دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > البلاغة > عقود الجمان

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 صفر 1433هـ/22-01-2012م, 05:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي الباب الرابع: أحوال متعلقات الفعل وما يعمل عمله

الباب الرابع : أَحْوَالُ مُتَعَلَّقَاتِ الْفِعْلِوَمَا يَعْمَلُ عَمَلَهُ

274 اَلْفِعْلُ أَوْ بَقِيَّةُ الْعَوَامِلِ = مَعَ اسْمِهَا الْمَنْصُوبِ مِثْلُ الْفَاعِلِ
275 فِي ذِكْرِهِ لِيُفْهِمَ التَّعَلُّقَا = دُونَ إِفَادَةِ الْوُقُوعِ مُطْلَقَا
276 فَحَذْفُهُ إِنْ أُطْلِقَ الْإِثْبَاتُ لَهْ = أَوْ نَفْيُهُ لِلاِسْمِ أَعْنِي فَاعِلَهْ
277 لِكَوْنِهِ نُزِّلَ كَاللاَّزِمِ لاَ = مُقَدَّرٌ فِيهِ فَإِمَّا جُعِلاَ
278 اَلْفِعْلُ كَانِيًا عَنِ الْفِعْلِ يُخَصْ = مَعْمُولُهُ دَلَّ عَلَيْهِ نَوْعُ نَصْ
279 كَـ"شَجْوُ حُسَّادِكَ أَنْ يَرَى بَصَرْ" = أَيْ أََنْ يَكُونَ مُبْصِرٌ لِمَا ظَهَرْ
280 أَوْ لاَ يَكُونُ مِثْلَ مَا تَلَوْنَا = "هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَا"
281 أَمَّا الَّذِي يُحْذَفُ وَهْوَ مَا رُفِضْ = فَلاَئِقًا قَدِّرْ، وَفِي هَذَا الْغَرَضْ
282 مِنْ بَعْدِ الاِبْهَامِ الْبَيَانُ مِثْلُ "شَا" = مَا لَمْ يَكُ الْتِبَاسُهُ مُسْتَوْحَشَا
283 أَوْ دَفْعُ أَنْ يَبْتَدِرَ الذِّهْنُ إِلَى = غَيْرِ الْمُرَادِ وَاعْتِنَاءٌ كَمَلاَ
284 بِذِكْرِ الاِيقَاعِ لَهُ بَعْدُ عَلَى = صَرِيحِهِ أَوْ أَدَبٌ مَعَ الْعُلاَ
285 أَوِ اخْتِصَارٌ مَعْ دَلِيلٍ قَامَ لَهْ = أَوْ هَجْنَةٌ أَوْ أَنْ تُرَاعَى الْفَاصِلَهْ
286 كَذَا إِفَادَةُ الْعُمُومِ بِالْكَلاَمْ = كَقَوْلِهِ "يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمْ"
287 أَوْ نَحْوُ ذَا، وَكَوْنُهُ مُقَدَّمَا = لِرَدِّ تَعْيِينِ الْخَطَا مِنْ ثَمَّ مَا
288 يُقَالُ "مَا أَبُو الْبَقَاءِ لُمْتُهْ = وَلاَ سِوَاهُ"، لاَ "..وَلَكِنْ عِنْـتُهْ"
289 أَمَّا فِي الاِشْتِغَالِ فَالتَّأْكِيدُ إِنْ = قُدِّرَ مَا فُسِّرَ قَبْلَهُ يَعِنْ
290 وَبَعْدُ تَخْصِيصٌ وَهَذَا يَغْلِبُ = فِيهِ كَـ"يَا رَبِّ إِلَيْكَ أَرْغَبُ"
291 وَقَدْ يُفِيدُ فِي الْجَمِيعِ الاِهْتِمَامْ = بِهِ وَمِنْ ثَمَّ الصَّوابُ فِي الْمَقَامْ
292 تَقْدِيرُ مَا عُلِّقَ "بِاسْمِ اللهِ" بِهْ = مُؤَخَّرًا فَإِنْ يَرِدْ بِسَبَبِهْ
293 تَقْدِيمُهُ فِي سُورَةِ (اقْرَأْ) فَهُنَا = كَانَ الْقِرَاءَةُ الْأَهَمَّ الْمُعْتَنَى
294 قُلْتُ: وَشَرْطُ الاِخْتِصَاصِ مَنْعُ أَنْ = يَسْتَوْجِبَ التَّقْدِيمَ أَوْ بِالْوَضْعِ عَنْ
295 أَوْ كَانَ مُصْلِحًا لِأَنْ يُرَكَّبَا = وَبَعْضُهُمْ لِلاِخْتِصَاصِ قَدْ أَبَى
296 وَيَرْفَعُ الْخِلاَفَ قَوْلُ السُّبْكِي(*): = لَيْسَ رَدِيفَ الْحَصْرِ غَيْرَ شَكِّ
297 وَبَعْضُ مَعْمُولاَتِهِ يُقَدَّمُ = عَلَى السِّوَى إِذْ أَصْلُهُ التَّقَدُّمُ
298 وَلاَ اقْتِضَا لِمَعْدِلٍ كَأَوَّلِ = (أَعْطَى) وَكَالْفَاعِلِ أَوْ لِخَلَلِ
299 يَحْصُلُ فِي مَعْنَاهُ بِالتَّأْخِيرِ أَوْ = تَنَاسُبٍ، وَالاِخْتِصَاصَ قَدْ حَكَوْا
300 وَقَدْ يَجِي عَنْ مَصْدَرٍ سِوَاهُ = لِنُكْتَةٍ يُدْرِكُ مَنْ حَوَاهُ
301 وَنُكْتَةُ التَّمْيِيزِ حِينَ حُوِّلاَ = فَخَامَةٌ تُدْرَكُ حِينَ يُجْتَلَى


(*) السبكي هنا هو الأب: تقي الدين.

  #2  
قديم 28 صفر 1433هـ/22-01-2012م, 10:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح عقود الجمان للسيوطي


أحوال متعلقات الفعل وما يعلم عمله
الفعل أو بقية العوامل = مع اسمها المنصوب مثل الفاعل
في ذكره ليفهم التعلقا = دون إفادة الوقوع مطلقا
فحذفه إن أطلق الاثبات له = أو نفيه للاسم أعنى فاعله
لكونه نزل كاللازم لا مقدر فيه فأما جعلا
الفعل كانيا عن الفعل يخص = معموله دل عليه ونوع نص
كشجو حسادك أن يرى بصر = أي أن يكون مبصرا لما ظهر
أو لا يكون مثل ما تلونا = هل يستوى الذين يعلمونا
أما الذي يحذف وهو ما رفض = لائقا قدر وفي هذا الغرض
[شرح عقود الجمان: 39]
من بعد الإبهام البيان مثل شا = ما لم بك التباسه مستوحشا
أو دفع أن يبتدر الذهن إلى = غير المراد واعتناء كملا
بذكر الإيقاع له بعد على = صريحه أو أدب مع العسلا
أو اختصار مع دليل قام له = أو هجنة أو أن تراعي الفاصله
كذا إفادة العموم بالكلام = كقوله يدعو إلى دار السلام
هذا باب أحوال متعلقات الفعل وما يعلم عمله من اسم الفاعل ونحوه والتنبيه عليه من زيادتي لا شك أن الفعل مع المفعول كالفعل مع الفاعل من أن الغرض من كل منهما إفادة التلبس به لا إفادة وجوده فقط فعمل الرفع في الفاعل ليفيد وقوعه منه والنصب في المفعول ليفيد وقوعه عليه فالمتكلم تارة يريد الإخبار عن الفعل أي الحدث من غير تلبس بفاعل ولا مفعول فيقول وقع ضرب ونوه فليس في هذا التركيب شيء من متعلقات الضرب وتارة يريد فاعله فيأتي بالفعل الصناعي ثم إن كان متعديا فتارة يقصد الإخبار بالحدث في المفعول دون الفاعل فيبنى للمفعول وتارة يقصد الإخبار بالفاعل ولا يذكر مفعوله وهو ضربان: أحدهما أن يقصد إثبات المعنى للفاعل أو نفيه عنه على الإطلاق من غير اعتبار عموم ولا خصوص ولا تعلق بمن وقع عليه فالمتعدي حينئذ كاللازم فلا يذكر مفعوله لئلا يتوهم السامع أن الغرض الإخبار بتعلقه بالمفعول ولا يقدر حينئذ لأن المقدر كالمذكور ثم هذا ضربان لأنه إما أن يجعل إطلاق الفعل كناية عن الفعل متعلقا بمفعول مخصوص دلت عليه القرينة أولا الأول كقول البحتري يمدح المعتز بالله:
شجو حساده وغيظ عداه = أن يرى مبصر ويسمع واعي
أي ليس في الوجود ما يرى وما يسمع إلا آثاره المحمودة فإذا أبصر مبصر لا يرى إلا محاسنه وإذا سمع سامع كذلك فغيظ عداه أن يقع إبصار أو سمع فإنه كيف وقع لا يقع إلا على محاسنه بخلاف ما لو قال أن يرى مبصر محاسنه فإنه ليس فيه حينئذ ما يقتضى أنه ليس في الوجود ما يبصر غير محاسنه، والثاني كقوله تعالى: هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون أم من له صفة العلم ومن ليست له وأنه أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا وأنه هو أغنى وأقنى أي هو الذي منه الإضحاك والإبكاء والإماتة والإحياء والإغناء والإقناء.
الضرب الثاني أن لا يقطع النظر عن المفعول بل يقصد ولا بذكر لفظا ويقدر بحسب القرائن والغرض في ذلك الحذف أمور: منها قصد البيان بعد الإيهام كما فعل المشيئة نحو: فلو شاء لهداكم أي هدايتكم فإنه إذا سمع السامع فلو شاء تعلقت نفسه بمشيء أنهم عليه لا يدري ما هو فلما ذكر الجواب استبان المبهم إلا أن يكون نعلقه به غريبا فلا بد من ذكره كقوله:
ولو شئت أن أبكي دما لبكيته = عليه ولكن ساحة الصبر أوسع
ومنها دفع ابتدار الذهن إلى غير المراد كقوله:
وكم ذدت عنى من تحامل حادث = وسورة أيام حززن إلى العظم
فأنه لم يفهم الحزوز اللحم حتى علم أن الحز وصل إلى العظم فلو قال حززن اللحم توهم أولا أن المقصود الإخبار بحز اللحم من غير نظر إلى انتهائه إلى العظم، ومنا إرادة ذكره ثانيا على وجه يتضمن إيقاع الفعل على صريح لفظه إظهارا لكمال العناية بوقوعه عليه كقوله:
[شرح عقود الجمان: 40]
قد طلبنا فلم نجد لك في السو = دد والمجد والمكارم مثلا
أراد إيقاع نفي الوجدان على المثل صريحا بخلاف ما لو قال قد طلبنا لك مثلا فلم نجد، ومنها التأدب مع المخاطب في مثل هذا البيت بأن لا يصرح له بأنه طلب له مثلا، وما أحسن قولي في شيخنا الإمام تقي الدين الشيخ الشمني رحمه الله تعالى من جملة قصيدة أمدحه بها آخذا معنى هذا البيت على طريق أبلغ منه:
ما طلبنا لعلمنا أنه ما = لك في المجد والمكارم مثلا
ومنها الاختصار مع قيام قرينة دالة على قصده نحو أصغيت إليه أي أدنى وبنى على امرأته أي قبة منه أرني أنظر إليك أي ذالتك، ومنها تجنب الهجنة في ذكره كقول عائشة رضي الله تعالى عنها: ما رأيت منه ولا رأي مني، أي العورة، ومنها مراعاة الفصلة نحو- ما ودعك ربك وما قلى- أي وما قلاك، ومنها إفادة العموم كقوله تعالى- والله يدعو إلى دار السلام- أي كل أحد وقول ونحو ذا في أول الأبيات الآتية كخوف ذكره وتأتي الإنكار عند الحاجة وغير ذلك.
ونحو ذا وكونه مقتما = لرد تعيين الخطا من ثم ما
يقال ما أبو البقاء لمته = ولا سواه لا ولكن عبته
أما في الاشتغال فالتأكيد إن = قدر ما فسر قبله يعن
وبعد تخصيص وهذا يغلب = فيه كيا ربي إليك أرغب
وقد يفيد في الجميع الاهتمام = به ومن ثم الصواب في المقام
تقدير ما علق بسم الله به = مؤخرا فإن يرد بسببه
تقديمه في سورة اقرأ فهنا = كان القراءة الأهم المعتني
قلت وشرط الاختصاص منع أن = يستوجب التقديم أو بالوضع عن
أو كان مصلحا لأن يركبا = وبعضهم للاختصاص قد أبى
ويرفع الخلاف قول السبكي = ليس رديف الحصر غير شك
تقديم المفعول على الفعل يكون لرد الخطأ في لتعيين بأن يكون المخاطب يظن وقوعه على مفعول معين وهو واقع على غيره كقولك زيدا عرفت لمن اعتقد أنك عرفت إنسانا غيره ويؤكد هذا قولك لا غيره ولذلك لا يقال ما زيدا ضربت ولا غيره لأن التقديم بدل على وقوع الضرب على غير زيد تحقيقا لمعنى الاختصاص وقولك ولا غيره يتقى ذلك فيتناقضان وكذا لا يقال ما زيدا ضربته ولكن أكرمته لأن مبنى الكلام ليس على أن الخطأ واقع في الفعل بأنه الضرب حتى ترده إلى الصواب بأنه الأكرام وإنما الخطأ في تعيين المضروب، فالصواب ولكن عمرا، أما في باب الاشتغال نحو زيدا عرفته فإن قدر الفعل المفسر قبل المنصوب فليس مما نحن فيه لأن المفعول حينئذ غير مقدم فلا يكون فيه إلا تأكيد بإعادة الجملة أو بعده قبل المفسر فهو مما نحن فيه يكون للتخصيص ما لم يصرف عنه صارف والتخصيص لازم للتقديم غالبا في سائر المفعولات نحو- إياك نعبد وإياك نستعين- أي تخصك بالعبادة الاستعانة ونحو: لإلى الله تحشرون، أي لا إلى غيره وقد يفيد وراء التخصيص شيئا آخر وهو الاهتمام بالعمول المقدم ولذلك كان الأولى عند الجمهور تقدير العامل في بسم الله متأخرا فيقدر مثلا اقرأ، فإن قيل: قد ذكر مقدما في قوله تعالى: اقرأ باسم ربك- أجيب: بأن الأهم ثم ذكر القراءة لأنها أول سورة نزلت ثم نبهت من زيادتي على أن شرط إفادة التقديم الاختصاص أن لا يستوجب المعمول التقديم رتبة كأسماء الاستفهام وأن لا يكون سمع مقدما وهو
[شرح عقود الجمان: 41]
معنى قولي أو بالوضع عن، وأن لا يكون سببا لإصلاح التركيب مثل- وأما ثمود فهديناهم- على أن بعضهم كابن الحاجب أبي أن يكون التقديم يفيد الاختصاص ووهم من ظن ذلك واستدل بقوله تعالى- فاعبد الله مخلصا له الدين- وبقوله تعالى- بل الله فاعبد- وتابعه أبو حيان وكذا صاحب الفلك الدائر واستدل بقوله تعالى- كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل- والذي أوقعهم في ظن ذلك أن الاختصاص هو الحصر وفي ذلك بحث والذي رجحه الشيخ تقي الدين السبكي في تأليف له في المسئلة تغاير هما فقال الحصر نفي غير المذكور وإثبات المذكور والاختصاص قصر الخاص من جهة خصومة فيقدم للاهتمام به من غير تعرض لنفي غيره قال وإنما جاء النفي في إياك نعبد للعمل بأن قائليه لا يعبدون غير الله ولذا لم يطرد ذلك في بقية الآيات فإن قوله- أفغير دين الله يبغون- لو جعل في معنى ما يبغون إلا غير دين الله وهمزة الإنكار داخلة عليه لزم أن يكون المنكر الحصر لا مجرد بغيهم غير دين الله وليس المراد، وكذلك آلهة دون الله تريدون المنكر إرادتهم آلهة دون الله من غير حصر انتهى.
وبعض معمولاته يقدم = على السوى إذ أصله التقدم
والاقتضا لمعدل كأول = أعطى وكالفاعل أو لخلل
يحصل بالتأخير في معناه أو = تناسب والاختصاص قد حكوا
يجوز تقديم بعض معمولات الفعل على بعض لأن أصل ذلك المعمول التقديم على غيره ولا مقتضى للمعدول عنه كالفاعل فإن أصله التقدم على المفعول لأنه عمدة والمفعول الأول في باب أعطى لأنه فاعل في المعنى إذ هو آخذ أو لأن تأخيره يورث خللا في المعنى نحو- قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه- إذ لو أخر قوله من آل فرعون لتوهم أنه متعلق بيكتم فلم يفهم أنه منهم أو لتناسب كرعاية الفاصلة نحو- فأوجس في نفسه خيفة موسى- بتقديم المجرور والمفعول على الفاعل أو للاختصاص وهو من زيادتي نحو- إن إلينا إيابهم- ذكره الشيخ بهاء الدين.
وقد يجيء عن مصدر سواه = لنكتة تدرك من فحواه
ونكتة التمييز حين حولا = فخامة تدرك حين يجتلي
هذان البيتان من زيادتي وذلك أن متعلقات الفعل تشمل المفعول والمصدر الظرف والحال والتمييز وتقدم الكلام على المفعول ولم يذكر في التخليص غيره وأشار إلى الباقي في التقديم فقط والحال ذكره في تذنيب عقب الوصل والفصل وذكره ابن الزملكاني هنا وذكر معه التمييز وذكر الطيبي المصدر، فأما المصدر فنتكلم فيه هنا من جهة النيابة عنه إما بمصدر آخر أو نحوه ولذلك نكت تدرك في محالها فمن ذلك قوله تعالى- والله أنبتكم من الأرض نباتا- والأصل إنباتا وفائدته التنبيه على تحتم القدرة وسرعة نفاذ حكمها كأن إنبات الله تعالى نفس النبات وقوله:
وإن هي أعطتك الليان فأنها = لغيرك من خلالها ستلين
أي غرتك باللين ومنحتك المحبة منحا بالغا وأما التمييز ففائدته البيان قال ابن الزملكاني وله من الفخامة في الجمل ما لا يدفع ومن محاسنه قوله تعالى- واشتعل الرأس شيبا- أسند الفعل فيه إلى الرأس وهو لشيبه فحصل فيه من الفوائد ما لا يحصل في قولك اشتعل الرأس أو الشيب في الرأس من إفادة لمعان الشيب في الرأس المشمول به وأنه قد شاع فيه واستولى عليه وأخذه من نواحيه وجوانبه حتى
[شرح عقود الجمان: 42]
لم يبق من السواد شيء وإن بقى شيء لا يعتد به ووزانه اشتعل البيت نارا فأنه يفيد إستيلاء النار عليه وشمولها له بخلاف قولك اشتعلت النار في البيت فأنه لا يفيد أكثر من وقوعها فيه ومثله: وفجرنا الأرض عيونا أفاد أن الأرض صارت عيونا كلها وأن الماء يفور من كل مكان.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباب, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir