دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو الحجة 1436هـ/23-09-2015م, 01:48 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

تلخيص تفسير قول الله تعالى : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمسِ من المشرقِ فأتِ بها من المغرب فبُهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين }

مسائل القراءات :

القراءات في قوله : { ألم تر } ع
القراءات في : { أنا أحيي } ع
القراءات في قوله : { فبهت } ع
اختلاف القراء في إثبات ألف { أنا } في القرآن. ع

المسائل التفسيرية :

● مقصد الآية. ع
معنى الاستفهام في قوله : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه } ج
الغرض من الاستفهام ج ع
معنى الرؤية في قوله : { ألم تر } ع ك
المقصود بالذي حاج إبراهيم ع ك
معنى حاجَّ ع
سبب مناظرة إبراهيم عليه السلام للملك الكافر ع ك
معنى تعدية الفعل { حاج } بحرف الجر " في " ك
مرجع الضمير في قوله { في ربه } ع
مرجع الضمير في قوله{ آتاه الله الملك } ج
المقصود بالمُلك في قوله : { أن آتاه الله الملك } ج ع
دلالة قوله { أن آتاه الله الملك } على كفر وطغيان الملك ك
الحكمة من احتجاج إبراهيم عليه السلام بقوله : {ربي الذي يحيي ويميت} ك
المراد من قول الملك أنه يحيي ويميت ج ك
الحكمة من احتجاج إبراهيم على الملك بالإتيان بالشمس من المغرب ج ع ك
معنى بُهت في قوله { فبهت الذي كفر } ج ع ك
معنى نفي الهداية عن الظالمين في قوله { والله لا يهدي القوم الظالمين } ع ك
دلالة الآية على إثبات الوحي ج

المسائل اللغوية :
إعراب { أن آتاه } ع
اللغات في الفعل " بهت " ع


مسائل أخرى :

عاقبة النمرود ك


التلخيص :



مسائل القراءات :
القراءات في قوله : { ألم تر } ع
- بفتح الراء : { الم ترَ } ، وهذه قراءة الجمهور.
- بسكون الراء ،
وهذه قراءة علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه - ، ذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.
القراءات في : { أنا أحيي } ع
- { أن أحيي } عند الوصل ، بطرح الألف بعد النون ، وهذه قراءة الجمهور.
- { أنا أحيي } بإثبات الألف عند الوصل ، وهي قراءة ورش وقالون وابن أبي أويس عن نافع ،
ذكر ذلك ابن عطية.


القراءات في قوله : { فبهت }
1: بُهِت : بضم الباء وكسر الهاء ، وهي قراءة الجمهور.
2: بَهُت : بفتح الباء وضم الهاء ، وهذه قراءة أبي حيوة.
3: بَهَت : بفتح الباء والهاء ، وهذه قراءة ابن السميفع.
4: بَهِت : بفتح الباء وكسر الهاء ، وحكى هذه القراءة أبو الحسن الأخفش.

ذكر هذه القراءات ابن عطية في تفسيره.



اختلاف القراء في إثبات ألف { أنا } في القرآن :
- الجمهور على إسقاطها في كل القرآن عند الوصل.
- وأما ورش وقالون وابن أبي أويس عن نافع فقد فرقوا بين موضعين :
الأول : إثباتها عند الوصل إذا لقيتها همزة ، إلا في قوله تعالى :{ إن أنا إلا نذيرٌ مبين }
الثاني : طرحها في غير ذلك.
وذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.

المسائل التفسيرية :

مقصد الآية :
إخبار للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته ، بأن حجة الظالمين داحضة ، وبأن الله لا يهديهم في حججهم على ظلمهم، قال بنحو ذلك ابن عطية وابن كثير.

معنى الاستفهام في قوله : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه }
التعجب من أمر الذي حاج إبراهيم في ربه ، قال بنحو ذلك الزجاج.

الغرض من الاستفهام
التنبيه ، ذكر ذلك الزجاج وابن عطية.

معنى الرؤية في قوله : { ألم تر }
الرؤية القلبية ، قال بذلك ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.

المقصود بالذي حاج إبراهيم ع ك
القول الأول :
النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوحٍ.
قال بذلك مجاهد وقتادة والربيع والسدي وابن إسحاق وزيد بن أسلم وغيرهم ، وذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير.
- نبذة من أخباره وصفاته :

1: ملك كافر ، وقيل بأنه ملك الدنيا كلها :

قال مجاهدٌ: «وملك الدّنيا مشارقها ومغاربها أربعةٌ: مؤمنان وكافران فالمؤمنان: سليمان بن داود وذو القرنين. والكافران: نمرود بن كنعان وبختنصّر. فاللّه أعلم». ذكره ابن كثير في تفسيره ، ونص على هذا القول ابن عطية في تفسيره.
2: صاحب النار والبعوضة :
- أي من ألقى إبراهيم في النار ، وعُذب آخر حياته بالبعوضة.
- «والّذي حاجّ إبراهيم هو نمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح ملك زمانه وصاحب النار والبعوضة»، نسب ابن عطية هذا القول لمجاهد وقتادة والربيع والسدي وابن إسحاق وزيد بن أسلم وغيرهم.
3: قيل بأنه أول من ملك الأرض ، قال بذلك ابن جريج ، ورده ابن عطية.
4: قيل بأنه ملك بابل وصاحب الصرح فيها :
قال قتادة: «هو أول من تجبر وهو صاحب الصرح ببابل». ذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.

القول الثاني: نمرود بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، ذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.



معنى حاجَّ
أي جاذبه الحجة ، ذكر ذلك ابن عطية. [ " حاجّ " على وزن فاعل ، والمفاعلة تكون من جانبين ]
سبب مناظرة إبراهيم عليه السلام للملك الكافر ع ك
ورد في سبب مناظرة إبراهيم عليه السلام للملك روايتان :
الأولى : أنه بعد نجاة إبراهيم عليه السلام من النار ، أدخلوه على الملك ، ولم يكن قد قابله من قبل ، فناظره ،
وروي نحو ذلك عن السدي ، وذكره ابن عطية وان كثير في تفسيريهما.
الثانية : أنه كان عند النمرود طعام فيقبل الناس ليأخذوا منه ، فيسألهم عن ربهم فإن أجابوا أنه هو أعطاهم وإلا لا يعطيهم فلما سأل إبراهيم - عليه السلام - ، قال : ربي الذي يحيي ويميت ، وجرت المناظرة ، وروي نحو ذلك عن زيد ابن أسلم ، وذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيريها.

معنى تعدية الفعل { حاج } بحرف الجر " في "
معناها أنه حاجه في وجود ربه ، ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.

مرجع الضمير في قوله { في ربه } ع
على قولين :
القول الأول : إبراهيم عليه السلام.
القول الثاني : النمرود.
ذكرهما ابن عطية في تفسيره ولم يرجح بينهما.


مرجع الضمير في قوله{ آتاه الله الملك }
على قولين :
القول الأول : النمرود ، قال بذلك الزجاج ورجحه ، ونسبه ابن عطية إلى الجمهور.
القول الثاني : إبراهيم عليه السلام ، ذكره الزجاج في تفسيره ، ونقله ابن عطية عن المهدوي ، وحجتهم في ذلك :
- أن الله لا يُملك الكفار.
والراجح هو القول الأول.
ورد الزجاج على أصحاب القول الثاني بـ :
1: قال الله تعالى :{ تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء }
فاستدل بهذه الآية على أن إتيان الله النمرود الملك ضرب من الامتحان ، والله أعلم بالحكمة من ذلك.
2:
أن النمرود قال: {أنا أحيي وأميت} وأنه دعا برجلين فقتل أحدهما وأطلق الآخر، فلولا أنه كان ملكا وإبراهيم عليه السلام غير ملك لم يتهيأ له أن يقتل وإبراهيم الملك.

المقصود بالمُلك في قوله : { أن آتاه الله الملك }
1: السلطان : وهو على القول بأن مرجع الضمير في الآية هو النمرود ، وهو الراجح ، ذكره الزجاج.
2: النبوة ، وهو على القول بأن مرجع الضمير في الآية هو إبراهيم عليه السلام ، وقال بذلك المهدوي ، كما نقله عنه ابن عطية.


دلالة قوله { أن آتاه الله الملك } على كفر وطغيان الملك ع ك
أي أن النمرود ما حمله على محاجاة إبراهيم في وجود الله - عز وجل - إلا طول مدته في الملك.
قال ابن كثير :
"وما حمله على هذا الطّغيان والكفر الغليظ والمعاندة الشّديدة إلّا تجبّره، وطول مدّته في الملك؛ وذلك أنّه يقال: إنّه مكث أربعمائة سنةٍ في ملكه؛ ولهذا قال: {أن آتاه اللّه الملك} ". الحكمة من احتجاج إبراهيم عليه السلام بقوله : {ربي الذي يحيي ويميت} ك
أراد إبراهيم عليه السلام أن يثبت وجود الله - عز وجل -
بحدوث الأشياء المشاهدة بعد عدمها، وعدمها بعد وجودها ، وفي هذا دليل على وجود رب لهذا الكون ، لأنها لم تحدث نفسها ، وهذا ملخص لما ذكره ابن كثير في تفسيره.

المراد من قول الملك أنه يحيي ويميت ج ك
القول الأول : أن بإمكانه أن يحضر رجالا فيقتل بعضهم ويترك الباقين ، فيكون بذلك قد أحيا وأمات ، وهو قول قتادة ومحمد بن إسحاق والسدي وغيرهم ،وذكر هذا القول الزجاج وابن عطية وابن كثير.
- قال قتادة ومحمّد بن إسحاق والسّدّيّ وغير واحدٍ: «وذلك أنّي أوتى بالرّجلين قد استحقّا القتل فآمر بقتل أحدهما فيقتل، وبالعفو عن الآخر فلا يقتل.ذكره ابن كثير في تفسيره ، وذكر ابن عطية نحوه عن السدي.

القول الثاني : أنه أراد أن ينسب لنفسه فعل الإحياء والإماتة عنادًا ومكابرةً ، قال بذلك ابن كثير ورجحه.
واستدل بأنه على القول الأول لا ينفي بذلك وجود الصانع الذي أراد إبراهيم عليه السلام إثبات وجوده ، فأراد أن يوهم أنه من يحيي ويميت ، كما قال فرعون : { ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري }


الحكمة من احتجاج إبراهيم على الملك بالإتيان بالشمس من المغرب ج ع ك
القول الأول :
- أنه ترك مناقضة النمرود في الإحياء والإماتة ، وأراد أن يقطعه بحجة أخرى تسكته ؛ فهو انتقال من دليل إلى دليل أوضح منه. قال بذلك الزجاج وابن عطية ، وذكره ابن كثير.
- قال ابن عطية : "
وذكر الأصوليون في هذه الآية: أن إبراهيم عليه السلام وصف ربه تعالى بما هو صفة له من الإحياء
والإماتة، لكنه أمر له حقيقة ومجاز، قصد إبراهيم عليه السلام الحقيقة، ففزع نمرود إلى المجاز وموه به على قومه، فسلم له إبراهيم تسليم الجدل، وانتقل معه من المثال، وجاءه بأمر لا مجاز فيه، فبهت الّذي كفر، ولم يمكنه أن يقول: أنا الآتي بها من المشرق، لأن ذوي الأسنان يكذبونه ".اهـ
وهذا على القول بأن النمرود أحضر رجلين فقتل أحدهما وترك الآخر ، فيكون بذلك قد أحيا وأمات.

القول الثاني : على القول بأنه نسب لنفسه فعل الإحياء والإماتة ؛ فأراد إبراهيم عليه السلام أن يعجزه بالقول : إذا كنت تقدر على أن تحيي وتميت فأنت قادر على التصرف في المخلوقات فأتِ بالشمس من المغرب ، فيكون بذلك الدليل الأول مقدمة للدليل للثاني. وقال بهذا القول ابن كثير ، ورجحه.

معنى بُهت في قوله { فبهت الذي كفر } ج ع ك
1: بُهِت : بضم الباء وكسر الهاء ، وهي قراءة الجمهور.
ومعناها : انقطع وقامت عليه الحجة ، قال بذلك ابن عطية ، وقال بنحوه الزجاج وابن كثير.
2: بَهُت : بفتح الباء وضم الهاء ، وهذه قراءة أبي حيوة.
3: بَهَت : بفتح الباء والهاء ، وهذه قراءة ابن السميفع ، وهي على معنيين :
الأول :
بهت إبراهيم الذي كفر ، أي حجه.
الثاني : سب وقذف ، أي أن النمرود سب - إبراهيم عليه السلام - حين انقطع ولم تكن له حيلة.
4: بَهِت : بفتح الباء وكسر الهاء ، وحكى هذه القراءة أبو الحسن الأخفش ، ومعناها كخرق ودهش.



معنى نفي الهداية عن الظالمين في قوله { والله لا يهدي القوم الظالمين } ع ك
ورد في معنى النفي قولان :
القول الأول : على العموم :
نفي حصول الهداية إلى الله عن الظالمين ، وهذا وإن كان ظاهر اللفظ إلا أنه مردود ، لأن الله أخبرنا بأنه قد يهدي الظالمين بالتوبة والرجوع إلى الإيمان ، قال بنحو ذلك ابن عطية.
القول الثاني :
أن يراد بذلك الخصوص :
وهذا يحتمل في وجهين :
الوجه الأول :

أي لا يلهمهم حجة ولا برهانًا ، بل حجتهم داحضةٌ عند ربهم ، قال بذلك ابن كثير وذكر نحوه ابن عطية.
الوجه الثاني :أنه لا يوافي ظالمًا ، أي يوم القيامة ، قاله ابن عطية.

دلالة الآية على إثبات الوحي ج
لما كان في الآية إخبار عن نبإٍ لا يمكن أن يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم إلا بقراءة كتاب أو تعليم معلم أو وحي من الله - عز وجل - ، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب ، ولم يكن له معلم يعلمه التوراة والإنجيل ، وعلم العرب ذلك من معاشرتهم إياه ؛ لم يبقَ بذلك إلا سبيل واحد لمعرفة هذا النبإ وهو الوحي من الله - عز وجل - ، فكان في ذلك دليلا على إثبات الوحي ، وحجة على أهل الكتاب ومشركي العرب. قال بنحو ذلك الزجاج.


المسائل اللغوية :
إعراب { أن آتاه } ع
في محل نصب مفعول لأجله ، ذكره ابن عطية في تفسيره.
اللغات في الفعل " بهت " ع



مسائل أخرى :

عاقبة النمرود ك
ذكر ابن كثير في تفسيره أثرا عن زيد بن أسلم ، يبين أن الله سلط عليه بعوضة عُذِّب بها أربعمائة سنة حتى مات.
قال زيد بن أسلم: «وبعث اللّه إلى ذلك الملك الجبّار ملكا يأمره بالإيمان باللّه فأبى عليه ثمّ دعاه الثّانية فأبى ثمّ الثّالثة فأبى وقال: اجمع جموعك وأجمع جموعي. فجمع النّمروذ جيشه وجنوده وقت طلوع الشّمس، وأرسل اللّه عليهم بابًا من البعوض بحيث لم يروا عين الشّمس وسلّطها اللّه عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظامًا باديةً، ودخلت واحدةٌ منها في منخري الملك فمكثت في منخريه أربعمائة سنةٍ، عذّبه اللّه بها فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدّة كلّها حتّى أهلكه اللّه بها»






تلخيص تفسير قول الله تعالى : { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)}

مسائل القراءات :
القراءات في قوله : { أو كالذي مر على قرية } ع
القراءات في : { لبثت } ج ع
القراءات في { يتسنه } ج ع
القراءات في { نُنشِزها } ج ع
القراءات في { أعلم } ج ع
القراءات في قوله { وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه } ع


المسائل التفسيرية :
المعطوف على قوله تعالى: { أو كالذي مر على قرية } ج ع ك
فائدة عطف الآية على الآية قبلها ع ك
المقصود بالاسم الموصول في قوله : { أو كالذي مرّ على قرية } ج ع ك
معنى القرية ج
المقصود بالقرية : ع ك
معنى { خاوية } : ج ع ك
معنى { عروشها } : ج ع ك
المقصود بكون القرية خاوية على عروشها :ج ع ك
معنى الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } ج ع
الغرض من الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } ج ع ك
المقصود من موت القرية ع ك
المقصود من إحياء القرية ع ك
معنى : { فأماته الله } ع
السن الذي مات فيه المار على القرية ك
معنى { بعثه } ج ع
الغرض من الاستفهام في قوله : { كم لبثت } ع
معنى { لبثت } ج
سبب تحديد مدة لبثه بيوم أو بعض يوم ج ع ك
تحديد نوع الطعام الذي كان معه ك
معنى {يتسنه} ج ع ك
متعلق النظر في قوله : { وانظر إلى حمارك }ع ك
معنى جعل المار على القرية آية للناس ع ك
صاحب العظام التي أمر بالنظر إليها ع ج ك
معنى { نُنشزها }ج ك
معنى : { نكسوها } ع
المقصود بكسوة العظام باللحم ع ك
متعلق البيان في قوله : { فلما تبين له } ج
القائل في قوله { قال أعلم } ع ك
معنى قوله : { أعلم أن الله على كل شيء قدير } ج ك

المسائل اللغوية :
معنى حرف العطف في قوله : { أو كالذي مر } ع

اشتقاق خاوية ج ع
اشتقاق { يتسنه } ج ع
إعراب كم ع
اشتقاق العام ع





التلخيص :
مسائل القراءات :
القراءات في قوله : { أو كالذي مر على قرية }
- { أَوْ } بفتح الألف وسكون الواو ، وهي قراءة الجمهور.
- { أَ وَ } بفتح الألف وفتح الواو، وهي قراءة أبي سفيان بن حسين ، وذكر هذه القراءة ابن عطية في تفسيره.


القراءات في : { لبثت }
1: { لبثت } ، وذلك بإظهار الثاء ، وهي قراءة عاصم وابن كثير ونافع.
2: { لبثت } بإدغام الثاء في التاء ، وهي قراءة أبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي.
ذكر القراءتين الزجاج وابن عطية.

قال ابن عطية : " أجروهما مجرى المثلي " اهـ.
- لتقارب المخرج ، فقد اشتركا في الخروج من طرف اللسان مع الثنايا العليا.
[ - الثاء من طرف اللسان مع أطرف الثنايا العليا.
. - التاء من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ]
- وكذلك اشتراكهما في صفة الهمس.


القراءات في { يتسنه }
- اتفق القراء على إثبات الهاء في الفعل حال الوقف.
- اختلفوا في إثباتها عند الوصل :
1: أثبتها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر.
2: حذفها حمزة والكسائي.
وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.


القراءات في قوله { وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه }
1: «وهذا طعامك وشرابك لم يتسنه» ، قرأ بذلك ابن مسعود رضي الله عنه ، وذكر ذلك ابن عطية.
2: « وانظر إلى طعامك وشرابك لمائة سنة» ، قرأ بذلك طلحة بن مصرف وغيره ، وذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.


القراءات في { نُنشِزها }
1: { نُنشِرُها } : بضم النون الأولى والراء ، وهي قراءة :ابن كثير ونافع وأبي عمرو.
2: { نُنشِزها } : بضم النون الأولى والزاي ، وهي قراءة :عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي.
- روى الحاكم في مستدركه من حديث نافع بن أبي نعيم عن إسماعيل بن أبي حكيمٍ عن خارجة بن زيد بن ثابتٍ عن أبيه: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {كيف ننشزها}بالزّاي ثمّ قال: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه. وذكره ابن كثير في تفسيره.
3: { نَنشُرها } : بفتح النون الأولى والراء ، قرأ بذلك ابن عباس ، والحسن أبو حيوة ، ورواها أبان عن عاصم.
4: { نَنشُزها } : بفتح النون الأولى وضم الشين والزاي ، قرأ بذلك النخعي ، ورويت عن ابن عباس وقتادة.
5: { ننشيها } بالياء ، وهي رواية عن أبي بن كعب.
وذكر هذه القراءات جميعها ابن عطية في تفسيره ، وذكر الزجاج الأولى والثانية منها.


القراءات في { أعلم }
1: أعلم : بألف قطع ؛ وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر.
2: اعلم : بألأف وصل ؛ وهي قراءة حمزة والكسائي.
ذكرها ابن عطية والزجاج وابن كثير.



المسائل التفسيرية


المعطوف على قوله تعالى: { أو كالذي مر على قرية }
معطوف على الآية التي قبلها ، قال بذلك الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال الزجاج : " والمعنى - والله أعلم - : أرأيت كالذي مر على قرية ".



فائدة عطف الآية على الآية قبلها
لأن المقصد واحد وهو التعجيب ، ذكر نحو ذلك ابن عطية في تفسيره.


المقصود بالاسم الموصول في قوله : { أو كالذي مرّ على قرية }
اختُلف في ذلك على قولين أساسين ذكرهما الزجاج :
1: أنه رجل كافر:
وهذا على القول بأن معنى قوله : { أنى يحي هذه الله بعد موتها } هو إنكار قدرة الله على إحياء القرية ، وهو قول مردود.
وأشار إلى هذا القول ابن عطية - حكاية عن الطبري - قال : " وقد حكى الطبري عن بعضهم أنه قال كان هذا القول شكا في قدرة الله على الإحياء ".

2:أنه رجل مؤمن :
وعلى هذا القول أورد ابن عطية وابن كثير الخلاف في تحديد الرجل على أربعة أقوال :
القول الأول :عزير.
رواه ابن أبي حاتم عن ناجية بن كعب عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، كما ذكر ابن كثير.
ورواه ابن جريرٍ عن ناجية نفسه. وحكاه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ عن ابن عبّاسٍ والحسن وقتادة والسّدّيّ وسليمان بن بريدة ، وذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.
قال ابن كثير: وهذا القول هو المشهور.

2:القول الثاني : أرمياء ،
قال بذلك وهب بن منبه وعبد الله بن عبيد بن عمير وبكر بن مضر.
وروى ابن إسحاق عن وهب بن منبه أنه قال أن أرمياء هو الخضر ، وكذلك حكى النقاش عن وهب من منبه هذا القول. وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير وابن عطية في تفسيريهما.
وحمله ابن عطية على أنه توافق في الاسم ، وليس هو الخضر صاحب موسى عليه السلام.
قال ابن عطية : «وهذا كما تراه، إلا أن يكون اسما وافق اسما لأن الخضر معاصر لموسى، وهذا الذي مر على القرية هو بعده بزمان من سبط هارون فيما روى وهب بن منبه»
القول الثالث : أنه حزقيل بن بورا ، رواه ابن أبي حاتم عن ابن عم مطرف عن رجل من أهل الشام ، وذكره ابن كثير في تفسيره.
القول الرابع : أنه رجل من بني إسرائيل غير معروف ، قال بذلك مجاهد ، وذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الخامس : أنه غلام لوط عليه السلام ، ذكره ابن عطية.
معنى القرية
سميت قرية لاجتماع الناس فيها، يقال قريت الماء في الحوض إذا جمعت ، قال بذلك الزجاج في معاني القرآن.

المقصود بالقرية :
اختلفوا في ذلك على ثلاثة أقوال :
الأول : أنها المؤتفكة ، حكاه النقاش وذكره ابن عطية.
الثاني : أنهم أصحاب القرية الذين خرجوا من ديارهم حذر الموت فأماتهم الله ، وهو قول ابن زيد ، وذكره الطبري في تفسيره وحكاه عنه ابن عطية.
ورد ابن عطية هذا القول ، قائلا : «وقول ابن زيد لا يلائم الترجمة، لأن الإشارة بهذه على مقتضى الترجمة هي إلى المكان، وعلى نفس القول هي إلى العظام والأجساد. وهذا القول من ابن زيد مناقض لألفاظ الآية، إذ الآية إنما تضمنت قرية خاوية لا أنيس فيها. والإشارة بهذه إنما هي إلى القرية، وإحياؤها إنما هو بالعمارة ووجود البناء والسكان»
الثالث : بيت المقدس ، وهو قول وهب بن منبه وقتادة والضحاك وعكرمة والربيع ، وذكره ابن عطية في تفسيره ، وذكر ابن كثير أنه القول المشهور ، قال : " فالمشهور أنّها بيت المقدس مرّ عليها بعد تخريب بختنصّر لها وقتل أهلها ".

معنى { خاوية } : ج ع ك
خالية ، قول الزجاج ، وذكر نحوه ابن عطية وابن كثير.

معنى { عروشها } :
القول الأول : العروش هي الخيام وهي بيوت الأعراب ، وهو قول أبي عبيدة كما نقله عنه الزجاج.
القول الثاني : العريش سقف البيت وكل ما يهيأ لظل ،ومنه عريش الدالية والثمار، ومنه قوله تعالى: {وممّا يعرشون}[النحل: 68] ، قال بذلك ابن عطية.
[ قلت : والأول يدخل في معنى الثاني؛ فالثاني أعم ، والله أعلم ]

المقصود بكون القرية خاوية على عروشها :
ورد في ذلك قولان :
الأول : أنها خالية من الناس ، والأسقف ساقطة ، وهو قول السدي ، ذكره ابن عطية عن السدي ، وأشار إليه ابن كثير والزجاج.
قال السدي: «يقول هي ساقطة على سقفها أي سقطت السقف ثم سقطت الحيطان عليها»
الثاني : أنها خالية من الناس على البيوت ، والبيوت قائمة كما هي ، ذكره ابن عطية ، والزجاج.
قال الزجاج : " ويقال خوت الدار والمدينة تخوي خواء - ممدود - إذا خلت من أهلها "
الراجح :
نقل ابن عطية - بعد إيراد هذه الأقوال - عن الطبري قوله : " والأول أفصح "


معنى الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } :
من أين يحيي هذه اللّه بعد موته ، قال بذلك الزجاج ، وقال نحوه ابن عطية.



الغرض من الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها }
على قولين :
الأول : الاعتبار بما آل إليه حال القرية والتلهف لإعادة إعمارها ، وهو الأصح ، كما ذكر ابن عطية وأشار لنحو هذا القول الزجاج وابن كثير.
الثاني : الشك والإنكار ، حكاه ابن عطية عن الطبري ورده.

المقصود من موت القرية
1: موت أهلها.
2: أنها خالية هجرها أهلها ، وبيوتها مدمرة.
[قلت: ولا يبعد أن يكون المقصود جميع ما سبق ].
قال ابن عطية في تفسيره : روي في قصص هذه الآية أن بني إسرائيل لما أحدثوا الأحداث بعث الله عليهم بخت نصر البابلي فقتلهم وجلاهم من بيت المقدس فخربه .. "

المقصود من إحياء القرية :
1: إعمار بيوتها.
2: عودة أهلها إليها.
وكان ذلك على رأس مائة سنة من موت عزير وقبل بعثه.
وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.

معنى : { فأماته الله }
قال ابن عطية : " وظاهر هذه الإماتة أنها إخراج الروح من الجسد ".

السن الذي مات فيه المار على القرية
أربعون سنة ، ذكر ذلك ابن كثير وحكاه ابن عطية عن عكرمة والأعمش.

معنى { بعثه }
- أحياه ، ذكر ذلك الزجاج وابن عطية.
- وأورد ابن كثير وابن عطية في تفسيريهما رواية بأن الله أحيا له عينيه فقط يرى بهما كيف تحيا القرية ، حتى إذا اكتملت المائة سنة أحيا جميع جسده ، ورد ذلك ابن عطية لمخالفته لظاهر ألفاظ الآية.

الغرض من الاستفهام في قوله : { كم لبثت }
التقرير ، ذكر ذلك ابن عطية.

سبب تحديد مدة لبثه بيوم أو بعض يوم
قال ابن جريج وقتادة والربيع: " أماته الله غدوة يوم ثم بعث قبل الغروب، فظن هذا اليوم واحدا فقال لبثت يوماً ثم رأى بقية من الشمس فخشي أن يكون كاذبا فقال: أو بعض ... " ، ذكر هذا القول ابن عطية في تفسيره ، وأشار إليه الزجاج وابن كثير.

تحديد نوع الطعام والشراب الذي كان معه
- تين وعنب وعصير ، وهذا ملخص ما ذكره ابن عطية وابن كثير.
وذكر ابن عطية خلافًا في نوع الشراب الذي معه على ثلاثة أقوال : خمر ، وعصير وماء.
[ وهذا مما لا طائل تحته ، والروايات فيه من الإسرائيليات ]

معنى {يتسنه}
معنى يتسنه : يتغير ، والخلاف في سبب التغيير بحسب الخلاف في اشتقاق الفعل على أربعة أقوال :
الأول : من قال أنه مشتق من " السنة " بمعنى العام ، فمعناه : تغيره السنون ، وهو اختيار الزجاج ، وذكره ابن عطية.
الثاني : أنه من " السنة " بمعنى القحط والجدب ، ذكره ابن عطية.
الثالث : أنه من أسن الطعام يأسن أي يتغير ، ذكره الزجاج وابن عطية.
قال ابن عطية : ورد النحاة على هذا القول، لأنه لو كان من أسن الماء لجاء لم يتأسن "
الرابع : أنه من يتسنن ، فهو مثل : " حمإ مسنون " ، ورده الزجاج ، لأن مسنون معناها مصبوب على سنة الطريق.
وذكر ابن كثير معنى الفعل مجملا فقال : " وذلك: أنّه كان معه فيما ذكر عنبٌ وتينٌ وعصيرٌ فوجده كما فقده لم يتغيّر منه شيءٌ، لا العصير استحال ولا التّين حمض ولا أنتن ولا العنب تعفّن "

متعلق النظر في قوله : { وانظر إلى حمارك }
القول الأول : انظر كيف يحييه الله ، قال بذلك وهب بن منبه ، وذكره ابن عطية ، وهو اختيار ابن كثير.
القول الثاني : انظر إلى حمارك في مربطه لم يصبه شيء بعد مائة سنة ، وروي ذلك عن وهب بن منبه أيضا ، كما نقله عنه ابن عطية.

معنى جعل المار على القرية آية للناس
القول الأول : أنه بعث على حالته يوم مات ابن أربعين سنة ، فوجد أبناءه وأحفاده شيوخًا ، قال بذلك عكرمة والأعمش ، وذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الثاني : أنه بُعث وقد مات كل من يعرف ، فكان آية لمن كان حيًا وقد كانوا موقنين بحاله سماعًا ، ذكر ذلك ابن عطية.
وقال ابن عطية : «وفي إماتته هذه المدة، ثم إحيائه أعظم آية، وأمره كله آية للناس غابر الدهر، لا يحتاج إلى تخصيص بعض ذلك دون بعض»

صاحب العظام التي أمر بالنظر إليها
القول الأول : أنها عظام نفسه ، ذكر ذلك ابن عطية ، وحكاه عن الطبري ، وهذا على القول بأن المار على القرية شك في قدرة الله على إحيائها ، فأراه الله الإحياء في نفسه.
القول الثاني : أنها عظام الحمار ، ذكر ذلك ابن عطية ورجحه ، وهو اختيار ابن كثير.

معنى { نُنشزها }
اختُلف في معناها بحسب الخلاف في القراءات :
الأول : على قراءتها بضم النون والزاي :
- لغة : ما ارتفع عن الأرض.
- المراد بها على قولين :
1: ارتفاع العظام بعضها إلى بعض للإحياء ، ذكره ابن عطية ، وهو اختيار الزجاج وابن كثير.
ونقل ابن كثير قول السدي : «تفرّقت عظام حماره حوله يمينًا ويسارًا فنظر إليها وهي تلوح من بياضها فبعث اللّه ريحًا فجمعتها من كلّ موضعٍ من تلك المحلّة، ثمّ ركب كلّ عظمٍ في موضعه حتّى صار حمارًا قائمًا .... ".
2: ننبتها : واختاره ابن عطية ورد القول الأول قائلا :
«ويقلق عندي أن يكون معنى النشوز رفع العظام بعضها إلى بعض، وإنما النشوز الارتفاع قليلا قليلا، فكأنه وقف على نبات العظام الرفات وخروج ما يوجد منها عند الاختراع»
وحكى هذا القول عن النقاش ، وحمل معنى النشوز في قوله تعالى : { وإذا قيل انشزوا فانشزوا } على هذا المعنى ، قال ابن عطية : " وقوله تعالى: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا}[المجادلة: 11] ؛ أي فارتفعوا شيئا شيئا كنشوز الناب. فبذلك تكون التوسعة، فكأن النشوز ضرب من الارتفاع. ويبعد في الاستعمال أن يقال لمن ارتفع في حائط أو غرفة: نشز".
الثاني : نُنشرها : بضم النون الأولى والراء :
فمعناها أحياها ، ومنه قول الله تعالى :{ ثم إذا شاء أنشره } ، وهذا حاصل قول الزجاج وابن عطية وابن كثير.
الثالث : نَنشرها : بفتح النون الأولى والراء :
وأورد ابن عطية احتمالين في معناها :
1: أن تكون بمعنى الإحياء ، مثل نُنشرها بضم النون.
2: أنها بمعنى ضد الطي ، قال : " كأن الموت طيّ للعظام والأعضاء، وكأن الإحياء وجمع بعضها إلى بعض نشر".

معنى : { نكسوها } :
الكسوة : ما وارى من الثياب ، ذكره ابن عطية.

المقصود بكسوة العظام باللحم
:
شبه اللحم بالثياب في تغطيتها للعظام ، وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

واستشهد ابن عطية بقول النابغة عن الإسلام :
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي .......حتى اكتسيت من الإسلام سربالا

متعلق البيان في قوله : { فلما تبين له }
كيفية إحياء الموتى ، ذكره الزجاج.

القائل في قوله { قال أعلم }
القول الأول : المار على القرية ، وهذا على قراءة : " أعلم " بهمزة قطع ، وأحد القولين على قراءة : " اعلم " بهمزة وصل. قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.
- ويكون المخاطب في قوله : " اعلم " بهمزة وصل ، أنه يخاطب نفسه فيقول : " اعلم أيها الإنسان أن اللّه على كل شيء قدير " قال بذلك الزجاج ، وابن عطية ، واستشهد ابن عطية بقول الأعشى : " ودٍّع هريرة إن الركب مرتحل .."
القول الثاني : ملك من الملائكة ، وهذا على قراءة : " اعلم " بهمزة وصل ، قال بذلك ابن عطية ، وأشار إليه ابن كثير بقوله : " أنه أمرٌ له بالعلم ".
- ويكون المخاطب بالأمر : المار على القرية.

معنى قوله : { أعلم أن الله على كل شيء قدير }
أنه علم ذلك مشاهدةً ، بعد أن علمه غيبًا ، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج ، وابن كثير.


المسائل اللغوية
:
معنى حرف العطف في قوله : { أو كالذي مر }
اختُلف في ذلك باختلاف القراءات :
1: من قرأها : { أو } بسكون الواو ، فهو بمعنى حرف العطف : { أو }
2: من قرأها : { أوَ } بفتح الواو ، فهو بمعنى حرف العطف : { و } ، والألف للتقرير.
ذكر هذا الخلاف ابن عطية في تفسيره.

اشتقاق خاوية
1: خوت الدار والمدينة تخوي خواء - ممدود - إذا خلت من أهلها، ويقال فيها: " خويت " ، ذكره الزجاج وابن عطية.
2: خوي ويخوى خوى. ذكره الزجاج.
قال الزجاج : الأول في هذا أجود.

اشتقاق { يتسنه }
الأول : من قال أنه مشتق من " السنة " بمعنى العام ، وهو اختيار الزجاج ، وذكره ابن عطية.
- قال الزجاج : " فمن قال في السنة سانهت فالهاء من أصل الكلمة ، ومن قال في السّنة سانيت فالهاء زيدت لبيان الحركة ".

الثاني : أنه من " السنة " بمعنى القحط والجدب ، ذكره ابن عطية.
الثالث : أنه من أسن الطعام يأسن أي يتغير ، ذكره الزجاج وابن عطية.
قال ابن عطية : ورد النحاة على هذا القول، لأنه لو كان من أسن الماء لجاء لم يتأسن "
الرابع : أنه من يتسنن ، فهو مثل : " حمإ مسنون ".
قال الزجاج : " أبدل من النون ياء كما قال:
تقضي البازي إذا البازي كسر
يريد تقضض ".

، ورده الزجاج ، لأن مسنون معناها مصبوب على سنة الطريق.

اشتقاق " العام "
نقل ابن عطية عن النقاش قوله :«العام مصدر كالعوم سمي به هذا القدر من الزمان لأنها عومة من الشمس في الفلك، والعوم كالسبح»، وقال تعالى: {وكلٌّ في فلكٍ يسبحون}[الأنبياء: 33].
قال ابن عطية: «هذا معنى كلام النقاش. والعام على هذا كالقول والقال.



إعراب كم
في موضع نصب على الظرف ، ذكر ذلك ابن عطية.







تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)}


مسائل القراءات

القراءات في : { فصرهن } ج ع
القراءات في : { جزءًا } ع



المسائل التفسيرية

مقصد الآية ج
معنى الاستفهام في قوله : " كيف تحيي الموتى " ج ع
الغرض من الاستفهام في قوله : " كيف تحيي الموتى " ج ع
سبب سؤال إبراهيم : " كيف تحيي الموتى " ج ع ك
الغرض من الاستفهام في قوله : { أولم تؤمن } ع
معنى الإيمان في قوله : { أولم تؤمن } ع
معنى " ليطمئن " ع
المقصود باطمئنان قلب إبراهيم - عليه السلام - ج ع
● المقصود بالطير التى أخذها إبراهيم - عليه السلام - ج ع
معنى { فصرهن } ج ع ك
● مرجع الضمير في قوله : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا }ع ك
● معنى العموم في قوله { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا } ج ع ك
عدد الجبال التي وزع عليها الطير ع ك
● معنى { ادعهن } ع
فائدة إتيان الطير إبراهيم - عليه السلام - سعيًا ع ك

● مناسبة ختم الآية بقوله : { واعلم أن الله عزيز حكيم } ج ع ك
مناسبة الآية لما بعدها ج


المسائل اللغوية :

العامل في قوله : { إذْ } ج ع
إعراب " إذ " ج
إعراب كيف في قوله " كيف تحيي الموتى " ج
أصل " أرني " ج
● إفادة السؤال بـ " كيف " معنى الإقرار بوجود المسئول عنه ع

● الأقوال في كون " صرهن " من الألفاظ المعربة ع
● متعلق الجار والمجرور { إليك } ع
فائدة تعدية الفعل " صر " بحرف الجر " إلى " ج ع





التلخيص :

مسائل القراءات
القراءات في : { فصرهن } ج ع
1:فصُرْهن : بضم الصاد وسكون الراء ، وهي قراءة ابن كثير وابن عامر وأبي عمرو وعاصم ونافع والكسائي. ذكرها ابن عطية وأشار إليها الزجاج.
2: فصِرْهن : بكسر الصاد وسكون الراء ، وهي قراءة حمزة. ذكره ابن عطية ، وأشار إليها الزجاج.
3: فصُرَّهن : بضم الصاد وشد الراء المفتوحة ، ذكره
ابن عطية ، ونقل عن ابن جني نسبة هذه القراءة لعكرمة.
4: فصِرَّهن : بكسر الصاد وشد الراء المفتوحة ، ذكره ابن عطية ، ونقل عن ابن جني قوله : وهي قراءة غريبة.
5: فصَرِّهن : نقلها المهدوي عن عكرمة ، وذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.

القراءات في : { جزءًا } ع
1: جزءًا : بالهمز ، وهي قراءة الجمهور.
2: جزّا : بتشديد الزاي وهي قراءة أبو جعفر ، قال ابن عطية :
" وهي لغة في الوقف فأجرى أبو جعفر الوصل مجراه ".


المسائل التفسيرية
مقصد الآية ج
ذكر الزجاج أن هذه الآية والآيات قبلها كانت لإقامة الأدلة على توحيد الله - عز وجل - والبينات التي آتاها رسله ، وذلك تقدمة لبيان الأمر بجهاد الكفار.
معنى : " كيف تحيي الموتى " ج ع
- هو سؤال عن هيئة إحياء الموتى ، قاله ابن عطية وقال نحوه الزجاج.

اختلف المفسرون في سبب ذلك على عدة أقوال :
القول الأول : أنه رأى دابة قد تقسمتها السباع والطير ؛ فسأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى مع تفرقها في بطون السباع والطير ، وذلك ليرى بعين المشاهدة بعد أن كان يؤمن به غيبًا ، رواه ابن جرير الطبري عن قتادة والضحاك وابن جريج وابن زيد على خلاف في نوع الدابة التي تقسمتها السباع، وذكر نحوه ابن عطية.
قال قتادة: «إن إبراهيم رأى دابة قد توزعتها السباع فعجب وسأل هذا السؤال» ذكره ابن عطية ، ونقل نحوه عن الضحاك وفيه " وقد كان – عليه السلام – عالمًا أن الله قادر على إحياء الموتى ".
القول الثاني : أن السبب هو المناظرة التي جرت بينه وبين النمرود وزعمه أنه يحيي ويميت ،رواه ابن جرير عن محمد ابن إسحاق ، وذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيرهما.
القول الثالث: الشك في قدرة الله – عز وجل – على إحياء الموتى ، رواه ابن جرير عن ابن عباس وعطاء بن أبي رباح وذكره ابن عطية في تفسيره.

القول الرابع: أنه أراد أن يطمئن لصحة الخلة ، رواه ابن جرير عن السدي وسعيد بن جبير ، وذكره ابن عطية عنهم.

ورجح ابن جرير القول الثالث واستدل بـ :
-
عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «نحن أحقّ بالشّكّ من إبراهيم، إذ قال: ربّ أرني كيف تحيى الموتى؟ قال: أو لم تؤمن. قال: بلى، ولكن ليطمئنّ قلبي»رواه البخاري ومسلم ، وذكره ابن كثير في تفسيره. **
- عن سعيد بن المسيّب قال: «اتّعد عبد اللّه بن عبّاسٍ وعبد اللّه بن عمرو بن العاص أن يجتمعا. قال: ونحن شببةٌ، فقال أحدهما لصاحبه: أيّ آيةٍ في كتاب اللّه أرجى لهذه الأمّة؟ فقال عبد اللّه بن عمرو: قول الله تعالى:{ياعبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إنّ اللّه يغفر الذّنوب جميعًا} الآية [الزّمر:53]. فقال ابن عبّاسٍ: أمّا إن كنت تقول: إنّها، وإنّ أرجى منها لهذه الأمّة قول إبراهيم: {ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي}». رواهُ ابن جرير.

ورجح ابن عطية القول الأول ، ورد على القول الثالث بعدة ردود منها :
1: وجّه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " نحنُ أحق بالشك من إبراهيم " قال أن معناه: لو كان شك لكنا أحق بالشك منه ؛ ففي العبارة نفي الشك عنه لا إثباته.
2: أن معنى قول ابن عباس أن هذه الآية أرجى آية ؛ فمن وجهين :
الأول : من حيث الإدلال على الله تعالى وسؤال الإحياء في الدنيا.

الثاني : لقوله : " أولم تؤمن " ، أي أن الإيمان لا يحتاج إلا بحث وتنقير ، وأنه لا يتبعض ولا يزيد ، وهذا على قول ابن عطية وهو مخالف لعقيد أهل السنة والجماعة.
3: أن السؤال بكيف يفيد وجود المسئول عنه وإيمان السائل بوجوده ، وإلا ما سأل عن هيئته.

وبالرجوع لتفسير الطبري وُجد أنه نقل القول بالشك عن ابن زيد ، ثم رجح أن يكون ذلك خاطرًا عرض لإبراهيم عليه السلام ألقاه الشيطان في قلبه لما رأى الدابة تأكلها السباع ؛ فأراد أن يتخلص من ذلك الخاطر بسؤال ربه رؤية كيفية إحياء الموتى.
وقد أورد ابن كثير أثر ابن عباس : " نحن أحق بالشك .. " من رواية أخرى عند ابن أبي حاتم والحاكم في المستدرك ، قال :
-فقال ابن عبّاسٍ: لكنّ أنا أقول: قول اللّه:{وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى}فرضي من إبراهيم قوله: {بلى} قال: فهذا لما يعترض في النّفوس ويوسوس به الشّيطان» ، ونقل عن الحاكم قوله : صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.
وعليه يظهر – والله أعلم – أن الخلاف في المسألة لفظي ، وأن ابن عطية حمل معنى الشك على أنه التوقف بين أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر ، بينما حمله ابن جرير وابن كثير على أنها الوساوس التي تعترض النفوس.
ويؤيد ذلك تعليق ابن عطية على قول عطاء بن أبي رباح : «دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس "
قال :" فمعناه من حب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به، ولهذا قال النبي عليه السلام: «ليس الخبر كالمعاينة» " ، وبهذا
تتلخص المسألة في قولين :
الأول : الارتقاء إلى مرتبة عين اليقين برؤية كيفية إحياء الموتى.
الثاني : الاطمئنان لصحة الخلة.
والراجح منهما القول الأول.


الغرض من الاستفهام في قوله : { أولم تؤمن } ع
التقرير ، ذكره ابن عطية.

معنى الإيمان في قوله : { أولم تؤمن } ع
قال ابن عطية : أي إيمانًا مطلقًا يدخل فيه فصل إحياء الموتى ، وذكر أن الإيمان لا يحتاج إلى بحث وتنقير.

معنى " ليطمئن " ع
الطمأنينة لغة : اعتدال ثم سكون على هذا الاعتدال.
المقصود باطمئنان قلب إبراهيم - عليه السلام - ج ع
القول الأول :أن يسكن فكره في صورة الإحياء وكيفيته ، قاله ابن عطية والزجاج.
القول الثاني: أن يوقن ، وراه ابن جرير عن سعيد ابن جبير ، وذكره ابن عطية.
القول الثالث: ليزداد يقينًا ، رواه ابن جرير عن سعيد بن جبير وقتادة والضحاك والربيع ، وبنحوه قال مجاهد : لأزداد إيمانًا مع إيماني.
القول الرابع : ليطمئن قلبه في الخلة ، رواه بن جرير عن ابن عباس والسدي وابن زيد وسعيد بن جبير وذكره ابن عطية في تفسيره.
رد ابن عطية القول الثالث معللا بـ :
1: أن اليقين لا يتبعض.

2: لا معنى للزيادة هنا إلا السكون. عن الفكر.
[ وما قاله ابن عطية مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة بأن الإيمان يتبعض ، وأنه يزيد وينقص ].
والأقوال الثلاثة الأولى ترجع إلى معنى واحد وهو ليوقن أو ليزداد إيمانًا ويقينًا ، وهو الراجح في المسألة.





المقصود بالطير التى أخذها إبراهيم - عليه السلام - ج ع
اختُلف في ذلك على عدة أقوال :
1:الديك، والطاووس، والحمام، والغراب، ذكر ذلك ابن إسحاق عن بعض أهل العلم الأول، وقاله مجاهد وابن جريج وابن زيد ، ذكره ابن عطية ، وحكاه ابن كثير عن مجاهد أيضًا ، وعكرمة.

2: الديك والطاووس والحمام والكركي ، قاله ابن عباس ، ذكره ابن عطية.
3: هي الغرنوق، والطّاوس، والدّيك، والحمامة، قاله ابن عباس ، وذكره ابن كثير.
4: أنّه أخذ وزًّا، ورألًا-وهو فرخ النعام -وديكا، وطاووسًا، قاله ابن عباس وذكره ابن كثير.
قال ابن كثير : " اختلف المفسّرون في هذه الأربعة: ما هي؟ وإن كان لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك متّهم لنصّ عليه القرآن "



معنى { فصرهن } ج ع ك
اختُلف في ذلك على عدة أقوال :
أ: على قراءة " صرهن " بكسر أو ضم الصاد :
1: أجمعهن إليك ، قاله ابن زيد ، وروي عن عطاء بن أبي رباح بلفظ اضممهن ، وعن ابن عباس بلفظ أوثقهن ، حكاه ابن عطية عنهم ، وذكره الزجاج وابن كثير.
واستشهد الزجاج وابن عطية بقول الشاعر :
وجاءت خلعة دهس صفايا... يصور عنوقها أحوى زنيم
قال الزجاج : " المعنى: أن هذه الغنم يعطف عنوقها هذا الكبش الأحوى "

2: قطعهن : قاله ابن عباس ، ومجاهد وعكرمة ، وقال نحوه قتادة بلفظ " فصلهن " ، حكاه ابن عطية عنهم ، وحكاه ابن كثير عن ابن عبّاسٍ، وعكرمةأيضًا ، وأضاف سعيد بن جبيرٍ، وأبا مالكٍ، وأبا الأسود الدّؤليّ، ووهب بن منبّهٍ، والحسن، والسّدّيّ، وغيرهم.
واستشهد ابن عطية بـ :
1: قول رؤبة :
صرنا به الحكم وعنّا الحكما ....... ... ... ... ...
2: قول الخنساء
فلو يلاقي الذي لاقيته حضن ....... لظلّت الشّمّ منه وهي تنصار
ب: على قراءة " صَرّهن " بفتح الصاد وشد الراء:
- احبسهن ، ذكر ذلك ابن عطية.

مرجع الضمير في قوله : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا }ع ك

1: الطير ، وهو المعنى الأقرب.
2: الجبال.


معنى العموم في قوله : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا } : ع ك :
اختُلف في ذلك على عدة أقوال :

1: على كل ربع من أرباع الدنيا ، رواه حمزة عن ابن عباس ، كما ذكر ذلك ابن عطية.
2: الجبال التي طارت إليها السباع التي أكلت الدابة ونظر إليها ، قاله ابن جريج والسدي واستبعده ابن عطية.
3: الجبال المحيطة به ، قاله مجاهد ، كما حكاه عنه ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير

عدد الجبال التي وزع عليها الطير ع ك

اختُلف في ذلك على عدة أقوال :

1: أربعة جبال ، قاله قتادة والربيع ، وذكره ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير.
2: سبعة جبال ، قاله ابن جريج والسدي ، وذكره ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير.
3: غير محددة بعدد ، قاله مجاهد ، وذكره ابن عطية.
معنى { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا } ج ع ك
قال الزجاج : " المعنى:اجعل على كل جبل من كل واحد منهن جزءا ". ، وقال بنحوه ابن عطية وابن كثير.
معنى { ادعهن } ع

تعالين بإذن الله ، قاله ابن عطية.
فائدة إتيان الطير إبراهيم - عليه السلام - سعيًا ع ك
ليكون أبلغ له في الرؤية التي سألها ، فالسعي مشية المجدّ الراغب فيما يمشي إليه، فكان من المبالغة أن رأى إبراهيم جدها في قصده وإجابة دعوته. ولو جاءته مشيا لزالت هذه القرينة، ولو جاءت طيرانا لكان ذلك على عرف أمرها، فهذا أغرب منه ، وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير وابن عطية.

كيفية إحياء الطير أمام إبراهيم عليه السلام :
قال ابن عبّاسٍ: «وأخذ رؤوسهنّ بيده، ثمّ أمره اللّه عزّ وجلّ، أن يدعوهنّ، فدعاهنّ كما أمره اللّه عزّ وجلّ، فجعل ينظر إلى الرّيش يطير إلى الرّيش، والدّم إلى الدّم، واللّحم إلى اللّحم، والأجزاء من كلّ طائرٍ يتّصل بعضها إلى بعضٍ، حتّى قام كلّ طائرٍ على حدته، وأتينه يمشين سعيًا ليكون أبلغ له في الرّؤية الّتي سألها، وجعل كلّ طائرٍ يجيء ليأخذ رأسه الّذي في يد إبراهيم، عليه السّلام، فإذا قدّم له غير رأسه يأباه، فإذا قدّم إليه رأسه تركب مع بقيّة جثّته بحول اللّه وقوّته؛ ولهذا قال: {واعلم أنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ}أي: عزيزٌ لا يغلبه شيءٌ، ولا يمتنع منه شيءٌ، وما شاء كان بلا ممانعٍ لأنّه العظيم القاهر لكلّ شيءٍ، حكيمٌ في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره».ذكره ابن كثير في تفسيره ، وذكر نحوه ابن عطية دون نسبته إلى ابن عباس رضي الله عنهما.

مناسبة ختم الآية بقوله : { واعلم أن الله عزيز حكيم } ج ع ك
لأن اسم الله العزيز يتضمن معنى قدرته على كل شيء ، والحكمة بها إتقان كل شيء ، ولا يفعل إلا ما فيه الحكمة ، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.


المسائل اللغوية :

العامل في قوله : { إذْ } ج ع

فعل مضمر تقديره " اذكر " ، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.

إعراب " إذ " ج
في محل نصب مفعول فعل مضمر تقديره " اذكر " ، ذكره الزجاج.
إعراب كيف في قوله " كيف تحيي الموتى " ج

قال الزجاج : " وموضع كيف نصب بقوله : " تحيي الموتى ".

أصل " أرني " ج

أصلها " أرإني " ، قال الزجاج :ولكن المجمع عليه في كلام العرب والقراءة طرح الهمزة.
إفادة السؤال بـ " كيف " معنى الإقرار بوجود المسئول عنه ع

- قرر ابن عطية أن السؤال بكيف إنما هو سؤال عن الحال والهيئة ، وهذا يتضمن الإقرار بوجود المسئول عنه.
-
وذكر أن السؤال يحتمل أن يخرج على معنى التشكيك
قال : " مثال ذلك أن يقول مدع: أنا أرفع هذا الجبل، فيقول له المكذب: أرني كيف ترفعه؟ "


الأقوال في كون " صرهن " من الألفاظ المعربة ع

1: أنها لفظة نبطية ، قاله ابن عباس والضحاك، وحكى ذلك عنهم ابن عطية.
2: أنها لفظة سريانية ، قاله أبو الأسود الدؤلي ، وحكى عنه ذلك ابن عطية.
[ والراجح أنه لا يوجد ألفاظ معربة في القرآن ، قال بذلك الشافعي وجمهور أهل العلم ، والله أعلم بنسبة هذه الأقوال لابن عباس وغيره ]
متعلق الجار والمجرور { إليك } ع

1: على القول بأن " صرهن " بمعنى التقطيع ، فالجار والمجرور متعلق بـ " خذ "
2: على القول بأن " صرهن " بمعنى الضم ، فالجار والمجرور متعلق بصرهن.

فائدة تعدية الفعل " صر " بحرف الجر " إلى " ج ع

على القول بأن معنى : " صرهن " قطعهن ، فإن التعدية بإليك أفادت معها الضم ، وهذا حاصل ما استفدته من كلام الزجاج وابن عطية.










المسائل العقدية :
1: إثبات قدرة الله على إحياء الموتى :
وهذا متقرر من قوله تعالى : { إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت } ، والمثال الذي ضربه الله – عز وجل – في قصة عزير وإحياء القرية ، وإحياء الطير أمام إبراهيم عليه السلام.

2: الإيمان يزيد وينقص :
وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة.
الدليل :
- حديث أبي هريرة : " نحنُ أحق بالشك من إبراهيم " رواهُ البخاري ومسلم.
-
قول ابن عباس
لكنّ أنا أقول: قول اللّه:{وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى}فرضي من إبراهيم قوله: {بلى} قال: فهذا لما يعترض في النّفوس ويوسوس به الشّيطان» رواه ابن أبي حاتم ، والحاكم في مستدركه.
وقد رد ابن عطية قول ابن جرير بأن معنى : " ليطمئن قلبي " ليزداد إيمانًا ، قائلا :
«
ولا زيادة في هذا المعنى تمكن إلا السكون عن الفكر، وإلا فاليقين لا يتبعض»

وهذا مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة والله أعلم.

والحمدُ لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 ذو القعدة 1441هـ/8-07-2020م, 04:33 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي مشاهدة المشاركة
تلخيص تفسير قول الله تعالى : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمسِ من المشرقِ فأتِ بها من المغرب فبُهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين }

مسائل القراءات :

القراءات في قوله : { ألم تر } ع
القراءات في : { أنا أحيي } ع
القراءات في قوله : { فبهت } ع
اختلاف القراء في إثبات ألف { أنا } في القرآن. ع

المسائل التفسيرية :

● مقصد الآية. ع
معنى الاستفهام في قوله : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه } ج
الغرض من الاستفهام ج ع
معنى الرؤية في قوله : { ألم تر } ع ك
المقصود بالذي حاج إبراهيم ع ك
معنى حاجَّ ع
سبب مناظرة إبراهيم عليه السلام للملك الكافر ع ك
معنى تعدية الفعل { حاج } بحرف الجر " في " ك
مرجع الضمير في قوله { في ربه } ع
مرجع الضمير في قوله{ آتاه الله الملك } ج
المقصود بالمُلك في قوله : { أن آتاه الله الملك } ج ع
دلالة قوله { أن آتاه الله الملك } على كفر وطغيان الملك ك
الحكمة من احتجاج إبراهيم عليه السلام بقوله : {ربي الذي يحيي ويميت} ك
المراد من قول الملك أنه يحيي ويميت ج ك
الحكمة من احتجاج إبراهيم على الملك بالإتيان بالشمس من المغرب ج ع ك
معنى بُهت في قوله { فبهت الذي كفر } ج ع ك
معنى نفي الهداية عن الظالمين في قوله { والله لا يهدي القوم الظالمين } ع ك
دلالة الآية على إثبات الوحي ج

المسائل اللغوية :
إعراب { أن آتاه } ع
اللغات في الفعل " بهت " ع


مسائل أخرى :

عاقبة النمرود ك


التلخيص :



مسائل القراءات :
القراءات في قوله : { ألم تر } ع
- بفتح الراء : { الم ترَ } ، وهذه قراءة الجمهور.
- بسكون الراء ،
وهذه قراءة علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه - ، ذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.
القراءات في : { أنا أحيي } ع
- { أن أحيي } عند الوصل ، بطرح الألف بعد النون ، وهذه قراءة الجمهور.
- { أنا أحيي } بإثبات الألف عند الوصل ، وهي قراءة ورش وقالون وابن أبي أويس عن نافع ،
ذكر ذلك ابن عطية.


القراءات في قوله : { فبهت }
1: بُهِت : بضم الباء وكسر الهاء ، وهي قراءة الجمهور.
2: بَهُت : بفتح الباء وضم الهاء ، وهذه قراءة أبي حيوة.
3: بَهَت : بفتح الباء والهاء ، وهذه قراءة ابن السميفع.
4: بَهِت : بفتح الباء وكسر الهاء ، وحكى هذه القراءة أبو الحسن الأخفش.

ذكر هذه القراءات ابن عطية في تفسيره.



اختلاف القراء في إثبات ألف { أنا } في القرآن :
- الجمهور على إسقاطها في كل القرآن عند الوصل.
- وأما ورش وقالون وابن أبي أويس عن نافع فقد فرقوا بين موضعين :
الأول : إثباتها عند الوصل إذا لقيتها همزة ، إلا في قوله تعالى :{ إن أنا إلا نذيرٌ مبين }
الثاني : طرحها في غير ذلك.
وذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.

المسائل التفسيرية :

مقصد الآية :
إخبار للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته ، بأن حجة الظالمين داحضة ، وبأن الله لا يهديهم في حججهم على ظلمهم، قال بنحو ذلك ابن عطية وابن كثير.

معنى الاستفهام في قوله : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه }
التعجب من أمر الذي حاج إبراهيم في ربه ، قال بنحو ذلك الزجاج.

الغرض من الاستفهام
التنبيه ، ذكر ذلك الزجاج وابن عطية.

معنى الرؤية في قوله : { ألم تر }
الرؤية القلبية ، قال بذلك ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.

المقصود بالذي حاج إبراهيم ع ك
القول الأول :
النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوحٍ.
قال بذلك مجاهد وقتادة والربيع والسدي وابن إسحاق وزيد بن أسلم وغيرهم ، وذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير.
- نبذة من أخباره وصفاته :

1: ملك كافر ، وقيل بأنه ملك الدنيا كلها :

قال مجاهدٌ: «وملك الدّنيا مشارقها ومغاربها أربعةٌ: مؤمنان وكافران فالمؤمنان: سليمان بن داود وذو القرنين. والكافران: نمرود بن كنعان وبختنصّر. فاللّه أعلم». ذكره ابن كثير في تفسيره ، ونص على هذا القول ابن عطية في تفسيره.
2: صاحب النار والبعوضة :
- أي من ألقى إبراهيم في النار ، وعُذب آخر حياته بالبعوضة.
- «والّذي حاجّ إبراهيم هو نمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح ملك زمانه وصاحب النار والبعوضة»، نسب ابن عطية هذا القول لمجاهد وقتادة والربيع والسدي وابن إسحاق وزيد بن أسلم وغيرهم.
3: قيل بأنه أول من ملك الأرض ، قال بذلك ابن جريج ، ورده ابن عطية.
4: قيل بأنه ملك بابل وصاحب الصرح فيها :
قال قتادة: «هو أول من تجبر وهو صاحب الصرح ببابل». ذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.

القول الثاني: نمرود بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، ذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.



معنى حاجَّ
أي جاذبه الحجة ، ذكر ذلك ابن عطية. [ " حاجّ " على وزن فاعل ، والمفاعلة تكون من جانبين ]
سبب مناظرة إبراهيم عليه السلام للملك الكافر ع ك
ورد في سبب مناظرة إبراهيم عليه السلام للملك روايتان :
الأولى : أنه بعد نجاة إبراهيم عليه السلام من النار ، أدخلوه على الملك ، ولم يكن قد قابله من قبل ، فناظره ،
وروي نحو ذلك عن السدي ، وذكره ابن عطية وان كثير في تفسيريهما.
الثانية : أنه كان عند النمرود طعام فيقبل الناس ليأخذوا منه ، فيسألهم عن ربهم فإن أجابوا أنه هو أعطاهم وإلا لا يعطيهم فلما سأل إبراهيم - عليه السلام - ، قال : ربي الذي يحيي ويميت ، وجرت المناظرة ، وروي نحو ذلك عن زيد ابن أسلم ، وذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيريها.

معنى تعدية الفعل { حاج } بحرف الجر " في "
معناها أنه حاجه في وجود ربه ، ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.

مرجع الضمير في قوله { في ربه } ع
على قولين :
القول الأول : إبراهيم عليه السلام.
القول الثاني : النمرود.
ذكرهما ابن عطية في تفسيره ولم يرجح بينهما.


مرجع الضمير في قوله{ آتاه الله الملك }
على قولين :
القول الأول : النمرود ، قال بذلك الزجاج ورجحه ، ونسبه ابن عطية إلى الجمهور.
القول الثاني : إبراهيم عليه السلام ، ذكره الزجاج في تفسيره ، ونقله ابن عطية عن المهدوي ، وحجتهم في ذلك :
- أن الله لا يُملك الكفار.
والراجح هو القول الأول.
ورد الزجاج على أصحاب القول الثاني بـ :
1: قال الله تعالى :{ تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء }
فاستدل بهذه الآية على أن إتيان الله النمرود الملك ضرب من الامتحان ، والله أعلم بالحكمة من ذلك.
2:
أن النمرود قال: {أنا أحيي وأميت} وأنه دعا برجلين فقتل أحدهما وأطلق الآخر، فلولا أنه كان ملكا وإبراهيم عليه السلام غير ملك لم يتهيأ له أن يقتل وإبراهيم الملك.

المقصود بالمُلك في قوله : { أن آتاه الله الملك }
1: السلطان : وهو على القول بأن مرجع الضمير في الآية هو النمرود ، وهو الراجح ، ذكره الزجاج.
2: النبوة ، وهو على القول بأن مرجع الضمير في الآية هو إبراهيم عليه السلام ، وقال بذلك المهدوي ، كما نقله عنه ابن عطية.


دلالة قوله { أن آتاه الله الملك } على كفر وطغيان الملك ع ك
أي أن النمرود ما حمله على محاجاة إبراهيم في وجود الله - عز وجل - إلا طول مدته في الملك.
قال ابن كثير :
"وما حمله على هذا الطّغيان والكفر الغليظ والمعاندة الشّديدة إلّا تجبّره، وطول مدّته في الملك؛ وذلك أنّه يقال: إنّه مكث أربعمائة سنةٍ في ملكه؛ ولهذا قال: {أن آتاه اللّه الملك} ". الحكمة من احتجاج إبراهيم عليه السلام بقوله : {ربي الذي يحيي ويميت} ك
أراد إبراهيم عليه السلام أن يثبت وجود الله - عز وجل -
بحدوث الأشياء المشاهدة بعد عدمها، وعدمها بعد وجودها ، وفي هذا دليل على وجود رب لهذا الكون ، لأنها لم تحدث نفسها ، وهذا ملخص لما ذكره ابن كثير في تفسيره.

المراد من قول الملك أنه يحيي ويميت ج ك
القول الأول : أن بإمكانه أن يحضر رجالا فيقتل بعضهم ويترك الباقين ، فيكون بذلك قد أحيا وأمات ، وهو قول قتادة ومحمد بن إسحاق والسدي وغيرهم ،وذكر هذا القول الزجاج وابن عطية وابن كثير.
- قال قتادة ومحمّد بن إسحاق والسّدّيّ وغير واحدٍ: «وذلك أنّي أوتى بالرّجلين قد استحقّا القتل فآمر بقتل أحدهما فيقتل، وبالعفو عن الآخر فلا يقتل.ذكره ابن كثير في تفسيره ، وذكر ابن عطية نحوه عن السدي.

القول الثاني : أنه أراد أن ينسب لنفسه فعل الإحياء والإماتة عنادًا ومكابرةً ، قال بذلك ابن كثير ورجحه.
واستدل بأنه على القول الأول لا ينفي بذلك وجود الصانع الذي أراد إبراهيم عليه السلام إثبات وجوده ، فأراد أن يوهم أنه من يحيي ويميت ، كما قال فرعون : { ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري }


الحكمة من احتجاج إبراهيم على الملك بالإتيان بالشمس من المغرب ج ع ك
القول الأول :
- أنه ترك مناقضة النمرود في الإحياء والإماتة ، وأراد أن يقطعه بحجة أخرى تسكته ؛ فهو انتقال من دليل إلى دليل أوضح منه. قال بذلك الزجاج وابن عطية ، وذكره ابن كثير.
- قال ابن عطية : "
وذكر الأصوليون في هذه الآية: أن إبراهيم عليه السلام وصف ربه تعالى بما هو صفة له من الإحياء
والإماتة، لكنه أمر له حقيقة ومجاز، قصد إبراهيم عليه السلام الحقيقة، ففزع نمرود إلى المجاز وموه به على قومه، فسلم له إبراهيم تسليم الجدل، وانتقل معه من المثال، وجاءه بأمر لا مجاز فيه، فبهت الّذي كفر، ولم يمكنه أن يقول: أنا الآتي بها من المشرق، لأن ذوي الأسنان يكذبونه ".اهـ
وهذا على القول بأن النمرود أحضر رجلين فقتل أحدهما وترك الآخر ، فيكون بذلك قد أحيا وأمات.

القول الثاني : على القول بأنه نسب لنفسه فعل الإحياء والإماتة ؛ فأراد إبراهيم عليه السلام أن يعجزه بالقول : إذا كنت تقدر على أن تحيي وتميت فأنت قادر على التصرف في المخلوقات فأتِ بالشمس من المغرب ، فيكون بذلك الدليل الأول مقدمة للدليل للثاني. وقال بهذا القول ابن كثير ، ورجحه.

معنى بُهت في قوله { فبهت الذي كفر } ج ع ك
1: بُهِت : بضم الباء وكسر الهاء ، وهي قراءة الجمهور.
ومعناها : انقطع وقامت عليه الحجة ، قال بذلك ابن عطية ، وقال بنحوه الزجاج وابن كثير.
2: بَهُت : بفتح الباء وضم الهاء ، وهذه قراءة أبي حيوة.
3: بَهَت : بفتح الباء والهاء ، وهذه قراءة ابن السميفع ، وهي على معنيين :
الأول :
بهت إبراهيم الذي كفر ، أي حجه.
الثاني : سب وقذف ، أي أن النمرود سب - إبراهيم عليه السلام - حين انقطع ولم تكن له حيلة.
4: بَهِت : بفتح الباء وكسر الهاء ، وحكى هذه القراءة أبو الحسن الأخفش ، ومعناها كخرق ودهش.



معنى نفي الهداية عن الظالمين في قوله { والله لا يهدي القوم الظالمين } ع ك
ورد في معنى النفي قولان :
القول الأول : على العموم :
نفي حصول الهداية إلى الله عن الظالمين ، وهذا وإن كان ظاهر اللفظ إلا أنه مردود ، لأن الله أخبرنا بأنه قد يهدي الظالمين بالتوبة والرجوع إلى الإيمان ، قال بنحو ذلك ابن عطية.
القول الثاني :
أن يراد بذلك الخصوص :
وهذا يحتمل في وجهين :
الوجه الأول :

أي لا يلهمهم حجة ولا برهانًا ، بل حجتهم داحضةٌ عند ربهم ، قال بذلك ابن كثير وذكر نحوه ابن عطية.
الوجه الثاني :أنه لا يوافي ظالمًا ، أي يوم القيامة ، قاله ابن عطية.

دلالة الآية على إثبات الوحي ج
لما كان في الآية إخبار عن نبإٍ لا يمكن أن يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم إلا بقراءة كتاب أو تعليم معلم أو وحي من الله - عز وجل - ، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب ، ولم يكن له معلم يعلمه التوراة والإنجيل ، وعلم العرب ذلك من معاشرتهم إياه ؛ لم يبقَ بذلك إلا سبيل واحد لمعرفة هذا النبإ وهو الوحي من الله - عز وجل - ، فكان في ذلك دليلا على إثبات الوحي ، وحجة على أهل الكتاب ومشركي العرب. قال بنحو ذلك الزجاج.


المسائل اللغوية :
إعراب { أن آتاه } ع
في محل نصب مفعول لأجله ، ذكره ابن عطية في تفسيره.
اللغات في الفعل " بهت " ع



مسائل أخرى :

عاقبة النمرود ك
ذكر ابن كثير في تفسيره أثرا عن زيد بن أسلم ، يبين أن الله سلط عليه بعوضة عُذِّب بها أربعمائة سنة حتى مات.
قال زيد بن أسلم: «وبعث اللّه إلى ذلك الملك الجبّار ملكا يأمره بالإيمان باللّه فأبى عليه ثمّ دعاه الثّانية فأبى ثمّ الثّالثة فأبى وقال: اجمع جموعك وأجمع جموعي. فجمع النّمروذ جيشه وجنوده وقت طلوع الشّمس، وأرسل اللّه عليهم بابًا من البعوض بحيث لم يروا عين الشّمس وسلّطها اللّه عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظامًا باديةً، ودخلت واحدةٌ منها في منخري الملك فمكثت في منخريه أربعمائة سنةٍ، عذّبه اللّه بها فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدّة كلّها حتّى أهلكه اللّه بها»






تلخيص تفسير قول الله تعالى : { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)}

مسائل القراءات :
القراءات في قوله : { أو كالذي مر على قرية } ع
القراءات في : { لبثت } ج ع
القراءات في { يتسنه } ج ع
القراءات في { نُنشِزها } ج ع
القراءات في { أعلم } ج ع
القراءات في قوله { وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه } ع


المسائل التفسيرية :
المعطوف على قوله تعالى: { أو كالذي مر على قرية } ج ع ك
فائدة عطف الآية على الآية قبلها ع ك
المقصود بالاسم الموصول في قوله : { أو كالذي مرّ على قرية } ج ع ك
معنى القرية ج
المقصود بالقرية : ع ك
معنى { خاوية } : ج ع ك
معنى { عروشها } : ج ع ك
المقصود بكون القرية خاوية على عروشها :ج ع ك
معنى الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } ج ع
الغرض من الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } ج ع ك
المقصود من موت القرية ع ك
المقصود من إحياء القرية ع ك
معنى : { فأماته الله } ع
السن الذي مات فيه المار على القرية ك
معنى { بعثه } ج ع
الغرض من الاستفهام في قوله : { كم لبثت } ع
معنى { لبثت } ج
سبب تحديد مدة لبثه بيوم أو بعض يوم ج ع ك
تحديد نوع الطعام الذي كان معه ك
معنى {يتسنه} ج ع ك
متعلق النظر في قوله : { وانظر إلى حمارك }ع ك
معنى جعل المار على القرية آية للناس ع ك
صاحب العظام التي أمر بالنظر إليها ع ج ك
معنى { نُنشزها }ج ك
معنى : { نكسوها } ع
المقصود بكسوة العظام باللحم ع ك
متعلق البيان في قوله : { فلما تبين له } ج
القائل في قوله { قال أعلم } ع ك
معنى قوله : { أعلم أن الله على كل شيء قدير } ج ك

المسائل اللغوية :
معنى حرف العطف في قوله : { أو كالذي مر } ع

اشتقاق خاوية ج ع
اشتقاق { يتسنه } ج ع
إعراب كم ع
اشتقاق العام ع





التلخيص :
مسائل القراءات :
القراءات في قوله : { أو كالذي مر على قرية }
- { أَوْ } بفتح الألف وسكون الواو ، وهي قراءة الجمهور.
- { أَ وَ } بفتح الألف وفتح الواو، وهي قراءة أبي سفيان بن حسين ، وذكر هذه القراءة ابن عطية في تفسيره.


القراءات في : { لبثت }
1: { لبثت } ، وذلك بإظهار الثاء ، وهي قراءة عاصم وابن كثير ونافع.
2: { لبثت } بإدغام الثاء في التاء ، وهي قراءة أبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي.
ذكر القراءتين الزجاج وابن عطية.

قال ابن عطية : " أجروهما مجرى المثلي " اهـ.
- لتقارب المخرج ، فقد اشتركا في الخروج من طرف اللسان مع الثنايا العليا.
[ - الثاء من طرف اللسان مع أطرف الثنايا العليا.
. - التاء من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ]
- وكذلك اشتراكهما في صفة الهمس.


القراءات في { يتسنه }
- اتفق القراء على إثبات الهاء في الفعل حال الوقف.
- اختلفوا في إثباتها عند الوصل :
1: أثبتها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر.
2: حذفها حمزة والكسائي.
وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.


القراءات في قوله { وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه }
1: «وهذا طعامك وشرابك لم يتسنه» ، قرأ بذلك ابن مسعود رضي الله عنه ، وذكر ذلك ابن عطية.
2: « وانظر إلى طعامك وشرابك لمائة سنة» ، قرأ بذلك طلحة بن مصرف وغيره ، وذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.


القراءات في { نُنشِزها }
1: { نُنشِرُها } : بضم النون الأولى والراء ، وهي قراءة :ابن كثير ونافع وأبي عمرو.
2: { نُنشِزها } : بضم النون الأولى والزاي ، وهي قراءة :عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي.
- روى الحاكم في مستدركه من حديث نافع بن أبي نعيم عن إسماعيل بن أبي حكيمٍ عن خارجة بن زيد بن ثابتٍ عن أبيه: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {كيف ننشزها}بالزّاي ثمّ قال: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه. وذكره ابن كثير في تفسيره.
3: { نَنشُرها } : بفتح النون الأولى والراء ، قرأ بذلك ابن عباس ، والحسن أبو حيوة ، ورواها أبان عن عاصم.
4: { نَنشُزها } : بفتح النون الأولى وضم الشين والزاي ، قرأ بذلك النخعي ، ورويت عن ابن عباس وقتادة.
5: { ننشيها } بالياء ، وهي رواية عن أبي بن كعب.
وذكر هذه القراءات جميعها ابن عطية في تفسيره ، وذكر الزجاج الأولى والثانية منها.


القراءات في { أعلم }
1: أعلم : بألف قطع ؛ وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر.
2: اعلم : بألأف وصل ؛ وهي قراءة حمزة والكسائي.
ذكرها ابن عطية والزجاج وابن كثير.



المسائل التفسيرية


المعطوف على قوله تعالى: { أو كالذي مر على قرية }
معطوف على الآية التي قبلها ، قال بذلك الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال الزجاج : " والمعنى - والله أعلم - : أرأيت كالذي مر على قرية ".



فائدة عطف الآية على الآية قبلها
لأن المقصد واحد وهو التعجيب ، ذكر نحو ذلك ابن عطية في تفسيره.


المقصود بالاسم الموصول في قوله : { أو كالذي مرّ على قرية }
اختُلف في ذلك على قولين أساسين ذكرهما الزجاج :
1: أنه رجل كافر:
وهذا على القول بأن معنى قوله : { أنى يحي هذه الله بعد موتها } هو إنكار قدرة الله على إحياء القرية ، وهو قول مردود.
وأشار إلى هذا القول ابن عطية - حكاية عن الطبري - قال : " وقد حكى الطبري عن بعضهم أنه قال كان هذا القول شكا في قدرة الله على الإحياء ".

2:أنه رجل مؤمن :
وعلى هذا القول أورد ابن عطية وابن كثير الخلاف في تحديد الرجل على أربعة أقوال :
القول الأول :عزير.
رواه ابن أبي حاتم عن ناجية بن كعب عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، كما ذكر ابن كثير.
ورواه ابن جريرٍ عن ناجية نفسه. وحكاه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ عن ابن عبّاسٍ والحسن وقتادة والسّدّيّ وسليمان بن بريدة ، وذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.
قال ابن كثير: وهذا القول هو المشهور.

2:القول الثاني : أرمياء ،
قال بذلك وهب بن منبه وعبد الله بن عبيد بن عمير وبكر بن مضر.
وروى ابن إسحاق عن وهب بن منبه أنه قال أن أرمياء هو الخضر ، وكذلك حكى النقاش عن وهب من منبه هذا القول. وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير وابن عطية في تفسيريهما.
وحمله ابن عطية على أنه توافق في الاسم ، وليس هو الخضر صاحب موسى عليه السلام.
قال ابن عطية : «وهذا كما تراه، إلا أن يكون اسما وافق اسما لأن الخضر معاصر لموسى، وهذا الذي مر على القرية هو بعده بزمان من سبط هارون فيما روى وهب بن منبه»
القول الثالث : أنه حزقيل بن بورا ، رواه ابن أبي حاتم عن ابن عم مطرف عن رجل من أهل الشام ، وذكره ابن كثير في تفسيره.
القول الرابع : أنه رجل من بني إسرائيل غير معروف ، قال بذلك مجاهد ، وذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الخامس : أنه غلام لوط عليه السلام ، ذكره ابن عطية.
معنى القرية
سميت قرية لاجتماع الناس فيها، يقال قريت الماء في الحوض إذا جمعت ، قال بذلك الزجاج في معاني القرآن.

المقصود بالقرية :
اختلفوا في ذلك على ثلاثة أقوال :
الأول : أنها المؤتفكة ، حكاه النقاش وذكره ابن عطية.
الثاني : أنهم أصحاب القرية الذين خرجوا من ديارهم حذر الموت فأماتهم الله ، وهو قول ابن زيد ، وذكره الطبري في تفسيره وحكاه عنه ابن عطية.
ورد ابن عطية هذا القول ، قائلا : «وقول ابن زيد لا يلائم الترجمة، لأن الإشارة بهذه على مقتضى الترجمة هي إلى المكان، وعلى نفس القول هي إلى العظام والأجساد. وهذا القول من ابن زيد مناقض لألفاظ الآية، إذ الآية إنما تضمنت قرية خاوية لا أنيس فيها. والإشارة بهذه إنما هي إلى القرية، وإحياؤها إنما هو بالعمارة ووجود البناء والسكان»
الثالث : بيت المقدس ، وهو قول وهب بن منبه وقتادة والضحاك وعكرمة والربيع ، وذكره ابن عطية في تفسيره ، وذكر ابن كثير أنه القول المشهور ، قال : " فالمشهور أنّها بيت المقدس مرّ عليها بعد تخريب بختنصّر لها وقتل أهلها ".

معنى { خاوية } : ج ع ك
خالية ، قول الزجاج ، وذكر نحوه ابن عطية وابن كثير.

معنى { عروشها } :
القول الأول : العروش هي الخيام وهي بيوت الأعراب ، وهو قول أبي عبيدة كما نقله عنه الزجاج.
القول الثاني : العريش سقف البيت وكل ما يهيأ لظل ،ومنه عريش الدالية والثمار، ومنه قوله تعالى: {وممّا يعرشون}[النحل: 68] ، قال بذلك ابن عطية.
[ قلت : والأول يدخل في معنى الثاني؛ فالثاني أعم ، والله أعلم ]

المقصود بكون القرية خاوية على عروشها :
ورد في ذلك قولان :
الأول : أنها خالية من الناس ، والأسقف ساقطة ، وهو قول السدي ، ذكره ابن عطية عن السدي ، وأشار إليه ابن كثير والزجاج.
قال السدي: «يقول هي ساقطة على سقفها أي سقطت السقف ثم سقطت الحيطان عليها»
الثاني : أنها خالية من الناس على البيوت ، والبيوت قائمة كما هي ، ذكره ابن عطية ، والزجاج.
قال الزجاج : " ويقال خوت الدار والمدينة تخوي خواء - ممدود - إذا خلت من أهلها "
الراجح :
نقل ابن عطية - بعد إيراد هذه الأقوال - عن الطبري قوله : " والأول أفصح "


معنى الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } :
من أين يحيي هذه اللّه بعد موته ، قال بذلك الزجاج ، وقال نحوه ابن عطية.



الغرض من الاستفهام في قوله : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها }
على قولين :
الأول : الاعتبار بما آل إليه حال القرية والتلهف لإعادة إعمارها ، وهو الأصح ، كما ذكر ابن عطية وأشار لنحو هذا القول الزجاج وابن كثير.
الثاني : الشك والإنكار ، حكاه ابن عطية عن الطبري ورده.

المقصود من موت القرية
1: موت أهلها.
2: أنها خالية هجرها أهلها ، وبيوتها مدمرة.
[قلت: ولا يبعد أن يكون المقصود جميع ما سبق ].
قال ابن عطية في تفسيره : روي في قصص هذه الآية أن بني إسرائيل لما أحدثوا الأحداث بعث الله عليهم بخت نصر البابلي فقتلهم وجلاهم من بيت المقدس فخربه .. "

المقصود من إحياء القرية :
1: إعمار بيوتها.
2: عودة أهلها إليها.
وكان ذلك على رأس مائة سنة من موت عزير وقبل بعثه.
وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما.

معنى : { فأماته الله }
قال ابن عطية : " وظاهر هذه الإماتة أنها إخراج الروح من الجسد ".

السن الذي مات فيه المار على القرية
أربعون سنة ، ذكر ذلك ابن كثير وحكاه ابن عطية عن عكرمة والأعمش.

معنى { بعثه }
- أحياه ، ذكر ذلك الزجاج وابن عطية.
- وأورد ابن كثير وابن عطية في تفسيريهما رواية بأن الله أحيا له عينيه فقط يرى بهما كيف تحيا القرية ، حتى إذا اكتملت المائة سنة أحيا جميع جسده ، ورد ذلك ابن عطية لمخالفته لظاهر ألفاظ الآية.

الغرض من الاستفهام في قوله : { كم لبثت }
التقرير ، ذكر ذلك ابن عطية.

سبب تحديد مدة لبثه بيوم أو بعض يوم
قال ابن جريج وقتادة والربيع: " أماته الله غدوة يوم ثم بعث قبل الغروب، فظن هذا اليوم واحدا فقال لبثت يوماً ثم رأى بقية من الشمس فخشي أن يكون كاذبا فقال: أو بعض ... " ، ذكر هذا القول ابن عطية في تفسيره ، وأشار إليه الزجاج وابن كثير.

تحديد نوع الطعام والشراب الذي كان معه
- تين وعنب وعصير ، وهذا ملخص ما ذكره ابن عطية وابن كثير.
وذكر ابن عطية خلافًا في نوع الشراب الذي معه على ثلاثة أقوال : خمر ، وعصير وماء.
[ وهذا مما لا طائل تحته ، والروايات فيه من الإسرائيليات ]

معنى {يتسنه}
معنى يتسنه : يتغير ، والخلاف في سبب التغيير بحسب الخلاف في اشتقاق الفعل على أربعة أقوال :
الأول : من قال أنه مشتق من " السنة " بمعنى العام ، فمعناه : تغيره السنون ، وهو اختيار الزجاج ، وذكره ابن عطية.
الثاني : أنه من " السنة " بمعنى القحط والجدب ، ذكره ابن عطية.
الثالث : أنه من أسن الطعام يأسن أي يتغير ، ذكره الزجاج وابن عطية.
قال ابن عطية : ورد النحاة على هذا القول، لأنه لو كان من أسن الماء لجاء لم يتأسن "
الرابع : أنه من يتسنن ، فهو مثل : " حمإ مسنون " ، ورده الزجاج ، لأن مسنون معناها مصبوب على سنة الطريق.
وذكر ابن كثير معنى الفعل مجملا فقال : " وذلك: أنّه كان معه فيما ذكر عنبٌ وتينٌ وعصيرٌ فوجده كما فقده لم يتغيّر منه شيءٌ، لا العصير استحال ولا التّين حمض ولا أنتن ولا العنب تعفّن "

متعلق النظر في قوله : { وانظر إلى حمارك }
القول الأول : انظر كيف يحييه الله ، قال بذلك وهب بن منبه ، وذكره ابن عطية ، وهو اختيار ابن كثير.
القول الثاني : انظر إلى حمارك في مربطه لم يصبه شيء بعد مائة سنة ، وروي ذلك عن وهب بن منبه أيضا ، كما نقله عنه ابن عطية.

معنى جعل المار على القرية آية للناس
القول الأول : أنه بعث على حالته يوم مات ابن أربعين سنة ، فوجد أبناءه وأحفاده شيوخًا ، قال بذلك عكرمة والأعمش ، وذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الثاني : أنه بُعث وقد مات كل من يعرف ، فكان آية لمن كان حيًا وقد كانوا موقنين بحاله سماعًا ، ذكر ذلك ابن عطية.
وقال ابن عطية : «وفي إماتته هذه المدة، ثم إحيائه أعظم آية، وأمره كله آية للناس غابر الدهر، لا يحتاج إلى تخصيص بعض ذلك دون بعض»

صاحب العظام التي أمر بالنظر إليها
القول الأول : أنها عظام نفسه ، ذكر ذلك ابن عطية ، وحكاه عن الطبري ، وهذا على القول بأن المار على القرية شك في قدرة الله على إحيائها ، فأراه الله الإحياء في نفسه.
القول الثاني : أنها عظام الحمار ، ذكر ذلك ابن عطية ورجحه ، وهو اختيار ابن كثير.

معنى { نُنشزها }
اختُلف في معناها بحسب الخلاف في القراءات :
الأول : على قراءتها بضم النون والزاي :
- لغة : ما ارتفع عن الأرض.
- المراد بها على قولين :
1: ارتفاع العظام بعضها إلى بعض للإحياء ، ذكره ابن عطية ، وهو اختيار الزجاج وابن كثير.
ونقل ابن كثير قول السدي : «تفرّقت عظام حماره حوله يمينًا ويسارًا فنظر إليها وهي تلوح من بياضها فبعث اللّه ريحًا فجمعتها من كلّ موضعٍ من تلك المحلّة، ثمّ ركب كلّ عظمٍ في موضعه حتّى صار حمارًا قائمًا .... ".
2: ننبتها : واختاره ابن عطية ورد القول الأول قائلا :
«ويقلق عندي أن يكون معنى النشوز رفع العظام بعضها إلى بعض، وإنما النشوز الارتفاع قليلا قليلا، فكأنه وقف على نبات العظام الرفات وخروج ما يوجد منها عند الاختراع»
وحكى هذا القول عن النقاش ، وحمل معنى النشوز في قوله تعالى : { وإذا قيل انشزوا فانشزوا } على هذا المعنى ، قال ابن عطية : " وقوله تعالى: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا}[المجادلة: 11] ؛ أي فارتفعوا شيئا شيئا كنشوز الناب. فبذلك تكون التوسعة، فكأن النشوز ضرب من الارتفاع. ويبعد في الاستعمال أن يقال لمن ارتفع في حائط أو غرفة: نشز".
الثاني : نُنشرها : بضم النون الأولى والراء :
فمعناها أحياها ، ومنه قول الله تعالى :{ ثم إذا شاء أنشره } ، وهذا حاصل قول الزجاج وابن عطية وابن كثير.
الثالث : نَنشرها : بفتح النون الأولى والراء :
وأورد ابن عطية احتمالين في معناها :
1: أن تكون بمعنى الإحياء ، مثل نُنشرها بضم النون.
2: أنها بمعنى ضد الطي ، قال : " كأن الموت طيّ للعظام والأعضاء، وكأن الإحياء وجمع بعضها إلى بعض نشر".

معنى : { نكسوها } :
الكسوة : ما وارى من الثياب ، ذكره ابن عطية.

المقصود بكسوة العظام باللحم
:
شبه اللحم بالثياب في تغطيتها للعظام ، وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

واستشهد ابن عطية بقول النابغة عن الإسلام :
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي .......حتى اكتسيت من الإسلام سربالا

متعلق البيان في قوله : { فلما تبين له }
كيفية إحياء الموتى ، ذكره الزجاج.

القائل في قوله { قال أعلم }
القول الأول : المار على القرية ، وهذا على قراءة : " أعلم " بهمزة قطع ، وأحد القولين على قراءة : " اعلم " بهمزة وصل. قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.
- ويكون المخاطب في قوله : " اعلم " بهمزة وصل ، أنه يخاطب نفسه فيقول : " اعلم أيها الإنسان أن اللّه على كل شيء قدير " قال بذلك الزجاج ، وابن عطية ، واستشهد ابن عطية بقول الأعشى : " ودٍّع هريرة إن الركب مرتحل .."
القول الثاني : ملك من الملائكة ، وهذا على قراءة : " اعلم " بهمزة وصل ، قال بذلك ابن عطية ، وأشار إليه ابن كثير بقوله : " أنه أمرٌ له بالعلم ".
- ويكون المخاطب بالأمر : المار على القرية.

معنى قوله : { أعلم أن الله على كل شيء قدير }
أنه علم ذلك مشاهدةً ، بعد أن علمه غيبًا ، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج ، وابن كثير.


المسائل اللغوية
:
معنى حرف العطف في قوله : { أو كالذي مر }
اختُلف في ذلك باختلاف القراءات :
1: من قرأها : { أو } بسكون الواو ، فهو بمعنى حرف العطف : { أو }
2: من قرأها : { أوَ } بفتح الواو ، فهو بمعنى حرف العطف : { و } ، والألف للتقرير.
ذكر هذا الخلاف ابن عطية في تفسيره.

اشتقاق خاوية
1: خوت الدار والمدينة تخوي خواء - ممدود - إذا خلت من أهلها، ويقال فيها: " خويت " ، ذكره الزجاج وابن عطية.
2: خوي ويخوى خوى. ذكره الزجاج.
قال الزجاج : الأول في هذا أجود.

اشتقاق { يتسنه }
الأول : من قال أنه مشتق من " السنة " بمعنى العام ، وهو اختيار الزجاج ، وذكره ابن عطية.
- قال الزجاج : " فمن قال في السنة سانهت فالهاء من أصل الكلمة ، ومن قال في السّنة سانيت فالهاء زيدت لبيان الحركة ".

الثاني : أنه من " السنة " بمعنى القحط والجدب ، ذكره ابن عطية.
الثالث : أنه من أسن الطعام يأسن أي يتغير ، ذكره الزجاج وابن عطية.
قال ابن عطية : ورد النحاة على هذا القول، لأنه لو كان من أسن الماء لجاء لم يتأسن "
الرابع : أنه من يتسنن ، فهو مثل : " حمإ مسنون ".
قال الزجاج : " أبدل من النون ياء كما قال:
تقضي البازي إذا البازي كسر
يريد تقضض ".

، ورده الزجاج ، لأن مسنون معناها مصبوب على سنة الطريق.

اشتقاق " العام "
نقل ابن عطية عن النقاش قوله :«العام مصدر كالعوم سمي به هذا القدر من الزمان لأنها عومة من الشمس في الفلك، والعوم كالسبح»، وقال تعالى: {وكلٌّ في فلكٍ يسبحون}[الأنبياء: 33].
قال ابن عطية: «هذا معنى كلام النقاش. والعام على هذا كالقول والقال.



إعراب كم
في موضع نصب على الظرف ، ذكر ذلك ابن عطية.







تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)}


مسائل القراءات

القراءات في : { فصرهن } ج ع
القراءات في : { جزءًا } ع



المسائل التفسيرية

مقصد الآية ج
معنى الاستفهام في قوله : " كيف تحيي الموتى " ج ع
الغرض من الاستفهام في قوله : " كيف تحيي الموتى " ج ع
سبب سؤال إبراهيم : " كيف تحيي الموتى " ج ع ك
الغرض من الاستفهام في قوله : { أولم تؤمن } ع
معنى الإيمان في قوله : { أولم تؤمن } ع
معنى " ليطمئن " ع
المقصود باطمئنان قلب إبراهيم - عليه السلام - ج ع
● المقصود بالطير التى أخذها إبراهيم - عليه السلام - ج ع
معنى { فصرهن } ج ع ك
● مرجع الضمير في قوله : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا }ع ك
● معنى العموم في قوله { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا } ج ع ك
عدد الجبال التي وزع عليها الطير ع ك
● معنى { ادعهن } ع
فائدة إتيان الطير إبراهيم - عليه السلام - سعيًا ع ك

● مناسبة ختم الآية بقوله : { واعلم أن الله عزيز حكيم } ج ع ك
مناسبة الآية لما بعدها ج


المسائل اللغوية :

العامل في قوله : { إذْ } ج ع
إعراب " إذ " ج
إعراب كيف في قوله " كيف تحيي الموتى " ج
أصل " أرني " ج
● إفادة السؤال بـ " كيف " معنى الإقرار بوجود المسئول عنه ع

● الأقوال في كون " صرهن " من الألفاظ المعربة ع
● متعلق الجار والمجرور { إليك } ع
فائدة تعدية الفعل " صر " بحرف الجر " إلى " ج ع





التلخيص :

مسائل القراءات
القراءات في : { فصرهن } ج ع
1:فصُرْهن : بضم الصاد وسكون الراء ، وهي قراءة ابن كثير وابن عامر وأبي عمرو وعاصم ونافع والكسائي. ذكرها ابن عطية وأشار إليها الزجاج.
2: فصِرْهن : بكسر الصاد وسكون الراء ، وهي قراءة حمزة. ذكره ابن عطية ، وأشار إليها الزجاج.
3: فصُرَّهن : بضم الصاد وشد الراء المفتوحة ، ذكره
ابن عطية ، ونقل عن ابن جني نسبة هذه القراءة لعكرمة.
4: فصِرَّهن : بكسر الصاد وشد الراء المفتوحة ، ذكره ابن عطية ، ونقل عن ابن جني قوله : وهي قراءة غريبة.
5: فصَرِّهن : نقلها المهدوي عن عكرمة ، وذكر ذلك ابن عطية في تفسيره.

القراءات في : { جزءًا } ع
1: جزءًا : بالهمز ، وهي قراءة الجمهور.
2: جزّا : بتشديد الزاي وهي قراءة أبو جعفر ، قال ابن عطية :
" وهي لغة في الوقف فأجرى أبو جعفر الوصل مجراه ".


المسائل التفسيرية
مقصد الآية ج
ذكر الزجاج أن هذه الآية والآيات قبلها كانت لإقامة الأدلة على توحيد الله - عز وجل - والبينات التي آتاها رسله ، وذلك تقدمة لبيان الأمر بجهاد الكفار.
معنى : " كيف تحيي الموتى " ج ع
- هو سؤال عن هيئة إحياء الموتى ، قاله ابن عطية وقال نحوه الزجاج.

اختلف المفسرون في سبب ذلك على عدة أقوال :
القول الأول : أنه رأى دابة قد تقسمتها السباع والطير ؛ فسأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى مع تفرقها في بطون السباع والطير ، وذلك ليرى بعين المشاهدة بعد أن كان يؤمن به غيبًا ، رواه ابن جرير الطبري عن قتادة والضحاك وابن جريج وابن زيد على خلاف في نوع الدابة التي تقسمتها السباع، وذكر نحوه ابن عطية.
قال قتادة: «إن إبراهيم رأى دابة قد توزعتها السباع فعجب وسأل هذا السؤال» ذكره ابن عطية ، ونقل نحوه عن الضحاك وفيه " وقد كان – عليه السلام – عالمًا أن الله قادر على إحياء الموتى ".
القول الثاني : أن السبب هو المناظرة التي جرت بينه وبين النمرود وزعمه أنه يحيي ويميت ،رواه ابن جرير عن محمد ابن إسحاق ، وذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيرهما.
القول الثالث: الشك في قدرة الله – عز وجل – على إحياء الموتى ، رواه ابن جرير عن ابن عباس وعطاء بن أبي رباح وذكره ابن عطية في تفسيره.

القول الرابع: أنه أراد أن يطمئن لصحة الخلة ، رواه ابن جرير عن السدي وسعيد بن جبير ، وذكره ابن عطية عنهم.

ورجح ابن جرير القول الثالث واستدل بـ :
-
عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «نحن أحقّ بالشّكّ من إبراهيم، إذ قال: ربّ أرني كيف تحيى الموتى؟ قال: أو لم تؤمن. قال: بلى، ولكن ليطمئنّ قلبي»رواه البخاري ومسلم ، وذكره ابن كثير في تفسيره. **
- عن سعيد بن المسيّب قال: «اتّعد عبد اللّه بن عبّاسٍ وعبد اللّه بن عمرو بن العاص أن يجتمعا. قال: ونحن شببةٌ، فقال أحدهما لصاحبه: أيّ آيةٍ في كتاب اللّه أرجى لهذه الأمّة؟ فقال عبد اللّه بن عمرو: قول الله تعالى:{ياعبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إنّ اللّه يغفر الذّنوب جميعًا} الآية [الزّمر:53]. فقال ابن عبّاسٍ: أمّا إن كنت تقول: إنّها، وإنّ أرجى منها لهذه الأمّة قول إبراهيم: {ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي}». رواهُ ابن جرير.

ورجح ابن عطية القول الأول ، ورد على القول الثالث بعدة ردود منها :
1: وجّه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " نحنُ أحق بالشك من إبراهيم " قال أن معناه: لو كان شك لكنا أحق بالشك منه ؛ ففي العبارة نفي الشك عنه لا إثباته.
2: أن معنى قول ابن عباس أن هذه الآية أرجى آية ؛ فمن وجهين :
الأول : من حيث الإدلال على الله تعالى وسؤال الإحياء في الدنيا.

الثاني : لقوله : " أولم تؤمن " ، أي أن الإيمان لا يحتاج إلا بحث وتنقير ، وأنه لا يتبعض ولا يزيد ، وهذا على قول ابن عطية وهو مخالف لعقيد أهل السنة والجماعة.
3: أن السؤال بكيف يفيد وجود المسئول عنه وإيمان السائل بوجوده ، وإلا ما سأل عن هيئته.

وبالرجوع لتفسير الطبري وُجد أنه نقل القول بالشك عن ابن زيد ، ثم رجح أن يكون ذلك خاطرًا عرض لإبراهيم عليه السلام ألقاه الشيطان في قلبه لما رأى الدابة تأكلها السباع ؛ فأراد أن يتخلص من ذلك الخاطر بسؤال ربه رؤية كيفية إحياء الموتى.
وقد أورد ابن كثير أثر ابن عباس : " نحن أحق بالشك .. " من رواية أخرى عند ابن أبي حاتم والحاكم في المستدرك ، قال :
-فقال ابن عبّاسٍ: لكنّ أنا أقول: قول اللّه:{وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى}فرضي من إبراهيم قوله: {بلى} قال: فهذا لما يعترض في النّفوس ويوسوس به الشّيطان» ، ونقل عن الحاكم قوله : صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.
وعليه يظهر – والله أعلم – أن الخلاف في المسألة لفظي ، وأن ابن عطية حمل معنى الشك على أنه التوقف بين أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر ، بينما حمله ابن جرير وابن كثير على أنها الوساوس التي تعترض النفوس.
ويؤيد ذلك تعليق ابن عطية على قول عطاء بن أبي رباح : «دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس "
قال :" فمعناه من حب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به، ولهذا قال النبي عليه السلام: «ليس الخبر كالمعاينة» " ، وبهذا
تتلخص المسألة في قولين :
الأول : الارتقاء إلى مرتبة عين اليقين برؤية كيفية إحياء الموتى.
الثاني : الاطمئنان لصحة الخلة.
والراجح منهما القول الأول.


الغرض من الاستفهام في قوله : { أولم تؤمن } ع
التقرير ، ذكره ابن عطية.

معنى الإيمان في قوله : { أولم تؤمن } ع
قال ابن عطية : أي إيمانًا مطلقًا يدخل فيه فصل إحياء الموتى ، وذكر أن الإيمان لا يحتاج إلى بحث وتنقير.

معنى " ليطمئن " ع
الطمأنينة لغة : اعتدال ثم سكون على هذا الاعتدال.
المقصود باطمئنان قلب إبراهيم - عليه السلام - ج ع
القول الأول :أن يسكن فكره في صورة الإحياء وكيفيته ، قاله ابن عطية والزجاج.
القول الثاني: أن يوقن ، وراه ابن جرير عن سعيد ابن جبير ، وذكره ابن عطية.
القول الثالث: ليزداد يقينًا ، رواه ابن جرير عن سعيد بن جبير وقتادة والضحاك والربيع ، وبنحوه قال مجاهد : لأزداد إيمانًا مع إيماني.
القول الرابع : ليطمئن قلبه في الخلة ، رواه بن جرير عن ابن عباس والسدي وابن زيد وسعيد بن جبير وذكره ابن عطية في تفسيره.
رد ابن عطية القول الثالث معللا بـ :
1: أن اليقين لا يتبعض.

2: لا معنى للزيادة هنا إلا السكون. عن الفكر.
[ وما قاله ابن عطية مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة بأن الإيمان يتبعض ، وأنه يزيد وينقص ].
والأقوال الثلاثة الأولى ترجع إلى معنى واحد وهو ليوقن أو ليزداد إيمانًا ويقينًا ، وهو الراجح في المسألة.





المقصود بالطير التى أخذها إبراهيم - عليه السلام - ج ع
اختُلف في ذلك على عدة أقوال :
1:الديك، والطاووس، والحمام، والغراب، ذكر ذلك ابن إسحاق عن بعض أهل العلم الأول، وقاله مجاهد وابن جريج وابن زيد ، ذكره ابن عطية ، وحكاه ابن كثير عن مجاهد أيضًا ، وعكرمة.

2: الديك والطاووس والحمام والكركي ، قاله ابن عباس ، ذكره ابن عطية.
3: هي الغرنوق، والطّاوس، والدّيك، والحمامة، قاله ابن عباس ، وذكره ابن كثير.
4: أنّه أخذ وزًّا، ورألًا-وهو فرخ النعام -وديكا، وطاووسًا، قاله ابن عباس وذكره ابن كثير.
قال ابن كثير : " اختلف المفسّرون في هذه الأربعة: ما هي؟ وإن كان لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك متّهم لنصّ عليه القرآن "



معنى { فصرهن } ج ع ك
اختُلف في ذلك على عدة أقوال :
أ: على قراءة " صرهن " بكسر أو ضم الصاد :
1: أجمعهن إليك ، قاله ابن زيد ، وروي عن عطاء بن أبي رباح بلفظ اضممهن ، وعن ابن عباس بلفظ أوثقهن ، حكاه ابن عطية عنهم ، وذكره الزجاج وابن كثير.
واستشهد الزجاج وابن عطية بقول الشاعر :
وجاءت خلعة دهس صفايا... يصور عنوقها أحوى زنيم
قال الزجاج : " المعنى: أن هذه الغنم يعطف عنوقها هذا الكبش الأحوى "

2: قطعهن : قاله ابن عباس ، ومجاهد وعكرمة ، وقال نحوه قتادة بلفظ " فصلهن " ، حكاه ابن عطية عنهم ، وحكاه ابن كثير عن ابن عبّاسٍ، وعكرمةأيضًا ، وأضاف سعيد بن جبيرٍ، وأبا مالكٍ، وأبا الأسود الدّؤليّ، ووهب بن منبّهٍ، والحسن، والسّدّيّ، وغيرهم.
واستشهد ابن عطية بـ :
1: قول رؤبة :
صرنا به الحكم وعنّا الحكما ....... ... ... ... ...
2: قول الخنساء
فلو يلاقي الذي لاقيته حضن ....... لظلّت الشّمّ منه وهي تنصار
ب: على قراءة " صَرّهن " بفتح الصاد وشد الراء:
- احبسهن ، ذكر ذلك ابن عطية.

مرجع الضمير في قوله : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا }ع ك

1: الطير ، وهو المعنى الأقرب.
2: الجبال.


معنى العموم في قوله : { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا } : ع ك :
اختُلف في ذلك على عدة أقوال :

1: على كل ربع من أرباع الدنيا ، رواه حمزة عن ابن عباس ، كما ذكر ذلك ابن عطية.
2: الجبال التي طارت إليها السباع التي أكلت الدابة ونظر إليها ، قاله ابن جريج والسدي واستبعده ابن عطية.
3: الجبال المحيطة به ، قاله مجاهد ، كما حكاه عنه ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير

عدد الجبال التي وزع عليها الطير ع ك

اختُلف في ذلك على عدة أقوال :

1: أربعة جبال ، قاله قتادة والربيع ، وذكره ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير.
2: سبعة جبال ، قاله ابن جريج والسدي ، وذكره ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير.
3: غير محددة بعدد ، قاله مجاهد ، وذكره ابن عطية.
معنى { ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا } ج ع ك
قال الزجاج : " المعنى:اجعل على كل جبل من كل واحد منهن جزءا ". ، وقال بنحوه ابن عطية وابن كثير.
معنى { ادعهن } ع

تعالين بإذن الله ، قاله ابن عطية.
فائدة إتيان الطير إبراهيم - عليه السلام - سعيًا ع ك
ليكون أبلغ له في الرؤية التي سألها ، فالسعي مشية المجدّ الراغب فيما يمشي إليه، فكان من المبالغة أن رأى إبراهيم جدها في قصده وإجابة دعوته. ولو جاءته مشيا لزالت هذه القرينة، ولو جاءت طيرانا لكان ذلك على عرف أمرها، فهذا أغرب منه ، وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير وابن عطية.

كيفية إحياء الطير أمام إبراهيم عليه السلام :
قال ابن عبّاسٍ: «وأخذ رؤوسهنّ بيده، ثمّ أمره اللّه عزّ وجلّ، أن يدعوهنّ، فدعاهنّ كما أمره اللّه عزّ وجلّ، فجعل ينظر إلى الرّيش يطير إلى الرّيش، والدّم إلى الدّم، واللّحم إلى اللّحم، والأجزاء من كلّ طائرٍ يتّصل بعضها إلى بعضٍ، حتّى قام كلّ طائرٍ على حدته، وأتينه يمشين سعيًا ليكون أبلغ له في الرّؤية الّتي سألها، وجعل كلّ طائرٍ يجيء ليأخذ رأسه الّذي في يد إبراهيم، عليه السّلام، فإذا قدّم له غير رأسه يأباه، فإذا قدّم إليه رأسه تركب مع بقيّة جثّته بحول اللّه وقوّته؛ ولهذا قال: {واعلم أنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ}أي: عزيزٌ لا يغلبه شيءٌ، ولا يمتنع منه شيءٌ، وما شاء كان بلا ممانعٍ لأنّه العظيم القاهر لكلّ شيءٍ، حكيمٌ في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره».ذكره ابن كثير في تفسيره ، وذكر نحوه ابن عطية دون نسبته إلى ابن عباس رضي الله عنهما.

مناسبة ختم الآية بقوله : { واعلم أن الله عزيز حكيم } ج ع ك
لأن اسم الله العزيز يتضمن معنى قدرته على كل شيء ، والحكمة بها إتقان كل شيء ، ولا يفعل إلا ما فيه الحكمة ، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.


المسائل اللغوية :

العامل في قوله : { إذْ } ج ع

فعل مضمر تقديره " اذكر " ، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.

إعراب " إذ " ج
في محل نصب مفعول فعل مضمر تقديره " اذكر " ، ذكره الزجاج.
إعراب كيف في قوله " كيف تحيي الموتى " ج

قال الزجاج : " وموضع كيف نصب بقوله : " تحيي الموتى ".

أصل " أرني " ج

أصلها " أرإني " ، قال الزجاج :ولكن المجمع عليه في كلام العرب والقراءة طرح الهمزة.
إفادة السؤال بـ " كيف " معنى الإقرار بوجود المسئول عنه ع

- قرر ابن عطية أن السؤال بكيف إنما هو سؤال عن الحال والهيئة ، وهذا يتضمن الإقرار بوجود المسئول عنه.
-
وذكر أن السؤال يحتمل أن يخرج على معنى التشكيك
قال : " مثال ذلك أن يقول مدع: أنا أرفع هذا الجبل، فيقول له المكذب: أرني كيف ترفعه؟ "


الأقوال في كون " صرهن " من الألفاظ المعربة ع

1: أنها لفظة نبطية ، قاله ابن عباس والضحاك، وحكى ذلك عنهم ابن عطية.
2: أنها لفظة سريانية ، قاله أبو الأسود الدؤلي ، وحكى عنه ذلك ابن عطية.
[ والراجح أنه لا يوجد ألفاظ معربة في القرآن ، قال بذلك الشافعي وجمهور أهل العلم ، والله أعلم بنسبة هذه الأقوال لابن عباس وغيره ]
متعلق الجار والمجرور { إليك } ع

1: على القول بأن " صرهن " بمعنى التقطيع ، فالجار والمجرور متعلق بـ " خذ "
2: على القول بأن " صرهن " بمعنى الضم ، فالجار والمجرور متعلق بصرهن.

فائدة تعدية الفعل " صر " بحرف الجر " إلى " ج ع

على القول بأن معنى : " صرهن " قطعهن ، فإن التعدية بإليك أفادت معها الضم ، وهذا حاصل ما استفدته من كلام الزجاج وابن عطية.










المسائل العقدية :
1: إثبات قدرة الله على إحياء الموتى :
وهذا متقرر من قوله تعالى : { إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت } ، والمثال الذي ضربه الله – عز وجل – في قصة عزير وإحياء القرية ، وإحياء الطير أمام إبراهيم عليه السلام.

2: الإيمان يزيد وينقص :
وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة.
الدليل :
- حديث أبي هريرة : " نحنُ أحق بالشك من إبراهيم " رواهُ البخاري ومسلم.
-
قول ابن عباس
لكنّ أنا أقول: قول اللّه:{وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى}فرضي من إبراهيم قوله: {بلى} قال: فهذا لما يعترض في النّفوس ويوسوس به الشّيطان» رواه ابن أبي حاتم ، والحاكم في مستدركه.
وقد رد ابن عطية قول ابن جرير بأن معنى : " ليطمئن قلبي " ليزداد إيمانًا ، قائلا :
«
ولا زيادة في هذا المعنى تمكن إلا السكون عن الفكر، وإلا فاليقين لا يتبعض»

وهذا مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة والله أعلم.

والحمدُ لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لم, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir