دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 13 ربيع الثاني 1438هـ/11-01-2017م, 09:50 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

تطبيق على درس أسلوب التقرير العلمي
قال تعالى:(ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون) سورة البقرة (78)

* في هذه الآية (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون) إخبار عن الطائفة الثالثة من طوائف اليهود وقد سبقتها آيات قبلها في الحديث عن الطائفة الأولى والثانية قال تعالى:(أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون* وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون).

*وفيها ذم لليهود الذين أخذوا ما أنزل إليهم أخذا مجردا عن الفهم والعمل به، مكتفين بقراءته وسماعه فقط دون العمل مع قدرتهم على ذلك، وفي ضمنه تنبيه للمؤمنين وتحذيرا لهم من أن يسلكوا مسلكهم، وبيان أن الأصل فيما أنزل الله من القرآن وغيره من الكتب السماوية هو الفهم الصحيح الموجب للعمل بما جاء فيه وأنه مقدم على القراءة والسماع المجردان من الفهم والعمل.

قال تعالى:(ومنهم أميون)
· مرجع الضمير في (منهم) فيه عدد من الأقوال:
1/ أنه يرجع إلى اليهود الذين قص الله عنهم في الآيات السابقة. قاله أبو العالية والربيع ومجاهد. ذكر هذا الطبري والقرطبي وابن الجوزي وابن عطية وابن عادل وابن عثيمين.
2/ أنه يرجع إلى أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى. قاله مجاهد. ذكره ابن كثير.
3/ أنه يرجع إلى نصارى العرب. قاله عكرمة والضحاك. ذكره ابن عطية وابن عادل.
4/ أنه يرجع إلى قوم كانوا أهل كتاب فسلبهم الله كتابه بسبب ذنوبهم. ذكره ابن كثير والقرطبي وابن عطية وابن عادل.
6/ أنه يرجع إلى المجوس. قاله علي بن أبي طالب. ذكره ابن عطية
والجمهور على القول الأول لسياق الآيات قبله، إذ كله في الحديث عن اليهود.

· وجاء معنى الأميين. على قولين:
*الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب. قاله أبو العالية والربيع وقتادة ومجاهد. ذكره
وابن كثير والماوردي وابن عطية وابن الجوزي وابن عادل.
قال تعالى:(وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون).
* وقيل: هو من لا يقر لا بكتاب ولا برسول. قاله ابن عباس. ذكره ابن كثير والقرطبي والطبري والماوردي. وقال ابن كثير هذا الاسناد فيه نظر، ورده الطبري أيضا وقال إنه قول مرفوض لأنه خالف ما تعارف عليه العرب من أن الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب.
· والمراد بالأميين. هو كما سبق في مرجع الضمير (منهم)
_فقيل هم العامة من اليهود الذين ليس لهم علم أو هم نصارى العرب، أهل الكتاب، أو هم المنافقين، أو هم مجوس العرب. والراجح القول الأول.

· وسبب تسميتهم بالأميين.
*لهم في ذلك عدد من الأقوال:
الأول: أن ذلك من نسبته إلى الأُمَّة؛ كما يقال عندنا العامة. وحجة القائلين بهذا القول: أن الأُمَّة هو بيان لحال الأمة قبل أن تعرف القراءة. وقيل: بل هي القامة والخلقة. ذكره ابن كثير والقرطبي وابن عاشور، وابن عطية وابن الجوزي وابن عادل والزجاج.
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم (إنا أمة أمية لا نقرأ ولا نكتب).
الثاني: وقيل بل ذلك منسوب إلى الأم؛ والقائلون بهذا القول حجتهم: أنه بقي على الحالة التي وُلد بها فلم يكتسب علما، أو بحال أمه إذ أن النساء لا شغل لهن بالكتاب سابقا. وهو قول ثان لابن عاشور وابن الجوزي، وابن عطية والطبري. وقد رد هذا القولابن عاشور، بأن ذلك غير صحيح، وأن نسبته إلى أمه إذا صحت لقيل أمهي؛ فإن النسب يرد الكلمات إلى أصولها.
الثالث: أنه يرجع إلى الأمَة المملوكة لأنها لم تتعلم الكتابة ولا القراءة فهي على
جبلتها التي خلقها الله عليها وهذا القول لابن عطية.
الرابع: وقيل لأنهم لم يصدقوا بأم الكتاب بعد نزول الكتاب عليهم. قاله ابن عباس وأبو عبيدة. ذكره القرطبي وابن عادل.
*واختار ابن جرير القول الأول. ذكره ابن كثير ورجحه ابن عاشور.
قال تعالى:(لا يعلمون الكتاب إلا أماني)
· المراد بالكتاب.
التوراة قاله أبو جعفر وأبو العالية ومجاهد ذكره الطبري وابن عطية وابن عاشور والشنقيطي.
وقيل: المراد بها مصدر كتب. أي: لا يعلمون الكتابة. ذكره ابن عاشور في قول ثان له. وهذا القول بعيد كما قال ابن عاشور.
· نوع الاستثناء في الآية (إلا).
الاستثناء في الآية منقطع، ومعناه هنا: لكن. ومثله قوله تعالى:(ومالهم بذلك من علم إلا اتباع الظن).ذكره القرطبي والماوردي وبن عاشور والشنقيطي.
قال الشاعر:
حلفت يمينا غير مثنوية .... ولا علم إلا حسن ظن بصاحب.

· (أمانيّ).
_جمهور القراء على التشديد في الياء، وقرأ الحسن، وأبو جعفر، وشيبة، ونافع في بعض ما روي عنه بالتخفيف.
*ومن قرأ بالتخفيف حجتهم: أنها من أمنية أصلها أمْنُويَة على وزن أفْعُولَة ويجمع هذا الوزن على أفاعل.
*ومن قرأها بالتشديد: قال أن جمعها على وزن أفاعيل؛ فتكون (أمانيي) فأدغمت الياء في الياء. ذكره ابن عطية وابن عاشور وابن عادل والزجاج.

*واختلف العلماء في معنى (أمانيّ):
1/ أنه من التمني والتكلف لحصول شيء متعذر. ومصدره أمنية.
قال كعب بن زهير:
فلا يغرنك ما منت وما وعدت... إن الأماني والأحلام تضليل
وهو إذا سمع الرجل شيئا بظنه تمنى أن يكون من كتاب الله. وهو مروي عن ابن عطية وابن الجوزي وابن عاشور
2/ قال ابن عباس هي الأحاديث. ذكره ابن كثير والطبري.
3/ وقال مجاهد هي الكذب. ذكره ابن كثير والطبري والقرطبي والماوردي وابن الجوزي.
ومنه قول عثمان: ما تمنيت منذ أسلمت.
4/ وجاء عن أبو العالية والربيع وأبو قتادة يتمنون على الله ما ليس لهم. وهو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وأضاف: قالوا نحن من أهل الكتاب وليسوا منهم. ذكره ابن كثير والطبري والماوردي ومفهوم من قول الشنقيطي.
5/ من القراءة وهو تلاوته للكتاب. وقد نقله كذلك ابن عطية وابن الجوزي وابن عاشور والزجاج. ورد الشنقيطي هذا القول، وقال: لا يتناسب لأن الأمي في الأصل لا يقرأ. بينما قال ابن عثيمين: هي القراءة دون فهم للمعنى، ومن لم يفهم المعنى فهم في حكم من يقرأ.
قال تعالى:(إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته)
ومنه قول حسان في رثاء عثمان بن عفان:
تمنى كتاب الله أول ليله..... وآخره لاقى الحمام المقادر.
*ويمكن الجمع بين الأقوال:
فاليهود منهم من كان جامعا للتوراة، قارئا لها، لكن بعيدين عن العلم والفهم الذي يوجب لهم العمل فلم ينفعهم ذلك إذا خالفوا الأصل الذي لأجله أنزل الكتاب وهو الفهم الصحيح ثم العمل، واليهود منهم منافقين كما قال الشيخ بن عيثمين يدعون أنهم من أهل الكتاب، ومنهم الأتباع المقلدين لرؤسائهم، ومنهم أصحاب الأماني الباطلة.
وهذه وإن كانت في حق اليهود كما دلت عليه النصوص؛ فإن فيه أيضا تنبيه للمؤمنين وتحذير لهم، بأن من أكرمه الله بحمل الكتاب ولم يعمل به، كان بمنزلة الأمي وإن جمعه كاملا لا يسقط منه حرفا. بل قد يدخله ذلك في باب الوعيد كما دلت بذلك الأحاديث الصحيحة.
قال تعالى:(وإن هم إلا يظنون).
· معنى إن.
(وإن) نافية وهي بمعنى وما. ذكره القرطبي وابن عطية.
· معنى الظن.
*قال ابن عطية: الظن: هو الميل لأحد الجائزين.
*وذكر ابن كثير قولا لمجاهد أن معنى يظنون: يكذبون.
وفي قوله تعالى:(وإن هم إلا يظنون).
*قال قتادة: ليسوا على يقين فإن كذب الرؤساء أو صدقوا تابعوهم. ذكره ابن الجوزي.
وجاء عن قتادة وأبو العالية والربيع: يظنون الظنون بغير الحق. ذكره ابن كثير.
*ولا يخفى على عاقل أن من لم يكن له علم ولا فهم يقوده إلى الحق، فهو إما ساع بظنه بعيد عن اليقين، أو تابع لكل ناعق؛ وأني يتبين له الحق وليس له نصيب من العلم والفهم، وفقْد العلم وعدم الفهم يوردان العبد موارد الهلاك جنبنا الله واياكم، ورزقنا العلم النافع الذي يقود لرضوانه.

والحمد لله رب العالمين.






المراجع:
1/ المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز. لأبي محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي.
2/ الجامع لأحكام القرآن. شمس الدين القرطبي.
3/ تفسير القرآن العظيم. لابن كثير.
3/ جامع البيان عن تأويل آي القرآن. ابن جرير الطبري
4/ التحرير والتنوير. لمحمد الطاهر بن محمد عاشور ت(1393) ه
5/ النكت والعيون. للماوردي.
6/ زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي.
7/ اللباب في علوم الكتاب. لابن عادل.
8/ معاني القرآن. للزجاج.
9/ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن. للشيخ العلامة محمد الأمين بن محمد الجكني الشنقيطي.
10/ تفسير القرآن الكريم. الفاتحة والبقرة لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir