دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 شعبان 1437هـ/18-05-2016م, 02:51 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طرق التفسير

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير

القسم الثاني: [من درس التفسير بأقوال الصحابة إلى درس الاجتهاد في التفسير]

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.


المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 شعبان 1437هـ/18-05-2016م, 09:34 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المجموعة الثانية:

س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
= الطبقة الأولي: كبار التابعين.
مثال: الربيع ومسروق وعبيدة وعلقمة وزر بن حبيش وأبو وائل.
= الطبقة الثانية: أواسط التابعين.
مثال: سعيد ابن جبير وابراهيم النخعي ومجاهد والشعبي وعكرمه وطاووس والحسن وعطاء وقتادة ومكحول.
= الطبقة الثالثة: صغار التابعين .
مثال: الزهري واسحاق السبيعي وبن عون ومحمد بن المنكدر والأعمش.

======================================================================================================
س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
التابعون تربوا علي أيدي الصحابة، فصاروا علي دربهم فكانوا يعظمون التفسير ولا يتكلمون فيه ،
قال مسروق: اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله=وقال إبراهيم النخعي: كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه). رواهما أبو عبيد.) ،
وهذا فيما لا علم لهم به وأما ما كانوا يعلمونه فإنهم لا يتحرجون منه لأن ذلك يكون من كتمان العلم.

====================================================================================================
س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
يكون هذا إذا اتفقوا علي شئ ، قال ابن تيمية : (إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة)، وإجماعهم يُعرف بشهرة هذا القول وعدم وجود من خالفه.
أما إذا اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة علي بعض.

====================================================================================================
س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
كان المفسرون منهم يعتنون باللغة ويستعينون علي التفسير بما يحفظون من الأشعار ومن أدلة اهتمامهم باللغة.
=قول عمر بن زيد: كتب عمر [بن الخطاب] إلى أبي موسى [الأشعري]: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون». رواه ابن أبي شيبة.
=وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب» رواه الحاكم والبيهقي من طريق أسامة بن زيد الليثي عن عكرمة عن ابن عباس، وهذا إسناد صحيح.
= وتفسير الصحابة اللغوي إذا صح الاسناد إليهم فهو حجة لأن القرآن نزل بلغتهم وهم كانوا بعيدين عن اللحن،
= وأشتهر عن التابعين أيضا العناية باللغة فنجد أن في طبقة كبار التابعين من اعتني بها عناية قوية كأمثال أبي الأسود الدؤلي ، قال عنه محمد بن سلام الجمحي : كان أولَّ مَن أسَّسَ العربيَّةَ، وفتحَ بابها، وأنهج سبيلها، ووضع قياسَها: أبو الأسود الدؤلي). وكان ذلك بأمر من علي ابن أبي طالب ثم تتابع العلماء بعضهم يأخذ عن بعض وقد ذكر لنا الشيخ بعد طبقة أبي الأسود الدوؤلي أحد عشر طبقة مما يبين عناية التابعين ومن بعدهم باللغة.

=====================================================================================================
س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
من أهميته:
= أنه يعتني بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض،ودواعي الذكر والحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير إلي غير ذلك من الأشياء الدالة علي سمو القرآن وعلوه علي ما سواه فهو كلام الله وقد قال ابن عطية في مقدّمة تفسيره: (كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظة، ثم أُديرَ لسانُ العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)ا.ه.
=ومنها: أنه له صلة بالكشف عن المعاني ورفع الإشكال
= ومنها أنه يستعمل في الترجيح بين الأقوال.
ويلزم من يسلك فيه:
= أن يعرف أنه إن ظهر له معني في الكشف عن بديع البيان، فلا يتعصب له ويشنع علي من لم يفسر به ٍ].
= ولا يشنع علي السلف ويخطئهم وينسب إليهم القصور.
= أن يتحرز مما يتكلم به أهل البدع من تقرير بدعهم مستخدمين هذا الأسلوب.

=====================================================================================================
س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
= كان السلف من عادتهم عدم التطويل في التفسير ولما خولف هذا المنهج زاد الخطأ خصوصا لمن ليس له الإحاطة والعلم الكافي ،
= ثم يكون في بعض اجتهادات المتأخرين خطأ ومع ذلك يشنع علي السلف ويتهمهم بقصور التأمل والدراية وأن علمه فاق علمهم وهذا يؤدي للتمادي في الخطأ.
= حتي استعمل هذا أهل البدع والأهواء في تقرير ما يرونه.
وكان لهذا آثار منها:
= الخطأ في التفسير.
= التشنيع علي السلف ونحن مأمورون بحبهم والاقتداء بهم.
= ظهور البدع التي خالفت أبواب من العقيدة لدي أهل السنة والجماعة كما في كتاب الكشاف.
= أن بعضهم يجزم بما وصل إليه مع أنه لا دليل علي ذلك وهذا قد يدخل في القول علي الله بلا علم.

=====================================================================================================
س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
طرق التفسير راجعة إلي أصول:
= فالأصل الأول: ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات فيوجد نص في تفسير الآية.
= والأصل الثاني : دلالة الإجماع وهي تستفاد من أقوال الصحابة والتابعين والإجماع حجة .
= والأصل الثالث: دلالة الأثر من أقوال الصحابة والتابعين.
= والأصل الرابع : دلالة اللغة، وذلك بتفسير الآية بما يحتمله السياق من المعاني اللغوية.
= والأصل الخامس : دلالة الاجتهاد.
وكل مرتبة من هذه المراتب والأصول مبنية علي ما قبلها فلا يكون الذهاب للأثر مع وجود الإجماع أو النص الصريح وكذلك لا يكون التفسير اللغوي مع وجود أثر أو إجماع أو نص.
وأهمية معرفة هذه المراتب:
=أن لا يخالف المفسر هذه المراتب فيقع في الخطأ .
=أن يعرف المفسر أنه إن خالف تفسيره نصا أو إجماعاً، أو أقوال السلف، أو الدلالة اللغوية فهو مردود.
=فهي بمثابة الحدود المبينة والضابطة للمفسر فلا يجتهد في خلافها ولا يجتهد في خلاف الترتيب المذكور.

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 شعبان 1437هـ/18-05-2016م, 10:16 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
التابعيون على درجات متفاوتة من حيث الرواية والدراية على حسب حسن اتباعهم وضبطهم المرويات كالتالي:
الدرجة الأولى: الأئمة الثقات الذين عرفوا بالعلم فهؤلاء أعلى المراتب.
الدرجة الثانية: صالحون مقبولون وعباد لا مطعن في عدالتهم ولا ضبطهم لكنهم لم يشتغلوا بالعلم كما اشتغل أهل العلم من التابعين.
الدرجة الثالثة: الذين تعتبر روايتهم ولا يحتج بها وهم أصناف: 1- صالحون عدول لكنهم ضعيفوا الضبط . 2- مجهولوا الحال تعرف أسماءهم وأعيانهم ولا يعرف حالهم. 3- صنف اختلف فيهم الأئمة النقاد فمنهم من وثقهم ومنهم من ضعفهم.
الدرجة الرابعة: الذين لا تعتبر روايتهم ، كم كثر خطؤه أو اتهم بكذب أو غال مبتدع.

س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
اتبع التابعون منهج الصحابة في تفسيرهم للقرآن وفهمهم للنص كالتالي:
1- فسروا القرآن بالقرآن ، مثال: تفسير قتادة كلمة (واصبا) في قوله تعالى :(وله الدين واصبا) بأن معناها: دائما استنادا لقوله تعالى:(عذاب واصب).
2- فسروا القرآن بالسنة ، مثال: تفسير قتادة لقوله تعالى:(وأقم الصلاة لذكري) بقوله عليه الصلاة والسلام :(من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها).
3- فسروا القرآن بأقوال لصحابة ، مثال: تفسير مجاهد لقوله تعالى:(ويمنعون الماعون) بقول علي :(هي الزكاة) أو قول ابن عباس :(هي العارية).
4- فسروا القرآن بلغة العرب ، مثال: تفسير قتادة لقوله تعالى:(الزبانية) أنه الشرط في لغة العرب.
5- اجتهدوا في تفسير القرآن ، مثال: اجتهاد عبيدة السلماني في قوله تعالى:(فمن شهد منكم الشهر فليصمه) بأن من شهد أول الشهر فليصم آخره وإن سافر لا يسقط عنه.

س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
قوله تعالى:(إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) فهذا الخطاب للعرب أنزل بسانهم الذي يفهمون ليعقلوه ويعوه فليس فيه ما يخالف ما تعرفه العرب من سنن كلامها يوضح أن هذ القرآن وما أنزل به أنزل بلغتهم ، كذلك قوله تعالى:(قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون) فهذا الكتاب نزل بالحق والهدى من غير اعوجاج ولا خلل في مبناه ولا معناه.

س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
لاختلاف العلماء في إعراب الآيات أثر كبير جدا قد يتسبب في تغيير المعنى ، أو جعل الفاعل مفعولا به والعكس ومن الأمثلة على ذلك: اختلاف العلماء في إعراب (من) في قوله تعالى:(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فمن جعلها فاعلا ذهب إلى أن المراد هو الله لأنه الخالق ومن جعلها مفعولا ذهب إلى أن المعنى : ألا يعلم الله الذين خلقهم.

س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
اجتهاد العلماء في التفسير اللغوي له موارد منها:
1- الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه.
2- توجيه القراءات.
3- الإعراب.
4- تلمس العلل البيانية.
5- الاشتقاق.
6- التصريف.
7- تناسب الألفاظ.
8- الاجتهاد في صحة القياس اللغوي.

س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير كالتالي:
1- الأهلية في معرفة العلوم التي يحتاج إليها في علم التفسير.
2- معرفة موارد الاجتهاد .
3- عدم الخروج باجتهاد يخالف الأصول ، فلا يخالف نصا ولا إجماعا ولا قول سلف ولا دلالة لغة.

س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
هو تفسير أهل البدع الذي يفسرون القرآن بآرائهم المجردة وبما يوافق مذاهبهم وأهواءهم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 شعبان 1437هـ/18-05-2016م, 11:34 PM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.

فضل التابعين التي أثبتها القرآن والسنة يدل على اعتبار تقديمهم على قول غيرهم لصحبتهم للصحابة وأخذهم عنهم فهم أعلم بأيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدوا حكمه وقوله وفعله قال تعالى ( والذين اتبعوهم باحسان ) ذكر اسمهم في القرآن تشريفا وقوله تعالى ( ثلة من الأولين وقليل من الآخرين) دال على شرف العهود الأولى وأهلها وتفضيلهم دليل توثيقهم وعدالتهم .
قال النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي على الناس زمان، يبعث منهم البعث فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به).رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني».

س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
صنف يفسرون بما عرفوا من طرق التفسير وأقوالهم مسندة في الكتب ومنهم المجتهد والناقل فيروي وينقل ويكون له أقوال متولدة من نفسه.
وصنف يعتمدون النقل المحض في التفسير فلا يكون لهم أقوال صادرة منهم فحفضوا سنة الأولين بالرواية.
وهؤلاء منهم ثقات ومنهم في ضبطهم ضعف واختلاف في حالهم ومنهم ضعفاء كالمتروكين.

س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
1. طبقة الصحابة رضي الله عنهم كابن العباس
2. طبقة كبار التابعين كأبو الأسود الدؤلي مؤسس النحو
3. طبقة أخذو عن أبي الأسود الدؤلي كابنه عطاء
4. طبقة أخذو عن أصحاب أبي الأسود كعبد الله بن أبي اسحاق
5. طبقة تلاميذ الطبقة الرابعة كحماد بن سلمة البصري وغيره
6. طبقة اعلام اللغة الكبار كسيبويه

7. طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ ، وصالح بن إسحاق الجرمي ، وأبي مسحل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي، ومحمّد بن زياد ابن الأعرابي ، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي ، ومحمد بن سلام الجمحيّ، ومحمد بن سعدان الضرير ، وعبد الله بن محمد التّوّزي، وعبد الله بن يحيى اليزيدي

8. طبقة أبي العميثل عبد الله بن خليد الأعرابي ، ويعقوب بن إسحاق ابن السّكّيت ،وأبي عثمان بكر بن محمد المازني ، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي ، وأبي حاتم سهل بن محمد السّجستاني .
9. طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسين السّكّري ، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري ، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، ومحمّد بن يزيد المبرّد ، وأبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني ثعلب، والمفضّل بن سلمة الضّبّي.

10. طبقة يموت بن المزرّع العبدي، ومحمد بن جرير الطبري وكراع النّمل علي بن الحسن الهنائي ، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني المعروف بلغدة، وإبراهيم بن السّريّ الزّجّاج ، والأخفش الصغير علي بن سليمان، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي ، ونفطويه إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي.

11. طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري ، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، وغلام ثعلب أبي عمر الزاهد، وعبد الله بن جعفر ابن درستويه ، وأبي الطيّب اللغوي، وأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي.

12. طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي، وأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري ، والحسين بن أحمد ابن خالويه، وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي، وأبي بكر الزبيدي، وعلي بن عيسى الرمّاني، وأبي سليمان حمد بن محمد الخطّابي ، وأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي ، وأبي نصر الجوهري، وأحمد بن فارس الرازي.

س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
النوع الأول: بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية
النوع الثاني: بيان معاني الحروف
النوع الثالث: الإعراب
النوع الرابع: توجيه القراءات
النوع الخامس: التفسير البياني
النوع السادس: الوقف والابتداء
النوع السابع: التصريف
النوع الثامن: الاشتقاق
النوع التاسع: البديع
النوع العاشر: تناسب الألفاظ والمعاني.

س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}
وهذا لتمام المعنى وتسهيل الحفظ والتدرج فيه والتأني في التلاوة ولما للوقف والابتداء من تأثير في المعنى فلزم العناية بهذا العلم ومثال ذلك ( ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة .. ) فهذا وقف يعطي معنى مخالف إطلاق للمقصد الآية ومقاقد الدين لا يجوز الوقف بهذا الموضع وكقوله ( فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون) فالصواب الوقف عند كلمة يوم وعدم الوصل .
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة وبأقوال الصحابة والتابعين واللغة
أما بالقرآن فيكون بطريق الاجتهاد في ثبوت اسناد قراءات واجتهاد في تفسير لفظة بأخرى وفي تفصيل مجمل و في الجمع بين آيتين لحكم شرعي وفي حمل آية على أخرى يعين على فهم أوجه معانيها لترجيح اختلاف منقول وفي تقوية مدلول قول بآية كحجة على غيره من قول .
وأما بالسنة فيكون بطرق الاجتهاد في ثبوت تفسير نبوي أو في استخراج دلالة آية من حديث أو معرفة معنى الآية بمأثور أسباب النزول أو ترجيح تفسير مأثور بقول مأثور أخر صحيح أو في اعلال بعض الاقوال التفسيرية بمنقول نبوي .
وأما بأقوال الصحابة فيكون الاجتهاد في معرفة تفاسير الصحابة والثبت من الاسانيد وفهم الاقوال وتمييز ما حكمه الرفع عن غيره وتحرير الاقوال ومعرفة العلل وضعيف القول وفي ترجح النقول.
وأما بأقوال التابعين هو كنحو أوجه الاجتهاد بأقوال الصحابة وفيها التعرف على الاقوال وانواعها وتقرير مسائل الاجماع ودرجات الرواه وترجيحها.
وأما باللغة ويكون بالاجتهاد في التثبت في صحة النقول التسيرية اللغوية والجمع بين الاقوال والتخريج اللغوي.

س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
الأصح القول بالاجتهاد للسلامة من مصطلح الرأي بعمومه فهو على إطلاقه عند السلف يعنون به المذموم وهو في أصله عدة مصطلحات التفسير بالدراية والرأي والاجتهاد كلها بمعنى واحد ولكن ما هو عليه المتأخرون أن الرأي على نوعين مذموم ومحمود و لفظ الاجتهاد مع بيان موارده يدلّ على أن اعتماد صاحبه ليس على مجرّد نظره ورأيه، وإنما هو اجتهاد منضبط بحدود وآداب، وله موارد ودلالات.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 شعبان 1437هـ/19-05-2016م, 06:38 AM
موضي الخزيم موضي الخزيم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 338
افتراضي

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
التابعون هم الذين اتبعوا الصحابة بإحسان وسموا بالتابعين لقوله تعالى ( والذين اتبعوهم بإحسان) ونالوا هذا الفضل بإتباعهم فمن اتبع بإحسان فهو إمام من أئمة الدين ويعتبر تفسيره معتبرا ويحتج بقوله لما عرف عنه من عدالته وضبطه ويعتبر قوله بالتفسير لأخذه بالشروط ويؤخذ بفعله لإقتدائه بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورد في فضل التابعين أحاديث عدة:
- منها: حديث إبراهيم النخعي ، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» متفق عليه، وروي نحوه من حديث عمران بن الحصين، وحديث النعمان بن بشير، وغيرهما.
- ومنها: حديث أبي الزبير، عن جابر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي على الناس زمان، يبعث منهم البعث فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به).رواه مسلم.
- ومنها: حديث عبد الله بن العلاء قال: حدثنا عبد الله بن عامر، عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني» رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وابن أبي عاصم في السنة وابن السمّاك، وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
..................................
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
والتابعون في عنايتهم بالتفسير على صنفين:
الصنف الأول: مفسّرون يفسّرون القرآن بما عرفوا من طرق تفسيره، ومن هؤلاء: أبو العالية الرياحي، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي، وزيد بن أسلم، والضحاك بن مزاحم، ومحمد بن كعب القرظي، وغيرهم كثير.
فهؤلاء لهم أقوال في التفسير يرويها عنهم أصحاب كتب التفسير المسندة، ومنهم من يجمع بين الاجتهاد في التفسير، ونقل التفسير عمّن تقدّم.
والصنف الثاني: نَقَلةٌ للتفسير عماد عنايتهم بالتفسير على رواية أحاديث التفسير، ونقل تفاسير الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وليس لهم أقوال في التفسير إلا القليل
وهؤلاء قد حفظوا للأمّة علماً كثيراً بحفظهم تفسير الصحابة رضي الله عنهم وتفسير كبار التابعين.
.......................................
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
العلماء الذين لهم عناية بتفسير القرآن بلغة العرب على طبقات:
الطبقة الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم، وكان منهم علماء يفسّرون الغريب ويبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي يتحدّثون بها، وقد نزل القرآن بلغتهم، وكان لبعضهم مزيد عناية ومعرفة بفنون العربية وأساليبها، وحفظ شواهدها

والطبقة الثانية: طبقة كبار التابعين، وعامّتهم من أهل عصر الاحتجاج، وكان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي
ومن هذه الطبقة: أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي (ت: 69هـ)
الطبقة الثالثة: الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي، وهم جماعة من المعتنين بالعربية في عداد التابعين منهم: ابنه عطاء، ويحيى بن يَعْمَر العدواني(ت: نحو 90هـ)
الطبقة الرابعة:طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين، وهم جماعة من علماء اللغة المتقدّمين الذين شافهوا الأعراب، وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها، ومن أهل هذه الطبقة: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي(ت: 129هـ)
وقد اشتهر عنه أنه قال: (إنما نحن فيمن مضى كبَقْل في أصول نخل طوال).

والطبقة الخامسة: طبقة حماد بن سلمة البصري (ت: 167هـ) والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي (ت:168هـ) والخليل بن أحمد الفراهيدي (ت:170هـ) وهارون بن موسى الأعور (ت:170هـ) والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد (ت: 177هـ ).
وهؤلاء في عداد تلاميذ الطبقة الرابعةا

والطبقة السادسة: طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر (ت: 180هـ)، وخلف بن حيّان الأحمر (ت: نحو 180هـ) ومن معه..
وهؤلاء من أعلام اللغة الكبار، ولهم مصنّفات كثيرة، وفي مصنّفاتهم بيان لمعاني بعض الآيات وما يتصل بها من مسائل لغوية.
ومنهم من صنّف في التفسير ومعاني القرآن كالكسائي، ويحيى بن سلام البصري، والفراء، وأبي عبيدة، والأخفش الأوسط.
وهؤلاء عامّتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة، ومنهم من تتلمذ على بعض أصحاب الطبقة الرابعة.

والطبقة السابعة: طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ (ت: 225هـ)، وصالح بن إسحاق الجرمي (ت:225هـ)، وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي(ت:230هـ)، ومحمَّد بن زياد ابن الأعرابي (ت:231هـ) ، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي (ت: 231هـ)، ومحمد بن سلام الجُمَحِيّ (ت:231هـ)، ومحمد بن سعدان الضرير (ت:231 هـ)، وعبد الله بن محمد التَّوَّزي (ت: 233هـ)، وعبد الله بن يحيى اليزيدي (ت: 237هـ)
والطبقة الثامنة: طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي (ت:240هـ)، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ)، وأبي عثمان بكر بن محمد المازني (ت:247هـ)، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي (ت: 250هـ)، وأبي حاتم سَهْل بن محمد السِّجِسْتاني (ت:255هـ).

والطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري (ت: 275هـ)، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ)، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري(ت:282هـ)، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي(ت:284هـ)، وإبراهيم بن إسحاق الحربي (ت:285هـ)، ومحمّد بن يزيدَ المبرّد (ت: 285هـ) ، وأبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني [ثعلب] (ت:291هـ)، والمفضَّل بن سلَمة الضَّبّي (ت:291هـ).

والطبقة العاشرة: طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي (ت: 304هـ)، ومحمد بن جرير الطبري (ت:310هـ) وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي (ت: 310هـ) ، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني المعروف بلُغْدَة(ت: 311هـ)، وإبراهيم بن السَّرِيِّ الزَّجَّاج (ت:311هـ)، والأخفش الصغير علي بن سليمان (ت:315هـ)، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت:321هـ)، ونفطويه إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي (ت:323هـ).

والطبقة الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (ت: 328 هـ)، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني (ت: 330هـ) ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس(ت:338هـ)، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت:340هـ)، وغلام ثعلب أبي عمر الزاهد (ت:345هـ)، وعبد الله بن جعفر ابن درستويه (ت: 347هـ)، وأبي الطيّب اللغوي(ت:351هـ)، وأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي (ت: 356هـ).

والطبقة الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت: 366هـ) وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (ت: 368هـ)، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي (ت: 370هـ)، والحسين بن أحمد ابن خالويه (ت:370هـ)، وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي (ت: 377هـ)، وأبي بكر الزبيدي (ت:379هـ)، وعلي بن عيسى الرمَّاني (ت: 384هـ)، وأبي سليمان حَمْد بن محمد الخَطَّابي (ت:388هـ)، وأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ)، وأبي نصر الجوهري(ت:393هـ)، وأحمد بن فارس الرازي (ت:395هـ).
........................................
س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
وقد اعتنى المفسرون بتفسير القرآن بلغة العرب؛ ولا سيما ما حفظوه من أشعارهم؛ فكانوا يستعينون به على التفسير وعلى إعراب القرآن وحسن تلاوته.
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب» رواه الحاكم والبيهقي من طريق أسامة بن زيد الليثي عن عكرمة عن ابن عباس، وهذا إسناد صحيح
والعلماء يتافضلون بالعلم فبعضهم أوسع علما من بعض..
فالصحابة رضي الله عنهم كانوا عرباً فصحاء وتفسيرهم القرآن بلغة العرب حجّة لغوية إذا صحّ الإسناد إليهم وأُمن لحن الرواة
........................................
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
1. طريق تفسير القرآن بالقرآن
ولهذا الاجتهاد موارد ومداخل منها:
أ: الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير
ب: والاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى
ج: والاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج ما يدلّ على ذلك من آيات أخرى
د: والاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي
هـ: والاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير أو الترجيح بين الأقوال المأثورة في تفسيرها.
و: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى,

2. وأما تفسير القرآن بالسنّة فمن موارد الاجتهاد فيه:
أ: الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً
ب: والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها أو يعين على معرفة تفسيرها.
ج: والاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
د: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث.
هـ: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية
3. وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة فيدخله اجتهاد المفسّر من أبواب:
أ: منها الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير
ب: ومنها الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
ج: ومنها الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة
د: الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب.
هـ: الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير.
و: الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصّاً أو استخراجاً.
ز: الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.
4. تفسير القرآن بأقوال التابعين
5. تفسير القرآن بلغة العرب
- الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية
- الاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي
- والاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين
...........................................
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
التفسير بالإجتهاد أولى بالتعبير ..
لأنه يقع الكثير بالخطأ إذا فسر بالرأي ولايصلح أن يسمى بالتفسير بالرأي المذموم أو المحمود لأن أهل الرأي المذموم جماعة من أهل العلم ..ولايصح تسميتهم بالرأي المحمود لأنه فيه تزكية مع أنهم أخطأوا في آرائهم
ولأجل هذا لايعتمد اسم الرأي في تسمية هذا الطريق من طرق التفسير ويسمى التفسيربالاجتهاد لأنه الأقرب إلى استعمال السلف وما أصاب فيه من يُسمّون أهل الرأي المحمود فهو داخل في الاجتهاد المعتبر المشروع، وما أنكره عليهم السلف فلا يعدّ من الاجتهاد المعتبر.
والمراد بالاجتهاد اجتهاد الرأي، كما روي ذلك عن جماعة من الصحابة إلا أن لفظ الاجتهاد مع بيان موارده يدلّ على أن اعتماد صاحبه ليس على مجرّد نظره ورأيه، وإنما هو اجتهاد منضبط بحدود وآداب، وله موارد ودلالات.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 شعبان 1437هـ/20-05-2016م, 02:21 AM
بتول ابوبكر بتول ابوبكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 333
افتراضي

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.

1-الطبقة الأولى: طبقة كبار التابعين، وهم الذين عاصروا كبار الصحابة رضي الله عنهم، وتلقوا عنهم العلم،
منهم: الربيع بن خثيم الثوري، ومسروق بن الأجدع الهمداني،
2-والطبقة الثانية: طبقة أواسط التابعين
منهم: سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ومجاهد بن جبر،
3- والطبقة الثالثة: طبقة صغار التابعين
منهم: ابن شهاب الزهري، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الله بن عون،



س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير

كان التابعون على قدر عظيم من تعظيم القول في التفسير؛ وأخبارهم ووصاياهم في ذلك مشهورة مأثورة.
- قال عامر بن شراحيل الشعبي: « أدركت أصحاب عبد الله، وأصحاب علي وليسوا هم لشيءٍ من العلم أكرَه منهم لتفسير القرآن ». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال عبيد الله بن عمر:
« لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع». رواه ابن جرير.

- وقال يزيد بن أبي يزيد:« كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع».
قال ابن كثير: (فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛ فإنه كما يجب سكوت المرء عما لا علم له به، فكذلك يجب عليه القول فيما سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، ولما جاء في الحديث المروى من طرق: ((من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار)).


س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟

تفسير التابعين على مراتب فمنه ما يعدّ حجّة قاطعة للنزاع، ومنه ما هو مرجّح قويّ، ومنهم ما هو محلّ اعتبار ونظر.
فأمّا حجيّة تفسير التابعين فهي في حال اتّفاقهم وعدم اختلافهم في التفسير.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة).
والإجماع يُعرف بشهرة الأقوال وعدم المخالف , وأمّا المرجّح القويّ فهو إذا تعددت الروايات عن جماعة منهم على قول واحد، أو عُلم بقرائن الأحوال أن التابعيّ أخذ هذا التفسير عن أحد الصحابة وليس اجتهاداً منه ولا مما أخذ من أخبار بني إسرائيل فإنّه من المرجحات التي يستفاد بها ترجيح هذا القول على غيره ما لم تكن له علّة أخرى

ومن ذلك ما رواه ابن أبي شيبة وابن جرير من طريق محمد بن فضيل عن ليث، عن مجاهد، في قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يجلسه معه على عرشه).
فهذا الأثر تفرّد به ليث عن مجاهد ، وليث ضعيف الحديث، ولو صحّ عن مجاهد فهو في حكم المرسل؛ لأنه مما لا يقال بالرأي.



س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.

قال عمر بن زيد: كتب عمر [بن الخطاب] إلى أبي موسى [الأشعري]: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون».رواه ابن أبي شيبة.
وقال أبيّ بن كعب رضي الله عنه: « تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه ».رواه ابن وهب وابن أبي شيبة

وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «شهدت ابن عباس، وهو يُسأل عن عربية القرآن، فينشد الشعر»رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة، وأبو عبيد في فضائل القرآن.
قال أبو عبيد: (يعني أنه كان يستشهد به على التفسير).
ومعرفة العلماء المتقدّمين من الصحابة والتابعين بفنون العربية تتفاضل، فبعضهم أوسع معرفة بها من بعض، وأكثر تمكناً من شواهدها وأدوات الاجتهاد فيها، وإن كانوا كلّهم من أهل طبقة الاحتجاج قبل سريان اللحن إلى كلام الناس وفشّوه فيهم بعد مخالطة العجم للعرب.
وفي مصنّف ابن أبي شيبة أن رجلاً قال للحسن البصري: يا أبا سعيد، والله ما أراك تلحن!! فقال : (يا ابن أخي ، إني سبقت اللحن).
فالصحابة رضي الله عنهم كانوا عرباً فصحاء وتفسيرهم القرآن بلغة العرب حجّة لغوية إذا صحّ الإسناد إليهم وأُمن لحن الرواة، وكذلك كبار التابعين وأوساطهم ممن لم يعرف منهم اللحن.
وكان الصحابة مع علمهم بالعربية وسلامة لسانهم من العجمة واللحن، لهم عناية بالتفقّه في العربية وسؤال الفصحاء المعربين، وحفظ الحجج اللغوية والشواهد من الأشعار والخطب وغيرها.
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زرّ بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية). رواه ابن سعد.



س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.

يعتني بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير إلي غير ذلك من الأشياء الدالة علي سمو القرآن وعلوه علي ما سواه فهو كلام الله وقد قال ابن عطية في مقدّمة تفسيره: (كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظة، ثم أُديرَ لسانُ العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)ا.ه. له صلة بالكشف عن المعاني ورفع الإشكال و يستعمل في الترجيح بين الأقوال.
ويلزم من يسلك فيه:
أن يعرف أنه إن ظهر له معني في الكشف عن بديع البيان، فلا يتعصب له ويشنع علي من لم يفسر به ٍ].ولا يشنع علي السلف ويخطئهم وينسب إليهم القصور.
أن يتحرز مما يتكلم به أهل البدع من تقرير بدعهم مستخدمين هذا الأسلوب.






س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
**أسباب الانحراف في التفسير اللغوي:
فأعظمها الإعراض عن النصوص المحكمة وإجماع السلف، واتّباع المتشابه لهوى في النفس، وزيغ في القلب؛ كما قال الله تعالى: {فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}.
وكثيراً ما يستند أصحاب الأهواء في تسويغ بِدَعِهم وتزيينها، والتشكيك في بعض مسائل الاعتقاد الصحيح إلى مُستند لغويّ يتوهّمونه حُجّة لهم، وليس لهم على باطلهم حجة صحيحة، لأنّه لا يُمكن أن يقع تعارض بين ما وقع الإجماع عليه من صحيح الاعتقاد وبين الأدلة اللغوية الصحيحة.
ومتى أُقيم التعارض بينهما علمنا خطأ مدّعي التعارض أو وهمه أو كذبه؛ فإذا فتَّش الأمرَ عالم خبير عرف علّة خطئهم وبيّنه،
** مظاهر الانحراف في التفسير اللغوي:
1. مقابلة نصوص الاعتقاد بالتشكيك في دلالتها، وإقامة الاحتمالات اللغوية الباردة لتشتيت النظر فيها.
2. والتمحّل لنصرة أقوال أهل الأهواء بأدنى الحجج اللغوية وأوهاها.
3. وإقامة دعاوى التعارض بين النصوص ليبتغي بالجمع بينها مسلكاً لترويج بدعته.
4. وضعف العناية بالسنّة، وازدراء أهل الحديث، ورميهم بسوء الفهم، وضعف الحجة؛ وقد عُلم أنّ أهل الحديث هم حملة لواء السنة؛ فلا يقع الطعن على عامّتهم إلا ممن غاظه ما قاموا بحمله.
5. ودعوى التجديد القائم على نبذ أقوال السلف

** اثار الانحراف في التفسير اللغوي:
اثار خطيره على متعاطيه ومتلقّيه، فمن اتّبع غير سبيل المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان ؛ فهو في ضلال مبين، وقد ورد في وعيده ما هو معلوم في نصوص الكتاب والسنّة.
ومن صدّقهم بباطلهم، واتّبعهم عليه؛ فهو متّبع لأئمة ضلالة؛ والمرء مع من اتّبع، غير أنّه ينبغي أن يُعلم أنّ البدع على درجات، ولها أحكام؛ فمستقلّ ومستكثر



س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
فالأصل الأول: ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات؛ فدلالة النصّ الصحيح الصريح هي أصل الدلالات، والحاكمة عليها، والمبيّنة لحدودها.
وكل مسألة حَظِي المفسّر فيها بدلالة نصية صريحة لم يحتج معها إلى اجتهاد؛ إذ لا اجتهاد في موضع النص، بل كل اجتهاد خالف النصّ فهو مردود.
والأصل الثاني: دلالة الإجماع وهي من الدلائل المستفادة من التفسير بأقوال الصحابة والتابعين؛ فإذا أجمعوا على تفسير آية فإجماعهم حجّة لا تحلّ مخالفته.
وهذا الأصل ينبني على ما قبله؛ إذ لا يُمكن أن يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ من الكتاب والسنة.
والأصل الثالث: دلالة الأثر، والمقصود بها ما تحصّل للمفسّر من أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآية مما لم يتحقق فيه الإجماع؛ فهذه الدلالة أقل مرتبة من سابقتيها، وهي مترتّبة عليهما؛ إذ كل قول خالف الأصل الأول أو الثاني فهو مردود.
غير أنّ مخالفة الصحابي إذا صحّ الإسناد إليه ولم يتبيّن لقوله علة يُعرف بها أنه أخطأ في ذلك القول أو أنه اعتمد على نصّ منسوخ ولم يقع إنكار من علماء الصحابة لقوله فإن تلك المخالفة ترفع دعوى الإجماع؛ فتكون المسألة مسألة خلاف وليست مسألة إجماع.
وأما مخالفة أحد التابعين لقول وقع الاتّفاق عليه فلا ترفع الإجماع على الصحيح بشرط أن لا يُتابَع على قوله؛ فإذا تابعه بعض العلماء على قوله كانت المسألة مسألة خلاف، وإما إذا هُجر قوله ولم يُتابعه عليه أحد لم تكن مخالفته قادحة في انعقاد الإجماع؛ لأن هجران العلماء لقوله دليل على إجماعهم على خطئه.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 شعبان 1437هـ/20-05-2016م, 10:44 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.

التابعون على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: طبقة كبار التابعين،
وهم الذين عاصروا كبار الصحابة رضي الله عنهم، وتلقوا عنهم العلم، ومنهم: الربيع بن خثيم الثوري، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وعبيدة السلماني .
والطبقة الثانية: طبقة أواسط التابعين، ومنهم: سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ومجاهد بن جبر، وعامر بن شراحيل الشعبي .
والطبقة الثالثة: طبقة صغار التابعين، ومنهم: ابن شهاب الزهري، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الله بن عون .

س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
- قال عامر بن شراحيل الشعبي: « أدركت أصحاب عبد الله، وأصحاب علي وليسوا هم لشيءٍ من العلم أكرَه منهم لتفسير القرآن ». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال مسروق بن الأجدع: « اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله ».رواه أبو عبيد.
- وقال إبراهيم النخعي:« كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه». رواه أبو عبيد.
وقال ابن كثير هذه الأخبار كلها صحيحة ومحمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة بين الأمرين .

س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
تفسير التابعين يكون حجة في حال اتّفاقهم وعدم اختلافهم في التفسير , قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة) , والإجماع يُعرف بشهرة الأقوال وعدم المخالف.

س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
- لقد اعتنى الصحابة والتابعون بالتفسير اللغوي لأن اللغة مادة القرآن وورد عنهم نصوص في أهمية اعتنائهم باللغة العربية , ومنها :
قال عمر بن زيد: كتب عمر [بن الخطاب] إلى أبي موسى [الأشعري]: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون». رواه ابن أبي شيبة.
وقال أبيّ بن كعب رضي الله عنه: « تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه ». رواه ابن وهب وابن أبي شيبة.
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب» رواه الحاكم .
- الصحابة والتابعون يتفاضلون بفنون العربية ، فبعضهم أوسع معرفة بها من بعض، وأكثر تمكناً من شواهدها وأدوات الاجتهاد فيها، وإن كانوا كلّهم من أهل طبقة الاحتجاج قبل سريان اللحن إلى كلام الناس وفشّوه فيهم بعد مخالطة العجم للعرب.
- الصحابة رضي الله عنهم كانوا عرباً فصحاء وتفسيرهم القرآن بلغة العرب حجّة لغوية إذا صحّ الإسناد إليهم وأُمن لحن الرواة، وكذلك كبار التابعين وأوساطهم ممن لم يعرف منهم اللحن.
- كان الصحابة مع علمهم بالعربية وسلامة لسانهم من العجمة واللحن، لهم عناية بالتفقّه في العربية وسؤال الفصحاء المعربين، وحفظ الحجج اللغوية والشواهد من الأشعار والخطب وغيرها.
- قال عاصم بن أبي النجود: (كان زرّ بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية). رواه ابن سعد.

س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
تأتي أهمية التفسير البياني لما له من أهمية :
- في الكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال .
- يُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض .
- له صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن .
- وهو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته،
- كما أنه يعنى أيضاً في الكشف عن حِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، وغير ذلك من الأبواب الكثيرة .
ويلزم على من يسلك هذا الباب من علوم القرآن مايلي :
- ينبغي أن يحترز من الجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمّله واجتهاده ؛ فكثيراً ما يغيب عن بعض المتأملين معارضة بعض الأوجه التي استخرجوها لنصّ صحيح أو إجماع، وكل تفسير عارض نَصّاً أو إجماعاً فهو تفسير باطل.
- أن يعرف بأن الإحاطة بهذا النوع غير ممكنة، لأنّ منه أبواباً يتفاضل العلماء في إدراكها، والتفطّن لها لدقّة مأخذها , وكم ترك الأول للآخر وقد تجد في الساقية ما لا تجد في النهر من درر وحِكم وغيرها .
- أن يتنبه لأمر وهو أن من المتأخرين من يرى معنى وتفسيراً فيشنع على من ترك هذا المعنى , وهو لا يدرك أن كثيراً ممن سبقه قد ذكره ولكن بعبارة وجيزة فالسلف رحمهم الله لم يكن من عادتهم التطويل في التفسير، وإنما يستعملون التنبيه والإيجاز إلى ما يُعرف به المعنى .
- أن يتنبه ويحذر من تفاسير أهل البدع في هذا العلم من أهم أبوابهم الذين يدخلون به شبهاتهم على الناس , وأن نعود إلى تفاسير أهل العلم المشهود لهم بالخيرية واتباع السلف رحمهم الله .

س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.

أسباب الانحراف في التفسير اللغوي
- فأعظمها الإعراض عن النصوص المحكمة وإجماع السلف، فكثيراً ما يستند أصحاب الأهواء في تسويغ بِدَعِهم وتزيينها، والتشكيك في بعض مسائل الاعتقاد الصحيح إلى مُستند لغويّ يتوهّمونه حُجّة لهم، فليس هناك من تعارض بين صحيح اللغة وما وقع عليه الإجماع من المعاني وصحيح الاعتقاد .

ومن مظاهر الانحراف في التفسير اللغوي :
1. مقابلة نصوص الاعتقاد بالتشكيك في دلالتها، وإقامة الاحتمالات اللغوية الباردة لتشتيت النظر فيها.
2. التعنت والتشدد لنصرة أقوال أهل الأهواء بأدنى الحجج اللغوية وأوهاها.
3. إقامة دعاوى التعارض بين النصوص ليبتغي بالجمع بينها مسلكاً لترويج بدعته.
4. وضعف العناية بالسنّة، وترك أهل الحديث وهم أهل السنة وأعلمهم بها .
5. دعوى التجديد القائم على نبذ أقوال السلف.

وأما عن آثار الانحراف في التفسير اللغوي :
- من ترك سبيل السلف في فهم القرآن فقد ضل ضلالاً مبيناً , ومن صدق أهل البدع بباطلهم فهو متبع لأئمة الضلالة مع أخذ النظر بأن البدع على درجات فمنها المكفر ومنها المفسق .

س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
مراتب طرق التفسير كالتالي , وهي مترتبة على حسب أهميتها وأوليتها :
- المرتبة الأولى : دلالة النص
فما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات؛ وهو أصل الدلالات وأهمها , فمتى ما وجد النص الصحيح الصريح لم يعدل عنه إلى غيره
- المرتبة الثانية : دلالة الإجماع وهي من الدلائل المستفادة من التفسير بأقوال الصحابة والتابعين؛ فإذا أجمعوا على أمر لم تحل مخالفته .
- المرتبة الثالثة : دلالة الأثر، والمقصود بها ما تحصّل للمفسّر من أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآية
- المرتبة الرابعة : دلالة اللغة، وذلك بتفسير الآية بما يحتمله السياق من المعاني اللغوية، ويشترط لقبولها ألا تعارض ما قبلها من المراتب .
- المرتبة الخامسة : دلالة الاجتهاد، وهي دلالة مترتّبة على ما سبق من الأصول .
وأهمية العلم بهذه المراتب ألا يلجأ المفسر إلى مرتبة دنيا مع وجود سابقتها فلا يعدل عن التفسير القرآني أو النبوي إلى قول صحابي مخالف مع عدم وجود هذه الصورة , ولا لا اجتهاد في مورد النص , ولا يؤخذ بمعنى لغوي يخالف تفسيرا صحيحاً , لذلك كان العلم بهذه المراتب من أهم أنواع علوم القرآن فمن أغفلها وقع في خطأ كبير .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 شعبان 1437هـ/21-05-2016م, 01:05 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.

1- الربيع بن خيثم الثوري :
- من العلماء الحكماء ، العبّاد .
- وهو من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه ، وكان إذا رآه مقبلاً قال : ( بشر المخبتين ) أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك ) ، رواه ابن أبي شيبة .
- توفي سنة 61 ه .
2- عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني :
- من كبار التابعين وعلمائهم .
- وهو من خاصة أصحاب علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود .
- توفي سنة 72 ه .
3- أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي :
- من علماء التابعين ، وهو ثقة عابد زاهد .
- أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه .
- أخذ العلم عن جماعة من الصحابة منهم : عمر ،وعثمان ، وعلي ، وحذيفة ، وأبو موسى الأشعري ، وابن عمر ، وابن عباس ، وغيرهم .
- كان من خاصّة أصحاب ابن مسعود وأخذ عنه العلم .
- أوصى إبراهيم النخعي الأعمش به فقال : ( عليك بشقيق فإني رأيت الناس وهم متوافرون وهم يعدونه من خيارهم ) ، رواه الخطيب البغدادي .
- توفي سنة 83 ه .
4- مجاهد بن جبر المكي _ أبو الحجاج _ :
- من أعلم أصحاب ابن عباس بالتفسير وأكثرهم سؤالاً له ، فقد قال : ( لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل كل آية أسأله فيم أنزلت وفيم كانت ) ، رواه الدارمي وابن جرير .
- توفي سنة 102 ه .
5- عكرمة البربري مولى ابن عباس :
- لزم ابن عباس وخدمه ، وكان ابن عباس يعتني بتعليمه لما رآى من ذكائه ونجابته ، فأخذ عنه علما ً كثيراً .
- أذن له ابن عباس رضي الله عنه بالفتوى في حياته فقال له : ( انطلق فأفت ، فمن جاءك يسألك عما يعنيه فأفته ) ، ذكره الذهبي عن عكرمة عن ابن عباس .
- توفي سنة 104 ه .

س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
الطبقة الأولى : طبقة كبار التابعين : هم الذين عاصروا كبار الصحابة وتلقوا عنهم العلم ورووا عنهم .
منهم : الربيع بن خثيم الثوري ، ومسروق الهمداني ، وعبيدة السلماني ، وعلقمة النخعي ، والأسود النخعي ، وزر بن حبيش ، وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي ، و أبو العالية ، وسعيد بن المسيب وغيرهم .
الطبقة الثانية : طبقة أواسط التابعين :
منهم : سعيد بن جبير ، وإبراهيم النخعي ، ومجاهد بن جبر ، وعكرمة ، والحسن البصري ، ومحمد بن سيرين ، وعطاء بن أبي رباح ، وقتادة السدوسي ، ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم .
الطبقة الثالثة : طبقة صغار التابعين :
منهم : ابن شهاب الزهري ، وأبو إسحاق السبيعي ، ومحمد بن المنكدر ، وأيوب السختياني ، وزيد بن أسلم ، وسليمان بن مهران الأعمش وغيرهم .

س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
- أن يُهجر القول فلا يقول به أحد .
- أن يعتمد على رواية أخطأ في ضبطها ثم تبيّن له الصواب فيها .
- أن يعتمد على اجتهاد تبين خطؤه .
- أن ينكر أهل العلم القول ويبينوا خطأه

س: تحدّث عن عناية العرب ( بلغتهم ) وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
اشتدت عناية العرب بلسانهم وبلغوا مبلغاً لم يُسمع بمثله في أمة من الأمم ، حتى تنافسوا في الفصاحة وتفاخروا بالقصائد والخطب والأمثال ، وكان من فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر فمن حُكم له عُدّ ذلك مفخرة له ، ومن حُكم عليه عدّ ذلك مذمّة له ومنقصة .
وكانوا إذا جمعهم مَجمع أو وفدت قبيلة على أخرى نمّقوا من خطبهم وأشعارهم ما يعرضون به فصاحتهم ليعلو ذكرهم وتخلد مآثرهم ، كما أنهم اتخذوا من حسن البيان سبيلاً لنيل المكاسب ومؤانسة الجلاس ، والدخول على الملوك والأمراء ، وقضاء كثير من شؤونهم ، حتى قال قائلهم : ( إنما المرء بأصغريه لسانه وقلبه ) والقلب هو الذي يمد اللسان بحسن الفكرة وطرق الإبانة عن المقصد ، ولربما حذّر أحدهم من هجائه .
وكانوا يعتنون بجيد الشعر عناية بالغة ، ويحفظونه وينشدونه في مجامعهم ومجالسهم ، وكان كثير منهم أهل حفظ وضبط فلربما سمع القصيدة فحفظها من أول مرة ، ولم يكن لهم كتب وإنما كانوا يحفظون مآثرهم وأشعارهم ووقائعهم وأخبارهم ، وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء ويعرفون مراتبهم حتى كان منهم من يميّز بين أشعار الشعراء فلا يشتبه عليه شعر شاعر بغيره ، فيعرفون الصحيح و المنحول ، والمدرج ، والمسترفد ، والمهتدم ، والفاضل والمفضول ، وأشعار القبائل والموالي ، حتى إن منهم من يميز شعر الرجل من شعر أبيه ، حتى وصلوا إلى رتب عالية في فهم الخطاب العربي ومعرفة فنونه وأساليبه وتنوع دلائله .

س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
هو علم شريف اعتنى به جماعة من المفسرين ومنهم من أفرده بالتصنيف كابن خالويه ، وابن جنّي ، ومكي بن أبي طالب وغيرهم .
واختلاف القراءات على نوعين :
1- ماله أثر على المعنى ، وهذا هو الذي اعتنى به المفسرون .
مثاله : الاختلاف في قراءة قوله تعالى ( حتى يطهرن )
فمنهم من قرأ ( حتى يطّهرن ) :والأصل يتطهرن ، والتطهر يكون بالماء .
ومنهم من قرأ ( حتى يطهُرن ) فيكون المعنى يطهرن من دم الحيض إذا انقطع الدم ، وجائز أن يكون ( يطهرن ) الطهر التام بالماء بعد انقطاع الدم .
2- ليس له أثر على المعنى عند المفسرين ، وهذا اعتنى به بعض القُرّاء والنحاة .
مثاله : ( الصراط ) تُقرأ بالصاد ، والسين ، والزاي .
ويذكر العلماء فيه توجيهاً ، قد يصيب وقد يخطئ ، وقد يصيب بعض المعنى .

س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
للعلماء فيه طريقان :
1- طريق النقل عن العرب أو عن علماء اللغة المتقدمين ، فيذكرون القول عنهم في المسألة اللغوية ، ومنهم من يكتفي بذكر مايعرفه عن العرب في تلك المسألة ، ولا يفسّر القرآن تهيّباً من تفسيره رغم سعة علمه بلسان العرب .
2- الاجتهاد ، فمن العلماء من يجتهد في فقه كلام العرب وأساليبهم فيجمع ويوازن ويقيس ويستنبط المعاني وأحكام الكلام ويحفظ الشواهد وينقدها ويباحث العلماء ويناظرهم ، حتى يصبح لديه علم كثير بالقياس يضيفه إلى ماثبت لديه بالسماع .

س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
الاجتهاد في التفسير في موارده الصحيحة سنّة لمن تأهل له ، وراعى حدوده وآدابه .
لأن النبي صلى الله عليه وسلم اجتهد ، واجتهد الصحابة والتابعون من بعده ، والحاجة إلى الاجتهاد قائمة في كل عصر من العصور .
قال عبيد الله بن أبي زيد : سمعت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إذا سئل عن شيء هو في كتاب الله قال به ، وإذا لم يكن في كتاب الله وقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال به ، وإن لم يكن في كتاب الله ولم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاله أبو بكر وعمر رضي الله عنهما قال به ، وإلاّ اجتهد رأيه ) رواه البيهقي وابن عبد البر .
ومن تعدى حدود الاجتهاد وضوابطه كان خاطئاً آثماً .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 شعبان 1437هـ/21-05-2016م, 10:49 AM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

المجموعة الثانية:

س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
الطبقة الأولى: طبقة كبار التابعين، وهم الذين عاصروا كبار الصحابة رضي الله عنهم،منهم:
1- الربيع بن خثيم الثوري.
2- مسروق بن الأجدع الهمداني.
3-عبيدة السلماني.
الطبقة الثانية: طبقة أواسط التابعين،منهم:
1- سعيد بن جبير.
2- إبراهيم النخعي.
3- مجاهد بن جبر.
الطبقة الثالثة: طبقة صغار التابعين،منهم:
1- ابن شهاب الزهري.
2- أبو إسحاق السبيعي.
3- عبد الله بن عون.

س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير؟
كانوا على قدر عظيم من تعظيم القول في شأن التفسير ، مثل :
قول يزيد بن أبي يزيد:« كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع».

س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
يكون حجة في حال اتفاقهم وعدم اختلافهم ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة).

س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
اعتنى الصحابة والتابعين بتفسير القرآن بلغة العرب وخاصة ما حفظوه من أشعارهم، فكانوا يستعينون به على التفسير وعلى إعراب القرآن وحسن تلاوته،
فمن أقوال الصحابة رضي الله عنهم :
- كتب عمر [بن الخطاب] إلى أبي موسى [الأشعري]: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون».
- وقول أبيّ بن كعب رضي الله عنه: « تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه ».
ومن التابعين :
أن رجلاً قال للحسن البصري: يا أبا سعيد، والله ما أراك تلحن!! فقال : (يا ابن أخي ، إني سبقت اللحن).

س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
أهمية التفسير البياني :
- له صلة بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال.
- يستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض.
- له صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.

مايلزم من يسلك هذا المسلك :
-أهمية الاحتراز مما يتكلّم به أهل البدع في تقرير بدعهم بسلوك هذا المسلك من مسالك التفسير.
- الجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمّله واجتهاده، ويجب أن لا تعارض لنصّ صحيح أو إجماع، وكل تفسير عارض نَصّاً أو إجماعاً فهو تفسير باطل.

س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
أسباب الانحراف اللغوي :
1-الإعراض عن النصوص المحكمة وإجماع السلف، واتباع المتشابه لزيغ في قلبه وهوى نفسه ، كما قال الله تعالى: {فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}.
2- ترويج أصحاب البدع من المفسرين أقوالهم ودسها في التفسير ، وقد تروج بعض أقوالهم على بعض أهل السنة لغفلتهم عن مقصدهم، وانسياقهم وراء الخدع البيانية .
3- ضعف بعض المسلمين أداتهم اللغوية عن اكتشاف علل تلك الأقوال الباطلة.
مظاهر الانحراف في التغيير اللغوي :
1. مقابلة نصوص الاعتقاد بالتشكيك في دلالتها، وإقامة الاحتمالات اللغوية الباردة لتشتيت النظر فيها.
2. والتمحّل لنصرة أقوال أهل الأهواء بأدنى الحجج اللغوية وأوهاها.
3. وإقامة دعاوى التعارض بين النصوص ليبتغي بالجمع بينها مسلكاً لترويج بدعته.
4. وضعف العناية بالسنّة، وازدراء أهل الحديث، ورميهم بسوء الفهم، وضعف الحجة.
5. ودعوى التجديد القائم على نبذ أقوال السلف.
آثار الانحراف في التفسير اللغوي :
أن من صدّقهم بباطلهم، واتّبعهم عليه؛ فهو متّبع لأئمة ضلالة؛ والمرء مع من اتّبع، و هو في ضلال مبين، وقد ورد في وعيده ما هو معلوم في نصوص الكتاب والسنّة.

س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
الأصل الأول: ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات؛ فدلالة النصّ الصحيح الصريح هي أصل الدلالات، والحاكمة عليها، والمبيّنة لحدودها.
أهميتها :كل مسألة حَظِي المفسّر فيها بدلالة نصية صريحة لم يحتج معها إلى اجتهاد.
الأصل الثاني: دلالة الإجماع وهي من الدلائل المستفادة من التفسير بأقوال الصحابة والتابعين؛ فإذا أجمعوا على تفسير آية فإجماعهم حجّة لا تحلّ مخالفته.
أهميته: هذا الأصل ينبني على ما قبله؛ إذ لا يُمكن أن يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ من الكتاب والسنة.
الأصل الثالث: دلالة الأثر، وهو ما تحصّل للمفسّر من أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآية مما لم يتحقق فيه الإجماع.
أهميتها: فهذه الدلالة أقل مرتبة من سابقتيها، وهي مترتّبة عليهما؛ إذ كل قول خالف الأصل الأول أو الثاني فهو مردود.
الأصل الرابع: دلالة اللغة، وذلك بتفسير الآية بما يحتمله السياق من المعاني اللغوية.
أهميتها :هذه الدلالة مترتّبة على ما قبلها؛ فيُشترط لقبولها أن لا تخالف النص ولا الإجماع ولا أقوال السلف.
الأصل الخامس: دلالة الاجتهاد.
أهميتها: دلالة مترتّبة على ما سبق من الأصول، لا يجوز أن تخرج عنها، فكلّ تفسير اعتمد فيه صاحبه على اجتهاد خالف فيه نصّاً أو إجماعاً أو أقوال السلف أو الدلالة اللغوية الصحيحة فهو تفسير مردود.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 شعبان 1437هـ/21-05-2016م, 04:58 PM
سرور صالحي سرور صالحي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مجموعة المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 335
افتراضي

المجموعة الثانية:

س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.

الطبقة الأولى : طبقة كبار التابعين، هم الذين عاصروا كبار الصحابة رضي الله عنهم ، منهم: مسروق بن الأجدع الهمداني، سعيد بن المسيب المخزومي و علقمة بن قيس النخعي.
الطبقة الثانية : طبقة أواسط التابعين، منهم: سعيد بن جبير، مجاهد بن جبر و عكرمة ملوى بن عباس.
الطبقة الثالثة : طبقة صغار التابعين، منهم : ابن شهاب الزهري،محمد بن المنكدر التميمي و سليمان بن مهران الأعمش.

س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير

كان التابعون يعظمون شأن التفسير كما ورد في أخبارهم ووصاياهم و قد كانوا يتحرجون عن الكلام في التفسير بغير علم فقد تكلموا فيما علموه و سكتوا عما جهلوه، و قد ورد عن مسروق أنه قال :"اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله " و كذلك روي عن إبراهيم النخعي أنه قال :" كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه" .

س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟

تفسير التابعين على مراتب فمنه ما يعتبر حجة قاطعة و منه ماهو مرجح قوي و منه ماهو محل نظر و متابعة فأما ما يعتبر حجة منهم فهو في حال اتفاقهم و عدم اختلافهم في التفسير
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة" و اذا اختلفوا و لم يمكن الترجيح فلا يعد قول كل واحد منهم حجة على الآخر وإنما يطلب الترجيح ،قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "متى اختلف التابعون لم يكن بعض أقوالهم حجة على بعض".

س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.

اعتنى الكثير من علماء الصحابة رضي الله عنهم بتفسير غريب القرآن و بينوا معاني الأساليب القرآنية بما عرفوا من لغتهم العربية التي نزل القرآن بها و قد برع بعضهم في العناية بفنون العربية و أساليبها ، وروي عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال:" تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه"و كذا اعتنى التابعين بالتفاسير اللغوية فقد كانوا بارعين في اللغة العربية.

س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.

التفسير البياني هو التفسير الذي يعتني بالكشف عن حسن بيان القرآن و لطائف عباراته و تكمن أهميته أن له صلة في الكشف عن المعاني و رفع اللبس و الإشكال و كذا يستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية وله صلة بعلم مقاصد القرآن.
و على من يسلك هذا المسلك أن يتحرز من الجزم فيما لا دليل نصي قطعي عليه فكثيرا ما يتعارض التفسير مع النص الصحيح أو مع الإجماع فيعتبر هذا التفسير باطلا.

س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.

- أسباب الانحراف في التفسير اللغوي: أهمها الإعراض عن النصوص المحكمة و عن إجماع السلف و اتباع المتشابه لزيغ القلب,
- مظاهر الإنحراف:
1. التشكيك في نصوص الاعتقاد وفي دلالتها
2. نصرة أقوال أهل الأهواء بأدنى الحجج اللغوية
3. إقامة دعاوى التعارض بين النصوص ليروج لبدعته
4. ضعف العناية بالسنة و رمي أهل الحديث بسوء الفهم و ضعف الحجة
5. دعوى التجديد القائم على نبذ أقوال السلف
- أما آثار الإنحراف فهي خطيرة على متعاطيه و متلقيه فمن انحرف في منهجه فهو في ضلال مبين و وقد ورد نص في وعيده و من صدقهم و تبعهم فهو متبع لأئمة ضلالة.

س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.

أصول و مراتب طرق التفسير:
الأصل الأول: ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب و السنة وهذه لا اجتهاد فيها و كل اجتهاد خالف النص فهو مردود.
الأصل الثاني: دلالة الإجماع من تفاسير الصحابة و التابعين
الأصل الثالث: دلالة الأثر، و هي ما تحصل للمفسر من أقوال الصحابة و التابعين مما لم يتحقق فيه الإجماع.
الأصل الرابع: دلالة اللغة.
الأصل الخامس: دلالة الاجتهاد.
وكل هذه الأصول مترتبة على بعضها البعض .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 16 شعبان 1437هـ/23-05-2016م, 08:54 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
1. الربيع بن خثيم الثوري (ت:61هـ) وقد كان من العلماء الحكماء العبّاد من أصحاب ابن مسعود.
قال بكر بن ماعز: ( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك). رواه ابن أبي شيبة.
2: مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ)؛ الإمام العابد الفقيه المخضرم، كان معروفاً بحرصه على طلب العلم ومجالسة الصحابة رضي الله عنهم.
قال الشعبي: (ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
وقال علي بن المديني: (ما أقدم على مسروقٍ أحداً من أصحاب عبد الله، صلى خلف أبي بكرٍ، ولقي عمراً وعلياً، ولم يرو عن عثمان شيئاً، وزيد بن ثابت وعبد الله والمغيرة وخباب بن الأرت).رواه الخطيب البغدادي.
وروى الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق أنه قال: (لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فوجدتهم كالإخاذ؛ فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم؛ فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ). رواه ابن سعد والبيهقي وابن عساكر.
الإخاذ: مجمَع الماء؛ كالغدير ونحوه.
3. سعيد بن المسيب المخزومي (ت:94هـ) ولد في خلافة عمر ورآه، وكان حريصاً على طلب العلم حسن الحفظ والفهم؛ فاجتمع له علم غزير على حين وفرة الصحابة في المدينة، وتفقه على زيد بن ثابت، وحفظ عن أبي هريرة حديثاً كثيراً، واعتنى بحفظ ما يبلغه من فقه عمر بن الخطاب وأقضيته حتى قال يحيى بن سعيد الأنصاري: (كان يقال: ابن المسيب راوية عمر).قال الليث بن سعد: (لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته).وقال علي ابن المديني: (لا أعلم في التابعين أوسع علما منه، هو عندي أجل التابعين).أفتى في حضرة الصحابة، وكان من الصحابة من يسأله لعلمه وحفظه.
4: سعيد بن جبير الأسدي (ت:95هـ)
من جهابذة العلماء وكبار العبّاد، أخذ جلّ علمه عن ابن عباس وابن عمر وأخذ عن غيرهما من الصحابة وكبار التابعين، وكان حافظاً فَهِماً، وكان يسائل ابن عباس، ويحسن فهم مسائل العلم؛ فاعتنى به ابن عباس، وحدّثه فأكثر؛ حتى قال: لقد حفظت عني علماً كثيراً، وكان سعيد يكتب في صحف له، وكان يسمع سؤالات أصحاب ابن عباس له فيتفهّمها ويحفظها؛ حتى حصّل علماً غزيراً وهو شابُّ لم يبلغ الثلاثين من عمره؛ وأمره ابن عبّاس بالفتوى والتحديث؛ فكان مفتي أهل الكوفة في زمانه.
قال مجاهد :قال ابن عباس لسعيد بن جبير: حدّث.
فقال: أُحدِّث وأنت ها هنا !!
فقال: أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد؛ فإن أصبت فذاك، وإن أخطأت علَّمتك). رواه ابن سعد وابن أبي حاتم.
وقال: جعفر بن أبي المغيرة: كان ابن عباس بعدما عَمِي إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه قال: تسألوني وفيكم بن أم دهماء) يعني سعيد بن جبير.
قال أشعث بن إسحاق: (كان يقال: سعيد بن جبير جهبذ العلماء). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
الجهبذ هو الناقد البصير؛ الذي يميّز الصحيح من غيره.
5: أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ)
وهو من أعلم أصحاب ابن عباس بالتفسير وأكثرهم سؤالاً له.
قال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).رواه ابن جرير.
قال مجاهد: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). رواه الدارمي وابن جرير.
س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
الطبقة الأولى: نقلة ثقات، ومنهم: قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو مالك الغفاري، وأبو نضرة العبدي، وأبو تميمة الهجيمي ، وأبو المتوكّل الناجي، وأبو بشر اليشكري، والربيع بن أنس البكري، وأبو روق عطية بن الحارث الهمداني، وغيرهم.
والطبقة الثانية: نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة، فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، وعطاء بن السائب، وسماك بن حرب الذهلي، وعلي بن زيد بن جدعان.
والطبقة الثالثة: رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، وجويبر بن سعيد الأزدي.
س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
- أن يعتمد على رواية أخطأ في ضبطها ثم تبيّن الصواب فيها.
- أن يعتمد على اجتهاد يتبيّن خطؤه.
- أن ينكر أهلُ العلم هذا القول ويبيّنوا خطأه.
- أن يُهجر القول فلا يقول به أحد.
س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
كانت العرب قد بلغت في العناية بلغتها وبلاغتها مبلغا لم يسمع بمثله في أمة من الأمم، حتى صارت الفصاحة وما ينشأ عنها من شعر وأمثال مجالا للتنافس والتفاخر
قال طرفة بن العبد البكري:
رأيت القوافي يتّلجن موالجاً ... تَضَيَّقُ عنها أن تولّجها الإِبَرْ
وكان من فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له، ومن حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة يُنتقص بها.
ولهم في المنافسة قصص وأخبار، وخطب وأشعار،
واتّخذوا من حسن البيان سبيلاً لبلوغ المآرب، ونيل المكاسب، واكتساب المراتب، ومؤانسة الجلاس، والدخول على الملوك والكبراء، وقضاء كثير من شؤونهم؛ حتى قال قائلهم: (إنما المرء بأصغريه: لسانه وقلبه).
قال زهير بن أبي سلمى:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
وكان كثيرٌ منهم أهل حفظ وضبط، ربما سمع أحدهم القصيدة الطويلة تُنشَد؛ فحفظها من أوّل مرة، وهذا كثير شائع فيهم.
وكانوا يعتنون بجيّد الشعر عناية بالغة، ويحفظونه حفظ الحريص عليه، وينشدونه في مجامعهم ومواردهم ومجالسهم وأسمارهم.
وكان الشعر ديوان العرب ليس لهم كتب، وإنما يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم،
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
اختلاف القراءات على نوعين
النوع الأول: ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون.
أمثلة:
- قال أبو علي الفارسي: (قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).
- وقال أبو منصور الأزهري: (وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)}.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطَّهَّرْنَ} والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطْهُرْنَ} فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن} الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم)ا.هـ.
النوع الثاني: ما لا أثر له على المعنى عند المفسّرين، وقد يُعنى به بعض القرّاء والنحاة؛
أمثلة:
كما قال أبو عليّ الفارسي: (قوله تعالى: {الصِّراطَ} تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- والحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير، وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير وتؤاخي الطّاء في الجهر).
وكلام العلماء في توجيه القراءات منه ما تكون الحجّة فيه بيّنة ظاهرة، ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد، وقد يُخطئ، وقد يصيب بعض المعنى.
س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
للعلماء طريقان في التفسير اللغوي:
الطريق الأول: طريق النقل عن العرب أو عن علماء اللغة المتقدّمين؛ فيذكرون القول عنهم في المسألة اللغوية، وفي معاني المفردات والأساليب الوارد نظيرها في القرآن، ومنهم من لا يفسّر القرآن، وإنما يكتفي بذكر ما يعرفه عن العرب في تلك المسألة، ولهم في ذلك طرق ومناهج
والطريق الثاني: الاجتهاد
اجتهاد العلماء في التفسير اللغوي فرع عن اجتهادهم في فقه كلام العرب وتفسير ما يروى من خطبهم وأشعارهم وأمثالهم.، واجتهادهم
- إما أن يقع الاتفاق عليه، فيكون حجة لغوية مقبولة
- أو يختلفون فيه، فينظر في نوع خلافهم ويُرجّح بين أقوالهم، إذا لم يمكن الجمع بينها
تنبيهات:
ليس كلّ ما تحتمله اللفظة من المعاني يقبل في التفسير؛ فبعض الاحتمالات اللغوية ترد لما يلي 1. أن يقوم دليل من القرآن أو السنة أو الإجماع على تخصيص أحد الاحتمالات اللغوية في تفسير الآية؛ فحينئذ لا يجوز تفسير الآية بغيره من الاحتمالات وإن كانت صحيحة الإطلاق من جهة اللغة.
2. أن يعارض الاحتمال اللغوي دليلاً صحيحاً من كتاب أو سنّة أو إجماع.
3. أن لا يلتئم الاحتمال اللغوي لمعنى اللفظة عند إفرادها مع السياق ولا مناسبة الآية ولا مقصدها.
والأمر الآخر: أن التفسير اللغوي منه ما هو محلّ إجماع، ومنه ما هو محلّ خلاف واجتهاد، وقد يقع الخطأ والاختلاف في التفسير اللغوي كما هو واقع في غيره من العلوم، لكن لا يُمكن أن يقع تعارض بين قول مجمع عليه عند أهل اللغة وبين قول متفق عليه عند السلف.
س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
الاجتهاد في التفسير في موارده الصحيحة وبمراعاة حدوده وآدابه سنّة متّبعة، لمن تأهل له
- فقد اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير،
- واجتهد من بعده خلفاؤه الراشدون المهديّون الذين أمرنا باتّباع سنّتهم،
- وجرى عليها عمل الصحابة والتابعين لهم بإحسان
وهو من الطرق المشروعة المعتبرة إذا قام به من هو أهل لذلك، ولم يتعدّ حدود الله تعالى في اجتهاده.

- لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر » متّفق عليه من حديث بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص،
- وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه عام الخندق: « لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة » فأدركتهم صلاة العصر في الطريق؛ فقال بعضهم: لا نصلي إلا في بني قريظة، وقال بعضهم: لم يُرِدْ منَّا هذا؛ فصَلَّوا في الطريق؛ فلم يعب واحدةً من الطائفتين)ا.هـ.


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17 شعبان 1437هـ/24-05-2016م, 04:21 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طرق التفسير

المجموعة الأولى:
1: منيرة خليفة أ
س5: أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير، يراد بالتفسير التفسير المعتبر الذي يختلف فيه العلماء، مثل الوقف والابتداء في قوله تعالى: {قال فإنها محرّمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض}، وقوله تعالى: {قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}، فقد ورد فيهما وجهان للوقف والابتداء بناء على وجهين صحيحين معتبرين في التفسير، أما الوقوف الخاطئة فلا تعدّ من التفسير.

2: موضي الخزيم ب+
س4: حصل لبس في فهم المطلوب، وتراجع إجابة الأخت منيرة.


المجموعة الثانية:
3: علاء عبد الفتاح أ
اختصرت في سؤال أسباب الانحراف في التفسير اللغوي ومظاهره وآثاره، ونوصي بالاستفادة من أجوبة الزملاء.

4: بتول أبو بكر أ
- لم تذكري أهمية معرفة مراتب دلالات طرق التفسير.

5: ماهر القسي أ+
إجاباتك أحسن إجابات المجموعة، بارك الله فيك.

6: ابتهال عبد المحسن أ+

7: سرور صالحي أ

- تراجع إجابة الأخ ماهر القسي في سؤال أهمية التفسير البياني، وفي سؤال أهمية معرفة مراتب دلالات طرق التفسير.


المجموعة الثالثة:
8: سارة المشري ب+
- المطلوب في السؤال الثاني طبقات نقلة التفسير من التابعين، وليس طبقات مفسّري التابعين عموما.

- المراد بعلم توجيه القراءات - للفائدة -:
تخريج معاني القراءات وإعرابها وطريقة أداء ألفاظها على أصول لغوية.
9: ضحى الحقيل. ب+

- المراد بتوجيه القراءات.
يراجع التعليق السابق.

- خصمت نصف درجة على التأخر.


المجموعة الرابعة:
10: نورة الأمير. ب+
- في السؤال الثالث المطلوب ذكر أمثلة تدلّ على إفادة القرآن الهدى بمجرّد الخطاب اللغوي الذي تعرفه العرب، وأحيلك على هذه المشاركة

#11

وفقكم الله.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 23 شعبان 1437هـ/30-05-2016م, 05:50 PM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.

التابعون على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: طبقة كبار التابعين ممن عاصر كبار الصحابة رضي الله عنهم وتلقوا عنهم كالربيع بن خثيم ومسروق وأبو العالية.
الطبقة الثانية: أواسط التابعين كسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة.
الطبقة الثالثة: صغار التابعين : الزهري وأبو إسحاق السبيعي وعبد الله بن عون والأعمش.

س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
نعم فقد كانوا على يعظمون القول في التفسير بغير علم والاجتهاد فيه وأخبارهم ووصاياهم في ذلك مشهورة مأثورة منها .
قال الشعبي-1 رحمه الله: أدركت أصحاب عبد الله وأصحاب علي وليسوا هم لشيء من العلم أكره منهم لتفسير القرآن .
قال مسروق - 2رحمه الله : اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله
3- عن يزيد بن أبي يزيدرحمه الله : كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام- وكان أعلم الناس- فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت


س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟


يكون حجة حال اتفاقهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة ويعرف ذلك بشهرة الأقوال وعدم المخالف".
وأما إذا تعددت الروايات عنهم لقول واحد أو علم بقرائن الأحوال أنه ماخوذ من قول صحابي ة وليس اجتهادا اومن الاسرائيليات كان حجة وتم اعتباره
وأما ما يكون محل اعتبار ونظر فتكون دلالته محتملة ولا نقف على ما يوجب رده.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "متى اختلف التابعون لم يكن بعض أقوالهم حجة على بعض".

س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
عناية العلماء بالتفسير اللغوي:
لقد اعتنى المفسرون بتفسير القرآن بلغة العرب ويظهر ذلك في حثهم على ذلك واستشهادهم بالاشعار في التفسير :
قال عمر بن زيد: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري :أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي وتمعددوا فإنكم معديون.
وقال أبي بن كعب رضي الله عنه: "تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه"
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب".

س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
هو ما يهتم فيه بحسن بيان القرآن ولطائف التشبيه والتمثيل والتقديم والتأخير ومعاني الأمر والنهي والاستفهام ونحوه ..
واعتنى كثير من المفسرين ببيان بعض ما حضرهم من ذلك لأهميته وتتجلى اهميته في :
الكشف عن المعاني المرادة في النصوص واللفتات الخفية في السياق ورفع الإشكال وتظهر فائدتخ ايضا في الترجيح بين الأقوال التفسيرية كما أن له صلة وثيقة بعلم مقاصذد القرآن.


مثاله ما قاله ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد : (وقوله {لمن كان له قلب} .. المراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله كما قال تعالى: {إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا} أي حيّ القلب..).
غير أن كلام العلماء في هذا الباب منه ما هو ظاهر الدلالة بين الحجة ومنه ما يدق مأخذه ومنه ما هو محل نظر وتأمل لا يجزم بثبوته ولا نفيه ومنه ما هو خطأ بين لمخالفته لنص أو إجماع أو قيامه على خطأ ظاهر.
لذا ينبغي أن يحترز السالك فيه الجزمَ بما لا دليل عليه فقد يخفى عليه معارضته لنص صحيح كما فعل صاحب الكشاف ففهم من ثناء الله تعالى على حملة العرش بالايمان وظنه لا يعني إلا الإيمان بالغيب ثم استنتج خلو العرش من الرحمان تعالى الله تعالى عما يقول علوا كثيرا فغلط غلطا شديدا فيما استنتجه وأفسد المعنى لأنه بنى على أصول غير صحيحة كنفي العلو والاستواء على العرشوأعرض عن صريح ما دلت عليه النصوص فوقع في جملة أغلاط فأخطأ في ظنه أن الملائكة لو رأو الله تعالى لم يصح أن يوصفوا بالإيمان به كما انه لاشي يستلزم ان يرى حملة العرش الله تعالى فإنه تعالى لا يحيط به أحد من خلقه.

س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.

الانحراف في التفسير اللغوي
أمر خطير يخرج صاحبه من اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسنة الخلفاء الراشدين من بعده ويخرجه عن اتباع سبيل المؤمين فصاحبه لاشد في ضلال وقد قال تعالى :وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا
ومن أهم اسباب هذا الانحراف
الإعراض عن نصوص الكتاب والسنة الصحيحة وإجماع السلف و اتباع المتشابه قال الله تعالى : فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ
ومن مظاهر هذا الانحراف ما نجده في كتبهم من مقابلة نصوص الاعتقاد بالتشكيك في دلالتها وإقامة الاحتمالات اللغوية للتشكيك والتمحّل لنصرة (لم افهم مامعنى هذا ) أقوال أهل الأهواء وإقامة دعاوى التعارض بين النصوص وضعف العناية بالسنة وازدراء أهل الحديث والتزهيد فيه ودعوى التجديد القائم على نبذ أقوال السلف.كما تراهم يستخدمون التشكيك في بعض مسائل الاعتقاد الصحيح مستندين على ما توهموه من أوجه لغوية




س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
مراتب دلالات طرق التفسير
1ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات وهي أصل الدلالات
2 دلالة الإجماع وهي من الدلائل المستفادة من التفسير بأقوال الصحابة والتابعين و لا يمكن أن يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ من الكتاب والسنة.
3 دلالة الأثر ما تحصل للمفسر من أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآية مما لم يتحقق فيه الإجماع.
ومخالفة الصحابي إذا صح إسنادها إليه ولم يتبين فيها علة أو اعتماده على نص منسوخ ولم يقع إنكار من علماء الصحابة لقوله ترفع دعوى الإجماع وأما مخالفة التابعي فلا ترفع الإجماع على الصحيح بشرط أن لا يتابع على قوله
فإذا توبع كانت المسألة مسألة خلاف وهي على نوعين:
قوي وضعيف
فالخلاف القوي ما لأصحاب كل قول أدلة لها حظ كبير من النظر، ويكثر الاختلاف بين العلماء في الترجيح بينها.
وأما الضعيف فما يسهل فيه تبين ولا تصح دلالة الأثر على ما يخالف النص أو الإجماع.
4 دلالة اللغة وذلك بتفسير الآية بما يحتمله السياق من المعاني اللغوية ويشترط لقبولها أن لا تخالف نصا ولا اجماعا ولا أقوال السلف.
5 دلالة الاجتهاد فكل تفسير اعتمد فيه صاحبه على اجتهاد خالف فيه نصا أو إجماعا أو أقوال السلف أو الدلالة اللغوية الصحيحة فهو تفسير مردود.
ولكن لهذا النوع من التفسير حدود تضبطه:كتحريم القول على الله تعالى بغير علم ووجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وتحريم معصيته ووجوب اتباع سبيل المؤمنين وتحريم مخالفته وأن يعلم بأن القرآن نزل بلسان عربي مبين لنعقل معانيه ونتفكر في آياته.
اهمية معرفة هذه المراتب تكمن في ان الاجتهاد تابع لبقية طرق التفسير مترتب عليها فيعلم المجتهد متى يصح اجتهاده ومتى يمتنع ويعلم ما يقدم وما يعتبر وما يرد ويترك الاحتجاج به ويعلم اي الدلالات مقدم واقوى ومتى يقبل ما اورده من دلالات ومتى لا يقبل واي شيء يترتب على كل منها




رد مع اقتباس
  #14  
قديم 26 شعبان 1437هـ/2-06-2016م, 02:00 PM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

المجموعة الرابعة:


س:بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
- الدرجة الأولى :الأئمة الثقات أصحاب العلم والفضل والإمامة في الدين.
- الدرجة الثانية :صالحون مقبولون ومنهم عباد معروفون، لا يطهن في عدالتهم ولا ضبطهم لكنهم لم يكونوا معروفين بالاشتغال بالعلم كما عرف به أهل العلم من التابعين، فهؤلاء تقبل مروياتهم ويحتج بها في الجملة إلا أن تخالف رواية من هم أوثق منهم.

- الدرجة الثالثة : درجة الذين تعتبر روايتهم ولا يُحتج بها إلا أن تُعضد برواية آخرين
وهم على ثلاثة أصناف :
1- صنف صالحون في أنفسهم غير متهمين بالكذب لكنهم ضعفاء في الضبط، يقع منهم الخطأ في الرواية بما عرف به ضعف ضبطهم.
2- وصنف مجهولو الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم.
3- وصنف اختلف فيهم الأئمة النقاد فمنهم من وثقهم ومنهم من ضعفهم.

- الدرجة الرابعة : الذين لا تعتبر روايتهم
وهم على ثلاثة أصناف أيضا:
1- فمنهم الذين كثر منهم الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز.
2- ومنهم المتهمون بالكذب.
3- ومنهم غلاة المبتدعة.


س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين

1- تفسير القرآن بالقرآن:
مثل:ما رواه ابن جرير عن أبي العالية في تفسير قول الله تعالى: {كما بدأكم تعودون} قال: عادوا إلى علمه فيهم، ألم تسمع قوله: {فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة}.

2- تفسير القرآن بالسنة:
مثل: مارواه مسلم في صحيحه من طريق همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:«من نسي صلاة فليصلّها إذاذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك» قال قتادة : (و{أقم الصلاة لذكري}).

3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة:
مثل :ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص أن ابن مسعود: قال: {إلا ما ظهر منها}: الثياب، ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}.
ومن هذا النوع تفسيرهم القرآن بما عرفوه من وقائع التنزيل وأحواله:
مثل ما رواه ابن جرير عن سعيد بن المسيب: أن الله قال: { ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم}.
قال سعيد بن المسيب: ( إنما نزلت هذه الآية في الذين كانوا يتبنون رجالاً غير أبنائهم ويورثونهم، فأنزل الله فيهم، فجعل لهم نصيباً في الوصية، وردَّ الميراثَ إلى الموالي في ذي الرحم والعصبة، وأبى الله للمدَّعَين ميراثا ممن ادَّعاهم وتبناهم، ولكن الله جعل لهم نصيبا في الوصية).

4- تفسير القرآن بلغة العرب:
مثل : ما رواه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة فيقوله تعالى :{الزبانية} ، قال : «الزبانية في كلام العرب الشرط».

5- التفسير بالاجتهاد:
كانوا يجتهدون في فهم النص، وفيما لم يبلغهم فيه نص، وكانوا أقرب إلى الصواب لقربهم من مشكاة النبوة وأخذهم عن الصحابة رضي الله عنهم، وتتلمذهم عليهم، وإحسان اتباعهم إياهم، وقد يقع منهم خطأ في الاجتهاد فيرد.



س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحقبما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
1- من دلائل ذلك : لما أرسلت قريش عتبة بن المغيره للرسول صلى الله عليه وسلم ليفاوضه قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم : {بسم الله الرحمن الرحيم . حم . تنزيل من الرحمن الرحيم . كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا} ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤهاعليه.
فقام عتبة إلى أصحابه ، فقال: ( والله قد سمعت قولا ما سمعت لمثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولاالكهانة، يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، واعتزلوه؛ فوالله ليكونَنَّ لقوله الذي سمعت نبأ؛ فإنْ تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب، فمُلْكُه مُلْكُكُم، وعزُّه عزكُّم، كنتم أسعد الناس به.)

- ومن دلائله أن القرآن يسمعه العالم والجاهل والحاضر والبادي فيفهمون من دلائل الخطاب ما يُعرف أثره عليهم من المعرفة والدراية والخشية والبكاء فربما تفكر فيه الكافر فيُسلم بسبب سماعه ،كما قال الله تعالى: { وإذا سمعوا ما أنزلإلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشّاهدين}
- ومن دلائل ذلك قوله تعالى:{ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِآبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُمُنْكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّوَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)}.
فما تقتضيه هذه الآية أن التفكر والتدبر في القرآن أمر ممكن لهم بما يعرفون من العربية، لا يحتاجون فيه إلى علماء ليفقهوهم في معانيه.

س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
- اختلف العلماء في إعرب "مَن" في قوله تعالى :{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}على قولين:
1- فمن جعلها فاعلا ذهب إلى أنا المعنى هو الله تعالى لأنه الخالق.
2- ومن جعلها مفعولا ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.

- كما اختلف العلماء في إعراب "نافلة" في قوله تعالى:{ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة}
1- فمن أعربها نائب مفعول مطلق ذهب إلى أن معنى النافلة الهبة.
2- ومن أعربها حالا من يعقوب ذهب إلى أن معنى النافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق،وزدناه يعقوب زيادة.



س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
1- الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه.
2- الاجتهاد في صحة القياس اللغوي.
3- الاجتهاد في توجي هالقراءات.
4- الاجتهاد في الإعراب
5- الاجتهاد في تلمس العلل البيانية.
6- الاجتهاد في معرفة الاشتقاق.
7- الاجتهاد في معرفة التصريف.
8- الاجتهاد في معرفة تناسب الألفاظ.



س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
1- التأهل في العلوم التي يحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه.
2- أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يصلح أن يجتهد فيه مما لا يصلح.
3- أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول فلا يخالف باجتهاده نصا ولا إجماعا، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
هو تفسير أهل البدع الذين يفسرون القرآن بآرائهم المجردة، وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم، ويعرضون عن آثار من سلف.
مثل من كان مقصرا في تحصيل أقوال من مضى من الصحابة والتابعين في التفسير، واعتمد على رأيه ونظره مع ضعف أهليته في الحديث وعلوم اللغة فإن رأيه ونظره يوقعه في أخطاء، ولا سيما إذا صاحب ذلك الاجتهاد في غير موارد الاجتهاد، وإرادة الانتصار لمذهب أو رأي.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 شعبان 1437هـ/3-06-2016م, 05:51 PM
هدى مخاشن هدى مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 240
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
. الربيع بن خثيم الثوري
وقد كان من العلماء الحكماء العبّاد من أصحاب ابن مسعود.
قال بكر بن ماعز: ( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك). رواه ابن أبي شيبة.
زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ
الإمام المقرئ المفسّر، من المخضرمين، من كبار التابعين وأجلائهم وفقهائهم، وكان فصيحاً عالماً بالعربية، وفد على عمر، ولزم ابن مسعود وأبيّ بن كعب وعبد الرحمن بن عوف.
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية). رواه ابن سعد.
سعيد بن المسيب المخزومي
ولد في خلافة عمر ورآه، وكان حريصاً على طلب العلم حسن الحفظ والفهم؛ فاجتمع له علم غزير على حين وفرة الصحابة في المدينة، وتفقه على زيد بن ثابت، وحفظ عن أبي هريرة حديثاً كثيراً، واعتنى بحفظ ما يبلغه من فقه عمر بن الخطاب وأقضيته حتى قال يحيى بن سعيد الأنصاري: (كان يقال: ابن المسيب راوية عمر).
أفتى في حضرة الصحابة، وكان من الصحابة من يسأله لعلمه وحفظه.
مجاهد بن جبر المكي:
وهو من أعلم أصحاب ابن عباس بالتفسير وأكثرهم سؤالاً له.
قال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).رواه ابن جرير.
قال مجاهد: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). رواه الدارمي وابن جرير..
عكرمة مولى ابن عباس
لزم ابن عباس وخدمه، وأخذ منه علماً كثيراً، وكان ابن عباس يعتني بتعليمه، ويلزمه بذلك لما رأى من ذكائه وفهمه ونجابته، وأذن له بالفتوى في حياته.
س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
نقلة التفسير من التابعين على ثلاثة أصناف
- الطبقة الأولى: نقلة ثقات، منهم: وأبو الأحوص ، وأبو الضحى، وأبو رجاء العطاردي،
- والطبقة الثانية: نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة، فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب،
- والطبقة الثالثة: رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش،
س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
الأقوال غير معتبرة، وهي التي يتبيّن خطؤها، ومتى استبان خطأ القول فلا يُعتد به في الجمع والترجيح.
ومن ذلك: أن يعتمد على رواية أخطأ في ضبطها ثم تبيّن الصواب فيها.
ومن ذلك: أن يعتمد على اجتهاد يتبيّن خطؤه. مثاله تفسير قول الله تعالى: {يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم} (وقول من قال: إن المراد بإمامهم كمحمد بن كعب «أمهاتهم» ورد هذا القول بحديث
ومن ذلك: أن ينكر أهلُ العلم هذا القول ويبيّنوا خطأه.
ومن ذلك: أن يُهجر القول فلا يقول به أحد. مثاله قول عَبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر؛ قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} وهجر هذا القول وهجرانه دليل على ضعفه
س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
كانت العرب قد بلغت في العناية بلغتها وبلاغتها مبلغا لم يسمع بمثله في أمة من الأمم، حتى تنافسوا في الفصاحة وتفاخروا بالقصائد المحكمة والخطب البليغة، والأمثال السائرة، وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها، والاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى حجة وألطف منزع، حتى توصّلوا ببيانهم إلى أمور لا تبلغها كثير من الحيل.
وكان من فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له، ومن حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة يُنتقص بها.
وتنافسوا في الفصاحة والبيان تنافساً مشهوراً مأثوراً، ولهم في ذلك قصص وأخبار، وخطب وأشعار، وكانوا إذا جمعهم مجمع، أو وفدت قبيلة على قبيلة نمّقوا من خطبهم وأشعارهم ما يعرضون به فصاحتهم وحسن بيانهم ليتوصّلوا بذلك إلى إثبات رفعة شأنهم، وعلوّ قدرهم، وتخليد مآثرهم.
واتّخذوا من حسن البيان سبيلاً لبلوغ المآرب، ونيل المكاسب، واكتساب المراتب، ومؤانسة الجلاس، والدخول على الملوك والكبراء، وقضاء كثير من شؤونهم؛ حتى قال قائلهم: (إنما المرء بأصغريه: لسانه وقلبه).
كان كثيرٌ منهم أهل حفظ وضبط، ربما سمع أحدهم القصيدة الطويلة تُنشَد؛ فحفظها من أوّل مرة، وهذا كثير شائع فيهم.
فكانوا يعتنون بجيّد الشعر عناية بالغة، ويحفظونه حفظ الحريص عليه، وينشدونه في مجامعهم ومواردهم ومجالسهم وأسمارهم.
تُنشد القصيدة في الممدوح؛ فيحفظها الناس من حسنها وغرابتها ويتمثلون بها، فيتسامع بها المستسقون في موارد مياههم، ويتناشدونها حتى تصل إلى ممدوحه من غير كتابة ولا رسول.
وكان الشعر ديوان العرب ليس لهم كتب، وإنما يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم، وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويعرفون مراتبهم، ومنهم من يميّز شعر الرجل من شعر أبيه، وإن كان يحتذي بمثاله، وينسج على منواله.
فلمّا نزل القرآن بلسان عربيّ مبين؛ على أحسن ما يعرفون من الفصاحة والبيان، بهرهم حسنه، وأدهشهم بيانه، فاستولى على المرتبة العليا من البيان بلا منازع يدانيه، ولا منافس يساميه، فصانوا أنفسهم عن قصد معارضته.
وقد علموا أنّه لو كان من قول البشر لما أعيا فصحاءهم أن يأتوا بمثله أو بقريب منه، والمقصود أنّ العرب قد اعترفوا للقرآن بأعلى رتب الفصاحة والبيان، وعجز المشركون عن معارضته والإتيان بمثله؛ مع حرصهم على ردّ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بكلّ سبيل أمكنهم.
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
توجيه القراءات/ وهو علم شريف لطيف عُني به جماعة من المفسّرين، ومن العلماء من أفرده بالتصنيف
اختلاف القراءات على قسمين منه
- ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون.
مثاله: {حَتَّى يَطْهُرْنَ }
1- (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
2- (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
يَطَّهَّرْنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
يَطْهُرْنَ: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم،
وجائزٌ أن يكون الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم
- ومن الاختلاف في القراءات ما لا أثر له على المعنى عند المفسّرين، وقد يُعنى به بعض القرّاء والنحاة؛
{الصِّراطَ} تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- والحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير، وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير وتؤاخي الطّاء في الجهر).
وكلام العلماء في توجيه القراءات منه ما تكون الحجّة فيه بيّنة ظاهرة، ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد، وقد يُخطئ، وقد يصيب بعض المعنى.
س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
للعلماء طريقان في التفسير اللغوي:
الطريق الأول: طريق النقل عن العرب أو عن علماء اللغة المتقدّمين مثاله (قال محمد بن سلام: سألت يونس عن هذه الآية [يريد {لأحتنكنّ ذريّته}] فقال: يقال: كان في الأرض كلأ فاحتنكه الجراد، أي: أتى عليه.
ويقول أحدهم: لم أجد لجاماً فاحتنكتُ دابّتي، أي: ألقيت في حِنْكِها حَبْلاً وقُدْتها به).
فذكر المعنيين عن العرب، وتورع عن تفسير الآية بأي منهما.
وهذه الآية قد اختلف فيها العلماء على القولين المذكورين:
أ: فمن العلماء من اختار المعنى الأول
ب: ومنهم من اختار المعنى الثاني
ج: ومنهم من حكى القولين ولم يرجّح
د: ومنهم من اختار الجمع بين المعنيين،.
هـ: ومن العلماء من فسّر الآية بلازم معناها
{لأحتنكنّ ذرّيّته إلاّ قليلاً} قال: لأضلّنّهم
{لأحتنكنّ ذريّته} أي: لأستزلنَّ ذريّته..

والطريق الثاني: الاجتهاد
وكان من علماء اللغة من يجتهد في فقه كلام العرب وأساليب تخاطبهم، فيجمع ويوازن، ويقيس ويستنتج، ويستخرج العلل، ويستنبط المعاني وأحكام الكلام، ويحفظ الشواهد وينقدها، ويقرر الحجج اللغوية ويرتّبها، ويُباحث العلماء ويناظرهم؛ حتى يقع له علم كثير بالقياس يضيفه إلى ما ثبت لديه بالسماع.
ينبغي التنبّه إلى أمرين:
أحدهما: أنه ليس كلّ ما تحتمله اللفظة من المعاني يقبل في التفسير؛
وردّ بعض الاحتمالات اللغوية يرجع غالباً إلى ثلاثة أسباب:
1. أن يقوم دليل من القرآن أو السنة أو الإجماع على تخصيص أحد الاحتمالات اللغوية في تفسير الآية؛ فحينئذ لا يجوز تفسير الآية بغيره من الاحتمالات وإن كانت صحيحة الإطلاق من جهة اللغة.
2. أن يعارض الاحتمال اللغوي دليلاً صحيحاً من كتاب أو سنّة أو إجماع.
3. أن لا يلتئم الاحتمال اللغوي لمعنى اللفظة عند إفرادها مع السياق ولا مناسبة الآية ولا مقصدها.
والأمر الآخر: أن التفسير اللغوي منه ما هو محلّ إجماع، ومنه ما هو محلّ خلاف واجتهاد، وقد يقع الخطأ والاختلاف في التفسير اللغوي كما هو واقع في غيره من العلوم، لكن لا يُمكن أن يقع تعارض بين قول مجمع عليه عند أهل اللغة وبين قول متفق عليه عند السلف
س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
أنه سنة لمن تأهل له وكان على قيام بشروطه
- تأهله للعلم الذي يحتاج إليه في الباب الذي يجتهد فيه
- معرفة موارد الاجتهاد ومايسوغ الاجتهاد فيه وما لا يسوغ
- أن لا يخالف أصلا من الأصول التي يبنى عليها الاجتهاد نص أو أثر أو إجماع

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 1 رمضان 1437هـ/6-06-2016م, 02:14 AM
نفيسة خان نفيسة خان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي

المجلس الرابع عشر:

س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
الطبقة الأولى: كبار التابعين ممن عاصر كبار الصحابة رضي الله عنهم وتلقوا عنهم.
منهم الربيع بن خثيم الثوري، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وعبيدة السلماني.
الطبقة الثانية: أواسط التابعين.
منهم سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ومجاهد بن جبر.
الطبقة الثالثة: صغار التابعين.
منهم زيد بن أسلم العدوي، ومنصور بن المعتمر السلمي، وسليمان بن مهران الأعمش.
====================


س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير.
لقد نشأ جيل التابعين على تعظيم القول في القرآن كما رباهم ووصاهم الصحابة رضي الله عنهم، وأخذ التابعون هذه الأمانة وأدوا حقها واتبعوا الصحابة بإحسان، فكانوا يهابون القول في التفسير ولا يقولون إلا ما يعلمون ويسكتون عما يجهلون فالقول في التفسير عند العلم به واجب كما السكوت عند عدم العلم به لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، وآثار التابعين وأقوالهم تشهد على تحرجهم وتورعهم:
-قال مسروق بن الأجدع: « اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله ».رواه أبو عبيد.
- وقال إبراهيم النخعي:« كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه».رواه أبو عبيد.
===================


س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
تفسير التابعين على مراتب:
- حجّة قاطعة للنزاع.
- مرجّح قويّ.
- ما هو محلّ اعتبار ونظر.
فأمّا حجيّة تفسير التابعين فهي في حال اتّفاقهم وعدم اختلافهم في التفسير.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة).اهـ والإجماع يعرف بشهرة الأقوال وعدم المخالف.
===================


س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
تتجلى عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي في تعلمهم اللغة العربية والحث على تعلمها وتفسير وفهم القرآن بها، وذم اللحن، ولقد حفظوا من شعر العرب كثيرا فكانوا يفسرون به القرآن، وتتفاضل معرفتهم بفنون العربية إلا أن كلّهم من أهل طبقة الاحتجاج قبل سريان اللحن إلى كلام الناس وفشّوه فيهم.
-قال عمر بن زيد: كتب عمر [بن الخطاب] إلى أبي موسى [الأشعري]: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون». رواه ابن أبي شيبة.
-قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب» رواه الحاكم
-وعند ابن أبي شيبة في مصنفه أن رجلاً قال للحسن البصري: يا أبا سعيد، والله ما أراك تلحن!! فقال : (يا ابن أخي ، إني سبقت اللحن).
===================


س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
لقد اعتنى المفسّرون ببيان هذا النوع من التفسير عناية عظيمة، وكلامهم فيه كثير مستفيض والإحاطة به غير ممكنة، وتتجلى بذلك أهميته وأن هذا النوع له صلة بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال، ويُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.

ويلزم من يسلك هذا المسلك:
1- الحذر من بعض ما يذكرونه مما يخالف صحيح الاعتقاد، وما يكون فيه تكلّف.
2- الاحتراز من الجزم بما لا دليل عليه سوى الذوق والتأمل والاجتهاد.
===================


س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
من أهم أسباب الانحراف في التفسير اللغوي ترك اتباع الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع واتباع الهوى، ولذلك هذا باب استعمله كثير ممن ضَل الطريق فلا يفوت في إثبات مسئلة عقدية البعيدة عن الصواب أدنى دليل لغوي، وفي الحقيقة لا يمكن أن يقع تعارض بين اللغة ومسئلة من المسائل العقدية وقع الاجماع عليها.
ومن مظاهر الانحراف:
- إقامة الاحتمالات اللغوية للتشكيك في دلالات نصوص الإعتقاد.
- نصرة أقوال أهل الأهواء بأدنى الحجج اللغوية.
- ترك العناية بالسنة وذم أهلها.
-دعوى التجديد القائم على نبذ أقوال السلف

ومن آثاره: أن الانحراف يوصل أتباعه إلى الضلال المبين في الدنيا والخسران في الآخرة، وورد فيه وعيده شديد في القرآن والسنة.
===================


س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.

مراتب دلالات طرق التفسير:
المرتبة الأولى: دلالة النصّ الصحيح الصريح من الكتاب والسنة، وهي أصل الدلالات لا يحتاج معها إلى اجتهاد؛ إذ لا اجتهاد في موضع النص.

المرتبة الثانية: دلالة الإجماع وهي من الدلائل المستفادة من التفسير بأقوال الصحابة والتابعين.
وهذه تنبني على ما قبلها لأنه لا يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ.

المرتبة الثالثة: دلالة الأثر، والمقصود بها ما تحصّل للمفسّر من أقوال الصحابة والتابعين في التفسير مما لم يتحقق فيه الإجماع.
وهي تنبني على ما قبلها فكل قول خالف النص الصريح أو الاجماع فهو مردود، إلا إن كان القول المخالف قول صحابي فإن قوله يرفع دعوى الاجماع بشروط، فتكون المسألة مسألة خلاف وليست مسألة إجماع.

المرتبة الرابعة: دلالة اللغة، وذلك بتفسير الآية بما يحتمله السياق من المعاني اللغوية.
وهذه الدلالة مترتّبة على ما قبلها قلا تقبل إذا خالفت إحدى تلك الدلالات.

المرتبة الخامسة: دلالة الاجتهاد.
وهي كذلك مترتّبة على ما سبق، فكلّ اجتهاد في التفسير خالف نصّاً أو إجماعاً أو أقوال السلف أو الدلالة اللغوية الصحيحة فهو مردود.

-وتتبين أهمية معرفة هذه المراتب من أن يُعلم أن التفسير بالاجتهاد له حدود تضبطه، وهي أن الاجتهاد في التفسير لا يصح إذا خالف نصّاً أو إجماعاً أو أقوال السلف أو الدلالة اللغوية الصحيحة.

===================

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 1 رمضان 1437هـ/6-06-2016م, 07:01 AM
رزان المحمدي رزان المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 255
افتراضي

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
الطبقة الأولى: طبقة كبار التابعين:
الربيع بن خثيم الثوري، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وعبيدة السلماني.
الطبقة الثانية: طبقة أواسط التابعين:
سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ومجاهد بن جبر
الطبقة الثالثة: طبقة صغار التابعين:
ابن شهاب الزهري، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الله بن عون.


س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
قال عامر بن شراحيل الشعبي: « أدركت أصحاب عبد الله، وأصحاب علي وليسوا هم لشيءٍ من العلم أكرَه منهم لتفسير القرآن ». رواه ابن أبي شيبة.
قال ابن كثير: (فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛ فإنه كما يجب سكوت المرء عما لا علم له به، فكذلك يجب عليه القول فيما سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، ولما جاء في الحديث المروى من طرق: ((من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار)).


س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة).
والإجماع يُعرف بشهرة الأقوال وعدم المخالف.
- المرجّح القويّ هو: إذا تعددت الروايات عن جماعة منهم على قول واحد، أو بقرائن الأحوال أن التابعيّ أخذ هذا التفسير عن أحد الصحابة .
- ما يكون محلّ اعتبار ونظر فهو القول الذي يصحّ عن التابعي ودلالته محتملة، ولا نقف على ما يوجب ردّه.
- ما يُتوقّف فيها وتجعل عهدتها على قائلها لخفاء الدليل الذي استند عليه ، فهذا القول تجعل عهدته على قائله ولا نقابله بالإنكار من غير دليل.


س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
وقد اعتنى المفسرون بتفسير القرآن بلغة العرب؛ ولا سيما ما حفظوه من أشعارهم؛ فكانوا يستعينون به على التفسير وعلى إعراب القرآن وحسن تلاوته.
- عناية الصحابة بالتفسير اللغوي:
قال عمر بن زيد: كتب عمر [بن الخطاب] إلى أبي موسى [الأشعري]: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون». رواه ابن أبي شيبة.
وقال أبيّ بن كعب رضي الله عنه: « تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه ». رواه ابن وهب وابن أبي شيبة.
- عناية التابعين بالتفسير اللغوي:
في مصنّف ابن أبي شيبة أن رجلاً قال للحسن البصري: يا أبا سعيد، والله ما أراك تلحن!! فقال : (يا ابن أخي ، إني سبقت اللحن).


س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
وهو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، واللف والنشر، وتنوّع معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
ومما ينبغي أن يحترز منه من يسلك مسلك التفسير البياني الجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمّله واجتهاده؛ فكثيراً ما يغيب عن بعض المتأملين معارضة بعض الأوجه التي استخرجوها لنصّ صحيح أو إجماع، وكل تفسير عارض نَصّاً أو إجماعاً فهو تفسير باطل.

س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
- أسبابه فأعظمها الإعراض عن النصوص المحكمة وإجماع السلف، واتّباع المتشابه لهوى في النفس، وزيغ في القلب؛ كما قال الله تعالى: {فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}.
- وأمّا مظاهر الانحراف فمن أبينها:
1. مقابلة نصوص الاعتقاد بالتشكيك في دلالتها، وإقامة الاحتمالات اللغوية الباردة لتشتيت النظر فيها.
2. والتمحّل لنصرة أقوال أهل الأهواء بأدنى الحجج اللغوية وأوهاها.
3. وإقامة دعاوى التعارض بين النصوص ليبتغي بالجمع بينها مسلكاً لترويج بدعته.
4. وضعف العناية بالسنّة، وازدراء أهل الحديث، ورميهم بسوء الفهم، وضعف الحجة؛ وقد عُلم أنّ أهل الحديث هم حملة لواء السنة؛ فلا يقع الطعن على عامّتهم إلا ممن غاظه ما قاموا بحمله.
5. ودعوى التجديد القائم على نبذ أقوال السلف.

- وللانحراف في التفسير اللغوي آثار خطيرة على متعاطيه ومتلقّيه، فمن اتّبع غير سبيل المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان ؛ فهو في ضلال مبين، وقد ورد في وعيده ما هو معلوم في نصوص الكتاب والسنّة.


س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
الاجتهاد في التفسير ليس طريقاً مستقلا منفصلا عن سائر طرق التفسير؛ بل هو تابع لها ومترتّب عليها.
ولذلك ينبغي أن يُعلم أن طرق التفسير راجعة إلى أصول ومراتب ينبني بعضها على بعض.
- الأصل الأول:
ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات.
- الأصل الثاني:
دلالة الإجماع وهي من الدلائل المستفادة من التفسير بأقوال الصحابة والتابعين.
- الأصل الثالث:
دلالة الأثر، والمقصود بها ما تحصّل للمفسّر من أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآية مما لم يتحقق فيه الإجماع.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 11 شوال 1437هـ/16-07-2016م, 12:13 AM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.

طبقة كبار التابعين الذين تلقوا عن كبار الصحابة، منهم: الربيع بن خثيمة، علقمة النخعي، الأسود بن يزيد
طبقة أواسط التابعين، ومنهم: إبراهيم النخعي، مجاهد بن جبر، عكرمة مولى بن عباس.
طبقة صغار التابعين، ومنهم: محمد بن المنكدر، زيد بن أسلم، ابن شهاب الزهري.
س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
ورث التابعين عن الصحابة التورع الشديد عند القول في التفسير، حتى رويت عنهم آثار يستغرب ظاهرها من لا يفهم مقصودها
منها قول عامر بن شراحبيل: أدركت أصحاب عبد الله، وأصحاب علي وليسوا هم لشيءٍ من العلم أكرَه منهم لتفسير القرآن. وقول مسروق بن أجدع: اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله.
وقد ذكر ورعهم صراحة إبراهيم النخعي فقال: كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه، وعظموه بفعالهم كما روي عن ابن المسيب أنه كان يجيب عن الحلال والحرام، فإذا سئل عن التفسير سكت كأن لم يسمع.
وكان قائلهم إذا قال في التفسير فعن علم وبصيرة، وتلقٍ عظيم كثير عن الصحابة.. كمجاهد لما قال عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث أوقفه عند كل آية أسأله عنها.
س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
تفسير التابعين حجة إذا اجتمعوا فيه ولم يختلفوا، قامت الحجية بإجماعهم، ويكون مرجحا بقوة إذا نقل المعنى ذاته عن جماعة منهم، أو علم بالقرائن أن القول التفسيري للتابعي مأخوذ عن صحابي وليس اجتهادا منه ولا نقلا عن بني إسرائيل.
س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: إذا خفي عليكم شيء في القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب، وكان هو نفسه إذا سئل عن عربية القرآن أنشد الشعر كما روي عنه، وكتب التفسير مليئة بالمرويات عن ابن عباس رضي الله عنهما وفيها استدلاله بالشواهد الشعرية.
وقال أبي بن كعب رضي الله عنه: تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي.
س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
أهميته من كونه يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، والكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال، والاستعانة به في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن، ولكن ينبغي أن يحترز من يأتي بوجه بياني في التفسير من الجزم بما لا دليل شرعي نصي عليه.
س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
السبب الرئيسي للانحراف في التفسير اللغوي اتباع الهوى وزيغ في القلب، أما آثره فيكون في اتباع سبيل غير المؤمنين وتحريف الكلم عن مقصده، واتباع الهوى والتقول على الله بغير علم. من مظاهره:
- فساد العقيدة وذلك باستدلالات ترى في كتب بعض مشاهير المفسرين المشتهرين بالعقائد مغبشة.
- دعوى التجديد القائمة على نبذ أقوال السلف.
- إهمال السنة النبوية والحديث الشريف وازدراء أهله.
- التحامل على النصوص بتفسيرات لغوية واهية باطلة، للانتصار للمذاهب والأهواء.
س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
الأصل الأول: الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معنى الآية، ولا اجتهاد مع النص.
الأصل الثاني: دلالة الإجماع، فلا اعتبار لاجتهاد خالف إجماع الصحابة أو التابعين، ذلك أن إجماعهم حجة، وبطبيعة الحال لن يجمعوا على شيء يخالف دليل صحيح لم ينسخ.
الأصل الثالث: دلالة الأثر، المقصود ما نقل عن أحاد أو أحد الصحابة والتابعين، وهنا يكون الترجيح إذا كان الخلاف قويا, أي في المسألة قولين أو أكثر لا يمكن الجمع بينها، ولكل أسانيده وأدلته الصحيحة، أما الخلاف الضعيف فما يكون فيه رأي مرجوح وإن قال به جماعة، ويكون قد ترجح بالأدلة والقرآن قول غيره.
وهذا الأصل مترتب على الأصلين الأولين، وله تفصيل مع الأصل الثالث فإن كان صاحب الأثر صحابيا وخفيت دلالة قوله خرجت المسألة من الإجماع إلى الخلاف، أما إن كان تابعيا فلا اعتبار لقول يخالف فيه الإجماع إلا إن تُبِع.
الأصل الرابع: دلالة اللغة، وهي مبنية كذلك على الأصول قبلها، وكل معنى للفظ القرآن تحتمله العربية لكنه مخالف للأصول السابقة فهو مردود.
وأخيرا: دلالة الاجتهاد، وإذا خالف الاجتهاد أي من الأصول السابقة فلا وزن له، وغالبا يكون ممن ليس أهلا للاجتهاد أو ذو هوى وإلا ما خالف، فمخالفته عن جهل أو هوى والله تعالى أعلم.
وأهمية معرفة هذه المراتب معرفة حدود وضوابط الاجتهاد في التفسير، فيعرف الترتيب في الأخذ بالتفسير من خلالها، وذلك أن بعضها مبني على بعض، وكذا يعلم المجتهد أن قوله مردود عليه إن لم يفقهها ويجتهد وفق الأصول والضوابط.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 15 شوال 1437هـ/20-07-2016م, 02:20 PM
فاطمة بنت سالم فاطمة بنت سالم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 224
افتراضي

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.


التابعون على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: طبقة كبار التابعين، الذين عاصروا كبار الصحابة رضي الله عنهم، وتلقوا عنهم العلم، ومنهم: الربيع بن خثيم الثوري، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وعلقمة بن قيس النخعي.
والطبقة الثانية: طبقة أواسط التابعين، ومنهم: سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ومجاهد بن جبر.
والطبقة الثالثة: طبقة صغار التابعين، ومنهم: ابن شهاب الزهري، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الله بن عون.

س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
كان التابعون ممن يعظم القول في القران حق التعظيم ويظهر ذلك من أحوالهم :
- قال عامر بن شراحيل الشعبي: « أدركت أصحاب عبد الله، وأصحاب علي وليسوا هم لشيءٍ من العلم أكرَه منهم لتفسير القرآن ». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال عبيد الله بن عمر: « لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع». رواه ابن جرير.
- وقال إبراهيم النخعي:« كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه». رواه أبو عبيد.
- وقال يزيد بن أبي يزيد:« كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع».
قال ابن كثير: (فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛ فإنه كما يجب سكوت المرء عما لا علم له به، فكذلك يجب عليه القول فيما سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، ولما جاء في الحديث المروى من طرق: ((من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار)).


س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
الحجة المعتبرة من قولهم فهو في حال اتّفاقهم وعدم اختلافهم في التفسير.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة).
والإجماع يُعرف بشهرة الأقوال وعدم المخالف.
وأما غيرهم فقد يكون من المرجحات التي يستفاد بها ترجيح قول على قول ، أو يكون محل اعتبار ونظر.

س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
اعتنى المفسرون بتفسير القرآن بلغة العرب، فكانوا يستعينون به على التفسير وعلى إعراب القرآن وحسن تلاوته ويظهر ذلك من أحوالهم:
قال عمر بن زيد: كتب عمر [بن الخطاب] إلى أبي موسى [الأشعري]: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون». رواه ابن أبي شيبة.
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب» رواه الحاكم والبيهقي من طريق أسامة بن زيد الليثي عن عكرمة عن ابن عباس، وهذا إسناد صحيح.
وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «شهدت ابن عباس، وهو يُسأل عن عربية القرآن، فينشد الشعر» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة، وأبو عبيد في فضائل القرآن.
قال أبو عبيد: (يعني أنه كان يستشهد به على التفسير).

ومعرفة العلماء المتقدّمين من الصحابة والتابعين بفنون العربية تتفاضل، فبعضهم أوسع معرفة بها من بعض، وأكثر تمكناً من شواهدها وأدوات الاجتهاد فيها.
فالصحابة رضي الله عنهم كانوا عرباً فصحاء وتفسيرهم القرآن بلغة العرب حجّة لغوية إذا صحّ الإسناد إليهم وأُمن لحن الرواة، وكذلك كبار التابعين وأوساطهم ممن لم يعرف منهم اللحن.
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زرّ بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية). رواه ابن سعد.
ومن أنواع عنايتهم بذلك :
* بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية،و بيان معاني الحروف.

س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
تظهر أهميته من خلال التعريف به :
الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، واللف والنشر، وتنوّع معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.

*الاحتراز من الجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمّله واجتهاده؛ فكثيراً ما يغيب عن بعض المتأملين معارضة بعض الأوجه التي استخرجوها لنصّ صحيح أو إجماع، وكل تفسير عارض نَصّاً أو إجماعاً فهو تفسير باطل.

س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
أن الانحراف اللغوي من المزالق العظيمة التي على طالب العلم أن يحذرها :
أسبابه :
*أعظمها الإعراض عن النصوص المحكمة وإجماع السلف، واتّباع المتشابه لهوى في النفس
كما قال الله تعالى: {فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}.
* الاستناد إلى مُستند لغويّ متوهم يكون حُجّة لهم في تسويغ بِدَعِهم وتزيينها، والتشكيك في بعض مسائل الاعتقاد الصحيح.
وأمّا مظاهر الانحراف منها:
1. التشكيك في دلالة نصوص الاعتقاد، وإقامة الاحتمالات اللغوية الباردة لتشتيت النظر فيها.
2. والتمحّل لنصرة أقوال أهل الأهواء بأدنى الحجج اللغوية وأوهاها.
3. وإقامة دعاوى التعارض بين النصوص ليبتغي بالجمع بينها مسلكاً لترويج بدعته.
4. وضعف العناية بالسنّة، وازدراء أهل الحديث، ورميهم بسوء الفهم، وضعف الحجة.
5. ودعوى التجديد القائم على نبذ أقوال السلف.

آثار هذا الانحراف :
أن من وقع فيه فهو في ضلال مبين، وقد ورد في وعيده ما هو معلوم في نصوص الكتاب والسنّة.، ومن صدّق هذا الباطل، واتّبعه عليه؛ فهو متّبع لأئمة ضلالة؛ والمرء مع من اتّبع، غير أنّه ينبغي أن يُعلم أنّ البدع على درجات، ولها أحكام؛ فمستقلّ ومستكثر.

س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
مراتب دلالات طرق التفسير
فالأصل الأول: ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات.
والأصل الثاني: دلالة الإجماع ، فإذا أجمع الصحابة والتابعون على تفسير آية فإجماعهم حجّة لا تحلّ مخالفته.
وهذا الأصل ينبني على ما قبله؛ إذ لا يُمكن أن يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ من الكتاب والسنة.
والأصل الثالث: دلالة الأثر، والمراد به : ما تحصّل للمفسّر من أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآية مما لم يتحقق فيه الإجماع؛ فهذه الدلالة أقل مرتبة من سابقتيها، وهي مترتّبة عليهما.
غير أنّ مخالفة الصحابي إذا صحّ الإسناد إليه ولم يتبيّن لقوله علة يُعرف بها أنه أخطأ في ذلك القول أو أنه اعتمد على نصّ منسوخ ولم يقع إنكار من علماء الصحابة لقوله فإن تلك المخالفة ترفع دعوى الإجماع؛ فتكون المسألة مسألة خلاف وليست مسألة إجماع.
وأما مخالفة أحد التابعين لقول وقع الاتّفاق عليه فلا ترفع الإجماع على الصحيح بشرط أن لا يُتابَع على قوله؛ فإذا تابعه بعض العلماء على قوله كانت المسألة مسألة خلاف، وإما إذا هُجر قوله ولم يُتابعه عليه أحد لم تكن مخالفته قادحة في انعقاد الإجماع؛ لأن هجران العلماء لقوله دليل على إجماعهم على خطئه.

والأصل الرابع: دلالة اللغة،ويراد به تفسير الآية بالمعاني اللغوية، وهذه الدلالة مترتّبة على ما قبلها؛ فيُشترط لقبولها أن لا تخالف النص ولا الإجماع ولا أقوال السلف.

والأصل الخامس: دلالة الاجتهاد، وهي دلالة مترتّبة على ما سبق من الأصول، لا يجوز أن تخرج عنها، فكلّ تفسير اعتمد فيه صاحبه على اجتهاد خالف فيه نصّاً أو إجماعاً أو أقوال السلف أو الدلالة اللغوية الصحيحة فهو تفسير مردود.
وبهذا يُعلم أن التفسير بالاجتهاد له حدود وضوابط ينبغي مراعاتها والحذر من مخالفتها.
ومن تلك الضوابط:
تحريم القول على الله تعالى بغير علم، ووجوب اتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم و اتّباع سبيل المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان، وتحريم مخالفة سبيلهم، وأنّ القرآن نزل بلسان عربيّ مبين لتفهم آياته وتعقل معانيه.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir