دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 ذو الحجة 1442هـ/13-07-2021م, 07:23 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس القسم الأول من مقرر أصول التفسير البياني

اختر تطبيقين من كلّ درس وأدّها:

تطبيقات الدرس الثاني:
1:معنى النحر في قول الله تعالى: {فصلّ لربّك وانحر}
* ورد في معنى النحر لغة معنيان صحيحان:
- المعنى الأول: النحر بمعنى الذبح.
- المعنى الثاني: أول الشيء.

* فأما المعنى الأول وهو النحر بمعنى الطعن في المنحر أو الذبح.
- فمنه قولهم:
نحر البعير، أي: أصاب نحره، والمنحر موضع النحر، والنحر موضع القلادة، وهو الصدر.
- ومنه أيضا تناحر الناس ويراد به التعبير عن شدة القتال، ويراد به أيضا في سياقات أخرى شدة الحرص على الشيء، مثل: تناحرَ السفهاء على الدنيا.
- ويوم النحر: عاشر ذي الحجة يوم الأضحى لأن البدن تنحر فيه.

* أما المعنى الثاني: أول الشيء.
- فيقال: نحر النهار: أوله، وجاء في الحديث:
(أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر الظهيرة..)، ونحور الشهور: أوائلها.
- ولعل هذا القول مأخوذ من معنى النحر وهو الصدر، فصدر النهار هو أوله، ويُعبر عن أعلى مقدم كل شيء وأوله بالصدر، قال الفيروزآبادي:
(الصدر: الجارحة. ثم استعير لمقدمّ الشيء). ا.هــ

* ومعنى (النحر) في قول الله تعالى: (فصل لربك وانحر): ورد فيه أقوال:
- القول الأول: انحر البدن.

- قاله ابن عباس وعطاء ومجاهد وعكرمة والحسن، وقتادة ومحمد بن كب القرظي والضحاك والربيع، وعطاء الخراساني وغيرهم. رواه ابن جرير، وقاله الفراء، والزجاج، وابن كثير.

- القول الثاني:وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى تحت النّحر.
- مروي عن علي بن أبي طالب، وعن الشعبي مثله، رواه ابن جرير، وقال ابن كثير أنه لا يصح.
- وقال الزجاج: (
اجعل يمينك على شمالك إذا وقفت في الصلاة، وضمهما إلى صدرك.) ا.هــ.

- القول الثالث: ارفع اليدين عند افتتاح الصلاة ( عند النحر).
- مروي عن أبي جعفر الباقر.

- القول الرابع: استقبل القبلة بنحرك.
- وهذا تأول من بعض أهل العربية كما قال ابن جرير.
- وهذا القول رواه أبو منصور الأزهري، وابن جرير، وذكرا ما أنشده بعض بني أسد:
أبا حَكَمٍ هَلْ أنْتَ عَمُّ مُجَالِدٍ ... وَسَيِّدُ أهْلِ الأبْطَحِ المُتَنَاحِرِ
أي: ينحر بعضهم بعضا.

- فالقول الأول هو الذي عليه المفسرون، وما سواه فلا يعول عليه وإن كان له تعلق بالمعنى اللغوي ويدور حوله، لكنه لا يناسب السياق، ورجح ابن جرير الأول، والمعنى: اجعل صلاتك كلها خالصة لله،
وكذلك نحرك اجعله خالصا لله وحده- وكان العرب يذبحون للأصنام والأوثان-، وحجة ابن جرير أن الله عز وجل أكرم النبي صلى الله عليه وسلم بالكوثر وبنعم وعطايا تستوجب الشكر، ولا أبلغ من الإخلاص في عبادة الله شكرا له عز وجل.

المراجع:
- معاني القرآن للفراء (ت:207 هـ)
- تفسير ابن جرير (ت:310 هـ)
- معاني القرآن للزجاج (ت: 311 هــ)
- تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (ت:370 هــ)
- لسان العرب لابن منظور (ت:711 هــ)
- تفسير ابن كثير (ت:774 هــ)
- بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي (ت:817 هــ)

2: معنى العصر في قول الله تعالى: {والعصر* إن الإنسان لفي خسر}
* ورد في معنى العصر لغة، ثلاثة معانٍ صحيحة:
- المعنى الأول فهو: دهر وحين.
- والمعنى الثاني: ضغط الشيء حتى يتحلب.
- والمعنى الثالث: تعلق بشي وامتساك به.

* فأما المعنى الأول: فقد ورد عند العرب وله شواهد، قال امرؤ القيس:
أَلَا انْعِمْ صَبَاحًا أَيُّهَا الطَّلَلُ الْبَالِي ... وَهَلْ يَنْعِمَنْ مَنْ كَانَ فِي الْعُصُرِ الْخَالِي
- والعُصُرُ كالعَصرِ، بمعنى الدهر.

- قال الخليل: والعصران: الليل والنهار، وقال:
وَلَنْ يَلْبَثَ الْعَصْرَانِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ... إِذَا اخْتَلَفَا أَنْ يُدْرِكَا مَا تَيَمَّمَا
- وقيل هو من باب تغليب أحدهما كما يقال للشمس والقمر: القمران، ويقال لأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما- : العمران.

-قيل وصلاة العصر سميت بذلك لأنها تُعصَرُ، أي تؤخر عن الظهر، وجاء في الحديث عن فضالة بن عبد الله الليثي: (علَّمنا رسولُ اللهِ ﷺ فكان فيما علَّمنا قال: (حافِظوا على الصَّلواتِ وحافِظوا على العصرَيْنِ)
قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ وما العصرانِ؟ قال
: (صلاةٌ قبْلَ طُلوعِ الشَّمسِ وصلاةٌ قبْلَ غُروبِها)، أخرجه ابن حبان في صحيحه.* وأما المعنى الثاني: وهو من العصارة، قال ابن السكيت: تقول العرب: (لا أفعله ما دام الزيت يعصر).
وهو دال على الامتناع عن فعل الشيء أبدا.
- وقول الله تعالى:
(وأنزلنا من المعصرات) جاء في المعصرات أقوال، منها أنها: السحاب، وقيل: الرياح، فالسحاب تعتصر المطر، أو أنها تأتي بالإعصار، والرياح تعصر السحاب فينزل منه المطر.
- وقول الله تعالى:
(إني أراني أعصر خمرا)،من عصر العنب.
وهما محمولان على المعنى الثاني.

-وقول الله تعالى:
(ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)، أي يعصرون الزيت من الزيتون.
ويدل على الغيث والرخاء الذي يأتي بعد القحط والجدب.
-قال السمين الحلبي:
(وقيل: معناه ينجون من الجذب ويعتصمون بالخصب)، فيكون معنى العصر هنا-والله أعلم- محمول على المعنى الثالث، أي أنهم يأتيهم الغيث فيتمسكون بالخصب والرخاء، كأنهم يلجأون إليه بعد
ما أصابهم من الشدة والجدب)، ولكن حمله على المعنى الثاني أظهر والله تعالى أعلم.

* وأما المعنى الثالث: وهو التعلق بالشيء، يقال العصر: الملجأ، اعتصر بالمكان، أي تعلق به ولجأ إليه.
قال أبو داود:
مِسَحٍّ لَا يُوَارِي الْعَيْ ... رَ مِنْهُ عَصَرُ اللَّهْبِ
- أما المراد بالعصر في قول الله تعالى:{والعصر* إن الإنسان لفي خسر}:
قال ابن عاشور: (وللعصر معان يتعين أن يكون المراد منها لا يعدو أن يكون حالة دالة على صفة من صفات الأفعال الربانية، يتعين إما بإضافته إلى ما يقدر، أو بالقرينة، أو بالعهد، وأيا ما كان المراد منه هنا
فإن القسم به باعتبار أنه زمن يذكر بعظيم قدرة الله تعالى في خلق العالم وأحواله، وبأمور عظيمة مباركة مثل الصلاة المخصوصة أو عصر معين مبارك).
ا.هــ.
- فالعصر هنا الدهر، وتعريفه للعهد الذهني، يعني: كل عصر، واختلفت عبارات مفسري السلف وكلها داخلة تحت مسمى الدهر، فقال بعضهم:

- ساعة من ساعات النهار
- رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة به.
- ورواه ابن جرير عن علي عن أبي صالح عن معاوية عن علي عن ابن عباس به.

- العشي
- رواه ابن جرير وعبد الرزاق من طريق معمر عن الحسن به.

- واشتهر إطلاق العصر على وقت معين، وهو ما بين الظهر والمغرب، فهو وقت اصفرار الشمس إلى مبدا العشي.
قال الحارث بن حلزة
:
آنَسَتْ نَبْأةً وأفْزَعَها القَنَّ اصُ عَصْرًا وقَدْ دَنا الإمْساءُ

- قال ابن عاشور: (وفي ذلك الوقت يتهيأ الناس للانقطاع عن أعمالهم في النهار كالقيام على حقولهم وجناتهم، وتجاراتهم في أسواقهم، فيذكر بحكمة نظام المجتمع الإنساني وما ألهم الله في غريزته من دأب على عمل ونظام لابتدائه وانقطاعه. وفيه يتحفز الناس للإقبال على بيوتهم لمبيتهم والتأنس بأهليهم وأولادهم. وهو من النعمة أو من النعيم، وفيه إيماء إلى التذكير بمثل الحياة حين تدنو آجال الناس بعد مضي أطوار الشباب والاكتهال والهرم).

- وأما القسم بالدهر فذلك لاشتماله على الأعاجيب والعبر. كما قال الفراء.
-وهو كالقسم بالضحى وبالليل والنهار والفجر، حيث يحصل التغير في الكون.
والسياق يرجح هذا المعنى، فالخاسر من أفنى عمره وأضاع أيامه ولياليه فيما لا ينفعه في الدار الآخرة، فجاء القسم بالدهر تعظيما له وللدلالة على أهمية اغتنامه وإعماره بالصالحات.
المراجع:
- تفسير ابن جرير (ت:310 هــ)
- مقاييس اللغة، لابن فارس (395 هــ)
- عمدة الحفاظ، للسمين الحلبي ( ت: 756 هــ)
- بصائر ذوي التمييز، للفيروزآبادي (ت:817 هــ)
- التحرير والتنوير لابن عاشور: (ت:1393 هــ)


تطبيقات الدرس الثالث:
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
1: المحروم في قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}

- جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس المسكينُ الَّذي ترُدُّه التَّمرةُ والتَّمرتانِ والأُكلةُ والأُكلتانِ ولكنَّ المسكينَ الَّذي ليس له ما يستغني به
ولا يُعلَمُ بحاجتِه فيُتصدَّقَ عليه فذلك المحروم)
رواه ابن حبان في صحيحه على شرط البخاري.

- وقد اختلفت عبارات السلف في التعبير عن المراد بالمحروم على أقوال كما روى ابن جرير:
الأول: المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم، الذي ليس له أحد يعطف عليه أو يعطيه شيئا.
- مروي عن ابن عباس ومجاهد والضحاك وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي وأبي قلابة و نافع وعطاء.

الثاني: هو المتعفف الذي لا يسأل الناس شيئا.
- مروي عن قتادة والزهري.
الثالث: هو الذي لا سهم له في الغنيمة.
- مروي عن الحسن بن محمد وإبراهيم النخعي.

الرابع: هو الذي لا ينمى له مال.
- مروي عن عكرمة.

الخامس: هو الذي قد ذهب ثمره وزرعه.
- مروي عن ابن زيد وزيد بن أسلم.
قال ابن جرير: (والصواب من القول في ذلك عندي أنه الذي قد حُرم الرزق واحتاج، وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره، فصار ممن حرمه الله ذلك، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسألة،
ويكون بأنه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة، فلا قول في ذلك أولى بالصواب من أن تعمّ، كما قال جلّ ثناؤه:
(وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)) ا.هــ.
-قال ابن منظور:
(والمحارف: الذي لا يصيب خيرا من وجه توجه له، والمصدر الحراف. والحرف: الحرمان).
(وقيل
: المحارف، بفتح الراء، هو المحروم المحدود الذي إذا طلب فلا يرزق أو يكون لا يسعى في الكسب.) ا.هـ.

-قال الأزهري في التهذيب: (ويقال للمحروم الذي قتر عليه رزقه محارف). ا.هــ.
- وروى أيضا عن الشافعي أنه قال:
(كل من استغنى بكسبه فليس له أن يسأل الصدقة، وإذا كان لا يبلغ كسبه ما يقيمه وعياله، فهو الذي ذكره المفسرون أنه المحروم المحارف الذي يحترف بيديه،
قد حرم سهمه من الغنيمة لا يغزو مع المسلمين، فبقي محروما يعطى من الصدقة ما يسد حرمانه)
ا.هـ.

- فكل ما ذكر يرجع إلى معنى واحد وإن تنوعت العبارات.

المراجع:
- تفسير ابن جرير الطبري (ت:310 هـ)
- تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (ت:370 هـ)
- معجم لسان العرب لابن منظور: (711 هـ)


2:ناشئة الليل
- ورد في لغة العرب لفظ نشأ، وله معان:
الأول: نشأ أي ارتفع الشيء وسما.
- ويقال نشأ السحاب: ارتفع، ونشأ الليل: ارتفع، ويقال لأحداث الناس: نشأ، لأنهم ارتفعوا عن حد الصبا.
- ويقال بلغة الحبشة: نشأ، والمعنى قام من الليل. مروي عن ابن عباس، وأبي ميسرة. رواه ابن جرير.

الثاني: خلق، أنشأه الله: خلقه.
ومنه قول الله تعالى: ( وأن عليه النشأة الأخرى)، أي: البعثة.

وجاء في المراد ب(ناشئة الليل) أقوال، رواها ابن جرير عن عدد من السلف:
* القول الأول: الليل كله ناشئة، فمتى قام الرجل من الليل فهو ناشئة.
- (الليل كله ناشئة)
قاله ابن عباس، وعن ابن الزبير مثله، وبنحوه عن عكرمة والضحاك.
-
(إذا قمت الليل فهو ناشئة) مروي عن مجاهد.
-
(إذا قام الرجل من الليل فهو ناشئة الليل) مروي عن ابن أبي نجيح.

* القول الثاني: وفيه تخصيص فقيل ما بعد العشاء الآخرة هو ناشئة.
- (كل شيء بعد العشاء فهو ناشئة) وهو رواية أخرى عن مجاهد، وبمثله روي عن قتادة، وبنحوه عن أبي مجلز وأبي الرجاء.

- قال ابن جرير :
(ساعات الليل، وكل ساعة من ساعات الليل ناشئة من الليل).
- وجاء في مقاييس اللغة لابن فارس:
(ناشئة الليل: يراد بها القيام والانتصاب للصلاة).
- قال ابن عاشور:
((ناشئة): وصف من النشء وهو الحدوث. وقد جرى هذا الوصف هنا على غير موصوف، وأضيف إلى الليل إضافة على معنى في مثل (مكر الليل)، وجعل من أقوم القيل،
فعلم أن فيه قولا وقد سبقه الأمر بقيام الليل وترتيل القرآن، فتعين أن موصوفه المحذوف هو صلاة، أي: الصلاة الناشئة في الليل، فإن الصلاة تشتمل على أفعال وأقوال وهي قيام)
ا.هــ.

- وذهب ابن عاشور إلى بيان وصف الصلاة بالناشئة بتوجيه لطيف، فقال:
(ووصف الصلاة بالناشئة لأنها أنشأها المصلي فنشأت بعد هدأة الليل فأشبهت السحابة التي تتنشأ من الأفق بعد صحو،
وإذا كانت الصلاة بعد نوم فمعنى النشء فيها أقوى).
ا.هــ.

- قال: (وإيثار لفظ (ناشئة) في هذه الآية دون غيره من نحو: قيام، أو تهجد، لأجل ما يحتمله من هذه المعاني ليأخذ الناس فيه بالاجتهاد) ا.هــ.
- ولصاحب تهذيب اللغة فائدة، قال أبو منصور: (ناشئة الليل قيام الليل، مصدر جاء على فاعلة، وهو بمعنى النشء، مثل العافية بمعنى العفو. والعاقبة بمعنى العقب، والخاتمة بمعنى الختم) ا.هـ.

المراجع:
- تفسير ابن جرير الطبري (ت:310 هـ)
- تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (ت:370 هــ)
- مقاييس اللغة لابن فارس (ت: 395 هـ)
- معجم لسان العرب لابن منظور: (711 هـ)
- التحرير والتنوير لابن عاشور (ت:1393 هــ)


تطبيقات الدرس الرابع:
بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:

1: سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
قبل بيان إعراب (سبيل) لابد من الوقوف على أمرين:
* أولا القراءات الواردة في الآية:
-قال ابن مجاهد: (اختلفوا- أي:القراء- في الياء والتاء والرفع والنصب، من قوله (ولتستبين سبيل المجرمين).)ا.هـ.
- فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم (ولتستبين) بالياء (سبيل) رفعا
- وقرأ نافع (ولتستبين) بالتاء (سبيل) نصبا
- وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي ( وليستبين) بالياء (سبيل) رفعا.

* ثانيا نوع لفظة (سبيل) من حيث التأنيث والتذكير:
- لفظة السبيل محتملة للتأنيث والتذكير، ففي الحجاز تؤنث فيقولون: هذه السبيل، وعند تميم وأهل نجد تُذكّر، فيقولون: هذا السبيل.

* إعراب لفظة (سبيل) ودلالة الإعراب على معنى الآية:
أولا: رفع لفظة (سبيل):
- فإن (سبيل) تعرب فاعلا، والمعنى: ولتستبين هذه السبيل، فإذا استبانت السبيل، فقد بانت واتضحت وظهرت.
- وعلى قراءة من قراء: (وليستبين سبيلُ المجرمين)، فيكون نفس المعنى، ولفظة (سبيل) هنا على التذكير.

ثانيا: نصب لفظة (سبيل):
- فإن (سبيل) تعرب مفعولا به، والمعنى: ولتستبين أنت يا محمد سبيل المجرمين، فيتضح لك طريقهم ونهجهم.

المراجع:
- السبعة في القراءات لابن مجاهد (ت:324 هــ)
-تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري ( 370 هــ)
-المحرر الوجيز لابن عطية ( ت:546 هـ)

2: مرجع الضمير في "جعلناه" في قول الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا}

* على القاعدة فإن الضمير يعود على أقرب مذكور، فيكون مرجع هاء الضمير في (جعلناه) إلى الإيمان، لكن عبارات المفسرين كانت بين قولين: إما أنه يعود إلى القرآن، ولعل الذي رجحه السياق، أو يعود إلى القرآن والإيمان معا.

* قال أبو السعود، قال: (ولكن جعلناه) أي: الروح الذي أوحيناه إليك) ا.هـ.
* وروى ابن جرير عن محمد عن أحمد عن اسباط عن السدي عنه قال: يعني القرآن.
وبه قال مكي بن أبي طالب، وابن عطية.

* ومن المفسرين من قال أنه يرجع إلى القرآن والإيمان معا.
- قال الفراء: ( وقوله: (مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ، وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً): يعني التنزيل- القرآن-، وقال بعضهم: أراد القرآن والإيمان)، وجاز أن يقول جعلناه لاثنين لأن الفعل في كثرة أسمائه يضبطه الفعل،
ألا ترى أنك تقول : إقبالك وإدبارك يغمني، وهما اثنان فهذا من ذلك)
ا.هــ

* قال الزجاج: (ولم يقل: (جعلناهما) لأن المعنى: ( ولكن جعلنا الكتاب نورا) وهو دليل على الإيمان).

* قال ابن جرير: فوحد الهاء، وقد ذكر قبل الكتاب والإيمان، لأنه قصد به الخبر عن الكتاب.
ونقل كلام الفراء.
فائدة: قال ابن جرير: ( إقبالك وإدبارك يعجبني)، فكأنه لم يستحسن لفظة (يغمني) التي ذكرها الفراء- والله أعلم- !

* وقال أبو حيان الأندلسي: (يحتمل أن يعود إلى قوله (روحا) وإلى (الكتاب)، وإلى الإيمان)، وهو أقرب مذكور.
وقيل: يعود إلى الكتاب والإيمان معا؛ لأن مقصدهما واحد، فهو نظير:
(والله ورسوله أحق أن يرضوه)).

* واختار ابن عاشور أنه يرجع إلى القرآن، والتقدير: وجعلنا الكتاب نورا.
وله عبارة حسنة تعلل اختيار قول بعض المفسرين بأنه الكتاب والإيمان، قال ابن عاشور في معنى الآية:
(ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ثم هديناك بالكتاب ابتداء وعرفناك به الإيمان وهديت به الناس..) ا.هـ.
فالقولان بينهما تلازم لتضمن القرآن أصل الإيمان.


المراجع:
- معاني القرآن للفراء (ت: 207 هـ)
- تفسير ابن جرير الطبري (ت:310 هــ)
- معاني القرآن للزجاج (ت:311 هــ)
- تفسير مكي بن أبي طالب (ت: 437 هـ)
- تفسير ابن عطية (ت:546 هـ)
- البحر المحيط لأبي حيان (ت: 745 هـ)
- تفسير ابن عاشور: ( ت: 1393 هـ)

تطبيقات الدرس الخامس:
استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:

1:
"مُنزل" في قول الله تعالى: {وقل رب أنزلنا مُنزلا مباركاً وأنت خير المنزلين}

- يُحتمل أن يُراد به المصدر، ويُحتمل أن يراد به المكان الذي ينزل فيه، كما قيل:
أَإِن ذَكَّرَتك الدارُ مَنْزَلَها جُمْلُ ... بَكيْتَ، فدَمْعُ العَيْنِ مُنْحَدِر سَجْلُ؟
* وهما معنيان صحيحان تحتملها الصيغة الصرفية للمفردة، فعلى الأول يكون المعنى: أنزلنا إنزالا مباركا، وعلى الثاني يكون المعنى: أنزلنا مكانا مباركا.
* والمعنيان متلازمان، فالإنزال المبارك الطيب يقتضي أن يكون في مكان مبارك.

* وقرأ الجمهور بضم الميم وفتح الزاي، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بفتح الميم وبكسر الزاي.
- وقراءة الجمهور تحتمل المعنيين، أما قراءة عاصم فتعني: موضع النزول. ذكره أبو منصور الأزهري في معاني القراءات.

المراجع :
- معاني القراءات لأبي منصور الأزهري ( 370 هــ)
- تفسير أبي السعود (ت: 892 هــ)
- تفسير ابن عاشور (ت1393 هــ)


2:دلالة زيادة المبنى في قول الله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19)}

* ورد في الآية فعلان:
- (
يستكبرون) وأصله من الكبر، والاستكبار الامتناع عن قبول الحق.
- (يستحسرون) وأصله من الحسر، وهو كشف الشيء عن الشيء، ويستعمل للدلالة على التعب والكلّ، والاستحسار: التعب.

* وجاءا الفعلان: استكبر، استحسر، بزيادة الألف والسين والتاء عن الأصل، للدلالة على المبالغة في الوصف.
- وهما على وزن (استفعل)، ومن معاني ما جاء على هذا الوزن: التحول من حال إلى حال، وهو الأقرب هنا والله أعلم.

* وللعلماء توجيه جيد لاستعمال هذه الصيغة هنا:
* قال الفيروزآبادي: (والاستكبار على وجهين: أَحدهما: أَن يتحرَّى الإِنسان ويطلب أَن يكون كبيرًا، وذلك متى كان على ما يجب، وفى المكان الَّذى يجب، وفى الوقت الَّذى يجب فمحمود. والثانى: أَن يتشبَّع فيُظهر من نفسه ما ليس له) ا.هــ.
- والثاني هو المقصود في الآية، فنفى عنهم الاستكبار وهو التجرد من العبودية والخضوع والذل لله، والخروج من وصوفات المخلوق.

* قال الزمخشري: (الاستحسار مبالغة في الحسور، فكان الأبلغ في وصفهم أن ينفى عنهم أدنى الحسور). ا.هـ.
* وقال أبو السعود: (ولا يستحسرون) ولا يكلون ولا يعبون. وصيغة الاستفعال المنبئة عن المبالغة في الحسور للتنبيه على أن عباداتهم بثقلها ودوامها حقيقة بأن يستحسر منها ومع ذلك لا يستحسرون. "لا" لإفادة نفي المبالغة في الحسور مع ثبوت أصله في الجملة). ا.هــ.

قال ابن عاشور:
(لا يصدر منهم الاستحسار الذي هو التعب الشديد الذي يقتضيه عملهم العظيم، أي لا يقع منهم ما لو قام بعملهم غيرهم لاستحسر ثقل ذلك العمل، فعبر بالاستحسار هنا الذي هو الحسور القوي؛ لأنه المناسب للعمل الشديد، ونفيه من قبيل نفي المقيد بقيد خرج مخرج الغالب في أمثاله. فلا يفهم من نفي الحسور القوي أنهم قد يحسرون حسورا ضعيفا. وهذا المعنى قد يعبر عنه أهل المعاني بأن المبالغة في النفي لا في المنفي) ا.هــ.

المراجع:
- الكشاف للزمخشري (ت:583 هـ)
- لسان العرب لابن منظور (ت:711 هــ)
- بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي (817 هـ)
- تفسير أبي السعود (ت: 982 هــ)
- التحرير والتنوير لابن عاشور (ت:1393 هــ)

الحمد لله رب العالمين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 صفر 1443هـ/3-10-2021م, 09:07 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس القسم الأول من مقرر أصول التفسير البياني

اختر تطبيقين من كلّ درس وأدّها:

تطبيقات الدرس الثاني:
1:معنى النحر في قول الله تعالى: {فصلّ لربّك وانحر}
* ورد في معنى النحر لغة معنيان صحيحان:
- المعنى الأول: النحر بمعنى الذبح.
- المعنى الثاني: أول الشيء.

* فأما المعنى الأول وهو النحر بمعنى الطعن في المنحر أو الذبح.
- فمنه قولهم:
نحر البعير، أي: أصاب نحره، والمنحر موضع النحر، والنحر موضع القلادة، وهو الصدر.
- ومنه أيضا تناحر الناس ويراد به التعبير عن شدة القتال، ويراد به أيضا في سياقات أخرى شدة الحرص على الشيء، مثل: تناحرَ السفهاء على الدنيا.
- ويوم النحر: عاشر ذي الحجة يوم الأضحى لأن البدن تنحر فيه.

* أما المعنى الثاني: أول الشيء.
- فيقال: نحر النهار: أوله، وجاء في الحديث:
(أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر الظهيرة..)، ونحور الشهور: أوائلها.
- ولعل هذا القول مأخوذ من معنى النحر وهو الصدر، فصدر النهار هو أوله، ويُعبر عن أعلى مقدم كل شيء وأوله بالصدر، قال الفيروزآبادي:
(الصدر: الجارحة. ثم استعير لمقدمّ الشيء). ا.هــ

* ومعنى (النحر) في قول الله تعالى: (فصل لربك وانحر): ورد فيه أقوال:
- القول الأول: انحر البدن.

- قاله ابن عباس وعطاء ومجاهد وعكرمة والحسن، وقتادة ومحمد بن كب القرظي والضحاك والربيع، وعطاء الخراساني وغيرهم. رواه ابن جرير، وقاله الفراء، والزجاج، وابن كثير.

- القول الثاني:وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى تحت النّحر.
- مروي عن علي بن أبي طالب، وعن الشعبي مثله، رواه ابن جرير، وقال ابن كثير أنه لا يصح.
- وقال الزجاج: (
اجعل يمينك على شمالك إذا وقفت في الصلاة، وضمهما إلى صدرك.) ا.هــ.

- القول الثالث: ارفع اليدين عند افتتاح الصلاة ( عند النحر).
- مروي عن أبي جعفر الباقر.

- القول الرابع: استقبل القبلة بنحرك.
- وهذا تأول من بعض أهل العربية كما قال ابن جرير.
- وهذا القول رواه أبو منصور الأزهري، وابن جرير، وذكرا ما أنشده بعض بني أسد:
أبا حَكَمٍ هَلْ أنْتَ عَمُّ مُجَالِدٍ ... وَسَيِّدُ أهْلِ الأبْطَحِ المُتَنَاحِرِ
أي: ينحر بعضهم بعضا.

- فالقول الأول هو الذي عليه المفسرون، وما سواه فلا يعول عليه وإن كان له تعلق بالمعنى اللغوي ويدور حوله، لكنه لا يناسب السياق، ورجح ابن جرير الأول، والمعنى: اجعل صلاتك كلها خالصة لله،
وكذلك نحرك اجعله خالصا لله وحده- وكان العرب يذبحون للأصنام والأوثان-، وحجة ابن جرير أن الله عز وجل أكرم النبي صلى الله عليه وسلم بالكوثر وبنعم وعطايا تستوجب الشكر، ولا أبلغ من الإخلاص في عبادة الله شكرا له عز وجل.
قال الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله: الصواب أنّ الأقوال المأثورة التي تصحّ لغة ولا تخالف نصاً ولا إجماعاً وتوافق دلالة النصوص الأخرى أنها مقبولة في التفسير
المراجع:
- معاني القرآن للفراء (ت:207 هـ)
- تفسير ابن جرير (ت:310 هـ)
- معاني القرآن للزجاج (ت: 311 هــ)
- تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (ت:370 هــ)
- لسان العرب لابن منظور (ت:711 هــ)
- تفسير ابن كثير (ت:774 هــ)
- بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي (ت:817 هــ)

2: معنى العصر في قول الله تعالى: {والعصر* إن الإنسان لفي خسر}
* ورد في معنى العصر لغة، ثلاثة معانٍ صحيحة:
- المعنى الأول فهو: دهر وحين.
- والمعنى الثاني: ضغط الشيء حتى يتحلب.
- والمعنى الثالث: تعلق بشي وامتساك به.

* فأما المعنى الأول: فقد ورد عند العرب وله شواهد، قال امرؤ القيس:
أَلَا انْعِمْ صَبَاحًا أَيُّهَا الطَّلَلُ الْبَالِي ... وَهَلْ يَنْعِمَنْ مَنْ كَانَ فِي الْعُصُرِ الْخَالِي
- والعُصُرُ كالعَصرِ، بمعنى الدهر.

- قال الخليل: والعصران: الليل والنهار، وقال:
وَلَنْ يَلْبَثَ الْعَصْرَانِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ... إِذَا اخْتَلَفَا أَنْ يُدْرِكَا مَا تَيَمَّمَا
- وقيل هو من باب تغليب أحدهما كما يقال للشمس والقمر: القمران، ويقال لأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما- : العمران.

-قيل وصلاة العصر سميت بذلك لأنها تُعصَرُ، أي تؤخر عن الظهر، وجاء في الحديث عن فضالة بن عبد الله الليثي: (علَّمنا رسولُ اللهِ ﷺ فكان فيما علَّمنا قال: (حافِظوا على الصَّلواتِ وحافِظوا على العصرَيْنِ)
قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ وما العصرانِ؟ قال
: (صلاةٌ قبْلَ طُلوعِ الشَّمسِ وصلاةٌ قبْلَ غُروبِها)، أخرجه ابن حبان في صحيحه.* وأما المعنى الثاني: وهو من العصارة، قال ابن السكيت: تقول العرب: (لا أفعله ما دام الزيت يعصر).
وهو دال على الامتناع عن فعل الشيء أبدا.
- وقول الله تعالى:
(وأنزلنا من المعصرات) جاء في المعصرات أقوال، منها أنها: السحاب، وقيل: الرياح، فالسحاب تعتصر المطر، أو أنها تأتي بالإعصار، والرياح تعصر السحاب فينزل منه المطر.
- وقول الله تعالى:
(إني أراني أعصر خمرا)،من عصر العنب.
وهما محمولان على المعنى الثاني.

-وقول الله تعالى:
(ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)، أي يعصرون الزيت من الزيتون.
ويدل على الغيث والرخاء الذي يأتي بعد القحط والجدب.
-قال السمين الحلبي:
(وقيل: معناه ينجون من الجذب ويعتصمون بالخصب)، فيكون معنى العصر هنا-والله أعلم- محمول على المعنى الثالث، أي أنهم يأتيهم الغيث فيتمسكون بالخصب والرخاء، كأنهم يلجأون إليه بعد
ما أصابهم من الشدة والجدب)، ولكن حمله على المعنى الثاني أظهر والله تعالى أعلم.

* وأما المعنى الثالث: وهو التعلق بالشيء، يقال العصر: الملجأ، اعتصر بالمكان، أي تعلق به ولجأ إليه.
قال أبو داود:
مِسَحٍّ لَا يُوَارِي الْعَيْ ... رَ مِنْهُ عَصَرُ اللَّهْبِ
- أما المراد بالعصر في قول الله تعالى:{والعصر* إن الإنسان لفي خسر}:
قال ابن عاشور: (وللعصر معان يتعين أن يكون المراد منها لا يعدو أن يكون حالة دالة على صفة من صفات الأفعال الربانية، يتعين إما بإضافته إلى ما يقدر، أو بالقرينة، أو بالعهد، وأيا ما كان المراد منه هنا
فإن القسم به باعتبار أنه زمن يذكر بعظيم قدرة الله تعالى في خلق العالم وأحواله، وبأمور عظيمة مباركة مثل الصلاة المخصوصة أو عصر معين مبارك).
ا.هــ.
- فالعصر هنا الدهر، وتعريفه للعهد الذهني، يعني: كل عصر، واختلفت عبارات مفسري السلف وكلها داخلة تحت مسمى الدهر، فقال بعضهم:

- ساعة من ساعات النهار
- رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة به.
- ورواه ابن جرير عن علي عن أبي صالح عن معاوية عن علي عن ابن عباس به.

- العشي
- رواه ابن جرير وعبد الرزاق من طريق معمر عن الحسن به.

- واشتهر إطلاق العصر على وقت معين، وهو ما بين الظهر والمغرب، فهو وقت اصفرار الشمس إلى مبدا العشي.
قال الحارث بن حلزة
:
آنَسَتْ نَبْأةً وأفْزَعَها القَنَّ اصُ عَصْرًا وقَدْ دَنا الإمْساءُ

- قال ابن عاشور: (وفي ذلك الوقت يتهيأ الناس للانقطاع عن أعمالهم في النهار كالقيام على حقولهم وجناتهم، وتجاراتهم في أسواقهم، فيذكر بحكمة نظام المجتمع الإنساني وما ألهم الله في غريزته من دأب على عمل ونظام لابتدائه وانقطاعه. وفيه يتحفز الناس للإقبال على بيوتهم لمبيتهم والتأنس بأهليهم وأولادهم. وهو من النعمة أو من النعيم، وفيه إيماء إلى التذكير بمثل الحياة حين تدنو آجال الناس بعد مضي أطوار الشباب والاكتهال والهرم).

- وأما القسم بالدهر فذلك لاشتماله على الأعاجيب والعبر. كما قال الفراء.
-وهو كالقسم بالضحى وبالليل والنهار والفجر، حيث يحصل التغير في الكون.
والسياق يرجح هذا المعنى، فالخاسر من أفنى عمره وأضاع أيامه ولياليه فيما لا ينفعه في الدار الآخرة، فجاء القسم بالدهر تعظيما له وللدلالة على أهمية اغتنامه وإعماره بالصالحات.
لو نقلت ترجيح الطبري في المسألة
المراجع:
- تفسير ابن جرير (ت:310 هــ)
- مقاييس اللغة، لابن فارس (395 هــ)
- عمدة الحفاظ، للسمين الحلبي ( ت: 756 هــ)
- بصائر ذوي التمييز، للفيروزآبادي (ت:817 هــ)
- التحرير والتنوير لابن عاشور: (ت:1393 هــ)


تطبيقات الدرس الثالث:
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
1: المحروم في قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}

- جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس المسكينُ الَّذي ترُدُّه التَّمرةُ والتَّمرتانِ والأُكلةُ والأُكلتانِ ولكنَّ المسكينَ الَّذي ليس له ما يستغني به
ولا يُعلَمُ بحاجتِه فيُتصدَّقَ عليه فذلك المحروم)
رواه ابن حبان في صحيحه على شرط البخاري.

- وقد اختلفت عبارات السلف في التعبير عن المراد بالمحروم على أقوال كما روى ابن جرير:
الأول: المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم، الذي ليس له أحد يعطف عليه أو يعطيه شيئا.
- مروي عن ابن عباس ومجاهد والضحاك وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي وأبي قلابة و نافع وعطاء.

الثاني: هو المتعفف الذي لا يسأل الناس شيئا.
- مروي عن قتادة والزهري.
الثالث: هو الذي لا سهم له في الغنيمة.
- مروي عن الحسن بن محمد وإبراهيم النخعي.

الرابع: هو الذي لا ينمى له مال.
- مروي عن عكرمة.

الخامس: هو الذي قد ذهب ثمره وزرعه.
- مروي عن ابن زيد وزيد بن أسلم.
قال ابن جرير: (والصواب من القول في ذلك عندي أنه الذي قد حُرم الرزق واحتاج، وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره، فصار ممن حرمه الله ذلك، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسألة،
ويكون بأنه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة، فلا قول في ذلك أولى بالصواب من أن تعمّ، كما قال جلّ ثناؤه:
(وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)) ا.هــ.
-قال ابن منظور:
(والمحارف: الذي لا يصيب خيرا من وجه توجه له، والمصدر الحراف. والحرف: الحرمان).
(وقيل
: المحارف، بفتح الراء، هو المحروم المحدود الذي إذا طلب فلا يرزق أو يكون لا يسعى في الكسب.) ا.هـ.

-قال الأزهري في التهذيب: (ويقال للمحروم الذي قتر عليه رزقه محارف). ا.هــ.
- وروى أيضا عن الشافعي أنه قال:
(كل من استغنى بكسبه فليس له أن يسأل الصدقة، وإذا كان لا يبلغ كسبه ما يقيمه وعياله، فهو الذي ذكره المفسرون أنه المحروم المحارف الذي يحترف بيديه،
قد حرم سهمه من الغنيمة لا يغزو مع المسلمين، فبقي محروما يعطى من الصدقة ما يسد حرمانه)
ا.هـ.

- فكل ما ذكر يرجع إلى معنى واحد وإن تنوعت العبارات.

المراجع:
- تفسير ابن جرير الطبري (ت:310 هـ)
- تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (ت:370 هـ)
- معجم لسان العرب لابن منظور: (711 هـ)


2:ناشئة الليل
- ورد في لغة العرب لفظ نشأ، وله معان:
الأول: نشأ أي ارتفع الشيء وسما.
- ويقال نشأ السحاب: ارتفع، ونشأ الليل: ارتفع، ويقال لأحداث الناس: نشأ، لأنهم ارتفعوا عن حد الصبا.
- ويقال بلغة الحبشة: نشأ، والمعنى قام من الليل. مروي عن ابن عباس، وأبي ميسرة. رواه ابن جرير.

الثاني: خلق، أنشأه الله: خلقه.
ومنه قول الله تعالى: ( وأن عليه النشأة الأخرى)، أي: البعثة.

وجاء في المراد ب(ناشئة الليل) أقوال، رواها ابن جرير عن عدد من السلف:
* القول الأول: الليل كله ناشئة، فمتى قام الرجل من الليل فهو ناشئة.
- (الليل كله ناشئة)
قاله ابن عباس، وعن ابن الزبير مثله، وبنحوه عن عكرمة والضحاك.
-
(إذا قمت الليل فهو ناشئة) مروي عن مجاهد.
-
(إذا قام الرجل من الليل فهو ناشئة الليل) مروي عن ابن أبي نجيح.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:(وأما العبد فيطلق عليه الإنشاء باعتبار آخر وهو شروعه في الفعل وابتداؤه له يقول أنشأ يحدثنا وأنشأ السير فهو منشأ لذلك)
* القول الثاني: وفيه تخصيص فقيل ما بعد العشاء الآخرة هو ناشئة.
- (كل شيء بعد العشاء فهو ناشئة) وهو رواية أخرى عن مجاهد، وبمثله روي عن قتادة، وبنحوه عن أبي مجلز وأبي الرجاء.

- قال ابن جرير :
(ساعات الليل، وكل ساعة من ساعات الليل ناشئة من الليل).
- وجاء في مقاييس اللغة لابن فارس:
(ناشئة الليل: يراد بها القيام والانتصاب للصلاة).
- قال ابن عاشور:
((ناشئة): وصف من النشء وهو الحدوث. وقد جرى هذا الوصف هنا على غير موصوف، وأضيف إلى الليل إضافة على معنى في مثل (مكر الليل)، وجعل من أقوم القيل،
فعلم أن فيه قولا وقد سبقه الأمر بقيام الليل وترتيل القرآن، فتعين أن موصوفه المحذوف هو صلاة، أي: الصلاة الناشئة في الليل، فإن الصلاة تشتمل على أفعال وأقوال وهي قيام)
ا.هــ.

- وذهب ابن عاشور إلى بيان وصف الصلاة بالناشئة بتوجيه لطيف، فقال:
(ووصف الصلاة بالناشئة لأنها أنشأها المصلي فنشأت بعد هدأة الليل فأشبهت السحابة التي تتنشأ من الأفق بعد صحو،
وإذا كانت الصلاة بعد نوم فمعنى النشء فيها أقوى).
ا.هــ.

- قال: (وإيثار لفظ (ناشئة) في هذه الآية دون غيره من نحو: قيام، أو تهجد، لأجل ما يحتمله من هذه المعاني ليأخذ الناس فيه بالاجتهاد) ا.هــ.
- ولصاحب تهذيب اللغة فائدة، قال أبو منصور: (ناشئة الليل قيام الليل، مصدر جاء على فاعلة، وهو بمعنى النشء، مثل العافية بمعنى العفو. والعاقبة بمعنى العقب، والخاتمة بمعنى الختم) ا.هـ.
المراجع:
- تفسير ابن جرير الطبري (ت:310 هـ)
- تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (ت:370 هــ)
- مقاييس اللغة لابن فارس (ت: 395 هـ)
- معجم لسان العرب لابن منظور: (711 هـ)
- التحرير والتنوير لابن عاشور (ت:1393 هــ)


تطبيقات الدرس الرابع:
بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:

1: سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
قبل بيان إعراب (سبيل) لابد من الوقوف على أمرين:
* أولا القراءات الواردة في الآية:
-قال ابن مجاهد: (اختلفوا- أي:القراء- في الياء والتاء والرفع والنصب، من قوله (ولتستبين سبيل المجرمين).)ا.هـ.
- فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم (ولتستبين) بالياء (سبيل) رفعا
- وقرأ نافع (ولتستبين) بالتاء (سبيل) نصبا
- وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي ( وليستبين) بالياء (سبيل) رفعا.

* ثانيا نوع لفظة (سبيل) من حيث التأنيث والتذكير:
- لفظة السبيل محتملة للتأنيث والتذكير، ففي الحجاز تؤنث فيقولون: هذه السبيل، وعند تميم وأهل نجد تُذكّر، فيقولون: هذا السبيل.

* إعراب لفظة (سبيل) ودلالة الإعراب على معنى الآية:
أولا: رفع لفظة (سبيل):
- فإن (سبيل) تعرب فاعلا، والمعنى: ولتستبين هذه السبيل، فإذا استبانت السبيل، فقد بانت واتضحت وظهرت.
- وعلى قراءة من قراء: (وليستبين سبيلُ المجرمين)، فيكون نفس المعنى، ولفظة (سبيل) هنا على التذكير.

ثانيا: نصب لفظة (سبيل):
- فإن (سبيل) تعرب مفعولا به، والمعنى: ولتستبين أنت يا محمد سبيل المجرمين، فيتضح لك طريقهم ونهجهم.

المراجع:
- السبعة في القراءات لابن مجاهد (ت:324 هــ)
-تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري ( 370 هــ)
-المحرر الوجيز لابن عطية ( ت:546 هـ)

2: مرجع الضمير في "جعلناه" في قول الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا}

* على القاعدة فإن الضمير يعود على أقرب مذكور، فيكون مرجع هاء الضمير في (جعلناه) إلى الإيمان، لكن عبارات المفسرين كانت بين قولين: إما أنه يعود إلى القرآن، ولعل الذي رجحه السياق، أو يعود إلى القرآن والإيمان معا.

* قال أبو السعود، قال: (ولكن جعلناه) أي: الروح الذي أوحيناه إليك) ا.هـ.
* وروى ابن جرير عن محمد عن أحمد عن اسباط عن السدي عنه قال: يعني القرآن.
وبه قال مكي بن أبي طالب، وابن عطية.

* ومن المفسرين من قال أنه يرجع إلى القرآن والإيمان معا.
- قال الفراء: ( وقوله: (مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ، وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً): يعني التنزيل- القرآن-، وقال بعضهم: أراد القرآن والإيمان)، وجاز أن يقول جعلناه لاثنين لأن الفعل في كثرة أسمائه يضبطه الفعل،
ألا ترى أنك تقول : إقبالك وإدبارك يغمني، وهما اثنان فهذا من ذلك)
ا.هــ

* قال الزجاج: (ولم يقل: (جعلناهما) لأن المعنى: ( ولكن جعلنا الكتاب نورا) وهو دليل على الإيمان).

* قال ابن جرير: فوحد الهاء، وقد ذكر قبل الكتاب والإيمان، لأنه قصد به الخبر عن الكتاب.
ونقل كلام الفراء.
فائدة: قال ابن جرير: ( إقبالك وإدبارك يعجبني)، فكأنه لم يستحسن لفظة (يغمني) التي ذكرها الفراء- والله أعلم- !

* وقال أبو حيان الأندلسي: (يحتمل أن يعود إلى قوله (روحا) وإلى (الكتاب)، وإلى الإيمان)، وهو أقرب مذكور.
وقيل: يعود إلى الكتاب والإيمان معا؛ لأن مقصدهما واحد، فهو نظير:
(والله ورسوله أحق أن يرضوه)).

* واختار ابن عاشور أنه يرجع إلى القرآن، والتقدير: وجعلنا الكتاب نورا.
وله عبارة حسنة تعلل اختيار قول بعض المفسرين بأنه الكتاب والإيمان، قال ابن عاشور في معنى الآية:
(ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ثم هديناك بالكتاب ابتداء وعرفناك به الإيمان وهديت به الناس..) ا.هـ.
فالقولان بينهما تلازم لتضمن القرآن أصل الإيمان.


المراجع:
- معاني القرآن للفراء (ت: 207 هـ)
- تفسير ابن جرير الطبري (ت:310 هــ)
- معاني القرآن للزجاج (ت:311 هــ)
- تفسير مكي بن أبي طالب (ت: 437 هـ)
- تفسير ابن عطية (ت:546 هـ)
- البحر المحيط لأبي حيان (ت: 745 هـ)
- تفسير ابن عاشور: ( ت: 1393 هـ)

تطبيقات الدرس الخامس:
استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:

1:
"مُنزل" في قول الله تعالى: {وقل رب أنزلنا مُنزلا مباركاً وأنت خير المنزلين}

- يُحتمل أن يُراد به المصدر، ويُحتمل أن يراد به المكان الذي ينزل فيه، كما قيل:
أَإِن ذَكَّرَتك الدارُ مَنْزَلَها جُمْلُ ... بَكيْتَ، فدَمْعُ العَيْنِ مُنْحَدِر سَجْلُ؟
* وهما معنيان صحيحان تحتملها الصيغة الصرفية للمفردة، فعلى الأول يكون المعنى: أنزلنا إنزالا مباركا، وعلى الثاني يكون المعنى: أنزلنا مكانا مباركا.
* والمعنيان متلازمان، فالإنزال المبارك الطيب يقتضي أن يكون في مكان مبارك.

* وقرأ الجمهور بضم الميم وفتح الزاي، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بفتح الميم وبكسر الزاي.
- وقراءة الجمهور تحتمل المعنيين، أما قراءة عاصم فتعني: موضع النزول. ذكره أبو منصور الأزهري في معاني القراءات.

المراجع :
- معاني القراءات لأبي منصور الأزهري ( 370 هــ)
- تفسير أبي السعود (ت: 892 هــ)
- تفسير ابن عاشور (ت1393 هــ)


2:دلالة زيادة المبنى في قول الله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19)}

* ورد في الآية فعلان:
- (
يستكبرون) وأصله من الكبر، والاستكبار الامتناع عن قبول الحق.
- (يستحسرون) وأصله من الحسر، وهو كشف الشيء عن الشيء، ويستعمل للدلالة على التعب والكلّ، والاستحسار: التعب.

* وجاءا الفعلان: استكبر، استحسر، بزيادة الألف والسين والتاء عن الأصل، للدلالة على المبالغة في الوصف.
- وهما على وزن (استفعل)، ومن معاني ما جاء على هذا الوزن: التحول من حال إلى حال، وهو الأقرب هنا والله أعلم.

* وللعلماء توجيه جيد لاستعمال هذه الصيغة هنا:
* قال الفيروزآبادي: (والاستكبار على وجهين: أَحدهما: أَن يتحرَّى الإِنسان ويطلب أَن يكون كبيرًا، وذلك متى كان على ما يجب، وفى المكان الَّذى يجب، وفى الوقت الَّذى يجب فمحمود. والثانى: أَن يتشبَّع فيُظهر من نفسه ما ليس له) ا.هــ.
- والثاني هو المقصود في الآية، فنفى عنهم الاستكبار وهو التجرد من العبودية والخضوع والذل لله، والخروج من وصوفات المخلوق.

* قال الزمخشري: (الاستحسار مبالغة في الحسور، فكان الأبلغ في وصفهم أن ينفى عنهم أدنى الحسور). ا.هـ.
* وقال أبو السعود: (ولا يستحسرون) ولا يكلون ولا يعبون. وصيغة الاستفعال المنبئة عن المبالغة في الحسور للتنبيه على أن عباداتهم بثقلها ودوامها حقيقة بأن يستحسر منها ومع ذلك لا يستحسرون. "لا" لإفادة نفي المبالغة في الحسور مع ثبوت أصله في الجملة). ا.هــ.

قال ابن عاشور:
(لا يصدر منهم الاستحسار الذي هو التعب الشديد الذي يقتضيه عملهم العظيم، أي لا يقع منهم ما لو قام بعملهم غيرهم لاستحسر ثقل ذلك العمل، فعبر بالاستحسار هنا الذي هو الحسور القوي؛ لأنه المناسب للعمل الشديد، ونفيه من قبيل نفي المقيد بقيد خرج مخرج الغالب في أمثاله. فلا يفهم من نفي الحسور القوي أنهم قد يحسرون حسورا ضعيفا. وهذا المعنى قد يعبر عنه أهل المعاني بأن المبالغة في النفي لا في المنفي) ا.هــ.

المراجع:
- الكشاف للزمخشري (ت:583 هـ)
- لسان العرب لابن منظور (ت:711 هــ)
- بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي (817 هـ)
- تفسير أبي السعود (ت: 982 هــ)
- التحرير والتنوير لابن عاشور (ت:1393 هــ)

الحمد لله رب العالمين
أحسنت نفع الله بك
أ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir