دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 رجب 1439هـ/11-04-2018م, 01:46 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السادس عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة مسائل الإيمان


*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثالث)



اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟

المجموعة الثانية :

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟




تعليمات:

- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.

- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.



_________________


وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 رجب 1439هـ/11-04-2018م, 02:00 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
Arrow اجابات مجلس المذاكرة السادس عشر : القسم الثالث من دورة مسائل الايمان

بسم الله الرحمن الرحيم
اجابات مجلس المذاكرة السادس عشر: القسم الثالث من دورة مساذل الايمان

المجموعة الأولى :

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟


الواقفة هم الذين يقولون : القرآن كلام الله ويقفون ، فلا يقولون : مخلوق ولا غير مخلوق وهم على ثلاثة اصناف:
الاول: طائفة من الجهمية يتسترون بالوقف وهم في حقيقة الامر يقولون بخلق القرآن وينكرون على من يقول ان القرآن غير مخلوق وزعيم هذه الطائفة زمن الامام أحمد محمد بن شجاع الثلجي واهل هذا الصنف جهمية مخادوعون وفتنتنهم على العامة اشد من فتنة الجهمية لانهم يستدرجونهم ثم يشككونهم في كلام الله فلا يدرون امخلوق هو ام غير مخلوق.
الثاني:الذين يقفون شكاً وتردداً فهولاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى لان الايمان يقتضي التصديق والشك مناف للتصديق الواجب فالشاك غير مؤمن الا ان الجاهل يُعذر لجهله، ومن عرضت عليه شبهة قد يُعذر بسبب شبهته ختى تقوم عليه الحجة.
الثالت: طائفة من اهل الحديث قالوا بالوقف، واخطؤوا في ذلك ومنهم من دعا الى القول بالوقف وهؤلاء ينكرون على من يقول ان القرآن مخلوق ولا يعتقدون ان كلام الله مخلوق لكنهم قالوا : ان القول بخلق القرآن قول محدث فنحن لانقول انه مخلوق ولا نقول انه غير مخلوق بل نبقى على ماكان عليه السلف قبل احداث القول بخلق القرآن فنقول كلام الله ونسكت. وكان هذا اجتهاد منهم اخطؤوا فيه رحمهم الله فان كلام الله صفة من صفاته وصفات الله ليست مخلوقة ولو كانت المسألة لم يتكلم فيها بالباطل ويمتحن الناس فيها لكان يسعهم السكوت، فاما مع ماحصل من الفتنة وحاجة الناس الى البيان، وكثرة تلبيس الجهمية فلا بد من التصريح برد باطلهم وان لا يترك الناس في عماية فيكونوا اقرب الى قبول الاقوال المحدثة.

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.


مسألة اللفظ من المسائل التي كان لها ذيوع وانتشار في عصر الامام أحمد وبعده بقرون، وقد اختلفت مواقف الناس اختلافا كثيرا كل يفهمها بفهم ويتأولها بتأول ويبني موقفه على ما فهم وتأول:
الموقف الاول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتسترون باللفظ وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف واول من اشعل هذه الفتنة حسين بن علي الكرابيسي وهؤلاء كانوا من اكثر من اشاع مسألة اللفظ وكثرت الروايات عن الامام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية يقصد بهم من يقول بخلق القرآن ويتستر باللفظ.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وان كان كلامهم غير جار على اصول الجهمية وعلى رأس هولاء رجل من اهل الشام يقال له: الشرّاك قال ان القرآن كلام الله، فاذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود الى الى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن علي بن خلف الاصبهاني الظاهري (ت : 270 ه) رأس اهل الظاهر وإمامهم واشتهر عنه انه قال (القرآن مُحدث) وكلمة الاحداث عند المعتزلة تعني الخلق ويقولون بأن كل ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا وضلوا في ذلك وكذبوا على الله، فان الله يحذث من أمره ما يشاء ويفعل ما يشاء متى يشاء والمقصود ان داوود بن علي الظاهري كان مما يتكلم باللفظ لكنه تأوله على مذهبه في القرآن فهجره الامام أحمد وأمر بهجره،
الموقف الرابع: موقف جمهور اهل الحديث كاالامام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وابي ثور وجماعة فهولاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه وبدّعوا الفريقين : من قال لفظي بالقرآن مخلوق ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق واشتدوا على من قال : لفظي بالقرآن مخلوق خشية التذرع بهذا التلبيس الى ارادة القول بخلق القرآن.
الموقف الخامس: موقف طائفة من اهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق واخطؤوا في استعمال هذه العبارة وحصل في الامر التباس عليهم حتى ان منهم من نسب ذلك الى الامام أحمد مثل ابي طالب وقد انكر الامام أحمد ذلك عليه وان ابي طالب رجع عن ذلك لكن بقي على ذلك بعض اصحاب الامام أحمد ثم قال بهذا القول بعض اتباعهم.
الموقف السادس: موقف ابي الحسن الاشعري وبعض اتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني والقاضي ابي يعلى وهولاء فهموا من مسألة اللفظ معنى اخر وقالوا إن الامام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ لان معنى اللفظ الطرح والرمي وهذا غير لائق قي حق القرآن.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت ان الفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة، وزعموا ان سماعهم لقراءة القرآن هي سماع مباشر من الله وانهم يسمعون كلام الله من الله اذا قرآه القارئ كما سمعه موسى بن عمران واختلفو في تفصيل ذلك الى اقوال حكاها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض الطوائف وكان من كلامه انه قال (وهذه الاقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئاً منها، وكلها باطلة شرعاً وعقلا)


س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟


محمد بن عبدالله بن سعيد بن كلاب البصري (ت 243 ه) كان من المعاصرين للامام أحمد وقد اراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم باُصولهم المنطقية وحججهم الكلامية فأداه ذلك الى التسليم لهم ببعض اصولهم الفاسدة وتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده فظن بذلك انه نصر السنة واعجبت ردوده ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة فذاع صيته واشتهر ذكره حتى تبعه بعض الناس وفتن بها
وقد انكر ائمة اهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة وما احدث من اقوال وحذروا منه ومن طريقته.

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.


فتنة اللفظية من اعظم الفتن التى جاءت بعد فتنة خلق القرآن وفتنة الوقف وقد استمرت قروناً من الزمان وجرى بسببها محن كثيرة وذلك ان اللفظية جاءت تُلبس بين امرين الاول ان القرآن كلام الله تعالى وهو غير مخلوق فالقرآن يتلوه القارئ ويكتبه الكاتب في المصحف ولايخرج بذلك عن كونه كلام الله لان الكلام يتسب الى من قاله ابتداء، والامر الثاني أن افعال العباد مخلوقة، فكما أن ذواتهم مخلوقة فكل مايصدر منهم من قول أو فعل فهو مخلوق فقول القائل لفظي بالقرآـن مخلوق قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفظ به فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن وقد يريد به فعل العبد الذي هو القرآءة والتلفظ في اللغة ياتي اسماً ومصدراً، فالاسم بمعنى المفعول والمصدر هو اللفظ ويتفرع على هذين الاحتمالين احتمالات اخرى ولذلك اختلف الناس في تأويل قول القائل : "لفظي بالقرآن مخلوق" فهي كلمة مجملة حمالة لوجوه ولانفع في ايرادها والناس كانو احوج الى البيان والتوضيح والتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟


ابو الحسن علي بن اسماعيل الاشعري (ت 324 ه) كان معتزلياً في شبابه حتى بلغ الاربعين من عمره وقد نشأ في كنف زوج امه ابي علي الجبائي وكان الجبائي من رووس المعتزلة في زمانه وعنه اخذ الاشعري علم الكلام حتى بلغ فيه الغاية عندهم وعدّوه إماماً من ائمتهم ثم انه ظهر له فساد قول المعتزلة فأعلن توبتة والتزامه قول اهل السنة ولكنه كان متبحراً في علام الكلام قليل البضاعة في علوم السنة واعجبته طريقة ابن كلاب لقربها لفهمه فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها وزاد فيها واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردرده ثم انه في اخر حياته الف كتابه "الابانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية والتزم قول اهل الحديث.
وقد اختلف في شأنه اهل العلم فمنهم من قال انه رجع رحوعاً صحيحاً الى مذهب اهل السنة ومنهم من ذهب الى ان رجوعه كان مجملاً لم يخل من اخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد،

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 رجب 1439هـ/11-04-2018م, 04:17 PM
عمرو سراج عمرو سراج غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 45
افتراضي

المجموعة الأولى :

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟

الواقفة هو : القول بان القرآن كلام الله فقط ، فلا يقولون : مخلوق ولا غير مخلوق وهم

الجهمية يتسترون بالوقف وهم في حقيقة الامر يقولون بخلق القرآن
الذين يقفون شكاً وتردداً فهولاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى لان الايمان يقتضي التصديق والشك مناف للتصديق الواجب فالشاك غير مؤمن الا ان الجاهل يُعذر لجهله
طائفة من اهل الحديث قالوا بالوقف، واخطؤوا في ذلك ومنهم من دعا الى القول بالوقف وهؤلاء ينكرون على من يقول ان القرآن مخلوق ولا يعتقدون ان كلام الله مخلوق لكنهم قالوا : ان القول بخلق القرآن قول محدث فنحن لانقول انه مخلوق ولا نقول انه غير مخلوق بل نبقى على ماكان عليه السلف قبل احداث القول بخلق القرآن فنقول كلام الله ونسكت. وكان هذا اجتهاد منهم اخطؤوا فيه رحمهم الله فان كلام الله صفة من صفاته وصفات الله ليست مخلوقة ولو كانت المسألة لم يتكلم فيها بالباطل ويمتحن الناس فيها لكان يسعهم السكوت، فاما مع ماحصل من الفتنة وحاجة الناس الى البيان، وكثرة تلبيس الجهمية فلا بد من التصريح برد باطلهم وان لا يترك الناس في عماية فيكونوا اقرب الى قبول الاقوال المحدثة.

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

مسألة اللفظ وهى القول مايقوله الناس تلفظ بالقران مخلوق وهم
1-الجهمية المتسترة باللفظ وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتسترون باللفظ
2- طائفة ممن خاض في علم الكلاممثل الشرّاك قال ان القرآن كلام الله، فاذا تلفظنا به صار مخلوقاً.
3- جمهور اهل الحديث كاالامام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وابي ثور وجماعة فهولاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه
4- طائفة من اهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق واخطؤوا في استعمال هذه العبارة وحصل في الامر التباس عليهم
6- ابي الحسن الاشعري وبعض اتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني والقاضي ابي يعلى وهولاء فهموا من مسألة اللفظ معنى اخر وقالوا إن الامام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ لان معنى اللفظ الطرح والرمي وهذا غير لائق قي حق القرآن.

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

قد اراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم باُصولهم المنطقية وحججهم الكلامية فأداه ذلك الى التسليم لهم ببعض اصولهم الفاسدة وتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده فظن بذلك انه نصر السنة واعجبت ردوده ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة فذاع صيته واشتهر ذكره حتى تبعه بعض الناس وفتن بها
وقد انكر ائمة اهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة وما احدث من اقوال وحذروا منه ومن طريقته.

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.

فتنة اللفظية من اعظم الفتن التى جاءت بعد فتنة خلق القرآن وفتنة الوقف وقد استمرت قروناً من الزمان وجرى بسببها محن كثيرة وذلك ان اللفظية جاءت تُلبس بين امرين الاول ان القرآن كلام الله تعالى وهو غير مخلوق فالقرآن يتلوه القارئ والامر الثاني أن افعال العباد مخلوقة، فكما أن ذواتهم مخلوقة فكل مايصدر منهم من قول أو فعل فهو مخلوق فقول القائل لفظي بالقرآـن مخلوق قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفظ به فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن وقد يريد به فعل العبد الذي هو القرآءة والتلفظ في اللغة ياتي اسماً ومصدراً، فالاسم بمعنى المفعول والمصدر هو اللفظ ويتفرع على هذين الاحتمالين احتمالات اخرى ولذلك اختلف الناس في تأويل قول القائل : "لفظي بالقرآن مخلوق" فهي كلمة مجملة حمالة لوجوه ولانفع في ايرادها والناس كانو احوج الى البيان والتوضيح والتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

ابو الحسن علي بن اسماعيل الاشعري (ت 324 ه) كان معتزلياً في شبابه حتى بلغ الاربعين من عمره وقد نشأ في كنف زوج امه ابي علي الجبائي وكان الجبائي من رووس المعتزلة في زمانه وعنه اخذ الاشعري علم الكلام حتى بلغ فيه الغاية عندهم وعدّوه إماماً من ائمتهم ثم انه ظهر له فساد قول المعتزلة فأعلن توبتة والتزامه قول اهل السنة ولكنه كان متبحراً في علام الكلام قليل البضاعة في علوم السنة واعجبته طريقة ابن كلاب لقربها لفهمه فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها وزاد فيها واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردرده ثم انه في اخر حياته الف كتابه "الابانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية والتزم قول اهل الحديث.
وقد اختلف في شأنه اهل العلم فمنهم من قال انه رجع رحوعاً صحيحاً الى مذهب اهل السنة ومنهم من ذهب الى ان رجوعه كان مجملاً لم يخل من اخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد،

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1439هـ/12-04-2018م, 09:33 AM
خالد العابد خالد العابد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 183
افتراضي

المجموعة الثانية :

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن بمعنى التوقف في هل القرآن مخلوق أو غير مخلوق مع إثبات أنه كلام الله فيقولون " القرآن كلام الله " فقط
وسبب توقف أهل الحديث لأنهم يقولون نقف على ما وقف عليه السلف والصحابة قبل حدوث فتنة القول بخلق القرآن فلا نقول مخلوق أو غير مخلوق مع إنكارهم على من يقول أنه مخلوق فيقولون القرآن كلام الله ونسكت .

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
لخصه شيخ الاسلام ابن تيمية فقال : (الذين قالوا التلاوة هي المتلو من أهل العلم والسنة قصدوا أن التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة، وهي الكلام المتلو.
وآخرون قالوا: بل التلاوة غير المتلو، والقراءة غير المقروء، والذين قالوا ذلك من أهل السنة والحديث أرادوا بذلك أن أفعال العباد ليس هي كلام الله، ولا أصوات العباد هي صوت الله، وهذا الذي قصده البخاري، وهو مقصود صحيح.
فمن قال: اللفظ ليس هو الملفوظ، والقول ليس هو المقول وأراد باللفظ والقول المصدر، كان معني كلامه أن الحركة ليست هي الكلام المسموع، وهذا صحيح.
ومن قال اللفظ هو الملفوظ، والقول هو نفسه المقول وأراد باللفظ والقول مسمى المصدر، صار حقيقة مراده أن اللفظ والقول المراد به الكلام المقول الملفوظ هو الكلام المقول الملفوظ، وهذا صحيح.
فمن قال: اللفظ بالقرآن، أو القراءة، أو التلاوة، مخلوقة أو لفظي بالقرآن، أو تلاوتي دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو، وذلك هو كلام الله تعالى.
وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعني صحيحاً، لكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره )ا.ه

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
قال ابن عدي: ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه، واجتماعهم عليه؛ فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق؟
فأعرض عنه البخاري، ولم يجبه فقال الرجل: يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله.
ونقلت مقالته على غير وجهها إلى قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي؛ فقال في مجلسه فيما قال: (من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه).
أما موقفه فقد ذكره رحمه الله فقال :القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
نشأت فتنة اللفظية عندما ألف الكرابيسيّ كتاباً حطّ فيه على بعض الصحابة وزعم أنّ ابن الزبير من الخوارج، وأدرج فيه ما يقوّي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات؛ وحطّ على بعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره، فحذّر منه الإمام أحمد، ونهى عن الإخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
قال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد:"حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ".
وقال أيضاً: (جميع القرآن هو قوله تعالى، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله: {فاقرءوا ما تيسر منه} والقراءة فعل الخلق).
أما الإمام أحمد أبو عبد الله منع من الخوض في المسألة من الطّرفين، إذ كلّ واحدٍ من إطلاق الخلقيّة وعدمها على اللّفظ موهمٌ، ولم يأت به كتابٌ ولا سنّةٌ، بل الّذي لا نرتاب فيه أنّ القرآن كلام الله منزلٌ غير مخلوقٍ

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 رجب 1439هـ/12-04-2018م, 04:50 PM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

المجموعة الأولى :

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
الإجابة : من وقف في القرآن فهو أحد ثلاثة أصناف :
الأول : من يقول بالوقف استتارًا به ، مع أنه يقول بخلق القرآن ، وينكر على من قال بأن القرآن غير مخلوق .
وهؤلاء جهمية مخادعون ، وعلامتهم أنهم يتعاطون علم الكلام ويجادلون ، وقد كفرهم الإمام أحمد بن حنبل ، وحذّر منهم .
الثاني : من يقف شكًّا وترددًا من العامّة الذين لم يدخلوا في علم الكلام ولم يجادل جدال أصحاب الأهواء ؛ فلا يقول القرآن مخلوق ولا غير مخلوق لشكّه في ذلك . فهذا غير مؤمن حقيقة بكلام الله تعالى ؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق ، والشكّ مناف للتصديق الواجب .وهذا الصنف يُبيَّن له الحق ويُعلّم ، بوجوب الإيمان والتصديق بأن القرآن كلام الله تعالى ، وكلام الله صفة من صفاته ، وصفات الله غير مخلوقة . فإن أبى واستكبر وبقي شاكًّا بعد إقامة الحجة عليه حُكم بكفره .
الثالث : طائفة من أهل الحديث قالوا بالوقف ؛ محتجِّين بالبقاء على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن ، من القول : القرآن كلام الله ، والسكوت . وظنّهم أن الكلام في هذه المسألة كلّه من الخوض المنهي ، وقد شدّد الإمام أحمد على هذه الطائفة ، وأمر بهجرهم ؛ لأنهم يوطِّئون الطريق لأصحاب الأهواء ، ويشككون العامة في كلام الله ، ويرى وجوب التصريح والبيان بأن القرآن غير مخلوق ؛لإزالة الشبهة التي ثارت ، والفتنة التي عمّت .

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الإجابة : اختلفت مواقف الناس من مسألة اللفظ اختلافًا كثيرًا ؛ كل يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأول ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل .وهي :
1- الموقف الأول : موقف الجهمية المستترة باللفظ ، وهم كالمستترة بالوقف ، وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة ؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة ، وأقرب إلى قلوب الناس .فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن .وقد حكم عليهم الإمام أحمد بالكفر فقال : " من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، يريد به القرآن ، فهو كافر " .
2- الموقف الثاني : موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية ، وإن كان كلامهم غير جارٍ على أصول الجهمية ، وعلى رأسهم رجل اسمه الشرّاك من أهل الشام ؛ قال : إن القرآن كلام الله ، فإذا تلفظنا به صار مخلوقًا . وقال أيضّا : إذا تلوته فتلاوته مخلوقة . فقال فيه الإمام أحمد :" قاتله الله ، هذا كلام جهمٍ بعينه " .
3- الموقف الثالث : موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري ( ت 270هـ ) وهو رأس أهل الظاهر وإمامهم ، من أصحاب حسين الكرابيسي وعنه أخذ مقالته في اللفظ ، لكنه تأوّلها على مذهبه في القرآن ؛ فقد قال في القرآن قولا لم يُسبق إليه قال : " أمّا الذي في اللوح المحفوظ : فغير مخلوق ، وامّا الذي هو بين الناس : فمخلوق " .قال الذهبي : > هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت " . واشتهر عنه أنه قال أيضًا : " القرآن مُحدث " وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق ، ومن قوله كذلك " لفظي بالقرآن مخلوق " . فهجره الإمام أحمد ، وأمر بهجره ، فهجره أهل الحديث حتى قال الخطيب البغدادي : ( وفي كتبه حديث كثير ، إلا أن الرواية عنه عزيزة جدا ) .
4- الموقف الرابع : موقف جمهور أهل الحديث يتقدمهم الإمام أحمد وإسحاق والبخاري وأبي ثور ، وهو منع الكلام في اللفظ مطلقًا ؛ لالتباسه ، ويبدعون من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، وشددوا على من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؛ لأنه ذريعة إلى القول بخلق القرآن والتجهّم . وبيّنوا أن أفعال العباد مخلوقة .
5- الموقف الخامس : موقف طائفة من أهل الحديث صرّحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ، وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق ، مع إيمانهم بأن لأفعال العباد مخلوقة ؛ وظنوا أنهم بهذه العبارة يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن ، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة .ونسب هذا القول لمحمد بن يحيى الذهلي ، وأبو حاتم الرازي ، ومحمد بن داوود المصّيصي ، وأبو نصر السّجزي ، وأبو إسماعيل الأنصاري ، وأبو العلاء الهمذاني .
وفي أتباع هؤلاء من قد يدخل صوت العبد أو فعله في العبارة أو يقف فيه ، ففهم ذلك بعض الأئمة كالبخاري ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما من أهل العلم والسنة ، فصار يقول : أفعال العباد وأصواتهم مخلوقة . وصار يحصل بسبب كثرة الخوض في ذلك ألفاظ مشتركة ، وأهواء للنفوس ، حصل بسبب ذلك نوع من الفرقة والفتنة .
6- موقف أبي موسى الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني ، والقاضي أبي يعلى . الذين فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر وهو أن معنى اللفظ الطرح والرمي ؛و قالوا : لهذا المعنى كره الإمام أحمد الكلام في اللفظ لأنه غير لائق أن يقال في حق القرآن .
ومن هؤلاء من ينكر تكلّم الله بالصوت ، ومنهم من يقرّ بذلك .
7- الموقف السابع : موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القرّاء بالقرآن غير مخلوقة ، وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله ، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران . واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال منها : أن صوت الرب حلّ في العبد ، ومنها أنه ظهر فيه ولم يحلّ فيه ، ومن قال : لا نقول ظهر ولا حلّ ، وقال غيرهم : الصوت المسموع قديم غير مخلوق ، وقال آخرون : يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق . حكى هذه الأقوال وأخرى نحوها في البطلان شيخ الإسلام ابن تيمية وقال عنها ( وهذه الأقوال كاها مبتدعة ، لم يقل السلف شيئا منها ، وكلها باطلة شرعّا وعقلّا ... ) .


س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
الإجابة : عبدالله بن سعيد بن كلاب البصري ، من المعاصرين للإمام أحمد بن حنبل ، أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم ومناظرتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية ، فجرّه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة ، فتمكن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم ، وصنّف الكتب في ذلك ، فظنّ بذلك أنه نصر السنّة ، واشتهرت ردوده عليهم ، فذاع صيته واشتهر ذكره ، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفُتن بها .
وبسبب تقصيره في معرفة السنة وعلومها ، وسلوك طريقة أهل الكلام ، وتسليمه للمعتزلة ببعض أصولهم ومبادئهم الفاسدة ، خرج ابن كلاب بأقوال محدثة لم تكن تّعرف في الأمة . من ذلك قول محدث في القرآن ،وهو أن القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى ، وأنه ليس بحرف ولا صوت ، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض ، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال . وهذا بسبب أنه التزم الأصل الذي أصّلوه وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا.
أم موقف أئمة أهل السنة من ابن كلاب ، فقد أنكروا عليه طريقته المبتدعة ، وما أحدث من أقوال ، وحذروا منه ومن طريقته ، قال ابن خزيمة : ( كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبدالله بن سعيد بن كلاب ، وعلى أصحابه من الحارث وغيره ) .

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
الإجابة : جاءت فتنة اللفظية بعد فتنة الوقف فكانت فتنتها أعظم وأطول مدى من فتنة الوقف ، فقد استمرت قرونًا من الزمن وجرى بسببها محن يطول وصفها ، وقد اختلفت مواقف الناس اختلافًا كثيرًا كل يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأويل ويبني موقفه على ما فهم وتأول ، فصار يحصل بسبب كثرة الخوض في ذلك ألفظ مشتركة ،وأهواء للنفوس ، حصل بسبب ذلك نوع من الفرقة والفتنة حتى فرّقت بين البخاري وشيخه محمد بن يحيى الذهلي ، وصار قوم مع البخاري كمسلم بن الحجاج ونحوه ، وقوم عليه كأبي زرعة وأبي حاتم وغيرهما ، وكل هؤلاء من أهل العلم والسنة والحديث ، ومن أصحاب أحمد بن حنبل ، ولهذا قال ابن قتيبة : ( إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ ) .

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
الإجابة : سبب شهرته أنه كان معتزليا في شبابه ونشأ في كنف رأس من رؤوس المعتزلة في زمانه الجبّائي – زوج أمه - فبلغ أن عدوه إمام من أئمة المعتزلة ، ثم تاب من الاعتزال والتزم قول أهل السنة ، وعزم على الانتصار لها ، والرد على المعتزلة ، لكونه متبحرًا في علم الكلام ، بصيرًا بعلل أقوال المعتزلة وتناقضاتهم وتهافت أقوالهم ، فانتهج طريقة ابن كلاب ؛ لقربها من فهمه وإدراكه ، وكان يراه متكلم أهل السنة والمحاجّ عنهم ، واستدرك عليه فيها ، وزاد فيها ، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخباره وردوده ، فعظمه بعض الناس لذلك ، وعدوه منافحًا عن السنة . ولكونه كان قليل البضاعة في علوم السنة ؛ فقد خالف أهل السنة وطريقتهم ، وأحدث أقوالًا في مسائل الدين وأصوله لم تكن تُعرف من قبل .
أما موقف أهل السنة منه . فقد اختلف في شأنه أهل السنة ؛ منهم من قال إنه رجع رجوعا صحيحاً إلى مذهب أهل السنة ، ومنهم من ذهب إلى أن رجوعه كان مجملًا لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد . قال ابن تيمية : ( ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقه ... ) ، وقال الإمام أحمد : ( لا تجالس صاحب كلام وإن ذبّ عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير ) .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 05:31 PM
فيصل الغيثي فيصل الغيثي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 174
افتراضي

المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
ج١/قال الامام احمد عن الواقفة (من كان منهم جاهلا ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلم).
قال: وسمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي).
وهاتان الروايتان تدلان على تفريق الإمام أحمد رحمه الله بين الواقف الجهمي والواقف العامّي.
فالعامّيّ الذين لم يدخل في علم الكلام ولم يجادلْ جدال أصحاب الأهواء؛ يبيّن له الحقّ ويعلَّم، ويجب عليه الإيمان والتصديق بأنّ القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة.*
فإن قبل واتّبع الحقّ قُبل منه، وإن أبى واستكبر أو بقي شاكّاً مرتاباً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه؛ حُكم بكفره.*



س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.*
ج٢/ كان اول من اشعل هذه الفتنة هو حسين بن علي الكرابيسي وقد اوتي علماً لكن اتجه الى علم الكلام فقال لفظي بالقران مخلوق فجاءت مسألة اللفظ للتلبيس بين الأمرين؛ فقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق؛ قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفّظ به فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن.
وقد يريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن؛ لأنَّ اللفظ في اللغة يأتي اسماً ومصدراً؛ فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ، والمصدر هو التلفظ.*
ويتفرّع على هذين الاحتمالين احتمالات أخرى، ولذلك اختلف الناس في تأويل قول القائل: "لفظي بالقرآن مخلوق" إلى أقوال
قال الإمام أحمد:*(افترقت الجهمية على ثلاث فرق:*
فرقة قالوا: القرآن مخلوق.
وفرقة قالوا :كلام الله، وتسكت.
وفرقة قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق).
فالفرقة الأولى*هم جمهور المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن، وأظهروا هذا القول وأشهروه ودعوا إليه.*
والفرقة الثانية*هم الذين سُمّوا بالواقفة.*
والفرقة الثالثة*هم اللفظية.*


س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟*
ج٣/وكان معاصراً للإمام أحمد بن حنبل- أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، واشتهرت ردوده على المعتزلة، وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند مناظرته، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.*
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.*
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).



س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.*
ج٤/وهذه الكلمة التي فاه بها الكرابيسي أثارت فتنة عظيمة على الأمّة؛ وكان الناس بحاجة إلى بيان الحقّ ورفع اللبس، لا زيادة التلبيس والتوهيم، وإثارة فتنة كانوا في عافية منها.




س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟*
ج٥/انه لديه علم لكن ضل عن طريقة اهل الحق


موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.*
قال ابن تيمية: (والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك).

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 09:33 PM
قيس سعيد قيس سعيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 128
افتراضي

المجموعه الاولى
الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق.*
وهم على ثلاثة أصناف:*
الصنف الأول:*طائفة من الجهمية يتستّرون بالوقف وكان زعيم هذه الطائفة في بغداد محمد بن شجاع الثلجي، وهو جهميّ متكلّم من أصحاب بشر بن غياث المريسي.*
ويحكم على هذه الطائفة لأنهم أقرب إلى الكفر لأن خطرهم أشد من الجهمين ذلك لأن أولئك الجهميه لا يستترون ولكن هؤلاء مخادعون يخدعون الناس بدعواهم لأنهم متوقفون في ان القرآن مخلوق ولكنهم يضمرون عكس هذا الكلام ويحثون الناس على القول بأن القرآن مخلوق و اشتدّ إنكار الإمام أحمد على هؤلاء الواقفة وكثرت الروايات عنه في تكفيرهم والتحذير منهم.*
الصنف الثاني:*الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين
1- المشككون جهلا والمشكك اي غير مصدق التصديق الواجب بأن هذا القرآن كلام الله وصفه من صفاته وليس مخلوق فإن كان جاهلا يعذر لجعله مثل ما قال الإمام أحمد عندما سئل عن هذه الطائفة فقال( من كان منهم جاهلا ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلم)
وان كان قد عرضت عليه شبهه كذلك يعذر حتى تقوم عليه الحجه
إما الذي عنده حجج كلاميه ويتكلم ويناقش مثل ما يناقش هل الكلام فهذا حكم عليه الإمام أحمد بأنه جهمي كما رواه عنه عبدالله ولده.
وهذه الطائفة التى عندها شك تعرض عليها الحق فإن قبلها قبل منه وان أبى واستكبر وظل شاكا بعد إقامة الحجه عليه فإنه يحكم عليه بالكفر كما قال الإمام أحمد( الواقفيّ لا تشكَّ في كفره). رواه عنه سلمه بن شبيب
وقال أبو داود: سألت أحمد بن صالح عمَّن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق، ولا مخلوق.
فقال: (هذا شاك، والشاك كافر).*
وكذلك قال عبدالملك الماجشون بأن الذي وقف بالشك في القرآن مثل الذي يقول بخلقه وهذا لأن الشك عكس التصديق الواجب.
الصنف الثالث:*طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛*ولكنهم لا يوافقوا من يقول بأن القرآن مخلوق وليس عندهم اعتقاد بذلك وهؤلاء حجتهم ان السلف لم يتكلموا في مثل هذان الامرين بأن القرآن مخلوق وغير مخلوق فهم يتوقفون في هذه المسأله والحكم فيهم أنهم مخطئون لأنهم سكتوا عن قول الحق في الوقت الذي يحتاجه الناس ليحفظوا دينهم من هذا الشبه كما قال الإمام أحمد عندما سأل عن الذين يسكتون عل ان القرآن كلام الله ثم لا يبينوا هل هو مخلوق ام لا فرد عليهم ( فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟ ).رواه أبو داوود عنه
وممن نُسب إليه القول بالوقف من أهل الحديث: مصعب بن عبد الله الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي، وبشر بن الوليد الكندي، وعلي بن الجعد الجوهري، ويعقوب بن شيبة السدوسي.*
قال الذهبي: (وقد وقف علي بن الجعد، ومصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة، وخالفهم نحو من ألف إمام، بل سائر أئمة السلف والخلف على نفي الخلقية عن القرآن).
والمقصود أنّ من قال بالوقف من المحدّثين لشبهة عرضت له؛ كان يحذّرُ منه ويُهجرُ حتى يرجعَ عن قوله.*
س2
هناك ثلاث اختلافات في المواقف في مسألة اللفظ:
الموقف الأول:*موقف الجهمية المتستّرة باللفظ فهم الذين يقولون بخلق القرآن ولكنهم يتسترون وهؤلاء شابهوا الجهميه المتسارع بالوقف وهذه الطريقه قد استحسنوها لأنها أقل شناعه من القول بخلق القرآن وايسر قبول عند الناس وهذا الطائفة من كثر الطوائف التي نشرت مسألة اللفظ حتى كثرت الروايات عن الإمام أحمد في فضحهم وتشهير بهم حتى لا يغتر بهم الناس ومن رواياته قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول:*« كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي »
وقال أيضاً: سمعت أبي يقول:*« من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر ». وقال أيضا: قلت لأبي: إنّ الكرابيسيّ يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ.*
فقال:*«هذا كلام سوءٍ رديءٌ، وهو كلام الجهميّة، كذب الكرابيسيّ، هتكه اللّه، الخبيث»*وغيرها من الروايات
الموقف الثاني:*موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية،* وهؤلاء قد تزعمهم رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك فقد قال بأن القرآن الكريم كلام الله ولكن عند التلفظ به يصبح مخلوق وهذا قريب الكلام الجهميه فعندما سأل الإمام أحمد عن الشراك ومقولته قال الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ.
قال:*«قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه».وهذا السائل أبو طالب عندما جاءته رساله من طرطوس عن الشراك.
الموقف الثالث:*موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم،وكان أحد الذكاء واشتغل بكتب الشافعي بداية ثم تبع مذهب أهل الكلام فأعجبه وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ ولكن اوله حسب مذهبه وأنشأ مقولته التي لم يسبق إليه أحد كما قال عنه الذهبي بأن الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق). وقال بأن القرآن محدث وقد شابهه المعتزلة في هذا لأن المعتزلة بقولوا بأن المحدث تعني الخلق اي ما كان لم يكن قبل وبهذا نفوا صفة الله بالكلام وقد ضلوا واضلوا الادله بقول الظاهري بهذه المقولات كثيره منها
قال: محمد بن الحسين بن صبيح: سمعت داوود الأصبهاني يقول: القرآن مُحدَث، ولفظي بالقرآن مخلوق). رواه الخلال.
وقال أبو عليٍّ أحمد بن إبراهيم القوهستانيّ(ت:267ه): سمعت إسحاق بن راهويه يقول: إنّ لفلانٍ يعني داود الأصفهانيّ في القرآن قولًا ثالثًا، قولَ سوءٍ؛ فلم يزل يُسأل إسحاق ما هو؟*
قال: أظهر اللّفظ، يعني قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ) رواه أبو القاسم اللالكائي.*
وقد أنكر عليه إسحاق بن راهويه، وشهد على داوود أنه قال: (القرآن محدث) بعض من حضره، فكتب قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي إلى الإمام أحمد ببغداد*
أنّ داوود بن علي قال: (القرآن محدث) فأمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته.*
الموقف الرابع:*موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.*
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.*
الموقف الخامس:*موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة وهذا معناه أنهم يريدون ليسكتوا الجهميه ويفضحوهم ولكن الجهميه يلقون الشبه ويستخدموا كلامهم بطريقه تنفع مبتغاهم وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني كما ذكرهم إبن تيميه
قال ابن تيمية: (وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك، فصار طائفة منهم يقولون: لفظنا بالقرآن غير مخلوق ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مراده صوت العبد، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن داود المصيصي، وطوائف غير هؤلاء) وبذلك قد يدخل بعضهم صوت العبد حتى يثير الشبه ولكن بعض الائمه انتبهوا لذلك مثل البخاري ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما من أهل العلم فقالوا ان أفعال العباد بأصواتهم مخلوقه.
الموقف السادس:*موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى فهموا عن الإمام أحمد بأن مسألة اللفظ إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن وهؤلاء كما بين ابن تيميه عنهم أنهم يوافقوا الإمام أحمد في مسألة اللفظ للقرآن سواء لفظ مخلوق او غير مخلوق ولكنهم يقولون كراهة الإمام في ان القرآن لا يلفظ لأن اللفظ الطرح والرمي.
الموقف السابع:*موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.*
وهذه الأقوال حكاها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض الطوائف، وحكى أقوالاً أخرى نحوها في البطلان؛ ثم*قال: (وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها.
س3
عبدالله بن سعيد بن كلاب البصري ، من المعاصرين للإمام أحمد بن حنبل ، أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم ومناظرتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية ، فجرّه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة ، فتمكن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم ، وصنّف الكتب في ذلك ، فظنّ بذلك أنه نصر السنّة ، واشتهرت ردوده عليهم ، فذاع صيته واشتهر ذكره ، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفُتن بها .
موقف أئمة أهل السنة من ابن كلاب ، فقد أنكروا عليه طريقته المبتدعة ، وما أحدث من أقوال ، وحذروا منه ومن طريقته ، قال ابن خزيمة : ( كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبدالله بن سعيد بن كلاب ، وعلى أصحابه من الحارث وغيره ) .
اللفظية جاءت تُلبس بين امرين الاول ان القرآن كلام الله تعالى وهو غير مخلوق فالقرآن يتلوه القارئ والامر الثاني أن افعال العباد مخلوقة، فكما أن ذواتهم مخلوقة فكل مايصدر منهم من قول أو فعل فهو مخلوق فقول القائل لفظي بالقرآـن مخلوق قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفظ به فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن وقد يريد به فعل العبد الذي هو القرآءة والتلفظ في اللغة ياتي اسماً ومصدراً، فالاسم بمعنى المفعول والمصدر هو اللفظ ويتفرع على هذين الاحتمالين احتمالات اخرى ولذلك اختلف الناس في تأويل قول القائل : "لفظي بالقرآن مخلوق" فهي كلمة مجملة حمالة لوجوه ولانفع في ايرادها والناس كانو احوج الى البيان والتوضيح والتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
س5
سبب شهرته أنه كان معتزليا في شبابه ونشأ في كنف رأس من رؤوس المعتزلة في زمانه الجبّائي – زوج أمه - فبلغ أن عدوه إمام من أئمة المعتزلة ، ثم تاب من الاعتزال والتزم قول أهل السنة ، وعزم على الانتصار لها ، والرد على المعتزلة ، لكونه متبحرًا في علم الكلام ، بصيرًا بعلل أقوال المعتزلة وتناقضاتهم وتهافت أقوالهم ،
أما موقف أهل السنة منه . فقد اختلف في شأنه أهل السنة ؛ منهم من قال إنه رجع رجوعا صحيحاً إلى مذهب أهل السنة ، ومنهم من ذهب إلى أن رجوعه كان مجملًا لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد . قال ابن تيمية : ( ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقه ... ) ، وقال الإمام أحمد : ( لا تجالس صاحب كلام وإن ذبّ عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير ) .



*

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 10:29 PM
ماجد أحمد ماجد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 135
افتراضي

المجموعة الأولى


س1: ما حكم من وقف فيالقرآن؟
أولا: الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلايقولون: مخلوق ولا غير مخلوق.
ثانيا: الواقفة لا تخلو من أن تكون أحد ثلاثة أصناف:
الصنف الأول:طائفة من الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، لكنّهمفي ظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به، وينكرون على من يقول: القرآن غيرمخلوق.
وأهل هذا الصنف جهمية مخادعون؛ وفتنتهم على العامّة أشدّمن فتنة الجهمية الذين يصرّحون بالقول بخلق القرآن؛ لأنّهم يستدرجونهم بذلك؛ ثميشكّكونهم في كلام الله؛ فلا يدرون أمخلوق هو أم غير مخلوق.
الصنف الثاني:الذين يقفون شكّاًوتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك.
فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك منافٍ للتصديق الواجب؛ فالشاكّ غير مؤمن؛ والشاك المتردد لا يخلو من حالين:
الحال الأولى: إما أن يكون عاميا جاهلا لم يدخل في علم الكلام ولم يخض فيه، فهذا يبين له الحق ويعلَّم، ويجب عليه الإيمان والتصديق بأنّ القرآن كلامالله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة.
فإن قبل واتّبع الحقّ قُبل منه، وإن أبىواستكبر أو بقي شاكّاً مرتاباً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه؛ حُكمبكفره.
الحال الثانية: وإما أن يكون جهميا كلاميا مضللا، فهذا قد حكم العلماء بكفره.
الصنف الثالث: طائفة من أهلالحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القولبالوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّالقرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق.
لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّهمخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القولبخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
ولذلك أنكر عليهم كبار الأئمة وهجروهم.
وكان هذا اجتهاد منهم أخطؤوا فيه رحمهم الله؛ فإنّ كلامالله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله ليست مخلوقة، ولو كانت المسألة لم يُتكلّمفيها بالباطل ويُمتحن الناسُ فيها لكان يسعهم السكوت؛ فأمّا مع ما حصل من الفتنةوحاجة الناس إلى البيان، وكثرة تلبيس الجهمية؛ فلا بدّ من التصريح بردّ باطلهم، وأنلا يترك الناس في عماية؛ فيكونوا أقرب إلى قبول الأقوال المحدثة.

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقفمن مسألة اللفظ.
اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّيفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ثم يبني موقفه على ذلك:
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولونبخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاءفرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبولالناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
وقد أكثر الإمام أحمد في التحذير مناللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ يقصد بهم من يقول بخلق القرآن، ويتستّر باللفظ.
وكان شديدالحذر من حيل الجهمية، وما يدخلونه على الناس من الشُّبَه وزخرف القول، وينهى عنالدخول في علم الكلام للرد عليهم، وينهى عن استعمال عباراتهم؛ لأنهم يلبّسونبالألفاظ المجملة.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهمغيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قولالجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري رأس أهل الظاهروإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان حتى حصّلعلماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر.
وقال قولا في القرآن لم يسبقه إليه أحد: أما الذي في اللوح المحفوظ: فغيرمخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق.
واشتهر عنه أنه قال: القرآنمُحدث، وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق.
الموقفالرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبيثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعواالفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّواعلى من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلقالقرآن، وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدونأنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذهالعبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ فهم يقولون إن القرآن غير مخلوق، وإن أفعالالعباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غيرمخلوق.
الموقفالسادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بنالطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر؛ وقالوا إنّالإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غيرلائق أن يقال في حق القرآن.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهملقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأهالقارئ كما سمعه موسى بن عمران.

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمةأهل السنة منه؟
كان ابن كلاب معاصراً للإمام أحمد بن حنبل أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهمبأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهمالفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده، واشتهرت ردودهعلى المعتزلة، وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند مناظرته، فظنّ بذلك أنّه نصرالسنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهرذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتنبها.
وقد أحدث أقوالاً لم تكن تعرف فيالأمّة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابنكلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دينالإسلام بل وافقهم عليه). فإنّه وافقهم علىأصلهم الذي أصّلوه، وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا؛ وتفسيرهم لهم يقتضينفي كلام الله تعالى، بل جميع الصفات الفعلية المتعلّقة بالمشيئة.
فلذلك خرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن،وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولاصوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال.
فأثبت ابن كلاب قيام الصفات اللازمة به، ونفى أن يقوم بهما يتعلق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها.
وقدأنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروامنه ومن طريقته.

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
يظهر خطر فتنة اللفظية من وجوه:
منها: أن مشعلها وهو حسين بن علي الكرابيسي ومقولته الضالة المضللة: لفظي بالقرآن مخلوق. ناجم عن سوء فهمه للمقاصد الشرعية مع ماله من علم وكان له أتباع.
ومنها: أنها أثارت فتنة عظيمة على الأمّة؛ فهي كلمة مجملة حمّالة لوجوه، ولانفع في إيرادها، وكان الناس بحاجة إلى بيان الحقّ ورفع اللبس، لازيادة التلبيس والتوهيم، وإثارة فتنة ولغط كانوا نها في عافية.
ومنها: أنها فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة فتستّروا باللفظ؛ فلبسوا الحق بالباطل وكتموا الحق وهم يعلمون، فقالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، يريدونأنَّ القرآن مخلوق، ولكن ليردوا الناس وليلبسوا عليهم دينهم.
ومنها: أنها تسببت في محنة عظيمة للإمام البخاري بسبب هذه المسألة، ووقعتفتنة بين أصحاب الإمام أحمد بعد وفاته بسب هذه المسألة، ودخل الغلط على بعض أهلالحديث، وانفتح باب الفرق والنحل والاختلاف.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
كان أبو الحسن الأشعري معتزليا في شبابه وأخذ علم الكلام من أبي علي الجبائي زوج أمه، وكانت تشكل عليه بعض المسائل فيسأل الجبائي فلا يجد منه مايشفي، فلما بلغ الأربعين تبين له فساد قول المعتزلة وأنهم أوهموا الناس وفتنوهم، فأعلن توبتنه من الاعتزال والرد عليهم، والتزم السنة والانتصار لها، وسلك مسلك ابن كلاب في الرد على المعتزلة حتى اشهر بين الناس، وفي آخر حياته ألف كتابه الإبانة الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية والتمسك بكتاب الله.
ولذلك اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجعرجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاًلم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.

س6: ما هي الفوائد التياستفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
منها:
- ترسيخ العقيدة الصحيحة بالإيمان بالقرآن وأنه كلام الله حقيقة حروفه ومعانيه وأنه منزل غير مخلوق.
- استشعار كلام الله وتعقل أمثاله وتلاوته حق تلاوته وتدبر معانيه والعمل به والدعوة إليه.
- استشعار نعمة الله على عباده حيث أنزل لهم كتابا فيه هدايتهم وذكرهم وشرفهم، وشكره عليها.
- الإقرار بأن الله سبحانه لم يزل متكلما على وجه الحقيقة متى شاء مع من شاء من خلقه، بعيدا عن تأويل المبطلين وجفاء المعطلين.
- تقوية الصلة بين العبد وربه والاستعانة به في دفع كيد الشياطين من الثقلين ما دام متمسكا بما أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
- بيان الحق للناس إذا ظهرت الفتن وتفشت وخيف على الناس من التباس الحق بالباطل بالدليل الصحيح من الوحيين.

والحمد لله منزل الكتاب

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30 رجب 1439هـ/15-04-2018م, 01:09 AM
حسن صبحي حسن صبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 213
افتراضي

المجموعة الثانية

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
معنى الوقف في القرآن : هو أن يقول المرء القرآن كلام الله ويقف فلا يقول: هو
مخلوق ولا غير مخلوق.
سبب وقوف بعض أهل الحديث :
1- قالوا أن القول بخلق القرآن قول محدث، والسلامة أن نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن ، وقالوا نسكت كما سكت من قبلنا ، وكان هذا اجتهاد منهم أخطؤوا فيه رحمهم الله ، ولو كانت المسألة لم يُتكلّم فيها بالباطل ويُمتحن الناسُ فيها لكان يسعهم السكوت؛ فأمّا مع ما حصل من الفتنة وحاجة الناس إلى البيان، وكثرة التلبيس ؛ فلا بدّ من التصريح .
2- ظنَّوا أنّ الكلام في هذه المسألة كلَّه من الخوض المنهي .

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية أن لفظ: التلاوة، والقراءة، واللفظ مجمل مشترك: يراد به المصدر، ويراد به المفعول.
فمن قال: اللفظ ليس هو الملفوظ، والقول ليس هو المقول وأراد باللفظ والقول المصدر، كان معني كلامه أن الحركة ليست هي الكلام المسموع، وهذا صحيح.
ومن قال اللفظ هو الملفوظ، والقول هو نفسه المقول وأراد باللفظ والقول مسمى المصدر، صار حقيقة مراده أن اللفظ والقول المراد به الكلام المقول الملفوظ هو الكلام المقول الملفوظ، وهذا صحيح.
فمن قال: اللفظ بالقرآن، أو القراءة، أو التلاوة، مخلوقة أو لفظي بالقرآن، أو تلاوتي دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو، وذلك هو كلام الله تعالى.
وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعني صحيحاً، لكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره.

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
سبب محنة الإمام البخاري رحمه كما قال ابن عدي: ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه، واجتماعهم عليه؛ فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس؛ فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجلٌ فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق؟
فأعرض عنه البخاري، ولم يجبه فقال الرجل: يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة؛ فشغَّب
الرَّجل، وشغَّب الناس، وتفرقوا عنه، وقعد البخاري في منزله.
ونُقِلَت مقالته على غير وجهها إلى قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي؛ فقال في مجلسه فيما قال: من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فا مَّهتوه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه.
موقف البخارى من مسألة اللفظ قال : القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة.

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
سبب نشأة فتنة اللفظية هوأن حسين بن علي الكرابيسي، وكان رجلاً قد أوتي سعة في العلم ؛فحصّل علماً كثيراً، وصنّف مصنّفات كثيرة وكان له أصحاب وأتباع ؛ لكنّه وقع في سقطات مردية، تدلّ على ضعف إدراكه للمقاصد الشرعية، وعدم رعايته لدرء المفاسد وتحقيق المصالح
الشرعية ، وكان قد ألّف كتاباً حطَّ فيه على بعض الصحابة وزعم فيه أنّ ابن الزبير من الخوارج، وأدرج فيه ما يقوّي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات؛ وحطّ على بعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف .
فأتى حسن بن البزاز، وأبو نصر بن عبد المجيد وغيرهما بكتاب المدلّسين الذي وضعه الكرابيسي إلى الامام أحمد رحمه الله ليعرضوه عليه ، وهو لا يعلم لمن هذا الكتاب، فعلَّموا على مستبشعاتٍ من الكتاب، وموضعٍ فيه وَضْعٌ على الأعمش، وفيه: إن زعمتم أنَّ الحسن بن صالح كان يرى السيف؛ فهذا ابن الزبير قد خرج، فقال أبو عبد الله: (هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب( .
وفي رواية أخرى أن الإمام أحمد قال: ( قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به( .
فحذّر منه الإمام أحمد، ونهى عن الأخذ عنه؛ فلما بلغ ذلك الكرابيسيَّ غضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقولَ ابن حنبلٍ بخلافها فيكفُر؛ فقال: )لفظي بالقرآن مخلوق .(وهذه الكلمة التي فاهَ بها الكرابيسي أثارت فتنة عظيمة على الأمّة .

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق، ويكره البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وكل من اشتبه عليه شيء فأولى أن يكله إلى عالمه ، وعلى المرء أن يتجنب أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فى قوله : ( إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تضربوا بعضه بعضا، ما علمتم منه فقولوا، وما لا، فكلوه إلى عالمه .

س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
1- ضبط مسائل الاعتقاد في القرآن ، ومعرفة أقوال المخالفين ، وحجج أهل السنة فى الرد عليهم .
2- معرفة المسائل السلوكية المتعلقة بالإيمان بالقرآن.
3- اجتماع العلماء على قول الحق والصبر على الاذى فى تبليغه للناس.
4- الخوف من الفتنة فى الدين ، وعدم الإغترار بالعلم .
5- الثبات والحرص على السنة حتى فى زمن المحنة .
6- إذا اضطر الأمر إلى الجدال فيكون بالتى هى أحسن .
7- المحن تظهر معادن الرجال .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2 شعبان 1439هـ/17-04-2018م, 02:17 AM
الصورة الرمزية أنس بن محمد بوابرين
أنس بن محمد بوابرين أنس بن محمد بوابرين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: مراكش المغرب
المشاركات: 619
افتراضي

المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟

الوقف في القرآن منكر لا يجوز ؛إذ لايعدو صاحبه أن يكون جهميا جلدا، أو عاميا مشككا ،وكلا الصنفين ذمه الأئمة المحققون ،وحذروا منه. قال عبد الله بن الإمام أحمد: وسمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي).شاكّاً مرتاباً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه؛ حُكم بكفره. قال سلمة بن شبيبٍ: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: (الواقفيّ لا تشكَّ في كفره).
وقال أبو داود: سألت أحمد بن صالح عمَّن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق، ولا مخلوق.
فقال: (هذا شاك، والشاك كافر).
وقال عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون: «من وقف في القرآن بالشك فهو مثل من قال: مخلوق».

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
اختلاف المواقف في مسألة اللفظ:

الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتسترون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
كانت فتنة الجهمية باللفظ فتنة عظيمة؛ فلذلك اشتد تحذير العلماء من هذه الفتنة،ولذا كثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهميةوهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: « كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي »
وقال أيضاً: سمعت أبي يقول: « من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر ».
وقال أيضاً: سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهمية، وهم شر ممن يقف» .
وقال أخوه أحمد الدّورقيّ (ت:246هـ): قلت لأحمد بن حنبلٍ: ما تقول في هؤلاء الذين يقولون: لفظي بالقرآن مخلوق؟
فرأيته استوى، واجتمع، وقال: (هذا شر من قول الجهمية، من زعم هذا، فقد زعم أن جبريل تكلم بمخلوق، وجاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم بمخلوق).
قال جعفر بن أحمد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: «اللفظية والواقفة زنادقة عتق».
وقال عباس الدوري: كان أحمد بن حنبل يقول: «الواقفة واللفظية جهمية»
وروى أبو القاسم اللالكائي عن أبي بكر الأسدي أنه قال: أتى قوم أبا مصعبٍ الزّهريّ؛ فقالوا: إن قبلنا ببغداد رجلًا يقول: لفظه بالقرآن مخلوق.
فقال: (يا أهل العراق، ما يأتينا منكم هناه، ما ينبغي أن نتلقى وجوهكم إلا بالسيوف، هذا كلام نبطي خبيث).
وقد
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشراك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقا، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ.
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه».
ذكر أبو القاسم اللالكائي عن محمّد بن أسلم الطّوسيّ أنه قال: (إنّ من قال: إنّ القرآن يكون مخلوقًا بالألفاظ، فقد زعم أنّ القرآن مخلوقٌ).

الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، اشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق ، وكان رجلا قد أوتي ذكاء حادا وقوة بيان وتصرفا في الاستدلال، وكان مولعا بكتب الشافعي في أول عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.
وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنه تأولها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
قال الذهبي: (هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت).
ولما حدثت فتنة اللفظ كان ممن تكلّم بها داوود الظاهري؛ وقال: (لفظي بالقرآن مخلوق)، فهجره الإمام أحمد، وأمر بهجره.

الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
قال إسحاق بن حنبلٍ: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي، ومن زعم أن لفظه بالقرآن غير مخلوق، فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد اللّه عن هذا، وغضب منه، وقال: (ما سمعت عالما قال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيم، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، فما سمعتهم قالوا هذا).
قال إسحاق: (وأبو عبد اللّه أعلم النّاس بالسّنّة في زمانه، لقد ذبّ عن دين اللّه، وأوذي في اللّه، وصبر على السّرّاء والضّرّاء).
وهذا الكلام نصّ عليه غير واحد من أصحاب الإمام أحمد مثل: يعقوب الدورقي.
وقال أبو إسحاق الهاشميّ: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبلٍ، فقلت: إذا قالوا لنا: القرآن بألفاظنا مخلوقٌ، نقول لهم: ليس هو بمخلوقٍ بألفاظنا أو نسكت؟
فقال: " اسمع ما أقول لك: القرآن في جميع الوجوه ليس بمخلوقٍ ".
ثمّ قال أبو عبد اللّه: «جبريل حين قاله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان منه مخلوقًا؟ والنّبيّ حين قاله كان منه مخلوقًا؟ هذا من أخبث قولٍ وأشرّه» ثمّ قال أبو عبد اللّه: «بلغني عن جهمٍ أنّه قال بهذا في بدء أمره».
ذكر ذلك ابن بطّة في الإبانة الكبرى.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غير مخلوق).


الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وممن نسب إليه التصريح بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
وقد ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهؤلاء :
1. يقولون إن القرآن غير مخلوق.
2. وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
وفي أتباع هؤلاء من قد يدخل صوت العبد أو فعله في ذلك أو يقف فيه، ففهم ذلك بعض الأئمة، فصار يقول: أفعال العباد وأصواتهم مخلوقة، رداً لهؤلاء، كما فعل البخاري ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما من أهل العلم والسنة.
وكل هؤلاء من أهل العلم والسنة والحديث، وهم من أصحاب أحمد بن حنبل، ولهذا قال ابن قتيبة: إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ).


الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
قال ابن تيمية: (والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك).

الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال حكاها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض الطوائف، وحكى أقوالاً أخرى نحوها في البطلان؛ ثم قال: (وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا، ولكن ألجأ أصحابها إليها اشتراك في الألفاظ واشتباه في المعاني، فإنه إذا قيل: سمعت زيدا وقيل: هذا كلام زيد، فإن هذا يقال على كلامه الذي - تكلم هو به بلفظه ومعناه، سواء كان مسموعا منه أو من المبلغ عنه مع العلم بالفرق بين الحالين، وأنه إذا سمع منه سمع بصوته، وإذا سمع من غيره سمع من ذلك المبلغ لا بصوت المتكلم، وإن كان اللفظ لفظ المتكلم، وقد يقال مع القرينة هذا كلام فلان، وإن ترجم عنه بلفظ آخر، كما حكى الله كلام من يحكي قوله من الأمم باللسان العربي، وإن كانوا إنما قالوا بلفظ [عبري] أو سرياني أو قبطي أو غير ذلك).
وهؤلاء قد يحتجون بقوله: {حتى يسمع كلام الله} [التوبة: 6] ، ويقولون هذا كلام الله غير مخلوق، فهذا غير مخلوق، ونحن لا نسمع إلا صوت القارئ، وهذا جهل منهم. فإن سماع كلام الله بل وسماع كل كلام يكون تارة من المتكلم به بلا واسطة الرسول المبلغ له، قال تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء} [الشورى: 51] ، ومن قال: إن الله كلمنا بالقرآن كما كلم موسى بن عمران، أو إنا نسمع كلامه كما سمعه موسى بن عمران، فهو من أعظم الناس جهلا وضلالا.)
وقال أيضا: ( فمن قال إن شيئا من أصوات العباد أو أفعالهم أو حركاتهم أو مدادهم: قديم أو غير مخلوق فهو مبتدع ضال مخالف لإجماع السلف والأئمة).
وقد رد البخاري في كتابه خلق أفعال العباد على طائفة زعمت أن كلام الله بعينه في المصحف بقوله: (ويقال لمن زعم أني لا أقول: القرآن مكتوب في المصحف ولكن القرآن بعينه في المصحف، يلزمك أن تقول: إن من ذكر الله في القرآن من الجن والإنس والملائكة والمدائن ومكة والمدينة وغيرهما وإبليس وفرعون وهامان وجنودهما والجنة والنار عاينتهم بأعيانهم في المصحف، لأن فرعون مكتوب فيه، كما أن القرآن مكتوب!!)


س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟


أراد الرد على المعتزلة بمحاججتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ وكان مقصرا في معرفة السنة وعلوم أهلها فأوقعه ذلك في التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكن من رد بعض قولهم وإفحام بعض كبرائهم؛ فغره ذلك، وصنف الكتب في الرد على المعتزلة، واشتهرت ردوده على المعتزلة، فظن بذلك أنه نصر السنة، فذاع صيته حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).
وذلك أنه وافقهم على أصلهم الذي أصّلوه، وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا؛ وتفسيرهم لهم يقتضي نفي كلام الله تعالى، بل جميع الصفات الفعلية المتعلّقة بالمشيئة.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).
وكذلك كان إمام الأئمّة ابن خزيمة (ت:311هـ) من أشدّ العلماء على الكلابية، وأكثرهم تحذيراً منهم، وردّا عليهم.
ولاشك أن ابن كلاب على ما لديه من المخالفات والمحدثات كان أقرب إلى أقوال السلف من أبي الحسن الأشعري.



س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
فتنة اللفظية كانت فتنتها أعظم وأطول مدى من فتنة الوقف؛ وقد استمرت قرونا من الزمان وجرى بسببها مِحن يطول وصفها، منها محنة عظيمة للإمام البخاري بسبب هذه المسألة، ووقعت فتنة بين أصحاب الإمام أحمد بعد وفاته بسب هذه المسألة، ودخل الغلط على بعض أهل الحديث بسبب هذه المسألة. وقد فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة؛ فقالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، ومنهم من قال: القرآن بألفاظنا مخلوق. وهم يريدون أن القرآن مخلوق؛ فتستّروا باللفظ؛ كما تسترت طائفة منهم بالوقف.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

وأما أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (ت:324هـ)؛ فإنّه كان معتزلياً في شبابه حتى بلغ الأربعين من عمره، وقد نشأ في كنف زوج أمّه أبي علي الجبّائي، وكان الجبّائي من رؤوس المعتزلة في زمانه، وعنه أخذ الأشعري علمَ الكلام حتى بلغ فيه الغاية عندهم؛ وعدّوه إماما من أئمّتهم، حتى كان الجبّائي ينيبه في بعض مجالسه. وقد اشتهر بسبب إفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
وقد اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعا مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.

س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟

من أجل الفوائد التي استفدتها أن مسائل الإيمان بالقرآن مما لا ينبغي لطالب العلم أن يكون في غفل عنها وبخاصة المسائل الإعتقادية لأهميتها ، ولذا أفاض علماء أهل السنة في كتبهم المؤلفة في الاعتقاد بحث تلك المسائل بما يشفي ويكفي، وبينوا ما يجب اعتقاده، وما يحكم ببدعته، وبيان درجة البدعة، وهل هي مكفّرة أو مفسّقة، ونحو ذلك من الأحكام العقدية.
ثم من أهم مخرجات هذه الدورة ما منّ الله تعالى به من استيعاب أمور ثلاثة :
الأمر الأول: معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن، بما دلَّت عليه نصوص الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة رحمهم الله.
والأمر الثاني: تقرير الاستدلال لهذه المسائل بأن يعرف أدلتها ومآخذ الاستدلال، ومعرفة ما تحسن به معرفته من الأدلة والآثار؛ ويحسن تقرير تلك المسائل بأدلتها؛ ح
والأمر الثالث: معرفة اقوال الفرق النخالفة لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن، ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفاتهم، ومعرفة أصول شبهاتهم، ونشأة أقوالهم، وحجج أهل السنة في الرد عليهم، ومنهجهم في معاملتهم، فيكون على الوسطية المحمودة.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2 شعبان 1439هـ/17-04-2018م, 10:03 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثالث)

بارك الله فيكم طلابنا الأعزاء ، ويسر لكم سبل العلم والرشاد .

& تنبيه &
مازال البعض يلتزم النسخ واللصق في أجوبة المجالس، وهذا وهْم يعيشه الطّالب ويرى أنه أنجز وأحسن العمل، فإذا ما أغلق الجهاز وذهب يسترجع شيئا مما قدمه فإنه لا يجد على الغالب إلا القليل، علاوة على ضعف تطور أسلوبه وتحسين عباراته، فنرجو منكم الاجتهاد في تلخيص المطلوب بأسلوبكم، حتى لا نضطر إلى رفض التطبيق في النهاية.


المجموعة الأولى :

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
البعض اختصر في تعريف فتنة اللفظية وذلك لأن :
-كلمة لفظي بالقرآن تطلق ويراد بها المصدر: فيكون المعنى خاص بما فعل القارئ وصوته ،وهذا مخلوق .
وعليه يكون معنى لفظي بالقرآن مخلوق: صحيح.

-وتطلق ويراد بها المفعول: فيكون المعنى حاصل للكلام الملفوظ، هذا ليس بمخلوق؛ لأنه كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته، وصفاته غير مخلوقة.
وعليه يكون معنى لفظي بالقرآن مخلوق: باطل والقول به كفر.


1- الطالب : محمد العبد اللطيف أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

2- الطالب : خليل عبد الرحمن ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

س4: فاتك التعريف بفتنة اللفظية وكيف حصل الالتباس في المراد باللفظ .
عليك بالاجتهاد في تلخيص الأجوبة بأسلوبك .

3- الطالب : فيصل الغيثي ه
بارك الله فيك ونفع بك.
س1 : ذكرت فقط حكم الواقفيّ الشاكّ ، وفاتك حكم الواقفيّ الجهميّ ، والواقفيّ من أهل الحديث .
س2 : ظهرت سبع مواقف في مسألة اللفظ فاتك بيانها .

س4: فاتك التعريف بفتنة اللفظية وكيف حصل الالتباس في المراد باللفظ .
س5 : لم تتعرض لمطلوب السؤال .

4- الطالب : قيس سعيد. ج
بارك الله فيك ونفع بك
.
اعتمدت النسخ في عامة الأجوبة وذلك غير مقبول .

5- الطالب : ماجد أحمد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

س4: فاتك التعريف بفتنة اللفظية وكيف حصل الالتباس في المراد باللفظ .


6- عمرو سراج ب+
بارك الله فيك ونفع بك.
س1 : الشاكّ في القرآن عن جهل يبيّن له فإن أصرّ حُكِم بكفره .
س2 : كما أن هناك طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة وأنّ سماعهم لقراءة القرآن هي سماع مباشر من الله ،على اختلاف بينهم في تفصيل المسألة .

برجاء مراجعة صفحة اختباراتك للأهمية .

المجموعة الثانية :

7- الطالب : خالد العابد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

8- الطالب : حسن صبحي ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س5 : ينبغي بيان موقف كل إمام على حدة مع ذكر بعض من أقواله .
ينبغي الاجتهاد في تلخيص الجواب بأسلوبك .

-- تم بفضل الله مساق مسائل الإيمان بالقرآن --
نفعكم الله ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 9 شعبان 1439هـ/24-04-2018م, 10:08 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس بن محمد بوابرين مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟

الوقف في القرآن منكر لا يجوز ؛إذ لايعدو صاحبه أن يكون جهميا جلدا، أو عاميا مشككا ،وكلا الصنفين ذمه الأئمة المحققون ،وحذروا منه. قال عبد الله بن الإمام أحمد: وسمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي).شاكّاً مرتاباً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه؛ حُكم بكفره. قال سلمة بن شبيبٍ: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: (الواقفيّ لا تشكَّ في كفره).
وقال أبو داود: سألت أحمد بن صالح عمَّن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق، ولا مخلوق.
فقال: (هذا شاك، والشاك كافر).
وقال عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون: «من وقف في القرآن بالشك فهو مثل من قال: مخلوق».

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
اختلاف المواقف في مسألة اللفظ:

الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتسترون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
كانت فتنة الجهمية باللفظ فتنة عظيمة؛ فلذلك اشتد تحذير العلماء من هذه الفتنة،ولذا كثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهميةوهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: « كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي »
وقال أيضاً: سمعت أبي يقول: « من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر ».
وقال أيضاً: سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهمية، وهم شر ممن يقف» .
وقال أخوه أحمد الدّورقيّ (ت:246هـ): قلت لأحمد بن حنبلٍ: ما تقول في هؤلاء الذين يقولون: لفظي بالقرآن مخلوق؟
فرأيته استوى، واجتمع، وقال: (هذا شر من قول الجهمية، من زعم هذا، فقد زعم أن جبريل تكلم بمخلوق، وجاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم بمخلوق).
قال جعفر بن أحمد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: «اللفظية والواقفة زنادقة عتق».
وقال عباس الدوري: كان أحمد بن حنبل يقول: «الواقفة واللفظية جهمية»
وروى أبو القاسم اللالكائي عن أبي بكر الأسدي أنه قال: أتى قوم أبا مصعبٍ الزّهريّ؛ فقالوا: إن قبلنا ببغداد رجلًا يقول: لفظه بالقرآن مخلوق.
فقال: (يا أهل العراق، ما يأتينا منكم هناه، ما ينبغي أن نتلقى وجوهكم إلا بالسيوف، هذا كلام نبطي خبيث).
وقد
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشراك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقا، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ.
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه».
ذكر أبو القاسم اللالكائي عن محمّد بن أسلم الطّوسيّ أنه قال: (إنّ من قال: إنّ القرآن يكون مخلوقًا بالألفاظ، فقد زعم أنّ القرآن مخلوقٌ).

الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، اشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق ، وكان رجلا قد أوتي ذكاء حادا وقوة بيان وتصرفا في الاستدلال، وكان مولعا بكتب الشافعي في أول عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.
وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنه تأولها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
قال الذهبي: (هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت).
ولما حدثت فتنة اللفظ كان ممن تكلّم بها داوود الظاهري؛ وقال: (لفظي بالقرآن مخلوق)، فهجره الإمام أحمد، وأمر بهجره.

الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
قال إسحاق بن حنبلٍ: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي، ومن زعم أن لفظه بالقرآن غير مخلوق، فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد اللّه عن هذا، وغضب منه، وقال: (ما سمعت عالما قال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيم، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، فما سمعتهم قالوا هذا).
قال إسحاق: (وأبو عبد اللّه أعلم النّاس بالسّنّة في زمانه، لقد ذبّ عن دين اللّه، وأوذي في اللّه، وصبر على السّرّاء والضّرّاء).
وهذا الكلام نصّ عليه غير واحد من أصحاب الإمام أحمد مثل: يعقوب الدورقي.
وقال أبو إسحاق الهاشميّ: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبلٍ، فقلت: إذا قالوا لنا: القرآن بألفاظنا مخلوقٌ، نقول لهم: ليس هو بمخلوقٍ بألفاظنا أو نسكت؟
فقال: " اسمع ما أقول لك: القرآن في جميع الوجوه ليس بمخلوقٍ ".
ثمّ قال أبو عبد اللّه: «جبريل حين قاله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان منه مخلوقًا؟ والنّبيّ حين قاله كان منه مخلوقًا؟ هذا من أخبث قولٍ وأشرّه» ثمّ قال أبو عبد اللّه: «بلغني عن جهمٍ أنّه قال بهذا في بدء أمره».
ذكر ذلك ابن بطّة في الإبانة الكبرى.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غير مخلوق).


الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وممن نسب إليه التصريح بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
وقد ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهؤلاء :
1. يقولون إن القرآن غير مخلوق.
2. وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
وفي أتباع هؤلاء من قد يدخل صوت العبد أو فعله في ذلك أو يقف فيه، ففهم ذلك بعض الأئمة، فصار يقول: أفعال العباد وأصواتهم مخلوقة، رداً لهؤلاء، كما فعل البخاري ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما من أهل العلم والسنة.
وكل هؤلاء من أهل العلم والسنة والحديث، وهم من أصحاب أحمد بن حنبل، ولهذا قال ابن قتيبة: إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ).


الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
قال ابن تيمية: (والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك).

الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال حكاها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض الطوائف، وحكى أقوالاً أخرى نحوها في البطلان؛ ثم قال: (وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا، ولكن ألجأ أصحابها إليها اشتراك في الألفاظ واشتباه في المعاني، فإنه إذا قيل: سمعت زيدا وقيل: هذا كلام زيد، فإن هذا يقال على كلامه الذي - تكلم هو به بلفظه ومعناه، سواء كان مسموعا منه أو من المبلغ عنه مع العلم بالفرق بين الحالين، وأنه إذا سمع منه سمع بصوته، وإذا سمع من غيره سمع من ذلك المبلغ لا بصوت المتكلم، وإن كان اللفظ لفظ المتكلم، وقد يقال مع القرينة هذا كلام فلان، وإن ترجم عنه بلفظ آخر، كما حكى الله كلام من يحكي قوله من الأمم باللسان العربي، وإن كانوا إنما قالوا بلفظ [عبري] أو سرياني أو قبطي أو غير ذلك).
وهؤلاء قد يحتجون بقوله: {حتى يسمع كلام الله} [التوبة: 6] ، ويقولون هذا كلام الله غير مخلوق، فهذا غير مخلوق، ونحن لا نسمع إلا صوت القارئ، وهذا جهل منهم. فإن سماع كلام الله بل وسماع كل كلام يكون تارة من المتكلم به بلا واسطة الرسول المبلغ له، قال تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء} [الشورى: 51] ، ومن قال: إن الله كلمنا بالقرآن كما كلم موسى بن عمران، أو إنا نسمع كلامه كما سمعه موسى بن عمران، فهو من أعظم الناس جهلا وضلالا.)
وقال أيضا: ( فمن قال إن شيئا من أصوات العباد أو أفعالهم أو حركاتهم أو مدادهم: قديم أو غير مخلوق فهو مبتدع ضال مخالف لإجماع السلف والأئمة).
وقد رد البخاري في كتابه خلق أفعال العباد على طائفة زعمت أن كلام الله بعينه في المصحف بقوله: (ويقال لمن زعم أني لا أقول: القرآن مكتوب في المصحف ولكن القرآن بعينه في المصحف، يلزمك أن تقول: إن من ذكر الله في القرآن من الجن والإنس والملائكة والمدائن ومكة والمدينة وغيرهما وإبليس وفرعون وهامان وجنودهما والجنة والنار عاينتهم بأعيانهم في المصحف، لأن فرعون مكتوب فيه، كما أن القرآن مكتوب!!)


س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟


أراد الرد على المعتزلة بمحاججتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ وكان مقصرا في معرفة السنة وعلوم أهلها فأوقعه ذلك في التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكن من رد بعض قولهم وإفحام بعض كبرائهم؛ فغره ذلك، وصنف الكتب في الرد على المعتزلة، واشتهرت ردوده على المعتزلة، فظن بذلك أنه نصر السنة، فذاع صيته حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).
وذلك أنه وافقهم على أصلهم الذي أصّلوه، وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا؛ وتفسيرهم لهم يقتضي نفي كلام الله تعالى، بل جميع الصفات الفعلية المتعلّقة بالمشيئة.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).
وكذلك كان إمام الأئمّة ابن خزيمة (ت:311هـ) من أشدّ العلماء على الكلابية، وأكثرهم تحذيراً منهم، وردّا عليهم.
ولاشك أن ابن كلاب على ما لديه من المخالفات والمحدثات كان أقرب إلى أقوال السلف من أبي الحسن الأشعري.



س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
فتنة اللفظية كانت فتنتها أعظم وأطول مدى من فتنة الوقف؛ وقد استمرت قرونا من الزمان وجرى بسببها مِحن يطول وصفها، منها محنة عظيمة للإمام البخاري بسبب هذه المسألة، ووقعت فتنة بين أصحاب الإمام أحمد بعد وفاته بسب هذه المسألة، ودخل الغلط على بعض أهل الحديث بسبب هذه المسألة. وقد فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة؛ فقالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، ومنهم من قال: القرآن بألفاظنا مخلوق. وهم يريدون أن القرآن مخلوق؛ فتستّروا باللفظ؛ كما تسترت طائفة منهم بالوقف.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

وأما أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (ت:324هـ)؛ فإنّه كان معتزلياً في شبابه حتى بلغ الأربعين من عمره، وقد نشأ في كنف زوج أمّه أبي علي الجبّائي، وكان الجبّائي من رؤوس المعتزلة في زمانه، وعنه أخذ الأشعري علمَ الكلام حتى بلغ فيه الغاية عندهم؛ وعدّوه إماما من أئمّتهم، حتى كان الجبّائي ينيبه في بعض مجالسه. وقد اشتهر بسبب إفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
وقد اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعا مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.

س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟

من أجل الفوائد التي استفدتها أن مسائل الإيمان بالقرآن مما لا ينبغي لطالب العلم أن يكون في غفل عنها وبخاصة المسائل الإعتقادية لأهميتها ، ولذا أفاض علماء أهل السنة في كتبهم المؤلفة في الاعتقاد بحث تلك المسائل بما يشفي ويكفي، وبينوا ما يجب اعتقاده، وما يحكم ببدعته، وبيان درجة البدعة، وهل هي مكفّرة أو مفسّقة، ونحو ذلك من الأحكام العقدية.
ثم من أهم مخرجات هذه الدورة ما منّ الله تعالى به من استيعاب أمور ثلاثة :
الأمر الأول: معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن، بما دلَّت عليه نصوص الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة رحمهم الله.
والأمر الثاني: تقرير الاستدلال لهذه المسائل بأن يعرف أدلتها ومآخذ الاستدلال، ومعرفة ما تحسن به معرفته من الأدلة والآثار؛ ويحسن تقرير تلك المسائل بأدلتها؛ ح
والأمر الثالث: معرفة اقوال الفرق النخالفة لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن، ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفاتهم، ومعرفة أصول شبهاتهم، ونشأة أقوالهم، وحجج أهل السنة في الرد عليهم، ومنهجهم في معاملتهم، فيكون على الوسطية المحمودة.
بارك الله فيك ونفع بك . د
س1 : الواقفة على 3 أنواع ينبغي ذكر كل نوع على حدة وذكر حكمه .

س4: فاتك التعريف أكثر بفتنة اللفظية وكيف حصل الالتباس في المراد باللفظ .
اعتمدت النسخ في عامة أجوبة المجلس وقد سبق التنبيه على ذلك ، ولن تقبل مثل هذه المشاركات فيما يستجد من مجالس. .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 16 شعبان 1439هـ/1-05-2018م, 08:47 PM
محمد سيد محمد محمد سيد محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 59
افتراضي

المجموعة الأولى
س1 : ما حكم من وقف فى القرآن ؟
المقصود بمن وقف فى القرآن ، أى عند ظهور هذه الفتنة فتنة خلق القرآن لم يبين هل القرآن مخلوق أم لا فسموا بالواقفة ،
وهم على ثلاثة أصناف :
أ – الجهمية المستترون بالوقف ، وزعيمهم ابن الثلجى ، ومقصدهم من هذا التستر تضليل العامة ، فهم يشككونهم فى كلام الله أولا ، ثم بعد فترة يوقعونهم فى فتنتهم ،
· ولما سئل الإمام أحمد عن هؤلاء قال { من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمى }
ب – يقفون شكا وترددا ، وهؤلاء أكثرهم من العامة ، عرضت له شبهة ما فتوقف ،
وهذ يعذر لجهله حتى يتعلم وتقوم عليه الحجة ، وإن ظل هكذا بعد إقامة الحجة عليه ، حكم بكفره .
ج – طائفة من أهل الحديث ، فهؤلاء وقعوا فى ذلك دون قصد ،
قالوا إن القول بخلق القرآن محدث ، فلا نقول مخلوق ولا غير مخلوق ، بل نبقى على ما كان عليه السلف فنقول ، القرآن كلام الله ونسكت .
وقد أنكر الإمام أحمد على هؤلاء سكوتهم ، وذكر أنهم يلزمهم السكوت عند سكوت الناس ، فلما تكلموا وجب عليهم الكلام .

س2 : اعرض بإيجاز اختلاف المواقف فى مسألة اللفظ .
فمسألة اللفظ من المسائل التى حدث فيها اختلاف كبير لاختلاف الأفهام وتعددت فيها المواقف ، وسأقوم بعرض بعض هذه المواقف :
1 – الجهمية المتسترون بالوقف ،يقولون بخلق القرآن وهؤلاء مثل الذين تستروا بالوقف ، وهؤلاء فرحوا بقولهم وذلك لسهولة قبوله عند العامة ،
وكثيرا ما حذر الإمام أحمد من كفر هؤلاء .
2 – طائفة ممن خاض فى علم الكلام ، وتأثر ببعض قول الجهمية ،
قال : القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا ،
وأنكر الإمام أحمد هذا وقال هذا كلا جهم بعينه .
3 – موقف داوود بن على بن خلف الأصبهانى الظاهرى ، وهو من أصحاب الكرابيسى قال :
أما الذى فى اللوح المحفوظ فغير مخلوق ، وأما الذى هو بين الناس فهو مخلوق ، وهو أول من قال بهذا .
ولقد أمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته .
4 – موقف جمهور أهل الحديث ، كالإمام أحمد وابن راهويه والبخارى وغيرهم ،
فهولاء منعوا الكلام فى اللفظ مطلقا لالتباسه ، وبدعوا من قال لفظى بالقرآن مخلوق فهذا جهمى ، ومن قال لفظى بالقرآن غير مخلوق فهذا مبتدع .
5 – موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ، فهؤلاء أخطأوا فى استعمال العبارة ، مثل : محمد بن يحي الذهلى شيخ البخارى ، فعلوا ذلك ظنا منهم أنهم يقطعون الطريق على الجهمية .
6 – موقف أبى الحسن الأشعرى وبعض أتباعه ، فهؤلاء ينكرون على من قال لفظى بالقرآن مخلوق ، ومن قال لفظى بالقرآن غير مخلوق ، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ ، لأن اللفظ الطرح والرمى .
7 – موقف طوائف زعموا أن سماعهم للقرآن سماع مباشر من الله ، كما سمعه موسى بن عمران ، وهذا قول مبتدع .

س3 : ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب ؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه ؟
أنه قد نشأ أقوام يريدون الرد على المعتزلة بطريقتهم فى الاعتماد على المنطق وعلم الكلام ، فوقعوا فى بدع أخرى ن وخرجوا بأقوال محدثة ، ومن هؤلاء ، محمد بن سعيد بن كلاب البصرى ، أراد الرد على المعتزلة بطريقتهم وأصولهم ، فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة ، فتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده وصنف لذلك كتبا ، واشتهرت هذه الردود عنه فذاع صيته خاصة وسط ممن كانوا مغتاظين من المعتزلة .
· وقد أنكر أئمة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة ، وحذروا منه ومن طريقته .

س4 : بين خطر فتنة اللفظية ؟
بداية لابد من معرفة أن القرآن كلام اللهتعالى ، سواء تلاه القارئ أو كتبه الكاتب ، فذلك لا يخرجه عن أنه كلام الله ،لأنهينسب إليه أولا وأخيرا ،
وكذلك لابد من معرفة أن أفعال العباد مخلوقة ، لا خلاف فى هذا .
· وهنا تظهر الفتنة ، أن منيقول لفظى بالقرآن مخلوق ، قد يريد به اللفظ الذى تلفظ به ، وهو قول الجهمية،
وقد يريد فعل العبدالذى هو القراءة أو التلفظ بالقرآن ، اذن فهى كلمة حمالة أوجه ، أدت إلى التلبيسبين العلماء قبل عامة الناس ، فكان لقبولها بين الناس أمر سهل ويسير بدلا منالتصريح بالقول بخلق القرآن ، مما أسعد الجهمية بهذا.

س5 : ما سبب شهرة أبى الحسن الأشعرى ؟ وما موقف أهل السنة منه ؟
كان معتزليا فى أول حياته وتعلم على يد كبيرالمعتزلة زوج أمه الجبائى ، حتى أنه أحيانا كان يجلس يعلم الناس فى مجلسه ، ولكنكانت هناك أسئلة تحيره كثيرا ولا يجد لها إجابة حتى عند الجبائى ، حتى ناظر الجبائىفى مسائل وتبين له فساد قوله ، ثم أعلن توبته من المعتزلة ، وأعجبته طريقة ابن كلابفانتهج منهجه ، واجتهد فى الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهر .
*واختلف أهل السنة فيه وذلك بعد تأليفه كتاب الإبانة ، فمنهم من يرى أنه رجع رجوعا صحيحا ، ومنهم من يرى غير ذلك .

س6 : ما هى الفوائد التى استفدتها من دراستك لدورة مسائل الإيمان بالقرآن ؟
1 – أهمية المسائل الاعتقادية لطالب علم التفسير ، لكى لا يختلط عليه مسألة من مسائل أهل البدع .
2 – ومن ثم معرفة العقيدة الصحيحة فى القرآن بالأدلة ومعرفة الأقوال المخالفة .
3 – أن المؤمن يبتلى على قدر إيمانه .
4 – الثبات على الحق وقت الفتن ليس بالأمر اليسير .
5 – كيف لنا أن نهتدى بالقرآن ونتدبره ونعمل بما فيه .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29 شعبان 1439هـ/14-05-2018م, 02:23 PM
عبد الله أحمد عبد الله أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 71
افتراضي

المجموعة الثانية :

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن :يقولون بأن القرآن هو كلام الله ويقفون فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق
قالوا بالوقف اعتقادا منهم أنه قول محدث وقد أخطأوا في ذلك وكان يلزمهم بيان الحق عند ذيوع الفتنة .

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
لأن اللفظ يحتمل دلالات مختلفة لأنه قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله وقد يريد به فعل العبد .

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
لقد آل الأمام البخاري على نفسه ألا يتكلم في هذه المسألة ولقد توجه إلى خراسان في أواخر حياته ولكن رأى كثرة المخالفين له فعزم على الذهاب إلى نيسابور والذين استقبلوه استقبالا حافلا ثم بسبب مشاغبة البعض حول هذه المسألة والنقولات الكاذبة عن الإمام خرج من نيسابور مع صاحب له ثم عاد إلى بخارى فأخرجه منها أميرها ثم توجه إلى بلدة يقال لها خزنتك وقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت فدعا الله أن يقبضه إليه فما تم الشهر حتى قبض رحمه الله تعالى وتوفي رحمه الله بعد رحلة طويلة في البلاء بين كذب عليه وافتراء وزور وبهتان وتكفير له وحسد وغيرة وكره وطرد وإبعاد ونفي .
كان يرى رحمه الله أن القرآن غير مخلوق وأن أفعال العباد مخلوقة وكان ممن ينكرون على الفريقين من قال لفظي بالقرآن مخلوق ومن قال غير مخلوق ويشدد على من قال مخلوق .
كان الذين يرون أن لفظ القرآن غير مخلوق ينسبون ذلك للأمام أحمد والذين يرون النقيض كذلك ينسبونه له
وقد رد عليهم الامام البخاري في كتابه خلق أفعال العباد بأن الذي اشتهر عن الأمام أحمد أن القرآن غير مخلوق وأن ما سواه مخلوق وأنه كره البحث في ما غمض وتجنب أهل الكلام والخوض معهم

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
نشأت عندما ألف الكرابيسيّ كتاباً حطّ فيه على بعض الصحابة وزعم أنّ ابن الزبير من الخوارج، وأدرج فيه ما يقوّي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات؛ وحطّ على بعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف.
فحذّر منه الإمام أحمد، ونهى عن الإخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
كانا يرون رحمهما الله أن القرآن غير مخلوق وأن أفعال العباد مخلوقة وكانا ممن ينكرون على الفريقين من قال لفظي بالقرآن مخلوق ومن قال غير مخلوق ويشددان على من قال مخلوق .
كان الذين يرون أن لفظ القرآن غير مخلوق ينسبون ذلك للأمام أحمد والذين يرون النقيض كذلك ينسبونه له
وقد رد عليهم الامام البخاري في كتابه خلق أفعال العباد بأن الذي اشتهر عن الأمام أحمد أن القرآن غير مخلوق وأن ما سواه مخلوق وأنه كره البحث في ما غمض وتجنب أهل الكلام والخوض معهم

س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
1. ما رزق العبد نعمة خير من نعمة الهداية تشتعل الشبهات من كل ناحية الرافضة والجهمية والمعتزلة والأشاعرة والكرامية والزيدية والكلابية والقدرية والجبرية ولكن يختارك الله بين ملايين البشر ليصطفيك عبدا حنيفا تلك نعمة لو ظللت طول عمرك عابدا ساجدا ذاكرا ما اديت حقها ولكن عليك المجاهدة في طلب العلم وتأصيل المسائل ومعرفة شبهات المخالفين والرد عليها ثم العمل بالعلم والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه
2. أن ابتليت يوما ما على الطريق فاعلم أن الطريق طويل شاق وانظر خلفك لترى
آثار من سلفوا أنظر إلى صبرهم وتجلد فلقد اخترت طريق جنة الخلد .
3. قص على أبنائك أحك لأحفادك أخبر طلابك حدث أقرانك عن هؤلاء الأبطال فليكونوا قدوة لك لتكون قدوة لغيرك .
4. كلما ضاقت الدائرة واستحكمت كان ذلك مؤذنا بانفراجها
5. لا تستوحش طريق الحق لقلة السالكين ولا تغتر بطريق الباطل لكثرة الهالكين
6. يجب على المسلم أن يعظم كتاب الله وأن يهتدي بهيده فيحل حلاله ويحرم حرامه يعمل بمحكمه ويترك متشابهه وأن يتفقه في بصائر القرآن وبيناته وأمثاله وقصصه وآياته وأن يجاهة نفسه لاتباع الهدي القرآني ومرد فلاح السالكين صحة العلم مع صلاح العمل
7. أخماد نار الفتنة في بدايتها لأنها تتفاقم وتستفحل ويصعب اخمادها بعد ذلك .
8. يمكن لعالم واحد أن يدمغ حجة خمسين عالما أمامه من أهل البدع والأهواء ولكن يلزم أن يكون عميقا في صلته بربه عميقا في علمه .
9. لا يأمنن المرء على نفسه الفتنة مهما بلغ من علم وعبادة ولكن يدعو الله أن يرزقه السلامة ولكن أن وقعت فالثبات الثبات
10. يجب على الأنسان أن يرد كل خير ونعمة قي حياته لله جل جلاله فليس ثباتك إنجازا شخصيا حققته بمجهودك ولكن بمعية الله لك وتثبيته إياك (فلولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا)
كن عبدا ربانيا عند الرخاء تثبت عند الشدة .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 29 شعبان 1439هـ/14-05-2018م, 02:24 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سيد محمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى
س1 : ما حكم من وقف فى القرآن ؟
المقصود بمن وقف فى القرآن ، أى عند ظهور هذه الفتنة فتنة خلق القرآن لم يبين هل القرآن مخلوق أم لا فسموا بالواقفة ،
وهم على ثلاثة أصناف :
أ – الجهمية المستترون بالوقف ، وزعيمهم ابن الثلجى ، ومقصدهم من هذا التستر تضليل العامة ، فهم يشككونهم فى كلام الله أولا ، ثم بعد فترة يوقعونهم فى فتنتهم ،
· ولما سئل الإمام أحمد عن هؤلاء قال { من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمى }
ب – يقفون شكا وترددا ، وهؤلاء أكثرهم من العامة ، عرضت له شبهة ما فتوقف ،
وهذ يعذر لجهله حتى يتعلم وتقوم عليه الحجة ، وإن ظل هكذا بعد إقامة الحجة عليه ، حكم بكفره .
ج – طائفة من أهل الحديث ، فهؤلاء وقعوا فى ذلك دون قصد ،
قالوا إن القول بخلق القرآن محدث ، فلا نقول مخلوق ولا غير مخلوق ، بل نبقى على ما كان عليه السلف فنقول ، القرآن كلام الله ونسكت .
وقد أنكر الإمام أحمد على هؤلاء سكوتهم ، وذكر أنهم يلزمهم السكوت عند سكوت الناس ، فلما تكلموا وجب عليهم الكلام .

س2 : اعرض بإيجاز اختلاف المواقف فى مسألة اللفظ .
فمسألة اللفظ من المسائل التى حدث فيها اختلاف كبير لاختلاف الأفهام وتعددت فيها المواقف ، وسأقوم بعرض بعض هذه المواقف :
1 – الجهمية المتسترون بالوقف ،يقولون بخلق القرآن وهؤلاء مثل الذين تستروا بالوقف ، وهؤلاء فرحوا بقولهم وذلك لسهولة قبوله عند العامة ،
وكثيرا ما حذر الإمام أحمد من كفر هؤلاء .
2 – طائفة ممن خاض فى علم الكلام ، وتأثر ببعض قول الجهمية ،
قال : القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا ،
وأنكر الإمام أحمد هذا وقال هذا كلا جهم بعينه .
3 – موقف داوود بن على بن خلف الأصبهانى الظاهرى ، وهو من أصحاب الكرابيسى قال :
أما الذى فى اللوح المحفوظ فغير مخلوق ، وأما الذى هو بين الناس فهو مخلوق ، وهو أول من قال بهذا .
ولقد أمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته .
4 – موقف جمهور أهل الحديث ، كالإمام أحمد وابن راهويه والبخارى وغيرهم ،
فهولاء منعوا الكلام فى اللفظ مطلقا لالتباسه ، وبدعوا من قال لفظى بالقرآن مخلوق فهذا جهمى ، ومن قال لفظى بالقرآن غير مخلوق فهذا مبتدع .
5 – موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ، فهؤلاء أخطأوا فى استعمال العبارة ، مثل : محمد بن يحي الذهلى شيخ البخارى ، فعلوا ذلك ظنا منهم أنهم يقطعون الطريق على الجهمية .
6 – موقف أبى الحسن الأشعرى وبعض أتباعه ، فهؤلاء ينكرون على من قال لفظى بالقرآن مخلوق ، ومن قال لفظى بالقرآن غير مخلوق ، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ ، لأن اللفظ الطرح والرمى .
7 – موقف طوائف زعموا أن سماعهم للقرآن سماع مباشر من الله ، كما سمعه موسى بن عمران ، وهذا قول مبتدع .

س3 : ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب ؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه ؟
أنه قد نشأ أقوام يريدون الرد على المعتزلة بطريقتهم فى الاعتماد على المنطق وعلم الكلام ، فوقعوا فى بدع أخرى ن وخرجوا بأقوال محدثة ، ومن هؤلاء ، محمد بن سعيد بن كلاب البصرى ، أراد الرد على المعتزلة بطريقتهم وأصولهم ، فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة ، فتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده وصنف لذلك كتبا ، واشتهرت هذه الردود عنه فذاع صيته خاصة وسط ممن كانوا مغتاظين من المعتزلة .
· وقد أنكر أئمة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة ، وحذروا منه ومن طريقته .

س4 : بين خطر فتنة اللفظية ؟
بداية لابد من معرفة أن القرآن كلام اللهتعالى ، سواء تلاه القارئ أو كتبه الكاتب ، فذلك لا يخرجه عن أنه كلام الله ،لأنهينسب إليه أولا وأخيرا ،
وكذلك لابد من معرفة أن أفعال العباد مخلوقة ، لا خلاف فى هذا .
· وهنا تظهر الفتنة ، أن منيقول لفظى بالقرآن مخلوق ، قد يريد به اللفظ الذى تلفظ به ، وهو قول الجهمية،
وقد يريد فعل العبدالذى هو القراءة أو التلفظ بالقرآن ، اذن فهى كلمة حمالة أوجه ، أدت إلى التلبيسبين العلماء قبل عامة الناس ، فكان لقبولها بين الناس أمر سهل ويسير بدلا منالتصريح بالقول بخلق القرآن ، مما أسعد الجهمية بهذا.

س5 : ما سبب شهرة أبى الحسن الأشعرى ؟ وما موقف أهل السنة منه ؟
كان معتزليا فى أول حياته وتعلم على يد كبيرالمعتزلة زوج أمه الجبائى ، حتى أنه أحيانا كان يجلس يعلم الناس فى مجلسه ، ولكنكانت هناك أسئلة تحيره كثيرا ولا يجد لها إجابة حتى عند الجبائى ، حتى ناظر الجبائىفى مسائل وتبين له فساد قوله ، ثم أعلن توبته من المعتزلة ، وأعجبته طريقة ابن كلابفانتهج منهجه ، واجتهد فى الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهر .
*واختلف أهل السنة فيه وذلك بعد تأليفه كتاب الإبانة ، فمنهم من يرى أنه رجع رجوعا صحيحا ، ومنهم من يرى غير ذلك .

س6 : ما هى الفوائد التى استفدتها من دراستك لدورة مسائل الإيمان بالقرآن ؟
1 – أهمية المسائل الاعتقادية لطالب علم التفسير ، لكى لا يختلط عليه مسألة من مسائل أهل البدع .
2 – ومن ثم معرفة العقيدة الصحيحة فى القرآن بالأدلة ومعرفة الأقوال المخالفة .
3 – أن المؤمن يبتلى على قدر إيمانه .
4 – الثبات على الحق وقت الفتن ليس بالأمر اليسير .
5 – كيف لنا أن نهتدى بالقرآن ونتدبره ونعمل بما فيه .
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. أ
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 3 رمضان 1439هـ/17-05-2018م, 07:35 AM
خالد شوقي خالد شوقي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 80
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟

حكم من وقف بالقرآن على حسب اعتقاده في هذه اللفظة :
وهم على ثلاثة أصناف :.
1- وهم الجهمية الذين يقولون بخلق القرآن ويتسترون بالوقف فهم في ظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إليه وينكرون على من لايقول ذلك .
وقد كفرهم الإمام أحمد وحذّر منهم
2- وهم اهل الشك والتردد فهؤلاء لم يحصل لهم الإيمان بكلام الله والتصديق به ، ومن كان جاهلا فإنه يعذر بجهله.
وكذلك كان الإمام أحمد يفرق بين العالم والجاهل ، فيكفر العالم ويحكم عليه بأنه جهمي ويعذر الجاهل ويطالبه بالتعلم ، فإن رجع بعد علمه قبل منه وإن استكبر وبقي في شكه وريبه بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر .
3- من كان من أهل الحديث وقال بالوقف أو دعا إليه ، فهم يعتقدون أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، لكنهم يقولون إن القول بخلق القرآن قول محدث مبتدع ، فيرون أنه لاينبغي القول بأن القرآن غير مخلوق أو مخلوق وإنما يبقون على ما أثر عن السلف قبل القول بخلق القرآن فيقولون القرآن كلام الله ويسكتون ، ولذلك شدد الإمام على من يقول بالوقف من أهل الحديث وأمر الناس بهجرهم ، لأنهم بسكوتهم يمهدون الطريق لأصحاب الأهواء ويحصل بسكوتهم شك عند عموم الناس.

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.

سبب اللبس أن القائل بأن لفظي بالقرآن مخلوق يريد به أحد أمرين
الأول أن ملفوظه بالقرآن (المفعول) وهو كلام الله الذي تلفظ به مخلوق
فيوافق بذلك كلام الجهمية
الثاني أن تلفظي بالقرآن(المصدر)أي فعل العبد وهو قراءته للقرآن وتلفظه به وصوته ونطقه به فالمراد صحيح
فاللفظ يحتمل المعنيين المفعول والمصدر ويتفرع عن هذه المعان معان أخرى كثيرة

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.

الامام البخاري رحمه الله لم يكن يحب الكلام في مسألة اللفظ اذ أن هذا القول كان قولا مبهما يحتمل أكثر من معنى حسب ما يريده قائله, و كان من ضمن أهل السنة الذين يرون أن هذا القول خطأ نفيا و اثباتا.
و في أواخر حياته عاد الامام البخاري الى بلاده و لكن لم يحب البقاء في بخارى نظرا لكثرة المخالفين له, فذهب الى نيسابور حيث خرج أهلها وعلماؤها لاستقباله, و اجتمع في الدار أعداد كبيرة حتى امتلات الدار, فقام أحدهم -و كان يعلم موقفه من مسألة اللفظ- فسأله عن قوله في المسألة, فأعرض عنه الامام البخاري, فأعاد السؤال فأعرض عنه الثانية, فلما كانت الثالثة قال له البخاري القرآن كلام الله غير مخلوق, و أفعال العباد مخلوقة, فقال أحدهم انظروا هذا قال لفظي بالقرآن مخلوق فاختلفوا و ضجت الدار , و حمل الكلام الى محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري و الذي كان ممن يصرحون بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق, فغضب غضبا شديدا من البخاري و منع كل من يجالس البخاري أن يقرب مجلسه.
خرج البخاري متوجها الى بخارى و مكث بها قليلا ثم خرج منها و قد أصابه من الاذى و الهم ما أصابه حتى كفره بعضهم, فدعا ربه أن الارض ضاقت عليه بما رحبت فلم يطل بقاءه فيها حتى مات رحمه الله

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.

كان أوّل من أشعل فتنة اللفظية: حسين بن علي الكرابيسي ، وكان رجلاً قد أوتي سعة في العلم ؛ فحصّل علماً كثيراً، وصنّف مصنّفات كثيرة، وكان له أصحاب وأتباع ؛ لكنّه وقع في سقطات مردية، تدلّ على ضعف إدراكه للمقاصد الشرعية، وضعف السعي في تحقيق المصالح ودرء المفاسد؛ وربما تمكّن بذكائه وسعة معرفته من إثارة شبهات يريد بها إفحام بعض العلماء والارتفاع عليهم؛ فيعاقب بنقيض قصده؛ فيسقط ويكون ما أثاره من الشبهات مثلبة عليه؛ ينكرها أهل العلم ويذمونه بها.
ومن ذلك أنّ الكرابيسيّ ألّف كتاباً حطّ فيه على بعض الصحابة وزعم أنّ ابن الزبير من الخوارج، وأدرج فيه ما يقوّي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات؛ وحطّ على بعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف.
فعرض كتابه على الإمام أحمد وهو لا يدري لمن هو؛ فاستبشع بعض ما فيه، وقال: (هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب...)
وقال: (قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به).
فحذّر منه الإمام أحمد، ونهى عن الإخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.

كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق،والكلام فيهما بدعة وكل من اشتبه عليه شيء فأولى أن يكله إلى عالمه ، وعلى المرء أن يتجنب أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فى قوله : ( إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تضربوا بعضه بعضا، ما علمتم منه فقولوا، وما لا، فكلوه إلى عالمه .

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 8 رمضان 1439هـ/22-05-2018م, 06:09 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله أحمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية :

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن :يقولون بأن القرآن هو كلام الله ويقفون فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق
قالوا بالوقف اعتقادا منهم أنه قول محدث وقد أخطأوا في ذلك وكان يلزمهم بيان الحق عند ذيوع الفتنة .

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
لأن اللفظ يحتمل دلالات مختلفة لأنه قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله وقد يريد به فعل العبد .

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
لقد آل الأمام البخاري على نفسه ألا يتكلم في هذه المسألة ولقد توجه إلى خراسان في أواخر حياته ولكن رأى كثرة المخالفين له فعزم على الذهاب إلى نيسابور والذين استقبلوه استقبالا حافلا ثم بسبب مشاغبة البعض حول هذه المسألة والنقولات الكاذبة عن الإمام خرج من نيسابور مع صاحب له ثم عاد إلى بخارى فأخرجه منها أميرها ثم توجه إلى بلدة يقال لها خزنتك وقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت فدعا الله أن يقبضه إليه فما تم الشهر حتى قبض رحمه الله تعالى وتوفي رحمه الله بعد رحلة طويلة في البلاء بين كذب عليه وافتراء وزور وبهتان وتكفير له وحسد وغيرة وكره وطرد وإبعاد ونفي .
كان يرى رحمه الله أن القرآن غير مخلوق وأن أفعال العباد مخلوقة وكان ممن ينكرون على الفريقين من قال لفظي بالقرآن مخلوق ومن قال غير مخلوق ويشدد على من قال مخلوق .
كان الذين يرون أن لفظ القرآن غير مخلوق ينسبون ذلك للأمام أحمد والذين يرون النقيض كذلك ينسبونه له
وقد رد عليهم الامام البخاري في كتابه خلق أفعال العباد بأن الذي اشتهر عن الأمام أحمد أن القرآن غير مخلوق وأن ما سواه مخلوق وأنه كره البحث في ما غمض وتجنب أهل الكلام والخوض معهم

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
نشأت عندما ألف الكرابيسيّ كتاباً حطّ فيه على بعض الصحابة وزعم أنّ ابن الزبير من الخوارج، وأدرج فيه ما يقوّي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات؛ وحطّ على بعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف.
فحذّر منه الإمام أحمد، ونهى عن الإخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
كانا يرون رحمهما الله أن القرآن غير مخلوق وأن أفعال العباد مخلوقة وكانا ممن ينكرون على الفريقين من قال لفظي بالقرآن مخلوق ومن قال غير مخلوق ويشددان على من قال مخلوق .
كان الذين يرون أن لفظ القرآن غير مخلوق ينسبون ذلك للأمام أحمد والذين يرون النقيض كذلك ينسبونه له
وقد رد عليهم الامام البخاري في كتابه خلق أفعال العباد بأن الذي اشتهر عن الأمام أحمد أن القرآن غير مخلوق وأن ما سواه مخلوق وأنه كره البحث في ما غمض وتجنب أهل الكلام والخوض معهم

س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
1. ما رزق العبد نعمة خير من نعمة الهداية تشتعل الشبهات من كل ناحية الرافضة والجهمية والمعتزلة والأشاعرة والكرامية والزيدية والكلابية والقدرية والجبرية ولكن يختارك الله بين ملايين البشر ليصطفيك عبدا حنيفا تلك نعمة لو ظللت طول عمرك عابدا ساجدا ذاكرا ما اديت حقها ولكن عليك المجاهدة في طلب العلم وتأصيل المسائل ومعرفة شبهات المخالفين والرد عليها ثم العمل بالعلم والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه
2. أن ابتليت يوما ما على الطريق فاعلم أن الطريق طويل شاق وانظر خلفك لترى
آثار من سلفوا أنظر إلى صبرهم وتجلد فلقد اخترت طريق جنة الخلد .
3. قص على أبنائك أحك لأحفادك أخبر طلابك حدث أقرانك عن هؤلاء الأبطال فليكونوا قدوة لك لتكون قدوة لغيرك .
4. كلما ضاقت الدائرة واستحكمت كان ذلك مؤذنا بانفراجها
5. لا تستوحش طريق الحق لقلة السالكين ولا تغتر بطريق الباطل لكثرة الهالكين
6. يجب على المسلم أن يعظم كتاب الله وأن يهتدي بهيده فيحل حلاله ويحرم حرامه يعمل بمحكمه ويترك متشابهه وأن يتفقه في بصائر القرآن وبيناته وأمثاله وقصصه وآياته وأن يجاهة نفسه لاتباع الهدي القرآني ومرد فلاح السالكين صحة العلم مع صلاح العمل
7. أخماد نار الفتنة في بدايتها لأنها تتفاقم وتستفحل ويصعب اخمادها بعد ذلك .
8. يمكن لعالم واحد أن يدمغ حجة خمسين عالما أمامه من أهل البدع والأهواء ولكن يلزم أن يكون عميقا في صلته بربه عميقا في علمه .
9. لا يأمنن المرء على نفسه الفتنة مهما بلغ من علم وعبادة ولكن يدعو الله أن يرزقه السلامة ولكن أن وقعت فالثبات الثبات
10. يجب على الأنسان أن يرد كل خير ونعمة قي حياته لله جل جلاله فليس ثباتك إنجازا شخصيا حققته بمجهودك ولكن بمعية الله لك وتثبيته إياك (فلولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا)
كن عبدا ربانيا عند الرخاء تثبت عند الشدة .
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك . ب+
س2 : فاتك التعريف أكثر بفتنة اللفظية وبيان المراد منها .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 8 رمضان 1439هـ/22-05-2018م, 06:16 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد شوقي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟

حكم من وقف بالقرآن على حسب اعتقاده في هذه اللفظة :
وهم على ثلاثة أصناف :.
1- وهم الجهمية الذين يقولون بخلق القرآن ويتسترون بالوقف فهم في ظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إليه وينكرون على من لايقول ذلك .
وقد كفرهم الإمام أحمد وحذّر منهم
2- وهم اهل الشك والتردد فهؤلاء لم يحصل لهم الإيمان بكلام الله والتصديق به ، ومن كان جاهلا فإنه يعذر بجهله.
وكذلك كان الإمام أحمد يفرق بين العالم والجاهل ، فيكفر العالم ويحكم عليه بأنه جهمي ويعذر الجاهل ويطالبه بالتعلم ، فإن رجع بعد علمه قبل منه وإن استكبر وبقي في شكه وريبه بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر .
3- من كان من أهل الحديث وقال بالوقف أو دعا إليه ، فهم يعتقدون أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، لكنهم يقولون إن القول بخلق القرآن قول محدث مبتدع ، فيرون أنه لاينبغي القول بأن القرآن غير مخلوق أو مخلوق وإنما يبقون على ما أثر عن السلف قبل القول بخلق القرآن فيقولون القرآن كلام الله ويسكتون ، ولذلك شدد الإمام على من يقول بالوقف من أهل الحديث وأمر الناس بهجرهم ، لأنهم بسكوتهم يمهدون الطريق لأصحاب الأهواء ويحصل بسكوتهم شك عند عموم الناس.

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.

سبب اللبس أن القائل بأن لفظي بالقرآن مخلوق يريد به أحد أمرين
الأول أن ملفوظه بالقرآن (المفعول) وهو كلام الله الذي تلفظ به مخلوق
فيوافق بذلك كلام الجهمية
الثاني أن تلفظي بالقرآن(المصدر)أي فعل العبد وهو قراءته للقرآن وتلفظه به وصوته ونطقه به فالمراد صحيح
فاللفظ يحتمل المعنيين المفعول والمصدر ويتفرع عن هذه المعان معان أخرى كثيرة

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.

الامام البخاري رحمه الله لم يكن يحب الكلام في مسألة اللفظ اذ أن هذا القول كان قولا مبهما يحتمل أكثر من معنى حسب ما يريده قائله, و كان من ضمن أهل السنة الذين يرون أن هذا القول خطأ نفيا و اثباتا.
و في أواخر حياته عاد الامام البخاري الى بلاده و لكن لم يحب البقاء في بخارى نظرا لكثرة المخالفين له, فذهب الى نيسابور حيث خرج أهلها وعلماؤها لاستقباله, و اجتمع في الدار أعداد كبيرة حتى امتلات الدار, فقام أحدهم -و كان يعلم موقفه من مسألة اللفظ- فسأله عن قوله في المسألة, فأعرض عنه الامام البخاري, فأعاد السؤال فأعرض عنه الثانية, فلما كانت الثالثة قال له البخاري القرآن كلام الله غير مخلوق, و أفعال العباد مخلوقة, فقال أحدهم انظروا هذا قال لفظي بالقرآن مخلوق فاختلفوا و ضجت الدار , و حمل الكلام الى محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري و الذي كان ممن يصرحون بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق, فغضب غضبا شديدا من البخاري و منع كل من يجالس البخاري أن يقرب مجلسه.
خرج البخاري متوجها الى بخارى و مكث بها قليلا ثم خرج منها و قد أصابه من الاذى و الهم ما أصابه حتى كفره بعضهم, فدعا ربه أن الارض ضاقت عليه بما رحبت فلم يطل بقاءه فيها حتى مات رحمه الله

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.

كان أوّل من أشعل فتنة اللفظية: حسين بن علي الكرابيسي ، وكان رجلاً قد أوتي سعة في العلم ؛ فحصّل علماً كثيراً، وصنّف مصنّفات كثيرة، وكان له أصحاب وأتباع ؛ لكنّه وقع في سقطات مردية، تدلّ على ضعف إدراكه للمقاصد الشرعية، وضعف السعي في تحقيق المصالح ودرء المفاسد؛ وربما تمكّن بذكائه وسعة معرفته من إثارة شبهات يريد بها إفحام بعض العلماء والارتفاع عليهم؛ فيعاقب بنقيض قصده؛ فيسقط ويكون ما أثاره من الشبهات مثلبة عليه؛ ينكرها أهل العلم ويذمونه بها.
ومن ذلك أنّ الكرابيسيّ ألّف كتاباً حطّ فيه على بعض الصحابة وزعم أنّ ابن الزبير من الخوارج، وأدرج فيه ما يقوّي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات؛ وحطّ على بعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف.
فعرض كتابه على الإمام أحمد وهو لا يدري لمن هو؛ فاستبشع بعض ما فيه، وقال: (هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب...)
وقال: (قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به).
فحذّر منه الإمام أحمد، ونهى عن الإخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.

كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق،والكلام فيهما بدعة وكل من اشتبه عليه شيء فأولى أن يكله إلى عالمه ، وعلى المرء أن يتجنب أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فى قوله : ( إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تضربوا بعضه بعضا، ما علمتم منه فقولوا، وما لا، فكلوه إلى عالمه .

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك .ب
س3 : لو فصّلت القول في موقف الإمام أحمد لاكتمل جوابك.
س5 : ينبغي تناول قول كل إمام بتفصيل مناسب .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 24 شوال 1439هـ/7-07-2018م, 03:11 AM
فيصل الغيثي فيصل الغيثي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 174
افتراضي

المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
ج١/قال الامام احمد عن الواقفة (من كان منهم جاهلا ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلم).
قال: وسمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي)
وهم على ثلاثة اصناف:
١- طائفة من الجهمية يتسترون بالوقف وبالحقيقة يقولون بخلق القران وقولهم كفر مخرج من الملة
٢-الذي عنده شك فهو متردد ولا يقول القران مخلوق ولا غير مخلوق وشكهم هذا كفر

٣-من اهل الحديث قالوا بالوقف واخطؤو وهم يكفرون من قال بخلق القران لكن يقولون هذه مسألة محدثة فلا نتكلم بها وفعلهم هذا به كراهه لعدم بيان الحق في ذالك.



س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
ج٢/
مسألة اللفظ من المسائل التي كان لها ذيوع وانتشار في عصر الامام أحمد وبعده بقرون، وقد اختلفت مواقف الناس اختلافا كثيرا كل يفهمها بفهم ويتأولها بتأول ويبني موقفه على ما فهم وتأول:
الموقف الاول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتسترون باللفظ وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف واول من اشعل هذه الفتنة حسين بن علي الكرابيسي وهؤلاء كانوا من اكثر من اشاع مسألة اللفظ وكثرت الروايات عن الامام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية يقصد بهم من يقول بخلق القرآن ويتستر باللفظ.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وان كان كلامهم غير جار على اصول الجهمية وعلى رأس هولاء رجل من اهل الشام يقال له: الشرّاك قال ان القرآن كلام الله، فاذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود الى الى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن علي بن خلف الاصبهاني الظاهري (ت : 270 ه) رأس اهل الظاهر وإمامهم واشتهر عنه انه قال (القرآن مُحدث) وكلمة الاحداث عند المعتزلة تعني الخلق ويقولون بأن كل ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا وضلوا في ذلك وكذبوا على الله، فان الله يحذث من أمره ما يشاء ويفعل ما يشاء متى يشاء والمقصود ان داوود بن علي الظاهري كان مما يتكلم باللفظ لكنه تأوله على مذهبه في القرآن فهجره الامام أحمد وأمر بهجره،
الموقف الرابع: موقف جمهور اهل الحديث كاالامام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وابي ثور وجماعة فهولاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه وبدّعوا الفريقين : من قال لفظي بالقرآن مخلوق ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق واشتدوا على من قال : لفظي بالقرآن مخلوق خشية التذرع بهذا التلبيس الى ارادة القول بخلق القرآن.
الموقف الخامس: موقف طائفة من اهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق واخطؤوا في استعمال هذه العبارة وحصل في الامر التباس عليهم حتى ان منهم من نسب ذلك الى الامام أحمد مثل ابي طالب وقد انكر الامام أحمد ذلك عليه وان ابي طالب رجع عن ذلك لكن بقي على ذلك بعض اصحاب الامام أحمد ثم قال بهذا القول بعض اتباعهم.
الموقف السادس: موقف ابي الحسن الاشعري وبعض اتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني والقاضي ابي يعلى وهولاء فهموا من مسألة اللفظ معنى اخر وقالوا إن الامام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ لان معنى اللفظ الطرح والرمي وهذا غير لائق قي حق القرآن.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت ان الفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة، وزعموا ان سماعهم لقراءة القرآن هي سماع مباشر من الله وانهم يسمعون كلام الله من الله اذا قرآه القارئ كما سمعه موسى بن عمران واختلفو في تفصيل ذلك الى اقوال حكاها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض الطوائف وكان من كلامه انه قال (وهذه الاقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئاً منها، وكلها باطلة شرعاً وعقلا)

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ج٣/وكان معاصراً للإمام أحمد بن حنبل- أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، واشتهرت ردوده على المعتزلة، وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند مناظرته، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).



س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
ج٤/وهذه الكلمة التي فاه بها الكرابيسي أثارت فتنة عظيمة على الأمّة؛ وكان الناس بحاجة إلى بيان الحقّ ورفع اللبس، لا زيادة التلبيس والتوهيم، وإثارة فتنة كانوا في عافية منها.




س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
ج٥/ لانه كان مجتهداً في الرد على المعتزلة وكان يناظرهم في عدة مجالس فكانوا يخافون ويخشون مقابلته بما لديه من حجة.
وقد اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعا مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.*

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 28 شوال 1439هـ/11-07-2018م, 01:40 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل الغيثي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
ج١/قال الامام احمد عن الواقفة (من كان منهم جاهلا ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلم).
قال: وسمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي)
وهم على ثلاثة اصناف:
١- طائفة من الجهمية يتسترون بالوقف وبالحقيقة يقولون بخلق القران وقولهم كفر مخرج من الملة
٢-الذي عنده شك فهو متردد ولا يقول القران مخلوق ولا غير مخلوق وشكهم هذا كفر

٣-من اهل الحديث قالوا بالوقف واخطؤو وهم يكفرون من قال بخلق القران لكن يقولون هذه مسألة محدثة فلا نتكلم بها وفعلهم هذا به كراهه لعدم بيان الحق في ذالك.



س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
ج٢/
مسألة اللفظ من المسائل التي كان لها ذيوع وانتشار في عصر الامام أحمد وبعده بقرون، وقد اختلفت مواقف الناس اختلافا كثيرا كل يفهمها بفهم ويتأولها بتأول ويبني موقفه على ما فهم وتأول:
الموقف الاول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتسترون باللفظ وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف واول من اشعل هذه الفتنة حسين بن علي الكرابيسي وهؤلاء كانوا من اكثر من اشاع مسألة اللفظ وكثرت الروايات عن الامام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية يقصد بهم من يقول بخلق القرآن ويتستر باللفظ.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وان كان كلامهم غير جار على اصول الجهمية وعلى رأس هولاء رجل من اهل الشام يقال له: الشرّاك قال ان القرآن كلام الله، فاذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود الى الى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن علي بن خلف الاصبهاني الظاهري (ت : 270 ه) رأس اهل الظاهر وإمامهم واشتهر عنه انه قال (القرآن مُحدث) وكلمة الاحداث عند المعتزلة تعني الخلق ويقولون بأن كل ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا وضلوا في ذلك وكذبوا على الله، فان الله يحذث من أمره ما يشاء ويفعل ما يشاء متى يشاء والمقصود ان داوود بن علي الظاهري كان مما يتكلم باللفظ لكنه تأوله على مذهبه في القرآن فهجره الامام أحمد وأمر بهجره،
الموقف الرابع: موقف جمهور اهل الحديث كاالامام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وابي ثور وجماعة فهولاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه وبدّعوا الفريقين : من قال لفظي بالقرآن مخلوق ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق واشتدوا على من قال : لفظي بالقرآن مخلوق خشية التذرع بهذا التلبيس الى ارادة القول بخلق القرآن.
الموقف الخامس: موقف طائفة من اهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق واخطؤوا في استعمال هذه العبارة وحصل في الامر التباس عليهم حتى ان منهم من نسب ذلك الى الامام أحمد مثل ابي طالب وقد انكر الامام أحمد ذلك عليه وان ابي طالب رجع عن ذلك لكن بقي على ذلك بعض اصحاب الامام أحمد ثم قال بهذا القول بعض اتباعهم.
الموقف السادس: موقف ابي الحسن الاشعري وبعض اتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني والقاضي ابي يعلى وهولاء فهموا من مسألة اللفظ معنى اخر وقالوا إن الامام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ لان معنى اللفظ الطرح والرمي وهذا غير لائق قي حق القرآن.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت ان الفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة، وزعموا ان سماعهم لقراءة القرآن هي سماع مباشر من الله وانهم يسمعون كلام الله من الله اذا قرآه القارئ كما سمعه موسى بن عمران واختلفو في تفصيل ذلك الى اقوال حكاها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض الطوائف وكان من كلامه انه قال (وهذه الاقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئاً منها، وكلها باطلة شرعاً وعقلا)

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ج٣/وكان معاصراً للإمام أحمد بن حنبل- أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، واشتهرت ردوده على المعتزلة، وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند مناظرته، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).



س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
ج٤/وهذه الكلمة التي فاه بها الكرابيسي أثارت فتنة عظيمة على الأمّة؛ وكان الناس بحاجة إلى بيان الحقّ ورفع اللبس، لا زيادة التلبيس والتوهيم، وإثارة فتنة كانوا في عافية منها.




س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
ج٥/ لانه كان مجتهداً في الرد على المعتزلة وكان يناظرهم في عدة مجالس فكانوا يخافون ويخشون مقابلته بما لديه من حجة.
وقد اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعا مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.*
بارك الله فيك ونفع بك .ب
س4 : ينبغي تفصيل القول والتعريف بفتنة اللفظية والمراد منها حتى يتبين للقارئ خطرها .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir