س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.
و اسم فاتحة الكتاب من أكثر الأسماء ورودا في الأحاديث والآثار الصحيحة, فقد ورد في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب "
و هنا قول آخر لهذه التسمية و هي أنها أول سورة نزلت في القرآن , و هو قول مخالف لما هو ثابت في الصحاح في أن أول ما نزل من القرآن هو سورة "إقرأ " .
يقول ابن جرير الطبري : " سميت بفاتحة الكتاب لأنه يفتتح بكتابتها المصاحف , و بقراءتها الصلوات فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب و القراءة "
ب. السبع المثاني
و قد سميت الفاتحة أيضا بالسبع المثاني لحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أم القرآن هي السبع المثاني و القرآن العظيم " , و هو قول مروي عن جماعة من الصحابة , و التابعين , و قد اختلف في تعيين هذا الاسم في إطلاقها على الفاتحة أو السبع الطوال على أقوال للعلماء , فذهب العلماء إلى أن اشتراك الأسماء أمر واقع كما في " أم الكتاب " و على كل فقد رُجح تسمية الفاتحة بالسبع المثاني , ولا يعني ذلك نفي تسمية السبع الطوال بالسبع المثاني .
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
بصفة عامة فإن انتشار المرويات الضعيفة والواهية , ترجع إلى أسباب عدة منها : بغية الثواب والتقرب لله فتجده ينشر حديثا لم يتأكد من صحته , أو يكون قد التبس عليه , أو يروي عن شخص ظنا منه أنه من الثقات , فيروي الحديث و ينشره , و عند تحقيق أهل العلم يتبين ضعفه , و من الأسباب أيضا : الانتصار للمذاهب , أوأن يختلق زنديقا حديثا يريد أن يطعن في الإسلام , أو قصاصا يريد التكسب ,فتجد الأحاديث منتشرة في مجالات عدة , والله المستعان ؛ لذلك تجد انتشار مرويات في فضائل سورة الفاتحة , وقد ساعد في نشرها بعض الثقات ظنا منهم بصحته ثم تبين لهم خلاف ذلك ,ثم إن على طالب العلم حسن التحري في نسبة الأقوال لرسول الله صلى الله عليه وسلم , من حيث القبول والرد , فرب مريد للخير لم يصبه , و ينصح الطالب أن يكون على دراية بعلم المصطلح بصورة كافية حتى يمكنه التحقق من صحة الحديث قبل نشره ,, والله الموفق .
س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
اسم السورة هو : ما وضع لتعيينها والدلالة عليه . و اللقب : ما اشتهر به من وصف مدح بعد تقرر تسميتها .
ومن المعلوم أنه في حال اجتماعهما يقدم الاسم على اللقب , كونه متقدما عليه في الوضع , و يصح عد اللقب اسما ,لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد "
س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
في نزول سورة الفاتحة بشارة عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم و لأمته أيضا , حيث جاء الملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : " أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك , فاتحة الكتاب و خواتيم سورة البقرة , لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته " ؛ لذلك كان لنزولها شأن عظيم , و فيه بشارات عدة , فيه أن نور عظيم واسع الهداية ’ جليل البصائر , و فيه نور يبصر العبد بربه فيأتمر بأوامره و ينتهي عن نواهيه , و فيه نور يبصر بالسبب الذي خلق من أجله و هي العبادة . و فيه نور يبصر به من حيث إرشاده إلى استصحاب في حال العبزدية و الاستعانة بالله , فيعلم أنه لا فلاح له إلا بالعلم النافع , وبه يبصر أيضا عاقبة الضالين المكذبين . كما أن فيه بشارة أن الله أعطى لهذه الأمة مزية , وهي هذه السورة مما جعلهم أكثر تشريفا بهذا الكرم الإلهي , فتجد المسلم يجد من فضلها وكرامتها بقدر ماتتبع من هداياتها , و فيه بشارة ثالثة أن الله سبحانه مجيب دعوة الداعي و هو : معنى قوله : " لن تقرأ بحرف إلا أعطيته "
س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
يُنظر إلى صحة نسبة الأقوال إلى أهل العلم , فإن كان نسبته إليهم صحيحا يًنظر إلى موافقة ذلك للشريعة , فما وافق الشريعة أخذنا به , وما خالفه تركناه , كان الشافعي يقول : إذا خالف قولي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاضربوا بقولي ضرب الحائط "
س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .
الاستعاذة : هز الالتجاء إلى الله و هو من بيده العصمة من شر ما يستعاذ به و الاعتصام به . و هي على درجات :
1/ درجة المحسنين : و هي أعلاها , و هم من قال عنهم الله في الحديث القدسي : " و لئن استعاذني لأعذته " فهؤلا من أوجب الله على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه , في مخلصون لله سبحانه وتعالى بدرجة كبيرة , و هم محسنون جدا و مخلصون في طلب اللجوء لله سبحانه و تعالى , و كلما كان المسلم محسنا مخلصا متبعا كانت استعاذته أرجى و أنفع و أحسن أثرا .
2/ درجة المتقين : و هي الدرجة الثانية , و استعاذة المتقين استعاذة صحيحة متقبلة بإذن الله , فمن كان في استعاذته مخلصا بحيث يكون قلبه صادق اللجأ لله , و في قوله اتباع للاستعاذة المشروعة المذكورة في الأحاديث الصحيحة , ثم اتبعه بعمله بحيث يكون متبعا لهدى الله , بعيدا عن هوى النفس كان استعاذته صحيحة متقبلة .
3/ وهي درجة الاستعاذة الناقصة : و هي الاستعاذة الخالية من الشرك , ولكن صاحبها ضعيف في التجائه لله , فقد ورد في الحديث " أن الله لا يقبل دعاء غافل لاه "
4/ والدرجة الأخيرة : هم أصحاب الاستعاذة الباطلة , و هم من لم يحققوا شروط الاستعاذة بحيث اختل أحد أركان قبول العمل : من إخلاص و اتباع , فتجدهم يستعيذون بالله ويشركون معه غيره , نعوذ بالله من الضلال .
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليما كثيرا