دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ربيع الثاني 1440هـ/27-12-2018م, 02:36 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس عشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة النساء

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة النساء
(من المقدمات إلى الآية 6)



اختر مسألة من المسائل التالية وحرر القول فيها:
1: القراءات في {الأرحام} وتوجيهها.
2: معنى قول الله تعالى: {ذلك أدنى ألا تعولوا } .
3: معنى الإذن للوصيّ الفقير بالأكل من مال اليتيم بالمعروف.


تعليمات:
المجلس مفتوح.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1440هـ/29-12-2018م, 07:30 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة النساء (الآيات 1-6)
تحرير القول في
2: معنى قول الله تعالى: {ذلك أدنى ألا تعولوا } .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الذي ارتضى لنا الإسلام دين، وفضل أمة محمد على سائر أمم المرسلين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، المرسل رحمة للعالمين، المكرم بالقرآن المبين المعجز على مدار السنين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
ففي هذه الورقات اليسيرة تحرير القول في معنى قوله تعالى في سورة النساء "ذلك أدنى ألا تعولوا"


وقد ورد في المعنى المراد أربعة أقوال:
=*= القول الأول: أن المراد أن لا تكثر عيالكم.

=القائلون به:
نقل هذا القول عن زيد بن أسلم، والشافعي
=تخريج أقوال القائلون بهذا القول:
-فأما قول زيد ابن أسلم
فأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن سعيد بن أبي هلال عنه، وذكره جماعه من المفسرين منهم البغوي وابن عطية وابن كثير
-وأما قول الشافعي
فذكره عنه الثعلبي في تفسيره، وقال: قال أبو حاتم: كان [الشافعي] أعلم بلغة العرب منّا ولعله لغة.
=توجيه هذا القول:
قد رد هذا القول الزجاج في تفسيره لكن وجهه ابن عطية في تفسيره
وقال الثعلبي: قال أستاذنا أبو القاسم بن حبيب: سألت أبا عمرو الدوري عن هذا وكان إماما في اللغة غير مدافع فقال: هي لغة حمير.
وأنشد:
وإنّ الموت يأخذ كل حيّ ... بلا شك وإن أمشى وعالا
أي كثرت ماشيته وعياله. ) ا.ه.

-وهو وجه في قراءة طلحة بن مصرف: ألّا تعيلوا



-------------------------------------------------------------
=*= القول الثاني: أن المراد أن لا تفتقروا.
=القائلون به:
نقل هذا القول عن سفيان ابن عيينة
=تخريج أقوال القائلون بهذا القول:
-فأما قول سفيان ابن عيينة
فأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبو محمد ابن ابنة الشافعي عن أبيه أو عمه عنه،
=توجيه هذا القول:
-هذا القول هو معنى من معان الكلمة في لسان العرب كما
-قال الشاعر:
ولا يدري الفقير متى غناه ... ولا يدري الغني متى يعيل
-وقال مكي ابن أبي طالب
يقال: من الحاجة؛ عال يعيل عيلة إذا احتاج،
-----------------------------------------------------------
=*= القول الثالث: أن المراد أن لا تميلوا وتجوروا
=القائلون به:
نقل هذا القول عن ابن عباس، وعائشة [مرفوعا والصحيح انه موقوف]، ومجاهد، عكرمة، وَالْحَسَنِ وَأَبِي مَالِكٍ والربيع بن أنس، وَأَبِي رَزِينٍ وَالنَّخَعِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ وَالضَّحَّاكِ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وأبي عبيدة
=تخريج أقوال القائلون بهذا القول:
-فأما قول ابن عباس:
فأخرجه ابن المنذر في تفسيره عن سعيد بن جبير عنه، وسعيد ابن منصور في سننه عن بيان عن عامر الشعبي عنه وشك بيان فيه فقال "أراه قال: عن ابن عباس"، وأخرجه الطبري في تفسيره عن على ابن أبي طلحة عنه،
-وأما قول عائشة
فرواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن هشام بن عروة عن أبيه عنها، ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه أن الصحيح أنه موقوف من كلامها وليس مرفوعا، وابن المنذر في تفسيره عن هشام بن عروة عن أبيه عنها
وذكره الثعلبي عن هشام بن عروة عن أبيه عنها،
-فأما قول عكرمة
فأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن الزبير بن الخرِّيت عنه، وسعيد ابن منصور في سننه عن داود عنه، وابن المنذر في تفسيره عن حماد بن زيد عن أيوب والزبير أو أحدهما عن عكرمة، وأخرجه الطبري في تفسيره عن داود بن أبي هند وعن حريث عنه،
-وأما قول قتادة
فأخرجه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عنه، وأخرجه الطبري في تفسيره عن سعيد عنه،
-وأما قول مجاهد
فأخرجه ابن المنذر في تفسيره عن ابن جريج، ويونس ابن أبي إسحاق عنه، وأخرجه الطبري في تفسيره عن القاسم بن أبي بزة، وابن أبي نجيح وأبي إسحاق كلهم عنه،
وذكره الثعلبي في تفسيره عنه.
-وأما قول الحسن
فأخرجه الطبري في تفسيره عن يونس عنه،
-وأما قول إبراهيم
فأخرجه الطبري في تفسيره عن مغيرة عنه،
-وأما قول أبي مالك
فأخرجه الطبري في تفسيره عن إسماعيل بن أبي خالد وعن حصين عنه،
-وأما قول الربيع
فأخرجه الطبري في تفسيره عن ابن أبي جعفر عن أبيه عنه،
-وأما قول أبي عبيدة
فأخرجه عنهم ابن المنذر في تفسيره عن الأثرم عنه.
-وأما قول مقاتل
فقد ذكره الثعلبي في تفسيره عنه.
-وأما قول السدي
فأخرجه الطبري في تفسيره عن أسباط عنه،

-وقال ابن أبي حاتم في تفسيره عند هذا القول: أنه منقول عن ابن عباس وعائشة، ومجاهد، وَالْحَسَنِ وَأَبِي مَالِكٍ والربيع بن أنس، وَأَبِي رَزِينٍ وَالنَّخَعِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ وَالضَّحَّاكِ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

=توجيه هذا القول:
-قال مقاتل: هو لغة جرهم، يقال: ميزان عائل، أي مائل. وكتب عثمان بن عفان (رضي الله عنه) إلى أهل الكوفة في شيء عاتبوه فيه: أني لست بميزان لا أعول.
-وأنشد عكرمة لأبي طالب:
بميزان صدق لا يغل شعيرة ... له شاهد من نفسه غير عائل
- قال الفراء: عال الرجل يعول عولًا، إذا مال وجار.
-وقال ابن جرير الطبري (يقال منه: "عال الرجل فهو يعول عَوْلا وعيالة"، إذا مال وجار. ومنه: "عَوْل الفرائض"، لأن سهامها إذا زادت دخلها النقص. ) ا.ه.


--------------------------------------------------
=*= القول الرابع: تضلوا.
=القائلون به:
مجاهد، وابن إسحاق
=تخريج أقوال القائلون بهذا القول:
-فأما قول مجاهد:
أخرجه ابن المنذر في تفسيره عن يونس بن أبي إسحاق عنه،
وذكره عنه الواحدي في الوسيط، والبغوي في معالم التنزيل، ومكي بن أبي طالب في الهداية إلى بلوغ النهاية عنه.
-وأما قول ابن إسحاق
فذكر الماوردي في تفسيره أنه قوله، وأنه نقله عن مجاهد
=توجيه هذا القول:
الذي يظهر أن هذا القول يمكن أن يقال هو نتيجة للقول السابق، فإن من مال وجار في حق النساء، فإنه يكون قد ضل عن الحق في هذه المسألة، ولم يهتدي لما أمره الله به من القسط والعدل بين النساء.



--------------------------------------------------
=*= خامساً دراسة الأقوال والترجيح
=فأما القول الأول
فقد رده الزجاج وكذا فعل الثعلبي حيث قال : (وقال الشافعي: أن لا تكثر عيالكم. وما قال هذا أحد غيره. وإنما يقال: أعال يعيل إذا كثر عياله.) ا.ه.
-وذكره أيضا البغوي وقال نفس قول الثعلبي وذكر أنه يقال إنها لغة حمير وأن قراءة طلحة بن مصرف حجة لهذا القول
-وقال مكي بن أبي طالب في الهداية: وخطأه (في) هذا جميع النحويين وأهل اللغة، وإنما كان يجب على قوله: أن تعيلوا.
-قال ابن عطية: وقدح في هذا الزجاج وغيره، بأن الله قد أباح كثرة السراري، وفي ذلك تكثير العيال، فكيف يكون أقرب إلى أن لا يكثر.
قال القاضي أبو محمد: وهذا القدح غير صحيح، لأن السراري إنما هن مال يتصرف فيه بالبيع، وإنما العيال الفادح الحرائر ذوات الحقوق الواجبة
وقد ذكر ابن كثير في كلامه ما يبين أن ما ذهب إليه ابن عطية غير مسلم له حيث قال: فَإِنَّهُ كَمَا يُخْشَى كَثْرَةُ الْعَائِلَةِ مِنْ تَعْدَادِ الْحَرَائِرِ، كَذَلِكَ يُخْشَى مِنْ تَعْدَادِ السَّرَارِي أَيْضًا. ) ا.ه.
-وقد رده ابن حبان في صحيحه بأن ترجم قائلاً " ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ جَلَّ وَعَلَا: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} أراد به كثرة العيال" ثم ساق حديث عائشة.

=وأما القول الثاني:
وهو أن لا تفتقروا فقد رده ابن كثير قائلاً: (وَتَقُولُ الْعَرَبُ: عَالَ الرَّجُلُ يُعِيلُ عَيْلة، إِذَا افْتَقَرَ وَلَكِنْ فِي هَذَا التَّفْسِيرِ هَاهُنَا نَظَرٌ)
وقال ابن جرير:
(يقال منه: "عال الرجل فهو يعول عَوْلا وعيالة"، إذا مال وجار. ومنه: "عَوْل الفرائض"، لأن سهامها إذا زادت دخلها النقص.
وأما من الحاجة، فإنما يقال: "عال الرجل عَيْلة"، وذلك إذا احتاج، كما قال الشاعر:
وَمَا يَدْرِي الفَقِيرُ مَتَى غِنَاهُ ... وَمَا يَدْرِي الغَنُّي مَتَى يَعِيل
بمعنى: يفتقر.)


=وأما القول الرابع
وهو قول مجاهد: أن لا تضلوا فلم أجده إلا عن مجاهد فيما ذكر الواحدي في الوسيط والبغوي في معالم التنزيل ويمكن أن يقال في هذا القول أنه قد يرجع إلى القول الثالث فإن من مال وجار فإنه يكون قد ضل في هذا الأمر عن الحق فيه.

=وأما القول الثالث
فهو قول أكثر المفسرين كما ذكره غير واحد كالثعلبي والواحدي وابن أبي حاتم، والبغوي


الراجح
الذي يظهر لي ويترجح هو القول الثالث وهو قول أكثر المفسرين وقال عنه ابن كثير هو الصحيح حيث قال: (وَالصَّحِيحُ قَوْلُ الْجُمْهُورِ: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا} أَيْ: لَا تَجُورُوا. يُقَالُ: عَالَ فِي الْحُكْمِ: إِذَا قَسَط وَظَلَمَ وَجَارَ،) ا.ه.
وهو الذي اختاره ابن جرير فقال: (يعني بذلك تعالى ذكره وإن خفتم أن لا تعدلوا في مثنى أو ثلاث أو رباعَ فنكحتم واحدة، أو خفتم أن لا تعدلوا في الواحدة فتسررتم ملك أيمانكم، فهو"أدنى" يعني: أقرب، ="ألا تعولوا"، يقول: أن لا تجوروا ولا تميلوا.) ا.ه.



والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



ذكر المراجع.
تم الرجوع إلى الكتب التالية :

أولا من المصادر الأصلية:
-من المرتبة الأولى: كتب دواوين السنة.
بحثت في بعضها كالصحيحين والسنن الأربع ومسند أحمد ومستدرك الحاكم وسنن سعيد بن منصور وتفسيره، ومصنف عبد الرزاق
ولم أجد فيها شيء سوى أثر عكرمة وابن عباس في سنن سعيد بن منصور ، وما في صحيح ابن حبان عن عائشة
- من المرتبة الثانية: كتب التفسير في جوامع الأحاديث.
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)
- من المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة :
1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري (ت: 310هـ)
2- تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)
3- معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ)
- ومن المرتبة الرابعة : التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها .
-1تفسير سفيان الثوري (161 ه)
-2تفسير ابن المنذر النيسابوري(ت:318هـ)
- من المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير :
.6. الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب (ت: 427 ه)
1. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
2. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
3. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
4. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ)
.5 أحكام القرآن للقرطبي (ت671)


ومن التفاسير اللغوية :
-معاني القرآن لإِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ)



وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 ربيع الثاني 1440هـ/31-12-2018م, 03:50 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

1- القراءات في الأرحام وتوجيهها :

المراجع :
تفسير عبدالرزاق
تفسير الثوري
جامع البيان للطبري
تفسير القرآن لابن أبي حاتم الرازي
تفسير الماوردي
تفسير ابن الجوزي
المحرر الوجيز لابن عطية
تفسير القرطبي
تفسير القرآن العظيم لابن كثير
تفسير ابن عاشور
معاني القرآن للفراء
مجاز القرآن لأبي عبيدة
معاني القرآن للأخفش سعيد بن مسعدة البلخي
تفسير غريب القرآن لابن قتيبة
معاني االقرآن للزجاج
معاني القرآن للنحاس
الكامل للمبرد محمد بن يزيد الثمالي
صفحات في علوم القراءات لعبد القيوم السندي
الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر لمحمد محمد محمد سالم محيسن



القراءة الأولى : بخفض الميم ، وهي قراءة الإمام حمزة ، و هكذا فسرها الحسن وإبراهيم النخعي ومجاهد .
فأما قول الحسن فرواه عبدالرزاق عن معمر عنه و رواه ابن جرير من طريق ابن المبارك عن معمر عنه .
وأما قول إبراهيم فرواه ابن جرير من طريق عمرٍو، عن منصورٍ، عنه ، ومن طريق هشيم عن مغيرة عنه .
وأما قول مجاهد فرواه سفيان الثوري عن ابن نجيح عنه .

توجيه القراءة :
إما أن تكون معطوفة على الهاء في ( به ) ، أو مجرورة بباء مقدرة ( وبالأرحام ) ، أو مجرورة على القسم ، وضعف الأخير بعض المفسرين .

القراءة الثانية : بفتح الميم ، وهي قراءة باقي العشرة ، وهكذا فسرها ابن عباس و قتادة و عكرمة و الحسن ومجاهد في رواية عنهما ، والسدي والضحاك والربيع وابن زيد
فأما قول ابن عباس فرواه ابن جرير من طريق معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عنه .
وأما قول قتادة فرواه عبدالرزاق عن معمر عنه ، ورواه ابن جرير من طريق يزيد عن سعيد عنه .
وأما قول عكرمة فرواه سفيان الثوري عن خصيف عنه .
وأما قول الحسن فرواه ابن جرير من طريق هشيم عن منصور عنه .
وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق شبل عن ابن أبي نجيح عنه .
وأما قول السدي فرواه ابن جرير من طريق أحمد بن المفضّل، عن أسباطٌ عنه .
وأما قول الضحاك فرواه ابن جرير من طريق جويبر عنه .
وأما قول الربيع فرواه ابن جرير من طريق ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عنه .
وأما قول ابن زيد فرواه ابن جرير من طريق ابن وهب عنه .

توجيه القراءة :
إما أن تكون منصوبة بالعطف على لفظ الجلالة ، أوعطف على موضع به ؛ لأن موضعه نصب ، أو تكون منصوبة بإضمار فعل تقديره: واتقوا الأرحام أن تقطعوها ، وهو الأظهر عند ابن عطية .

القراءة الثالثة : برفع الميم ، وهي قراءة عبد الله بن يزيد .

توجيه القراءة :
مرفوعة على الابتداء والخبر مقدر، تقديره: والأرحام أهل أن توصل ، ذكره ابن عطية ، وقيل الرفع على الإغراء عند من يرفع به .


دراسة الأقوال :

أما قراءة الخفض فغير جائزة عند رؤساء نحويي البصرة ، لأنه لا يجوز عندهم أن يعطف ظاهر على مضمر مخفوض ، و هي عند سيبويه قبيحة لا تجوز إلا لضرورة الشعر ، وضعّفها ابن عطية من ناحية المعنى أيضا من وجهين :
الأول : أنه لا فائدة مستقلة من ذكر الأرحام ، ولا معنى له في الحض على تقوى الله ، وغاية ما هنالك الإخبار بأنه يتساءل بها ، وهذا ليس من الفصاحة .
لكن ابن عاشور وجه الحكمة من هذه القراءة بأن فيها تعظيم لشأن الأرحام التي يسأل بعضهم بعضا بها ، و من ذلك قول العرب ( ناشدتك الله والرحم ) كما روي في الصحيح : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قرأ على عتبة بن ربيعة سورة فصلت حتى بلغ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فأخذت عتبة رهبة وقال : ناشدتك الله والرحم ، وهو ظاهر محمل هذه الرواية ، كما ثبت تفسيرها بذلك عن بعض الصحابة .
و الثاني : أن في ذكرها على ذلك تقريرا للتساؤل بها والقسم بحرمتها، والحديث الصحيح يرد ذلك في قوله عليه السلام: ( من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) .
وأما رد هذا المعنى بزعم أن القسم من الله على ما اختص به سبحانه من القسم بمخلوقاته، ويكون المقسم عليه فيما بعد من قوله: إنّ اللّه كان عليكم رقيباً فهذا كلام يمنع منه نظم الكلام وسرده، وإن كان المعنى يخرجه ، كما ذكره ابن عطية .
ووجه ابن الأنباري هذه الأمر بقوله : إنما أراد حمزة الخبر عن الأمر القديم الذي جرت عادتهم به ، فالمعنى: الذي كنتم تساءلون به وبالأرحام في الجاهلية ، ذكره عنه ابن الجوزي ، ويؤيده الحديث السابق في الصحيح في قراءته عليه الصلاة والسلام على عتبة .
والحقيقة أن ابن مالك جوّز العطف على المجرور بدون إعادة الجر ، فقال في ألفيته :
وعود خافض لدى عطف على ... ضمير خفض لازما قد جعلا
وليس عندي لازما إذ قد أتى ... في النظم والنثر الصحيح مثبتا
وهو مذهب الكوفيين ، والشواهد عليه محفوظة ، كما أنّه مما لا شك فيه أن صحيح القراءات القرآنية ، مما ينبغي أن تبنى عليه قواعد اللغة العربية ، ولا ترد القراءة بحجة مخالفة اللغة ، إذ الإحاطة بذلك غير ممكن .
ومن فوائد هذه القراءة ما فيها من التعريض بعوائد الجاهلية ، إذ يتساءلون بينهم بالرحم وأواصر القرابة ثم يهملون حقوقها ولا يصلونها ، ويعتدون على الأيتام من إخوتهم وأبناء أعمامهم ، فناقضت أفعالهم أقوالهم ، وأيضا هم آذوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وظلموه ، وهو من ذوي رحمهم وأحق الناس بصلتهم ، كما بينه ابن عاشور رحمه الله .
وفي قراءة النصب الأمر بصلة الرحم وعدم قطعها وهذا يتناسب مع أول السورة حين أخبرهم أنهم من نفس واحدة و أن عليهم أن يتواصلوا ويعلموا أنهم إخوة ، ذكره الماوردي ، ففيها ابتداء تشريع كما بينه ابن عاشور ، و مما يشهد لهذه القراءة ما رواه شعبة عن عون بن أبي جحيفة ، عن المنذر بن جرير ، عن أبيه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاء قوم من مضر حفاة عراة ، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير لما رأى من فاقتهم ؛ ثم صلى الظهر وخطب الناس فقال : يا أيها الناس اتقوا ربكم ، إلى : والأرحام ؛ ثم قال : تصدق رجل بديناره تصدق رجل بدرهمه تصدق رجل بصاع تمره . . . وذكر الحديث . فمعنى هذا على النصب ؛ لأنه حضهم على صلة أرحامهم ، ذكره القرطبي .
و أما قراءة الرفع فهي قراءة شاذة ، و هي منقولة عن عبدالله بن يزيد .
بذلك يتبين صحة هذه القراءات وبيان توجيهها ، وورود العربية بها ، وأما قراءة الرفع فلا يُقرأ بها لعدم تواترها ، والجمهور على قراءة النصب و ثبت فيها أقوال كثيرة عن المفسرين من التابعين رضوان الله عليهم .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 جمادى الآخرة 1441هـ/2-02-2020م, 12:07 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء عبد الفتاح محمد مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة النساء (الآيات 1-6)
تحرير القول في
2: معنى قول الله تعالى: {ذلك أدنى ألا تعولوا } .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الذي ارتضى لنا الإسلام دين، وفضل أمة محمد على سائر أمم المرسلين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، المرسل رحمة للعالمين، المكرم بالقرآن المبين المعجز على مدار السنين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
ففي هذه الورقات اليسيرة تحرير القول في معنى قوله تعالى في سورة النساء "ذلك أدنى ألا تعولوا"


وقد ورد في المعنى المراد أربعة أقوال:
=*= القول الأول: أن المراد أن لا تكثر عيالكم.

=القائلون به:
نقل هذا القول عن زيد بن أسلم، والشافعي
=تخريج أقوال القائلون بهذا القول:
-فأما قول زيد ابن أسلم
فأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن سعيد بن أبي هلال عنه، وذكره جماعه من المفسرين منهم البغوي وابن عطية وابن كثير
-وأما قول الشافعي
فذكره عنه الثعلبي في تفسيره، وقال: قال أبو حاتم: كان [الشافعي] أعلم بلغة العرب منّا ولعله لغة. [أحكام القرآن للشافعي مفقود، ولكن للبيهقي كتاب بعنوان أحكام القرآن للشافعي، جمعه من كتب الشافعي فيمكن الاعتماد عليه بإذن الله، أفضل من النقل عن الثعلبي.]
=توجيه هذا القول:
قد رد هذا القول الزجاج في تفسيره لكن وجهه ابن عطية في تفسيره
وقال الثعلبي: قال أستاذنا أبو القاسم بن حبيب: سألت أبا عمرو الدوري عن هذا وكان إماما في اللغة غير مدافع فقال: هي لغة حمير.
وأنشد:
وإنّ الموت يأخذ كل حيّ ... بلا شك وإن أمشى وعالا
أي كثرت ماشيته وعياله. ) ا.ه.

-وهو وجه في قراءة طلحة بن مصرف: ألّا تعيلوا



-------------------------------------------------------------
=*= القول الثاني: أن المراد أن لا تفتقروا.
=القائلون به:
نقل هذا القول عن سفيان ابن عيينة
=تخريج أقوال القائلون بهذا القول:
-فأما قول سفيان ابن عيينة
فأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبو محمد ابن ابنة الشافعي عن أبيه أو عمه عنه،
=توجيه هذا القول:
-هذا القول هو معنى من معان الكلمة في لسان العرب كما
-قال الشاعر:
ولا يدري الفقير متى غناه ... ولا يدري الغني متى يعيل
-وقال مكي ابن أبي طالب
يقال: من الحاجة؛ عال يعيل عيلة إذا احتاج،
-----------------------------------------------------------
=*= القول الثالث: أن المراد أن لا تميلوا وتجوروا
=القائلون به:
نقل هذا القول عن ابن عباس، وعائشة [مرفوعا والصحيح انه موقوف]، ومجاهد، عكرمة، وَالْحَسَنِ وَأَبِي مَالِكٍ والربيع بن أنس، وَأَبِي رَزِينٍ وَالنَّخَعِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ وَالضَّحَّاكِ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وأبي عبيدة
=تخريج أقوال القائلون بهذا القول:
-فأما قول ابن عباس:
فأخرجه ابن المنذر في تفسيره عن سعيد بن جبير عنه، وسعيد ابن منصور في سننه عن بيان عن عامر الشعبي عنه وشك بيان فيه فقال "أراه قال: عن ابن عباس"، وأخرجه الطبري في تفسيره عن على ابن أبي طلحة عنه،
-وأما قول عائشة
فرواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن هشام بن عروة عن أبيه عنها، ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه أن الصحيح أنه موقوف من كلامها وليس مرفوعا، وابن المنذر في تفسيره عن هشام بن عروة عن أبيه عنها
وذكره الثعلبي عن هشام بن عروة عن أبيه عنها،
-فأما قول عكرمة
فأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن الزبير بن الخرِّيت عنه، وسعيد ابن منصور في سننه عن داود عنه، وابن المنذر في تفسيره عن حماد بن زيد عن أيوب والزبير أو أحدهما عن عكرمة، وأخرجه الطبري في تفسيره عن داود بن أبي هند وعن حريث عنه،
-وأما قول قتادة
فأخرجه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عنه، وأخرجه الطبري في تفسيره عن سعيد عنه،
-وأما قول مجاهد
فأخرجه ابن المنذر في تفسيره عن ابن جريج، ويونس ابن أبي إسحاق عنه، وأخرجه الطبري في تفسيره عن القاسم بن أبي بزة، وابن أبي نجيح وأبي إسحاق كلهم عنه،
وذكره الثعلبي في تفسيره عنه.
-وأما قول الحسن
فأخرجه الطبري في تفسيره عن يونس عنه،
-وأما قول إبراهيم
فأخرجه الطبري في تفسيره عن مغيرة عنه،
-وأما قول أبي مالك
فأخرجه الطبري في تفسيره عن إسماعيل بن أبي خالد وعن حصين عنه،
-وأما قول الربيع
فأخرجه الطبري في تفسيره عن ابن أبي جعفر عن أبيه عنه،
-وأما قول أبي عبيدة
فأخرجه عنهم ابن المنذر في تفسيره عن الأثرم عنه.
-وأما قول مقاتل
فقد ذكره الثعلبي في تفسيره عنه. [لديك تفسير مقاتل نفسه، يمكن الرجوع إليه]
-وأما قول السدي
فأخرجه الطبري في تفسيره عن أسباط عنه،

-وقال ابن أبي حاتم في تفسيره عند هذا القول: أنه منقول عن ابن عباس وعائشة، ومجاهد، وَالْحَسَنِ وَأَبِي مَالِكٍ والربيع بن أنس، وَأَبِي رَزِينٍ وَالنَّخَعِيِّ، وَالشَّعْبِيِّ وَالضَّحَّاكِ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

=توجيه هذا القول:
-قال مقاتل: هو لغة جرهم، يقال: ميزان عائل، أي مائل. وكتب عثمان بن عفان (رضي الله عنه) إلى أهل الكوفة في شيء عاتبوه فيه: أني لست بميزان لا أعول.
-وأنشد عكرمة لأبي طالب:
بميزان صدق لا يغل شعيرة ... له شاهد من نفسه غير عائل
- قال الفراء: عال الرجل يعول عولًا، إذا مال وجار.
-وقال ابن جرير الطبري (يقال منه: "عال الرجل فهو يعول عَوْلا وعيالة"، إذا مال وجار. ومنه: "عَوْل الفرائض"، لأن سهامها إذا زادت دخلها النقص. ) ا.ه.


--------------------------------------------------
=*= القول الرابع: تضلوا.
=القائلون به:
مجاهد، وابن إسحاق
=تخريج أقوال القائلون بهذا القول:
-فأما قول مجاهد:
أخرجه ابن المنذر في تفسيره عن يونس بن أبي إسحاق عنه،
وذكره عنه الواحدي في الوسيط، والبغوي في معالم التنزيل، ومكي بن أبي طالب في الهداية إلى بلوغ النهاية عنه.
-وأما قول ابن إسحاق
فذكر الماوردي في تفسيره أنه قوله، وأنه نقله عن مجاهد
=توجيه هذا القول:
الذي يظهر أن هذا القول يمكن أن يقال هو نتيجة للقول السابق، فإن من مال وجار في حق النساء، فإنه يكون قد ضل عن الحق في هذه المسألة، ولم يهتدي لما أمره الله به من القسط والعدل بين النساء.



--------------------------------------------------
=*= خامساً دراسة الأقوال والترجيح
=فأما القول الأول
فقد رده الزجاج وكذا فعل الثعلبي حيث قال : (وقال الشافعي: أن لا تكثر عيالكم. وما قال هذا أحد غيره. وإنما يقال: أعال يعيل إذا كثر عياله.) ا.ه.
-وذكره أيضا البغوي وقال نفس قول الثعلبي وذكر أنه يقال إنها لغة حمير وأن قراءة طلحة بن مصرف حجة لهذا القول
-وقال مكي بن أبي طالب في الهداية: وخطأه (في) هذا جميع النحويين وأهل اللغة، وإنما كان يجب على قوله: أن تعيلوا.
-قال ابن عطية: وقدح في هذا الزجاج وغيره، بأن الله قد أباح كثرة السراري، وفي ذلك تكثير العيال، فكيف يكون أقرب إلى أن لا يكثر.
قال القاضي أبو محمد: وهذا القدح غير صحيح، لأن السراري إنما هن مال يتصرف فيه بالبيع، وإنما العيال الفادح الحرائر ذوات الحقوق الواجبة
وقد ذكر ابن كثير في كلامه ما يبين أن ما ذهب إليه ابن عطية غير مسلم له حيث قال: فَإِنَّهُ كَمَا يُخْشَى كَثْرَةُ الْعَائِلَةِ مِنْ تَعْدَادِ الْحَرَائِرِ، كَذَلِكَ يُخْشَى مِنْ تَعْدَادِ السَّرَارِي أَيْضًا. ) ا.ه.
-وقد رده ابن حبان في صحيحه بأن ترجم قائلاً " ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ جَلَّ وَعَلَا: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} أراد به كثرة العيال" ثم ساق حديث عائشة.

=وأما القول الثاني:
وهو أن لا تفتقروا فقد رده ابن كثير قائلاً: (وَتَقُولُ الْعَرَبُ: عَالَ الرَّجُلُ يُعِيلُ عَيْلة، إِذَا افْتَقَرَ وَلَكِنْ فِي هَذَا التَّفْسِيرِ هَاهُنَا نَظَرٌ)
وقال ابن جرير:
(يقال منه: "عال الرجل فهو يعول عَوْلا وعيالة"، إذا مال وجار. ومنه: "عَوْل الفرائض"، لأن سهامها إذا زادت دخلها النقص.
وأما من الحاجة، فإنما يقال: "عال الرجل عَيْلة"، وذلك إذا احتاج، كما قال الشاعر:
وَمَا يَدْرِي الفَقِيرُ مَتَى غِنَاهُ ... وَمَا يَدْرِي الغَنُّي مَتَى يَعِيل
بمعنى: يفتقر.)


=وأما القول الرابع
وهو قول مجاهد: أن لا تضلوا فلم أجده إلا عن مجاهد فيما ذكر الواحدي في الوسيط والبغوي في معالم التنزيل ويمكن أن يقال في هذا القول أنه قد يرجع إلى القول الثالث فإن من مال وجار فإنه يكون قد ضل في هذا الأمر عن الحق فيه.

=وأما القول الثالث
فهو قول أكثر المفسرين كما ذكره غير واحد كالثعلبي والواحدي وابن أبي حاتم، والبغوي


الراجح
الذي يظهر لي ويترجح هو القول الثالث وهو قول أكثر المفسرين وقال عنه ابن كثير هو الصحيح حيث قال: (وَالصَّحِيحُ قَوْلُ الْجُمْهُورِ: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا} أَيْ: لَا تَجُورُوا. يُقَالُ: عَالَ فِي الْحُكْمِ: إِذَا قَسَط وَظَلَمَ وَجَارَ،) ا.ه.
وهو الذي اختاره ابن جرير فقال: (يعني بذلك تعالى ذكره وإن خفتم أن لا تعدلوا في مثنى أو ثلاث أو رباعَ فنكحتم واحدة، أو خفتم أن لا تعدلوا في الواحدة فتسررتم ملك أيمانكم، فهو"أدنى" يعني: أقرب، ="ألا تعولوا"، يقول: أن لا تجوروا ولا تميلوا.) ا.ه.



والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



ذكر المراجع.
تم الرجوع إلى الكتب التالية :

أولا من المصادر الأصلية:
-من المرتبة الأولى: كتب دواوين السنة.
بحثت في بعضها كالصحيحين والسنن الأربع ومسند أحمد ومستدرك الحاكم وسنن سعيد بن منصور وتفسيره، ومصنف عبد الرزاق
ولم أجد فيها شيء سوى أثر عكرمة وابن عباس في سنن سعيد بن منصور ، وما في صحيح ابن حبان عن عائشة
- من المرتبة الثانية: كتب التفسير في جوامع الأحاديث.
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)
- من المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة :
1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري (ت: 310هـ)
2- تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)
3- معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ)
- ومن المرتبة الرابعة : التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها .
-1تفسير سفيان الثوري (161 ه)
-2تفسير ابن المنذر النيسابوري(ت:318هـ)
- من المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير :
.6. الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب (ت: 427 ه)
1. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
2. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
3. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
4. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ)
.5 أحكام القرآن للقرطبي (ت671)


ومن التفاسير اللغوية :
-معاني القرآن لإِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ)



وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

التقويم: أ+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
يمكنك استخلاص توجيه القول، أو علته، أو وجه ترجيحه من أقوال المفسرين وإعادة الصياغة بأسلوبك، فلا تحتج مع هذا إلى تكرار النقل عنهم، مع تنمية ملكة التحرير عنك.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 جمادى الآخرة 1441هـ/2-02-2020م, 12:29 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المشري مشاهدة المشاركة
1- القراءات في الأرحام وتوجيهها :

المراجع :
تفسير عبدالرزاق
تفسير الثوري
جامع البيان للطبري
تفسير القرآن لابن أبي حاتم الرازي
تفسير الماوردي
تفسير ابن الجوزي
المحرر الوجيز لابن عطية
تفسير القرطبي
تفسير القرآن العظيم لابن كثير
تفسير ابن عاشور
معاني القرآن للفراء
مجاز القرآن لأبي عبيدة
معاني القرآن للأخفش سعيد بن مسعدة البلخي
تفسير غريب القرآن لابن قتيبة
معاني االقرآن للزجاج
معاني القرآن للنحاس
الكامل للمبرد محمد بن يزيد الثمالي
صفحات في علوم القراءات لعبد القيوم السندي
الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر لمحمد محمد محمد سالم محيسن



القراءة الأولى : بخفض الميم ، وهي قراءة الإمام حمزة ، و هكذا فسرها الحسن وإبراهيم النخعي ومجاهد .
فأما قول الحسن فرواه عبدالرزاق عن معمر عنه و رواه ابن جرير من طريق ابن المبارك عن معمر عنه .
وأما قول إبراهيم فرواه ابن جرير من طريق عمرٍو، عن منصورٍ، عنه ، ومن طريق هشيم عن مغيرة عنه .
وأما قول مجاهد فرواه سفيان الثوري عن ابن [ابن أبي ]نجيح عنه .

توجيه القراءة :
إما أن تكون معطوفة على الهاء في ( به ) ، أو مجرورة بباء مقدرة ( وبالأرحام ) ، أو مجرورة على القسم ، وضعف الأخير بعض المفسرين .

القراءة الثانية : بفتح الميم ، وهي قراءة باقي العشرة ، وهكذا فسرها ابن عباس و قتادة و عكرمة و الحسن ومجاهد في رواية عنهما ، والسدي والضحاك والربيع وابن زيد
فأما قول ابن عباس فرواه ابن جرير من طريق معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عنه .
وأما قول قتادة فرواه عبدالرزاق عن معمر عنه ، ورواه ابن جرير من طريق يزيد عن سعيد عنه .
وأما قول عكرمة فرواه سفيان الثوري عن خصيف عنه .
وأما قول الحسن فرواه ابن جرير من طريق هشيم عن منصور عنه .
وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق شبل عن ابن أبي نجيح عنه .
وأما قول السدي فرواه ابن جرير من طريق أحمد بن المفضّل، عن أسباطٌ عنه .
وأما قول الضحاك فرواه ابن جرير من طريق جويبر عنه .
وأما قول الربيع فرواه ابن جرير من طريق ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عنه .
وأما قول ابن زيد فرواه ابن جرير من طريق ابن وهب عنه .

توجيه القراءة :
إما أن تكون منصوبة بالعطف على لفظ الجلالة ، أوعطف على موضع به ؛ لأن موضعه نصب ، أو تكون منصوبة بإضمار فعل تقديره: واتقوا الأرحام أن تقطعوها ، وهو الأظهر عند ابن عطية .

القراءة الثالثة : برفع الميم ، وهي قراءة عبد الله بن يزيد .

توجيه القراءة :
مرفوعة على الابتداء والخبر مقدر، تقديره: والأرحام أهل أن توصل ، ذكره ابن عطية ، وقيل الرفع على الإغراء عند من يرفع به .


دراسة الأقوال :

أما قراءة الخفض فغير جائزة عند رؤساء نحويي البصرة ، [ومن الكوفيين أيضًا] لأنه لا يجوز عندهم أن يعطف ظاهر على مضمر مخفوض ، و هي عند سيبويه قبيحة لا تجوز إلا لضرورة الشعر ، وضعّفها ابن عطية من ناحية المعنى أيضا من وجهين :
الأول : أنه لا فائدة مستقلة من ذكر الأرحام ، ولا معنى له في الحض على تقوى الله ، وغاية ما هنالك الإخبار بأنه يتساءل بها ، وهذا ليس من الفصاحة .
لكن ابن عاشور وجه الحكمة من هذه القراءة بأن فيها تعظيم لشأن الأرحام التي يسأل بعضهم بعضا بها ، و من ذلك قول العرب ( ناشدتك الله والرحم ) كما روي في الصحيح : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قرأ على عتبة بن ربيعة سورة فصلت حتى بلغ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فأخذت عتبة رهبة وقال : ناشدتك الله والرحم ، وهو ظاهر محمل هذه الرواية ، كما ثبت تفسيرها بذلك عن بعض الصحابة .
و الثاني : أن في ذكرها على ذلك تقريرا للتساؤل بها والقسم بحرمتها، والحديث الصحيح يرد ذلك في قوله عليه السلام: ( من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) .
وأما رد هذا المعنى بزعم أن القسم من الله على ما اختص به سبحانه من القسم بمخلوقاته، ويكون المقسم عليه فيما بعد من قوله: إنّ اللّه كان عليكم رقيباً فهذا كلام يمنع منه نظم الكلام وسرده، وإن كان المعنى يخرجه ، كما ذكره ابن عطية .
ووجه ابن الأنباري هذه الأمر بقوله : إنما أراد حمزة الخبر عن الأمر القديم الذي جرت عادتهم به ، فالمعنى: الذي كنتم تساءلون به وبالأرحام في الجاهلية ، ذكره عنه ابن الجوزي ، ويؤيده الحديث السابق في الصحيح في قراءته عليه الصلاة والسلام على عتبة .
والحقيقة أن ابن مالك جوّز العطف على المجرور بدون إعادة الجر ، فقال في ألفيته :
وعود خافض لدى عطف على ... ضمير خفض لازما قد جعلا
وليس عندي لازما إذ قد أتى ... في النظم والنثر الصحيح مثبتا
وهو مذهب الكوفيين ، والشواهد عليه محفوظة ، كما أنّه مما لا شك فيه أن صحيح القراءات القرآنية ، مما ينبغي أن تبنى عليه قواعد اللغة العربية ، ولا ترد القراءة بحجة مخالفة اللغة ، إذ الإحاطة بذلك غير ممكن .
ومن فوائد هذه القراءة ما فيها من التعريض بعوائد الجاهلية ، إذ يتساءلون بينهم بالرحم وأواصر القرابة ثم يهملون حقوقها ولا يصلونها ، ويعتدون على الأيتام من إخوتهم وأبناء أعمامهم ، فناقضت أفعالهم أقوالهم ، وأيضا هم آذوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وظلموه ، وهو من ذوي رحمهم وأحق الناس بصلتهم ، كما بينه ابن عاشور رحمه الله .
وفي قراءة النصب الأمر بصلة الرحم وعدم قطعها وهذا يتناسب مع أول السورة حين أخبرهم أنهم من نفس واحدة و أن عليهم أن يتواصلوا ويعلموا أنهم إخوة ، ذكره الماوردي ، ففيها ابتداء تشريع كما بينه ابن عاشور ، و مما يشهد لهذه القراءة ما رواه شعبة عن عون بن أبي جحيفة ، عن المنذر بن جرير ، عن أبيه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاء قوم من مضر حفاة عراة ، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير لما رأى من فاقتهم ؛ ثم صلى الظهر وخطب الناس فقال : يا أيها الناس اتقوا ربكم ، إلى : والأرحام ؛ ثم قال : تصدق رجل بديناره تصدق رجل بدرهمه تصدق رجل بصاع تمره . . . وذكر الحديث . فمعنى هذا على النصب ؛ لأنه حضهم على صلة أرحامهم ، ذكره القرطبي .
و أما قراءة الرفع فهي قراءة شاذة ، و هي منقولة عن عبدالله بن يزيد .
بذلك يتبين صحة هذه القراءات وبيان توجيهها ، وورود العربية بها ، وأما قراءة الرفع فلا يُقرأ بها لعدم تواترها ، والجمهور على قراءة النصب و ثبت فيها أقوال كثيرة عن المفسرين من التابعين رضوان الله عليهم .


التقويم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir