بَابُ صَوْمِ التَّطَوُّعِ وَمَا نُهِيَ عَنْ صَوْمِهِ
1/637 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: ((يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالبَاقِيَةَ)). وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: ((يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ)). وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَقَالَ: ((ذَلِكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، أوْ بُعِثْتُ فِيهِ, وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ)).رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
(عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالبَاقِيَةَ. وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ. وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَقَالَ: ذَلِكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ,أوْ بُعِثْت فِيهِ, وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
قَد اسْتُشْكِلَ تَكْفِيرُ مَا لا يَقَعُ وَهُوَ ذَنْبُ الآتِيَةِ، وَأُجِيبَ بِأَنَّ المُرَادَ أَنَّه يُوَفَّقَ فِيهَا لِعَدَمِ الإِتْيَانِ بِذَنْبٍ. وَسَمَّاهُ تَكْفِيراً لِمُنَاسَبَةِ المَاضِيَةِ, أَوْ أَنَّهُ إنْ أَوْقَعَ فِيها ذَنْباً وُفِّقَ لِلْإِتْيَانِ بِمَا يُكَفِّرُهُ.
وَأَمَّا صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَهُوَ العَاشِرُ مِنْ شَهْرِ المُحَرَّمِ عِنْدَ الجَمَاهِيرِ فَإِنَّهُ قدْ كَانَ وَاجِباً قَبْلَ فَرْضِ رَمَضَانَ, ثُمَّ صَارَ بَعْدَهُ مُسْتَحَبًّا.
وَأَفَادَ الحَدِيثُ أَنَّ صَوْمَ عَرَفَةَ أَفْضَلُ مِنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ, وَعَلَّلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرْعِيَّةَ صَوْمِ يَوْمِ الاثْنَيْنِ بِأَنَّهُ وُلِدَ فِيهِ أَوْ بُعِثَ فِيهِ وأُنْزِلَ عَلَيْهِ فِيهِ, وَكَأَنَّهُ شَكٌّ مِن الرَّاوِي, وَقَد اتُّفِقَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ فِيهِ وَبُعِثَ فِيهِ.
وَفِيهِ دَلالَةٌ عَلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي تَعْظِيمُ اليَوْمِ الَّذِي أَحْدَثَ اللَّهُ فِيهِ عَلَى عَبْدِهِ نِعْمَةً بِصَوْمِهِ وَالتَّقَرُّبِ فِيهِ, وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ أُسامَةَ تَعْلِيلُ صَوْمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ بِأَنَّهُ يَوْمٌ تُعْرَضُ فِيهِ الأَعْمَالُ وَأَنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلُهُ وَهُوَ صَائِمٌ. وَلا مُنَافَاةَ بَيْنَ التَّعْلِيلَيْنِ.