دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #19  
قديم 17 جمادى الأولى 1441هـ/12-01-2020م, 05:41 AM
إيناس الكاشف إيناس الكاشف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 58
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث من مسائل الإيمان بالقرآن
المجموعة الأولى

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
الواقفة على ثلاثة أصناف، ويختلف حكم كل صنف باختلاف موقفه
الصنف الأول: فريق من الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، لكنّهم في ظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به، وينكرون على من يقول: القرآن غير مخلوق، وكان زعيم هذه الطائفة في بغداد محمد بن شجاع الثلجي، وهو جهميّ متكلّم من أصحاب بشر بن غياث المريسي.وهؤلاء الجهمية مخادعون؛ وفتنتهم على العامّة أشدّ من فتنة الجهمية الذين يصرّحون بالقول بخلق القرآن؛ لأنّهم يستدرجونهم بذلك؛ ثم يشكّكونهم في كلام الله؛ فلا يدرون أمخلوق هو أم غير مخلوق، وإذا ابتلي المرء بالشكّ وقع في الفتنة، وكان أقرب إلى التزام قولهم؛ ولذلك اشتدّ إنكار الإمام أحمد على هؤلاء الواقفة وكثرت الروايات عنه في تكفيرهم والتحذير منهم، فقد سئل مرّة عن الواقفة؛ فقال: «صنفٌ من الجهميّة استتروا بالوقف»، وقال: « هؤلاء شرٌّ من الجهميّة، إنّما يريدون رأي جهمٍ».
الصنف الثاني: اختلف إلى فريقين:
الأول: الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك، فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك منافٍ للتصديق الواجب؛ فالشاكّ غير مؤمن. وقال أبو داود: سألت أحمد بن صالح عمَّن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق، ولا مخلوق.فقال: (هذا شاك، والشاك كافر). وقال عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال: مخلوقٌ».
الثاني: الجاهل وقد يُعذر لجهله، ومن عرضت له شبهة قد يعذر بسبب شبهته حتى تقوم عليه الحجة. وقد قال الإمام أحمد: عندما سُئل عن اللفظية والواقفة؛ فقال: (من كان منهم جاهلا ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلم). وقال: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي). فالعامّيّ الذي لا يفقه علم الكلام ولم يجادلْ جدال أصحاب الأهواء؛ يبيّن له الحقّ ويعلَّم، ويجب عليه الإيمان والتصديق بأنّ القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة. فإن قبل واتّبع الحقّ قُبل منه، وإن أبى واستكبر أو بقي شاكّاً مرتاباً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه؛ حُكم بكفره.
الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف، وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق، لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت، قال أبو داوود: سمعتُ أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟ ).وكان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدّثين، ويأمر بهجرهم؛ لأنّهم يوطّئون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشكّكون العامّة في كلام الله، وإذا أثيرت الشبهة وعمّت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس.


س2: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
أبو الحسن الأشعري (ت:324هـ) كان معتزلياً زمناً من عمره، وقد نشأ في كنف زوج أمّه أبي علي الجبّائي، وكان الجبّائي من رؤوس المعتزلة في زمانه، وعنه أخذ الأشعري علمَ الكلام حتى بلغ فيه الغاية عندهم؛ وكان الأشعري يحتار في كثير من المسائل فيسأل الجبّائيَّ فلا يجد عنده ما يشفيه، حتى ناظره في مسائل فلم يعرف الرد؛ وتبيّن للأشعري فساد قول المعتزلة، وأدرك أنّهم أضلوا الناس وفتنوهم، وبعد تفكير ملي أعلن للناس توبته من الاعتزال، والتزامه قول أهل السنة؛ وعزمه على الانتصار لها، والردّ على المعتزلة، وقد كان متبحّراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ وأعجبته طريقة ابن كلاب؛ فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها، وزاد فيها، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة، واستمر مدّة من عمره على هذه الطريقة يرد على المعتزلة، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.


س3: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
أوّل من أشعل فتنة اللفظيةحسين الكرابيسي، وكان رجلاً قد أوتي سعة في العلم؛ وصنّف مصنّفات كثيرة، وكان له أصحاب وأتباع ؛ لكنّه كان ضعيفاً في إدراكه للمقاصد الشرعية، وقد ألّف الكرابيسيّ كتاباً حطّ فيه على بعض الصحابة وزعم أنّ ابن الزبير من الخوارج، وأدرج فيه ما يقوّي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات؛ وحطّ على بعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف، فعرض كتابه على الإمام أحمد وهو لا يدري لمن هو؛ فأنكر بعض ما فيه، وحذّر منه، ونهى عن الإخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق، مما أثار فتنة عظيمة على الأمّة؛ وكان الناس بحاجة إلى بيان الحقّ ورفع اللبس، لا زيادة التلبيس والتوهيم، وإثارة فتنة كانوا في عافية منها.


س4: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
1. من لوازم الإيمان بالقرآن، الإيمان بأنه كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته تعالى ليس مخلوق. لذلك يجب أن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه في كتابه وعلى لسان رسوله من غير تحريف ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف.
2. القرآن الكريم كتاب هداية وإرشاد، وهو كتاب مبارك؛ فتلاوته مباركة وسماعه مبارك ، فمن أراد أن يهتدي فعليه بالقرآن، ومن أراد الشفاء فعليه بالقرآن، ومن أراد التوفيق والنجاح فعليه بالقرآن، لذلك وجب علينا أن نعمل به ولا نقتصر فقط على تلاوته وترتيله.
3. مرجع العقيدة الأساس هو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه سلم، فلا اجتهاد في الأمور الغيبية بالرأي حتى لا يقع العبد في القول على الله بما لا يليق به سبحانه، ولا يثير فتناً تلبس على الناس أمر دينهم.
4. الهجمات والحروب لاستئصال هذا الدين من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا لم تتوقف ولم تتوانى، وفي كل عصر تثار الفتن والشبه لإضعاف شوكة الدين وتخذيل الأمة، لكن الله تعالى يؤيد الأمة والدين بعلماء أجلاء استبسلوا في الذب عن الدين وصبرا على ما أوذوا، فواجب على كل مسلم أن يثمن جهود هؤلاء العلماء يتخذهم قدوة في نصرة الحق وأهله.
5. وقت المحن والابتلاءات يجب على العلماء النهوض للدفاع عن الدين الاستماتة في ردء الشبهات التي تثار لهدم الصرح المسلم ودحضها بكل ما أوتوا من وسائل الرد، ويجب على ولاة الأمر تسخير منابر الحق لمواجهة أعداء الإسلام.
6. يجب على العالم وطالب العلم الصبر على كل الصعاب التي يواجهها خلال مسيرته التعليمية.
7. التسلح بالعلم الشرعي، والحرص على أخذه من أهله الحق أهل السنة، ومعرفة أصول الشبهات وكيفية الرد عليهاالرد المفحم لأهل الباطل.
8. ثبات العلماء زمن الفتن على الحق ثبات للأمة كلها.
9. صلاح الأمة بصلاح ولاتها وعلمائها.
10. الصحبة الصالحة تعين على الحق وعلى الثبات عليه

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir