دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 ذو القعدة 1440هـ/10-07-2019م, 12:36 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[COLOR="Blue"]المجموعة الثانية:
س1: اقرأ رسالة الحافظ الجزري "كفاية الألمعي" ولخّص ما ذكر فيها من الفوائد البلاغية في تفسير قول الله تعالى: {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) }
من الأوجه البلاغية التي ذكرت في الآية:
= فصاحة الألفاظ حيث أن ألفاظها عربية مستعملة جارية على قوانين اللغة سليمة عن التنافر.
=ومنها: تشبيه الأرض والسماء بالعقلاء المميزون الذين ينادون فيستجيبون كما في قوله "يا أرض"، "وياسماء"، وسيأتي تفصيلها بعد قليل مع بيان أنواع ما فيها.
=ومنها: مراعاة تناسب الألفاظ أو مراعاة النظير: حيث استعمل مع الأرض البلع وهو النشف، واستعمل مع السماء الإقلاع وهو الإمساك فإن الواقع أن الأرض ينزل فيها الماء والسماء ينزل منها الماء.
=ومنها: استخدام الإيجاز فلم يتكرر لفظ الماء مع السماء اكتفاءاً بذكره مع الأرض.
=ومنها: الحذف؛ حيث حذف الفاعل جل جلاله للتنبيه على تعيينه وأنه هو الواحد القاهر المتصرف في كل شيء سبحانه وتعالى وهذا في قوله تعالى "وقيل يا أرض ابلعي ماءك" ، "وياسماء أقعلي" فإن الأذهان لا تنصرف في ذلك إلا إليه سبحانه وتعالى وهذا من دلائل جلاله وكبريائة سبحانه وتعالى.
=ومنها: الجناس؛ بين قوله "ابعلي" وقوله "أقلعي"
=ومنها: الاستعارة؛ حيث شبه نزول الماء للأرض بالبلع الذي يكون فيه جذب للمطعوم فينزل في مقر خفي وهذا موجود أيضا مع الأرض فهي قد جذبت الماء لباطنها.
=ومنها: الكناية في تشبيه الماء للأرض بالطعام لمن يأكله، فهي تتقوى به في الإنبات للزروع والأشجار كما يتقوى الآكل بالطعام.
=ومنها: استعارة مرشحة في قوله "ابعلي ماءك" حيث ذكر فيها ملائم للمشبه به وهو الطعام فملائمه هو البلع، وأما الماء فملائمه هو الشرب ونحوه.
=ومنها: المجاز في جعل الأرض كمن يملك الماء فخاطبها بقوله "ماءك" فأضاف الماء إليها.
=ومنها: الاستعارة في حبس المطر النازل من السماء حيث شبهه بالإقلاع الذي هو ترك الفعل للشبه بينهما في عدم ما كان.
=ومنها: الاستعارة في تشبيه السماء بمن يعقل فوجه إليها الأمر في قوله "أقلعي" ، كما تقدم في "ابعلي".
=ومنها: التعريض ببيان أن سبب قيام الطوفان وحصول ما كان هو من جراء فعل الظالمين المحاربين لشرع الله الرافضين عبادته سبحانه وتعالى.
=ومنها: استخدام أداة النداء "يا" دون سائر أخواتها لكونها أكثر في الاستعمال، وأنها دالة على بعد المنادي الذي يستدعيه مقام إظهار العظمة، وإبداء شأن العزة والجبروت وهو تبعيد المنادي المؤذن بالتهاون به، فهي وإن كانت مخلوقات عظيمة جدا إلى أنها طائعة لله يقول لها كن فتكون.
=ومنها: الاختصار في قوله "يا أرض" فلم يقل: يا أيتها الأرض، وما في أيتها من تكلف التنبيه غير المناسب للمقام
=ومنها: ائتلاف اللفظ مع المعنى: حيث استخدم لفظ الأرض دون غيره من أسماءها لكونه أخف وأدور على الألسن، ومثله مع السماء.
=ومنها: الإيجاز والاختصار في اختيار غيض على غيض –المشدد- ، وفي عدم ذكر أمر نوح فقال "قضي الأمر" ،
=ومنها: استعمال اللام مع "بعدا" الذي يدل على أن البعد حق لهم وهم مستحقون له، مع ما فيه من الاختصار.
=ومنها: استعمال العموم: في إطلاق الظلم ليتناول كل نوع منه، حيث يدخل فيه ظلمهم لأنفسهم وظلمهم لغيرهم.
=ومنها: تقديم النداء على الأمر {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} دون أن يقال –ابلعي يا أرض وأقلعي يا سماء، وهذا لمراعاة اللازم لمن ينادى حقيقة فإنه ينبه أولا ثم يؤمر ثانياً، وهذا من شأنه أن يتلقى الأمر بالعناية والإقبال عليه.
=ومنها: تقديم الخطاب للأرض على السماء لمناسبة الطوفان لها فهو بها ألصق فهي الأصل فيه فقدمت.
= ومنها: وجود المحسنات المعنوية مثل مراعاة النظير، وائتلاف اللفظ مع المعنى،
= ومنها: وجود المحسنات المعنوية مثل التقسيم حيث ذكر أقسام مصدر ماء الطوفان وهي ما يخرج من الأرض وما ينزل من السماء ثم ذكر أقسام إيقاف ذلك وهي إمساك السماء وابتلاع الأرض.


س2: استخرج الأوجه البلاغية من : قول الله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) }
من الأوجه البلاغية التي ظهرت لي في الآية:
= فصاحة الألفاظ حيث أن ألفاظها عربية مستعملة جارية على قوانين اللغة سليمة عن التنافر.
=ومنها: التأكيد بزيادة "ما" بعد "إذا" في قوله تعالى "وإذا ما أنزلت" وهذا من شأنه تأكيد المعنى الموجود في "إذا" وهو الشرط، وهذا التأكيد يحتاج إليه لأن المنافقين ينكرون صدوره منهم كما أنهم ينكرون أن نزول سورة يزيد الإيمان.
=ومنها: الحذف، حيث حذف المسند إليه في قوله "أنزلت" للعلم بمن أنزلها سبحانه وتعالى فحذف للتنبيه على أنه معلوم.
=ومنها: الاختصار، حيث حذف كلمة القرآن فلم يقل سورة من القرآن وهذا لأنه معهود معلوم، ومثله عدم إعادة ذكر المنافقين هنا لأنهم مذكورة في الآية التي قبلها فاكتفى هنا بالضمير في قوله تعالى "فمنهم".
= ومنها: الاستفهام بغرض التهكم من المؤمنين والقرآن، في قولهم "أيكم زادته هذه إيماناً" ، فمن المعلوم أن القرآن يزيد المؤمنين إيماناً.
= ومنها: وجود المحسنات المعنوية مثل التقسيم حيث ذكر أقسام من يتلقى القرآن فهم فريقين: الأول فريق يزداد بما نزل إيماناً وفريق يزداد به كفرا وعناداً.
= ومنها: مراعاة النظير: حيث ذكر مع حال المؤمنين أنهم "يستبشرون"، وذكر مع حال المنافقين أنهم يموتون وهم "كافرون".
= ومنها: استخدام التفريع بإضافة الفاء في قوله "فأما الذين آمنوا" فهو تفريع على استفهام المنافقين المقصود منهم إنكار أن تزيد السورة الإيمان، فذكر الله سؤالهم ثم أجابه بخلاف ما يقصدون منه فبين أن المؤمنين ازدادوا إيماناً، ومنهم من يحصل له أكثر من ذلك وهو البشر لهم، بل زادت عن ذلك بأنها تزيد المنافقين والكافرين رجسا وكفرا إلى كفرهم.
=ومنها: المقابلة: بين حال المؤمنين عند نزول سورة وحال الكافرين عند ذلك حيث قال تعالى في المؤمنين:
(فزادتهم إيماناً) (وهم يستبشرون)، وفي مقابل هذا حال المنافقين حيث قال فيهم: (فزادتهم رجسا إلى رجسهم) (وماتوا وهم كافرون). فللمؤمنين فائدتان وللمنافقين مصيبتان.
=ومنها: ائتلاف اللفظ مع المعنى: حيث أن الله سبحانه وتعالى ذكر مع حال من تقبل هديه وأقبل عليه أن له البشر، وذكر مع حال المنكر المعرض أنه يموت وهو كافر وهذا لازمه العذاب الأليم في نار الجحيم.
=ومنها: التضمين: حيث ضمن قوله "زادتهم رجسا" معنى الضم فتم تعديته ب "إلى"، أي ضموا ضلالا وكفرا وعنادا إلى ما عندهم من ذلك فكان هذا زيادة لما عندهم.
=ومنها: الكناية؛ حيث كنى عن الكفر والنفاق بالمرض الذي في القلب وهذا له نظائر في القرآن في غير آية، وأيضا في تكنية الكفر والنفاق بالرجس وهو في الأصل الخبث.

والله أعلم بالصواب، والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ذو الحجة 1441هـ/10-08-2020م, 12:23 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء عبد الفتاح محمد مشاهدة المشاركة
[color="blue"]المجموعة الثانية:
س1: اقرأ رسالة الحافظ الجزري "كفاية الألمعي" ولخّص ما ذكر فيها من الفوائد البلاغية في تفسير قول الله تعالى: {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) }
من الأوجه البلاغية التي ذكرت في الآية:
= فصاحة الألفاظ حيث أن ألفاظها عربية مستعملة جارية على قوانين اللغة سليمة عن التنافر.
=ومنها: تشبيه الأرض والسماء بالعقلاء المميزون الذين ينادون فيستجيبون كما في قوله "يا أرض"، "وياسماء"، وسيأتي تفصيلها بعد قليل مع بيان أنواع ما فيها. [وهنا استعارة على الاصطلاح لأن المشبه به محذوف، وهي مجاز علاقته المشابهة، فجاء التعبير عن هذا المعنى أيضا في الكلام عن المجاز
لكن الواقع أنه لا يمتنع أن يكون هذا النداء على الحقيقة لا المجاز
وقال السكاكي - كما أورد عنه الجزري- أن النداء استعارة عن مراد الله عز وجل، ولا يمتنع أيضًا أن يكون النداء على الحقيقة لما في ذلك من بيان قدرة الله ونفاذ أمره في المخلوقات]

=ومنها: مراعاة تناسب الألفاظ أو مراعاة النظير: حيث استعمل مع الأرض البلع وهو النشف، واستعمل مع السماء الإقلاع وهو الإمساك فإن الواقع أن الأرض ينزل فيها الماء والسماء ينزل منها الماء.
=ومنها: استخدام الإيجاز فلم يتكرر لفظ الماء مع السماء اكتفاءاً بذكره مع الأرض.
=ومنها: الحذف؛ حيث حذف الفاعل جل جلاله للتنبيه على تعيينه وأنه هو الواحد القاهر المتصرف في كل شيء سبحانه وتعالى وهذا في قوله تعالى "وقيل يا أرض ابلعي ماءك" ، "وياسماء أقعلي" فإن الأذهان لا تنصرف في ذلك إلا إليه سبحانه وتعالى وهذا من دلائل جلاله وكبريائة سبحانه وتعالى.
=ومنها: الجناس؛ بين قوله "ابعلي" وقوله "أقلعي"
=ومنها: الاستعارة؛ حيث شبه نزول الماء للأرض بالبلع الذي يكون فيه جذب للمطعوم فينزل في مقر خفي وهذا موجود أيضا مع الأرض فهي قد جذبت الماء لباطنها.
=ومنها: الكناية في تشبيه الماء للأرض بالطعام لمن يأكله، فهي تتقوى به في الإنبات للزروع والأشجار كما يتقوى الآكل بالطعام. [استعارة مكنية، حذف المشبه به الطعام وأتى بما يدل عليه " ابلعي"]
=ومنها: استعارة مرشحة في قوله "ابعلي [ابلعي] ماءك" حيث ذكر فيها ملائم للمشبه به وهو الطعام فملائمه هو البلع، وأما الماء فملائمه هو الشرب ونحوه.
=ومنها: المجاز في جعل الأرض كمن يملك الماء فخاطبها بقوله "ماءك" فأضاف الماء إليها.
=ومنها: الاستعارة في حبس المطر النازل من السماء حيث شبهه بالإقلاع الذي هو ترك الفعل للشبه بينهما في عدم ما كان.
=ومنها: الاستعارة في تشبيه السماء بمن يعقل فوجه إليها الأمر في قوله "أقلعي" ، كما تقدم في "ابعلي".
=ومنها: التعريض ببيان أن سبب قيام الطوفان وحصول ما كان هو من جراء فعل الظالمين المحاربين لشرع الله الرافضين عبادته سبحانه وتعالى.
=ومنها: استخدام أداة النداء "يا" دون سائر أخواتها لكونها أكثر في الاستعمال، وأنها دالة على بعد المنادي الذي يستدعيه مقام إظهار العظمة، وإبداء شأن العزة والجبروت وهو تبعيد المنادي المؤذن بالتهاون به، فهي وإن كانت مخلوقات عظيمة جدا إلى أنها طائعة لله يقول لها كن فتكون.
=ومنها: الاختصار في قوله "يا أرض" فلم يقل: يا أيتها الأرض، وما في أيتها من تكلف التنبيه غير المناسب للمقام
=ومنها: ائتلاف اللفظ مع المعنى: حيث استخدم لفظ الأرض دون غيره من أسماءها لكونه أخف وأدور على الألسن، ومثله مع السماء.
=ومنها: الإيجاز والاختصار في اختيار غيض على غيض –المشدد- ، وفي عدم ذكر أمر نوح فقال "قضي الأمر" ،
=ومنها: استعمال اللام مع "بعدا" الذي يدل على أن البعد حق لهم وهم مستحقون له، مع ما فيه من الاختصار.
=ومنها: استعمال العموم: في إطلاق الظلم ليتناول كل نوع منه، حيث يدخل فيه ظلمهم لأنفسهم وظلمهم لغيرهم.
=ومنها: تقديم النداء على الأمر {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} دون أن يقال –ابلعي يا أرض وأقلعي يا سماء، وهذا لمراعاة اللازم لمن ينادى حقيقة فإنه ينبه أولا ثم يؤمر ثانياً، وهذا من شأنه أن يتلقى الأمر بالعناية والإقبال عليه.
=ومنها: تقديم الخطاب للأرض على السماء لمناسبة الطوفان لها فهو بها ألصق فهي الأصل فيه فقدمت.
= ومنها: وجود المحسنات المعنوية مثل مراعاة النظير، وائتلاف اللفظ مع المعنى،
= ومنها: وجود المحسنات المعنوية مثل التقسيم حيث ذكر أقسام مصدر ماء الطوفان وهي ما يخرج من الأرض وما ينزل من السماء ثم ذكر أقسام إيقاف ذلك وهي إمساك السماء وابتلاع الأرض.
[بارك الله فيك
- لو أعدت ترتيب ما استخرجت من أوجه بلاغية ؛ إما على أبواب البلاغة، ويمكنك اعتماد ترتيب كتاب دروس البلاغة، أو ترتيبها على حسب ألفاظ الآية وهو أولى.
- الانتباه لما في كلام البلاغيين من توسع في دعوى المجاز في القرآن، ومن ذلك دعوى أن النداء في الآية مجازًا يدل على الإرادة، وقد فصّل الحافظ الجزري في هذه الرسالة الكلام على الحقيقة والمجاز فأرجو أنك اطّلعت عليه.
- فاتك عدد من الفوائد البلاغية، ولعلكَ إن اطلعت على باب الأسئلة والأجوبة التي ذكرها الحافظ الجزري في رسالته يتبين لكَ أكثرها بإذن الله]





س2: استخرج الأوجه البلاغية من : قول الله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) }
من الأوجه البلاغية التي ظهرت لي في الآية:
= فصاحة الألفاظ حيث أن ألفاظها عربية مستعملة جارية على قوانين اللغة سليمة عن التنافر.
=ومنها: التأكيد بزيادة "ما" بعد "إذا" في قوله تعالى "وإذا ما أنزلت" وهذا من شأنه تأكيد المعنى الموجود في "إذا" وهو الشرط، وهذا التأكيد يحتاج إليه لأن المنافقين ينكرون صدوره منهم كما أنهم ينكرون أن نزول سورة يزيد الإيمان.
=ومنها: الحذف، حيث حذف المسند إليه في قوله "أنزلت" للعلم بمن أنزلها سبحانه وتعالى فحذف للتنبيه على أنه معلوم.
=ومنها: الاختصار، حيث حذف كلمة القرآن فلم يقل سورة من القرآن وهذا لأنه معهود معلوم، ومثله عدم إعادة ذكر المنافقين هنا لأنهم مذكورة في الآية التي قبلها فاكتفى هنا بالضمير في قوله تعالى "فمنهم". [الآية قبلها صريحة في الكفار، واستفاد ابن عاشور من ذلك أن فيها تعريضًا بالمنافقين]
= ومنها: الاستفهام بغرض التهكم من المؤمنين والقرآن، في قولهم "أيكم زادته هذه إيماناً" ، فمن المعلوم أن القرآن يزيد المؤمنين إيماناً. [واختُلف في غرض هذا الاستفهام بحسب الاختلاف في القائل والمخاطب به]
= ومنها: وجود المحسنات المعنوية مثل التقسيم حيث ذكر أقسام من يتلقى القرآن فهم فريقين: الأول فريق يزداد بما نزل إيماناً وفريق يزداد به كفرا وعناداً.
= ومنها: مراعاة النظير: حيث ذكر مع حال المؤمنين أنهم "يستبشرون"، وذكر مع حال المنافقين أنهم يموتون وهم "كافرون".
= ومنها: استخدام التفريع بإضافة الفاء في قوله "فأما الذين آمنوا" فهو تفريع على استفهام المنافقين المقصود منهم إنكار أن تزيد السورة الإيمان، فذكر الله سؤالهم ثم أجابه بخلاف ما يقصدون منه فبين أن المؤمنين ازدادوا إيماناً، ومنهم من يحصل له أكثر من ذلك وهو البشر لهم، بل زادت عن ذلك بأنها تزيد المنافقين والكافرين رجسا وكفرا إلى كفرهم.
=ومنها: المقابلة: بين حال المؤمنين عند نزول سورة وحال الكافرين عند ذلك حيث قال تعالى في المؤمنين:
(فزادتهم إيماناً) (وهم يستبشرون)، وفي مقابل هذا حال المنافقين حيث قال فيهم: (فزادتهم رجسا إلى رجسهم) (وماتوا وهم كافرون). فللمؤمنين فائدتان وللمنافقين مصيبتان.
=ومنها: ائتلاف اللفظ مع المعنى: حيث أن الله سبحانه وتعالى ذكر مع حال من تقبل هديه وأقبل عليه أن له البشر، وذكر مع حال المنكر المعرض أنه يموت وهو كافر وهذا لازمه العذاب الأليم في نار الجحيم.
=ومنها: التضمين: حيث ضمن قوله "زادتهم رجسا" معنى الضم فتم تعديته ب "إلى"، أي ضموا ضلالا وكفرا وعنادا إلى ما عندهم من ذلك فكان هذا زيادة لما عندهم.
=ومنها: الكناية؛ حيث كنى عن الكفر والنفاق بالمرض الذي في القلب وهذا له نظائر في القرآن في غير آية، وأيضا في تكنية الكفر والنفاق بالرجس وهو في الأصل الخبث.
[ومن الفوائد البلاغية أيضًا
" أسلوب الحكيم" ، وهو تلقي المخاطب بغير ما يترقبه، فجاء إجابة سؤالهم " أيكم زادته هذه إيمانا " بغير ما يترقبونه]

والله أعلم بالصواب، والحمد لله رب العالمين.


التقويم: ب+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir