دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الناسخ والمنسوخ > الناسخ والمنسوخ لابن سلامة المقرئ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 شعبان 1432هـ/11-07-2011م, 05:23 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي مقدّمة المؤلف

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (
مقدّمة المؤلف



بسم الله الرّحمن الرّحيم
قال المؤلف الشّيخ أبو القاسم هبة الله بن سلامة بن نصر المفسّر المقري رحمه الله
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمّد خاتم النّبيين وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله الّذي هدانا لدينه وجعلنا من أهله وفضلنا بما علمنا من تنزيله وشرفنا بمحمد نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى أله وأنزل عليه كتابه الّذي لم يجعل له عوجا وجعله قيمًا لينذر بأساً شديداً من لدنه {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ} بين فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام والمقدم والمؤخر والمطلق والمقيد والأقسام والأمثال والمجمل والمفصل والخاص والعام والناسخ والمنسوخ
[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 17]
{ليهلك من هلك عن بيّنةٍ ويحيى من حيّ عن بيّنةٍ وإنّ الله لسميعٌ عليم}
فأول ما ينبغي لم أراد أن يعلم شيئا من علم هذا الكتاب ألا يدأب نفسه إلّا في علم النّاسخ والمنسوخ اتباعا لما جاء عن أئمّة السّلف رضي الله عنهم لأن كل من تكلم في شيء من علم هذا الكتاب ولم يعلم النّاسخ من المنسوخ كان ناقصا وقد روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه دخل يومًا مسجد الجامع بالكوفة فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرّحمن بن داب وكان صاحبا لأبي موسى الأشعريّ وقد تحلق النّاس عليه يسألونه وهو يخلط الأمر بالنّهي والإباحة بالحظر فقال له عليّ رضي الله عنه أتعرف النّاسخ من المنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت فقال أبو من أنت
[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 18]
قال أبو يحيى فقال أنت أبو اعرفوني وأخذ بأذنه ففتلها وقال لا تقص في مسجدنا بعد
ويروى في معنى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عبّاس أنّهما قالا لرجل آخر مثل قول أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه أو قريبا منه
وقال حذيفة بن اليمان لا يقص على النّاس إلّا أحد ثلاثة أمير أو مأمور أو رجل يعرف النّاسخ والمنسوخ والرّابع متكلف أحمق وهذا هو الصّحيح لأنّه يخلط الأمر بالنّهي والإباحة بالحظر قال الشّيخ هبة الله أبو القاسم رحمه الله
[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 19]
ولما رأيت المفسّرين قد سلكوا طريق هذا العلم ولم يأتوا منه وجه الحفظ وخلطوا بعضه ببعض ألفت في ذلك كتابا أي هذا الكتاب يقرب على من أحب تعليمه وتذكارا لمن علمه وما توفيقي إلّا باللّه عليه توكلت وإليه - صلّى اللّه عليه وسلّم - أنيب
باب في النّاسخ والمنسوخ
اعلم أن النّسخ في كلام العرب هو الرّفع للشّيء وجاء الشّرع بما تعرف العرب إذ كان النّاسخ يرفع حكم المنسوخ والمنسوخ في كتاب الله تعالى على ثلاثة أضرب فمنه ما نسخ خطه وحكمه ومنه ما نسخ خطه وبقي حكمه 3 ومنه ما نسخ حكمه وبقي خطه فأما ما نسخ خطه وحكمه فمثل ما روي عن أنس بن مالك أنه قال
[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 20]
كنّا نقرأ على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سورة نعدلها بسورة التّوبة ما أحفظ منها غير آية واحدة وهي {لو أن لأبن آدم واديين من ذهب لابتغى لهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التّراب ويتوب الله على من تاب}
وروى عن عبد الله بن مسعود قال أقرأني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آية أو قال سورة فحفظتها وكتبتها في مصحفي فلمّا كان اللّيل رجعت إلى مضجعي فلم أرجع منها إلى شيء فغدوت إلى مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة
وأما ما نسخ خطه وبقي حكمه فمثل ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لولا أن أخشى أن يقول النّاس قد زاد عمر في القرآن ما ليس فيه لكتبت آية الرّجم وأثبتها في المصحف وواللّه لقد
[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 21]
قرأناها على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا ترغبوا عن آبائكم فإن ذلك كفر بكم الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتّة نكالا من الله والله عزيز حكيم فهذا منسوخ الخط ثابت الحكم
وأما ما نسخ حكمه وبقي خطه فهو في ثلاث وستّين سورة مثل الصّلاة إلى بيت المقدّس والصّيام الأول والصفح عن المشركين والإعراض عن الجاهلين قال الشّيخ أبو القاسم هبة الله
فأول ما يبدأ به من ذلك تسمية السّور الّتي لم يدخلها ناسخ ولا منسوخ وهي ثلاث وأربعون سورة والله أعلم أولها أم الكتاب ثمّ سورة يوسف ثمّ يس ثمّ الحجرات ثمّ سورة الرّحمن ثمّ سورة الحديد ثمّ الصّفّ ثمّ الجمعة ثمّ التّحريم ثمّ الملك ثمّ الحاقة ثمّ نوح
[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 22]
ثمّ الجنّ ثمّ المرسلات ثمّ النبأ ثمّ النازعات ثمّ الانفطار ثمّ المطففين ثمّ الانشقاق ثمّ البروج ثمّ الفجر ثمّ البلد ثمّ الشّمس وضحاها ثمّ واللّيل ثمّ والضّحى ثمّ ألم نشرح ثمّ القلم ثمّ القدر ثمّ الانفكاك ثمّ الزلزلة ثمّ العاديات ثمّ القارعة ثمّ التكاثر ثمّ الهمزة ثمّ الفيل ثمّ قريش ثمّ أرأيت الّذي ثمّ الكوثر ثمّ النّصر ثمّ تبت ثمّ الإخلاص ثمّ الفلق ثمّ النّاس
فهذه ثلاثة وأربعون سورة لم يدخلها ناسخ ولا منسوخ منها سور ليس فيها أمر ولا نهي ومنها سور فيها نهي وليس فيها أمر ومنها سور فيها أمر وليس فيها نهي وسنذكرها إن شاء الله في مواضعها - صلّى اللّه عليه وسلّم - باب تسمية السّور الّتي دخلها النّاسخ ولم يدخلها المنسوخ
وهي 2 ستّ سور أولهنّ سورة الفتح ثمّ سورة الحشر ثمّ المنافقون ثمّ التغابن ثمّ الطّلاق ثمّ سورة الأعلى فهذه ستّ سور دخلها النّاسخ ولم يدخلها المنسوخ
[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 23]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقدّمة, المؤلف

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir