دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 رجب 1440هـ/23-03-2019م, 01:56 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: كيف ترد على المعتزلة في استدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة...) على أن الله عز وجل في كل مكان بذاته؟
لقد وردت أدلة صريحة تثبت فوقيته وعلوه تعالى , فهو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه .
وقد ذكر الاستواء في سبعة مواضع: قال تعالى :
- { الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى},{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ( في سورة الأعراف ويوسف),{ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ},{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَـنُ},{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش },{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}.
وكان من الأدلة التي تثبت أيضا فوقيته وعلوه تعالى , قوله : { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ }- { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ }.- {يا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}- {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ}- {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}- {يا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَـلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَـهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا}- {ءَأَمنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}.
فهذه الأدلة تبطل قول المعتزلة بأن الله تعالى في كل مكان بذاته.
ولقد جاء الحديث" إذا أحدكم إلى الصلاة ...." ببيان أنه تعالى يحيط بالعالم كما يليق بجلاله, فإحاطته تتضمن علو ذاته ولا تنفيها , وقال الشيخ تقي الدين رحمه اللهُ : ( وكذلكَ العبدُ إذا قامَ يُصلِّي فإنهُ يستقبلُ ربَّهُ وهوَ فوقهُ، فيدعوهُ مِن تلقائِه لا عن يمينِهِ ولا عن شمالِه، ويدعوهُ مِن العلوِّ لا مِن السفلِ، كما إذا قُدِّرَ أنَّه يخاطبُ القمرَ فإنَّه لا يَتوجَّهُ إليه إلاَّ بوجههِ مع كونهِ فوقه ).

كما أن آخر الحديث ينقض قولهم " أو تحت قدمه " ,ففيه دلالة على علوه و فوقيته , و أنه منزه أن يكون في كل مكان بذاته , فيجوز للعبد البصاق وهو خارج الصلاة عن يساره أو تحت قدمه.


س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الأفعال.
أهل السنة والجماعة وسط في باب الأفعال بين الجبرية والقدرية.
الجبرية : ( وكان إمامهم الجهم بن صفوان ) غلت في إثبات القدر , فنفت أفعال وقدرة وإرادة العباد البتة , وأن العباد مجبورون على أفعالهم , و أن الله تعالى هو الفاعل حقيقة لتلك الأفعال . فزعموا باطلا أن جميع الأفعال طاعة لأنها موافقة لإرادة الله الكونية القدرية , وهذا يقتضي حسب زعمهم أن شرب الخمر والزنا من الطاعات .
والجبرية فريقان :
- متوسطة تثبت للعبد كسبا في الفعل (الأشعرية).
- خالصة لا تثبت (الجهمية).
القدرية : ( أول من تكلم في القدر الجهني ) , وقد قال عنهم صلى الله عليه وسلم : " الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلاَتَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلاَ تَشْهَدُوهُمْ".
غلت القدرية في نفي القدر , فقد أخرجوا أفعال العباد عن أن تكون مخلوقة من الله ، فزعموا أن أفعال العباد( من الطاعات والمعاصي ) لم تدخل تحت قدرة الله وقضائه , فجعلوا العبد ندا لله تعالى في ربوبيته .
ولقد قال الشيخ تقي الدين بن تيمية - رحمه الله -: ( وقول القدرية يتضمن الإشراك والتعطيل، فإنه يتضمن إِخراج بعض الحوادث عن أن يكون لها فاعل، ويتضمن إثبات فاعل مستقل غير اللّه، وهاتان شعبتان من شعب الكفر، فإن أَصل كل كفر هو التعطيل والشرك).
بينما أهل السنة والجماعة : أثبتوا أن أفعال العباد تنسب لهم على حقيقة لا على سبيل المجاز , وأن الله تعالى خلق العباد وخلق أفعالهم، فقال تعالى :{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}. وأن العبد له مشيئة واختيار , لكنهما تابعتين لمشيئة الله، فقال تعالى :{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.

س3: اشرح قوله صلى الله عليه وسلم: (وأنت الباطن فليس دونك شيء).
أن الله تعالى قريب لكل شيء من نفسه بعلمه وقدرته , فتعالى يدنو ويقرب ممن يريد من عباده , وهو فوق عرشه , فلا يتنافى قربه ودنوه من علوه و فوقيته , كما لا يحول دون علمه واطلاعه شيء . ولقد قال تعالى :{ ليس كمثله شيء } فلا يشبه قربه تعالى بقرب الأجسام من بعضها البعض.

س4: كيف نثبت وقوع عذاب القبر؟
جاءت أدلة من الكتاب والسنة تثبت وقوع عذاب القبر - ومنها- :
* قال تعالى : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء}.
* قال تعالى : { فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}.
قال تعالى :{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}.
* عن عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت: سألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر قال: " نَعَمْ عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ".
* عن ابنِ عباسٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السور مِن القرآن : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ".
* عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم- بقبرين فقال: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ" ، ثم قال: "بَلَى إِنَّهُ كَبِيرٌ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ".

س5:هل يكون الميزان في حق كل أحد؟
قال الغزالي والقرطبي : ( ولا يكون الميزان في حق كل أحد , فالسبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب , لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفا).
والسبعون ألف هم الذين قال عنهم عليه الصلاة والسلام :".....فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ الآخَرِ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: هٰذِهِ أُمَّتُكَ. وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ". ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ. فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولٰئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِالله. وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ؟" فَأَخْبَرُوهُ. فَقَالَ: "هُمُ الَّذِينَ لاَ يَرْقُونَ. وَلاَ يَسْتَرْقُونَ. وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ. وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"



قال النبي الله صلى الله عليه وسلم : "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ...".

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1440هـ/25-03-2019م, 08:39 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديا عبده مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: كيف ترد على المعتزلة في استدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة...) على أن الله عز وجل في كل مكان بذاته؟
لقد وردت أدلة صريحة تثبت فوقيته وعلوه تعالى , فهو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه .
وقد ذكر الاستواء في سبعة مواضع: قال تعالى :
- { الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى},{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ( في سورة الأعراف ويوسف),{ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ},{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَـنُ},{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش },{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}.
وكان من الأدلة التي تثبت أيضا فوقيته وعلوه تعالى , قوله : { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ }- { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ }.- {يا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}- {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ}- {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}- {يا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَـلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَـهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا}- {ءَأَمنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}.
فهذه الأدلة تبطل قول المعتزلة بأن الله تعالى في كل مكان بذاته.
ولقد جاء الحديث" إذا [قام]أحدكم إلى الصلاة ...." ببيان أنه تعالى يحيط بالعالم كما يليق بجلاله, فإحاطته تتضمن علو ذاته ولا تنفيها , وقال الشيخ تقي الدين رحمه اللهُ : ( وكذلكَ العبدُ إذا قامَ يُصلِّي فإنهُ يستقبلُ ربَّهُ وهوَ فوقهُ، فيدعوهُ مِن تلقائِه لا عن يمينِهِ ولا عن شمالِه، ويدعوهُ مِن العلوِّ لا مِن السفلِ، كما إذا قُدِّرَ أنَّه يخاطبُ القمرَ فإنَّه لا يَتوجَّهُ إليه إلاَّ بوجههِ مع كونهِ فوقه ).

كما أن آخر الحديث ينقض قولهم " أو تحت قدمه " ,ففيه دلالة على علوه و فوقيته , و أنه منزه أن يكون في كل مكان بذاته , فيجوز للعبد البصاق وهو خارج الصلاة عن يساره أو تحت قدمه.


س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الأفعال.
أهل السنة والجماعة وسط في باب الأفعال بين الجبرية والقدرية.
الجبرية : ( وكان إمامهم الجهم بن صفوان ) غلت في إثبات القدر , فنفت أفعال وقدرة وإرادة العباد البتة[ألبتة] , وأن العباد مجبورون على أفعالهم , و أن الله تعالى هو الفاعل حقيقة لتلك الأفعال . فزعموا باطلا أن جميع الأفعال طاعة لأنها موافقة لإرادة الله الكونية القدرية , وهذا يقتضي حسب زعمهم أن شرب الخمر والزنا من الطاعات .
والجبرية فريقان :
- متوسطة تثبت للعبد كسبا في الفعل (الأشعرية).
- خالصة لا تثبت (الجهمية).
القدرية : ( أول من تكلم في القدر الجهني ) , وقد قال عنهم صلى الله عليه وسلم : " الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلاَتَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلاَ تَشْهَدُوهُمْ".
غلت القدرية في نفي القدر , فقد أخرجوا أفعال العباد عن أن تكون مخلوقة من الله ، فزعموا أن أفعال العباد( من الطاعات والمعاصي ) لم تدخل تحت قدرة الله وقضائه , فجعلوا العبد ندا لله تعالى في ربوبيته .
ولقد قال الشيخ تقي الدين بن تيمية - رحمه الله -: ( وقول القدرية يتضمن الإشراك والتعطيل، فإنه يتضمن إِخراج بعض الحوادث عن أن يكون لها فاعل، ويتضمن إثبات فاعل مستقل غير اللّه، وهاتان شعبتان من شعب الكفر، فإن أَصل كل كفر هو التعطيل والشرك).
بينما أهل السنة والجماعة : أثبتوا أن أفعال العباد تنسب لهم على حقيقة لا على سبيل المجاز , وأن الله تعالى خلق العباد وخلق أفعالهم، فقال تعالى :{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}. وأن العبد له مشيئة واختيار , لكنهما تابعتين لمشيئة الله، فقال تعالى :{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.

س3: اشرح قوله صلى الله عليه وسلم: (وأنت الباطن فليس دونك شيء).
أن الله تعالى قريب لكل شيء من نفسه بعلمه وقدرته , فتعالى يدنو ويقرب[والمعية معيتان كما مر بنا: معية عامة لكل الخلق؛ وهي معية العلم والاطلاع، ومعية خاصة لعباده الصالحين؛ وهي معية النصرة والتأييد.] ممن يريد من عباده , وهو فوق عرشه , فلا يتنافى قربه ودنوه من [مع]علوه و فوقيته , كما لا يحول دون علمه واطلاعه شيء . ولقد قال تعالى :{ ليس كمثله شيء } فلا يشبه قربه تعالى بقرب الأجسام من بعضها البعض.

س4: كيف نثبت وقوع عذاب القبر؟
جاءت أدلة من الكتاب والسنة تثبت وقوع عذاب القبر - ومنها- :
* قال تعالى : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء}.
* قال تعالى : { فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}.
قال تعالى :{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}.
* عن عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت: سألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر قال: " نَعَمْ عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ".
* عن ابنِ عباسٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السور مِن القرآن : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ".
* عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم- بقبرين فقال: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ" ، ثم قال: "بَلَى إِنَّهُ كَبِيرٌ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ".

س5:هل يكون الميزان في حق كل أحد؟
قال الغزالي والقرطبي : ( ولا يكون الميزان في حق كل أحد , فالسبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب , لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفا).
والسبعون ألف هم الذين قال عنهم عليه الصلاة والسلام :".....فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ الآخَرِ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: هٰذِهِ أُمَّتُكَ. وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ". ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ. فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولٰئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِالله. وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ؟" فَأَخْبَرُوهُ. فَقَالَ: "هُمُ الَّذِينَ لاَ يَرْقُونَ. وَلاَ يَسْتَرْقُونَ. وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ. وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"



قال النبي الله صلى الله عليه وسلم : "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ...".
الدرجة: أ+
أحسنت بارك الله فيك

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir