دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > بيان المُستشكل > تفسير آيات أشكلت لابن تيمية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 ربيع الثاني 1432هـ/19-03-2011م, 08:12 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي فصل (اتفق المسلمون وسائر أهل الملل على أن الله عدل قائم بالقسط لا يظلم شيئًا )

فصل
اتفق المسلمون وسائر أهل الملل على أن الله عدل قائم بالقسط لا يظلم شيئًا بل هو منزه عن الظلم واختلف الخائضون في القدَر في معنى كونه عدلًا وفي الظلم الذي هو منزه عنه.


فقالت طائفة الظلم ليس ممكن الوجود بل كل ممكن إذا قدِّر وجوده منه تعالى فهو عدل فالظلم ممتنع فإنه إما التصرف في ملك الغير فكل ما سوى الله ملكه وإما مخالفة الآمر الذي تجب طاعته وليس فوق الله آمر تجب عليه طاعته.
وهؤلاء يقولون مهما تصُوِّر وجوده منه أو قدِّر وجوده فهو عدل فيقولون كل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل وهذا قول المجبرة منهم جهم ومن اتبعه وهو قول الأشعري ومن اتبعه وقول الفقهاء الذين
[تفسير آيات أشكلت: 1/444]
وافقوه على قوله من أتباع الأئمة ومن وافقهم من أهل الحديث والصوفية.
وقد روي عن بعض المتقدمين كلمات شبه هذا مثل ما روي عن إياس بن معاوية وأبي الأسود الدؤلي
[تفسير آيات أشكلت: 1/445]
لما سأله عمران بن حصين وهو قول كثير من أصحاب مالك والشافعي وأحمد.
والقول الثاني أن الله عدل لا يظلم لأنه لم يُرد وجود شيء من
[تفسير آيات أشكلت: 1/446]
الذنوب لا الكفر ولا النفاق ولا غير ذلك بل العباد فعلوا ذلك بغير مشيئة كما فعلوه عاصين لأمره وهو لم يخلق شيئًا من أفعال العباد لا خيرًا ولا شرًا بل هم أحدثوا أفعالهم فاستحقوا العقوبة عليها فإذا عاقبهم بأفعالهم لم يظلمهم.
وهذا قول القدرية من المعتزلة وغيرهم وهؤلاء عندهم لا يتم تنزيهه عن الظلم إن لم يجعل غير خالق لشيء من أفعال العباد بل ولا قادر على ذلك بل يشاء ما لا يكون ويكون ما لا يشاء إذ المشيئة عندهم بمعنى الأمر.
وهؤلاء والذين قبلهم تناقضوا تناقضًا عظيمًا وقد روي عن طائفة من التابعين موافقة هؤلاء.
والقول الثالث أن الظلم وضع الشيء في غير موضعه والعدل وضع كل شيء في موضعه فهو سبحانه حَكم عَدْل لا يضع الأشياء إلا في مواضعها اللائقة بها لا يضع شيئًا في غير موضعه بل إنما يضعه في موضع يناسبه وتقتضيه الحكمة والعدل فلا يفرق بين متماثلين ولا يسوي بين
[تفسير آيات أشكلت: 1/447]
مختلفين ولا يعاقب إلا من يستحق العقوبة فيضعها موضعها لما في ذلك من الحكمة والعدل وأما أهل البر والتقوى فلا يعاقبهم البَتة.
قال تعالى {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} وقال {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الآيات.
قال ابن الأنباري الظلم وضع الشيء في غير موضعه يقال ظلم الرجل سقاءه إذا شرب منه وسقى منه قبل أن يخرج زبْدَه.
قال الشاعر:
وَصَاحِب صِدْق لم يَنلنِي شِكايَة... ظلمْت وَفِي ظلمِي لهُ عَامِدًا أجْرُ
[تفسير آيات أشكلت: 1/448]
أراد بالصاحب وَطب اللبن وظلمه إياه أن يسقيه قبل أن يخرج زبده.
والعرب تقول هو أظلم من حَيَّة لأن الحية تأتي الجحر الذي لم تحفره فتسكنه ويقال ظلم الماء الوادي إذا وصل منه إلى مكان لم يكن يصل إليه فيما مضى ذكر ذلك أبو الفرج بن الجوزي.
وكذلك قال البغوي أصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه وقاله غيره.
والعرب تقول من أشبه أباه فما ظلم أي ما وضع الشبه في غير
[تفسير آيات أشكلت: 1/449]
موضعه.
فعدل الرب أصل يتعلق به جميع أنواع العلم والدين فإن جميع أفعال الرب ومخلوقاته داخلة في ذلك وكذلك أقواله وشرائعه وكتبه المنزلة وما يدخل في ذلك من مسائل المبدأ والمعاد ومسائل النبوات وآيات الأنبياء والثواب والعقاب ومسائل التعديل والتجوير وغير ذلك وهذه الأمور مما خاص فيها جميع الأمم.
وما ذكرناه من هذه الأقوال الثلاثة يضبط أصول الناس فيه ويبين أن القول الثالث هو الصواب وبه يتبين أن كل ما يفعله الرب فهو عدل وأنه لا يضع الأشياء إلا في مواضعها فلا يظلم مثقال ذَرَّة ولا يجزي أحدًا إلا بذنبه.
[تفسير آيات أشكلت: 1/450]
قوله {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}.
لا يملك الإنسان غير سعيه ولا يستحق غيره وإن كان قد يحصل له نفع بفضل الله وبرحمته وبدعاء غيره فإنه قد عرف أن الله يرحم كثيرًا من الناس من غير جهة عمله لكن ليس له إلا ما سعى.
وقوله {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى}.
فقوله {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى} يقتضي أن المنبأ بذلك يجب عليه تصديق ذلك والإيمان به لأنه مما أخبر به محمد صلى الله عليه وسلم مصدقًا لإبراهيم وموسى كما ذكر ذلك في آخر سورة سَبِّحْ {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} وهذا يقتضي ثلاثة أصول:
الأول ألا تزر وازرة وزر أخرى.
الثاني أن ليس للإنسان إلا ما سعى.
[تفسير آيات أشكلت: 1/451]
الثالث أن سعيه سوف يُرى ثم يُجزاه الجزاء الأوفى.
فالأصل الأول أن ذنب الإنسان لا يحمله غيره وهو قوله {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أي لا يحمل أحد عن أحد من ذنبه شيئًا.
الثاني أنه ليس للإنسان إلا سعيه وهو قوله {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}.
الثالث أنه يُجزاه الجزاء الأوفى.
وهذه أصول الإيمان بالوعد والوعيد والثواب والعقاب وهي نتيجة الإيمان بالأمر والنهي والمعاد بل نتيجة الجزاء في الدنيا والآخرة.
وقد غلط في هذه الأصول من غلط فأخفهم غلطًا من غلط في الأصل الأول من السلف والخلف فأنكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الميت ليعذب ببكاء
[تفسير آيات أشكلت: 1/452]
الحي عليه.
[تفسير آيات أشكلت: 1/453]
وقد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم عمر وابن عمر وأبو موسى والمغيرة بن شعبة وغيرهم وظنوا أنه مخالف للقرآن لتوهمهم أن الميت يحمل وزر النائحة وهو غلط فإن النائحة تعذب عن نياحتها ولا يحمل الميت شيئًا من وزرها ولكن هو يعذب بنياحتها فيصل إليه ألم بسبب نياحتها كما قد
[تفسير آيات أشكلت: 1/454]
يعذب الإنسان في الدنيا بأمور من غير عمله كالروائح المؤذية والأصوات المنكرة والأمور المفزعة وهذا مما يتعذب به الميت والحكم فيه كحكم سائر ما
[تفسير آيات أشكلت: 1/455]
يتعذب به بعد الموت مثل مساءلة منكر ونكير وتقريعهما وغير ذلك وليس يحمل الميت من وزر الحي شيئًا.
وأعظمهم غلطًا الذين غلطوا في الأصل الثالث وهو جزاء الإنسان بعمله فمنهم من أحبط حسناته بالكبيرة الواحدة وخلده في النار أبدًا ومنهم من قال إذا ترجحت سيئاته على حسناته خلد في النار أبدًا.
وأوسطهم غلطًا الذين غلطوا في الأصل الأوسط وهو قوله {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} فظنوا أن المراد أن الإنسان لا ينتفع إلا بسعيه فقط.
[تفسير آيات أشكلت: 1/456]
فإذا قيل ليس لزيد مال إلا كذا ولا يملك إلا كذا لم يكن ذلك نفيًا لانتفاعه فإن انتفاع الإنسان بإحسان غيره إليه وبإحسان الله ابتداءً إليه كثير في الدنيا والآخرة.
ومن المعلوم بالتواتر أن الميت ينتفع بصلاة المسلمين عليه وبدعائهم وبشفاعة الرسول.
[تفسير آيات أشكلت: 1/457]
والحي أيضًا ينتفع بالدعاء والصدقة وغير ذلك مما جاءت به الأحاديث الصحيحة وأجمع السلف على أكثرها.
وليس هذا مناقضًا للآية ولا مخصصًا لعمومها ولا هي مختصة بشرع من قبلنا بل حكمها شامل للأمة التي بعث إليها محمد صلى الله عليه وسلم كما شمل من قبلهم.
فهو ثابت في حق من أرسل إليه ولو لم يكن ثابتًا لم يكن في قوله {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى} فائدة فإنه إنما قال ذلك إنباء لهذا المنبأ وغيره فهو شامل له ولغيره وأيضًا فإن هذا خبر من الرسولين الكريمين إبراهيم وموسى وهما خبران عامَّان والأخبار لا تنسخ ولا تختلف شرائع الأنبياء في الأخبار المجردة.
فالآية على ظاهرها الحق ومفهومها الصدق لا على المعنى الفاسد.
[تفسير آيات أشكلت: 1/458]
وقد ذكر أبو الفرج بن الجوزي فيها ثمانية أقوال:
أحدها أنها منسوخة بقوله {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} فأدخل الأبناء الجنة بعمل الآباء وصلاحهم قاله ابن عباس ولا يصح لأن لفظ الآيتين لفظ خبر والأخبار لا تنسَخ.
قلت اللفظ المنقول عن ابن عباس رواه علي بن أبي طلحة الوالبي
[تفسير آيات أشكلت: 1/459]
عنه وقد قيل إنه لم يسمعه منه بل من أصحاب ابن عباس قال فأدخل الله الأبناء بصلاح الآباء الجنة ولم يذكر نسخًا ولو ذكره فمراد الصحابة بالنسخ المذكور في قوله {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} وهو فهم معنى الآية على غير الصواب والمراد بها.
فقد بيَّن ابن عباس أنه لم يرد بهذه الآية أن الإنسان لا ينتفع بعمله غيره فإن الأبناء انتفعوا بعمل آبائهم فهذا نسخ لما فهم منها لا لما دلت عليه وهذا القول المنقول عن ابن عباس أحسن ما قيل فيها وقد ضعَّفهُ من لم يفهمه.
وسائر الأقوال فيها ضعيفة جدًا وقد نقل البغوي هذا عن ابن عباس وقال هذا منسوخ الحكم في هذه الشريعة لهذه الأمة ولم يقل ابن عباس هذا وما أكثر ما يحرف قول ابن عباس ويغلط عليه.
والقول الثاني قاله عكرمة أن المراد به قوم إبراهيم وموسى وأما هذه
[تفسير آيات أشكلت: 1/460]
الأمة فلهم ما سعوا وسُعِي لهم وهذا ضعيف لأن الله إنما ذكر هذا ليختبر به هذه الأمة كما تقدم وليعلموا أن هذا حكم شامل ولو كان هذا مخصوصًا بالأمتين لم تقم به حجة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وجميع المسلمين يحتجون بما في هذا فمن أين لهم أن تلك الأمم لم تكن تنفعهم الصدقة عنهم بعد الموت؟!
وقد بَيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنا إذا قلنا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أصابت كل عبد صالح لله في السماء والأرض
[تفسير آيات أشكلت: 1/461]
والأنبياء يُصَلى عليهم فتصيبهم الصلاة ونحن إذا ذكرنا الصالحين قبلنا ترَحَّمنا عليهم وذلك واصل إليهم وليس من سعيهم ومازال الدعاء والشفاعة نافعين لجميع الأمم فإبراهيم وموسى والأنبياء قد دعوا للصالحين من قومهم وهو نافع لهم وليس من سعيهم والملائكة يستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين ممن مضى ومن بقي.
[تفسير آيات أشكلت: 1/462]
قال:
والقول الثالث أن المراد بالإنسان هاهنا الكافر وأما المؤمن فله ما سعى وسعي له قاله الربيع بن أنس.
قلت وهذا أيضًا ضعيف جدًّا فإن الذي في صحف إبراهيم وموسى لا يختص به الكافر وقوله بعده {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} الآيات يتناول المؤمن قطعًا وهو ضمير الإنسان بل لو قيل إنه يتناول المؤمن دون الكافر لكان أرجح من العكس مع أن حكم العدل لا فرق فيه بين مؤمن وكافر وما استحقه المؤمن بخصوصه فهو بإيمانه ومن سعيه.
والقول الرابع ليس للإنسان إلا ما سعى من طريق العدل وأما من باب الفضل فجائز أن يزيده الله ما شاء قاله الحسين
[تفسير آيات أشكلت: 1/463]
ابن الفضل وهو أمثل من غيره من الأقوال ومعناه صحيح لكنه لم يفسر الآية فإن قوله {لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ} ننفي عام فليس له إلا ذلك وهذا هو العدل ثم إن الله قد ينفعه ويرحمه بغير سعيه من جهة فضله.
والقول الخامس أن {ما سعى} بمعنى ما نوى.
قلت هذا ليس قولا في محل الاشتباه وإنما هو تفسير للفظ
[تفسير آيات أشكلت: 1/464]
السعي والسعي هو العمل ونية الخير يثاب عليها وإن لم يعملها وأما إذا هَمَّ بالشر فلا يعاقب عليه إلا أن يعمله والإنسان قد ينتفع بما لم ينو كانتفاعه بالصدقة عنه بعد موته والحج وغير ذلك.
والقول السادس ذكره الثعلبي في الآخرة فإنها خير للمؤمن.
[تفسير آيات أشكلت: 1/465]
قلت وهذا لا يدل عليه قوله {لِلْإِنْسَانِ} فليس في هذا اللفظ تخصيص الكافر ولا تخصيص الجزاء بالدنيا ولو سكت من لا يدري قلَّ الخلاف.
قال والسابع {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} بمعنى وأن ليس عليه إلا ما سعى قاله ابن الزاغوني.
قلت وهذا القول من أرذل الأقوال فإنه قلب لمعنى الآية.
القول الثامن أنه ليس له إلا سعيه غير أن الأسباب مختلفة فتارة يكون سعيه في تحصيل قرابة وولد يترحم عليه وصديق يدعو له وتارة يسعى في خدمة أهل الدِّين والعبادة فيكسب محبة أهل الدِّين فيكون
[تفسير آيات أشكلت: 1/466]
ذلك سببًا حصل بسعيه حكاه والذي قبله أبو الحسن بن الزاغوني.
قلت وهذا أمثل من غيره وقد استحسنه وَرَجحَه جدِّي أبو البركات وهو أيضًا ضعيف فإنه قد ينتفع بعمل غيره من لم يحصل سببًا كأولاد المؤمنين.
وابن عباس كان أعلم من هؤلاء كلهم ذكر أن آية الأولاد تبين المراد وتنسخ ما ألقاه الشيطان إلى هؤلاء الذين فهموا من القرآن ما لم يدل عليه وإذا كانت الجنة يبقى فيها فضل يدخلها من لم يوحد في الدنيا ولا عمل في الآخرة فكيف يظن أن الله لا يرحم أحدًا إلا بسعيه بل الله يرحم العباد بغير سعيهم أعظم مما يرحمهم بسعيهم وسعي العبد الذي هو له أيضًا من فضل الله ورحمته فإنه سبحانه هو الذي مَنَّ عليه به.
[تفسير آيات أشكلت: 1/467]
وكل من احتج بهذه الآية على نفي الحج انتقض قوله بالصدَقة ولفظها يتناولهما معًا ومن احتج على نفي الصيام انتقض عليه بالحج والصدقة.
وحقيقة الأمر أن الآية لم تكن عمدتهم فيما قالوه لكن ذكروها احتجاجًا واعتضادًا لا اعتمادًا عليها.
وإذا قال قائل منهم هي عامة في موارد الاجتماع والنزاع فإذا خصت صورة بقيت دالة على غيرها.
قيل وحينئذ فتخص أيضًا موارد النزاع بدليله فإنه لا يقال بانتفاع الميت بعمل إلا بدليل وبسط هذا له موضع آخر والله سبحانه أعلم.
[تفسير آيات أشكلت: 1/468]


التوقيع :
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اتفق, فصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir