع رأسه فقال: (هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم)، فنزل منه ملك، فقال: (هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم) فسلّم وقال: "أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منها إلا أوتيته"، فدل الحديث على أن كل جملة طلبية في السورة عطاؤه الإجابة، كما دل على أن سورة الفاتحة نور وأن النبي صلى الله عليه وسلم اختُص بإيتائها.
الرابع: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من قصة النفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين ذهبوا في سفر فلم يضيفهم قوم من العرب، فمضوا عنهم ثم لدغ سيد الحي فطلبهم القوم ليروا ما بسيدهم لعلهم ينفعونه بشيء، فقال أحد الصحابة أنه يعرف رقية وطلب على ذلك جُعلًا، فصالحهم القوم على قطيع من غنم، فأخذ يتفل عليه ويقرأ {الحمد لله رب العالمين} فانطلق وما به قلبة، فلما عادوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه بخبرهم سأل الصحابي: (وما يدريك أنها رقية؟) ثم ضحك وأمرهم أن يقسموا جعلهم ويعطوه سهمًا، فدل الحديث على أن الفاتحة رقية وشفاء.
الخامس: ما رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن) ثم تلا {الحمد لله رب العالمين} وقال: (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)، فدل الحديث على أن الفاتحة أعظم سور القرآن وأنها مما اختص النبي صلى الله عليه وسلم بإيتائه.
ومجمل فضائلها تتلخص بكونها أعظم سورة في القرآن وأنها أفضله وخيره وأنها أم القرآن وأنه ليس في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا القرآن مثلها، وأنها نور لم يؤته نبي قط قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن كل حرف فيها يقرأ يعطى، وأنها رقية، وأن الصلاة لا تتم إلا بها.

2- سورة البقرة.
ورد في فضائل سورة البقرة أحاديث كثيرة أذكر خمسة منها:
الأول: ما رواه الإمام مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنها أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران) ثم ضرب لهما ثلاثة أمثال قال: (كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما).
ومعنى الزهراوين أي المنيرتين، والغياية هي ما يظل الإنسان من السحابة والغبرة، وصواف أي مصطفة متضامنة لتظل صاحبها.
دل الحديث على أن سورة البقرة تتقدم سور القرآن يوم القيامة وتظل صاحبها وتحاجج عنه.
الثاني: كذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)، فدل على أن سورة البقرة تحفظ البيوت من الشياطين.
الثالث: ما رواه أحمد عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة)، فدل الحديث على أن سورة البقرة حفظ وبركة وأنها تحفظ من السحرة.
الرابع: ما رواه أحمد عن أنس رضي الله عنه قال: "كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا".
الخامس: ما رواه عبد الرزاق عن عروة قال: "كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم مسليمة: يا أصحاب سورة البقرة".
فدل الأثران على عظم فضلها وذلك أن الصحابة كانوا يعظمون حاملها وحافظها ويعرّفونه بها.
وبالإجمال فهي السورة المقدمة في المصحف لتقديم النبي صلى الله عليه وسلم في القيام، وأن تلاوتها تنفر الشياطين، وأنها أكبر سور القرآن وأكثرها آيات وقد اشتملت على كثير من الأحكام والآداب والأمثال فكان لها شأن عند النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده، وكذلك فقد اشتملت سورة البقرة على أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي، ولتلاوتها ثواب عظيم.

3- خواتيم سورة البقرة.
ورد في فضل خواتيم سورة البقرة عدة أحاديث منها:
الأول: ما رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما حين جلس عند النبي صلى الله عليه وسلم ففتح باب من السماء ونزل منه ملك لم ينزل إلا ذلك اليوم وقال: "أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منها إلا أوتيته"، فدل الحديث على أن خواتيم سورة البقرة نور.
الثاني: ما رواه الشيخان عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه)، فدل الحديث على أن خواتيم سورة البقرة حفظ وكفاية.
الثالث: ما رواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، قال {إذا يغشى السدرة ما يغشى} قال: فراش من ذهب، قال: فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك من أمته شيئًا المقحمات"، فدل الحديث على شرف خواتيم البقرة حيث أعطيها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء في السماء.
الرابع: ما رواه الطيالسي عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)، فدل على عظم فضل خواتيم البقرة شرفها حيث خصت الأمة المحمدية بها دون غيرها.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1- سورة آل عمران.

1- ما رواه الثعلبي في تفسيره عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة).
- سبب الحكم بضعفه: أنه منكر.
2- ما رواه ابن الجوزي في الموضوعات وابن مردويه في تفسيره عن أبي بن كعب مرفوعًا: (من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم).
- سبب الحكم بضعفه: هو جزء من حديث موضوع.
3- ما رواه الدارمي عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: "من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة".
- سبب الحكم بضعفه: أن في رواته ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث.

2- سورة النساء.
1- ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن عن سعيد بن جبير قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من قرأ البقرة، وآل عمران، والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين".
- سبب الحكم بضعفه: إسناده منقطع؛ لأن سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
2- ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن عبد الله بن قيس عن ابن عباس قال: " من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض".
- سبب الحكم بضعفه: عبد الله بن قيس -أحد رواته- مجهول الحال.
3- ما رواه الثعلبي والواحدي عن سلام بن سليمان المدايني حدثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم).
- سبب الحكم بضعفه: حديث موضوع، وفيه سلام بن سليمان المدايني وقد قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
ج4: اهتم أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة لثلاثة أسباب:
الأول وهو الأصل: حتى ينبّه على ضعفها ويبيّن سببه فلا يغتر بها، وهذا ما عمله المحدثين في مؤلفاتهم التي أصبحت مرجعًا مهمًا لأسباب ضعف المرويات.
وقد كان أهل الحديث يكتبون الموضوع ويحفظونه ليعرفوا سلاسل الإسناد الصحيحة وعلل المرويات المنكرة، قال الإمام يحيى بن معين مبيّنًا فائدة ذلك: "كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزًا ناضجًا".
الثاني: جمع الطرق للاستفادة من المتابعات والشواهد في تقوية بعض الأحاديث، وذلك أن بعض الأحاديث تضّعف لوجود راوٍ ضعيف الحفظ أو للانقطاع اليسير؛ فتفيد الطرق المتعددة والشواهد الصحيحة في الحكم بصحة الحديث.
الثالث: حفظ هذه المرويات وتصنيفها على الأبواب والمسانيد أو جمعها مع عزوها إلى مصادرها لتسهيل الوصول إليها والاستفادة منها بالدراسة والتمحيص.
وهذان السببان تابعان للأول.

س5: هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
ج5: لا يقتضي ضعف الإسناد المعين ضعف المتن مطلقًا؛ لأنه يمكن أن يروى الحديث بإسناد آخر صحيح، وذلك كالحديث الذي رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه عن مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: (اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن)، ولم يرفع الحديث إلا مسلمة.
قال الألباني في السلسلة الضعيفة: ضعيف جدًا، ثم أردف: " وهذا إسناد واهٍ جدًا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في التقريب".
لكنه ثبت موقوفًا عن أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ آخر هو: "اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن".
وقد رواه عن أبي أمامة موقوفًا ثلاثة هم: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي كل بإسناده.
وكلها طرق معتبرة فثبت الأثر عن أبي أمامة موقوفًا، وهو مما لا يقال بالرأي فيأخذ حكم المرفوع من جهة المعنى لا الرواية.
أما مخالفة مسلمة بالرفع وإسقاطه من الحديث فلا تعتبر كونه متروك الحديث والله أعلم.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويات الضعيفة في فضائل القرآن.
ج6: ضعف المرويات له أنواع منها ما يرجع للإسناد ومنها ما يرجع للمتن ومنها ما يرجع لهما معًا، وهذا تعداد موجز لها:
النوع الأول: الإرسال، وهو ما أسند التابعي للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو يعتبر انقطاع في السند لذلك لا يقبل إلا أن يوصل من طريق آخر صحيح أو يكون المرسل مما يتقوى بالمتابعات والشواهد.
وهي على درجات مختلفة فمنها الضعيف مطلقًا، ومنها المقبول بشروط.
النوع الثاني: الانقطاع في السند وهو أعم من الإرسال ويمكن معرفته بأمور منها: تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه، وتصريح الراوي بعدم السماع من المروي عنه، حصر الراوي ما رواه عن شيخه بحيث يكون الباقي منقطعًا، نص الأئمة على عدم سماعه أو حصرهم لمروياته.
النوع الثالث: المخالفة بالراوية بالمعنى المغير للفظ.
النوع الرابع: الخطأ في الإسناد.
النوع الخامس: المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
النوع السادس: الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
النوع السابع: منكر المتن، وهو غالبًا يعرف بعلة في الإسناد، أما إذا لم يعرف فيجاب عن الإشكال المنكر في المتن ليصبح معناه مقبولًا أو التعرف على علة الإسناد التي أدت إلى المتن المنكر.
النوع الثامن: الضعيف الذي لا أصل له، وهو الذي لا يعرف إسناده ولا مخرجه.
النوع التاسع: الموضوع، وهو شر الأنواع، وهو ما يرويه الكذابون.

س7: بيّن المراد بخواص القرآن.
ج7: يستعمل العلماء هذا المصطلح لمعان متعددة وهي:
- تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة كالكرب والرقى.
- ما اختص به القرآن من أحكام وخصائص تميز بها عن غيره.
- التأثير الإعجازي للقرآن.
والمراد بها المعنى الأول وهو الانتفاع بتأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة، والأمر كان موجودًا عند السلف لن المصطلح متأخر الظهور عند العلماء.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يحكى من التجارب في خواص القرآن.
ج8: ما ثبت في القرآن والسنة فيأخذ به، لا سيما أن النبي صلى الله عليه وسلم بالرقى ما لم يكن فيها شرك، ولا أعظم من الاستشفاء بالقرآن وبما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرقى.
أما ما ورد عن الصحابة من آثار فقد صح منها قليل وهي محمولة على أنهم سمعوها من النبي وتعلموها أو أنهم اجتهدوا بناء على الإذن الشرعي، ومن العلماء من كان يعمل بما فيه ضعف يسير ولا نكارة في متنه لكن ذلك لا ينبغي أن يغتر به إلا ما كانت فيه مناسبة ولا نكارة في متنها فتؤخذ على كونها رقية لا أنها من عمل الصحابة.
ومثله ما ثبت عن الصالحين وما يقرأ مناسبًا للحال التي عليها الإنسان كله داخل في الإذن العام.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 12:01 PM
هيئة التصحيح 6 هيئة التصحيح 6 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 1,539
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء العوضي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى
س1: كيف ترد على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
ج1: الله سبحانه يفضّل ما يشاء وكيف يشاء، وقد فضّل سبحانه بعضًا من السور والآيات على بعضها الآخر، فبعضها أعظم من بعض، وبعضها أحبّ إلى الله من بعض، وبعضها تلاوتها أعظم أجرًا من بعض، وبعضها لها خواص تخصّها كـ(وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة، وأن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن..وغيرها)، وهذا لا يعارض أن جميع الآيات متشابهة في الإحكام والإتقان وأنها مكرمة عن النقص والاختلاف والضعف.
- وهذا أمر ثابت بأدلة من القرآن والسنة:
فمن أدلة القرآن: قوله تعالى {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم}.
ومن أدلة السنة: ما رواه البخاري عن أبي سعيد بن أبي المعلى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن) ثم أخبره أنها {الحمد لله رب العالمين} وقال: (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته).
وما رواه مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله: (أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) فقال: الله ورسوله أعلم، فكرر رسول الله عليه السؤال، فأجاب أبي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدره وقال: (والله ليهنك العلم، أبا المنذر).
وغيرها كثير.
- وهو المأثور أيضًا عن أئمة السلف وأئمة الفقهاء من المذاهب الأربعة.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1- سورة الفاتحة.
وردت في سورة الفاتحة فضائل كثيرة أذكر خمسة منها:
الأول: ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم)، فدل الحديث على أن سورة الفاتحة هي أم القرآن أي أصله وجامعة معانيه.
الثاني: ما رواه النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل بجانبه؛ فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا أخبرك بأفضل القرآن؟) قال: فتلا عليه الحمد لله رب العالمين، فدل الحديث أن الفاتحة أفضل القرآن.
الثالث: ما رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه فرفع رأسه فقال: (هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم)، فنزل منه ملك، فقال: (هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم) فسلّم وقال: "أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منها إلا أوتيته"، فدل الحديث على أن كل جملة طلبية في السورة عطاؤه الإجابة، كما دل على أن سورة الفاتحة نور وأن النبي صلى الله عليه وسلم اختُص بإيتائها.
الرابع: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من قصة النفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين ذهبوا في سفر فلم يضيفهم قوم من العرب، فمضوا عنهم ثم لدغ سيد الحي فطلبهم القوم ليروا ما بسيدهم لعلهم ينفعونه بشيء، فقال أحد الصحابة أنه يعرف رقية وطلب على ذلك جُعلًا، فصالحهم القوم على قطيع من غنم، فأخذ يتفل عليه ويقرأ {الحمد لله رب العالمين} فانطلق وما به قلبة، فلما عادوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه بخبرهم سأل الصحابي: (وما يدريك أنها رقية؟) ثم ضحك وأمرهم أن يقسموا جعلهم ويعطوه سهمًا، فدل الحديث على أن الفاتحة رقية وشفاء.
الخامس: ما رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن) ثم تلا {الحمد لله رب العالمين} وقال: (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)، فدل الحديث على أن الفاتحة أعظم سور القرآن وأنها مما اختص النبي صلى الله عليه وسلم بإيتائه.
ومجمل فضائلها تتلخص بكونها أعظم سورة في القرآن وأنها أفضله وخيره وأنها أم القرآن وأنه ليس في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا القرآن مثلها، وأنها نور لم يؤته نبي قط قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن كل حرف فيها يقرأ يعطى، وأنها رقية، وأن الصلاة لا تتم إلا بها.

2- سورة البقرة.
ورد في فضائل سورة البقرة أحاديث كثيرة أذكر خمسة منها:
الأول: ما رواه الإمام مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنها أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران) ثم ضرب لهما ثلاثة أمثال قال: (كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما).
ومعنى الزهراوين أي المنيرتين، والغياية هي ما يظل الإنسان من السحابة والغبرة، وصواف أي مصطفة متضامنة لتظل صاحبها.
دل الحديث على أن سورة البقرة تتقدم سور القرآن يوم القيامة وتظل صاحبها وتحاجج عنه.
الثاني: كذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)، فدل على أن سورة البقرة تحفظ البيوت من الشياطين.
الثالث: ما رواه أحمد عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة)، فدل الحديث على أن سورة البقرة حفظ وبركة وأنها تحفظ من السحرة.
الرابع: ما رواه أحمد عن أنس رضي الله عنه قال: "كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا".
الخامس: ما رواه عبد الرزاق عن عروة قال: "كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم مسليمة: يا أصحاب سورة البقرة".
فدل الأثران على عظم فضلها وذلك أن الصحابة كانوا يعظمون حاملها وحافظها ويعرّفونه بها.
وبالإجمال فهي السورة المقدمة في المصحف لتقديم النبي صلى الله عليه وسلم في القيام، وأن تلاوتها تنفر الشياطين، وأنها أكبر سور القرآن وأكثرها آيات وقد اشتملت على كثير من الأحكام والآداب والأمثال فكان لها شأن عند النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده، وكذلك فقد اشتملت سورة البقرة على أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي، ولتلاوتها ثواب عظيم.

3- خواتيم سورة البقرة.
ورد في فضل خواتيم سورة البقرة عدة أحاديث منها:
الأول: ما رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما حين جلس عند النبي صلى الله عليه وسلم ففتح باب من السماء ونزل منه ملك لم ينزل إلا ذلك اليوم وقال: "أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منها إلا أوتيته"، فدل الحديث على أن خواتيم سورة البقرة نور.
الثاني: ما رواه الشيخان عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه)، فدل الحديث على أن خواتيم سورة البقرة حفظ وكفاية.
الثالث: ما رواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، قال {إذا يغشى السدرة ما يغشى} قال: فراش من ذهب، قال: فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك من أمته شيئًا المقحمات"، فدل الحديث على شرف خواتيم البقرة حيث أعطيها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء في السماء.
الرابع: ما رواه الطيالسي عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)، فدل على عظم فضل خواتيم البقرة شرفها حيث خصت الأمة المحمدية بها دون غيرها.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1-
سورة آل عمران.
1- ما رواه الثعلبي في تفسيره عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة).
- سبب الحكم بضعفه: أنه منكر.
2- ما رواه ابن الجوزي في الموضوعات وابن مردويه في تفسيره عن أبي بن كعب مرفوعًا: (من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم).
- سبب الحكم بضعفه: هو جزء من حديث موضوع.
3- ما رواه الدارمي عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: "من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة".
- سبب الحكم بضعفه: أن في رواته ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث.

2- سورة النساء.
1- ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن عن سعيد بن جبير قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من قرأ البقرة، وآل عمران، والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين".
- سبب الحكم بضعفه: إسناده منقطع؛ لأن سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
2- ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن عبد الله بن قيس عن ابن عباس قال: " من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض".
- سبب الحكم بضعفه: عبد الله بن قيس -أحد رواته- مجهول الحال.
3- ما رواه الثعلبي والواحدي عن سلام بن سليمان المدايني حدثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم).
- سبب الحكم بضعفه: حديث موضوع، وفيه سلام بن سليمان المدايني وقد قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
ج4: اهتم أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة لثلاثة أسباب:
الأول وهو الأصل: حتى ينبّه على ضعفها ويبيّن سببه فلا يغتر بها، وهذا ما عمله المحدثين في مؤلفاتهم التي أصبحت مرجعًا مهمًا لأسباب ضعف المرويات.
وقد كان أهل الحديث يكتبون الموضوع ويحفظونه ليعرفوا سلاسل الإسناد الصحيحة وعلل المرويات المنكرة، قال الإمام يحيى بن معين مبيّنًا فائدة ذلك: "كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزًا ناضجًا".
الثاني: جمع الطرق للاستفادة من المتابعات والشواهد في تقوية بعض الأحاديث، وذلك أن بعض الأحاديث تضّعف لوجود راوٍ ضعيف الحفظ أو للانقطاع اليسير؛ فتفيد الطرق المتعددة والشواهد الصحيحة في الحكم بصحة الحديث.
الثالث: حفظ هذه المرويات وتصنيفها على الأبواب والمسانيد أو جمعها مع عزوها إلى مصادرها لتسهيل الوصول إليها والاستفادة منها بالدراسة والتمحيص.
وهذان السببان تابعان للأول.

س5: هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
ج5: لا يقتضي ضعف الإسناد المعين ضعف المتن مطلقًا؛ لأنه يمكن أن يروى الحديث بإسناد آخر صحيح، وذلك كالحديث الذي رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه عن مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: (اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن)، ولم يرفع الحديث إلا مسلمة.
قال الألباني في السلسلة الضعيفة: ضعيف جدًا، ثم أردف: " وهذا إسناد واهٍ جدًا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في التقريب".
لكنه ثبت موقوفًا عن أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ آخر هو: "اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن".
وقد رواه عن أبي أمامة موقوفًا ثلاثة هم: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي كل بإسناده.
وكلها طرق معتبرة فثبت الأثر عن أبي أمامة موقوفًا، وهو مما لا يقال بالرأي فيأخذ حكم المرفوع من جهة المعنى لا الرواية.
أما مخالفة مسلمة بالرفع وإسقاطه من الحديث فلا تعتبر كونه متروك الحديث والله أعلم.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويات الضعيفة في فضائل القرآن.
ج6: ضعف المرويات له أنواع منها ما يرجع للإسناد ومنها ما يرجع للمتن ومنها ما يرجع لهما معًا، وهذا تعداد موجز لها:
النوع الأول: الإرسال، وهو ما أسنده التابعي للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو يعتبر انقطاع في السند لذلك لا يقبل إلا أن يوصل من طريق آخر صحيح أو يكون المرسل مما يتقوى بالمتابعات والشواهد.
وهي على درجات مختلفة فمنها الضعيف مطلقًا، ومنها المقبول بشروط.
النوع الثاني: الانقطاع في السند وهو أعم من الإرسال ويمكن معرفته بأمور منها: تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه، وتصريح الراوي بعدم السماع من المروي عنه، حصر الراوي ما رواه عن شيخه بحيث يكون الباقي منقطعًا، نص الأئمة على عدم سماعه أو حصرهم لمروياته.
النوع الثالث: المخالفة بالراوية بالمعنى المغير للفظ.
النوع الرابع: الخطأ في الإسناد.
النوع الخامس: المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
النوع السادس: الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
النوع السابع: منكر المتن، وهو غالبًا يعرف بعلة في الإسناد، أما إذا لم يعرف فيجاب عن الإشكال المنكر في المتن ليصبح معناه مقبولًا أو التعرف على علة الإسناد التي أدت إلى المتن المنكر.
النوع الثامن: الضعيف الذي لا أصل له، وهو الذي لا يعرف إسناده ولا مخرجه.
النوع التاسع: الموضوع، وهو شر الأنواع، وهو ما يرويه الكذابون.

س7: بيّن المراد بخواص القرآن.
ج7: يستعمل العلماء هذا المصطلح لمعان متعددة وهي:
- تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة كالكرب والرقى.
- ما اختص به القرآن من أحكام وخصائص تميز بها عن غيره.
- التأثير الإعجازي للقرآن.
والمراد بها المعنى الأول وهو الانتفاع بتأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة، والأمر كان موجودًا عند السلف لن المصطلح متأخر الظهور عند العلماء.
لو مثلتِ لكان أجود.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يحكى من التجارب في خواص القرآن.
ج8: ما ثبت في القرآن والسنة فيأخذ به، لا سيما أن النبي صلى الله عليه وسلم بالرقى ما لم يكن فيها شرك، ولا أعظم من الاستشفاء بالقرآن وبما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرقى.
أما ما ورد عن الصحابة من آثار فقد صح منها قليل وهي محمولة على أنهم سمعوها من النبي وتعلموها أو أنهم اجتهدوا بناء على الإذن الشرعي، ومن العلماء من كان يعمل بما فيه ضعف يسير ولا نكارة في متنه لكن ذلك لا ينبغي أن يغتر به إلا ما كانت فيه مناسبة ولا نكارة في متنها فتؤخذ على كونها رقية لا أنها من عمل الصحابة.
ومثله ما ثبت عن الصالحين وما يقرأ مناسبًا للحال التي عليها الإنسان كله داخل في الإذن العام.
وفقك الله وزادك علما
التقويم: أ
نأسف لخصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir