دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #17  
قديم 18 ذو الحجة 1436هـ/1-10-2015م, 04:14 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

قد أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.
وهناك بعض الملحوظات العامّة وملحوظات أخرى خاصّة ببعض مجموعات الأسئلة.
فمن الملحوظات العامّة ما يلي:

1: بالنسبة للسؤال الخاصّ باستخلاص المسائل.
لوحظت على بعض التطبيقات قلة المسائل المستخلصة من الآيات، فيرجى الاجتهاد في استخلاص أكبر قدر ممكن من المسائل التي يذكرها المفسّرون، وقد ذكرنا من قبل أن ذلك يتأتّى بتكرار النظر والوقوف مليّا مع ما يذكره المفسّرون في معنى الآية.

2: بالنسبة للسؤال الخاصّ بتفسير الآيات.
لوحظ على بعض التطبيقات الإجمال الشديد وكأنه نبذة مختصرة عما تناولته الآيات، وقد ذكرنا أن التفسير المختصر لا يعني تناول بعض المسائل دون البعض الآخر، أو أن يكون الكلام مجمل جدا لا يمكن الوصول إلى المسائل فيه.
ولتفادي هذا الأمر يُرجى توحيد طريقة التفسير عند جميع الطلاب بدءا من التطبيق القادم بإذن الله وفي جميع هذا النمط من الأسئلة بتقسيم التفسير على الآيات واستيفاء الكلام على كل مسألة من مسائل الآية مهما دقت.
ونثني على من أتقن إجابة هذا السؤال وهم كثير بفضل الله.

3: بالنسبة للسؤال الخاص بذكر الأقوال الواردة في المسألة والترجيح بينها.
نُذكّر بأنه إذا لم يرجح المفسّر بين الأقوال أو يجمع بينها فللطالب أن يتجاوز هذه النقطة ويكتفي بعرض الأقوال فقط، ولا يرجح من تلقاء نفسه في هذه المرحلة.

ومن الملحوظات الخاصّة:

المجموعة الأولى.
في ذكر الأقوال الواردة في تفسير قوله تعالى: (الذي خلق الموت والحياة).

الاختلاف الوارد هنا هو في معنى الخلق المذكور في الآية.
وللمفسّرين في معنى الخلق قولان:
الأول: أن الخلق معناه الإيجاد، و(خلق الموت والحياة) أي أوجدهما،
وهذا القول ذكره ابن كثير رحمه الله.
كما قال ابن كثير في أول تفسير هذه الآية:
(واستدلّ بهذه الآية من قال: إنّ الموت أمرٌ وجوديٌّ لأنّه مخلوقٌ)، وقد ورد في الحديث الصحيح أنه يؤتى بالموت يوم القيامة على صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار، فدلّ ذلك على أن الموت مخلوق.
القول الثاني: أن الخلق معناه التقدير، و(خلق الموت والحياة) أي قدّر حصول الموت والحياة للعباد،
وهذا القول ذكره السعدي رحمه الله
وهو مستفاد من تفسير قوله تعالى: (فتبارك الله أحسن الخالقين)، فالخلق هنا معناه التقدير.
وله شواهد من لغة العرب حيث قال أحد الشعراء يمدح شخصا:
ولأنت تفري ما خلقت ** وبعض القوم يخلق ثم لا يفري.
أي أنه يستطيع أن ينفذ ما قدّره، وغيره يقدّر ثم لا ينفذ ما قدّره لعجزه.

وفي معنى الموت في الآية قولان:
الأول: أنه مرحلة ما قبل نفخ الروح وهي العدم (كالتراب والنطفة ونحو ذلك)، حيث سمّاه الله موتا كما قال تعالى: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) كما سمّى النشأة حياة، وهذا القول ذكره ابن كثير رحمه الله.
وعليه فُسّر قوله تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) أي أوجد الخلائق من العدم ليبلوهم ويختبرهم أيهم أحسن عملا.
والقول الثاني:
أن الموت انقطاع تعلّق الروح بالبدن ومفارقتها له، والحياة تعلّق الروح بالبدن واتّصالها به، فالحياة تعني خلْقه إِنسانا وخلْق الروح فيه، وهذا القول ذكره الأشقر رحمه الله.
ويكون معنى الآية أن الله تعالى قدّر على عباده أن يحييهم في هذه الدنيا ليختبرهم أيهم أحسن عملا، ثم يميتهم ليحاسبهم ويجازيهم في الآخرة.


المجموعة الثانية.
في تفسير قوله تعالى في سورة الملك: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)

ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية قولين:

اقتباس:
({ألا يعلم من خلق}؟ أي: ألا يعلم الخالق.
وقيل: معناه ألا يعلم اللّه مخلوقه؟ والأوّل أولى، لقوله: {وهو اللّطيف الخبير}).

- فعلى القول الأول يكون قوله تعالى: (من خلق) في محل رفع فاعل (يعلم)، ومعناه "الخالق"، ومفعول (يعلم) محذوف.
ويكون معنى الآية: ألا يعلم الخالق؟ ألا يكون الخالق عليما بذات الصدور وهو الذي لطف علمه وخبره وأحاط بكل شيء؟
- وعلى القول الثاني يكون قوله تعالى: (من خلق) في محل نصب مفعول به، ومعناه "المخلوق" والفاعل ضمير مستتر يعود إلى الله تعالى.
ويكون معنى الآية: ألا يعلم الله مخلوقه وأعلم شيء بالمصنوع صانعه؟


المجموعة الثالثة.
في بيان المراد بالقلم في قوله تعالى: (ن والقلم وما يسطرون)
هناك من خلط بين تفسير (نون) وتفسير (القلم) وهما مختلفان.
والأقوال الواردة في المراد بالقلم على قولين:
الأول: أنه اسم جنس شامل لجميع الأقلام التي يكتب بها، وهذا القول قد رجحه ابن كثير واختاره السعدي والأشقر.
الثاني: أنه قلم مخصوص، واختلف فيه فقيل هو القلم التي كتب به اللوح المحفوظ، وقيل هو القلم الذي تكتب به أعمال العباد، وغير ذلك من أنواع الأقلام فإن كتابات المقادير والأعمال على أنواع كما وردت بذلك الآثار التي ذكرها ابن كثير.
ولا ننسى إيراد هذه الأقوال في تحرير هذه المسألة، حيث خلت بعض التطبيقات من الاستدلال على الأقوال وهذا خطأ.


المجموعة الرابعة.

بعض التطبيقات خلت من ذكر القول الراجح في تفسير قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)
وهو أن قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق) يراد به يوم القيامة حين يكشف الله عز وجل عن ساقه الكريمة ويُدعى الناس إلى السجود فيسجد المؤمنون ويعجز المنافقون، وهذا هو الراجح من الأقوال لورود الحديث الصحيح في تفسيره.
والقول بأن إطلاق عبارة كشف الساق كناية عن شدة الكرب وهوله له وجه في اللغة، ويشهد له قول الشاعر:

وقامت الحرب بنا عن ساقٍ
وأصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إِلى معاناته والجدّ فيه، شمّر عن ساقه، فاستعيرت الساق في موضع الشدة كما قال أهل اللغة، لكن الأولى حمل المعنى على القول الأول لورود نص فيه كما أشرنا.


ونثني على أدائكم جميعا، ونسأل الله لكم المزيد من التوفيق والسداد.


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, المذاكرة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir