دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 رجب 1438هـ/13-04-2017م, 02:26 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة البقرة من الآية 26 إلى الآية 39

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة البقرة
(من الآية 26- حتى الآية 39)


أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:

1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: هل الجنة التي سكنها آدم عليه السلام هي جنة الخلد؟
ب:
المراد بالعهد في قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}.
2. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم".
ب: معنى الفوقية في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}.

ج: المراد بما أمر الله أن يوصل.

المجموعة الثانية:
1.
حرّر القول في المسائل التالية:
أ:
معنى الاستواء في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات}.
ب: المراد بالكلمات التي تلقّاها آدم.
3. بيّن ما يلي:
أ: دليلا على قاعدة سد الذرائع مما درست.
ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}.
ج: المراد بالحين في قوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقرّ ومتاع إلى حين}.

المجموعة الثالثة:
1.
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: هل كان إبليس من الملائكة؟

ب: علّة تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء.
3. بيّن ما يلي:
أ: أيهما خلق أولا: الأرض أم السماء؟

ب: معنى قوله تعالى: {يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين}.
ج: معنى "الفسق" لغة وشرعا.

المجموعة الرابعة:
1. حرّر القول في المسائل التالية:

أ: معنى استفهام الملائكة: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}.
ب: معنى قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون}.
3. بيّن ما يلي:

أ: لم خصّ آدم بالتلقّي والتوبة في قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}.

ب: متعلّق الخوف والحزن في قوله تعالى: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
ج: دليلا على صدق النبوة مما درست.

المجموعة الخامسة:
1.
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: المراد بالخليفة ومعنى خلافته في قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}.
ب: القراءات في قوله تعالى: {فأزلّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه} ومعنى الآية على كل قراءة.
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام.
ب: المراد بالهدى في قوله تعالى: {فإما يأتينّكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.

ج: دليلا على عودة آدم للجنة بعد أن أهبط منها.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 رجب 1438هـ/14-04-2017م, 09:50 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: هل الجنة التي سكنها آدم عليه السلام هي جنة الخلد؟
اختلف العلماء على قولين:
القول الأول: أنها جنة الخلد التي في السماء ،ذكره ابن عطيه وابن كثير
القول الثاني: أنها جنة أعدت لهما وقيل أنها في الأرض ، حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير .
وحكى القرطبيّ عن المعتزلة والقدريّة القول بأنّها في الأرض.
واستدل من قال أنها ليست جنة الخلد بأن من دخل جنة الخلد لا يخرج منها،ورد ابن عطية على هذا القول بأن من دخلها مثابا لا يخرج منها، أما من دخلها ابتداء كآدم فلم يرد ما يمنع خروجه منها.
وذكر ابن كثير أن الأكثرون على أنها في السماء.
ب: المراد بالعهد في قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}.
اختلف العلماء على أقوال:
القول الأول: هو العهد الذي أخذه الله على بني آدم حين استخرجهم من ظهر أبيهم آدم كالذر، ونقضهم ذلك تركهم الوفاء به ،ذكره الزجاج وابن عطية و ذكره ابن كثير عن مقاتل بن حيّان وآخرون.
الدليل :قال تعالى: {وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى شهدنا}.
القول الثاني: نصب الأدلة على وحدانية الله بالسماوات والأرض هو بمنزلة العهد، وما احتج به لرسله من المعجزات التي لا يقدر أحد من الناس غيرهم أن يأتي بمثلها الشاهدة لهم على صدقهم ، تركهم الإقرار بما ثبتت لهم صحته بالأدلة وتكذيبهم الرسل والكتب، حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وذكره ابن كثير عن مقاتل بن حيّان وآخرون.
وقال ابن كثير :هو حسن.
وإليه مال الزّمخشريّ كما ذكر ابن كثير.
القول الثالث: هو وصية الله إلى خلقه أن يوحدوه وأن لا يعبدوا غيره ،وأمره إياهم بما أمرهم به من طاعته، ونهيه إياهم عما نهاهم عنه من معصيته في كتبه، وعلى لسان رسله، ونقضهم ذلك هو تركهم العمل به، حاصل ما ذكره ابن عطيه وابن كثير
القول الرابع: ما أخذ اللّه على النبيين ومن اتبعهم، ألا يكفروا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وألا يكتموا أمره ، ونقضهم ذلك هو جحودهم به بعد معرفتهم بحقيقته،ذكره الزجاج وابن عطية و ذكره ابن كثير عن مقاتل بن حيّان وآخرون.
واستدل الزجاج بقول الله تعالى:{ وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا} فهذا هو العهد المأخوذ على كل من اتبع الأنبياء عليهم السلام: أن يؤمنوا بالرسول المصدق لما معهم.
وهذا اختيار ابن جريرٍ رحمه اللّه.
وضعفه ابن عطيه لأن الظاهر أن السياق في جميع الكفار، وليس في أهل الكتاب فقط.
2. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم".
لبيان وتأكيد أن التوبة إنما هي من فضل الله ونعمته على عبده،لا من العبد وحده ، فالله هو التواب الرحيم فالتائب عليه أن يشكر الله على إنعامه عليه بالتوبة ،ولا يعجب بعمله.
ب: معنى الفوقية في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}.
فيها قولان:
القول الأول: فوقها في الكبر ، أي فما هو أكبر منها لأنه ليس شيء أحقر من البعوضة، ذكره الزجاج وذكره ابن عطيه عن قتادة وابن جريج وذكره ابن كثير عن قتادة بن دعامة.
وذكر ابن كثير حديث يؤيد هذا المعنى ،عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلمٍ يشاك شوكةً فما فوقها إلّا كتبت له بها درجةٌ ومحيت عنه بها خطيئةٌ) رواه مسلم.
القول الثاني:فوقها في الصغر، أي فما دونها في الصغر،ذكره الزجاج وذكره ابن عطيه وابن كثير عن الكسائي وأبو عبيدة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أنّ الدّنيا تزن عند اللّه جناح بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربة ماءٍ)،ذكره ابن كثير.
قال ابن كثير: كما إذا وصف رجلٌ باللّؤم والشّحّ، فيقول السّامع:نعم، وهو فوق ذلك.
قال ابن عطيه أن القولين محتملان، وبنحوه قال الزجاج.
واختار ابن جرير القول الأول.
ج: المراد بما أمر الله أن يوصل.
فيها أقوال:
القول الأول:الأرحام عامة،ذكره ابن عطية وابن كثير عن قتادة.
القول الثاني:خاصة بمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان الكفار يقطعون أرحامهم،ذكره ابن عطيه
القول الثالث:المراد أعم من ذلك فالمراد دين الله وإقامة شرائعه وحفظ حدوده وكل ما أمر الله بوصله وفعله والرحم جزء من هذا،حاصل ما ذكره ابن عطيه وابن كثير.
وقال ابن عطيه أنه قول جمهور العلماء ورجحه.
ورجح ابن جرير القول الأول أنه صلة الأرحام والقرابات.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 12:46 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي المجموعة الثالثة:

المجموعة الثالثة:

1. حرّر القول في المسائل التالية:

أ: هل كان إبليس من الملائكة؟

ورد فيه قولان

القول الأول:

أن إبليس كان من الملائكة؛ وعليه يكون الاستثناء متصلا؛ وهو قول الجمهور كما قال ابن عطية
وهو ما يفيده ظاهر الآية (فَسَجَدُوا إلا إبلِيسَ أبَى)؛ وجهه أن إبليس كان من الملائكة لهذا صح أن يستثنى منهم في السجود . وهو قول ابن عباس و سعيد ابن جبير والضحاك
قال ابن عباس : كان خازناً وملكاً على سماء الدنيا والأرض ، والأرض ، واسمه عزازيل ،.. ذكره ابن عطية.
وقد أورد ابن كثير مجموعة من الآثار عن ابن عباس ما يفهم منه أن إبليس كان من الملائكة
عن ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ إِبْلِيسُ مِنْ أَشْرَافِ الْمَلَائِكَةِ وَأَكْرَمُهُمْ قَبِيلَةً، وَكَانَ خَازِنًا عَلَى الْجِنَانِ، وَكَانَ لَهُ سُلْطَانُ سَمَاءِ الدُّنْيَا، وَكَانَ لَهُ سُلْطَانُ الْأَرْضِ. رواه سُنَيْد
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَبيلا يقال لهم الجن وكان إبليس مِنْهُمْ، وَكَانَ يَسُوسُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَعَصَى، فَمَسَخَهُ اللَّهُ شَيْطَانًا رَجِيمًا. رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ.
و عن ابن عباس قَالَ: كَانَ إِبْلِيسُ مِنْ حَيّ مِنْ أَحْيَاءِ الْمَلَائِكَةِ يُقَالُ لَهُمُ: الجِنّ، خُلِقُوا مِنْ نَارِ السَّمُومِ، مِنْ بَيْنِ الْمَلَائِكَةِ، وَكَانَ اسْمُهُ الْحَارِثُ، وَكَانَ خَازِنًا مِنْ خُزَّانِ الْجَنَّةِ، قَالَ: وَخُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ مِنْ نُورٍ غَيْرَ هَذَا الْحَيِّ، قَالَ: وَخُلِقَتِ الْجِنُّ الَّذِينَ ذُكِرُوا فِي الْقُرْآنِ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ. ذكره ابن كثير. رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ.
وروى السدي بسنده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -وَعَنْ مُرّة، عن ابن مَسْعُودٍ، وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ خَلْقِ مَا أَحَبَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ، فَجَعَلَ إِبْلِيسَ عَلَى مُلْك السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَكَانَ مِنْ قَبِيلَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُقَالُ لَهُمُ: الْجِنُّ، وَإِنَّمَا سُمُّوا الْجِنَّ لِأَنَّهُمْ خُزَّانُ الْجَنَّةِ، وَكَانَ إِبْلِيسُ مَعَ مُلْكه خَازِنًا. .
قال ابن كثيرا تعليقا على هذه المرويات
فَهَذَا الْإِسْنَادُ إِلَى هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ مَشْهُورٌ فِي تَفْسِيرِ السُّدِّي وَيَقَعُ فِيهِ إِسْرَائِيلِيَّاتُ كَثِيرَةٌ، فَلَعَلَّ بَعْضَهَا مُدْرَج . لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الصَّحَابَةِ، أَوْ أَنَّهُمْ أَخَذُوهُ مِنْ بَعْضِ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. .

و أما قوله تعالى : (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ)، فيحمل على عدة محامل:

- أن إبليس كان عاملا بأعمال الجن و كان ضالًا كما كانوا ضالين لهذا جعل منهم .. حاصل كلام الزجاج و ابن عطية.

-. أو على أن الملائكة قد تسمى جناً لاستتارها، قال تعالى: { وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً } [ الصافات : 158 ] . لأن العرب يقولون: ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ. وما سمّي بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ.

وقال الأعشى في ذكر سليمان عليه السلام : [ الطويل ]
وسخّر من جن الملائك تسعة ... قياماً لديه يعملون بلا أجْرِ

- أو أن المراد" بالجن" في الآية الجنة ؛ و إنما يسمى بالجنان لكونه كان خازنًا عليها، كما يقال للرجل مكي ومدَنيّ وكوفيّ وبصري..نسبة لمكة و المدينة و الكوفة والبصرة..حاصل كلام ابن عطية

القول الثاني:
أن إبليس لم يكن من الملائكة؛ بل هو من الجن ؛ وعليه يكون الاستثناء منقطع
وهذا القول عزاه الزجاج لقوم من أهل اللغة؛وهو قول عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ والحسن ورواية عن ابن عباس. ، وحكاه الطبري عن ابن مسعود.كما ذكره ابن عطية
قال شهر بن حوشب : كان من الجن الذين كانوا في الأرض وقاتلتهم الملائكة فسبوه صغيراً ، وتعبد وخوطب معها..ذكره ابن عطية
وفي رواية ابن جرير عن شهر بن حوشب: كَانَ إِبْلِيسُ مِنَ الْجِنِّ الَّذِينَ طَرَدَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، فَأَسَرَهُ بَعْضُ الْمَلَائِكَةِ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، ذكره ابن كثير

واسُتدل لذلك بقوله تعالى : (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ)،؛ وهو واضح الدلالة أنه كان الجن.

ومن أدلتهم أيضا قوله تعالى « لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون » . وجهه أن الله أخبر أن من صفات الملائكة أنهم يُطِيعُونَ الله وَلَا تَصْدُرُ مِنْهُمْ مُخَالَفَةٌ.....وإبليس قد عصى الله ولم يفعل ما يؤمر فظهر من ذلك أنه ليس منهم إذ لم يتصف بصفاتهم وإن قلنا بخلاف ذلك لزم منه تكذيب خبر القران وهذا محال.
.
روى ابن جرير بسنده عن الحسن قال : مَا كَانَ إِبْلِيسُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ طَرْفَةَ عَيْنٍ قَط، وَإِنَّهُ لَأَصْلُ الْجِنِّ، كَمَا أَنَّ آدَمَ أَصْلُ الْإِنْسِ.
قال ابن كثير : وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَنِ الْحَسَنِ. وَهَكَذَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ سَوَاءً.

والمقصود بهذا أن لإبليس نسل وذرية والملائكة لا تتناسل و لا تتوالد فغير جائز أن ينسب إلى غير ما نسبه الله إليه.

وأما جوابهم على قوله تعالى {فَسَجَدُوا إلا إبلِيسَ أبَى}؛
- فهو جار على أن الجميع – الملائكة و إبليس -أمروا بالسجود جميعا لهذا صح أن يستثنى منهم.والذي يقوى هذا المعنى قوله تعالى : (إِلا إبْلِيسَ أبى)، فلم يأب إلا وهو مأمور.
وهذا القول هو اختيار الزجاج ؛ وقال : مع أن القول الأول غير ممتنع
الترجيح
من الأمور المتقررة
-.أن إبليس ليس من جنس الملائكة من جهة أصل خلقة...لما هو متقرر أن الملائكة خلقت من نور و أن إبليس خلق من نار..وأيضا أن آدم خلق من الطين..كما ثبت ذلك في النصوص الصحيحة
- لفظة الجن لغة تطلق على كل ما اجتتن فلم ير لهذا سميت الجنة جنة للاستتار من فيها و سمى الجنين جنينا لاستتاره.. وسمى الله الجن لاستتارهم فلم يروا وكذلك الملائكة اجتنوا فصح إطلاق لفظ الجن عليهم..ثم صار لفظ الجن لقبا على طائفة معين وهم إبليس و ذريته
- الأمر بالسجود كان موجها للجميع للملائكة و إبليس بدليل أن إبليس لم يعترض على الله عزوجل لكون الخطاب لم يشمله وأنه ليس من الملائكة.بل اعترض بأمر آخر وهو أصل الخلقة
*ثم يقال هل إبليس كان من الملائكة من جهة كونه كان يعمل بأعمالهم؛ يتشبه بهم ويتوسم بأفعالهم فلهذا صح دخوله في الخطاب معهم......هذا الذي ذكره ابن كثير.ويشعر أنه اختياره
*أم يقال أن إبليس كان نوعا من الملائكة ؛صنف من أصنافهم؛ حي من أحياء الملائكة خلقوا من نار وخلقت سائر الملائكة من نور غير هذا الحي.. على ما ذكره ابن عباس
ولا يمتنع أن يكون هذا النوع خص ببعض الصفات والخصال التي ليس عند باق الملائكة..كأن يكون له نسل و ذرية..وليس ذلك للملائكة...وركب فيه من الشهوة و اللذة التي نزعت من سائر الملائكة
وهو اختيار ابن جرير كما قال:..... وليس في ترك الله جل ثناؤه الخبر عَما خَلق منه ملائكته ، وإخبارِه عما خلق منه إبليس - ما يوجب أن يكون إبليس خارجًا عن معناهم. إذْ كان جائزًا أن يكون خلق صِنفًا من ملائكته من نار كان منهم إبليس، وأن يكون أفرد إبليس بأنْ خَلقه من نار السموم دون سائر ملائكته. وكذلك غيرُ مخرجه أن يكون كان من الملائكة بأنْ كان له نسل وذرية، لِمَا ركَّب فيه من الشهوة واللذة التي نُزعت من سائر الملائكة، لِمَا أراد الله به من المعصية..اهـ
*أو يقال أن لفظ الجن تحمل على معناه اللغوي العام.فيصح إطلاقها على الملائكة.
فخلاصة الكلام يقال أن إبليس كان من الجن فعلاً ومن الملائكة نوعاً أو لأن الملائكة قد يسمون جناً لاختفائهم. والله أعلم
***

ب: علّة تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء.
ذكر ابن عطية في ذلك أقوالا:

-لأجل اختلاف الحكم؛ فالحكم المعلق بالأمر بالهبوط في الأول غير الحكم المعلق بالهبوط في الثاني فعلق بالأول العداوة، وعلق بالثاني إتيان الهدى.

-وقيل: كرر الأمر بالهبوط على جهة تغليظ الأمر وتأكيده، كما تقول لرجل قم قم.
-وحكى النقاش: أن الهبوط الثاني إنما هو من الجنة إلى السماء، والأول في ترتيب الآية إنما هو إلى الأرض، وهو الآخر في الوقوع، فليس في الأمر تكرار على هذا.
.
3. بيّن ما يلي:

أ: أيهما خلق أولا: الأرض أم السماء؟

اختلفوا فيها على قولين:
الأول:..أن الأرض خلقت قبل السموات
لقوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} البقرة 29.. وقوله في سورة حم السجدة:{ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ }
فظَاهِرُ الآيات أَنَّ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا خُلِقَ بِالْفِعْلِ قَبْلَ السَّمَاءِ .وهذا شأن البناء أن يبدأ بعمارة أسافله ثمّ أعاليه بعد ذلك
و أجيب على قوله تعالى {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)}
بأن الأرض خلقت أولا ثم خلقت السماء ثم دحيت الأرض ، فالمتأخر عن خلق السماء هو دحو الأرض
لكن يشكل على هذا الجمع
أن خلق ما في الأرض لا يكون إلا بعد الدحو والآية المذكورة في سورة البقرة { خلق لكم ما في الأرض ثم استوى إلى السماء}دلت على أنه خلق ما في الأرض قبل خلق السماء، وهذا يقتضي بقاء الإشكال وعدم التخلص عنه بمثل هذا الجمع، .
رد على هذا الشكال بأن أن " ثم " هي لعطف الخبر على الخبر، لا لعطف الفعل على الفعل، كما قال الشّاعر:
قل لمن ساد ثمّ ساد أبوه.......ثمّ قد ساد قبل ذلك جدّه

و القول بأن الدحي كان بعد خلق السموات هو قول ابن أبي طلحة عن ابن عباس ابن مسعود وعبد الله ابن سلام
وقال ابن كثير وهذا ما لا أعلم فيه نزاعًا بين العلماء إلّا ما نقله ابن جريرٍ عن قتادة: أنّه زعم أنّ السّماء خلقت قبل الأرض
وروى ابن جرير بسنده عن عبد اللّه بن سلّامٍ أنّه قال: «إنّ اللّه بدأ الخلق يوم الأحد، فخلق الأرضين في الأحد والاثنين، وخلق الأقوات والرّواسي في الثّلاثاء والأربعاء، وخلق السّماوات في الخميس والجمعة، وفرغ في آخر ساعةٍ من يوم الجمعة، فخلق فيها آدم على عجل، فتلك السّاعة الّتي تقوم فيها السّاعة».
وقال مجاهدٌ في قوله: {هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا}قال: «خلق اللّه الأرض قبل السّماء، فلمّا خلق الأرض ثار منها دخانٌ، فذلك حين يقول:{ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ}»،{فسوّاهنّ سبع سماواتٍ}قال: «بعضهنّ فوق بعضٍ، وسبع أرضين، يعني بعضهنّ تحت بعضٍ».
وفي صحيح البخاريّ: أنّ ابن عبّاسٍ سئل عن هذا بعينه،- يعنى آيات سورة النازعات - فأجاب بأنّ الأرض خلقت قبل السّماء وأنّ الأرض إنّما دحيت بعد خلق السّماء، وكذلك أجاب غير واحدٍ من علماء التّفسير قديمًا وحديثًا، وقد قرّرنا ذلك في تفسير سورة النّازعات.
ومعنى دحى الأرض
هو إخراج ما كان مودعًا فيهابالقوّة إلى الفعل لمّا اكتملت صورة المخلوقات الأرضيّة ثمّ السّماويّة دحى بعد ذلك الأرض، فأخرجت ما كان مودعًا فيها من المياه، فنبتت النّباتات على اختلاف أصنافها وصفاتها وألوانها وأشكالها، وكذلك جرت هذه الأفلاك فدارت بما فيها من الكواكب الثّوابت والسّيّارة، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

القول الثاني:

أن السموات خلقت قبل الأرض. وهو قول قتادة
واحتجوا بقوله تعالى :{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} .

القول الثالث
مذهب التوقف...هو قول القرطبي ذكره ابن كثير


ب: معنى قوله تعالى: {يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين}.

واختلف المتأولون في قوله تعالى: {يضلّ به كثيراً ويهدي به كثيراً

على أقوال

الأول:
**قيل أن قوله :{ يضلّ به كثيراً ويهدي به كثيراً } : هو من قول الكافرين، أي: ما مراد الله بهذا المثل الذي يفرق به الناس إلى ضلالة وإلى هدى؟
الثاني

وقيل أن قوله :{ يضلّ به كثيراً ويهدي به كثيراً } هو خبر من الله تعالى أخبر أنه يضل بالمثل الكفار الذين يعمون به، ويهدي به المؤمنين الذين يعلمون أنه الحق. وفي هذا رد على المعتزلة في قولهم: «إن الله لا يخلق الضلال» ولا خلاف أن قوله تعالى: {وما يضلّ به إلّا الفاسقين}من قول الله تعالى.
والمعنى أنه يزيد هؤلاء ضلالةً إلى ضلالهم لتكذيبهم بما قد علموه حقًّا يقينًا، من المثل الّذي ضربه اللّه بما ضربه لهم وأنّه لما ضربه له موافقٌ، فذلك إضلال اللّه إيّاهم به{ويهدي به}يعني بالمثل كثيرًا من أهل الإيمان والتّصديق، فيزيدهم هدًى إلى هداهم وإيمانًا إلى إيمانهم، لتصديقهم بما قد علموه حقًّا يقينًا أنّه موافقٌ ما ضربه اللّه له مثلًا وإقرارهم به، وذلك هدايةٌ من اللّه لهم به

الثالث:
قيل أن قوله:{ يضلّ به كثيراً} هو من قوله الكفار
وأن قوله: {ويهدي به كثيراً}إلى آخر الآية ردا من الله تعالى على قول الكفار يضلّ به كثيراً.

ج: معنى "الفسق" لغة وشرعا.


وَالْفَاسِقُ فِي اللُّغَةِ :الخروج عن الشيء

تَقُولُ الْعَرَبُ: فَسَقَتِ الرَّطْبَةُ: إِذَا خَرَجَتْ مِنْ قِشْرَتِهَا ؛ ويقال فسقت الفارة إذا خرجت من جحرهاح لهذا تسمى فُوَيْسِقَةٌ.
وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خَمْسُ فَوَاسَقَ يُقتلن فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ العقور" ..
اصطلاحا:

الفسق في عرف الاستعمال الشرعي الخروج من طاعة الله عز وجل، وهو يقع على من خرج بكفر وعلى من خرج بعصيان
وَلَكِنَّ فسْق الْكَافِرِ أَشَدُّ وَأَفْحَشُ
والدليل على أن الفسق يطلق على العاصي قوله تعالى :{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أ} الحجرات6. مع ما ورد في سبب نزولها

والله أعلم


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 08:10 AM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثالث من البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثالث من البقرة:

المجموعة الثالثة:

1. حرّر القول في المسائل التالية:

أ: هل كان إبليس من الملائكة؟

هناك قولان:

•قال قوم إن إبليس كان من الملائكة فاستثنى منهم في السجود:
و قال قوم من أهل اللغة إن إبليس لم يكن من الملائكة و استدلوا على ذلك باللآية الكريمة:{إلا إبليس كان من الجن}. و قد أُمر مع الملائكة بالسجود إلا أنه أبى. اختاره الزجاج، بأن إبليس كان من الجنّ.
وذكر ابن عطية في تفسيره: أن إبليس كان من الجن على قول الجمهور؛ و قد نصب على الاستثناء المتصل، و قد كان خازنا و ملكاً على السماء و الأرض و اسمه عزازيل، قال به ابن عباس.

•القول الثاني: أنه كان من الجن
«هو أبو الجن كما أن آدم أبو البشر، ولم يكن قط ملكا». ذكره ابن زيد والحسن.
وقيل : «واسمه الحارث». ذكر عن ابن عباس ذكره ابن عطية و ابن كثير
«كان من الجن الذين كانوا في الأرض وقاتلتهم الملائكة فسبوه صغيرا، وتعبد وخوطب معها»،ذكره شهر بن حوشب وحكاه الطبري عن ابن مسعود.
والاستثناء على هذه الأقوال منقطع، واحتج بعض أصحاب هذا القول بأن الله تعالى قال صفة للملائكة: {لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}. ذكره ابن عطية.
وقال ابن عباس هو مشتق عن أبلس إذا أُبعد عن الخير و اسم أعجمي لا يصرف. و هو على وزن إفعليل.
و ذكر ابن كثير عن ابن جرير عن ابن عباس أنه كان حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن ، خازناً و ملكاً على السماء و الأرض. و أنه لما أبى السجود أبلسه الله أي آيسه من الخير،و لعنه و جعله شيطاناً رجيماً.

القول الراجح:
ورجح الطبري قول من قال: «إن إبليس كان من الملائكة». وقال: «ليس في خلقه من نار ولا في تركيب الشهوة والنسل فيه حين غضب عليه ما يدفع أنه كان من الملائكة».
وقوله عز وجل: {كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه}[الكهف: 50] يتخرج على أنه عمل عملهم فكان منهم في هذا،
أو على أن الملائكة قد تسمى جنا لاستتارها، قال تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجنّة }.

ب: علّة تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء.
ورد فيها عدة أقوال:
القول الأول :كرر الأمر لمغايرة حكم الأولى عن الثانية؛فالأولى تتعلق بالعداوة ،و الثانية بإيتان الهدى.

القول الثاني: هي من جهة تغليظ الأمر و تأكيده كمن يقول:"قم قم".

و القول الثالث : أن الهبوط الثاني إنما هو من الجنة إلى السماء، والأول في ترتيب الآية إنما هو إلى الأرض، وهو الآخر في الوقوع، فليس في الأمر تكرار على هذا، وحكاه النقاش، و ذكره ابن عطية وابن كثير.
وقد صحح ابن كثير القول الأول.

3. بيّن ما يلي:

أ: أيهما خلق أولا: الأرض أم السماء؟

هناك قولان؛ القول الأول أن الأرض خلقت قبل السماء
{قل أئنّكم لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا ذلك ربّ العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيّامٍ سواءً للسّائلين * ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين * فقضاهنّ سبع سماواتٍ في يومين وأوحى في كلّ سماءٍ أمرها وزيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقدير العزيز العليم}[فصّلت: 9-12]. استدل ابن كثير بهذه الآية على خلق الأرض أولاً و علل ذلك بأن من اراد البناء بدء بعمارة الأسفل قبل أن يشيد ما فوقها.
و أجيب على قوله تعالى {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} و فيها أن دحو الأرض متأخر عن خلق السماء. و قيل أن "ثم" هنا تفيد عطف الخبر على الخبر و ليس الفعل على الفعل.
وفي صحيح البخاريّ: أنّ ابن عبّاسٍ سئل عن آيات سورة النازعات - فأجاب بأنّ الأرض خلقت قبل السّماء وأنّ الأرض إنّما دحيت بعد خلق السّماء، وكذلك أجاب غير واحدٍ من علماء التّفسير قديمًا وحديثًا، و قد ذكره ابن كثير في تفسيره.

القول الثاني: أن السماء خلقت أولاً:
احتج من أخذ بهذا القول؛ بقوله تعالى :{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} . و قد قال به قتادة.

•و هناك من توقف عن الترجيح بين هذين القولين مثل القرطبي ذكره ابن كثير.

ب: معنى قوله تعالى: {يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين}.

قيل في سبب نزول هذه الآية أنه :

عندما ضرب الله المثل بالذبابة و العنكبوت استغرب و استنكر المشركون ضرب هذه الأمثال فقال اللّه عزّ وجلّ: {إنّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}.
•و قيل لأنه عندما ذكر الله تعالى المثليين السابقين لهذه الآية: { مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا}[البقرة: 17] وقوله {أو كصيّبٍ من السّماء}[البقرة: 19]، استنكر المنافقون فأنزل الله تعالى هذه الآيات، و قد رجح ابن كثير هذا القول عن ابن جرير لاتساقه مع الآيات.
و المعنى المراد: فأما المؤمنون فيزدادوا إيماناً و تصديقاً بالله تعالى و استسلاماً لله تعالى فهداهم الله،و أما الذين كفروا فيزدادوا ضلالاً و كفراً، و ذلك لكبرهم و عنادهم فازادادوا كفراً فضلوا .
•وقال تعالى: {ألم تر كيف ضرب اللّه مثلا كلمةً طيّبةً كشجرةٍ طيّبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السّماء * تؤتي أكلها كلّ حينٍ بإذن ربّها ويضرب اللّه الأمثال للنّاس لعلّهم يتذكّرون * ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرارٍ * يثبّت اللّه الّذين آمنوا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة ويضلّ اللّه الظّالمين ويفعل اللّه ما يشاء}[إبراهيم: 24-27].

ج: معنى "الفسق" لغة وشرعا.

الفسق لغة: الخروج، يقال للفارة الفويسقة إذا خرجت من جحرها لتفسد. و قيل فسقت البيضة إذا خرج الطير منها.
أما شرعاً: هو الخروج عن طاعة الله .و يطلق على العاصي الخارج عن طاعة الله و أوامره.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م, 10:22 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الخامسة: :


1. حرّر القول في المسائل التالية:
:

أ: المراد بالخليفة ومعنى خلافته في قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}:

الخليفة من خلف يخلف ...
🔹والمراد بالخليفة هنا على قولين كما ذكر الخلاف ابن كثير وذكر أن الخلاف بين المفسرين كبير كما نقله الرازي :

1- فقيل المراد آدم عليه السلام فقط ... حكى ابن كثير هذا القول عن القرطبي الذي عزاه إلى ابن مسعود وابن عباس ، كما نقله عن السدي عن ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة : «أنّ اللّه تعالى قال للملائكة:{إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} قالوا: ربّنا وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: يكون له ذرّيّةٌ يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضًا». فجعل الخليفة آدم عليه السلام ... والإفساد من ذريته ...

2- وقيل ليس آدم عليه السلام بعينه فقط ، وإنما هو ومن جاء بعده من جنسه وذريته ... ذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير ... ورجحه ابن كثير ورد القول الأول ... واستدل لذلك بأنه لو كان المراد آدم عليه السلام عينه ما قالت الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) وذلك إنما هو فعل جنس بني آدم وليس آدم نفسه عليه السلام ...
كما نقل عن ابن جرير قوله : وإنّ ذلك الخليفة هو آدم ومن قام مقامه في طاعة اللّه والحكم بالعدل بين خلقه. وأمّا الإفساد وسفك الدّماء بغير حقّها فمن غير خلفائه.

🔹ومعنى خلافة آدم وجنسه وذريته هنا على أقوال :
🔻الأول :
أنهم يخلفون الجن في سكنى الأرض وعمارتها ...ذكره الزجاج ، وذكره ابن عطية عن ابن عباس ... وذكره ابن كثير عن ابن جرير ، وأشار إليه في بيان أن سؤال الملائكة كان قياسا على ما رأوه من إفساد من الخلق قبلهم .

- قال ابن عباس : ( كانت الجن قبل بني آدم في الأرض فأفسدوا وسفكوا الدماء فبعث الله إليهم قبيلا من الملائكة قتلهم وألحق فلّهم بجزائر البحار ورؤوس الجبال، وجعل آدم وذريته خليفة ) ذكره ابن عطية
- وذكره ابن كثير - بلفظ مختلف - عن ابن جرير عن ابن عباس قال : «أوّل من سكن الأرض الجنّ، فأفسدوا فيها وسفكوا فيها الدّماء، وقتل بعضهم بعضًا». قال: «فبعث اللّه إليهم إبليس، فقتلهم إبليس ومن معه حتّى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال. ثمّ خلق آدم وأسكنه إيّاها، فلذلك قال:{إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً}»

- وقال الزجاج : روي: أن خلقا يقال لهم "الجان" كانوا في الأرض فأفسدوا وسفكوا الدماء فبعث اللّه ملائكته فأجلتهم من الأرض.

- وكان محمّد بن إسحاق يقول في قوله تعالى: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} يقول: «ساكنًا وعامرًا يسكنها ويعمّرها خلفًا ليس منكم». ذكره ابن كثير

🔻الثاني :
أن المعنى : أن بني آدم يخلف بعضهم بعضا جيلا يخلف جيلا وقرنا بعد قرن ... ذكره ابن عطية عن الحسن وذكره ابن كثير
- قال الحسن: «إنما سمى الله بني آدم خليفة لأن كل قرن منهم يخلف الذي قبله، الجيل بعد الجيل». ذكر قوله ابن عطية وقال : ففي هذا القول يحتمل أن تكون بمعنى خالفة وبمعنى مخلوفة ...
فكل جيل خالف لمن قبله مخلوف ممن يأتي بعده ...

- واستدل ابن كثير لهذا المعنى بقوله تعالى :
{وهو الّذي جعلكم خلائف الأرض}[الأنعام: 165] وقال {ويجعلكم خلفاء الأرض}[النّمل: 62]. وقال {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكةً في الأرض يخلفون}[الزّخرف: 60].وقال {فخلف من بعدهم خلفٌ}[مريم: 59].

- كما نقل عن ابن جرير ذلك : وإنّما معنى الخلافة الّتي ذكرها اللّه إنّما هي خلافة قرن منهم قرنا.
قال: والخليفة الفعلية من قولك، خلف فلانٌ فلانًا في هذا الأمر: إذا قام مقامه فيه بعده،
كما قال تعالى: {ثمّ جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون}[يونس: 14]. ومن ذلك قيل للسّلطان الأعظم: خليفةٌ؛ لأنّه خلف الّذي كان قبله، فقام بالأمر مقامه، فكان منه خلفًا.

🔻الثالث :
أنه خليفة لله في أرضه بالحكم فيها بشرعه وأمره ... ذكره ابن عطية عن ابن مسعود
- قال ابن مسعود: «إنما معناه: خليفة مني في الحكم بين عبادي بالحق وبأوامري» يعني بذلك آدم عليه السلام ومن قام مقامه بعده من ذريته

- وأشار للمعنى نفسه ابن كثير عندما نقل قول القرطبي قال معلقا على قول الملائكة : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) قال : أو فهموا من الخليفة أنّه الّذي يفصل بين الناس ، ويقع بينهم من المظالم ويردّ عنهم المحارم والمآثم، قاله القرطبيّ]

- كما ذكره ابن كثير نقلا عن ابن جرير فقال :
قال ابن جريرٍ: فكان تأويل الآية على هذا: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} منّي، يخلفني في الحكم بين خلقي .

🔻والمعاني الثلاثة لا تعارض بينها ... فبنو آدم حسبما ذكر ابن عباس وغيره قد خلفوا الجن في سكنى الأرض ، وهم يخلف بعضهم بعضا فيها ، ومأمورون بإصلاحها بإقامة شرع الله تعالى فيها ...

ب: القراءات في قوله تعالى: {فأزلّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه} ومعنى الآية على كل قراءة.

🔹قرئت على قراءتين :
وَفِي فَأَزَلَّ اللاَّمَ خَفِّفْ لِحَمْزَةٍ ... وَزِدْ أَلِفًا مِنْ قَبْلِهِ فَتُكَمِّلَا
فقرأ حمزة : فأزالهما
وقرأ الباقون : فأزلهما ، بتشديد اللام وبلا ألف .

🔻فقراءة الجمهور ( أزلهما ) مأخوذة من الزلل وهو الخطأ ...
وقيل أصل الزلل في القدم ، فزل بمعنى عثر ...
وتستخدم في تعثر القدم وتعثر الرأي والخطأ ...
فأزلهما أي سبب لهما الزلل والخطأ ...
قال الزجاج : كما تقول -للذي يعمل ما يكون وصلة إلى أن يزلك من حال جميلة إلى غيرها-: أنت أزللتني عن هذا، أي: قبولي منك أزلني، فصرت أنت المزيل لي.

- وعلى هذا المعنى يكون الضمير في ( عنها ) عائدا إلى الشجرة ... أي أنه أزلهما عن الشجرة أي بسببها ... وبين ابن كثير أن هذا كقوله تعالى : كما قال تعالى: {يؤفك عنه من أفك}[الذّاريات: 9] أي: يصرف بسببه من هو مأفوكٌ ...

- فيكون المقصود من الآية أن إبليس وسوس لهما وأغواهما بوعوده فكان وسواسه سببا لمعصيتهما وزللهما عن الطاعة وأكلهما من الشجرة التي نهيا عنها ... والتي كان عاقبتها الإخراج من الجنة حتى حين ...

🔻وقراءة حمزة : فأزالهما مأخوذ من الزوال ... أزالهما أي نحاهما وأبعدهما ...
قال ابن عطية : فأزالهما، مأخوذ من الزوال، كأنه المزيل لما كان إغواؤه مؤديا إلى الزوال.
وعلى هذا يكون الضمير في عنها عائدا إلى الجنة ... أي أزالهما عن الجنة ...
وعلى ذلك يكون المقصود هنا أن إبليس بوسواسه لهما وإغرائهما بالأكل من الشجرة كان سبب تنحيتهما وإخراجهما وإبعادهما وإزالتهما من الجنة ومن النعيم الذي كانا يتنعمان فيه ...

🔻والقراءتان صحيحتان والمعنيان مقصودان توسعة في المعنى ...


2. بيّن ما يلي :
:
أ: الحكمة من أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام.
قال قتادة في قوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم}:«فكانت الطاعة لله، والسجدة أكرم اللّه آدم بها أن أسجد له ملائكته».ذكر قوله ابن كثير
🔻فيظهر من ذلك أن من حكم الأمر بالسجود لآدم :
1- تكريما لآدم عليه السلام وجنسه ورفعا لقدره وتعظيما لشأنه ، والامتنان على بني آدم بهذه المكانة قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )
وقد أورد ابن كثير حديث موسى، عليه السّلام: «ربّ، أرني آدم الّذي أخرجنا ونفسه من الجنّة»، فلمّا اجتمع به قال: «أنت آدم الّذي خلقه اللّه بيده، ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته». وكان ذلك تعدادا لما من الله عليه به وأكرمه وخصه به ...
قال قتادة :«حسد عدوّ اللّه إبليس آدم، عليه السّلام، على ما أعطاه اللّه من الكرامة، ) فبين أن ذلك كرامة من الله

- وذلك يشمل أي معنى مما اختلفوا فيه من معنى سجود الملائكة لآدم أهو سجود حقيقي أم هو خضوع بلا انحناء ، أم هو سجود لله وآدم قبلة وجهة ... وإن كان ابن كثير رد كل تلك التأويلات وقال أن المعنى على حقيقة سجودهم لآدم وأن ذلك أبلغ التكريم له ...

2- عبادة لله تعالى وقربة إليه بطاعته ... فالله أمر الملائكة أن تسجد لآدم فسجدت ممتثلة لأمر الله طائعة له ... وامتنع إبليس معصية وتكبرا فاستحق لمعصيته اللعن إلى يوم الدين
قال قتادة :«حسد عدوّ اللّه إبليس آدم، عليه السّلام، على ما أعطاه اللّه من الكرامة، وقال: أنا ناريٌّ وهذا طينيٌّ، وكان بدء الذّنوب الكبر، استكبر عدوّ اللّه أن يسجد لآدم، عليه السّلام».ذكره ابن كثير

3- أن في ذلك تهيئة لآدم عليه السلام ولجنسه للمهمة المنوطة بهم في عمارة الأرض وخلافة الله في الأرض وإقامتها بشرعه ... إذ أن من أسجد الله له ملائكته وطرد بسبب رفضه إبليس من رحمته قد هيئ لأمر عظيم ... وأمانة كبرى ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ) ... فكان مشهد السجود تهيئة لذلك الخليفة ليحمل الأمانة ...

ب: المراد بالهدى في قوله تعالى: {فإما يأتينّكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
🔹اختلف في معنى هدى على أقوال :
1- قيل بيان وإرشاد ... ذكره ابن عطية وقال الأصوب بيان ودعاء

2- قيل الهدى الرسل ... وهي رسل الملائكة إلى آدم ورسل البشر إلى ذريته ... ذكره ابن عطية ..

3- وقيل الأنبياء والرسل والبيان كما ذكره ابن كثير عن أبي العالية وهو يجمع القولين الأولين ،...

4- وقيل الهدى محمد صلى الله عليه وسلم . ذكره ابن كثير عن مقاتل

5- وقيل الهدى القرآن ، ذكره الحسن ...

قال ابن كثير في القولين الأخيرين أنهما صحيحان ، ولكن قول أبي العالية أعم ... فهو يشمل كل بيان وإرشاد من الله للبشر بإنزال الكتب أو بإرسال الرسل ... ويشمل كل أنبياء الله ورسله
فهو أعم الأقوال ...
فالهدى الذي آتاه الله جنس بني آدم شمل كل تلك الأنواع من الدلالات والبيان ...

ج: دليلا على عودة آدم للجنة بعد أن أهبط منها.
دل على ذلك قوله تعالى :
{وقلنا اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدوٌّ ولكم في الأرض مستقرٌّ ومتاعٌ إلى حينٍ}
فإن قرار آدم ومن بعده ذريته في الأرض ليس دائما وإنما هو مؤقت ومؤجل بأجل ... قيل ( إلى حين ) أي إلى انتهاء الآجال بالموت ، وقيل إلى يوم القيامة ...

قال ابن عطية :
وفي قوله تعالى {إلى حينٍ} فائدة لآدم عليه السلام، ليعلم أنه غير باق فيها ( أي في الأرض ) ومنتقل إلى الجنة التي وعد بالرجوع إليها، وهي لغير آدم دالة على المعاد.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 رجب 1438هـ/16-04-2017م, 12:11 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الأولى:



1.حرّر القول في المسائل التالية:
أ: هل الجنة التي سكنها آدم عليه السلام هي جنة الخلد؟
اختلف في الجنة التي أسكنها آدم على قولين أوردهما ابن عطية بدون إسناد :
القول الأول : هي جنة الخلد ..
القول الثاني : هي جنة أعدت لهما .
ونقل أن من لم يقل بالقول الأول استبعده لأن من يدخل جنة الخلد لا يخرج منها.
ورد عليه ابن عطية بأن هذا لا يمتنع، إلا أن السمع ورد أن من دخلها مثابا لا يخرج منها، وأما من دخلها ابتداء كآدم فغير مستحيل ولا ورد سمع بأنه لا يخرج منها ويبدو أنه اختياره .


ب: المراد بالعهد في قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}.
ذكر المفسرون عدة أقوال في المراد بالعهد في الآية الكريمة :
القول الأول :هو ما أخذ اللّه على النبيين ومن اتبعهم، ألا يكفروا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم،
ذكره الزجاج وابن عطية واستدل له الزجاج بقوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا}

القول الثاني : هو العهد الّذي ذكره [اللّه] تعالى هو العهد الذي أخذه عليهم حين أخرجهم من صلب آدم ... روي عن مقاتل بن حيّان وذكره الزجاج كما نقله ابن كثير عن ابن جرير واستدلا له بما وصف في قوله: {وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى [شهدنا]} الآيتين [الأعراف: 172، 173]

القول الثالث : نصب الأدلة على وحدانية الله بالسماوات والأرض وسائر الصنعة هو بمنزلة العهد، فكل ذي تمييز يعلم أن اللّه خالق، فعليه الإيمان به ... حاصل ماذكره الزجاج وابن عطية .


القول الرابع : هو وصيّة اللّه إلى خلقه وأمره إيّاهم بما أمرهم به من طاعته، ونهيه إيّاهم عمّا نهاهم عنه من معصيته في كتبه، وعلى لسان رسله، ونقضهم ذلك هو تركهم العمل به. .. حاصل ما ذكره ابن عطية وما ذكره ابن كثير عن ابن جرير .


القول الخامس : أن الآية في كفّار أهل الكتاب والمنافقين منهم، وعهد اللّه الّذي نقضوه هو ما أخذه اللّه عليهم في التّوراة من العمل بما فيها واتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا بعث والتّصديق به، وبما جاء به من عند ربّهم، ونقضهم ذلك هو جحودهم به بعد معرفتهم بحقيقته وإنكارهم ذلك، وكتمانهم علم ذلك [عن] النّاس بعد إعطائهم اللّه من أنفسهم الميثاق ليبيّننّه للنّاس ولا يكتمونه، فأخبر تعالى أنّهم نبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنًا قليلًا ..... رواه ابن كثير عن مقاتل واختاره ابن جرير .


القول السادس : أنه عني بهذه الآية جميع أهل الكفر والشّرك والنّفاق. وعهده إلى جميعهم في توحيده: ما وضع لهم من الأدلّة الدّالّة على ربوبيّته، وعهده إليهم في أمره ونهيه ما احتجّ به لرسله من المعجزات الّتي لا يقدر أحدٌ من النّاس غيرهم أن يأتي بمثلها الشّاهدة لهم على صدقهم، قالوا: ونقضهم ذلك: تركهم الإقرار بما ثبتت لهم صحّته بالأدلّة وتكذيبهم الرّسل والكتب مع علمهم أنّ ما أتوا به حقٌّ .. ....رواه ابن كثير عن مقاتل ونقله عن ابن جرير


القول السابع :
هو ما عهد إليهم في القرآن فأقرّوا به ثمّ كفروا فنقضوه .... ذكره السدي في تفسيره للآية ونقله عنه ابن كثير ، كما ذكر ابن عطية نحوه عن قتادة .
وقد ذكر ابن عطية أن : كل عهد جائز بين المسلمين فنقضه لا يحل بهذه الآية.
والأقوال في الآية من باب اختلاف التنوع ، فما ذكر فيها من الأقوال كانت من باب ذكر نوع من الأنواع التي يمكن أن يطلق عليها " عهد الله "والله تعالى أعلم.


2.
بيّن ما يلي:
أ: مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم".
الله تبارك وتعالى من كمال ربوبيته الخاصة على آدم عليه السلام أنه ألهمه وعلمه وفهمه كلمات ، وليس هذا فقط ؛ بل ووفقه لها ولتلقيها وقبولها ولزومها ، فاعترف بذنبه وسأل ربه ومولاه مغفرته ، فقال : {ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين (23)}وسواء كانت هذه هي الكلمات أو غيرها فلن تخرج عن مقصودها ؛ وهو الاعتراف بالذنب وطلب العفو والمغفرة والصفح ، فلما صدر ذلك من آدم تاب الله عليه ، وذلك كله إنما من آثار معنى اسميه التواب الرحيم ، فالتواب بصيغة المبالغة أي كثير التوبة ، فهو الذي يتوب على عباده بأن يشوقهم للتوبة وييسر لهم سبلها ثم يوفقهم لها ثم يقبلها منهم ، والرحيم أيضا بصيغة المبالغة ، أي كثير الرحمة وعظيمها ، الذي من رحمته أنه يتوب على عباده فيغفر لهم ويصفح عنهم ومن ثم يدخلهم جنته ، فناسب جداً ختم الآية بهذين الاسمين الجليلين .


ب: معنى الفوقية في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}.
قالوا في معنى قوله: {فما فوقها} قولين:
القول الأول : ما دونها في الصغر والحقارة .... قاله الكسائئ وأبو عبيده وذكره المفسرون الثلاثة واستدل له ابن كثير بكلام العرب فقال " كما إذا وصف الرجل باللؤم والشح فيقول السامع ؛ نعم وهو فوق ذلك وبما ورد في الحديث : «لو أنّ الدّنيا تزن عند اللّه جناح بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربة ماءٍ».
والعلة عند من اختاره : أن الغرض هنا فيما يدل عليه السياق هو الصغروالتحقير وتقليل المثل بالأنداد .

القول الثاني : فما أكبر منها .... وهو قول قتادة وابن جريج وذكره المفسرون الثلاثة واختاره ابن جرير الطبري.
واستدل له ابن كثير [بما رواه مسلمٌ عن عائشة، رضي اللّه عنها: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ما من مسلمٍ يشاك شوكةً فما فوقها إلّا كتبت له بها درجةٌ ومحيت عنه بها خطيئةٌ»].

والعلة عندهم أنه ليس شئ أحقر ولا أصغر من البعوضة فتكون بمثابة النهاية في الصغر فيما يمكن أن يضرب به المثل .
وقد ذكر ابن عطية أن القولان محتملان ، ولكن ابن جرير الطبري اختار القول الثاني ، وذكر الزجاج أن النحويين يختارونه أيضاً .

ج: المراد بما أمر الله أن يوصل.
ذكر في ذلك قولان :
الأول : هو الأرحام والقرابات....قاله قتادة و نقله عنه ابن عطية وابن كثير ورجحه ابن جرير واستدل له ابن كثير بقوله تعالى: {فهل عسيتم إن تولّيتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم}

القول الثاني : أن المراد به عام للأرحام وغيرها وأن الآية تشير إلى دين الله وعبادته في الأرض، وإقامة شرائعه، وحفظ حدوده. وهو ما نقله ابن عطية عن جمهور أهل العلم ورجحه ، كما ذكره ابن كثير.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 رجب 1438هـ/16-04-2017م, 05:06 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعة الثانية:
1.حرّر القول في المسائلالتالية:
أ: معنى الاستواء في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات}
مذهب أهل السنة والجماعة إثبات صفة استواء الله على عرشه بمعنى العلو والارتفاع من دون تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تحريف ولا تفويض ولا تأويل، واستدلوا بقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) وقد أجمعوا على أن الاستواء إذا عدي بحرف الجر (على) كان معناه العلو والارتفاع.
ثم اختلفوا فيما إذا عدي بحرف الجر (إلى) كما في هذه الآية (ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات) على قولين: فمنهم من قال: يكون معناه العلو أيضا وهو الذي ذهب إليه الطبري وابن تيمية وابن القيم -رحمهم الله- وقال بعضهم يكون معناه القصد والعمد وهو الذي مال إليه ابن كثير والسعدي وابن عثيمين -رحمهم الله -.
أما الأشاعرة فقد أنكروا صفة الاستواء وأولوها كما أنكروا غيرها من الصفات ولم يثبتوا لله سوى سبع صفات وابن عطية – رحمه الله- في تفسيره للآية أوّل الاستواء بعدة تأويلات كما يظهر اتباعا لمذهب الأشاعرة الباطل الذي عبر عنه بقوله: "والقاعدة في هذه الآيةونحوها منع النقلة وحلول الحوادث، ويبقى استواء القدرة والسلطان " .
وفيما يلي بيان الأقوال الواردة في التفاسير الثلاثة :
ق1: علا وارتفع. وهو الذي رجحه الطبري نقله ابن عطية وأولّه بعلا أمره وقدرته وسلطانه والتأويل باطل.
ق2: عمد وقصد. أورده الزجاج وابن عطية عن ابن كيسان ورجحه ابن كثير لأنّه عدّي بإلى ،، وأولّه ابن عطية بخلقه واختراعه والتأويل باطل أيضا.
ق3:صعد أمره إلى السماء. ذكره الزجاج رواية عن ابن عباس رضي الله عنه وقد ورد عنه في موضع آخر ما يخالف هذه الرواية .
ق4:كمل صنعه فيها كما تقول: استوى الأمر. أورده ابن عطية وضعفه.
ق5: أقبل . ذكره ابن عطية عن الطبري وأشار إلى أنه ضعفه ، ورجح ابن كثير أن القصد يتضمن معنى القصد والإقبال.
ق6: استولى . ذكره ابن عطية وضعفه في هذه الآية وصححه في ( الرحمن على العرش استوى) والتأويل باطل في الموضعين وهو من تأويلات المعتزلة والأشاعرة الباطلة ، واستدل له ابن عطية بقول الأخطل :

قد استوى بشر علىالعراق.......من غير سيف ودم مهراق


ب: المراد بالكلمات التي تلقّاهاآدم.
ق1: أنها مفسرة بقوله تعالى :(ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفرلنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين (23) . روي عن الحسن و مجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ،وأبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ، والحسن، وقتادة، ومحمّد بن كعبٍ القرظي، وخالد بنمعدان، وعطاءٍ الخراسانيّ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، ذكره ابن كثير وابن عطية وهو حاصل قول الزجاج .

ق2: قول آدم سبحانك اللهم لا إلهإلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم روي عن مجاهد ذكره ابن عطية .
عن مجاهدٍ أنّهكان يقول في قول اللّه تعالى: {فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ} قال: «الكلمات: اللّهمّ لا إله إلّاأنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي إنّك خير الغافرين، اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فارحمني، إنّك خير الرّاحمين. اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فتب عليّ، إنّك أنت التّوّاب الرحيم».

ق3: قول آدم " أي رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قالبلى، قال: أي رب ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن تبت وأطعت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم" روي عن ابن عباس ذكره ابن عطية وابن كثير.
ق4: قول آدم " أي رب أرأيت ما عصيتك فيه أشيء كتبته علي أم شيء ابتدعته؟ قال: بل شيء كتبته عليك. قال: أي رب كما كتبته علي فاغفر لي" روي عن عبيد بن عميرنقله ابن عطية وابن كثير.
ق5: قول آدم " أي رب أرأيت إن أنا تبت وأصلحت؟ قال: إذا أدخلك الجنة" روي عن قتادة نقله ابن عطية .
وقريب منه ما روي عن أبيّ بن كعبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «قال آدم،عليه السّلام: أرأيت يا ربّ إن تبت ورجعت، أعائدي إلى الجنّة؟ قال: نعم. فذلك قوله: {فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}». أورده ابن كثير وقال وهذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه وفيه انقطاعٌ.
وعن أبي العالية، في قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ} قال: «إنّ آدم لمّا أصاب الخطيئة قال: يا ربّ، أرأيت إن تبت وأصلحت؟ قال اللّه: إذن أرجعك إلى الجنّة فهي من الكلمات. أورده ابن كثير.
ق6: إن المراد بالكلمات ندمه واستغفاره وحزنه، رسول الله فتشفع بذلك، فهيالكلمات. أورده ابن عطية.
ق7: إن المراد بالكلمات ندمه واستغفارهوحزنه، وسماها كلمات مجازا لما هي في خلقها صادرة عن كلمات، وهي كن في كل واحدة منهن، وهذا قول يقتضي أن آدم لم يقل شيئا إلا الاستغفارالمعهود. ذكره ابن عطية .
ق8: علمه شأن الحج روي عن ابن عباس نقله ابن كثير .
قال أبو إسحاق السّبيعي،عن رجلٍ من بني تميمٍ، قال: أتيت ابن عبّاسٍ، فسألته: [قلت]: ما الكلمات الّتي تلقّى آدم من ربّه؟ قال: «علم [آدم] شأن الحج».

3. بيّن ما يلي:
أ: دليلا على قاعدةسد الذرائع مما درست.
قوله تعالى (ولا تقربا هذه الشجرة) فإنه لما أراد -سبحانه-النهي عن الأكل من الشجرة عبر بلفظة القرب، فنهى عن القرب منها لأنه سبيل للوقوع في المحظور .

ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاما بعوضة فما فوقها}.
قيل : أنه لما ضرب الله المثلين في المنافقين السابق ذكرهما في هذه السورة قال المنافقون الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال فنزلت الآية . أورده ابن عطية واختاره ابن جرير لأنه أمس بالسورة نقله عنه ابن كثير.
قال السّدّيّ في تفسيره، عنأبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ -وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من الصّحابة: «لمّا ضرب اللّه هذين المثلين للمنافقين-يعنيقوله: {مثلهم كمثل الّذي استوقدنارًا}[البقرة: 17] وقوله{أو كصيّبٍ منالسّماء}[البقرة: 19] الآيات الثّلاث-قال المنافقون: اللّه أعلى وأجلّ من أن يضرب هذه الأمثال، فأنزل اللّه هذه الآيةإلى قوله:{هم الخاسرون}».
وقيل : لما ضرب الله في القران مثل الذباب والعنكبوت ماذا يريد الله بهذا مثلا فنزلت الآية ذكره الزجاج وأورده ابن عطية وابن كثير.
عن قتادة: «لمّا ذكر اللّه العنكبوت والذّباب، قال المشركون: مابال العنكبوت والذّباب يذكران؟ فأنزل اللّه [تعالى هذهالآية] {إنّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً فمافوقها}».
وقال سعيدٌ، عن قتادة: «أي إنّ اللّه لا يستحيي من الحقّأن يذكر شيئًا ما، قلّ أو كثر، وإنّ اللّه حين ذكر في كتابه الذّباب والعنكبوت قال أهل الضّلالة: ما أراد اللّه من ذكر هذا؟ فأنزل اللّه:{إنّ اللّه لا يستحيي أن يضربمثلا ما بعوضةً فما فوقها}».
قال ابن كثير قلت: العبارة الأولى عن قتادة فيها إشعارٌ أنّ هذه الآية مكّيّةٌ، وليس كذلك، وعبارة رواية سعيدٍ، عن قتادة أقرب واللّه أعلم. وروى ابن جريج عن مجاهدٍ نحو هذا الثّاني عن قتادة.
وقيل : أنه مثل ضربه الله للدنيا روي عن الربيع بن أنس نقله ابن كثير وأورده ابن عطية وضعفه بقوله "وهذا ضعيف يأباه رصف الكلام واتساق المعنى" .
عن الرّبيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: «هذا مثلٌ ضربه اللّه للدنيا؛ إذ البعوضة تحيا ماجاعت، فإذا سمنت ماتت. وكذلك مثل هؤلاء القوم الّذين ضرب لهم هذا المثل في القرآن،إذا امتلؤوا من الدّنيا ريًّا أخذهم اللّه تعالى عندذلك»، ثمّتلا{فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّشيءٍ}[الأنعام: 44].

ج: المراد بالحين في قوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقرّومتاع إلى حين}.
الحين في اللغة المدة والمقدار من الزمن واختلف العلماء في المراد به في الآية على قولين :
ق1: إلى يوم القيامة . ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
ق2: إلى الموت. ذكره الزجاج وابن عطية .

والله تعالى أعلم

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 رجب 1438هـ/16-04-2017م, 06:04 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في المسائل التالية:

أ: هل كان إبليس من الملائكة؟

اختلف العلماء في جنس إبليس هل هو من الملائكة أم من الجن؟ وذلك لورود الآيات القرآنية باستثنائه من الملائكة في مواضع من القرآن عند التعرض لسجود الملائكة لآدم عليه السلام قال تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ " وهي تدل على استثنائه من الملائكة.
وقد جاءت آية سورة الكهف مصرحة بأن إبليس من الجن، قال تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ"

ومنشأ الخلاف بحسب ما عده كلا منهم في نوع الاستثناء، وبحسب ما استدل به كلا منهم وبما رد به الإشكالات الواردة على قوله، فبناء على ذلك انقسموا إلى قسمين:

▫الأول: أن إبليس كان من الملائكة فاستثني منهم في السجود، وقوله تعالى: {إلّا إبليس} نصب على الاستثناء المتصل لأنه من الملائكة.

*دليلهم:
استثناء الله إبليس من الملائكة.


*تخريجهم لقوله تعالى: (كان من الجن) على أنه:
. عمل عملهم فكان منهم في هذا فيما بعد.
عن ابن عبّاسٍ قال: «كان إبليس اسمه عزازيل، وكان من أشراف الملائكة من ذوي الأجنحة الأربعة، ثمّ أبلس بعد». وقال أيضاً: فلمّا أبى إبليس أن يسجد أبلسه اللّه، أي: آيسه من الخير كلّه، وجعله شيطانًا رجيمًا عقوبة لمعصيته.
. أو على أن الملائكة قد تسمى جنا لاستتارها، قال تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً}.
وقال الأعشى في ذكر سليمان عليه السلام:
وسخّر من جن الملائك تسعة.......قياما لديه يعملون بلا أجر
. أو على أن يكون نسبهم إلى الجنة كما ينسب إلى البصرة بصريّ، لما كان خازنا عليها.
. أنه تشبيه له بهم حيث قالت فرقة: «قد كان تقدم قبل من الجن من كفر فشبهه الله بهم وجعله منهم، لما فعل في الكفر فعلهم».
وعليه {كان من الجن} أي: كان ضالاً كما أن الجن كانوا ضالين.
. أن الجن اسم للحي الذي كان إبليس منه.
عن ابن عبّاسٍ قال:«كان إبليس قبل أن يركب المعصية من الملائكة اسمه عزازيل، وكان من سكّان الأرض، وكان من أشدّ الملائكة اجتهادًا، وأكثرهم علمًا؛ فذلك دعاه إلى الكبر، وكان من حيٍّ يسمّون جنًّا».
وعنه قال: «إنّ من الملائكة قبيلا يقال لهم: الجن، وكان إبليس منهم، وكان يسوس ما بين السّماء والأرض، فعصى، فمسخه اللّه شيطانًا رجيمًا». رواه ابن جريرٍ.


*إشكال يرد على هذا القول وهو: أن إبليس قال: خلقتني من نارٍ وخلقته من طينٍ. فهناك فرق في الخلقة!
وأطيب عن هذا بما رواه ابن جرير عن ابن عبّاسٍ قال: «كان إبليس من حيّ من أحياء الملائكة يقال لهم: الجنّ، خلقوا من نار السّموم، من بين الملائكة، وكان اسمه الحارث، وكان خازنًا من خزّان الجنّة»،
قال: «وخلقت الملائكة كلّهم من نورٍ غير هذا الحيّ»،
قال: «وخلقت الجنّ الّذين ذكروا في القرآن من مارجٍ من نارٍ، [وهو لسان النّار الّذي يكون في طرفها إذا لهّبت»


وهذا القول بأن إبليس من الملائكة هو قول الجمهور، ورجحه الطبري وقال: «ليس في خلقه من نار ولا في تركيب الشهوة والنسل فيه حين غضب عليه ما يدفع أنه كان من الملائكة». وقال ابن عطية: وهو ظاهر الآية.



▫الثاني: لم يكن إبليس من الملائكة وإنما من الجن، والاستثناء منقطع.



*دليلهم:
١. قوله: {إلّا إبليس كان من الجنّ} وهذا صريح في أن إبليس من الجن.
٢. أن الله تعالى قال صفة للملائكة: {لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} فلو كان من الملائكة لما عصى الله.

*جوابهم على من قال: كيف جاز أن يستثنى من الملائكة ؟
قالوا: إن الملائكة -وإياه- أمروا بالسجود، قالوا: ودليلنا على أنه أمر معهم قوله: {إلا إبليس أبى} فلم يأب إلا وهو مأمور.

وروي عن سعد بن مسعودٍ، قال: «كانت الملائكة تقاتل الجنّ، فسبي إبليس وكان صغيرًا، فكان مع الملائكة، فتعبّد معها، فلمّا أمروا بالسّجود لآدم سجدوا، فأبى إبليس. فلذلك قال تعالى:{إلا إبليس كان من الجنّ}.
وقال شهر بن حوشب: «كان من الجن الذين كانوا في الأرض وقاتلتهم الملائكة فسبوه صغيرا، وتعبد وخوطب معها»، وحكاه الطبري عن ابن مسعود.
قال ابن كثير: والغرض أنّ اللّه تعالى لمّا أمر الملائكة بالسّجود لآدم دخل إبليس في خطابهم؛ لأنّه -وإن لم يكن من عنصرهم- إلّا أنّه كان قد تشبّه بهم وتوسّم بأفعالهم؛ فلهذا دخل في الخطاب لهم، وذمّ في مخالفة الأمر.

وقال بهذا ابن عباس في رواية والحسن البصري واختاره الزجاج في تفسيره
روى ابن جرير عن الحسن، قال: «ما كان إبليس من الملائكة طرفة عينٍ قط، وإنّه لأصل الجنّ، كما أنّ آدم أصل الإنس». وهذا إسنادٌ صحيحٌ عن الحسن. وهكذا قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم سواءً.


والله أعلم ما الراجح في هذا فكلا الأدلة قوية


ب: علّة تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء.

أورد ابن عطية وابن كثير في تفسيريهما بعض العلل:
- أن التكرار بسبب أن الحكم المتعلق بكل منهم مغاير للآخر، فعلى بالأول العداوة، وبالثاني إتيان الهدى. ورجح هذا ابن كثير
- أن التكرار وقع على جهة تغليظ الأمر وتأكيده، كما تقول لرجل قم قم.
- أن الهبوط الأول من الجنة إلى السماء الدنيا، والثاني من سماء الدنيا إلى الأرض. واختلف ترتيب الآية عن الوقوع. وهذا القول حكاه النقاش. وعليه لا يكون هناك تكرار في الآية أصلا.

3. بيّن ما يلي:

أ: أيهما خلق أولا: الأرض أم السماء؟

ذكر ابن عطية أن قوله (ثم) هنا هي لترتيب الأخبار لا لترتيب الأمر في نفسه.
لكن الصحيح والظاهر من الآية أن الأرض وما فيها خلق قبل السماء.
قال ابن كثير: ففي هذا دلالة -في شأن آية البقرة والسجدة- على أنه ابتدأ بخلق الأرض أولا ثم خلق السماوات سبعا وهذا شأن البناء أن يبدأ بعمارة أسافله ثم أعاليه بعد ذلك.

ويشكل على هذا قوله تعالى: "أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها... والأرض بعد ذلك دحاها) فذكر خلق السماء قبل الأرض.
ويجاب عن هذا بما ورد في صحيح البخاري: أن ابن عباس سئل عن هذا بعينه، فأجاب بأن الأرض خلقت قبل السماء وأن الأرض إنما دحيت بعد خلق السماء. وكذلك أجاب غير واحد من علماء التفسير قديما وحديثا.

ب: معنى قوله تعالى: {يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين}.

أولا اختلف المتأولون في قوله :(يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا) هل هو من قول الكافرين أم من قول الله وهناك احتمال ثالث أورده ابن عطية وهو أن قوله:(ويهدي به كثيرا) ردا من الله تعالى على قول الكفار (يضل به كثيرا)
فعلى أنه من قول الله فيكون المعنى: أنه سبحانه يضرب المثل للجميع يدعوهم بذلك إلى تصديقه، وجميعهم يعلم بموافقة ذلك المثل، ولكن طائفة وهم أهل الكفر والنفاق وقيل: الخوارج طائفة كثبرة من هؤلاؤ يكذبون بما علموه يقينا من صحة هذا المثل فيعمون به ويضلون زيادة على ضلالهم ، وذلك إضلال الله إياهم. وطائفة كثيرة من المهتدين تصدق بما علمته -وذلك من هداية الله لهم- فيزيدهم هدى إلى هداهم وإيمانا إلى إيمانهم.



ج: معنى "الفسق" لغة وشرعا.
لغة: الخروج. أي: الخروج عن الشيء. يقال فسقت الفارة إذا خرجت عن جحرها والرطبة إذا خرجت من قشرها.
شرعا: الخروج من طاعة الله عز وجل. فقد يقع على من خرج بكفر وعلى من خرج بعصيان. إذن فهو نوعان: مخرج من الدين كالمذكور في هذه الآية، وغير مخرج.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 رجب 1438هـ/16-04-2017م, 11:31 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

🌟🌟 المجموعة الثانية:

🔶1.حرّر القول في المسائل التالية:

🔸أ: معنى الاستواء في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات}.
🔺1- عمد و قصد إلى السماء .... ذكره الزجاج و ابن عطية و ابن كثير وقال : الاستواء هاهنا تضمّن معنى القصد و الاقبال لأنّه عدي بإلى
قال الزجاج: كما تقول قد فرغ الأمير من بلد كذا و كذا ، ثم استوى إلى بلد كذا ، معناه : قصد بالاستواء إليه .
قال ابن عطية : قاله ابن كيسان . و قال القاضي أبو محمد رحمه الله : أي بخلقه و اختراعه .
🔺 2- صعد أمره إلى السماء ... قاله ابن عباس ؛ ذكره ابن عطيّة .
🔺 3- علا دون تكييف و لا تحديد ...ذكره ابن عطية و قال : قاله قوم ، و هذا اختيار الطبري و التقدير : علا أمره و قدرته و سلطانه .
🔺 4- و قيل : معناه كمل صنعه فيها ، كما تقول : استوى الأمر .... ذكره ابن عطيّة ، و ذكر قول القاضي أبو محمد رحمه الله : و هذا قلق
🔺 5- أن المعنى أقبل ... ذكره ابن عطية أنه حكاه الطبري عن قوم و ضعفه
🔺 6- المستوي ، و هو الدخان ... ذكره ابن عطية أنه حكي عن قوم ، و قال : يأباه رصف الكلام .
🔺 7- و قيل المعنى استولى ، كما قال الشاعرالأخطل :
قد استوى بشر على العراق
من غير سيف و لا دم مهراق
ذكره ابن عطية و قال : هذا إنما يجئ في قوله تعالى : { على العرش استوى } " طه:5"
القاعدة في هذه الآية و نحوها : منع النقلة و حلول الحدوث ، و يبقى استواء القدرة و السلطان .
السابع‏:‏ أنه لم يثبت أن لفظ استوى في اللغة بمعنى‏:‏ استولى؛ إذ الذين قالوا ذلك عمدتهم البيت المشهور‏.
‏‏ ⚡قال ابن تيمية : لم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربي، وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه، وقالوا‏:‏ إنه بيت مصنوع لا يعرف في اللغة، وقد علم أنه لو احتج بحديث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لاحتاج إلى صحته، فكيف ببيت من الشعر لا يعرف إسناده‏؟‏‏!‏ وقد طعن فيه أئمة اللغة، وذكر عن الخليل كما ذكره أبو المظفر في كتابه ‏[‏الإفصاح‏]‏ قال‏:‏ سئل الخليل‏:‏ هل وجدت في اللغة استوى بمعنى‏:‏ استولى‏؟‏ فقال‏:‏ هذا ما لا تعرفه العرب، ولا هو جائز في لغتها وهو إمام في اللغة على ما عرف من حاله فحينئذ حمله على ما لا يعرف حمل باطل‏.‏اهـ
فهذا قول فاسد و هو معلوم الفساد و هو قول المعتزلة ، و هو يؤدي إلى معنى فاسد و هو :
أن الاستيلاء الذي فسروا به الاستواء يراد به الخلق أو القهر أو الغلبة أو الملك أو القدرة عليه .. ولا يصح أن يكون شيء منها مراداً في قوله تعالى (( الرحمن على العرش استوى ))
القول الراجح : هو الأول عمد و قصد إلى السماء
لأنه عدي بإلى كما ذكر ابن كثير . و الله أعلم

🔸ب: المراد بالكلمات التي تلقّاها آدم.
🔺 الأول : اعتراف آدم عليه السلام و حواء بالذنب ،
و قولها :
- ربّنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكوننّ من الخاسرين} روي هذا عن مجاهد ، و سعيد ابن جبير، و أبي العالية ، و الربيع بن أنس، و الحسن ، و قتادة، و محمد بن كعب القرظي، و خالد بن معدان ، و عطاء الخرساني ، و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ذكره ابن كثير
و ذكره ابن عطية أنه قاله الحسن بن أبي الحسن
و ذكره الزجاج
- وقيل : هي أن آدم قال : سبحانك اللهم لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم .......قاله مجاهد ذكره ابن عطية و ابن كثير ذكر عن مجاهد : الكلمات : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك و بحمدك ، ربّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين ، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك و بحمدك ، ربّ إني ظلمت نفسي فارحمني، إنك خير الراحمين . اللهم لا إله إلا أنت سبحانك و بحمدك ، ربّ إني ظلمت نفسي فتب علي ، إنك أنت التواب الرحيم .
- وقي قي أن آدم قال : أي ربّ ألم تخلقني بيدك ؟ قال : بلى ، قال : أي ربّ ألم تنفخ فيّ من روحك ؟ قال بلى ، قال : أي ربّ ألم تسكني جنتك ؟ قال : بلى .
قال : أرأيت إن تبت و أطعت أراجعي أنت إلى الجنة ؟ قال : نعم .... قاله ابن عباس ذكره ابن عطية و ابن كثير
وذكر ابن كثير حديثًا شبيهًا بهذا القول رواه ابن أبي حاتم ؛ عن أبي بن كعب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :(( قال آدم عليه السلام : أرأيت يا ربّ إن تبت و رجعت ، أعائدي إلى الجنة ؟ قال : نعم . فذلك قوله : { فتلقّى آدم من رّبّه كلمات}
قال ابن كثير : هذا حديث غريب من هذا الوجه و فيه انقطاع .
- و قيل هي أن آدم قال : أي ربّ أرأيت ما عصيتك فيه أشئ كتبته علي أم شئ ابتدعته ؟ قال : بل شئ كتبته عليك . قال : أي ربّ كما كتبته عليّ فاغفر لي.....قاله عبيد بن عمير ؛ ذكره ابن عطية و ابن كثير
🔺الثاني : المراد بالكلمات ندمه و استغفاره و حزنه ، رسول الله فتشفع بذلك ، فهي الكلمات.......قالته طائفة ؛ ذكره ابن عطية
و يجمع بينهما بأنه عليه السلام ندم و حزن و استغفر و دعا الله تعالى . و الله أعلم
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔶 2- بيّن ما يلي:
🔸أ: دليلا على قاعدة سد الذرائع مما درست.
{ { ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}
قال بعض الحذاق: إن الله لما أراد النهي عن أكل الشجرة نهى عنه بلفظه تقتضي الأكل و ما يدعو إليه و هو القرب ))
قال القاضي أبو محمد رحمه الله : و هذا مثال بيّن في سدّ الذرائع .

🔸ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}.
1- ذكر المفسرون أنه لما ضرب الله تعالى المثلين المتقدمين في هذه السورة للمنافقين - يعني قوله :{ مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا } [ البقرة :17] و قوله :{ أو كصيب من السمآء } [ البقرة: 19] الآيات الثلاث قال الكفار ( قاله ابن عطية) و قال المنافقين ( قاله ابن كثير ) : ماهذه الأمثال ؟ الله عز و جل أجلّ من أن يضرب هذه أمثالاً ، فنزلت الآية
ذكره ابن كثير و قال : قاله السدي في تفسيره عن أبي مالك ، و عن أبي الصالح، و عن ابن عباس، و عن مرة ، و عن ابن مسعود، و عن ناس من الصحابة.
2- لما ذكر الله العنكبوت و الذّباب ، قال المشركون : ما بال العنكبوت و الذّباب يذكران؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية .... قاله قتادة ؛ ذكره ابن كثير ، و ذكره ابن عطية عن ابن قتيبة .
و ذكر ابن كثير رواية سعيد عن قتادة قال :" أي أن الله لا يستحيي من الحقّ أن يذكر شيئًا ما ، قلّ أو كثر ، و إنّ الله حين ذكر في كتابه الذّباب و العنكبوت قال أهل الضلالة : ما أراد الله من ذكر هذا؟ فأنزل الله { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}
قال ابن كثير : العبارة الأولى عن قتادة فيها إشعارٌ أن هذه الآية مكيّة ، و ليس كذلك ، و عبارة رواية سعيد ، عن قتادة أقرب و الله أعلم . و روى ابن جريج عن مجاهد نحو هذا الثاني عن قتادة.
3- هذا مثل ضربه الله للدنيا ؛ إذ البعوضة تحيا ما جاعت ، فإذا سمنت ماتت . و كذلك مثل هؤلاء القوم الذين ضرب لهم هذا المثل في القرآن ، إذ امتلؤوا من الدنيا ريًّا أخذهم الله عند ذلك ، قاله الربيع ابن أنس في هذه الآية ثم تلا { فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ} [ الأنعام:44]
✨ قال ابن كثير : فهذا اختلافهم في سبب النزول ، و اختار ابن جرير ما حكاه السدّي ؛ لأنه أمس بالسورة و هو مناسبٌ .

🔸ج: المراد بالحين في قوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقرّ ومتاع إلى حين}.
اختلف المتأولون في المراد بالحين هاهنا إلى قولين:
الأول : إلى يوم القيامة ؛ و هذا قول من يقول أن المستقر هو في القبور .... ذكره الزجاج و ابن عطية
الثاني : إلى الموت ، و هذا قول من يقول المستقر هو المقام في الدنيا ، فكل مستقر إلى فناء أجله .......ذكره ابن عطية و الزجاج
🔸 جمع الن كثير بين القولين فقال :
إلى وقت مؤقت و مقدارٍ معين ، ثمّ تقوم القيامة
و الله أعلم
و لله الحمد و الشكر
أعتذر عن التأخر لظروف و الله المستعان و عليه الاتكال ، جزاكم الله عنا خير الجزاء

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21 رجب 1438هـ/17-04-2017م, 07:19 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجموعة الرابعة:

1. حرّر القول في المسائل التالية:

أ: معنى استفهام الملائكة: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}.

يختلف معنى استفهام الملائكة بناء على:

▫علمهم بما أعلمهم الله من أنه جاعل في الأرض خليفة في الأرض فصار عندهم نبأ ومقدمة من إفساد الخليفة في الأرض، أو بما فهموه من الطبيعة البشرية، أو أنه علمهم علما وطوى عنهم علما فقالوا بالعلم الذي علموه. فالحاصل أن معهم علم

فيكون الاستفهام:
- (تعجب)
. من استخلاف الله من يعصيه. وذكره ابن عطية
. من عصيان من يستخلفه الله في أرضه وينعم عليه بذلك. ذكره ابن عطية وابن كثير
- (الاستعظام والإكبار)
للاستخلاف والعصيان. ذكره ابن عطية
- (الاسترشاد والاستعلام) على جهة الحكمة لا على الإنكار
ومعناه: هل هذا الخليفة هو الذي كان أعلمهم به من قبل أو غيره؟ ذكره ابن عطية وابن كثير، واختاره ابن جرير

▫ عدم علم الملائكة بالخليفة، وقولهم على ما علموا من إفساد الجن وسفكهم الدماء في الأرض. فيكون معناه
(الاستفهام المحض)
أي: هل هذا الخليفة على طريقة من تقدم من الجن أم لا؟



ب: معنى قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون}.

▫(كيف تكفرون بالله)
استفهام تعجب، وقيل بل هو تقرير وتوبيخ. الأول ذكره الزجاج والثاني ابن عطية

▫(وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)

- نطفا -> حيوانا -> ثم أميتوا -> ثم أحيوا. ثم يرجعون إلى الله عز وجل بعد البعث. الزجاج
- معدومين قبل أن يخلقوا -> ثم خلقهم وأخرجهم للدنيا -> ثم أماتهم الموت المعهود -> ثم يحييكم للبعث يوم القيامة. وهذا قول ابن عباس وابن مسعود ومجاهد، ذكره ابن عطية وابن كثير ورجحاه
- أمواتا في أصلاب آبائكم -> فأخرجتم إلى الدنيا فأحياكم -> ثم يميتكم > ثم يحييكم. قاله قتادة وابن عباس، وذكره ابن عطية وابن كثير
- أمواتا في الأرحام قبل نفخ الروح -> ثم أحياكم بالإخراج إلى الدنيا -> ثم يحييكم. ابن عطية
- أمواتا بكون آدم من طين ميتا قبل أن يحيى -> ثم نفخ فيه الروح فأحياكم بحياة آدم -> ثم يميتكم -> ثم يحييكم. ابن عطية
- تراباً قبل أن يخلقكم فهذه ميتة -> ثم أحياكم فخلقكم فهذه حياة -> ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى -> ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة أخرى. ابن عباس ذكره ابن كثير
- أن الله تعالى أخرج نسم بني آدم أمثال الذر ثم أماتهم بعد ذلك -> ثم أحياهم بالإخراج إلى الدنيا -> ثم يميتهم -> ثم يحييهم. قاله ابن زيد وذكره ابن عطية وابن كثير
- * -> يحييكم في القبر -> ثم يميتكم -> * السدي عن أبي صالح، ذكره ابن كثير
- * -> * -> الموت المعهود -> ثم يحييكم للسؤال في القبر. قاله ابن عباس وابن صالح ذكره ابن عطية
- أمواتا بألخمول -> ثم أحياكم بأن ذكرتم وشرفتم بهذا الدين والنبي الذي جاءكم ابن عباس وذكره ابن عطية


(فالموت الأ ول)
النطفة أو العدم قبل خلق آدم أو بعد خلقه وقبل خلقكم سواء كنتم في صلب أبيكم آدم أو أصلاب آبائكم أو في الأرحام أو موت الذكر
(والحياة الأولى)
نفخ الروح أو الإخراج للدنيا أو الحياة في القبر للسؤال أو حياة الذكر
(والموت الثاني)
هو الموت المعهود
(والحياة الأخرى)
في القيامة إما في القبر أو للبعث
(ثم إليه ترجعون)
بعد البعث



3. بيّن ما يلي:

أ: لم خصّ آدم بالتلقّي والتوبة في قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}.

ذكر ابن عطية أنه تعالى خص آدم بالذكر هنا في التلقي والتوبة، وحواء مشاركة له في ذلك بإجماع لأنه:
1. المخاطب في أول القصة بقوله: {اسكن أنت وزوجك الجنّة} فلذلك كملت القصة بذكره وحده.
2. وأيضا فلأن المرأة حرمة ومستورة فأراد الله الستر لها، ولذلك لم يذكرها في المعصية في قوله: {وعصى آدم ربّه فغوى}.

ب: متعلّق الخوف والحزن في قوله تعالى: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.

- أنهم لا خوف عليهم ما يستقبلونه من أمر الآخرة.. ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا.
- أنهم لا خوف عليهم فيما بين أيديهم من الدنيا .. ولا هم يحزنون على ما فاتهم منها.
- لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يوم القيامة.
- لا خوف عليهم ولا هم يحزنون في الجنة.

ذكر ذلك ابن عطية وابن كثير.

ج: دليلا على صدق النبوة مما درست.
قوله تعالى: {قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) }

كل هذا إخبار بما ليس من علم العرب ولا يعلمه إلا أهل الكتاب، أو نبي أوحي إليه. فهو دليل على صدق النبوة.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 21 رجب 1438هـ/17-04-2017م, 10:56 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

المجموعةالأولى:

1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: هلالجنة التي سكنها آدم عليه السلام هي جنةالخلد؟
ج أ: اختلفت أقوال العلماء في الجنة التي سكنها آدم عليه السلام وذكر ابن عطية:

_أنها ليست بجنة الخلد، وحجتهم أن جنة الخلد من دخلها لا يخرج منها.
ورد العلماء على هذا القول: أن قولهم أنه لا يخرج منها، هو صحيح لمن دخلها مثابا، أما من دخلها ابتداء فلم يرد سمع بذلك _ولعل المقصود ب (سمع) النص_ والله أعلم.

_ورجح ابن كثير: بأنها في السماء خلافا لمن قال أنها في الأرض لمن قال به من الفرق التي خالفت منهج أهل السنة والجماعة. دون زيادة بيان أو تفصيل في ذلك. في تفسيره لهذه الآية.
_ولم يذكر الزجاج شيئا في ذلك.

ب: المراد بالعهد في قولهتعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}.
ج ب: المراد بالعهد الوارد في الآية خمسة أقوال:

الأول: هو ما كان من الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبيان ذلك:هو ما أخذه الله على النبيين ومن اتبعهم من عامة الناس ممن كانوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ويدخل فيه أهل الكتاب والمنافقين منهم ألا يكفروا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره الزجاج وابن عطية.

واستدل أصحاب هذا القول: بالآية الكريمة:(وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا)

الثاني: هو ما أخذه الله على بني آدم حين استخرجهم من ظهر أبيهم آدم كالذر. للقيام بوحدانية الله وعبوديته سبحانه وتعالى، وهو ما دلت عليه الآية الكريمة:(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا).ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

الثالث: هو ما أخذه الله على عباده بواسطة رسله وما أنزله في كتبه أن يوحدوه ولا يعبدوا غيره.والناس فيها مؤمن وكافر. ذكره ابن عطية وابن كثير.

الرابع: هي الأدلة في السماوات والأرض التي تدل على وحدانية الله عزوجل. والخلق فيها بين مؤمن وكافر. ذكره الزجاج ابن عطية وابن كثير.

الخامس: أن تكون هذه الآية خاصة باليهود، فيكون العهد هو ما أخذه عليهم في التوراة من الإيمان بما جاء فيها واتباع النبي صلى الله عليه وسلم. قاله ابن جرير. ذكره ابن كثير.


قال الزجاج بصواب القول الأول والثاني لدلالة النصوص عليهما، وقال ابن عطية أن الخطاب فيها لأهل الكتاب ومن كان قبلهم، دون أن يرجح بين الأقوال، واختار ابن جرير القول الأخير وهو ما ذكره ابن كثير.

2. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربهكلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم".
ج أ: أن في ذلك بيان لما يمكن أن يصيب التائب شيء من الغرور والعجب، في توبته وإنابته إلى ربه سبحانه وتعالى، فبين سبحانه أن توبة عبده ورجوعه إلى ربه هي من نعمة الله على عبده التي وفقه إليها، لما له من عظيم رحمته سبحانه وكثيرها التي شمل بها عباده جميعا سبحانه وتعالى.


ب: معنى الفوقيةفي قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فمافوقها}.
ج ب: جاء في معنى ذلك عدد من الأقوال:
الأول: (فما فوقها) أي: أكبر منها. إذ أنه لا شيء أحقر من البعوضة، وكأن البعوضة نهاية في الصغر. قاله قتادة وابن جريج. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

والمعنى: أن الله جل وعلا لا يستصغر شيئا في ضرب المثل ولو كان في الحقارة والصغر كالبعوضة، فإنه سبحانه لم يستنكف عن خلقها فكذلك لا يستنكف في ضرب الأمثال بها أو بما يشاكلها.

واستدل له بالحديث الذي رواه مسلم؛ وفيه عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة).


الثاني: (فما فوقها) أي: أصغر منها. وفيه من التحقير لشأن الشركاء والأنداد. قاله الكسائي وأبو عبيدة وغيرهما، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

قال الرازي: وأكثر المحققين على هذا القول.
واستدل له بالحديث:(لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء).

اختار ابن جرير القول الثاني، وهو ما ذكره ابن كثير، بينما ابن عطية والزجاج ذكرا القولان من دون ترجيح أو اختيار لقول دون الآخر.

ج: المراد بما أمرالله أنيوصل.
ج ج: فيها عدد من الأقوال:
الأول: الأرحام والقرابات في الناس. قاله قتادة، ذكره ابن عطية وابن كثير.

الثاني: دين الله وعبادته في الأرض وإقامة شرائعه وحفظ حدوده، فيدخل فيه كل ما أمر الله بوصله. ذكره ابن عطية وابن كثير.

واختار ابن جرير القول الأول. ذكره ابن كثير. والذي عليه جمهور أهل العلم هو القول الثاني. وهو أعم وأشمل ويدخل فيه القول الأول.


والله أعلم ....

وأعتذر عن التأخير...

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 21 رجب 1438هـ/17-04-2017م, 06:08 PM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى الاستواء في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات}.
ذكر العلماء في معنى الإستواء أقوالاً:
القول الأول:
عمد وقصد إلى السماء وهو مروي عن ابن كيسان ذكره الزجاج وذكره ابن عطية وذكره ابن كثير
القول الثاني:
صعد أمره إلى السماء، وهذا قول ابن عباس ذكره الزجاج
القول الثالث:
معناه علا وأرتفع دون تكييف ولا تحديد هذا اختيار الطبري وذكره ابن عطية
القول الرابع:
كمل صنعه فيها كما تقول: استوى الأمرذكره ابن عطية وعلق عليه بقوله : وهذا قلق.
القول الخامس:
استوى بمعنى أقبل ذكره الطبري وضعفه وذكره ابن عطية
القول السادس:
حكي عن قوم «المستوي» هو الدخان ذكره الطبري وعلق عليه ابن عطية بقوله :وهذا أيضا يأباه رصف الكلام
القول السابع:
المعنى استولى، كما قال الشاعر الأخطل: قد استوى بشر على العراق.......من غير سيف ودم مهراق
علق عليه ابن عطية بقوله :وهذا إنما يجيء في قوله تعالى: {على العرش استوى}[طه: 5]
وهذا القول نفاه كثير من أهل العلم لتضمنه لمعاني باطلة
القول الراجح:
ترجيح الطبري
رجح الطبري أن معنى استوى علا وأرتفع وضعف بقية الأقوال
قال الطبري في تفسيره :وأوْلى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسوَّاهن"، علا عليهن وارتفع، فدبرهنّ بقدرته، وخلقهنّ سبع سموات.
والعجبُ ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله:"ثم استوى إلى السماء"، الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه -إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك- أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها - إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر. ثم لم يَنْجُ مما هرَب منه! فيقال له: زعمت أن تأويل قوله"استوى" أقبلَ، أفكان مُدْبِرًا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أنّ ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقُلْ: علا عليها علوّ مُلْك وسُلْطان، لا علوّ انتقال وزَوال. ثم لن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله. ولولا أنا كرهنا إطالة الكتاب بما ليس من جنسه، لأنبأنا عن فساد قول كل قائل قال في ذلك قولا لقول أهل الحق فيه مخالفًا. وفيما بينا منه ما يُشرِف بذي الفهم على ما فيه له الكفاية إن شاء الله تعالى.
ترجيح ابن عطية :
قال ابن عطية :والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع النقلة وحلول الحوادث، ويبقى استواء القدرة والسلطان.
ترجيح ابن كثير :
لم يذكر ابن كثير إلا قولاً واحدا ولعله الراجح عنده وهو أن معنى استوى : قصد إلى السّماء،
وسبب ترجيحه أن الاستواء عدّي بإلى فتضمن معنى القصد
ترجيح السعدي :
ذكر السعدي تفصيلاً نافعاً ثم رجح بعده فقال:
{اسْتَوَى} ترد في القرآن على ثلاثة معاني:
1- فتارة لا تعدى بالحرف، فيكون معناها، الكمال والتمام، كما في قوله عن موسى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى}
2- وتارة تكون بمعنى "علا "و "ارتفع "وذلك إذا عديت بـ "على "كما في قوله تعالى: {ثم استوى على العرش} {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ}
3- وتارة تكون بمعنى "قصد "كما إذا عديت بـ "إلى "كما في هذه الآية، أي: لما خلق تعالى الأرض، قصد إلى خلق السماوات {فسواهن سبع سماوات} فخلقها وأحكمها، وأتقنها

خلاصة القول :
رجح الطبري أن المراد العلو والإرتفاع لأنه المعروف من كلام العرب وابن عطية يرى أن المراد القدرة والسلطان ،وابن كثير يرى أن المعنى قصد لتعديته بالحرف إلى وهذا ترجيح السعدي
والذي يظهر والله أعلم رجحان قول ابن كثير والسعدي للتعدية بالحرف إلى والعلم عند الله .
ب: المراد بالكلمات التي تلقّاها آدم.
اختلف المتأولون في الكلمات التي تلقاهاآدم :
· المراد بالكلمات قوله تعالى :{ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين (23)} وفيها الإعتراف بالذنب والتوبةروي هذا عن مجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وأبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ، والحسن، وقتادة، ومحمّد بن كعبٍ القرظي، وخالد بن معدان، وعطاءٍ الخراسانيّ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ذكره الزجاج وذكره ابن عطية وذكره ابن كثير
· الكلمات هي أن آدم قال: سبحانك اللهم لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم» مروي عن مجاهد ذكره ابن عطية
· الكلمات «هي أن آدم قال: أي رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال بلى، قال: أي رب ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن تبت وأطعت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم» مروي عن ابن عباس ذكره ابن عطية وذكره ابن كثير
· الكلمات «إن آدم قال: أي رب أرأيت ما عصيتك فيه أشيء كتبته علي أم شيء ابتدعته؟ قال: بل شيء كتبته عليك. قال: أي رب كما كتبته علي فاغفر لي»مروي عن عبيد بن عمير ذكره ابن عطية وذكره ابن كثير
· الكلمات «الكلمات هي أن آدم قال: أي رب أرأيت إن أنا تبت وأصلحت؟ قال: إذا أدخلك الجنة» مروي عن قتادة ذكره ابن عطية وذكر ابن كثير قريبا ً من هذا القول لكن بحديث مرفوع عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «قال آدم، عليه السّلام: أرأيت يا ربّ إن تبت ورجعت، أعائدي إلى الجنّة؟ قال: نعم. فذلك قوله: {فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}».
وعلق عليه بقوله:وهذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه وفيه انقطاعٌ.
· المراد بالكلمات ندمه واستغفاره وحزنه، رسول الله فتشفع بذلك، فهي الكلمات ،ذكره ابن عطية
· إن المراد بالكلمات ندمه واستغفاره وحزنه، وسماها كلمات مجازا لما هي في خلقها صادرة عن كلمات، وهي كن في كل واحدة منهن، وهذا قول يقتضي أن آدم لم يقل شيئا إلا الاستغفار المعهود ذكره ابن عطية
· الكلمات «إنّ آدم لمّا أصاب الخطيئة قال: يا ربّ، أرأيت إن تبت وأصلحت؟ قال اللّه: إذن أرجعك إلى الجنّة فهي من الكلمات. ومن الكلمات أيضًا:{ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين} [الأعراف: 23] »مروي عن أبي العالية ذكره ابن كثير
· «الكلمات: اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي إنّك خير الغافرين، اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فارحمني، إنّك خير الرّاحمين. اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فتب عليّ، إنّك أنت التّوّاب الرحيم»مروي عن مجاهد ذكره ابن كثير

القول الراجح :
قال الطبري:وهذه الأقوال التي حكيناها عمن حكيناها عنه، وإن كانت مختلفة الألفاظ، فإن معانيها متفقة في أن الله جل ثناؤه لقَّى آدمَ كلماتٍ، فتلقَّاهُنّ آدمُ من ربه فقبلهن وعمل بهن، وتاب بقِيله إياهنّ وعملِه بهنّ إلى الله من خطيئته، معترفًا بذنبه، متنصِّلا إلى ربه من خطيئته، نادمًا على ما سلف منه من خلاف أمره، فتاب الله عليه بقبوله الكلمات التي تلقاهن منه، وندمه على سالف الذنب منه.
والذي يدل عليه كتابُ الله، أن الكلمات التي تلقاهنّ آدمُ من ربه، هن الكلمات التي أخبر الله عنه أنه قالها متنصِّلا بقيلها إلى ربه، معترفًا بذنبه، وهو قوله:"ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين". وليس ما قاله من خالف قولنا هذا -من الأقوال التي حكيناها- بمدفوع قوله، ولكنه قولٌ لا شاهد عليه من حجة يجب التسليم لها، فيجوز لنا إضافته إلى آدم، وأنه مما تلقاه من ربّه عند إنابته إليه من ذنبه. وهذا الخبر الذي أخبر الله عن آدم -من قيله الذي لقَّاه إياه فقاله تائبًا إليه من خطيئته- تعريف منه جل ذكره جميعَ المخاطبين بكتابه، كيفية التوبة إليه من الذنوب ، وتنبيهٌ للمخاطبين بقوله: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ) [سورة البقرة: 28] ، على موضع التوبة مما هم عليه من الكفر بالله، وأنّ خلاصهم مما هم عليه مُقيمون من الضلالة، نظير خلاص أبيهم آدم من خطيئته، مع تذكيره إياهم به السالفَ إليهم من النعم التي خَصَّ بها أباهم آدم وغيرَه من آبائهم.


3. بيّن ما يلي:

أ: دليلا على قاعدة سد الذرائع مما درست.

الدليل على سد الذرائع قوله تعالى :(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)
قال بعض الحذاق: «إن الله لما أراد النهي عن أكل الشجرة نهى عنه بلفظة تقتضي الأكل وما يدعو إليه وهو القرب».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا مثال بين في سد الذرائع.
وجه الدلالة :
نهى الله آدم وحواء عن الأكل من الشجرة ونهاهما عن قربان الشجرة ،فيكون النهي عن القربان سد لذريعة الأكل من الشجرة

ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}.

ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية أقوالاً :

القول الأول:
هذه الآية متعلقة بالأمثال التي ضربها الله عن المنافقين «لمّا ضرب اللّه هذين المثلين للمنافقين -يعني قوله: {مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا}[البقرة: 17] وقوله {أو كصيّبٍ من السّماء}[البقرة: 19] الآيات الثّلاث- قال المنافقون: اللّه أعلى وأجلّ من أن يضرب هذه الأمثال، فأنزل اللّه هذه الآية إلى قوله:{هم الخاسرون}»هذا القول مروي عن ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة ذكره الطبري والسدي وابن عطية وابن كثير

القول الثاني:
انكار المشركين للأمثال المضروبة بالعنكبوت والذباب في القرآن
«لمّا ذكر اللّه العنكبوت والذّباب، قال المشركون: ما بال العنكبوت والذّباب يذكران؟ فأنزل اللّه [تعالى هذه الآية] {إنّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً فما فوقها}»مروي عن قتادة ذكره ابن كثير

القول الثالث:
انكارأهل الضلالة للأمثال المضروبة بالعنكبوت والذباب في القرآن «أي إنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ أن يذكر شيئًا ما، قلّ أو كثر، وإنّ اللّه حين ذكر في كتابه الذّباب والعنكبوت قال أهل الضّلالة: ما أراد اللّه من ذكر هذا؟ فأنزل اللّه:{إنّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً فما فوقها}»مروي عن قتادة ذكره ابن عطية وابن كثير

القول الرابع :
هذه الآية مثل للدنيا ،وذلك أن البعوضة تحيا ما جاعتْ، فإذا سمنت ماتتْ. وكذلك مثل هؤلاء القوم الذين ضرب الله لهم هذا المثل في القرآن: إذا امتلأوا من الدنيا رِيًّا أخذَهم الله عند ذلك وهذا القول مروي عن الرّبيع بن أنسٍ ذكره ابن عطية وابن كثير
وضعفه ابن عطية بقوله :وهذا ضعيف يأباه رصف الكلام واتساق المعنى.

القول الراجح:
ترجيح الطبري:
رجح الطبري القول الأول وهو أن الآية متعلقة بالأمثال التي ضربها الله عن المنافقين وذلك لأنها الأنسب للسياق والأمس بالسورة
قال الطبري:
أنّ أولى ذلك بالصواب وأشبهه بالحقّ، ما ذكرنا من قول ابن مسعود وابن عباس.
وذلك أنّ الله جلّ ذكره أخبر عباده أنه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً فما فوقها، عَقِيب أمثالٍ قد تقدمت في هذه السورة، ضربها للمنافقين، دون الأمثال التي ضربها في سائر السور غيرها. فلأن يكون هذا القول - أعني قوله:"إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما" - جوابًا لنكير الكفار والمنافقين ما ضرب لهم من الأمثال في هذه السورة، أحقّ وأولى من أن يكون ذلك جوابًا لنكيرهم ما ضرب لهم من الأمثال في غيرها من السور.
ترجيح ابن كثير :
رجح ابن كثير القول الثالث وهو انكار أهل الضلالة للأمثال المضروبة بالعنكبوت والذباب في القرآن وفرق بين الروايتين عن قتادة فرجح الرواية التي فيها ذكر أهل الضلالة على الرواية التي فيها ذكر المشركين لأن الرواية التي فيها ذكر المشركين تشعر بأن هذه الآية مكية وليس الأمر كذلك
قال ابن كثير :
العبارة الأولى عن قتادة فيها إشعارٌ أنّ هذه الآية مكّيّةٌ، وليس كذلك، وعبارة رواية سعيدٍ، عن قتادة أقرب واللّه أعلم.

ج: المراد بالحين في قوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقرّ ومتاع إلى حين}.

معنى الحين في اللغة :
الحين المدة الطويلة من الدهر، أقصرها في الأيمان والالتزامات سنة.
قال الله تعالى: {تؤتي أكلها كلّ حينٍ بإذن ربّها}[إبراهيم: 25] وقد قيل: أقصرها ستة أشهر، لأن من النخل ما يثمر في كل ستة أشهر، وقد يستعمل الحين في المحاورات في القليل من الزمن.
المراد بالحين في الآية :
القول الأول:
إلى الموت، وهذا قول من يقول المستقر هو المقام في الدنيا ذكره الزجاج وابن عطية
القول الثاني:
إلى يوم القيامة، وهذا قول من يقول: المستقر هو في القبورذكره الزجاج وابن عطية
القول الثالث:
إلى وقتٍ مؤقّتٍ ومقدارٍ معيّنٍ، ثمّ تقوم القيامة ذكره ابن كثير
القول الراجح :
ترجيح الطبري
جمع الطبري بين القولين
قال الطبري:
المتاع في كلام العرب: كل ما استُمتع به من شيء، من معاش استُمتع به أو رِياش أو زينة أو لذة أو غير ذلك فإذْ كان ذلك كذلك - وكان الله جل ثناؤه قد جَعل حياة كل حيّ متاعًا له يستمتع بها أيام حياته، وجعل الأرض للإنسان مَتاعًا أيام حياته، بقراره عليها، واغتذائه بما أخرج الله منها من الأقوات والثمار، والتذاذه بما خلق فيها من الملاذِّ، وجعلها من بعد وفاته لجثته كِفاتًا ، ولجسمه منزلا وَقرارا؛ وكان اسم المتاع يَشمل جميع ذلك - كان أولى التأويلات بالآية -إذْ لم يكن الله جل ثناؤه وضع دلالة دالة على أنه قَصد بقوله:"ومتاعٌ إلى حين" بعضًا دون بعض، وخاصًّا دون عامٍّ في عقل ولا خبر - أن يكون ذلك في معنى العامِّ، وأن يكون الخبر أيضًا كذلك، إلى وقت يطول استمتاع بني آدم وبني إبليس بها، وذلك إلى أن تُبدَّل الأرض غير الأرض. فإذْ كان ذلك أولى التأويلات بالآية لما وَصفنا، فالواجب إذًا أن يكون تأويل الآية: ولكم في الأرض مَنازلُ ومساكنُ تستقرُّون فيها استقراركم - كان - في السموات، وفي الجنان في منازلكم منها ، واستمتاع منكم بها وبما أخرجت لكم منها، وبما جعلت لكم فيها من المعاش والرياش والزَّين والملاذِّ، وبما أعطيتكم على ظهرها أيام حياتكم ومن بعد وفاتكم لأرْماسكم وأجدَاثكم تُدفنون فيها ، وتبلغون باستمتاعكم بها إلى أن أبدلكم بها غيرها

ملاحظة :
أعتذر أشد الاعتذار عن التأخر في تسليم الواجب وذلك لعارض حال بيني وبين تسليمه في الوقت المحدد مع حرصي على الانضباط بالوقت المحدد للتسليم

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 رجب 1438هـ/24-04-2017م, 07:23 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة البقرة
(من الآية 26- حتى الآية 39)


أحسنتم أحسن الله إليكم وسدّدكم.

- نودّ الإشارة إلى أمر مهمّ ومفيد وأنتم في هذه المرحلة من الدراسة، وهو التحقّق من نسبة مرويات السلف في التفسير، والتحقّق من نصوص أقوالهم، لأنه سبق وأن درسنا أن بعض المفسّرين يروون أقوالهم بالمعنى وقد يختصرها بعضهم اختصارا مخلّا فيبعد بهذا الاختصار كثيرا عما قُصد في المسألة، كما أن بعض هذه الأقوال قد تكون مستخرجة على أصحابها وليست منصوصة وهي على درجات كما علمتم، فمراجعة نصّ الرواية التفسيرية في كتب التفسير المسندة يعين الدارس على فهم قول السلف وما قصدوه حقيقة بكلامهم، خاصّة إذا وجدنا تعارضا بين كلام المفسّرين عن قول نفس الصحابي أو التابعي في المسألة.

- بالنسبة لتفسير السدّي الكبير وإسناده في التفسير، إليكم هذا التعريف الموجز لما يتعلّق بنسبته لبعض الأقوال إلى كبار الصحابة كابن عباس وابن مسعود، ومن أراد الاستزادة فليراجع موقع الجمهرة (هنا):
قال شيخنا -حفظه الله-:
(كتب السدي كتاباً كبيراً في التفسير جمعه من أربعة طرق:

أ: من طريق أبي مالك الغفاري عن ابن عباس.
ب: ومن طريق أبي صالح مولى أمّ هانئ عن ابن عباس.
ج: ومن طريق مرة بن شراحيل الهمداني عن ابن مسعود.
د: ومما رواه هو عن ناس من الصحابة لم يسمّهم، ولا ندرى هل روايته عنهم متصلة أو مرسلة، وهو من طبقة صغار التابعين الذين لم يدركوا كثيراً من الصحابة.
وكتب من هذه الطرق تفسيره الكبير ووضع الإسناد في أوّله؛ فخلط الصحيح بالضعيف من غير تمييز، فكان مَن يَروي عنه هذا التفسير يختصر حكاية تلك الطرق فيقول: (عن السدي عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم).
وما في ضمن هذا التفسير لم يميّز فيه ما رواه عن كل طريق من هذه الطرق.
فكان ابن جرير يروي تفسير السدي مفرّقا على الآيات ويكرر الإسناد في كل موضع، كما قال في تفسير قول الله تعالى: {مالك يوم الدين}: (حدثني موسى بن هارون الهمداني، قال: حدثنا عمرو بن حماد القناد، قال: حدثنا أسباط بن نصر الهمداني، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: {ملك يوم الدين} هو يوم الحساب).
فمن يقرأ هذا الكلام، وهو لا يعرف تفسير السدّي قد يتوهّم أنّ السدّي يروي تفسير هذه الآية عن كلّ أولئك؛ فربما نَسب بعضهم هذا القول إلى ابن عباس، وربما نسبه بعضهم إلى ابن مسعود، وربما نسبه بعضهم إلى جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس الأمر هكذا، فقد يكون إنما روى هذا التفسير عن طريق واحد من تلك الطرق، وقد يكون في بعض تلك الطرق ضعف؛ فلم يتميّز الصحيح من الضعيف.
وقد تكلّم بعض أهل العلم في السدّي بسبب صنيعه هذا؛ فإنّه خلط الصحيح بالضعيف من غير تمييز.) اهـ



المجموعة الأولى:
1: رضوى محمود أ+

أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 أ: أورد ابن كثير آثارا متفرّقة في الدرس تقوّي القول بأنها جنة الخلد التي في السماء، فلو أشرتِ إليها لكان أكمل.
ج2 ب: لا يظهر من كلام ابن عطية أنه ضعّف اختيار ابن جرير، وإنما فرّق بين من نزلت فيهم الآية فقط.
ج2 ج: قولك: "
القول الثاني: خاصة بمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان الكفار يقطعون أرحامهم،ذكره ابن عطيه" هذا ليس قولا في المسألة، وإنما هو في من نزلت فيهم الآية، فتأمّليه.

2: حنان علي محمود أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: لابن كثير أيضا كلام في هذه المسألة، وظاهر كلامه أنه يرجّح أنها جنة الخلد التي في السماء.
ج2: الأقوال في هذه المسألة ترجع إلى أربعة، وقد أجادت الأخت رضوى في استخلاصها -بارك الله فيها- وهذه الأقوال باختصار:
1. عهد الله إلى جميع خلقه في كتبه وعلى لسان رسله أن يوحدوه ويعبدوه.
2. عهد الله إلى أهل الكتاب في كتبهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وألا يكتموا أمره إذا بعث فيهم.
3. الميثاق الذي أخذه الله على خلقه يوم استخرجهم من ظهر أبيهم آدم كالذرّ.
4. نصب الأدلّة الدالة على ربوبيته في مخلوقاته العظيمة وفي المعجزات التي أتت بها الرسل مع فطرة الخلق على التوحيد والقدرة على التمييز والاستدلال.
وهذه الأقوال الأربعة قد ذكرتيها على الترتيب، ثم كرّرتِ أقوالا: فالقول الخامس يرجع إلى الأول، والقول السادس يرجع إلى الثالث، أما القول السابع فلم تبيّني من هم المعاهدون حتى يفهم العهد.
ج2 أ: ونضيف أنه إذا كانت توبة العبد من آثار اسمي الله التواب والرحيم فيكون في ختم الآية بهذين الاسمين تنبيه على شكر النعمة والاعتراف لله بها والتواضع له.

3: سناء عثمان أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 ب: القول الخامس يدخل في القول الأول.
ج2 ب: رجّح ابن جرير القول الأول.
- خصمت نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثانية:
معنى استواء الله تعالى إلى السماء.
- كما علمتم أن ابن عطية -رحمه الله- كان أشعريا، فلا يؤخذ منه تفسير آيات الصفات.
- بالنسبة لنقله عن الطبري والزيادة عليه، فالطبري فسّر استواء الله تعالى إلى السماء بعلوّه وارتفاعه، وتأويل ابن عطيّة لكلامه لأنه يرى أن في ذلك تنزيها لله تعالى وهذا مذهب فاسد لأن أهل السنة يثبتون هذه الصفات لله تعالى بلا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل.
- بالنسبة لابن كثير فإنه يثبت صفة الاستواء لله تعالى، لكنه حمل الفعل في هذا الموضع خاصّة على معنى القصد والإقبال لتعديته بـ "إلى" وقد ذهب مذهبه عدد من مفسّري أهل السنة، وللشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله- كلام آخر في إيضاح ما ذهب إليه ابن كثير وأنه أراد التضمين، فرأيتها مناسبة للكلام على هذه القاعدة المهمّة -أي الحذف والتضمين-، أنقله لكم بتصرّف يسير.
يقول -حفظه الله- :

(أصل معنى (استوى) واحد لا يختلف وهو العلو والارتفاع .
فهنا: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} عُدِّي الاستواء بحرف (إلى) فعُلِم منه أن الاستواء ضُمِّنَ معنى فعل آخر يصلح للتعدية بـ (إلى) .
ما معنى هذا الكلام ؟
معناه أن العرب تستعمل في لغتها التضمين ، والتضمين هو في مقام العطف ، فبدل أن تعطف فعلا على آخر فيطول الكلام تثبت الفعل الأصلي وتُعَدِّيه بحرف جر لا يناسب هذا الفعل وإنما يناسب فعلا آخر ، فنستدل بالفعل على المعنى الأصلي .
نستدل بـ (استوى) على العلو والارتفاع ، ونستدل بـ (إلى) على الفعل الذي ضُمِّن في (استوى) يناسب (إلى) .
ولهذا تجد أن من التفاسير كما تجد في تفسير ابن كثير والبغوي وغيره في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} يعني عمَد وقصد.
هذا تفسير ليس لِلَفظ (استوى) ولكن تفسير لما عُدِّي بـ (إلى) ، لأن (استوى) بمعنى علا وارتفع .
فمعنى قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} يعني علا وارتفع وقصد إلى السماء .
ففيها إثبات للمعنى الأول لـ (استوى) وفيها إثبات للمعنى الثاني المُضَمَّن في فعل (استوى) الذي يناسب التعدية بـ (إلى) .
ولهذا قال بعضهم إن هذا تأويل من البغوي أو تأويل من الحافظ ابن كثير أو تأويل من بعض السلف الذين قالوا {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} بمعنى قصد هذا ليس كذلك ، بل هذا من التفسير باللازم أو من تفسير الآية بما يُحتاج إلى التنبيه عليه.

أما (استوى) عُلِم أنه بمعنى علا وارتفع .
هنا {اسْتَوَى إِلَى} المعروف: استوى على [هذه هي التعدية الصحيحة للفعل] فلماذا هنا قال {اسْتَوَى إِلَى}؟
نقول : لأنه أراد أن يُضَمِّن (استوى) الذي هو بمعنى علا وارتفع معنى فعل قصد .
يعني : علا وارتفع قاصدا إلى السماء) ا هـ .


المراد بالكلمات التي تلقّاها آدم.
- يوجد سقط في الدرس وقد تمّ تصحيحه، وهو أن آدم عليه السلام رأى مكتوبا على ساق العرش "محمد رسول الله" فتشفّع بذلك.
ولعل الراجح في المسألة أن تفسّر الكلمات بما فسّرته آية الأعراف، فإنه تفسير للقرآن بالقرآن.

4: ندى علي أ+

أحسنت جدا بارك الله فيك وزادك توفيقا.
وأثني على جهدك في المسألة الأولى -نفع الله بك- وأوصي بقية الطالبات بالاستفادة منه.
ج2 ب: القول بأن المثل مضروب للدنيا تفسير وليس سبب نزول، فسبب النزول حادث نزلت الآية في شأنه وعلى إثره، إلا إذا قصدتِ أن الآية نزلت لغير سبب.

5: مريم حجازي أ+

أحسنت جدا بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 أ: يراجع ما يتعلّق بالقول الراجح في المسألة.

ج2 ب: القول بأن المثل مضروب للدنيا تفسير وليس سبب نزول، فسبب النزول حادث نزلت الآية في شأنه وعلى إثره، إلا إذا قصدتِ أن الآية نزلت لغير سبب.

6: منى مدني أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 ب: يمكن الجمع بين القولين الثاني والثالث مع بيان تضعيف ابن كثير لرواية قتادة الأولى، ولو راجعتِ كلام ابن كثير لوجدتيه يوافق الطبري في ترجيحه.

ج2 ب: القول بأن المثل مضروب للدنيا تفسير وليس سبب نزول، فسبب النزول حادث نزلت الآية في شأنه وعلى إثره، إلا إذا قصدتِ أن الآية نزلت لغير سبب.


المجموعة الثالثة:
هل كان إبليس من الملائكة؟

إليكم جواب شيخنا -حفظه الله- في هذه المسألة، نقلته لكم لما فيه من فوائد تفسيرية مهمّة.
قال -حفظه الله-:
(الخلاف في هذه المسألة قديم ، وقد روي فيها آثار عن بعض الصحابة والتابعين لا تصح عنهم ، وتعدد هذه الروايات الواهية وكثرة سريانها في كتب التفسير قد يفهم منها من لا يفحص الأسانيد أن هذا قول جمهور أهل العلم ، وليس الأمر كذلك ، ولذلك ينبغي للمفسّر أن لا يغترّ بتعدد الروايات والأخبار الواهية، ولا سيّما فيما يخالف نصا صريحاً ، أو ظاهر النص المتبادر إلى الذهن، بل عليه أن يعمد إلى الروايات فيميّز صحيحها من ضعيفها، ثم يقبل الصحيح ويردّ الضعيف، ويجيب على الإشكال.
وأما من اعتبر تعدد هذه الروايات الواهية قولاً صحيحاً فإنّه سيضطر إلى تكلّف الجمع بين هذا القول ودلالة النصوص الصحيحة الصريحة بأنواع من الاستثناءات والتخصيصات التي لا يمكن قبولها إلا بدليل يعتمد عليه.
وهذه المسألة فيها قولان مشهوران:
القول الأول: أن إبليس من الجن، وهذا القول يدلّ عليه نص قول الله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا}.
فبيّن الله تعالى أن إبليس من الجنّ؛ والتعريف في الجنّ للجنس الذي تعرفه العرب في خطابها وتعهده.
وبيّن أن له ذريّة بخلاف الملائكة الذين لا يتوالدون ولا يتناكحون.
وبيّن أنه فسق عن أمر ربّه ،و الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وبيّن الله تعالى في موضع آخر أن إبليس قد خلق من مادّة غير التي خلق منها الملائكة قال الله تعالى: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السموم}.
وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارجٍ من نار وخلق آدم مما وصف لكم )) رواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها.
والقول بأن إبليس من الجن هو قول الحسن البصري وعبد الرحمن بن زيد وابن شهاب الزهري وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير ومحمد الأمين الشنقيطي وابن عثيمين والألباني.
والقول الثاني: أنه من الملائكة ثم مسخ شيطاناً ، وهذا القول روي عن ابن مسعود وابن عباس بأسانيد واهية لا تقوم بها الحجة في أخبار أشبه بروايات بني إسرائيل.
لكنه صحّ عن قتادة وسعيد بن جبير ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة؛ فأمّا قتادة فإنما أخذه عن نوف البكالي ابن امرأة كعب الأحبار، كما روى ذلك عنه أبو الشيخ في العظمة، ونوف بن فضالة البكالي ممن عرف برواية الإسرائيليات لمكانه من كعب الأحبار، وسعيد بن جبير قد أخذ عن نوف البكالي وهو معدود في شيوخه.
ومحمد بن أسحاق معروف برواية الإسرائيليات بلا تمييز.
وضعفاء الرواة يخطئون في سياق هذه الروايات فينسبونها إلى ابن عباس وبعض الصحابة وهي لا تصحّ عنهم.
وهذا القول أنكره الحسن البصري جداً حتى قال: (قاتل الله أقواماً يزعمون أنَّ إبليس كَانَ مِنْ ملائكة الله، والله تَعَالَى يَقُولُ: { كَانَ مِنَ الجِنّ} ). رواه ابن أبي حاتم.
وقال: (ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجنّ، كما أن آدم عليه السلام أصل الإنس). رواه عنه ابن جرير في تفسيره.
وقد اختار ابن جرير رحمه الله القول الثاني ، واحتجّ له بحجج لا تثبت، منها أنه جائزٌ أن يكون الله تعالى قد خلق صنفًا من ملائكته من نارٍ كان منهم إبليس، وأن يكون أفرد إبليس بأن خلقه من نار السّموم دون سائر ملائكته.
وهذا القول فيه استدراك على عموم النصّ النبوي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خلقت الملائكة من نور} والتعريف للجنس الذي لا يخرج عنه أحد أفراده.
ولو ثبت هذا لكان هؤلاء الذين خلقوا من نار مادّتهم غير مادّة الملائكة المخلوقين من نور، ولفارقوهم في الاسم كما فارقوهم في أصل الخلقة.
وهذا التأويل إنما كان سببه اعتقاد صحّة تلك الروايات ثم تكلّف الجمع بينها وبين النصوص الصحيحة.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (وما يذكره المفسرون عن جماعة من السلف كابن عباس وغيره: من أنه كان من أشراف الملائكة، ومن خزان الجنة، وأنه كان يدبر أمر السماء الدنيا، وأنه كان اسمه عزازيل ـ كله من الإسرائيليات التي لا معول عليها.
وأظهر الحجج في المسألة، حجة من قال: إنه غير ملك؛ لأن قوله تعالى: {إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ...} الآية، وهو أظهر شيء في الموضوع من نصوص الوحي. والعلم عند الله تعالى)ا.هـ.

وقال الألباني رحمه الله: (وما يروى عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:{ من الجن} أي من خزان الجنان ، وأن إبليس كان من الملائكة ، فمما لا يصح إسناده عنه ، ومما يبطله أنه خلق من نار كما ثبت في القرآن الكريم ، والملائكة خلقت من نور كما في صحيح مسلم عن عائشة مرفوعا ، فكيف يصحّ أن يكون منهم خلقة ، وإنما دخل معهم في الأمر بالسجود لآدم عليه السلام لأنه كان قد تشبه بهم وتعبد وتنسك ، كما قال الحافظ ابن كثير ، وقد صحّ عن الحسن البصري أنه قال : " ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن ، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر ") ا.هـ.).


7: ع
قيلة زيان أ+

أحسنت جدا بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 أ: أشكر لك اجتهادك في المسألة -نفع الله بك-، والذي يظهر من كلام ابن كثير أن إبليس لم يكن من الملائكة.
ج2 ب: ابن كثير ذكر نفس هذه الأقوال ولم تبيّني ذلك، وهذا يفترض أن ينقص من درجة السؤال، فانتبهي لذلك، وفقك الله.

8: رشا نصر زيدان أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 أ: ذكرتِ أن ابن عطية ذكر أن الجمهور على أن إبليس من الجن، ولكنه ذكر العكس، ويبدو أنه سبق قلم منك.
ج2 ب: يراجع جواب الأخت عقيلة.

9: منيرة جابر الخالدي أ+

أحسنت جدا بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 ب: كان الأولى بيان المعنى باختلاف القائل، كما بيّنته الأخت عقيلة.


المجموعة الرابعة:
منيرة جابر الخالدي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 ب: الأقوال يمكن أن تحرّر بصورة أجود من ذلك، فالنطف مثلا هي الموت في الأرحام أو الأصلاب.
كما أننا لا نجمع كل ما قيل في كل لفظة في عبارة واحدة، لأن لكل قول تتمّة للمعنى مختلفة عن غيره، فيكتفى بالصورة الأولى، مع الجمع بين الأقوال المتّفقة كما ذكرت قبل قليل.


المجموعة الخامسة:
10: هناء محمد علي أ

أحسنت بارك الله فيك وزادك سدادا.
ج1 أ: لعل الأقرب أن تقسّم الأقوال إلى ثلاثة: آدم، آدم وجميع ذرّيته، آدم ومن يقوم مقامه في الحكم بين الناس بأمر الله ونهيه وهذا يكون في الصالحين منهم فقط لذا يختلف هذا القول عن الذي قبله.
ورجّح ابن كثير قول الحسن وهو القول الأوسط وأن معنى خلافتهم أنه يخلف بعضهم بعضا، واستدلّ لاختياره.
ج1 ب: قراءة "فأزلّهما" تحتمل معنيين، فالأول أنها بمعنى أكسبهما الزلّة والخطيئة، والثاني أنه أعثرهما بمعنى نحّاهما، فعثر بمعنى سقط فكأنه أسقطهما عما كانا فيه من المكانة فيوافق هذا المعنى قراءة {فأزالهما}.
وفي هذه القراءة -أي {أزلّهما}- يحتمل عود الضمير في "عنها" إلى الشجرة أو إلى الجنة بحسب كل معنى على الترتيب.
وهذا الكلام اتّفق فيه ابن كثير وابن عطية والزجّاج، غير أن الزجّاج لم يتعرّض لمرجع الضمير.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 24 ذو القعدة 1438هـ/16-08-2017م, 05:55 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة البقرة
(من الآية 26- حتى الآية 39)
المجموعة الأولى


1) حرّر القول في المسائل التالية:
أ: هل الجنة التي سكنها آدم عليه السلام هي جنة الخلد؟

اختلف المفسرون في ذلك على قولين:
القول الأول : أنها ليست جنة الخلد ، وهي الجنة التي أخرج منها آدم ، فخروجه منها جائز . ذكره ابن كثير وابن عطية والقرطبي كذلك قال به المعتزلة والقدرية .
القول الثاني : أنها جنة الخلد، وأن عدم الخلود فيها لا يتعارض مع كون من يدخلها يخلد فيها، وهذا فيمن يدخلها ثوابا لا ابتداء. ذكره ورجحه ابن كثير وابن عطية وعليه رجحه الأكثر

ب: المراد بالعهد في قوله تعالى: { الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه }
ذكر المفسرون عدة أقوال بالمراد بالعهد منها :
القول الأول : العهد الذي أخذه الله من النبيين ومن اتبعهم بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن لا يكتمون ما جاء في كتبهم بأمره وهي خاصة بأهل الكتاب والمنافقين ، بدليل قوله تعالى { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما ءاتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} ذكره ابن كثير والزجاج وابن عطية وقال به ابن حبان واختاره ابن جرير .
القول الثاني : العهد الذي أخذه الله من بني آدم من ظهورهم ، حين قال تعالى{ .... وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا } قاله مقاتل ذكره ابن كثير والزجاج وابن عطية
القول الثالث : العهد هو استدلال الخلق على توحيد الله والإيمان به ، وهو لكل صاحب تمييز يعلم أن الله هو الخالق، فعليه الإيمان به . ذكره ابن كثير والزجاج وابن عطية
القول الرابع : العهد الذي أخذه الله على عباده بطريق اتباعهم وتصديقهم رسله وكتبه بأن يوحدوا الله ويخلصوا له ولا يعبدوا معه شيئا وأن يطيعوا أوامره ويجتنبوا نواهيه . ذكره ابن كثير وابن عطية
القول الخامس : العهد الذي نُقِض ممن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم كفر. قال به قتادة وذكره ابن كثير وابن عطية .
القول السادس : العهد بالبقاء على طاعة ولي الأمر والقيام بشريعة الإسلام . ذكره ابن كثير
القول السابع : العهد الذي عهد إليهم في القرآن فآمنوا ثم كفروا به بعد ذلك ونقضوه. قاله السدي وذكره ابن كثير
القول الثامن : هو كل عهد جائز بين المسلمين ولا يحل نقضه بأي حال ، فهو من الأقوال العامة التي يدخل فيها كل عهد ، قاله ابن عطية.

الأقوال كلها متلازمة ولا تعارض بينها وهي متداخلة ، وعليه يكون خلاصة الأقوال بأن العهد هو كل عهد عاهد الله به عباده ، ابتداء بعهد التوحيد والإيمان والإخلاص والإتباع ، وانتهاء بالعهود التي بين العباد فيما بينهم .

2) بيّن ما يلي:
أ: مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم".

بين في ختام هذه الآية أن :
1. التواب من صيغ المبالغة فهو كثير التوبة ، وفيها تأكيد على قبوله تعالى التوبة من عباده ودليل على مدى سعة رحمته سبحانه وتعالى .
2. وفيه تذكير للعباد بأن التوبة هي من قبل الله تعالى ،وأن العبد مفتقر له وهي امتنان من الله على عباده، حتى لا يغتروا ويصيبهم العجب والكبر، فيستوجب عليهم شكره على هذه النعمة.
خلاصة قول ابن كثير وابن عطية.

ب: معنى الفوقية في قوله تعالى: { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها }
ذكر المفسرون في المراد بالفوقية قولان هما :
القول الأول : فما فوقها في الكبر أي أكبر منها . قاله قتادة وابن جريج وذكره ابن كثير والزجاج وابن عطية وقاله بعض النحويين وهو اختيار ابن جرير.
القول الثاني : فما فوقها في الصغر والحقارة والدونية . ذكره ابن كثير والزجاج وابن عطية والكسائي وأبو عبيدة والرازي وقاله بعض النحويين .

ج: المراد بما أمر الله أن يوصل.
ذكر المفسرون أقوال منها :
القول الأول : أن يوصل في الأرحام والقرابة ، فهي في عموم الناس . قاله قتادة وذكره ابن كثير وابن عطية ورجحه ابن جرير .
القول الثاني : أن يوصل على الخصوص بمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، إذ كان الكفار يقطعون أرحامهم . ذكره ابن عطية ، قال تعالى { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}
القول الثالث : أن يوصل على العموم في أمور الدين فتشمل كل ما أمر الله بوصله، من صلة الأرحام وإقامة الشرائع وحفظ الحدود . ذكره ابن كثير وابن عطية والزجاج ، وبه قال جمهور أهل العلم .



والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir