دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب الصلاة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 01:01 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب صفة الصلاة (32/38) [دعاء يستحب قوله بعد التشهد]


318- وعن أبي هُرَيْرةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وفي روايَةٍ لمسلِمٍ: ((إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ)).


  #2  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 03:22 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني


50/301 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ؛ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: ((إذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِن التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ)).
(وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ) مُطْلَقٌ فِي التَّشَهُّدِ الْأَوْسَطِ وَالْأَخِيرِ.
(فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ) بَيَّنَهَا بِقَوْلِهِ: (يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: إذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِن التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ).
هَذِهِ الرِّوَايَةُ قَيَّدَتْ إطْلاَقَ الْأُولَى وَأَبَانَتْ أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ الْمَأْمُورَ بِهَا بَعْدَ التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ، وَيَدُلُّ التَّعْقِيبُ بِالْفَاءِ أَنَّهَا تَكُونُ قَبْلَ الدُّعَاءِ الْمُخَيَّرِ فِيهِ بِمَا شَاءَ.
وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ الِاسْتِعَاذَةِ مِمَّا ذُكِرَ، وَهُوَ مَذْهَبُ الظَّاهِرِيَّةِ، وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ مِنْهُمْ: وَيَجِبُ أَيْضاً فِي التَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ. عَمَلاً مِنْهُ بِإِطْلاَقِ اللَّفْظِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ، وَأَمَرَ طَاوُسٌ ابْنَهُ بِإِعَادَةِ الصَّلاَةِ لَمَّا لَمْ يَسْتَعِذْ فِيهَا، فكأنَّهُ يَقُولُ بِالْوُجُوبِ، وَبُطْلاَنِ صَلاَةِ مَنْ تَرَكَهَا، وَالْجُمْهُورُ حَمَلُوهُ عَلَى النَّدْبِ.
وَفِيهِ دَلاَلَةٌ عَلَى ثُبُوتِ عَذَابِ الْقَبْرِ. وَالْمُرَادُ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا مَا يَعْرِضُ لِلْإِنْسَانِ مُدَّةَ حَيَاتِهِ مِن الِافْتِتَانِ بِالدُّنْيَا وَالشَّهَوَاتِ وَالْجَهَالاَتِ، وَأَعْظَمُهَا - وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ - أَمْرُ الْخَاتِمَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَقِيلَ: هِيَ الِابْتِلاَءُ مَعَ عَدَمِ الصَّبْرِ.
وَفِتْنَةُ الْمَمَاتِ، قِيلَ: الْمُرَادُ بِهَا الْفِتْنَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ؛ أُضِيفَتْ إلَيْهِ لِقُرْبِهَا مِنْهُ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهَا فِتْنَةُ الْقَبْرِ، وَقِيلَ: أَرَادَ بِهَا السُّؤَالَ مَعَ الْحَيْرَةِ، وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ: ((إنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ - أَوْ قَرِيباً مِنْ - فِتْنَةِ الدَّجَّالِ)).
وَلاَ يَكُونُ هَذَا تَكْرِيراً لِعَذَابِ الْقَبْرِ؛ لِأَنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ مُتَفَرِّعٌ عَلَى ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ: ((فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ)) قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْفِتْنَةُ: الِامْتِحَانُ وَالِاخْتِبَارُ، وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْقَتْلِ وَالْإِحْرَاقِ وَالتُّهَمَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَالْمَسِيحُ: بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَخْفِيفِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَآخِرُهُ حَاءٌ مُهْمَلَةٌ، وَفِيهِ ضَبْطٌ آخَرُ، وَهَذَا الْأَصَحُّ، وَيُطْلَقُ عَلَى الدَّجَّالِ، وَعَلَى عِيسَى ، وَلَكِنْ إذَا أُرِيدَ بِهِ الدَّجَّالُ قُيِّدَ بِاسْمِهِ. سُمِّيَ الْمَسِيحَ لِمَسْحِهِ الْأَرْضَ، وَقِيلَ: لِأَنَّهُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ.
وأَمَّا عِيسَى عليه السلامُ فَقِيلَ لَهُ: الْمَسِيحُ؛ لِأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ مَمْسُوحاً بِالدُّهْنِ، وَقِيلَ: لِأَنَّ زَكَرِيَّا مَسَحَهُ. وَقِيلَ: لِأَنَّهُ كَانَ لاَ يَمْسَحُ ذَا عَاهَةٍ إلاَّ بَرِئَ. وَذَكَرَ صَاحِبُ الْقَامُوسِ أَنَّهُ جَمَعَ فِي وَجْهِ تَسْمِيَتِهِ بِذَلِكَ خَمْسِينَ قَوْلاً.


  #3  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 03:23 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام


253 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ؛ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ ((إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الأَخِيرِ)).
مُفْرَدَاتُ الْحَدِيثِ:
فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ: أَصْلُ (أَعُوذُ) بِسُكُونِ الْعَيْنِ وَضَمِّ الْوَاوِ، فَنُقِلَت الضَّمَّةُ إِلَى الْعَيْنِ؛ لاسْتِثْقَالِهَا، عَلَى الْوَاوِ، فَسُكِّنَتْ، وَيُقَالُ: اسْتَعَذْتُ بِاللَّهِ، وَعُذْتُ بِهِ مَعَاذاً، أَوْ عِيَاذاً: اعْتَصَمْتُ وَاسْتَجَرْتُ بِهِ، فالاستعاذةُ فِي كَلامِ الْعَرَبِ هِيَ: الاستجارةُ والاعتصامُ.
جَهَنَّمَ: هِيَ النَّارُ، أَوْ طَبَقَةٌ منْ طَبَقَاتِهَا، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِجَهْمَتِهَا وَظَلامِهَا، وَبُعْدِ قَعْرِهَا.
فِتْنَةِ: عِبَارَةٌ عَن الامتحانِ وَالابْتِلاءِ فِي حَالِ الْحَيَاةِ وَعِنْدَ الْمَوْتِ، وَكَثُرَ اسْتِعْمَالُ الْفِتْنَةِ فِيمَا آخِرُهُ الاخْتِيَارُ للمَكْرُوهِ، ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ بِمَعْنَى الإثمِ، وَالْكُفْرِ، والقتالِ، ونحوِ ذَلِكَ.
الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ: كِلاهُمَا مَصْدَرَانِ مِيمِيَّانِ؛ لأَنَّ مَا كَانَ مُعْتَلاًّ مِنَ الثُّلاثِي يَأْتِي مِنْهُ الْمَصْدَرُ وَاسْمَا الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وَالْمُرَادُ: مَا يَعْرِضُ للإنسانِ فِي حَالِ الْحَيَاةِ، وَعِنْدَ الوفاةِ، وَفِي الْقَبْرِ، فَأَمَّا الْفِتْنَةُ حَالَ الْحَيَاةِ فَهِيَ مَا يُخْشَى مِنَ الزَّيْغِ وَالضلالِ، وَمَا يَتَعَرَّضُ لَهُ الإِنْسَانُ منْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا.
وَأَمَّا فِتْنَةُ الْمَمَاتِ: فَعِنْدَ الاحتضارِ، وَفِي الْقَبْرِ عِنْدَ سؤالِ المَلَكَيْنِ، كَمَا جَاءَ فِي (الْبُخَارِيِّ) (86): ((إِنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ ـ أَوْ قَرِيباً مِنْ ـ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ)).
المَسِيحِ: بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ الْمُخَفَّفَةِ، فِي آخرِهِ حَاءٌ مُهْمَلَةٌ، وَسُمِّيَ الدَّجَّالُ بالمسيحِ؛ لأَنَّ الْخَيْرَ مُسِحَ مِنْهُ، أَوْ لأَنَّ عَيْنَهُ الْوَاحِدَةَ مَمْسُوحَةٌ، أَوْ لأَنَّهُ يَمْسَحُ الأَرْضَ بِمُرُورِهِ عَلَيْهَا.
وَقَدْ وَرَدَت الأخبارُ الصحيحةُ بِخُرُوجِهِ آخِرَ الزمانِ، عَلامَةً كُبْرَى منْ عَلامَاتِ السَّاعَةِ.
الدَّجَّالِ: عَلَى وَزْنِ فَعَّالٍ، مِنْ: (الدَّجَلِ) وَهُوَ الكَذِبُ، والتَّمْوِيهُ، وَخَلْطُ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ، فَكُلُّ مَنْ ظَهَرَ عَلَى النَّاسِ يُرِيدُ إِضْلالَهُمْ، وَإِغْوَاءَهُمْ عَن الْحَقِّ فَهُوَ دَجَّالٌ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ أَصْحَابُ الْمَبَادِئِ الهَدَّامَةِ، وَالْمَذَاهِبِ البَاطِلَةِ، وَالاعْتِقَادَاتِ الفَاسِدَةِ، الَّذِينَ يُقَدِّمُونَهَا لِلنَّاسِ وَلِشُعُوبِهِم بِاسْمِ الإصلاحِ، فهؤلاءِ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [العنكبوت: 13].
مَا يُؤْخَذُ مِنَ الْحَدِيثِ:
1 - مَشْرُوعِيَّةُ التَّشَهُّدِ الأخيرِ فِي الصَّلاةِ، وَتَقَدَّمَ أَنَّ الصَّحِيحَ وُجُوبُهُ، ووجوبُ الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ.
2 - اسْتِحْبَابُ الدُّعَاءِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ، وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الجلسةِ الَّتِي هِيَ دُبُرُ الصَّلاةِ.
قَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ: الدُّعَاءُ آخِرَ الصَّلاةِ قَبْلَ الخروجِ مِنْهَا مشروعٌ بالسُّنَّةِ المُسْتَفِيضَةِ، وَإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّةُ الأَدْعِيَةِ المُتَعَلِّقَةِ بالصلاةِ إِنَّمَا فَعَلَهَا عَلَيْهِ السَّلامُ فِيهَا، وَأَمَرَ بِهَا فِيهَا، مَا دَامَ مُقْبِلاً عَلَى رَبِّهِ يُنَاجِيهِ، فَلا يَنْبَغِي أَنْ يَتْرُكَ سُؤَالَ مَوْلاهُ فِي حَالِ مُنَاجَاتِهِ والقُرْبِ مِنْهُ.
3 - يُسْتَحَبُّ الدُّعَاءُ بِهَذَا المأثورِ والتَّعَوُّذُ بِاللَّهِ تَعَالَى من الشرورِ الأربعِ، فَإِنَّهَا أساسُ البلاءِ وَالشَّرِّ، فَإِنَّ الشَّرَّ نَوْعَانِ.
إِمَّا عَذَابُ البَرْزَخِ، وَإِمَّا عَذَابٌ فِي الآخِرَةِ، وَأَسْبَابُهُ فِتْنَةُ الْمَحْيَا، أَوْ فِتْنَةُ الْمَمَاتِ، أَوْ فِتْنَةُ المَسِيحِ الدَّجَّالِ.
والدُّعَاءُ بِهَذَا مندوبٌ إِلَيْهِ بالإجماعِ، وَلَمْ يُوجِبْهُ إِلاَّ طَاوُسٌ وَالظَّاهِرِيَّةُ.
4 - عَذَابُ جَهَنَّمَ: هُوَ عَذَابٌ فِي شِدَّتِهِ، وَاسْتِمْرَارِهِ لا يُتَصَوَّرُ وَلا يُتَخَيَّلُ؛ لأَنَّهُ فَوْقَ الطاقةِ، قَالَ تَعَالَى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ}. [غافر: 49] وَهُوَ مُسْتَمِرٌّ فِي شِدَّتِهِ.
5 - أَنَّ هَذَا دُعَاءٌ خَاصٌّ بالتَّشَهُّدِ الأخيرِ؛ لِمَا فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ: ((إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الأَخِيرِ..)). وَلا يُقَالُ إِلاَّ بَعْدَ التَّشَهُّدِ وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
6 - القعودُ الأخيرُ فِي الصَّلاةِ رُتِّبَ فِيهِ الذِّكْرُ والدعاءُ أَحْسَنَ تَرْتِيبٍ، تَرْتِيباً يُوَافِقُ آدَابَ الدُّعَاءِ، فَبُدِئَ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَذِكْرِ مَحَامِدِهِ، ثُمَّ بالصلاةِ وَالسَّلامِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ الدُّعَاءِ، والدعاءُ لا يُوصَلُ إِلَى ثَمَرَتِهِ إِلاَّ بِهَذِهِ الْمُقَدِّمَاتِ.
قَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ: شُرِعَ للعبدِ اسْتِعْطَافُ رَبِّهِ أَمَامَ الدُّعَاءِ بالتَّحِيَّاتِ لِلَّهِ، ثُمَّ بالشهادةِ لَهُ بالوحدانِيَّةِ وَلِرَسُولِهِ بِالرِّسَالَةِ، ثُمَّ بالصلاةِ عَلَى رسولِهِ، ثُمَّ قِيلَ لَهُ: تَخَيَّرْ مِنَ الدُّعَاءِ أَحَبَّهُ إِلَيْكَ، وَلْيَكُنْ بِخُشُوعٍ وَأَدَبٍ، فَإِنَّهُ لا يُسْتَجَابُ لِدُعَاءٍ مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ.
7 - شَرْحُ بَعْضِ الألفاظِ:
أَعُوذُ بِاللَّهِ منْ عَذَابِ جَهَنَّمَ: التَّعَوُّذُ هُوَ: اللجوءُ والاعتصامُ والاحتماءُ، وَجَهَنَّمُ: أَحَدُ طَبَقَاتِ النَّارِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، لِجُهُومَتِهَا، وَظَلامِهَا، وَبُعْدِ قَعْرِهَا.
وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ: تَوَاتَرَتِ الأخبارُ بِثُبُوتِ عَذَابِ الْقَبْرِ وَنَعِيمِهِ، فَهُوَ منْ عقيدةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ.
وَقَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ: إِنَّهُ يَقَعُ عَلَى الأبدانِ وَالأَرْوَاحِ جَمِيعاً، وَقَدْ يَنْفَرِدُ أَحَدُهُمَا، وَقَدْ أَخْفَى اللَّهُ تَعَالَى عَذَابَ الْقَبْرِ عَن الإنسِ والجنِّ، لِحِكَمٍ بَالِغَةٍ، فَلَوْ ظَهَرَ عَذَابُهُ لَحَصَلَ مَا يَلِي:
أَوَّلاً: لا يَكُونُ الإِيمَانُ بِالْعَذَابِ والنعيمِ من الإِيمَانِ بِالْغَيْبِ، وَإِنَّمَا كَانَ مُشَاهَدَةً فَبَطَلَ الاخْتِبَارُ، والامتحانُ، والفَضْلُ بالإيمانِ بِالْغَيْبِ.
ثانياً: لَصَارَ فِي ذَلِكَ فَضِيحَةٌ، وَخِزْيٌ لِلْمَيِّتِ، وَلأهلِهِ فِي حَالِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.
ثالثاً: لَوْ أَطْلَعَ النَّاسَ عَلَى شَقَاءِ الْمَيِّتِ لَمَا تَدَافَنُوا، وَلَنَفَرَ مِنْهُم الأحياءُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْفَاهُ حِكْمَةً وَرَحْمَةً.
أَمَّا الْعَذَابُ: فَثَابِتٌ بِالْكِتَابِ، وَالسُّنَّةِ، وَالإجماعِ.
وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا: الْفِتْنَةُ هِيَ الابتلاءُ، والامتحانُ، والاختبارُ، وَفِتْنَةُ الْحَيَاةِ: هِيَ مَا يَعْرِضُ للإنسانِ، مِنْ مِحَنٍ، وَفِتَنٍ، وَابْتِلاءٍ بِالشُّبُهَاتِ، وَالشَّهَوَاتِ وَغَيْرِهَا، وَأَعْظَمُهَا سُوءُ الْخَاتِمَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ.
الْمَمَاتِ: إِمَّا أَنْ تَكُونَ الْفِتْنَةُ عِنْدَ مَوْتِهِ وَخُرُوجِهِ من الدُّنْيَا، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ فِي قَبْرِهِ، فَقَدْ جَاءَ فِي (الْبُخَارِيِّ)
(86) ((إِنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ ـ أَوْ قَرِيباً مِنْ ـ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ)). وَمِنْهُ سُؤَالُ الْمَلَكَيْنِ.
وَمِنْ فِتْنَةِ المسيحِ الدَّجَّالِ: سُمِّيَ مَسِيحاً، إِمَّا لأَنَّهُ يَجُوبُ الأَرْضَ طُولاً وَعَرْضاً، وَإِمَّا لأَنَّهُ أَعْوَرُ بِمَسْحِ عَيْنِهِ اليُمْنَى، وَسُمِّيَ دَجَّالاً، لِخِدَاعِهِ وَكَذِبِهِ، وَتَمْوِيهِهِ عَلَى النَّاسِ، وَتَلْبِيسِهِ عَلَيْهِمْ، وَتَغْطِيَتِهِ الْحَقَّ بِبَاطِلِهِ.
8 - قَالَ السُّبْكِيُّ: ظَهَرَت العنايةُ بِالدُّعَاءِ بهذهِ الأُمُورِ، حَيْثُ أَمَرَنَا بِهَا فِي كُلِّ صَلاةٍ، وَهِيَ حقيقةٌ بِذَلِكَ؛ لِعِظَمِ الأَمْرِ فِيهَا، وَشِدَّةِ البلاءِ فِي وُقُوعِهَا.
9 - استعاذةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منْ هَذِهِ الأُمُورِ ـ مَعَ أَنَّهُ مُعَاذٌ مِنْهَا قَطْعاً ـ فَائِدَتُهُ إِظْهَارُ الخضوعِ والاستكانةِ والعبوديَّةِ والافتقارِ؛ وَلِيَقْتَدِيَ بِهِ غَيْرُهُ فِي ذَلِكَ، وَيُشْرَعَ لأُمَّتِهِ.
10 - إثباتُ خُرُوجِ المسيحِ الدَّجَّالِ، الَّذِي هُوَ أَحَدُ عَلامَاتِ السَّاعَةِ الكِبَارِ، يَخْرُجُ وَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ، وَيُفْسِدُ فِيهَا، وَيَخْدَعُ النَّاسَ، وَيَغْوِي مَنِ اتَّبَعَهُ مِنْهُمْ، حَتَّى يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فَيَقْتُلَهُ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, صفة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir