المجموعة السادسة:
س1: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟
عمدتهم في ذلك الرواية مشافهة من النبي صلى الله عليه وسلم , وقد تواتر حفظهم في صدورهم , واجمعوا على ما جمعوه في مصحف ابي بكر , فما وجدوه في الرقاع والأكتاف كان شرطهم فيه أن يكونوا أملوه من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة , وقد كان جمعهم للقرآن على نوعين :
الجمع الفردي : فقد جمع القرآن كثير من الصحابة منهم علي وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب .
الجمع العام : بمعنى أن كل آية من القرآن كانت محفوظة عند الصحابة , وهذا كثير لا يحصى عددهم , وهذا النوع مظافر للنوع الأول
والذي دفع أبا بكر لجمع القرآن هو ليس خوفهم من ضياع القرآن أو جزء منه وهم أحياء وإنما خوفهم من ضياعه إذا فقد أو مات أهل القرآن من الصحابة , وقد كان اجتماعهم وحرصهم وتقواهم لله , وشدة حفظهم وتحرزهم من أن يضيع شيء من القرآن لهو أقوى دليل على عدم سقوط شيء من القرآن أو زيادة فيه .
س2: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري؟
بمعنى أنها لم توجد مكتوبة مشافهة من النبي صلى الله عليه وسلم إلا مع غيره وإلا فهي محفوظة ومعلومة عند الصحابة , ودونك رواية أبي بن كعب فقد قال لهم لقد أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها آيتين , فهذه الرواية دليل قوي على أن الآية معروفة , ولكن شرط جمع أبي بكر أنهم لا يكتبون شيء من القرآن إلا ممكن كتب بين يدي رسول الله وأن يأتي بذلك على شاهدين .
س3: ما فائدة بحث المسائل المتعلقة بمصاحف الصحابة رضي الله عنهم.
إن معرفة أحوال الصحابة من كتابة القرآن ومعرفة مصاحفهم وما يدور حولها من مسائل تعيننا في الأجوبة عن الإشكالات التي ترد على جمع القرآن , والرد على شبهات الطاعنين في جمع القرآن من المستشرقين وغيرهم
وتفيدنا أيضاً أن نعرف مدى حرصهم على حفظ القرآن وكتابته وتحريهم في أن يكون لهم مصحف يقرؤون به وقد كانوا يحبون أن يجلسوا في الحرم فيعرضوا مصاحفهم
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: ( {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، قال: [مثل نور المؤمن كمشكاة]) ؟
أولا : هذه القراءة صحيحة وواردة عن أبي بن كعب , ولكنها رواية متروكة أو منسوخة بالجمع العثماني .
ثانياً : قرأ بها مجاهد فهي محمولة على أنه قرأها تفسيرها لها على الأحرف الأولى , ولكنه لا يتابع عليها لأنه منسوخة بالجمع العثماني
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
- كم أنا مقصر في خدمة القرآن فقد تبين لي أن الصحابة بذلوا الغالي والنفيس حتى وصلوا إلى هذا الجمع الذي اطمأنوا له بأنه القرآن الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم , وبذلوا في ذلك أعمارهم وأوقاتهم , ولم يجاملوا في ذلك أحداً مهما كان شأنه .
- تبين لي كم كانت نفوس الصحابة هينة لينة في سبيل خدمة القرآن , فقد قام كل الصحابة ودفعوا لسيدنا عثمان مصاحفهم التي كانت عليهم أغلى من أرواحهم وذلك طواعية منهم لأمر أمير المؤمنين وخدمة لكتاب الله عز وجل , ومن تأخر في ذلك لم شهوة في نفسه أو لحظ فاته وإنما لمصلحة كان يراها ولكن لما تبين له أن مصلحة الجماعة أولى من المصلحة التي يراها عاد إلى الوفاق وترك رأيه .
- إجماعهم وتوافقهم على أن ما جمعوه هو ما أنزله الله كان أكبر خدمة يقدمها الجيل الذهبي لدين الله سبحانه بعدما كانوا قد قدموا أرواحهم وأموالهم ونفوسهم في خدمة دين الله , فرضي الله عنهم وأرضاهم .
- توافقهم على لسان قريش في جمع عثمان و على الخط العثماني كان سبباً في اجتماعهم وعدم اختلافهم في القرآن , وتوزيع عدة نسخ في الأمصار حتى صارت هي العمدة في كتابة المصحف , وتركوا ما عداها من الأحرف والمصاحف .