دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 رجب 1438هـ/13-04-2017م, 02:42 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السادس: مجلس مذاكرة شرح مسائل التأمين

أسئلة مسائل التأمين بعد الفاتحة

المجموعة الأولى:
س1: اذكر الأقوال الواردة في معنى قول: "آمين".
س2: اذكر الدليل على مدّ الصوت في كلمة "آمين".
س3: مثّل لبعض المرويات الضعيفة في فضل التأمين.
س4: ما حكم تأمين القارىء في غير الصلاة؟
س5: متى يقول المأموم "آمين"؟

المجموعة الثانية:
س1: ما هي اللغات الواردة في كلمة آمين.
س2: حرّر القول في معنى موافقة الملائكة للتأمين.
س3: هل يعدّ
المُؤمِّنُ داعياً؟
س4: هل يجهر المنفرد بالتأمين؟
س5: هل يؤمّن المأموم إذا لم يسمع قراءة الإمام؟


المجموعة الثالثة:

س1: هل "آمين" تعد من أسماء الله تعالى؟
س2: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟
س3: بيّن بإيجاز حرص الصحابة رضي الله عنهم على التأمين.
س4: حرّر القول في مسألة جهر الإمام بالتأمين.
س5: ما حكم قول "آمين رب العالمين"؟



المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى قول: "آمين وبسلا".
س2: بيّن بإيجاز فضل التأمين.
س3: ما حكم دعاء المأموم قبل تأمين الإمام؟
س4: حرّر القول في مسألة جهر المأموم بالتأمين.
س5: ما حكم من نسي قول آمين؟

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 رجب 1438هـ/13-04-2017م, 01:11 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى قول: "آمين وبسلا".
آمين : اسم فعل يفيد طلب الاستجابة
وبسلا : هي كلمة قريبة من معنى آمين فمعناها إيجاباً للمطلوب ، لهذا بعض العرب يلحقها بآمين توكيداً
وقال أبو سليمان الخطابي: (ومن عادة العرب إذا سمعت ما تتمنى أن تقول: اللهم آمين وبَسْلًا).
وقال ابن الأنباري: (ويكون بَسْل بمَعْنَى آمين؛ قال الشَّاعر:
لا خابَ مِنْ نَفْعِكَ مَنْ رَجَاكا ... بَسْلاً وعَادَى اللهُ من عَادَاكَا
أَرادَ آمين).
وأنشد الهجري في النوادر لابن أبي صبح المزني:
فقلتُ لهُ آمِينَ آمينَ إنّما ... دَعَوتَ على الأردى فَبَسْلاَ لهُ بَسْلا
وَكَانَ عمرُ يَقُول فِي آخِر دُعَائِهِ: آمينَ وبَسْلاً، مَعْنَاهُ: يَا رَبِّ إِيجَابا).ذكره أبو منصور الأزهري


س2: بيّن بإيجاز فضل التأمين.
وردت أحاديث تبين فضل التأمين وأنه سبب لمغفرة الذنوب وأجابة الدعاء ، ومما يدل على فضله أن اليهود حسدتنا على يوم الجمعه وعلى التأمين
-فعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)). رواه البخاري في الأدب المفرد، وإسحاق بن راهويه، وابن ماجه.
والدليل على أنه سبب لمغفرة الذنوب ما جاء في الصحيحين
-فعن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه » . متفق عليه
ومما يدل على أنه سبب في إجابة الدعاء ما رواه الإمام أحمد والدارمي ومسلم وأبو داوود والنسائي وغيرهم
-فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا. فقال: " إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقولوا: آمين، يجبكم الله ..) الحديث


س3: ما حكم دعاء المأموم قبل تأمين الإمام؟
ورد في دعاء المأمون قبل تأمين الإمام حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ،- عن وائل بن حجر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: " ربي اغفر لي آمين). رواه البيهقي.
فهذا الحديث ذكره أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال : حدثنا أبي، عن أبي بكر النهشلي، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله اليحصبي،عن وائل بن حجر
‎قال ابن رجب:(وهذا الإسناد لا يحتج به).
ورويت آثار عن الصحابة في ذلك ولكنها أيضاً لا تصح
- قال ابن المبارك: حدثنا عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إذا قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ووصل بآمين فإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة استجيب الدعاء). أورده ابن عبد البرّ في الاستذكار وابن رجب في فتح الباري.
قال ابن رجب: (حفصة لم تسمع من ابن مسعود).
- وروى أبو مالك النخعي، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فسل موجبة، ثم قل: آمين). رواه أبو نعيم في كتاب الصلاة كما في فتح الباري لابن رجب.
قال ابن رجب: (أبو مالك هذا، ضعيف).
-وروي عن بعض السلف خاصة أصحاب ابن مسعود أنهم يدعون قبل التأمين ويرون أنه موضع إجابة و ذلك لأجل تأمين الملائكة.
منهم مجاهد بن جبر والربيع بن خثيم والثوري وإبراهيم النخعي
1. قال الربيع بن خثيم: (إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فاستعن من الدعاء بما شئت). رواه ابن أبي شيبة
2. وقال أبو يعلى المنذر بن يعلى الثوري: كان الربيع بن خثيم إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال : (اللهم اغفر لي آمين). رواه ابن أبي شيبة من طريق سفيان الثوري، عن أبيه ، عن أبي يعلى.
3. وقال إبراهيم النخعي: (كان يستحب إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} أن يقال : اللهم اغفر لي آمين). رواه ابن أبي شيبة
4. وقال مجاهد بن جبر: (إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقل : اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار). رواه ابن أبي شيبة من طريق سفيان الثوري، عن يونس ، عن مجاهد.
والراجح : أنه لا يفصل بين الفاتحة والتأمين بدعاء وهو قول جمهور أهل العلم اتباعا لظاهر قوله صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم: (( وإذا قال{غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقولوا: آمين )) وهو نصّ صريح.
اما ما روي عن ابن مسعود فلم يصح من حيث اسناده
أما ما صح عن أصحابه فربما لفهم فهموه من قوله صلى الله عليه وسلم : فإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة استجيب الدعاء ) وهذا ليس بنص على أن المأموم يدعو بدعاء من تلقاء نفسه وإنما المقصود دعاء الفاتحة .
وربما كان هذا الأمرمشروعاً ثم نسخ كما نسخ التطبيق في الصلاة وقد أثر أنه لم يتركه ابن مسعود.
قال ابن رجب: (ولا يستحب أن يقدّم على التأمين دعاء؛ لأنَّ التأمين على دعاء الفاتحة، وهو هداية الصراط المستقيم، وهو أهم الأدعية وأجلها.
ومن السلف من استحبَّ ذلك للمأموم، منهم: الربيع بن خثيم والثوري)ا.هـ.

س4: حرّر القول في مسألة جهر المأموم بالتأمين.
اختلف الفقهاء في مسألة جهر الإمام بالتأمين على ثلاث أقوال :
الأول :يجهر بها وهو قول عطاء والشافعيّ وأحمد وإسحاق بن راهويه وأبي ثور، ورواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، ورواية جماعة من أصحاب الإمام مالك عنه، وقال به جماعة من فقهاء السلف.
الثاني : يسرّ بها، قال به إبراهيم النخعي، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة، وابن جرير الطبري، ورواية عن أحمد ذكرها ابن مفلح، ورواية الوليد بن يزيد عن الأوزاعي.
الثالث : لا يؤمن الإمام إلا إذا صلى الجهرية منفردا ويسرّ بها في السرية وهو رواية ابن القاسم عن الإمام مالك، وبه أخذ المشرقيون من المالكية، ورواية محمد بن الحسن عن أبي حنيفة ذكرها في الموطأ.
وللإمام مالك رواية أخري بتأمين الإمام رواها عنه المدنيون من أصحابه منهم : عبد الملك بن الماجشون ومطرف بن عبد الله وأبو مصعب الزهري، وعبد الله بن نافع ذكر ذلك ابن عبد البر في التمهيد.
قال ابن حبيب: (سألت مطرفا وابن الماجشون عن رواية ابن القاسم عن مالك في آمين أنه لا يقولها الإمام، فأنكروا ذلك، وقالوا: سمعنا مالكا يقول: الإمام وغيره في قول آمين سواء)ا.هـ.
وقال ابن عبد البر: (وقد اختلف في قول الإمام آمين فالمدنيون يروون عنه ذلك، والمصريون يأبونه عنه).
والذين قالوا بإخفاء التأمين استدلوا بهذه أدلة
منها: أنّ شعبة روى عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن علقمة بن وائل عن أبيه (أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين }؛ فقال: آمين وخفض بها صوته).
وقد حكم البخاري وأبو زرعة والدارقطني بأنّ شعبة أخطأ في رواية هذا الحديث، وأنّ الصواب رواية الجهر، وقد رواها جماعة ثقات بألفاظ متقاربة؛ وقد بسط ابن القيّم في إعلام الموقّعين القول في ذلك.
ومنها: ما صحّ عن إبراهيم النخعي أنه قال: (خمس يخفيهن الإمام: الاستعاذة، وسبحانك اللهم وبحمدك، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين، واللهم ربنا لك الحمد).رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة من طرق عن إبراهيم.
وقد أعلّ بما ما رواه ابن أبي شيبة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود أنه كان يخفي: (بسم الله الرحمن الرحيم، والاستعاذة، وربنا لك الحمد). من غير ذكر "آمين"؛ وهو إسناد متّصل إلى ابن مسعود، أشار إلى ذلك ابن حجر في الدراية.
ويُحتمل أن يكون هذا القول محفوظاً عن ابن مسعود أو بعض أصحابه،
والراجح : أن الإمام يجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية ويسرّ بها في السرية ، ففي قوله صلى الله عليه وسلم : «إذا أمن الإمام فأمنوا» دليل على أن الإمام يجهر بالتأمين لأنه كيف يعرف المأموم أن الأمام أمن إلا إذا جهر بها وسمعها المأموم والا كيف يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المأمون أن يؤمن إذا أمن إمامه وهو لا يجد سبيلاً إلى معرفة ذلك .
قال الشافعي: (وفي قول رسول الله «إذا أمن الإمام فأمنوا» دلالة على أنه أمر الإمام أن يجهر بآمين؛ لأن من خلفه لا يعرف وقت تأمينه إلا بأن يسمع تأمينه)ا.ه
روى ابن المنذر من طريق معمر عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: «آمين» حتى يسمعنا).
وأمّا السريّة فيسرّ بالتأمين عند القائلين به.
قال ابن جريج : قلت لعطاء: أرأيت إذا قرأ الإمام بأم القرآن في الآخرة من المغرب، والآخرتين من العشاء كيف يؤمّن؟
قال: «يخافت بآمين في نفسه»
رواه عبد الرزاق.

س5: ما حكم من نسي قول آمين؟
من نسي التأمين لعارض كعطاس او وجع او تثاؤب فللعلماء في ذلك أقوال :
الأول : يؤمن إذا لم يشرع الإمام بقراءة السورة التي بعد الفاتحة ، وهذا قول عند الشافعية واختارة ابن تيمية.
الثاني : يؤمن مالم يركع الإمام ، قول عند الشافعية نقله الماوردي والنووي
الثالث: لا يؤمن ولو لم يشرع الإمام بقراءة السورة لأنه ذكر مستحب موقت بوقت وقد فات وقته، وهذا أظهر الأقوال عند الشافعية، وقال النووي: (وهو ظاهر نصّ الشافعي).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإذا ترك التأمين في موضعه لم يأتِ به بعد ذلك, مثل أن يأخذ في قراءة السورة حتى يشرع في القراءة, فقد فات في محله فلا يعيده, وإن ذكر قبل أن يطول الفصل أتى به؛ لأن محله باقٍ, ولا يجب عليه سجود السهو, نص عليه؛ لأنه دعاء لا يتميز بفعل فلم يشرع له سجود السهو، كالتعوذ من أربع في التشهد)
ولا يسجد للسهو بتركه
قال ابن جريج: قلت لعطاء: نسيت آمين قال: «لا تعد، ولا تسجد السهو» رواه عبد الرزاق
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 03:49 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

أسئلة مسائل التأمين بعد الفاتحة

المجموعة الأولى:
س1: اذكر الأقوال الواردة في معنى قول: "آمين".
اختلف العلماء في معنى قول :"آمين" علي أقوال:
القول الأول: آمين بمعنى "ربّ افعل" ، قاله ابن عباس،وذكره السيوطي في الدر المنثور ،والثعالبي في تفسيره.
القول الثاني: معناها "اللهم استجب"، قاله ابن الأنباري وابن شاهين عن الحسن البصري ،وذكره الزجاج وعليه أكثر علماء اللغة.
قال ابن الأنباري (كان الحسن إِذا سُئل عن تفسير آمين، قال: اللهمَّ استجب)ا.هـ.
القول الثالث: آمين اسم من أسماء الله ، قاله أبي هريرة وهلال بن يساف ومجاهد وحكيم بن جبير،
وأنكره جماهير المحققون، وعدّوه خطأ.
القول الرابع: معناها "كذلك يكون" ، قاله ابن عباس وقتادةوالحسن من غير إسناد، وذكره الثعلبي والخطابي في شرح صحيح البخاري، وابن سيده في المحكم، وجماعة من أهل اللغة والتفسير ،وذكرقريب منه الجوهري في الصحاح: (ويقال معناه. كذلك فليكن).
وذكرقريب منه أيضاً ابن قتيبة في غريب القرآن أنها بمعنى "كذلك فعل الله".
القول الخامس: هي آمّين، أي: قاصدين إليك ،قاله الحسن البصري وجعفر الصادق ،ولا يصح عنهموقد أنكره المحققون من علماء اللغة، وذكره ابن كثير ،.
قال النووي في التبيان: (عدّها أكثر أهل اللغة من لحن العوام، وقال جماعة من أصحابنا: من قالها في الصلاة بطلت صلاته)ا.هـ.
القول السادس: آمين كلمة ليست بعربية، إنما هي عبرية أو سريانية ثمّ تكلمت بها العرب فصار لغة لها،قاله عطية العوفي من غير إسناد و ذكره الثعلبي ، وذكره الباقولي عن الأخفش.
وهو قول باطل.
وقيل أقوال أخرى في معنى"آمين" غير مشتهرة، وعامّتها معلول، مثل :"أمّنا بخير"،
و"اللهمّ" ،
و"لا تخيّب رجاءنا،
وقيل: طابع لله على عباده يدفع به عنهم الآفات،
وقيل غير ذلك.
والراجح القول الثاني،أي فيكون ،آمين اسم فعل، يفيد طلب الاستجابة؛ فهو بمعنى "اللهم استجب" ، و"ربّنا استجب لنا" ونحو ذلك.

س2: اذكر الدليل على مدّ الصوت في كلمة "آمين".
عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : {ولا الضالين} فقال : ((آمين)) يمدّ بها صوته). رواه أحمد وابن أبي شيبة والترمذي من طريق سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر،
وفي رواية عند أبي داوود بلفظ: قال: (آمين ورفع بها صوته).

س3: مثّل لبعض المرويات الضعيفة في فضل التأمين.
1-قال أبو زهير: أخبركم عن ذلك خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة؛ فأتينا على رجل قد ألحّ في المسألة؛ فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يستمع منه؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( أوجب إن ختم ))
فقال رجل من القوم: (بأي شيء يختم؟).
قال: (( بآمين؛ فإنه إن ختم بآمين؛ فقد أوجب)).
فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأتى الرجلَّ فقال: (اختم يا فلان بآمين وأبشر) ). رواه أبو داوود من طريق محمد بن يوسف الفريابي عن صَبيحِ به، وصَبيح مجهول الحال تفرّد عنه الفريابي، وقد ضعَّف الألباني هذا الحديث في مواضع من كتبه.
2- عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين» رواه الطبراني في الدعاء وابن عدي في الكامل، وأبو أمية ضعيف الحديث، قال البخاري: (سكتوا عنه)، وقال يحيى بن معين: (ليس بشيء).
3- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت ثلاث خصال: صلاة في الصفوف، وأعطيت السلام وهو تحية أهل الجنة، وأعطيت آمين، ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هارون فإن موسى كان يدعو ويؤمن هارون)). رواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده.
وزربي ضعيف الحديث، قال البخاري: (فيه نظر) وقال الترمذي وابن عدي: (له مناكير)، وعبد العزيز بن أبان متروك الحديث، واتّهمه يحيى بن معين وغير واحد من الحفاظ بالكذب.

س4: ما حكم تأمين القارىء في غير الصلاة؟
حكم تأمين القارئ في غير الصلاة :مستحب،
فيُستحبّ لمن قرأ الفاتحة في غير الصلاة أنّ يؤمّن إذا ختمها ،
والدليل:
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إذا أمّن القارئ فأمّنوا، فإن الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه أحمد والبخاري والنسائي ابن ماجة وغيرهم.
فالتعبير بالقارئ أعم من أن يكون داخل الصلاة أو خارجها؛ قاله ابن حجرتعليقاً على ما روى البخاري.
وأيضاً ، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته قال: «آمين»
رواه ابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والحاكم والبيهقي.

س5: متى يقول المأموم "آمين"؟
اختلف العلماء في وقت قول المأموم "آمين" على قولين:
القول الأول:تأمين المأمومين مع تأمين الإمام، لا قبله ولا بعده ، قاله الحنابلة والشافعية ،وذكره ابن رجب ،
والدليل :قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا» يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم: « وإذا قال:{ ولا الضالين} فقولوا: آمين»رواهما البخاري ومسلم
وقالوا: لا يستحب للمأموم مقارنة إمامه في شيء غير هذا، فإن الكل يؤمنون على دعاء الفاتحة، والملائكة يؤمّنون أيضاً على هذا الدعاء، فيشرع المقارنة بالتأمين للإمام والمأموم، ليقارن ذلك تأمين الملائكة في السماء؛
والدليل قوله في رواية معمر: ((فإن الملائكة تقول: آمين، والإمام يقول: آمين)) ، فعلل باقتران تأمين الإمام والملائكة، ويكون معنى قوله ((إذا أمن الإمام فأمنوا)) أي: إذا شرع في التأمين، أو أراده.

القول الثاني:أنّ المأموم يؤمّن بعد تأمين الإمام ،تمسّكاً بظاهر لفظ "إذا أمّن الإمام فأمّنوا" ، ذكره ابن مفلح عن بعض أصحاب الإمام أحمد.
قال ابن رجب: (وورد أثر يدل على تأخير تأمين المأموم عن تأمين الإمام، من رواية ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن عتاب العدوي، قال: صليت مع أبي بكر وعمر والأئمة بعدهما، فكان إذا فرغ الإمام من قراءة فاتحة الكتاب فقال: {وَلا الضَّالِّينَ} قال: آمين، ورفع بها صوته، ثم أنصت، وقال من خلفه: آمين، حتى يرجع الناس بها، ثم يستفتح القراءة، إسناده ضعيف)ا.هـ.
والقول الأول هو الراجح

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 07:45 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

الثالثة:
س1: هل "آمين" تعد من أسماء الله تعالى؟
رُوي في ذلك آحاديث معلولة فيها لبس بكونها مأخوذة ممن يروي الإسرائيليات، وقد يكون حدث خطأ في الترجمة عن كلمة مقاربة لآمين فيها دلالة على اسم من أسماء الله، حيث أنّ كتب بني إسرائيل كانت بغير العربية.
وأصل ذلك ما رواه منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف أنه قال: (آمين اسم من أسماء الله). رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة.
أنكر هذا القول جماعة من العلماء، وتأوّله بعضهم.
-ممن أنكر هذا القول :
أنكره علماء اللغة لعدة أسباب :
1-ليس في أسماء الله تعالى اسم مبنيٌّ ولا غير معرب.قاله أبو إسحاق ابن قُرقُول
2-أن أسماء الله موقوفة لا تعرف إلا تلقيا ولم يرد بذلك سمع.قاله أبو البقاء العكبري
3-قيل: "آمين" اسم من أسماء الله تعالى، وتقديره يا آمين، أنه لو كان كذلك لبُني على الضم؛ لأنه منادى معرفة.قاله أبو البقاء العكبري .
وقد ذكر ابن قتيبةأن بعض المفسرين أعربها منادى كأنه قال: يا الله؛ وأضمر "استجبْ لي" وأنه اسم من أسماء الله
فتعقّبه أبو منصور الأزهري بقوله: (وليس يصح ما قال عند أهل اللغة أنه بمنزلة: يا الله، وأضمر: استجب لي، ولو كان كما قال لَرُفع إذا أُجري ولم يكن منصوباً)ا.هـ.
-ممن تأول هذا القول :
ابن القيّم ذكر في بدائع الفوائد أنّ معناها استجب وأعط ما سألناك كأن الداعي بآمين يستحضر اسم من أسماء الله تعالى ؛فكأنّه سأل الله تعالى باسم من أسمائه ليستجيب له فهي متضمنة اسمه سبحانه مع دلالتها على الطلب.
وبين عبد العزيز الداخل أن هذا التوجيه حسن لو كان هذا المعنى ظاهراً من مراد قائله، أو فسّره سياق كلامه،
-القول الراجح الصحيح أنها اسم فعل بمعنى "اللهم استجب".

س2: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟
التأمين بعد الفاتحة سنّة مؤكّدة حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلّم في الصلاة وخارج الصلاة.ذكر ابن رجب في حديث عن أحمد قال: "آمين" أَمْرٌ من النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: ((إذا أمّن القارئ فأمنوا))
و أن الأمر أوكد من الفعل

س3: بيّن بإيجاز حرص الصحابة رضي الله عنهم على التأمين.
مما يدلّ على حرصهم رضوان الله عليهم على التأمين عدة آثار منها:
- قول ابن جريج: أُخبرتُ عن نافع أن ابن عمر كان إذا ختم أمّ القرآن قال: «آمين»، لا يدع أن يؤمن إذا ختمها، ويحضهم على قولها قال: وسمعت منه في ذلك خبرا). رواه عبد الرزاق، وعلّقه البخاري في صحيحه.
-ما أخرجه البيهقي كان بن عمر إذا أمن الناس أمن معهم ويرى ذلك من السنة)ا.هـ.
-وروى هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أن أبا هريرة كان مؤذنا بالبحرين؛ فقال للإمام: (لا تسبقني بآمين). رواه ابن أبي شيبة.
-قال ابن جريج لعطاء بن أبي رباح: أكان ابن الزبير يؤمن على إثر أمّ القرآن؟
قال: (نعم، ويؤمّن من وراءه حتى إن للمسجد للجَّة).
-وروى بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي هريرة، أنه كان مؤذنا للعلاء بن الحضرمي، فقال له أبو هريرة: «لتنظرني بآمين أو لا أؤذن لك» رواه عبد الرزاق.
س4: حرّر القول في مسألة جهر الإمام بالتأمين.


في مسألة جهر الإمام بالتأمين أقوال:
1-يجهر الإمامُ بالتأمين، وهو قول عطاء والشافعيّ وأحمد وإسحاق بن راهويه وأبي ثور، ورواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، ورواية جماعة من أصحاب الإمام مالك عنه، وقال به جماعة من فقهاء السلف. روى ابن المنذر من طريق معمر عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال:{غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: «آمين» حتى يسمعنا).
2-يسر بالتأمين، وهو قول إبراهيم النخعي، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة، وابن جرير الطبري، ورواية عن أحمد ذكرها ابن مفلح، ورواية الوليد بن يزيد عن الأوزاعي.
ما صحّ عن إبراهيم النخعي أنه قال: (خمس يخفيهن الإمام: الاستعاذة، وسبحانك اللهم وبحمدك، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين، واللهم ربنا لك الحمد).رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة من طرق عن إبراهيم.
مع أنه دليل صحيح لكن أدلّة جهر الإمام بآمين أصحّ وأصرح، والمصير إليها أرجح.
3- لا يؤمّن الإمام في الصلاة الجهرية إلا إذا صلى وحده، ويؤمّن في السرية سراً، وهو رواية ابن القاسم عن الإمام مالك، وبه أخذ المشرقيون من المالكية، ورواية محمد بن الحسن عن أبي حنيفة ذكرها في الموطأ.
قال ابن جريج : قلت لعطاء: أرأيت إذا قرأ الإمام بأم القرآن في الآخرة من المغرب، والآخرتين من العشاء كيف يؤمّن؟
قال: «يخافت بآمين في نفسه» رواه عبد الرزاق.
-الراجح من أقوال الفقهاء أنّ الإمام يجهر بالتأمين في الصلوات الجهرية فرضاً كانت أو نفلاً، ويسرّ بها في السريّة كما يسرّ بالقراءة، وهو ظاهر ما دلّت عليه الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في التأمين.

س5: ما حكم قول "آمين رب العالمين"؟ في قول "آمين رب العالمين" فيه حديث مرسل عن عطاء لا يصحّ رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره السيوطي قال : (أخرج عبد بن حميد عن عطاء قال: لما نزلت هذه الآيات {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} فكلما قالها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: آمين رب العالمين).
اختلف الفقهاء فيها لشهرتها فالشافعي عدها ذكراً حسناً لا يقطع الصلاة
وابن تيمية روى عن القاضي والآمدي وغيرهما أنها زيادة غير مستحبة كما لم يستحب الزيادة على تكبيرة الافتتاح, لقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» وهو صلى الله عليه وسلم إنما قال: "آمين"من غير زيادة
وقال ابن مفلح: (وإن قال: "آمين ربّ العالمين" فقياس قول أحمد لا يستحبّ).
وقال ابن رجب: (ولا يستحب أن يصل آمين بذكر آخر، مثل أن يقول: "آمين رب العالمين"؛ لأنه لم تأت به السنة .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 10:34 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هي اللغات الواردة في كلمة آمين.
· يوجد لغتان مشهورة في آمين :
الأولى : (أمين) بقصر الألف على وزن فعيل ومنه قول الشاعر
تباعَدَ منى فُطْحُلٌ إذْ دعوتُه ... أَمينَ، فزاد اللهُ ما بيننا بُعْدا
الثانية : (آمين )
- بمد الألف, واختلف في حقيقة المد فمنهم من قال: أنه على وزن فاعيل .
- ومنهم من قال أنه عبارة عن إشباع فتحة الهمزة ,وقال : ابن المنيّر: (والمد إشباع بدليل أنه لا يوجد في العربية كلمة على فاعيل)ا.هـ.
وقد استشهد له بعض علماء اللغة بقول مجنون ليلى:
يا ربِّ لا تَسلبَنِّى حُبَّها أبدا ... ويرحَمُ الله عبدا قال آمينا
· بيان خطأ من زعم أن هناك لغة ثالثة في( أمين )
ادعى بعض الناس أن هناك لغة ثالثة وهي آمين بتشديد الميم ,وقد رد كثير من علماء اللغة هذا القول منهم الاصبهاني صاحب التحرير في شرح صحيح مسلم ,وأبو العباس ثعلب في الفصيح , وقال : أبوسهل الهروي في إسفار الفصيح:
(ولا تشدد الميم فإنه خطأ؛لأنه يخرج من معنى الدعاء ويصير بمعنى قاصدين، كما قال تعالى: {وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَام}).
· أوّل من ذكر أنّ "آمّين" لغة في "آمين":-
ذكر أبو عليّ الفارسي في "المسائل الحلبيات" أنّ محمّد بن يزيد المبرد قال: ("آمين" على مثال "عاصين")
ونسبها أبو الفتح ابن جنّي في "الخصائص" إلى أبي العباس ثعلب.

· تصحيح هذا القول :-
- علل أبو علي الفارسي هذا القول من المبرد قال وإنما قصد بقوله ( آمين على مثال عاصين ) أن النون في آمين وقعت خفيفة كما أن الصاد في عاصين خفيفة ولم يرد أن وزن آمين كوزن عاصين أو أنه أراد بذلك جمع آمين كما جمعت عاصين .
- أن المعنى مع التشديد لا يستقيم فمع التقدير (ولا الضالين قاصدين إليك ) وهذا لا يتناسب مع سياق المعنى.
· خطأ من نسب هذا القول الى جعفر الصادق والحسن البصري :-
نسب أبو نصر القشيري وأبو عبد الرحمن السلمي إلى أبو جعفر الصادق والحسن البصري أنه قال: (آمين أي : قاصدين نحوك وأنت أكرم من أن تخيب قاصدك). من غير إسناد.
فيتبين بطلانها لإنها لم تثبت عنهما .
س2: حرّر القول في معنى موافقة الملائكة للتأمين.
· القول الأول: الموافقة في وقت تأمينهم، واستدلوا عليه بقوله صلى الله عليه وسلم: « إذا أمّن الإمام فأمّنوا» وفي رواية: « إذا قال: {ولا الضالين} فقولوا: آمين » فمن وافقهم في التأمين غفر له ما تقدّم من ذنبه. وهو قول أبي سليمان الخطابي والنووي والباجي والقاضي عياض وغيرهم من شراح الأحاديث. وهو الراجح
· القول الثاني: الموافقة في صفة الأداء من الخشية والإخلاص، وهو قول ابن حبان، وذكره القاضي عياض وابن عطية وابن كثير وغيرهم. وقد رد ابن حجر هذا القول في كتاب الدراية في تخريج أحاديث الهداية بأن :
- مراد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ( فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة )أنه التأمين المعتبر شرعا المكتمل شروط قبول العمل من الإخلاص والمتابعة وأن من فعل ذلك بغير هذه الشروط لا يعتبر مؤديا له وإن نطق بلسانه كقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل المسيء صلاته ( ارجع فصل فإنك لم تصل )
- أن التأمين دعاء وأن الله لا يستجيب من قلب لاه غافل فقد رُوي من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل ».
- كما أن المصلي الذي لا يستحضر ما يقول يمنعه ذلك من الثواب كما روى أبو داود في سننه عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الرجل لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها إلا نصفها إلا ثلثها؛ إلا ربعها إلا خمسها إلا سدسها حتى قال: إلا عشرها » فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه قد لا يكتب له منها إلا العشر))
وهذا القول وإن كان يشتمل على بعض المعنى لكنه يقصر عن باقي معنى موافقة الملائكة للتأمين .
· القول الثالث: الموافقة في الإجابة، أي: من اسْتُجِيبَ له كما يُستجابُ للملائكةِ غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه، ذكره ابن العربي والقاضي عياض من غير نسبة لمعيّن، وهو قول بعيد عن ظاهر النص.
· القول الرابع: الموافقة في الغرض بأن يقصد الدعاء لنفسه وللمسلمين، ذكره ابن عبد البرّ، وابن العربي والقاضي عياض، وهو بعيد أيضاً عن ظاهر النصّ.
· المراد بالملائكة التي تؤمن :
- أنهم صنف من الملائكة موكلون بهذا العمل، وأنّ الله تعالى جعل لهم من العلم والقدرة ما يتمكنون به من أداء هذا العمل، فيعرفون كلّ جماعة تقام في الأرض، ويؤمّنون إذا أمّن الإمام.
واستدلوا عليه بماروي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام».
- وقيل هم الحفظة .
- وقيل إذا قالها الحاضرون من الحفظة قالها من فوقهم حتى ينتهي إلى أهل السماء , لقوله صلى الله عليه وسلم: « فوافق قوله قول أهل السماء»
والأقرب للدلالة النصوص أنهم ملائكة موكلون بهذا الأمر للحديث أن هناك ملائكة في السماء تؤمن إذا أمن الإمام فنجري الخبر على ظاهره .
س3: هل يعدّ المُؤمِّنُ داعياً؟
يعتبر أهل العلم المؤمن داعيا لإن معنى آمين: ( اللهم استجب ) و استدلوا بقول الله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}.
وقد فسر عكرمة ذلك بقوله: (أمّن هارون على دعاء موسى، فقال اللّه: {قد أجيبت دعوتكما فاستقيما}). رواه ابن جرير.
وقال محمّد بن كعب القرظي: (كان موسى يدعو وهارون يؤمّن، والدّاعي والمؤمّن شريكان). رواه سعيد بن منصور
وقال بهذا القول جماعة من السلف منهم: أبو العالية الرياحي، والربيع بن أنس البكري، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، والليث بن سعد.
س4: هل يجهر المنفرد بالتأمين؟
جمهور أهل العلم على أن المنفرد إذا جهر بالقراءة جهر بالتأمين, وإن أسر أسر بالتأمين , واستدلوا عليه بفعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في صلاة الظهر والعصر يسر بالتأمين. وهو الراجح
ويخالف في ذلك الحنفية فقالوا يخفي التأمين مطلقا .
أما في صلاة الليل يكون على حسب حال المصلي إذا كان يرى أن قراءته الجهرية تذهب عنه النوم وتكون سببا في حضور قلبه فله الجهر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين صلى بحذيفة بن اليمان .
وإن كان يرى أن قراءته السرية أفضل وأخشع لقلبه وأبعد عن الرياء , أو كان من حوله نياما فالأمر في ذلك واسع وله أن يسر بها .
س5: هل يؤمّن المأموم إذا لم يسمع قراءة الإمام؟
اختلف الفقهاء في ذلك :
- فمنهم من قال أنه يؤمن على كل حال سواء كان قريب أم بعيد سمع تأمين الإمام أم لم يسمع همهمة الإمام
لإن الدعاء معلوم والتأمين سنه وهو قول الشافعية والحنابلة، وقول ابن عبدوس من المالكية.وابن تيمية في شرح العمدة
- ومنهم من قال لا يؤمن لإن التأمين لا يكون إلا بعد سماع الدعاء وهو قول للمالكية
· الراجح أن المأموم لا يخلو من هذه الأحوال وهي :
- إذا كان من معه يسمع فيؤمن لتأمينهم .
- اذا كان هو ومن معه يسمعون همهمة الإمام فيؤمنون كذلك .
- إذا لم يسمعوا شيئا فلا يؤمنون, لإنها أصبحت كالسرية, ولإن التأمين متعلق بشرط لم يتحقق, فينبغي على المأموم أن يقرأ الفاتحة لنفسه, ويؤمن على ذلك .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 11:28 AM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

المجموعة الأولى :
س1: اذكر الأقوال الواردة في معنى قول: "آمين".
القول الأول: آمين بمعنى "ربّ افعل" وهذا القول روي عن ابن عباس من طريقين واهيين .
القول الثاني: معناها "اللهم استجب" وهذا القول رواه ابن الأنباري وابن شاهين عن الحسن البصري.
وقال به: أبو إسحاق الزجاج، وابن الأنباري وأبو منصور الأزهري وعليه أكثر علماء اللغة.
وهو القول الراجح والله أعلم .
القول الثالث: آمين اسم من أسماء الله ، وهذا القول مروي عن أبي هريرة وهلال بن يساف ومجاهد وحكيم بن جبير.
ومال إليه من علماء اللغة: ابن قتيبة الدينوري، وابن خالوية، وأبو علي الفارسي، وغيرهم.
قال ابن خالويه: (ومعنى "آمين": يا أمين أي يا الله، فأمين اسم من أسماء الله).
وأنكره جماعة من الأئمة، وعدوه خطأ.
قال النووي في التبيان: (قيل: هو اسم من أسماء الله تعالى وأنكر المحققون والجماهير هذا)
القول الرابع: معناها "كذلك يكون" ، وهذا القول ذكره الثعلبي عن ابن عباس وقتادة من غير إسناد، وذكره ابن الأنباري في الزاهر عن ابن عباس والحسن من غير إسناد أيضاً.
وقريب منه قول الجوهري في الصحاح: (ويقال معناه. كذلك فليكن).
وقريب منه ما ذكره ابن قتيبة في غريب القرآن أنها بمعنى "كذلك فعل الله".
وذكر هذا القول أيضاً: أبو سليمان الخطابي في شرح صحيح البخاري، وابن سيده في المحكم، وجماعة من أهل اللغة والتفسير.
القول الخامس: هي آمّين، أي: قاصدين إليك.
قال ابن كثير: (نقل أبو نصرٍ القشيريّ عن الحسن وجعفرٍ الصّادق أنّهما شدّدا الميم من آمين مثل:{آمّين البيت الحرام})ا.هـ.
وهذا القول لا يصحّ عن جعفر الصادق ، ولا عن الحسن البصري، وقد أنكره المحققون من علماء اللغة.
قال النووي في التبيان: (عدّها أكثر أهل اللغة من لحن العوام، وقال جماعة من أصحابنا: من قالها في الصلاة بطلت صلاته)ا.هـ.
القول السادس: آمين كلمة ليست بعربية، إنما هي عبرية أو سريانية ثمّ تكلمت بها العرب فصار لغة لها، وهذا القول ذكره الثعلبي عن عطية العوفي من غير إسناد، وذكره الباقولي عن الأخفش.
قال الباقولي: (وروي عن الأخفش أنه اسم أعجمي، مثل: هابيل وقابيل؛ فإن سمّيت به رجلاً لم ينصرف)ا.هـ.
وهو قول باطل.
وفي معنى "آمين" أقوال أخرى غير مشتهرة، وعامّتها معلول، كقول بعضهم: معناها "أمّنا بخير"، وهذا قول في معنى "اللهمّ" نُقلَ خطأ إلى معنى "آمين".
وقال بعضهم: معناها "لا تخيّب رجاءنا"، وقد نُسب هذا في بعض كتب التفسير إلى الترمذي وليس له أصل .
وقيل: طابع لله على عباده يدفع به عنهم الآفات، وهذا القول مأخوذ من حديث ضعيف.
س2: اذكر الدليل على مدّ الصوت في كلمة "آمين".
قال وائل بن حجر رضي الله عنه: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : {ولا الضالين} فقال :((آمين)) يمدّ بها صوته). رواه أحمد وابن أبي شيبة والترمذي من طريق سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر، وفي رواية عند أبي داوود بلفظ: قال: (آمين ورفع بها صوته).
س3: مثّل لبعض المرويات الضعيفة في فضل التأمين.
1. ما رواه صَبيحِ بنِ مُحرز الحمصي عن أبي مُصبّح الْمَقْرَائِي قال: كنا نجلس إلى أبي زهير النميري وكان من الصحابة؛ فيتحدَّث أحسن الحديث؛ فإذا دعا الرجل منا بدعاء قال: (اختمه بآمين؛ فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة).
قال أبو زهير: أخبركم عن ذلك خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة؛ فأتينا على رجل قد ألحّ في المسألة؛ فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يستمع منه؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( أوجب إن ختم ))
فقال رجل من القوم: (بأي شيء يختم؟).
قال: (( بآمين؛ فإنه إن ختم بآمين؛ فقد أوجب)).
فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأتى الرجلَّ فقال: (اختم يا فلان بآمين وأبشر) ). رواه أبو داوود من طريق محمد بن يوسف الفريابي عن صَبيحِ به، وصَبيح مجهول الحال تفرّد عنه الفريابي، وقد ضعَّف الألباني هذا الحديث في مواضع من كتبه.
2. وما رواه جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن كعب المدني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( إذا قال الإمام : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقال الذين خلفه: آمين؛ فالتقت من أهل السماء وأهل الأرض آمين؛ غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه)).
قال (( ومثل الذي لا يقول آمين كمثل رجل غزا مع قوم؛ فاقترعوا فخرجت سهامهم ولم يخرج سهمه؛ فقال: ما لِسَهمي لم يخرج؟
قال : إنك لم تقل : آمين). رواه إسحاق بن راهويه وأبو يعلى، وليث ضعيف الحديث، وكعب المدني مجهول.
3. وما رواه أبو أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين» رواه الطبراني في الدعاء وابن عدي في الكامل، وأبو أمية ضعيف الحديث، قال البخاري: (سكتوا عنه)، وقال يحيى بن معين: (ليس بشيء).
4: وما رواه عبد العزيز بن أبان قال: حدثنا زربي مولى خالد، حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت ثلاث خصال: صلاة في الصفوف، وأعطيت السلام وهو تحية أهل الجنة، وأعطيت آمين، ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هارون فإن موسى كان يدعو ويؤمن هارون)). رواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده.
وزربي ضعيف الحديث، قال البخاري: (فيه نظر) وقال الترمذي وابن عدي: (له مناكير)، وعبد العزيز بن أبان متروك الحديث، واتّهمه يحيى بن معين وغير واحد من الحفاظ بالكذب.
س4: ما حكم تأمين القارىء في غير الصلاة؟
حكمه : مستحب
فيُستحبّ لمن قرأ الفاتحة في غير الصلاة أنّ يؤمّن إذا ختمها.
ودل على ذلك :
مارواه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إذا أمّن القارئ فأمّنوا، فإن الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه أحمد والبخاري والنسائي ابن ماجة وغيرهم.
قال ابن حجر: (روى البخاري في الدعوات من صحيحه من حديث أبي هريرة رفعه: "إذا أمن القارئ فأمنوا" فالتعبير بالقارئ أعم من أن يكون داخل الصلاة أو خارجها)ا.هـ.
س5: متى يقول المأموم "آمين"؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا» يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم: « وإذا قال:{ ولا الضالين} فقولوا: آمين»
واختلفوا في معنى( إذا أمن )على قولين :
1-ويكون معنى قوله صلى الله عليه وسلّم: ((إذا أمّن….)) أي إذا شرع في التأمين أو بلغ موضع التأمين، وهو كما قال الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} أي: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ومنه ما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)). أي إذا أراد الدخول إلى الخلاء.
وهذا قول جمهور أهل العلم، يقولون إنّ المأموم يؤمّن إذا قال الإمام: {ولا الضالين} فيقع تأمين المأموم مع تأمين إمامه.وهو الراجح .
2-وذهب بعض الفقهاء إلى أنّ المأموم يؤمّن بعد تأمين الإمام تمسّكاً بظاهر لفظ "إذا أمّن الإمام فأمّنوا" ، وهو قول مرجوح، ذكره ابن مفلح عن بعض أصحاب الإمام أحمد.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 11:53 AM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى قول: "آمين وبسلا".
آمين: اسم فعل بمعنى اللهم استجب
بسلا: إيجابا للمطلوب
وقد كان بعض العرب يلحق ( بسلا) بـ(آمين) للتوكيد
قال أبو منصور الأزهري : وكان عمر يقول في آخر دعائه: آمين وبسلا، أي: يارب إيجابا
وقال ابن الأنباري: ويكون بَسْل بمَعْنَى آمين، وكما قال الشاعر:
لا خابَ مِنْ نَفْعِكَ مَنْ رَجَاكا ... بَسْلاً وعَادَى اللهُ من عَادَاكَا
أي: آمين

س2: بيّن بإيجاز فضل التأمين.

من فضل التأمين أنه سبب للمغفرة وأجابة الدعاء
وقد كانت اليهود تحسدنا على التأمين لأن الله تعالى اختص به هذه الأمة لفضله
فعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: (ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين) رواه البخاري في الأدب المفرد
ومن فضله في أنه سبب للمغفرة ما اتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )
وفي اجابة الدعاء مارواه الامام أحمد ومسلم وغيرهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا. فقال: ( إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقولوا: آمين، يجبكم الله )

س3: ما حكم دعاء المأموم قبل تأمين الإمام؟
ورد في الدعاء قبل التأمين حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصح ، ووردت آثار عن بعض الصحابة أيضا لا تصح، ولكن صح عن بعض السلف، خاصة أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، ويعدون ذلك من مواطن اجابة الدعاء لانه يوافق تأمين الملائكة
فعن الربيع بن خيثم قال: إذا قال الامام : غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، فاستعن من الدعاء بما شئت
ولعل اصحاب ابن مسعود رضي الله عنه أنهم أخذوا من فحوى النص النبوي في التأمين بعد ( ولا الضالين) أنه موطن دعاء ليوافق تأمين الملائكة، ولكن هذا لا يتم من النص الظاهر-والله أعلى وأعلم-
والقول الراجح أنه لا يفصل بدعاء بين الفاتحة والتأمين، فجمهور أهل العلم والفتوى أن على المأموم أن يقول التأمين إذا قال الامام : ولا الضالين، وذلك اتباعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (وإذا قال{غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقولوا: آمين ) وهو ظاهر الدلالة.

س4: حرّر القول في مسألة جهر المأموم بالتأمين.
للفقهاء في هذه المسألة ثلاثة أقوال:
الأول: جهر الامام بالتأمين:
وعليه عطاء والشافعيّ وأحمد وإسحاق بن راهويه وأبي ثور، ورواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، ورواية جماعة من أصحاب الإمام مالك عنه، وقال به جماعة من فقهاء السلف. وهذا ماذهب إليه البخاري وأبو زرعة والدارقطني

الثاني : يسرّ بها:
وبه قال إبراهيم النخعي، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة، وابن جرير الطبري، ورواية عن أحمد ذكرها ابن مفلح، ورواية الوليد بن يزيد عن الأوزاعي.
ودليلهم :أنّ شعبة روى عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن علقمة بن وائل عن أبيه (أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين }؛ فقال: آمين وخفض بها صوته).
وقد حكم البخاري وأبو زرعة والدارقطني بأنّ شعبة أخطأ في رواية هذا الحديث، وأنّ الصواب رواية الجهر.

ومنها: ما صحّ عن إبراهيم النخعي أنه قال: (خمس يخفيهن الإمام: الاستعاذة، وسبحانك اللهم وبحمدك، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين، واللهم ربنا لك الحمد).رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة من طرق عن إبراهيم.
وقد أعلّ بما ما رواه ابن أبي شيبة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود أنه كان يخفي: (بسم الله الرحمن الرحيم، والاستعاذة، وربنا لك الحمد). من غير ذكر "آمين"؛ وهو إسناد متّصل إلى ابن مسعود، أشار إلى ذلك ابن حجر في الدراية.
ويُحتمل أن يكون هذا القول محفوظاً عن ابن مسعود أو بعض أصحابه،

الثالث : لا يؤمن الإمام إلا إذا صلى الجهرية منفردا ويسرّ بها في السرية :

وهو مروي عن ابن القاسم عن الإمام مالك، وبه أخذ المشرقيون من المالكية، ورواية محمد بن الحسن عن أبي حنيفة ذكرها في الموطأ.وللإمام مالك رواية أخري بتأمين الإمام رواها عنه المدنيون من أصحابه منهم : عبد الملك بن الماجشون ومطرف بن عبد الله وأبو مصعب الزهري، وعبد الله بن نافع ذكر ذلك ابن عبد البر في التمهيد.
قال ابن حبيب: (سألت مطرفا وابن الماجشون عن رواية ابن القاسم عن مالك في آمين أنه لا يقولها الإمام، فأنكروا ذلك، وقالوا: سمعنا مالكا يقول: الإمام وغيره في قول آمين سواء)
وهذا هو القول الراجح :ففي قوله صلى الله عليه وسلم : (إذا أمن الإمام فأمنوا) دليل على أن الإمام يجهر بالتأمين لأنه كيف يعرف المأموم أن الأمام أمن إلا إذا جهر بها وسمعها المأموم والا كيف يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المأمون أن يؤمن إذا أمن إمامه وهو لا يجد سبيلاً إلى معرفة ذلك .
قال الشافعي: (وفي قول رسول الله «إذا أمن الإمام فأمنوا» دلالة على أنه أمر الإمام أن يجهر بآمين؛ لأن من خلفه لا يعرف وقت تأمينه إلا بأن يسمع تأمينه)ا.ه
روى ابن المنذر من طريق معمر عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: «آمين» حتى يسمعنا).
وأمّا السريّة فيسرّ بالتأمين عند القائلين به.
قال ابن جريج : قلت لعطاء: أرأيت إذا قرأ الإمام بأم القرآن في الآخرة من المغرب، والآخرتين من العشاء كيف يؤمّن؟
قال: «يخافت بآمين في نفسه» رواه عبد الرزاق.

س5: ما حكم من نسي قول آمين؟
من نسيه ا لعارض أصابه كعطاس أو وجع أوتثاؤب ففيه أقوال:
الأول : يؤمن إن لم يشرع الإمام بقراءة السورة التي بعد الفاتحة ، وهذا قول عند الشافعية واختارة ابن تيمية.
الثاني : يؤمن مالم يركع الإمام ، قول عند الشافعية نقله الماوردي والنووي
الثالث: لا يؤمن ولو لم يشرع الإمام بقراءة السورة لأنه ذكر مستحب موقت بوقت وقد فات وقته، وهذا أظهر الأقوال عند الشافعية، وقال النووي: (وهو ظاهر نصّ الشافعي).
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنه من لم يأت بالتأمين في موضعه لم يأت به بعد وليس عليه سجود السهو إذا تركه.
: (وإذا ترك التأمين في موضعه لم يأتِ به بعد ذلك, مثل أن يأخذ في قراءة السورة حتى يشرع في القراءة, فقد فات في محله فلا يعيده, وإن ذكر قبل أن يطول الفصل أتى به؛ لأن محله باقٍ, ولا يجب عليه سجود السهو, نص عليه؛ لأنه دعاء لا يتميز بفعل فلم يشرع له سجود السهو، كالتعوذ من أربع في التشهد)

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 12:15 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

المجموعة الثانية:

س1: ما هي اللغات الواردة في كلمة آمين.
ورد في في "آمين" لغتان شهيرتان :
الأولى : قصر الألف، "أمين" على وزن " فعيل"وهي لغة صحيحة فصيحة،
كما قال جبير بن الأضبط:
تباعَدَ منى فُطْحُلٌ إذْ دعوتُه ... أَمينَ، فزاد اللهُ ما بيننا بُعْدا
الثانية : مد الألف "آمين" على وزن فاعِيل، وهذا المدّ إشباع لفتحة الهمزة.
حيث أنه لا يوجد في العربية كلمة على فاعيل كما ذكره ابن المنيّر.

ويستشهد بعض علماء اللغة بقول مجنون ليلى:
يا ربِّ لا تَسلبَنِّى حُبَّها أبدا ... ويرحَمُ الله عبدا قال آمينا.

وأما ما ورد من تشديد الميم فهو خطأ نبّه عليه كبار علماء اللغة يخرج الكلمة عن معنى الدعاء،إلى معنى قاصدين كما في قوله تعالى : {وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَام}) وهذا لا يستقيم ولا يرتبط بما قبله، وأما ماذكر عن أبي العباس :

" إن آمين بمنزلة عاصين"؛ فقد ذكر ابن جنّي وغيره ،إنما يريد به أن الميم خفيفة كعين عاصين)،وهي عين الفعل في فاعلين ، التي هي الصاد في عاصين.


س2: حرّر القول في معنى موافقة الملائكة للتأمين.
اختلف العلماء في تفسير هذه الموافقة على أقوال :
- القول الأول
: أنه يراد به موافقتهم في وقت التأمين ، قال به الخطابي والنووي وصححه،وعدد من شراح الأحاديث،وقال القاضي عياض فيه " قد جاء فيه حديث مفسِّرٌ بيّن لا يحتاج إلى تأويل" ،وقال ابن عطية "والذي يترجح أن المعنى فمن وافق في الوقت مع خلوص النية، والإقبال على الرغبة إلى الله تعالى بقلب سليم، والإجابة تتبع حينئذ...."
وهذا القول الأول هو "القول الرّاجح" والذي رجحه الشيخ الداخل حفظه الله تعالى ،بقوله "والراجح: أن المراد بموافقة تأمين الملائكة أن يوافقهم في وقت تأمينهم بأنْ يؤمّن تأمينا صحيحاً مع تأمين الملائكة، وذلك إذا قال الإمام: "ولا الضالّين".

- القول الثاني : أن المراد بالموافقة هو موافقتهم في صفة الأداء من الخشية والإخلاص ، ورد عن ابن حبان، ذكره ابن عطية وابن كثير وغيرهم .
وقد تعقّب هذا القول ابن حجر في كتاب "الدراية " ورده، وذكر الشيخ الدّاخل حفظه الله أنه "وإن كان ما قال ابن حبان صحيحاً من جهة أنّ من شروط صحة التأمين أن يكون خالصاً لله تعالى من غير رياء ولا عجب ولا تسميع، إلا أنّه يقصر عن تفسير معنى موافقة تأمين المأموم لتأمين الملائكة" .
- القول الثالث : قول بعيد عن ظاهر النص ، أنه يراد به الموافقة في الإجابة،فمن استجيب له كما يُستجابُ للملائكةِ حصلت له المغفرة، ذكره ابن العربي والقاضي عياض من غير نسبة لمعيّن .
- القول الرابع: وهو قول بعيد عن ظاهر النص أيضاً، وهو الموافقة في الغرض والمقصد بأن يقصد بالتأمين الدعاء لنفسه وللمسلمين، ذكره ابن عبد البرّ، القاضي عياض ، وابن العربي .

س3: هل يعدّ المُؤمِّنُ داعياً؟
نعم المؤمّن داعياً في حقيقة الأمر، حيث استدل جماعة من أهل العلم على أن المؤمّن داعٍ وذلك بإجابة الله تعالى لنبيه موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام لما دعا ربه قائلاً(رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ.....)وأخيه هارون يؤمّن على دعائه،فوجّه الخطاب لهما قائلاً {قد أجيبت دعوتكما}
قال عكرمة: (أمّن هارون على دعاء موسى، فقال اللّه: {قد أجيبت دعوتكما فاستقيما}). رواه ابن جرير.
وقال ابن كثير: (فذكر الدّعاء عن موسى وحده، ومن سياق الكلام ما يدلّ على أنّ هارون أمّن، فنزل منزلة من دعا، لقوله تعالى: {قد أجيبت دعوتكما}، فدلّ ذلك على أنّ من أمّن على دعاءٍ فكأنّما قاله)
وقال به جماعة من السلف،كأ باالعالية، والربيع بن أنس، وعبد الرحمن بن زيد، وغيرهم .
ومن هذا القول ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ المأموم لا يقرأ الفاتحة لأنّ تأمينه بمثابة قراءته،
وذكر الشيخ الداخل أن "الراجح عدم صحّة هذا الاستدلال لأنّ التأمين واقع على الدعاء الذي في الفاتحة، وهو قدر أخصّ من قراءة الفاتحة ".


س4: هل يجهر المنفرد بالتأمين؟
الرّاجح من قول جمهور أهل العلم أن جَهْرُه بالتأمين تبعٌ لقراءته؛ فإن جهر بالقراءة جهر بالتأمين، وإن أسرّ أسرّ، وذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى مستدلاً " أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم إذا كان في صلاة السِرِّ كالظُّهر والعصر لا يجهر بآمين،.
وقال وكذلك المنفرد الذي يقوم الليل مثلاً، أحياناً يرى أن حضورَ قلبِه وقوَّة يقظته وطرد النوم عنه بالجهر، فيجهر كما فَعَلَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم حين صَلَّى بحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما،وأحياناً يرى أن الإِسرار أفضل له وأخشع، وأبعد عن الرِّياء، أو أن هناك مانعاً يمنعه من الجَهْر لكون مَن حولَه نياماً، وما أشبه ذلك، ..." والحاصل أن المنفرد إذا جهر بالقراءة فإنه يجهر بالتأمين وإذا أسرَّ بها فإنه يُسِرُّ بالتأمين، ولا يجهر به ، ولم يخالف هذا القول إلا الحنفية فإنهم يرون أنه يخفي التأمين مطلقاً.

س5: هل يؤمّن المأموم إذا لم يسمع قراءة الإمام؟
للفقهاء في هذه المسألة قولان :
القول الأول :
أنه يؤمن لأنّ الدعاء معلوم، والتأمين سنة، قال به الشافعية والحنابلة، وقول ابن عبدوس من المالكية.
القول الثاني : أنه لايؤمن، لأنّ التأمين فرع عن السماع ، قال به بعض المالكية،
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى،في شرح العمدة: (وإذا ترك الإمام التأمين أو الجهر به أمَّن المأموم وجهر به، وسواء كان قريباً من الإمام يسمع قراءته ويسمع همهمته، أو كان لا يسمع له صوتاً؛ فإنه يؤمّن) .
والذي رجحه الشيخ الداخل حفظه الله تعالى ،أنه لابد من السماع سواءً قراءة أو همهمة،ويكتفى بسماع البعض إذ لم يسمع الكلّ، ورجح أنه إذ لم يُسمع صوتاً فلا يجب التأمين لأنه معلّق بشرط لم يتحقق، وأصبحت صلاة الإمام كالسريّة لا يؤمّن فيها.

والله أعلم .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 01:12 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

المجموعة الثالثة:


س1: هل "آمين" تعد من أسماء الله تعالى؟
روي عن بعض السلف أن آمين اسم من أسماء الله تعالى، ولكن هذه المرويات معلولة؛ إما لضعف في سندها، وإما لكونها مأخوذة ممن يروي الإسرائيليات.
ــ وأصل هذا القول ما رواه منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف أنه قال: (آمين اسم من أسماء الله). رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة.
وهذا القول معلول بكون هلال بن يساف كان معروفا برواية الإسرائيليات.
ــ وروى بشر بن رافع الحارثي، عن أبي عبد الله، عن أبي هريرة يقول: «كان موسى بن عمران إذا دعا أمّن هارون على دعائه».
قال: وسمعت أبا هريرة يقول: «آمين اسم من أسماء الله عز وجل». رواه عبد الرزاق. 
وأبو عبد الله هو الدوسي ابن عمّ أبي هريرة؛ الراجح فيه أنّه ضعيف الحديث، وأنّ هذا الخبر لا يصحّ عن أبي هريرة.
وقد أنكر علماء اللغة هذا القول؛ فخطأه أبو البقاء العكبري من وجهين:
أحدهما: أن أسماء الله لا تعرف إلا تلقيا ولم يرد بذلك سمع.

والثاني: أنه لو كان كذلك لبُني على الضم؛ لأنه منادى معرفة أو مقصود.
وقد وجه ابن القيم هذا القول توجيها آخر؛ مفاده أن السلف إنما عنوا ــ بقولهم إن آمين اسم من أسماء الله تعالى ــ أن آمين ــ أي: اللهم استجب ــ متضمنة لاسمه تعالى مع دلالتها على الطلب.
وقال شيخنا عبد العزيز الداخل معقبا على كلام ابن القيم: (وهذا التوجيه حسن لو كان هذا المعنى ظاهراً من مراد قائله، أو فسّره سياق كلامه، والأقرب أنّه قول مأخوذ من أخبار بني إسرائيل، وقد يكون في لغتهم ما يدل على اسم من أسماء الله، وهو قريب النطق من كلمة "آمين" ، لكن هذا لا يفيد في أنّ كلمة "آمين" الثابتة في السنّة أنّها غير عربية، أو أنّها موضوعة في لغة العرب للدلالة على اسم من أسماء الله، والصحيح أنها اسم فعل بمعنى "اللهم استجب”)ا.هـ.

س2: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟
هو سنة مؤكدة في الصلاة وخارجها؛ قال ابن رجب: (روى إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، عن أحمد قال: "آمين" أَمْرٌ من النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: ((إذا أمّن القارئ فأمنوا)) فهذا أمر منه، والأمر أوكد من الفعل)ا.هـ.
وعن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه » . متفق عليه.
وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إذا أمّن القارئ فأمّنوا، فإن الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه أحمد والبخاري والنسائي وابن ماجة وغيرهم.
ولفظ القارئ عامّ؛ يعمّ من كان في الصلاة ومن هو خارجها.

س3: بيّن بإيجاز حرص الصحابة رضي الله عنهم على التأمين.
قد روي عن الصحابة رضي الله عنهم عدة آثار تدل على حرصهم على التأمين؛ فكانوا رضي الله عنهم حريصين على أن لا يفوتهم التأمين في الصلاة مع الإمام، وكانوا لا يدعون التأمين بعد قراءة أم القرآن سواء في الصلاة أو خارجها، وكانوا يحثون على ذلك، ويرون أنه من السنة، ومما روي عنهم في ذلك:
قول ابن جريج: أُخبرتُ عن نافع أن ابن عمر كان إذا ختم أمّ القرآن قال: «آمين»، لا يدع أن يؤمن إذا ختمها، ويحضهم على قولها قال: وسمعت منه في ذلك خبرا). رواه عبد الرزاق، وعلّقه البخاري في صحيحه، وقوله: (خبراً) رويت بالباء وبالياء (خيراً).
وروى هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أن أبا هريرة كان مؤذنا بالبحرين؛ فقال للإمام: (لا تسبقني بآمين). رواه ابن أبي شيبة.

س4: حرّر القول في مسألة جهر الإمام بالتأمين.
ذكر في هذه المسألة ثلاثة أقوال:
القول الأول: يجهر الإمامُ بالتأمين، وهو قول عدد من الأئمة منهم: عطاء والشافعيّ وأحمد. وهذا القول هو الراجح والله أعلم.
ومن أدلة أصحاب هذا القول:
ــ قول الشافعي: (وفي قول رسول الله «إذا أمن الإمام فأمنوا» دلالة على أنه أمر الإمام أن يجهر بآمين؛ لأن من خلفه لا يعرف وقت تأمينه إلا بأن يسمع تأمينه)ا.هـ.

ــ وما رواه ابن المنذر من طريق معمر عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: «آمين» حتى يسمعنا).
القول الثاني: يخفي التأمين، وهو قول عدد من الأئمة منهم: إبراهيم النخعي، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة.
وقد استدل أصحاب هذا القول بروايات معلولة مثل:
ــ ما رواه شعبة عن علقمة بن وائل عن أبيه (أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين }؛ فقال: آمين وخفض بها صوته.
وقد حكم البخاري وأبو زرعة والدارقطني بأنّ شعبة أخطأ في رواية هذا الحديث، وأنّ الصواب رواية الجهر.
ــ ما صحّ عن إبراهيم النخعي أنه قال: (خمس يخفيهن الإمام: الاستعاذة، وسبحانك اللهم وبحمدك، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين، واللهم ربنا لك الحمد).رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة من طرق عن إبراهيم.
وقد أعلّ بما ما رواه ابن أبي شيبة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود أنه كان يخفي: (بسم الله الرحمن الرحيم، والاستعاذة، وربنا لك الحمد). من غير ذكر “آمين”.
القول الثالث: لا يؤمّن الإمام في الصلاة الجهرية إلا إذا صلى وحده، ويؤمّن في السرية سراً، وهو رواية ابن القاسم عن الإمام مالك، وبه أخذ المشرقيون من المالكية، ورواية محمد بن الحسن عن أبي حنيفة ذكرها في الموطأ.
وحجة هذا القول كما ذكر ابن عبد البر هي: حديث سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي عليه السلام قال: (( إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا آمين ))
ومما يعل نسبة هذا القول للإمام مالك:
ــ قول ابن حبيب: (سألت مطرفا وابن الماجشون عن رواية ابن القاسم عن مالك في آمين أنه لا يقولها الإمام، فأنكروا ذلك، وقالوا: سمعنا مالكا يقول: الإمام وغيره في قول آمين سواء)ا.هـ.

ــ وقول ابن عبد البر: (وقد اختلف في قول الإمام آمين فالمدنيون يروون عنه ذلك، والمصريون يأبونه عنه).
وهذا الاختلاف في جهر الإمام بالتأمين إنما هو في الصلاة الجهرية، وأما في السرية؛ فإنه يسر التأمين.

س5: ما حكم قول "آمين رب العالمين”؟
روي في هذه العبارة حديث مرسل، ولا يصح رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو:
عن عطاء قال: لما نزلت هذه الآيات {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} فكلما قالها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: آمين رب العالمين.
ولشهرة هذه العبارة فقد اختلف الفقهاء فيها؛ فكان الشافعي رحمه الله يستحسن قولها، ونقل عن الإمام أحمد، وشيخ الإسلام ابن تيمية عدم استحبابهما لذلك:
ــ قال الشافعي في الأمّ: (ولو قال مع: آمين رب العالمين، وغير ذلك من ذكر الله كان حسنا، لا يقطع الصلاة شيء من ذكر الله)ا.هـ.

ــ وقال ابن تيمية: (فإن قال: آمين رب العالمين؛ فقال القاضي والآمدي وغيرهما: قياس قول أحمد أنه غير مستحب، كما لم يستحب الزيادة على تكبيرة الافتتاح, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» وهو صلى الله عليه وسلم إنما قال: "آمين" من غير زيادة)ا.هـ.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 01:17 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المجموعة الرابعة :


ما معنى آمين وبسلا

--معنى بسلا في اللغة أي إيجابا للمطلوب
وآمين:اسم فعل يفيد طلب الإستجابة
وإضافة إحداهما للأخرى توكيدا كما يفعله بعض العرب
وقال أبو منصور الأزهري: (وَكَانَ عمرُ يَقُول فِي آخِر دُعَائِهِ: آمينَ وبَسْلاً، مَعْنَاهُ: يَا رَبِّ إِيجَابا).
وقال أبو سليمان الخطابي: (ومن عادة العرب إذا سمعت ما تتمنى أن تقول: اللهم آمين وبَسْلًا).
--وقيل إن بسلا بمعنى آمين
واستدل ابن الأنباري بقول الشاعر
لا خابَ مِنْ نَفْعِكَ مَنْ رَجَاكا ... بَسْلاً وعَادَى اللهُ من عَادَاكَا

س2: بيّن بإيجاز فضل التأمين
ورد في فضل التأمين أحاديث صحيحة وأنه من أسباب المغفرة وإجابة الدعاء
وأنه من الأمور التي حسد اليهود عليها أمة محمد صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه » . متفق عليه.
فهذا فيه أنه سبب لمغفرة ما تقدم من الذنوب
عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)). رواه البخاري في الأدب المفرد، وإسحاق بن راهويه، وابن ماجه
وهذا فيه حسد اليهود واليهود لا يحسدون إلا على مافيه خير
. .
س3: ما حكم دعاء المأموم قبل تأمين الإمام؟
الجمهور من أهل العلم على أنه لا يفصل بين الفاتحة والتأمين بدعاء وذلك اتباعا للنص الصريح الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين
وأما ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث فيها أنه كان يدعو قبل التأمين فلا يصح شىء منها
ولكن الذي صح هي آثار عن بعض السلف خاصة أصحاب بن مسعود أنهم كانوا يدعون قبل قول آمين ويعدونه من مواطن الإجابة وإنما حملهم على ذلك ما فهموه من قوله صلى الله عليه وسلم {فإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة استجيب الدعاء}ففهموا مطلق الدعاء
ومن هؤلاء:
قال الربيع بن خثيم: (إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فاستعن من الدعاء بما شئت). رواه ابن أبي شيبة من طريق يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه، عن بكر بن ماعز عن الربيع.
2. وقال أبو يعلى المنذر بن يعلى الثوري: كان الربيع بن خثيم إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال : (اللهم اغفر لي آمين). رواه ابن أبي شيبة من طريق سفيان الثوري، عن أبيه ، عن أبي يعلى.
3. وقال إبراهيم النخعي: (كان يستحب إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} أن يقال : اللهم اغفر لي آمين). رواه ابن أبي شيبة من طريق أبي الأحوص عن أبي حمزة عن إبراهيم.
4. وقال مجاهد بن جبر: (إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقل : اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار). رواه ابن أبي شيبة من طريق سفيان الثوري، عن يونس ، عن مجاهد.

والراجح أن معنى الدعاء في الحديث هو دعاء مخصوص ويراد به قوله تعالى في الفاتحة {اهدنا الصراط المستقيم }فإنه أجل وأنفع وأوجب دعاء وهو طلب الهداية إلى الصراط المستقيم
قال بن رجب (ولا يستحب أن يقدّم على التأمين دعاء؛ لأنَّ التأمين على دعاء الفاتحة، وهو هداية الصراط المستقيم، وهو أهم الأدعية وأجلها
.
س4: حرّر القول في مسألة جهر المأموم بالتأمين
جمهور العلماء على أن الإمام يجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية ويسر بها في الصلاة السرية
وعلى أن المأموم يجب عليه التأمين لحديث أبي هريرة رضى الله عنه
(( لا تبادروا الإمام، إذا كبَّر فكبّروا، وإذا قال:{ ولا الضالين} فقولوا: آمين، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده؛ فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد)). متفق عليه
ولكن اختلفوا هل يجهر المأموم بالتأمين أم لا على أقوال :
1-الأول:بحسب نوع الصلاة
فإذا كانت الصلاة جهرية جهر وإن كانت سرية أسر بها،وهو قول عطاء بن
أبي رباح، ومالك، وأحمد، والبخاري، وهو قول للشافعي وعليه مذهب الشافعية، ونسبه القاضي عياض إلى فقهاء أهل الحديث
وقيل يخفي التأمين سواء كانت سرية أوجهرية وهو قول أبي حنيفة، وقول للشافعي، وقول لبعض المالكية
2-بحسب اتساع المسجد
إذا كان المسجد صغيراً يبلغهم تأمين الإمام لم يجهر به لأنه لا يحتاج إلى الجهر به.
وإن كان كبيراً جهر لأنه يحتاج إلى الجهر للإبلاغ، وهذا قول لبعض الشافعية أرادوا به الجمع بين قولي الشافعي
3-بحسب عدد المأمومين:
إن كثر القوم جهروا وإلا فلا، وهو قول للشافعية ذكره النووي في روضة الطالبين.
وقال النووي في الأذكار:
(والصحيح : أن المأموم يجهر به أيضا ، سواء كان الجمع قليلاً أو كثيراً). . .
والصحيح في هذه المسألة كما أشار إليه بن تيمية رحمه الله أن المأموم يؤمن خلف الإمام لأنه مأمور بذلك بل التأمين في حقه أوكد فإذا جهر الإمام بالتأمين جهر المأموم به أيضا وهذا ما دلت عليه أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ودل عليه فعل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كما روى إسحاق بن راهويه عن عطاء قال: "أدركت مائتين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} سمعت لهم ضجَّة بآمين", وعن عكرمة قال: "أدركت الناس في هذا المسجد ولهم ضجة بآمين"
قال إسحاق: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بآمين، حتى يسمعوا للمسجد رِجَّة")ا.هـ.

س5: ما حكم من نسي قول آمين؟
من نسى قول آمين أو فاته لسبب ما من عطاس أو ألم ونحوه فالراجح أنه لا يعيد التأمين لفوات موضعه ولا يسجد للسهو له وإن ذكره قبل أن يطول الفصل فله الإتيان به لأن محله باق"خلاصة ما ذكره ابن تيمية "
وقداختلف العلماء في حكم الإتيان بالتأمين بعد نسيانه على ثلاثة أقوال:
القول الأول: يؤمّن ما لم يشرع الإمام في قراءة السورة التي بعد الفاتحة، وهو قول عند الشافعية، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
والقول الثاني: يؤمّن ما لم يركع، وهو قول عند الشافعية؛ ذكره الماوردي والنووي.
والقول الثالث: لا يؤمّن إذا فاته التأمين مع المأمومين ولو لم يشرع الإمام في القراءة؛ لأنّه ذكر مستحبّ مؤقّت بوقت، فلا يقال بعد فوات وقته، وهو أظهر الأقوال عند الشافعية، وقال النووي: (وهو ظاهر نصّ الشافعي).

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 04:06 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى قول: "آمين وبسلا".
آمين اسم فعل يفيد طلب الإجابة وتحقق المقصود .
وبعض العرب يربط به قول (بسلا ) , فيلحقه به توكيداَ ,وايجاباَ للمقصود .
قال أبو منصور الأزهري: (وَكَانَ عمرُ يَقُول فِي آخِر دُعَائِهِ: آمينَ وبَسْلاً، مَعْنَاهُ: يَا رَبِّ إِيجَابا).
وقال أبو سليمان الخطابي: (ومن عادة العرب إذا سمعت ما تتمنى أن تقول: اللهم آمين وبَسْلًا .
فبهذه الأقوال يقصد به التأمين وطلب الإجابة وتحقق المقصود .

س2: بيّن بإيجاز فضل التأمين.
_فيه من الفضل والخير العظيم ,وسبب للمغفرة واجابة الدعاء, مماجعل اليهود يحسدون أمة محمد عليه الصلاة والسلام على التأمين .
عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)). رواه البخاري في الأدب المفرد، وإسحاق بن راهويه، وابن ماجه.
_وهو سبب للمغفرة واجابة الدعاء ,اذا ماوافق تأمين الملائكة , عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه » . متفق عليه.
_وقول آمين بعد الدعاء هو من أسباب القبول بعد مشيئة الله سبحانه , قال ابن جريج: قال لي عطاء [هو ابن أبي رباح]: «إني لأعجب من الإنسان يدعو فيجعل دعاءه سردا، لا يؤمن على دعائه» قال: " يقول: آمين). رواه عبد الرزاق.

س3: ما حكم دعاء المأموم قبل تأمين الإمام؟
_اختلف فيه من بعض جمهور أهل العلم , فمنهم من قال انه يستحب أن يدعوا قبل قوله آمين , بماروي عن بعض السلف ,خاصة اصحاب ابن مسعود رضي الله عنه ,انهم كانوا يدعون قبل التأمين محرة الإجابة , لأنه من مواضعها تأمين الملائكة لذلك, وإن كان قد صحّ عن بعض أصحابه لكن ربّما كان ذلك فهماً فهموه من قوله: ((فإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة استجيب الدعاء))
قال الربيع بن خثيم: (إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فاستعن من الدعاء بما شئت). رواه ابن أبي شيبة من طريق يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه، عن بكر بن ماعز عن الربيع.
وقال إبراهيم النخعي: (كان يستحب إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} أن يقال : اللهم اغفر لي آمين). رواه ابن أبي شيبة من طريق أبي الأحوص عن أبي حمزة عن إبراهيم.
_وجمهور أهل العلم ,قال أنه يقصد بالدعاء هنا هو دعاء الفاتحة لا يزاد عليه , وهو نص صريح بذلك ,وعلى المأموم أن يؤمّن إذا قال الإمام: {ولا الضالين} اتّباعاً لظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( وإذا قال {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقولوا: آمين )) .
قال ابن رجب: (ولا يستحب أن يقدّم على التأمين دعاء؛ لأنَّ التأمين على دعاء الفاتحة، وهو هداية الصراط المستقيم، وهو أهم الأدعية وأجلها.

س4: حرّر القول في مسألة جهر المأموم بالتأمين ؟
اتفق العلماء على قول المأموم (آمين ) بالإجماع , لكن اختلفوا على الجهر به أو سره على أقوال :_
_ يجهر المأموم بالتأمين في الصلوات الجهرية، قول عطاء ومالك والبخاري وأحمد والشافعي وغيرهم .
_ يخفيها المأموم، وهو قول أبي حنيفة، وقول للشافعي، وقول لبعض المالكية.
_ إذا كان المسجد صغيراً يبلغهم تأمين الإمام لم يجهر به لأنه لا يحتاج إلى الجهر به، وإن كان كبيراً جهر لأنه يحتاج إلى الجهر للإبلاغ، وهذا قول لبعض الشافعية أرادوا به الجمع بين قولي الشافعي.
_ إن كثر القوم جهروا وإلا فلا، وهو قول للشافعية ذكره النووي .
وقال النووي في الأذكار: (والصحيح : أن المأموم يجهر به أيضا ، سواء كان الجمع قليلاً أو كثيراً).
والراجح هو الجهر بالتأمين , قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالتأمين، وقد أَمَر المأمومين أن يؤمّنوا مع تأمين الإمام، وفهم اصحاب رسول الله ذلك ,واجمعوا عليه , قال إسحاق: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بآمين، حتى يسمعوا للمسجد رِجَّة")ا.هـ.
وعن عكرمة قال: "أدركت الناس في هذا المسجد ولهم ضجة بآمين".

س5: ما حكم من نسي قول آمين؟
حكمه على أقوال عند أهل العلم :_
_يؤمن قبل أن يشرع الإمام بقراءة السورة مابعد الفاتحة , وهو قول الشافعية ,واختاره ابن تيمية .
_ يؤمّن ما لم يركع، وهو قول عند الشافعية؛ ذكره الماوردي والنووي.
_إذا فاته التأمين لايؤمن , حتى لو لم يشرع الإمام بالقراءة , لأنه ذكر مستحب في وقت , وهو أظهر الأقوال عند الشافعية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإذا ترك التأمين في موضعه لم يأتِ به بعد ذلك, مثل أن يأخذ في قراءة السورة حتى يشرع في القراءة, فقد فات في محله فلا يعيده, وإن ذكر قبل أن يطول الفصل أتى به؛ لأن محله باقٍ, ولا يجب عليه سجود السهو, نص عليه؛ لأنه دعاء لا يتميز بفعل فلم يشرع له سجود السهو، كالتعوذ من أربع في التشهد).

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 04:43 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى قول: "آمين وبسلا".
آمين اسم فعل يفيد طلب الاستجابة وتحقق المطلوب
بسلا : كلمة تقال عند العرب بمعنى آمين أي إيجاباً للمطلوب ، فكانت العرب تلحق بسلاً بآمين توكيداً "ومن عادة العرب إذا سمعت ما تتمنى أن تقول: اللهم آمين وبَسْلًا" قاله أبو سليمان الخطابي
وكان عمر رضي الله عنه يقول في آخر دعائه : آمين وبسلاً أي يارب إيجاباً كما ذكر الأزهري
وقال ابن الأنباري: (ويكون بَسْل بمَعْنَى آمين؛ قال الشَّاعر:
لا خابَ مِنْ نَفْعِكَ مَنْ رَجَاكا ... بَسْلاً وعَادَى اللهُ من عَادَاكَا
أَرادَ آمين)
.
س2: بيّن بإيجاز فضل التأمين.
1- من أسباب المغفرة وإجابة الدعاء
• عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه » . متفق عليه
• - قال ابن جريج: قال لي عطاء [هو ابن أبي رباح]: «إني لأعجب من الإنسان يدعو فيجعل دعاءه سردا، لا يؤمن على دعائه» قال: " يقول: آمين). رواه عبد الرزاق
2- فيه من الفضل والخير ما جعل اليهود يحسدون هذه الأمّة عليه ،عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)). رواه البخاري في الأدب المفرد، وإسحاق بن راهويه، وابن ماجه

س3: ما حكم دعاء المأموم قبل تأمين الإمام؟
لم يثبت عن رسول الله والصحابة الدعاء بين الفاتحة وآمين ، وهناك من السلف من استحب الدعاء ذلك للمأموم قبل قول آمين منهم الربيع بن خثيم والثوري
** الراجح أنه لا يفصل بين الفاتحة والتأمين بدعاء
- اتّباعاً لظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( وإذا قال {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقولوا: آمين )) وهو نصّ صريح، وهو ماعليه جمهور أهل العلم والفتوى
- ولا يستحب أن يقدّم على التأمين دعاء؛ لأنَّ التأمين على دعاء الفاتحة، وهو هداية الصراط المستقيم، وهو أهم الأدعية وأجلها (قاله ابن رجب(
وورد فيه آثار على الدعاء قبل آمين :
1- لاتصح عن النبي والصحابة منها
• عن وائل بن حجر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: " ربي اغفر لي آمين). رواه البيهقي.
قال ابن رجب: (وهذا الإسناد لا يحتج به).
• عن حفصة بنت سيرين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إذا قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ووصل بآمين فإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة استجيب الدعاء). أورده ابن عبد البرّ في الاستذكار وابن رجب في فتح الباري.
قال ابن رجب: (حفصة لم تسمع من ابن مسعود
وربما كان مشروعاً ثمّ نُسخ كما نُسخ التطبيق في الصلاة، وقد أثر عن ابن مسعود أنه لم يتركه
• عن ابن عباس، قال: إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فسل موجبة، ثم قل: آمين). رواه أبو نعيم في كتاب الصلاة كما في فتح الباري لابن رجب.
قال ابن رجب: (أبو مالك هذا، ضعيف).

2- وآثار صحت عن بعض السلف وخاصة أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه أنّهم يدعون قبل قول آمين، ويعدّون ذلك من مواضع إجابة الدعاء لأجل تأمين الملائكة
ربّما كان ذلك فهماً فهموه من قوله: ((فإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة استجيب الدعاء)) وهذا ليس بنصّ على أنّ المأموم يدعو بدعاء من تلقاء نفسه، وإنما ظاهره أنّ الدعاء المراد هو دعاء الفاتحة.

• قال الربيع بن خثيم: (إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فاستعن من الدعاء بما شئت). رواه ابن أبي شيبة من طريق يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه، عن بكر بن ماعز عن الربيع
• .قال مجاهد بن جبر: (إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقل : اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار). رواه ابن أبي شيبة من طريق سفيان الثوري، عن يونس ، عن مجاهد.

س4: حرّر القول في مسألة جهر المأموم بالتأمين.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالتأمين، وأَمَر المأمومين أن يؤمّنوا مع ومثل تأمين الإمام، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّمنا يقول: (( لا تبادروا الإمام، إذا كبَّر فكبّروا، وإذا قال:{ ولا الضالين} فقولوا: آمين، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده؛ فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد)). متفق عليه، واللفظ لمسلم،
اختلف العلماء في الجهر بالتأمين وإخفائه مع اتّفاقهم على أنّ المأموم يقول: "آمين"على أربعة أقوال:
- القول الأول: يجهر المأموم بالتأمين في الصلوات الجهرية،
والقول الثاني: يخفيها المأموم.
والقول الثالث: إذا كان المسجد صغيراً يبلغهم تأمين الإمام لم يجهر به لأنه لا يحتاج إلى الجهر به، وإن كان كبيراً جهر لأنه يحتاج إلى الجهر للإبلاغ،
والقول الرابع: إن كثر القوم جهروا وإلا فلا،
والصحيح : أن المأموم يجهر به أيضا ، سواء كان الجمع قليلاً أو كثيراً). قول النووي
روى إسحاق بن راهويه عن عطاء قال: "أدركت مائتين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} سمعت لهم ضجَّة بآمين", وعن عكرمة قال: "أدركت الناس في هذا المسجد ولهم ضجة بآمين"
قال إسحاق: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بآمين، حتى يسمعوا للمسجد رِجَّة")

س5: ما حكم من نسي قول آمين؟
من نسي قول "آمين" أو فاته التأمين مع المأمومين لاشتغاله بعطاس أو تثاؤب أو ألم عارض أو غير ذلك؛ ففي تأمينه بعد ذلك أقوال لأهل العلم:
القول الأول: يؤمّن ما لم يشرع الإمام في قراءة السورة التي بعد الفاتحة، اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
والقول الثاني: يؤمّن ما لم يركع.
والقول الثالث: لا يؤمّن إذا فاته التأمين مع المأمومين ولو لم يشرع الإمام في القراءة؛ لأنّه ذكر مستحبّ مؤقّت بوقت، فلا يقال بعد فوات وقته،
** ولا يجب عليه سجود السهو ، عن ابن جريج: قلت لعطاء: نسيت آمين قال: «لا تعد، ولا تسجد السهو» رواه عبد الرزاق

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 09:26 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المجموعة الرابعة
س1: ما معنى قول: "آمين وبسلا".
يقول بعض العرب (بسلا) أي إيجابا للمطلوب ، فيلحقه بآمين بعض العرب توكيدا .
قال أبو منصور الأزهري : "كان عمر يقول في آخر دعائه آمين وبسلا " معناه يارب أجب .
قال أبو سليمان الخطابي :"ومن عادة العرب إذا سمعت ما تتمنى تقول : اللهم آمين وبسلا ".
قال أبو الأنباري : "ويكون بسلا بمعنى آمين "
وهذا مما يدل على أن آمين اسم فعل يفيد طلب الاستجابة .

س2: بيّن بإيجاز فضل التأمين.
ورد في الأحاديث عدة فضائل للتأمين، منها :
1- التأمين من أسباب مغفرة الذنوب
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه .
2- التأمين من أسباب إجابة الدعاء
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا. فقال : " إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال )غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فقولوا: آمين، يجبكم الله فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا، فإن الإمام يركع قبلكم، ويرفع قبلكم"
3- في التأمين من الفضل ما جعل اليهود يحسدوننا عليه كما حسدونا على يوم الجمعة
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين ".

س3: ما حكم دعاء المأموم قبل تأمين الإمام؟
اختلف أهل العلم في حكم دعاء المأموم قبل تأمين الإمام على قولين :
الأول : يجوز الدعاء قبل التأمين
واحتج من قال به بعدة أدلة منها :
1- عن وائل بن حجر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: " ربي اغفر لي آمين). رواه البيهقي.
وإسناده لا يحتج به
2- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إذا قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ووصل بآمين فإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة استجيب الدعاء). أورده ابن عبد البرّ في الاستذكار وابن رجب في فتح الباري.
قال ابن رجب: (حفصة لم تسمع من ابن مسعود).
3- وعن ابن عباس قال : إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فسل موجبة، ثم قل: آمين). رواه أبو نعيم في كتاب الصلاة كما في فتح الباري لابن رجب.
قال ابن رجب: (أبو مالك هذا، ضعيف).
4- وقد روي عن بعض السلف وخاصة أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه أنّهم يدعون قبل قول آمين، ويعدّون ذلك من مواضع إجابة الدعاء لأجل تأمين الملائكة.
قال الربيع بن خثيم: (إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فاستعن من الدعاء بما شئت). رواه ابن أبي شيبة من طريق يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه، عن بكر بن ماعز عن الربيع.
وقال إبراهيم النخعي: (كان يستحب إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} أن يقال : اللهم اغفر لي آمين). رواه ابن أبي شيبة من طريق أبي الأحوص عن أبي حمزة عن إبراهيم.
وقال مجاهد بن جبر: (إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقل : اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار). رواه ابن أبي شيبة من طريق سفيان الثوري، عن يونس ، عن مجاهد.
الثاني : لا يدعو المأموم قبل التأمين ، وهو الراجح
فجمهور أهل العلم والفتوى على أنّ المأموم يؤمّن إذا قال الإمام: {ولا الضالين} اتّباعاً لظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( وإذا قال {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقولوا: آمين )) وهو نصّ صريح، وأما ماروي من أحاديث فلا تصح .
وما روي عن ابن مسعود فلم يصحّ عنه من حيث الإسناد، وإن كان قد صحّ عن بعض أصحابه لكن ربّما كان ذلك فهماً فهموه من قوله: ((فإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة استجيب الدعاء)) وهذا ليس بنصّ على أنّ المأموم يدعو بدعاء من تلقاء نفسه، وإنما ظاهره أنّ الدعاء المراد هو دعاء الفاتحة.
وربما كان مشروعاً ثمّ نُسخ كما نُسخ التطبيق في الصلاة، وقد أثر عن ابن مسعود أنه لم يتركه.
قال ابن رجب: (ولا يستحب أن يقدّم على التأمين دعاء؛ لأنَّ التأمين على دعاء الفاتحة، وهو هداية الصراط المستقيم، وهو أهم الأدعية وأجلها.
ومن السلف من استحبَّ ذلك للمأموم، منهم: الربيع بن خثيم والثوري)ا.هـ.

س4: حرّر القول في مسألة جهر المأموم بالتأمين.
اتّفق العلماء على أنّ المأموم يقول: "آمين"؛ لكن اختلفوا في الجهر بالتأمين وإخفائه على أربعة أقوال:
القول الأول: يجهر المأموم بالتأمين في الصلوات الجهرية، وهو قول عطاء بن أبي رباح، ومالك، وأحمد، والبخاري، وهو قول للشافعي وعليه مذهب الشافعية، ونسبه القاضي عياض إلى فقهاء أهل الحديث.
القول الثاني: يخفيها المأموم، وهو قول أبي حنيفة، وقول للشافعي، وقول لبعض المالكية.
القول الثالث: إذا كان المسجد صغيراً يبلغهم تأمين الإمام لم يجهر به لأنه لا يحتاج إلى الجهر به، وإن كان كبيراً جهر لأنه يحتاج إلى الجهر للإبلاغ، وهذا قول لبعض الشافعية أرادوا به الجمع بين قولي الشافعي.
واتفق الشافعية على أنّ الإمام إذا نسي التأمين أمّن المأموم وجهر به ليسمع الإمام فيأتي به.
القول الرابع: إن كثر القوم جهروا وإلا فلا، وهو قول للشافعية ذكره النووي في روضة الطالبين.
وقال النووي في الأذكار: (والصحيح : أن المأموم يجهر به أيضا ، سواء كان الجمع قليلاً أو كثيراً).
والراجح هو القول الأول وذلك :
لما ورد عن عطاء قال :" أدركت مائتين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} سمعت لهم ضجَّة بآمين .
وعن عكرمة قال: "أدركت الناس في هذا المسجد ولهم ضجة بآمين"
وقد سئل عطاء بن أبي رباح: أكان بن الزبير يؤمن على إثر أمّ القرآن؟
قال: نعم، ويؤمّن من وراءه حتى إن للمسجد للجَّة.
قال ابن تيمية : "النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالتأمين، وقد أَمَر المأمومين أن يؤمّنوا مع تأمين الإمام، وظاهره أنهم يؤمّنون مثل تأمينه؛ لأن التأمين في حقهم أوكد؛ لكونهم أمروا به؛ فإذا كان هو يجهر به فالمأموم أولى، وقد تقدَّم التصريح بذلك، ولذلك فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر الجهر به، وأجمعوا على ذلك.

س5: ما حكم من نسي قول آمين؟
من نسي التأمين لعارض ألم به ففي تأمين أقوال منها :
1- يؤمن ما لم يشرع الإمام في قراءة السورة التي بعد الفاتحة ، وهو قول ابن تيمية
2- يؤمن ما لم يركع الإمام ،وذكره الماوردي والنووي وهو قول عند الشافعية
3- لا يؤمن لأنه ذكر مستحب مؤقت بوقت
القول الثالث هو أظهر الأقوال عند الشافعية ، ولا يُشرع له سجود السهو
قال ابن جريج: قلت لعطاء: نسيت آمين قال: «لا تعد، ولا تسجد السهو» رواه عبد الرزاق.
________________________________________

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 23 رجب 1438هـ/19-04-2017م, 11:20 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

س1: هل "آمين" تعد من أسماء الله تعالى؟
قال بعض السلف أن ( آمين ) اسم من أسماء الله تعالى ، ولكن أنكر جماعة من السلف هذا القول ،وبينوا سبب ضعفه ،فمن جهة الأدلة فإن كل الأدلة فيها شيء يضعفها ، ومنها :
1/ ما رواه منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف أنه قال: (آمين اسم من أسماء الله).رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة.وعلة هذه الرواية هلال بن يساف الأشجعي وهو تابعي ثقة ، ولكن كان معروفا برواية الإسرائيليات .
2/وروى بشر بن رافع الحارثي، عن أبي عبد الله، عن أبي هريرة يقول: «كان موسى بن عمران إذا دعا أمّن هارون على دعائه».، وعلة هذا الأثر راويه بشر بن رافع ضعفه أبو حاتم والبخاري .
3/وروى سفيان الثوري، عن طارق بن عبد الرحمن البجلي ، عن حكيم بن جابر ، قال : (آمين اسم من أسماء الله). رواه ابن أبي شيبة، وحكيم بن جابر تابعي ثقة ولكنه كان يروي الاسرائيليات .
نستنتج اذن أن الروايات في هذا الشأن معلولة وعلتها اختلاطها بالاسرائيليات ، وقد نجد تفسيراً لذلك وهو أن يكون قد اشتبهت كلمة آمين بكلمة في العبرية تدل على اسم من أسماء الله ،والله أعلم .
أما من الناحية اللغوية ،فإن كلمة آمين اسم فعل تعني اللهم استجب ، وأنكر علماء اللغة أن تكون آمين اسم من أسماء الله،واستدلوا بحجج ومنها :
1- أسماء الله توقيفية ،فلا يصح أن ننسب لله عز وجل اسماً لم يرد في الكتاب ولا في السنة .
2- ليس في أسماء الله اسم مبني أوغير معرب .
3-من قال بأن آمين منادى و ( اللهم استجب ) مضمرة لكانت آمين مبنية على الضم لأنها منادى معرفة ،وهذا غير صحيح .
وقد جمع ابن القيم بين الآراء المختلفة بأن يكون الداعي حين يقول آمين يضمر في نفسه دعاء اللهم استجب وأعطنا سؤلنا فهي متضمنة لاسم الله تعالى ودالة على الطلب ،وهو قول حسن والأظهر أنها اسم فعل بمعنى اللهم استجب والله أعلم .

س2: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟
حكمه سنة مؤكدة ،
التأمين بعد الفاتحة سنّة مؤكّدة في الصلاة وخارج الصلاة.
قال ابن رجب: (روى إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، عن أحمد قال: "آمين" أَمْرٌ من النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: (إذا أمّن القارئ فأمنوا) فهذا أمر منه، والأمر أوكد من الفعل)ا.هـ.
س3: بيّن بإيجاز حرص الصحابة رضي الله عنهم على التأمين.
حرص الصحابة على التأمين اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ،ومن أمثلة ذلك :
- قول ابن جريج: أُخبرتُ عن نافع أن ابن عمر كان إذا ختم أمّ القرآن قال: «آمين»، لا يدع أن يؤمن إذا ختمها .

- و عن أبي عثمان النهدي أنّ بلالاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسبقني بآمين). رواه جماعة وهو معلول بالانقطاع .

-صحّ عن أبي هريرة رضي الله عنه ، لمّا كان مؤذناً في البحرين فقال للإمام: (لا تسبقني بآمين). رواه ابن أبي شيبة.

- وقال ابن جريج لعطاء بن أبي رباح: أكان ابن الزبير يؤمن على إثر أمّ القرآن؟
قال: (نعم، ويؤمّن من وراءه حتى إن للمسجد للجَّة).

س4: حرّر القول في مسألة جهر الإمام بالتأمين.
يجهر الإمام بالتأمين في الصلاة الجهرية في صلاة الفريضة والنافلة ،ويسرها في السرية على القول الراجح
وللعلماء أقوال عدة في هذه المسألة ، منها :
1-الجهر بالتأمين ،وهو قول جماعة من السلف وجماعة من أصحاب الإمام مالك رحمه الله .
2-إخفاء التأمين ، ومن أصحاب هذا القول ابراهيم النخعي ،وسفيان الثوري ، وأبي حنيفة ، والطبري ، وجماعة .
3-الجهر بالتأمين إذا كان الإمام منفرداً ، والإسرار في السرية ، وهي رواية ابن القاسم عن الإمام مالك ،ومحمد بن الحسن عن أبي حنيفة .
واستدلوا بحديث سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي عليه السلام قال: (( إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا آمين )) ).
ووقع الخلاف بين أصحاب الإمام مالك ، فالمدنيون أثبتوا الجهر بالتأمين كابن الماجشون والزهري ،والمصريون ينفونها عنه .
ومن الأدلة التي تؤيد الجهر بالتأمين ،ما رواه ابن المنذر ،عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: «آمين» حتى يسمعنا).
وفي هذا دلالة واضحة على الجهر ، والحكمة من الجهر بالتأمين هي أن يسمع المأموم ليؤمن خلف الإمام .
أبالمقابل نستعرض أدلة من ذهب إلى إخفاء التأمين :
علقمة بن وائل عن أبيه (أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين }؛ فقال: آمين وخفض بها صوته ، الى أن المحدثين قالوا بأن شعبة أخطأ في رواية هذا الحديث .
-ا صحّ عن إبراهيم النخعي أنه قال: (خمس يخفيهن الإمام: الاستعاذة، وسبحانك اللهم وبحمدك، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين، واللهم ربنا لك الحمد).وذهب العلماء إلى ثبوت الرواية بدون كلمة ( آمين ).
ودليل من قال بالإسرار في الصلاة الجهرية :
قال ابن جريج : قلت لعطاء: أرأيت إذا قرأ الإمام بأم القرآن في الآخرة من المغرب، والآخرتين من العشاء كيف يؤمّن؟قال: «يخافت بآمين في نفسه» رواه عبد الرزاق .


س5: ما حكم قول "آمين رب العالمين "
اختلف الفقهاء في حكمها :
1/حسنه الشافعي واشتهر عند بعض الفقهاء ، واستدلوا برواية عن عطاء قال: لما نزلت هذه الآيات {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} فكلما قالها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: آمين رب العالمين).وهذا الأثر مرسل ولا يصح رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم .
2/ ووصفه بعدم الاستحباب جماعة منهم ابن تيمية وابن مفلح وابن رجب لعدم وروده في السنة ، و لقول النبي صلى الله عليه وسلم :( صلوا كما رأيتموني أصلي ) وفي صفة صلاته أنه قال ( آمين ) بلا زيادة .

استغفر الله وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 24 رجب 1438هـ/20-04-2017م, 06:50 PM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر الأقوال الواردة في معنى قول: "آمين".
1 آمين بمعنى رب افعل وهذا مروي عن ابن عباس من طريقين واهيين.
2 أنها بمعنى اللهم استجب وهذا مروي عن ابن الأنباري وابن شاهين عن الحسن البصري.
3 آمين اسم من أسماء الله روي هذا عن أبي هريرة وهلال بن يساف ومجاهد وحكيم بن جبير.
4 معناه كذلك يكون ذكره الثعلبي عن ابن عباس وقتادة من غير اسناد.
وقريب ما ذكره الجوهري قال معناها كذلك فليكن
وقريب منهم ما ذكره ابن قتيبة في غريب القرآن قال معناها كذلك فعل الله.
5 هي آمين بتشديد الميم أي قاصدين اليك.
6 آمين كلمة ليست بعربية انما هي عبرية أو سريانية ثم تكلمت بها العرب فصار لغة لها
ذكر هذا الثعلبي عن عطية العوفي من غير اسناد وذكره الباقول عن الأخفش.
وهذا قول باطل.
وقيل معناها أمنا بخير.
وقال بعضهم معناها لا تخيب رجاءنا.
وقيل طابع لله على عباده يدفع به عن عباده الآفات
وهذا مأخوذ من حديث ضعيف.

س2: اذكر الدليل على مدّ الصوت في كلمة "آمين".
قال وائل بن حجر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ "ولا الضالين," فقال آمين يمد بها صوته."

س3: مثّل لبعض المرويات الضعيفة في فضل التأمين.
ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اذا قال الامام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال الذين خلفه آمين فالتقت من أهل السماء وأهل الأرض آمني غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه."
قال ومثل الذي قول آمين كمثل رجل غزا مع قوم فاقترعوا فخرجت سهامهم ولم يخرج سهمه فقال مالسهمي لم يخرج قال أنك لم تقل آمين."
2 وما روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين."



س4: ما حكم تأمين القارىء في غير الصلاة؟
يستحب لمن قرأ الفاتحة في غير الصلاة أن يؤمن اذا ختمها.
كما يستحب لمن قرأها في الصلاة
واستدلوا على هذا بحديثين
1 ما روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "اذا أمن القارئ فأمنوا فان الملائكة تؤمن فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه."
2 ما روي عن أبي هريرة أيضا "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا فرغ من قراءة ام القرآن رفع صوته قال آمين ."
س5: متى يقول المأموم "آمين"؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "اذا أمن الامام فأمنوا."
وهذا الحديث يفسره قول النبي صلى الله عليه وسلم "واذا قال "ولا الضالين فقولوا آمين."
فمعنى "اذا أمن." اذا شرع في التأمين أو بلغ موضع التأمين.
كقول الله تعالى "فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله." أي اذا أردت قراءة القرآن.




أعتذر عن تأخير الاجابة لمرضي

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 29 رجب 1438هـ/25-04-2017م, 07:09 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر الأقوال الواردة في معنى قول: "آمين".
في معنى آمين أقوال لأهل العلم مشتهرة وأقوال غير مشتهرة .

فمن الاقوال المشتهرة:
القول الأول : بمعنى ( رب افعل ) ، وهذا القول روي لابن عباس من طريقين واهيين :
1) طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، ذكره السيوطي في الدر المنثور.
2) طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، رواه الثعلبي في تفسيره.
القول الثاني : بمعنى (اللهم استجب ) ، وهذا القول رواه ابن الأنباري وابن شاهين عن الحسن البصري.
وقال به: أبو إسحاق الزجاج، وابن الأنباري وأبو منصور الأزهري وعليه أكثر علماء اللغة.
القول الثالث : أن آمين اسم من أسماء الله ، وهذا القول مروي عن أبي هريرة وهلال بن يساف ومجاهد وحكيم بن جبير، وهذا القول كان العلماء على رأين بهذا القول :
1) قسم مال إليه وهم علماء اللغة كابن قتيبة الدينوري، وابن خالوية، وأبو علي الفارسي، وغيرهم.
2) وقسم أنكر هذا القول وعدوه خطأ، فقال النووي في التبيان: (قيل: هو اسم من أسماء الله تعالى وأنكر المحققون والجماهير هذا)ا.ه.
القول الرابع : معناه كذلك يكون ،وهذا القول ذكره الثعلبي عن ابن عباس وقتادة من غير إسناد، وذكره ابن الأنباري في الزاهر عن ابن عباس والحسن من غير إسناد أيضاً.
وذكر هذا القول أيضاً: أبو سليمان الخطابي في شرح صحيح البخاري، وابن سيده في المحكم، وجماعة من أهل اللغة والتفسير.
القول الخامس : هي آمّين، أي: قاصدين إليك.
قال ابن كثير: (نقل أبو نصرٍ القشيريّ عن الحسن وجعفرٍ الصّادق أنّهما شدّدا الميم من آمين مثل: {آمّين البيت الحرام})ا.هـ.
وأبو نصر القشيري هو عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وهو أشعريّ متكلّم، معدود من فقهاء الشافعية، وله تفسير مفقود، أكثر القرطبي من النقل عنه.
وأبوه أبو القاسم القشيري هو صاحب الرسالة القشيرية في التصوّف، وصاحب التفسير المسمّى "لطائف الإشارات"، وقد طُبع بعضه.
وهذا القول لا يصحّ عن جعفر الصادق ، ولا عن الحسن البصري، وقد أنكره المحققون من علماء اللغة.
قال النووي في التبيان: (عدّها أكثر أهل اللغة من لحن العوام، وقال جماعة من أصحابنا: من قالها في الصلاة بطلت صلاته)ا.هـ
القول السادس: آمين كلمة ليست بعربية، إنما هي عبرية أو سريانية ثمّ تكلمت بها العرب فصار لغة لها، وهذا القول ذكره الثعلبي عن عطية العوفي من غير إسناد، وذكره الباقولي عن الأخفش.
قال الباقولي: (وروي عن الأخفش أنه اسم أعجمي، مثل: هابيل وقابيل؛ فإن سمّيت به رجلاً لم ينصرف)ا.هـ.
وهو قول باطل.
أما الأقوال الغير مشهورة المعلولة منها :
-كقول بعضهم: معناها "أمّنا بخير"، وهذا قول في معنى "اللهمّ" نُقلَ خطأ إلى معنى "آمين.
-وقال بعضهم: معناها "لا تخيّب رجاءنا"، وقد نُسب هذا في بعض كتب التفسير إلى الترمذي، ولم يقف الشيخ الداخل على أصله .
-وقيل: طابع لله على عباده يدفع به عنهم الآفات، وهذا القول مأخوذ من حديث ضعيف.

س2: اذكر الدليل على مدّ الصوت في كلمة "آمين".
قال وائل بن حجر رضي الله عنه: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : {ولا الضالين} فقال : ((آمين)) يمدّ بها صوته). رواه أحمد وابن أبي شيبة والترمذي من طريق سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر، وفي رواية عند أبي داوود بلفظ: قال: (آمين ورفع بها صوته).

س3: مثّل لبعض المرويات الضعيفة في فضل التأمين.
-ما رواه جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن كعب المدني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( إذا قال الإمام : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقال الذين خلفه: آمين؛ فالتقت من أهل السماء وأهل الأرض آمين؛ غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه)
-وما رواه أبو أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين» رواه الطبراني في الدعاء وابن عدي في الكامل، وأبو أمية ضعيف الحديث، قال البخاري: (سكتوا عنه)، وقال يحيى بن معين: (ليس بشيء).
-وما رواه عبد العزيز بن أبان قال: حدثنا زربي مولى خالد، حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت ثلاث خصال: صلاة في الصفوف، وأعطيت السلام وهو تحية أهل الجنة، وأعطيت آمين، ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هارون فإن موسى كان يدعو ويؤمن هارون)). رواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده.
وزربي ضعيف الحديث، قال البخاري: (فيه نظر) وقال الترمذي وابن عدي: (له مناكير)، وعبد العزيز بن أبان متروك الحديث، واتّهمه يحيى بن معين وغير واحد من الحفاظ بالكذب.

س4: ما حكم تأمين القارىء في غير الصلاة؟
يُستحبّ لمن قرأ الفاتحة في غير الصلاة أنّ يؤمّن إذا ختمها.
قال النووي: (يستحب لكل من قرأ الفاتحة في الصلاة أو خارج الصلاة أن يقول عقب فراغه منها آمين، بالمد أو القصر بلا تشديد فيهما.
ويستحب أن يفصل بينهما، وبين (ولا الضالين) بسكتة لطيفة، ليميزها عن القرآن)ا.هـ.
واستدل أهل العلم بحديثين على ذلك :
1) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إذا أمّن القارئ فأمّنوا، فإن الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه أحمد والبخاري والنسائي ابن ماجة وغيرهم.
2) ما رواه إسحاق بن إبراهيم الزبيدي المعروف بابن زبريق قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي قال: أخبرني الزهري، عن أبي سلمة وسعيد، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته قال: «آمين»
3) رواه ابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والحاكم والبيهقي.
4) وابن زبريق متكلّم فيه، ولذلك اختلف أهل العلم في هذا الحديث؛ فحسّنه الدراقطني، واحتجّ به ابن حبان، وصححه الحاكم ، وضعّفه بعضهم.

س5: متى يقول المأموم "آمين"؟
قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا» يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم: « وإذا قال:{ ولا الضالين} فقولوا: آمين»
ففي متى يؤمن المأموم قولان :
1) أن المأموم يؤمّن إذا قال الإمام: {ولا الضالين} فيقع تأمين المأموم مع تأمين إمامه، وهذا قول جمهور أهل العلم . قال أبو سليمان الخطابي: (وقوله: ((إذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين)) معناه قولوا مع الإمام حتى يقع تأمينكم وتأمينه معاً.
2) وذهب إليه بعض الفقهاء إلى أنّ المأموم يؤمّن بعد تأمين الإمام تمسّكاً بظاهر لفظ "إذا أمّن الإمام فأمّنوا" ، وهو قول مرجوح، ذكره ابن مفلح عن بعض أصحاب الإمام أحمد.
قال ابن رجب: (وورد أثر يدل على تأخير تأمين المأموم عن تأمين الإمام، من رواية ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن عتاب العدوي، قال: صليت مع أبي بكر وعمر والأئمة بعدهما، فكان إذا فرغ الإمام من قراءة فاتحة الكتاب فقال: {وَلا الضَّالِّينَ} قال: آمين، ورفع بها صوته، ثم أنصت، وقال من خلفه: آمين، حتى يرجع الناس بها، ثم يستفتح القراءة، إسناده ضعيف)ا.هـ.
.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 29 رجب 1438هـ/25-04-2017م, 09:44 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة شرح مسائل التأمين

المجموعة الأولى :

1: مها شتا : أ+
س1:
- والأسانيد إلى ابن عباس في القول الأول واهية لم تصح عنه.
- القول الثالث : ولم يصح الإسناد إلى أبي هريرة ، وهلال بن يساف وحكيم بن جبير تابعيان ثقة ، لكن عُرفا برواية الإسرائيليات.

2: فاطمة الزهراء أحمد : أ+
- القول الثالث : ولم يصح الإسناد إلى أبي هريرة ، وهلال بن يساف وحكيم بن جبير تابعيان ثقة ، لكن عُرفا برواية الإسرائيليات.

3: شيماء طه : أ
س1: أحسنتِ ، لكن احرصي على التنبيه على الأقوال الضعيفة كما فعلتِ في القول الأول ببيان أن الإسناد إلى ابن عباس من طريقين واهيين.
س3: أحسنتِ ، مع أهمية بيان وجه الضعف في هذه المرويات.
س4: والشاهد من الحديث الأول : " إذا قرأ القارئ " فلفظ القارئ عام يعم قراءتها داخل الصلاة وخارجها.
س5: فاتكِ بيان القول الآخر وإن كان مرجوحًا وأحسنتِ بذكر القول الراجح.
- شفاكِ الله وعافاكِ.

4: هيا أبو داهوم : أ+
س4: الشاهد من الحديث : " إذا قرأ القارئ " فلفظ القارئ عام يعم قراءتها داخل الصلاة وخارجها.
س5: ويُردُّ على أصحاب القول الثاني ، بأن في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أمَّن الإمام فأمنوا " أنها بمعنى : " إذا أراد التأمين " ، كقوله تعالى :{ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } ، أي ؛ إذا أردت القراءة ، على الراجح.


المجموعة الثانية :

1: عابدة المحمدي : أ+
س2: قول ابن حجر ينتهي عند قوله : والله أعلم ، وهذه العلامة : اهـ اختصار لكلمة " انتهى "، تدل على انتهاء كلامه ، وما بعده إنما هو من كلام الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله.
- الاستشهاد بقول : " إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض " ليس دليلا مباشرًا على المسألة ، فليس في الحديث ما يدل على أن هناك ملائكة خاصة بالتأمين ، ولكن القول بأن للتأمين ملائكة خاصة به ، نظير القول بأن هناك ملائكة خاصة بتبليغ النبي صلى الله عليه وسلم السلام من أمته.

2: منيرة محمد : أ+
س5 : ومن تمام كلام الشيخ عبد العزيز الداخل أنه إذا لم يسمع المأموم قراءة الإمام فلا يؤمن لعدم تحقق الشرط ، لكن المأموم يقرأ الفاتحة ويؤمن على قراءته هو.

المجموعة الثالثة :

ميسر ياسين : أ+
س1:
- وروي كذلك عن حكيم بن جبير ، ويعل بنفس العلة أنه ممن عُرف بروايته للإسرائيليات ، لكنه روي عن أبي هريرة ، ويعل بأنه من رواية بشر بن رافع عن أبي عبد الله [ الدوسي ] عن أبي هريرة ، وبشر ضعيف الحديث.
س2: وأصل الحديث مروي في البخاري ومسلم ، فالأولى الإتيان بنصه من المسائل الأخرى.
س3: ومن الأدلة أيضًا على صحة القول بجهر الإمام بالتأمين في الصلاة الجهرية قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : " إذا أمّن الإمام فأمنوا " ومن دلالة ذلك أن يجهر بالتأمين ، وإلا كيف سيسمعه المأمومون ليؤمنوا معه !
قول عطاء إنما هو إذا أسر الإمام بالقراءة ، وليس موضع الخلاف فيما إذا جهر بها.

2: كمال بناوي : أ+
س1:
- بشر بن رافع هو الذي تكلم فيه العلماء بأنه لا يحتج بحديثه وهو ضعيف الحديث.

3: ريم الحمدان : أ
س1: أحسنتِ ، والأولى أن تنصي على أسماء من قالوا بأن آمين اسم من أسماء الله تعالى ، وأسماء من ردوا عليهم وعدم إطلاق كلمة : وردت عن بعض السلف.
قول ابن القيم حسن إذا كان هذا قصد من أطلق القول بأن آمين اسم من أسماء الله تعالى.
س2: وأصل الحديث مروي في الصحيحين فيُرجع إلى المسائل الأخرى لمعرفته ويذكر في الإجابة عمن رواه من الصحابة.
س3: تُذكر الروايات ، ومن رواها من الأئمة وحكمها من حيث الصحة والضعف إن ورد ذلك في الشرح.
س4:
- ينص على من قال من أهل السلف بكل قول ولا يُطلق قول : " عن جماعة من السلف " ، خاصة إذا ورد ذلك في الشرح.
- من الأدلة الأقوى على صحة جهر الإمام بالتأمين في الصلاة الجهرية ما روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أمّن الإمام فأمنوا .. " الحديث متفق عليه ، استدل به الشافعي ان فيه دلالة على جهره بالتأمين وإلا كيف يعرف المأمومون تأمينه فيؤمنوا معه.
- لو تأملتِ قول عطاء ، فليس فيه دلالة على الإسرار بالتأمين في الصلاة الجهرية ، وإنما الإسرار بالتأمين إذا أسر الإمام بالقراءة ، لأن السؤال عن الركعة الأخيرة من صلاة المغرب ، والركعتين الأخيرتين من العشاء ، ومعلوم أنه يُسر فيهما بالقراء.

يُتبع بإذن الله.


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 29 رجب 1438هـ/25-04-2017م, 11:47 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

المجموعة الرابعة :

1: مضاوي الهطلاني : ب
س4: خلطتِ بين مسألة جهر الإمام وجهر المأموم بالتأمين ، وأظنه سهو منكِ ، عوضكِ الله خيرًا.

2: كوثر التايه : ب
نفس الملحوظة في السؤال الرابع ، خلطتِ بين جهر الإمام وجهر المأموم بالتأمين.

3: أمل يوسف : أ+
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ.

4: بدرية صالح : أ+
س3: قولكِ " اختلف فيه من بعض جمهور أهل العلم " غير دقيق وغير واضح
وإنما نقول : اختُلف فيه بين العلماء على قولين :
جمهور العلماء على أنه لا يصح ، وورد عن بعضهم استحبابه لفعل بعض السلف. ...
ثم نحرر القولين ونبين أدلة كل قول والراجح منهما ووجه الترجيح.
- قولكِ " _وجمهور أهل العلم ,قال أنه يقصد بالدعاء هنا هو دعاء الفاتحة لا يزاد عليه " ، أين مرجع الإشارة " هنا " ؟؟
في شرح الشيخ هو :((فإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة استجيب الدعاء)) ، وهو بعيد في إجاباتك عن موضع الإشارة.
ويُمكن تحرير المسألة بشكل أفضل كما بينت أعلاه ، وكما تعلمنا في طريقة تحرير المسائل الخلافية :
القول الأول : قال به فلان وفلان ... وحجتهم ، ,,,,
القول الثاني : قال به فلان وفلان ... وحجتهم ...
والراجح كذا ، والدليل كذا والرد على القول المرجوح بكذا ..

5: نبيلة الصفدي : أ+
س4 ، س5 :
أحسنتِ ذكر جميع الأقوال الواردة في المسألتين ، مع التنبيه على أهمية ذكر من قال بكل قول.

6: هناء هلال محمد : أ+
أحسنتِ ، وتميزتِ في تحرير المسائل ، بارك الله فيكِ.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 3 شعبان 1438هـ/29-04-2017م, 11:50 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هي اللغات الواردة في كلمة آمين.
الأولى: قَصْر الأَلِف: "أمين"، على وزن "فَعِيل" ، وهي لغة صحيحة فصيحة مشتهرة.

والثانية: مدّ الألف: "آمين" على وزن فاعِيل، وهذا المدّ حقيقته إشباع فتحة الهمزة.

وقد ادّعى بعضهم لغة ثالثة فيها، وهي آمّين.
وقد نبّه كبار علماء اللغة على خطئها، وعدّها بعض العلماء من لحن العوامّ.

س2: حرّر القول في معنى موافقة الملائكة للتأمين.
أقرب الأقوال فيها أنّ الملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدّم من ذنبه.
والأقوال التي قيلت في هذه المسألة أربعة:
القول الأول: الموافقة في وقت تأمينهم، وهو قول أبي سليمان الخطابي والنووي والباجي والقاضي عياض وغيرهم من شراح الأحاديث.
والقول الثاني: الموافقة في صفة الأداء من الخشية والإخلاص، وهو قول ابن حبان، وذكره القاضي عياض وابن عطية وابن كثير وغيرهم.
والقول الثالث: الموافقة في الإجابة، أي: من اسْتُجِيبَ له كما يُستجابُ للملائكةِ غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه، ذكره ابن العربي والقاضي عياض من غير نسبة لمعيّن، وهو قول بعيد عن ظاهر النص.
والقول الرابع: الموافقة في الغرض بأن يقصد الدعاء لنفسه وللمسلمين، ذكره ابن عبد البرّ، وابن العربي والقاضي عياض، وهو بعيد أيضاً عن ظاهر النصّ.

والراجح والله أعلم : أن المراد بموافقة تأمين الملائكة أن يوافقهم في وقت تأمينهم بأنْ يؤمّن تأمينا صحيحاً مع تأمين الملائكة، وذلك إذا قال الإمام: {ولا الضالّين}.


س3: هل يعدّ المُؤمِّنُ داعياً؟
نعم يعد دعاء لأن قول آمين بمنزلة قول "اللهم استجب" واستدلوا بقوله تعالى :( قال قد أجيبت دعوتكما) والداعي في الآية السابقة موسى عليه السلاام والخطاب فيها لموسى وهارون عليهما السلام لأن موسى يدعو وهارون يؤمن.

س4: هل يجهر المنفرد بالتأمين؟
المنفرد جهره بالتأمين تبع لقراءته ، فإن جهر بالقراءة جهر بالتأمين وإن أسرَّ أسرّ ، وهذا الراجح وهو قول جمهور أهل العلم.
ودليل ذلك كما ذكره ابن عثيمين رحمه الله أن النبي ﷺ كان في صلاة السر كالظهر والعصر لا يجهر بآمين ، وهذا يقتضي أنك إذا لم تجهر بالقراءة لم تجهر بآمين.

س5: هل يؤمّن المأموم إذا لم يسمع قراءة الإمام؟
إذا كان مع المأموم جماعة يسمعون قراءة الإمام ويؤمنون فإنه يؤمن معهم ، وإن كان ومن معه يسمعون همهمة الإمام بالقراءة فيؤمنون أيضًا وإن كانوا لا يسمعون للإمام صوتًا فلا يؤمنون لأن الأمر بالتأمين متعلق بالسماع وشرط السماع لم يتحقق.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 16 شعبان 1438هـ/12-05-2017م, 02:33 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: ما هي اللغات الواردة في كلمة آمين.
الأولى: قَصْر الأَلِف: "أمين"، على وزن "فَعِيل" ، وهي لغة صحيحة فصيحة مشتهرة.

والثانية: مدّ الألف: "آمين" على وزن فاعِيل، وهذا المدّ حقيقته إشباع فتحة الهمزة.

وقد ادّعى بعضهم لغة ثالثة فيها، وهي آمّين.
وقد نبّه كبار علماء اللغة على خطئها، وعدّها بعض العلماء من لحن العوامّ.

س2: حرّر القول في معنى موافقة الملائكة للتأمين.
أقرب الأقوال فيها أنّ الملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدّم من ذنبه.
والأقوال التي قيلت في هذه المسألة أربعة:
القول الأول: الموافقة في وقت تأمينهم، وهو قول أبي سليمان الخطابي والنووي والباجي والقاضي عياض وغيرهم من شراح الأحاديث.
والقول الثاني: الموافقة في صفة الأداء من الخشية والإخلاص، وهو قول ابن حبان، وذكره القاضي عياض وابن عطية وابن كثير وغيرهم.
والقول الثالث: الموافقة في الإجابة، أي: من اسْتُجِيبَ له كما يُستجابُ للملائكةِ غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه، ذكره ابن العربي والقاضي عياض من غير نسبة لمعيّن، وهو قول بعيد عن ظاهر النص.
والقول الرابع: الموافقة في الغرض بأن يقصد الدعاء لنفسه وللمسلمين، ذكره ابن عبد البرّ، وابن العربي والقاضي عياض، وهو بعيد أيضاً عن ظاهر النصّ.

والراجح والله أعلم : أن المراد بموافقة تأمين الملائكة أن يوافقهم في وقت تأمينهم بأنْ يؤمّن تأمينا صحيحاً مع تأمين الملائكة، وذلك إذا قال الإمام: {ولا الضالّين}.

[ما حجة كل قول ؟ ، ووجه ترجيحك للقول الأول ؟ ]

س3: هل يعدّ المُؤمِّنُ داعياً؟
نعم يعد دعاء لأن قول آمين بمنزلة قول "اللهم استجب" واستدلوا بقوله تعالى :( قال قد أجيبت دعوتكما) والداعي في الآية السابقة موسى عليه السلاام والخطاب فيها لموسى وهارون عليهما السلام لأن موسى يدعو وهارون يؤمن.

س4: هل يجهر المنفرد بالتأمين؟
المنفرد جهره بالتأمين تبع لقراءته ، فإن جهر بالقراءة جهر بالتأمين وإن أسرَّ أسرّ ، وهذا الراجح وهو قول جمهور أهل العلم.
ودليل ذلك كما ذكره ابن عثيمين رحمه الله أن النبي ﷺ كان في صلاة السر كالظهر والعصر لا يجهر بآمين ، وهذا يقتضي أنك إذا لم تجهر بالقراءة لم تجهر بآمين.

س5: هل يؤمّن المأموم إذا لم يسمع قراءة الإمام؟
إذا كان مع المأموم جماعة يسمعون قراءة الإمام ويؤمنون فإنه يؤمن معهم ، وإن كان ومن معه يسمعون همهمة الإمام بالقراءة فيؤمنون أيضًا وإن كانوا لا يسمعون للإمام صوتًا فلا يؤمنون لأن الأمر بالتأمين متعلق بالسماع وشرط السماع لم يتحقق.

التقويم : ب
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، وقد أحسنتِ النص على القول الراجح في المسائل أعلاه ، لكن وددت لو حررتِ الخلاف في المسائل بذكر جميع الأقوال الواردة فيها ثم الراجح ووجه ترجيحه.
تم الخصم للتأخير.
وفقك الله وسددك.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 29 شعبان 1438هـ/25-05-2017م, 10:53 PM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر الأقوال الواردة في معنى قول: "آمين".
في معنى "آمين" أقوال لأهل العلم أشهرها ستة أقوال
القول الأول: آمين بمعنى "ربّ افعل"
وهذا القول روي عن ابن عباس من طريقين واهيين طريق الكلبى عن أبى صلاح ذكره الثعلبى فى تفسيرهوطريق جوبير عن الضحاك ذكره السيوطى فى الدر المنثور
القول الثاني: معناها "اللهم استجب"
وهذا القول رواه ابن الأنباري وابن شاهين عن الحسن البصري.وقال به: أبو إسحاق الزجاج،وأبو منصور الأزهري وعليه أكثر علماء اللغة.
القول الثالث: آمين اسم من أسماء الله
وهذا القول مروي عن أبي هريرة وهلال بن يساف ومجاهد وحكيم بن جبير.
مال إليه من علماء اللغة: ابن قتيبة الدينوري، وابن خالوية، وأبو علي الفارسي، وغيرهمأنكره جماعة من الأئمة، وعدّوه خطأ وعلة ذلك
أن الأخبار المروية في أنّ "آمين من أسماء الله" معلولة بكونها مأخوذة ممن يروي الإسرائيليات، وقد يكون من رُوي عنه هذا الخبر نقل كلمة أعجمية إلى العربية مقاربة لآمين فيها دلالة على اسم من أسماء الله، ثمّ نقل ذلك على أنّ آمين من أسماء الله، ومعلوم أنّ كتب بني إسرائيل كانت بغير العربية.

لقول الرابع: معناها "كذلك يكون" وما فى معنى ذلك
- كذلك يكون ذكره الثعلبي عن ابن عباس وقتادة ، وذكره ابن الأنباري في الزاهر عن ابن عباس والحسن والجميع من غير إسناد
- كذلك فليكن قول الجوهرى فى الصحاح
- كذلك فعل الله بن قتيبة فى غريب القرأن وأبو سليمان الخطابي في شرح صحيح البخاري، وابن سيده في المحكم
وجماعة من أهل اللغة والتفسير.
القول الخامس: هي آمّين، أي: قاصدين إليك.
قال ابن كثير: (نقل أبو نصرٍ القشيريّ عن الحسن وجعفرٍ الصّادق أنّهما شدّدا الميم من آمين مثل: {آمّين البيت الحرام})ا.هـ.
وهذا القول لا يصحّ عن جعفر الصادق ، ولا عن الحسن البصري، وقد أنكره المحققون من علماء اللغة وقال النووي في التبيان: (عدّها أكثر أهل اللغة من لحن العوام، وقال جماعة من أصحابنا: من قالها في الصلاة بطلت صلاته)ا.هـ.
القول السادس: آمين كلمة ليست بعربية، إنما هي عبرية أو سريانية ثمّ تكلمت بها العرب فصار لغة لها، وهذا القول ذكره الثعلبي عن عطية العوفي من غير إسناد، وذكره الباقولي عن الأخفش.
وهو قول باطل.
والراجح القول الثانى
وهو قول جمهور اللغويين والمفسّرين
لأن أمين اسم فعل، يفيد طلب الاستجابة؛ فهو بمعنى "اللهم استجب" ، و"ربّنا استجب لنا" ونحو ذلك، كما أنّ "صه" اسم فعل يفيد طلب السكوت، و"مه" اسم فعل يفيد طلب الكفّ، وهكذا.

س2: اذكر الدليل على مدّ الصوت في كلمة "آمين".
1- حيث وائل بن حجر رضي الله عنه: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : {ولا الضالين} فقال : ((آمين)) يمدّ بها صوته). رواه أحمد وابن أبي شيبة والترمذي وفي رواية عند أبي داوود بلفظ: قال: (آمين ورفع بها صوته).
2- ذكر الترمذى بعد ذكره للحديث أن هذا قولغير واحد من أهل العلم من اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم والتابعين وقول الشافعى واحمد اسحاق


س3: مثّل لبعض المرويات الضعيفة في فضل التأمين.
1-وما رواه جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن كعب المدني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( إذا قال الإمام : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقال الذين خلفه: آمين؛ فالتقت من أهل السماء وأهل الأرض آمين؛ غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه))
وعلته
أن ليث ضعيف الحديث، وكعب المدني مجهول.
2- وما رواه أبو أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين» رواه الطبراني في الدعاء وابن عدي في الكامل،
وعلته
أبو أمية ضعيف الحديث، قال البخاري: (سكتوا عنه)، وقال يحيى بن معين: (ليس بشيء).
3- وما رواه عبد العزيز بن أبان قال: حدثنا زربي مولى خالد، حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت ثلاث خصال: صلاة في الصفوف، وأعطيت السلام وهو تحية أهل الجنة، وأعطيت آمين، ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هارون فإن موسى كان يدعو ويؤمن هارون)). رواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده.
وعلته
وزربي ضعيف الحديث، قال البخاري: (فيه نظر) وقال الترمذي وابن عدي: (له مناكير)،
وعبد العزيز بن أبان متروك الحديث، واتّهمه يحيى بن معين وغير واحد من الحفاظ بالكذب

س4: ما حكم تأمين القارىء في غير الصلاة؟
حكمها الأستحبتاب
فيستحبّ لمن قرأ الفاتحة في غير الصلاة أنّ يؤمّن إذا ختمها كما يستحبّ لمن قرأها في الصلاة، وقد استدلّ بعض أهل العلم ومن ادلة ذلك
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إذا أمّن القارئ فأمّنوا، فإن الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه أحمد والبخاري والنسائي ابن ماجة وغيرهم.

ولفظ القارئ عامّ؛ يعمّ من كان في الصلاة ومن هو خارجها.
س5: متى يقول المأموم "آمين"؟
قول جمهور أهل العلم، يقولون إنّ المأموم يؤمّن إذا قال الإمام: {ولا الضالين} فيقع تأمين المأموم مع تأمين إمامه.
ودليل ذلك
قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا »يفسره قوله صلى الله عليه وسلم: « وإذا قال:{ ولا الضالين} فقولوا: آمين»
أي إذا شرع في التأمين أو بلغ موضع التأمين ويبن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم
((إن الإمام يقول: "آمين" والملائكة تقول: "آمين" فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه))
فيجتمع التأمينان في وقت واحد رجاء المغفرة

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 13 رمضان 1438هـ/7-06-2017م, 11:54 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة أبو العينين مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: اذكر الأقوال الواردة في معنى قول: "آمين".
في معنى "آمين" أقوال لأهل العلم أشهرها ستة أقوال
القول الأول: آمين بمعنى "ربّ افعل"
وهذا القول روي عن ابن عباس من طريقين واهيين طريق الكلبى عن أبى صلاح ذكره الثعلبى فى تفسيرهوطريق جوبير عن الضحاك ذكره السيوطى فى الدر المنثور
القول الثاني: معناها "اللهم استجب"
وهذا القول رواه ابن الأنباري وابن شاهين عن الحسن البصري.وقال به: أبو إسحاق الزجاج،وأبو منصور الأزهري وعليه أكثر علماء اللغة.
القول الثالث: آمين اسم من أسماء الله
وهذا القول مروي عن أبي هريرة وهلال بن يساف ومجاهد وحكيم بن جبير.
مال إليه من علماء اللغة: ابن قتيبة الدينوري، وابن خالوية، وأبو علي الفارسي، وغيرهمأنكره جماعة من الأئمة، وعدّوه خطأ وعلة ذلك
أن الأخبار المروية في أنّ "آمين من أسماء الله" معلولة بكونها مأخوذة ممن يروي الإسرائيليات، وقد يكون من رُوي عنه هذا الخبر نقل كلمة أعجمية إلى العربية مقاربة لآمين فيها دلالة على اسم من أسماء الله، ثمّ نقل ذلك على أنّ آمين من أسماء الله، ومعلوم أنّ كتب بني إسرائيل كانت بغير العربية.

لقول الرابع: معناها "كذلك يكون" وما فى معنى ذلك
- كذلك يكون ذكره الثعلبي عن ابن عباس وقتادة ، وذكره ابن الأنباري في الزاهر عن ابن عباس والحسن والجميع من غير إسناد
- كذلك فليكن قول الجوهرى فى الصحاح
- كذلك فعل الله بن قتيبة فى غريب القرأن وأبو سليمان الخطابي في شرح صحيح البخاري، وابن سيده في المحكم
وجماعة من أهل اللغة والتفسير.
القول الخامس: هي آمّين، أي: قاصدين إليك.
قال ابن كثير: (نقل أبو نصرٍ القشيريّ عن الحسن وجعفرٍ الصّادق أنّهما شدّدا الميم من آمين مثل: {آمّين البيت الحرام})ا.هـ.
وهذا القول لا يصحّ عن جعفر الصادق ، ولا عن الحسن البصري، وقد أنكره المحققون من علماء اللغة وقال النووي في التبيان: (عدّها أكثر أهل اللغة من لحن العوام، وقال جماعة من أصحابنا: من قالها في الصلاة بطلت صلاته)ا.هـ.
القول السادس: آمين كلمة ليست بعربية، إنما هي عبرية أو سريانية ثمّ تكلمت بها العرب فصار لغة لها، وهذا القول ذكره الثعلبي عن عطية العوفي من غير إسناد، وذكره الباقولي عن الأخفش.
وهو قول باطل.
والراجح القول الثانى
وهو قول جمهور اللغويين والمفسّرين
لأن أمين اسم فعل، يفيد طلب الاستجابة؛ فهو بمعنى "اللهم استجب" ، و"ربّنا استجب لنا" ونحو ذلك، كما أنّ "صه" اسم فعل يفيد طلب السكوت، و"مه" اسم فعل يفيد طلب الكفّ، وهكذا.

س2: اذكر الدليل على مدّ الصوت في كلمة "آمين".
1- حيث[ حديث ] وائل بن حجر رضي الله عنه: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : {ولا الضالين} فقال : ((آمين)) يمدّ بها صوته). رواه أحمد وابن أبي شيبة والترمذي وفي رواية عند أبي داوود بلفظ: قال: (آمين ورفع بها صوته).
2- ذكر الترمذى بعد ذكره للحديث أن هذا قولغير واحد من أهل العلم من اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم والتابعين وقول الشافعى واحمد اسحاق


س3: مثّل لبعض المرويات الضعيفة في فضل التأمين.
1-وما رواه جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن كعب المدني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( إذا قال الإمام : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقال الذين خلفه: آمين؛ فالتقت من أهل السماء وأهل الأرض آمين؛ غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه))
وعلته
أن ليث ضعيف الحديث، وكعب المدني مجهول.
2- وما رواه أبو أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين» رواه الطبراني في الدعاء وابن عدي في الكامل،
وعلته
أبو أمية ضعيف الحديث، قال البخاري: (سكتوا عنه)، وقال يحيى بن معين: (ليس بشيء).
3- وما رواه عبد العزيز بن أبان قال: حدثنا زربي مولى خالد، حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت ثلاث خصال: صلاة في الصفوف، وأعطيت السلام وهو تحية أهل الجنة، وأعطيت آمين، ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هارون فإن موسى كان يدعو ويؤمن هارون)). رواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده.
وعلته
وزربي ضعيف الحديث، قال البخاري: (فيه نظر) وقال الترمذي وابن عدي: (له مناكير)،
وعبد العزيز بن أبان متروك الحديث، واتّهمه يحيى بن معين وغير واحد من الحفاظ بالكذب

س4: ما حكم تأمين القارىء في غير الصلاة؟
حكمها الأستحبتاب [ الاستحباب ]
فيستحبّ لمن قرأ الفاتحة في غير الصلاة أنّ يؤمّن إذا ختمها كما يستحبّ لمن قرأها في الصلاة، وقد استدلّ بعض أهل العلم ومن ادلة ذلك
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إذا أمّن القارئ فأمّنوا، فإن الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه أحمد والبخاري والنسائي ابن ماجة وغيرهم.

ولفظ القارئ عامّ؛ يعمّ من كان في الصلاة ومن هو خارجها.
س5: متى يقول المأموم "آمين"؟
قول جمهور أهل العلم، يقولون إنّ المأموم يؤمّن إذا قال الإمام: {ولا الضالين} فيقع تأمين المأموم مع تأمين إمامه.
ودليل ذلك
قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا »يفسره قوله صلى الله عليه وسلم: « وإذا قال:{ ولا الضالين} فقولوا: آمين»
أي إذا شرع في التأمين أو بلغ موضع التأمين ويبن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم
((إن الإمام يقول: "آمين" والملائكة تقول: "آمين" فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه))
فيجتمع التأمينان في وقت واحد رجاء المغفرة

التقويم : أ
بارك الله فيكِ ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 25 ذو القعدة 1438هـ/17-08-2017م, 08:27 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي


المجموعة الثانية:

س1: ما هي اللغات الواردة في كلمة آمين.
المشهور منها لغتان ؛ ولغة لا تصح وما يلي بيانها .
اشتهر في لفظة ( آمين ) لغتان :
:1
اللغة الصحيحة الأولى ): أمين ( بقصر الألف على وزن فعيل ؛ استُدل عليه من قول جبير بن الأضبط:
تباعَدَ منى فُطْحُلٌ إذْ دعوتُه ... أَمينَ، فزاد اللهُ ما بيننا بُعْدا
:2
اللغة الصحيحة الثانية ) : آمين ( بمد الألف حيث يتم إشباع فتحة الهمزة على وزن فاعيل ؛ واستدل عليه بعض علماء اللغة من قول قيس بن الملوح (مجنون ليلى ):
يا ربِّ لا تَسلبَنِّى حُبَّها أبدا ... ويرحَمُ الله عبدا قال آمينا
:3
اللغة الخاطئة التي نبّه عليها علماء اللغة وعدّها بعضهم من لحن العوام: قول:آمّين؛ بتشديد الميم.
فقد ذكر الأصبهاني صاحب كتاب التحرير في شرح صحيح مسلم: (وكثير من العامة يشددون الميم منها وهو خطأ لا وجه له) ووافقه أبو العباس ثعلب في الفصيح،وقد علل أبو سهل الهروي في إسفار الفصيح ذلك بأنّه يخرج من معنى الدعاء ويصير بمعنى قاصدين، كما في قوله تعالى:{وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَام}

.
========================
س2: حرّر القول في معنى موافقة الملائكة للتأمين
في هذه المسألة أقوالا أربعة:
= أولاها: يُراد بها الموافقة في وقت تأمين الملائكة ، وهو قول أبي سليمان الخطابي والنووي والباجي والقاضي عياض وغيرهم .
= ثانيها: يُراد بها الموافقة في الخشية والإخلاص ، وهذا قول ابن حبان ، وقد ذكره القاضي عياض وابن عطية وابن كثير وغيرهم.
= ثالثها: يُراد بها الموافقة في الإجابة، أي: من استجيب له كما يستجاب للملائكة غفر الله له ما تقدّم من ذنبه، ذكر هذا القول ابن العربي والقاضي عياض ولم ينسبه لمعيّن، وهذا القول بعيد عن ظاهر النص.
= رابعها: ويُراد بالموافقة هنا الموافقة في الغرض؛ وذلك بأن يقصد الدعاء لنفسه وللمسلمين، وهو ما ذكره ابن عبد البرّ، وابن العربي والقاضي عياض، وهو أيضا بعيد عن ظاهر النصّ كسابقه.

o والراجح من هذه الأقوال : أن المراد بموافقة تأمين الملائكة هو القول الأول المتعلق بوقت التأمين؛ وذلك إذا قال الإمام : {ولا الضالّين}.

ولنا فائدة من ما رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن الجوزي في المنتظم من قول محمد بن عمران الضبي حيث قال: سمعت محمد بن سماعة القاضي يقول: (مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا مَاتت فيه أمي، ففاتني فيه صلاة واحدة فِي جمَاعة، فقمت فصليت خمسا وعشرين صلاة أريد بذلك التضعيف فغلبتني عيني، فأتاني آت فقال : يا محمد قد صليت خمسا وعشرين صلاة ولكن كيف لك بتأمين الملائكة ؟ ).


==============================

س3: هل يعدّ المُؤمِّنُ داعياً؟
آمين في اللغة اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى استجب؛ واستدل جمع من أهل العلم على أنّ المؤمن داع من قول الله تعالى في محكم كتابه العزيز : {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) }فخاطب الله تعالى موسى وهارون بقوله عزّوجل : {قد أجيبت دعوتكما} وكان الداعي موسى عليه السلام؛والتثنية في قوله تعالى دعوتكما دليل على مشاركة هارون لموسى في دعائه، قال ابن كثير بأن الدعاء ذُكر عن موسى وحده وأنّ هارون أمّن على كلامه وهذا ظاهر من سياق الكلام فنزل تأمين هارون بمنزلة من دعا .
وروى ابن جرير قول عكرمة: (أمّن هارون على دعاء موسى، فقال اللّه: {قد أجيبت دعوتكما فاستقيما})، وكذلك قول محمّد بن كعب القرظي: (كان موسى يدعو وهارون يؤمّن، والدّاعي والمؤمّن شريكان).
وبهذا القول قال جماعة من السلف .



===========================

س4: هل يجهر المنفرد بالتأمين؟

في هذه المسألة قولان

- من قال بإخفاء التأمين مطلقا؛ وهو قول الحنفية.
- والقول الثاني وهو الراجح قول جمهور أهل العلم بأنه يتبع حال المنفرد في قراءته فإن جهر بالقراءة جهر بالتأمين، وإن أسرّ أسرّ، واستدلوا على ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة السرية لا يجهر بآمين .

وأضاف ابن عثيمين رحمه الله تعالى أحوالا يُخالف فيها المنفرد حال قراءته:
.كأنّ يقوم الليل أحيانا يجهر بآمين طردا للنوم واستحضارا لقوته وقلبه، وهذا الفعل مأخوذا عن النبي صلى الله عليه وسلم حين صلى بحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما.
. أو يسرّ بالتأمين إما خشية الرياء أو أخشع لقلبه أو لأن من حوله نيام.

============================

س5: هل يؤمّن المأموم إذا لم يسمع قراءة الإمام؟
في هذه المسألة قولان للفقهاء:

- القول الأول: يؤمن لأنّ التأمين سنة والدعاء معلوم؛ وهو قول الشافعية والحنابلة، وقاله ابن عبدوس من المالكية.
- القول الثاني: عدم التأمين لأنه فرع عن سماع الدعاء، وهو قول لبعض المالكية.

ابن تيمية رحمه الله تعالى قال أنّ على المأموم الجهر بالتأمين وإن لم يؤمن الإمام أو أسر به ، سواء كان المأموم قريب من الإمام يسمعه أو لا .



أمّا أحوال المأموم فالراجح أنّها لا تخلو من ثلاث حالات:
1. معه آخرون يسمعون قراءة الإمام ويؤمنون فيؤمن معهم.
2. أو يكون من معه يسمعون همهمة الإمام بالقراءة فيؤمنون أيضا.
3. أو أن لا يسمعون له صوتاً سواء كانت هناك علة مانعة لظهور الصوت أو أن يكون أسرّ به ؛فلا يؤمّنون ؛ وذلك لأنّ الأمر بالتأمين معلّق بشرط لم يتحقق، فأصبحت صلاة الإمام كالسريّة لا يؤمن فيها؛ وهنا لا يؤمّن المأموم لكن يقرأ الفاتحة لنفسه ويؤمن عند ختمها .



والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 15 ذو الحجة 1438هـ/6-09-2017م, 11:57 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هي اللغات الواردة في كلمة آمين.
- ورد لغتان مشتهرتان في " آمين " وكلاهما صحيح:
الأولى:
قَصْر الأَلِف: "أمين"، على وزن "فَعِيل" ودليلها من أشعار العرب:
قال جبير بن الأضبط:
تباعَدَ منى فُطْحُلٌ إذْ دعوتُه ... أَمينَ، فزاد اللهُ ما بيننا بُعْدا

الثانية:
مدّ الألف: "آمين" على وزن فاعِيل، وهذا المدّ حقيقته إشباع فتحة الهمزة.
قال ابن المنيّر: (والمد إشباع بدليل أنه لا يوجد في العربية كلمة على فاعيل)ا.هـ.
وقد استشهد له بعض علماء اللغة بقول مجنون ليلى:
يا ربِّ لا تَسلبَنِّى حُبَّها أبدا ... ويرحَمُ الله عبدا قال آمينا

- وهناك لغة ثالثة رويت ولكن نبه كبار علماء اللغة على خطئها وعدها بعضهم من لحن العوام ولا تجوز لغة في " آمين "
وهي بتشديد الميم هكذا
"آمّين" ولم يثبت سبب ادعاء هذا القول ونسبة من ادعاه،
ولكن
ذكر أبو عليّ الفارسي في "المسائل الحلبيات" أنّ محمّد بن يزيد المبرد قال: ("آمين" على مثال "عاصين") يريد في الوزن لا في حقيقة الجمع.
فربما من الناس من توهّم من هذه العبارة أنّه أراد الجمع فظنّ أنّ "آمّين" لغة في "آمين".

س2: حرّر القول في معنى موافقة الملائكة للتأمين.
اختلف العلماء في تفسير تلك الموافقة على أقوال:
القول الأول:
أن الموافقة في وقت التأمين.
وهو قول أبي سليمان الخطابي والنووي والباجي والقاضي عياض وغيرهم من شراح الأحاديث.
وهو أقرب الأقوال في معنى الحديث:
قال أبو سليمان الخطابي: (قوله: « فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة» معطوف على مضمر، وهو الخبر عن تأمين الملائكة كأنه قال: إذا قال الإمام: آمين، فقولوا: آمين كما تقوله الملائكة، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، ولولا ذلك لم يصح تعقيبه بما عقبه به من حرف الفاء من قوله « فإنه» )ا.هـ.
وقال أبو زكريا النووي: (وقوله صلى الله عليه وسلم: « من وافق قوله قول الملائكة » ، و« من وافق تأمينه تأمين الملائكة » معناه وافقهم في وقت التأمين؛ فأمَّن مع تأمينهم؛ فهذا هو الصحيح)ا.ه.
القول الثاني:
أن الموافقة في صفة الإخلاص والخشية.
وهو قول ابن حبان، وذكره القاضي عياض وابن عطية وابن كثير وغيرهم.
وهو قول صحيح في ذاته إذ أن أحد شرطي قبول كل عمل هو الإخلاص ولكنه لا يفرد بالقول فيمكن الجمع بينه وبين القول الأول: أن موافقة التأمين تشمل موافقة الوقت وصحة التأمين ذاته من إخلاص للعبد وخشية وحضور قلب،
وهو ما يوافق قول
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ما منع الفهمَ وشهودَ القلب بحيث يصير الرجل غافلاً فهذا لا ريب أنه يمنع الثواب كما روى أبو داود في سننه عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الرجل لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها إلا نصفها إلا ثلثها؛ إلا ربعها إلا خمسها إلا سدسها حتى قال: إلا عشرها » فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه قد لا يكتب له منها إلا العشر، وقال ابن عباس: « ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها»)ا.هـ.
القول الثالث:

الموافقة في الإجابة، أي: من اسْتُجِيبَ له كما يُستجابُ للملائكةِ غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه، ذكره ابن العربي والقاضي عياض من غير نسبة لمعيّن، وهو قول بعيد عن ظاهر النص.قاله عبد العزيز الداخل حفظه الله
القول الرابع:
الموافقة في الغرض بأن يقصد الدعاء لنفسه وللمسلمين، ذكره ابن عبد البرّ، وابن العربي والقاضي عياض، وهو بعيد أيضاً عن ظاهر النصّ. قاله عبد العزيز الداخل حفظه الله.
القول الراجح:
كما قال ابن عطية رحمه الله:
(والذي يترجح أن المعنى فمن وافق في الوقت مع خلوص النية، والإقبال على الرغبة إلى الله تعالى بقلب سليم، والإجابة تتبع حينئذ، لأنّ من هذه حاله فهو على الصراط المستقيم)ا.هـ.

س3: هل يعدّ
المُؤمِّنُ داعياً؟
نعم يعد المؤمن داعيًا بدلالة
قول الله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}.
فقد انفرد موسى بالدعاء ومع هذا قال تعالى { قد أجيبت دعوتكما } فدل ذلك على أن تأمين هارون على دعاء أخيه هو دعاء أيضًا.
قال عكرمة: (أمّن هارون على دعاء موسى، فقال اللّه: {قد أجيبت دعوتكما فاستقيما}). رواه ابن جرير.
وقال محمّد بن كعب القرظي: (كان موسى يدعو وهارون يؤمّن، والدّاعي والمؤمّن شريكان). رواه سعيد بن منصور.

س4: هل يجهر المنفرد بالتأمين؟
قال جمهور أهل العلم : أن الجهر والإسرار بالتأمين تبعًا لقراءة القارىء فإن جهر بالقراءة جهر بالتأمين وإن أسر بالقراءة أسر بالتأمين.
وخالف في ذلك الحنيفية فقالوا بإخفاء التأمين مطلقًا.
والراجح هو قول الجمهور والله أعلى وأعلم.

س5: هل يؤمّن المأموم إذا لم يسمع قراءة الإمام؟
للفقهاء قولان في هذه المسألة:
أحدهما: يؤمنّ لأنّ الدعاء معلوم، والتأمين سنة، وهو قول الشافعية والحنابلة، وقول ابن عبدوس من المالكية.
والقول الآخر: لا يؤمن، لأنّ التأمين فرع عن سماع الدعاء، وهو قول لبعض المالكية.
قال ابن تيمية في شرح العمدة: (وإذا ترك الإمام التأمين أو الجهر به أمَّن المأموم وجهر به، وسواء كان قريباً من الإمام يسمع قراءته ويسمع همهمته، أو كان لا يسمع له صوتاً؛ فإنه يؤمّن)ا.هـ.
قال عبد العزيز الداخل حفظه الله :
والراجح أنّ حال المأموم لا يخلو من ثلاث حالات:

1. إما أن يكون معه آخرون يسمعون قراءة الإمام ويؤمّنون فيؤمّن معهم.
2. وإما أن يكون ومن معه يسمعون همهمة الإمام بالقراءة فيؤمّنون أيضاً.
3. وإمّا أن يكونوا كلّهم لا يسمعون له صوتاً فلا يؤمّنون لأنّ الأمر بالتأمين معلّق بشرط لم يتحقق، وأصبحت صلاة الإمام كالسريّة لا يؤمّن فيها؛ فلا يؤمّن المأموم.
وكذلك إذا أسرّ الإمام في الجهرية سهواً منه أو كانت به علّة تمنع ظهور صوته؛ فإنّ المأموم لا يؤمّن لعدم تحقق الشرط الذي علّق عليه الأمر بالتأمين، لكن يقرأ المأموم الفاتحة لنفسه ويؤمّن إذا ختمها.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir