دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 2 ربيع الثاني 1437هـ/12-01-2016م, 09:49 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

حياكم الله جميعا، ونعتذر لكم من التأخر.
سنتكلم بإذن الله بشيء من التفصيل عن الدلالات السابقة، مع إشارة يسيرة لجملة من الفوائد على سبيل المثال لا الحصر، لأن فهم هذه الدلالات هو الذي يفتح الباب لاستخراج الكثير من الفوائد السلوكية.

- عن أي شيء تتحدث الآيات؟
جاءت الآية في سياق الامتنان على العباد بخلق السماء وما جعل فيها من منافع، وحفظها من استراق الشياطين،
وبسطه الأرض وإرسائها بالجبال وإنباته فيها النبات فقال: { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ (17) إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ (18) وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)}، فلما تجلّت قدرته وعظمته وحكمته للخلق قال: { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ (21)}، فهذه القدرة وهذه الحكمة عمّت جميع المخلوقات.

- ما دلالة منطوق الآية؟
دلّت الآية على أن الله سبحانه وتعالى هو المتصرف في جميع النعم وأن خزائنها بيده سبحانه، يُنزل منها على العباد بقدر محدد وفق حكمة بالغة وعلم تامّ.

- ما دلالة
مفهوم الموافقة؟

دلّت الآية بمفهوم الموافقة على أن الرزق مكفول لكل أحد من الخلق.
قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأِرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ( 6 )) هود.

- ما دلالة مفهوم المخالفة؟
دلّت الآية بمفهوم المخالفة على أنه ليس لأحد سوى الله شيئا من هذه الخزائن، وليس على أحد سوى الله رزق أحد من العباد.

قال تعالى: { قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَانُ قَتُوراً } الإسراء.
وقال: { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ ٱلْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ ٱلنَّاسَ نَقِيراً } النساء.



- من لوازم معنى الآية.
دلّت الآية بلازمها على سبق بيان الهدى من الله تبارك وتعالى وما ينفع الناس في دينهم ودنياهم بما نزّله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم مما يستوجب شكره على سابق إنعامه.
لا شكّ أن أعظم الشكر هو صرف هذه النعم في مرضاته تبارك وتعالى.

دلالات الألفاظ والأساليب.
* قوله تعالى: (
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ)
- ماذا يفيد تنكير لفظة "شيء"؟

لفظة "شيء" أتت نكرة في سياق النفي فدلّت على العموم أي كل شيء يحتاجه العبد، كل شيء دقّ أو عظم سواء كان من أمور الدنيا أو الآخرة، سواء كان مما يحتاجه الفرد أو الجماعة.
المال، الولد، الصحة، الأمن، النصر، النجاح، العلم، الهداية، الطمأنينة، المعونة، التوفيق، الرحمة، المغفرة....
إن تصوّر الأشياء التي يشملها هذا اللفظ وتنوعها وكثرتها يشعر بسعة ملك الله سبحانه وعظمته، فيورث في القلب الخضوع لعظمته وسلطانه واستصغار الملوك سواه.
وإن التفكّر في أنواع هذه النعم ومدى حاجة المؤمن لها يشعره بشدة الافتقار إلى الله ويجعله يتلمّس السبل في تحصيلها بالقرب منه والتودد إليه والانكسار بين يديه.
كما يزجره ذلك عن مخالفة أمره كي لا يستوجب عقوبة الحرمان، قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) البقرة.

- ما الذي أفاده الحرف "إن"
"إنْ" المخفّفة تفيد توكيد الكلام.

- ما الذي أفاده الحرف "من"؟

"من" مزيدة تفيد توكيد الكلام كذلك.

- علام يدلّ أسلوب الاستثناء؟

دلّ أسلوب الاستثناء: "وإن من .....إلا" على الحصر، أي امتلاك الله وحده لجميع النعم وقدرته المطلقة على التصّرف فيها ونفيها عمن سواه، فلا يملك أحد غيره منها شيئا.


- ما الذي يفيده تقديم الخبر؟
أصل الجملة: وإن من شيء إلا خزائنه عندنا، فتقديم الخبر "عندنا" على المبتدأ يفيد الحصر أيضا.
فالآية إذًا دلّت على ملك الله المطلق للنعم وقدرته التامّة على التصرف فيها ونفي ذلك عمّن سواه بجملة من المؤكدات: "إن"، "من" ، أسلوب الاستثناء، وتقديم الخبر.

لا شك أن هذه الدلالة تفتح للعبد أبوابا كثيرة لإحسان عبودية الله تبارك وتعالى، فتأمّل.

- ما معنى إضافة الظرف إلى الله في قوله: "عندنا"؟
دلّت هذه الإضافة على صفات مالك هذه الخزائن ذي الجلال والإكرام مالك الملك، وعلى وجوب التفكر في أسمائه وصفاته وأنه رب رحيم ودود رؤوف، جواد كريم مقيت، عظيم الغنى واسع العطاء، والتنبيه على القيام بأنواع العبودية التي يقتضيها كل اسم منها.

قال تعالى في الحديث القدسي: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر).
سلام عدل، لا يظلم أحدا ولا يحابي أحدا ولا ينسى أحدا، محمود أن تكفّل برزق عباده ولم يوكل رزقهم إلى أحد من خلقه وإلا هلكوا.

- ما دلالة التكلم بصيغة الجمع "عندنا
دلّت على عظمة مالك هذه الخزائن، فتوقع في القلب مهابته ومحبته، إذ هو المالك القوي القادر، لا ينازعه أحد في ملكه، ولا يخرج مثقال ذرة عن قدرته ومشيئته.

- ما معنى "الخزائن"

الخزائن جمع خزانة وهي اسم لما تُحفظ فيه النفائس والأموال والخيرات.

- علام يدلّ لفظ "الخزائن"؟
لفظ "الخزائن" يُشعر بكثرة هذه الخيرات وعظمتها وتنوعها، وأن لكل منها خزانه، كما قال تعالى:
(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) ص، وأنها محفوظة مصانة معدّة للخلق، فتأمل عظمة ربوبية الله، وتأمل حسن تدبيره لك.

هذا اللفظ مع ما سبقه من المؤكدات التي أفادت اختصاص الله وحده بالملك والرزق والتدبير يشعر بغنى الله الكامل وعظمة ملكه واتّساعه وحسن تدبيره للعباد وتولّيه لشؤونهم، مما يوجب محبته والتعلّق به وشكره آناء الليل وأطراف النهار، قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا) إبراهيم.

- دلالة المقصد.

يتبيّن مما سبق أن مقصد قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ) الحثّ على سؤال الله سبحانه ورجاء ما عنده من النعم وما ينفع العبد في دينه ودنياه، وقطع تعلّق القلب بمن سواه، إذ لا يملكون مثال ذرة في السماوات ولا في الأرض.

قال تعالى: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ) سبأ.

وقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)) غافر.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
وقال: (من لم يسأل الله يغضب عليه)
.
وصدق من قال:
لا تسألنّ بنيّ آدم حاجة ** وسلِ الذي أبوابه لا تُوصد.
الله يغضبُ إن تركتَ سؤاله ** وبنيّ آدم حين يُسأل يغضب

وإذا كان الله وحده هو المالك لكل شيء والمتصرف في كل شيء وهو المنفرد بالرزق والتدبير، وهو القادر على إجابة السائلين دلّ ذلك على انفراده بالألوهية، إذ قدر هو وعجز غيره، فهل يعقل أن يُعبد سواه؟
قال تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (13) إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)) فاطر.

وقال
تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ (40)) الروم.

* قوله تعالى: (
وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ)
- مرجع هاء الضمير في قوله: (ننزّله).
يرجع الضمير إلى كل شيء خزائنه بيد الله سبحانه، فالله سبحانه قد تكفّل برزق العباد من هذه النعم رحمة منه وتفضّلا، سبحانه وحده هو المستحق لجميع أنواع المحامد.

- ما يفيده التعبير بوصف الإنزال.
فيه إثبات لعلو الله سبحانه على خلقه، وما يفيده هذا الإثبات من استشعار عظمته سبحانه وضعف خلقه، مما يوجب الخضوع لعظمته وصرف الأنظار إليه لا إلى سواه، قال تعالى: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) البقرة.


- ما يفيده مجيء الفعل في المضارع وعلى هذه الصيغة "ننزّله".

يفيد الفعل دوام النزول وتجدده، فعلى العبد أن يديم سؤال ربه حتى يديم عليه نزول النعمة، والسؤال كذلك يكون بالحال لا بالمقال وحده، فلا يدعو العبد بلسانه ويكذّبه عمله، بل بطاعة الله يستجلب الرزق، وبمعصيته يكون حرمانه.

قال تعالى: (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)) العنكبوت.
وقال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) الأعراف.
وقال:
(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) . المائدة.

- معنى (قدر معلوم).
أي كمٌّ محدد مقدّر من الله سبحانه.

- ما يفيده التعبير بلفظ العلم.
يوحي قوله تعالى "معلوم" بأن هذه المقادير وهذه الأرزاق قد قسّمت
بحسب ما تقتضيه حكمته وعلمه وبحسب ما يراه من مصالح العباد، لم تنزل هكذا اعتباطا، وعلى العبد أن يسلّم بتقدير الله له فإنه أعلم بما يصلحه، كما قال: ( وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) الرعد.

- علام يدلّ أسلوب الاستثناء: "وما .....إلا"؟
يدلّ على الله وحده هو المتكفّل بأرزاق العباد وقسمتها، وأن تقسيم هذه الأرزاق تقسيم ناشيء عن علم وحكمة وفق ما تقتضيه مصلحة العباد.

- مفهوم الآية.

محال على الله أن تنزل الأرزاق هكذا دون حساب وتقدير، فإن هذا منافٍ لحكمته وعدله، بل هو منزّه عن ذلك تبارك وتعالى، وقد قال عزّ من قائل:
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ) المؤمنون.
والله سبحانه له الحكمة البالغة في كل شيء:
فلو وسّع على خلقه لفسدوا، قال تعالى:
(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)) الشورى.
ومن العباد من يصلحهم الغنى، ومن العباد من يصلحهم الفقر، وهو أعلم بخلقه سبحانه،
، قال تعالى: ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ( 49 ) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجَعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ( 50 ) ) الشورى.
فعلى العبد أن يرضى بما قسمه الله له وأن يثق في حكمته وحسن تدبيره له، وأن يقوم بوظيفة العبودية لله على الحال التي اختارها له الله، إما شاكرا وإما صابرا،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له".
وليعلم أن سعة الرزق ليست بكرامة، وأن ضيق الرزق ليس بإهانة، قال تعالى:
( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا) الفجر، إنما العبرة بقيامه بوظيفته التي خُلق لأجلها.

والرزق نازل لا محالة والمؤمن إذا سأل الله فلابد أن يعطيه، هذا وعد من الله له، (ومن أوفى بعهده من الله)؟
قد يعجّل له سؤاله في الدنيا، أو يؤخره في الآخرة -وهو خير له-، أو يصرف عنه من البلاء مثله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا ، قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ ).
فعلى العبد الرضى والتسليم ينال بهما سعادة الدارين.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir