س1: جمع النفس لطلب العلم والترقي فيه مهم لطالب العلم، وضح كيف يكون ذلك.
ج: جمع النفس لطلب العلم أمر مهم جدا, فلابد لطالب العلم ألا يشتت نفسه هنا وهناك, يمينا ويسارا, فيطلب العلم يوما, ثم ينشغل بأمور أخرى يوما, فتكون النتيجة أن ينصرف عن طلب العلم, وإنما المراد أن يجمع نفسه لطلبه طالما أنه مقتنع بأنه سبيل خير يرضى الله ورسوله, ويصلح به نفسه وغيره.
ويجب أن يقف الطالب كل حين مع نفسه برهة, ليفكر في ما وصل إليه , وما يحب أن يصل إليه , فيعد إلى مزيد العلم عدته, وليحكم في هذا البحر الزاخر سفينته, وليكثر الزاد فإن السفر طويل, وليستعن بحسن الصحبة والإخوان, وإلا فلا ينال العلم مستحي ولا مستكبر.
س2: ما موقف طالب العلم من خطإ شيخه؟
ج: إذا أخطأ الشيخ أو توهم, وجب التنبيه لتصحيح الخطأ أو التوهم, لأن ذلك يضر بطالب العلم, لكن مدار تصحيح الخطأ على الطريقة التي يكون بها هذا التصحيح؛ فإذا كان الخطأ في مجلس يتم فيه تسجيل الدرس مثلا, وجب التنبيه في الدرس نفسه, حتى لا ينتقل الدرس وبه ما يشوبه, أما إذا كان الدرس مقتصرا على الطلاب, فينتظر الكالب حتى يفرغ الشيخ, ثم يمشي معه في أدب ثم ينوه بطريقة مهذبة إلى الشيء الذي حدث فيه الخطأ, كأن يسئل سؤالا متضمنا الشيء الذي رأى فيه التوهم أو الخطأ وهكذا.
لكن الجدير بالذكر أن كل بني آدم خطآء, فلا يجب أن يسقط الشيخ من نظر طالب العلم لخطأ مسألة بين ألف إصابة, أما إذا كان الخطأ هو الأعم الأغلب فلا ينبغي أن يكون شيخا, بل متعلما قبل أن يكون معلما.
س3: كيف يمكن أن يؤثر الطالب على نشاط الشيخ في درسه؟
ج: على قدر همة الطالب وانتباهه لشيخه, وترقبه لنطقه وتركيزه معه, يكون نشاط الشيخ, أما حين يظهر للشيخ عدم تركيز الطالب أو بعض ملله وتعبه, كالتلفت يمينا ويسارا, أو تقليب الأوراق وما شابه ذلك, فإن هذا قد يقطع العلم, ويسكت الشيخ.
وعن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه- أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام مخافة السامة علينا).
ونقل عن الخطيب البغدادي قوله: (حق الفائدة ألا تساق إلا إالى مبتغيها, ولا تعرض إلا على الراغب فيها), ونشاط الشيخ على قدر فهم المستمع, ويجب أن يظل الطالب في شوق وشغف لعلم شيخه, كالأرض اليابسة في انتظار غيث السماء.
س4: اشرح العبارة التالية: "من دخل في العلم وحده، خرج وحده"
ج: المقصود من هذه العبارة الصحيحة أن الذي يطلب العلم معتمدا الكتاب فقط لن يحصل علما, فالعلم حرفة يعلمها المعلم للمتعلم , فإن لم يسلك طالب العلم هذا السبيل, أضاع الأيام والليالي, ولم يحصل إلا الكد والتعب.
ومع ذلك فقد يندر من بعض الناس أن يكرس الجهد الكبير, والهمة العالية, لا سيما من ليس عنده من يتلقى على يديه العلم, فيستعن بالله, ويعتمد عليه وحده, ويواصل الليل بالنهار في شغف وهمة, فيفتح الله له باب العلم ليلج فيه, ويحصل منه - بفضل الله - الكثير والكثير.