دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 13 شعبان 1441هـ/6-04-2020م, 03:17 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

تلخيص مسائل تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (57)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)}
القراءات في الآية:
-القراءة المشهورة نصليهم بضم النون من أصليت، وقرأ حميد «نصليهم» بفتح النون من صليت، وقرأ سلام ويعقوب «نصليهم» بضم الهاء. ذكره ابن عطية.
معنى "نصليهم":
معنى التصلية يحتمل -كما ذكر ابن عطية- التقريب من النار والإلقاء فيها والشوي:
-فمن قرأها بضم النون من "أصليت", كان بمعنى التقريب والإلقاء.
-ومن قرأها بفتح النون كان بمعنى شويت.
مع التنبيه على أن الزجاج ذكر أنها بمعنى الشوي دون أن يفصل في أثر القراءات على المعنى, وابن كثير ذكر أن معنى التصلية يدل على شمول العذاب وإحاطته بصاحبه.
في قوله "بدلناهم جلودا غيرها" عدة مسائل واستشكالات طرحت في ثنايا التفسير, فمسألة تبديل الجلود تعرض السلف لها من عدة زوايا:
من حيث عدد مرات التبديل:
-فذكر أنها تبدل عليهم في اليوم سبعين ألف مرة, قاله الحسن بن أبي الحسن. وذكره ابن عطية وابن كثير. ورواه الطبري وابن أبي حاتمٍ من طريق هشام، عنه.
-وذكر أنه يجعل للكافر مائة جلدٍ، بين كلّ جلدين لونٌ من العذاب. قاله يحيى بن يزيد الحضرمي, وذكره ابن كثير, ورواه ابن أبي حاتمٍ عن زكريّا بن داود بن بكرٍ أبو يحيى الخفّاف النّيسابوريّ، عن يحيى بن يحيى، أنبأ عبد اللّه بن وهبٍ، عن عمر بن خالدٍ المعافريّ، عنه.
- وذكر: أنها تبدّل في ساعةٍ مائة مرّةٍ. قاله معاذ بن جبل, وذكر عمر سماعه عن النبي, وذكره ابن كثير, ورواه ابن أبي حاتم وابن مردويه -من وجه آخر بلفظ آخر- من طريق نافعٌ، مولى يوسف السّلميّ البصريّ، عن نافعٍ، عن ابن عمر.
-وذكر: أنها تبدل في ساعة مئة وعشرين مرة. ذكره كعب, وأكد عمر على سماعه عن النبي, ورواه ابن مردويه من الطريق المذكور آنفا. وذكره ابن كثير.
ومنهم من تعرض لوصف الجلد البديل, فمنهم من:
-وصفه بأنه أبيض كالقراطيس, كابن عمر. ذكره ابن عطية وابن كثير, ورواه الطبري وابن أبي حاتم من طريق الأعمش عن ثوير عن ابن عمر.
-ومنهم من ذكر أنه سرابيل القطران, سميت جلودا للزومها فصارت كالجلود. حكاه الطبري وذكره ابن عطية وابن كثير, وضعفه, لأنه خلاف الظاهر.
ومنهم من تعرض لمسألة: هل الجلد المستبدل جلد جديد, أم أنه نفس جلد المعذب يتجدد؟
-القول الأول: تبدل عليهم جلود غيرها. ذكره الزجاج وابن عطية.
وقد يرد استشكال على هذا القول: كيف يبدل الله جلد العاصي بجلد آخر غير عاصي فيعذبه؟
-وجوابه: أن نفوسهم هي المعذبة والجلود لا تألم في ذاتها، فإنها تبدل ليذوقوا تجديد العذاب. ذكره الزجاج وابن عطية.
-والقول الثاني: «تبديل الجلود» هو إعادة ذلك الجلد بعينه الذي كان في الدنيا، تأكله النار ويعيده الله دأبا لتجدد العذاب، وإنما سماه «تبديلا»، لأن أوصافه تتغير ثم يعاد، كما تقول: بدل من خاتمي هذا خاتما وهي فضته بعينها، وكما أنشأ الله الجلد بعد البعث, فالبدل إنما وقع في تغيير الصفات. ذكره الزجاج وابن عطية.
ومنهم من استشهد بصحة هذا المعنى, فقد قال الرّبيع بن أنسٍ: مكتوبٌ في الكتاب الأوّل أنّ جلد أحدهم أربعون ذراعًا، وسنّه تسعون ذراعًا، وبطنه لو وضع فيه جبلٌ لوسعه، فإذا أكلت النّار جلودهم بدّلوا جلودًا غيرها. ذكره ابن كثير. ورواه الطبري وابن أبي حاتم من طريق ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عنه.
مسألة: ما هو مدلول "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب":
-تفيد الآية الإخبار عن دوام عقوبتهم ونكالهم. ذكره ابن كثير.
معنى "ليذوقوا العذاب":
-أي: ليبلغ في ألمهم. ذكره الزجاج.
معنى الـ"عزيز":
-البالغ إرادته، الذي لا يغلبه شي. ذكره الزجاج وابن عطية.
متعلق الحكمة:
-تدبيره سبحانه. ذكره الزجاج.
مناسبة ختم الآية بصفتي العزة والحكمة:
- لأن ّ الملحدين ربما سألوا عن العذاب كيف وقع؟ فأعلم الله عزّ وجلّ أن جميع ما فعله بحكمة, وأنه عزيز لا يغلبه شيء. حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (57)}
القراءات في الآية:
-قرأ ابن وثاب والنخعي، «سيدخلهم» بالياء وكذلك «يدخلهم» بعد ذلك. ذكره ابن عطية.
مناسبة الآية لما قبلها:
-لما ذكر الله عقاب الكافرين, ناسب أن يعقب بجزاء المؤمنين ونعيمهم. ذكره ابن عطية.
ما معنى "تجري من تحتها الأنهار"؟
-أي: تجري من تحتها مياه الأنهار، لأن الجاري على الحقيقة الماء. ذكره الزجاج.
متعلق الطهر في الآية:
-من الحيض والنّفاس والأذى. والأخلاق الرّذيلة، والصّفات النّاقصة، كما قال ابن عبّاسٍ: مطهّرةٌ من الأقذار والأذى. وكذا قال عطاءٌ، والحسن، والضّحّاك، والنّخعيّ، وأبو صالحٍ، وعطيّة، والسّدّيّ. وذكره ابن كثير.
قول ابن عباس رواه ابن أبي حاتم قال: حدثنا أبي ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس, وذكر قوله.
ثم ذكر بعد ذلك موافقة بقية القائلين لابن عباس ولم يسند.
-وقال مجاهدٌ: مطهّرةٌ من البول والحيض والنّخام والبزاق والمنيّ والولد. رواه ابن المبارك عن ابن جريج، عنه. وذكره ابن كثير.
-وقال قتادة: مطهّرةٌ من الأذى والمآثم ولا حيض ولا كلف. رواه ابن أبي حاتم عن الحسن بن الصّبّاح، ثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، عن سعيدٍ وأبان، عنه. وذكره ابن كثير.
فيكون حاصل الأقوال أنها مطهرة من الريب والأقذار التي هي معهودات في الدنيا, حسية كانت أو معنوية. حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.
متعلق الظل في الآية:
-يظل من الريح والحر. ذكره الزجاج وابن عطية.
ما يفيده تأكيد الظل بكونه "ظليلا":
-لأنه ليس كل ظل يظل. ذكره الزجاج.
-أنه ظل لا يستحيل ولا ينتقل، كما يفعل ظل الدنيا، فأكده بقوله ظليلًا لذلك. ذكره ابن عطية.
-ويصح أن يصفه بظليل لامتداده. قال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن بشّارٍ، حدّثنا عبد الرّحمن -وحدّثنا ابن المثنّى، حدّثنا ابن جعفرٍ -قالا حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا الضّحّاك يحدّث، عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر في ظلها مائة سنة ما يقطعه". ذكره ابن عطية وابن كثير.
-أنه يفيد كونه ظلّا عميقًا كثيرًا غزيرًا طيّبًا أنيقًا. ذكره ابن كثير.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir