قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري (ت: 311هـ): (باب ذكر البيان أنّ اللّه جلّ وعلا كلّم موسى عليه السّلام من وراء حجابٍ من غير أن يكون بين اللّه تبارك وتعالى وبين موسى عليه السّلام رسولٌ يبلّغه كلام ربّه، ومن غير أن يكون موسى عليه السّلام يرى ربّه عزّ وجلّ في وقت كلامه إيّاه
[التوحيد: 1/346]
حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن وهبٍ، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " إنّ موسى عليه الصّلاة والسّلام قال: يا ربّ: أرنا آدم الّذي أخرجنا ونفسه من الجنّة، فأراه اللّه آدم، فقال: أنت أبونا آدم؟ قال له آدم:
[التوحيد: 1/346]
نعم قال: أنت الّذي نفخ اللّه فيك من روحه، وعلّمك الأسماء كلّها؟ وأمر ملائكته فسجدوا لك؟ قال: نعم قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنّة؟ قال له آدم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى قال: نبيّ بني إسرائيل، الّذي كلّمك اللّه من وراء حجابٍ، لم يجعل بينك وبينه رسولًا من خلقه؟ قال: نعم قال: فما وجدت في كتاب اللّه أنّ ذلك كان في كتاب اللّه عزّ وجلّ قبل أن يخلق آدم؟ قال: نعم قال: فبم تلومني في شيءٍ سبق من اللّه عزّ وجلّ فيه القضاء قبلي؟ " قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «عند ذلك فحجّ آدم موسى عليهما السّلام»
[التوحيد: 1/347]