قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري (ت: 311هـ): (باب ذكر البيان أنّ هؤلاء الّذين ذكروا في هذه الأخبار أنّهم يخرجون من النّار فيدخلون الجنّة، إنّما يخرجون من النّار بالشّفاعة في خبر ابن عليّة، أذن بالشّفاعة فجيء بهم
[التوحيد: 2/678]
وحدّثنا بهذا الخبر، أيضًا أحمد بن المقدام، قال: ثنا بشر يعني ابن المفضّل، قال: ثنا أبو مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " أمّا أهل النّار الّذين هم أهلها، فإنّهم لا يموتون، ولا يحيون ولكن أناسٌ أصابتهم النّار بذنوبهم، أو قال: بخطاياهم، فأماتتهم إماتةً حتّى إذا كانوا فحمًا، أذن في الشّفاعة، فيجاء بهم، ضبائر ضبائر، فبثّوا على أنهار الجنّة، ثمّ قيل: يا أهل الجنّة أفيضوا عليهم من الماء، فينبتون نبات الحبّة تكون في حميل السّيل "
[التوحيد: 2/679]
حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: ثنا ابن أبي عديٍّ، عن سليمان التّيميّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " أمّا أهل النّار الّذين هم
[التوحيد: 2/679]
أهلها، فلا يموتون، ولا يحيون، وأمّا من يرد اللّه بهم الرّحمة فتميتهم النّار، فيدخل عليهم الشّفعاء، فيأخذ الرّجل الضّبارة فيبثّهم على نهر الحياة، أو الحيوان، أو الحياء، أو قال: نهر الجنّة، فينبتون نبات الحبّة في حميل السّيل، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: " أو ما ترون الشّجرة، تكون خضراء ثمّ تكون صفراء، أو قال: تكون صفراء ثمّ تكون خضراء؟ فقال رجلٌ: كأنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كان من أهل البادية
[التوحيد: 2/680]
حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، قال: ثنا أبو نضرة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: خطبنا رسول اللّه خطبةً أراه ذكر طولها قال: «أمّا أهل النّار الّذين هم أهلها، لا يموتون ولا يحيون، وأمّا ناسٌ يريد اللّه بهم الرّحمة فيميتهم، فيدخل عليهم الشّفعاء، فيحمل الرّجل منهم الضّبارة، فيبثّهم»، أو قال: «فيبثّون على نهر الحياة»، أو قال: «الحيوان، أو نهر الحياء، فينبتون نبات الحبّة في حميل السّيل»، قال: فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «ألم تروا إلى الشّجرة تكون خضراء ثمّ تكون صفراء ثمّ تكون خضراء»، قال: يقول القوم: كأنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كان بالبادية
[التوحيد: 2/680]
حدّثنا عبد الوارث بن عبد الصّمد، قال: حدّثني أبي، قال: ثنا حبّان يعني ابن عليٍّ، قال: ثنا سليمان التّيميّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم خطب، فأتى على هذه الآية: {إنّه من يأت ربّه مجرمًا فإنّ له جهنّم لا يموت فيها ولا يحيى ومن يأته مؤمنًا قد عمل الصّالحات} [طه: 75] يريد الآية كلّها، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: " أمّا أهلها الّذين هم أهلها، فإنّهم لا يموتون فيها ولا يحيون، وأمّا الّذين ليسوا من أهلها، فإنّ النّار تميتهم إماتةً، ثمّ يقوم الشّفعاء فيشفعون، فيجعلون ضبائر، فيؤتى بهم نهرًا، يقال له: الحياة، أو الحيوان، فينبتون فيه كما تنبت الغثاء في حميل السّيل "
[التوحيد: 2/681]