دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ذو القعدة 1441هـ/12-07-2020م, 10:14 AM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي التطبيق الخامس

التطبيق الخامس:
معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}

أولا: أقوال السلف في المسألة:

الطبري - 310هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
وقوله : لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إلاّ مِنْ ضَرِيعٍ يقول : ليس لهؤلاء الذين هم أصحاب الخاشعة العاملة الناصبة يوم القيامة ، طعام إلا ما يطعمونه من ضرِيع . والضريع عند العرب : نبت يُقال له الشّبْرِق ، وتسميه أهل الحجاز الضّرِيع إذا يبس ، ويسميه غيرهم : الشّبْرق ، وهو سمّ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إلاّ مِنْ ضَرِيعٍ قال : الضريع : الشّبْرق .
حدثني محمد بن عُبيدة المحاربيّ ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسديّ ، قال محمد : ثنا ، وقال عباد : أخبرنا محمد بن سليمان ، عن عبد الرحمن الأصبهانيّ ، عن عكرِمة في قوله : لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إلاّ مِنْ ضَرِيعٍ قال : الشّبرق،
وقال آخرون: الضَّرِيع: الحجارة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الحجارة.
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) يقول: شجر من نار.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الضريع: الشَّوك من النار. قال: وأما في الدنيا فإنَّ الضريع: الشوك اليابس الذي ليس له ورق، تدعوه العرب الضريع، وهو في الآخرة شوك من نار. (جامع البيان 24/ 331-332).

الثعلبي - 427هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
{ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } قال محمد وعكرمة وقتادة : وهو نبت ذو شوك لاطي بالأرض تسمّيه فرش الشرق ، فإذا هاج سمّوه الضريع ، وهو أخبث طعام وأبشعه ، وهي رواية العوفي عن ابن عبّاس ، الوالي عنه : هو شجر من نار ، وقال ابن زيد : أمّا في الدنيا فإنّ الضريع الشوك اليابس الذي ليس له ورق ، تدعوه العرب الضريع ، وهو في الآخرة شوك من نار .
وقال الكلبي : لا تقربه دابّة إذا يبس ، ولا يرعاه شيء ، وقال سعيد بن جبير هو الحجارة ، عطاء عن ابن عبّاس : هو شيء يطرحه البحر المالح ، يسمّيه أهل اليمن الضريع. (الكشف والبيان 10/ 188).

مكي ابن أبي طالب القيسي - 437هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
وقال تعالى : ( ليس لهم طعام إلا من ضريع )
أي ( ليس ) لأصحاب هذه ( الوجوه ) الخاشعة- وهم الكفار- طعام يطعمونه في النار إلا طعام من ضريع .
قال ابن عباس : " الضريع : شجر من نار ".
وقال ابن زيد : الضريع : الشوك من النار ، والضريع عند العرب شوك يابس [ ولا ورق فيه ]
وقال عكرمة : الضريع : الحجارة .
وقال الحسن : الضريع : الزقوم وعنه أيضا الضريع : الذي يضرع ويضل من أكله لمرارته وخشونته .
وقال عطاء : الضريع : الشبرق. وروي ذلك أيضا عن ابن عباس ومجاهد وقتادة، وعلى هذا القول كثير من أهل اللغة والشبرق: [ شجر ] كثير الشوك تعافه الإبل وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، ويسميه غيرهم الشبرق. (الهداية إلى بلوغ النهاية 12/ 8220-8221).

الماوردي - 450هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
{ ليس لَهُمْ طعامٌ إلاّ مِن ضَريعٍ } فيه ستة أقاويل :
أحدها : أنها شجرة تسميها قريش الشبرق ، كثيرة الشوك ، قاله ابن عباس ، قال قتادة وإذا يبس في الصيف فهو ضريع ، قال الشاعر :
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى *** وعاد ضريعاً نازعته النحائص
الثاني : السّلم، قال أبو الجوزاء : كيف يسمن من يأكل الشوك .
الثالث : أنها الحجارة ، قاله ابن جبير .
الرابع : أنه النوى المحرق ، حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب .
الخامس : أنه شجر من نار ، قاله ابن زيد .
السادس : أن الضريع بمعنى المضروع ، أي الذي يضرعون عنده طلباً للخلاص منه ، قاله ابن بحر. ( النكت والعيون 6/ 259-260).
ابن عطية - 542هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
واختلف الناس في «الضريع » ، فقال الحسن وجماعة من المفسرين : هو الزقوم ، لأن الله تعالى قد أخبر في هذه الآية أن الكفار لا طعام لهم { إلا من ضريع } ، وقد أخبر أن الزقوم طعام الأثيم، فذلك يقتضي أن الضريع الزقوم ، وقاله سعيد بن جبير «الضريع » : الحجارة ، وقال به ابن عباس ومجاهد وقتادة وعكرمة: «الضريع » شبرق النار، وقال أبو حنيفة: «الضريع » الشبرق وهو مرعى سوء لا تعقد السائمة عليه شحماً ولا لحماً، وقيل «الضريع » : العشرق، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «الضريع » : شوك في النار، وقال بعض اللغويين : «الضريع » يبيس العرفج إذا تحطم ، وقال آخرون : هو رطب العرفج ، وقال الزجاج : هو نبت كالعوسج، وقال بعض المفسرين: «الضريع » نبت في البحر أخضر منتن مجوف مستطيل له بورقية كثيرة، وقال ابن عباس : «الضريع »: شجر من نار، وكل من ذكر شيئاً مما ذكرناه فإنما يعني أن ذلك من نار ولا بد ، وكل ما في النار فهو نار. (المحرر الوجيز: 5/473).

ابن الجوزي - 597هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
قوله تعالى : { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } فيه ستة أقوال :
أحدها : أنه نبت ذو شوك لاطئ بالأرض ، وتسميه قريش " الشِّبْرِق " فإذا هاج سموه : ضريعا ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة .
والثاني : أنه شجر من نار ، رواه الوالبي عن ابن عباس .
والثالث : أنها الحجارة ، قاله ابن جبير .
والرابع : أنه السلم ، قاله أبو الجوزاء .
والخامس : أنه في الدنيا : الشوك اليابس الذي ليس له ورق ، وهو في الآخرة شوك من نار ، قاله ابن زيد .
والسادس : أنه طعام يضرعون إلى الله تعالى منه ، قاله ابن كيسان . (زاد المسير 4/ 435).

القرطبي - 671هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
قوله تعالى : " ليس لهم " أي لأهل النار . " طعام إلا من ضريع " لما ذكر شرابهم ذكر طعامهم . قال عكرمة ومجاهد : الضريع : نبت ذو شوك لاصق بالأرض ، تسميه قريش الشبرق إذا كان رطبا ، فإذا يبس فهو الضريع ، لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه ، وهو سم قاتل ، وهو أخبث الطعام وأشنعه ، على هذا عامة المفسرين . إلا أن الضحاك روى عن ابن عباس قال : هو شيء يرمى به البحر ، يسمى الضريع ، من أقوات الأنعام لا الناس ، فإذا وقعت فيه الإبل لم تشبع ، وهلكت هزلا . والصحيح ما قاله الجمهور : أنه نبت . قال أبو ذؤيب :
رَعَى الشِّبْرَقَ الريَّانَ حتى إذا ذَوَى *** وعادَ ضَرِيعًا بان منه النَّحَائِصُ
وقال الهذلي وذكر إبلا وسوء مرعاها :
وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضريعِ فكلُّها *** حَدْبَاءُ داميةُ اليدينِ حَرُودُ
وقال الخليل : الضريع : نبات أخضر منتن الريح ، يرمي به البحر . وقال الوالبي عن ابن عباس : هو شجر من نار ، ولو كانت في الدنيا لأحرقت الأرض وما عليها. وقال سعيد بن جبير : هو الحجارة ، وقاله عكرمة. والأظهر أنه شجر ذو شوك حسب ما هو في الدنيا. وعن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : ( الضريع : شيء يكون في النار ، يشبه الشوك ، أشد مرارة من الصبر ، وأنتن من الجيفة ، وأحر من النار ، سماه اللّه ضريعا ) . وقال خالد بن زياد: سمعت المتوكل بن حمدان يسأل عن هذه الآية " ليس لهم طعام إلا من ضريع " قال : بلغني أن الضريع شجرة من نار جهنم ، حملها القيح والدم ، أشد مرارة من الصبر ، فذلك طعامهم .
وقال الحسن : هو بعض ما أخفاه اللّه من العذاب . وقال ابن كيسان : هو طعام يضرعون عنده ويذلون ، ويتضرعون منه إلى اللّه تعالى ، طلبا للخلاص منه ، فسمي بذلك ؛ لأن أكله يضرع في أن يعفى منه ، لكراهته وخشونته . قال أبو جعفر النحاس : قد يكون مشتقا من الضارع ، وهو الذليل ، أي ذو ضراعة ، أي من شربه ذليل تلحقه ضراعة . وعن الحسن أيضا : هو الزقوم. وقيل : هو واد في جهنم. فاللّه أعلم. وقد قال اللّه تعالى في موضع آخر: " فليس له اليوم ههنا حمم . ولا طعام إلا من غسلين " [ الحاقة :35 - 36 ] . وقال هنا: " إلا من ضريع " وهو غير الغسلين . ووجه الجمع أن النار دركات ، فمنهم من طعامه الزقوم ، ومنهم من طعامه الغسلين ، ومنهم من طعامه الضريع ، ومنهم من شرابه الحميم ، ومنهم من شرابه الصديد . قال الكلبي : الضريع في درجة ليس فيها غيره ، والزقوم في درجة أخرى . ويجوز أن تحمل الآيتان على حالتين كما قال : " يطوفون بينها وبين حميم آن " [ الرحمن : 44 ] . القتبي : ويجوز أن يكون الضريع وشجرة الزقوم نبتين من النار، أو من جوهر لا تأكله النار. وكذلك سلاسل النار وأغلالها وعقاربها وحياتها ، ولو كانت على ما نعلم ما بقيت على النار. قال: وإنما دلنا اللّه على الغائب عنده ، بالحاضر عندنا، فالأسماء متفقة الدلالة، والمعاني مختلفة. وكذلك ما في الجنة من شجرها وفرشها. القشيري: وأمثل من قول القتبي أن نقول : إن الذي يبقي الكافرين في النار ليدوم عليهم العذاب، يبقي النبات وشجرة الزقوم في النار، ليعذب بها الكفار. وزعم بعضهم أن الضريع بعينه لا ينبت في النار، ولا أنهم يأكلونه . فالضريع من أقوات الأنعام ، لا من أقوات الناس . وإذا وقعت الإبل فيه لم تشبع ، وهلكت هزلا ، فأراد أن هؤلاء يقتاتون بما لا يشبعهم ، وضرب الضريع له مثلا ، أنهم يعذبون بالجوع كما يعذب من قوته الضريع . قال الترمذي الحكيم : وهذا نظر سقيم من أهله وتأويل دنيء ، كأنه يدل على أنهم تحيروا في قدرة اللّه تعالى ، وأن الذي أنبت في هذا التراب هذا الضريع قادر على أن ينبته في حريق النار ، جعل لنا في الدنيا من الشجر الأخضر نارا ، فلا النار تحرق الشجر ، ولا رطوبة الماء في الشجر تطفئ النار ، فقال تعالى : " الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون " [ يس : 80 ] . وكما قيل حين نزلت " ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم " [ الإسراء : 97 ] : قالوا يا رسول اللّه ، كيف يمشون على وجوههم ؟ فقال : [ الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم ] . فلا يتحير في مثل هذا إلا ضعيف القلب . أو ليس قد أخبرنا أنه " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها " [ النساء : 56 ] ، وقال : " سرابيلهم من قطران " [ إبراهيم : 50 ] ، وقال : " إن لدينا أنكالا " [ المزمل : 12 ] أي قيودا . " وجحيما وطعاما ذا غصة " قيل : ذا شوك . فإنما يتلون عليهم العذاب بهذه الأشياء . ( الجامع لأحكام القرآن 20/ 29-32).

ابن كثير - 774هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
وَقَوْلُهُ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ} قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: شَجَرٌ مِنْ نَارٍ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: هُوَ الزَّقُّومُ. وَعَنْهُ: أَنَّهَا الْحِجَارَةُ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ، وَقَتَادَةُ: هُوَ الشِّبرِقُ. قَالَ قَتَادَةُ: قُرَيْشٌ تُسَمِّيهِ فِي الرَّبِيعِ الشِّبرِقُ، وَفِي الصَّيْفِ الضَّرِيعُ. قَالَ عِكْرِمَةُ: وَهُوَ شَجَرَةٌ ذَاتُ شَوْكٍ لَاطِئَةٌ بِالْأَرْضِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ مُجَاهِدٌ: الضريعُ نبتٌ يُقَالُ لَهُ: الشِّبرِقُ، يُسَمِّيهِ أَهْلُ الْحِجَازِ: الضريعَ إِذَا يَبِسَ، وَهُوَ سُمٌّ.
وَقَالَ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَةَ: {إِلا مِنْ ضَرِيعٍ} هُوَ الشِّبرِقُ، إِذَا يَبِسَ سُمّي الضَّرِيعَ.
وَقَالَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ} مِنْ شَرِّ الطَّعَامِ وَأَبْشَعِهِ وَأَخْبَثِهِ. ( تفسير القرآن العظيم 8/385).

السيوطي - 911هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس { ليس لهم طعام إلا من ضريع } قال : الشبرق اليابس .
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : الضريع بلغة قريش في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال : الضريع الشبرق شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض .
وأخرج ابن شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي الجوزاء قال : الضريع السلم ، وهو الشوك وكيف يسمن من كان طعامه الشوك ؟
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { إلا من ضريع } قال : من حجارة
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { إلا من ضريع } قال : الزقوم .
وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب ، فيستغيثون بالطعام ، فيغاثون بطعام { من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع } »
وأخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس { ليس لهم طعام إلا من ضريع } قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «شيء يكون في النار شبه الشوك أمر من الصبر ، وأنتن من الجيفة ، وأشد حراً من النار ، سماه الله الضريع إذا طعمه صاحبه لا يدخل البطن ولا يرتفع إلى الفم فيبقى بين ذلك ولا يغني من جوع » .
أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير أنه قرأ في سورة الغاشية { متكئين فيها } ناعمين فيها . (الدر المنثور 8/ 492-493).

ثانيا: جمع أقوال اللغويين في هذه المسألة:

أبي زكريا الفراء (ت: 207) : وهو نبت يقال له الشبرق،وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس،وهو سم. (معاني القرآن 3\ 257).

أبي عبيدة التيمي(ت: 209ه )
" إلاّ مِنْ ضَرِيعٍ " الضريع عند العرب الشبرق شجر .( مجاز القرآن 2\ 296).

مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت 210ه) :
" إلاّ مِنْ ضَرِيعٍ " الضريع عند العرب الشبرق شجر.(كتاب المجاز ص 190)

محمد عبد الله بن عبد المجيد بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت: 276ه)
(الضريع): نبت [يكون] بالحجاز، يقال لرطبة: الشّبرق). [تفسير غريب القرآن: 525].

هود بن محكم الهواري (ت: ق 3) في تفسير الكتاب العزيز:
ذكر أن مجاهد قال: الضريع: اليابس، وأيضاً ذكر أن الكلببي قال: هو الشبرق الذي ينبت في الربيع تأكله الإبل أخضر، فإذا كان في الصيف يبس فلم تذقه، يدعى بلسان قريش الضريع؛ فإذا كان عليه ورقه فهو الشبرق، وإذا تساقط عليه ورقه فهو الضريع. ( تفسير الكتاب العزيز:ج5 / 498).

قال إبراهيم بن السري الزجاج (ت 311ه):
( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) : يعني لأهل النار، والضريع الشبرق، وهو جنس من الشوك، إذا كان رطباً فهو شبرق، فإذا يبس فهو الضريع، قال كفار قريش: إن الضريع لتُسمن عليه إبلنا، فقال الله -عز وجل- "لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ". (معاني القرآن وإعرابه:ج 5 / 317).

قال غلام ثعلب محمد بن عبد الواحد البغدادي (ت 345ه):
والضَرِيعٍ العوسج الرطب؛ وهو نبات في النار؛ شبيه العوسج.

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت 370ه): ( لم أستطع الوصول إلى ضريع، وجدت يبس)، اليُبس: نقيض الرطوبة، جَفَّ يجُف وطريق يبسٌ: لا نُدُوَّة فيه ولا بلل، واليبيس من الكلأ: الكثير اليابس. وقد أيبست الأرض، أي أيبست الخضر، تقول العرب إنما اليبيس ما يبس من العشب والبقول التي تتناثر إذا يبست. (تهذيب اللغة، ص1326، النسخة الإلكترونية).
قال أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي (ت 388ه): (لم أستطع الوصول إلى المفردة).

قال ابن فارس ( ت395ه):
ذكر في باب الضاد والراء وما يثلثهما، أن ضرع يدل على لين الشئ، ثم قال: "ومما شذ عن هذا الباب: الضريع؛ وهو النبات، وممكن أن يحمل على الباب فيقال ذلك لضعفه، إذا كان لا يسمن ولا يغني من جوع". (معجم مقاييس اللغة، 3/ 396),

قال مكي بن أبي طالب القيسي ( ت 437ه) :
الضريع نبت بالحجاز يقال لرطبة الشبرق. ( تفسير المشكل من غريب القرآن: ص300).
قال أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت 538ه):
الضريع هو يبيس الشبرق،تأكله الإبل رطباً، وتعافه إذا يبس، وهو سم قاتل. (الكشاف، 1197).

قال شرف الدين الطيبي ( ت743ه):
(رعى الشبرق)، إذا ذوى: أي ذبل، والهَزِم: ما يبس وتكسر من الضريع. ( فتوح الغيب، 16/ 406).

قال ابن المنظور ( ت 711ه):
ذكر أن الضريع: نبات أخضر منتن خفيف يرمى به البحر وله جوف، وأشار إلى أنه مادام رطباً فهو ضريع، فإذا يبس فهو الشبرق، وهو مرعى سوء لا تقربه السائمة، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، قال الكفار: إن الضريع لتسمن عليه إبلنا، فقال الله تعالى: لا يسمن ولا يغني من جوع، وجاء في حديث أهل النار: فيغاثون بطعام من ضريع. ( لسان العرب، 8: 223).

أبو حيان الأندلسي(ت: 745 ) تفسير البحر المحيط
الضريع ، قال أبو حنيفة وأظنه صاحب النبات ، الضريع : الشبرق ، وهو مرعى سوء لا تعقد السائمة عليه شحماً ولا لحماً ، ومنه قول ابن عزارة الهذلي :
وحبسن في هزم الضريع فكلها حدباء دامية اليدين حرود
وقال أبو ذؤيب :
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى وصار ضريعا بان عنه النحائص
وقال بعض اللغويين : يبيس العرفج إذا تحطم . وقال الزجاج : هو نبت كالعوسج . وقال الخليل : نبت أخضر منتن الريح يرمي به البحر . النمارق : الوسائد ، واحدها نمرقة بضم النون والراء وبكسرهما .(البحر المحيط، 8: 461).
قال السمين الحلبي (ت: 756ه):
قيل هو نبت أحمر منتن الريح يرمي به البحر، وقيل: هو الشبرق: نبت بالحجاز ذو شوك، وهو شبرق مادام رطباً، فإذا يبس فهو ضريع، وهذا تمثيل لهم بما يكرهونه مطمعاً لدوابهم، وإلا فيا ليتهم يُكتفى لهم بأكل ما هو أفظع وأشنع من ذلك.

قال الفيروزآبادي (ت:817ه):
والضريع: نبات أخضر منتن الريح، يرمى به البحر، وقال أبو الجوزاء: الضريع: السلاء، وجاء في التفسير أن الكفار قالوا: إن الضريع لتسمن عليه إبلنا؛ قال الله تعالى: ﴿لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ٦﴾، وقال ابن الأعرابي: الضريع: العوسج الرطب، فإذا جف فهو عوسج، فإذا زاد فهو الخزيز.
ابن عباد: الضريع: يبيس كل شجر، قال: والضريع: الشراب الرقيق.
الليث: الضريع: الجلدة التي على العظم تحت اللحم من الضلع. قال: والضريع: نبت في الماء الآجن، له عروق لا تصل إلى الأرض، وقال غيره: الضريع الخمر. (بصائر ذووي التمييز، 3/ 472-473).

قال محمد الطاهر بن عاشور ( ت 1393ه):

والضريع: يابس الشبرق (بكسر الشين المعجمة وسكون الموحدة وكسر الراء) وهو نبت ذو شوك إذا كان رطباً فإذا يبس سمي ضريعاً وحينئذ يصير مسموماً وهو مرعى للإبل ولحمر الوحش إذا كان رطباً، فما يعذب بأهل النار بأكله شبه بالضريع في سوء طعمه وسوء مغبته.
وقيل: الضريع اسم سمى القرآن به شجراً في جهنم وأن هذا الشجر هو الذي يسيل منه الغسلين الوارد في قوله تعالى: " فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام إلا من غسلين" وعليه فحرف " من" للابتداء، أي ليس لهم طعام إلا ما يخرج من الضريع والخارج هو الغسلين وقد حصل الجمع بين الآيتين:
ووصف ضريع بأنه لا يسمن ولا يغني من جوع لتشويهه وأنه تمحض للضر فلا يعود على آكليه بسمن يصلح بعض ما التفح من أجسادهم، ولا يغني عنهم دفع ألم الجوع، ولعل الجوع من ضروب تعذيبهم فيسألون الطعام فيُطعمون الضريع فلا يدفع عنهم ألم الجوع. ( التحرير والتنوير: 30: 297).

التعليقات:
1.نقلت اقوال السلف من التفاسير التي تنقل أقوال السلف: جامع البيان للطبري، الكشف والبيان للثعلبي، الهداية إلى بلوغ النهاية للقيسي، النكت والعيون للمواردي، والمحرر الوجيز لابن عطية، زاد المسير لابن الجوزي، وأحكام القرآن للقرطبي، والتفسير العظين لابن كثير، والدر المنثور للسيوطي.
2.ومن كتب المرتبة الأولى: معاني القرآن للفراء، ومجاز القرآن لأبي عبيدة التيمي، ومجاز القرآن لأبي عبيدة معمر المثني.
•والمطبوع من تفسير يحي بن سلام غير تام ((فقط من سورة النحل إلى الصافات).
•والأخفش، لم يستطرق إلى تفسير معنى المفردة في تفسيره ( معاني القرآن، ص 577)
3.ومن كتب المرتبة الثانية: غريب القرآن لابن قتيبة الدينوري، وتفسير الكتاب العزيز لهود بن محكم الهواري، وتفسير المشكل من غريب القرآن لمكي بن أبي طالب، وياقوتة الصراط لغلام ثعلب.
4.ومن كتب المرتبة الثالثة: لم أستطع الوقوف على تفسير المفردة لغريب الحديث لأبي سليمان الخطابي، وجدت معنى المفردة عند الفيروزآبادي في تفسيره بصائر ذوي التمييز.
5.ومن كتب المرتبة الرابعة: الكشاف للزمخشري، وحاشية الطيبي على الكشاف، والبحر المحيط لأبي حيان، والدر المصون لسمين الحلبي، والتحرير والتنوير لابن عاشور.
6.ومن كتب المرتبة الخامسة: بالنسبة للخليل بن أحمد، وجدت تفسيره للمفردة عند القرطبي، ولكن لم أستطع الوصول للمفرده في كتابه، ووجدتها في تهذيب اللغة لبي منصور الأزهري، ومعجم المقاييس لابن فارس، ولسان العرب لابن منظور.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 ذو الحجة 1441هـ/23-07-2020م, 02:11 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا نصر زيدان مشاهدة المشاركة
التطبيق الخامس:
معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}

أولا: أقوال السلف في المسألة:

الطبري - 310هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
وقوله : لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إلاّ مِنْ ضَرِيعٍ يقول : ليس لهؤلاء الذين هم أصحاب الخاشعة العاملة الناصبة يوم القيامة ، طعام إلا ما يطعمونه من ضرِيع . والضريع عند العرب : نبت يُقال له الشّبْرِق ، وتسميه أهل الحجاز الضّرِيع إذا يبس ، ويسميه غيرهم : الشّبْرق ، وهو سمّ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إلاّ مِنْ ضَرِيعٍ قال : الضريع : الشّبْرق .
حدثني محمد بن عُبيدة المحاربيّ ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسديّ ، قال محمد : ثنا ، وقال عباد : أخبرنا محمد بن سليمان ، عن عبد الرحمن الأصبهانيّ ، عن عكرِمة في قوله : لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إلاّ مِنْ ضَرِيعٍ قال : الشّبرق،
وقال آخرون: الضَّرِيع: الحجارة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الحجارة.
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) يقول: شجر من نار.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الضريع: الشَّوك من النار. قال: وأما في الدنيا فإنَّ الضريع: الشوك اليابس الذي ليس له ورق، تدعوه العرب الضريع، وهو في الآخرة شوك من نار. (جامع البيان 24/ 331-332).

الثعلبي - 427هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
{ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } قال محمد وعكرمة وقتادة : وهو نبت ذو شوك لاطي بالأرض تسمّيه فرش الشرق ، فإذا هاج سمّوه الضريع ، وهو أخبث طعام وأبشعه ، وهي رواية العوفي عن ابن عبّاس ، الوالي عنه : هو شجر من نار ، وقال ابن زيد : أمّا في الدنيا فإنّ الضريع الشوك اليابس الذي ليس له ورق ، تدعوه العرب الضريع ، وهو في الآخرة شوك من نار .
وقال الكلبي : لا تقربه دابّة إذا يبس ، ولا يرعاه شيء ، وقال سعيد بن جبير هو الحجارة ، عطاء عن ابن عبّاس : هو شيء يطرحه البحر المالح ، يسمّيه أهل اليمن الضريع. (الكشف والبيان 10/ 188).

مكي ابن أبي طالب القيسي - 437هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
وقال تعالى : ( ليس لهم طعام إلا من ضريع )
أي ( ليس ) لأصحاب هذه ( الوجوه ) الخاشعة- وهم الكفار- طعام يطعمونه في النار إلا طعام من ضريع .
قال ابن عباس : " الضريع : شجر من نار ".
وقال ابن زيد : الضريع : الشوك من النار ، والضريع عند العرب شوك يابس [ ولا ورق فيه ]
وقال عكرمة : الضريع : الحجارة .
وقال الحسن : الضريع : الزقوم وعنه أيضا الضريع : الذي يضرع ويضل من أكله لمرارته وخشونته .
وقال عطاء : الضريع : الشبرق. وروي ذلك أيضا عن ابن عباس ومجاهد وقتادة، وعلى هذا القول كثير من أهل اللغة والشبرق: [ شجر ] كثير الشوك تعافه الإبل وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، ويسميه غيرهم الشبرق. (الهداية إلى بلوغ النهاية 12/ 8220-8221).

الماوردي - 450هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
{ ليس لَهُمْ طعامٌ إلاّ مِن ضَريعٍ } فيه ستة أقاويل :
أحدها : أنها شجرة تسميها قريش الشبرق ، كثيرة الشوك ، قاله ابن عباس ، قال قتادة وإذا يبس في الصيف فهو ضريع ، قال الشاعر :
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى *** وعاد ضريعاً نازعته النحائص
الثاني : السّلم، قال أبو الجوزاء : كيف يسمن من يأكل الشوك .
الثالث : أنها الحجارة ، قاله ابن جبير .
الرابع : أنه النوى المحرق ، حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب .
الخامس : أنه شجر من نار ، قاله ابن زيد .
السادس : أن الضريع بمعنى المضروع ، أي الذي يضرعون عنده طلباً للخلاص منه ، قاله ابن بحر. ( النكت والعيون 6/ 259-260).
ابن عطية - 542هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
واختلف الناس في «الضريع » ، فقال الحسن وجماعة من المفسرين : هو الزقوم ، لأن الله تعالى قد أخبر في هذه الآية أن الكفار لا طعام لهم { إلا من ضريع } ، وقد أخبر أن الزقوم طعام الأثيم، فذلك يقتضي أن الضريع الزقوم ، وقاله سعيد بن جبير «الضريع » : الحجارة ، وقال به ابن عباس ومجاهد وقتادة وعكرمة: «الضريع » شبرق النار، وقال أبو حنيفة: «الضريع » الشبرق وهو مرعى سوء لا تعقد السائمة عليه شحماً ولا لحماً، وقيل «الضريع » : العشرق، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «الضريع » : شوك في النار، وقال بعض اللغويين : «الضريع » يبيس العرفج إذا تحطم ، وقال آخرون : هو رطب العرفج ، وقال الزجاج : هو نبت كالعوسج، وقال بعض المفسرين: «الضريع » نبت في البحر أخضر منتن مجوف مستطيل له بورقية كثيرة، وقال ابن عباس : «الضريع »: شجر من نار، وكل من ذكر شيئاً مما ذكرناه فإنما يعني أن ذلك من نار ولا بد ، وكل ما في النار فهو نار. (المحرر الوجيز: 5/473).

ابن الجوزي - 597هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
قوله تعالى : { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } فيه ستة أقوال :
أحدها : أنه نبت ذو شوك لاطئ بالأرض ، وتسميه قريش " الشِّبْرِق " فإذا هاج سموه : ضريعا ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة .
والثاني : أنه شجر من نار ، رواه الوالبي عن ابن عباس .
والثالث : أنها الحجارة ، قاله ابن جبير .
والرابع : أنه السلم ، قاله أبو الجوزاء .
والخامس : أنه في الدنيا : الشوك اليابس الذي ليس له ورق ، وهو في الآخرة شوك من نار ، قاله ابن زيد .
والسادس : أنه طعام يضرعون إلى الله تعالى منه ، قاله ابن كيسان . (زاد المسير 4/ 435).

القرطبي - 671هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
قوله تعالى : " ليس لهم " أي لأهل النار . " طعام إلا من ضريع " لما ذكر شرابهم ذكر طعامهم . قال عكرمة ومجاهد : الضريع : نبت ذو شوك لاصق بالأرض ، تسميه قريش الشبرق إذا كان رطبا ، فإذا يبس فهو الضريع ، لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه ، وهو سم قاتل ، وهو أخبث الطعام وأشنعه ، على هذا عامة المفسرين . إلا أن الضحاك روى عن ابن عباس قال : هو شيء يرمى به البحر ، يسمى الضريع ، من أقوات الأنعام لا الناس ، فإذا وقعت فيه الإبل لم تشبع ، وهلكت هزلا . والصحيح ما قاله الجمهور : أنه نبت . قال أبو ذؤيب :
رَعَى الشِّبْرَقَ الريَّانَ حتى إذا ذَوَى *** وعادَ ضَرِيعًا بان منه النَّحَائِصُ
وقال الهذلي وذكر إبلا وسوء مرعاها :
وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضريعِ فكلُّها *** حَدْبَاءُ داميةُ اليدينِ حَرُودُ
وقال الخليل : الضريع : نبات أخضر منتن الريح ، يرمي به البحر . وقال الوالبي عن ابن عباس : هو شجر من نار ، ولو كانت في الدنيا لأحرقت الأرض وما عليها. وقال سعيد بن جبير : هو الحجارة ، وقاله عكرمة. والأظهر أنه شجر ذو شوك حسب ما هو في الدنيا. وعن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : ( الضريع : شيء يكون في النار ، يشبه الشوك ، أشد مرارة من الصبر ، وأنتن من الجيفة ، وأحر من النار ، سماه اللّه ضريعا ) . وقال خالد بن زياد: سمعت المتوكل بن حمدان يسأل عن هذه الآية " ليس لهم طعام إلا من ضريع " قال : بلغني أن الضريع شجرة من نار جهنم ، حملها القيح والدم ، أشد مرارة من الصبر ، فذلك طعامهم .
وقال الحسن : هو بعض ما أخفاه اللّه من العذاب . وقال ابن كيسان : هو طعام يضرعون عنده ويذلون ، ويتضرعون منه إلى اللّه تعالى ، طلبا للخلاص منه ، فسمي بذلك ؛ لأن أكله يضرع في أن يعفى منه ، لكراهته وخشونته . قال أبو جعفر النحاس : قد يكون مشتقا من الضارع ، وهو الذليل ، أي ذو ضراعة ، أي من شربه ذليل تلحقه ضراعة . وعن الحسن أيضا : هو الزقوم. وقيل : هو واد في جهنم. فاللّه أعلم. وقد قال اللّه تعالى في موضع آخر: " فليس له اليوم ههنا حمم . ولا طعام إلا من غسلين " [ الحاقة :35 - 36 ] . وقال هنا: " إلا من ضريع " وهو غير الغسلين . ووجه الجمع أن النار دركات ، فمنهم من طعامه الزقوم ، ومنهم من طعامه الغسلين ، ومنهم من طعامه الضريع ، ومنهم من شرابه الحميم ، ومنهم من شرابه الصديد . قال الكلبي : الضريع في درجة ليس فيها غيره ، والزقوم في درجة أخرى . ويجوز أن تحمل الآيتان على حالتين كما قال : " يطوفون بينها وبين حميم آن " [ الرحمن : 44 ] . القتبي : ويجوز أن يكون الضريع وشجرة الزقوم نبتين من النار، أو من جوهر لا تأكله النار. وكذلك سلاسل النار وأغلالها وعقاربها وحياتها ، ولو كانت على ما نعلم ما بقيت على النار. قال: وإنما دلنا اللّه على الغائب عنده ، بالحاضر عندنا، فالأسماء متفقة الدلالة، والمعاني مختلفة. وكذلك ما في الجنة من شجرها وفرشها. القشيري: وأمثل من قول القتبي أن نقول : إن الذي يبقي الكافرين في النار ليدوم عليهم العذاب، يبقي النبات وشجرة الزقوم في النار، ليعذب بها الكفار. وزعم بعضهم أن الضريع بعينه لا ينبت في النار، ولا أنهم يأكلونه . فالضريع من أقوات الأنعام ، لا من أقوات الناس . وإذا وقعت الإبل فيه لم تشبع ، وهلكت هزلا ، فأراد أن هؤلاء يقتاتون بما لا يشبعهم ، وضرب الضريع له مثلا ، أنهم يعذبون بالجوع كما يعذب من قوته الضريع . قال الترمذي الحكيم : وهذا نظر سقيم من أهله وتأويل دنيء ، كأنه يدل على أنهم تحيروا في قدرة اللّه تعالى ، وأن الذي أنبت في هذا التراب هذا الضريع قادر على أن ينبته في حريق النار ، جعل لنا في الدنيا من الشجر الأخضر نارا ، فلا النار تحرق الشجر ، ولا رطوبة الماء في الشجر تطفئ النار ، فقال تعالى : " الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون " [ يس : 80 ] . وكما قيل حين نزلت " ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم " [ الإسراء : 97 ] : قالوا يا رسول اللّه ، كيف يمشون على وجوههم ؟ فقال : [ الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم ] . فلا يتحير في مثل هذا إلا ضعيف القلب . أو ليس قد أخبرنا أنه " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها " [ النساء : 56 ] ، وقال : " سرابيلهم من قطران " [ إبراهيم : 50 ] ، وقال : " إن لدينا أنكالا " [ المزمل : 12 ] أي قيودا . " وجحيما وطعاما ذا غصة " قيل : ذا شوك . فإنما يتلون عليهم العذاب بهذه الأشياء . ( الجامع لأحكام القرآن 20/ 29-32).

ابن كثير - 774هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
وَقَوْلُهُ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ} قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: شَجَرٌ مِنْ نَارٍ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: هُوَ الزَّقُّومُ. وَعَنْهُ: أَنَّهَا الْحِجَارَةُ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ، وَقَتَادَةُ: هُوَ الشِّبرِقُ. قَالَ قَتَادَةُ: قُرَيْشٌ تُسَمِّيهِ فِي الرَّبِيعِ الشِّبرِقُ، وَفِي الصَّيْفِ الضَّرِيعُ. قَالَ عِكْرِمَةُ: وَهُوَ شَجَرَةٌ ذَاتُ شَوْكٍ لَاطِئَةٌ بِالْأَرْضِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ مُجَاهِدٌ: الضريعُ نبتٌ يُقَالُ لَهُ: الشِّبرِقُ، يُسَمِّيهِ أَهْلُ الْحِجَازِ: الضريعَ إِذَا يَبِسَ، وَهُوَ سُمٌّ.
وَقَالَ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَةَ: {إِلا مِنْ ضَرِيعٍ} هُوَ الشِّبرِقُ، إِذَا يَبِسَ سُمّي الضَّرِيعَ.
وَقَالَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ} مِنْ شَرِّ الطَّعَامِ وَأَبْشَعِهِ وَأَخْبَثِهِ. ( تفسير القرآن العظيم 8/385).

السيوطي - 911هـ :
(- لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) [الغاشية : 6]
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس { ليس لهم طعام إلا من ضريع } قال : الشبرق اليابس .
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : الضريع بلغة قريش في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال : الضريع الشبرق شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض .
وأخرج ابن شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي الجوزاء قال : الضريع السلم ، وهو الشوك وكيف يسمن من كان طعامه الشوك ؟
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { إلا من ضريع } قال : من حجارة
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { إلا من ضريع } قال : الزقوم .
وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب ، فيستغيثون بالطعام ، فيغاثون بطعام { من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع } »
وأخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس { ليس لهم طعام إلا من ضريع } قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «شيء يكون في النار شبه الشوك أمر من الصبر ، وأنتن من الجيفة ، وأشد حراً من النار ، سماه الله الضريع إذا طعمه صاحبه لا يدخل البطن ولا يرتفع إلى الفم فيبقى بين ذلك ولا يغني من جوع » .
أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير أنه قرأ في سورة الغاشية { متكئين فيها } ناعمين فيها . (الدر المنثور 8/ 492-493).

ثانيا: جمع أقوال اللغويين في هذه المسألة:

أبي زكريا الفراء (ت: 207) : وهو نبت يقال له الشبرق،وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس،وهو سم. (معاني القرآن 3\ 257).

أبي عبيدة التيمي(ت: 209ه )
" إلاّ مِنْ ضَرِيعٍ " الضريع عند العرب الشبرق شجر .( مجاز القرآن 2\ 296).

مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت 210ه) :
" إلاّ مِنْ ضَرِيعٍ " الضريع عند العرب الشبرق شجر.(كتاب المجاز ص 190)

محمد عبد الله بن عبد المجيد بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت: 276ه)
(الضريع): نبت [يكون] بالحجاز، يقال لرطبة: الشّبرق). [تفسير غريب القرآن: 525].

هود بن محكم الهواري (ت: ق 3) في تفسير الكتاب العزيز:
ذكر أن مجاهد قال: الضريع: اليابس، وأيضاً ذكر أن الكلببي قال: هو الشبرق الذي ينبت في الربيع تأكله الإبل أخضر، فإذا كان في الصيف يبس فلم تذقه، يدعى بلسان قريش الضريع؛ فإذا كان عليه ورقه فهو الشبرق، وإذا تساقط عليه ورقه فهو الضريع. ( تفسير الكتاب العزيز:ج5 / 498).

قال إبراهيم بن السري الزجاج (ت 311ه):
( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) : يعني لأهل النار، والضريع الشبرق، وهو جنس من الشوك، إذا كان رطباً فهو شبرق، فإذا يبس فهو الضريع، قال كفار قريش: إن الضريع لتُسمن عليه إبلنا، فقال الله -عز وجل- "لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ". (معاني القرآن وإعرابه:ج 5 / 317).

قال غلام ثعلب محمد بن عبد الواحد البغدادي (ت 345ه):
والضَرِيعٍ العوسج الرطب؛ وهو نبات في النار؛ شبيه العوسج.

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت 370ه): ( لم أستطع الوصول إلى ضريع، وجدت يبس)، اليُبس: نقيض الرطوبة، جَفَّ يجُف وطريق يبسٌ: لا نُدُوَّة فيه ولا بلل، واليبيس من الكلأ: الكثير اليابس. وقد أيبست الأرض، أي أيبست الخضر، تقول العرب إنما اليبيس ما يبس من العشب والبقول التي تتناثر إذا يبست. (تهذيب اللغة، ص1326، النسخة الإلكترونية).
قال أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي (ت 388ه): (لم أستطع الوصول إلى المفردة).

قال ابن فارس ( ت395ه):
ذكر في باب الضاد والراء وما يثلثهما، أن ضرع يدل على لين الشئ، ثم قال: "ومما شذ عن هذا الباب: الضريع؛ وهو النبات، وممكن أن يحمل على الباب فيقال ذلك لضعفه، إذا كان لا يسمن ولا يغني من جوع". (معجم مقاييس اللغة، 3/ 396),

قال مكي بن أبي طالب القيسي ( ت 437ه) :
الضريع نبت بالحجاز يقال لرطبة الشبرق. ( تفسير المشكل من غريب القرآن: ص300).
قال أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت 538ه):
الضريع هو يبيس الشبرق،تأكله الإبل رطباً، وتعافه إذا يبس، وهو سم قاتل. (الكشاف، 1197).

قال شرف الدين الطيبي ( ت743ه):
(رعى الشبرق)، إذا ذوى: أي ذبل، والهَزِم: ما يبس وتكسر من الضريع. ( فتوح الغيب، 16/ 406).

قال ابن المنظور ( ت 711ه):
ذكر أن الضريع: نبات أخضر منتن خفيف يرمى به البحر وله جوف، وأشار إلى أنه مادام رطباً فهو ضريع، فإذا يبس فهو الشبرق، وهو مرعى سوء لا تقربه السائمة، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، قال الكفار: إن الضريع لتسمن عليه إبلنا، فقال الله تعالى: لا يسمن ولا يغني من جوع، وجاء في حديث أهل النار: فيغاثون بطعام من ضريع. ( لسان العرب، 8: 223).

أبو حيان الأندلسي(ت: 745 ) تفسير البحر المحيط
الضريع ، قال أبو حنيفة وأظنه صاحب النبات ، الضريع : الشبرق ، وهو مرعى سوء لا تعقد السائمة عليه شحماً ولا لحماً ، ومنه قول ابن عزارة الهذلي :
وحبسن في هزم الضريع فكلها حدباء دامية اليدين حرود
وقال أبو ذؤيب :
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى وصار ضريعا بان عنه النحائص
وقال بعض اللغويين : يبيس العرفج إذا تحطم . وقال الزجاج : هو نبت كالعوسج . وقال الخليل : نبت أخضر منتن الريح يرمي به البحر . النمارق : الوسائد ، واحدها نمرقة بضم النون والراء وبكسرهما .(البحر المحيط، 8: 461).
قال السمين الحلبي (ت: 756ه):
قيل هو نبت أحمر منتن الريح يرمي به البحر، وقيل: هو الشبرق: نبت بالحجاز ذو شوك، وهو شبرق مادام رطباً، فإذا يبس فهو ضريع، وهذا تمثيل لهم بما يكرهونه مطمعاً لدوابهم، وإلا فيا ليتهم يُكتفى لهم بأكل ما هو أفظع وأشنع من ذلك.

قال الفيروزآبادي (ت:817ه):
والضريع: نبات أخضر منتن الريح، يرمى به البحر، وقال أبو الجوزاء: الضريع: السلاء، وجاء في التفسير أن الكفار قالوا: إن الضريع لتسمن عليه إبلنا؛ قال الله تعالى: ﴿لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ٦﴾، وقال ابن الأعرابي: الضريع: العوسج الرطب، فإذا جف فهو عوسج، فإذا زاد فهو الخزيز.
ابن عباد: الضريع: يبيس كل شجر، قال: والضريع: الشراب الرقيق.
الليث: الضريع: الجلدة التي على العظم تحت اللحم من الضلع. قال: والضريع: نبت في الماء الآجن، له عروق لا تصل إلى الأرض، وقال غيره: الضريع الخمر. (بصائر ذووي التمييز، 3/ 472-473).

قال محمد الطاهر بن عاشور ( ت 1393ه):

والضريع: يابس الشبرق (بكسر الشين المعجمة وسكون الموحدة وكسر الراء) وهو نبت ذو شوك إذا كان رطباً فإذا يبس سمي ضريعاً وحينئذ يصير مسموماً وهو مرعى للإبل ولحمر الوحش إذا كان رطباً، فما يعذب بأهل النار بأكله شبه بالضريع في سوء طعمه وسوء مغبته.
وقيل: الضريع اسم سمى القرآن به شجراً في جهنم وأن هذا الشجر هو الذي يسيل منه الغسلين الوارد في قوله تعالى: " فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام إلا من غسلين" وعليه فحرف " من" للابتداء، أي ليس لهم طعام إلا ما يخرج من الضريع والخارج هو الغسلين وقد حصل الجمع بين الآيتين:
ووصف ضريع بأنه لا يسمن ولا يغني من جوع لتشويهه وأنه تمحض للضر فلا يعود على آكليه بسمن يصلح بعض ما التفح من أجسادهم، ولا يغني عنهم دفع ألم الجوع، ولعل الجوع من ضروب تعذيبهم فيسألون الطعام فيُطعمون الضريع فلا يدفع عنهم ألم الجوع. ( التحرير والتنوير: 30: 297).

التعليقات:
1.نقلت اقوال السلف من التفاسير التي تنقل أقوال السلف: جامع البيان للطبري، الكشف والبيان للثعلبي، الهداية إلى بلوغ النهاية للقيسي، النكت والعيون للمواردي، والمحرر الوجيز لابن عطية، زاد المسير لابن الجوزي، وأحكام القرآن للقرطبي، والتفسير العظين لابن كثير، والدر المنثور للسيوطي.
2.ومن كتب المرتبة الأولى: معاني القرآن للفراء، ومجاز القرآن لأبي عبيدة التيمي، ومجاز القرآن لأبي عبيدة معمر المثني.
•والمطبوع من تفسير يحي بن سلام غير تام ((فقط من سورة النحل إلى الصافات).
•والأخفش، لم يستطرق إلى تفسير معنى المفردة في تفسيره ( معاني القرآن، ص 577)
3.ومن كتب المرتبة الثانية: غريب القرآن لابن قتيبة الدينوري، وتفسير الكتاب العزيز لهود بن محكم الهواري، وتفسير المشكل من غريب القرآن لمكي بن أبي طالب، وياقوتة الصراط لغلام ثعلب.
4.ومن كتب المرتبة الثالثة: لم أستطع الوقوف على تفسير المفردة لغريب الحديث لأبي سليمان الخطابي، وجدت معنى المفردة عند الفيروزآبادي في تفسيره بصائر ذوي التمييز.
5.ومن كتب المرتبة الرابعة: الكشاف للزمخشري، وحاشية الطيبي على الكشاف، والبحر المحيط لأبي حيان، والدر المصون لسمين الحلبي، والتحرير والتنوير لابن عاشور.
6.ومن كتب المرتبة الخامسة: بالنسبة للخليل بن أحمد، وجدت تفسيره للمفردة عند القرطبي، ولكن لم أستطع الوصول للمفرده في كتابه، ووجدتها في تهذيب اللغة لبي منصور الأزهري، ومعجم المقاييس لابن فارس، ولسان العرب لابن منظور.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وأرجو أن ينفعكِ الله بهذه الملحوظات اليسيرة.
- المرتبة الثالثة خاصة بكتب أهل اللغة في غير معاني القرآن أو غريب الحديث، وإنما صُنفت في الأساس للمسائل اللغوية، ابحثي مثلا في كتب الخليل بن أحمد، والأنباري وغيرهم
ولعل الفيديو الموجود في المشاركة الأولى يفيدكِ بإذن الله.
- المرتبة الخامسة تختلف حسب تصنيف المسألة، ولأن مسألتكِ لغوية في مفردة من مفردات القرآن فهي خاصة بقواميس اللغة، وقد أحسنتِ البحث في بعضها بارك الله فيكِ.
- أرجو عدم استخدام اللون الأحمر في التنسيق.
- ويهمنا إكمال النقول بنفس الطريقة التي جاءت في تطبيق الشيخ - حفظه الله -
أن يكون اسم المؤلف في جملة القول كاملا، فهذا يدربكِ على حفظه مع كثرة التطبيق بإذن الله، بالإضافة إلى سنة الوفاة، ثم النقل، ثم العزو بذكر اسم الكتاب ورقم الجزء والصفحة.
التقويم: ب+
خُصمت نصف درجة للتأخير.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir