دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ربيع الثاني 1441هـ/18-12-2019م, 12:51 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثالث عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة مسائل الإيمان

*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثاني)

السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.

اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى :

س1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.


المجموعة الثانية :

س1: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
س2:بيّن الفرق بين كل ممّا يلي:
أ: قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن.
ب: قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1441هـ/18-12-2019م, 11:45 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.

من حكمة الله تعالى أنه يختبر عباده كما أخبر سبحانه: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم} الآية، وقد أدرك ذلك الإمام أحمد –رحمه الله- وحقق ما قال الله: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، وأدرك مسؤوليته على الأمة وأمانة العلم بما صار إمام أهل السنة حقا. واستفدت من محنته أنه ينبغي لطالب العلم أن يكون صادقا في طلبه وصابرا على الأذى في هذا الطريق الشريف، ورحيما بالناس؛ إذ لم يعير الإمام أحمد أحدا ممن امتحن معه، بل عذرهم قائلا: "القيد كره، والحبس كره".

المجموعة الثانية :

س1: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن أنه كلام الله حقيقة غير مخلوق فهو صفة من صفاته تعالى، منه بدأ، أي: نزل، وإليه يعود، يعني يرفعه الله تعالى في آخر الزمان؛ فهو كلام الله لفظا ومعنى، سمعه منه تعالى جبريل، وسمعه منه محمد صلى الله عليه وسلم، وسمعه منه الصحابة، فهو محفوظ في السطور وفي الصدور.


س2:بيّن الفرق بين كل ممّا يلي:

أ: قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن.
هم يتفقون على أن القرآن غير مخلوق وأنه ليس بكلام الله تعالى حقيقة بألفاظه، وإنما كلامه تعالى هو المعاني القائمة بنفسه تعالى ويفترقان بعد ذلك: فأما الكلابية فيقولون: إن القرآن حكاية عن كلام الله تعالى؛ وأما الأشاعرة فيقولون: إن القرآن عبارة عن كلام الله تعالى-وهي تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف- وليس حكاية؛ لأنها تقتضي مماثلة للمحكي.

ب: قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
زعم المعتزلة أن القرآن كلام الله، لكنه مخلوق. وذلك لاعتقادهم أن كلام الله مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلم خلق كلاما في بعض الأجسام يسمعه من يشاء.
وأما الأشاعرة فزعموا أن القرآن ليس كلام الله تعالى حقيقة، وذلك لاعتقادهم أن كلامه تعالى هو المعنى القائم بنفسه تعالى، وليس بحرف ولا صوت.

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.

لا خلاف بين الأمة أن أول من أحدث القول بخلق القرآن هو جعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق خالد بن عبد الله القسري عام 124 ه يوم الأضحى.
ونشر بعد ذلك هذا القول تلميذه جهم بن صفان كما ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد"، ولم يكن جهم من أهل العلم، وإنما كان رجلا ذكيا، فقد كفره العماء في عصره، وقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128ه.
وتلقف مقالات جهم بن صفان من أتباعه بشر بن غياث المريسي، لكنه كان متخفيا في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله. وإنما أظهر عقيدته بعد موت الرشيد عام 193 ه. فقد حذر أئمة أهل السنة منه وأصحابه.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 ربيع الثاني 1441هـ/22-12-2019م, 01:07 PM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال العام :
بين ما استفدته من خبر محنة الإمام أَحْمد ؟
١ - الفرق بين أخلاق أهل السنة والجماعة وأخلاق أهل البدع.
٢ - ما يجب أن يكون عليه أهلِ السنة والجماعة في مقابلة أقوال وطغيان أهل البدع.
٣ - الفرق بين تعامل أهل السنة والجماعة مع مخالفيهم ، وتعامل أهلِ الأهواء والبدع مع المسلمين من مخالفيهم.


المجموعة الأُولي :
السؤال الأول : ما سبب تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق ؟
صرَّح إهل العلم بأن القرآن غير مخلوق بعد حدوث فتنة القول بخلق القرآن.
ومنْ توقّف في كون القرآن مخلوقاً أو غير مخلوق ؛ عدّوه واقفيًّا وهجروه ؛ لأنَّ منْ واجب الإيمان بالقرآن ؛ اعتقادَ أنّه كلام الله تعالى ، وكلام الله صفة من صفاته ، وصفات الله لا تكون مخلوقة.
قال أبو داود السجستاني : سمعت أحمد يُسأل : هل لهم رخصة أن يقول الرجل : القرآن كلام الله ، ثم يسكت ؟ فقال : ولم يسكت ؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت ، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا ، لأي شيء لا يتكلمون ؟!!.
أي : حيث تكلم أهل الأهواء وقالوا : إن القرآن مخلوق ، وفتنوا العامَّةَ بذلك ، وفتنوا بعضَ الولاةِ والقضاةِ بذلك ؛ وَجَبَ التصريحُ بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق ، بياناً للحقّ ، ودفعاً للَّبس.
قال ابن تيمية رحمه الله : لم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ : إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون : القرآنُ كلامُ اللَّهِ ، ولمَّا ظَهَرَ مَنْ قال : إنَّه مخلوقٌ ، قالوا رداًّ لكلامِه : إنَّه غيرُ مخلوقٍ.


السؤال الثاني : اعرض بإيجازٍ أقوال الفرق المخالفة لأهلِ السنة في القرآن ؟
مسألة الكلام والقرآن منْ أكبر المسائل التي اختلفت فيها الفِرَق ، وحصل بسبب هذا الاختلاف والتنازع فتنٌ عظيمةٌ ، ومحنٌ شديدةٌ ؛ وهذه خلاصة موجزة لأقوالِ الفرق المخالفة لأهلِ السنة في باب العقيدة في القرآن ، فأشهر الفرق التي لها مقالات وأتباع ، وكان لبعضهم شوكة ودولة : الرافضة ، والجهمية ، والمعتزلة ، والزيدية ، والكرامية ، والكلابية ، والأشاعرة ، والماتريدية.
- أولاً : الرافضة :
اختلفوا على فرقٍ كثيرةٍ ، ولكثيرٍ منهم أقوال كفرية باطلة في شأن القرآن ؛
فمنهم : من يقول بتحريف القرآن ، وهذا مستفيض عن الاثني عشرية الإمامية.
ومنهم : من يزعم أنّه ناقص ، قد أسقط منه ما يدلّ على فضائل علي وإمامته.
ومنهم : من زعم أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد انفرد بجمع القرآن ، وأنَّ ما لدى الناس منه قليل بالنسبة لما جمعه عليّ.
ومنهم : من يقول بأنّ للقرآن ظاهراً يعلمه الناس ، وباطناً لا يعلمه إلا أئمتهم وبعضُ معظَّميهم.
وهذه كلُّها أقوالٌ كفريَّة ؛ منْ قال بها فقد كفر بالقرآنِ العظيمِ الذي أنزله اللهُ هُدىً للناسِ وتكفَّل بحفظهِ.
- ثانياً : الجهمية الأوائل :
أتباع جهم بن صفوان ؛ فإنهم قالوا بخلق القرآن ، لإنكارهم صفة الكلام لله جلّ وعلا ، وإنكارهم سائر الأسماء والصفات ، وقد أجمع السلف على تكفيرهم.
- ثالثاً : المعتزلة :
زعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه ، وأنه إذا شاء أنْ يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يُسمعِه منْ يشاء ، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القولِ بأنّ القرآن مخلوق.
- رابعاً : الكرَّاميّة :
اختلفت الكرامية على فرقٍ ، ومما نُقلَ عنهم أنهم زعموا أن كلام الله تعالى حادث بعد أنْ لم يكن ، وأنّ الله تعالى كان ممتنعاً عليه الكلام ، لامتناع حوادث لا أوّل لها عندهم ، ثمّ حدثت له صفة الكلام ، وقالوا : إنّ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ؛ لكنّهم خالفوا أهل السنة في أصلِ صفة الكلام ، وفي معنى الإيمان بالقرآن ، ولذلك يجب التفريق بين قولهم وقول أهل السنة.
- خامساً : الزيدية :
زعم الشهرستاني في الملل والنحل أنّ زيد بن عليٍّ تتلمذ على واصل بن عطاء ، وأنَّ أوائل الزيدية معتزلة ، وهذا القول أنكره ابنُ الوزير اليماني في العواصم والقواصم إنكاراً شديداً ، وأكثر النقلَ عنٌ جماعةٍ منْ أئمة الزيدية ينكرون القولَ بخلقِ القرآن.
- سادساً : الكلابية :
زعموا أنَّ كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا ، وأنه قديم بقدمه تعالى ، وأنه ليس بحرفٍ ولا صوتٍ ، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة ، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض ، ولا يتفاضل.
زعم ابنُ كلاب أنَّ الحروف التي تُتلى من القرآن حكايةٌ عن كلام الله ، وليست من كلام الله ؛ لأنَّ الكلام لا بد أن يقوم بالمتكلم ، والله يمتنع أن يقوم به حروف وأصوات.
وزعم أنّ كلام الله معنى نفسي ليس فيه حروف ولا أصوات ، وأنَّ جبريل يحكي ما في نفسِ الله تعالى ، ويُسمِعُه النبيَّ ﷺ.
- سابعاً : الماتريدية :
زعموا أنَّ كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا ، وأنه قديم بقدمه تعالى ، وأنه ليس بحرفٍ ولا صوتٍ ، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة ، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض ، ولا يتفاضل.
- ثامناً : الأشاعرة :
زعموا أنَّ كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا ، وأنه قديم بقدمه تعالى ، وأنه ليس بحرفٍ ولا صوتٍ ، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة ، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض ، ولا يتفاضل.
ثمّ قال أبو الحسن الأشعري استدراكاً علي ابن كلاب : الحكاية تقتضي مماثلة المحكي ، وليست الحروف مثل المعنى ، بل هي عبارة عن المعنى ودالة عليه.
فلذلك ذهبَ إلى أنَّ القرآن عبارةٌ عن كلام الله ، وهذا المعنى إذا أطلقه الأشاعرة فهم يريدون به أن القرآن ليس كلام الله عز وجلَّ حقيقةً ، ولكنَّه عبارةٌ عبَّر بها جبريلُ عن المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا.
ومِنَ الأشاعرة منْ يطلق القولَ بأنَّ القرآنَ كلامُ الله لكن على سبيل المجاز لا الحقيقة.


السؤال الثالث : عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القران مبيناً انواع الأذي الذي لحق بهم ؟
١ - عفّان بن مسلم الصفّار ، شيخ الإمام أحمد ، كان يُجرى عليه من بيت المال ألف درهم كلّ شهر ، فقُطع عنه ذلك.
٢ - يحيى بن معين ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وإسماعيل الجوزي ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي ، وابن أبي مسعود.
أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقّة ؛ ولم يُمتحنوا في بلدانهم ؛ وإنما أحضروا إليه ؛ فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته ؛ فأجابوا وأطلقوا.
٣ - المحدثين بدمشق ؛ هشام بن عمار ، وسليمان بن عبد الرحمن ، وعبد الله بن ذكوان ، وأحمد بن أبي الحواري ، امتحنهم أمير دمشق امتحانا ليس بالشديد ، فأجابوا ، خلا أحمد بن أبي الحواري أجاب بعد أن حُبس ، وقيل له : قل : ما في القرآن من الجبال والشجر مخلوق.
فأجاب على هذا ، وكتب أمير دمشق بإجابته إلى الخليفة.
٤ - أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ، قاضي دمشق ، وهو منْ شيوخ الإمام أحمد
أُدخل على المأمون ، وبين يدي المأمون رجل مطروح قد ضُربت عنقه ، ليرهبه بذلك ؛ وأخذ المأمون يجادله على طريقة المعتزلة ؛ فأبى أبو مسهر أنْ يجيبه إلى ما قال ؛ فدعا المأمون بالنطع والسيف ؛ فلما رأى ذلك أجاب مترخّصاً بعذر الإكراه.
فقال له المأمون : أما إنك لو قلت ذلك قبل أنْ أدعو لك بالسيف لقبلت منك ورددتك إلى بلادك وأهلك ، ولكنك تخرج الآن فتقول : قلت ذلك فرَقاً منَ القتل ؛ أشخصوه إلى بغداد ، فاحبسوه بها حتى يموت.
فأُشْخِصَ منَ الرَّقة إلى بغداد في شهر ربيع الآخر سنة ثماني عشرة ومائتين ، فحبس قِبَل إسحاق بن إبراهيم ، فلم يلبث في الحبس إلا يسيراً حتى مات فيه ، في غرة رجب سنة ثماني عشرة ومائتين ؛ فأخرج ليدفن ، فشهده قومُ كثيرُ منْ أهلِ بغداد. ا. هـ.
٥ - أهل العلم والحديث ببغداد :
الإمام أحمد بن حنبل : حبس وقيد وضرب ، وَما أجاب رحمه الله.
ومحمد بن نوح العجلي : حبس وقيد وَمات بالحبس وصلي عليه الامام احمد رحمهما الله.
وعبيد الله القواريري ، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة : فأجابا وخلّى عنهما ، بعد ان حُبِسا وقيِّدا.
ومعهم جماعة من أهل الحديث : امتحنوا ؛ فأجابوا جميعاً مصانعةً وترخّصاً بالإكراه ، لأنهم كانوا يعزلون منْ لا يجيب عنْ وظائفه ، وإِنْ كان له رزق على بيت المال قطع ، وإِنْ كان مفتياً منع منَ الإفتاء ، وإِنْ كان شيخ حديث ردع عنِ الإسماعِ والأداء.


المجموعة الثانية :
السؤال الأول : لخص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرانُ ؟
ملخص قول أهل السنّة والجماعة في القرآن ؛ مشتملٌ على الجملِ التالية :
١ - القرآنَ كلامُ الله تعالى حقيقةً لا كلامُ غيره.
٢ - منه بدأ وإليه يعود ، أي نزل من الله ، وسيرفعه في آخر الزمان.
٣ - أنَّ حروف القرآنَ ومعانيه من الله تعالى ، كلُّ حرفٍ منه قد تكلّم الله به حقيقة.
٤ - القرآن ليس بمخلوقٍ ؛ ومن زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر.
٥ - أنّ جبريلَ عليه السلام سمع القرآن من الله تعالى ، وأنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلم سمعه من جبريل ، والصحابة سمعوه من رسول الله ﷺ ؛ ثم نقل إلينا متواتراً.
٦ - هذا الذي في المصحف بين الدفتين هو القرآن ، محفوظ في السطور وفي الصدور.
٧ - القرانُ بِلِسانٍ عربيٍّ مبينٍ.
٨ - منِ ادّعى وجودَ قرآنٍ غيره فهو كافرٌ بالله تعالى.

السؤال الثاني : بين الفرق بين كل مما يأتي :
اولاً : قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن :
هو أن الكلابية يقولون : إن القرآن حكاية عن كلام الله ، والأشاعرة يقولون : إن القرآن عبارة عن كلام الله تعالى ، لأنَّ الحكاية تقتضي مماثلة للمحكي ، والعبارة هو تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف.
ويتّفقون على أنّ القرآن غير مخلوق ، لكنّه عندهم ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه.
ثانياً : قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن :
الفرق أن المعتزلة يقولون : إن القرآن كلام الله تعالى ، لكنّه مخلوق ، والأشاعرة يقولون : إن القرآن غير مخلوق ، وليس هو كلام الله حقيقة ، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.

السؤال الثالث : اعرض بإيجازٍ نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون :
أوّل منْ أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم ، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هـ ، يوم الأضحى.
ثم أخذ هذه المقالة : الجهم بن صفوان ، واشتهرت عنه ، ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه.
وإنما بقيت مقالاته ، حتى تلقّفها بعضُ أهلِ الكلام ، فطاروا بها ، وفتحوا بها على الأمّة أبواباً من الفتن العظيمة.
ولم يكن الجهمُ من أهل العلم ، ولم تكن له عناية بالأحاديث والآثار ، وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاءً ولساناً بارعاً وتفنناً في الكلام ، وجدلاً ومراءً ، وكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره ؛ فانتشرت مقالاته ، وكان منْ أعظم ما أدخله على الأمّة : إنكار الأسماء والصفات ، وإنكار علوّ الله ، والقول بخلق القرآن ، والجبر والإرجاء الغاليان ، وقد كفّره العلماءُ في عصره ؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128 هـ.
ثم ظهر بعدهما بمدّة : بشر بن غياث المريسي ، وكان في أوّل أمره مشتغلاً بالفقه ، حتى عدّه بعضهم منْ كبار الفقهاء ؛ أخذ عنِ القاضي أبي يوسف ، وروى عنْ حماد بن سلمة ، وسفيان بن عيينة ، وناظر الشافعيّ في مسائل ، وكان مع أخذه عنْ هؤلاء العلماء يسيء الأدب ويشغّب ، وأقبل على علم الكلام ، وافتتن به ، وكان خطيباً مفوَّها ، ومجادلاً مشاغباً.
وكان متخفياً في زمانِ هارون الرشيد ؛ لما بلغه وعيده بقتله ؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193 هـ.
وكان تحذير أئمة أهل السنة منْ بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً ؛ حتى حَذِرَهم كثيرٌ منْ طلابِ العلم ، لكنّهم تسللوا إلى الحكّامِ والولاةِ بما لهم منَ العناية بالكتابة والأدب ، والتفنن في صياغة المكاتبات ، وحفظ نوادر الأخبار ، ولطائف المحاضرات.
ثم آلت الخلافة إلى المأمون سنة 198 هـ ، وكان منْ رؤوس المعتزلة في عهد المأمون : بشر بن غياث المريسي (ت:218 هـ) ، وثمامة بن أشرس النميري (ت:213 هـ) ، وأبو الهذيل محمد بن الهذيل العلاف (ت:235 هـ) ؛ وأحمد بن أبي دؤاد الإيادي (ت:240 هـ) ، فزيّنوا له القول بخلق القرآن ، وأنّه لا يتمّ الدينُ إلا به ، وشبّهوا عليه بشبههم ؛ وكان في نفسه يرى القول بخلق القرآن ، لكنّه لا يتجاسر على إظهاره خشية إنكار العلماء عليه.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ربيع الثاني 1441هـ/23-12-2019م, 08:50 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثاني)


أحسنتما بارك الله فيكما وأحسن إليكما.

المجموعة الأولى :

الطالب: محمد أحمد أ
سؤال الفوائد: كل ما ذكرته يدور حول فائدة واحدة؛ بينما هناك العديد من الفوائد لم تتطرق لها.

المجموعة الثانية :
الطالب: فروخ ب+
اختصرت جدا في عامة الأجوبة.

الطالب: محمد أحمد أ
أحسنت بارك الله فيك وأحسن إليك.


-- وفقما الله وسدد خطاكما--

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 جمادى الآخرة 1441هـ/12-02-2020م, 02:38 AM
عبد العزيز صالح بلا عبد العزيز صالح بلا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 115
افتراضي

السؤال العام:
بين ما استفدته من خبر محنة الإمام أَحْمد.
١- يتحقق لنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم، أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه،وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.
٢- نستفيد من هذه المحنة ؛ أن نثبت ونصبر على الدين مهما نالنا من العذاب والعقاب.
٣- نعرف بهذه المحنة ،أن البدعة مهما كانت صغيرة في عين صاحبها فعقوبتها وما تؤديه إليه عظيم شديد ،فكم من نفس ظُلمت وحبست وقتلت بسبب هذه البدعة-بدعة القول بخلق القرآن-.
٤- يتحقق لنا من هذه المحنة أن الباطل مهما ذاع صيته وانتشر خطره وقوي حجمه لا بد أن يضمحل ويصغر ويزيل ،وأن النصر مع أولياء الله(( وإنا جندنا لهم الغالبون))
المجموعة الأولى :
س1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟*
جواب:
كان العلماء -رحمهم الله- يكتفون قولهم بأن القرآن كلام الله،ولما وقعت في فتنة القول بخلق القرآن صرحوا وبينوا أنه غير مخلوق ،وأوجبوا ذلك ،ومن توقف فلم يقل بأنه مخلوق أو غير مخلوق ،عَدّوه من واقفيا وهجروه .
ولما سئل الإمام أحمد بن حنبل فيمن يقول : القرآن كلام الله،ثم يسكت .
قال : (ولم يسكت؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!).
أما ابن تيمية - رحمه الله تعالى- فقد ذكر سبب وجوب التصريح بأنه غير مخلوق ،وذلك لما وقع من الفتنة واغتر الولاة والقضاة بقول أهل الأهواء من أن القرآن مخلوق وأن جميع السلف والأثار المروية عنهم كانوا يقولون بأنه كلام الله .
وهذا نص قوله -رحمه الله- : (لم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون: القرآنُ كلامُ اللَّهِ، ولمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٍ)ا.هـ.
س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
الرافضة:
اختلفوا على أقوال كثيرة التي تدل على كفرهم وبطلان عقيدتهم:
-الخبر مستفيض عن اثني عشرية الإمامية أنهم يقولون بتحريف القرآن.
-ومنهم الذين يرون أن القرآن ناقص،أُسقط منه ما يدل على فضائل علي وإمامته،وأن القرآن الذي بين أيدي المسلمين ناقص جدا بالنسبة لما جمعه علي رضي الله عنه-على حسب عقيدتهم الكفرية-.
-ويعتقدون أيضا ؛ أن للقرآن ظاهر وباطن ،فالظاهر يعلمه الناس والباطل لا يعلمه إلا أئمتهم ومعظميهم.
الجهمية الأوائل : قد أجمع السلف على تكفيرهم،وهم أتباع جهم بن صفوان،لأنهم ينكرون جميع أسماء الله وصفاته،ويقولون بأن القرآن مخلوق.
المعتزلة:
يعتقدون اعتقادا باطلا في كلام الله،كانوا يقولون كلام الله منفصل عنه تمام الإنفصال ،فإذا أراد أن يتكلم خلق كلاما في بعض الأجسام فيسمعه من يشاء،وهذا الذي قادهم إلى القول بخلق القرآن.
الكرامية :
هم فهم أتباع محمّد بن كرّام السجستاني (ت:255هـ)
وكان زاهدا عابدا إلا أنه لم يُعرف بمجالسة العلماء والأخذ منهم.
زعموا أن كلام الله تعالى حادث بعد أن لم يكن، وأنّ الله تعالى كان ممتنعاً عليه الكلام لامتناع حوادث لا أوّل لها عندهم، ثمّ حدثت له صفة الكلام، وقالوا: إنّ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق؛ لكنّهم خالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام، وفي معنى الإيمان بالقرآن.
الكلابية والماتريدية والأشاعرة*:
زعموا أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل.*
وأوّل من أحدث هذا القول عبد الله بن سعيد بن كُلاب البصري (ت: 243هـ)
وابن كلاب أراد أن يرد على المعتزلة وينتصر لأهل السنة فابتدع قول ثالث على أنّ القرآن غير مخلوق، لكنّه عندهم ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه.*
والفرق بين المعتزلة والأشاعرة:*
أن المعتزلة يقولون:*إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق.
والأشاعرة يقولون:*إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.*
وكلا القولين باطلان، فالقرآن كلام الله تعالى حقيقةً، تكلّم الله به بحروفٍ سمعها جبريلُ من الله تعالى؛ ثمّ نزل به إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وبلَّغه إيّاه بحروفه.
س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
الجواب :
١-أول من امتُحن *عفّان بن مسلم الصفّار*شيخ الإمام أحمد-رحمه الله- وقد كان له راتبا شهريا من بيت المال بألف درهم ،فأمر الملك أن يقطع عنه هذا الرزق إن لم يجب بالقول بخلق القرآن،فلم يجب لهم عن ما يدعونه إليه،فما أجاب -رحمه الله- وقرأ قوله تعالى : {وفي السماء رزقكم وما توعدون}
وأما*يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود.*،فكلهم امتحنوا عند المأمون فهابوه وخافوا معارضته فأجابوا إلى القول بخلق القرآن فأطلق سراحهم بدون أن يمسهم شيء من العذاب.
٢- وامتحن أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ،فلم يجب في المرة الأولى ولما رأى السيف والنطع ،أجاب خائفا مكرها،فأقابه المأمون بالحبس في بغداد ،فما لبث إلا يسيرا حتى مات -رحمه الله- فصلى عليه جماعة كثيرون.
٣- وامتحن عبيد الله القواريري والحسن بن حماد الحضرمي ،فما أجابوا في المرة الأولى فقيدوا وحبسوا ثم أجابوا بعد ذلك ،وقد أعذرهم الإمام أحمد بعذر الإكراه (( إلا من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان)).
٤- وامتحن الإمام أحمد وابن نوح ،فما أجابوا فحبسوا ،وأمر المأمون أن يحملا إليه في القيد فمات ابن نوح على الطريق وصلى عليه الإمام أحمد.
وأما الإمام أحمد فعانا أشد المعاناة من الحبس والضرب ،فكان يضرب حتى يُغمى عليه وهو صائم في رمضان لأجل أن يجيبهم فما وجدوا إليه سبيلا لصبره وثباته على الحق.
٦- وممن امتحن فى زمن حبس الإمام أحمد؛العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني فما أجابوا في أول الأمر فقيد العنبري وضرب فأجاب وأجاب ابن المديني خائفا ومكرها مما رأى من عقوبة التي نزلت بصاحبه.
٧- وامتحن أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي و نعيم بن حماد المروزي فلم يجيبا فقيدا وحبسا.
٨- وامتحن*الحافظ المحدّث*محمود بن غيلان المروزي ،فلم يجب فحبس حتى مات.
٩- وامتحن أحمد بن نصر الخزاعي فلم يجب فقيد وضرب حتى قتل ،رحمه الله وتقبل شهادته.
١٠ - وفي آخر زمان الواثق جيء بالشيخ الشامي أبو عبد الرّحمن عبد الله بن محمّد بن إسحاق الأذرميّ الذي كان سببا في رفع المحنة بعد المناظرة مع ابن أبي داوود أمام الواثق بالله،فقد قيد قيد شديدا قبل أن يقطع القيد عنه.
وغيرهم ممن أوذوا وحبسوا وضربوا من أجل وقوفهم مع الحق -نسأل الله أن يثبتنا على الحق،وييسر لنا اتباعه-.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 جمادى الآخرة 1441هـ/18-02-2020م, 01:33 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز صالح بلا مشاهدة المشاركة
السؤال العام:
بين ما استفدته من خبر محنة الإمام أَحْمد.
١- يتحقق لنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم، أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه،وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.
٢- نستفيد من هذه المحنة ؛ أن نثبت ونصبر على الدين مهما نالنا من العذاب والعقاب.
٣- نعرف بهذه المحنة ،أن البدعة مهما كانت صغيرة في عين صاحبها فعقوبتها وما تؤديه إليه عظيم شديد ،فكم من نفس ظُلمت وحبست وقتلت بسبب هذه البدعة-بدعة القول بخلق القرآن-.
٤- يتحقق لنا من هذه المحنة أن الباطل مهما ذاع صيته وانتشر خطره وقوي حجمه لا بد أن يضمحل ويصغر ويزيل ،وأن النصر مع أولياء الله(( وإنا جندنا لهم الغالبون))
المجموعة الأولى :
س1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟*
جواب:
كان العلماء -رحمهم الله- يكتفون قولهم بأن القرآن كلام الله،ولما وقعت في فتنة القول بخلق القرآن صرحوا وبينوا أنه غير مخلوق ،وأوجبوا ذلك ،ومن توقف فلم يقل بأنه مخلوق أو غير مخلوق ،عَدّوه من واقفيا وهجروه .
ولما سئل الإمام أحمد بن حنبل فيمن يقول : القرآن كلام الله،ثم يسكت .
قال : (ولم يسكت؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!).
أما ابن تيمية - رحمه الله تعالى- فقد ذكر سبب وجوب التصريح بأنه غير مخلوق ،وذلك لما وقع من الفتنة واغتر الولاة والقضاة بقول أهل الأهواء من أن القرآن مخلوق وأن جميع السلف والأثار المروية عنهم كانوا يقولون بأنه كلام الله .
وهذا نص قوله -رحمه الله- : (لم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون: القرآنُ كلامُ اللَّهِ، ولمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٍ)ا.هـ.
س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
الرافضة:
اختلفوا على أقوال كثيرة التي تدل على كفرهم وبطلان عقيدتهم:
-الخبر مستفيض عن اثني عشرية الإمامية أنهم يقولون بتحريف القرآن.
-ومنهم الذين يرون أن القرآن ناقص،أُسقط منه ما يدل على فضائل علي وإمامته،وأن القرآن الذي بين أيدي المسلمين ناقص جدا بالنسبة لما جمعه علي رضي الله عنه-على حسب عقيدتهم الكفرية-.
-ويعتقدون أيضا ؛ أن للقرآن ظاهر وباطن ،فالظاهر يعلمه الناس والباطل لا يعلمه إلا أئمتهم ومعظميهم.
الجهمية الأوائل : قد أجمع السلف على تكفيرهم،وهم أتباع جهم بن صفوان،لأنهم ينكرون جميع أسماء الله وصفاته،ويقولون بأن القرآن مخلوق.
المعتزلة:
يعتقدون اعتقادا باطلا في كلام الله،كانوا يقولون كلام الله منفصل عنه تمام الإنفصال ،فإذا أراد أن يتكلم خلق كلاما في بعض الأجسام فيسمعه من يشاء،وهذا الذي قادهم إلى القول بخلق القرآن.
الكرامية :
هم فهم أتباع محمّد بن كرّام السجستاني (ت:255هـ)
وكان زاهدا عابدا إلا أنه لم يُعرف بمجالسة العلماء والأخذ منهم.
زعموا أن كلام الله تعالى حادث بعد أن لم يكن، وأنّ الله تعالى كان ممتنعاً عليه الكلام لامتناع حوادث لا أوّل لها عندهم، ثمّ حدثت له صفة الكلام، وقالوا: إنّ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق؛ لكنّهم خالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام، وفي معنى الإيمان بالقرآن.
الكلابية والماتريدية والأشاعرة*:
زعموا أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل.*
وأوّل من أحدث هذا القول عبد الله بن سعيد بن كُلاب البصري (ت: 243هـ)
وابن كلاب أراد أن يرد على المعتزلة وينتصر لأهل السنة فابتدع قول ثالث على أنّ القرآن غير مخلوق، لكنّه عندهم ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه.*
والفرق بين المعتزلة والأشاعرة:*
أن المعتزلة يقولون:*إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق.
والأشاعرة يقولون:*إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.*
وكلا القولين باطلان، فالقرآن كلام الله تعالى حقيقةً، تكلّم الله به بحروفٍ سمعها جبريلُ من الله تعالى؛ ثمّ نزل به إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وبلَّغه إيّاه بحروفه.
س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
الجواب :
١-أول من امتُحن *عفّان بن مسلم الصفّار*شيخ الإمام أحمد-رحمه الله- وقد كان له راتبا شهريا من بيت المال بألف درهم ،فأمر الملك أن يقطع عنه هذا الرزق إن لم يجب بالقول بخلق القرآن،فلم يجب لهم عن ما يدعونه إليه،فما أجاب -رحمه الله- وقرأ قوله تعالى : {وفي السماء رزقكم وما توعدون}
وأما*يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود.*،فكلهم امتحنوا عند المأمون فهابوه وخافوا معارضته فأجابوا إلى القول بخلق القرآن فأطلق سراحهم بدون أن يمسهم شيء من العذاب.
٢- وامتحن أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ،فلم يجب في المرة الأولى ولما رأى السيف والنطع ،أجاب خائفا مكرها،فأقابه المأمون بالحبس في بغداد ،فما لبث إلا يسيرا حتى مات -رحمه الله- فصلى عليه جماعة كثيرون.
٣- وامتحن عبيد الله القواريري والحسن بن حماد الحضرمي ،فما أجابوا في المرة الأولى فقيدوا وحبسوا ثم أجابوا بعد ذلك ،وقد أعذرهم الإمام أحمد بعذر الإكراه (( إلا من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان)).
٤- وامتحن الإمام أحمد وابن نوح ،فما أجابوا فحبسوا ،وأمر المأمون أن يحملا إليه في القيد فمات ابن نوح على الطريق وصلى عليه الإمام أحمد.
وأما الإمام أحمد فعانا أشد المعاناة من الحبس والضرب ،فكان يضرب حتى يُغمى عليه وهو صائم في رمضان لأجل أن يجيبهم فما وجدوا إليه سبيلا لصبره وثباته على الحق.
٦- وممن امتحن فى زمن حبس الإمام أحمد؛العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني فما أجابوا في أول الأمر فقيد العنبري وضرب فأجاب وأجاب ابن المديني خائفا ومكرها مما رأى من عقوبة التي نزلت بصاحبه.
٧- وامتحن أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي و نعيم بن حماد المروزي فلم يجيبا فقيدا وحبسا.
٨- وامتحن*الحافظ المحدّث*محمود بن غيلان المروزي ،فلم يجب فحبس حتى مات.
٩- وامتحن أحمد بن نصر الخزاعي فلم يجب فقيد وضرب حتى قتل ،رحمه الله وتقبل شهادته.
١٠ - وفي آخر زمان الواثق جيء بالشيخ الشامي أبو عبد الرّحمن عبد الله بن محمّد بن إسحاق الأذرميّ الذي كان سببا في رفع المحنة بعد المناظرة مع ابن أبي داوود أمام الواثق بالله،فقد قيد قيد شديدا قبل أن يقطع القيد عنه.
وغيرهم ممن أوذوا وحبسوا وضربوا من أجل وقوفهم مع الحق -نسأل الله أن يثبتنا على الحق،وييسر لنا اتباعه-.
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. أ
تم خصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 رمضان 1441هـ/29-04-2020م, 02:19 PM
نسرين العروم نسرين العروم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 43
افتراضي

السؤال العام: بيم ما استفدته من محنة الإمام أحمد
- ثبات الأئمة ثبات للعامة.
- أشد الناس ابتلاء الأمثل فالأمثل.
- وجوب الثبات عند الفتن والمحن والصبر على الأذى.
- الباطل باطل ولو كثر مؤيدوه لكن سيظهر الحق مهما طال به الزمن.
- البدع أوسع باب لأهل المخالفات ليلبسوا على الناس دينهم.

المجموعة الثانية:
س1- ما سبب تصريح أهل السنة والجماعة بأن القرآن غير مخلوق؟
سبب تصريح أهل السنة والجماعة بأن القرآن غير مخلوق:
كان العلماء يكتفون بقول إن القرآن كلام الله، فلما حدثت الفتنة صرحوا بأنه غير مخلوق، ومن توقف في هذا عدوه واقفيا وهجروه لأن كلام الله صفة من صفاته، وصفات الله لا تكون مخلوقة، ولما سُئل الإمام أحمد: هل لهم رخصة أن يقول الرجل القرآن كلام الله ثم يسكت؟ قال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟
وقال ابن تيمية رحمه الله: لم يقل أحد من السلف إن القرآن مخلوق أو قديم، بل الآثار متواترة عنهم بأنهم يقولون: القرآن كلام الله، ولما ظهر من قال إنه مخلوق قالوا ردا لكلامه: إنه غير مخلوق.
فسبب التصريح هو الفتنة التي وقعت.

س2- اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
- الرافضة: اختلفوا على فرق كثيرة، فالاثني عشر الإمامية قالوا بتحريف القرآن، ورأت فرقة أخرى أن القرآن ناقص قد أسقط منه ما يدل على فضائل علي وإمامته، وأن الذين بين يدي المسلمين اليوم ناقص جدا عما جمعه علي رضي الله عنه، وفرقة أخرى تعتقد أن للقرآن ظاهر وباطن، الظاهر يعلمه الناس، والباطن لا يعلمه إلا أئمتهم وبعض معظميهم.
- الجهمية الأوائل: قالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله وسائر صفاته سبحانه وتعالى.
- المعتزلة: قالوا بأن كلام الله مخلوق منفصل عنه، فإذا أراد الله أن يتكلم خلق كلاما في بعض الأشياء وأسمعه من يشاء، وهذا ما دفعهم للقول بخلق القرآن.
- الكرامية: أتباع محمد بن كرام السجستاني، زعموا أن كلام الله تعالى حادث بعد أن لم يكن، وأن الله تعالى كان ممتنعا عليه الكلام لامتناع حوادث لا أول لها عندهم، ثم حدثت له صفة الكلام، وقالوا أن القرآن كلام الله غير مخلوق إلا أنهم خالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام ومعنى الإيمان بالقرآن.
- الزيدية: أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأكثرهم ينكر القول بخلق القرآن.
- الكلابية والماتريدية والأشاعرة: زعموا أن كلام الله هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتفاضل، ويتفقون على أن القرآن غير مخلوق، لكنه عندهم ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه.
س3- عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبينا نوع الأذى الذي لحق بهم:
- عفان بن مسلم الصفّار: شيخ الإمام أحمد، وكان رجلا فقيرا يعيل أربعين إنسانا ويأخذ راتبا شهريا من بيت المال، فلما لم يجب بالقول بخلق القرآن قُطع عنه هذا الرزق، فقال رحمه الله "وفي السماء رزقكم وما توعدون"
- يحيى بن معين، أبو خيثمة زهير بن حرب، أحمد بن إبراهيم الدورقي، إسماعيل الجوزي، محمد بن سعد كاتب الواقدي، أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، ابن أبي مسعود: هؤلاء دعاهم المأمون إليه في الرقعة وامتحنهم فهابوه وأجابوه فأطلقهم، وأنكر عليهم الإمام أحمد ذلك.
- ومن محدثي دمشق: هشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن وعبد الله بن ذكوان وأحمد بن أبي الحواري، هؤلاء امتحنهم إسحاق بن يحيى أمير دمشق امتحانا ليس بالشديد فأجابوا خلا أحمد بن أبي الحواري فقد كان ناسكا عابدا، وكان أمير دمشق يحبه ويجله فجعل يتأول عليه ثم أرسل للمأمون أنه قد أجاب.
- أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني: قاضي دمشق ومن شيوخ الإمام أحمد، ودعاه المأمون وجعل يجادله على طريقة المعتزلة وهو يرفض، ثم دعا المأمون بالنطع والسيف فأجاب رحمه الله مترخصا بعذر الإكراه، ثم سجنه المأمون في بغداد ولم يلبث في السجن إلا يسيرا ثم مات.
- الإمام أحمد بن حنبل وابن نوح: لم يجيبا وحبسا، ومات ابن نوح في طريقهما إلى المأمون، وعانى الإمام أحمد معاناة شديدة.
- العباس بن عبد العظيم العنبري وعلي بن المديني: امتحنا فلم يجيبا في البداية ثم أجابا، وذلك لأن العباس قيد وضري فأجاب وأجاب صاحبه بعده.
- أبو يعقوب يوسف بن يحيى ونعيم بن حماد المروزي: لم يجيبا فقيدا وحبسا.
- محمود بن غيلان الحافظ المحدث: لم يجب فسجن حتى مات.
- أحمد بن نصر الخزاعي: لم يجب فقيد وضرب حتى قتل رحمه الله.
وغيرهم ممن عانى في هذه المحنة.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 شوال 1441هـ/9-06-2020م, 10:00 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسرين العروم مشاهدة المشاركة
السؤال العام: بيم ما استفدته من محنة الإمام أحمد
- ثبات الأئمة ثبات للعامة.
- أشد الناس ابتلاء الأمثل فالأمثل.
- وجوب الثبات عند الفتن والمحن والصبر على الأذى.
- الباطل باطل ولو كثر مؤيدوه لكن سيظهر الحق مهما طال به الزمن.
- البدع أوسع باب لأهل المخالفات ليلبسوا على الناس دينهم.

المجموعة الثانية:
س1- ما سبب تصريح أهل السنة والجماعة بأن القرآن غير مخلوق؟
سبب تصريح أهل السنة والجماعة بأن القرآن غير مخلوق:
كان العلماء يكتفون بقول إن القرآن كلام الله، فلما حدثت الفتنة صرحوا بأنه غير مخلوق، ومن توقف في هذا عدوه واقفيا وهجروه لأن كلام الله صفة من صفاته، وصفات الله لا تكون مخلوقة، ولما سُئل الإمام أحمد: هل لهم رخصة أن يقول الرجل القرآن كلام الله ثم يسكت؟ قال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟
وقال ابن تيمية رحمه الله: لم يقل أحد من السلف إن القرآن مخلوق أو قديم، بل الآثار متواترة عنهم بأنهم يقولون: القرآن كلام الله، ولما ظهر من قال إنه مخلوق قالوا ردا لكلامه: إنه غير مخلوق.
فسبب التصريح هو الفتنة التي وقعت.

س2- اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
- الرافضة: اختلفوا على فرق كثيرة، فالاثني عشر الإمامية قالوا بتحريف القرآن، ورأت فرقة أخرى أن القرآن ناقص قد أسقط منه ما يدل على فضائل علي وإمامته، وأن الذين بين يدي المسلمين اليوم ناقص جدا عما جمعه علي رضي الله عنه، وفرقة أخرى تعتقد أن للقرآن ظاهر وباطن، الظاهر يعلمه الناس، والباطن لا يعلمه إلا أئمتهم وبعض معظميهم.
- الجهمية الأوائل: قالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله وسائر صفاته سبحانه وتعالى.
- المعتزلة: قالوا بأن كلام الله مخلوق منفصل عنه، فإذا أراد الله أن يتكلم خلق كلاما في بعض الأشياء وأسمعه من يشاء، وهذا ما دفعهم للقول بخلق القرآن.
- الكرامية: أتباع محمد بن كرام السجستاني، زعموا أن كلام الله تعالى حادث بعد أن لم يكن، وأن الله تعالى كان ممتنعا عليه الكلام لامتناع حوادث لا أول لها عندهم، ثم حدثت له صفة الكلام، وقالوا أن القرآن كلام الله غير مخلوق إلا أنهم خالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام ومعنى الإيمان بالقرآن.
- الزيدية: أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأكثرهم ينكر القول بخلق القرآن.
- الكلابية والماتريدية والأشاعرة: زعموا أن كلام الله هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتفاضل، ويتفقون على أن القرآن غير مخلوق، لكنه عندهم ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه.
س3- عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبينا نوع الأذى الذي لحق بهم:
- عفان بن مسلم الصفّار: شيخ الإمام أحمد، وكان رجلا فقيرا يعيل أربعين إنسانا ويأخذ راتبا شهريا من بيت المال، فلما لم يجب بالقول بخلق القرآن قُطع عنه هذا الرزق، فقال رحمه الله "وفي السماء رزقكم وما توعدون"
- يحيى بن معين، أبو خيثمة زهير بن حرب، أحمد بن إبراهيم الدورقي، إسماعيل الجوزي، محمد بن سعد كاتب الواقدي، أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، ابن أبي مسعود: هؤلاء دعاهم المأمون إليه في الرقعة وامتحنهم فهابوه وأجابوه فأطلقهم، وأنكر عليهم الإمام أحمد ذلك.
- ومن محدثي دمشق: هشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن وعبد الله بن ذكوان وأحمد بن أبي الحواري، هؤلاء امتحنهم إسحاق بن يحيى أمير دمشق امتحانا ليس بالشديد فأجابوا خلا أحمد بن أبي الحواري فقد كان ناسكا عابدا، وكان أمير دمشق يحبه ويجله فجعل يتأول عليه ثم أرسل للمأمون أنه قد أجاب.
- أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني: قاضي دمشق ومن شيوخ الإمام أحمد، ودعاه المأمون وجعل يجادله على طريقة المعتزلة وهو يرفض، ثم دعا المأمون بالنطع والسيف فأجاب رحمه الله مترخصا بعذر الإكراه، ثم سجنه المأمون في بغداد ولم يلبث في السجن إلا يسيرا ثم مات.
- الإمام أحمد بن حنبل وابن نوح: لم يجيبا وحبسا، ومات ابن نوح في طريقهما إلى المأمون، وعانى الإمام أحمد معاناة شديدة.
- العباس بن عبد العظيم العنبري وعلي بن المديني: امتحنا فلم يجيبا في البداية ثم أجابا، وذلك لأن العباس قيد وضري فأجاب وأجاب صاحبه بعده.
- أبو يعقوب يوسف بن يحيى ونعيم بن حماد المروزي: لم يجيبا فقيدا وحبسا.
- محمود بن غيلان الحافظ المحدث: لم يجب فسجن حتى مات.
- أحمد بن نصر الخزاعي: لم يجب فقيد وضرب حتى قتل رحمه الله.
وغيرهم ممن عانى في هذه المحنة.
ممتازة بارك الله فيكِ وسددك . أ
الخصم على التأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir