دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ذو الحجة 1437هـ/23-09-2016م, 01:15 AM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي تطبيقات على درس الأسلوب الوعظي

تفسير سُورَةُ الْعَصْرِ
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَنَ لَفِى خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ}
.
سورة العصر سورة مَكِّيَّةٌ عظيمة المعاني على قصرها؛ فقد قالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: ( لَوْ تَدَبَّرَ النَّاسُ هَذِهِ السُّورَةَ لَوَسِعَتْهُمْ)،يعني: كفتهم موعظةً.

· أقسم الله تعالى بـ{الْعَصْرُ}: وهو الدهر أو الزَّمَانُ الذي هو الليل والنهار، وتختلف أوقاته شدة ورخاء، وحرباً وسلماً، وصحة ومرضاً، وعملاً صالحاً وعملاً سيئاً.
· وجواب القسم{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}.
والمقصود بالإنسان هنا جنس الإنسان، فكل الناس فِي خَسَارَةٍ وَهَلَاكٍ، والخاسر ضد الرابح، وقوله {لفي خسر} أبلغ من قوله: (لخاسر) وذلك أن «في» للظرفية فكأن الإنسان منغمس في الخسر، والخسران محيط به من كل جانب.
· والخسار مراتب متعددة متفاوتة:
قد يكون خسارًا مطلقًا، كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم، واستحق الجحيم.
وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان.
· ثم استثنى سبحانه من اتصف بأربع صفات، فراعها انتباهك جعلني الله وإياك من المتصفين بها الفائزين غير الخاسرين:

الصفة الأولى : {الذين آمَنُوا آمنوا بِقُلُوبِهِمْ بما بينه الرسول صلى الله عليه وسلّم حين سأله جبريل عن الإيمان فقال: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» .
ففي هذا الحديث يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان، فالإيمان لا يكون بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به.
والناس في هذا المقام ثلاثة أقسام:
القسم الأول: مؤمن خالص الإيمان؛ إيماناً لا شك فيه ولا تردد

والقسم الثاني: كافر جاحد منكر.
والقسم الثالث: متردد.

والناجي من هؤلاء القسم الأول الذي يؤمن إيماناً لا تردد فيه.
- فيؤمن بوجود الله، وربوبيته، وألوهيته، وبأسمائه وصفاته عز وجل.
- ويؤمن بالملائكة وهم عالم غيبي خلقهم الله تعالى من نور، وكلفهم بأعمال منها ما هو معلوم، ومنها ما ليس بمعلوم.
- كذلك نؤمن بالكتب التي أنزلها الله على الرسل عليهم الصلاة والسلام،
- ونؤمن بالرسل الذين قصهم الله علينا، نؤمن بهم بأعيانهم، والذين لم يقصهم علينا نؤمن بهم إجمالاً.
- ونؤمن باليوم الآخر هو يوم البعث يوم يخرج الناس من قبورهم للجزاء، ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مما يكون بعد الموت، فيجب أن تؤمن بفتنة القبر، فإنه يأتيه ملكان يسألانه عن ربه، ودينه، ونبيه، وتؤمن كذلك بأن القبر إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار، وتؤمن كذلك بالجنة والنار.
- ونؤمن بالقدر: وهو تقدير الله عز وجل، فتؤمن بأن الله تعالى قدر كل شيء، وذلك أن الله خلق القلم فقال له: اكتب. قال: وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة. فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة.


والصفة الثانية: {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } بِجَوَارِحِهِمْ وقلوبهم، وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة من صلاة، وزكاة، وصيام، وحج، وبر للوالدين، وصلة الأرحام وغير ذلك فلم يقتصروا على مجرد ما في القلب بل عملوا وأنتجوا.
و{الصالحات} هي التي اشتملت على شيئين:
الأول: الإخلاص لله عز وجل.
والثاني: المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام.

والصفة الثالثة: {وتَواصَوْا بِالْحَقِّ }أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.
والحق َهُوَ الإيمان، وأَدَاءُ الطَّاعَاتِ، وَتَرْكُ المحرمات؛ فهو الشرع جملة.

والصفة الرابعة:{وتَواصَوْا بِالصَّبْرِ}
والصبر حبس النفس عما لا ينبغي فعله، وقسمه أهل العلم إلى ثلاثة أقسام:


القسم الأول: الصبر على طاعة الله.
فإن العبادات كما قال الله تعالى في الصلاة: {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} [البقرة: 45] . أكثر عباد الله تجد أن العبادات عليهم ثقيلة، فيكسل عن صلاة الجماعة أو إذا وجد زكاة ماله كثيرة شح بها فيوصي المؤمنين بعضهم بعضا بالصبر على الطاعة.
القسم الثاني:الصبر عن محارم الله.
فبعض الناس تجره نفسه إلى أكساب محرمة إما بالربا، وإما بالغش، وإما بالتدليس أو يبتلى بالنظر إلى النساء ، فيقال له: يا أخي اصبر نفسك عن هذا الشيء.
القسم الثالث: الصبر على أقدار الله.
ويتواصون على أقدار الله، فقد يصاب الإنسان بمرض في بدنه، أو يصاب بفقد شيء من ماله، أو بفقد أحبته فيجزع ويتسخط ويتألم، فيتواصون فيما بينهم بالصبر، وأسوتهم في ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال لإحدى بناته: «إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب».
ويدخل في الصبر أيضًا الصبر على أَذَى مَنْ يُؤْذِي مِمَّنْ يَأْمُرُونَهُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَهُ عَنِ الْمُنْكَرِ.

فبالأمرين الأولين: الإيمان والعمل الصالح، يكمل الإنسان نفسه، وبالأمرين الأخيرين : التواصي بالحق والتواصي بالصبر، يكمل غيره، وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح العظيم.


نسأل الله أن يجعلنا من الرابحين الموفقين، إنه على كل شيء قدير.


التفاسير المعتمدة:
معاني القرآن وإعرابه للزجاج
تفسير القرآن العظيم لابن كثير
تيسير الرحمن في تفسير القرآن لابن سعدي
تفسير ابن عثيمين

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir