دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1439هـ/19-01-2018م, 12:35 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم السادس من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم السادس من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 75-92)



حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: معنى الربّانيّ في قوله تعالى: {ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.
2: معنى قوله تعالى: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها}.




تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.
- يجب ذكر مصادر البحث في نهاية كل تطبيق.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 جمادى الأولى 1439هـ/21-01-2018م, 12:08 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

تحرير القول في "وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها."
1 قيل أسلامه يعني اقراره بأن الله خالقه وربه وأن أشرك معه في العبادة غيره. ذكر ذلك ابن جرير عن مجاهد وذكره أيضا عن أبي العالية
2 قيل بل اسلام الكاره منهم كان حين أخذ منه الميثاق فأقر به ذكره ابن جرير عن ابن عباس
3 وقيل المقصود به سجود الذلة ذكره ابن جرير عن مجاهد
4 وقيل بل اسلامه بقلبه في مشيئة الله واستقادته لأمره وأن أنكره الوهيته بلسانه ذكره ابن جرير عن عامر
5 أسلام من أسلم من الناس كارها حذر السيف على نفسه ذكره ابن جرير عن الحسن.
وذكره أيضا عن الوراق
6 أن أهل الايمان أسلموا طوعا وأن الكافر أسلم في حال المعاينة حين لا ينفعه اسلام كرها
ذكره ابن جرير عن قتادة

7 عبادة الخلق لله عزوجل ذكره ابن جرير عن ابن عباس.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 جمادى الأولى 1439هـ/22-01-2018م, 10:59 AM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السادس من تفسير سورة آل عمران
حرّر القول في :
1: معنى الربّانيّ في قوله تعالى: {ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}
.
الرباني في اللغة : هو المنسوب إلى الرّبّان: الّذي يربّ النّاس، وهو الّذي يصلح أمورهم ويربّها، ويقوم بها ، يقال منه: ربّ أمري فلانٌ فهو يربّه ربًّا وهو رابّه، فإذا أريد به المبالغة في مدحه قيل: هو ربّان، كما يقال: هو نعسان، من قولهم: نعس ينعس ,
قال المبرد : الربانيون أرباب العلم ، واحدهم ربان ، من قولهم : ربه يربه فهو ربان إذا دبره وأصلحه ; فمعناه على هذا يدبرون أمور الناس ويصلحونها . والألف والنون للمبالغة كما قالوا ريان وعطشان .
وقيل : منسوب إلى الرب . والرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ; وكأنه يقتدي بالرب سبحانه في تيسير الأمور .

اختلف المفسرون في المراد بالرباني على أقوال :
القول الأول : الحكماء الفقهاء العلماء ، الذين يتميزون بالعلم
روي هذا القول عن ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وابن رازين
قال محمد بن جرير الطبري (ت310ه) :
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولكن كونوا ربّانيّين} يقول: كونوا حكماء فقهاء.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن عوفٍ، عن الحسن، في قوله: {كونوا ربّانيّين} قال: كونوا فقهاء علماء.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: الرّبّانيّون: الفقهاء العلماء، وهم فوق الأحبار.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولكن كونوا ربّانيّين} قال: كونوا فقهاء علماء.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ: {كونوا ربّانيّين} قال: حكماء علماء.
قال ابن أبي حاتم الرازي (ت327ه) :
- حدّثنا أحمد بن الفضل العسقلانيّ، ثنا عليّ بن الحسن المروزيّ، ثنا إبراهيم بن رستم عن قيسٍ، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية كونوا ربّانيّين قال: هم الفقهاء المعلّمون.
القول الثاني : الحكماء الحلماء الأتقياء ، الذين يتميزون بالعمل
روي هذا القول عن سعيد بن جبير ، والحسن
قال ابن جرير الطبري (ت310ه)
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، قوله: {كونوا ربّانيّين} قال: حكماء أتقياء
قال ابن أبي حاتم الرازي (ت327ه) :
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن مصور قال: سألت الحسن عن قوله: ولكن كونوا ربّانيّين يقول:كونوا أهل عبادةٍ، وأهل تقوى للّه.
القول الثالث : ولاة النّاس وقادتهم
روي هذا القول عن ابن زيد
قال محمد بن جرير الطبري (ت310ه)
- حدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: سمعت ابن زيدٍ، يقول في قوله: {كونوا ربّانيّين} قال: الرّبّانيّون: الّذين يربون النّاس، ولاة هذا الأمر، يربونهم: يلونهم وقرأ: {لولا ينهاهم الرّبّانيّون والأحبار} قال: الرّبّانيّون: الولاة، والأحبار: العلماء
أقوال العلماء في معنى الرباني :
قال ابن عطية : فجملة ما يقال في الرباني إنه العالم بالرب والشرع المصيب في التقدير من الأقوال والأفعال التي يحاولها في الناس
قال القرطبي : فمعنى الرباني العالم بدين الرب الذي يعمل بعلمه ; لأنه إذا لم يعمل بعلمه فليس بعالم
قال النحاس : والرباني الذي يجمع إلى العلم البصر بالسياسة ; مأخوذ من قول العرب : رب أمر الناس يربه إذا أصلحه وقام به ، فهو راب ورباني على التكثير .
قال أبو عبيدة : سمعت عالما يقول : الرباني العالم بالحلال والحرام والأمر والنهي ، العارف بأنباء الأمة وما كان وما يكون
قال طنطاوي في الوسيط : والمراد بالرباني: الإنسان الذي أخلص الله- تعالى- في عبادته، وراقبه في كل أقواله وأفعاله، واتقاه حق التقوى، وجمع بين العلم النافع والعمل به، وقضى حياته في تعليم الناس وإرشادهم إلى ما ينفعهم.

الراجح : أن الرباني هو الذي يشمل هذا كله ، وقد رجح ابن جرير الجمع بين هذه الأقوال
قال ابن جرير : والرّبّانيّ: العالم بالفقه والحكمة من المصلحين، يربّ أمور النّاس بتعليمه إيّاهم الخير، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم، وكان كذلك الحكيم التّقيّ للّه، والوليّ الّذي يلي أمور النّاس على المنهاج الّذي وليه المقسطون من المصلحين أمور الخلق بالقيام فيهم، بما فيه صلاح عاجلهم وآجلهم، وعائدة النّفع عليهم في دينهم ودنياهم.
فالرّبّانيّون إذًا، هم عماد النّاس في الفقه والعلم وأمور الدّين والدّنيا، ولذلك قال مجاهدٌ: وهم فوق الأحبار، لأنّ الأحبار هم العلماء. والرّبّانيّ: الجامع إلى العلم والفقه البصر بالسّياسة والتّدبير والقيام بأمور الرّعيّة، وما يصلحهم في دنياهم ودينهم)

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 جمادى الأولى 1439هـ/22-01-2018م, 03:12 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الرحمن الرحيم
معنى قوله تعالى : ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ [آل عمران: ٨٣]
أختلف أهل التفسير في معنى طوعا وكرها إلى سبعة أقوال:
أحدها: أن إسلام الكل كان يوم الميثاق طوعا و كرها ، حين قال لهم: " ألست بربكم قالوا بلى " [الأعراف: ١٧٢ قاله ابن عباس، رواه ابن جرير عن طريق مجاهد عنه ،
والثاني: أن المؤمن يسجد طائعا، والكافر يسجد ظله وهو كاره، قاله مجاهد في تفسيره ورواه ابن جرير عنه من طريق ليث عنه ومن طريق ابن أبي نجيح ومن طريق عبد الله بن كثير عنه . بدليل: " ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال " [الرعد: ١٥
والثالث: أن الكل أقروا له بأنه الخالق، وإن أشرك بعضهم، فإقراره بذلك حجة عليه في إشراكه، هذا قول أبي العالية، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن طريق الربيع عنه ،وقول مجاهد رواه ابن جرير عن طريق منصور عن مجاهد .
والرابع: أن المؤمن أسلم طائعا، والكافر أسلم مخافة السيف، هذا قول الحسن. رواه عنه ابن جرير عن طريق عباد بن منصور عنه .
والخامس: أن المؤمن أسلم طائعا، والكافر أسلم حين رأى بأس الله حال المعاينة ، فلم ينفعه في ذلك الوقت ،قال الله تعالى: ﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾ [غافر: ٨٥]، هذا قول قتادة. رواه ابن جرير عن طريق سعيد وطريق معمر عنه ، ورواه ابن أبي حاتم وعبد الرزاق عن طريق معمر عنه .
والسادس: أن إسلام الكل خضوعهم لنفاذ أمره في جبلتهم، لا يقدر أحد أن يمتنع من جبلة جبله عليها، ولا على تغييرها، هذا قول الزجاج، وهو معنى قول الشعبي: انقاد كلهم له، رواه عنه ابن جرير وابن أبي حاتم عن طريق جابر عنه .
السابع : أيْ: عبادةُ الخلق لله عز وجل
في هذه الآية ينكر الله تعالى على من ابتغى دين غير دين الله الذي ارسل به رسوله ،بأن يعبدوه وحده لا شريك له ، وله أنقاد جميع خلقه ، في السموات والأرض ، قال تعالى : ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾ [الرَّعْدِ:١٥]رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس عن طريق علي بن أبي طلحة عنه .

والأقوال في معنى طوعا وكرها ، لا تضاد بينها ، فجميع خلقه خاضعين لتدبيره وقضائه فيهم وتصريفه لاحوالهم من ملائكة ومؤمنين وكفار وجميع المخلوقات في السماء والأرض ، فكل خلقه خاضعين طوعا عدا الكافر فهو مستسلم لقضائه وأمره مكرها فهو تحت قهره وسلطانه ، ومنهم من آمن بشرع الله ودينه ولكن بالسيف ، وفي الصحيح ،قال صلى الله عليه وسلم :"عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل"
المؤمن بالإضافة إلى إنقياده لأمر الله وتدبيره راضيا مستسلما له فهو منقاد لشرعه ودينه بقلبه وقالبه .

المراجع : تفسير الطبري ومجاهد وعبد الرزاق وقتادة وابن ابي حاتم والزجاج وابن كثير والماوردي وابن الجوزي والقرطبي وابن عطية وغيرهم
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد انه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 جمادى الأولى 1439هـ/22-01-2018م, 03:34 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: معنى الربّانيّ في قوله تعالى: {ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.
جاء المعنى على أقوال هي:
القول الأول :حكماء
&حكماء علماء :قاله ابن عباس وأبو رزين وعطاء الخرساني
-ما قاله ابن عباس رواه ابن أبي حاتم الرازي عن يونس بن حبيبٍ، ثنا أبو داود، ثنا سليمان بن معاذٍ عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ كونوا ربّانيّين قال: حلماء علماء حكماء.
-أما ما قاله أبو رزين رواه النهدي وابن جرير من طريق سفيان عن منصور ورواه سعيد الخراسانني عن جرير عن منصور عنه
&حكماء أتقياء:قاله سعيد بن جبير
- ما قاله سعيد بن جبير رواه ابن جرير عن يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن عطاء بن السّائب، عنه .
&حكماء فقهاء :قاله ابن عباس وسعيد بن جبير والسدي
ما قاله ابن عياس رواه ابن جرير عن محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عنه
ورواه ابن جرير عن المنجاب قال: حدّثنا بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ .
- أما ما قاله سعيد بن جبير رواه ابن جرير عن ابن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عنه .
-أما ما قاله السدي رواه ابن جرير عن محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ،

القول الثاني:فقهاء
&فقهاء علماء :قاله الحسن وقتادة ومجاهد والضحاك ويحيى بن عقيل
- ما قاله الحسن رواه ابن جرير عن يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن عوفٍ، عنه
- ما قاله قتادة رواه ابن حرير عن بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عنه
- ما قاله مجاهد رواه ابن جرير عن يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: الرّبّانيّون: الفقهاء العلماء، وهم فوق الأحبار.
- ما قاله الضحاك رواه ابن أبي حاتم الرازي عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: أخبرنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {كونوا ربّانيّين} يقول: كونوا فقهاء علماء.
-ما قاله يحيى بن عقيل رواه ابن جرير عن عن المنجاب، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي حمزة الثّماليّ، عنه
- ما قاله مجاهد رواه ابن جرير عن محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كونوا ربّانيّين} قال: فقهاء
ورواه ابن جرير من طرق أخرى
&فقهاء معلمون:قاله ابن عباس
- ما قاله ابن عباس رواه ابن أبي حاتم الرازي عن أحمد بن الفضل العسقلانيّ، ثنا عليّ بن الحسن المروزيّ، ثنا إبراهيم بن رستم عن قيسٍ، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية كونوا ربّانيّين قال: هم الفقهاء المعلّمون

القول الثالث:
&هم ولاة النّاس وقادتهم.قاله ابن زيد
- ما قاله ابن زيد رواه ابن جرير عن يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: سمعت ابن زيدٍ، يقول في قوله: {كونوا ربّانيّين} قال: الرّبّانيّون: الّذين يربون النّاس، ولاة هذا الأمر، يربونهم: يلونهم وقرأ: {لولا ينهاهم الرّبّانيّون والأحبار} قال: الرّبّانيّون: الولاة، والأحبار: العلماء

القول الرابع:
&أهل عبادةٍ، وأهل تقوى للّه : قاله الحسن
ما قاله الحسن رواه ابن أبي حاتم الرازي عن الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن مصور عن الحسن


&التوجيه والترجيح:
ذكر في مقاييس اللغة لابن فارس أن كلمة (رَبَّ) لها عدة معاني منها:
-المصلح للشيء
-المالك ،الخالق ،الصاحب
-الملازم للشيء المقيم عليه
والله جلّ ثناؤه هو الربّ لأنه المصلح لخلقه القائم على شؤونهم المالك الخالق الصاحب
وَالرِّبِّيُّ: الْعَارِفُ بِالرَّبِّ.
يتبين من تخريج الأقوال لكلمة (ربانيون ) :أنها جمع ربّاني نسبةً إلى اسم الربّ . وزيدت الألف والنون للمبالغة (ربان ) على وزن فعلان ،كما في لحيانيّ وشعرانيّ .والربانيّ: هو الذي يربي النّاس ويعلمهم ويصلح أمورهم ويقوم على شؤونهم .
ومما تستلزمه هذه الصفات العلم والحكمة والفقه والحلم والعبادة والتقوى .فالربانيّ لا بد أن يكون فقيه عالم حكيم حليم عابد تقي .
وبذلك يتبين أن جميع الأقوال السابقة جائزة على المعنى من باب اختلاف التماثل

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 جمادى الأولى 1439هـ/22-01-2018م, 03:36 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

المراجع :جميع ماورد في جمهرة العلوم وغيرها من المراجع كالماوردي والقرطبي وابن عاشور وابن عطية وابن كثير وابن الجوزي ومقاييس اللغة لابن فارس وغيرها

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 جمادى الأولى 1439هـ/23-01-2018م, 11:58 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:

2: معنى قوله تعالى: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها}.
أختلف أهل التفسير في معنى طوعاً وكرهاً إلى أقوال سبعة هي :
1/فقال بعضهم: إسلامه، إقراره بأنّ الله خالقه وربُّه، وإن أشرك معه في العبادة غيرَه، قول مجاهد: " وله أسلم من في السموات والأرض "، قال: هو كقوله: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ .
قول أبي العالية في قوله: " وله أسلم من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا وإليه تُرجعون "، قال: كل آدميّ قد أقرّ على نفسه بأن الله ربّي وأنا عبده. فمن أشرَكَ في عبادته فهذا الذي أسلم كَرْهًا، ومن أخلص له العبودة ،فهو الذي أسلم طوعًا. رواه ابن جرير
2/وقيل بل إسلام الكاره منهم، كان حين أخذَ منه الميثاق فأقرَّ به. رواه ابن جرير عن طريق مجاهد، عن ابن عباس: " وله أسلم من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا "، قال: حين أخذَ الميثاق. رواه الطبري
3/ وقيل عنى بإسلام الكاره منهم، سُجودَ ظله.قاله مجاهد في تفسيره ، ورواه ابن جرير عنه من طريق ليث عنه ومن طريق ابن أبي نجيح ومن طريق عبد الله بن كثير .
4/ وقيل بل إسلامه بقلبه في مشيئة الله، واستقادته لأمره وإن أنكر ألوهته بلسانه. قاله جابر عن عامر رواه ابن جرير .
5/ وقيل عنى بذلك إسلام من أسلم من الناس كرْهًا، حَذَر السيف على نفسه. قاله الحسن ومطر الوراق ورواه ابن جرير
وقال الكلبي : طوعا الذي ( ولد ) في الإسلام ، وكرها الذين أجبروا على الإسلام ممن يسبى منهم فيجاء بهم في السلاسل ،رواه البغوي
6/ وقيل أنّ أهل الإيمان أسلموا طوعًا، وأنّ الكافر أسلم في حال المعاينة، حينَ لا ينفعه إسلامٌ، كرهًا. قول قتادة رواه ابن جرير عن طريق عباد بن منصور
7/ وقيل معناه : أيْ: عبادةُ الخلق لله عز وجل. قول ابن عباس رواه الطبري عن طريق أبي طلحة .
رواه ابن كثير عن منصور ، عن مجاهد : ( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها ) قال : هو كقوله : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) .
فالمعنى العام ، المؤمن منقاد لربه قلباً وقالباً ، منصاع لأوامره، محتكم لأمره ، راضي بقضائه وقدره. ، لكن الكافر منسخر لأمر الله ، مستسلم لقضائه وقدره وهو كاره ، فلا تعارض بينهما .
المراجع. تفسير الطبري، والبغوي ، وابن كثير ، والقرطبي ، والسعدي ،وابن عطية والماوردي وغيرهم.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 جمادى الأولى 1439هـ/24-01-2018م, 09:18 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
‎1: معنى الربّانيّ في قوله تعالى: {ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}

الرَّبَّانِيُّونَ) واحدهم رَبَّانِيّ وهم: العلماء المعلمون .
قال "ابن عطية" اختلف النحاة في هذه النسبة، فقال قوم: هو منسوب إلى الرب من حيث هو العالم ما علمه، العامل بطاعته، المعلم للناس ما أمر به، وزيدت الألف والنون مبالغة .
وقال المبرد: الربانيون أرباب العلم، واحدهم ربان، من قولهم: ربه يربه فهو ربان إذا دبره وأصلحه، فمعناه على هذا يدبرون أمور الناس ويصلحونها. والألف والنون للمبالغة كما قالوا ريان وعطشان، ثم ضمت إليها ياء النسبة كما قيل: لحياني وجماني.

وذكر المفسرون لهذه التسمية أقوالاً عدة، نقلوها عن من قال بها من السلف وصفاً للذي منحه الله هذا الفضل وأكرمه بهذا الشرف،وهذا يدل على بلاغة القرآن وسعة معانية حيث أن الكلمة الواحدة تحتوي على كل هذه الأوصاف العديدة والمعاني البليغة .
قال ابن عباس،وأبي رزين،(الرَّبَّانِيُّونَ) هم الحكماء العلماء،وقال الحسن ومجاهد ،هم الفقهاء العلماء،وقال سعيد ابن جبير،وقتادة ،والضحاك، والربيع بن إنس ، هم الحكماء الأتقياء،
وقال مجاهد، هم العلماء الفقهاء وهم فوق الأحبار ،
قال النحاس: وهو قول حسن، لأن الأحبار هم العلماء، والرباني الذي يجمع إلى العلم البصر بالسياسة،
وقال ابن زيد، الربانيون ،الذين يربون الناس ،
وقيل الربانِـي: العالم الرّاسخ في العلم والدين، أو الذي يطلب بِعلمِه وجه اللّه، وقيل: العالم، العامِلُ،
الـمُعلم؛ وقيل: الربانِـي: العالي الدرجة في العلم

وقال ابن جرير: وأولى الأقوال عندي بالصواب في"الربانيين" أنهم جمع"رباني"، وأن الرباني المنسوب إلى"الرَّبَّان"، الذي يربُّ الناسَ، وهو الذي يُصْلح أمورهم، ويربّها، ويقوم بها.
وقال محمد بن الحنفية يوم مات أبن عباس: اليوم مات رباني هذه الأمة، يعني بذلك أنه مثال العالم الرباني لرسوخه في العلم والدين وعلوه فيه،وطلبه به وجه الله تعالى، ولأنه يربي الناس بصغار العلم قبل كبارها بعلمه وتعليمه
ونظير هذا قوله تعالى: (إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)
قال ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة ،الكنود الكفور ،وقال الحسن البصري، هو الكفور الذي يعد المصائب وينسى نعم ربه،
وروي عن ابن عباس أيضا أنه قال: الكنود ، بلسان كندة وحضرموت: العاصي، وبلسان ربيعة ومضر: الكفور. وبلسان كنانة: البخيل السيئ الملكة .
قال المبرد: الكنود: المانع لما عليه.
قال أبو بكر الواسطي:الكنود: الذي ينفق نعم الله في معاصي الله .
وقال أبو بكر الوراق:الكنود الذي يرى النعم من نفسه وأعوانه .
وقال الترمذي :الذي يرى النعمة ولايرى المنعم
وقيل هو الحقود الحسود
قال القرطبي:(هذه الأقوال كلها ترجع إلى معنى الكفران والجحود، وقد فسر النبي ﷺ معنى الكنود بخصال مذمومة وأحوال غير محمودة، فإن صح فهو أعلى ما يقال ولا يبقى لاحد معه مقال ).
‎وهذا مثال بديع لحسن بيان القرآن الكريم، ودلالته على المعاني العظيمة بألفاظ وجيزة.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 جمادى الأولى 1439هـ/24-01-2018م, 09:24 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

المراجع :جميع ماورد في جمهرة العلوم وغيرها من المراجع كالماوردي وابن المنذر والقرطبي وابن عاشور وابن عطية وابن كثير وابن الجوزي والدر المصون وغيرها.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 9 جمادى الأولى 1439هـ/25-01-2018م, 07:46 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: معنى الربّانيّ في قوله تعالى: {ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.

اختلف العلماء على معنى الرباني على قولين :
القول الأول :منسوب إلى الرب من التربية و وهو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ويقوم بإصلاح الشيء وتمامه .
وهذا القول قاله ابن زيد وذكره ابن جرير والنحاس و الماوردي والأصفهاني و ابن عطية والبغوي والقرطبي وابن منظور والفيرز آبادي وابن عاشور .
وهذا القول مبني على اشتقاق اللفظة والتفسير باشتقاق اللفظة .
التخريج :
وأما قول ابن زيد :
فرواه ابن جرير من طريق ابن وهبٍ عن ابن زيدٍ.
القول الثاني :منسوب إِلى الرَّبَّان وهو العالم بدين الرب الذي يعمل به ، وهم الأتقياء .
وهذا القول قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن و سعيد بن جبير والضحاك والسدي و أبي رزين وإبراهيم و عطاء الخراساني ويحي بن عقيل و ذكره الصنعاني وابن جرير والزجاج والنحاس و الماوردي والأصفهاني والزمخشري وابن عطية والبغوي وابن الجوزي والقرطبي و ابن كثير وابن منظور و الفيروزآبادي .
وهذا القول مبني على التفسير بلازم المعنى .
التخريج :
أما قول ابن عباس :
فرواه أبو حاتم من طريق أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس، ورواه ابن جرير من طريق محمّد بن سعدٍ عن أبيه عن عمّه عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، ورواه ابن جرير من طريق عن عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاس.
أما قول مجاهد :
فرواه أبو حاتم من طريق عن ابن عيينة عن حميد الأعرج عن مجاهد، ورواه ابن جرير و سعيد بن منصور في سننه من طريق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
وأما قول قتادة :
فرواه ابن جرير من طريق سعيدٌ عن قتادة.
وأما قول الحسن :
فرواه أبو حاتم من طريق عباد بن منصور عن الحسن ، ورواه الدارمي من طريق حفص عن أشعث بن سوار عن الحسن، ورواه ابن جرير من طريق هشيمٌ عن عوفٍ عن الحسن.
وأما قول سعيد بن جبير :
فرواه الدارمي من طريق عن أبي إسحاق الفزاري ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير.
وأما قول الضحاك :
فرواه أبو حاتم وابن عبد البر من طريق ميمون أبي عبد الله الوراق الخراساني عن الضحاك ، ورواه أبو حاتم من طريق أحمد بن بشير عن جويبر عن الضحاك ، ورواه ابن جرير من طريق عبيد بن سليمان عن الضّحّاك.
وأما قول السدي :
فرواه ابن جرير من طريق أسباطٌ، عن السّدّيّ .
وأما قول أبي رزين :
فرواه ابن جرير و ابن أبي الدنيا من طريق عن سفيان عن منصور عن أبي رزين ، ورواه سعيد بن منصور من طريق جرير عن منصور عن أبي رزين ،ورواه عبد الرزاق من طريق معمر عن منصور بن المعتمر عن أبي رزين ، ورواه ابن جرير أيضا من طريق عن عمرٍوعن منصورٍعن أبي رزينٍ.
وأما قول إبراهيم :
فرواه أبو حذيفة النهدي من طريق سفيان عن منصورٍ عن إبراهيم.
وأما قول عطاء الخراساني :
ورواه الرملي في تفسير عطاء الخراساني من طريق رشدين بن سعدٍ عن يونس بن يزيد عن عطاءٍ الخراساني.
وأما قول يحي بن عقيل :
فرواه ابن جرير من طريق بشر بن عمارة، عن أبي حمزة الثّماليّ، عن يحيى بن عقيلٍ.

الدراسة :
كلا القولين صحيح ومتلازمان .
قال السجستناني في غريب القرآن : إِنَّمَا قيل للفقهاء الربانيون؛ لأَنهم يربون الْعلم، أَي يقومُونَ بِهِ
قال الأصفهاني في غريب القرآن : وقيل: هو منسوب إلى الرّبّ الذي هو المصدر، وهو الذي يربّ العلم كالحكيم، وقيل: منسوب إليه، ومعناه، يربّ نفسه بالعلم، وكلاهما في التحقيق متلازمان، لأنّ من ربّ نفسه بالعلم فقد ربّ العلم، ومن ربّ العلم فقد ربّ نفسه به.

===============
مصادر البحث :
جامع البيان للطبري
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .
النكت والعيون للماوردي .
غريب القرآن للأصفهاني .
المحرر الوجيز لابن عطية .
تفسير المشكل من غريب القرآن للنحاس .
معاني القرآن للزجاج .
غريب القرآن للسجستناني .
تفسير القرآن العظيم لابن كثير .
الكشاف للزمخشري
تفسير عبد الرزاق الصنعاني .
تفسير أبو حاتم .
الحلم لابن أبي الدنيا .
تفسير البغوي
التحرير والتنوير لابن عاشور .
تفسير الثوري .
بصائر التمييز للفيروز آبادي .
كتاب العين للخليل أحمد : لم أجد فيه .
معاني القرآن للأخفش : لم اجد فيه .
سنن سعيد بن منصور .
سنن الدارمي .
لسان العرب لابن منظور .
زاد المسير لابن الجوزي .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 11 جمادى الأولى 1439هـ/27-01-2018م, 05:41 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

رّر القول في واحدة من المسألة التالية :
1: معنى الربّانيّ في قوله تعالى: {ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون »
في أصْلِ الرَّبّانِيِّ قَوْلانِ: أحَدُها: أنَّهُ الَّذِي يَرُبُّ أُمُورَ النّاسِ بِتَدْبِيرِهِ، وهو قَوْلُ الشّاعِرِ:
وكُنْتُ امْرَأً أفْضْتُ إلَيْكَ رَبابَتِي وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي - فَضِعْتُ - رُبُوبُ
فَسُمِّيَ العالِمُ رَبّانِيًّا لِأنَّهُ بِالعِلْمِ يُدَبِّرُ الأُمُور ، واختار ابن زيد هذا المعنى ، فقال : أنهم الوُلاةُ الَّذِينَ يَرُبُّونَ أُمُورَ النّاس.
رواه ابن جرير من طريق ابن وهب وذكره ابن عطية وابن كثير .
والثّانِي: أنَّهُ مُضافٌ إلى عالِمِ الرَّبِّ، وهو عِلْمُ الدِّينِ، فَقِيلَ لِصاحِبِ العِلْمِ الَّذِي أمَرَ بِهِ الرَّبُّ رَبّانِيٌّ ، كما قال المارودي .
وورد في فِي معنى القول الثاني أقوال :
الاول : فُقَهاءُ عُلَماءُ، وهو قول قتادة .
رواه ابن جرير من طريق بشر ونسبه إليه ابن الجوزي وذكره ابن عطية
وقاله أيضا مجاهد ،رواه ابن جرير من طريق أبي نجيح
وقاله الحسن ،رواه ابن جرير من طريق عوف ، وذكره ابن كثير والبغوي وابن عطية .
وقاله الضحاك ، رواه ابن جرير من طريق عبيد بن سليمان
الثاني : فقهاء ،وهو قول مجاهد ،رواه ابن جرير من طريق بن أبي نجيح ومن طريق جريج
وقاله أيضا يحي بن عقيل ،رواه ابن جرير من طريق المنجاب
وَالثَّالِث : حُكَماءُ أتْقِياءُ، وهو قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
رواه ابن جرير من طريق عطاء بن السائب وذكره البغوي وابن عطية
الرابع : حكماء علماء ، وهذا قول أبي رزين ،رواه ابن جرير من طريق منصور وذكره ابن كثير وابن عطيةونسبه القرطبي إلى عبد الله بن مسعود من طريق زر .
الخامس : حكماء فقهاء ، وهو قول ابن عباس
رواه ابن جرير من طريق محمد بن سعد ومن طريق سعيد بن جبير وذكره ابن عطية.
وقاله السدي أيضا ، رواه ابن جرير من طريق محمد بن الحسن.
الدراسة :
قال أبُو عُبَيْدٍ: أحْسَبُ الكَلِمَةَ لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ، إنَّما هي عِبْرانِيَّةٌ، أوْ سُرْيانِيَّةٌ، وذَلِكَ أنَّ أبا عُبَيْدَةَ زَعَمَ أنَّ العَرَبَ لا تَعْرِفُ الرَّبّانِيِّينَ. قالَ أبُو عُبَيْدٍ: وإنَّما عَرَفَها الفُقَهاءُ، وأهْلُ العِلْمِ، قالَ: وسَمِعْتُ رَجُلًا عالِمًا بِالكُتُبِ يَقُولُ: هُمُ العُلَماءُ بِالحَلالِ والحَرامِ، والأمْرِ والنَّهْيِ. وحَكى ابْنُ الأنْبارِيِّ عَنْ بَعْضِ اللُّغَوِيِّينَ: الرَّبّانِيُّ: مَنسُوبٌ إلى الرَّبِّ، لِأنَّ العِلْمَ: مِمّا يُطاعُ اللَّهُ بِهِ، فَدَخَلَتِ الألِفُ والنون في النسبة للمبالغة .
وقال الألوسي الصحيح أن هذا القول عربي .
وَحُكِيَ عَنْ عَلَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: هُوَ الَّذِي يَرُبُّ عِلْمَهُ، بِعَمَلِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
الترجيح :
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال عندي بالصواب في"الربانيين" أنهم جمع"رباني"، وأن"الرباني" المنسوب إلى"الرَّبَّان"، الذي يربُّ الناسَ، وهو الذي يُصْلح أمورهم، و"يربّها"، ويقوم بها، ومنه قول علقمة بن عبدة:
وَكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إلَيْكَ رِبَابَتي ... وَقَبْلَكَ رَبَّتْني، فَضِعْتُ، رُبُوبُ(6)
يعني بقوله:"ربتني": ولي أمري والقيامَ به قبلك من يربه ويصلحه، فلم يصلحوه، ولكنهم أضاعوني فضعتُ.
يقال منه:"رَبَّ أمري فلان، فهو يُربُّه رَبًّا، وهو رَابُّه".(7) فإذا أريد به المبالغة في مدْحه قيل:"هو ربّان"، كما يقال:"هو نعسان"، و"الربّاني" هو المنسوب إلى من كان بالصفة التي وصفتُ = وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين، يَرُبّ أمورَ الناس، بتعليمه إياهم الخيرَ، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم = وكان كذلك الحكيمُ التقيُّ لله، والوالي الذي يلي أمور الناس على المنهاج الذي وَليه المقسطون من المصْلحين أمورَ الخلق، بالقيام فيهم بما فيه صلاحُ عاجلهم وآجلهم، وعائدةُ النفع عليهم في دينهم، ودنياهم = كانوا جميعًا يستحقون أن [يكونوا] ممن دَخل في قوله عز وجل:"ولكن كونوا ربانيين".(8)
ف"الربانيون" إذًا، هم عمادُ الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا. ولذلك قال مجاهد:"وهم فوق الأحبار"، لأن"الأحبارَ" هم العلماء، و"الرباني" الجامعُ إلى العلم والفقه، البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية، وما يصلحهم في دُنياهم ودينهم.(9)
وقال ابن عطية :
فَجُمْلَةُ ما يُقالُ في الرَبّانِيِّ إنَّهُ العالِمُ بِالرَبِّ والشَرْعِ، المُصِيبُ في التَقْدِيرِ مِنَ الأقْوالِ والأفْعالِ الَّتِي يُحاوِلُها في الناسِ.
وبهذا يتضح لنا أن الأقوال في معنى ذلك متقاربة لا تعارض بينها ولا تناقض فصاحب العلم الذي أمر به الرب هو الذي يربي الناس ويقوم بتدبير أمورهم وشؤونهم.
المصادر :
تفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي والقرطبي والقاسمي والسمعاني وابن الجوزي والماوردي وابن عطية والالوسي والدر المنثور وابن عاشور .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 14 جمادى الآخرة 1439هـ/1-03-2018م, 12:51 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

: معنى الربّانيّ في قوله تعالى: {ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}
الربانى :مفرد ربانيين وزيدت فيه الألف والنون للمبالغة،ومعناه يدور حول العلم
وقد ذكر أهل العلم في تعيين نسبة الرباني ومن ثم معناه قولين:
-الأول :المنسوب إلى الرب ، فيكون الرباني العالم بصفات الرب والشريعة المختص به دون غيره أي أرباب العلم الذي يعمل بعلمه وسموا كذلك لأنهم يربون العلم أي يجمعونه ويقومون به
واختلف في صفتهم ؛ فقيل هم الحكماء العلماء ،وقيل العلماء الفقهاء وقيل الحكماء الأتقياء

-الثانى :المنسوب إلى الربان ، من التربية وهو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ويسوسهم ويلي أمرهم ويجمعهم ويصلح شئونهم بالعلم والبصيرة فسمى العالم ربانيا لأنه بالعلم يرب أمور الناس ويصلحهم
قال ابن عطية :وفي البخاري:الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره
وقال أبو عبيد في مجاز القرآن عن الربانيين:لم يعرفها العرب وإنما عرفها الفقهاء، وأهل العلم

قال بالقول الأول :بن مسعود ،بن عباس ،سعيد بن جبير ،مجاهد،قتادة ،الحسن ،أبي رزين،السدي ،يحيى بن عقيل،الضحاك وهو قول سيبويه والزجاج
قول بن مسعود :رواه بن المنذر قال: حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زِرًّا، عَنْ عَبْدِ اللهِ

قول بن عباس :رواه ابن أبي حاتم قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُمَ عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال : الفقهاء المعلمون
و قال ابن أبي حاتم: ذَكَرَهُ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانَ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
ورواه أيضا ابن أبي حاتم وبن جرير كلاهما من طريق مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، عن بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
والضحاك لم يلق ابن عباس ولاسمع منه مباشرة ولكن بواسطة فالحديث عنه مرسل
ورواه ابن جرير من طريق عطاء عن سعيد بن جبير عن بن عباس
ورواه ابن جرير من طريق العوفي عن بن عباس (وهو ضعيف) قال حكماء فقهاء
قول سعيد بن جبير :رواه ابن جرير قال: حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي قال، حدثنا فضيل بن عياض، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير قال :حكماء أتقياء
قول مجاهد رواه ابن جريرمن طرق عن بن أبي نجيح عن مجاهد كلاهما يقول :فقهاء
ورواه ابن جرير من طريق يونس عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال:الفقهاء العلماء وهم فوق الأحبار
قول قتادة رواه ابن جرير:قال: حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"ولكن كونوا ربانيين"، قال: كونوا فقهاء علماء

وأما قول الضحاك :فقد رواه بن المنذر قال: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن سليمان، قَالَ: حَدَّثَنَا حفص، قَالَ: حَدَّثَنَا ميمون أبو عَبْد اللهِ، عَنْ الضحاك، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ} قَالَ " حق عَلَى كُلّ من تعلم الْقُرْآن أن يكون فقيها
ورواه ابن جرير بصيغة التضعيف قال: حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك
قول الحسن:رواه ابن أبي حاتم قال حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مصور قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قَوْلِهِ: وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ يَقُولُ: كُونُوا أَهْلَ عِبَادَةٍ، وَأَهْلَ تَقْوَى لِلَّهِ
ورواه بن المنذر قال: حَدَّثَنَا علي بْن الحسن الهلالي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن عثمان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عباد بْن العوام، قَالَ: أَخْبَرَنَا عوف، عَنْ الحسن: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} قَالَ " علماء وفقهاء
ورواه ابن جرير قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم، عن عوف، عن الحسن:فقهاء علماء
قول أبي رزين: رواه بن المنذر وابن جرير من طريق سفيان، عَنْ منصور، عَنْ أبي رزين
ورواه ابن جرير عن ابن حميد من طرق عن منصور عن أبي رزين ،كلها يقول :حكماء علماء
قال ابن أبي حاتم :وروي عن أبي رزين علماء حلماء ،ولم يسنده
قول السدي :رواه ابن جرير قال: حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي
قال البغوي :روى عن على أنه قال الذي يرب علمه بعمله
ونقل عن المؤرج قوله:كونوا ربانيين تدينون لربكم ومحمل هذا القول أنه لما نهاهم سبحانه وتعالى عن اتخاذ أربابا من دونه سبحانه أمرهم بإخلاص الدين والعبادة له وأن يكون هو وحده سبحانه من يدينون له بالربوبية والعبادة

وقال بالقول الثانى :بن زيد،وبن الأعرابي و المبرد
قول ابن زيد:رواه ابن جرير قال : حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب قال، سمعت ابن زيد يقول: الربانيون: الذين يربُّون الناس، ولاة هذا الأمر، يرُبُّونهم: يلونهم. وقرأ: (لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ) [سورة المائدة: 63] ، قال: الربانيون: الولاة، والأحبار العلماء
قال المبرد :هو الذي يرب العلم ويرب الناس أي يربيهم بصغار العلم قبل كباره وكل من قام بإصلاح الشىء وإتمامه فقد ربه
وقال ابن الأعرابي : العالم المعلم الذي يغدو الناس بصغار العلم قبل كباره
وذكر ابن الجوزي في زاد المسير عن علي بن أبي طالب :هم الذين يغذون الناس بالحكمة ويربونهم عليها


قال السعدى:أي: علماء حكماء حلماء معلمين للناس ومربيهم، بصغار العلم قبل كباره، عاملين بذلك، فهم يأمرون بالعلم والعمل والتعليم التي هي مدار السعادة، وبفوات شيء منها يحصل النقص والخلل
قال أبو جعفرٍ: وأولى الأقوال عندي بالصّواب في الرّبّانيّين أنّهم جمع ربّانيّ، وأنّ الرّبّانيّ المنسوب إلى الرّبّان: الّذي يربّ النّاس، وهو الّذي يصلح أمورهم ويربّها، ويقوم بها ومنه قول علقمة بن عبدة:
وكنت امرأً أفضت إليك ربابتي = وقبلك ربّتني فضعت ربوب
يعني بقوله: ربّتني: ولي أمري والقيام به قبلك من يربّه ويصلحه، فلم يصلحوه، ولكنّهم أضاعوني فضعت.
يقال منه: ربّ أمري فلانٌ فهو يربّه ربًّا وهو رابّه، فإذا أريد به المبالغة في مدحه قيل: هو ربّان، كما يقال: هو نعسان، من قولهم: نعس ينعس، وأكثر ما يجيء من الأسماء على فعلان ما كان من الأفعال ماضيه على فعل مثل قولهم: هو سكران وعطشان وريّان، من سكر يسكر، وعطش يعطش، وروي يروى، وقد يجيء ممّا كان ماضيه على فعل، يفعل نحو ما قلنا من نعس ينعس، وربّ يربّ.
فإذا كان الأمر في ذلك على ما وصفنا، وكان الرّبّان ما ذكرنا، والرّبّانيّ: هو المنسوب إلى من كان بالصّفة الّتي وصفت، وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين، يربّ أمور النّاس بتعليمه إيّاهم الخير، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم، وكان كذلك الحكيم التّقيّ للّه، والوليّ الّذي يلي أمور النّاس على المنهاج الّذي وليه المقسطون من المصلحين أمور الخلق بالقيام فيهم، بما فيه صلاح عاجلهم وآجلهم، وعائدة النّفع عليهم في دينهم ودنياهم؛ كانوا جميعًا مستحقّين أنّهم ممّن دخل في قوله عزّ وجلّ {ولكن كونوا ربّانيّين}.
فالرّبّانيّون إذًا، هم عماد النّاس في الفقه والعلم وأمور الدّين والدّنيا، ولذلك قال مجاهدٌ: وهم فوق الأحبار، لأنّ الأحبار هم العلماء. والرّبّانيّ: الجامع إلى العلم والفقه البصر بالسّياسة والتّدبير والقيام بأمور الرّعيّة، وما يصلحهم في دنياهم ودينهم). [جامع البيان: 5/526-531]


فيتبين من قول هؤلاء الأئمة في التفسير أن أصل معنى الربانى يعود إلى التربية وأن التربية الحق لاتكون إلا بالعلم والحلم والفقه والتقوى والورع واستعمال الحكمة وتعليم الناس بالرفق واللين والبداءة معهم بصغار العلم قبل كباره وسياستهم بذلك وتبصيرهم بما يصلحهم في شئون دينهم ودنياهم وبهذا تكمل التربية فلاتربية بدون علم ولاينفع العلم مجردا عن العمل والتربية وبهذا تنتظم جميع المعانى التى ذكرها السلف وأهل اللغة في معنى الرباني وأن كلها صحيح ومتلازم ولاينفرد أحدها ولايستقل بالمعنى دون غيره والله أعلم بالصواب

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 21 جمادى الآخرة 1439هـ/8-03-2018م, 03:32 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: معنى الربّانيّ في قوله تعالى: {ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.
اختلف أولا في نسبة الربانيين ، هل هو منسوب إلى الرب أو إلى الربان ..

القول الأول: منسوب إلى الرب أي إلى العلم بالدين والشرع ، فيقال للعلماء العالمين بالشريعة ربانيين. وزيادة الألف والنون للمبالغة ، كقولهم لحياني وشعراني في النسبة للحية ، ذكره ابن عطية والماوردي والقرطبي والراغب الأصفهاني .

وأضاف القرطبي : هو من يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ، وكأنه يقتدي بالرب في تيسير الأمور.



القول الثاني : منسوب إلى الربان أي التربية وهو الذي يرب أمور الناس بتدبيره ، وهو كذلك معلم الناس الخير ، ومن يسوس أمرهم ، وزيدت النون كما زيدت في غضبان وعطشان والياء نسب إلى رباني، ذكره ابن عطية والماوردي ، وبه قال المبرد وذكره عنه القرطبي وذكره الراغب الأصفهاني .



واختلفوا فيمن يوصف بهذه الصفة ، أو من يقع عليه الوصف بهذه الصفة على أقوال:

القول الأول : أي كونوا حكماء علماء فقهاء ، فهم أهل العلم

رواه ابن جرير عن ابن عباس والضحاك وقتادة ومجاهد و أبي رزين والحسن.

ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس ، وذكره ابن كثير والبغوي وغيره



القول الثاني: الحكماء حلماء الأتقياء ، أهل العبادة والعمل


رواه ابن جرير عن سعيد بن جبير , ورواه ابن ابي حاتم عن الحسن، وذكره ابن كثير
والبغوي وغيره


القول الثالث:بل هم ولاة الناس وقادتهم . رواه ابن جرير عن بن زيد.


الترجيح :

وكلا الأقوال في نسبة الربانيين ومن تقع عليه هذه الصفة في التحقيق متلازمة ، لأنّ من ربّ نفسه بالعلم فقد ربّ العلم، ومن ربّ العلم فقد ربّ نفسه به ، وأهل العلم بالشريعة هم الربانيون لأنهم تعلموا العلم الذي نزل من عند الله ، فمعنى الرباني العالم بدين الرب الذي يعمل بعلمه، لأنه إذا لم يعمل بعلمه فليس بعالم. كما قال القرطبي.

قال ابن جرير : ف"الربانيون" إذًا، هم عمادُ الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا. ولذلك قال مجاهد:"وهم فوق الأحبار"، لأن"الأحبارَ" هم العلماء، و"الرباني" الجامعُ إلى العلم والفقه، البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية، وما يصلحهم في دُنياهم ودينهم. ونحو الذي قال قاله ابن عطية ، قال أبو عبيدة: سمعت رجلا عالما يقول: الرباني العالم بالحلال والحرام والأمر والنهي،ذكره البغوي.





التخريج :



القول الأول:
قال ابن جرير:

1-حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله:"ولكن كونوا ربانيين"، يقول: كونوا حكماء فقهاء.

2-حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله:"كونوا ربانيين"، يقول: كونوا فقهاء علماء.

3-حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"ولكن كونوا ربانيين"، قال: كونوا فقهاء علماء

4- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:"كونوا ربانيين"، قال: فقهاء.

حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال:"الربانيون"، الفقهاء العلماء، وهم فوق الأحبار.
5-حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن منصور، عن أبي رزين

6-حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم، عن عوف، عن الحسن في قوله:"كونوا ربانيين"، قال: كونوا فقهاء علماء.

قال ابن أبي حاتم:

حدّثنا أحمد بن الفضل العسقلانيّ، ثنا عليّ بن الحسن المروزيّ، ثنا إبراهيم بن رستم عن قيسٍ، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية كونوا ربّانيّين قال: هم الفقهاء المعلّمون.

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولكن كونوا ربانيين
[تفسير مجاهد: 129]قال كونوا فقهاء علماء حكماء). [تفسير مجاهد: 130]


القول الثاني:

قال ابن جرير:
حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي قال، حدثنا فضيل بن عياض، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير قوله:"كونوا ربانيين"، قال: حكماء أتقياء.

قال ابن ابي حاتم: .

حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن مصور قال: سألت الحسن عن قوله: ولكن كونوا ربّانيّين يقول: كونوا أهل عبادةٍ، وأهل تقوى للّه.

القول الثالث:

قال ابن جرير:

حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب قال، سمعت ابن زيد يقول في قوله:"كونوا ربانيين"، قال: الربانيون: الذين يربُّون الناس، ولاة هذا الأمر، يرُبُّونهم: يلونهم. وقرأ: ﴿لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ﴾ [سورة المائدة: 63] ، قال: الربانيون: الولاة، والأحبار العلماء.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2 رجب 1439هـ/18-03-2018م, 09:50 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم السادس من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 75-92)



بارك الله فيكم وسدّد خطاكم.

معنى "الربّاني" في قوله تعالى: {ولكن كونوا ربّانيّين}.

توجد ملحوظات مهمّة جدا نودّ التنبيه إليها:
أولا: من الخطأ نسبة الكلام إلى السلف في مسألة نسبة "الربّاني" إلى الربّ أو الربّان، لأنهم لم يتكلّموا فيها صراحة وإنما هذا الكلام كان من المفسّرين بعدهم لأجل توجيه أقوالهم، والأولى أن تصنّف أقوالهم بعيدا عن الكلام في نسبة اللفظة، أو تعرض بصورة لا تفهم القاريء أنهم تكلّموا عن نسبة الربّاني في اللغة، وأوصي بمراجعة تصنيف الأستاذة فاطمة الزهراء.
والأقوال في "الربّاني" تدور حول العلم والعمل به، والعمل بالعلم يشمل العبادة والدعوة والتعليم والإصلاح.
ثانيا: وهو مهمّ أيضا، أننا نذكر نصّ القول المأثور عن الصحابي أو التابعي أثناء التخريج إذا لم يكن موافقا تماما للقول الذي استخلصه الطالب، لأن ما وضعه الطالب قد يكون قولا مستخرجا من كلام السلف وليس نصّا، فلا يصحّ الجزم بنسبته إليهم.
ثالثا: نذكّر بضرورة دراسة فقرة "مخرج الحديث ومخرج الأثر" من درس تخريج أقوال المفسّرين وتطبيقها في التخريج منعا لتكرار الأسانيد.
رابعا: إذا لم يكن للرواية ذكر إلا في مصدر واحد فيجب ذكر السند كاملا.
خامسا: لوحظ على كثير من الطلاب اقتصارهم على ترجيح مفسّر واحد فقط، وهذا قصور في خطوة الترجيح،
بل الواجب النظر في ترجيحات جميع المفسّرين.
سادسا: عند نسبة القول يكتفى بذكر قائليه من السلف وتخريجه من المصادر التي روته بالإسناد فقط، دون ذكر المصادر الناقلة، أما أن نقول: وذكره فلان وفلان وفلان وفلان ... إلى عدد كبير جدا من أصحاب التفاسير الناقلة، فهذا لا يفيد في الحكم على القول.
سابعا: كثير من الطلاب يكاد أن يقتصر عمله على تخريج الأقوال، أما تناوله لبقية مراحل التحرير فضعيف جدا، سواء من حيث دقّة استخلاص الأقوال وتصنيفها أو من جهة توجيهها أو من جهة الترجيح بينها، فلا يكاد يأخذ هذا كله سوى أسطر معدودة من تطبيقه.
ثامنا: ما زال بعض الطلاب يعتمد على النسخ واللصق كليّا، إلا ما كان من تربيط يسير بين الفقرات.

ونحن نقدّر جدا عمل الطالب، لكن إتقان العمل لا يكون بمجرّد الإكثار من التنقّل بين المصادر وجمع أكبر عدد من الأقوال والتعليقات، وإنما الإتقان يكون بطول التأمّل والنظر وفهم أوجه الارتباط والتقارب بين كلام المفسّرين وإن اختلفت ألفاظهم وعباراتهم، حتى يخرج بتصوّر سليم للمسألة التي يبحثها.
فأرجو مراعاة إرشادات التقويم لأنها تقرّب الطالب سريعا من إتقان التحرير وعدم تكرار الأخطاء بإذن الله.



1: هناء هلال أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- وقد أحسنتِ تصنيف الأقوال، وتعليم العلم في قول (الفقهاء المعلّمون) داخل لا شكّ في العمل به.
- فقرة "أقوال العلماء في معنى الرباني" لا حاجة لفصلها عن فقرة "أقوال المفسّرين"، وبعضها أقوال جامعة تصلح أن تلحق بفقرة الترجيح.
- يراجع التعليق العامّ بخصوص الترجيح بين الأقوال.

2: ميسر ياسين ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- بالنسبة تصنيف الأقوال، ما الفرق بين العلماء والفقهاء؟
- بالنسبة للتخريج لا نقول: "رواه النهدي" وإنما نقول: "رواه سفيان الثوري في تفسيره".
- يوجد قول آخر في نسبة "الربّاني" وهو نسبته إلى الربّان، وكلامك في الترجيح مختصر، إذ يجب بيان ترجيحات المفسّرين وحججهم ثم ذكر ما يراه الباحث أرجح بالدليل إن تبيّن له شيء في المسألة.
- تصويب: نقول: اختلاف تنوع، ولا نقول: اختلاف تماثل.

3: منيرة محمد د
بارك الله فيك ونفع بك.
- تحرير القول في نسبة "الربّاني" ليس هو أصل المسألة، لكن يستفاد منه في فهم أقوال السلف وتوجيهها، أما أصل المسألة فهو عرض أقوال السلف في معنى "الربانيّين" وتصنيف هذه الأقوال، أي بيان المعاني الجامعة التي تندرج تحتها هذه الأقوال، ثم تخريج أقوال السلف، ثم الجمع أو الترجيح، وتراجع التطبيقات الجيدة للفائدة.

4: هيا أبو داهوم د
بارك الله فيك ونفع بك.
- عكستِ الأقوال في نسبة "الربّاني"، فالأول أن يكون منسوبا للربّان، والثاني أن يكون منسوبا للربّ.

- لا نقول: "رواه النهدي" وإنما نقول: "رواه سفيان الثوري في تفسيره".
- وتحريرك بحاجّة ماسّة إلى الإعادة، لأنك لم تذكري شيئا من أقوال السلف، بل حصل خلط في بيان المعاني الجامعة لأقوالهم، وأرجو مراجعة جميع التعليقات العامّة.


5: فاطمة الزهراء أحمد ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- القول الأول أن يكون "الربّاني" منسوب إلى الربّان.
- وقد أحسنت تصنيف الأقوال، لكن يلاحظ أن تحريرك غير مستوف لجميع أقوال السلف.
- كما يلاحظ اقتصارك على تفسير ابن جرير في تخريج الأقوال.
- وأرجو ظهور أسلوبك في الكتابة.

6: أمل يوسف أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- تراجع التعليقات العامّة للأهمية.

7: تماضر ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- اعتني بصياغة الأقوال، فقولك: "
القول الأول : أي كونوا حكماء علماء فقهاء ، فهم أهل العلم " هذا تفسير لقوله تعالى: {كونوا ربّانيّين}، ولكنك لم تسيري على نفس النمط، بل قلت في الثاني: " القول الثاني: الحكماء حلماء الأتقياء ، أهل العبادة والعمل " وهذا تفسير للربّانيّين.
- فاتك تخريج قول أبي رزين.
- كلامك في الترجيح مختصر جدا.



رد مع اقتباس
  #15  
قديم 3 رجب 1439هـ/19-03-2018م, 01:29 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم السادس من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 75-92)



معنى قوله تعالى: {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها}.

بارك الله فيكم وسدّد خطاكم.
ويرجى الاستفادة من التعليقات العامّة على مسألة "معنى الربّاني".

وردت أقوال عدّة في معنى قوله تعالى: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها} تحمل معنيين للإسلام المذكور في الآية:
الأول: أن الإسلام يراد به الإسلام القدري، والذي معناه الخضوع والاستسلام لأمر الله وقدره،
وتكون {من} ظاهرة في العموم، فجميع المخلوقات تحت قهر الله وسلطانه.
وقال عنه ابن عطية إنه قول جمهور المفسّرين.

هذا المعنى ملاحظ في أقوال ابن عباس ومجاهد وأبي العالية وعامر الشعبي.
الثاني: أن الإسلام يراد به الإسلام الشرعي، وتكون {من} من العموم الذي يراد به الخصوص، لأنه من الثابت أنه ليس كل من في الأرض أسلم لله إسلاما شرعيا، وإنما أسلم جميع المؤمنين طوعا وأسلم بعض الكفار كرها.
وهذا المعنى مستفاد من أقوال الحسن وقتادة.
والقول الأول أولى وأقوى، وتشهد له آيات أخر، كقوله تعالى: {كل له قانتون} وقوله: {ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدوّ والآصال}.
قال الزجّاج بعدما ذكر المعنى الأول:

({وإليه يرجعون} يدل على تصديق هذا القول لأن المعنى: إنّه بدأكم على إرادته شئتم أو أبيتم، وهو يبعثكم كما بدأكم.
فالتأويل: أتبغون غير الدين الذي هذه صفته).



8: شيماء طه ه

بارك الله فيك ونفع بك.
وقد أحسنت استخلاص الأقوال في معنى الإسلام كرها وهذه أهم خطوات التحرير، لكن يجب التقديم للمسألة وتفسير الآية إجمالا ثم بيان موضع الخلاف وفي أي شيء وردت هذه الأقوال، ثم تخريج الأقوال تخريجا جيدا بذكر أسانيدها من مصادرها الأصلية، ثم الترجيح بينها أو الجمع ما أمكن، وذلك بمراجعة المصادر المعتنية بالتحرير.

9: مضاوي الهطلاني ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

من المهم النظر في هذه الأقوال والاجتهاد في فهم المعاني التي تجمعها، والمعنيان المذكوران في تفسير الإسلام في الآية مبسوط شرحهما في مراجعك، وتصنيف الأقوال أمر مهمّ جدا، لأنه يرجع بها إلى عدد محدود.
والمعاني المذكورة وإن كانت صحيحة، إلا أن الأولى إبقاء {من} في الآية على العموم كما هو ظاهر الآية.
- بالنسبة للترجيح يجب عرض ترجيحات المفسّرين أولا، ولا يُختصر في الترجيح هكذا، ثم إن بدا للطالب قول أرجح من غيره فيمكنه الإشارة إليه مع التدليل على قوته ورجحانه.

10: بدرية صالح ج+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- توجد عليك نفس الملاحظات في التقويم السابق إضافة إلى وجود أخطاء في التخريج.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 13 ذو القعدة 1441هـ/3-07-2020م, 05:28 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السادس من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 75-92)

حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
2: معنى قوله تعالى: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها}.


قال تعالى : أفغير دين اللّه يبغون وله أسلم من في السّماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون}
هذه الآية خطاب لأهل الكتاب ؛ وهي وإن كانت خاصة في نزولها فيهم لكنها تعم غيرهم معهم …
وهو استنكار لمن يختار غير الإسلام الذي هو دين الله دينا ، وكيف يختارون غيره وهو الذي ارتضاه لخلقه فأسلمت له الخلائق كلها طوعا أو كرها … وكيف يختارون غير الدين الذي رضيه ولم يرتضي غيره وهم راجعون إليه فيلقون جزاء أعمالهم …

▪قال أبو حيان : وكأنه نعى عليهم ابتغاء غير دين من انقاد إليه المكلفون كلهم ومن إليه مرجعهم، فيجازيهم على أعمالهم

والإسلام لغة الخضوع والانقياد والاستسلام
والطوع أي الانقياد بسهولة ويسر ؛ وهو ما لا تكلف فيه ؛ وطوعا أي طواعية واختيارا
والكره ما فيه مشقة ؛ وكرها أي كراهية واضطرارا …

وطوعا وكرها منصوبان على الحالية …

🔹وقد اختلف في معنى الخضوع والانقياد لله طوعا وكرها في قوله تعالى: ( وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها ) على أقوال:
1⃣ الأول :
أن الإسلام هو الاستسلام والانقياد والخضوع لقدر الله وتدبيره وأمره وقضائه في خلقه ؛ سواء كان راضيا به أم لا وهو ما قاله عامر الشعبي ؛ واحتج له الزجاج

🔺تخريج قول الشعبي :
أخرج قوله الطبري وابن أبي حاتم كلاهما عن طريق وكيع، عن إسرائيـل، عن جابر، عن عامر: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأرْضَ } قال: استقاد كلهم له. واللفظ رواية الطبري …

▪قال ابن عطية عن قول الشعبي : ( الآية عبارة عن استقادة جميع البشر لله وإذعانهم لقدرته وإن نسب بعضهم الألوهية إلى غيره، وذلك هو الذي يسجد كرهاً.)

توجيه القول والتعليقات عليه :
فهو كما قال تعالى ( فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) أي منقادتين لأمرك … وقيل هو أمر تسخير أي كونا فكانتا ؛ وفيه إظهار لكمال قدرته في خلقه سبحانه ؛ فكل خلقه خاضع له منقاد لأقداره سبحانه …
واستسلام المخلوقات وانقيادها لقدر الله فيها كما في الآية عن السموات والأرض هو انقياد طوعي ؛ وأما الكره فهو ما يقع على الإنسان من الأقدار مما يكرهه ؛ ولا يقدر دفعه …

- وهذا القول بينه الزجاج بقوله : أي خضعوا من جهة ما فطرهم عليه ودبرهم به لا يمتنع ممتنع من جبلة جبل عليها ؛ ولا يقدر على تغييرها أحب تلك الجبلة أو كرهها …

- وعبر عنه الطبري بقوله : إسلامه بقلبه فـي مشيئة الله واستقادته لأمره، وإن أنكر ألوهته بلسانه …

وقال ابن الجوزي : أن إسلام الكل خضوعهم لنفاذ أمره في جبلتهم …

وعبر عنه الفخر الرازي بقوله : أن كل ما سوى الله منقاد خاضع لجلاله في وجوده وعدمه وهذا هو نهاية الانقياد والخضوع
وقال: أنه لا سبيل لأحد إلى الامتناع عليه في مراده، وإما أن ينزلوا عليه طوعاً أو كرهاً، فالمسلمون الصالحون ينقادون لله طوعاً فيما يتعلق بالدين، وينقادون له كرهاً فيما يخالف طباعهم من المرض والفقر والموت وأشباه ذلك، وأما الكافرون فهم ينقادون لله تعالى على كل حال كرهاً لأنهم لا ينقادون فيما يتعلق بالدين، وفي غير ذلك مستسلمون له سبحانه كرهاً، لأنه لا يمكنهم دفع قضائه وقدره


- وقال القرطبي : وكل مخلوق فهو منقاد مستسلم؛ لأنه مجبول على ما لا يقدر أن يخرج عنه.
وقال : وقيل: المعنى أن الله خلق الخلق على ما أراد منهم؛ فمنهم الحَسَن والقبيح والطويل والقصير والصحيح والمريض وكلهم منقادون ٱضطراراً، فالصحيح منقاد طائع محبّ لذلك، والمريض منقاد خاضع وإن كان كارهاً.

قال أبو حيان : وقال ابن كيسان: المعنى: وله خضع من في السموات والأرض فيما صورهم فيه ودبرهم عليه، وما يحدث فيهم فهم لا يمتنعون عليه كرهوا ذلك أو أحبوه، رضوا بذلك أو سخطوه

📌لطيفة :
قال الفخر الرازي : ثم إن في هذا الوجه لطيفة أخرى وهي أن قوله {وَلَهُ أَسْلَمَ } يفيد الحصر أي وله أسلم كل من في السمٰوات والأرض لا لغيره، فهذه الآية تفيد أن واجب الوجود واحد وأن كل ما سواه فإنه لا يوجد إلا بتكوينه ولا يفنى إلا بإفنائه سواء كان عقلاً أو نفساً أو روحاً أو جسماً أو جوهراً أو عرضاً أو فاعلاً أو فعلاً، ونظير هذه الآية في الدلالة على هذا المعنى قوله تعالى: { وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } وقوله {وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ }

2⃣ القول الثاني :
هو إقرار كل آدمي على نفسه أن الله خالقه ؛ وإن أشرك بعضهم معه في العبادة غيره
أو كما عبر الفخر الرازي : هو انقياد الخلق كلهم لإلهيته … وهو قول مجاهد وأبي العالية
فالإسلام هنا بمعنى الاستسلام …

🔺تخريج الأقوال :
🔹أما مجاهد :
- فأخرج عنه موسى بن مسعود النهدي عن سفيان الثوري عن ابن جريج وغيره عن مجاهدٍ في قوله: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها} قال: هي كقوله: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله}

- كما أخرجه الطبري بإسنادين عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال مثله …

- وأخرج عنه عبد الله بن أبي شيبة العبسي قال :حدّثنا معتمر بن سليمان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {وله أسلم من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا} قال: الطّائع المؤمن …

🔹وأما أبو العالية :
- فقد أخرج عنه الطبري وابن أبي حاتم كلاهما من طريق الربيع عن أبـي العالـية فـي قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأرْضَ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } قال: كل آدميّ قد أقرّ علـى نفسه بأن الله ربـي وأنا عبده، فمن أشرك فـي عبـادته فهذا الذي أسلـم كرهاً، ومن أخـلص له العبودية فهو الذي أسلـم طوعاً.

- وفي لفظ أبي حاتم : ومنهم من شهد أنّ اللّه ربّي وأنا عبده ثمّ أخلص له العبوديّة فهذا الّذي أسلم له طوعًا.

توجيه القول والتعليقات عليه :
▪قال ابن عطية عن هذا القول : فهذا عموم في لفظ الآية، لأنه لا يبقى من لا يسلم على هذا التأويل و {أسلم} فيه بمعنى استسلم …

▪قال ابن كثير : فالمؤمن مستسلمٌ بقلبه وقالبه للّه، والكافر مستسلمٌ للّه كرها، فإنّه تحت التّسخير والقهر والسّلطان العظيم، الّذي لا يخالف ولا يمانع.

▪وقال البغوي ونسبه إلى الشعبي أنه قال: هو استعاذتهم به عند اضطرارهم، كما قال الله تعالى: { فَإِذَا رَكِبُواْ فِى ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ }؛ فهو كقول مجاهد وأبي العالية …

📌ونلاحظ من قول مجاهد وأبي العالية أنه يؤول في نهايته إلى القول الأول الذي هو الاستسلام لقدرة الله وقهره وسلطانه وقدره الذي لا يدفعه مدافع أحبه أو كرهه ؛ فالمؤمن يستقبل أقدار الله بحب فيكون مستسلما لها طوعا ؛ والكافر يستقبلها بالسخط والبعد فيكون مستسلما لها كرها لأنها واقعة عليه شاء أم أبى ، أحب أم كره …

▪ولهذا قال ابن عطية ما مر معنا في القول الأول من صياغته لقول الشعبي : الآية عبارة عن استقادة جميع البشر لله وإذعانهم لقدرته وإن نسب بعضهم الألوهية إلى غيره، وذلك هو الذي يسجد كرهاً.
- ثم قال : وهذا هو قول مجاهد وأبي العالية وإن اختلفت العبارات …

▪وقال أبو حيان التوحيدي كذلك : وقال مجاهد أيضاً، وأبو العالية، والشعبي: ما يقارب معناه: أسلم أقرّ بالخالقية والعبودية، وإن كان فيهم من أشرك في العبادة، فمن أشرك أسلم كرهاً. ومن أخلص أسلم طوعاً.


📌فجمع كلاهما بين أقوال الثلاثة فجعلاها كالقول الواحد …

3⃣ الثالث :
أن الإسلام هو إسلام الكل يوم الميثاق طوعا وكرها وهو قول ابن عباس
ويقصد بالميثاق قوله تعالى : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا )

قال الماوردي : أن إسلام الكاره حين أخذ منه الميثاق فأقر به …

🔺تخريج القول :
أخرجه عنه الطبري قال : حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفـيان، عن الأعمش، عن مـجاهد، عن ابن عبـاس: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ ٱلأرْضَ طَوْعًا وَكَرْهًا } قال: حين أخذ الـميثاق.

وهذ القول كسابقيه فيه معنى الاستسلام والانقياد والتسليم لله والإقرار له بالخلق والربوبية …

4⃣ الرابع :
الإسلام كرها بسجود ظل الكافر لله مع كفر الكافر بالله وهذا قول مجاهد
فإسلام المؤمن بسجوده لله وطاعته وعبادته له طوعا ؛ واما الكافر فإسلامه كرها بأنه يعبد غير الله ويسجد لهذا الذي يعبده ؛ ويسجد ظله لله رغما عنه …وهذا مصداق لقوله تعالى : ( وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ ) وقوله {أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ) …

🔺تخريج قول مجاهد :
- أخرج عنه محمد بن نصر الرملي والطبري بإسنادين وابن أبي حاتم وعبد الرحمن الهمذاني كلهم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : سجود الـمؤمن طائعاً، وسجود الكافر وهو كاره. … واللفظ للطبري وابن أبي حاتم
- وفي لفظ رواية الرملي عنه قال : سجود المسلم ظلّه وروحه طائعًا، وسجود ظلّ الكافر وهو كارهٌ

- وأخرج الطبري من طريق المعتمر بين سليمان عن ليث عن مجاهد قال : الطائع: الـمؤمن، وكرهاً: ظل الكافر.
- وقال كذلك حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثـير، عن مـجاهد، قال: سجود وجهه وظله طائعاً.

📌وقد نسب ابن الجوزي هذا القول لابن عباس أيضا
- ولعله يقصد ما أخرج عنه الطبري وابن أبي حاتم كلاهما عن معاوية بن صالح عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : قوله: «أفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ تَبْغُونَ وَلَهُ أسْلَـمَ مَنْ فِـي السَّمَوَاتِ والأرْضِ طَوْعا وَكَرْهاً» قال: عبـادتهم لـي أجمعين طوعاً وكرهاً…
وزاد في رواية الطبري وهو قوله: {وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضَ طَوْعًا وَكَرْهًا}

وهو في نفس معنى قول مجاهد ؛ فالسجود هو أشد صور التعبير عن الخضوع والعبادة …

5⃣ الخامس :
المؤمن أسلم طوعا ؛ والكافر أسلم كرها خوفا من السيف والسبي … وهو قول الحسن ومطر الوراق

اي أن من أسلم طوعا هم أهل السماوات وأما أهل الأرض فمنهم من أسلم طائعا رغبة في الثواب وخوفا من العقاب : وهم المؤمنون ؛ ومنهم من لم يؤمن إلا خوفا من السيف والسبي فهذا الذي أسلم كرها

🔺تخريج القول :
🔹أما الحسن :
- فأخرج عنه الطبري قال : حدثنـي مـحمد بن سنان، قال: ثنا أبو بكر الـحنفـي، قال: ثنا عبـاد بن منصور، عن الـحسن فـي قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأرْضَ طَوْعًا وَكَرْهًا }... الآية كلها، فقال: أكره أقوام علـى الإسلام، وجاء أقوام طائعين.

وأخرج ابن أبي حاتم قال حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا مبشّر بن إسماعيل الحلبيّ عن العلاء بن هلالٍ عن الحسن في قوله: وله أسلم من في السماوات والأرض طوعًا قال:أهل السّموات، والمهاجرون، والأنصار، وأهل البحرين.
وقال ابن أبي حاتم حدّثنا أبي ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا يحيى بن عبد الرّحمن العصريّ عن الحسن في قوله: وله أسلم من في السماوات والأرض قال: في السّماء الملائكة طوعًا، وفي الأرض الأنصار وعبد القيس طوعًا.

🔹وأما مطر الوراق :
فأخرج عنه قال الطبري حدثنـي الـحسن بن قزعة البـاهلـي، قال: ثنا روح بن عطاء، عن مطر الورّاق فـي قول الله عزّ وجلّ: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأرْضَ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } قال: الـملائكة طوعاً، والأنصار طوعاً، وبنو سلـيـم وعبد القـيس طوعاً، والناس كلهم كرهاً.


توجيه القول والتعليقات عليه :
قال ابن عطية : وهذا قول الإسلام فيه هو الذي في ضمنه الإيمان،

ومعنى قوله أن الإسلام هنا هو الإسلام بمعناه الشرعي ؛ أي الدخول في دين الإسلام …

وقال : والآية ظاهرها العموم ومعناها الخصوص، إذ من أهل الأرض من لم يسلم طوعاً ولا كرهاً على هذا الحد،
وقال : والمعنى في هذه الآية، يفهم كل ناظر أن هذا القسم الذي هو الكره إنما هو في أهل الأرض خاصة
ف( من ) في الآية تفيد العموم … وعلى هذا المعنى يكون معناها الخصوص ؛ فليس كل كافر يسلم خوفا من سيف أو قتل أو سبي إن تعرض له

▪وأما لم سمي هذا الإسلام كرها مع أن من يدخل فيه هو من اختار الإسلام :
فقد قال الزجاج : لما كانت السّنة فيمن فرض قتاله من المشركين أن يقاتل حتى يسلم سمي ذلك كرها، وإن كان يسلم حين يسلم طائعا، إلا أن الوصلة كانت إلى ذلك بكره …

📌وقد روي عن عكرمة مثل هذا القول : فقال القرطبي :
وقال عِكْرمة: «طوعا» مَن أسلم من غير مُحاجّة «وكرهاً» مَن ٱضطرته الحجة إلى التوحيد.

🔺تخريج قول عكرمة :
أخرج ابن أبي حاتم قال حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا المقدّميّ، ثنا عمر بن عليٍّ، عن سعيد بن المرزبان، عن عكرمة وله أسلم من في السماوات والأرض قال: أسلم من في السّموات والأرض ؛ ثمّ استأنف طوعًا وكرهًا، فمن أسلم منهم كرهًا: مشركوا العرب والسّبايا، ومن دخل الإسلام كرهًا.

📌 قال ابن كثير : وقد ورد حديثٌ في تفسير هذه الآية، على معنًى آخر فيه غرابةٌ، فقال الحافظ أبو القاسم الطّبرانيّ: حدّثنا أحمد بن النّضر العسكريّ، حدّثنا سعيد بن حفصٍ النّفيلي، حدّثنا محمّد بن محصن العكّاشيّ، حدّثنا الأوزاعيّ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {وله أسلم من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا} أمّا من في السّماوات فالملائكة، وأمّا من في الأرض فمن ولد على الإسلام، وأمّا كرهًا فمن أتي به من سبايا الأمم في السّلاسل والأغلال، يقادون إلى الجنّة وهم كارهون".

وقد ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد هذا الحديث وقال : رواه الطّبرانيّ، وفيه محمّد بن محصّنٍ العكّاشيّ، وهو متروكٌ).

6⃣ السادس :
إسلام الكافر كرها هو إسلامه عند الموت والمعاينةوهو قول قتادة
وتوضيحه أن المؤمن يسلم طوعا في الدنيا برؤيته الحجج والأدلة وتصديقه بها فينفعه إيمانه يوم القيامة ؛ أما الكافر فرفض الإيمان بها في الدنيا فكان إسلامه كرها أنه أسلم عند معاينته الموت وقت اليأس ( فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا )

▪وقال ابن عطية: ويلزم على هذا أن كل كافر يفعل ذلك، وهذا غير موجود إلاَّ في أفراد. انتهى.

🔺تخريج قول قتادة :
- أخرج قوله عبد الرزاق الصنعاني وأخرجه الطبري وابن أبي حاتم عن عبد الرزاق كلهم عن معمر، عن قتادة فـي قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأرْضَ طَوْعًا وَكَرْهًا } قال: أما الـمؤمن فأسلـم طائعاً، وأما الكافر فأسلـم حين رأى بأس الله { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَـٰنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا )
- وروى الطبري عن بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال : فأما الـمؤمن فأسلـم طائعاً، فنفعه ذلك، وقبل منه؛ وأما الكافر فأسلـم كارهاً، حين لا ينفعه ذلك، ولا يقبل منه.

- وقول قتادة هذا قريب من قول الحسن والوراق … إلا أن قول الأخيرين فيه إسلام اضطرار قد يحسن معه الإسلام ويقبل منه كما حدث في بعض من أسلم من القبائل العربية حول المدينة بعد الفتح فمنهم من حسن إسلامه ومنهم من انتقض عند أول فرصة …
أما قول قتادة فهو إسلام عند الموت لا ينفع …

▪وقد جمع الزمخشري بين القولين فقال : طوعاً بالنظر في الأدلة والإنصاف من نفسه، وكرهاً بالسيف، أو بمعاينة ما يلجىء إلى الإسلام كنتق الجبل على بني إسرائيل، وإدراك الغرق فرعون، والإشفاء على الموت { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده}

▪وقال الآلوسي : المراد من الإسلام بالطوع الإسلام الناشيء عن العلم مطلقاً سواء كان حاصلاً للاستدلال كما في الكثير منا، أو بدون استدلال وإعمال فكر ـ كما في الملائكة ـ ومن الإسلام بالكره ما كان حاصلاً بالسيف ومعاينة ما يلجىء إلى الإسلام،

دراسة الأقوال :
من خلال الأقوال المتقدمة يتبين لنا أنها تدور حول معنيين للإسلام :
1- المعنى الأول : أن الإسلام هو الاستسلام والانقياد القدري لحكم الله وقضائه ؛ فهو انقياد واستسلام وخضوع لا خيار فيه للمخلوق

2- والثاني أن الإسلام هو بمعناه الشرعي المعروف ؛ أي الدخول في دين الإسلام ؛ وعبادة الله وحده وأداء ما افترض عليه فيه … وهذا يدخل فيه الاختيار وهو ما يحاسب عليه العباد …

🔹ومن خلال ما مر من المدارسة عند كل قول يتبين أن :
1- القول الأول والثاني وهما قول مجاهد وأبي العالية والشعبي ؛ يدخل في المعنى الأول للإسلام وهو الاستسلام لقدر الله والخضوع لحكمه والإقرار بربوبيته …

2- القول الثالث وهو قول ابن عباس في الإقرار بربوبية الله يوم أخذ الميثاق يدخل في قول أبي العالية في الإقرار بربوبية الله وإن أشرك معه غيره ؛ فكذلك الإقرار يوم الميثاق أقره جميع ولد آدم وإن اختلفوا عند تكليفهم فمنهم من وحد الله ومنهم من كفر …

3- القول الرابع وهو قول مجاهد في سجود ظل الإنسان مع الخلائق التي تسجد لله فهو كذلك داخل في المعنى الأول وهو الاستسلام لله والخضوع له ولقدره إذ ليس للكافر اختيار في سجود ظله فهو يسجد لله لأنه من خلقه خاضع له ولإرادته سبحانه

📌وعلى هذا فالأقوال الأربعة الأولى كلها داخلة في الانقياد والخضوع لتدبير الله وإرادته وسطوته وسلطانه وقهره لخلقه سبحانه …
وعليه ف( مَنْ ) على عمومها لكل المخلوقات في السماوات والأرض …
أي لله أسلم وخضع وانقاد كل من في السموات والأرض من مخلوقات ؛ وكله واقع عليه قدر الله وكل يجري عليه أمره وتدبيره أبى ذلك أم رضيه …


4- وقد أخرج ابن أبي حاتم ؛ مرة من قول أبي سنان نفسه ؛ ومرة بسند أبي سنان عن سعيد بن جبيرعن ابن عباس أن الإسلام هنا قال : المعرفة
و في لفظ أبي سنان : (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعًا وكرهًا ) قال: المعرفة ليس أحدٌ سأله إلا عرفه …
وقد أشكل علي قصده بالمعرفة ، ولعله قصد معرفة الله بخلقه على التفصيل ؛ وذلك لقول أبي سنان : ليس أحد سأله إلا عرفه … وإن صح هذا الفهم فهو بعيد عن المقصود بالآية ؛ ولكنه داخل في القدرة … فالله يعرف خلقه ويدبر أمورهم بحكته وعلمه … والله أعلم …

5- وأما القولين الخامس والسادس وهما قول الحسن والوراق وقتادة كما سبق وتبين معنا قدر التقارب بينهما وأن الإسلام فيهما هو المعنى الشرعي للإسلام ؛ أي الدخول في دين الإسلام …
ويكون كما قال ابن عطية في القول عموم في اللفظ خصوص في المعنى ؛ إذ ليس كل كافر يؤمن عند موته ولا عند وقوع ما يكره أو يخاف فيضطر للإسلام

▪وفي هذا القول قال ابن عاشور: معنى {طوعاً وكرهاً} أنّ من العقلاء من أسلم عن اختيار لظهور الحق له، ومنهم من أسلم بالجبلّة والفطرة كالملائكة، أو الإسلام كرهاً هو الإسلام بعد الامتناع أي أكرهته الأدلة والآيات أو هو إسلام الكافرين عند الموت ورؤية سوء العاقبة، أو هو الإكراه على الإسلام قبل نزول آية لاَ إكراه في الدين.

📌ولعل المعنى العام للآيات ( أي المعنى الأول للإسلام ) هو الأقرب والأليق بالسياق … وهو أقوى في الاحتجاج على الكافرين بكفرهم ؛ إذ كل الخلائق منقادة لله مقرة له بألوهيته ؛ فكيف نددتم أنتم عن هذا الجمع ؛ وكيف خرجتم عن النظم فكفرتم ؛ وكيف تطلبون غير دين الله وله لا لغيره تخضع الخلائق كلها …
وأضاف الزجاج فقال : قوله تعالى ( وإليه ترجعون ) يدل على تصديق هذا القول ( الانقياد في الجبلة ولللأقدار ) لأن المعنى إنّه بدأكم على إرادته شئتم أو أبيتم ؛ وهو يبعثكم كما بدأكم …

والله أعلم …

مراجع بحث المسألة :
- تفسير عبد الرزاق الصنعاني 211 هـ
جامع البيان لابن جرير الطبري. 310هـ
معاني القرآن للزجاج 311 هـ
التفسير الكبير للطبراني ( 360 هـ )
معاني القرآن للنحاس 338 هـ
الكشف والبيان للثعلبي ( 427 هـ )
- والنكت والعيون للماوردي.(450)هـ
- تفسير الكشاف للزمخشري 538 هـ
- والمحرر الوجيز لابن عطية.(542)هـ
- وزاد المسير لابن الجوزي. (579)هـ
وأحكام القرآن للقرطبي.(671)هـ
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي ( 685 هـ )
لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن ( 725 هـ )
البحر المحيط لأبي حيان ( 754هـ )
- وتفسير ابن كثير. (774)هـ
-الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ( 911 هـ )
- إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود ( 951 هـ )
فتح القدير للشوكاني ( 1250 هـ )
روح المعاني للآلوسي ( 1270 هـ )
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 28 ربيع الأول 1442هـ/13-11-2020م, 02:00 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم

هناء محمد علي أ+

أحسنت أحسن الله إليك ونفع بك.

- قلتِ في أول البحث: "وقد اختلف في معنى الخضوع والانقياد لله طوعا وكرها في قوله تعالى .." ، والصواب أن نقول: وقد اختلف في معنى الإسلام في قوله تعالى ..
- إذا كان في نقل عبارات العلماء تطويل زائد للبحث مع إمكانية الاكتفاء ببعضها عن البعض الآخر، فالأفضل تلخيصها والاكتفاء بذكر أهمّها فقط، اجعلي ذلك عادة لك في النقل.
- قلتِ في القول الثاني: "أو كما عبر الفخر الرازي : هو انقياد الخلق كلهم لإلهيته … وهو قول مجاهد وأبي العالية"، ولكن القول يعبّر عن انقياد الخلق لربوبيته، وليس لإلهيته سبحانه، فربما كان خطأ غير مقصود منك، والإسلام على هذا القول إسلام قدريّ لا شرعيّ، وهذا مفاد قول مجاهد وأبي العالية، أما القول الذي نسبه البغويّ للشعبيّ فهو حقّا يعبّر عن الإسلام الشرعيّ للكافر وقت الشدة، فهو يُخلص حينها مكرها مضطرا لأنه يعلم أنه لا ينجّيه سوى الله، ولعل هذا قول آخر، وإن كان لا يفسّر العموم في الآية إن قلنا بالعموم، وإنما يدخل تحت القول بأنها من العامّ الذي أريد به الخصوص.

- قول سنان عن الإسلام أنه المعرفة، الظاهر أنه يقصد أن كل مخلوق يعرف الله تعالى، يعرف أنه خالقه ورازقه ومدبّر أمره، اعترف بذلك أو أبى.

ومن المناسب الاستشهاد بنظائر الآية، والوقوف على تفاسيرها، فهذا مما يثري البحث ويقوّيه ويسهلّ معرفة الراجح من الأقوال.
رزقك الله العلم النافع والعمل الصالح.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir