دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #12  
قديم 4 ذو الحجة 1443هـ/3-07-2022م, 02:12 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: بم يُنال الصدق؟
ليعلم العبد أن الصدق يُنال بسبب عظيم ألا و هو اليقين ؛ لأن اليقين السبيل إلى الصدق في القول و العمل و الحال ، و مما يدل على ذلك أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قام خطيباً على المنبر بعد وفاة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بسَنة؛ فقال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقامي هذا عامَ الأوَّل ثم بكى أبو بكر.
ثم قال: "سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية، وعليكم بالصدق فإنه مع البرّ، وهما في الجنة، وإيَّاكم والكذب؛ فإنه مع الفجور، وهما في النار، ولا تقاطعوا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا إخواناً كما أمركم الله -عزَّ وجلَّ- " . كذلك على العبد الاستعانة بالله بأن يلتجأ إلى ربه بقلب صادق موقن خاشع بأن يهديه للحق ، و ان يعينه على الذكر و الشكر و حسن العبادة .


س2:بيّن أحكام وأقسام الناس في التوكّل.
إن التوكل من العبادات القلبية العظيمة التي تُصرف لله -وحده- ، فمن أشرك فيها مع الله أحداً أو صرفها لغير الله فقد كفر . و دلالة ذلك قوله -تعالى- :" أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلٗا " [الإسراء:2] . فيُعلم من ذلك أن الناس في التوكل ثلاثة أقسام ، و كل قسم له حكمه :
القسم الأول : الذين أشركوا في التوكل و صرفوه لغير الله ، فهم يتوكلون على أصنامهم أو ما يعبدونهم من دون الله كالأولياء و الشياطين و غيرهم في جلب النفع أو دفع الضر أو غيرها من الأمور . فأصحاب هذا القسم كفار مشركين خارجين من الملة .
القسم الثاني : الذين صرفوا التوكل لله لكن وقع خلل منهم في واجبات التوكل ففرطوا فيها و لم يحققوها؛ لضعف اعتماد قلوبهم على الله و غفلتهم و تعلقهم بالأسباب ، لكن اعتقادهم ثابت بأن الله -وحده- بيده النفع و الضر . فأصحاب هذا القسم هم عصاة الموحدين و أصحاب الكبائر من المسلمين .
القسم الثالث : الذين يتوكلون على الله حق التوكل ، فهم يفوضون أمرهم لله -تعالى- و قلوبهم معتمدة على الله -تعالى- و يبذلون الأسباب المشروعة . و أصحاب هذا القسم هم المؤمنين الأتقياء ، و يتفاضلون في ذلك تفاضلاً كبيراً كلّ بحسب ما يحمله في قلبه من عبادات عظيمة .


س3: يكثر تعرّض الشيطان لأهل الإنابة، ما سبب ذلك؟ وكيف يُدفع شرّه؟
إن أكبر مطلب للشيطان هو صدّ المسلمين عن عبادة الله ، و لما كان أهل الإنابة مكثرين من الطاعات مقبلين على ربهم بالعبادة الخالصة لوجهه -سبحانه- ، كان الشيطان أكثر تعرضاً لهم مستغلاً كل وساوسه في محاولة صدّ أهل الإنابة عن الحق . و كما هو معلوم أن الشيطان يفرح إذا رأى تقصير المسلم و بعده عن الحق و اتباع هواه و يزيده إغراءً في الشبهات و الشهوات ليضله عن سبيل الله ، فإذا رأى المسلم أراد الرجوع إلى الله و الإنابة إليه -سبحانه- ، أغضبه ذلك و دفعه للتعرض إليه و صده عن ذلك .
فعلى كل عبد مسلم منيب إلى ربه أن يتسلح من وساوس الشيطان و يدفع شرّها بالالتجاء إلى الله و الاستعانة به -سبحانه- بالاستعاذة من شرور الشيطان ، كما قال -تعالى- :" وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [الأعراف:200] .
و أن يداوم على قراءة القرآن الكريم بتدبر و خشوع ، ففي دوام قراءة القرآن زيادة ليقين القلب و طمأنينته و وقايته من الآفات ، قال -تعالى- :" وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ " [الإسراء:82] .
كذلك عليه بالإكثار من الدعاء و الالتجاء إلى الله و سؤال الله الثبات على الحق ، كما قال -تعالى- :" رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ " [آل عمران:8] .


س4: ما هي فضائل الزهد .
إن للزهد فضائل عديدة جليلة دالة على عِظم هذا العمل القلبي ، الذي فلح و زكَى من وُفق إليه ، ومنها :
1- من أجلّ و أعظم الفضائل للزهد محبة الله -تعالى- للزاهد ؛ لأن الله -تعالى- يحب من عبده أن يؤثره على كل شيء ، وقد ذم -سبحانه- الكفار و المنافقين المؤثرين للحياة الدنيا على الآخرة ، فقال -تعالى- :" ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٖ شَدِيدٍ (2) ٱلَّذِينَ يَسۡتَحِبُّونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٖ (3) " إبراهيم .
2- الزهد سلاح المؤمن و حصنه المنيع من أمراض القلوب التي تهلك المرء و تبعده عن الحق .
3- الزهد سبب من أسباب السعادة في الدنيا و الآخرة ، و لا شك أن السعادة من المطالب التي يرجوها و يبحث عنها كل عبد .
4- الزهد يقي العبد من أن يذل في طلب متاع الدنيا ، فهو يرفعه و يُعليه عن الطمع و التعلق بالدنيا .
5- الزهد يجعل العبد يدرك حقيقة الدنيا و السبب الحقيقي من خلقه ، فيستعد و يتأهب للقاء ربه بالاستزادة من الأعمال الصالحة و الرجوع إلى الله -تعالى- و الإنابة إليه .

س5: بيّن مراتب الشكر.
الشكر له مرتبتين ، و كل مرتبة تتحقق بعدة أمور ، وبيانها كالتالي :
المرتبة الأولى : الشكر عند تلقي النعمة ، و تتحقق هذه المرتبة بأربعة أمور و هي :
-أن يفرح العبد و يسعد بفضل الله الذي أوتيه و يعظمه و يقدره في نفسه ، قال -تعالى- :" قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ " [يونس:58] .
-أن يعترف العبد لربه بنعمته و فضله عليه ، و المسلم يومياً يقوم بذلك في أذكار الصباح و المساء عند الدعاء بـ "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" .
-أن يحمد العبد ربه على نعمته التي أنعم عليه بها ، و يثني عليه ، قال -تعالى- :" وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ " [الضحى:11] .
-أن يرضى العبد بالنعمة التي تفضل الله عليه بها فلا ينتقصها و لا يعيبها ، قال -تعالى- :" فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ " [الأعراف:144] .
فمن وفقه الله في تحقيق هذه الأمور فقد أدى نصف الشكر ، و نَعِمَ بمحبة الله له ؛ لأن الله -تعالى- يحب من عبده أن يحسن تلقي النعمة .

المرتبة الثانية : شكر أداء حق النعمة ، و تتحقق هذه المرتبة بأربعة أمور و هي :
-أن يعرف العبد حق ربه في النعمة من العلم و العمل و الحال ، فيُسارع في تأديته بإخلاص و طيب نفس .
-أن يحفظ العبد النعمة التي ينعم بها بما أمر الله أن تُحفظ به ، دل على ذلك قول الرسول -عليه الصلاة والسلام- لرجل من أصحابه :" لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل " .
-الحذر من مقابلة النعمة بالمعصية ، و يزداد حذراً من أن يقع في الأسوأ من ذلك و هو استعمال النعمة في معصية الله . بل عليه أن يستعمل النعمة في طاعة الله ، كما جاء في قوله -عليه الصلاة والسلام- :" لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها" متفق عليه. فمن أعطاه الله مالاً فعليه أن ينفقه في أوجه الخير ، ومن أعطاه الله علماً فعليه أن يسعى في تعليم هذا العلم .
- على العبد أن يعمل الصالحات شكراً لربه على نعمه ، فيقابل إحسان ربه بإحسان العمل الصالح ، قال -تعالى- :" ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ " [سبأ:13] .
فعند تحقيق العبد أمور كلّ من المرتبتين فإنه يُرجى له أن يكون من الشاكرين الذين تفتح لهم أبواب الخير بسبب شكرهم .


س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
أحمد الله وأشكره أن منّ علينا بدراسة دورة أعمال القلوب و سخّر لنا من يبينها لنا بأحسن البيان ، فهذه الدورة المباركة إنما هي بوابة خير كبيرة تفتح لنا آفاق واسعة في التدبر والتفكر في هذا القلب الذي بين أضلاعنا الذي يحتاج منا إلى رعاية ومعاهدة في كل حين -نسأل الله أن يعيننا على ذلك- . و استفدت من دراسة دورة أعمال القلوب عدة فوائد ، منها :
1- أن معرفة أحوال القلوب يعين على فقه أعمال القلوب ، فنتبصر السبيل لكيفية مداواة القلب وعلاجه حتى نسلم من تقلبه و فساده -بإذن الله- .
2- معرفة السبيل الصحيح لحياة القلب والحفاظ عليه حتى ننعم بقلب حي ينير حياتنا .
3- بعد معرفة أدواء القلوب يجب علينا الحذر من بوادر كل داء والمسارعة في العلاج والرجوع إلى الله قبل أن يتغلغل في القلب ويفسده .
4- تأثرت جداً بأسباب محبة الله و عرفت أنه إذا عرفت لماذا أحب الله -تعالى- فإنه السبيل المعين لي على محبة الله لي بفضله و كرمه .
5- كنت في حيرة وتساؤل دائماً فيما يخص كيف نعبد الله؟ هل بترجيح كفة الرجاء أم الخوف؟ والحمد لله الذي هداني لمعرفة الجواب الكافي الأمثل .
6- استوقفتني صفات الصادقين وعلو شأنهم ، واسأل الله أن يعيننا على التحلي بها والالتزام بها .
7- من المهم لنا أن نقرأ في سير السلف الصالح والتأسي بأخلاقهم وسمتهم ، وعنايتهم بقلوبهم و نفوسهم ، فمعرفة ما هم عليه من تمسك بالدين و الفهم الصحيح له و انشغالهم بالتقرب إلى الله ما يقشعر البدن و يبعث الحسرة في النفس على تقصيرها والعزم على تجديد النية و العمل الصالح .
8- كنت دائماً ما أسمع أقوال مختلفة عن حقيقة الزهد و كان بينها تباين شديد ، والحمد لله أن بين لي الجواب الحق المفصل في ذلك ، فتعلمت المعنى الحقيقي الصحيح للزهد وأن هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- يعلمنا الاعتدال بلا إفراط ولا تفريط . و استوقفتني مذاهب العلماء في الزهد و كيف أن اختلافهم لم يؤثر على دينهم أو اجتماع كلمتهم ، وهذا هو دين الإسلام السمح الذي يتحلى به السلف الصالح ، كما ورد في قول عبد الله بن عمران بن أبي فروة عن حال القاسم بن محمد بن أبي بكر و سالم بن عبدالله بن عمر و ما بينهما من اختلاف المذاهب في الزهد إلا أنهم متآلفين لا يعيب بعضهم على بعض .
9- في كل يوم تتأكد أهميه الصبر وأننا بحاجة إليه ، فعلينا الاعتناء به وسؤال الله -تعالى- أن يلهمنا الصبر في جميع أحوالنا .
10- نحن بحاجه إلى معاهدة قلوبنا و محاسبة أنفسنا و الالتفات إلى تقصيرنا والاجتهاد في إصلاح أنفسنا مستعينين بالله في ذلك ، و هذه الدورة المباركة بمثابة خارطة تسهل لنا الطريق و تنير لنا الدرب ، -فجزى الله شيخنا خير الجزاء- .



-وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين-.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir