دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 رجب 1438هـ/29-03-2017م, 02:53 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم الثالث من جمع القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن


اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
س1: ما سبب عدم جمع القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
س2: لخّص القول في مصحف أبيّ بن كعب، وبيّن أنواع ما يُنسب إليه.
س3: ما معنى تأليف القرآن؟
س4: ما سبب كثرة الأسئلة المثارة في باب جمع القرآن؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الثانية:
س1: ما تقول في دعوى أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كتب مصحفاً مرتّبا على النزول؟
س2: ما الجواب عن خبر (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة)؟
س3: ما تقول فيما روي عن ابن مسعود أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟
س4: كيف تجيب باختصار عما روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: «إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها»؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الثالثة:
س1: ما الجواب عما روي عن عثمان رضي الله عنه مما يفهم منه الاجتهاد في ترتيب الآيات؟
س2: ما سبب ترك كتابة البسملة في أوّل سورة براءة؟
س3: لخّص القول في مصحف ابن مسعود، وبيّن أنواع ما ينسب إليه.
س4: ما تقول فيما روى أبو معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب»؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الرابعة:
س1: هل البسملة من القرآن؟
س2: لخّص القول في ترتيب الآيات والسور في المصاحف، وهل هو توقيفي؟
س3: ما الجواب عن اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة؟
س4: ما تقول فيما رواه ابن جرير بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقرأها: [أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا] قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الخامسة:
س1: هل تعدّ البسملة من آيات السور؟
س2: ما تقول في دعوى أنّ عمر بن الخطاب جمع القرآن في خلافته؟
س3: ما تقول فيما يُذكر من ترتيب السور في مصحف أبيّ بن كعب ومصحف ابن مسعود ؟
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (أنزل الله عز وجل هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم [ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه] فلصقت إحدى الواوين بالأخرى فقرأ لنا: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه} ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد) ؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة السادسة:
س1: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟
س2: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري؟
س3: ما فائدة بحث المسائل المتعلقة بمصاحف الصحابة رضي الله عنهم.
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: ( {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، قال: [مثل نور المؤمن كمشكاة]) ؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 رجب 1438هـ/29-03-2017م, 09:46 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المجموعة الأولى من مجلس مذاكرة القسم الثالث:
س1: ما سبب عدم جمع القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟

لم يجمع في مصحف واحد بلا خلاف بين أهل العلم ولذلك لتوقع النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة لاستمرار نزول الوحي عليه، وكذلك توقعه النسخ لبعض الآيات،
ولم يزل هذا التوقع موجود إلى وفاته صلى الله عليه وسلم. ذكر هذا النووي.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعارضه جبريل عليه السلام بالقرآن في رمضان فيعارض به أصحابه ليخبرهم بما أثبته الله منه
فلما كان العام الذي توفي فيه صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل مرتين وكانت هذه العرضة هي محل عناية الصحابة رضي الله عنهم لما جمعوا القرآن،
ولذلك جعلوا من يتولى جمعه زيد بن ثابت رضي الله عنه لما ثبت أنه شهد العرضة الأخيرة وأنه قرأها على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين،

وكان اعتماد الصحابة الأكبر على الحفظ في الصدور أكثر من الكتابة، ولما احتيج إلى جمعه -بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم- في عهد الخلفاء الراشدين فعلوا ذلك في حضور الصحابة وإقرارهم لما فعلوه.


س2: لخّص القول في مصحف أبيّ بن كعب، وبيّن أنواع ما يُنسب إليه.
نذكر ذلك في نقاط وهي:
= مصحف أبي كان يقرأ منه، ويعلم منه.
= وقد استشاره عثمان في الاختلافات التي كانت تقع في وقت الجمع، فهو ممن راجعوا الجمع على الصحيح.
= هذا المصحف قد قبضه عثمان بعد جمع القرآن وأتلف لما أرسل إلى الأمصار بنسخ من المصحف وأمر بما سواها أن يحرق صح هذا عن ابنه كما في فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام وكتاب المصاحف لابن أبي داوود.
=أن ما ينسب إليه ثلاثة أنواع هي:
- أولاً: من رأى المصحف قبل أن يقبضه عثمان وقال شيخنا أنه لا يكاد يصح منه إلا النادر فيما وقف عليه.
-ثانياً: ما روي عن أبيّ بن كعب من قراءته بما يخالف المصاحف العثمانية، فهذا منه ما لا يصحّ عنه وهو كثير، وما صحّ فهو محمول على أنه أقرأ به قبل جمع عثمان، ومنه ما ترك لإجماع الصحابة على ترك الإقراء بما خالف المصاحف العثمانية.
ثالثا: نسب إليه أن موجود بالعراق وهذا لا يصح فقيل:
-هو مصحف أنس كتبه لنفسه من املاء أبي،
-وقيل أنه مصحف مستنسخ من مصحف أبيّ قبل الجمع العثماني ولم يتلف فيما أتلف من المصاحف بعد الجمع العثماني،
-وقيل أنه مصحفه الحقيقي وهذا غير صحيح لما صح أنه قد قبضه عثمان وأحرقه ولم يعلم أن أبي خالف أمير المؤمنين ولو كان لاشتهر ذلك كما في أمر منازعة ابن مسعود ثم رجوعه.


س3: ما معنى تأليف القرآن؟
التأليف في اللغة مصدر ألّف يؤلّف تأليفاً، وهو الوصل والمتابعة ومنه تأليف الكتب؛ بوصل أبوابه وفصوله بعضها ببعض وجعلها متتابعة.
=وتأليف القرآن في الآثار يأتي على أحد معنيين:
-الأول: ترتيب الآيات في السورة الواحدة.
ومنه: قولُ زيد بن ثابت رضي الله عنه: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلّف القرآن من الرقاع إذ قال: (( طوبى للشام )).. الحديث. وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة. ففيه نزول الآيات مفرقة ويتم تأليفها بوصلها بعضها ببعض في ترتيبها الذي يخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا النوع دل الاجماع على أنه توقيفي أنه قد تم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
-والثاني: ترتيب السور في المصحف.
ومنه: ما في صحيح البخاري من حديث ابن جريج قال: أخبرني يوسف بن ماهك، قال: إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي، فقال: أي الكفن خير؟
قالت: (ويحك، وما يضرك؟!!)قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك؟ قالت: (لم؟) قال: لَعَلِّي أؤلّف القرآن َعليه، فإنه يقرأ غير مُؤلَّف... الحديث.

والراجح من أقوال العلماء في هذه المسألة هو قول جمهورهم والمحققين منهم أنّ الصحابة رضي الله عنهم اجتهدوا في ترتيب سور القرآن في المصحف،
وقد أجمعوا على ذلك ويكفينا هذا الإجماع، وهو ولابد قائم على أدلة عندهم منها ما ورد في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها فعله صلى الله عليه وسلم في القراءة، وغير ذلك مما أدى بهم لهذا الترتيب،
وقد تلقته الأمة بالقبول في زمانهم وبعده.


س4: ما سبب كثرة الأسئلة المثارة في باب جمع القرآن؟
= أولاً القرآن لكونه الكتاب الأول فهو محل نظر كل الباحثين وأيضاً محل طعن كل المخالفين والمشبهين.
= ومن الأسباب: وجود إشكالات تعرض للباحثين.
= ومنها: كثرة المحاربين للقرآن من المنافقين والمستشرقين وغلاة المبتدعة على مر العصور.
= ومنها: اختلاف إدراك الناس وأفهامهم.
= ومنها: وجود آثار غير صحيحة يبنى عليها افتراضات تؤدى لتعارض في فهم من يتكلم فيها.
= ومنها: عدم الجمع بين الآثار في المسألة الواحدة فيترتب عليه كثير من الخلافات.
= ومنها: عدم البحث في المسائل بطريقة علمية فنجد مثلاً من يفترض افتراضات هي من قبيل المحال، أو يلتزم التزامات غير صحيحة في موضعا.


س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
=ضرورة العلم بالمسائل المتعلقة بجمع القرآن للاستفادة منها عند قراءة الكتب والأبحاث في هذا الفن حيث تثار فيه.
= أن العلم بهذه المسائل مهم جداً للدفاع عن القرآن الكريم ضد شبهات الطاعنين فيه.
= معرفة أهمية التأكد من صحة الأسانيد للآثار المروية والتي تكون سبب إشكالات فكثير منها لا يصح.
= اليقين يزداد بمعرفة ما فعله الصحابة وما احتاطوا له في الجمع، وهو كله من الأسباب التي جعلها الله لحفظ كتابه الذي تكفل به كما في قوله: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
= معرفة فضل الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر رضي الله عنه فيما يتعلق بخدمة كتاب الله.
= بيان جانب كبير من حب الصحابة لهذه الأمة وما قدموه لها لحمايتها من التفرق والاختلاف في الكتاب كما اختلفت اليهود والنصارى.
= شدة حرص الصحابة على هذا الدين، فإنهم اعتنوا بتدوين ما يسمعونه سواء من القرآن أو من السنة، حتي وجد لكثير منهم مصاحف.
= معرفة الأسباب التي منعت من جمع القرآن في مصحف واحد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
= معرفة الفرق بين ترتيب الآيات وترتيب السور في المصحف.
= معرفة مسألة الأحرف السبعة ما يتعلق بها.
= معرفة أسباب جمعه في عهد أبي بكر وفي عهد عثمان رضي الله عنهما.
= بيان تفاصيل كثيرة للجمع في عهد أبي بكر والجمع في عهد عثمان مثل مسألة الأحرف السبعة ومثل الترتيب ومثل من كلف بهذه المهمة وما طريقة العمل عليها وموقف الصحابة منها وغير ذلك مما يتعلق بهما.
= جواب كثير من الإشكالات بمعرفة بعض الأصول التي ترجع إليها هذه الإشكالات.
= وهي دورة نافعة ومفيدة نسأل الله أن يجزي كل من ساهم في وصولها إلينا خير الجزاء وأن ينفع بها المسلمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 رجب 1438هـ/29-03-2017م, 05:48 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة السادسة:
س1: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟
يوثق ذلك باستحضار أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يحفظون القرآن في صدورهم ويكتبونه في صحفهم، وذلك يتأكد على صورتين: إما حفظ كامل القرآن في الصدر، وهذا ما حصل مع أفراد الصحابة بعضهم، والصورة الأخرى: حفظ القرآن مفرقا عليهم جميعا، فلا تخلو آية من أن تكون في صدر أكثر من صحابي، وآية أخرى في صدر صحابيين أخر، وبهاتين الصورتين بالإضافة إلى ما كتب في الرقاع والأكتاف ونحوها يتأكد لنا حفظ القرآن وعدم حدوث تحريف أو زيادة أو نقصان فيه ، كما أن عمدتهم الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم مشافهة، وكانوا شديدي التوثّق في ضبطه وكتابته، وقد تحقق إجماعهم على صحة كتابة المصحف، ولو كان فيه أدنى خطأ لاشتهر الخلاف فيه وراجعوه حتى يكتبوه على وجهه الصحيح؛ إذ كان القرآن هو كتابهم الذي ليس لهم كتاب غيره، وعنايتهم به أتمّ، وحرصهم على ضبط كتابته وإحسان قراءته وإقرائه أشدّ

س2: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري؟
وذلك أنها لم توجد مكتوبة إلا لدى أبي خزيمة رضي الله عنه، ولكنها وجدت محفوظة في الصدور، والكتابة كانت مؤكدا لما حفظوه عليهم رضوان الله تعالى، ومما يدلّ على ذلك صراحة قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه لما بلغوا الآية التي قبلهما: (أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها آيتين). .

س3: ما فائدة بحث المسائل المتعلقة بمصاحف الصحابة رضي الله عنهم.
لأن هذا مما يعين على معرفة جواب الإشكالات التي تثار حوله، وكشف شبهات الطاعنين في جمع القرآن من الزنادقة والروافض والمستشرقين وأمثالهم.

س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: ( {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، قال: [مثل نور المؤمن كمشكاة]) ؟
هذه القراءة صحيحة عن أبي بن كعب، لكن تركت القراءة بها إما لنسخها أو لأنها متروكة بعد الجمع العثماني، وقد روي كذلك عن مجاهد قراءته بها كما فعل ابن عباس، لكن لعله كان يقرؤها قراءة يريد بها شرح المعنى لعدم خفاء اقتصار الصحابة على جمع عثمان وترك ما عداه عليه.

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
1- التزود العلمي بعلوم القرآن والذي يجب علي كطالبة تفسير أن أعلم مسائله الأصولية والأساسية مثل جمعه وأحرفه وغيرها من المسائل الضروري معرفتها لكل طالب تفسير بل حتى أن بعضها معرفته مهمة لكل مسلم.
2- معرفة الشبهات ومداخل الطعن في القرآن وجمعه ومن ثم معرفة الرد على هذه الشبه ردا علميا تأصيليا مبني على معرفة الأحاديث والآثار والرد المنطقي في نسفها كذلك.
3- الشعور بالتقصير بعد معرفة جهود الصحابة في جمعه، ومن ثم جهود من بعدهم في الدفاع عنهم وضد من طعن بهم، والاجتهاد في معرفة ما صح من روايات وقصص وتفاصيل مهمة في جمع القرآن وأحرفه، والذي يزيد من الهمة في أن يكون للمرء ولو أثر بسيط في حماية هذا القرآن ونشره والدفاع عنه وعن قيمه.
4- في الحقيقة رغم أن الفائدة الأساسية كانت الزيادة المعرفية وكيفية رد الشبهات، إلا أن المرء في حقيقة الأمر هو أول المنتفعين، فبمعرفة ما حدث واستعراض آراء العلماء حوله فيه تحصين للمرء نفسه في زمن أصبحت الشبهات تموج بالمرء وتغشى عيناه أحيانا، لذا فالمنتفع والمستفيد الحقيقي الأول هو أنا في زيادة اطمئنان قلبي وعقلي وزيادة تحصينهما من الواقع المخيف.
5- معرفة قدر الصحابة الكبير، ومعرفة فضلهم والترضي عليهم، ومعرفة أن الله لم يخترهم لرسوله عبثا، فقد كانوا خير قرن وخير مدافع وحام للدين والكتاب القويم، مما يزيد المرء حبا ودعاء لهم، ومحاولة لاقتفاء أثرهم والسير على نهجهم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 رجب 1438هـ/30-03-2017م, 02:49 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما تقول في دعوى أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كتب مصحفاً مرتّبا على النزول؟

- هذا الأثر ذُكر عن ابن سيرين من غير زيادة قوله: (وبلغني أنه كتبه على تنزيله..) فهذه الزيادة منكرة، لا تصحّ عن ابن سيرين، وفي إسنادها ابن رشدين، كذَّبه الحافظ أحمد بن صالح المصري، وقال ابن عديّ: له مناكير.
- وقد روى هذا الأثرَ ابنُ الضريس في فضائل القرآن من طريق هوذة بن خليفة والنضر بن شميل عن عوف عن ابن سيرين أنه قال: فقلت لعكرمة: ألَّفوه كما أُنزل، الأوَّلَ فالأوَّلَ؟
قال: (لو اجتمعت الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا !!). قال محمد: (أراه صادقاً).
وفي طريق هوذة شكّ في شيخ ابن سيرين هل هو عكرمة أو غيره . فدعوى أنّ أحداً من الصحابة رتّب المصحف على ترتيب النزول دعوى باطلة.
- وكذلك لفظة (حتى أجمع المصحف) منكرة ، وهي مبدلة من قوله: (حتى أجمع القرآن) فقد تعقّب ابن أبي داوود راوي احديث في كتاب المصاحف أشعث بن سوّار الكندي بقوله: (لم يذكر المصحفَ أحدٌ إلا أشعث، وهو ليّن الحديث، وإنما رووا «حتى أجمع القرآن» يعني: أُتمّ حفظه؛ فإنه يقالُ للذي يحفظ القرآن قد جَمَعَ القرآن).

س2: ما الجواب عن خبر (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة)؟
هذا الخبر روي عن زيد بن ثابت ، وعن عمر بن الخطاب ، وقد اجتمع فيه أمران : ضعف الإسناد ، ونكارة المتن .
أما الخبرالمنسوب إلى عمر :
- ففي إسناده محمد بن إسحاق مدلّس، وقد عنعن. وعباد بن عبد الله بن الزبير لم يدرك زمن الجمع .
- وسياق الخبر مخالف للروايات الصحيحة من وجوه، فقد صحّ أن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم قد جمعوا القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا يجهلون موضع هاتين الآيتين، ومن ذلك نصّ أبيّ بن كعب رضي الله عنه على أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه إياهما بعد قوله تعالى: {ثمّ انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} .
-وزيادة (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة) منكرة جداً .
وأما العبارة المنسوبة إلى زيد بن ثابت :
- .هذا الخبر تفرّد به عمارة بن غزيّة عن الزهري، وأخطأ في إسناده ومتنه، ولم يضبط ألفاظه، وقد نبّه على ذلك الدارقطني في العلل ، فلا تصحّ عنه، وقد دخلت على عمارة بن غزية من رواية بعض الضعفاء مع ما دخل عليه من ألفاظ هذا الحديث مما لم يضبطه ، قال الدارقطني : رواه عمارة بن غزية عن الزهري فجعل مكان ابن السبَّاق خارجة بن زيد بن ثابت وجعل الحديث كله عنه.
وإنما روى الزهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه من هذا الحديث ألفاظا يسيرة. وهي قوله: (فقدت من سورة الأحزاب آية قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت).ضبطه عن الزهري كذلك: إبراهيم بن سعد، وشعيب بن أبي حمزة، وعبيد الله بن أبي زياد).
- وقد خالف الثقات فيه في مواضع منه، ومنها هذه الزيادة المنكرة، فهي معلولة مردودة.
- وهذه المروية تخالف أيضا اتفاق الصحابة وأهل العلم من بعدهم على أن ترتيب الآيات في السور توقيفياً .

س3: ما تقول فيما روي عن ابن مسعود أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟
- اُختُلف فيما رُوي عن ابن مسعود ،والأقرب أنه صحيح ، وقد رواه البخاري في صحيحه بالإبهام؛ وأورد الجواب عن هذا الإشكال في نفس الحديث من قول أبيّ فقال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «قيل لي فقلت» قال: فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم).
- ورواه البزار والطبراني من طريق حسان بن إبراهيم، عن الصلت بن بهرام، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود أنه كان يحكّ المعوذتين من المصحف ويقول: «إنما أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما» وكان عبد الله لا يقرأ بهما). ثم قال البزار: (وهذا الكلام لم يتابع عبدَ الله عليه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف).
- وقد صحّت الأحاديث بإثبات أنهما سورتين من القرآن، كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "ألا أعلّمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟"
قال: قلت: بلى يا رسول الله .
قال: فأقرأني {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ بربّ الناس} ). رواه أحمد والنسائي وابن خزيمة وإسناده صحيح .وغيره من الأحاديث الصحيحة في ذلك .
- ثم إن هذه الروايات عن ابن مسعود في شأن المعوذتين كانت قبل الجمع العثماني، وقبل أن يقيم مصحفه على المصحف الإمام الذي أمر به عثمان بن عفان وأجمع الصحابة على اتخاذه مصحفاً إماماً وتركِ القراءة بما خالفه. ووقوعُ بعض الخطأ من أفرادٍ من القرّاء قبل انعقاد الإجماع على مصحف إمامٍ أمر مشتهر بين الناس جائز الوقوع، ولا عصمة للأفراد ، وإنما العصمة لإجماعهم، وقد يخطئ المخطئ وهو معذور مأجور، إذا كان هذا هو مبلغ اجتهاده، فلا يعاب بمثل هذا الخطأ ابن مسعود ولا غيره من القرّاء.
- وقد ذهب الكرجي القصاب وأبو بكر الباقلاني إلى أنّ ابن مسعود لم ينكر أنهما من القرآن، وإنما أنكر كتباتهما في المصحف، لكن الروايات الصحيحة تردّ هذا التأويل.
- وحكى القرطبي عن بعضهم أنّ ابن مسعود لم يكتب المعوذتين لأنه أمن عليهما من النسيان، ثمّ ردّ عليهم بأنّ ما ذكروه متحقق في سورة الإخلاص والنصر والكافرون وغيرها وكان يكتبها.
- والخلاصة أنّ ما روي عن ابن مسعود من أنه كان لا يكتب المعوذتين في المصحف صحيح عنه، لكنّه رجع عنه. وقد روى ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي أنه قال: قال: قلت للأسود: من القرآن هما؟ قال: «نعم»، يعني: المعوذتين ، والأسود بن يزيد من خاصّة أصحاب ابن مسعود.

س4: كيف تجيب باختصار عما روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: «إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها»؟
1- رُوي هذا الحديث من ثلاثة طرق كلها معلولة الإسناد وشديدة الضعف فلا تصحّ عن عثمان رضي الله عنه . فيحيى بن يعمر ، وعكرمة الطائي وعبد الأعلى لم يُدركا عثمان ، كما أنّ فيه رواة متكلّم فيهم ، وفيه تخليط في الإسناد واضطراب في الألفاظ .
2- أنكره جماعة من أهل العلم منهم : ابن الأنباري، وأبو عمرو الداني، ومكيّ بن أبي طالب القيسي، وابن تيمية، وابن عاشور.
3- قال أبو عمرو الداني : ( ظاهر ألفاظه ينفي وروده عن عثمان رضي الله عنه لما فيه من الطعن عليه مع محلّه من الدين ومكانه من الإسلام وشدّة اجتهاده في بذل النصيحة واهتباله بما فيه الصلاح للأمة؛ فغير ممكن أن يتولى لهم جمع المصحف مع سائر الصحابة الأتقياء الأبرار نظراً لهم ليرتفع الاختلاف في القرآن بينهم، ثم يترك لهم فيه مع ذلك لحنا وخطأ يتولى تغييره من يأتي بعده ممن لا شكَّ أنّه لا يدرك مداه ولا يبلغ غايته ) .
4- تعدد المصاحف واجتماع جماعة على كل مصحف ثم وصول كل مصحف إلى بلد كبير فيه كثير من الصحابة والتابعين يقرءونه ، يستحيل فيل مثل ذلك اجتماعهم على لحن ، وهم أهل اللغة .
5- أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يجتمعون على ضلالة؛ والصحابة كانوا لايدعون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرفكيف يدعوا في كتاب الله منكرا لا يغيره أحد منهم مع أنهم لا غرض لأحد منهم في ذلك، ( ولو قيل لعثمان: مُرِ الكاتبَ أن يغيره لكان تغييره من أسهل الأشياء عليه؛ فهذا ونحوه مما يوجب القطع بخطأ من زعم أن في المصحف لحناً أو غلطاً وإن نُقل ذلك عن بعض الناس ممن ليس قوله حجة؛ فالخطأ جائزٌ عليه فيما قاله؛ بخلاف الذين نقلوا ما في المصحف وكتبوه وقرأوه؛ فإنَّ الغلط ممتنع عليهم في ذلك) ذكره ابن تيمية .
6- وذهب بعضهم إلى أنّ المراد باللحن (ظاهر رسم الكلمات ) التي تنطق على غير ما تكتب به ظاهراً، وأن هذا اللحن مأمون بإقامة القراء له بألسنتهم حتى تشتهر القراءة الصحيحة ويُعرف معنى الرسم ، ومثال ذلك رسم الكلمات في قوله تعالى : ( {أولاأذبحنّه} و{لأاوضعوا} و{من نبأي المرسلين} و{سأوريكم} و{الربوا} وشبَهه مما زيدت الألف والياء والواو في رسمه، لو تلاه تالٍ لا معرفة له بحقيقة الرسم على صورته في الخطّ لصيّر الإيجاب للنفي، ولزاد في اللفظ ما ليس فيه ولا من أصله؛ فأتى من اللحن بما لا خفاء به على من سمعه .) ذكره أبو عمرو الداني .
فيكون حمل قول عثمان رضي الله عنه - فيما روي عنه - على ما يسمّى بمشكل الإعراب عند النحويين،خطأ ، لأن ما يذكرونه في مشكل الإعراب من القراءات المتواترة لا يصحّ أن يوصف باللحن، ولم يُرده عثمان بحال وإنما يُحمل قوله - مع ما بينّاه من ضعفه وعدم صحته عنه - ( على ما في رسم المصاحف من إشارات مثل كتابة الألف في صورة الياء إشارة إلى الإمالة ، ولم يكن اللحن يطلق على الخطأ .) ذكره ابن عاشور .

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
1- العيش مع أسماء الله الحسنى كالحفيظ ، والعليم ، والمؤمن ، والمهيمن ، والرحمن الذي امتنّ علينا بإنزال كلامه الكريم وبحفظه .
2- استشعار عظمة القرآن الكريم ، وأهميته في سلوك الطريق المستقيم ، وأن من فقده فقد أضاع نفسه وخسر خسرانا مبينا .
3- بيان قدر الصحابة وعظيم فضلهم في حفظ الدين ، والمتمثل في حفظ القرآن والسنة .
4- شكر الله تعالى على نعمة العلم وسؤال الله الثبات على الحق إلى يوم نلقاه .
5- استشعار أنّ أعظم نعمة في هذه الحياة هو هذا القرآن وأن من صُرف عنه فهو المحروم حقا ، نسأل الله أن لا يجعلنا من المحرومين .
6- بيان قدر علماء السنة الذين حفظوها ، وجلّوا للناس صحيحها من ضعيفها .
7- بيان شدوة عداوة الطاعنين في كلام ربهم ومثيري الشبهات للإسلام والقرآن وأهله ، وأنّ الله تعالى أظهر مافي صدورهم .
8- تفنيد أفكار المشككين ، وإزالة الشبهات من الصدور ممّا يُتقرّب به إلى الله .
9- تتبّع طرائق أهل العلم في ردّ الشبهات والدفاع عن حياض الدين ، من تتبّع الصحيح ، وردّ الضعيف ، ومحاولة فهم المعنى المقصود والأقرب للصحة ، مع التجرّد للحق والصدق في القول ، وحسن الظن بأقوال الصحابة وأفعالهم وحملها على أفضل الوجوه وأقربها لواقعهم من صدق ومحبة للدين ونصح له .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 رجب 1438هـ/2-04-2017م, 03:31 AM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي


المجموعة الثالثة:
س1: ما الجواب عما روي عن عثمان رضي الله عنه مما يفهم منه الاجتهاد في ترتيب الآيات؟

يجاب عنه بأن الخبر عن عثمان رضي الله عنه لم يصح
و أصل هذا الخبر ما رواه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة من طريق ابن وهب وهو منكر لا يصح
ورواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف بسياق أتم
فقال: حدثنا أبو الطاهر، حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمر بن طلحة الليثي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن، فقام في الناس فقال: " من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من القرآن فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان فقتل وهو يجمع ذلك إليه فقام عثمان بن عفان فقال: من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شهيدان، فجاء خزيمة بن ثابت فقال: إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما. قالوا: وما هما؟
قال: تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} إلى آخر السورة.
قال عثمان: فأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن نجعلهما؟
قال: اختم بها آخر ما نزل من القرآن فختمت بها براءة).

ولم يصح أيضا لأمرين :
1- الأول : لتفرد به عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي عن محمد بن عمرو بن علقمة وكلاهما متكلم فيه.
أ- عمر بن طلحة وقيل فيه :
-ليس بقوي. قاله أبو زرعة الرازي
- محله الصدق. قاله أبو حاتم
- لا يكاد يعرف . قاله الذهبي
ب - محمد بن عمرو بن علقمة صدوق لايتعمد الخطأ وإنما تقبل روايته في المتابعات مما لا مخالفة فيه ولا نكارة ولكن لا يحتمل تفرده لأجل :
-خفة ضبطه .
- وقوع الخطأ والمخالفة في عدد من مروياته.
قيل فيه :
- ما زال الناس يتقون حديثه لأنه كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة كما قال محمد بن عمرو

2- الثاني : يحيى بن عبد الرحمن لم يدرك عمر بن الخطاب
فقد ولد في خلافة عثمان رضي الله عنه .
- فالخبر من حيث الإسناد ضعيف لا يحتجّ به.
- وأما من حيث المتن فيه نكارة ومخالفات
فيرد من وجهين :
أ- أنه قد ورد في رواية عند البخاري ما يخالف وقائع القصة :
فعن زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُمَرُ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِذَلِكَ وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ قَالَ زَيْدٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } حَتَّى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ فَكَانَتْ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
والمخالفة تظهر في أمور :
1-دعوى أن الجمع كان أوله في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأن جمع عثمان إنما كان إنفاذا له.

2-دعوى أن قصة آخر آيتين من سورة التوبة كانت في جمع عثمان والصحيح أنها كانت في جمع أبي بكر رضي الله عنهما.

3- دعوى أن الذي نبه على آيتي التوبة هو خزيمة بن ثابت الأنصاري
وفي البخاري أن ما وجد معه في قصة جمع عثمان رصي الله عنه آية : "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا "
فعَنْ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ نَسَخْتُ الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ فَفَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الْأَحْزَابِ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فَلَمْ أَجِدْهَا إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ وَهُوَ قَوْلُهُ {مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}.
وأما آية التوبة "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ " فهي قصة أخرى كانت في حمع أبي بكر رضي الله عنه والذي وجدت معه هو أبو خزيمة الأنصاري الخزرجي فهذا أبو والآخر خزيمة الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين وهو من الأوس .

4-قوله: (فأين ترى أن نجعلهما؟) مخالف لقول زيد بن ثابت -رضي الله عنه- في الصحيح: (فألحقناها في سورتها في المصحف).
وهذا يدل انهم كانوا يعرفون مواضع الابات في السور ويحفظونها ويقرؤون بها في صلواتهم وقيامهم ويقرؤونها ولم يكن موضعها مجهولا عندهم حتى يستشير فيه عثمان.

5-قوله: (اختم بها آخر ما نزل من القرآن فختمت بها براءة)
مخالف لقول أبي بن كعب رضي الله عنه لما بلغوا الآية التي قبلهما: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني بعدها آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} إلى {وهو رب العرش العظيم}).
وهذا يدل على انه كان يعرف موضعهما وأن ذلك كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم .

ب - أنه قد صح من فعل عثمان رضي الله عنه ما يدل على كونه لم يجتهد : فعن ابن أبي مليكة عن ابن الزبير أنه قال: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} إلى قوله: {غير إخراج} قد نسختها الأخرى فلم تكتبها؟
قال: (تدعها يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه). البخاريوابن الزبير أعلم بشأن المصحف وترتيب الآيات فقد كان من كتبة المصاحف .

س2: ما سبب ترك كتابة البسملة في أوّل سورة براءة؟
القول الأول: لأن براءة نزلت بالسيف والبسملة أمان
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بإسناد ضعيف. عن سفيان بن عيينة و المبرد نحوه.
وقال أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي: سمعت عبد الجبار بن العلاء العطار يقول: سئل سفيان بن عيينة: لـم لـم يكن في صدر براءة:{بسم الله الرحمن الرحيم} فقال: (لأن التسمية رحمة والرحمة أمان وهذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف ولا أمان للمنافقين). رواه الثعلبي.
واعترض عليه بأن من سور القرآن ما نزل في شأن الكفار والمنافقين بل سميت السور بذلك كما في سورتي الكافرون والمنافقون وقد بدئتا بالبسملة.
ويمكن أن يجاب عنه بأن مقام إعلان البراءة والنذارة مقام خاص يناسب معه ترك البدء بالبسملة.


القول الثاني: لأنها نسخت مع ما نسخت تلاوته من أول سورة براءة وقد روي أنها كانت تعدل سورة البقرة وهذا القول مروي عن الإمام مالك.
قال القرطبي: (وقال مالك فيما رواه ابن وهب وابن القاسم وابن عبد الحكم: إنه لما سقط أولها سقط {بسم الله الرحمن الرحيم} معه).
وقد تعقب ابن عاشور صحة نسبته إلى الإمام مالك.

القول الثالث: لأن الصحابة اختلفوا هل الأنفال والتوبة سورة واحدة أم سورتان فقرن بينهما ولم يفصل بينهما ببسملة ذكره القرطبي عن خارجة وأبي عصمة وغيرهما
ولعلهم استدلوا لهذا القول بما رواه الإمام أحمد رحمه الله وغيره عن يزيد الفارسي قال: قال لنا ابن عباس: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتموها في السبع الطوال، فما حملكم على ذلك؟
قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له فيقول: «ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا» وإذا أنزلت عليه الآيات قال: «ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا» وإذا أنزلت عليه الآية، قال: «ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا»).
قال: (وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فكانت قصتها شبيها بقصتها، فظننا أنها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطرا: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطوال).
ولكنه ضعيف لضعف يزيد وقد ضعفه البخاري رحمه الله كما أن في متنه نكارة وليس هذا موضع بيان ذلك.
القول الرابع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كتب في صلح الحديبية «بسم الله الرحمن الرحيم» لم يقبلوها وردوها فما ردها الله عليهم ذكره ابن الجوزي عن عبد العزيز بن يحيى المكي.

س3: لخّص القول في مصحف ابن مسعود، وبيّن أنواع ما ينسب إليه.
1- ما خالف فيه المصاحف العثمانية وهو على أنواع :
الأول: ما صح إسناده إلى مَن قرأ على ابن مسعود قبل الجمع العثماني مما يخالف رسم المصاحف العثمانية.
فهذا النوع يستدل به في التفسير واللغة ولا يقرأ بما فيه ويستدل بما لم ينسخ منه في الأحكام ويعتقد صحته وأنه مما تركت القراءة به من الأحرف المخالفة للرسم العثماني.
ومن أمثلة ذلك ما في الصحيحين من حديث علقمة بن قيس النخعي قال: قدمت الشأم فصليت ركعتين ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا فأتيت قوما فجلست إليهم فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي قلت: من هذا؟
قالوا: أبو الدرداء.
فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسرَك لي.
قال: ممن أنت؟
قلت: من أهل الكوفة.
قال: أوليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟!! وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان - يعني على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم -؟!! أوليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلمه أحد غيره؟!!
ثم قال: كيف يقرأ عبد الله: {والليل إذا يغشى}؟
فقرأت عليه: [والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى . والذكر والأنثى]
قال: «والله لقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه إلى في»

الثاني: ما روي عمن لم يقرأ على ابن مسعود زمن الجمع العثماني وإنما اطلع على مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود

وهذا لا يعتمد عليه في الرواية ولا يحتج به في الأحكام وقد يستفاد منه في التفسير واللغة ولذلك يعتني بذكره بعض المفسرين
ومثاله : قول عبد الله بن وهب: أخبرني جرير بن حازم قال: (قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود: {فاذكروا اسم الله عليها} صوافن).

وهذه المصاحف لايعرف صحة نسبتها إلى ابن مسعود رضي الله عنه ومن دلائل ذلك ما أضيف إليها من أسماء السور وما وقع بينها من الاختلاف.


-وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه
- قال زر بن حبيش: قلت لأبي بن كعب: إن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال: "أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني: "أن جبريل قال له: قل أعوذ برب الفلق فقلتها فقال: قل أعوذ برب الناس فقلتها ". فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم). رواه الإمام أحمد
- ورواه البخاري في صحيحه بالإبهام وفيه عن زر قلت: يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا الحديث

وقد اختلف أهل العلم فيما نسب إلى ابن مسعود رضي الله عنه في شأن المعوذتين والصواب ما قاله سفيان بن عيينة والبزار وغيرهما من أهل الحديث من القول بصحة ذلك

و يحمل ذلك على كونه لم يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في صلاته وسمعه يعوذ بهما فكان يقول أنهما ليستا سورتين إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما لكن لم ينكر انهما وحي .
وابن مسعود وإن كان من كبار قراء الصحابة فهو غير معصوم من الخطأ ولم يتابعه على ما صنع أحد من الصحابة ولا التابعين.
-و كان ذلك قبل الجمع العثماني وقبل أن يقيم مصحفه على المصحف الإمام الذي أمر به عثمان بن عفان وأجمع الصحابة على اتخاذه مصحفا إماما وترك القراءة بما خالفه.

ووقوع بعض الخطأ من أفراد من القراء قبل انعقاد الإجماع على مصحف إمام مشتهر بين الناس جائز الوقوع ولا عصمة للأفراد وإنما العصمة لإجماعهم وقد يخطئ المخطئ وهو معذور مأجور إذا كان هذا هو مبلغ اجتهاده فلا يعاب بمثل هذا الخطأ ابن مسعود ولا غيره من القراء.
قال ابن قتيبة: (ولكن عبد الله ذهب - فيما يرى أهل النظر - إلى أن المعوذتين كانتا كالعوذة والرقية وغيرها وكان يرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين وغيرهما كما كان يعوذ بأعوذ بكلمات الله التامة وغير ذلك فظن أنهما ليستا من القرآن وأقام على ظنه ومخالفة الصحابة جميعا كما أقام على التطبيق وأقام غيره على الفتيا بالمتعة والصرف ورأى آخر أكل البرد وهو صائم ورآى آخر أكل السحور بعد طلوع الفجر الثاني. في أشباه لهذا كثيرة)ا.هـ.

وقوله: (أقام على ظنه) مدفوع برجوع ابن مسعود إلى ما أجمع عليه الصحابة وثبوت القراءة عنه بالأسانيد التي يروي بها القراء عنه ما يوافق قراءة العامة وفيها المعوذتان.

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى إنكار صحة ما روي عن ابن مسعود كما فعل الكرجي القصاب في تفسيره وابن حزم في المحلى والنووي في المجموع والرازي في تفسيره وغيرهم.

وذهب الكرجي القصاب وأبو بكر الباقلاني إلى أن ابن مسعود لم ينكر أنهما من القرآن وإنما أنكر كتباتهما في المصحف والروايات الصحيحة ترد هذا التأويل.
وحكى القرطبي عن بعضهم أن ابن مسعود لم يكتب المعوذتين لأنه أمن عليهما من النسيان ثم رد عليهم بأن ما ذكروه متحقق في سورة الإخلاص والنصر والكافرون وغيرها وكان يكتبها.

والخلاصة أن ما روي عن ابن مسعود من أنه كان لا يكتب المعوذتين في المصحف صحيح عنه لكنه رجع عنه.
كما عند ابن أبي شيبة عن النخعي أنه قال: قال: قلت للأسود: من القرآن هما؟ قال: «نعم» يعني: المعوذتين
والأسود بن يزيد من خاصة أصحاب ابن مسعود.

ترتيب السور في مصحف ابن مسعود:
- روى الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة أنه قال: قال عبد الله: «لقد تعلمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة»
فقام عبد الله ودخل معه علقمة وخرج علقمة فسألناه فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود آخرهن الحواميم: حم الدخان وعم يتساءلون). رواه البخاري ومسلم.
وهذه الرواية مختصرة وقد استشكل فيها عد حم الدخان من المفصل
وتبينه الروايات الأخرى.
- عن أبي وائل قال: غدونا على عبد الله فقال رجل: قرأت المفصل البارحة!
فقال: «هذا كهذ الشعر إنا قد سمعنا القراءة وإني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة سورة من المفصل وسورتين من آل حم» رواه البخاري ومسلم.
فلم يذكرها .

-وعن جرير بن عبد الحميد قال: تأليف مصحف عبد الله بن مسعود:
طوال البقرة والنساء وآل عمران والأعراف والأنعام والمائدة ويونس.
والمئين: براءة والنحل وهود ويوسف والكهف وبني إسرائيل والأنبياء وطه والمؤمنون والشعراء والصافات.
والمثاني: الأحزاب والحج والقصص وطس النمل والنور والأنفال ومريم والعنكبوت والروم ويس والفرقان والحجر والرعد وسبأ والملائكة وإبراهيم وص والذين كفروا ولقمان والزمر والحواميم حم المؤمن والزخرف والسجدة وحمعسق والأحقاف والجاثية والدخان وإنا فتحنا لك والحشر وتنزيل السجدة والطلاق ون والقلم والحجرات وتبارك والتغابن وإذا جاءك المنافقون والجمعة والصف وقل أوحي وإنا أرسلنا والمجادلة والممتحنة ويا أيها النبي لم تحرم.
والمفصل: الرحمن والنجم والطور والذاريات واقتربت الساعة والواقعة والنازعات وسأل سائل والمدثر والمزمل والمطففين وعبس وهل أتى والمرسلات والقيامة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت والغاشية وسبح والليل والفجر والبروج وإذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك والبلد والضحى والطارق والعاديات وأرأيت والقارعة ولم يكن والشمس وضحاها والتين وويل لكل همزة وألم تر كيف ولإيلاف قريش وألهاكم وإنا أنزلناه وإذا زلزلت والعصر وإذا جاء نصر الله والكوثر وقل يا أيها الكافرون وتبت وقل هو الله أحد وألم نشرح وليس فيه الحمد ولا المعوذتان).
وهذا التأليف اخذ عن مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود لم يتحقق من صحة نسبتها.

س4: ما تقول فيما روى أبو معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب»؟


الحديث مما لايثبت لأنه من رواية حديث عن هشام بن عروة وقد تكلم فيها أهل العلم
كما أن هشام بن عروة أخطأ فيه فرواه عن أبيه من غير ذكر الواسطة.
والمتن منكر جدا يبعد أن يصدر عن مثل عائشة رضي الله عنها ولايخفى عليها أن الكتابة كانت باجماع من الصحابة وقد اجمعوا على صحة ما كتب ولن يجمعوا على خطأ .
وعلى فرض صحة النسبة إليها فهو اجتهاد منها رضي الله عنها وفعل القراء مقدم على قولها في ذلك لكثرتهم واجتماعهم وشدة عنايتهم بالقراءة والإقراء.


س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
- نعمة الله تعالى على هذه الأمة بحفظ كتابه .
-حرص الصحابة وشدة تورعهم فيما يتعلق بكتاب الله عن التقدم بين يديه . كما في قصص الجمع واشتراط زيد رضي الله عنه الاشهاد لقبول الاية وكذا حرصهم على اتباع ما تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما روي عن عثمان رضي الله عنه في اثر ما حملكم المذكور في الاجوبة السابقة .
- أدب الصحابة رضوان الله عليهم وكيفيى تعاملهم عند الاختلاف أن اختلافهم قد يعتريه ما يعتري اختلاف من بعدهم من فضب بعضهم واستنكارهم صنيع بعض لكنه لم يفرق بينهم ولم يفضي للشقاق والنزاع والتفرق بل يظهر في النصوص والروابات اعترافهم بفضل بعض واجلال من جل منهم كما في اثر عمر في المعوذتين واختلاف ابن مسهود والصجابة في عهد عثمان رضي الله عنه .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 رجب 1438هـ/2-04-2017م, 05:59 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الجواب عما روي عن عثمان رضي الله عنه مما يفهم منه الاجتهاد في ترتيب الآيات؟
الجواب من وجهين:
• الوجه الأول/ ضعف الدليل الذي استدلوا به من حيث المتن والسند:
وهو ما رواه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة من طريق ابن وهب قال: أخبرني عمر بن طلحة الليثي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: قام عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: «من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به» وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شاهدان، فجاء خزيمة بن ثابت فقال: إني قد رأيتكم تركتم آيتين من كتاب الله لم تكتبوهما ! قال: وما هما؟ قال: تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر السورة، قال عثمان: «وأنا أشهد إنهما من عند الله، فأين ترى أن نجعلهما؟» قال: اختم بهما.قال: فختم بهما).

وهذا الخبر منكر لا يصحّ، وقد جاء هنا مختصرا وقد روي بسياق أتم وجاء فيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد جمع القرآن فقتل فأتم ذلك عثمان رضي الله عنه.
- فهو من حيث الإسناد ضعيف لا يحتج به:
1. لأنه تفرّد به عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي عن ابن عمّه محمّد بن عمرو بن علقمة وكلاهما متكلّم فيهما.
2. ولأن يحيى بن عبد الرحمن لم يدرك عمر بن الخطاب، قال ابن سعد وأبو حاتم: (ولد في خلافة عثمان).
وإذ كان مولده في خلافة عثمان فهو إما لم يكن قد ولد زمن الجمع، وإما رضيع؛ فروايته لهذا الخبر مرسلة، وقد قيل: إنه أدرك رؤية عثمان في آخر خلافته لكن أكثر روايته عن عثمان بواسطة أبيه.
- ومن حيث المتن فيه نكارة ومخالفات توجب ردّه، ومن ذلك:
1. دعوى أنّ الجمع كان أوّله في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأنّ جمع عثمان إنما كان إنفاذا لما شرع فيه عمر، وقد تقدّم من الآثار الصحيحة في أسباب الجمع العثماني ما يفيد خلاف ذلك.
2. دعوى أنّ قصة آخر آيتين من سورة التوبة كانت في جمع عثمان، وهذا مخالف لما صحّ من أنّها كانت في جمع أبي بكر رضي الله عنهما.
3. دعوى أنّ الذي اكتشف ذلك ونبّه عليه هو خزيمة بن ثابت، وهذا مخالف لما رواه البخاري في صحيحه من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: (نسخت الصحف في المصاحف، ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فلم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين» وهو قوله: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} فألحقناها في سورتها في المصحف).
فهذا الذي كان في جمع عثمان، وهو بسياق خبر زيد مخالف للرواية المعلولة الواردة في السؤال.
وقصةُ آخر آيتين من سورة التوبة قصة أخرى غير هذه، وتلك كانت في جمع أبي بكر، وقد وقعت لأبي خزيمة الخزرجي وهو غير خزيمة بن ثابت الأوسي>
4. قوله: (فأين ترى أن نجعلهما؟) مخالف لقول زيد بن ثابت الصحيح عنه: (فألحقناها في سورتها في المصحف).
فهم كانوا يعرفون موضعها، ويحفظونها، ويقرؤون بها في صلواتهم وقيامهم، ويقرؤونها، ولم يكن موضعها مجهولاً عندهم حتى يستشير فيه عثمان.
5. قوله: (اختم بها آخر ما نزل من القرآن؛ فختمت بها براءة) وهذه مخالفة لقول أبيّ بن كعب رضي الله عنه لما بلغوا الآية التي قبلهما: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني بعدها آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} إلى {وهو رب العرش العظيم}). فهو دليل على أنه يعرف موضعهما، وأنّ ذلك كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وتعليم منه، وقد كان هذا الخبر في جمع أبي بكر كما تقدّم.
فهذه المخالفات والعبارات المنكرة الواردة في هذا الخبر دليل على أنّ رواته لم يضبطوه مع ما عرف عنهم من خفة الضبط وتعدد مخالفاتهم لروايات الثقات فاستحقّت روايتهم الردّ.

والوجه الثاني/ ما جاء في الصحيح مما يثبت التزام عثمان رضي الله عنه بالترتيب النبوي لآيات السور:
جاء في صحيح البخاري من حديث ابن أبي مليكة عن ابن الزبير أنه قال: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} إلى قوله: {غير إخراج} قد نسختها الأخرى، فلم تكتبها؟
قال: (دعها يا ابن أخي، لا أغير شيئا منه من مكانه).
وقد كان ابن الزبير من كَتَبة المصاحفِ، وهو أخبر بشأن المصحف وترتيب الآيات من رواة الخبر المنكَر.

س2: ما سبب ترك كتابة البسملة في أوّل سورة براءة؟
المعوّل في إثبات التسمية وحذفها إنما هو على ما ثبت بالتلقّي عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية.
قال الجزري: (لا خلاف في حذف البسملة بين الأنفال وبراءة، عن كل من بسمل بين السورتين، وكذلك في الابتداء ببراءة على الصحيح عند أهل الأداء، وممن حكى بالإجماع على ذلك أبو الحسن بن غلبون، وابن القاسم بن الفحام، ومكي، وغيرهم، وهو الذي لا يوجد نصّ بخلافه)ا.هـ.

واختلف بعد ذلك: هل ترك البسملة في أوّل براءة عامّ في الأحرف كلها؟ أو هو خاصّ بما اقتضاه الجمع العثماني.

وقد اختلف العلماء بعد ذلك في التماس الحكمة من ترك البسملة في أوّل براءة على أقوال مبناها على الاجتهاد:
القول الأول: لأن براءة نزلت بالسيف والبسملة أمان، وهذا القول رُوي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بإسناد ضعيف.
وهذا القول اعتُرض عليه بأنّ من سور القرآن ما نزل في شأن الكفار والمنافقين بل سمّيت السور بذلك كما في سورتي الكافرون والمنافقون وقد بُدئتا بالبسملة.
ويمكن أن يجاب عن هذا الاعتراض بأنّ مقام إعلان البراءة والنذارة مقام خاصّ يناسب معه ترك البدء بالبسملة.

والقول الثاني: لأنها نسخت مع ما نسخت تلاوته من أوّل سورة براءة، وقد روي أنها كانت تعدل سورة البقرة؛ وهذا القول مروي عن الإمام مالك.
وقد تعقّب ابن عاشور نسبة هذا القول إلى الإمام مالك.

والقول الثالث: لأن الصحابة اختلفوا فيها فمنهم من ذهب إلى أن الأنفال والتوبة سورة واحدة، ومنهم من ذهب إلى أنهما سورتان؛ فقرن بينهما، ولم يفصل بينهما ببسملة، وهذا القول ذكره القرطبي عن خارجة وأبي عصمة وغيرهما، ويمكن أن يستدلّ لهذا القول بحديث يزيد الفارسي مع ما قيل فيه

والقول الرابع: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما كتب في صلح الحديبية «بسم الله الرحمن الرحيم» ، لم يقبلوها وردُّوها، فما ردَّها الله عليهم، وهذا القول ذكره ابن الجوزي عن عبد العزيز بن يحيى المكي.

س3: لخّص القول في مصحف ابن مسعود، وبيّن أنواع ما ينسب إليه.
لا تخفى مكانة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وفضله وتقدّمه في القراءة والإقراء.
وقد كان في الكوفة مصاحف كُتبت على ما كان يعلّمهم ابن مسعود من القراءة، وكان منهم من يعرض عليه المصحف فيقيم له فيه ما يكون من الخطأ في الكتابة، وكان في مسجده موضع مخصص لعرض المصاحف
فلمّا كان الجمع العثماني حصل من ابن مسعود ما حصل من المعارضة في أوّل الأمر، ثمّ إنه رجع إلى ما أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم من الاجتماع على حرف واحد ومصحف إمام لا تختلف فيه هذه الأمة.
وأقام مصحفَه على المصحف الإمام الذي بعث به عثمان إلى الكوفة، وأمر أن يقيموا مصاحفهم عليه، وأن تترك القراءة بما خالفه، وأن تسلّم المصاحف المخالفة للرسم العثماني..
ولكن بقيت مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود رضي الله عنه لا يوقف لها على إسناد متّصل إلى ابن مسعود، وهي معدودة من الوجادات الضعيفة، ولا يُؤمن أن تكون إنما نسبت إليه على ما يُظنّ أنها على قراءته وتأليفه، لا على أنه أملاها، أو تكون من لم يتلف من المصاحف التي كتبت قبل الجمع العثماني،
وهي مصاحف ملغاة إجماعاً، لا يُعتدّ بها في القراءة لإجماع الصحابة رضي الله عنهم على ترك القراءة بما خالف المصحف الإمام.
وفيما يخص المعوذتين فقد جاءت بعض الروايات أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه،
وقد اختلف أهل العلم فيما نُسب إلى ابن مسعود رضي الله عنه في شأن المعوذتين، والصواب ما قاله سفيان بن عيينة والبزار وغيرهما من أهل الحديث من القول بصحّة ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه، والتماس العذر له بكونه لم يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في صلاته، وأنّه سمعه يعوّذ بهما؛ فظنّهما عوذتين وليستا سورتين من القرآن، ولم يُنكر أنهما وحي من الله، وقد صحّت الأحاديث بإثبات أنهما سورتين من القرآن
وهذه الروايات عن ابن مسعود في شأن المعوذتين كانت قبل الجمع العثماني، وقبل أن يقيم مصحفه على المصحف الإمام الذي أمر به عثمان بن عفان، وقد ثبتت القراءة عن ابن مسعود بالأسانيد التي يروي بها القراء عنه ما يوافق قراءة العامة وفيها المعوذتان.
وقد جاء في ترتيب السور في مصحف بن مسعود أسانيد وآثار، تدل على خلاف الترتيب في المصاحف العثمانية وكل ذلك في مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود غير متحقق صحّة نسبتها إليه.
وما يُنسب إلى مصحف ابن مسعود مما يُخالف المصاحف العثمانية على أنواع:
النوع الأول: ما صحّ إسناده إلى مَن قرأ على ابن مسعود قبل الجمع العثماني مما يخالف رسم المصاحف العثمانية.
فهذا النوع:
- يُستدلّ به في التفسير واللغة ولا يُقرأ بما فيه،
- ويستدلّ بما لم يُنسخ منه في الأحكام،
- ويُعتقد صحته وأنّه مما تركت القراءة به من الأحرف المخالفة للرسم العثماني.

ومن أمثلة ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث علقمة بن قيس النخعي.. وفيه قول أبي الدرداء:
كيف يقرأ عبد الله: {والليل إذا يغشى}؟
فقرأتُ عليه: [والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى . والذكر والأنثى]

وكان هذا الحرف مما اتفقت فيه قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء، وكانوا يُقرئون الناس به، ولا يبعد أن يكون مكتوباً في مصاحف أصحابهم قبل الجمع العثماني.
وقراءة عثمان بن عفان وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت والعامّة {وما خلق الذكر والأنثى} وهي التي اختيرت في الرسم العثماني.

والنوع الثاني: ما روي عمّن لم يقرأ على ابن مسعود زمن الجمع العثماني، وإنما اطّلع على مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود؛ غير متحقق صحّة نسبتها إلى ابن مسعود رضي الله عنه، فهذا النوع :
- لا يُعتمد عليه في الرواية
- ولا يُحتجّ به في الأحكام،
- وقد يُستفاد منه في التفسير واللغة، ولذلك يعتني بذكره بعض المفسّرين، ومن أمثلة ذلك:
قال هشيم بن بشير: أنا داود بن أبي هند، قال: (هي في مصحف عبد الله: [وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بأمهاتهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم]). رواه سعيد بن منصور وابن جرير.

س4: ما تقول فيما روى أبو معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب»؟
الجواب من وجوه:
أولا/ ضعف السند ونكارة المتن:
فأما السند: فظاهره الصحة، ولكن مع التتبع نجد أن له علة خفية، وهي أنه من رواية العراقيين عن هشام وحديث العراقيين عن هشام بن عروة بشكل عام متكلم فيها، بغض النظر عما قاله العلماء عن هشام، وهل هذا من قبيل التخليط، أو الخطأ المحتمل.

وأما المتن: فهو منكر جداً، يبعد أن يصدر عن مثل عائشة رضي الله عنها،
- فهي تقرأ هذه الآيات كما يقرؤها المسلمون.
- وتعلم أنَّ الأصل في القراءة الرواية مشافهة
- وتعلم أنّ كتابة المصاحف كانت عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم،
- وتعلم أن الذين انتدبوا لكتابته ومراجعته جماعة يستحيل تواطؤهم على الخطأ واللحن.
والحاصل أنّ هذا الحديث مما أخطأ فيه هشام بن عروة؛ فرواه عن أبيه من غير ذكر الواسطة.
وهذه العلّة مع نكارة المتن كافية في ردّه.

ثانيا/ بعض ما يمكن أن يبرر به قول عائشة رضي الله عنها لو صح:
على فرض صحة المنسوب إلى عائشة رضي الله عنها فالجواب عنه أن تخطئتها للكتّاب اجتهاد منها إذْ تركوا القراءة التي كانت تقرأ بها وتعرفها واختاروا غيرها، وقولهم مقدّم على قولها في ذلك، لكثرتهم واجتماعهم وشدّة عنايتهم بالقراءة والإقراء، وقد ينكر المرء ما يخالف قراءته فإذا تبيّن له أنّه صحيح أقرّ به، كما تقدّم بيانه من إنكار ابن مسعود لكتابة المعوذتين في المصحف ثمّ إقراره بكتابتهما.
وقول المثبت مقدَّم على قول النافي لما معه من زيادة علم.

ثالثا/
نحن لا ننكر أن تكون تلك الأحرف قد قرئت على قراءات أخرى قرأت بها عائشة وقرأ بها ابن مسعود وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم، لكنّ المصير إلى القراءة التي على مقتضى الرسم العثماني واجب لتقرر الإجماع على ترك الإقراء بما خالف المصحف الإمام، والأقوال المهجورة لا تقدح في صحّة الإجماع. .

رابعا /
المجزوم به أنّ القراءة الموافقة للرسم العثماني صحيحة لغةً لا لحنَ فيها، وهي مقدّمة على غيرها لاختيار قرّاء الصحابة لها على غيرها؛ فإنّ ما تركوه قد يتطرّق إليه احتمال النسخ، وما أثبتوه فغير منسوخ التلاوة،

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
- التفكر في معجزة وصول القرآن إلينا دون زيادة أو نقصان واتفاق الأمة، شرقها وغربها، وشمالها وجنوبها على مر الأزمان على صحته، واتحادهم على ما كتب فيه، فسبحان من قال { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
- زيادة الإيمان بثبوت القرآن، ومعرفة ما سخر الله له من جهود لجمعه وترتيبه.
- التعرف على ما بذله الصحابة من جهد في سبيل جمع القرآن وحفظه رغم صعوبة الأدوات في ذلك الزمان، مما يستوجب محبتهم والشكر لهم، وسؤال الله أن يجمعنا بهم في مستقر رحمته.
- أن من الواجب علينا أن نبذل كما بذلوا ونجتهد في تعلم العلم وتعليمه، خاصة فيما يتعلق بالقرآن وعلومه، كل فيما يسر الله له، ولا تحقرن من المعروف شيئا.
- براءة جانب الصحابة مما يتقوله بعض المتقولين، وأن كل ما يصدر عنهم إنما هو من باب الحرص على الخير ونشره، ويتضح معناه وما وراءه بتتبع الأخبار الصحيحة، واكتمال الصورة بمقارنة الروايات.
- ضعف ما يثار من شبه ضد القرآن، و ما يسره الله من ردود كافية لإبطالها.
- أهمية فهم الردود على الشبه لمن يتصدى للتعليم حتى لا يفاجأ بما لا يستطيع الإجابة عنه.
- كثيرا ما اختلطت علي قصة خزيمة بقصة أبي خزيمة وفهمت الآن السبب.
- كثيرا ما مر علي تبريرات لعدم كتابة البسملة في سورة براءة فهمت الآن صحيحها من ضعيفها وخلاصة القول فيها ولله الحمد.
- كثيرا ما تختلط علينا المسائل، ودواء ذلك بعد توفيق الله، يكون بما يسخره الله لطالب العلم من البحث والتحري وجودة الجمع والتلخيص، فتتحول المسألة من معقدة صعبة، إلى سهلة ميسرة مفهومة، أسأل الله أن ييسر لهذا العلم الصالحين من طلبة العلم، ويهدي شباب المسلمين للقيام به وأداء حقه.
- ويطول الحديث عن تفاصيل ما استفدت، ويبقى سؤال الله القبول والنفع والبركة للكاتب والقارئ ولكل من بذل.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 رجب 1438هـ/4-04-2017م, 02:21 AM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما تقول في دعوى أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كتب مصحفاً مرتّبا على النزول؟
دعوى جمع علي رضي الله عنه للقرآن بترتيب النول باطلة
عن محمد بن سيرين، قال: (لما بويع أبو بكر أبطأ علي عن بيعته فجلس في بيته؛ فبعث إليه أبو بكر ما بطأك عني أكرهت إمرتي؟!).فقال علي: (ما كرهت إمارتك، ولكني آليت أن لا أرتدي ردائي إلا إلى صلاة حتى أجمع المصحف)
قال ابن سيرين: (وبلغني أنه كتبه على تنزيله، ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير).
قال ابن عبد البر: (أجمع أهل العلم بالحديث أن ابن سيرين أصح التابعين مراسل، وأنه كان لا يروي ولا يأخذ إلا عن ثقة وأن مراسله صحاح كلها ليس كالحسن وعطاء في ذلك والله أعلم)ا.هـ.
قوله: (وبلغني أنه كتبه على تنزيله..) زيادة منكرة، لا تصحّ عن ابن سيرين
فدعوى أنّ أحداً من الصحابة رتّب المصحف على ترتيب النزول دعوى باطلة.
وكذلك لفظة (حتى أجمع المصحف) منكرة ، وهي مبدلة من قوله: (حتى أجمع القرآن)، وكانت هذه الزيادة مما أُنكر على أشعث بن سَوَّار الكندي؛ فإنّه قد روى هذا الخبر عن ابن سيرين وفيه أنه قال: (لما توفي النبيُّ صلى الله عليه وسلم أقسم علي أن لا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف؛ ففعل؛ فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام: « أكرهت إمارتي يا أبا الحسن؟»
قال: «لا والله إلا أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعة » فبايعَه ثم رجع»). رواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف وتعقَّبَه بقوله: (لم يذكر المصحفَ أحدٌ إلا أشعث، وهو ليّن الحديث، وإنما رووا«حتى أجمع القرآن» يعني: أُتمّ حفظه؛ فإنه يقالُ للذي يحفظ القرآن قد جَمَعَ القرآن.

س2: ما الجواب عن خبر (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة)؟
الجواب: هذه العبارة رُويت عن عمر بن الخطاب وعن زيد بن ثابت ولا تصحّ عنهما، بل هي عبارة ضعيفة الإسناد منكرة المتن.
عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال: أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر براءة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى عمر بن الخطاب، فقال: (من معك على هذا؟)
قال: لا أدري والله إلا أني أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووعيتها وحفظتها.
فقال عمر: (أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
ثم قال: (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا سورة من القرآن فضعوها فيها، فوضعتها في آخر براءة). رواه الإمام أحمد في مسنده وابن أبي داوود في كتاب المصاحف، وفي إسناده محمد بن إسحاق مدلّس، وقد عنعن.
وعباد بن عبد الله بن الزبير لم يدرك زمن الجمع، وسياق الخبر مخالف للروايات الصحيحة من وجوه، وزيادة (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة) منكرة جداً.
وقد صحّ أن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم قد جمعوا القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا يجهلون موضع هاتين الآيتين، وقد تقدّم نصّ أبيّ بن كعب رضي الله عنه على أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه إياهما بعد قوله تعالى: {ثمّ انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}
فهذه الجملة مروية في هذا الخبر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتبيّن أنها لا تصحّ عنه.
-عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: (عرضت المصحف فلم أجد فيه هذه الآية {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا})
قال: (فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها فلم أجدها مع أحد، ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنها، فلم أجدها مع أحد منهم، حتى وجدتها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري فكتبتها، ثم عرضته مرة أخرى فلم أجد فيه هاتين الآيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر السورة).
قال: (فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها فلم أجدهما مع أحد منهم، ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنهما فلم أجدهما مع أحد منهم حتى وجدتهما مع رجل آخر يدعى خزيمة أيضا من الأنصار فأثبتهما في آخر براءة).
قال زيد: (ولو تمت ثلاث آيات لجعلتها سورة واحدة، ثم عرضته عرضة أخرى فلم أجد فيه شيئا؛ فأرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها يسألها أن تعطيه الصحيفة، وجعل لها عهد الله ليردها إليها، فأعطته إياها، فعرضت الصحف عليها فلم تخالفها في شيء فرددتها إليها، وطابت نفسه فأمر الناس أن يكتبوا المصاحف).
وهذا الخبر تفرّد به عمارة بن غزيّة عن الزهري، وأخطأ في إسناده ومتنه، ولم يضبط ألفاظه، وقد نبّه على ذلك الدارقطني في العلل فقال: (هو حديث في جمع القرآن، ورواه الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت؛ حدَّث به عن الزهري كذلك جماعة منهم: إبراهيم بن سعد، ويونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وسفيان بن عيينة وهو غريب عن ابن عيينة، اتفقوا على قول واحد.
ورواه عمارة بن غزية عن الزهري فجعل مكان ابن السبَّاق خارجة بن زيد بن ثابت وجعل الحديث كله عنه.
وإنما روى الزهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه من هذا الحديث ألفاظا يسيرة.
وهي قوله: (فقدت من سورة الأحزاب آية قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت).
ضبطه عن الزهري كذلك: إبراهيم بن سعد، وشعيب بن أبي حمزة، وعبيد الله بن أبي زياد).
ثم قال الدارقطني: (الصحيح من ذلك رواية إبراهيم بن سعد، وشعيب بن أبي حمزة، وعبيد الله بن أبي زياد، ويونس بن يزيد، ومن تابعهم عن الزهري؛ فإنهم ضبطوا الأحاديث عن الزهري وأسندوا كل لفظ منها إلى روايه وضبطوا ذلك)ا.هـ.
فتبيّن بذلك أنّ هذه الجملة المنسوبة إلى زيد بن ثابت لا تصحّ عنه، وقد دخلت على عمارة بن غزية من رواية بعض الضعفاء مع ما دخل عليه من ألفاظ هذا الحديث ورواياته مما لم يضبطه، وخالف الثقات فيه في مواضع منه، ومنها هذه الزيادة المنكرة، فهي معلولة مردودة.
مع مخالفتها لما تقدّم بيانه من اتّفاق الصحابة رضي الله عنهم وإجماع العلماء من بعدهم على أنّ ترتيب الآيات في السور توقيفي.

س3: ما تقول فيما روي عن ابن مسعود أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟
هذه المقولة مختلف فيها والعذر له بكونه لم يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في صلاته، وأنّه سمعه يعوّذ بهما؛ فظنّهما عوذتين وليستا سورتين من القرآن، ولم يُنكر أنهما وحي من الله. وقد كان ذلك قبل الجمع العثماني، وقبل أن يقيم مصحفه على المصحف الإمام الذي أمر به عثمان بن عفان وأجمع الصحابة على اتخاذه مصحفاً إماماً وتركِ القراءة بما خالفه.


- قال زرّ بن حبيش: قلت لأبي بن كعب: إنَّ ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، فقال: "أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني: "أن جبريل قال له: قل أعوذ برب الفلق، فقلتها، فقال: قل أعوذ برب الناس، فقلتها ". فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم). رواه الإمام أحمد من طريق حماد بن سلمة قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زرّ به.
- وروى الإمام أحمد من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال: كان عبد الله يحكّ المعوذتين من مصاحفه، ويقول: (إنهما ليستا من كتاب الله).
- وروى الإمام أحمد أيضاً عن سفيان بن عيينة، عن عبدة، وعاصم، عن زر، قال: قلت لأبي: إن أخاك يحكهما من المصحف، قيل لسفيان: ابن مسعود؟ فلم ينكر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "قيل لي، فقلت " فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال سفيان: (يحكهما: المعوذتين، وليسا في مصحف ابن مسعود، كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ بهما الحسن والحسين، ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته؛ فظن أنهما عوذتان، وأصرَّ على ظنه، وتحقق الباقون كونهما من القرآن، فأودعوهما إياه).
- وهذا الخبر رواه البخاري في صحيحه بالإبهام؛ فقال: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش، ح وحدثنا عاصم، عن زر، قال: سألت أبي بن كعب، قلت: يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا، فقال أبيّ: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «قيل لي فقلت» قال: فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم).
- وروى البزار والطبراني من طريق حسان بن إبراهيم، عن الصلت بن بهرام، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود أنه كان يحكّ المعوذتين من المصحف ويقول: «إنما أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما» وكان عبد الله لا يقرأ بهما).
قال البزار: (وهذا الكلام لم يتابع عبدَ الله عليه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف).
- وروى الطبراني في الكبير من طريق عبد الحميد بن الحسن، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود، أنه: كان يقول: "لا تخلطوا بالقرآن ما ليس فيه، فإنما هما معوذتان تعوذ بهما النبي صلى الله عليه وسلم: {قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس}". وكان عبد الله يمحوهما من المصحف.
- وقال محمد بن سيرين: (كتب أبيّ بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين، و{اللهم إنا نستعينك}، و{اللهم إياك نعبد}، وتركهنّ ابنُ مسعود، وكتب عثمان منهنَّ فاتحة الكتاب والمعوذتين). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن وعمر بن شبّة في تاريخ المدينة.

وقد اختلف أهل العلم فيما نُسب إلى ابن مسعود رضي الله عنه في شأن المعوذتين، والصواب ما قاله سفيان بن عيينة والبزار وغيرهما من أهل الحديث من القول بصحّة ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه، والتماس العذر له بكونه لم يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في صلاته، وأنّه سمعه يعوّذ بهما؛ فظنّهما عوذتين وليستا سورتين من القرآن، ولم يُنكر أنهما وحي من الله.
وقد صحّت الأحاديث بإثبات أنهما سورتين من القرآن، كما في حديث أبيّ بن كعب المتقدّم.
- وحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "ألا أعلّمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟"
قال: قلت: بلى يا رسول الله !
قال: فأقرأني {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ بربّ الناس} ). رواه الإمام أحمد والنسائي وابن خزيمة من طريق الوليد بن مسلم قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني القاسم أبو عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر، وهذا إسناد صحيح.
- وفي سنن أبي داوود وشرح مشكل الآثار للطحاوي وسنن البيهقي من طريق محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بأعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس، ويقول: «يا عقبة ! تعوذ بهما؛ فما تعوذ متعوذ بمثلهما»
قال: وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة).
- وروى الإمام أحمد والطحاوي في شرح مشكل الآثار من طريق شعبة، عن الجريري، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن رجل من قومه أن رسول الله عليه السلام مر به، فقال: (اقرأ في صلاتك بالمعوذتين).
ويزيد بن عبد الله من بني الحريش بطن من بني عامر بن صعصعة، ولذلك فإنّ الصحابيّ الذي روى عنه هذا الحديث غير عقبة بن عامر الجهني.
- وقد روي عن عائشة رضي الله عنها من طرق يشدّ بعضها بعضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث: يقرأ في أول ركعة بـ{سبح اسم ربك الأعلى} وفي الثانية: {قل يا أيها الكافرون} وفي الثالثة: {قل هو الله أحد} والمعوذتين».

ففي هذه الأحاديث وما في معناها إثبات أنهما سورتان من القرآن، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في الصلاة وخارجها، وأقرأ بهما، وأمر بقرائتهما في الصلاة وخارجها.
وابن مسعود وإن كان من كبار قرّاء الصحابة فهو غير معصوم من الخطأ، ولم يتابعه على ما صنع أحد من الصحابة ولا التابعين.
ومما ينبغي أن يُعلم أن هذه الروايات عن ابن مسعود في شأن المعوذتين كانت قبل الجمع العثماني، وقبل أن يقيم مصحفه على المصحف الإمام الذي أمر به عثمان بن عفان وأجمع الصحابة على اتخاذه مصحفاً إماماً وتركِ القراءة بما خالفه.
ووقوعُ بعض الخطأ من أفرادٍ من القرّاء قبل انعقاد الإجماع على مصحف إمامٍ مشتهرٍ بين الناس جائز الوقوع، ولا عصمة للأفراد ، وإنما العصمة لإجماعهم، وقد يخطئ المخطئ وهو معذور مأجور، إذا كان هذا هو مبلغ اجتهاده، فلا يعاب بمثل هذا الخطأ ابن مسعود ولا غيره من القرّاء.
قال ابن قتيبة: (ولكنّ عبد الله ذهب - فيما يرى أهل النظر - إلى أن المعوذتين كانتا كالعُوذة والرّقية وغيرها، وكان يرى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يعوّذ بهما الحسن والحسين وغيرهما، كما كان يعوّذ بأعوذ بكلمات الله التّامة، وغير ذلك، فظنّ أنهما ليستا من القرآن، وأقام على ظنّه ومخالفة الصحابة جميعاً كما أقام على التّطبيق، وأقام غيره على الفتيا بالمتعة، والصّرف ورأى آخر أكل البرد وهو صائم، ورآى آخر أكل السّحور بعد طلوع الفجر الثاني. في أشباه لهذا كثيرة)ا.هـ.

وقوله: (أقام على ظنّه) مدفوع برجوع ابن مسعود إلى ما أجمع عليه الصحابة، وثبوت القراءة عنه بالأسانيد التي يروي بها القراء عنه ما يوافق قراءة العامة وفيها المعوذتان.

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى إنكار صحة ما روي عن ابن مسعود كما فعل الكرجيّ القصاب في تفسيره وابن حزم في المحلّى والنووي في المجموع والرازي في تفسيره وغيرهم.
قال ابن حزم: (كل ما روي عن ابن مسعود من أن المعوذتين وأم القرآن لم تكن في مصحفه فكذب موضوع لا يصح؛ وإنما صحت عنه قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتين)ا.هـ.
وقال النووي: (وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه).
وقد تعقبهم ابن حجر في الفتح بقوله: (وأما قول النووي في شرح المهذب: "أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن، وأن من جحد منهما شيئا كفر، وما نقل عن بن مسعود باطل ليس بصحيح"؛ ففيه نظر وقد سبقه لنحو ذلك أبو محمد بن حزم فقال في أوائل المحلى: "ما نقل عن بن مسعود من إنكار قرآنية المعوذتين فهو كذب باطل" وكذا قال الفخر الرازي في أوائل تفسيره: "الأغلب على الظن أن هذا النقل عن ابن مسعود كذب باطل والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل بل الرواية صحيحة والتأويل محتمل والإجماع الذي نقله إن أراد شموله لكل عصر فهو مخدوش، وإن أراد استقراره فهو مقبول)ا.هـ.

وقد ذهب الكرجي القصاب وأبو بكر الباقلاني إلى أنّ ابن مسعود لم ينكر أنهما من القرآن، وإنما أنكر كتباتهما في المصحف، والروايات الصحيحة تردّ هذا التأويل.
وحكى القرطبي عن بعضهم أنّ ابن مسعود لم يكتب المعوذتين لأنه أمن عليهما من النسيان، ثمّ ردّ عليهم بأنّ ما ذكروه متحقق في سورة الإخلاص والنصر والكافرون وغيرها وكان يكتبها.

والخلاصة أنّ ما روي عن ابن مسعود من أنه كان لا يكتب المعوذتين في المصحف صحيح عنه، لكنّه رجع عنه.
وقد روى ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي أنه قال: قال: قلت للأسود: من القرآن هما؟ قال: «نعم»، يعني: المعوذتين
والأسود بن يزيد من خاصّة أصحاب ابن مسعود.
س4: كيف تجيب باختصار عما روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: «إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها»؟
إن هذا الخبر لا يصحّ عن عثمان فهو معلول الإسناد منكر المتن، وقد وجهه بعض أهل العلم توجيهات لا نكارة فيها.
وأصل هذا الخبر ما رواه عمران بن داوود القطان عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن عبد الله بن فطيمة، عن يحيى بن يعمر، قال: قال عثمان رضي الله عنه: «إن في القرآن لحناً ستقيمه العرب بألسنتها» أخرجه عمر بن شبّة وابن أبي داوود وأبو عمرو الداني.
قال ابن أبي داوود: (هذا عبد الله بن فطيمة أحد كتاب المصاحف).
قلت: يريد أنه ممن كان يكتب المصاحف، لا أنه من كتّاب المصاحف العثمانية لأنه لم يدرك زمن الجمع العثماني.

وقوله: (إن في القرآن لحناً) المراد بالقرآن هنا المصحف المكتوب لا القرآن المتلوّ، للاتفاق المتيقّن على أنّ القرآن في الذروة العليا من الفصاحة لا لحن فيه بوجه من الوجوه.
وإطلاق لفظ القرآن على المصحف وارد في النصوص، ومنه حديث النهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدوّ.

وقال عمر بن شبّة: حدثنا علي بن أبي هاشم، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز القرشي، قال: (لما فرغ من المصحف أتي به عثمان رضي الله عنه فقال: «قد أحسنتم وأجملتم، أرى شيئا من لحن سنقيمه بألسنتنا».
ورواه ابن أبي داوود من طريق المؤمل بن هشام ويحيى بن آدم عن إسماعيل ابن علية به إلا أنه قال: «قد أحسنتم وأجملتم، أرى فيه شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها».

وروى ابن أبي داوود عن أبي حاتم السجستاني قال: حدثنا عبيد بن عقيل ، عن هارون ، عن الزبير بن الخريت ، عن عكرمة الطائي قال: لما أتي عثمان رضي الله عنه بالمصحف رأى فيه شيئا من لحن فقال : « لو كان المملي من هذيل ، والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا ».
هارون هو ابن موسى الأعور النحوي صاحب القراءات.

وهذا الخبر وإن تعددت طرقه في ظاهر الأمر إلا أنه ضعيف جداً لا يصحّ عن عثمان.

فأما الإسناد الأول فمعلّ بثلاث علل:
إحداها: عنعنة قتادة وقد عرف بالتدليس.
والثانية: رواية يحيى بن يعمر عن عثمان مرسلة، ولذلك حكم عليه البخاري بالانقطاع.
قال البخاري في التاريخ الكبير: (عبد الله بن فطيمة عن يحيى بن يعمر، روى قتادة عن نصر بن عاصم، منقطع).
والعلة الثالثة: جهالة حال عبد الله بن فطيمة.

والإسناد الثاني معلّ بثلاث علل أيضاً:
إحداها: أن عبد الأعلى لم يدرك عثمان بن عفان.
والثانية: أن الحارث بن عبد الرحمن متكلّم فيه، قال أبو حاتم: ليس بالقويّ.
والثالثة: اضطراب الرواة في ألفاظه بين (سنقيمه بألستنا) و(ستقيمه العرب بألسنتها).

والإسناد الثالث ضعيف جداً، عكرمة الطائي مجهول الحال، ولم يدرك عثمان.

فهذا الخبر من جهة الإسناد لا يصحّ عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وللعلماء في ردّه وتوجيهه أقوال:
أ. فأنكره جماعة من العلماء إنكاراً شديداً، وطعنوا في إسناده.
وممن أنكره: ابن الأنباري، وأبو عمرو الداني، ومكيّ بن أبي طالب القيسي، وابن تيمية، وابن عاشور.
قال أبو عمرو الداني: (هذا الخبر عندنا لا يقوم بمثله حجة، ولا يصح به دليل من جهتين:
أحدهما: أنه مع تخليط في إسناده واضطراب في ألفاظه مرسل لأن ابن يعمر وعكرمة لم يسمعا من عثمان شيئاً ولا رأياه.
وأيضاً: فإنَّ ظاهر ألفاظه ينفي وروده عن عثمان رضي الله عنه لما فيه من الطعن عليه مع محلّه من الدين ومكانه من الإسلام وشدّة اجتهاده في بذل النصيحة واهتباله بما فيه الصلاح للأمة؛ فغير ممكن أن يتولى لهم جمع المصحف مع سائر الصحابة الأتقياء الأبرار نظراً لهم ليرتفع الاختلاف في القرآن بينهم، ثم يترك لهم فيه مع ذلك لحنا وخطأ يتولى تغييره من يأتي بعده ممن لا شكَّ أنّه لا يدرك مداه ولا يبلغ غايته ولا غاية من شاهده!! هذا ما لا يجوز لقائل أن يقوله، ولا يحل لأحد أن يعتقده).ا.هـ
- وقال مكيّ بن أبي طالب في تفسيره: (روي أن عثمان وعائشة رضي الله عنهما قالا: إن في الكتاب غلطاً ستقيمه العرب بألسنتها.
وعنهما: إن في الكتاب لحناً ستقيمه العرب بألسنتها.
وهذا القول قد طُعن فيه، لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد أجمعوا على صحة ما بين اللوحين؛ فلا يمكن أن يجتمعوا على غلط)ا.هـ.
- وقال ابن تيمية: (المصاحف التي نسخت كانت مصاحف متعددة وهذا معروف مشهور، وهذا مما يبين غلط من قال في بعض الألفاظ: إنه غلط من الكاتب أو نقل ذلك عن عثمان؛ فإن هذا ممتنع لوجوه. منها: تعدد المصاحف واجتماع جماعة على كل مصحف ثم وصول كل مصحف إلى بلد كبير فيه كثير من الصحابة والتابعين يقرءون القرآن ويعتبرون ذلك بحفظهم والإنسان إذا نسخ مصحفا غلط في بعضه عرف غلطه بمخالفة حفظه القرآن وسائر المصاحف فلو قدر أنه كتب كاتب مصحفا ثم نسخ سائر الناس منه من غير اعتبار للأول والثاني أمكن وقوع الغلط في هذا، وهنا كل مصحف إنما كتبه جماعة ووقف عليه خلق عظيم ممن يحصل التواتر بأقلَّ منهم، ولو قُدِّرَ أنَّ الصحيفة كان فيها لحن؛ فقد كتب منها جماعةٌ لا يكتبون إلا بلسان قريش ولم يكن لحناً فامتنعوا أن يكتبوه إلا بلسان قريش؛ فكيف يتفقون كلهم على أن يكتبوا: {إن هذان} وهم يعلمون أن ذلك لحن لا يجوز في شيء من لغاتهم أو: {المقيمين الصلاة} وهم يعلمون أن ذلك لحن كما زعم بعضهم.
قال الزجاج في قوله: {المقيمين الصلاة} قول من قال: إنه خطأ - بعيد جدا؛ لأن الذين جمعوا القرآن هم أهل اللغة والقدوة فكيف يتركون شيئا يصلحه غيرهم فلا ينبغي أن ينسب هذا إليهم.
وقال ابن الأنباري: حديث عثمان لا يصح لأنه غير متصل ومحال أن يؤخر عثمان شيئا ليصلحه من بعده)ا.هـ.

ب. ومن العلماء من وجّهه توجيهاً لا نكارة فيه، واختلفوا في توجيهاتهم على أقوال:
1. فذهب الإمام المقرئ أبو الحسين ابن المنادي(ت:3366هـ) إلى أنّ المراد باللحن ظاهر رسم الكلمات التي تنطق على غير ما تكتب به ظاهراً، وأن هذا اللحن مأمون بإقامة القراء له بألسنتهم حتى تشتهر القراءة الصحيحة ويُعرف معنى الرسم.
فقال فيما نقله عنه أبو عمرو الداني في المحكم: (في المصاحف العتق {أوليئهم من الإنس} و{ليوحون إلى أوليئهم} و{إن أوليئه إلا المتقون})
ثم قال: (وهذا عندنا مما نظر إليه عثمان رحمه الله فقال: "أرى في المصحف لحنا وستقيمه العرب بألسنتها" فأوجب ذلك من القول أنّ من الخط المكتوب ما لا تجوز به القراءة من وجه الاعراب، وأن حكمه أن يترك على ما خط ويطلق للقارئين أن يقرؤوا بغير الذي يرونه مرسوماً)ا.هـ.
قال أبو عمرو الداني: (وغير جائز عندنا أن يرى عثمان رضي الله عنه شيئا في المصحف يخالف رسم الكتابة مما لا وجه له فيها بحيلة؛ فيتركه على حاله، ويقرّه في مكانه، ويقول: إنّ في المصحف لحنا وستقيمه العرب بألسنتها" إذ لو كان ذلك جائزا لم يكن للكتابة معنى، ولا كان فيها فائدة، بل كانت تكون وبالاً لاشتغال القلوب بها)ا.هـ.
وقال أبو عمرو الداني (ت:444هـ) في المقنع: (فإن قال: فما وجه ذلك عندك لو صحّ عن عثمان رضي الله عنه؟
قلت: وجهه أن يكون عثمان رضي الله عنه أراد باللحن المذكور فيه التلاوة دون الرسم، إذ كان كثير منه لو تُلي على رسمه لا نقلب بذلك معنى التلاوة وتغيرت ألفاظها، ألا ترى قوله: {أولاأذبحنّه}و{لأاوضعوا} و{من نبأي المرسلين} و{سأوريكم} و{الربوا} وشبهه مما زيدت الألف والياء والواو في رسمه، لو تلاه تالٍ لا معرفة له بحقيقة الرسم على صورته في الخطّ لصيّر الإيجاب للنفي، ولزاد في اللفظ ما ليس فيه ولا من أصله؛ فأتى من اللحن بما لا خفاء به على من سمعه، مع كون رسم ذلك كذلك جائزاً مستعملاً؛ فأعلَمَ عثمانُ رضي الله عنه إذ وقف على ذلك أنّ من فاته تمييز ذلك وعزبت معرفته عنه ممن يأتي بعده؛ سيأخذ ذلك عن العرب إذ هم الذين نزل القرآن بلغتهم فيعرّفونه بحقيقة تلاوته، ويدلونه على صواب رسمه؛ فهذا وجهه عندي، والله أعلم)ا.هـ.

قوله: (أراد باللحن المذكور فيه التلاوة دون الرسم) هكذا وردت العبارة في المطبوع، ولعلها انقلبت على الناسخ؛ إلا إذا كان المراد: التلاوة التي عمدتها مجرّد النظر في الرسم.

2. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومما يبين كذب ذلك: أن عثمان - لو قُدِّرَ ذلك فيه - فإنما رأى ذلك في نسخة واحدة؛ فإما أن تكون جميع المصاحف اتفقت على الغلط، وعثمان قد رآه في جميعها وسكت؛ فهذا ممتنع عادة وشرعاً من الذين كتبوا ومن عثمان ثم من المسلمين الذين وصلت إليهم المصاحف ورأوا ما فيها وهم يحفظون القرآن ويعلمون أن فيه لحنا لا يجوز في اللغة فضلا عن التلاوة، وكلهم يقرّ هذا المنكر لا يغيره أحد؛ فهذا مما يعلم بطلانه عادة، ويُعلم من دين القوم الذين لا يجتمعون على ضلالة؛ بل يأمرون بكل معروف وينهون عن كل منكر أن يدعوا في كتاب الله منكرا لا يغيره أحد منهم مع أنهم لا غرض لأحد منهم في ذلك، ولو قيل لعثمان: مُرِ الكاتبَ أن يغيره لكان تغييره من أسهل الأشياء عليه؛ فهذا ونحوه مما يوجب القطع بخطأ من زعم أن في المصحف لحناً أو غلطاً وإن نُقل ذلك عن بعض الناس ممن ليس قوله حجة؛ فالخطأ جائزٌ عليه فيما قاله؛ بخلاف الذين نقلوا ما في المصحف وكتبوه وقرأوه؛ فإنَّ الغلط ممتنع عليهم في ذلك)ا.هـ.

2. وقال السيوطي في الاقتراح: (وأحسن ما يقال في أثر عثمان رضي الله عنه بعد تضعيفه بالاضطراب الواقع في إسناده والانقطاع: أنه وقع في روايته تحريف؛ فإن ابن أشته أخرجه في كتاب (المصاحف) من طريق عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، قال: "لما فرغ من المصحف أتي به عثمان؛ فنظر فيه فقال: أحسنتم وأجملتم , أرى شيئا سنقيمه بألسنتنا".
فهذا الأثر لا إشكال فيه فكأنه لما عرض عليه عند الفراغ من كتابته رأى فيه شيئا غير لسان قريش كما وقع لهم في (التابوت) و (التابوه)؛ فوعد بأنه سيقيمه على لسان قريش، ثم وفى بذلك كما ورد من طريق آخر أوردتها في كتاب (الإتقان).
ولعل من روى ذلك الأثر حرفه، ولم يتقن اللفظ الذي صدر عن عثمان فلزم ما لزم من الإشكال).
قلت: رواية ابن أشته موافقة لرواية عمر بن شبّة وقد تقدّم ذكرها، ولا إشكال فيها لإنّ إقامة قراء الصحابة للمرسوم بألسنتهم كافٍ في معرفة النطق الصحيح للرسم، والأصل في القراءة والإقراء التلقّي من أفواه القرّاء.

ومما تقدّم يتبيّن خطأ من حمل قول عثمان رضي الله عنه - فيما روي عنه - على ما يسمّى بمشكل الإعراب عند النحويين، إذ ما يذكرونه في مشكل الإعراب من القراءات المتواترة لا يصحّ أن يوصف باللحن، ولم يرده عثمان بحال.
قال ابن عاشور: (وعن بعض المتأولين أن نصب {والصابرين} وقع خطأ من كتاب المصاحف وأنه مما أراده عثمان رضي الله عنه فيما نقل عنه أنه قال بعد أن قرأ المصحف الذي كتبوه: «إني أجد به لحناً ستقيمه العرب بألسنتها».
وهذا متقوَّل على عثمان، ولو صح لكان يريد باللحن ما في رسم المصاحف من إشارات مثل كتابة الألف في صورة الياء إشارة إلى الإمالة ولم يكن اللحن يطلق على الخطأ)ا.هـ.

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
1. أن تأليف القرآن يعني جمعه وضم بعضه إلى بعض
2. أن أول جمع للقرآن الكريم كان في عهد أبي بكر
3. أن ترتيب الآيات توقيفي
4. أن ترتيب السور توفيقي اجتهادي
5. اختلف العلماء في كون البسملة من القرآن ومنهم من قال انها ليست من القرآن
6. بطلان دعوى أن لعلي رضي الله عنه مصحف مرتب على النزول
7. بطلان دعوى أن لبعض الصحابة مصاحف فيها تفسير

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 رجب 1438هـ/8-04-2017م, 05:20 PM
هدى مخاشن هدى مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 240
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما سبب عدم جمع القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
قد ثبت أن القرآن لم يجمع في مصحف واحد على حياة النبي صلى الله عليه وسلم فعن زيد بن ثابت قال: (قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء ).رواه ابن حجر في الفتح والأسباب في ذلك/
- أنه لم يكن يخشى على القرآن من النسيان أو ضياع شيء منه أو وقوع الخطأ فيه فقد كان وجود النبي صلى الله عليه سلم ضمانا صارفا من حصول تلك الأمور في القرآن.
- أن القرآن ما زال ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ويتجدد بنزول الوحي فيزاد فيه بحسب الوقائع وينسخ تلاوة بعضه وهذا الأمر متوقع طوال حياته صلى الله عليه وسلم، فيصعب حينئذ أن يتعدد نسخ المصاحف لما فيه من المشقة البالغة.
قال النووي: (وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو، ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم) ا.هـ
س2: لخّص القول في مصحف أبيّ بن كعب، وبيّن أنواع ما يُنسب إليه.
القول الفصل في مصحف أبي بن كعب أنه أتلف مع ما أتلف من المصاحف في زمن عثمان رضي الله عنه؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ عثمان أرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق رواه البخاري ولم يرد مخالفة أبيّ لقول عثمان فلو خالف لوصلنا ذلك كما هو الحال في ابن مسعود بادي أمره.
- أما ما جاء في عدد سور مصحف أبيّ قيل أنها مئة وستة عشر والصواب أنها مئة وخمسة عشر لأنه جعل قريش والفيل سورة واحدة وكتب سورة الفاتحة والمعوذتين وسورة الحفد والخلع التي تركاها عثمان وهذا الخبر إسناده صحيح إلا أن فيه انقطاع فقد رواه محمد بن سيرين عن أبيّ وهو لم يدركه، غير أن الحديث في ذلك كله على المصاحف المنسوبة لأبي وغير متحقق أنها مصحف أبيّ نفسه، وكذلك ما جاء في ترتيب السور لما سبق ذكره من أن مصحف أبي أتلف مع المصاحف التي حرقت في زمن عثمان رضي الله عنه.
- أما ما جاء من أسماء السور في مصحفه فمعلوم أن الصحابة مجمعين على تجريد المصحف مما ليس بقرآن وما حصل من كتابة أسماء السور فإنه في زمن الحجاج بن يوسف والله اعلم.
أنواع ما ينسب إلى مصحف أبيّ بن كعب على ثلاثة أنواع/
1- ما لا يكاد يصح منه شيء إلا النادر، وهي رؤية مصحف أبي قبل الجمع العثماني.
2- ما لا يصح عنه، مما روي من قراءته بما يخالف المصاحف العثمانية وهو كثير، وما صح عنه فهو إما إخبارا، وإما إقراءً قبل جمع عثمان.
3- المصحف الذي بالعراق المنسوب لأبيّ ادعاءً، وهو على ثلاثة أقوال:
- أنه مصحف أبيّ نفسه، وهذا القول خطأ بيّن إذ لو صح ذلك لاشتهر منازعته كما ثبت عن ابن مسعود ولكن لم يجيء أحد عنه بذلك.
- أنه مصحف أنس بن مالك أملاه عليه أبيّ. وهذا القول فيه نظر فإنه لا يتحقق فيه وصف ما نُقل عن بعض الأئمة الذين قرؤوه، ولا يبعد أن تتعدد المصاحف المنسوبة إليه كما تعددت عن ابن مسعود وغيره.
- أنه مصحف مستنسخ من مصحف أبيّ قبل الجمع العثماني ولم يتلف. وهذه المصاحف لم يوقف على طريقة نسخها، ولم يُتحقق من صحّة مراجعتها، وقد وقع الإجماع على ترك القراءة بها، وقد يستأنس بها لكن لا يستوثق من صحتها.
من أمثلة ما ينسب لمصحف أبي:
عن عزرة، قال: (قرأت في مصحف أبي بن كعب هاتين السورتين): (اللهم نستعينك) و (اللهم إياك نعبد) رواه أبو عبيد القاسم بن سلام
عزرة هو ابن عبد الرحمن الخزاعي لم يدرك زمن الجمع.
س3: ما معنى تأليف القرآن؟
في اللغة: الوصل والمتابعة
وفي الأحاديث والآثار يراد به ترتيب الآيات في السورة الواحدة تارة ودليله ما جاء عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلّف القرآن من الرقاع إذ قال ( طوبى للشام ) الحديث، وتارة يراد به ترتيب السور في المصحف ودليله ما جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها حين جاءها العراقي يسأل عن تأليف القرآن فقالت له (وما يضرك أيه قرأت قبل) فأخرجت له المصحف، فأملت عليه آي السور.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت عليه آية يستدعي كتبة الوحي ويعلمهم أن يكتبوا هذه الآية في سورة كذا وكذا بعد آية كذا وكذا وكان أيضا يؤخذ من فعله في الصلاة ترتيب السور.
- أما بالنسبة للجمع هل كان تاما لكل الآيات أم لبعضها فهو على قولين للعلماء الأول/ أنه جمعا تاما وأبو بكر رضي الله إنما استنسخه بين لوحين، الثاني/ أنه ليس تاما كما هو مجموعا في الصدور، وفي عهد أبي بكر كان أول جمع تام لآيات كل سورة، والقول الثاني هو الراجح لدلالة زيد بن ثابت رضي الله عنه في شأن جمع أبي بكر حين قال: (فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف، وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} حتى خاتمة براءة). رواه البخاري في صحيحه. إذ لو كانت مكتوبة تامة لوجدها عند غيره،
س4: ما سبب كثرة الأسئلة المثارة في باب جمع القرآن؟
- اشكالات تعرض لبعض طلاب العلم وقد تكون واضحة لكن يُسأل عنها لاختلاف الناس في الفهم ولا إدراك.
- شبهات يثيرها الطاعنون من غلاة المبتدعة والزنادقة والمستشرقين لأغراض التشكيك والطعن في صحة الجمع وحفظ القرآن.
وقد يُثار السؤال نفسه من الفريقين إلا أن مقصد كلا منهما يختلف عن الآخر
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
1- رسوخ الإيمان في نفس العبد وحصول الطمأنينة لها بدراسة تلك المراحل التي مرّ فيها المصحف حتى وصل إلينا كما أُنزل، بإجماع من الصحابة رضوان الله عليهم وتحقق معنى قوله تعالى: {إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون}.
2- الصبر والاجتهاد في الحصول على المطلوب وتجاوز العقبات التي تواجه المرء بالعزيمة والإصرار في نيل الهدف والمبتغى وإن عزّ المراد.
3- توثيق النص بشاهدين يشهدان على أن الكتابة تمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه دلالة على شدة حرصهم وأمانتهم في النقل رضي الله عنهم وأرضاهم.
4- أن جمع الصحابة للقرآن في مصحف واحد لا يسمى بدعة لأن كل بدعة ضلالة وما فعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له أصل شرعي أستند عليه.
5- السمع والطاعة لولي الأمر وما في ذلك من الفوائد العظيمة والخير الكثير، من جمع الكلمة وتوحيد الصف وقبلها الإذعان لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمر بطاعة ولي الأمر وإن رأى المرء ما يكره، فعثمان رضي الله عنه أمر الناس بجمع القرآن في مصحف واحد وحرق ما سواه وكان في هذا الأمر فائدة كبيرة إذ لو خالفوا عثمان لطفق الناس يقرؤون الشعر.
6- ترتيب الآيات توقيفي؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم أعلم صحابته مكان كل آية، أما السور فهو اجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم أُخذ من قول أو فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
7- فضل الصحابة وبيان أنهم من خيار الخلق فالله سبحانه وتعالى اختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وتلقي القرآن منه ثم اختارهم لجمعه وحفظه وهذا من أعظم أوجه عناية الصحابة رضي الله عنهم بالقرآن حيث تولوا جمعه وتفقهوا فيه وتدارسوه، وهذه الأمور وغيرها مما يستوجب لهم حفظ الجميل والاعتراف لهم بالفضل والذب عنهم إذ لو أنفق أحدنا مثل أُحُدٍ ذهبا ما بلغنا مد أحدهم ولا نصيفه.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 رجب 1438هـ/9-04-2017م, 09:50 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

المجموعة السادسة:
س1: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟

عمدتهم في ذلك الرواية مشافهة من النبي صلى الله عليه وسلم , وقد تواتر حفظهم في صدورهم , واجمعوا على ما جمعوه في مصحف ابي بكر , فما وجدوه في الرقاع والأكتاف كان شرطهم فيه أن يكونوا أملوه من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة , وقد كان جمعهم للقرآن على نوعين :
الجمع الفردي : فقد جمع القرآن كثير من الصحابة منهم علي وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب .
الجمع العام : بمعنى أن كل آية من القرآن كانت محفوظة عند الصحابة , وهذا كثير لا يحصى عددهم , وهذا النوع مظافر للنوع الأول
والذي دفع أبا بكر لجمع القرآن هو ليس خوفهم من ضياع القرآن أو جزء منه وهم أحياء وإنما خوفهم من ضياعه إذا فقد أو مات أهل القرآن من الصحابة , وقد كان اجتماعهم وحرصهم وتقواهم لله , وشدة حفظهم وتحرزهم من أن يضيع شيء من القرآن لهو أقوى دليل على عدم سقوط شيء من القرآن أو زيادة فيه .

س2: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري؟
بمعنى أنها لم توجد مكتوبة مشافهة من النبي صلى الله عليه وسلم إلا مع غيره وإلا فهي محفوظة ومعلومة عند الصحابة , ودونك رواية أبي بن كعب فقد قال لهم لقد أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها آيتين , فهذه الرواية دليل قوي على أن الآية معروفة , ولكن شرط جمع أبي بكر أنهم لا يكتبون شيء من القرآن إلا ممكن كتب بين يدي رسول الله وأن يأتي بذلك على شاهدين .

س3: ما فائدة بحث المسائل المتعلقة بمصاحف الصحابة رضي الله عنهم.

إن معرفة أحوال الصحابة من كتابة القرآن ومعرفة مصاحفهم وما يدور حولها من مسائل تعيننا في الأجوبة عن الإشكالات التي ترد على جمع القرآن , والرد على شبهات الطاعنين في جمع القرآن من المستشرقين وغيرهم
وتفيدنا أيضاً أن نعرف مدى حرصهم على حفظ القرآن وكتابته وتحريهم في أن يكون لهم مصحف يقرؤون به وقد كانوا يحبون أن يجلسوا في الحرم فيعرضوا مصاحفهم

س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: ( {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، قال: [مثل نور المؤمن كمشكاة]) ؟
أولا : هذه القراءة صحيحة وواردة عن أبي بن كعب , ولكنها رواية متروكة أو منسوخة بالجمع العثماني .
ثانياً : قرأ بها مجاهد فهي محمولة على أنه قرأها تفسيرها لها على الأحرف الأولى , ولكنه لا يتابع عليها لأنه منسوخة بالجمع العثماني

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
- كم أنا مقصر في خدمة القرآن فقد تبين لي أن الصحابة بذلوا الغالي والنفيس حتى وصلوا إلى هذا الجمع الذي اطمأنوا له بأنه القرآن الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم , وبذلوا في ذلك أعمارهم وأوقاتهم , ولم يجاملوا في ذلك أحداً مهما كان شأنه .
- تبين لي كم كانت نفوس الصحابة هينة لينة في سبيل خدمة القرآن , فقد قام كل الصحابة ودفعوا لسيدنا عثمان مصاحفهم التي كانت عليهم أغلى من أرواحهم وذلك طواعية منهم لأمر أمير المؤمنين وخدمة لكتاب الله عز وجل , ومن تأخر في ذلك لم شهوة في نفسه أو لحظ فاته وإنما لمصلحة كان يراها ولكن لما تبين له أن مصلحة الجماعة أولى من المصلحة التي يراها عاد إلى الوفاق وترك رأيه .
- إجماعهم وتوافقهم على أن ما جمعوه هو ما أنزله الله كان أكبر خدمة يقدمها الجيل الذهبي لدين الله سبحانه بعدما كانوا قد قدموا أرواحهم وأموالهم ونفوسهم في خدمة دين الله , فرضي الله عنهم وأرضاهم .
- توافقهم على لسان قريش في جمع عثمان و على الخط العثماني كان سبباً في اجتماعهم وعدم اختلافهم في القرآن , وتوزيع عدة نسخ في الأمصار حتى صارت هي العمدة في كتابة المصحف , وتركوا ما عداها من الأحرف والمصاحف .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 رجب 1438هـ/16-04-2017م, 11:23 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي



تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن


ملحوظة عامة :
بالنسبة للسؤال المشترك لكل المجموعات : " بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
كان المقصود منه بيان الفوائدة المنهجية ؛ ما استفدتموه من طريقة دراسة وبحث مسائل علوم القرآن.

المجموعة الأولى :

1: علاء عبد الفتاح : أ+
س1: السبب الثاني : لأن الله - عز وجل - قد ضمن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يحفظ القرآن في صدره فلا ينساه إلا ما شاء الله أن يُنسخ ؛ كما قال تعالى :{ سنقرئك فلا تنسى } ، فكانت حياته ضمانًا لحفظ القرآن.
وهو مفهوم من إجابتكم لكن ينبغي تمييزة بشكل أكثر.

2: هدى مخاشن : أ

س2: أنواع ما يُنسب لمصحف أبي ، أحسنتِ الإجابة لكن يُفضل تصنيف الانواع كالتالي :
1: ما روي عمن رأى مصحف أبي قبل الجمع العثماني ، ثم نبين أنه لم يصح منه إلا النادر.
2: ما روي من قراءة أبي بن كعب مما خالف رسم المصحف العثماني ، ثم نبين أن منه ما يصح ومنه ما لا يصح ، ونبين أن ما يصح محمول على أنه قال به إخبارًا لا قراءة ، أو قرأ به قبل الجمع العثماني ، مع التأكيد على أن ما ثبت أنه من قراءة أبي لا يُشترط أن يكون في مصحفه.

س3: يُكتفى في هذا السؤال بذكر معنى تأليف القرآن لغة واصطلاحًا وبيان نوعيه.
- تم الخصم للتأخير.

المجموعة الثانية :

1: سارة المشري : أ+

أحسنتِ ، وتميزتِ ، بارك الله فيكِ ، وأرجو من الجميع قراءة إجابات أختنا سارة والتنبه إلى منهجية الإجابة على الشبهات.

2: منيرة خليفة بو عنقة : ب
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ.
س1:
- نبين وجه كون الزيادة منكرة ، أن في إسنادها ابن رشدين وهو ممن كذبه الحافظ أحمد بن صالح المصري.
- أحسنتِ بيان روايات هذا الأثر وبيان أن لفظ " أجمع المصحف " ورد في أحدها وبيان علة هذه الرواية.
- من تمام الإجابة أيضًا أن نبين ما جاء من سؤال ابن سيرين لعكرمة عن كتابة المصحف مرتبًا الأول فالأول ورده لذلك.

- غالب إجاباتك معتمدة على النسخ من الدروس وهو مخالف للتوجيهات أعلاه ، وأرجو أن تتدربي على تلخيصها في نقاط كما في إجابات الأخت سارة ، حتى يسهل عليكِ حفظها والإجابة في الاختبارات ، والأهم الإجابة على الشبهات في حياتكِ العامة.
- بالنسبة للسؤال الأخير :
ترتيب السور إما توقيفي أو اجتهادي !!
وماذكر في الدرس أنه اجتهادي لكن لم يكن مستنده مجرد الرأي والاستحسان ، أي اعتمدوا على منهج النبي صلى الله عليه وسلم في قراءته في الصلاة ، وذكره للسور في كلامه ، لكن لم يرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أن تكون سورة كذا قبل كذا في ترتيب سور القرآن لا قراءة ولا كتابة.
- تم الخصم للتأخير.
وفقكِ الله وسددك.

المجموعة الثالثة :

أم البراء الخطيب : ب+
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ.
س2: قبل بيان اجتهادات العلماء في التماس الحكمة من ترك البسملة في أول براءة ، نبين أن تركها أحد الأحرف التي جاءت القراءة بها ، وأنه ثبت تلاوتها في أول براءة في أحرف أخرى ، لكن كان الإجماع على العمل بما ورد في المصحف العثماني.
س4: علة الرواية مع ما ذكرتِ من عدم ذكر الواسطة بين هشام وأبيه، أنها من رواية عراقيين - أبي معاوية وعلي بن مسهر - عن هشام ، ورواية العراقيين عن هشام متكلم فيها وإن كان هشام في نفسه ثقة.
- نبين كذلك توجيه العلماء للرواية على فرضية ثبوتها.

ضحى الحقيل : أ+
أحسنتِ ، وتميزتِ ، بارك الله فيكِ ، وأرجو من الجميع الاستفادة من إجابات أختنا.


المجموعة السادسة :

1: نورة الأمير : ب+
س1: ويستدل بأثر أبي بن كعب في أواخر سورة براءة ؛ ففيه دليل على أن عمدتهم كان الحفظ في الصدور وكان حفظًا يحصل به التواتر ويُطمئن إلى جمعهم للقرآن.
س4: قبل بيان طريقة إجابة مثل هذه الأسئلة أنبه على نقطتين :
- قول الشيخ عبد العزيز الداخل : " ولعله إنما قرأها هكذا بالحرف الأول تفسيراً ... " إنما يرجع إلى مجاهد رحمه الله ، حيث روي عنه أنه كان يقرؤها : [ مثل نور المؤمن كمشكاة ] "
- المطلوب الأساسي في هذا السؤال بيان الرد على قول ابن عباس : " خطأ من الكاتب " إذ كيف يخطئ في كتابة آية ثابتة في المصحف ؟ ، مروية بالتواتر ، فالمستشرقون يتخذون مثل هذه الروايات وسيلة للطعن في القرآن.
- ومثل هذه الأسئلة يكون الإجابة عليها بــ :
1: هل القراءة صحيحة أو لا ، قراءة [ مثل نور المؤمن كمشكاة ] ، ويُفرق بين ثبوت القراءة عن الصحابة وأنها نُسخت ، وبين قول " أخطأ الكاتب.
2: إن كانت الرواية عن ابن عباس صحيحة فما رد العلماء عليها ....
[ وقد أحال الشيخ عبد العزيز الداخل على ما سبق شرحه وهو ما تجدينه تحت الرد على قول ابن عباس : " كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس " في قراءة [ أفلم يتبين الذين آمنوا ]
وبين أن من العلماء من صحح الرواية والتمس العذر لابن عباس أنه أخطأ ، أو ذكر توجيهات لقصده منها ، أو صححها وذكر أن المطلوب توجيهها لا المسارعة في ردها دون بيان توجيه ؛ فأرجو مراجعة الدرس للتفصيل.
3: إن كانت غير صحيحة ، ما هي علة الرواية ؟ ، علل في السند أو المتن.


2: ماهر القسي : ب
س1: نفس الملحوظة على الأخت نورة.
س4: نفس الملحوظة على الأخت نورة.
- تم الخصم للتأخير.


وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى ، ونفع بي وبكم.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 15 ذو القعدة 1438هـ/7-08-2017م, 11:43 PM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: هل البسملة من القرآن؟
نعم البسملة آية من القرآن، ولم يختلف في ذلك أهل العلم
والدليل قول ابن عباس رضي الله عنه ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم)
وكتبها الصحابة في المصحف في سطر مفصول في أول كل سورة مع اتفاقهم على عدم كتابة ما ليس من القرآن في المصحف
قال عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل: (من ترك (بسم الله الرحمن الرحيم) في فواتح السور، فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية من القرآن).
وإنما اختلف أهل العلم هل هي آية من كل سورة أم لا ؟ فالاختلاف اختلاف في العد لا في ثبوتها من القرآن


س2: لخّص القول في ترتيب الآيات والسور في المصاحف، وهل هو توقيفي؟
أما ترتيب الآيات فهو توقيفي ولا خلاف أنه متلقى من النبي صلى الله عليه وسلم، وأن قراء الصحابة كانوا يقرأون على ترتيب الآيات الذي تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم
والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء)

أما ترتيب السور ففيه قولان:
القول الأول : أن ترتيب بالسور في المصاحف توقيفي وحجتهم في ذلك قول مالك: ( إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم)
ممن قال بهذا القول: أبو عمرو الداني وابن بطال والزركشي
وأول أصحاب هذا القول اختلاف مصاحف الصحابة أنه إنما كان قبل العرضة الأخيرة ، ويرد هذا بأن ابن مسعود ممن شهد العرضة الأخيرة ومصحفة مؤلف على غير تاليف المصاحف العثمانية.
القول الثاني: أن الصحابة اجتهدوا في ترتيب السور وأنهم توخوا في ذلك الترتيب ما كانوا يعرفونه من النبي صلى الله عليه وسلم في غالب أحوال قراءته ، فلم يكن مستند اجتهادهم مجرد الاستحسان والرأي بل كان قائما على أدلة تفصيلية علموها وعلى أصول صحيحة
ومن هذه الأدلة تسمية النبي صلى الله عليه وسلم الفاتحة بـ ( فاتحة الكتاب)
وقوله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى القرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمهم سورة البقرة وآل عمران)
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجمع كفيه ثم ينفث فيهما (قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس)...
فلهذا لا يجوز أن يكتب مصحف تام يخالف ترتيب السور في المصاحف العثمانية.


س3: ما الجواب عن اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة؟
الجواب على ذلك أنه قبل جمع عثمان كان كل يجتهد في الترتيب ولم يكن ترتيب المصاحف واجب عليهم كما أن الترتيب في التلاوة لم يكن واجبا
وعامة هذه المصاحف اتلفت بأمر عثمان بن عفان رضي الله عنه وتأخر اتلاف عدد قليل منها.
أما بعد كتابة عثمان رضي الله عنه للمصاحف فلم يسغ لأحد أن يكتب مصحف يخالها.
وقال بعض أهل العلم - من الذين قالوا أن ترتيب السور توقيفي - أن ما خالف مصحف عثمان في الترتيب في مصاحف الصحابة فهو كان قبل العرضة الأخيرة.


س4: ما تقول فيما رواه ابن جرير بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كانيقرأها: [أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا] قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)؟
روى هذا الأثر ابن جرير فقال: حدثنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت أو يعلى بن حكيم، عن عكرمة،عن ابن عباس أنه كان يقرأها: (أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا) قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ).

وهذا الخبر أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن" فقال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ(أفلم يتبين الذين آمنوا).
من غير زيادة "كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس
فهذه الزيادة مع الشك في الإسناد إنما ظهرت في تفسير ابن جرير من طريق أحمد بن يوسف.
وكون ابن عباس يقرأ (أفلم يتبين) فهذا لا إشكال فيه لأنه من اختلاف قراءات الصحابة قبل الجمع العثماني وينقله بعض أهل العلم لما فيه من علم في التفسير والأحكام.
أماما روي عن ابن عباس أنه قال: ( كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ).
فالإسناد وإن كان رجاله ثقات إلا أنه قد تكون فيه علة قادحة لأن أبي عيبد ما ترك ذكر هذه العبارة في روايته إلا لأنها زيدت عليه أو لعلة علمها.
وبفرض صحة الكلام عن ابن عباس فالأقرب أن يقال أن ابن عباس كان يرجح اختيار قراءة ( أفلم يتبين) وظن أنها المعتمدة في المصاحف فخطأ المصحف الذي بين يديه ولم يعلم أنها كتبت كذلك في جميع المصاحف، فلا يحمل قوله ما لا يحتمل من القول بتخطئة جميع كتاب المصاحف إذ كيف يعلم ذلك ولا ينكره عليهم.



س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
الحمد لله رب العالمين كانت دورة نافعة جدا مباركة جزى الله الشيخ عنها خير الجزاء
مما استفدته:
- ادراك بعض جوانب فضل جيل الصحابة وكيف أنهم امتازوا بالعقل الصحيح والرأي السديد وفقههم في التعامل مع المستجدات والخلافات
- أهمية تولية المهام لمن يحسنها ويتقنها أكثر من غيره ويتضمن أهمية التخصص وفي هذا فائدة لطالب العلم في طلبه وللمسلم في حياته.
- أهمية تتبع أصل نشأة بعض الأقوال فبذلك قد يعرف بعض عللها.
- عدم الاغترار ببعض من ينقل اجماعات أو أقوال ويرجحها فقد يتضح بمزيد من البحث أنه لا إجماع وقد يكون القول باطل ، خاصة إذا كان هذا القول يعضد قولا لأهل البدع.
- أهمية علم الحديث للباحث في بعض الأقوال الواردة عن الصحابة والتابعين ، فقد يكون بعضها لا تصح نسبته لهم ويكون سببا لبعض الشبه للطعن في الدين.
- أهمية فهم الألفاظ بالمعاني التي كانت متداولة عند قائليها ، مثل فهم لفظ التأليف على المعنى المفهوم عند الصحابة وليس على المعنى المتداول الآن.
- الأسلم للمرء في بعض الواردات أن يتوقف فيها إن كان لا يتوفر لديه العلم المتيقن الذي يبني عليه قوله.


والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir