دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو القعدة 1438هـ/26-07-2017م, 01:45 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السادس عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة مسائل الإيمان

*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثالث)

اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"

المجموعة الثانية :

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 ذو القعدة 1438هـ/27-07-2017م, 09:47 PM
سلوى عبدالله عبدالعزيز سلوى عبدالله عبدالعزيز غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 726
افتراضي

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
من وقف بالقران هم على ثلاثة أصناف :
الصنف الأول :
طائفة من الجهمية يستترون بالوقف ، وهم في الحقيقة يقولون بخلق القران ، وينكرون على من يقول : القران غير مخلوق .
الحكم :أنهم أشد فتنة من الجهمية الذين يصرحون بالقول بخلق القران ، لأنهم يستدرجون العامة من الناس بذلك ؛ ثم يشككونهم في كلام الله ؛ فلا يعلمون أهو مخلقوق أم غير مخلوق ،وإذا ابتلي المرء بالشك وقع في الفتنة ، وكان أقرب إلى الإلتزام بقولهم . وقد أشتد إنكار الإمام أحمد على هؤلاء الواقفة ، وكثرت الرواية عنهم على تكفيرهم والتحذير منهم ، وخلاصة القول : أن أصحاب هذا الصنف من الواقفة ؛ هم جهمية ، وعلامة هؤلاء أنهم يتعاطون علم الكلام ويجادلون ؛ فمن كان متكلماً مجادلاً ، ويقول بالوقف في القران فهو جهمي .
قال ابن تيمية: (وكانت الواقفة الذين يعتقدون أن القرآن مخلوق ويظهرون الوقف، فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق، ويقولون: إنه محدث، ومقصودهم مقصود الذين قالوا هو مخلوق فيوافقونهم في المعنى ويستترون بهذا اللفظ؛ فيمتنعون عن نفي الخلق عنه، وكان إمام الواقفة في زمن أحمد: محمد بن شجاع الثلجي يفعل ذلك، وهو تلميذ بشر المريسي وكانوا يسمونه "ترس الجهمية")ا.هـ.

الصنف الثاني:
هم الذين يقفون بشك وتردد؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك.
الحكم : لم يؤمنوا في الحقيقة بكلام الله تعالى؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك منافٍ للتصديق الواجب؛ فالذي يشك غير مؤمن؛ إلا أنَّ الجاهل قد يُعذر لجهله،
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سُئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة؛ فقال: (من كان منهم جاهلا ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلم).
قال: وسمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي).
وهاتان الروايتان تدلان على تفريق الإمام أحمد رحمه الله بين الواقف الجهمي والواقف العامّي.
فالعامّيّ الذين لم يدخل في علم الكلام ولم يجادلْ جدال أصحاب الأهواء؛ يبيّن له الحقّ ويعلَّم، ويجب عليه الإيمان والتصديق بأنّ القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة.
فإن قبل واتّبع الحقّ قُبل منه، وإن أبى واستكبر أو بقي شاكّاً مرتاباً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه؛ حُكم بكفره.

الصنف الثالث:
طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق.
لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
الحكم : يعتبر هذا اجتهاد منهم وقد أخطآوا في ذلك رحمهم الله؛ فإنّ كلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله ليست مخلوقة .
ولو كانت المسألة لم يُتكلّم فيها بالباطل ويُمتحن الناسُ فيها لكان يسعهم السكوت؛ فأمّا مع ما حصل من الفتنة وحاجة الناس إلى البيان، وكثرة تلبيس الجهمية؛ فلا بدّ من التصريح بردّ باطلهم، وأن لا يترك الناس في عماية؛ فيكونوا أقرب إلى قبول الأقوال المحدثة.
ومن قال بالوقف من المحدثين لشبهة عرضت عليه ؛ لا بد من التحذير منه ، وأن يهجر حتى يرجع عن قوله . والله أعلم .


س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

الموقف الأول:
موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.

الموقف الثاني:
موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.

الموقف الثالث:
موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.

الموقف الرابع:
موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم. وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.

الموقف الخامس:
موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد ، وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.

الموقف السادس:
موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
قال ابن تيمية: (والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك).

الموقف السابع:
موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق ……….

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ابن كلاب : هو أبا محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب البصري كان معاصراً للإمام أحمد بن حنبل ، آراد أن يرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية ، ولكن أدى ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة ، وكان من قبل قد تمكن من الرد على بعض أقولهم وبيان فسادها ، وأدى ذلك إلى إحداث شيء في نفسه وغروره بردوه عليهم ، وصنف كتب في الرد على المعتزلة ، واجتهد اجتهاداً بالغاً فذاع صيته وأشتهر ذكره ، فظن بذلك أنه نصر السنة ، وتبعه بعض الناس وفتن به ، فكان سبب في ظهور بدعته ؛ تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها ، وسلوكه طريق المتكلمين ، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة ؛ قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة ، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمة .
موقف أئمة أهل السنة من بدعة ابن كلاب :
أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
وقد حرج ابن كلاب بقول محدث في القران ؛ وهو أن القران حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى ، وأنه ليس بحرف ولا صوت ، ولا يتجزأ ولا يتباعض ، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال . وهذا كله باطل ، ولابن كلاب أقوال أخرى محدثة في الصفات والإيمان والقدر
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).
قال ابن تيمية: (فأحدث ابن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لم يكن يتصوره عاقل، ولا خطر ببال الجمهور، حتى أحدث القول به ابن كلاب).
كذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كان الناس قبل أبي محمد ابن كلاب صنفين:
- فأهل السنة والجماعة يثبتون ما يقوم بالله تعالى من الصفات والأفعال التي يشاؤها ويقدر عليها.
- والجهمية من المعتزلة وغيرهم تنكر هذا وهذا.
فأثبت ابن كلاب قيام الصفات اللازمة به، ونفى أن يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها. ووافقه على ذلك أبو العباس القلانسي، وأبو الحسن الأشعري، وغيرهما)ا.هـ.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).
وكذلك كان إمام الأئمّة ابن خزيمة (ت:311هـ) من أشدّ العلماء على الكلابية، وأكثرهم تحذيراً منهم، وردّا عليهم.

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
ظهرت فتنة اللفظية فكانت فتنتها أعظم وأطول مدى من فتنة الوقف، استمرّت قروناً من الزمان وجرى بسببها مِحَن عظيمة .
واللفظية من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل ، ودخول التأويل فيها ، وكان أول من أدخلها ( الكرابيسي) ، فمنه نشآت فتنة عظيمة ، حيث يقول : أن التلاوة مخلوقة ، وألفاظنا بالقران مخلوقة ، والقران ليس بمخلوق ، وقد عرض هذا القول على الإمام أحمد لأخذ الحكمم فيه ، فقال : هذا يجانب ، وهو فوق المبتدع ، وما أراه إلا جهمياً ، هذا كلام الجهمية ، القران ليس بمخلوق قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات}، فقالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فاحذروهم، فإنهم هم الذين عنى الله» ، والقرآن ليس بمخلوق)ا.هـ.
قال ابن تيمية: (الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيه من لبس الحق بالباطل، مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بينت معانيها، فإن ما كان مأثوراً حصلت له الألفة، وما كان معروفا حصلت به المعرفة، كما يروى عن مالك رحمه الله أنه قال: "إذا قل العلم ظهر الجفاء، وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء".
فإذا لم يكن اللفظ منقولاً ولا معناه معقولاً ظهر الجفاء والأهواء).
وقال ابن تيمية أيضاً: (الذين قالوا التلاوة هي المتلو من أهل العلم والسنة قصدوا أن التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة، وهي الكلام المتلو.
وآخرون قالوا: بل التلاوة غير المتلو، والقراءة غير المقروء، والذين قالوا ذلك من أهل السنة والحديث أرادوا بذلك أن أفعال العباد ليس هي كلام الله، ولا أصوات العباد هي صوت الله، وهذا الذي قصده البخاري، وهو مقصود صحيح.
لابد من الحذر من مثل هذه الالفاظ والمعتقدات ؛ والرجوع إلى أهل السنة والجماعة ، والبعد عن أهل الأهواء والضلال ؛ التي قد تكون سبباً في البعد عن ما قاله الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولا بد من الايمان التام أن القرآن كلام الله تعالى وهو غير مخلوق، فالقرآن يتلوه القارئ، ويكتبه الكاتب في المصحف، ولا يخرج بذلك عن كونه كلام الله، لأن الكلام يُنسب إلى من قاله ابتداء.
وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله تعالى غير مخلوقة ، وهذه المسألة خالف فيها المعتزلة والجهمية وزعموا أنَّ كلام الله مخلوق.
كذلك لابد من الإيمان أنَّ أفعال العباد مخلوقة، فكما أنَّ ذواتهم مخلوقة؛ فكل ما يصدر منهم من قول أو فعل فهو مخلوق؛ كما هو معلوم متقرر من أدلّة كثيرة؛ منها قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون}.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب الشهرة :
أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري كان معتزلاً في شبابه حتى بلغ أربعين من عمره ، وذلك تحت تأثير زوج أمه أبي علي الجبائي ، وكان من روؤس المعتزلة ،وقد أخذ الأشعري منه علم الكلام ، وبلغ ما بلغ عندهم من الاعتزال ، وعلم الكلام ، أبو الحسن كان تراوده عدة أسئلة ، وكان لا يجد لها جواباً عندهم ، وكان يسأل الجبائي فلا يجد عنده الجواب المقنع ، ووصل إلى مرحلة المناظرة للجبائي ، بعدها تنبين له فساد عقيدة المعتزلة ، فعندها أصابته حيرة شديدة ، فعندها غاب عن الناس لمدة خمسة عشرة يوماً ، بعدها دخل جامع البصرة في يوم الجمعة وأعتلى المنبر ؛ وأعلن للناس توبته من الإعتزال ، والتزم قول أهل السنة ، وعزمهعلى الانتصار لها ، والرد على المعتزلة ، وكشف شبهاتهم وإبطالها ، ولكنه كان متبحراً في علم الكلام ، وقليل العلم في السنة ، وكان يعجبه طريقة ابن كلاب ، لقربها من فهمه وإدراكه ، وكان يرى أن ابن كلاب متكلم عن السنة والمحاج عنهم ، فأخذ طريقته في المناظرة والرد على المعتزلة والمخالفين ، فاشتهر بذلك وذاع صيته ، وعظمه بعض الناس لذلك
لكنه في الحقيقة كان قد خالف أهل السنة وطريقتهم ، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل .
ألف كتاباً في آخر حياته “ الإنابة “ الذي فيه عن الطريقة الكلامية ، وألتزم قول أهل الحديث ،
وكان مما قال فيه: (قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب الله ربنا عز وجل، وبسنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما روي عن السادة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل- نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته قائلون، ولما خالف قوله مخالفون؛ لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل، الذي أبان الله به الحق، ودفع به الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشك الشاكين؛ فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وجليل معظم، وكبير مفهم...) .
موقف أهل السنة منه :
اختلف في شأنه أهل العلم من السنة ، فمنهم من قال إن رجوعه كان رجوعاً صحيحاً ، ومنهم من قال أن رجوعه كان رجوع مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل العقيدة .
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)ا.هـ.
قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
وقال أبو محمّد البربهاري: ( احذر صغار المحدثات من الأمور؛ فإن صغار البدع تعود كبارا).
وكان البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه، مهيباً مسموع الكلمة كثير الأتباع، وهو معاصر لأبي الحسن الأشعري، فدخل عليه أبو الحسن وعرض عليه ردوده على المعتزلة ؛ فأنكر عليه أبو محمد البربهاري طريقته.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 ذو القعدة 1438هـ/28-07-2017م, 10:27 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

‎بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية‎ :
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟‏

معنى الوقف في القرآن أن يقول القائل: القرآن كلام الله، ويتوقف فلا يقول بأنه ‏مخلوق، أو غير مخلوق.
وقد نشأ هذا القول عن رغبة طائفة في الانتصار لأهل السنة والرد على المعتزلة ‏و قد سلكوا سبيل أهل الطرق الكلامية، فكان ذلك سببا للوقوع في البدع وحدوث ‏فتن ألمت بالأمة.‏
‏ والواقفية ليسوا بجماعة أو طائفة واحدة، فقد تبنى هذا القول طائفة من أهل ‏الحديث، منهجهم هو القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، و ينكرون على من ‏قال بخلق القرآن.
و كان هذا القول مقبولا قبل وقوع فتنة القول بخلق القرآن، أما بعد أن وقعت ‏الفتنة فوجب التبيين والتوضيح، حتى لا يلتبس على العامة الأمر.‏
‏ وهناك من تستر بهذا القول مبتغيا الفتنة، وهم طائفة من الجهمية، وهم الذين ‏يقولون بخلق القرآن، و ينكرون على من قال بأن القرآن غير مخلوق.
‎ وهناك طائفة أخرى، قد وقفت شكا وترددا، فكانوا يقولون نقول: القرآن كلام الله، ‏ونسكت. لكن الشك لا يقوم به الدين، و هو نقيض اليقين.
فكيف لمؤمن أن يشك ‏في كلام ربه و الذي هو من صفاته، وقد أُمر بالإيمان به.‏‎

و أما بالنسبة لوقوف البعض من أهل الحديث، فأولا نعرض قول أهل الحديث ‏وهو: أن القرآن كلام الله غير مخلوق، لأنه صفة من صفاته، و صفات الله تعالى ‏غير مخلوقة.
‏ وهذا هو القول الحق في هذه المسألة، و لكن بعد وقوع الفتنة ( فتنة خلق القرآن) ‏أصبح لزاما على العلماء التوضيح والتبيين للعامة الذين قد يلتبس عليهم الأمر،
‏فلا ينجرفوا وراء أهل البدع و الأهواء، و يرددوا عباراتهم وكلامهم فيضلوا و ‏يهلكوا.‏

‏ و أما سبب وقوف بعض أهل الحديث، فهو اجتهاد منهم، قد أخطؤوا فيه، و هذا ‏الخطأ كلفهم الكثير،بل كلف الأمة جميعا، و قالوا: أن القول بخلق القرآن قول ‏محدث، فلا نقول أنه مخلوق أو غير مخلوق، بل نلزم ما كان عليه السلف، فنقول ‏‏: القرآن كلام الله، و نسكت.
‏ و قد أنكر عليهم الإمام أحمد هذا القول، وحذر منهم و من مجالستهم، لأنهم بذلك ‏إنما يمهدون الطريق للمبتدعة وأهل الكلام ليبثوا سموم باطلهم في الناس ‏وينشروا شبهاتهم، و إذا انتشرت الشبهات، وقعت الفتن.‏


س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ‏.

أثارت مسألة اللفظ فتنة عظيمة لاعتمادها على ما أراده القائل بها، وقد حذر علماء ‏السنة من استخدام عبارات أهل الكلام لما فيها من تلبيس.
‏و قد أوضح شيخ الإسلام هذا الأمر فقال، إن الذين قالوا التلاوة هى المتلو، ‏فقصدوا أن التلاوة هى الكلام و القول.
و الذين قالوا بأن التلاوة غير المتلو، فقصدوا أن أفعال العباد ( و هى فعل التلاوة) ‏‏ ليست هى كلام الله.
ومقصد كلا الفريقين صحيح.
‏ و سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ، أنه هناك من قال بأن اللفظ ليس هو ‏الملفوظ، و قد أراد المصدر.
وهناك من قال بأن اللفظ هو الملفوظ ، وقد أراد المفعول.
‏ فالحاصل أن مقصود كلمة اللفظ متوقف على ما أراده المتكلم، و هذا قد لا يدركه ‏السامع لاتساع المعنى.‏‎


س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ‏.

لما كان الإمام البخاري يعلم ما أصاب الإمام أحمد في مسألة اللفظ، فعزم ألا يتكلم ‏فيها، ولما كان في بلده ( بخارى ) مخالفين كُثر له، ففضل الذهاب إلى نيسابور ‏ليستقر بها، وقد استقبله أهلها و علماؤها بالترحاب الشديد والحفاوة البالغة.
و لكن يأبى الحاقدون الحاسدون أن يتركوا عباد الله دون أن يخوضوا في الفتنة، ‏فلما كان مجلسا مما يحضره البخاري وقد اجتمع له الناس، فقام رجلا يسأل الإمام ‏البخاري عن اللفظ بالقرآن أمخلوق أم غير مخلوق، فأعرض عنه الإمام، فجعل ‏الرجل يعرض له حتى أجابه الإمام البخاري في الثالثة، فقال بأن القرآن كلام الله ‏غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة، فتلقف الرجل مقالته و جعل ‏يشغب و هاج الناس، فكان ما أراد أهل الفتنة، أن أخرجوه عن صمته، وجعلوه ‏يتكلم في المسألة.
و قد نُقلت مقالته بعد تشويهها إلى قاضي نيسابور ( محمد بن يحيى الذهلي) فأمر ‏الناس باعتزال مجلسه، و كان مسلم بن الحجاج ممن يدافعون عن الإمام البخاري، ‏لعلمه بموقفه، و ما هى إلا مدة و قد خرج الإمام البخاري من نيسابور قاصدا ( ‏بخارى) مع كراهة ذلك عنده.
و لم تهدأ الأمور و لم تقف عند هذا الحد، فقد كتب قاضي نيسابور إلى أمير ‏بخارى، محذرا إياه من الإمام البخاري، مدعيا أنه يظهر الخلاف بين أهل السنة، ‏فأمر أمير بخارى بخروج الإمام البخاري.

و قد خرج من بخارى، واستقر ببلدة ( خرنتك) في سمرقند، حتى قُبض و دفن بها.
و طوال هذه الفترة قد عانى البخاري من افتراءات و أكاذيب، و أوذي كثيرا حتى ‏أن البعض كفره، و مع ذلك فقد كان صابرا محتسبا، يرد على ما قيل فيه بالآيات ‏والأحاديث و يكثر من الدعاء على ظلمته، حتى أصابهم الله بأباطيلهم و افتراءهم.
‏رحم الله الإمام البخاري فقد لاقى في هذه المحنة أمرا عظيما، وقد ثبته الله على ‏الحق، وقد ظل ذكره مخلدا إلى يومنا هذا، و لا غنى لطلاب العلم عن كتبه وعلمه.


‎ س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية‏‎.‎

لما بلغ الإمام أحمد بن حنبل ما كان يقول به حسين الكرابيسي، و نيله من بعض ‏الصحابة والتابعين، وغلبة نصرته للرافضة، فحذرالإمام أحمد منه، ونهى عن ‏الأخذ عنه، فلما بلغ ذلك الكرابيسي توعد و تنمر و توعد بأن يقول مقالة إن قال ‏الإمام أحمد بخلافها كفر، فقال : ( لفظي بالقرآن مخلوق، و من لم يقل بهذا القول ‏فهو كافر).
و كان الإمام أحمد في زمن الواثق قد قال في من يقول بأن ألفاظنا بالقرآن ‏مخلوقة، وأن القرآن ليس بمخلوق،أن ذلك أعلى درجة من المبتدع، وأن هذا الكلام ‏لا يصدر إلا من جهمي يتلاعب بالكلام ليبلس على الناس، و الواجب الحذر منه و ‏مجانبته.
و لما صار ما صار من الكرابيسي، فاشتد قول الإمام أحمد في الإنكار على من قال ‏باللفظ سواء نفيا أو إثباتا.



س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ‏‎.‎

وردت روايات عن الإمام أحمد تفيد بأن اللفظية هم جهمية يتسترون باللفظ، و قد ‏حذر الإمام أحمد من استعمال تلك الأقوال و العبارات التي يريد بها أهل الكلام
و من على شاكلتهم التلبيس على العامة، وقد أمر باعتزال مجالس المبتدعة.
و قال البخاري في كتابه( خلق أفعال العباد): أن كلام الله ليس بمخلوق، وقال أن ‏جميع القرآن هو قول الله عز وجل، و القول صفة القائل، فالقرآن قول الله غير ‏مخلوق،
وأما القراءة والكتابة والحفظ له فهى أفعال مخلوقة.‏


س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن‏.

‏1.أهمية العلم الشرعي الصحيح في مواجهة أهل البدع و الأهواء.‏
‏2.سؤال الله الثبات على الحق، فكم ممن كانوا من أهل السنة فزلت أقدامهم ‏بعد ثبوتها وافتتنوا بعلم الكلام وحادوا عن طريق الحق.
‏3.نصرة الدين هو طريق السلف ولا يكون إلا من مخلص، أما الانتصار ‏للنفس فهو من سمات أهل البدع.
‏4.الدفاع عن الحق لا يكون إلا بسلوك طريق السلف، وهو اتباع الكتاب ‏والسنة، ومن ظن أن ذلك مُحقق بسلوك طرق أخرى فقد ضل.
‏5.لزوم كلمة جماعة المسلمين وأئمتهم، فهذا أدعى لتوحيد الأمة.
‏6.عدم الانخداع بما يُسمى مؤتمرات و لقاءات التقريب بين المذاهب و ‏الفرق، فهذا باب شرعظيم يبدأ بالترخص في الاجتماع معهم و من ثم ينتهي ‏بفتن و شبهات تعصف بالأمة،
فرحم الله أئمة السنة الذين أمروا باجتناب ‏المبتدعة و مجالسهم، حتى لا يُصبح لهم وزنا.‏

7.عدم الاستشراف للفتن، فإنها مهلكة، يحسب المرء أنه بمنأى من أن تصبه، فيوغل فيها حتى يُنال من دينه.
8. حاجة الأمة العظيمة للعلماء الذين يذبون عنها و يتصدون لمحاربة الشبهات.
9. أهمية نشر العلم الشرعي، بين العامة و توعيتهم،و الله تعالى يوفق من أخلص في سعيه.
10. أهمية تعاهد طالب العلم نفسه بالتزكية و الإصلاح، فإن العلم إن لم ينفع صاحبه صار وبالا عليه.

الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 ذو القعدة 1438هـ/29-07-2017م, 02:45 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

عذرا ، تصويب س3. لما كان الإمام البخاري يعلم ما أصاب الإمام أحمد في مسألة خلق القرآن.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 ذو القعدة 1438هـ/29-07-2017م, 05:00 PM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

المجموعة الثانية :
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القران بأن يقول القائل أن القران كلام الله و يقف دون ان يكمل غير مخلوق او مخلوق او ان يضيف عليه اي عبارة تدل على انه غير مخلوق
سبب وقوف بعض أهل الحديث لأنهم رأوْا ان القول - بخلق القران او غير مخلوق - قول محدثة لم يكن في السلف الصالح ، فلم يروا بضرورة ادراجه في الكلام واكتفوا بالقول القران كلام الله .
س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ أن عبارات لفظي في القران التلاوة، والقراءة، واللفظ مجمل مشترك: يراد به المصدر، ويراد به المفعول غامضة تحتمل التأويل فيها
قال ابن تيمية: (الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيه من لبس الحق بالباطل، مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بينت معانيها، فإن ما كان مأثوراً حصلت له الألفة، وما كان معروفا حصلت به المعرفة، كما يروى عن مالك رحمه الله أنه قال: "إذا قل العلم ظهر الجفاء، وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء".
س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
سبب المِحنة الحسد، فعندما قدم نيسابور و اجتمع الناس حوله حسده بعض العلماء فأرادوا التوقيع به
وموقف الامام البخاري من مسألة اللفظ
قال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
وقال البخاري أيضاً: (جميع القرآن هو قوله [تعالى]، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله: {فاقرءوا ما تيسر منه} والقراءة فعل الخلق).

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
سبب نشأة فتنة اللفظية هو حسين بن علي الكرابيسي حيث أوتي علما كثيرا و كان له اتباع الا انه كان له سقطات تدل على عدم ادراكه بمقاصد الشريعة الاسلامية في تحقيق المصالح ودرء المفاسد و صنف مصنفات كثيرة
ومن ذلك أنّ الكرابيسيّ ألّف كتاباً حطّ فيه على بعض الصحابة وزعم أنّ ابن الزبير من الخوارج، وأدرج فيه ما يقوّي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات؛ وحطّ على بعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف.
فعرض كتابه على الإمام أحمد وهو لا يدري لمن هو؛ فاستبشع بعض ما فيه، وقال: (هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب...)
وقال: (قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به).
فحذّر منه الإمام أحمد، ونهى عن الإخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.
وبهذا ظهرت وانتشرت فتنة اللفظية.
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
سئل الامام احمد هل يعد اللّفظيّة في جملة الجهميّة؟
فقال: لا، الجهميّة الّذين قالوا: القرآن مخلوقٌ.
ووردت عن الإمام أحمد روايات أخرى تفيد بأنَّ اللفظية جهمية، وهي محمولة على من قال بخلق القرآن وتستَّر باللفظ.
و وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
‎وقال البخاري أيضاً: (جميع القرآن هو قوله [تعالى]، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله: {فاقرءوا ما تيسر منه} والقراءة فعل الخلق).
‎ وقد منع الامام احمد من الخوض في المسألة من الطّرفين، إذ كلّ واحدٍ من إطلاق الخلقيّة وعدمها على اللّفظ موهمٌ، ولم يأت به كتابٌ ولا سنّةٌ، وقال الامام أحمد بل الّذي لا نرتاب فيه أنّ القرآن كلام الله منزلٌ غير مخلوقٍ
س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
الإيمان الجازم بالقران الكريم و بما جاء فيه و انه كلام الله بلسان عربي مبين و انه كامل لا نقص و لا تحريف فيه و انه محفوظ من عند الله تعالى " انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون"
الصبر على الحق و ان الله مع الصابرين
على المرء المستدل ان يستدل بما جاء في الكتاب و السنة و ان لا يخوض في علم الكلام
علم الكلام و الفلسفة من اكبر العلوم التي تؤدي المبحر فيها الى الهلاك في العقيدة
اذا انتشرت الفتنة و إعجاب كل ذي رأي برايئه على المرء ان يعتزل و يجتنب الخوض في الفتن و يتمسك بالكتاب و السنة
الحسد صفة مذمومة و وقوعها بين أهل العلم من أشد الأمور على الأمة حيث يجعل الحاسد يفتن من حوله بأمور ليست من الدين من اجل الصد عن المحسود و الوقع به
" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" فمن نعم الله علينا ان وجد في كل عصر من يدافع عن الدين و يحق الحق و يصبر على اي اذى من اجل الدين كما وجدنا في موقف الامام احمد رحمه الله في فتنة خلق القران و فتنة اللفظية
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا ممن يتبع الحق و يُؤْمِن بالقران و يعمل به ويقوم حدوده و يرزقنا فهمه و تدبره و يتقبل منا العمل الصالح و يجعله خالصا لوجهه الكريم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 ذو القعدة 1438هـ/29-07-2017م, 06:19 PM
هنادي عفيفي هنادي عفيفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 89
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ما معنى الوقف في القران وما سبب وقوف بعض اهل للحديث
هو القول بان القران كلام الله ويسكتون ولا يقال مخلوق او غير مخلوق
سبب وقوف بعض اهل الحديث ظنا منهم في ذلك ان هذا ما كان عليه السلف الصالح من قبلهم كانوا يقولون ان القران كلام الله دون القول بمخل ق وغير مخلوق فقال هؤلاء القول بمخلوق او غير مخلوق امر محدث ولكنهم اضلوا الامه بوقفهم هذا ولم يرخص لهم الامام احمد وامر بهجرهم
سبب اختلاف الافهام في مسألة اللفظ
السبب ان لفظ التلاوة والقراءة لفظ مجمل مشترك يراد به المصدر ويراد به المفعول
من قال اللفظ هو الملفوظ والقول هو نفسه المقول واراد باللفظ والقول مسمى المصدر صار حقيقةمراده ان اللفظ والقول المراد به كلامالمقول الملفوظ وهذا صحيح
فمن قال اللفظ بالقران او القراءه او التلاوه مخلوقةاو لفظي بالقران او تلاوتي دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو وذلك هو كلام الله ان اراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعني صحيحا ولكن اطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره
سبب محنة الامام البخاري وموقفه من مسألة اللفظ
عندما رجع الامام البخاري في اخر حياته الي نيسابور اجتمع عليه الناس ترحيبا به فحسده بعض مشايخ نيسابور فقالوا ان محمد يقول اللفظ بالقران مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام اليه رجل فقال يا ابا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقران مخلوق هو ام غذ. مخلوق فأعرض عنه البخاري ولم يجبه فكرر عليه السؤال وفي كل مره يعرض عنه البخاري ثم اجابه في الثالثة فقال القران كلام الله غير مخلوق وافعال العباد مخلوقه والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله ونقلت مقالته علي غير وجهها الي قاضي نيسابور محمد بن يحيي الذهلي فقال من قال او لفظي بالق ان مخلوق فهو مبتدع لا يجالس ولايكلم ومن جالس البخاري فهو علي مذهبه وقد كان محمد بن يحيي من الذين يحسدون البخاري علي ما اتاه الله من علم
موقف البخاري في مسألة اللفظ عندما يسأل عنها كان يقف فيها ويحتج ان افعالنا مخلوقه وكلام البخاري يدل علي ان الامام احمد أوذي في مسأله الوقف مما جعل البخاري ينأي عن الحديث عنها لألتباس أفهام كثير من الناس عنها ولان الاذي فيها كثير
وخرج البخاري من نيسابور واتهم بالكفر وذهب الي بخاري واستقبل بترحاب من أهلها ولكن أرسل محمد بن يحيي الذهلي الي خالد بن احمد امير بخاري وقال له ان البخاري اظهر خلاف السنه فأمره الامير من الخروج من البلد فخرج
سبب نشأة الفتنه اللفظيه
ان الكرابيسي الف كتابا حط فيه علي بعض الصحابة والتابعين وزعم ان بن الزبير من الخوارج فعرض هذا الكتاب علي الامام احمد دون ان يعرف اسم كاتبه فنهي عنه وحذر من كاتبه وقال انه جمع فيه احاديث للروافض فغضب الكرابيسي وقال لأقولن مقالة حتي يقول بن حنبل بخلافها فيكفر فقال لفظي بالقران مخلوق وهذه الكلمه التي قالها الكرابيسي اثارت فتنه عظيمه علي الامة
لخص بيان الامام احمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ
بيان الامام احمد
القران كيف تصرف في اقواله وافعاله فغير مخلوق اما افعالنا مخلوقة
بيان البخاري
افعال العباد مخلوقة اما القران المتلو فهو كلام الله ليس بمخلوق قال الله تعالي(بل هو ٱيات بينات في صدور الذين أوتوالعلم )
قال البخاري : القران هو قول الله تعالي والقول صفة القائل والقراءة والكتابه والحفظ هي أفعال الخلق لقوله (فاقرءوا ما تيسر منه)
بين أهم الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة الايمان بالقران
1:العلم اذا لم يصحبه عقل ورشد كان وبالا علي صاحبه لانه ينصرف عن المقاصد الساميه للعلم الي التشغيب علي العلماء
2:اتباع أهل السنه والجماعه وعدم اتباع أهل الهوي والبدع
3:عدم الخروج علي الحاكم الظالم ويكون الانكار له بالقلب
4:لا يجوز كتم العلم ولا استعمال التقية فيه
5:الحسد في العلم قد يصل الي ابعاد الناس عن العالم الربانى والاضرار به
7:ان طالب العلم هو الذي يذهب الي العالم ليتعلم منه وليس العكس
8:لايخص العالم تعليم اقوام من علية االقوم ويمنع اخرين منه
9:البعد عن الفتن ولو كان بهجرة البلد الذي يكثر فيها الفتن الي غيرها
10:جواز الدعاءبالموت في حال ان يخشي الانسان علي دينه من الفتن (المت خير للمؤمن من الفتنة)
11:الرد علي المخالفين وأصحاب البدع والشبهات بكلام الله وسنة رسوله وليس بالكلام والاهواء
12:التوضيح للعامة اذا التبس عليهم الامر في مسألة ما ولا يقف فيها العالم فيهم بخلاف المقصود كمسألة الوقف بالقران فكان يجب علي العلماء التوضيح للعامه بأن كلام الله غير مخلوق كما فعل الامام احمد وغيره
13: جواز الدعاءعلي الظالم لقوله تعالي (لا يحب الله الجهر بالقول من السوء الا من ظلم )

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 12:40 AM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

إجابات أسئلة المجموعة الأولى
لمجموعة الأولى :
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
صنف منهم حقيقتهم أنهم جهمية وهم يظهرون الوقف ويبطنون أنه مخلوق ويتسترون بقولهم ( هو محدث )
وصنف منهم يقفون شكا وترددا فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله فإن الإيمان يقتضي التصديق الخالي من الريب أما الجاهل فمعذور حتى يعلم ومن عرضت له شبهة قد يعذر حتى تقوم عليه الحجة.
ومن وقف في القرآن فقد شك ومن شك في القرآن بغير جهل ولا شبهة كمن قال بخلقه فهو كافر

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
- موقف الجمهمية المتسترة باللفظ ، ، وهم أكثر من أشاع مسألة اللفظ وحذر الإمام أحمد منهم كثيرا وسماهم جهمية، وهم يقولون بالخلق ويتسترون باللفظ، وقد انتشرت فتنتهم وانتشر التحذير منهم ايضا
- من خاض في علم الكلام وتأثر بقول الجهمية في هذا الشأن
- موقف داوود بن علي الأصبهاني وهو رأس أهل الظاهر وكان ممن تكلم باللفظ وقال (لفظي القرآن مخلوق ) لكنه تأول ذلك على مذهبهفي القرآن فهجروه كثير من أئمة اهل السنة وأمروا بهجره.
-موقف جمهور أهل الحديث وهو منع الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه وبدعوا من قال لفظي بالقرآن مخلوق أو من قال لفظي فيه غير مخلوق ، وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة
- موقف طائفة من أهل الحديث وهم من صرح بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق وأخطئوا في استعمال العبارة والتبس عليهم الأمر .
- موقف أبي الحسن الأشعري ومن تأثر به وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ أمر آخر وقالوا أن الكلام في اللفظ مكروه لأن معناه الطرح وهو غير لائق في حق القرآن
- موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة وسماعهم للقاريء هي سماع مباشرة من الله

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
بسبب مناظراته مع المعتزلة واجتهاده في ذلك فاشتهر أمره وتبعه على طريقته فئة من الناس وافتتنوا به، وقدر أنكر اهل السنة طريقة ابن كلاب وبدعوه وحذروا منه ومن طريقته

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
فتنة اللفظية كانت أعظم خطرا من فتنة الوقف في القول بخلق القرآن وأطول مدى ، وفيه من التلبيس ما فيه من القول بخلق القرآن وفيه إيهام وهو حمال أوجه ولذلك اشتد نكير اهل السنة على من تكلم به وحذروا من ذلك

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
اجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم فظهر أمره للناس واشتهرت أخباره وردوده وإفحامه لكبرائهم فعظمه الناس لذلك وعدوه منافحا عن السنة ، ولأنه رجع بعذ ذلك رجوعا مجملا الى اهل السنة ورجع عن طريقة الكلامية فاختلف العلماء في شأنه على قولين :
- من قال أنه رجع رجوعا صحيحا الى اهل السنة
- من قال أنه رجع رجوعا مجملا لم يخل في اخطاء في تفاصيل مسائل العقيدة

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
الاهتمام بالعلم بتفاصيل مسائل العقيدة لا سيما المتعلقة منها بالقرآن
تعميق الايمان بكلام الله وتعظيمه
معرفة جهود العلماء في الرد والذب عن العقيدة وحماية جنابها وكل ما يمسها بسوء

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 12:46 AM
إسراء عبد الواحد إسراء عبد الواحد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 125
افتراضي

المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
ج- هم جهمية مخادعون وفتنتهم على العامّة أشدّ لأنهم يستدرجونهم بذلك ثم يشكّكونهم في كلام الله؛ فلا يدرون أمخلوق هو أم غير مخلوق.
ولذلك اشتد إنكار الإمام أحمد على الواقفة وكثرت الروايات عنه في تكفيرهم والتحذير منهم، فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك منافٍ للتصديق الواجب؛ فالشاكّ غير مؤمن وقال سلمى بن شبيب سمعت أحمد بن حنبل يقول (الواقفي لا تشك في كفره).
س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ
ج- الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ يقصد بهم من يقول بخلق القرآن، ويتستّر باللفظ.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: « كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي »
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، والشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا هو قول الجهمية.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ.
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.
قال أبو زرعة الرازي: ( لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أهل البدع بما عنده من البيان والآلة، ولكنه تعدَّى).
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
قال إسحاق بن حنبلٍ: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ، ومن زعم أنّ لفظه بالقرآن غير مخلوقٍ، فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد اللّه عن هذا، وغضب منه، وقال: (ما سمعت عالمًا قال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيمٍ، وأبي بكر بن عيّاشٍ، وسفيان بن عيينة، فما سمعتهم قالوا هذا).
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري ... وغيرهم
وقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.

الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ج-أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، واشتهرت ردوده على المعتزلة، وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند مناظرته، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس،
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).
أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره)
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
ج- جاءت مسألة اللفظ للتلبيس بين أمرين فقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق؛ قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفّظ به فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن.
وقد يريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن؛ واختلف الناس في تأويل قول القائل: "لفظي بالقرآن مخلوق" إلى أقوال.
فهي كلمة مجملة حمّالة لوجوه ولا نفع في إيرادها، والناس كانوا أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق. فهي كلمة خبيثة يدسونها في مقالتهم لتشعر أن خلاف قول الجهمية بأن القرآن مخلوق فيتلقفها العامة ويمرروها لبعضهم وتتأوَّلها كلّ فرقة على ما تريد.
ولذلك فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة؛ فقالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، ومنهم من قال: القرآن بألفاظنا مخلوق.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
ج-كان متبحراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ عالما بأقوال المعتزلة وتناقضهم وأعجبته طريقة ابن كلاب لقربها من فهمه وإدراكه، فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها وزاد فيها، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم؛ فعظّمه بعض الناس لذلك وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة، واختلف في شأنه أهل العلم، فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.
س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
-أن المصيبة في الدين هي من أعظم الابتلاءات للأمة ومادونها هو هين .
-الثبات في قول الحق من أعظم صور الإيمان والإخلاص والصديقية.
-العلماء هم نبراس الأمة وهديها فإذا ضلوا أضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل، ولو سكتوا فقد خانوا الله ورسوله وظنّ العامة بأن سكوتهم رضا عن الباطل.
-التمسك بكتاب الله وسنة رسوله هما الجمران اللذان لابد أن نقبض عليهما بأيدنا ونعض عليهما بالنواجذ كما قال تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول).
-أن لا يغتر طالب العلم بعلمه ولا الصالح بصلاحه وطاعته فقد فتن من هم أشرف منه وأعلم منه ولا محيص من سؤال الله دوما بأن يثبّت قلوبنا على دينه وإذا أراد فتنة في قوم أن يقبضنا إليه غير مفتونين .
- أن الفتن في أمة الإسلام كثيرة وعظيمة وتتغير من عصر لعصر ويتغير المنحرفين وطرقهم في تضليل العباد يريدون بذلك فتنتهم فالثبات الثبات على طريق الحق والحذر من ألاعيبعم وحيلهم في تلبيس الحق بالباطل.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 12:51 AM
هويدا فؤاد هويدا فؤاد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 164
افتراضي مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن- القسم الثالث


المجموعة الأولى :
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟

من وقف فى القرآن على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: طائفة من الجهمية يستترون بالوقف، وهم فى حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، ولكنهم قى ظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به، وينكرون على من يقول: القرآن غير مخلوق.
حكمهم: اشتد إنكار الإمام أحمد على هؤلاء الواقفة وكثرت الروايات عنه فى تكفيرهم والتحذير منهم.
الصنف الثانى: الذين يقفوت شكا وترددا، فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكهم قى ذلك.
حكمه: الشاك غير مؤمن، ولكن الجاهل يُبين له الحق، فإن قبل واتبع الحق قُبل منه، وإن أبى واستكبر أو بقى شاكا مرتابا فى كلام الله تعالى بعد إقامة الحجة عليه حُكم بكفره.
الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث، قالوا بالوقف، وأخطؤوا فى ذلك، ومنهم من دعا إلى القول بالوقف، بحجة أن القول بخلق القرآن قول محدث ليس من عمل السلف، فنقول: القرآن كلام الله، ونسكت.
حكمه: أمر الإمام أحمد بهجرهم، لأنهم يوطؤون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشككون العامة فى كلام الله، وإذا أُثيرت الشبهة وعمت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذى يزيل الشبهة ويكشف اللبس، فمن وقف من المحدثين فقد وافق قول الواقفة من الجهمية والشاكة، وكان عونا لهم على التشكيك فى كلام الله.


س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

مسألة اللفظ من المسائل التى كان لها ذيوع وانتشار فى عصر الإمام أحمد وبعده بقرون، وقد اختلفت مواقف الناس منها اختلافا كثيرا، كل يفهمها بفهم ويتأولها بتأول ويبنى موقفه على ما فهم وتأول:
الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف، ولكنهم فرحوا بهذه المقالة لأنها أخف شناعة عليهم عند العامة، وأقرب إلى قبول الناس لها، وقد كثرت الروايات عن اٌمام أحمد فى التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمبة.
الموقف الثانى: موقف طائفة ممن خاض فى علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غير جار على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يُقال له :"الشراك" قال: إن القرآن كلام الله، فإذا تلفظنا به صار مخلوقا، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود على بن خلف الأصبهانى الظاهرى (ت: 270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، قال: "أما الذى فى اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذى بين الناس: فمخلوق"، واشتهر عنه أنه قال: "القرآن محدث" وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعنى الخلق.
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخارى وأبى ثور وجماعة، فهؤلاء منعوا الكلام فى اللفظ مطلقا لالتباسه، وبدعوا الفريقين: من قال: لفظى بالقرآن مخلوق – وشددوا عليهم خشية التذرع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن- ، ومن قال: لفظى بالقرآن غير مخلوق.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا فى استعمال هذه العبارة، وأنكر عليهم الإمام أحمد ذلك.
الموقف السادس: موقف أبى حسن الأشعرى وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته، فهؤلاء قد فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر، وقالوا إن الإمام أحمد إنما كره الكلام فى اللفظ، لأن معنى اللفظ الطرح والرمى، وهذا غير لائق أن يقال فى حق القرآن.
الموقف السايع: موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غبر مخلوقة، وزعموا أن أسماعهم لقراءة القارىء هى سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارىء كما سمعه موسى بن عمران، واختلفوا فى تفصيل ذلك على أقوال أبطلها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:" وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف منها شيئا، وكلها باطلة شرعا وعقلا"


س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

كان ابن كلاب (ت: 243هـ) معاصرا للإمام أحمد بن حنبل، وأراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية، فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده، وإفحام بعض كبرائهم، فغره ذلك، وصنف الكتب فى الرد على المعتزلة، واجتهد فى ذلك اجتهادا بالغا، واشتهرت ردوده على المعتزلة، وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند مناظرته، فظن بذلك أنه نصر السنة، وأعجبت ردوده ومناظراته بعض من كان مغتاظا من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته فى المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفُتن به.
وقد أنكر أئمة أهل السنة – أمثال أحمد ابن حنبل وابن خزيمة- عليه طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذروا منه ومن طريقته.


س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.

مسألة اللفظ من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل، ودخول التأول فيها.
قال ابن تيمية:" الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيه من لبس الحق بالباطل، مع ما توقعه من الإشتباه والإختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التى بينت معانيها، فإن ما كان مأثورا حصلت له الألفة، وما كان معروفا حصلت به المعرفة، كما يُروى عن مالك رحمه الله أنه قال:إذا قل العلم ظهر الجفاء، وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء".

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

كان أبو الحسن الأشعرى (ت:324هـ) معتزليا فى أول عمره حتى بلغ الأربعين، ومن أسباب ذلك أنه نشأ فى كنف زوج أمه أبى على الجبائى –رأس من رؤوس المعتزلة فى زمانه، وكان بنيب الأشعرى فى بعض مجالسه- ، وكان الأشعرى تحيك فى نفسه أسئلة لا يجد لها جوابا شافيا فيتحير فيها، ويسأل الجبائى فلا يجد عنده ما يشفيه، حتى ناظره فى مسائل انقطع عنها الجبائى، وتبين للأشعرى فساد قول المعتزلة، وأدرك أنهم موهوا على الناس وفتنوهم، فأعلن توبته عن الإعتزال وإلتزامه قول أهل السنة والإنتصار لهم والرد على المعتزلة، وأعجبته طريقة ابن كلاب لقربها من فهمه وادراكه، فانتهجها واستدرك عليه فيها، وزاد فيها، واجتهد فى الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخباره، فعظمه بعض الناس وعدوه منافحا عن السنة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة، إلا أنه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالا فى مسائل الدين وأصوله لم تكن تُعرف من قبل، إلا إنه فى آخر أيامه ألف كتابه "الإبانة" رجع فيه عن الطريقة الكلامية، والتزم قول أهل الحديث.
واختلف فى شأنه أهل العلم، فمنهم من قال إنه رجع رجوعا صحيحا إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أن رجوعه كان رجوعا مجملا لم يخل من أخطاء فى تفاصيل مسائل الإعتقاد.

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"

1- الإيمان بأن القرآن كلام الله حقيقة، ليس بمخلوق، وأن كل حرف منه تكلم الله به حقيقة.
2- العلم بفضائل القرآن.
3- الصدع بالحق والصبر على الأذى فيه.
4- الرجوع إلى الحق فضيلة.
5- نصرة الله عز وجل لدينه ولمن ينصر هذا الدين.
6- الوقف عن الخوض فيمن سقط فى الفتنة من أهل العلم لعله معذور عند ربه.
7- فضيلة العلم وكونه نور يُتبصر به عند الفتن.
8- الثبات على الحق.
9- الحذر من أهل الكلام حتى لا يُفتتن بهم.
10- لا يتصدر لمجادلة المخالف إلا ذوى العلم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 02:33 AM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

حكم من وقف في القرآن:
1ـ من كان متسترا بهذا اللفظ (القرآن كلام الله ويقف) وهو في حقيقته يقول بخلق القرآن وينكر على من يقول القرآن غير مخلوق؛ فهؤلاء من الجهمية المخادعون.
2ـ من قال بالوقف في القرآن شكا وترددا فلا يقول مخلوق ولا يقول غير مخلوق فهذا لم يؤمن إيمانا حقيقيا بكلام الله فالإيمان يقتضي التصديق وهذا في شك فهو غير مؤمن حقيقة وأما إن كان جاهلا أو متعرضا لشبهة فهو معذور حتى تقوم عليه الحجة.
3ـ بعض أهل الحديث الذين قالوا بالوقف ، فهم يعتقدون أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ولا يشكون في ذلك، لكنهم اختاروا البقاء على ما كان عليه السلف قبل الفتنة فيقولون القرآن كلام الله ويسكتون فلا يقولون غير مخلوق وإن كانوا يعتقدون ذلك، لأنه لفظ لم يرد عن السلف كما قالوا.
اختلاف المواقف في مسألة اللفظ:
1ـ الجهمية المتسترة باللفظ فهم يقولون بخلق القرآن لكنهم يتسترون بقول (لفظي بالقرآن مخلوق).
2ـ بعض من أهل الكلام ممن تأثر بمقالة الجهمية، فيقولون القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا وهذا القول يؤول بهم إلى مقالة الجهمية الشنيعة.
3ـ موقف إمام الظاهرية أبو داوود الظاهري، قال: القرآن الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق والذي بين يدي الناس مخلوق، كما كان يقول: القرآن محدث أي مخلوق عندهم.
4ـ موقف أهل الحديث كالإمام أحمد والبخاري وإسحاق بن راهويه وجماعة غيرهم، منعوا الكلام في اللفظ مطلقا ، وبدعوا من قال لفظي بالقرآن مخلوق ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق، فقالوا: من قال لفظي بالقرآن مخلوق جهمي، ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق مبتدع. فأفعال العباد مخلوقة وكلام الله تعالى غير مخلوق فهو صفته سبحانه.
5ـ جماعة من أهل الحديث قالوا : لفظي بالقرآن غير مخلوق وصرحوا به، فهؤلاء يعتقدون أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة، لكن مرادهم بهذا القول أن المسموع كلام الله غير مخلوق وليس المقصود صوت العبد القارئ له. وقد حصل اختلاف وفرقة بين أهل الحديث بسبب هذا القول.
6ـ موقف أبي الحسن الأشعري واتباعه، يوافقون الإمام أحمد في إنكاره على الطائفتين القائلة بأن لفظي بالقرآن مخلوق أو القائلة لفظي بالقرآن مخلوق ، لكنهم يجعلون ذلك بسبب أن القرآن لا يلفظ بحجة أن معنى اللفظ الطرح والرمي وهذا غير لائق بالقرآن على حد قولهم.
7ـ طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة فهي سماع مباشر من الله تعالى، فهم يسمعون كلام الله عند قراءته كما سمع موسى ابن عمران كلام الله تعالى. واختلفوا في بيان ذلك على أقول متعددة. وكل ذلك من البدع.
سبب ظهور بدعة ابن كلاب، وموقف أهل السنة منه:
الرد على المعتزلة على طريقتهم المنطقية وحججهم الكلامية والانتصار لأهل السنة ، فوقع في بدع وأحدث أقوالا غير معروفة في سلف الأمة.
موقف أهل السنة منه: أنكروا عليه طريقته المبتدعة وإحداثه أقوالا غير معروفة وحذروا منه. فأهل السنة يثبتون صفات الله الذاتية والفعلية جميعها التي يشاؤها ويقدر عليها. وابن كلاب ومن اتبعه يثبتون لله الصفات الذاتية اللازمة وينفون ما يتعلق بمشيئته وقدرته.
خطر فتنة اللفظية:
أن مسألة اللفظ بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق فيه تلبيس ، فهي كلمة مجملة تحتمل وجوها عدة، وقد اختلف الناس في تأويل هذا القول، فقد يريد القائل بهذا اللفظ (لفظي بالقرآن مخلوق) قد يريد الملفوظ وهو كلام الله تعالى فيكون متفقا مع الجهمية والمعتزلة وغيرهم من الضلال، وقد يريد الفعل أي التلفظ بالقرآن وهو فعل العبد.
كما أن في هذا اللفظ إجمال تتأوله كل فرقة على ما تعتقد وتريد وتبني مذهبها عليه وهذا خطر عظيم.
سبب شهرة الأشعري وموقف أهل السنة منه:
تبحره في علم الكلام وخوضه معركة الدفاع عن أهل السنة والمناظرة مع المعتزلة وإفحامهم بالحجج العقلية وطرائق الكلام فهابه المعتزلة وتجنبوا مجالسة فعظمه الناس واشتهر بينهم.
موقف أهل السنة منه: خالف أهل السنة وأحدث أصولا وأقوالا مبتدعة لم تكن من قبل.
وقد اختلف أهل السنة في أمره: فمنهم من قال أنه رجع إلى مذهب أهل السنة رجوعا صحيحا وتاب من بدعته ، ومنهم من قال أن رجوعه كان مجملا بقيت معه أخطاء في تفاصيل الاعتقاد.
فوائد دراسة مسائل الإيمان بالقرآن:
إن الاعتقاد الصحيح هو الأصل الذي تبنى عليه مسائل الإيمان، فصحة الاعتقاد بصفات الله تعالى تورث الإيمان اليقيني الصحيح بكتاب الله تعالى.
إن تحكيم العقل والمنطق في النصوص الصريحة من الكتاب والسنة ضلال وإضلال.
لا يمكن إخضاع النصوص الشرعية لحجج أهل الكلام والفلاسفة فهي أكبر وأعظم من ذلك فتلك نتاج العقل البشري القاصر والنصوص الشرعية كلام كامل الصفات والأفعال سبحانه.
نصر الله تعالى لكتابه ودينه وعباده الصالحين.
تجنب الألفاظ الموهمة والمشتبهة في مسائل الاعتقاد ، فالإيمان لابد أن يكون يقينا راسخا ثابتا بيّنا لا لبس فيه.
حيرة أهل البدع والضلال فمهما كان عندهم من أصول وبراهين يخاصمون بها فهم لم يصلوا إلى اليقين بما يقولون.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 03:39 AM
شاهناز شحبر شاهناز شحبر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 67
افتراضي الإجابة على القسم الثالث من دورة الإيمان بالقرآن-مجموعة الأسئلة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم



الإجابة على المجموعة الأولى



المجموعة الأولى:

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
إن كان بعلم فحكَم العلماء بالكفر لما فيه من تلبيس محتمل وشبهه.

_________________**_________________________**_________________

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
اختلفوا على ثلاث مواقف:
الأول: وهم من الجهمية وسبب وقفهم هو التستر والتشبيه على الناس فيستترون بالوقوف، وحقيقة ما يؤمنون به هو القول بأن القران مخلوق. في بغداد، كان زعيمهم محمد بن شجاع الثلجي وفي البصرة أحمد بن المعذّل العبدي. وقد عُرف عنهم انشغالهم بعلم الكلام. وقال بكفرهم الإمام أحمد ومما نقل عنه قوله -رحمه الله- عنهم «هم أشدّ تربيثًا على النّاس من الجهميّة، وهم يشكّكون النّاس، وذلك أنّ الجهميّة قد بان أمرهم، وهؤلاء إذا قالوا: "لا يتكلّم"؛ استمالوا العامّة، إنّما هذا يصير إلى قول الجهميّة»
الثاني: الوقوف بسبب الشك فلا يجزمون بأن القرآن غير مخلوق ولا بضده. وعدم جزمهم لا يوافق الإيمان الذي هو التصديق الجازم وبذلك حُكم عليهم بالكفر، إلا إن كان عن جهالة فيعلم إن وافق قبل منه وإن أستمر فحكمه الكفر لشكه.
قال عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال: مخلوقٌ»
الثالث: من أهل الحديث من أقر بالوقف مع اعتقادهم بأن كلام الله غير مخلوق، وينكرون على من يعتقد بخلق القرآن. وعلتهم في ذلك أن بدعة خلق القرآن محدثه ويقفون إتباعا لقول السلف قبل البدعة. وهذا مما يسبب اللبس على الناس فبعد ظهور بدعة خلق القرآن لا يسع السكوت والوقف.
قال الذهبي: (وقد وقف علي بن الجعد، ومصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة، وخالفهم نحو من ألف إمام، بل سائر أئمة السلف والخلف على نفي الخلقية عن القرآن)
_________________**_________________________**_________________

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
انتشر في عصره المعتزلة وبدعهم فتخذ ابن كلاب علم الكلام للرد عليهم ولمقارعتهم فما كان منه إلا أن وقع في موافقتهم على أصولهم بطريقة محدثة ليست مما يقره الكتاب والسنة. فأحدث بدعة ما كانت من قبل، قال ابن تيمية - رحمه الله - : (فأحدث ابن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لم يكن يتصوره عاقل، ولا خطر ببال الجمهور، حتى أحدث القول به ابن كلاب).

أنكر أئمة أهل السنة عليه وحذروا منه، فمنهجهم واضح وهو الاستدلال بالقرآن والسنة والبعد عن علم الكلام
_________________**_________________________**_________________

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
عانت الأمة من فتن وبدع والسعي في ردم الخلافات وتقريب الفجوات هو الأولى لا زيادة الشبهه والبدع. فقد زادت فتنة اللفظية داء على الداء، وخلاف على الخلافات. فحتى يرد على فتة أن القرآن مخلوق أتى الكرابيسي فقال أن لفظي بالقرآن مخلوق. وهذه كلمة مبهمة تُتأول على وجيه عدة وتترك مجالا للخلاف وزيادة الفتن.

وخطر فتنة اللفظية من جهتين: اللبس على الناس في أن كلام الله مخلوق وفي اللبس باستخدام اللفظ بالقرآن وهي مسألة متعلقة بأن أفعال العباد مخلوقة. فبدل أن كان الأمر يتعلق بأمر واحد وهو خلق القرآن أصبح متعلق بأمرين. فأما اللفظ بالقرآن هو لفظ لكلام الله فلا ينسب للقارئ إنما لله الذي أنشأها ابتداءً. وأما فعل القراءة فهي من أفعال العباد المخلوقة كما قال تعالى:} والله خلقكم وما تعملون }.
وقد اشتدّ إنكار الإمام أحمد على من قال باللفظ إثباتاً أو نفياً لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبيّن لهم حقاً ولا يهديهم سبيلاً.

_________________**_________________________**_________________


س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
لأنه نشأ على يد زوج والدته وكان معتزلا وإماما فيها وقد كان متمكنا ومتعمقا في علم الكلام. وقد وافقهم إلا أنه كان لديه من الأسئلة التي لم يجد لها أجوبة حتى أعلن أنه متبرأ من منهج المعتزلة وأقر بصحة أهل السنة والجماعة ورجوعه إليهم والدفاع عنهم والذب عن منهجهم وعن الشبهه التي أثاروها المعتزلة. ولشدة تعمقه في الاعتزال وقلة فقه في منهج أهل السنة فقد سار على منهج ابن كلاب وزاد عليه. وكان يحاججهم ويفحمهم بحججه المنطقية والعقلية. وفي آخر عمره رجع رجوعا تاما عن منهج المعتزلة وعن منهج ابن كلاب في مسائل الكلام والصفات والقرآن وغيره. وموقف أهل السنه منه، من رأى أنه رجع رجوع تاما ومنهم من رأى أنه لم يرجع رجوع تام إنما رجوع إجمالي لم يخلو من أخطاء في مسائل عقدية. وقد تبعه كثيرون زادوا على منهجه الأول كانوا أكثر انحرافا وبعدا عن المنهج الصحيح.
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)ا.هـ.
_________________**_________________________**_________________

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
· تعظيم المسلمين للقرآن الكريم ومكانته في نفوسهم وليتحقق النفع الحق وصحيح الاهتداء فيكون بتصديق الأخبار الواردة في القرآن وعَقْلِ أمثاله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه
· تمسك الأئمة الكرام بالقرآن والسنة
· البصيرة والهدى هي من نعم الله وفضله
· كيف أن كلمة، فتحت أبواب من الضلال والفتن والفرقة بين جمع المسلمين ووحدتهم
· أهمية العلم ونفعه في معرفة أصول الأمور ونتائجها

_________________**_________________________**_________________

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 04:12 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

المجموعة الأولى :

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟


الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق
وهم ثلاثة أصناف :
الصنف الأول :طائفة من الجهمية , زعيمهم في بغداد محمد بن شجاع الثلجي ,كانوا مخاعدين يتسترون بالوقف بالظاهر ويدعون إليه فلا يقولون أن القرآن مخلوق أو غير مخلوق، لكن حقيقة أمرهم أنهم معتقدون ومقرون بالقول بخلق القرآن, بل و يشككون بكلام الله تعالى, وينكرون على من قال القرآن غير مخلوق, فكانت شبهتهم أشد من شبهة الجهمية الذين صرحوا إقرارا بالقول بخلق القرآن .
وفي رواية للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : (هؤلاء يستترون، فإذا أحرجتهم كشفوا الجهمية، فكلهم جهمية).
وقد حكم عليهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله بالكفر.

الصنف الثاني : هم الشاكة والمترددون في القرآن , فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق.فهم لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله , وقد دخلوا علم الكلام وتفننوا به , بينما هناك من العاميين قد جهلوا و لا يفقهون ذلك, فقد يعذروا بجهلهم بهذه الشبهة , فيعلمواحتى تقوم عليه الحجة, وقد فرق الإمام أحمد رحمه الله بين الواقف الجهمي والواقف العامي .
وقال أبو داود: سألت أحمد بن صالح عمَّن قال: (القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق، ولا مخلوق.فقال: هذا شاك، والشاك كافر).
وأما العامي يبين له الحق ويعلم، فإن قبل واتبع الحق قبل منه، وإن أبى واستكبر أو بقي شاكا مرتابا في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه؛ حُكم بكفره.

الصنف الثالث : طائفة من أهل الحديث قالوا :( إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنه مخلوق، ولا نقول إنه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت) وقد أخطأوا في ذلك,
لأنه ظن من وقف من المحدثين أن الكلام في هذه المسألة كله من الخوض المنهي، وليس الأمر كما ظنوا, ففتنة الوقف كانت عظيمة, ولو كانت المسألة لم يتكلم فيها بالباطل ويمتحن الناس فيها لكان يسعهم السكوت؛ فأما مع ما حصل من الفتنة وحاجة الناس إلى البيان، وكثرة تلبيس الجهمية؛ فلا بد من التصريح برد باطلهم،

لا يحكم عليهم بالكفر، فمن وقف من المحدثين فقد وافق قوله قول الواقفة من الجهمية والشاكة، وكان عونا لهم على التشكيك في كلام الله,ولذلك أنكر عليهم كبار الأئمة وهجروهم.


س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

الموقف الأول : موقف الجهمية المتسترة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتسترون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف,وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ يقصد بهم من يقول بخلق القرآن، ويتستر باللفظ , فقد قال عبدالله بن الإمام أحمد سمعت أبي يقول :(من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر) وقد كانت فتنة الجهمية باللفظ فتنة عظيمة؛ فلذلك اشتد تحذير العلماء من هذه الفتنة, وقال جعفر بن أحمد: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: ( اللفظية والواقفة زنادقة عتق)
الموقف الثاني : موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غير جار على أصول الجهمية، وقال رئيسهم الشراك: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق ,وقد ذكر أبو القاسم اللالكائي عن محمد بن أسلم الطوسي أنه قال: (إن من قال: إن القرآن يكون مخلوقا بالألفاظ، فقد زعم أنّ القرآن مخلوق).
الموقف الثالث: موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري, رأس أهل الظاهر وإمامهم, وكان مولعاً بكتب الشافعي في أول عمره, واعتنى بمسائل الخلاف حتى حصّل علماً كثيرا، ثم رد القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر،و له قولا في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق(,ولمّا حدثت فتنة اللفظ كان ممن تكلم وقال: (لفظي بالقرآن مخلوق), فأمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته.
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة, هؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه , فقد قال إسحاق بن حنبل: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن زعم أن لفظه بالقرآن غير مخلوق فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد الله عن هذا، وغضب منه، وقال: (ما سمعت عالمًا قال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيم، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، فما سمعتهم قالوا هذا.(
الموقف الخامس : موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق، وأن أفعال العباد مخلوق. قال ابن تيمية: (وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك، فصار طائفة منهم يقولون: لفظنا بالقرآن غير مخلوق ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مراده صوت العبد، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن داود المصيصي، وطوائف غير هؤلاء.
وفي أتباع هؤلاء من قد يدخل صوت العبد أو فعله في ذلك أو يقف فيه، ففهم ذلك بعض الأئمة، فصار يقول: أفعال العباد وأصواتهم مخلوقة، رداً لهؤلاء، كما فعل البخاري ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما من أهل العلم والسنة.
الموقف السادس : موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى. قال ابن تيمية: (والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا لفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك.(
الموقف السابع : موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وقد قال ابن تيمية :وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا، ولكن ألجأ أصحابها إليها اشتراك في الألفاظ واشتباه في المعاني


س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟

ابن كلاب هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب, رأس المتكلمين بالبصرة في زمانه, وقد جاء في وقت محنة أهل السنة من جانب المعتزلة، فردوا عليهم من الكتاب والسنة ،فسلموا من فتن كثيرة, أما ابن كلاب , و كان معاصرا للإمام أحمد , فقد أراد الرد على المعتزلة لنصرة عقيدة السلف الصالح بالحجج الكلامية وبالطرق والبراهين العقلية والأصولية, فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، ومنها مبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا, وتفسيرهم له يقتضي نفي كلام الله تعالى , وجميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة ,فخرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتبعض، ولا يتفاضل ,وله أقوال أخرى محدثة في الصفات والإيمان والقدر.

وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

قد أنكر أئمة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذروا منه ومن طريقته.
فقال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).
وقال ابن تيمية) : فأحدث ابن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب بلا قدرة ولا مشيئة فهذا لم يكن يتصوره عاقل ولا خطر ببال الجمهور حتى أحدث القول به ابن كلاب ).

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.

-أحدثت التلبيس بين الناس في أمرين:
* أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق.
* أفعال العباد مخلوقة.

-إتاحة الفرص أمام الجهمية الذين أرادوا التحيل والتستر باللفظ للقول بخلق القرآن.
- كانت سببا في ظهور الفرق والنحل المخالفة لأهل السنة والجماعة.
- بسبب أن اللفظ كلمة مجملة حمّالة لوجوه, أخذ كل يفسر على هواه ويؤولها كيف شاء ,وتركوا الإيضاح للناس والبيان و التصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
- جرى بسببها كثير من المحن : محنة عظيمة للإمام البخاري , حيث نقلت مقالته ( القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة )على غير وجهها إلى قاضي نيسابور. ووقعت فتنة بين أصحاب الإمام أحمد بعد وفاته، ودخل الغلط على بعض أهل الحديث بسبب هذه المسألة.


س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟

هو علي بن إسماعيل بن إسحاق بن أبي موسى الأشعري, أخذ علم الكلام عن شيخه زوج أمه أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة
ولما تبحر في كلام الاعتزال وبلغ فيه الغاية كان يورد الأسئلة على أستاذه في الدرس ولا يجد فيها جواباً شافياً فتحير في ذلك. حتى ناظره في مسائل انقطع عنها الجبّائيّ؛ وتبيّن للأشعري فساد قول المعتزلة، وأدرك أنّهم موّهوا على الناس وفتنوهم, وأعلن للناس توبته من الاعتزال في جامع البصرة ليوم الجمعة، والتزامه قول أهل السنة؛ وعزمه على الانتصار لها، واشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية .لكنه كان قليل البضاعة في علوم السنة.

وما موقف أهل السنة منه؟

لأنه أخطأ في مسائل ظن أنه وافق فيها أهل السنة، وهو مخالف لهم؛ كمسألة الاستطاعة وغيرها. اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أن رجوعه كان رجوعا مجملا لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.


س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"

- أنه مهما بلغ الطغاة من قوة وتجرؤوا على القرآن بشبهاتهم ,فإن الله بفضله يقيض من يذب عن القرآن , بحول وقوة منه تعالى .
- أن من أراد النجاة في الدارين فلينهج منهج أهل السنة والجماعة ,وليلزم معتقدهم بالقرآن.
- ضرورة وأهمية طلب العلم لكشف الشبهات حول مسائل القرآن.
- الصبر أمام المحن والتوكل على الله وحده.
- أن حرص طالب العلم على معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة والجماعة في القرآن , تساعده على الر د عليهم ومحاججتهم بناء على الكتاب والسنة.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 04:17 AM
سَاره كمَال سَاره كمَال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 54
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية :
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
** الوقف في القُرآن: أي أن تقول القُرآن كلام الله وتقف, فلا تقُول أنه مخلوق, ولا تقُول غير مخلُوق.
** سبب وقُوف بعض أهل الحديث: لأنهم رأوا البقاء على القول الذي كان عليه السّلف, فهم كانوا يقولون "القُران كلام الله" ولا يقولون هو مخلوق أو غير مخلوق قبل الفتنة, وظنّوا أن هذا من الخوض المنهيّ عنه.

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
لأنّها مسألة غامضة فيها ألفاظ مشتبهة مجملة يدخل فيها التأويل, والمعنى متوقّف على مُراد القائل.

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
أ. كان الإمام البُخاري رحمه الله عهد على نفسه أن لا يتكلم في مسألة اللفظ, لأنها مسألة مشؤومة, وقد رأي ما حدث للإمام أحمد بسببها, فلما نزل في نيسابور, سأله أحد عن هذه المسألة, ثمّ اختلفوا في قوله, ونقلت مقالته إلى قاضي نيسابور على غير وجهها, فمُنع عن مجلسه الناس حتى خرج إلى بلدته بُخارى, وفي بُخارى حدث بينه وبين أميرها أمر, فاستعان الأمير ببعض أهل العلم في بُخارى فتكلموا في مذهب البُخاريّ ثمّ نفاه الأميرة من البلدة.
ب. قال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (.. فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم" , فهو على مذهب أهل السّنة في هذه المسألة, فالقُرآن كلام الله تعالى منزّل غير مخلُوق, وقد نهى رحمه الله الطائفتين عن الخوض في هذه المسألة, ورأى أن الاختبار بدعة.

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
كان أوّل من قال باللفظ الكرابيسي ، وكان رجلاً قد أوتي سعة في العلم وكان له أصحاب وأتباع, ولكنّه كان يثير الشّبهات, فيسقط وينكر عليه أهل العلم ويذمونه بها. ومن ذلك أنّه ألّف كتاباً حطّ فيه على بعض الصحابة وبعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره. فعُرِض كتابه على الإمام أحمد فحذّر منه، ونهى عن الإخذ عنه, فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.
فقال الإمام أحمد: (بل هو الكافر - قاتله الله - وأيّ شيءٍ قالت الجهميّة إلاّ هذا؟ وما ينفعه، وقد نقض كلامُه الأخير ُكلامَه الأوَّل؟)

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
- قال الإمام أحمد القرآن كيف تصرّف في أقواله وأفعاله، فغير مخلوقٍ؛ فأمّا أفعالنا فمخلوقةٌ.
- وورد عن الإمام أحمد روايات تفيد بأنَّ الجهميّة من قالوا بخلق القُرآن, واللفظية الذين قالوا بخلق القُرآن لكنهم تستّروا باللفظ فهم من الجهمية.
- قال البخاري "والّذي لا نرتاب فيه أنّ القرآن كلام الله منزلٌ غير مخلوقٍ"
_ ومن قال باللفظ فقد أجاب أن القُرآن مخلُوق.
- وقال في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
- ومنع الإمام البُخاريّ الخوض في هذه المسألة من الطرفين, وأنّ هذا مما يسع غير العالم جهله, فلا يتكلّم الناس فيه فلن يُسألوا عنه.

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
1 - أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا، ويبيّن له كيف يتقرّب إليه، وكيف ينجو من سخطه وعقابه، ويهدي المؤمن للتي هي أقوم في كل شيء هو القُرآن
2 - أصليّ علم السّلوك هما البيّنات واتّباع الهُدى, ولا بُد من الجمع بينهما, ومن صححهما في نفسه صحّ له سُلُوكُه وجمع بين العلم والعمل.
3 - عقل الأمثال وفهم مقاصدها من طرق الاهتداء بالقُرآن, وعقل الأمثال أوسع من مجرّد فهمها.
4 - شأن أهل الفرق والأهواء دائما أن يظهر فيهم الاختلاف والتناقض بسبب لوازم أقوالهم الباطلة؛ حتى تنشأ منهم أقوال متعارضة.
5 - يجب على أهل العلم أن يُنكروا على المبتدعة في زمانهم, لدفع اللبس عن النّاس وإحقاق الحق.
6 - أن لا ينشغل المسلم بالأمور التي لن يسأله الله عنها, وينشغل بما ينفعُه, بل يُصلح نفسهُ ودينه ولا يخوض مع الخائضين.
7 - يظهر على النّاس في كل زمان فتنٌ كثيرة وابتلاءات يتفرّق فيها الناس ويسلكُون كل مذهب, فيجب أن يدعو الواحد منّا بالثّبات واجتناب الفتن, ويتمسّك بمذهب أهل السّنة والجماعة ولا يحيد عنه.
8 - ضرورة التّمسّك بكتاب الله تعالى وسنّة رسُوله في الفِتن والشدائِد, والالتجاء إلى الله وحدهُ للخروج منها, ولا ينفع علمٌ ولا عمل ما لم تكُن العصمة من الله, وعدم اتّباع الهوى.

تمّ بحمد الله

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 04:43 AM
نعمات الحسين نعمات الحسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 58
افتراضي

المجموعة الثانية :*

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟*
الوقف هو أن يقال بأن القران كلام الله فقط دون أن يقال مخلوق أو غير مخلوق.
سبب وقوفهم أنهم قالوا أن القول بخلق القرآن قول محدث فنحن نتوقف عن القطع فيه ونقول ماقاله السلف بأنه كلام الله تعالى فقط ظنا من بعضهم أن القطع في هذه المسألة من الخوض المنهي عنه وليس كذلك.

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.*
لأنها مقولة محتملة لأوجه عدة متوقفة على مراد القائل، وسائغٌ التأويل فيها
فإن كان قصده بكلمة"لفظي بالقرآن"أي ملفوظ الكلام وهو كلام الله الذي تكلم به فهو كفر
وإن كان قصده فعل العبد وهو القراءة فإنه مخلوق
فالكلمة محتملة لأوجه متعددة ولذا اختلفت الأفهام فيها.
فمن قائل من أهل العلم بأن التلاوة هي المتلو قاصدين أن التلاوة هي القول المقترن بالحركة
وأما أهل السنة فقد قالوا أن التلاوة غير المتلو قاصدين بذلك بأن أفعال العباد ليست هي كلام الله ولاأصوات العباد هي صوت الله تعالى وهذا قول صحيح؛ذلك أن لفظ التلاوة والقراءة لفظ مشترك يصح أن يراد به المصدر وأن يراد به المفعول.
فمن قال اللفظ ليس هو الملفوظ وأراد بقصده أن الحركة ليست هي الكلام المسموع فهذا صحيح.
ومن قال اللفظ هو الملفوظ وأراد باللفظ مسمى المصدر فقصد أن اللفظ هو الكلام الملفوظ فصحيح على التفصيل السابق.

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
كان البخاري رحمه الله قد رأى مانال الإمام أحمد في بغداد من محنة في مسألة اللفظ هذه فعزم أن لايتكلم فيها فلما خرج إلى خراسان في آخر عمره ورأى كثرة المخالفين له في هذه المسألة عزم على الإقامة بنيسابور ففرح أهل نيسابور بذلك واحتفوا بمقدمه وخرج لاستقباله الولاة والقضاة فلما رأى بعض علماء نيسابور إقدام الناس على مجلسه حسده بعضهم فسأله سائل في هذه المسألة فأعرض عنه مرتين ثم لما سأله في الثلاثة اجاب رحمه الله بقوله"أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا"فوقع بينهم الخلاف وفُسر على غير مقصده رحمه الله ونُقل كلامه إلى محمدالهذلي قاضي نيسابور فمنع الناس عن مجالسته وأن من يقرب منه فلايقرب إليه،وأمر أن لايساكنه البخاري وامتحن محنة عظيمة حتى كفره بعضهم فخرج الإمام البخاري من نيسابور إلى بخارى مع كراهيته لها لكثرة المخالفين له فيهاوكذا استقبله أهلها خير استقبال فكتب قاضي نيسابور محمد الهذلي إلى أمير بخارى خالد بن احمد كتابا يخبره فيه بأن البخاري خالف أهل السنة فقرأ كتابه على أهل بخارى فقالوا لانفارقه فأمره أميرها بمغادرتها فخرج رحمه الله ورضي عنه ويقول المهم أن يسلم لي ديني وقيل بل لأن خالد بن أحمد بعث إلى البخاري أن احمل إلي كتاب الجامع والتاريخ وغيرهما لأسمع منك.
فقال البخاري لرسوله: أنا لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضرني في مسجدي أو في داري، وإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة؛ لأني لا أكتم العلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار " قال فكان سبب الوحشة بينهما هذا.
فلما خرج من بخارى توجه إلى خرنتك وقد كان له بها أقارب فلم يمض شهر حتى قبضه الله إليه بدعوة دعاها فاستجيبت له رحمه الله ورضي عنه
وأما موقفه فقد منع رحمه الله الكلام في هذا اللفظ مطلقا لالتباسه وبّدع كلا الفريقين وشدد خاصة على من قال لفظي بالقرآن مخلوق خشية أن يكون مقصده القول بأن القرآن مخلوق.

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
أن الكرابيسي ألف كتابا حط فيه من قدر الصحابة،والتابعين،وجعل فيه مرويات تؤيد مذهب الرافضة فعُِرض كتابه على الإمام احمد فأنكره واستبشع مافيه وحذر منه فأغضب ذلك الكرابيسي فقال لأقولن مقولة حتى يقول ابن حنبل بخلافها فيكفر فقال "لفظي بالقرآن مخلوق"

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
الإمام أحمد رحمه الله يقول بأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق
وأما فعل العبد الذي هو القراءة والتعبد فمخلوق
ولايصف اللفظية كلهم بأنهم جهمية إلا من اراد باللفظ كلام الله الملفوظ فإنه كافر
وأما من قصد به فعل العبد فلايكفره اطلاقا.
وأما الإمام البخاري فقد قال القرآن المتلو المثبت في المصاحف المكتوب في السطور فهو كلام الله ليس بمخلوق والقراءة والكتابة والحفظ له أفعال للعباد مخلوقة فهم متفقون في ذلك رحمها الله.

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من
دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
١-أن الإيمان بالقرآن لايكون إلا بالاعتقاد والقول والعمل.
٢-على طالب العلم أن يعرف أقوال المخالفين وحججهم واصول شبهاتهم ليتمكن من الرد عليهم ودحض باطلهم لانه إذا عرف أصول شبهاتهم أمكنه الرد على مخالفي العصر الحديث من رد أهل السنة القديم عليهم لأن أقوالهم متقاربة (تشابهت قلوبهم)
٣-مسألة خلق القرآن لم تكن عند السلف بل كانوا يقولون بأن القرآن كلام الله حتى أُحدثت هذه الفتنة فتصدى العلماء رحمهم الله لها.
٤-صبر بعض العلماء وثباتهم على محنة القول بخلق القرآن وحفظ الله لهذا الدين ببعضهم حيث لم يخافوا في الله لومة لائم .
٥-افتتان بعض أهل الحديث بفتنة الوقف فقد ارادوا خيرا ولم يصيبوه كما قال ابن مسعود: "كم من مريد للخير لايصيبه"فهم كانوا يحسبون أنهم يحسنون صنعا غفر الله لهم.
٦-من طلب العلم ولم يقصد به هدى الله فإنه يُصرف عن الخير الذي فيه ويكون همه إثارة الشائكات والمشتبهات ليصرف الناس عن دينهم كما فعل الكرابيسي الذي أحدث فتنة اللفظ بالقرآن وأُوذي في الله لأجلها عدد من العلماء فصدقوا ماعاهدوا الله عليه من إظهار الحق ودحض الباطل.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 05:21 AM
رقية بورمان رقية بورمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 65
افتراضي

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟

الوقف أن يقال القرآن كلام الله ثم يقف أي لا يبين أن القرآن غير مخلوق

وحكم من قال بها يختلف إلى ثلاث:

أولا: من قال بها وهو يريد أن القرآن مخلوق ولكنه يقف ولا يصرح بها نفاقا وهدفه أن يشكك الناس ويمهد بذلك لقبولهم بالقول أن القرآن مخلوق
وهذا الصنف يعرف بأنه يعاطي علم الكلام ويجادل
وهذا جهمي بشكل منكر وقال الإمام أحمد فيهم أنه لا ينبغي أن يستعان بأحد منهم في أمور المسلمين وحذر منهم وكفرهم

ثانيا: من وقف في القرآن لأنه شاك متردد وهو من العامة لا يحسن الكلام ولا يجادل وقد يعذر لجهله فيعلم وإن بقى على ما هو عليه من عدم التصديق الواجب فحكمه التكفير

ثالثا: بعض أهل الحديث - غفر الله لهم -وقفوا في القرآن ظنا أن الكلام في هذه المسألة كلَّه من الخوض المنهي عنه
وقد بين الإمام أحمد أنهم أخطأوا في إجتهادهم هذا وبين وجوب التصريح بالبيان بعد وقوع الفتنة وذلك لحفظ العامة من الشك
وأنكر عليهم الإمام أحمد موقفهم بشدة و هجرهم وأمر بهجرهم

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
المواقف من مسألة اللفظ تختلف من بين كفر و بدعة وخطأ وصواب
1.) فمنها موقف من أراد القول بأن القرآن مخلوق ولكنه يستتر بأنه يقول:
لفظي بالقرآن مخلوق أو يقول: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة
فهذا يكفر
وهذا الجهمية
2.) فمنها موقف من لا يريد الجهمية ولكنه يقول:
إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً
وهذا القول يرجع بحقيقة الأمر إلى قول الجهمية
وهو قول يعض من سلك طريق أهل الكلام
3.) ومنها موقف من قال: لفظي بالقرآن مخلوق
وأخذ ذلك عن حسين الكربيسي
ثم أحدث أقوالا أخرى في القرآن فقال:
أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق
وهذا قول داوود الظاهري (ت 270) وهو أمام أهل ظاهر
وقال أيضا:
القرآن محدث
فهجره الإمام أحمد، وأمر بهجره
4.) ومنها موقف من منع الكلام في اللفظ وحكم على أن الكلام فيه بدعة
وبين أن القرآن غير مخلوق و أنّ أفعال العباد مخلوقة.
وهذا موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة
وهم اشتدوا على من قال لفظي بالقرآن مخلوق أو القرآن بألفاظنا مخلوق خوفا من تلبيس الجهمية
ونقل عن بعضهم التصريح بأن لفظي بالقرآن غير مخلوق وكان هذا النقل خطأ
5.) ومنها موقف من صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق
يريدون بذلك أن يقطعوا الطريق على الجهمية
وهم على ما اجتمع عليه أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق وأفعل العباد مخلوقة
وهم طائفة من أهل الحديث منهم : محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني
وقال فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية أنهم أخطؤوا في موقفهم هذا
وقال ابن قتيبة: إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ
6.) ومنها موقف من أنكر على من قال لفظي بالقرآن مخلوق
وعلى من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق
وجعل سبب الكراهية أن القرآن لا يلفظ لأن اللفظ الطرح والرمي
وهذا موقف أبي الحسن الأشعري
ونسب فهمه الخطأ للإمام أحمد
7.) ومنها موقف من زعم أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة
وأن الله يكلمهم مباشرة مثل ما كلم موسى
وهذا قول بعض الطوائف افترقوا في أباطيلهم إلى أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق

: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
كلها مبتدعة وكلها باطلة شرعا وعقلا
س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
كان عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري (ت: 243ه) معاصراً للإمام أحمد بن حنبل وكان بداية أمره أنه أراد أن يرد على المعتزلة على أقوالهم المبتدعة الكفرية
ولكن لم يختصر في رده عليهم على القرآن والسنة كما كانت تفعل أئمة أهل السنة منذ بداية فتنة القول بخلق القرآن
ولم يكن لديه حظ وفير من العلم
فسلك طريقة أهل الكلام فأجاب بذلك على طريقة من كان يريد أن ينصر أهل السنة عليهم
وابتدع أقوالا جديدة في القرآن وأيضا في الصفات والإيمان والقدر
وبأنه قد نجح ببيان بعض باطل المعتزلة وتناقضهم وجد من كان يرى في ذلك إنتصارا للسنة وعجب بكلامه المبتدع فاتبعوه في طريقته وطوروا أفكاره من بعده
مع الإنكار الشديد على طريقته المبتدعة من جهة أئمة السنة
وفي ذلك لعبرة لمن يريد أن ينصر الحق وأولها ضرورة كسب العلم


س4: بيّن خطر فتنة اللفظية
قد كانت فتنة اللفظية فتنة عظيمة لهذه الأمة وذلك بعد إبتلائها بفتنة القول بخلق القرآن وفتنة الوقف في القرآن
فبعد إجتهاد المعتزلة ليحملوا عامة الناس إلى القول بخلق القرآن ونشأة جيل أكادلا يعرفون غير هذا القول كانت عامة الناس بحاجة ماسة إلى بيان الحق
وعلى هذه الحالة أثارت فتنة جديدة بقول جديد قاله الكربيسي – وقاله حقدا على الإمام أحمد يريد إيذاءه والإنتقام منه – قال لفظي بالقرآن مخلوق
فرحب بهذا القول الجهمية ووجدوا فيه سترا لمرادهم الحقيقي وهو القول بأن القرآن مخلوق ووجدوا فيه قولا أقرب ألى القبول عند العامة
وانشغل بهذا القول المتكلمين وأبدعوا أصنافا من الأقوال المبتدعة
وأما أهل الحديث فجاءت مسألة اللفظ للتلبيس بين أمرين هم مجتمعين عليه:
القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة.
فالجمهور ذهب إلى منع الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه
وطائفة ذهبت إلى القول بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق أرادوا به البيان بأن القرآن غير مخلوق
فأصبحت هذه المسألة هي الوحيدة التي اختلفت فيها أهل السنة
وسبب إلتباس الموضوع بعض الأخطأ في نسب الأقوال وأصبحت فتنة بين أهل السنة مثل ما حصل بين الإمام البخاري وقاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي
فهجر بعض أهل الحديث بعضا وأمرو بهجر بعض
وشمت بهم من كان على غير عقيدتهم
وذلك في زمان كانت عامة الناس بحاجة شديدة إلى التوجيه أمام كثرة كلام المتكلمين المبتدعة وكفر الجهمية
فكانت فتنة اللفظية فتنة عظيمة واستمرت على مد قرون
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
نشأ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (ت:324هـ) في كنف رجل من رؤوس المعتزلة فأخذ علم الكلام منذ صغره حتى أصبح من أئمة المعتزلة
وعندما بلغ الأربعين من عمره تراجع عن عقيدة المعتزلة وعزم على الإلتزام بالسنة والإنتصار لها بالرد على المعتزلة
ولكن علمه بالسنة كان قليل وعجبه كلام ابن كلاب وظن أنه متكلم أهل السنة فسلك على طريقته
فأحدث أقوالا في مسائل أصول الدين وباعد ببدعته عن عقيدة أهل السنة أكثر مما كان قد باعد عنها ابن كلاب
وكان يستخدم الحجج العقلية والمنطقية وما عنده من علم الكلام لمناظرة المعتزلة
فبين أباطيلهم وأحرجهم حتى أفحم بعض كبرائهم وأصبح بعضهم يجتنبوا مجالسه
واشتهرت مناظراته لمجادلي المعتزلة
فعظمه بعض الناس لذلك فرأوا فيه من ينصر السنة وهو كان يرى نفسه كذلك
وإن صحح عقيدته في آخر عمره ورجع عن طريقته الكلمية ولكن اتبع من اتبع ما ابتدعه في الدين وزدادوا بعده انحرافا ممممم فأقوالهم الفاسدة المحدثة
فمن متأخري الأشاعرة أبو المعالي الجويني وأبو بكر الرازي ومن متأخري الأشاعرة من خلط التصوف بالكلام حتى حتى أحدثت من أفسد الأقوال في العقيدة وعظمت الفتنة في القرن السابع والثامن فردوا على أقوالهم شيخ الإسلام ابن التيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما
أما رجوع أبي الحسن الأشعري في آخر عمره إلي ما عليه أهل السنة فمن أهل العلم من يراه رجوعا صحيحا ومنهم من يقول أن لرجوعه أخطاء في تفاصيل العقيدة


س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"

1-) الإيمان بالقرآن واجب من حيث الأعتقاد وما يدل على هذا الإعتقاد من القول والعمل بما يهدي إليه

2.) لا بد من معرفة أقوال المخالفين وطريقة الرد الصحيح عليهم
3.) لا بد من التصديق الحسن لكل ما في القرآن بلا شك ولا تردد والتصديق بالقرآن ثمرة اليقين وهو أغلى من العافية
4.) عقل الأمثال من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن والمقصود ليس مجرد فهمها
{وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}
5.)الإتيان بما أمر به القرآن يأتي بزيادة الإيمان وبالأجر
{ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}
6.) الإيمان شرط للإستفادة من القرآن
7.) الإيمان بالقرآن له أثر عظيم على النفس المؤمنة بأنه يهديه إلى ربه عزوجل
ويهديه في جميع شؤونه ويحمله على تلاوة القرآن والنصيب من هذه الفضائل يكون بقدر الإيمان
8.) القرأن كلام الله والأدلة على ذلك كثيرة وكلامُ الله تعالى صفة من صفاته
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه
9.) القرآن بدأ من الله أي نزل منه ويعود إليه برفعه في آخر الزمان
10.) من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر
11.) من ادّعى وجودَ قرآنٍ غيره فهو كافر بالله تعالى
12.) التصريح بأن القرآن ليس بمخلوق من البيان الواجب بعد أن
أحدث هذا القول
13.) الفتن من سنة الله وهي إبتلاء للمؤمنين لا بد منها
14.) خطورة الذكاء والقدرة في الكلام إن لا يصحب ذلك الإيمان
15.) أخذ العلم لازم يصحبه الأدب
16.) خطورة علم الكلام فالإنتباه من زخرف القول وغروره
17.) العلم ليس بضمان لحسن الخاتمة نسأل الله إياه {فانسلخ منها}
18.) لا بد من التركيز على ما فيه فائدة أكيدة فعناية المأمون بالأدب يبدو جميلا على أول النظرة ولكن صاحبه العناية بالمنطق وعلم الكلام وهذا من غرور الدنيا واستدراج الشيطان فلنعتبر
19.) العبرة من ما حدث لعفّان بن مسلم الصفّار فهو قدوة في التوكل {وفي السماء رزقكم وما توعدون} وفي العلم الفطري بأن القرآن غير مخلوق لما قرآ عليهم سورة الإخلاص وقال أمخلوق هذا؟!
20.) مسؤولية العلم فإن أكره العالم ويعذر نفسه {إلا من أكره } ولكن مذا سيصيب عامة الناس من بعدها؟
21.) العزيمة على الثبات – قول الإمام أحمد:" وكيف تصنعون بحديث خبّاب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه" ونسأل الله أن لا يحملنا ما لا طاقة لنا به
22.) لطف الله في أشد الإبتلاء (فقال أحمد: (لستُ أبالي بالحبس، ما هو ومنزلي إلا واحد، ولا قتلاً بالسيف؛ إنما أخاف فتنة السوط، وأخاف أن لا أصبر).
فسمعه بعض أهل الحبس وهو يقول ذلك؛ فقال: لا عليك يا أبا عبد الله؛ فما هو إلا سوط ثمّ لا تدري أين يقع الثاني؛ فكأنّه سُرّي عنه).
(فلما أصبحت فإذا أنا على القبلة)
23.) اليقين بإجابة الدعاء (فبرك الإمام أحمد على ركبتيه ولحظ السماء بعينيه، ثم قال: (سيدي غرّ هذا الفاجرَ حلمُك حتى تجرّأ على أوليائك بالضرب والقتل، اللهمّ فإن يكن القرآن كلاُمك غير مخلوق فاكفنا مؤونته).
فما مضى ثلث الليل الأول حتى سمعوا صيحة وضجّة، وإذا رجاء الحُضاري قد أقبل فقال: (صدقت يا أبا عبد الله، القرآن كلام الله غير مخلوق، مات والله أمير المؤمنين)
24.) وزن الوصية بالحق وبالصبر (قال لي ذات يوم وأنا معه جالس: يا أبا عبد الله! .. اللهَ اللهَ؛ إنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك؛ إنِ اللهُ ابتلاني فأجبتُ فلا يقاس بي، فإنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك، أنت رجلٌ يُقتدى بك، وقد مدّ هذا الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك؛ فاتّق الله واثبت لأمر الله).
قال: (فتعجّبت من تقويته ومن موعظته إياي)
25.)الإنتباه في مناقشة أهل الباطل في طريقة الدفاع عن الحق وأن لا يستدرجونا إلى طريقتهم( فكانا إذا ناظراه بعلم الكلام لم يجبهما، وإذا استدلا عليه بشيء من الكتاب والسنّة ردّ عليهما خطأهما في الاستدلال)
(فكان إذا ذكروا له شيئاً من الكتاب والسنة واللغة أجابهم وردّ شبهتهم ، وإذا أوردوا عليه شيئا من علم الكلام لم يجبهم)
26.) مراعاة الأدب في كل الأحوال فهيبة المؤمن (وكان الإمام أحمد قد بلغ الخامسة والخمسين من عمره عام المحنة؛ فأدني من الخليفة وعليه قيوده الثقيلة؛ فسلّم عليه ثم أجلس.
قال الإمام أحمد: فلما مكثت ساعة، قلت له: يا أمير المؤمنين، تأذن لي في الكلام)
27.) {وما تخفي صدورهم أكبر}(ولقد احتجوا بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه، وأنكروا الرواية والآثار، وما ظننتهم على هذا حتى سمعت مقالاتهم)
28.) {والله مع الصابرين}(، ووهبه الله قوّة قلب وحسن جواب وحجّة قاطعة؛ فما أسرع ما كان يقطع حججهم ويردّ على شبههم، وما أسرع ما ينقطع أحدهم)
29.) الشجاعة للوصية بالحق على كل الأحوال ولأي من كان (يا أمير المؤمنين: اذكر وقوفك بين يدي الله كوقوفي بين يديك، يا أمير المؤمنين راقب اللهَ)
30.) الحرس على كسب الحسنات في كل الأحوال (وخلع ما كان عليه من اللباس الذي كسوه، فأمر به فبيع، وتصدّق بثمنه)
31.) التوكل على الله {وكان حقا علينا ننج المؤمنين}( ما رأيت ضرباً مثل هذا؛ هذا ضرب التلف – وكان بال55 من عمره!)
32.) العفو عن من ظلمنا (ثم إنّ الإمام أحمد قد عفا عن المعتصم، وجعله في حلّ، وعفا عن كلّ من آذاه في تلك المحنة إلا من كان صاحب بدعة) اللهم اجعلنا من العافين عن الناس
(العفو أفضل، وما ينفعك أن يعذّب أخوك المسلم بسببك، ولكن تعفو وتصفح عنه؛ فيغفر الله لك كما وعدك)
33.) هوان الدنيا (ثمّ قطع زرّا من قميصه وقال: عنقي أهون علي من زري هذا)
34.) الله يثبت المؤمن بما يريد ( رؤية أبي نعيم 30 شهرا قبل أن قتل)
35.) الرهب من أن الله يفتننا في ديننا (وكان علي بن المديني قد رأى في منامه أنه يصافح داوود عليه السلام؛ وكان عابراً ؛ فعبرها بأنه يفتن في دينه)
اللهم اهدنا الصراط المستقيم
إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة العظيمة ياليت يوسع الوقت ذكرها وأعتذر أنني لم أقدر أن أختصر على الأهم لأنني وجدت كل هذه الفوائد عظيمة ومهمة جدا

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 05:44 AM
عفاف نصر عفاف نصر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 123
افتراضي

(بسم الله الرحمن الرحيم)
🌹حل المجلس الثالث من دورة الإيمان بالقرآن 🌹

🌹السؤال الأول:
مامعنى الوقف بالقرآن؟وماسبب وقوف بعض اهل الحديث؟
*الوقف بالقرآن هو :أن يقول القائل القرآن كلام الله ويقف
،فلايقول انه مخلوق او غير مخلوق.

*وسبب وقوف بعض اهل الحديث:
بشبهة عرضت لهم ان القول بخلق القرآن قول محدث
وذلك ان وقوفهم كما وقف الذين من قبلهم
وايضاً بسبب انهم كرهو الكلام فيما ليس تحته عمل
وظنو أن الكلام في هذه المسألة من الخوض المنهي عنه

‎وممن نُسب إليه القول بالوقف من أهل الحديث:* مصعب بن عبد الله الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي، وبشر بن الوليد الكندي، وعلي بن الجعد الجوهري، ويعقوب بن شيبة السدوسي.

‎قال ابن أبي خثيمة: قلت لمصعب ابن عبد الله: إن هؤلاء يقولون القرآن كلام الله، ويقفون؛ فيقولون من قال: مخلوق ابتدع، ومن قال: غير مخلوق ابتدع، ويحتجون بك، ويزعمون أنك تقول بهذا القول، وأن مالكاً يقوله.
‎فقال: معاذ الله؛ أما أنا فأقول كلام الله وأسكت، وقلبي يميل إلى أنه غير مخلوق، ولكني أسكت لأنه بلغني عن مالكٍ أنه يقول: الكلام في الدين كلُّه أكرهه، ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه، القدرَ ورأيَ جهم، وكلَّ ما أشبهه، ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل، فأما الكلام في الله فأحبُّ إليَّ السكوتُ عن هذه الأشياء؛ لأن أهل بلدنا ينهون عن الكلام إلا فيما تحته عمل.

*****************
🌹السؤال الثاني:
بين سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ؟
لأنها من الألفاظ المجملة التي تتوقف على مراد القائل
فإن قال القائل :(لفظي بالقرآن مخلوق )
*قد يريد به (ملفوظه ) وهو كلام الله عزوجل الذي تلفظ به
فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن
*وقد يريد به (فعل العبد ) الذي هو القراءة والتلفظ بالقرآن
وهذا صحيح

*لأن اللفظ في اللغة يإتي على معنيين :
الاول :اما اسما ً بمعنى المفعول اي الملفوظ وعلى هذا يكون معنى العبارة باطل ان كان يقصدالقائل هذا المعنى
الثاني: إما ان يكون مصدرا وهو التلفظ
فيكون المعنى تلفظي بالقرآن مخلوق وهذا صحيح

*ففي أطلاقه لبس الحق بالباطل الموقع للفتنة والشبهة

وقد فصل ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة فقال: (الذين قالوا التلاوة هي المتلو من أهل العلم والسنة قصدوا أن التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة، وهي الكلام المتلو.
وآخرون قالوا: بل التلاوة غير المتلو، والقراءة غير المقروء، والذين قالوا ذلك من أهل السنة والحديث أرادوا بذلك أن أفعال العباد ليس هي كلام الله، ولا أصوات العباد هي صوت الله، وهذا الذي قصده البخاري، وهو مقصود صحيح.
وسبب ذلك أن لفظ: التلاوة، والقراءة، واللفظ مجمل مشترك: يراد به المصدر، ويراد به المفعول.
فمن قال: اللفظ ليس هو الملفوظ، والقول ليس هو المقول وأراد باللفظ والقول المصدر، كان معني كلامه أن الحركة ليست هي الكلام المسموع، وهذا صحيح.
ومن قال اللفظ هو الملفوظ، والقول هو نفسه المقول وأراد باللفظ والقول مسمى المصدر، صار حقيقة مراده أن اللفظ والقول المراد به الكلام المقول الملفوظ هو الكلام المقول الملفوظ، وهذا صحيح.
فمن قال: اللفظ بالقرآن، أو القراءة، أو التلاوة، مخلوقة أو لفظي بالقرآن، أو تلاوتي دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو، وذلك هو كلام الله تعالى.
وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعني صحيحاً، لكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره)ا.هـ.
*******************

🌹السؤال الثالث؟
ماسبب محنة الامام البخاري ؟وبين موقفه من مسألة اللفظ؟
لما بلغ الثانية والستون من عمره عزم على الاقامة في نيسايور لكثرة المخالفين له في بلده بخارى
فتوافد اليه العلماء والمشايخ لاستقباله ومجالسته فحسده
بعض مشايخ نيسايور على ذلك
قال ابن عدي: فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق؟
فأعرض عنه البخاري، ولم يجبه فقال الرجل: يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله.
نقلت مقالته على غير وجهها إلى قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي؛ فقال في مجلسه فيما قال: (من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه)


وأما موقفه :
فكان ممن منع الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه
وبدع من قال لفظي بالقران مخلوق او قال لفظي بالقرآن غير مخلوق
وكان ممن اشتد على من قلل لفظي بالقرآن مخلوق خشية تأويل ذلك الى القول بخلق القرآن
وهذا كان موقف ايضا جمهور اهل الحديث كالإمام احمد ابن حَنْبَل وابن راهويه وابن ثور وجماعة

*******************

🌹السؤال الرابع:
بين سبب نشأة اللفظية؟
أن حسين بن علي الكرابيسي وقد كان ذا علم ومصنفات وله أتباع ،ألف كتاباً حط فيه على بعض الصحابة وزعم ان ابن الزبير من الخوراج وأدرج في كتابه متشابه الروايات مايقوي به جانب الرافضة،وحط على بعض التابعين
فلما بلغ كتابه الامام احمد وكان لايعلم من كاتبه أنكر بعض مافيه وحذر منه ونهى عن الأخذ عنه
فبلغ ذلك الكرابيسي فغضب وقال:
لأقولن مقالة حتى يقول أحمد بن حَنْبَل بخلافها فيكفر
فقال:لفظي بالقرآن مخلوق .
فأثار الفتنة بين الناس ولبّس عليهم الحق

*******************

🌹السؤال الخامس:
لخص بيان الامام احمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ؟
فقد بينو ان القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق
وقراءة القاريء من فعله وفعله مخلوق

*قال الامام احمد عندما سئل عن الذين يفرقون بين اللفظ والمحكي: القرآن كيف تصرّف في أقواله وأفعاله، فغير مخلوقٍ؛ فأمّا أفعالنا فمخلوقةٌ.
قلت: فاللّفظيّة تعدّهم يا أبا عبد الله في جملة الجهميّة؟
فقال: لا، الجهميّة الّذين قالوا: القرآن مخلوقٌ.

*وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
‎وقال البخاري أيضاً: (جميع القرآن هو قوله [تعالى]، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله: {فاقرءوا ما تيسر منه} والقراءة فعل الخلق).


******************^***^***

🌹السؤال السادس:
بين اهم الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة الإيمان بالقرآن:
*أن من أصول الإيمان التي لايصح الا بها الايمان بالقرآن ومن لم يُؤْمِن به فهو كافر توعده الله بالعذاب الشديد

*سبيل الاهتداء بالقرآن يكون بتصديق اخباره وعقل أمثاله وامتثال اوامره واجتناب نواهيه

*أن الايمان بالقرآن يورث الاستقامة والتقوى وزكاة النفس وصلاح الجوارح ولايكون ذلك الا بأخذ الكتاب بقوة!

*رد اهل السنة على الفرق المخالفة يكون بأدلة الكتاب والسنة وعدم مجاراة اهل الكلام والخوض فيه

*الواحب على طالب العلم نشر الاعتقاد الصحيح في القرآن بين العامة وتنشئة الصبيان على ذلك الاعتقاد .

********************
والحمدلله رب العالمين ....

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 04:13 PM
تسنيم المختار تسنيم المختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 55
Post المجموعة الأولى:

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟

هم على ثلاثة أصناف:
- الصنف الأول:
هم جماعة من الجهمية ولكنهم تستروا بالوقف، وفي حقيقتهم يقولون بخلق القرآن، لكنهم توقفوا تسترا وأنكروا على من يقول أن القرآن غير مخلوق.
وقد كثرت الروايات عن الإمام أحمد أنهم شر من الجمهمية وأنه كفرهم، وحذر منهم.
وذلك لأنهم يتعاطون علم الكلام ويجادلون به.
فقيل من كان عالما بعلم الكلام فهو جهمي وإن تستر بالوقف.

- الصنف الثاني:
الذين يقفون شكا، فلا يقولون لا بأن القرآن مخلوق ولا بأن القرآن غير مخلوق.
فهم لم يؤمنوا بكلام الله تعالى، ولم يصدقوا بصفة الكلام لله تعالى؛ لإن الشك منافي للتصديق.
لكن يُفرق في هذا الصنف بين العالم بعلم الكلام، والعامي.
فمن كان يحسن علم الكلام فهو جهمي، حكمه حكم الجهمي.
ومن كان جاهلا عاميا فيٌبين له ويُقام عليه الحجة، وإن بقي شاكا بعد إقامة عليه الحُجة، يُحكم بكفره.
وقد كثرت أقاويل السلف بتكفير الشاكة من الواقفة.

- الصنف الثالث:
هم طائفة من أهل الحديث، قالوا بالوقف اجتهادا منهم لكنهم اخطأوا، ومنهم من دعا للوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول بأن القرآن مخلوق، ولا يعتقدون بأن كلام الله مخلوق،
لكنهم قالوا بأن قول القرآن غير مخلوق هو قول محدث لم يقول به السلف.
فهم طائفة من أهل الحديث لا يقولون بخلق القرآن ولا يقولون بأنه ليس مخلوق بل يبقوا على ما قال به السلف.
فينكروا على من قال بخلق القرآن، ويقولوا أن من قال القرآن غير مخلوق فقد ابتدع عن ما قال به السلف.
فكان منهم اجتهاد لكنه خاطئ؛ لأن إثبات صفة الكلام لله عز وجل من التصديق بصفات الله، وصفات الله ليست مخلوقة.
وقد حذر الإمام أحمد منهم، وهجروا مجالسهم وتركوهم.



س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
ا
ختلاف المواقف في مسألة اللفظ على سبعة مواقف:
الموقف الأول:
موقف الجهمية الذين تستروا بالقول باللفظ، فهم يعتقدون بخلق القرآن ويقولون بهذا القول للتلبيس على الناس.

الموقف الثاني:
طائفة ممن خاضوا في علم الكلام وحاولوا الرد على الجهمية فاتبعوا بعض أصولهم، ومنهم الشراك الذي قال أن القرآن كلام الله، فإذا تلفظنا به صار مخلوقا.

الموقف الثالث:
موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري، وهو من قال أن القرآن الذي في اللوح المحفوظ هو كلام الله غير مخلوق، أما الذي بين ايدينا الآن فهو مخلوق، واشتهر عنه أيضا أنه قال أن القرآن (محدث)، ولفظي بالقرآن مخلوق.

الموقف الرابع:
موقف جمهور أهل الحديث مثل أحمد بن حنبل والبخاري وغيره، توقفوا في مسألة اللفظ وبدعوا كلا الفريقين ولكن اشتدوا على القائل بأن لفظي بالقرآن مخلوق منعا للالتباس على الناس.

الموقف الخامس:
طائفة من أهل الحديث قالوا أن لفظي بالقرآن غير مخلوق، يريدون بها أن القرآن غير مخلوق وهو كلام الله، ولكن اخطأوا في قولهم، ومنهم من التبس عليه الأمر بالفعل، ومنهم من نسب القول للإمام أحمد ولكنه لم يقل هذا.

الموقف السادس:
موقف أبو الحسن الأشعري، ظن أن رفض أهل الحديث ومنهم الإمام أحمد لقول لفظي بالقرآن مخلوق هو من باب معنى كلمة (لفظ) وأنها بمعنى طرح أو رمي، وهذا غير لائق في حق القرآن كلام الله.

الموقف السابع:
موقف طائفة زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة، وأنهم حين يسمعون القراء يقرأون، فإنهم يسمعون كلام الله من الله مباشرة.
وفيهم أقوال:
-أن صوت الله يحل في القاريء.
-أن صوت الله يظهر فيه ولا يحل.
-التوقف فلا يقولون حل ولا ظهر صوت الله.
-أنه يسمع منه صوت قديم غير مخلوق.
-أنه يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.



س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
لقد كان علماء السُنة يردون على المعتزلة بالكتاب والسنة فقط، ولا يردون بعلم الكلام ولا يتعلمونه، فظهرت طائفة منها (ابن كلاب) أرادت أن تجادل المعتزلة بعلم الكلام والمنطق، فلم يسلموا من التسليم لهم ببعض معتقداتهم الفاسدة.
فابن كلاب لما استطاع أن يرد بعض شبهاتهم، ظن بذلك أنه نصر السنة، ولكنه أحدث أقوالا، ووافقهم لإي أصول لهم، ولم يسلم من فساد منهجهم، وابتدع أقوال في الإيمان والقرآن، وقال أن القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل وأنه قائم بذات الرب بغير قدرة ولا مشيئة وغير ذلك.
وكان موقف أهل السنة منه أنهم أنكروا عليه ما ابتدعه، وأقواله المحدثة، وحذروا منه ومن الأخذ منه، ومنهم ابن تيمية قال أنه وافق الجهمية في معتقدهم ولم يهتدِ لفساد علم الكلام.


س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
فتنة اللفظية فيها تلبيس شديد على الناس، لأنها ترجع لإرادة القائل ونيته.
فإن كان القائل: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد بها القرآن نفسه، فقد وافق قول الجهمية بخلق القرآن.
وإن كان يريد فعله هو أي (التلاوة)، فهذا هو الصحيح لأن أفعال العباد مخلوقة، وكلام الله غير مخلوق.
ولأن كلمة لفظ تأتي اسما ومصدر، فتحتمل المعنيين.
فهي جملة تحمل معاني كثيرة، وتساعد في الالتباس على الناس أكثر، وهم كانوا في حاجة إلى البيان والتوضيح أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولذلك فرح بهذه الجملة الجهمية.


س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرته؛ نشأة أبي الحسن الأشعري في بيت معتزلي، كان زوج أمه من كبار المعتزلة، فشرب منه علم الكلام ونبغ فيه حتى كان يُنيبه عنه في بعض مجالسه، ولما ظهر له بعض الأسئلة التي لم يجد لها إجابة شافية وسأل الجبائي وناظره فلم يجد جوابا شافيا فتركه وترك مجالسه وتيقن من أن المعتزلة فتنوا الناس ولبسوا عليهم، فأعلن توبته ورجوعه لمذهب أهل السنة لكنه كان قليل البضاعة فيه عالما بعلم الكلام وبحجج المعتزلة، فأعجب بطريق الكلابي، وظنه منافحا عن أهل السنة، وبدأ يرد حجج المعتزلة ويبطلها واشتهرت مناظراته لقوته في الرد عليهم مبطلا أقوال خصوم أهل السنة من المعتزلة حتى أن بعضهم كان يخشى أن يجادله أو يناظره.

ورغم عودته وتوبته وإعلان أنه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي ذب عن الدين، ورغم ما أوضحه في كتاب (الإبانة) عن رجوعه عن أقواله التي سبقت ذلك، إلا أن أهل السنة اختلفوا فيه لسقوطه في بعض الخلافات التي ظن أنها على مذهب أهل السنة كمسألة الاستطاعة.
حيث قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
وقال أبو محمد البربهاري: ( احذر صغار المحدثات من الأمور؛ فإن صغار البدع تعود كبارا).
وكان البربهاري معاصرا لأبو الحسن الأشعري وأنكر عليه طريقته.

ولذلك اختلف أهل العلم في موقفهم منه؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعا صحيحا إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أن رجوعه كان رجوعا مجملا لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.
ورغم ذلك فهو أقرب لأهل السنة من أتباعه الذين أحدثوا من بعده وزادوا في انحرافهم بعلم الكلام عن مذهب أهل السنة.


س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
- التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والسلف.
- عدم مجالسة أهل البدع والتحذير منهم.
- مجادلة أهل الأهواء والبدع بالكتاب والسنة، ولا شيء غير الكتاب والسنة.
- العلم هو سفينة النجاة في زمن الفتن.
- لا نخوض في الجدال إلى قواعد مخالفة للقرآن والسنة، ولا نجادل أهل البدع بقواعدهم.
- العالم الذي يذب عن الدين بنفسه أعظم درجة من العالم الذي يأخذ بالرخصة في الزمن الذي قد يُفتن الناس بقولهم فيه.
- أهل البدع المتسترين شر من أهل البدع الظاهرين، لأن التلبيس على الناس في تسترهم أشد.



رد مع اقتباس
  #18  
قديم 8 ذو القعدة 1438هـ/31-07-2017م, 01:31 AM
وحدة المقطري وحدة المقطري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 216
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن: أن يقال القرآن هو كلام الله دون أن يقال مخلوق أو غير مخلوق.
سبب وقوف بعض أهل الحديث:
وذلك أنه لم ترد الآثار في ذكر القرآن (أنه غير مخلوق) بل كان المتقدمين يقولون (القرآن كلام الله) دون أن يزيدوا في ذلك فوقفوا حيث وقف من قبلهم معتقدين بأن الزيادة خطأ، وإن كان أكثرهم يرى بأن القرآن هو غير مخلوق باعتباره كلام الله وكلام الله صفة من صفاته وصفات الخالق مثله غير مخلوقة ، لكنهم أبوا التصريح بذلك اجتهادا منهم رحمهم الله تعالى.

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
السبب في ذلك أن لفظة (اللفظ أو التلاوة أو القراءة) من الألفاظ المجملة المشتركة فيدخلها التأويل وتعتمد على مراد القائل؛ فقد يراد بها الاسم أي المفعول فيكون (لفظي بالقرآن مخلوق) بمعنى ملفوظي أي القرآن المسموع مخلوق وهذا باطل، وقد يراد بها المصدر أي تلفظي بالقرآن مخلوق وهو صحيح لأن التلفظ من فعل العبد وفعل العبد مخلوق مثله.

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
كان الإمام البخاري رحمه الله ينأى عن الخوض في مسألة اللفظ لأنه رأى أنها مسألة مشؤومة فقد رأى ما نال الإمام أحمد وغيره بسببها لاسيما مع دقة أفهام الناس عنها لإجمالها ، لكن قدر الله أن يبتلى بها ، فقد قرر أن يستقر آخر حياته في خرسان، وبعد أن أقام فيها سأله سائل منها عن مسألة اللفظ فيقال بأنه توقف فيها وقال أفعال العباد مخلوقة، وقيل أنه قال القرآن غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا، فنقل الكلام إلى محمد بن يحي الذهلي قاضي المدينة وكان ممن يقول ب (لفظي بالقرآن غير مخلوق) يقصد ملفوطي لا فعلي ، فحمل كلام البخاري على انه أراد بلفظي أي ملفوظي فيكون البخاري عنده يقول كما تقول الجهمية، فضيق على الإمام البخاري حتى منع الناس من مجالسته فلم يبقَ معه غير مسلم ونفر قليل، وقيل أن الذهلي حسد البخاري حين رأى غزارة علمه وإقبال الناس عليه، وخرج البخاري لبلده بخارى وكان نوى ألا يقيم بها لكثرة المخالفين له فيها وحين وصلها استقبله الناس فيها كما استقبلوه لمقدمه خرسان بحفاوة بالغة لكن كتب الذهلي لواليها خالد بن أحمد أنه بقول بخلاف السنة ، فأمر بخروجه من المدينة، وقيل أن الوالي طلب من البخاري أن يأتيه ليقرأ عليه بعض مصنافاته في بيته أو يخصص له مجلسا خاصا في مسجده فأبى البخاري فكان هذا سبب عداوته له، ثم أن الوالي نفاه عن البلد فخرج لقرية خرتنك من قرى سمرقند وكان له بها أقارب فنزل عندهم.
قال عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي:: "سمعته ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: اللهم إنه قد ضاقت علىَّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك.
قال: فما تم الشهر حتى قبضه الله تعالى وقبره بخرتنك."
فرحمه الله رحمة واسعة.

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
سبب فتنتها أن حسين بن علي الكرابيسي ألّف كتابا حط فيه على بعض الصحابة، وزعم أن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه كان خارجيا، وتكلم فيه على بعض التابعين كالأعمش وانتصر فيه للحسن بن صالح بن حي وكان يرى بالسيف وجمع فيه للشيعة ما لا يحسنون الاحتجاج به، فنُهي عنه وطُلب منه التراجع عما كتبه فأبى، فعرض على الإمام أحمد فذم صاحبه ونهى عن مجالسته والأخذ منه ، فحمل ذلك الكرابيسي على أن يقول (لفظي بالقرآن مخلوق) نكاية في الإمام أحمد ، حيث قال: لأقولن في القرآن مقالة حتى يقول أحمد بخلافها فيكفُر! ، فتبعه قوم على مقالته وخالفه أكثر أهل الحديث ووقف قلة منهم، وكانت فتنة شعواء في عنقه.

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
أن القرآن هو كلام الله وكلام الله صفة من صفاته سبحانه وصفاته كذاته غير مخلوقة، وأما أفعال العباد فهي مخلوقة ، فعلى هذا لفظي بالقرآن مخلوق إن قصد اللفظ هو فعل العيد فهي عبارة صحيحة وإن قصد أن لفظي هو المتلو أي المفعول فتكون عبارة باطلة كقول الجهمية القرآن مخلوق سواء بسواء ، وعلى هذا فقد شدد الإمام أحمد في إطلاقها لإجمالها ووجود اللبس فيها لاسيما على العوام ، وإن كان يفرق بين قائلها فإن كان من المتكلمين فعده جهميا لأن صفتهم الجدال ، وإن كان غير متكلما فقال يعلم ويبين له الحق .
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: « من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر ».
فقوله (يريد) تدل على أنه قصد رحمه الله مراد القائل بلفظي أي متلوي أي القرآن المسموع لا فعلي.
وقال أيضاً: سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّن يقف» .
وهو هنا رحمه الله يعني من تكلم بلفظة (لفظي) ويريد بها المفعول أي متلوي ، فهو جهمي متستر بهذه اللفظة لإجمالها وإلتباس أمرها على العوام.
أما الإمام البخاري فذهب لتفصيل ذلك في كتابه خلق أفعال العباد وكما ورد عنه في الرد عن بعض من سأله.
قال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
وقال البخاري أيضاً: (جميع القرآن هو قوله [تعالى]، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله: {فاقرءوا ما تيسر منه} والقراءة فعل الخلق).

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
هذه بعض منها:
1- أن القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود تكلم به بحرف وصوت ، وان من قال بخلاف ذلك فهو كافر.
2- أن المبتدعة فرق وطوائف كثيرة ، وهكذا الباطل فرق كثيرة بعكس الحق واحد، فمن رام الحق فلابد له من موافقة السنة لا غير.
3- أن كل من خالف السنة ابتلاه الله بالبدعة، فلابد من لزوم غرز السنة وللزومها لابد من التعلم.
4- أن التمسك بالحق عزيز في زمن الفتن فلنتعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
5- أن القابض على دينه كالقابض على جمرة ، فلنسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والثبات عليه حتى الممات.
6- أن الفتن ليست مختصة بزمان أو بلد. فلنتعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
7- أن الشبه خطافة، فلا نتعرض لها كمن يدخل بعض مواقع النصارى أو المبتدعة للفضول، ولنستهدي الله لبيان الحق في حال عرضت علينا.
8- أن للبيان لسحرا، فلابد للمرء من الحذر من أهل الكلام الذين يقدمون العقل على النقل.
9- أن علم الكلام من العلوم المشؤومة فتركه من الأمور المحمودة، وأقله أن الجاهل به لم يفته كثيرا إن لم يكن قد احتاط لدينه.
10- على المرء ألا يغتر بدينه أو بعلمه فكم زلت أقدام،فعلينا سؤال الله الثبات.
11- على المرء ألا يغتر بالكثرة ، فقد يكون الحق مع القلة.
12- أن للجليس أثر كبير على دين صاحبه كما حدث مع المأمون، فلينظر أحدنا لمن يخالل.
13- أن التقليد الأعمى من الأمور المقيتة كما حدث لمن جاء بعد المأمون من الخلفاء وتتابعوا على مسالة القول بالقرآن، فعلينا طلب العلم للوصول للحق.
14- علينا باستهداء الله وسؤاله ألا نكون ممن يحسبون أنهم يحسنون صنعا كما فعل خلفاء بني العباس من المأمون للواثق في قتلهم للمحدثين والصالحين القائلين بأن القرآن كلام الله.
15- كم من فتنة جرت على الأمة فتن وبلايا عظيمة يكون السبب فيها شخص ضال مضل ، فلابد من عدم الاستهانة بمقولة قائل ولو كانت حقيرة فقد تتلقفها عقول مريضة ، فلابد من التعامل مع البدع بقوة منذ البداية إن أمكن حتى تموت في مهدها.
16- إن الله ناصر دينه ولو بعد حين ، فهاهي فتنة القول بخلق القرآن عمت حتى كانت تدرَّس في الكتاتيب ثم لم لبثت أن خيأت نارها فنسأل الله اندراسها لغير رجعة.
17- أن الله يقيض للأمة رجال صدق يسترخصون أرواحهم لنصرة دينه فلله الحمد ما أكرمه من دين، لا يكاد يجد الصادق لنفسه قيمه أمامه، فلنحتسب أنفسنا وما نملك لنصرة هذا الدين.
18- إن الله يدافع عن الذين آمنوا ولو بعد موتهم، فهاهو الإمام البخاري مات مظلوما بل وتمنى موته من شدة ما ضيقوا عليه لاسيما في شيبته، وقد رفع الله ذكره من بعده، وكم نفخر به من إمام يُقتدى ونسأل الله أن يحشرنا معه ويرزقنا الجنة بمحبتنا له ، فلا نحزن إذا ما وقع علينا ظلم وبهتان فالله مبرئ ساحتنا ولو بعد حين.
19- الصابر مأجور في الآخرة وفي الدنيا فهاهو الإمام أحمد صبر في محنة خلق القرآن حتى رفعه الله بها بين العالمين لقاء صبره وثباته، فلنصبر أمة محمد.
20- إن العقل جارحة كبقية الجوارح ، فكما أن للعين مدى معين لتبصر به وللأذن مدى معين لتسمع بها فللعقل مدى معين ليعقل به ويفهم الأمور ، فمن الرحمة بعقولنا عدم الخوض بها في أمور لا تقدر على إدراكها ومن الأدب مع الله ورسوله أن نقف حيث أرادنا وألا نخوض في أمور لم ترد في شرعنا ، ومن العقل أن نقدم النقل على العقل لأن ديننا مبناه على الإيمان بالغيب لا الإيمان بالعقل! فالعقول متفاوتة وإلى عقل من نتحاكم؟! ولو أبينا إلا أن نتحاكم لعقل بشر فليكون لعقل سيد البشر صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي استسلم لربه.

ملاحظة: أعتذر للتأخر لعارض صحي

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 12 ذو القعدة 1438هـ/4-08-2017م, 12:32 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

*&* تقويم مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثالث)

أحسنتم جميعا في هذا المجلس فبارك الله فيكم وزادكم من فضله .



المجموعة الأولى :

1- الطالبة : سلوى عبد العزيز ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك من فضله .
فاتكِ الجواب عن السؤال السادس ؛ فيمكنك إدراجه ومن ثم تعديل الدرجة .

2- الطالبة : آسية محمد ب+
أحسنتِ بصياغة الجواب بأسلوبك فبارك الله فيك وسددك ، ولكنك اختصرتِ الجواب في جميع الأسئلة .
س1 : فاتك بيان حكم من توقف من أهل الحديث .

3- إسراء عبد الواحد أ

أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك من فضله .
س1 : هناك ثلاثة أنواع من الواقفة ؛ فيحسن ذكر كل نوع على حدة ثم بيان حكمه .

4- الطالبة : هويدا فؤاد أ++

أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك من فضله ونشكر لكِ حسن عرضك للمجلس من حيث التنسيق والألوان .
س4 : لو بينتِ كيف حدث الالتباس في مسألة اللفظ بتفصيل مناسب لكان أتم .

5- الطالبة : حليمة السلمي أ

أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك من فضله .
س1 : لم تبيني حكم من قال بالوقف من الجهمية وبعض أهل الحديث .

6- الطالبة : شاهناز شحبر ج

بارك الله فيكِ وزادك من فضله ونشكر لكِ حسن عرضك للمجلس من حيث التنسيق والألوان .
س1 : هناك ثلاثة أنواع من الواقفة ؛ فيحسن ذكر كل نوع على حدة ثم بيان حكمه .

س2 : المطلوب عرض المواقف من مسألة اللفظ وليس الوقف .

7- الطالبة : ناديا عبده أ+

أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك من فضله .

8- الطالبة : رقية بورمان
أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك توفيقا وسداداً.
س6 : ممتاز بارك الله فيكِ .

9- الطالبة : تسنيم المختار
أ

أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك من فضله .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

المجموعة الثانية :

10- الطالبة : إنشاد راجح أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك من فضله .
س1-أصل فتنة الوقف كانت على يد طائفة من الجهمية بزعامة ابن الثلجي في زمن الإمام أحمد وكان غايتهم منهم تقرير القول بخلق القرآن فهي امتداد لهذه الفتنة ولكن تستّروا بهذا اللفظ تلبيسا على العامّة .

11- الطالبة : ميمونة التيجاني ب
بارك الله فيكِ وسددك .
س2 : فعبارة "لفظي بالقرآن مخلوق" تحتمل معان ؛ فإن أريد باللفظ التلاوة :وهي فعل العبد فهو قول حق ، وإن أريد باللفظ :المتلو وهو كلام الله فالعبارة باطلة .
س3 : اختصرت جدا في بيان سبب المحنة .
اقتصرتِ على نقل كلام العلماء في كثير من المواضع وهذا غير مقبول .

12- الطالبة : هنادي عفيفي ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك من فضله .
س5 : اختصرتِ فيه جدا واقتصرت على بعض النقول .

13- الطالبة : ساره كمال أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك من فضله ، ونشكر لكِ حسن عرضك للمجلس من حيث التنسيق والألوان .
س2 : فاتك تفصيل المسألة ؛ فعبارة "لفظي بالقرآن مخلوق" تحتمل معان ؛ فإن أريد باللفظ التلاوة :وهي فعل العبد فهو قول حق ، وإن أريد باللفظ :المتلو وهو كلام الله فالعبارة باطلة .

14- الطالبة : نعمات الحسين أ+

أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك من فضله .

15- الطالبة : عفاف نصر أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك من فضله .

16- الطالبة : وحدة المقطري أ+

أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك من فضله ، ونشكر لكِ حسن عرضك للمجلس من حيث التنسيق والألوان.
س6 : ممتاز بارك الله فيكِ .


-- بارك الله فيكم وسددكم --

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 15 ذو القعدة 1438هـ/7-08-2017م, 09:16 PM
شاهناز شحبر شاهناز شحبر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 67
افتراضي تصحيح لإجابتي من دورة الإيمان القرآن القسم الثالث - مجموعة الأسئلة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم


جزاكم الله خيرا وشكر الله لكم سعيكم وجهودكم، أود في تسليم تصحيح لإجاباتي لوجود أخطاء في مجموعة منها، في إجابتي السابقة.
نسأل الله السداد والتوفيق.


الإجابة على المجموعة الأولى


المجموعة الأولى:

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟

أختلف الناس في موقفهم تجاه فتنة الوقف في القرآن وعليه تبعا يكون الحكم:
الأول: موقف الجهمية وسبب وقفهم هو التستر والتشبيه على الناس فيستترون بالوقوف حتى يستميلوا قلوب الناس وفكرهم، وحقيقة ما يؤمنون به هو القول بأن القرآن مخلوق.
الحكم: قال بكفرهم الإمام أحمد ومما نقل عنه قوله -رحمه الله- «هم أشدّ تربيثًا على النّاس من الجهميّة، وهم يشكّكون النّاس، وذلك أنّ الجهميّة قد بان أمرهم، وهؤلاء إذا قالوا: "لا يتكلّم"؛ استمالوا العامّة، إنّما هذا يصير إلى قول الجهميّة»

الثاني: الوقوف بسبب الشك فلا يجزمون بأن القرآن غير مخلوق ولا بضده. وعدم جزمهم لا يوافق الإيمان الذي هو التصديق الجازم.
الحكم: حُكم عليهم بالكفر، إلا إن كان عن جهالة فيعلموا إن وافقوا قُبل منهم وإن استمروا، فحكمه الكفر لشكه.
قال عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال: مخلوقٌ»

الثالث: من أهل الحديث من أقر بالوقف مع اعتقادهم بأن كلام الله غير مخلوق، وينكرون على من يعتقد بخلق القرآن.
الحكم: قال العلماء قد اخطؤوا في موقفهم، وأنكر عليهم الأئمة الكبار وهجروهم، وهذا الإقرار؛ بالوقف مع صحة الاعتقاد، مما يسهل على أهل الأهواء دعواهم ويلبس على الناس، فبعد ظهور بدعة خلق القرآن لا يسع السكوت والوقف.
قال الذهبي: (وقد وقف علي بن الجعد، ومصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة، وخالفهم نحو من ألف إمام، بل سائر أئمة السلف والخلف على نفي الخلقية عن القرآن)

_________________**_________________________**_________________

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

أحدثت فتنة اللفظ مواقف كثيرة واختلافات وتباين بحسب تؤول كل فريق
وقد قُسمت إلى سبع مواقف، وفيما يلي الموقف ومن قال به ثم أقوالهم: -

الموقف الأول:
-الجهمية

-وهم الجهمية المتسترة باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف، ومرادهم أن القرآن كلام الله مخلوق إلا أنهم يتسترون بالوقف لأنه أدعى للقبول لدى العامة. ومنه يستدرجونهم ببث معتقداتهم المخالفة فيحصل القبول. قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: «من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر».
وقال أيضاً: سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّن يقف»

الموقف الثاني:

-طائفة ممن تأثر بعلم الكلام على رأسهم رجل من الشام ويدعى الشَّراك

-تأثروا بعلم الكلام وبأقوال من الجهمية دون أصول أقوالهم، فقالوا إن القرآن كلام الله غير مخلوق، فإذا تُلفظ به يصبح مخلوقا. وعند النظر في قولهم يظهر رجوعه لصريح كلام الجهمية؛ وهو أن كلام الله مخلوق.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ.
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه».

الموقف الثالث:

-داود الظاهري إمام أهل الظاهر

-كان الظاهري ذا عناية وفهم بالعلم وقد حرص على كتب الشافعي وجمع الأقوال ومعرفة الاختلاف إلا أنه رد القياس واكتفى بالظاهر. أدعى أن القرآن الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق، والذي بين الناس مخلوق وأن القرآن محدث وهو من أقوال المعتزلة ويعنون أنه مخلوق. ولما حصلت فتنة اللفظ، قال إني لفظي في القرآن مخلوق.
فهجره الإمام أحمد وأمر بهجره.

الموقف الرابع:

-أهل الحديث ومنهم الإمام أحمد إسحاق بن راهويه والبخاري

-كان موقفهم هو منع التحدث في اللفظ مطلقا، سواء بالنفي أو الإثبات وبدَّعوا الفريقين. وشددوا على من يقول بأن لفظي في القرآن مخلوق خشية التستر والتلبيس، والمراد القول بخلق القرآن. وبيَّنوا أن أفعال العباد مخلوقة. قال إسحاق بن حنبلٍ: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ، ومن زعم أنّ لفظه بالقرآن غير مخلوقٍ، فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد اللّه عن هذا، وغضب منه، وقال: (ما سمعت عالمًا قال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيمٍ، وأبي بكر بن عيّاشٍ، وسفيان بن عيينة، فما سمعتهم قالوا هذا).

الموقف الخامس:

-طائفة من أهل الحديث وممن نسب له هذا القول الإمام محمد بن راهويه إمام البخاري وحاكم نيسابور ومحمد بن داود شيخ الإمام مسلم وغيرهم

-قالوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق. وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق إلا أنهم اخطؤوا في التعبير. فقد قال الإمام أحمد عنهم أنهم يردون أن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة إلا أنه خانهم التعبير. وقد قال الإمام ابن تيميه أنه حصل الفرقة والفتنة من استخدام الكلمات المشتركة التي تُحمل على معاني متعددة، ونقل قول ابن قتيبة: "إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ."

الموقف السادس:

-أبي الحسن الأشعري ومن سار على نهجه كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى

-وهم من أهل الكلام وقد اتفقوا مع الإمام أحمد في الإنكار على الطائفتين من قال بأن لفظي في القرآن مخلوق ومن قال أن لفظي في القرآن غير مخلوق، إلا أنهم اختلفوا في سبب الإنكار وقالوا أن الإنكار من الإمام أحمد على استخدام كلمة اللفظ ويردون بمعناها من الطرح والرمي وأنه لا يليق أن يوصف القرآن بذلك. وهذا بسبب اختلاف فهمهم لمعنى اللفظ.

الموقف السابع:

-طوائف مختلفة

-زعموا أن سماع القارئ وهو يقرأ إنما هو سماع مباشر من الله، كما كلم الله موسى عليه السلام وقد اختلفوا على أقوال في تفصيل زعمهم:
- قالوا إن صوت الله سبحانه حلَّ بالقارئ
- ظهر فيه ولم يحلّ فيه
- ظهر فيه ولم يحلّ فيه
- الصوت المسموع قديم غير مخلوق
- سمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق
وقال شيخ الإسلام عنهم وغيرهم من الطوائف: (وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا...)


_________________**_________________________**_________________

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

انتشر في عصره المعتزلة وبدعهم، فتخذ ابن كلاب علم الكلام للرد عليهم ولمقارعتهم بحججهم، فما كان منه إلا أن وقع في موافقتهم على أصولهم بطريقة محدثة ليست مما يقره الكتاب والسنة. فخرج بطريقة بين السنة والمعتزلة، وأحدث بدع ما كانت من قبل. وقال إن القرآن محدث، وهو حكاية عن المعنى القديم القائم بالله سبحانه وتعالى، وأنه ليس بصوت ولا حرف، ولا يتجزأ ولا يتبعض، ولا يتفاضل وغيره من أقوال. ومرد قوله لتسليمه لأصول المعتزلة من أقوال الباطل، وله أقوال في الصفات والإيمان والقدر. وكان له تأثيرا وأتبعه كثير؛ منهم من برزوا وهم بدورهم كان لهم من الأقوال المحدثة ما زادت على فرق المسلمين فرقه، كالأشعري والماتريدي.
قال ابن تيمية - رحمه الله - : (فأحدث ابن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لم يكن يتصوره عاقل، ولا خطر ببال الجمهور، حتى أحدث القول به ابن كلاب).

أنكر أئمة أهل السنة عليه وحذروا منه ومن طريقته، فمنهجهم واضح وهو الاستدلال بالقرآن والسنة والبعد عن علم الكلام. قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره)

_________________**_________________________**_________________

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.

عانت الأمة من فتن وبدع، والسعي في ردم الخلافات وتقريب الفجوات هو الأولى لا زيادة الشبهة والبدع. فقد زادت فتنة اللفظية، داء على الداء، وخلاف على الخلافات. وأول من أثار فتنة اللفظ، حسين بن علي الكرابيسي، وكان له من العلم والتصنيف إلا أنه كان عليه من المآخذ ما يدل على عدم إلمامه بمقاصد الشريعة والتهاون في جلب المصالح ودرء المفاسد. والعلم إن لم يصاحبه حسن مقصد وإحسان العمل، أتى العلم على غير المراد من الصلاح والإصلاح فشاغب العلماء وأثار الشبه التي تنقلب عليه وتكون وبالا وذما.
أتى الكرابيسي فقال إن لفظي بالقرآن مخلوق؛ وإنما قالها يريد مخالفة الإمام أحمد رحمه الله لتحذيره وبيان ما في كتاب الكرابيسي من مآخذ. وهذه كلمة؛ التي قالها الكرابيسي؛ مبهمة تُتأول على وجيه عدة وتترك مجالا للخلاف وزيادة الفتن.

وخطر فتنة اللفظية من جهتين: اللبس على الناس في أن كلام الله مخلوق، كقول الجهمية. وفي اللبس باستخدام كلمة اللفظ بالقرآن وهي مسألة متعلقة بأن أفعال العباد مخلوقة. فبدل أن كان الأمر يتعلق بأمر واحد وهو فتنة خلق القرآن أصبح متعلق بأمرين.

فأما من قال بأن لفظي بالقرآن مخلوق؛ يريد أن المتلفظ-الاسم من لفظ- من قراءة للقرآن مخلوق. فاللفظ بالقرآن هو لفظ لكلام الله فلا ينسب للقارئ إنما لله الذي أنشأه ابتداءً.
وأما فعل القراءة؛ التلفظ وهي المصدر من لفظ، فهي من أفعال العباد المخلوقة كما قال تعالى:} والله خلقكم وما تعملون}.

وقد اشتدّ إنكار الإمام أحمد على من قال باللفظ إثباتاً أو نفياً لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبيّن لهم حقاً ولا يهديهم سبيلاً.

_________________**_________________________**_________________


س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

لأنه نشأ على مذهب المعتزلة، على يد زوج والدته وكان معتزلا وإماما فيها، وقد كان متمكنا ومتعمقا في علم الكلام. وقد وافقهم إلا أنه كان لديه من الأسئلة التي لم يجد لها أجوبة، حتى أختلا فترة من الزمان ومن ثمَّ أعلن أنه متبرأ من منهج المعتزلة، وأقر بصحة أهل السنة والجماعة ورجوعه إليهم والدفاع عنهم؛ والذب عن منهجهم وعن الشبهة التي أثاروها المعتزلة. وكان يحاجهم ويفحمهم بحججه المنطقية والعقلية، لعلمه بتناقضهم ووهن ادعاءاتهم. ولشدة تعمقه في الاعتزال وقلة فقهه في منهج أهل السنة فقد سار على منهج ابن كلاب وزاد عليه، وأحدث أقوال في الدين وأصوله. وقد ألف كتاب الإبانة في آخر عمره ورجع عن منهج الكلامية؛ ومنه منهج ابن كلاب في مسائل الكلام والصفات والقرآن وغيره، والتزم قول أهل الحديث.

وموقف أهل السنة منه، من رأى أنه رجع رجوع تاما ومنهم من رأى أنه لم يرجع رجوع تام إنما رجوع إجمالي لم يخلو من أخطاء في مسائل عقدية. وقد تبعه كثيرون زادوا على منهجه الأول كانوا أكثر انحرافا وبعدا عن المنهج الصحيح.

قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)ا.هـ.

_________________**_________________________**_________________

س6: بيّن أهم ّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"

· تعظيم المسلمين للقرآن الكريم ومكانته في نفوسهم، والطريق ليتحقق النفع وصحيح الاهتداء بالقرآن هو تصديق الأخبار الواردة في القرآن، وعَقْلِ أمثاله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه
· تمسك الأئمة الكرام بالقرآن والسنة وأقوال السلف الصالح والاكتفاء بهما، في الاعتقاد، وفي محاجة المخالفين وهذا رد كافي لإظهار اليقين بكمال الدين والرضا به
· البصيرة والهدى هي من نعم الله وفضله
· كيف أن كلمة، فتحت أبواب من الضلال والفتن والفرقة بين جمع المسلمين ووحدتهم
· أهمية العلم ونفعه في معرفة أصول الأمور ونتائجها
· المقاصد الحسنة، حسنة المآل حسنة القبول
· عظيم الجهود وجميل الصبر الذي بذلوه أئمتنا وعلمائنا الكرام، لنصر الدين ولتثبت الناس ولإيضاح الحق
· كيف أن أصول الشبهة هي مسائل لا تخطر على بال العاقل ولا يُظن بها وكيف أن الضلال يتضاعف وينتشر ويُزين، وإنما الحفظ والهدى من الله سبحانه وتعالى

_________________**_________________________**_________________

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 22 ذو القعدة 1438هـ/14-08-2017م, 12:33 PM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
· من استتر بالوقف وهم حقيقة يقولون بخلق القرآن، فهؤلاء كثرت الروايات عن الإمام أحمد بتكفيرهم والتحذير منهم.
· الذين يقفون شكا وترددا، فلا يقولون بخلق القرآن ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك، فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة ، لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك مناف للتصديق الواجب.
· أما الجاهل قد يعذر لجهله، فالعاميّ يبين له الحق ويعلّم ، فإن أقبل واتبع الحق قُبل منه، وإن استكبر أو بقى شاكا مرتابا بعد إقامة الحجة عليه حكم بكفره.
· من توقف عن القول بإنه مخلوق أو غير مخلوق، إداعاءا ببقائه على ما كان عليه السلف قبل أحداث القول بخلق القرآن (وخاصة إذا كانوا من المحدثين) فهؤلاء يُأمر بهجرهم، لأن بفعل لهم هذا يشككون العامّة في كلام الله ويمهدون لأهل الهوى، والشبه إذا أثيرت وعمت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبه ويكشف اللبس.

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
اختلف الناس في مسألة اللفظ اختلافا كثيرا، كل يفهمها بفهم ويتأولها بتأول يبني موقفهم على ذلك:
الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتسترون باللفظ ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف. وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ.وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير منهم.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غير جار على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال : إن القرآن كلام الله، فإذا تلفظنا به صار مخلوقا ، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الوقف الثالث: وهذا الموقف قال به داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني، قال في القرآن قولا لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ :فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق). واشتهر عنه أنه قال: (القرآن محدث، ولفظي بالقرآن مخلوق). والمقصود أن داوود الظاهري كان مما تكلم باللفظ ، لكنه تأوله على مذهبه في القرآن.
الموقف الرابع: وهو موقف جمهور أهل الحديث كلإمام أحمد واسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة. فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه؛ وبدعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق،ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
الموقف الخامس:موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة. وهؤلاء يقولون إن القرآن غير مخلوق، وإن أفعال العباد مخلوقة، لكنهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق. وظنوا بقولهم ذلك يقطعون الطريق على الجهمية في التحيل باللفظ للقول بخلق القرآن. وكل هؤلاء من أهل العلم والسنة والحديث، وهم من أصحاب أحمد بن حنبل ، ولهذا قال ابن قتيبة: إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا مسألة اللفظ.
الموقف السادس: وهو موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه، وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر؛ وقالو إن الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن قال في حق القرآن.
الموقف السابع: وهو موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة، وزعموا أن سماعهم لقراءة القاريء هي سماع مباشر من الله وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القاريء كم سمعه موسى بن عمران.واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الرب حل في العبد.
وآخرون قالوا: ظهر فيه ولم يحل فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حل.
وآخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وآخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وكل هذه الأقوال قال عنها ابن تيمية رحمه الله إنها باطلة.

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ظهرت بدعة ابن كلاب نسبة لأبي محمد عبدالله بن كلاب البصري، أراد بدوره الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية انتصارا لأهل السنة بالحجج المنطقية والكلامية؛ فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وذلك بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلمين، ثم خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة.
وقد أنكر أئمة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذروا منه ومن طريقته.

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
خطر فتنة اللفظية تأتي في التلبيس بين أمرين، فقول القائل: "لفظي بالقرآن مخلوق" قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفظ به؛ فيكون موافقا للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن ، وقد يريد به فعل العبد الذي هو القراءة والتلفظ بالقرآن، لأن اللفظ باللغة يأتي اسما ومصدرا، فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ والمصدر هو والتلفظ. فهي كلمة مجملة حمالة لوجوه، ولا نفع في إيرادها والناس كانوا أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، لا أن تلقى إليهم كلمة مجملة فيها تلبيس تتأولها كل فرقة على ما تريد.
وقد اشتد إنكار الإمام أحمد على من قال باللفظ إثباتا أو نفيا لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبين لهم حقا ولا يهديهم سبيلا. وقد جرت محنة عظيمة البخاري بسبب هذه المسألة، ووقعت فتنة بين أصحاب الإمام أحمد بعد وفاته بسبب هذه المسألة، ودخل الغلط على بعض أهل الحديث بسبب ذلك.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
لأن أبو الحسن الأشعري كان معتزليا في أول عمره حتى بلغ الأربعين، فتعلم من المعتزلة علم الكلام حتى بلغ غايته عندهم وأصبح من أئمتهم.وعندما تبين للأشعري فساد قول المعتزلة، أعلن توبته عن الإعتزال والتزم قول أهل السنة وعزم على الإنتصار لها. واشتهرت مناظرته وردوده وإفحامه لأكابر المعتزلة بالطرق الكلامية والحجج العقلانية، فعظمه بعض الناس لذلك وعدّوه مدافعا عن السنة.وهو يظن أنه ينصر السنة ، إلا أنه خالفهم وطريقتهم وأحدث أقوالا في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل. ثم في آخر حياته ألف كتابه "الإنابة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية والتزم قول أهل الحديث.
واختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعا صحيحا إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أن رجوعه كان رجوعا مجملا لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد. قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
وقال أبو محمد البربهاري: (احذر صغار المحدثات من الأمور؛ فإن صغار البدع تعود كبارا).


س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
1. إن الإيمان بالقرآن يعد أصل من أصول الدين التي لا يصح الإيمان إلا بها.
2. الواجب على طالب العلم أن يتبصر بكل ما يقدح في صحة الإيمان بالقرآن.
3. وحري بطالب العلم أن يتعرف على قول العلماء في المخالفين ويعرف مراتبهم وأحكامهم وردجاتهم، حتى لا يفتن بمناهجهم.
4. من أراد أن ينتصر لأهل السنة لابد أن يكون بطريقتهم ومنهجهم.
أرجو العذر في التأخر لأني كنت في سفر تلك الفترة الفائتة ولم أتمكن من إتمام المجالس. وبفضل الله أتممت كل ما فاتني اليوم.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 25 ذو القعدة 1438هـ/17-08-2017م, 12:53 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

تصحيح متأخرات

الطالبة : شاهناز شحبر أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وأحسن إليكِ .

الطالبة : صالحة الفلاسي أ

أحسنتِ بارك الله فيكِ وأحسن إليكِ .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 26 ذو القعدة 1438هـ/18-08-2017م, 06:10 PM
نورة بنت محمد بن ناصر نورة بنت محمد بن ناصر غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 205
افتراضي

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
يفرق فيه بين العامي والعالم، فالعامي يبين له الحق ويُعلّم، ويجب عليه الإيمان والتصديق بأن القرآن كلام الله تعالى، وأنه صفة من صفاته، وأن صفاته سبحانه وتعالى غير مخلوقة، فإن صدق وقِبِل قُبل منه ، وإن أبي واستكبر حكم بكفره. وأما العالم الذي قامت عليه الحجة ومع ذلك أبى وجادل فهو كافر بالله تعالى إن كان معتقدا أن القرآن مخلوق ، أو شاك في ذلك ، لأن الشاك كافر كما روي عن الإمام أحمد رضي الله عنه.
ومن الواقفة علماء من أهل الحديث توقفوا عن الكلام في هذه المسألة لا شكا ولا تكذيبا ولكنه سكوت وتوقف عما لم يتكلم به سلف الأمة، وهم رحمهم الله مجتهدون ؛لكنهم خطأوا في عدم بيان الحق في وقت الحاجة إليه؛ حتى لا يفتن العامة بهذه المقولة العظيمة.

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
اختلفت المواقف في مسألة اللفظ اختلافا كثيرا، وهذه أهم المواقف:
1- موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
2- موقف المتأثرين بعلم الكلام وبقول الجهمية، وإن خالفوهم في أصولهم.
3- موقف داوود الظاهري فقد فرق بين ما في اللوح وما بين الناس، وجاء بقول جديد فقال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
4- موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين، إلأ أنهم شددواعلى من قال: "لفظي بالقرآن مخلوق" خشية التحايل بهذه المقولة إلى القول بخلق القرآن. وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة.
5- موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه فهؤلاء قالوا إن الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، ولا يليق أن يقال هذا في القرآن.

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب ظهور بدعته أنه أراد الرد على المعتزلة والانتصار لأهل السنة، وقارعهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية، فأداه ذلك إلى التسليم ببعض أصولهم. وقد تمكن من الرد عليهم وإفحامهم فأشاد به الناس واشتهر صيته وفتن الناس به، وخرج بمذهب بين السنة والمعتزلة.
أما موقف أهل السنة فإنهم أنكروا ذلك عليه وحذروا منه ومن طريقته المبتدعة.

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
اللفظية لفظ مجمل غامض يتوقف على مراد القائل، ودخول التأول فيه ، وفي هذا تلبيس وفتن للعامة وتغرير.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرته أنه أعلن اعتزاله مذهب المعتزلة والتزامه بمذهب السنة ، وعزمه على الانتصار لمذهبهم والرد على المعتزلة.
أما موقف أهل السنة منه فهم مختلفون في شأنه فمنهم من قال رجع رجوعا صحيحا إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أن رجوعه كان رجوعا مجملا لم يخل من أخطاء في مسائل الاعتقاد.

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن".
1- عظم شأن العلم وخطر البدع.
2- أن على المسلم أن يبني إيمانه على العلم الصحيح ، ويتبع أهل العلم الراسخين، ويحذر من أهل الأهواء والمبتدعين.
3- الثبات على الحق فضل من الله من به على الصادقين من عباده.
4- خطورة الابتداع والكلام في أمور العقيدة والاجتهاد فيها.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 28 ذو القعدة 1438هـ/20-08-2017م, 11:10 PM
وردة عبد الكريم وردة عبد الكريم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 162
افتراضي

المجموعة الثانية :
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟

الوقف في القرآن يكون بقول القائل : القرآن كلام الله، ويتوقف فلا يقول بأنه ‏مخلوق، أو غير مخلوق.
أو بإضافة عبارة تدل على أنه غير مخلوق.
سبب وقوف بعض أهل الحديث نظراً لأن هذا القول محدث و لم يكن في السلف الصالح ، ورغبة طائفة في الانتصار لأهل السنة والرد على المعتزلة ‏.
**************************************
س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
قال الذهبي: (أول من أظهر اللفظ الحسين بن علي الكرابيسي، وذلك في سنة أربع وثلاثين ومائتين).
ومسألة اللفظ من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل ودخول التأول فيها ،
قال ابن تيمية : (الذين قالوا التلاوة هي المتلو من أهل العلم والسنة قصدوا أن التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة، وهي الكلام المتلو.
وآخرون قالوا: بل التلاوة غير المتلو، والقراءة غير المقروء، والذين قالوا ذلك من أهل السنة والحديث أرادوا بذلك أن أفعال العباد ليس هي كلام الله، ولا أصوات العباد هي صوت الله، وهذا الذي قصده البخاري، وهو مقصود صحيح.
وسبب ذلك أن لفظ : التلاوة ، والقراءة ، واللفظ مجمل مشترك: يراد به المصدر، ويراد به المفعول.
والحاصل أن مقصود كلمة اللفظ متوقف على ما أراده المتكلم ، وهو مما لا يدركه ‏السامع لاتساع المعنى.‏‎
**************************************
س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
سبب محنة الإمام البخارى : الحسد هو سبب محنته فلما قدم نيسابور احتفوا بمقدمه احتفاء بالغاً خرج إليه العلماء والوجهاء والعامة من مسيرة ليلتين أو ثلاث يستقبلونه ، مما أثار الحقد في النفوس الضعيفة.
فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق؟
فأعرض عنه البخاري، ولم يجبه فقال الرجل: يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله.
ونقلت مقالته على غير وجهها إلى قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي؛ فقال في مجلسه فيما قال: (من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه).

*************************************
س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
أوّل من أشعل فتنة اللفظية: حسين بن علي الكرابيسي ، وكان رجلاً قد أوتي سعة في العلم ؛ فحصّل علماً كثيراً، فتمكّن بذكائه وسعة معرفته من إثارة شبهات يريد بها إفحام بعض العلماء والارتفاع عليهم؛ فيعاقب بنقيض قصده؛ فيسقط ويكون ما أثاره من الشبهات مثلبة عليه.
حذّر منه الإمام أحمد عندما ألّف كتاباً حطّ فيه على بعض الصحابة ، ونهى عن الإخذ عنه وقال: (هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب...)
فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.

************************************
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
كلاهما منع الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
بيان الإمام أحمد : القرآن كيف تصرّف في أقواله وأفعاله، فغير مخلوقٍ؛ فأمّا أفعالنا فمخلوقةٌ.
اللفظية جهمية، وهي محمولة على من قال بخلق القرآن وتستَّر باللفظ.
بيان الإمام البخارى : قال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
************************************
س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
1- تعلم العلم الشرعي من مصادره الصحيحة.
2- لا يأمن الانسان على نفسه الفتن فعليه دوما بسؤال الله أن يثبته.
3- عدم الخوض في الأمور التى تثير الشبهات
4- الصبر على البلاء
5- اجتناب الافتاء في الفتن واجتناب الهيشات
6- فهم أسباب نشأة الفتن
7- البعد عن العلوم الغير نافعه كعلوم أهل الكلام
8- تعلم العلم الشرعى بفهم سلف الأمة
9- تبليغ العلم الشرعى لكافة الناس لدرأ الفتن والشبهات
***********************************
‏ ‎

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 1 ذو الحجة 1438هـ/23-08-2017م, 10:51 PM
أريج نجيب أريج نجيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 341
افتراضي

السلام عليكم
إجابة المجموعة الأولى
س 1 ماحكم من وقف في القران
الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق.
وهم على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: طائفة من الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، لكنّهم في ظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به، وينكرون على من يقول: القرآن غير مخلوق.
ولذلك اشتدّ إنكار الإمام أحمد على هؤلاء الواقفة وكثرت الروايات عنه في تكفيرهم والتحذير منهم.
الصنف الثاني: الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك. والشاك كافر.
الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق. لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
وكان هذا اجتهاد منهم أخطؤوا فيه رحمهم الله؛ فإنّ كلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله ليست مخلوقة، ولو كانت المسألة لم يُتكلّم فيها بالباطل ويُمتحن الناسُ فيها لكان يسعهم السكوت؛ فأمّا مع ما حصل من الفتنة وحاجة الناس إلى البيان، وكثرة تلبيس الجهمية؛ فلا بدّ من التصريح بردّ باطلهم، وأن لا يترك الناس في عماية؛ فيكونوا أقرب إلى قبول الأقوال المحدثة.
س2اعرض بإيجاز اختلاف المواقف في مسألة اللفظ ؟
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: ( كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي )
وقال : سمعت أبي يقول: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر ) الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ.
قال: (قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه)
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري رأس أهل الظاهر وإمامهم
وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
اشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق فأمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته.
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
1- إن صوت الربّ حلّ في العبد.
2- ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
3- لا نقول ظهر ولا حل
4- الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
5- يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
س3 ماسبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وماموقف أئمة أهل السنة منه ؟
ذكرنا أن أئمة أهل السنة كانوا إنما يردّون على المعتزلة وغيرهم بالكتاب والسنة، ولا يتعاطون علم الكلام في الرد عليهم،
ثم نشأ أقوام أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية؛ فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع أخرى، وخرجوا بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.

فمن ذلك أن أبا محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري قام بالرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة.
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته. وقد قيل: إنه رجع عن علم الكلام قبل موته، والله تعالى أعلم.

س4 بين خطر فتنة اللفظية ؟
كانت فتنة القول بخلق القرآن فتنة عظيمة، عمّ بلاؤها عامّة الناس، وامتحن فيها علماء أهل السنة حتى قُتل من قتل من علماء أهل السنة، وحبس من حُبس، وضُرب من ضرب، واستمرّت هذه المحنة بضع عشرة سنة
ولولا أن حفظ الله هذا الدين برجال صدقٍ ثبتوا في هذه المحنة فثبت بثباتهم خلق من العامة؛ لقد كاد أن يطبق على هذا القول عامة الناس.
وظهرت فتنة اللفظية فكانت فتنتها أعظم وأطول مدى من فتنة الوقف؛ فإنّها استمرّت قروناً من الزمان

وكان أوّل من أشعل فتنة اللفظية: حسين بن علي الكرابيسي
فحذّر منه الإمام أحمد، ونهى عن الإخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.
وهذه الكلمة التي فاه بها الكرابيسي أثارت فتنة عظيمة على الأمّة؛ وكان الناس بحاجة إلى بيان الحقّ ورفع اللبس، لا زيادة التلبيس والتوهيم، وإثارة فتنة كانوا في عافية منها.
س5 ماسبب شهرة ابي الحسن الأشعري ؟ وما موقف أهل السنة منه ؟
وأما أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري فإنّه كان معتزلا وقد عاش عند زوج امه الجبّائيَّ الذي كان معتزلا واخذ عنه علم الكلام
وكان الأشعري تحيك في نفسه أسئلة لا يجد لها جواباً شافياً فيتحيّر فيها، ويسأل الجبّائيَّ فلا يجد عنده ما يشفيه، حتى ناظره في مسائل انقطع عنها الجبّائيّ؛ وتبيّن للأشعري فساد قول المعتزلة،
فأصابته حيرة شديدة احتبس بسببها عن الناس خمسة عشر يوماً، ثم دخل جامع البصرة يوم الجمعة واعتلى المنبر، وأعلن للناس توبته من الاعتزال، والتزامه قول أهل السنة؛ وعزمه على الانتصار لها، والردّ على المعتزلة
لكنّه كان متبحّراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ بصيراً بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم وأعجبته طريقة ابن كلاب؛ لقربها من فهمه وإدراكه واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.
ثم إنّه في آخر حياته ألّف كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث،
قد حكى في الإبانة من عقيدته ما خالف فيه ابن كلاب في مسائل الصفات والكلام والقرآن وغيرها، وأخطأ في مسائل ظنّ أنه وافق فيها أهل السنة، وهو مخالف لهم؛ كمسألة الاستطاعة وغيرها.
ولذلك اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.
س6 بين أهم الفوائد التي أستفدتها من دراستك لدورة الإيمان بالقران ؟
1- عرفنا طبيعة النفس البشرية وأنها أمارة بالسوء لديها قابلية للفجور والطغيان تحب الإستئثار بكل خير ولاتنظر للعواقب
2- لابد للمسلم من العودة الى القيمة الحقيقية للقران التي أنزله الله من اجلها كوسيلة ربانية للهداية والشفاء والتقويم والتغيير
3- دعتنا للعودة إلى الحق بطريقة صحيحة ولنا في الصحابة والتابعين أسوة حسنة
4- عدم الخوض في أمور لاعلم لنا فيها وسؤال أهل العلم
5- عدم التباهي والغرور في العلم وابتغاء الشهرة ولكن لابد من شكر النعمة
6- الحرص على تدبر القران فيه شفاء من الشبهات أو الشهوات وهو أعظم وسائل الثبات
7- الصبر على الإبتلاءات فهي من علامات الإيمان بالله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir