دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 شوال 1438هـ/28-06-2017م, 01:03 AM
سمر احمد محمد محمد سمر احمد محمد محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 133
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة مجلس مذاكرة القسم الثاني من طرق التفسير:
المجموعة الرابعة:
س1: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
س2: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.

س3: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.

س5: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير.
الإجابة :
س1: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
يختلف الصحابة عن التابعين من جهة الرواية حيث أن الصحابة كلهم عدول فعدالتهم عدالة عامة كلهم عدول و ثقات؛ وهذه العدالة منصوص عليها في القرأن والسنة ومن أمثلة ذلك :
في القرآن : قوله تعالى {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم}
في السنة :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "النجوم أمنة للسماء،فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون ،وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون ،وأصحابي أمنة لأمتي ،فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون "رواه مسلم .
- أما التابعون فقد تفاوتت درجاتهم بتفاوت إحسانهم في اتباع الصحابة ففضيلتهم مشروطة ؛قال تعالى {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ...}،وهم متفاوتون أيضا في درجة ضبط المرويات والاجتهاد والفهم .
-درجات التابعين :
الدرجة الأولى :وهي أعلى مرتبة ؛وتضم الأئمة الثقات الذين عرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين .
الدرجة الثانية :روايتهم مقبولة ويحتج بها في الجملة إلا إن خالفت رواية من هو أوثق منهم ،فهم صالحون مقبولون ومنهم عباد معروفون ،فلا مطعن في عدالتهم ولا ضبطهم ،لكنهم لم يعرفوا بالاشتغال بالعلم .
الدرجة الثالثة :روايتهم معتبرة ولا يحتج بها إلا أن تعضد برواية آخرين ،وأهل هذه الدرجة ثلاثة أصناف :
أ- صالحون في أنفسهم غير متهمين بالكذب لكنهم ضعفاء في الضبط ،يقع منهم الخطأ في الرواية بما عرف به ضعف ضبطهم.
ب- مجهولو الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم.
ج- اختلفهم فيهم الأئمة النقاد فمنهم من وثقهم ومنهم من ضعفهم ،ومنهم من يكون في حاله تفصيل حيث يلحق بالثقاتفي بعض مروياته أي بالدرجة الأأولى وفي بعض مروياته يلحق بمن تعتبر روايته ولا يحتج بها إلا بتعضيد رواية الآخرين .
الدرجة الرابعة:روايتهم غير معتبرة ،وهؤلاء على أصناف :
أ- منهم الذين كثر منهم الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز حتى استحقّوا الترك.
ب- منهم المتهمون بالكذب.
ج-منهم غلاة المبتدعة .
.......................................................................
س2: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
انتهج التابعون منهج الصحابة في طرق تفسيرهم للقرآن ففسروا القرآن بالقرآن وبالسنة وبأقوال الصحابة و بما بلغهم عنهم من وقائع التنزيل وبلغة العرب ، وأما ما لم يبلغهم فيه نص فاجتهدوا برأيهم واجتهدوا أيضا في فهمه للنص .
1- تفسير التابعين للقرآن بالقرآن :
مثال: ما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في تفسير قول الله تعالى: {كما بدأكم تعودون} قال: عادوا إلى علمه فيهم، ألم تسمع إلى قول الله فيهم: {كما بدأكم تعودون}؟ ألم تسمع قوله: {فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة}،وقد روي هذا القول عن بعض الصحابة والتابعين أيضا.
2-تفسير التابعين للقرآن بالسنة :
مثال : ما رواه مسلم في صحيحه من طريق همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك» قال قتادة: (و{أقم الصلاة لذكري}،وصح هذا التفسير عن سعيد بن المسيب أيضا .
3- تفسير التابعين للقرآن بأقوال الصحابة :
مثال : ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص أن ابن مسعود: قال: {إلا ما ظهر منها}: الثياب، ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}، ففسر الآية بقول الصحابي واستدل لتفسيره بالقرآن ، مما يدل على حسن فهمهم فليس الأمر مجرد تقليد .
* وقد اعتنى بعضهم بجمع أقوال الصحابة الواردة ؛ومثال ذلك :ما جمعه مجاهد في قوله تعالى :{ويمنعون الماعون }؛قال :كان عليّ يقول "هي الزكاة " وقالبن عباس"هي العارية".
** أما عن تفسيرهم القرآن بما بلغهم من الصحابة من وقائع التنزيل التي عاصرها الصحابة ؛فمن أمثلته : ما فسر به سعيد بن المسيب قوله تعالى : {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم}فقال : "إنما نزلت هذه الآية في الذين كانوا يتبنون رجالاً غير أبنائهم ويورثونهم، فأنزل الله فيهم، فجعل لهم نصيباً في الوصية، وردَّ الميراثَ إلى الموالي في ذي الرحم والعصبة، وأبى الله للمدَّعَين ميراثا ممن ادَّعاهم وتبناهم، ولكن الله جعل لهم نصيبا في الوصية".
4- تفسير التابعين للقرآن بلغة العرب :
مثال : ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق أشعث بن أبي الشعثاء عن زيد بن معاوية العبسي، عن علقمة، في قوله: {ختامه مسك} قال: (ليس بخاتم يختم، ولكن ختامه خلطه، ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول للطيب خلطه مسك، خلطه كذا وكذا.
5- تفسير التابعين للقرآن بالاجتهاد :
وأكثر ما اجتهدوا فيه وقع فيه اتفاق فيما بينهم وأكثر ما وقع بينهم من خلاف فكان من باب اختلاف التنوع لا التضاد ،أما إن أخطأ أحدهم في اجتهاده فكانوا يردوه ، ومن أمثلة ذلك هجران قول أخطأ فيه المجتهد منهم مما يدل على ضعفه ؛كما ورد عن محمد بن سيرين عن عَبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر؛ قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}، فهذا اجتهاد اخطأ فيه عبيدة السلماني فتم هجره .
.....................................................
س3: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
1- نزول القرآن بلسان عربي مبين بأعلى درجات الفصاحة والبلاغة مع العلم بأن من نزل عليهم القرآن تميزوا بفصاحتهم وإجادتهم للغة العربية مما جعلهم عاجزين عن الإتيان بمثله أو بعشر سور أو حتى بسورة واحدة مثله كما تحداهم القرآن بذلك ،فمن أراد منهم الحق اهتدى به وعلم أنه من عند الله واستبان له الحق ومن استكبر منهم فقد وقعت عليه الحجة .
{وإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}.
فالقرآن نزل بلسان عربي اتضحت به معانيه وهداياته المرشدة للحق الميسرة للعمل .
ومن الآيات الدالة على حسن بيان القرآن وإفادته للهدى :
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} ،وقوله تعالى : {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} حيث قال بن جرير في تفسير هذه الآية : جعلناه قرآنا عربيّا إذْ كانوا عرباً، ليفهموا ما فيه من المواعظ، حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته، فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له، ويتبرؤوا من الأنداد والآلهة،وغير ذلك من الآيات .
2- ويكفي من بيان دلالة القرآن على الهدى وبيان الحق موقف الوليد بن المغيرة حين استمع للقرآن من النبي ومن شدة تأثره به عند سماع صدر سورة فصلت فناشده بالرحم ألا يكمل تلاوته خوفا من أن ينزل عليه عذاب من الله ،وقوله في القرآن حين ذهب إلى قومه حيث قال : (فو الله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بقصيدته مني، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله إنَّ لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يُعلى، وأنه ليحطم ما تحته ، والمقصود أنّ العرب قد اعترفوا للقرآن بأعلى رتب الفصاحة والبيان، وعجز المشركون عن معارضته والإتيان بمثله؛ مع حرصهم على ردّ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بكلّ سبيل أمكنهم.
3- ومن دلائل إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى العربية تأثر كل من سمعه به وتبينه أنه من عند الله وليس من قول البشر يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي؛ فيفهمونه ويأثر فيهم فتظهر عليهم علامات التأثر من خشية وبكاء ، كما قال الله تعالى: { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشّاهدين}
ففاضت أعينهم من الدمع مما عرفوه من الحقّ الذي تلي عليهم إذْ كانت تلاوته تلاوة بيّنة كافية في تعريفهم الحق ،ومن أمثلة ذلك ما حدث للصحابي جبير بن مطعم حين استمع لتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم لسورة الطور حين وصل لقوله تعالى {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون}فقال : كاد قلبي أن يطير وقال أته أول ما وقر في قلبهمن الإيمان.
4- قال تعالى { فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}، والتفكّر دليل إلى استخراج المعاني وفقه المقاصد، وسبيل ذلك عند المخاطبين إنما هو معرفتهم باللسان العربي ودلائل خطابه،وقَصّ الأثر تتبّعه حتى تعرف غايته وتتبيّن،فقَصُّ الحديثِ هو تتبّعه بتفصيل بيّن حتى تتضح غايته ،و كل ذلك يدل على إمكانية التدبر والتفكر في القرآن وبالتالي الاهتداء به .
.............................................................
س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
- هناك مسائل إعرابية ليس فيها اختلاف بين النحاة و مسائل أخرى مشكلة قد يحدث فيها خلاف بين النحاة وهذا الاختلاف على صنفين :
أ- اختلاف ليس له أثر على المعنى :
مثال : الاختلاف في إعراب اسم الإشارة "هذان" في قوله تعالى {إن هذان لساحران} فهو غير مؤثر في المعنى .
ب – اختلاف في الإعراب له أثر على المعنى :
مثال : اختلاف العلماء في إعراب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}، فمن أعربها فاعل أصبح المراد ب"من" هو الله عز وجل ،ومن أعربها مفعول به أصبح المراد المخلوق الذي خلقه الله ، وذكر بن القيم هذا الخلاف وأثره في المعنى حيث بيّن الأثر الحادث في المعنى بسبب هذا الخلاف فقال : (فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به) .
- ومن المستفاد من أثر الاختلاف في الإعراب استبعاد الأقوال الخاطئة في التفسير :
مثال : الاختلاف في معنى "ما" في قوله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم} ،حيث فسرها بعض النحاة على أنها "استفاهمية" والبعض على أنها "للتعجب " وهو القول الصحيح والقول على أنها "استفاهمية خاطئ من جهتين :
أ- أن (ما) الاستفهامية إذا خُفضت وجب حذف ألفها نحو: {عم يتساءلون}.
ب- أن خفض {رحمة} حينئذ يشكل؛ لأنه لا يكون بالإضافة.
...................................................
س5: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير.
للأساليب القرآنية أثر شديد في التفسير فلا يستقيم فهم معنى الآية إلا بمعرفة معنى الأسلوب ، ومن أمثلة ذلك :
- الاختلاف في "ما "في قوله تعالى {فما أصبرهم على النار } هل هي للتعجب أم للاستفهام فكل أسلوب منهما يحمل معنى مختلف للآية .
- الاختلاف في قوله تعالى {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أوّل العابدين}،هل هو أسلوب نفي أم شرط مما له تأثير كبير على المعنى .
- وقد يعيّن المفسر الأسلوب المراد في الآية ولكن يخطئ في تقرير المعنى على هذا الأسلوب ،مثال ذلك :
قوله تعالى {أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله} ، مع الإقرار أنه استفهام استنكاري مع إفادة معنى أنه لم يفعل هذا إلها آخر غير الله بينما أخطأ من قال أن المعنى استفهام حقيقي بمعنى :هل مع الله إله آخر.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تم بحمد الله وتوفيقه

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 شوال 1438هـ/1-07-2017م, 09:01 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمر احمد محمد محمد مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة مجلس مذاكرة القسم الثاني من طرق التفسير:
المجموعة الرابعة:
س1: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
س2: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.

س3: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.

س5: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير.
الإجابة :
س1: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
يختلف الصحابة عن التابعين من جهة الرواية حيث أن الصحابة كلهم عدول فعدالتهم عدالة عامة كلهم عدول و ثقات؛ وهذه العدالة منصوص عليها في القرأن والسنة ومن أمثلة ذلك :
في القرآن : قوله تعالى {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم}
في السنة :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "النجوم أمنة للسماء،فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون ،وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون ،وأصحابي أمنة لأمتي ،فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون "رواه مسلم .
- أما التابعون فقد تفاوتت درجاتهم بتفاوت إحسانهم في اتباع الصحابة ففضيلتهم مشروطة ؛قال تعالى {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ...}،وهم متفاوتون أيضا في درجة ضبط المرويات والاجتهاد والفهم .
-درجات التابعين :
الدرجة الأولى :وهي أعلى مرتبة ؛وتضم الأئمة الثقات الذين عرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين .
الدرجة الثانية :روايتهم مقبولة ويحتج بها في الجملة إلا إن خالفت رواية من هو أوثق منهم ،فهم صالحون مقبولون ومنهم عباد معروفون ،فلا مطعن في عدالتهم ولا ضبطهم ،لكنهم لم يعرفوا بالاشتغال بالعلم .
الدرجة الثالثة :روايتهم معتبرة ولا يحتج بها إلا أن تعضد برواية آخرين ،وأهل هذه الدرجة ثلاثة أصناف :
أ- صالحون في أنفسهم غير متهمين بالكذب لكنهم ضعفاء في الضبط ،يقع منهم الخطأ في الرواية بما عرف به ضعف ضبطهم.
ب- مجهولو الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم.
ج- اختلفهم فيهم الأئمة النقاد فمنهم من وثقهم ومنهم من ضعفهم ،ومنهم من يكون في حاله تفصيل حيث يلحق بالثقاتفي بعض مروياته أي بالدرجة الأأولى وفي بعض مروياته يلحق بمن تعتبر روايته ولا يحتج بها إلا بتعضيد رواية الآخرين .
الدرجة الرابعة:روايتهم غير معتبرة ،وهؤلاء على أصناف :
أ- منهم الذين كثر منهم الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز حتى استحقّوا الترك.
ب- منهم المتهمون بالكذب.
ج-منهم غلاة المبتدعة .
.......................................................................
س2: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
انتهج التابعون منهج الصحابة في طرق تفسيرهم للقرآن ففسروا القرآن بالقرآن وبالسنة وبأقوال الصحابة و بما بلغهم عنهم من وقائع التنزيل وبلغة العرب ، وأما ما لم يبلغهم فيه نص فاجتهدوا برأيهم واجتهدوا أيضا في فهمه للنص .
1- تفسير التابعين للقرآن بالقرآن :
مثال: ما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في تفسير قول الله تعالى: {كما بدأكم تعودون} قال: عادوا إلى علمه فيهم، ألم تسمع إلى قول الله فيهم: {كما بدأكم تعودون}؟ ألم تسمع قوله: {فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة}،وقد روي هذا القول عن بعض الصحابة والتابعين أيضا.
2-تفسير التابعين للقرآن بالسنة :
مثال : ما رواه مسلم في صحيحه من طريق همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك» قال قتادة: (و{أقم الصلاة لذكري}،وصح هذا التفسير عن سعيد بن المسيب أيضا .
3- تفسير التابعين للقرآن بأقوال الصحابة :
مثال : ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص أن ابن مسعود: قال: {إلا ما ظهر منها}: الثياب، ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}، ففسر الآية بقول الصحابي واستدل لتفسيره بالقرآن ، مما يدل على حسن فهمهم فليس الأمر مجرد تقليد .
* وقد اعتنى بعضهم بجمع أقوال الصحابة الواردة ؛ومثال ذلك :ما جمعه مجاهد في قوله تعالى :{ويمنعون الماعون }؛قال :كان عليّ يقول "هي الزكاة " وقالبن عباس"هي العارية".
** أما عن تفسيرهم القرآن بما بلغهم من الصحابة من وقائع التنزيل التي عاصرها الصحابة ؛فمن أمثلته : ما فسر به سعيد بن المسيب قوله تعالى : {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم}فقال : "إنما نزلت هذه الآية في الذين كانوا يتبنون رجالاً غير أبنائهم ويورثونهم، فأنزل الله فيهم، فجعل لهم نصيباً في الوصية، وردَّ الميراثَ إلى الموالي في ذي الرحم والعصبة، وأبى الله للمدَّعَين ميراثا ممن ادَّعاهم وتبناهم، ولكن الله جعل لهم نصيبا في الوصية".
4- تفسير التابعين للقرآن بلغة العرب :
مثال : ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق أشعث بن أبي الشعثاء عن زيد بن معاوية العبسي، عن علقمة، في قوله: {ختامه مسك} قال: (ليس بخاتم يختم، ولكن ختامه خلطه، ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول للطيب خلطه مسك، خلطه كذا وكذا.
5- تفسير التابعين للقرآن بالاجتهاد :
وأكثر ما اجتهدوا فيه وقع فيه اتفاق فيما بينهم وأكثر ما وقع بينهم من خلاف فكان من باب اختلاف التنوع لا التضاد ،أما إن أخطأ أحدهم في اجتهاده فكانوا يردوه ، ومن أمثلة ذلك هجران قول أخطأ فيه المجتهد منهم مما يدل على ضعفه ؛كما ورد عن محمد بن سيرين عن عَبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر؛ قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}، فهذا اجتهاد اخطأ فيه عبيدة السلماني فتم هجره .
.....................................................
س3: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
1- نزول القرآن بلسان عربي مبين بأعلى درجات الفصاحة والبلاغة مع العلم بأن من نزل عليهم القرآن تميزوا بفصاحتهم وإجادتهم للغة العربية مما جعلهم عاجزين عن الإتيان بمثله أو بعشر سور أو حتى بسورة واحدة مثله كما تحداهم القرآن بذلك ،فمن أراد منهم الحق اهتدى به وعلم أنه من عند الله واستبان له الحق ومن استكبر منهم فقد وقعت عليه الحجة .
{وإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}.
فالقرآن نزل بلسان عربي اتضحت به معانيه وهداياته المرشدة للحق الميسرة للعمل .
ومن الآيات الدالة على حسن بيان القرآن وإفادته للهدى :
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} ،وقوله تعالى : {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} حيث قال بن جرير في تفسير هذه الآية : جعلناه قرآنا عربيّا إذْ كانوا عرباً، ليفهموا ما فيه من المواعظ، حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته، فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له، ويتبرؤوا من الأنداد والآلهة،وغير ذلك من الآيات .
2- ويكفي من بيان دلالة القرآن على الهدى وبيان الحق موقف الوليد بن المغيرة حين استمع للقرآن من النبي ومن شدة تأثره به عند سماع صدر سورة فصلت فناشده بالرحم ألا يكمل تلاوته خوفا من أن ينزل عليه عذاب من الله ،وقوله في القرآن حين ذهب إلى قومه حيث قال : (فو الله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بقصيدته مني، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله إنَّ لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يُعلى، وأنه ليحطم ما تحته ، والمقصود أنّ العرب قد اعترفوا للقرآن بأعلى رتب الفصاحة والبيان، وعجز المشركون عن معارضته والإتيان بمثله؛ مع حرصهم على ردّ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بكلّ سبيل أمكنهم.
3- ومن دلائل إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى العربية تأثر كل من سمعه به وتبينه أنه من عند الله وليس من قول البشر يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي؛ فيفهمونه ويأثر فيهم فتظهر عليهم علامات التأثر من خشية وبكاء ، كما قال الله تعالى: { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشّاهدين}
ففاضت أعينهم من الدمع مما عرفوه من الحقّ الذي تلي عليهم إذْ كانت تلاوته تلاوة بيّنة كافية في تعريفهم الحق ،ومن أمثلة ذلك ما حدث للصحابي جبير بن مطعم حين استمع لتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم لسورة الطور حين وصل لقوله تعالى {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون}فقال : كاد قلبي أن يطير وقال أته أول ما وقر في قلبهمن الإيمان.
4- قال تعالى { فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}، والتفكّر دليل إلى استخراج المعاني وفقه المقاصد، وسبيل ذلك عند المخاطبين إنما هو معرفتهم باللسان العربي ودلائل خطابه،وقَصّ الأثر تتبّعه حتى تعرف غايته وتتبيّن،فقَصُّ الحديثِ هو تتبّعه بتفصيل بيّن حتى تتضح غايته ،و كل ذلك يدل على إمكانية التدبر والتفكر في القرآن وبالتالي الاهتداء به .
.............................................................
س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
- هناك مسائل إعرابية ليس فيها اختلاف بين النحاة و مسائل أخرى مشكلة قد يحدث فيها خلاف بين النحاة وهذا الاختلاف على صنفين :
أ- اختلاف ليس له أثر على المعنى :
مثال : الاختلاف في إعراب اسم الإشارة "هذان" في قوله تعالى {إن هذان لساحران} فهو غير مؤثر في المعنى .
ب – اختلاف في الإعراب له أثر على المعنى :
مثال : اختلاف العلماء في إعراب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}، فمن أعربها فاعل أصبح المراد ب"من" هو الله عز وجل ،ومن أعربها مفعول به أصبح المراد المخلوق الذي خلقه الله ، وذكر بن القيم هذا الخلاف وأثره في المعنى حيث بيّن الأثر الحادث في المعنى بسبب هذا الخلاف فقال : (فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به) .
- ومن المستفاد من أثر الاختلاف في الإعراب استبعاد الأقوال الخاطئة في التفسير :
مثال : الاختلاف في معنى "ما" في قوله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم} ،حيث فسرها بعض النحاة على أنها "استفاهمية" والبعض على أنها "للتعجب " وهو القول الصحيح والقول على أنها "استفاهمية خاطئ من جهتين :
أ- أن (ما) الاستفهامية إذا خُفضت وجب حذف ألفها نحو: {عم يتساءلون}.
ب- أن خفض {رحمة} حينئذ يشكل؛ لأنه لا يكون بالإضافة.
...................................................
س5: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير.
للأساليب القرآنية أثر شديد في التفسير فلا يستقيم فهم معنى الآية إلا بمعرفة معنى الأسلوب ، ومن أمثلة ذلك :
- الاختلاف في "ما "في قوله تعالى {فما أصبرهم على النار } هل هي للتعجب أم للاستفهام فكل أسلوب منهما يحمل معنى مختلف للآية .
- الاختلاف في قوله تعالى {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أوّل العابدين}،هل هو أسلوب نفي أم شرط مما له تأثير كبير على المعنى .
- وقد يعيّن المفسر الأسلوب المراد في الآية ولكن يخطئ في تقرير المعنى على هذا الأسلوب ،مثال ذلك :
قوله تعالى {أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله} ، مع الإقرار أنه استفهام استنكاري مع إفادة معنى أنه لم يفعل هذا إلها آخر غير الله بينما أخطأ من قال أن المعنى استفهام حقيقي بمعنى :هل مع الله إله آخر.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تم بحمد الله وتوفيقه

الدرجة : أ
أحسنتِ زادكِ الله توفيقا وسدادا، تنظيمك للإجابة رائع وفقكِ الله ؛ واحرصي أكثر على استخدام صياغتكِ في الإجابة .
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir