المجموعة الثامنة :
س1: بيّن المقسم به والمقسم عليه في سورة العاديات.
المقسم به:"والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا", أقسم الله تعالى بالخيل حال عدوها وسيرها بسرعة كبيرة , يسمع منها صوت أنفاسها في صدرها, ومن شددة سيرها وقوته, إذا ضربت الأرض الشديدة والحجارة, فإن حوافرها تقدح الشرر كقدح الزناد, وتبدأ بالغارة على العدو وقت غفلته ونومه صباحا, فتثير غبار الأرض من حولها, وفي وجه أعدائها, وهي تحمل المجاهدين إلى وسط ارض المعركة, ليجتمعوا فيقاتلوا أعداء الله,
أما المقسم عليه, فهو:"إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد", فأقسم الله تعالى بالخيل وأثرها في الجهاد, بأن جنس الإنسان جحود لنعم ربه, منكرا لها, وجحود لحقوق الخلق, يكاد يؤديها من حرصه وحبه الشديد للمال, وهو شاهد على حاله هذه, لا يستطيع إنكارها, لظهور أثرها عليه, فلا تخفى عليه حاله, هذا خلاصة قول السعدي والأشقر.
س2: قال تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}، فما هو الملهي عنه، وما المتكاثر به، وما فائدة حذفه؟
الملهي عنه هو: معرفة الله عز وجل, وأداء المهمة التي خلق من اجلها, وهي عبادته, وطاعته, وتقدبم محبته على محبة ما تعلق به قلبه من المتكاثر به, والإنابة إليه, والمتكاثر به هو كل ما شغل الإنسان عن الدار الآخرة, ولم يذكر المتكاثر به في الآية, بل حذف ليفيد العموم, فيدخل فيه كل ما شغل الإنسان عن الإستعداد للآخرة والعمل لها, من مال وبنين, وبيوت, وأعمال, وخيل, وماشية, ودواب, وغيره, وهذا خلاصة قول السعدي والأشقر.
س3: فسر سورة القدر، واذكر ثلاث فوائد تستفيدها منها.
"إنا أنزلناه في ليلة القدر":يخبر سبحانه وتعالى, عن علو منزلة القرآن, وعظم قدره, حيث أنزله إلى السماء الدنيا في أفضل ليلة وأشرفها, وهي ليلة مباركة, في شهر مبارك,ليلة القدر, وقد سميت بذلك لعلو قدرها وشأنها, أو لأن الله يقدر فيها ما يشاء من مقادير , وآجال, وأرزاق, في العام, ذكره السعدي والأشقر, ثم عظم شأنها:
"وما أدراك ما ليلة القدر":وجاء بالإستفهام هنا للتفخيم والتهويل من أمرها, فهي ليست كأي ليلة, بل إن شأنها جليل, وخطرها عظيم, حتى لا يغفل عنها المؤمن, بل ينتبه لها ويترقبها, ليناله ما فيها من بركة وخير, ثم بين الله تعالى فضلها:
"ليلة القدر خير من ألف شهر": فمن واسع رحمة الله بهذه الأمة, أن عوضها عن قصر أعمار أفرادها, وضعفهم, بأن أعطاهم أيام وأزمنة وأماكن مباركة, يتضاعف فيها أجر العمل أضعافا كثيرة, فالعمل في ليلة القدر, وهي ليلة واحدة, أفضل من عمل ألف شهر ليس فيه ليلة القدر, وهذا من كريم جوده سبحانه, ليعوض المؤمن ما فاته وضيعه من وقت, ويتدارك نفسه قبل الموت, ثم بين مزيد فضلها:
"تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر":فمن فضلها وبركتها, أن الملائكة ممن أذن الله لهم, ينزلون إلى الأرض, ومعهم جبريل عليه السلام, حيث ينزلون بقضاء ما قدر الله في هذه الليلة, من آجال, وولادة, وأرزاق, وغيره مما قدره الله تعالى, ويستبشر المؤمن بهذا الخبر, فالملائكة تستغفر للمؤمنين, وتدعو لهم, وهذا مما يحتاجه المؤمن, ويسر به, ثم وصفها سبحانه بأنها:
"سلام هي حتى مطلع الفجر": فهي ليلة مباركة, كلها خير, كثيرة الخير, سالمة من الشرور, لا آفة فيها, لأن الملائكة تتنزل بالسلامة من عند السلام سبحانه وتعالى, قال مجاهد:"هي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا يحدث فيها أذى", ذكره الأشقر, وقال الشعبي : هو تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد من حيث تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر, ذكره الأشقر.
وقد اختلفت الأحاديث في تعيينها, لكنها تواترت في فضلها, وإنها في رمضان, وفي العشر الأواخر منه, خاصة في الليالي الوترية, وهي باقية في كل سنة, إلى قيام الساعم, هذا خلاصة قول السعدي والأشقر في تعيين يومها.
وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام, يتحراها في العشر الأواخر, فيعتكف فيها, ويكثر من العبادة والدعاء, رجاء لها وللآخرة, ذكره السعدي.
الفوائد من سورة القدر:
1- وجوب تحري الأيام الفاضلة, والأزمنة الفاضلة, والأماكن الفاضلة, والتعرض لنفحاتها, لنيل الخير والبركة والأجر العظيم, فمن كانت الآخرة همه, حرص عليها, واستغلها, وأخلص فيها واحتسب, وشكر الله على عظيم فضله, وواسع كرمه.
2- الإيمان بالقضاء والقدر, والتسليم له, مع عدم ترك الأخذ بالأسباب, فالله فرغ من امر العباد, فلا يشغل المؤمن نفسه بالتأسف على ما مضى, بل يأخذ العبرة ويصحح مساره, ولا يعجب ويفرح بما أتاه الله, بل يتيقن الإبتلاء فيه, فيحسن في التعامل معه, فتكون ردود أفعاله مطابقة لما أراده الله منه, وذكره في كتابه.
3- ليست العبرة بالكثرة, بل العبرة بإخلاص العمل, وإحسانه, والحرص عليه ليكون مقبولا عند الله سبحانه وتعالى, فلا نحقرن من المعروف شيئا, فقد يكون القبول في عمل يسير, ويكون باقي ما عملناه هباء منثورا طوال سنين أعمارنا.
س4: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}.
- التقرب إلى الله سبحانه بكثرة السجود, وما صلح من أعمال, لنيل المراتب العليا.
- عدم طاعة المخلوق في معصية الخالق, ولو كان من كان.
- ترك المداهنة في الدين, ولو ترتب على هذا هجر الناس, فالله خير وأبقى.
- حسن اختيار الصحبة التي تعين على طاعة الله.
- عدم الإستهانة بأجر ما يمر من سجدات تلاوة, أو شكر, والحرص على أدائها, فهي مما يقرب لله.
- عدم الخوف من المخلوق, والإعتصام واللجوء إلى الله القوي المتعال.