دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > لمعة الاعتقاد

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو القعدة 1429هـ/1-11-2008م, 12:00 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي إثبات صفة الوجه الكريم لله تعالى

ذِكْرُ بَعْضِ آيَاتِ الصِّفَاتِ
فَمِمَّا جَاءَ مِنْ آياتِ الصِّفَاتِ قَوْلُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذو الجلال والإكرام} [الرحمن: 27]


  #2  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 05:07 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

(1) ذَكَرَ المؤلِّفُ رحِمَهُ اللهُ مِنْ صفاتِ اللهِ الصفاتِ الآتِيَةَ ، وسَنَتَكَلَّمُ عليها حَسَبَ ترتيبِ المؤلِّفِ.
الصِّفةُ الأولى: الوَجْهُ .
الوَجْهُ ثَابِتٌ للهِ تعالَى بدلالَةِ الكتابِ والسُّنَّةِ وإجماعِ السَّلَفِ .
قالَ اللهُ تعالَى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن:27]
وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لسَعْدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ : ((إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِى بِهَا وَجْهَ اللهِ إلاَّ أُجِرْتَ عَلَيْهَا)) ، مُتَّفَقٌ عليهِ .
وأَجْمَعَ السَّلَفُ على إثباتِ الوجْهِ للهِ تعالَى ، فيجِبُ إثباتُهُ لهُ بدونِ تَحْريفٍ ولا تَعْطِيلٍ ، ولا تَكْييفٍ ولا تَمْثِيلٍ ، وهو وجْهٌ حقيقيٌّ يلِيقُ باللهِ .
وقدْ فَسَّرَهُ أهلُ التَّعْطِيلِ بالثوابِ ، وَنَرُدُّ عليهم بما سَبَقَ في القاعِدَةِ الرابعَةِ .

حاشية الشيخ صالح العصيمي حفظه الله :
(1) ليس عند مسلم قوله : (( نفقة )) ، وهو بلفظ البخاري أشبه لكن وقع فيه : ((وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض)) .


  #3  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 05:41 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ ابن جبرين

(1) قدْ عَرَفْنَا أنَّ صفاتِ اللهِ تَعَالَى تَنْقَسِمُ إلى قِسْمَيْنِ:
- صفاتُ ذاتٍ .
- وصفاتُ فِعْلٍ .
وأنَّ الصِّفاتِ الذَّاتيَّةَ هيَ الَّتي تَلْزَمُ الذَّاتَ ، وتكونُ مُلاَزِمَةً للموصوفِ بها دَائِمًا لا تَنْفَكُّ ولا تَنْفَصِلُ في وَقْتٍ من الأوقاتِ ، فهيَ جزءٌ منْ ذاتِ الشَّيءِ الَّتي هيَ مَاهِيَّتُهُ ، وما يَتَكَوَّنُ منهُ .
فمثلاً ؛ إذا قُلْنَا : إنَّ هذا الإنسانَ الماثلَ أَمَامَنَا يُوصَفُ بصفاتٍ ذاتيَّةٍ ، وبصفاتٍ فِعْلِيَّةٍ ؛ فَسَمْعُهُ ، وَبَصَرُهُ ، ولِسَانُهُ ، وَيَدُهُ ، ورِجْلُهُ ، وَبَطْنُهُ ، وَظَهْرُهُ أجزاءٌ منهُ ، وكذا أَجْزَاؤُهُ الباطنةُ ، كقلبِهِ ، ورِئتَيْهِ ، وكَبِدِهِ ، وَأَمْعَائِهِ هيَ أجزاءٌ منهُ .
فَنَحْنُ نقولُ : إنَّ الصِّفاتِ المُلاَزِمَةَ للموصوفِ هيَ صفاتٌ ذاتيَّةٌ .
فَاللهُ سبحانَهُ وَتَعَالَى لهُ المَثَلُ الأَعْلَى ، وقدْ أَخْبَرَ عنْ نفسِهِ بأنَّهُ مُتَّصِفٌ بصفاتٍ ملازمةٍ لهُ لا يُمْكِنُ أنْ تَنْفَكَّ عنهُ .
فمِنْ ذلكَ هاتَانِ الآيَتَانِ ؛ فَصِفَةُ الوجهِ صِفَةٌ ذاتيَّةٌ ، لا يُمْكِنُ أنْ يَكُونَ بِلاَ وَجْهٍ في وَقْتٍ من الأوقاتِ ، وقدْ ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى صفةَ الوجهِ في عدَّةِ آياتٍ ، منها هذهِ الآيَةُ : {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ والإِكْرَامِ} [الرَّحْمَن:27] .
ومنها قولُهُ تَعَالَى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} [القَصَص:88].
وتَرِدُ في مواضعَ كثيرةٍ ، كقولِهِ تَعَالَى : {إلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى} [اللَّيل:20] .
وكقولِهِ تَعَالَى : {إنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُريِدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا} [الإنسان:9].

وكقولِهِ تَعَالَى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف:28].
وهذهِ الآياتُ كُلُّها دالَّةٌ على صفةِ الوجهِ ، فإذا أَثْبَتَهُ أهلُ السُّنَّةِ فإنَّهم يَقُولُونَ : نُثْبِتُهُ كما وَرَدَ ، ولكنْ لاَ نَخُوضُ في أكثرَ منْ ذلكَ ، ولا نَقُولُ : إنَّ وَجْهَ اللهِ يَشْتَمِلُ على كذا وكذا ؛ حَيْثُ إنَّ ذلكَ يَحْتَاجُ إلى دَلِيلٍ ، وهذا هوَ القولُ الصَّحيحُ .
وأمَّا الأحاديثُ ، فقدْ وَرَدَ أَيْضًا فيها كَثِيرًا إِثْبَاتُ صفةِ الوجهِ ، كقولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ )) ، وفي الحديثِ المشهورِ في الدُّعاءِ : (( أَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ )) ، وفي حديثِ الحِجَابِ يقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( حِجَابُهُ النُّورُ ، لَوْ كَشَفَهُ لأََحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ)) ، وغيرِ ذلكَ .
وهيَ أحاديثُ صحيحةٌ مشهورةٌ تَلَقَّاهَا وَتَقَبَّلَهَا أهلُ السُّنَّةِ ، وآمَنُوا بهذهِ الصِّفةِ كما ذَكَرَهَا اللهُ وَأَثْبَتَهَا لِنَفْسِهِ ، وقالوا : هذهِ صفةُ كمالٍ .
وأمَّا قولُهُ تَعَالَى : {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} [البقرة:115] ، فهذهِ تَكَلَّمَ عليها شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ و قالَ : لَيْسَتْ منْ آياتِ الصِّفاتِ ، فإنَّ المرادَ هنا {فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} ، أيْ : فثمَّ جِهَةُ اللهِ الَّتي وَجَّهَكُم إليها لِتُصَلُّوا إليها ، فلا يَصِحُّ استدلالُ أهلِ الحُلُولِ بها على أنَّ وَجْهَ اللهِ في كلِّ مكانٍ - تَعَالَى اللهُ عنْ قَوْلِهِم - بلْ نقولُ : وَجْهُ اللهِ في هذهِ الآيَةِ : الجِهَةُ الَّتي يُوَجَّهُ العبدُ إليها ، أيْ : فَثَمَّ الْوِجْهَةُ الَّتي وَجَّهَكُم إليها ، وَأَمَرَكُم بأنْ تَتَوَجَّهُوا إليها ؛ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى : {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [البقرة:148] ، ولا يُقَالُ : إنَّ هذا تَكَلُّفٌ ، وإنَّ هذا تَأْوِيلٌ ؛ لأنَّ هذا تَقْتَضِيهِ اللُّغةُ .
وأمَّا مَنْ أَنْكَرَ صفةَ الوجهِ - وهمْ جميعُ المُبْتَدِعَةِ ؛ كالمعتزلةِ ومَن انْضَمَّ إليهم كالرَّافضةِ على عقيدةِ الاعتزالِ ، وكذلكَ الخوارجُ ؛ ومِنْهُم الإِبَاضِيَّةُ ، يَنْفُونَ صفةَ الوجهِ للهِ تَعَالَى وَيُفَسِّرُونَهُ بالذَّاتِ - إذا جَاءَتْهُم الآياتُ الَّتي فيها إثباتُ الوجهِ قَالُوا : المرادُ : الذَّاتُ ، قالَ تَعَالَى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ} [الرَّحمن:27] ، أيْ: ذَاتُهُ.
{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلاَّ وَجْهَهُ} [القصص:88] ، أيْ: ذَاتَهُ.
الجوابُ : أنَّ هذا ، وإنْ كانَ صَحِيحًا في اللُّغةِ أَنَّهُ يُطْلَقُ الجزءُ على الكلِّ ، لَكِنْ لا شَكَّ أنَّها دَالَّةٌ على إثباتِ صفةِ الوجهِ ، وأنَّهُ جُزْءٌ من الذَّاتِ ؛ فإنَّ النَّصَّ على الوجهِ يَدُلُّ على ثُبُوتِهِ ، والذَّاتُ تابِعَةٌ للوجهِ .
وَيُرَدُّ عليهم أَيْضًا بالأحاديثِ الَّتي فيها التَّصريحُ بالوجهِ ، كَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لأََحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ)) ، ((إِلاَّ رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ)) ؛ فإنَّها دالَّةٌ عليهِ صراحةً .
ونحنُ نُؤْمِنُ بإثباتِ هذهِ الصِّفةِ ولا نُكَيِّفُهَا ، ومعلومٌ أيضًا أنَّها منْ صفاتِ الكمالِ .
وَتَأَوَّلَهَا بعضُ المُتَأَوِّلِينَ وقالُوا : المرادُ بالوجهِ عندَ العربِ الجانبُ ، أوْ ما يُعَبَّرُ عنهُ بالبعضِ ، أوْ نحوُ ذلكَ ، ويقولونَ مثلاً : وجهُ هذهِ المسألةِ كذا وكذا ، أوْ وَجْهُ هذا الجوابِ كذا وكذا ، فَيَحْمِلُونَهُ على أنَّهُ : ما يُفْهَمُ منهُ ، أوْ ما يُفَسَّرُ بهِ، ولكنْ هذا يَصْعُبُ عليهم تَأْوِيلُهُ في الأدلَّةِ الكثيرةِ .


  #4  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 06:11 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ :صالح آل الشيخ حفظه الله

القارئ:

( فَمِمَّا جَاءَ مِنْ آياتِ الصِّفَاتِ قَوْلُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذو الجلال والإكرام} [الرحمن:27] ، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {بَل يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة:64] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى إِخْبَاراً عَنْ عِيسَى صلى الله عليه وسلم قَالَ: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفسِكَ} [المائدة:116]
الشيخ:
هذا شروعٌ في ذكرِ آياتِ الصِّفاتِ ، أو نصوصِ الصِّفاتِ ؛ الَّتي اشتملت على ذكرِ أسماءِ اللهِ جلَّ وعلا ، أو ذكرِ صفاتِهِ .
وصفاتُ اللهِ - جلَّ وعلا - تنقسم بأحدِ الاعتباراتِ إلى قسمين :
- صفاتٍ ذاتيَّةٍ.
-وصفاتٍ فعليَّةٍ.
فالصِّفاتُ الذَّاتيَّةُ: هي الَّتي لا تنفكّ عن الموصوفِ مطلقاً .
وهي في حقّ اللهِ - جلَّ وعلا -: الَّتي لم يزلِ اللهُ - جلَّ وعلا - متّصفاً بها ، يعني : لا يتَّصفُ بها في وقتٍ دون وقتٍ ، بل اتِّصافُهُ بها - جلَّ وعلا - دائمٌ ، من مثلِ : صفةِ الوجهِ ؛ كما قالَ - جلَّ وعلا -: {ويبقى وجهُ ربِّكَ…} .
ومن مثلِ صفةِ اليدينِ ؛ كما قالَ - جلَّ وعلا -: {بَلْ يداه مبسوطتانِ} ، وقالَ - جلَّ وعلا -: {ما منعَكَ أن تسجدَ لما خلقْتُ بيديَّ} ونحوِ ذلك من صفاتِ الذَّاتِ.
وقولُهُ هنا: {ويبقَى وجهُ ربِّكَ} هذه أوَّلُ الآيات الَّتي ذكرَ ، وهذه الآيةُ صريحةٌ في إثباتِ صفةِ الوجهِ للهِ جلَّ وعلا .
وقولُهُ : {ويبقَى وَجْهُ ربِّكَ} وجهُ الدِّلالةِ منه : أنَّهُ أضاف الصِّفةَ الَّتي هي الوجهُ ، إلى المتَّصفِ بها قال : {ويبقى وجهُ ربِّكَ}.
ونحن نعلمُ أنَّ ما يُضافُ إلى اللهِ جلَّ وعلا - وهذه قاعدةٌ - تارةً يكونُ معنى ، وتارةً يكون ذاتاً ، وإذا كان ذاتاً ؛ فتارةً تكونُ ذاتاً تقومُ بنفسِهَا ، وتارةً لا تقومُ بنفسِهَا .
مثالُ المعنى : مثل الرَّحمةِ ، والغضبِ ، والرِّضى ، فنقولُ : رضى اللهِ ، ورحمةُ اللهِ ، ونحوُ ذلك ، هذا إضَافةُ معنى إلى اللهِ جلَّ وعلا .
أمَّا إضافةُ الذَّاتِ - يعني: إلى شيءٍ يكون ذاتاً- تارةً هذا الَّذي يكون ذاتاً -يعني: مستقلاَّ ما هو معنىً ، يعني : شيئاً محسوساً يمكنُ أن تفهمَهُ بأنَّه ليس وصفاً بدونِ ذاتٍ ، ولكنَّهُ ذاتٌ - هذا تارةً يكون قائماً بنفسِهِ ، مثل قولِهِ : {ناقةَ اللهِ} فهنا أضافَ النَّاقةَ إِلى نَفسهِ -جلَّ وعلا- فقالَ: {ناقةَ اللهِ وسقياها}.
والبيت (بيتُ اللهِ) مثل ما جاءَ في الحديثِ: ((ثمَّ خرجَ إلى بيتٍ من بيوتِ اللهِ)) ، أو ((ثمَّ مشى إلى بيتٍ من بيوتِ اللهِ)) ، فهذا أضافَ البيتَ إلى اللهِ.
ومثلُ القسمِ الثَّاني: وجهُ اللهِ ، ويدُ اللهِ ، وساقُ اللهِ ، وقدمُ اللهِ ، وعينُ اللهِ - جلَّ وعلا - ونحوُ ذلك .
فإذاً : إذا أُضيفَ ما يقومُ بنفسِهِ : فهذا الأصلُ أنَّهُ تكون الإضافةُ للتَّشريفِ والتَّعظيمِ ، فقولُهُ : {ناقةَ اللهِ} أضاف -جلّ وعلا- النَّاقةَ إلى نفسِهِ ، ومعلومٌ أن النَّاقةَ ذاتٌ منفصلةٌ تقومُ بنفسِهَا ، فهذا يقتضي تشريفَ ما أضافه الله - جلَّ وعلا - إلى نفسِهِ ، ويقتضي تعظيمَهُ .
الثاني: مثل (بيت اللهِ) أيضاً كذلكَ.
أمَّا (وجهُ اللهِ) ، {يدُ اللهِ فوقَ أيديهم} ، {بأَعيُنِنَا} ونحو ذلك ، فالعين والوجه واليد والقدم والساق ونحو ذلك، هذه ذواتٌ لكنَّها لا تقومُ بنفسِهَا ، يعني: لا يوجدُ وجهٌ بدونِ صاحبِ وجهٍ ، لا توجدُ يدٌ بدونِ صاحبِ يدٍ ، لا توجدُ عينٌ بدونِ صاحبِ عينٍ ، فهذه إذا أُضيفَتْ إلى اللهِ جلَّ وعلا ، أو إلى غيرِهِ ، فهذه تقتضي الصّفةَ ، لا تقتضي التَّشريفَ بحالٍ .
فإذاً ؛ تلخَّصَ هنا أنَّ الإضافةَ في الذَّواتِ على قسمينِ:
- تارةً تكون إضافةً للتَّشريفِ ، وهو: ما أُضيفَ من الأعيانِ ممَّا يقومُ بنفسِهِ.
- وتارةً الإضافةُ تقتضي الوصفَ إذا كان لا يقومُ بنفسِهِ.
فقولُهُ هنا : {ويبقَى وجهُ ربِّكَ} وجهُ الاستدلالِ : أنَّهُ أضافَ الوجهَ إلى اللهِ - جلَّ وعلا - فقالَ عزَّ مِنْ قائلٍ سبحانه: {ويبقَى وَجْهُ ربِّكَ} فأضافَ الوجهَ إلى الربِّ ، فدلّ على أنَّهُ صفةٌ له .
المبتدعةُ يقولون : الوجهُ هُنا بِمعْنى الذَّاتُ ، يعني : {ويبقَى وجهُ ربِّكَ} يعني : ويبقَى ربُّكَ .
نقول: هنا قال - جلَّ وعلا -: {ويبقى وجهُ ربِّكَ} ثمَّ وصفَ الوجهَ بقولِهِ: {ويبقى وجهُ ربِّكَ ذو الجلالِ والإكرامِ}.
ولمَّا أرادَ أن يصفَ الرَّبَّ -جلَّ وعلا- قال: {تباركَ اسمُ ربِّكَ ذي الجلالِ والإكرامِ} فوصفَ - جلَّ وعلا - في أوَّلِ السُّورةِ الوجهَ بأنَّه ذو الجلالِ والإكرامِ ، ووصفَ نفسَهُ - سبحانه- دونَ اسمِهِ في آخرِ السُّورةِ بقولهِ: {تبارَكَ اسمُ ربِّكَ ذي الجلالِ والإكرامِ} وذلك أنَّ اللهَ -جلَّ وعلا- هو ذو الجلالِ والإكرامِ ، وكذلك صفاتُهُ ذاتُ جلالٍ وإكرامٍ .


  #5  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 06:27 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ:صالح الفوزان .حفظه الله (مفرغ)


المتن:
(ولما جاء من آيات الصفات)

الشرح:
انتهى الآن من بيان منهج السلف، كل ما سبق من أول الكتاب إلى هنا بيان منهج السلف في أسماء الله وصفاته، الآن شرع يذكر أمثلة لنصوص الصفات من الكتاب والسنة.

المتن:
(ومما جاء من آيات الصفات قول الله عز وجل: { ويبقى وجه ربك })

الشرح:
مما جاء من صفات الله في القرآن الوجه , وصْف الله نفسه بأن له وجهاً: { كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } هذا فيه إثبات الوجه لله سبحانه وتعالى، وكذلك: { كل شيء هالك إلا وجهه } فيه إثبات الوجه لله سبحانه وتعالى.
فالسلف قرؤوا هذه الآية , ولم يتعرضوا لها , ولم تشكل عليهم , أثبتوها كما جاءت، فدل على وجوب إثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى، أما من جاء من أهل الضلال فإنهم قالوا: المراد بالوجه الذات؛ لأننا لو أثبتنا الوجه للخالق وهو موجود في المخلوق للزم التشابه بين الخالق والمخلوق. تعالى الله عما يقولون، فنقول: لا يلزم من إثبات الوجه لله مشابهته لوجه المخلوق، بل الله جل وعلا له وجه يليق بجلاله , ولا نعلم كيفيته، وللمخلوقين وجه يليق بهم , أيضا وجوه المخلوقين لا تتشابه فكيف يتشابه وجه الخالق مع وجه المخلوق؟!.
الكلاب لها وجوه , والآدميون لهم وجوه، هل تتشابه وجوه الكلاب مع وجوه الآدميين؟ لا تتشابه.
المخلوقات تختلف في وجوهها وتتفاوت , فكيف الفرق بين وجه الخالق جل وعلا ووجه المخلوق؟ لا تشابه بينها , وإنما حصل هذا عند قوم متلوثة فطرهم بالوثنية والتعطيل، شبهوا أولا , ثم عطلوا ثانياً.


  #6  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 06:37 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post تيسير لمعة الاعتقاد للشيخ: عبد الرحمن بن صالح المحمود .حفظه الله (مفرغ)


فذكر أولاً صفة الوجه لله تبارك وتعالى, واستشهد لها بآية من القرآن , وهي قوله تعالى : (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) (الرحمن:27) , وقد وردت صفة الوجه في آيات كثيرة كقوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَه) (القصص: من الآية88) وأيضاً ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
فقد ورد في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه قول الله تعالى : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) (الأنعام: من الآية65) قال: (( أعوذ بوجهك )) (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) (الأنعام: من الآية65) قال :((أعوذ بوجهك )) فلما نزلت :( أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ) (الأنعام: من الآية65) قال : (( هاتان أهون )) (1) .
فاستعاذ صلى الله عليه وسلم بوجه الله تعالى , كما ورد في الحديث المتفق عليه , عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , حين زاره رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض, وجرى بينهما ما جرى , قال النبي صلى الله عليه وسلم :(( إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها))(2) .
المهم أن الأدلة من كتاب الله , ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم, دلت على أن الله سبحانه وتعالى له صفة الوجه, وصفة الوجه نثبتها لله سبحانه وتعالى كما يليق بجلاله وعظمته, لا نتأولها ولا نعطلها, ولا نشبهها, ولا نكيفها , وإنما نثبتها كما أثبتها السلف الصالح رحمهم الله تعالى .

وصفة الوجه لله سبحانه وتعالى ثابتة نقف عندها, لأنها نموذج لبقية الصفات, فنحن نثبتها ولا نتأولها , والذين انحرفوا في هذا الباب تأولوا هذه الصفة قائلين : إن وجهه هو ذاته, وقالوا في قوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (القصص: من الآية88): يعني إلا ذاته, وهذا تأويل باطل ؛ لأننا نقول : دلالة الوجه على الذات لا شك فيها , ودلالة الصفة على الموصوف لا شك فيها, لكن أن يقال : إن معنى صفة الوجه لله سبحانه وتعالى هو ذاته , ولا تدل على أن لله وجهاً يليق بجلاله وعظمته , فنقول : هذا هو التأويل الباطل الذي لا دليل عليه, بل وردت نصوص تدل على إثبات هذه الصفة لله ويمتنع تأويلها
بالذات كما فعل هؤلاء, فيجب إثبات هذه الصفة لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله وعظمته, وهذا هو منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى , يثبتون , ولا يتأولون , ولا يكيفيون, ولا يمثلون, فيثبتون هذه الصفة ؛ لأن الله أخبرنا بها وهو أعلم بنفسه, ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا بها , وهو أعلم بربه, ونقلها أصحابه من بعده, ومن ثم فنحن نسير على منهاجهم خاصة وأن سلف الأمة أجمعوا على ذلك .
وقد يقول قائل في قول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) (البقرة: من الآية115), إن بعض المفسرين من السلف قال: أي قبلة الله, وظن هؤلاء أن هذا القول الوارد تأويل لهذه الصفة, واحتجوا بذلك على التأويل .
ولما ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى العقيدة الواسطية, وهي عقيدة جامعة لمسائل عظيمة, وخالفه من خالفه من أهل الكلام, قال لهم شيخ الإسلام ابن تيمية: أنا أمهلكم ثلاث سنوات , فإن اتيتموني بكلمة واحدة في العقيدة الواسطية تخاف كلام السلف رحمهم الله تعالى , فإنني اعترف لكم بأنني مخطئ, فبحث المخالفون لـه, ودعوه إلى مناظرة حول الواسطية , في قصة ومحنة طويلة جرت لـه رحمه الله تعالى , ولكن الشاهد فيما يتعلق بهذه المناظرة ما نحن بصدده وهو إثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى .
يقول رحمه الله تعالى في مناظرته في الواسطية : فلما جلسنا - أي جلس الشيخ مع مخالفيه من أهل الكلام , وغالبهم أشعرية رحمهم الله جميعاً - قالوا لي وكانوا فرحين : لقد وجدنا عن السلف تأويلاً .
قال : فانقدح في ذهني ما أرادوه فقلت : لعلكم تقصدون قـول الله تعــالى :( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) قالوا : نعم نقصد هذه الآية فإن بعض السلف قالوا : فثم قبلة الله . فقال لهم شيخ الإسلام ابن تيمية : هذه الآية ليست من الصفات, وما فسروه به بقولهم فثم قبلة الله حق؛ لأن الآية جاءت في سياق بيان القبلة : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) فأنما تولوا : أي أينما تتجهون بوجوهكم مطيعين لأمره وتعبدون الله سبحانه وتعالى مخلصين في صلاتكم, فثم قبلة الله سبحانه وتعالى .(3)
ولا شك أن سياق الآية دال على هذا, لكن يبقى في الكلام بقية ألا وهي أن شيخ الإسلام ابن تيمية في موضع آخر من كتبه احتج بهذه الآية وأثبت منها صفة الوجه لله تبارك وتعالى فكيف ذلك ؟
نقول : الاحتجاج بهذه الآية على إثبات صفة الوجه لله صحيح لأن هذه الآية وإن سيقت مساق بيان القبلة , إلا أنه لا يعبر فيها بنسبة الصفة إلى الله إلا ما صح أن يكون صفة لله . وعليه فقوله تعالى :( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه) . سياقها ومعناها يدل على القبلة , لكن لما قال :(وجه الله ) دل هذا على أن الله سبحانه وتعالى له وجه يليق بجلاله وعظمته .
ولهذا اختلف السلف رحمهم الله تعالى في بعض الصفات مثل صفة
(( الجنب )) الواردة في قوله تعالى :( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّه) (الزمر: من الآية56) فبعض السلف قال : نأخذ منها إثبات صفة الجنب لله , وبعضهم قال :سياق الآية يدل على أن المعنى : على ما فرطت في حق الله وطاعته, ولم تأت هذه الآية لبيان الصفة, وكلا القولين فيه حق؛ لأن الذين قالوا نثبت منها الصفة قالوا : نعم نحن معكم أن سياق الآية يدل على أن معناها ما فرطت في حق الله وطاعة الله , وهذا واضح الدلالة جداً, ولو أراد إنسان أن يشرح هذه الآية وقيل له : ما معنى قول تلك النفس في قول الله تعالى : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّه) لفسرها بانها تتحسر على ما فرطت في الإيمان بالله , وطاعة الله, من الصلاة , والعبادة وغير ذلك, ويكون تفسيره صحيحاً .
لكن من قال إنه يؤخذ منها صفات . قال : إنه لا يأتي التعبير بالنسبة لله سبحانه وتعالى إلا بما يصحُّ أن يوصف الله به, ومن ثم قال : ( على ما فرطت في جنب الله ) تدل على المعنى الذي دل عليه سياق الآية, وأيضاً نستفيد منه أن لله جنباً يليق بجلاله وعظمته , ولا فرق بين الجنب , والساق , والقدم, والرجل , والوجه, واليدين , والعين, وهذه الصفات دلت عليها أدلة صريحة صحيحة, بعضها في كتاب الله وبعضها في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .


__________________________
(1) أخرجه البخاري رقم (7313) كتاب الاعتصام .
(2) أخرجه البخاري رقم (5668) كتاب المرضى ومسلم رقم (1628) كتاب الوصية .
(3) وهذا يشمل استقبال الكعبة بعد أن كانوا مأمورين باستقبال بيت المقدس كما يشمل صلاة النافلة في السفر على الراحلة فإن القبلة حيثما توجه العبد كما يشمل من اشتبهت عليه القبلة فيتحرى ويصلي فصلاته صحيح ولو تبين له انه مخطئ او المريض المعذور الذي لا يستطع الانحراف إلى القبلة فصلاته بحسب حاله فأينما توجه هؤلاء فثم قبلة الله انظر تفسير ابن كثير وابن سعدي لهذه الآية .


  #7  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 08:19 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح فضيلة الشيخ: يوسف بن محمد الغفيص

-----------------


  #8  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 08:21 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post العناصر

العناصر
- الصفات تنقسم بأحد الاعتبارات إلى ذاتية وفعلية .
- معنى الصفات الذاتية .
- معنى الصفات الفعلية .
- الفرق بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية .
- أنواع ما يضاف إلى الله عز وجل .
- كيف نفرق بين إضافة الصفة وإضافة التشريف ؟
- إثبات صفة (الوجه) لله تعالى .
- دلائل إثبات (الوجه) لله تعالى .
- منهج أهل السنة في إثبات صفة (الوجه) لله تعالى .
- تأويل المبتدعة لصفة (الوجه) .
- الرد على من أنكر صفة (الوجه) لله تعالى .
- معنى الوجه في قول الله تعالى: { فأينما تولوا فثَم وجه الله } .

  #9  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 08:22 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Question الأسئلة

الأسئلة
س1: بين الفرق بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية .
س2: اذكر أدلة إثبات صفة الوجه لله تعالى .
س3: كيف ترد على من أنكر صفة الوجه لله تعالى ؟

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
صفة, إثبات

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir